مقدمات واعتبارات خاصة ..(خاص بالنصارى)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقدمات واعتبارات خاصة ..(خاص بالنصارى)



    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
    اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    اللهم اغفر لى ولوالى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب

    التشوه والفساد

    هناك فرق كبير بين الكفر والإيمان ولكن في كثيرا من الأحيان يستقل البشر قطار الضلال لينقلهم من الإيمان إلى الكفر وقد حدث ذلك كثيرا فى الماضى والحاضر , وإذا انتقل البشر من الإيمان إلى الكفر مع هذه الفرق الشاسع فإنهم يمكن أن ينتقلوا ببساطة شديدة إلى ما هو دونه و بالتالي إذا كان فساد العقيدة وارد فان تشوهها يكون أكثر ورودا ,لنا فيما حدث لقوم نوح عليه السلام شاهد , فعندما حدث الطوفان لم يبقى على ظهر الأرض احد إلا من امن مع نوح عليه السلام وهم من كانوا على متن السفينة وعندما انتهى الطوفان كانوا هم كل سكان الأرض ومع مرور الزمن ماذا حدث ؟ , انتقلوا إلى الكفر مرة أخرى تدريجيا ابتداء بالتشوه وانتهاء بالفساد .

    ولقد وردت قصة نوح والطوفان في الإصحاحات من السادس إلى التاسع من سفر التكوين وجرت أحداثها على النحو التالي :

    رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض، فحزن أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه، وعزم على أن يمحو الإنسان والبهائم والدواب والطيور عن وجه الأرض، وأن يستثني من ذلك نوحاً لأنه كان رجلاً باراً كاملاً في أجياله، وسار نوح مع الله ........... وتزداد شرور الناس، وتمتليء الأرض ظلماً، ويقرر الرب نهاية البشرية، ويحيط نوحاً علماً بما نواه، آمراً إياه بأن يصنع فلكاً ضخماً، وأن يكون طلاؤها بالقار والقطران من داخل ومن خارج، حتى لا يتسرب إليها الماء، وأن يدخل فيها اثنين من كل ذي جسد حي، ذكراً وأنثى، فضلاً عن امرأته وبنهيه ونساء بيته، هذا إلى جانب طعام يكفي من في الفلك وما فيه.. تكوين 6: 1 ـ 22.
    و يكرر الرب أوامره في الإصحاح التالي فيأمره أن يدخل الفلك ومن معه ذلك لأن الرب قرر أن يغرق الأرض ومن عليها بعد سبعة أيام ذلك عن طريق مطر يسقط على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة، ويصدع نوح بأمر ربه فيأوي إلى السفينة ومن معه وأهله، ثم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء، واستمر الطوفان أربعين يوماً على الأرض.
    و تكاثرت المياه ورفعت الفلك عن الأرض وتغطت المياه، ومات كل جد كان يدب على الأرض، من الناس، والطيور والبهائم والوحوش وبقي نوح والذين معه في الفلك حتى استقرت الفلك على جبل أرارات.

    ولا يعقل أن يقبل الإنسان حدوث فساد كلى لقوم نوح وغيرهم من المؤمنين الذين كانوا في الأمم السابقة ويرفض اى اتهام له في عقيدته بالتبديل أو التغيير والتحريف لا يخرج عن كونه فساد جزئي .

    وان أصر على موقفه فليثبت العكس ويأتي بدليل مادي يثبت عدم حدوث اى تشوه لعقيدته او تحريف لكتابه لعدم وجود اى عامل يمكن ان يساعد فى ذلك او يقننه يكون متوافق مع الثوابت الإنسانية والعقلية والكونية و غير متوافق مع هواه لان هوى الذات الإنسانية لا يمكن أن يكون حكما ولنا في قوم نوح مثال وبالاخص إذا اعتبرنا خداعه لذاته وان لم يكن فتكيفه مع الفساد الذي يجعله من ناحية أخرى يستحسن الباطل ويستقبح الحق وهو متيقن بأنه في منأى عن أن يكون تحت اطار الخداع , ولكن في الحقيقة ذلك لن يخرجه عن إطار الخداع لان الخداع في هذه الحالة سوف يكون ملتصقا بالمشاعر والأحاسيس ورؤيتها للقبيح على انه حسن وللحسن على انه قبيح.

    واخيرا لا ننسى ان وجود الأنبياء والمرسلين مرتبط بهداية الضال وإصلاح المعوج والضلال لا يكون إلا بعد هدى والضال لا يمكن أن يعلم بضلاله فهو يظن انه في الطريق الصواب وهو يسلك فى الحقيقة الطاريق الخاطىء .
    يبع بعون الله

    التعديل الأخير تم بواسطة ابن النعمان; 24 ينا, 2013, 11:16 ص.

  • #2
    مشوشات الحقيقة
    (1)
    التكيف الفكرى والوجدانى

    اذا كان التكيف من الأدوات عظيمة الفائدة التي تحافظ على حياة البشر والمخلوقات ضد قسوة الطبيعة وغيرها من الظروف التي تستدعى تغير في بيولوجية الإنسان.
    قانه في بعض الأحيان يؤدى الى إضرار جسيمة تجعل للتكيف تأثير سلبي بجانب تأثيره الايجابي ..
    حيث ان التكيف يمكن ان يحدث مع الفساد أو مع الأفكار الهدامة والعقائد المشوهة ..
    وهذا تاثير سلبى فادح لكونه يتعلق بأهم مصير للإنسان (المصير الابدى) ..
    و التكيف الفكري والوجداني لن يحتاج لإجراء تجارب لإثباته ..
    لأننا نراه في كل صاحب دين وضعي يرى انه على حق والجميع على باطل ..
    رغم الفساد الظاهر على كل ما يعتقد .

    تعليق


    • #3

      (2)
      التقليد
      يمكننا ان نعلم مدى العلاقة الوطيدة بين التقليد وعدم الاذعان للحق من تعريفه :
      فالتقليد هو قبول قول الغير بلا حجة او برهان ..
      ويتحقق هذا التعريف فى إجابة لا يشذ عنها كل ضال عند دعوته إلى الهدى والطريق القويم سواء كان هندوسي او بوذي او وثنى او او الخ .. أوردها القرآن الكريم مرارا في أكثر من سورة و آية .
      ففى سورة لقمان :
      (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ))
      وفى سورة البقرة :
      ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) ))

      تعليق


      • #4
        عندما يجتمع التكيف مع التقليد

        (1)

        رؤية الحق باطل والباطل حق

        التكيف اذا اضفنا له التقليد يمكن له بالفعل أن يشوشر على الحشوة الفطرية للإنسان وهذا التشوش يمكن ان يؤدى به الى رؤية الحق باطل والباطل حق ..
        ويكفينا يقينا فى حدوث التكيف النشأة والتربية وقبل ذلك الولادة و المهد وعليه لا يمكن ان نسلم أو نعتبر اى رأى أو وجهة نظر لهذا الإنسان متعلقة بواقعه ..
        فلا مناص إذن من تحكيم شيء أخر ..
        ولن نجد إلا الثوابت الإنسانية والعقلية والكونية ولا شيء غيرها لنبتعد عن هوى الذات الإنسانية ونتجنب جرف تيارات العصبية والتكيف مع الفساد والجهل وخداع النفس أو الآخرين .



        (2)

        الاطمئنان الزائف

        "في علم النفس يدل تعبير "التكيف" على ترابط البعد الإنساني بين مراحل نمو النزعة الاجتماعية والنزعة الذاتية فلا يجعل مجالا لحدوث صراع داخلي أو فضاء لتأنيب الضمير أو فرصة لمراجعة الفطرة باعتبار أن النزعة الذاتية تمثل الفطرة إلى سوف تتكيف مع النزعة الاجتماعية التي تمثل التغيرات الطارئة علي الفطرة إلى الحد الذي يمكن أن يؤدى إلى تشويهها وخروجها عن الصواب. ويرى "جان بياجيه" أن المجتمع هو نتاج التأثير الذي يمارسه جيل على جيل قادم، وهذا التأثير يحصل بفعل النقل والتكوين بواسطة التربية باعتبارها عملا خارجيًا يمارسه كبار السن على الشباب. هذا العمل يكيّف تدريجيًا الأفراد الشباب مع المجتمع، ويدمجهم في مجموعة اجتماعية متجانسة وهذا ما يجعلهم متضامنين مع تاريخ هذه المجموعة ومع أخلاقها. ويلاحظ أن نمو الطفل وتطوّره الذهني (من الذكاء الحسي المحرّك إلى الذكاء التمثيلي، ومن الذكاء التمثيلي إلى مستوى التفكير الملموس والفرضي الاستنباطي) يجعل نموه يعزز تكيفه مع الجماعة".

        [دور التكيّف الاجتماعي في تغير الخطاب الثقافي - صحيفة الرياض اليومية – ناصر الحجيلان ]

        وعلى ذلك تكون قدرة الطفل الصغير على التكيف مع مناقضات العقل والفطرة وما يترتب عليهما من قبول لمعتقدات مشوهة و أفكار هدامة ليس لها حدود .

        "و يرى علماء التربية أن إحساس الطفل بالأمن والاستقرار والمحبة سوف يسهل له عملية التكيف والتوافق المطلوبين من كل عضو من أعضاء الاسرة او المجتمع مع العلم بان الأسرة سوف تمثل البيئة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل ".

        [مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة]

        "ومن تعريفات التربية أنها عملية التكيف بين المتعلم وبيئته، وبعبارة أخرى أن هدف التربية كعملية ملاءمة، هو تكييف الكائن الحي مع مشاكل البيئة" .

        [المرجع السابق]

        وقد تكون هذه المشاكل مشاكل فكرية او عقائدية .

        "وأيا كانت هذه التعريفات فإنها كما قلنا لم تخرج عن المفهوم الذي تعارفت الأجيال عليه من أنها العمل على بناء الإنسان منذ طفولته ليكون إنسانا سويا في جوانبه العقلية والروحية والصحية والنفسية والجسدية في ضوء الديانة أو الفلسفة التربوية التي تؤمن بها أمة ما والعقيدة التي تحيا بها بصرف النظر عن صحة تلك العقيدة أو فسادها"

        [المرجع السابق ]

        وبذلك لن يشعر الطفل بالتشوه او الفساد .

        "وتربط الباحثة مارغريت ميد (Margaret Mead) بين التكيف وبين التأقلم الثقافي، الذي يعني التعلم والتطبيق للثقافة ضمن سيرورة دمج الفرد في مجموعة جديدة، على اعتبار أن التأقلم مرحلة أولية تمثل الاستجابة التي يكره المرء عليها بسبب ظروف العيش مع المجموعة " .

        [دور التكيّف الاجتماعي في تغير الخطاب الثقافي - صحيفة الرياض اليومية – ناصر الحجيلان ]

        ومن ما سبق نجد ان الإنسان قابل للتعايش (( إذ يمكن ان نعبر كل كل المعاني السابقة بلفظ تعايش )) مع كل مناقضات العقل والفطرة بكل ما تحمله من شذوذ وشطح ونطح وتطرف فكرى وديني واجتماعي وخروج عن القيم والمبادئ ونقل كل ما هو فيه من رأى الضلال إلى الأجيال التالية ثم تثبيتهم عليها حتى وان استخدم الإكراه فى ذلك او الخداع بتشويه الحق وتزيين الباطل مما يجعل الطرف الأخر يستجيب ليس إلا لظروف العيش مع المجموعة أو لسوء فهمه أو وضع ثقته فى غير محلها لا عن فهم او اقتناع .
        التعديل الأخير تم بواسطة ابن النعمان; 24 ينا, 2013, 12:18 م.

        تعليق


        • #5


          عند وجود مشكلة فى التعايش


          تبرير المعتقدات الخاطئة و خداع النفس

          خداع النفس من ناحية علم النفس (Self Deception) هو تلك الطريقة التي نتبعها لتضليل أنفسنا بغرض قبول ما هو زائف أو غير موجود على أنه حقيقي. وهو باختصار طريقنا لتبرير المعتقدات الخاطئة.

          [محمد الباتع - مجلة الحوار المتمدن - العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 ]

          والتبرير لا يمكن ان يأخذ به فى الاعتقاد لارتباطه دائما بضعف الموقف والهروب من المسئولية ولا يمكن ان تكون هناك اعتقادات متعلقة بأحكم الحاكمين محشوة بالتهافت و المهانة تحتاج دائما إلى التبرير والتفسير وليس لها عمل الا فتح أبواب للشكوك والحيرة

          تعليق


          • #6
            كيف نبتعد عن التشويش

            (1)

            يجب ان يضع الباحث عن الحق الاعتبارات السابقة نصب عينية ويقرر ذلك بالاجابة عن ما يلى :
            هل ان مطمئن ام متكيف ؟
            هل انا متيقن من صحة ما نقل الى ام مقلد ؟

            تعليق


            • #7


              (2)

              النافذة الاخرى
              يقول الدكتور مصطفى محمود فى "رحلتى من الشك الى الايمان" و تقودنا عملية الإدراك إلى إثبات أكيد بأن هناك شيئين في كل لحظة .. الشيء المدرك و النفس المدركة خارجه .
              و ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا يقف على عتبة منفصلة و خارجة عن هذا المرور الزمني المستمر .
              و لو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبداً .. و لا نصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئاً و إنه لقانون معروف إن الحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها .
              لا يمكن أن تدرك الحركة و أنت تتحرك معها في الفلك نفسه .. و إنما لا بد لك من عتبة خارجية تقف عليها لترصدها .. و لهذا تأتي عليك لحظة و أنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته .. لا تستطيع إدراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى الرصيف الثابت في الخارج
              و بالمثل لا يمكنك رصد الشمس و أنت فوقها و لكن يمكنك رصدها من القمر أو الأرض .. كما أنه لا يمكنك رصد الأرض و أنت تسكن عليها و إنما تستطيع رصدها من القمر .
              و هكذا دائماً .. لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها (.......)
              و أنت تدرك مرور الزمن لا بد أن تكون ذاتك المدركة خارج الزمن . و هي نتيجة مذهلة تثبت لنا الروح أو الذات المدركة كوجود مستقل متعال على الزمن و متجاوز له و خارج عنه . (رحلتى من الشك الى الايمان – مصطفى محمود ص26 , 37 )
              وعلى اساس ما قاله الدكتور مصطفى محمود لكى يبتعد الانسان عن اختلاط الامور , فلا يرى الحق باطل والباطل حق او يقنن الخداع لنفسه ولغيره لابد ان يبتعد عن نفسه ليراها من نافذة اخرى ..
              ليتاكد بانه مقتنع غير مقلد , مطمئن غير متكيف , موضوعى لا متعصب .
              والمسلم يتوفر له ذلك بدرجة كبيرة لم تتوفر لاحد اخر تجعله يرى نفسه من العديد من النوافذ تجعله ينفصل تماما عن الذات ..
              فيرى نفسه رؤية واضحة بعيدا عن التكيف والتقليد والعصبية التى تشوشر على رؤية للحقيقة ف وتلبسه اطمئنان زائف .
              فيرى نفسه من نافذة المستشرقين الذين انتهجوا منهج الحق والانصاف ..
              فمحمد صلى الله عليه وسلم هو اعظم عظماء التاريخ (مايكل هارت ) والاسلام دين الفطرة ( هبيرد شان) والكتب السابقة لا تزن اكثر من اية من ايات القرآن (موريس بوكاى) ..
              و يرى نفسه من خلال الانتشار الكاسح للاسلام فى الغرب بين رجال الدين المسيحى والادباء والفلاسفة والعلماء والمفكرين والمشاهير ورجال السياسة من امثال مالكوم اكس ومحمد على كلاى وجارودى وكريم عبد الجبار و بنجامين كلدانى وغيرهم, انتشار بعيدا عن القوة و النصب الخداع وتقمص الادوار كما يحدث فى القنوات التبشرية .

              تعليق


              • #8


                العلاقة بين التعصب والتقليد

                تعصب الانسان لما تربى ونشأ عليه من معتقدات او رؤيته اياها اصح الصحيح يكاد ان يكون طبيعة معوجة فى الانسان وان لم يكن فى الحقيقة كذلك يكفى لعلاجها المعرفة والاعتبار ولا علاقة له بخطأ او صواب هذا المعتقد والدليل على ذلك ان كل اصحاب الديانات الوضعية والوثنية من هندكيون وبوذيون وطاويون ومجوس وغيرهم ينظرون لدياناتهم ومعتقداتهم نفس هذه النظرة مما لا يجعل مجالا للتمييز فى هذا الكرنفال العظيم الا للعقل ولا شىء سواه بالاضافة الى ان التعصب الديني لا يختلف في شيء البتة عن أي تعصب آخر سواء أكان قومياً أو طائفياً أو قبلياً أو وطنياً أو مناطقياً أو عرقياَ .
                وعلم النفس يؤكد على ذلك فى دراسته لسيكولوجية التعصب و نفسيه التعصب الاعمى ليظهر لنا بان التعصب لا يخرج عن كونه طبيعة معوجة فى الانسان تحركها بواعث نفسية قد تكون فى بعض الاحيان مرضية لا علاقة لها بصحيح او خاطىء .
                فعلم النفس الحديث : "يعرِّف التعصب بأنه "اتجاه نفسي لدى الفرد يجعله يدرك موضوعاً معيناً أو فرداً آخر غيره أو جماعة من الناس أو طائفة أو مذهباً (إدراكاً إيجابياَ محباً) أو (إدراكاً سلبياً كارهاً) دون أن يكون لطبيعة هذا الإدراك بجانبيه ما يبرره من المنطق أو الأحداث أو الخبرات الواقعية او الثوابت المطلقة" ووفقاً لهذا التعريف، فإن المتعصب عندما يقوم بإدراك موضوع ما (رؤية عقدية مثلا) إدراكاً إيجابياً متعاطفاً معها فإنه لا يأخذها على أنها مجرد أحد المعطيات النسبية للحياة الإنسانية، أو أنها مجرد رأي ينضاف إلى آراء أخرى عديدة لكل منها الحق في خوض غمار تأويله الخاص لذلك الموضوع المثار، لا بل إنه حينما يدركها إدراكاً إيجابياً محباً فسينظر إليها باعتبارها حقيقة وحيدة كاملة ناصعة البيان دامغة الحجة لا تضاهيها حقيقة أخرى في تماهيها مع المطلق، أما عندما يدركها في جانبها السلبي (رؤى الآخرين المخالفة) فسيراها ثاويةً في أقصى يسار الحقيقة عارية من كل ما يمت إليها بصلة، متفاصلة مع كل ما يتصل بالخير أو الجمال أو الفاعلية أوالإبداع الإنساني مفاصلة نهائية لا رجعة فيها، ويترتب على تلك النظرة (اللاواعية) أنه سيعتبر كل من يشاركه الإدراك بجانبيه (الإيجابي تجاه رؤيته المذهبية والسلبي تجاه رؤى الآخرين) فهو السعيد سعادة لن يشقى بعدها أبدا، بنفس الوقت الذي يرى فيه كل من لا يشاركه إدراكه ذلك على أنه هالك لا محالة.
                من هنا فالتعصب كما يرى عالم النفس العربي الدكتور مصطفى زيور "ظاهرة اجتماعية لها بواعثها النفسية" وبالتالي فيمكن أن تتعدد مظاهرها بدون أن يغير ذلك من ظاهريتها الاجتماعية البحتة، فالتعصب الديني مثلاً لا يختلف في شيء البتة عن أي تعصب آخر سواء أكان قومياً أو طائفياً أو قبلياً أو وطنياً أو مناطقياً أو عرقياَ، فكلها صور وتشكلات لظاهرة اجتماعية واحدة لكل صورة منها بواعثها النفسية الداخلية، ومن هذا المنطلق - أعني اجتماعية ظاهرة التعصب - فقد تناول علم النفس الحديث الاتجاهات التعصبية على أساس دراسة جذورها ومكوناتها البيئية والثقافية التي عملت على تعميقها وتضمينها (اللاشعور) الفردي، وهو ما يعني أنها ليست صفة بيولوجية تنتقل تأثيراتها عبر المورثات الجينية من جيل إلى جيل، إنها ببساطة شديدة ظاهرة من ظواهر الاجتماع البشري يستطيع الناس اكتسابها وفق شروط ثقافية واجتماعية معينة" .
                اذن هناك اشياء كثيرة تعمى البصر والبصيرة فتجعل الانسان يرى الحق باطل والباطل حق وتعصب الانسان اكبر دليل على ذلك اى عدم اعتبار العقل والثوابت والمنطق , فعدم اعتبار الانسان للثوابت والمنطق واعمال العقل يجعله فى حالة من اللاوعى لن يفلح فيها الاعتذار.

                "لذا يرفض الإسلام لاعتباره ذلك أخذ الأمور عن طريق التقليد الأعمى، ويطلب أخذها عن طريق المعرفة والاقتناع وهذا لا يتأتى إلا بعد الانفتاح على مجمل الآراء ومعرفة الصواب منها عن طريق اعمال العقل.
                ومن هنا تأتي فتاوى العلماء بضرورة الإيمان بالأصول عن طريق الاستدلال والبرهنة وفي ذلك إعطاء الفرد فسحة ومتسعاً من الحريــــة فـــي الإيمان وعــدمه كما يـــقرر ذلك القرآن (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.. ) وبهذا تكون حرية الاختيار حق مكفول للجميع (ولو شاء ربك لأمن من في الأرض جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) وقوله تعالى (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات.. ).
                وقراءة سيرة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) تحقق لنا ما ذكره القرآن من الدعوة لحرية الرأي وسيرته العملية دليل صدق على ذلك، فقد احترم الرأي الآخر ولم يقلّل من شأنه كما في قوله تعالى (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) ولم يعمل على إسقاطه والتاريخ يحدثنا عن دخول النبي (صلى الله عليه وسلم) في حوارات ولقاءات مع الرأي الآخر كما في قصة المباهلة مع وفد نصارى نجران، بل أقر لهم العمل بدياناتهم ـ مع غض النظر عن فسادها وصلاحهاـ والزمهم بما التزموا به من عقائدهم ومعاملاتهم...
                وقد رفض النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يعاقب أحد على دينه يهودياً كان أم نصرانياً، ولذا تجد أهل الديانات الأخرى انخرطوا في الدفاع عن المسلمين رغم تباعد الديانة والثقافة كما في قضية سهيل بن عمرو، عن الواحدي في كتابه المغازي حين فتح المسلمون مكة أرسل ابنه عبدالله إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يطلب له جواراً فلما التقى عبد الله بالنبي (صلى الله عليه وسلم) قال تؤمن أبي يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال نعم هو آمن بأمان الله فليظهر لعمري أن سهيلاً له عقل وشرف وما مثل سهيل جهل الإسلام.. فخرج عبد الله إلى أبيه فأخبره فكان يقبل ويدبر وهو أمن دون أن يسلم بل وخرج بعد ذلك في جيش النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى حنين وهو على شركه حتى اسلم بعد ذلك في الجعرانه".

                ولقد حذر الانجيل من السير وراء اصحاب الغرائب والاعاجيب اذا كان ما يدعون اليه مناقض للعقل والفطرة كما ورد فى سفر التثنية (13 : 1-5 ) (اذا ظهر بينكم نبى او صاحب احلام وتنبأ بوقوع آية او اعجوبة فتحققت تلك الاية او الاعجوبة التى تنبأ بها ثم قال هلم نذهب وراء الهة اخرى لم تعرفوها ونعبدها فلا تصغوا الى كلام ذلك النبى او صاحب الاحلام لان الرب الهكم يجربكم ليرى ان كنتم تحبونه من كل قلبوبكم ومن كل وانفسكم اما ذلك النبى او الحاكم فانه يقتل )

                والتجريب والاختبار لا يمكن ان يكون فى العقل لسبب بسيط وهو انتشار الكثير من الديانات الوضعية التى لا يمكن معرفة بطلانها وفسادها الا بالعقل فاذا سار الدين السماوى هو الاخر على نفس المنهاج بمخالفته للعقل لاستحال تمييزه مما يؤدى الى اختلاط الحابل بالنابل ولا يمكن ان تكون الحقيقة حكرا على من ولد او نشأ عليها ومحرمة على المتعطش لها او الباحث عنها كما انها لم يمكن ان تكون محكومة بمتغيرات .
                __________________
                التعديل الأخير تم بواسطة ابن النعمان; 25 ينا, 2013, 08:30 ص.

                تعليق


                • #9

                  الحقيقة بين الثوابت والمتغيرات

                  هناك الكثير من المتغيرات الموجودة في الإنسان كالذكاء ودرجة الفهم والمحبة والكراهية يستخدمها الإنسان من حماقته كضوابط في حكمه على الأشياء مما يجعله يحيد في أحيان كثيرة عن الصواب لأنه من الطبيعي خطأ وصواب الأشياء او حقيقتها لا يمكن أن يكون محكوما بمتغيرات , يختلف فيها كل إنسان عن الآخر فتكون النتيجة النسبية في كل شيء , فمتغيرات مثل الذكاء والفهم والمحبة والكراهية والقناعة والرضا , تختلف في درجتها من إنسان لآخر فهناك العبقري , وهناك الغبي , هناك من يحب شىء , وهناك من يحب شىء اخر , لذا فهي لا تصلح بأي حال من الأحوال لبيان خطأ الأشياء أو صوابها ... تشوه الأشياء أو فسادها , فمحب اللون الأحمر سوف يختار اللون الأحمر , ويرفض ما عداه , ومحب اللون الأزرق سوف يختار اللون الأزرق , ويرفض غيره من الألوان, و الغبي بدوره يمكن أن يرفض الصواب لعدم فهمه ,(مع التفريق بين غير المقبول وغير المفهوم ), والمتكيف مع الفساد سوف يرى الحق باطل والباطل حق والمقلد سوف يعتبر تقليده لأبيه وجده مسلمات لا يمكن الشذوذ عنها فهي اصح الصحيح, وهذا ينطبق على البوذي والهندوسي والطاوي ومن كان على شاكلتهم , والمتعصب سوف يجمع بين العمى والعمه عمى البصر والبصيرة ولن يهمه البحث عن حق أو حقيقة بل إثبات خطأ ما عليه الاخرون بعيدا عن الثوابت والعقل والتعقل وهكذا.

                  تعليق


                  • #10

                    مظاهر التهافت

                    (1)

                    التبرير

                    التبرير لشىء ما سوف يؤكد وجوده ويقرر حدوثه واستغرب كيف ياتى الانسان بتبرير لشىء لينسب له شىء اخر مناقض تماما لما بدا من حقيقته تحت الثوابت العقلية والانسانية والكونية بالنسبة للطرف المضاد او الخصم فمثلا اذا كان الواقع المرير للانسان على ظهر الارض يثبت حدوث العقاب لادم فمن غير الطبيعى ان انفى القوى بالضعيف انفى التفسير او التبرير والظن بالواقع المرأى او الحجة والبرهان العقلى .
                    فاذا كان الانسان يمكن ان يبرر لنفسة اعتقاد خاطىء مع انه مناقض لعقله وفطرته وطبيعته السوية حتى يخدع نفسه اوالاخرين مع تجاهل حدوث تشويه او تغيير او تحريف لاصول اعتقاده او حتى احتمال ذلك مما يوجب عليه التحرى والبحث لمعرفة الحق من الباطل لقبوله فمن الطبيعى ان يرفضه الخصم لنفس السبب ويكفى فى رفضه القياس على الاول والسير على نفس المنهج للطرف المعادى من باب لا يفل الحديد الا الحديد بجانب التناقض السابق هذا بالاضافة الى عدم وجود اى شبهة لخداع النفس بالنسبة للخصم لان الخصم لم يخرج عن اطار الحجة والبرهان والواقع المرئى الذى يؤكدون حقيقة جلية الى التبرير والتفسير الذى لا يمكن ان تتوارى عنه الحقيقة عن الانظار فى نفس الوقت الذى كان فيه بعيدا تماما عن مخالفة العقل اومنافرة الفطرة او الجدال العقيم والسفسطة .
                    اذن التفسير الذى يعتد به فقط هو التفسير التالى للجج والبراهين العقلية والنقلية وفى ذلك وقاية من خداع النفس اوخداع الاخرين .

                    وعن التبرير يقول مايكل نوفاك :
                    "عندما تستعير من جهدك الخاص تكون أقدر على تفسير ذاتك، أما إذا استعرت أو سرقت من غيرك فأنت مضطر إلى التبرير، و التبرير يقتضي إبداء الأعذار، و كلما زادت الأعذار، تراجعت احتمالات الحقيقة. هكذا يقول المنطق". (1)
                    [محمد الباتع - مجلة الحوار المتمدن - العدد: 1639 - 2006 / 8 / 11 ]

                    ولن يفلح الهروب من الحقيقة أو تجاهلها إلا إذا أمكن للإنسان أن يتجاهل فوهة سحيقة بدون أن يسقط فيها ويدفع بنفسه ثمن هذا التجاهل وأسوأ ما في الأمر انه هو الملام .
                    والشىء الوحيد المستفاد من التبرير هو الاعلام بضعف الموقف والتهافت اللا محدود ولا يمكن إن تكون هذه هى صفات العقيدة الالهية اساسا اواصول .
                    واذا اجتمع التبرير مع التفسير فالاصل سوف يكون هو الخطأ أو على احسن الظروف خطأ يحتمل الصواب حتى يظهر الصواب بطريق اخر وليس هناك طريق لمعرفة الصواب بدون إن يكون هناك احتمال للخطأ الا طريق واحد وهو طريق الحجة والبرهان .

                    _______________________


                    (1) العقائد النصرانية فى مجملها اقتباسات وثنية معلومة المصادر " فعقيدة التثليث عرفت منذ مئات السنين قبل الميلاد فى مصر والهند والجزيرة العربية وغيرها كما أن تأليه البشر كان أمرا عاديا فى العراق القديم ومصر والإمبراطورية الرومانية وغيرها من الشعوب الوثنية ، كذلك عقيدة الإله المخلص الذي يموت ثم يبعث من الأموات كانت عند المصريين وإلهم أوزوريس وعند البابليين والههم بعل والفرس وإلههم مثرا وعند الهنود وإلههم كرشنا .
                    وقد كان التحول عن الوثنية إلى المسيحية لم يكن انتقالا إلى جو غريب تمام الغرابة أو شعورا بانقلاب باغت مفاجئ.
                    إذا شابهت طقوس الديانة المسيحية وأسرارها المقدسة ما للديانة القديمة من طقوس وأسرار يقول جون تولاند:
                    إن الاعتقاد بإله ذى شخصية يرجع إلى الوثنية وإن الناس يضفون مجدا إلهيا على مخلوقات من جنسهم.
                    ويقول فونتنل: لا أجد فرقا بين الوثنيين والمسيحيين ، فالمسيحية تأبى نسبة حقائقها إلى الوثنيين ، والوثنيون أورثوا المسيحيين أخطاءهم واخيرا يقول فشر أن المسيحية لم تأت بجديد فقد ورثت العهد القديم عن اليهودية وأخذت الأسرار الكنسية المقدسة عن الديانات السرية ، يضاف إلى ذلك أن القول بوجود واسطة بين الله والناس أمر مألوف عند الفرس وأهل الأفلاطونية الحديثة سواء..
                    "
                    عن كتاب تأملات فى الاناجيل والعقيدة - الدكتور بهاء النحال

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 يوم
                    ردود 0
                    10 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                     
                    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 2 أسابيع
                    ردود 0
                    23 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة زين الراكعين  
                    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
                    ردود 0
                    54 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة زين الراكعين  
                    ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
                    ردود 3
                    44 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة زين الراكعين  
                    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
                    ردود 0
                    14 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                    بواسطة *اسلامي عزي*
                     
                    يعمل...
                    X