يوميات "فيس بوكي" !

[(((ساره)))]

( وبعد يومين وفي بيت ياسمين )

( ياسمين تبكي وصوت متقطع ) : مش عارفة أتنفس بجد ..

( علياء ) : ايه يا بنتي فيه ايه ..

( والدة ياسمين ) : متخفيش مش هيحصل حاجة اهدي بس ..

( ياسمين وقد أغرقتها الدموع تمامًا ) : لا لا لا أنا حاسة .. فيه حاجة هتحصل .. مش عارفة .. قلبي مقبوض حاسة فيه حاجة هتحصل .. احساسي زاد قوي

( علياء بتهكم ) : كل ده عشان "مرسي" ؟ ما يمكن ييجي اللي أحسن منه

( ياسمين ) : ده صراع عقيدة يا علياء .. انتي ليه مش قادرة تفهمي حرام عليكي افهمي لما الشيعة والكنيسة والعلمانيين يحشدوا .. ده يبقى اسمه ايه

صدقوني الناس واخدة وعد من المجلس العسكري .. القوة اللي هما فيها دي مش طبيعية .. هو السيسي ده كلامه الأخير كان معناه كده كأنه بيقول لهم انزلوا ما بالكم بقى باللي بيتقال من ورا الكواليس والكلام اللي قاله بعد كده باين خالص انه انقلاب !

( والدة ياسمين ) :مش هيحصل حاجة متخافيش .. هو تلاقيه بيقول كده بس عشان يكسب الجميع ..

( ياسمين وقد زاد بكاءها وبصوت متقطع ) : لأ هيحصل هيحصل هيحصل أنا قلبي حاسس ( ياسمين تلتقط أنفاسها ) : انتوا متخيلين ان المؤسسة العسكرية تسمح لرئيس إسلامي وتهنيه على كرسي ؟ الجيش عاوز يحكم صدقوني ، ده كأنهم بيقولوا إزاي واحد إسلامي يحكم واللي حكموا قبل كده عسكر .. ازاي نسمح له يحكم ونهنيه على كرسي .. أصلًا السيسي ده بيتكلم بصفته مين أفهم ؟!

دول بيحتقرونا .. أنا مش بثق في أي موسسة تمنع اللحية أو النقاب .. أنا بكرة المؤسسة دي وبكره وزارة الدفاع والمخابرات الحربية .. بجد .. ( ياسمين تبكي بحرقة )

( علياء وقد بدت عليها الرأفة بحال ابنة خالتها .. ثم أخذتها لحضنها وصارت تمسح على رأسها ) : طيب اهدي طيب .. اهدي عشان خاطري خلاص أنا مش هنزل معاهم .. بس عشان أقعد معاكي لكن أنا مش مقتنعة وضد "مرسي" كلية .

( ياسمين ترفع رأسها مبتسمة ومازالت الدموع تغرق وجنتيها ) : بجد ؟ ( ياسمين تلتقط أنفاسها ) : بجد مش هتنزلي ؟

( علياء ) : لا يا ستي مش هنزل .. ارتاحتي بقى ؟

( ياسمين تضحك والدموع مازالت تنساب من عيونها ) : أنا غرقتك خالص ( ياسمين تلتقط أنفاسها ثم تضحك ) : بقيتي مليانة دموع .. أحسن بقى

( علياء تضحك ) : كمان ؟ ايه شغل الأطفال ده ؟!

يتبع بإذن الله ..

[(((ساره)))]

( صبيحة 30 يونيو ) ..

( والدة "باسمين" بلهجة قلقة ) : ربنا يعدي النهارده على خير .. النصارى وإن كان عددهم مش كبير بس ممكن يملوا التحرير خاصة وإن فيه منهم مسافر مخصوص من المحافظات بأوامر كنسية ..

( ياسمين شاردة ولا ترد ) ..

( والدة "ياسمين" تلتفت لها ) : انتي مش معايا خالص ..

( ياسمين بضيق ) : معلش يا ماما سامحيني بجد أنا فعلًا مخنوقة .. قلبي مقبوض جدًا .. حاسة بحاجة مش مريحاني ..

( والدة "ياسمين" وقد بدت جادة ) : بصي .. هو لو عدى النهاردة إن شاء الله على خير .. يبقى خلاص كله تمام

( "ياسمين" بضيق ودون أن تنظر لوالدتها ) : أنا اللي تاعبني إني مش بس قلبي مقبوض .. أنا كمان متوقعة إنه هيعمل إنقلاب لأن هو لو مش هيعمل مكنش لمح للناس انهم ينزلوا .. والخطاب اللي قبله كان في منتهى الخبث اللي ظاهر منه إنه بيدي الأمان للفريقين أو إنه بيشجع اللعبة الحلوة وعلى الحياد .. ينزلوا والشاطر اللي يغلب .. لكن في الحقيقة لهجته فيها تهديد مبطن ..

( والدة "ياسمين" بدهشة ) : بالعكس .. أنا حسيت إنه بيطمنا يعني كأنه بيقول لنا الجيش مع إرادة الجماهير وكده ..

( ياسمين ) : ما هو أي جماهير بقى ؟! اللي انتخبوا "مرسي" والا اللي نازلين 30 يونيو ؟ وبعدين هو المفروض يبقى عنده مبدأ ويحدد موقفه .. هو لو نيته خيرعلى فكرة كان قال بصراحة إنه مع الرئيس وبيحترم إرادة الناس اللي انتخبته .. لكن معنى إنه بيتبع مبدأ : الشاطر اللي يغلب يبقى هو مغرض وفيه في دماغه حاجة ..

( والدة "ياسمين" وقد بدت عليها إمارات القلق ) : طيب مش يمكن بيقول كده مثلًا عشان يبان إنه محايد ومش ضد حد على حد ؟

( "ياسمين تومئ برأسها بالرفض ) : للأسف مش حاسة كده خالص .. هو هيبين إنه محايد ليه أصلًا وهيخاف من مين ؟ الكلام ده مثلًا لو الرجل فاسد زي مبارك والا بيقتل في الناس أو الناس اللي نازلة ليها طلبات معقولة .. لكن دول نازلين عاوزين يعزلوه في اليوم اللي هيكمل فيه سنة في الحكم .. يعني احنا اللي معانا الحق فهو بتاع ايه يقف على الحياد ( ظاهريًا ) إلا لو كان بغرض ؟! ده حتى توقيت اختيار اليوم نفسه بيزود الشك عندي ..!

( وفي المساء )

( والدة "ياسمين" متهللة الأسارير ) : الحمد لله الأعداد بتاعتنا أكبر واللي في التحرير مش كتير قوي .. أهو اليوم قرب يخلص أهو .. هتعدي ومفيش حاجة هتحصل بإذن الله ..

( وفي هذه الأثناء كانت "ياسمين" تنظر للتلفاز بشرود وبعيون ساكنة لا حراك فيها ، سوى من غشاء رقيق من الدمع صار يسمك شيئًا فشيئًا إلى أن فاض .. ثم .. سقطت قطرة ! ) ..

( يتبع بإذن الله ) ..

[(((ساره)))]

( وبعد منتصف الليل ) ..

( علياء بتهكم ) :يعني مشوفناش بيانات من السيسي ولا حصل إنقلابات ولا حاجة يا ست "ياسمين" .. بيتهيألي بقى مفيش داعي دلوقت لدور الراهبة اللي انتي معيشة نفسك فيه .. اهي واضح انها تمثيلية من السيسي الاخواني مع زمايله المتأسلمين .. متمثليش بقى !

( ياسمين تنظر لعلياء وقد همت أن تنطق بشئ ثم حولت عينيها بملل في اتجاه آخر )

( علياء بغيظ لـ "بسنت" ) : شايفة شايفة بتستفزني ازاي ؟ ( علياء لـ "ياسمين" ) : مش قوي كده يا "ياسمين" متشمتيش قوي كده ..

( ياسمين بصوت خفيض مجهد ) : فيه ايه بس ؟ مين قال لك أصلًا إني شمتانة والا إني اطمنت أصلًا ؟! "علياء" أنا فعلًا تعبانة ومرهقة مش قادرة أتكلم بجد ..

( وفي صبيحة يوم التالي ) ..

( ياسمين مبتسمة ) : صباح الخيـر ..

( بسنت مازحة ) :يا صباح الفل .. الغزالة راقت أهي الحمد لله ..

( ياسمين تبتسم وبنظرة ذات معنى لـ "بسنت" ) : عشان مبتسمة يعني ؟ لا أنا مازلت على نفس الحالة أصلًا .. بس لسه قارية حالًا بوستات لنصارى على الفيس دلوقت خلتني ضحكت وضربت كف على كف ..

( علياء وقد فقدت أعصابها ) : شايفة بقى انتي بتتريقي إزاي ؟

( ياسمين ) : فيه ايه يا "علياء" ؟! فيه ايه بجد ؟! مبشوفكيش تنفعلي كده يعني على حاجة تخص مسلم .. مالك فيه ايه مش كده بجد !

( علياء بارتباك وكأنها لم تسمع شيئًا ) : ودي بوستات ايه دي اللي ضحكتك قوي كده بقى ؟!

( ياسمين ) : الناس دول مش عندي أصلًا على الفيس بس لقيت ناس من عندي معلقين عندهم .. بيقولولك بقى ايه يا ستي .. بيقولوا لازم نعزل "مرسي" عشان نحقق مبادئ ثورة يناير

( علياء بسخرية ) : طيب ما عندهم حق طبعًا .. ايه اللي بيضحكك في كده ؟!

( ياسمين بحزم ) : وهما كانوا شاركوا أصلًا في ثورة يناير ؟! كل الكنايس بدون استثناء دعت لعدم الخروج ضد مبارك أصلًا .. واحنا هنروح بعيد ليه .. ثواني ( ياسمين تنصرف لدقائق ثم تعود حاملة حاسوبها )

( علياء تنظر لشاشة حاسوب "ياسمين" ) : ايه ده ؟

( ياسمين ) : شوفي الفيديو ده .. رأس الكنيسة .. مين ؟ "شنودة" بنفسه بقى .. بيقول لك كنائسنا حافظت على أنه لا يخرج شخص واحد للتظاهر أو للانضمام للجماعات المخربة ( ياسمين تضحك )

( علياء تشاهد الفيديو ثم ترد بعد صمت بلهجة غاضبة تخفي حرجها ) : بفرض .. يمكن فاقوا وعرفوا غلطهم ..

( ياسمين تبتسم بثقة ) : توء .. الحقيقة إن الكنيسة ضد أي حاجة مع الإسلام على طول الخط .. أثبت لك .. انتِ عارفة إنه حرام المسيحي يخرج يتظاهر ضد "مرسي" أصلًا في عقيدته ؟ وإن حسب عقيدتهم ربهم هو اللي اختار "مرسي" رئيس وبالتالي مينفعش يعترضوا عليه ؟

( علياء بدهشة ) : مش فاهمة !

( ياسمين ) : فيه نص في رسالة "بولس لأهل رومية بيحرم مقاومة الحاكم لأنه باختيار الرب حسب اعتقادهم ( ياسمين تضحك ) : الخروج على الحاكم حرام عندهم .. آه والله بجد ! (*)

لا ده اللي ضحكني بقى أكتر إنهم مش بيصفونا إلا بالخرفان ..

( علياء بتكلف ) : متزعليش مني يا "ياسمين" : انتوا فعلًا بتمشوا وراهم من غير ما تفكروا وبتقدسوا الأشخاص بطريقة غريبة جدا ..

( ياسمين تبتسم بثقة وبنظرة ذات معنى ) : قصدك بنعبد الأصنام يعني ؟ اممم .. طيب .. أنا هثبت لك مين اللي بيعبد الأصنام ومش بس كده ( ياسمين تضحك ) : وبيعبد الخروف كمان !

( يتبع بإذن الله ) ..
______________

(*) 1 لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ،
2 حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً.
3 فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ،
4 لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ.
5 لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ.
6 فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ.

رسالة "بولس" إلى أهل "رومية" اصحاح 13

[نصرة الإسلام]

( ياسمين ) : فيه ايه يا "علياء" ؟! فيه ايه بجد ؟! مبشوفكيش تنفعلي كده يعني على حاجة تخص مسلم .. مالك فيه ايه مش كده بجد !

ما أكثر هذه النماذج الآن بين عامة المسلمين ،
وما ذاك إلا مظهر من مظاهر ميوعة عقيدة الولاء والبراء في القلوب بكل أسف ..
فعند كل ما يخص الإسلام تخرس الألسنة بل ولا يكاد يُشغل البال أصلاً !! أما أن يُمَس نصراني بكلمة فنرى العجب العُجاب من هؤلاء !!


حتى كثير من "كبراء" المسلمين الآن معظمهم على هذه الشاكلة
حين يُتطاول على حياض الإسلام - في الداخل أو الخارج - إذا بهم وقد خرست ألسنتهم ، بينما إن مُست شعرة من نصراني إذا بهم يجرون مهرولين إلى الكنيسة ليلتمسوا الرضا ويقدموا الاعتذارات ، حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم
من أصدق الهتافات التي سمعتها بالأيام القليلة المنصرمة عن شيخ الأزهر وأشباهه : "مش عايزينه .. مش عايزينه . عمره ما دافع يوم عن دينه"


ولعلنا لم ننس بعد الخبل الذي أصاب الكثيرين بعد صعود الإسلاميين للحكم فنجدهم تثور ثائرتهم لأجل المحافظة على حقوق المخمورين والمتبرجات والفنانين والمطربين وصاحبات المايوهات في ظل احتمالية تحكيم الشريعة الإسلامية !!
وأصبحوا ينسجون الفخاخ لأضياف البرامج بخصوص تلك المسائل ليُظهروا الشريعة في لباس التشدد والتحجر والتخلف ، وأصبحت الشريعة موقوفة على قدرتها على حماية حقوق هؤلاء الأراذل وعقائدهم وتقاليدهم !!
فيما يخص الإسلام وتحكيم الشريعة تشمئز قلوب هؤلاء فيما إن ذُكِر العهر والانحلال وما يخص العقائد الأخرى إذا هم يستبشرون !!


ووصل الأمر الآن إلى إباحة دماء المسلمين بل والحض على إزهاق أرواحهم وسفك دمائهم
نعم "كبراء" المسلمين مَن يفعلون ذلك !!
إن كان هذا هو حال الـ "كبراء" فكيف بالعوام كـ "علياء" ومن كان على شاكلتها ؟! حسبنا الله ونعم الوكيل
صحيح أن المحنة شديدة لكن من أهم مِنَحِها غربلة الصفوف ، وفضح الخبثاء ، فبالمخلصين يتحقق النصر
قال الله عز وجل : [لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ]


شكر الله لكِ يا سارة ..

[أحمد.]

فيما يخص الإسلام وتحكيم الشريعة تشمئز قلوب هؤلاء فيما إن ذُكِر العهر والانحلال وما يخص العقائد الأخرى إذا هم يستبشرون !!

{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47)} (الزمر)

[(((ساره)))]

ما أكثر هذه النماذج الآن بين عامة المسلمين ،
وما ذاك إلا مظهر من مظاهر ميوعة عقيدة الولاء والبراء في القلوب بكل أسف ..
فعند كل ما يخص الإسلام تخرس الألسنة بل ولا يكاد يُشغل البال أصلاً !! أما أن يُمَس نصراني بكلمة فنرى العجب العُجاب من هؤلاء !!


حتى كثير من "كبراء" المسلمين الآن معظمهم على هذه الشاكلة
حين يُتطاول على حياض الإسلام - في الداخل أو الخارج - إذا بهم وقد خرست ألسنتهم ، بينما إن مُست شعرة من نصراني إذا بهم يجرون مهرولين إلى الكنيسة ليلتمسوا الرضا ويقدموا الاعتذارات ، حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم
من أصدق الهتافات التي سمعتها بالأيام القليلة المنصرمة عن شيخ الأزهر وأشباهه : "مش عايزينه .. مش عايزينه . عمره ما دافع يوم عن دينه"

أحسنتِ حبيبتي "نصرة الإسلام" .. طلب مودة أهل الكتاب والتبرؤ من المؤمنين بدافع عقدي من خصال المنافقين أعاذنا الله وإياكِ ..
وللأسف ليسوا بقلة فعلًا ، ورغم أن منابر الإعلام معهم بإمكانياتها .. إلا أنني أثق بموعود الله وأنه غالب على أمره ومتم نوره ولو كرهوا هم ومن والوهم ..

ولعلنا لم ننس بعد الخبل الذي أصاب الكثيرين بعد صعود الإسلاميين للحكم فنجدهم تثور ثائرتهم لأجل المحافظة على حقوق المخمورين والمتبرجات والفنانين والمطربين وصاحبات المايوهات في ظل احتمالية تحكيم الشريعة الإسلامية !!
وأصبحوا ينسجون الفخاخ لأضياف البرامج بخصوص تلك المسائل ليُظهروا الشريعة في لباس التشدد والتحجر والتخلف ، وأصبحت الشريعة موقوفة على قدرتها على حماية حقوق هؤلاء الأراذل وعقائدهم وتقاليدهم !!
فيما يخص الإسلام وتحكيم الشريعة تشمئز قلوب هؤلاء فيما إن ذُكِر العهر والانحلال وما يخص العقائد الأخرى إذا هم يستبشرون !!


ووصل الأمر الآن إلى إباحة دماء المسلمين بل والحض على إزهاق أرواحهم وسفك دمائهم
نعم "كبراء" المسلمين مَن يفعلون ذلك !!
إن كان هذا هو حال الـ "كبراء" فكيف بالعوام كـ "علياء" ومن كان على شاكلتها ؟! حسبنا الله ونعم الوكيل
صحيح أن المحنة شديدة لكن من أهم مِنَحِها غربلة الصفوف ، وفضح الخبثاء ، فبالمخلصين يتحقق النصر
قال الله عز وجل : [لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ]

وليتهم يعصون الله ويصمتوا ، بل إن منهم من يفتري الكذب على الله - وهو يعلم أنه كاذب - ويحلل ويحرم وفقًا لما يقتضيه هواه .. كمن كان يحفظ كتاب الله ثم انسلخ واستغل ما كان معروف عنه في الماضي وأخذ يبث سمومه ويفتري على الله الكذب ويقول أن الحجاب ليس بفرض وأشهد الله أنني أبغضه فيه ..
والأخرى - التي أبغضها في الله - التي تحل زواج المسلمة من نصراني .. ويذهبون للاحتفال مع النصارى بأعيادهم بل وتلاوة صيغ صلواتهم بل وأيضًا قد يصل الأمر للمشاركة في المعتقد نفسه .. كالأول الذي قال في احتفال النصارى بالقيامة المزعومة : "اخرستوس انستي" والثانية التي كانت تدافع عن سر الاعتراف في النصرانية وتفتري الكذب على فريضة الجهاد في الإسلام .. وللأسف هناك كثرة من هؤلاء منتشرون بين المسلمين يبثون سمومهم ويضلونهم ويفتنوهم في دينهم وضحايا هؤلاء هم ضعفاء الإيمان من محبي الدنيا والجهلاء بدينهم للأسف !

وهناك أيضًا من يبدو بمظهر إسلامي وينشر ضلالاته ويستحل دماء المسلمين المستضعفين ويضع اللوم عليهم بل ويسبهم بدلًا من أن يقول كلمة عدل عند سلطان جائر ولا يكتفي بذلك بل يوالي أعداء الإسلام ويتودد لهم ..

الحرب على المؤمنين شديدة .. الله أسأل أن نكون منهم والله نسأل الثبات .. وعزائي أن الزبد يذهب جفاء ولا يمكث في الأرض إلا ما ينفع الناس ولنا في قصص الأقوام السالفة عبر وعظات .

شكر الله لكِ يا سارة ..

آمين وآياكِ غاليتي سعدت بمرورك العطر .

[(((ساره)))]

( "ياسمين" تنحي الحاسوب جانبًا ثم تعتدل في جلستها ) : بصي يا ستي .. مفكرتيش مرة تسألي نفسك ليه مسميين الإسلاميين بالخرفان تحديدًا ؟

( "علياء" بضيق ) : لا عمري بصراحة .. أهو أي حاجة في قطيع وخلاص .. هيكون ليه يعني ؟!

( "ياسمين" ترد بسرعة ) : ايشمعنى الخرفان بالذات ؟!

( علياء بملل ) : حاضر هبقى أخليهم يسموكم المرة الجاية "أسراب الحمام" بلاش خرفان عشان متزعليش .. خلصي يا "ياسمين" قولي اللي عاوزة تقوليه !

( "ياسمين" محاولة أن تتحلى بالصبر بالكاد ) : ببساطة لأن أكتر الصفحات اللي بتهاجم التيار الإسلامي واللي نشرت اللفظ ده القائمين عليها نصارى متخفيين تحت أسماء إسلامية عشان لما يهاجموا الناس تقول فيه مسلمين أهو معارضين بقوة ومش عاوزين شريعة .. هتلاقي أغلبهم بيهاجم شعائر الإسلام وحاجات في صلب العقيدة الإسلامية بطريقة مبطنة ، وهتلاقي شتايم فيها للشيوخ بألفاظ بقى .. هتلاقي بالأب والأم وحاجات كده ..

( علياء حانقة ) : ايــه اللي بتقوليه ده ؟! ايه علاقة كلمة "خرفان" بالصفحات بالمسيحيين ؟! هو انتي مش وراكي شغلانة غيرهم ؟! شيليهم من دماغك بقى !

( "ياسمين" تهب واقفة ثم تنصرف للمكتبة القريبة من مقعدها ثم تعود حاملة كتابًا وقد فتحته على صفحة ما ) : ببساطة حضرتك لأنه مكتوب في كتابهم إن المسيح وصف أتباعه بالـ "خرفان" .. اقري !

( علياء تلتقط الكتاب من "ياسمين" بارتباك ثم تمر بنظرة سريعة على النص )

( ياسمين دون أن ترفع عينيها من على ابنة خالتها ) : لأ اقري بصوت عالي سمعيني وسمعي "بسنت"

( علياء بحرج وارتباك بالغ تبدأ في القراءة ) :

ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ .. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: "ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا" .. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «اصْرِفْهَا، لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا ( وهنا بدى الارتباك واضحًا على "علياء" ففهمت "ياسمين" ذلك وقاطعتها محفزة إياها على التكملة )

( ياسمين تبتسم وتنظر لـ "علياء" بترقب ) : هه أيوه ..؟

( "علياء" تكمل القراءة بنبرة مترددة ) : فَأَجَابَ وَقَالَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ

( "ياسمين" بحماس ) : ده مش بس كده .. دول كمان بيقولوا إن الخروف هو ملك الملوك ورب الأرباب .. حاشا لله وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا (*)

( "بسنت" تنظر لعلياء دون حراك لترقب ردود أفعالها ثم تهم بالرد ) : وده أكيد اللي بيفسر الحاجز النفسي اللي بين النصارى وبين الخرفان .. لأنه مرة كتابهم بيقول على ربهم كده ومرة ربهم نفسه اللي هو المسيح هو اللي بيوصفهم بالخرفان ..

( "ياسمين" تومئ لبسنت بالوافقة ) : بالظبط كده يا "بوسي" تمام بجد ..

( "علياء" بارتباك متحاشية نظرات "ياسمين" و"بسنت" ) : أيوه بس بردو مش لازم يكونوا مسيحيين يعني اللي طلعوها عليكم

( ياسمين ) : يا حبيبتي لما تبقى صفحة كل القائمين عليها بيسبوا الدين وليل نهار بيشتموا في الشيوخ وبيدفعوا عن النصارى وبيستشهدوا من أعداد في كتبهم وفي الآخر لما حد يشك فيهم يسبوا لهم الدين ويقولوا لهم : "احنا مسلمين بس وسطيين" وكأنهم متعمدين يشوهوا صورة المسلمين والإسلام .. يعني ألفاظ وسب دين وقلة أدب وتشويه في الإسلام وتلميع في النصارى ومعتقدهم ومفيش اي حاجة اصلا في كلامهم بتدل على إنهم مسلمين وفي الآخر بيقولوا مسلمين .. غير إن فيه ألفاظ معينة بيقولوها استحالة يقولها غير مسيحي أصلًا منها استعمالهم الكتير لكلمة "خرفان" دي أصلًا لأن أكتر النصارى عندهم مشكلة عقدية مع الخرفان فبيلجأوا لحيلة تحويلية من غير ما يا خدوا بالهم وبيسقطوا اللفظ ده على أي حد بسمت إسلامي حسدًا من عند أنفسهم !

( "علياء" وقد تملك الحرج منها تمامًا ) : طيب .. طيب وايه موضوع الأصنام ده ؟

( "ياسمين" تسند رأسها على راحة يدها ) : هقول لك حاضر من عينيا ..

( بسنت ) : بس لحظة هو يعني ايه : "ابنتي مجنونة جدًا" دي ؟! هو فيه جنان نص نص وجنان جدًا ؟!

( يتبع بإذن الله ) ..

_____________

(*) هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ»

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 17: 14

[نصرة الإسلام]

( "ياسمين" محاولة أن تتحلى بالصبر بالكاد ) : ببساطة لأن أكتر الصفحات اللي بتهاجم التيار الإسلامي واللي نشرت اللفظ ده القائمين عليها نصارى متخفيين تحت أسماء إسلامية عشان لما يهاجموا الناس تقول فيه مسلمين أهو معارضين بقوة ومش عاوزين شريعة .. هتلاقي أغلبهم بيهاجم شعائر الإسلام وحاجات في صلب العقيدة الإسلامية بطريقة مبطنة ، وهتلاقي شتايم فيها للشيوخ بألفاظ بقى .. هتلاقي بالأب والأم وحاجات كده ..

نعم هؤلاء نصارى أو ملحدون متخفون تحت أسماء إسلامية
هذا الأمر رأيته بعيني بصفحة من أكبر الصفحات الكارهة للإخوان على الفيس بوك [هذا ما يزعمونه لكن حقيقتهم أنهم كارهون للإسلام ويتخذون من "الإخوان" ستاراً للطعن على الدين]
فهذه الصفحة تعدى أعضاؤها نصف المليون بكل أسف ، وقرأتُ بنفسي بوست لأحد الأدمنز لهذه الصفحة وهو يسب الدين ثلاث مرات في نهار رمضان رداً منه على شخص ما ساعتها ، لدرجة أن أعضاء الصفحة الذين لهم توجه معادٍ للإخوان أيضاً أنكروا عليه واستنكروا هذا الفحش والبغي ممن يدَّعي الإسلام ويسب الدين ثلاثاً وهو صائم بنهار رمضان !!

هذه الصفحة المنحطة تبث الأكاذيب - التي تصل إلى حد الهبل والاستخفاف بالعقول - لكن مرتاديها وطنوا أنفسهم على قبول تلك الأكاذيب مهما ناقضت العقول ، فهم يريدون أي إثبات لإلصاق كل نقيصة وعيب بالإسلاميين والتحكيم بالشريعة حتى لو كان الإثبات زائفاً واهماً .. لا يهم .. المهم أن يطمئنوا ضمائرهم ولو بالكذب والبهتان !!

القائمون على هذه الصفحة يتلفظون بألفاظ غاية في البذاءة - وكذلك مرتادوها - ويدَّعون الوسطية الإسلامية السمحة !!
يطالبون بفصل الدين عن السياسة بدعوى صيانة الدين الطاهر عن قذارات السياسة !!
إنتبه يا مسلم فهؤلاء إما نصارى أو ملحدون فلا تجعل كرهك للإخوان يلغي عقلك ويطمس ضميرك ، وإلا فإن فقدت عقلك وضميرك فثالثهم سيكون دينك ، فارجع قبل يفوت الأوان وتندم وقت لا ينفع الندم ..

[(((ساره)))]

نعم هؤلاء نصارى أو ملحدون متخفون تحت أسماء إسلامية
هذا الأمر رأيته بعيني بصفحة من أكبر الصفحات الكارهة للإخوان على الفيس بوك [هذا ما يزعمونه لكن حقيقتهم أنهم كارهون للإسلام ويتخذون من "الإخوان" ستاراً للطعن على الدين]
فهذه الصفحة تعدى أعضاؤها نصف المليون بكل أسف ، وقرأتُ بنفسي بوست لأحد الأدمنز لهذه الصفحة وهو يسب الدين ثلاث مرات في نهار رمضان رداً منه على شخص ما ساعتها ، لدرجة أن أعضاء الصفحة الذين لهم توجه معادٍ للإخوان أيضاً أنكروا عليه واستنكروا هذا الفحش والبغي ممن يدَّعي الإسلام ويسب الدين ثلاثاً وهو صائم بنهار رمضان !!

هذه الصفحة المنحطة تبث الأكاذيب - التي تصل إلى حد الهبل والاستخفاف بالعقول - لكن مرتاديها وطنوا أنفسهم على قبول تلك الأكاذيب مهما ناقضت العقول ، فهم يريدون أي إثبات لإلصاق كل نقيصة وعيب بالإسلاميين والتحكيم بالشريعة حتى لو كان الإثبات زائفاً واهماً .. لا يهم .. المهم أن يطمئنوا ضمائرهم ولو بالكذب والبهتان !!

القائمون على هذه الصفحة يتلفظون بألفاظ غاية في البذاءة - وكذلك مرتادوها - ويدَّعون الوسطية الإسلامية السمحة !!
يطالبون بفصل الدين عن السياسة بدعوى صيانة الدين الطاهر عن قذارات السياسة !!
إنتبه يا مسلم فهؤلاء إما نصارى أو ملحدون فلا تجعل كرهك للإخوان يلغي عقلك ويطمس ضميرك ، وإلا فإن فقدت عقلك وضميرك فثالثهم سيكون دينك ، فارجع قبل يفوت الأوان وتندم وقت لا ينفع الندم ..

نعم حبيبتي هناك صفحة - لم أشأ أن ذكر اسمها - ولا أعلم هل هي التي تقصدينها أم أخرى ، فعلًا الأدمنز فيها ألفاظهم غاية في الانحطاط الإخلاقي ومن خلال احتكاكي بحوارات نصارى المنتديات وما أعلمه عنهم في منتدياتهم أستطيع تمييز أسلوب النصراني في الحديث عن غيره خاصة في الألفاظ المستخدمة .. هذا الغل غالبًا لا يخرج إلا من نصراني حاقد !

وإن اكتشفتي أن أحد هؤلاء يحمل اسم نصراني ستجدينهم يدعون الإلحاد وهم كذبة ومدعون .. إذ أنه إن كان أحدهم ملحد فعلًا فلماذا يهاجم الإسلام "تحديدًا" ويترك النصرانية التي يزعم أنه تركها إلى الإلحاد ؟!

ولماذا يهاجم ويسب الشيوخ "تحديدًا" ويترك القساوسة وهو يزعم أنه هجر قاسوسته إلى الإلحاد إلا لو كان ليس بملحد أصلًا ولكنه نصراني صميم !

هذه ولا شك من حيل عديم الحجة .. إما أن يدعي أنه مسلم ليبث سمومه ويشوه صورة المسلمين أو يتنصل من نصرانيته "ظاهريًا" حتى يتيسر له سب الإسلام بأريحية محاولًا أن يرتدي عباءة المحايد ( وهو كاذب ويميل ميلًا عظيمًا ولا شك ! )

الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة .. عقيدتنا قوية بذاتها لا نقويها بكذب ولا نروج لها بكذب كما يفعل غيرنا .. والحمد لله أن المؤمن متفرس ينظر بنور الله فما يلبث أن يُخدع حتى يعود ليرى الأمور على حقيقتها سريعًا ولله الحمد ..

بارك الله حبيبتي "نصرة الإسلام" وجزاكِ خيرًا .

[(((ساره)))]

( والدة ياسمين ) :خالتكم نادية جاية الليلة إن شاء الله واحتمال تبات والله أعلم ..

( بسنت بقلق ) : جاي معاها أولادها ؟

( والدة ياسمين ) : "شيرين" و"حازم" بس هما اللي جايين عشان "هاني" عنده شغل

( بسنت بضيق ) : مش كانت تيجي لواحدها .. عموما أهو الحمد لله إن "هاني" مش جاي ..

( ياسمين ) : طيب وانتِ زعلانة ليه يا "بوسي" ؟

( بسنت بحنق ) : يعني انتِ مش عارفة ؟

( علياء بتحفز ) : آه .. آه بقى .. ما هي لازم طبعًا تبقى تقيلة على قلبك يا ست "بسنت"

( ياسمين ) : يا حبيبتي دي صلة رحم كتر خيرها إنها جاية تزورنا ..

( علياء ) : قوليلها .. قوليلها يا "ياسمين" ..

( وفي المساء وعند باب البيت .. )

( والدة ياسمين ) : أهلًا يا حبايبي اتفضلوا ..

( شيرين ) : آه .. مش ممكن يا خالتشي سلمكم ده .. نفسي اتقطع ..

( والدة ياسمين بحرج ) : معلش يا حبيبتي .. الحمد لله إنكم وصلتم بالسلامة ..

( حازم بارتباك ) : معلش يا خالتو هي متقصدش حاجة ..

( شيرين تجلس على أقرب مقعد ) : آه اتبهدلت موت .. معلش بقى كنا امبارح في التحرير .. كان يوم تحفة وختشير

( ياسمين تمسك بيد بسنت وبصوت خفيض ) : امسكي أعصابك عشان خاطري ومترديش خالص ..

( شيرين تسترسل ) : كان فعلًا الجو اسبشيال .. خاص يعني .. والجنود اللي ربنا يحميهم منعوا الخرفان يدخلوا علينا التحرير .. وفضلوا يوزعوا علينا ايشي عصاااير وايشي شوكولاتااات .. كانوا بيعملوا معانا أحلى هوم ورك .. واجب يعني ..

( بسنت بذهول ) : هوم ورك ؟! لا إله إلا الله ..!

( حازم بحرج ) : وايه يعني عصير هو انتي محرومة ؟!

( علياء بحماس ) : الله يا شيري .. كملي كملي كان نفسي أكون معاكي .. حلو قوي على فكرة البادي التلتين اللي انتي لابساه ده .. لونه فيه درجة من درجات الإيشارب ..

( حازم بضيق ) :وهو فيه أصلًا حجاب على بادي وتلتين كمان ؟! هو ده أصلًا حجاب ؟! ده عامل زي اللي كانت بتنضف في البيت ورابطة شعرها عشان التراب ..

( شيرين بضيق ) : هقوم أرمي اللبانة وأجيلك .. ( وبعد ثواني ) : وبعدين معاك يا ولد انت .. انت متدخلش في حياتشي خالص .. سامع يا مقصوف الرقبة انت متخلينيش أزعل منك بقى يا حبيبي سامع ؟ .. أنا أختشك الكبيرة .. انت حد جميل

( ياسمين محاولة انتقاء الكلمات ) : ده أخوكي وخايف عليكي يا شيرين .. صحيح حازم عنده 13 سنة بس راجل وبيفهم .. الحجاب الشرعي له مواصفات .. بغض النظر عن الألوان الملفتة كمان البادي تلتين ورقبتك باينة والحلق نازل قد كده من وودنك اللي باينة بردو والقصة الغريبة اللي خارجة من فوق دي مش منظر بردو .. يبقى ده حجاب بالله عليكي ؟ ده من اسمه .. حجاب ..

( شيرين تلقي "لبانة" جديدة في فمها بعصبية ) : جرى ايه يا "ياسمين" متخليكي محضر خير يا أوختشي ومتدخليش بيني وبين أخويا .. ايه رأيك يا "علياء" في الساعة دجي .. دي ماركة واكسيبينسيف .. يعني غالية يعني وكدهوه

( علياء بانبهار ) : الله .. تحفة

( بسنت بملل ) : هو انتي بتقولي الكلمة وترجميها ليه يا شيرين ؟! وعلى فكرة يعني اتكلمي عربي أحسن لك

( شيرين بتكلف ) : غسب عني يا أخوتشي لساني على الإنجيليش وكدهوه .. ما انتِ عارفة أكتر أسحابي خريجين جامعة أمريكية ومعرفش ناس انفيرونمينت .. بيئة يعني .. زي خرفان المرشد وكدهوه

( بسنت تكظم غيظها ) : صبرني يا رب .. طيب ما أنا تخصصي إنجليزي وبتكلم زي الناس طبيعي والناس ملهمش ذنب أقرفهم معايا يعني .. وبعدين انتِ أصلًا بتنطقي غلط .. فخليكي بسيطة أحسن ..

( شيرين وكأنها لم تسمع شيئًا ) : مقلتيليش رأيك يا "ياسمين" في الساعة .. والا المودجيلات بتاعتها تحفة .. لو حابة تجيبي منها هتلاقي في سيتي استارز .. أنا مشيراها عندي على الفيس بوك هبقى أحط لك اللينك بتاعها على البيدج بتاعتك وفرجيها للفيريندز عندك .. الأسديقاء يعني ..

( ياسمين ) : لا ابقي اعملي لي عليها تاج كفاية ..

( شيرين تصطنع اللافهم ) : تاج ؟ آه تقصدي تاج الفيس .. أصل ده غير الكيراون بتاع الكيوين

( ياسمين وقد فقدت أعصابها ) : هو فيه كده يعني ؟! حرام بجد !

( شيرين ) : ايه يا أوختشي هو أنا قلت حاجة ؟! الريموت بعد إذنك يا علياء عشان أشوف حلقة نور ومهند على وشك تبدأ .. أنا بموت في المسلسلات التركي ومهند (*) .. وبعدها بساعتين بييجي "حريم السلطان" على قناة تانية .. ياه أهي هي دي البلد والا بلاش .. ويا سلام على "أردوغان" ده .. رجل صح ومعيش أهل بلده في هنا .. مش "مرسي" دهوه

( يتبع بإذن الله )
______

(*) حذف وصلة غزل من عينة : "انت حد جميل" للممثل التركي .. وبشكل عام أعتذر عن شخصية "شيرين" .. شخصية لابد منها : )

[(((ساره)))]

( ياسمين بتعجب ) : هو ده اللي عاجبك في "تركيا" يا "شيرين" ؟ "نور ومهند" و"حريم السلطان" ؟!
أصلًا فيه مسلسل محترم يبقى اسمه "حريم السلطان" ؟! ده اسمه في حد ذاته يخليكي تتكسفي تتفرجي عليه .. يعني اللي مهم عندهم مش السلطان نفسه لأ .. ده حريمه كمان !


( شيرين بارتباك ) : ايه يا "ياسمين" ده مسلسل تاريخي .. انتي كنتشي بتحبي "تركيا" وبتحبي الهيستوري يعني التاريخ وكدهوه ايه يا أوختشي ايه اللي جرالك ؟


( ياسمين مبتسمة ) : أيوه بحب "تركيا" ومازلت .. بس بحب فيها تاريخها الإسلامي وحضارتها اللي بتفكرني بأمجاد الماضي اللي ضاع .. بحب فيها أطلال سفينة سيدنا "نوح" عليه السلام على جبل "الجودي" ، بحب مسجد "آيا صوفيا" اللي كان في الأصل كنيسة .. بحب حي "السلطان أحمد" الأثري اللي مليان ملتحين ومنتقبات واللي يشبه الأزهر والقلعة والأماكن القديمة عندنا يعني مش "توبا" و"سونغول أودان" و"ميريام سارة أوزرلي" هما اللي بيلفتوا نظري فيها .. مش "تركيا" العلمانية اللي نفسي ترجع إسلامية النهاردة قبل بكرة .. بحبها بحضارتها بتاريخها الإسلامي .. التاريخ اللي بجد .. لكن هو ده تاريخ أصلًا ؟!
ده المسلسل مشوه صورة "سليمان القانوني" خالص ومطلعه بتاع نساء وحاجات كده .. على فكرة المسلسل ده اتمنع عرضه في "تركيا" عشان السبب ده .. ناهيكي عن المخالفات الشرعية طبعًا ..


( بسنت ) : أصلًا أكتر الأعمال اللي المفروض إنها تاريخية بتحسي إنها إما بتتعمد تشويه صورة الشخصيات الحقيقية أو لتجميل صورتهم على غير الحقيقة ..


( شيرين وقد زاد ارتباكها ) : تجميل ايه وتوحيش ايه .. أنا بتفرج عشان أتسلى .. وبعدين دجي أكترها أعمال فنية جميلة ومتكلفة ومصروف عليها كويس .. طيب ايه رأيكم مثلًا في فيلم "وا إسلاماه" و"صلاح الدين" أظن بقى متقدروش تتكلموا عليهم ..


( ياسمين ) : يا بنتي أكترها مغالطات وتخاريف ملهاش علاقة بالواقع .. ولازم يطلعولك الشخصيات الإسلامية على إنها عندها استعداد للانحراف الأخلاقي .. ده غير المخالفات العقدية والتزوير .. يعني من أمثلة الحاجات الساذجة .. "جلنار" مطلعينها راقصة وبتقابل الأمير "محمود" في السر خلسة بالليل بمباركة عمو "سلامة" .. والعجيب إنها المفروض إنها هتبقى آخر كلماتها وهي بتموت في "عين جالوت" : "وا إسلاماه" .. جايبينها بقى في آخر الفيلم بتفضل تقولها تقولها بأعلى صوت وتروح بعدها ساندة ايدها على العلم كأنها تعبت من النده يا عيني وينتهي الفيلم وتوتة توتة ..


( بسنت ) : وأصلًا مين "سلامة" ده مش مهم .. المهم وهي في القصر تلاقي حد وهي فوق ينادي عليها ويقول : "انتي فين يا جهاد" عشان ترد وتقول له : "أنا هنا يا "سلامة" أمال الأمير "محمود" اللي كان واقف جنبه قدرًا سبحان الله هيلاقيها إزاي .. ده كفاية أصلًا السذاجة اللي في الأفلام دي كأنهم بيخاطبوا أطفال ..


( ياسمين مبتسمة ) : وطبعًا لمزيد من التزوير وتأصيلًا لنظرية : "يحيا الهلال مع الصليب" هتلاقي بقى الجزئية العاطفية الـ "إهي إهي" لما يطلع القائد الصليبي يقول بحنية : "هيضربوهم وهما بيصلوا" .. في حين إن ده ضرب من الخيال ومحاولة لتجميل صورة الصليبيين الهمج وجرائمهم في حق المسلمين .. زيها في فيلم Kingdom of Heaven (*) .. مطلعين "صلاح الدين" في دور باهت وضعيف الشخصية .. وجايبين واحد اسمه "باليان" المقاتل الصليبي المتدين اللي بيكره المجاهدين المسلمين وبيحاربهم بكل قوة وفي نفس الوقت مش مبسوط بأفعال الصليبيين .. في حين إن "باليان" ده شخصية وهمية أصلًا وملهاش وجود في الواقع .. ده غير تانت "سيبيلا" ملكة الإحتلال الصليبي في "القدس" النصرانية اللي بتكره المسلمين موت اللي هتتنازل عن عرشها في نهاية الفيلم وتنضم لصفوف المحاربين الصليبيين عشان خاطر "باليان" .. اللي هما أصلًا ايه بقى .. بيقتلوا المسلمين ظاهريًا باسم الصليب في حين إن الموضوع سياسي دنيوي بحت .. تجارة دين بجد بقى !


( بسنت ) : وطبعًا كانت منحرفة أخلاقيًا والمفروض المشاهد يتعاطف معاها بردو زي "باليان" .. أمال هيجملوا صورة الصليبيين ويشوهوا صورة "صلاح الدين" ازاي إلا باللجوء للكذب والتزوير زي بردو شخصية "عيسى العوام" في فيلم "صلاح الدين" ده مسلم أصلًا .. لكن طلعوه "نصراني" ومتعاطف مع المسلمين .. يا سلام على الفشر ..


( ياسمين تضحك ) : عادي وهي ملة "يوسف شاهين" ايه .. ما هو لازم يحرف الكلم عن مواضعه ..


( علياء بعصبية ) : لأ اسمحي لي بقى انتي وهي كفاية كده .. انتوا عنصريين جدًا وبتكرهوا المسيحيين بشكل مش طبيعي ..


( ياسمين ) : احنا بنكره لله وبنحب في الله .. احنا بنكره الكفر .. بنكره العقيدة .. بنكره النفس اللي بتحارب الإسلام وبتسعى في تشويه صورته .. ومع ذلك ديننا أمرنا إننا نبرهم ونقسط إليهم وندعوهم للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة لكن دون دنية في ديننا ..


( بسنت ) : ما هو بردو "أحمد مظهر" بطل الفيلمين هو نفسه البرنس "علاء" في "رد قلبي" الشرير اللي سايب اخته طول الفيلم وجاي ميعجبوش الحال المايل في آخر الفيلم ويروح ناشش "علي" رصاصة في كتفه يا حرام وكل ده عشان الناس تتعاطف مع شلة العسكر اللي عملوا إنقلاب 23 يوليو اللي لحد دلوقت الناس اللي مش فاهمة بتسميه ثورة .. هو فيه ثورة من كم واحد يتعدوا على الصوابع من العسكر كمان وينقلبوا على نظام الحكم في كم ساعة من غير رأي الشعب ؟! ده عار لأي بلد !


( ياسمين تضحك ) : هو مش ضربه بالرصاص عشان مش عاجبه الحال المايل متفهميش غلط .. هو ضربه عشان جه ياخد ممتلكاتهم .. وأنا صغيرة قبل سن الإدراك مكنتش بفهم حاجة في الفيلم اللي إني دايمًا كان بيستفزني المشهد اللي بيروحوا ياخدوا أملاك أسرة "إنجي" وكنت دايمًا بقول مش من حقهم يجردوا حد من أملاكه أصلًا ومكنتش بتعاطف مع "علي" ده نهائي وكان بيستفزني ..


( بسنت ) : ولاد الباشا بقى لازم يذلوهم عشان خاطر "عبد الناصر" ..


( شيرين بعصبية وضيق ) : لا لا لا .. كله إلا الزعيم .. محدش يجيب سيرة "عبد الناصر" بقى ..


( ياسمين ) : احنا بنتكلم في حقائق .. هو ليه دايمًا الحق بيزعل ؟


( علياء بضيق ) : ده غير تحاملكم على الأعمال الفنية اللي بتوطد العلاق بين المسيحيين وبيننا ..



( بسنت ) : التوطيد ميبقاش بالتزوير وعلى حساب العقيدة .. أحد نتائج الأفلام دي هي تمييع العقيدة عند العوام .. واللي انتي فيه ده يا "علياء" خير مثال .. ده غير تشويه القدوة عند الشباب ..


( ياسمين تنظر لبسنت بإعجاب ) : بالظبط برافو عليكي يا "بوسي" .. عشان بدل ما يبقى قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وأعلام المسلمين وننسى حضارة المسلمين وأمجادها الحقيقية .. يبقى القدوة الشخصيات النصرانية أو الوثنية الوهمية .. أساطير كمان مش حقيقة وبينبهر بيها شباب المسلمين وتلاقيها محققة أعلى إيرادات عندنا في دور السينما .. زي "أكيليس" و"هيلين" في "طروادة" و"ويليام والاس" في "القلب الشجاع" و"ماكسيمس" في "المصارع" وغيرهم .. وكل شخصية من دول مصيبة لواحدها أصلًا ..


( بسنت بحماس ) : أيوه بقى يا "ياسمين" .. كملي ..


( يتبع بإذن الله ) ..
___________


(*) : الترجمة التجارية لاسم الفيلم هي : "مملكة الجنة" وهي ترجمة خاطئة لأن النصارى ليس بعقيدتهم جنة من الأساس .. وإنما حياة ما بعد الموت عندهم أنه من لم يؤمن بالمسيح فهو في بحيرة الكبريت ومن آمن فسيكون في الملكوت أو السماء كمخلوق نوراني كالملائكة ولا يذكر أي نعيم بشأنه في الحياة الآخرة كنعيم المسلمين في الجنة ..