نِقاشٌ وِديٌّ مَعَ باحِثة عَنْ الحَقِّ حَولَ تساؤلاتِها عَنْ حِكمَةِ اللهِ

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أحمد. مسلم اكتشف المزيد حول أحمد.
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نِقاشٌ وِديٌّ مَعَ باحِثة عَنْ الحَقِّ حَولَ تساؤلاتِها عَنْ حِكمَةِ اللهِ


    بسم اللهِ الرحمَنِ الرحيمِ


    السلامُ عَليكُمْ ورحمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ


    هَذا نِقاشٌ وِديٌّ هادِئٌ مَعَ الأختِ باحِثة عَن الحَقِّ حولَ سؤالِها عَن حِكمَةِ اللهِ تعالى

    المشاركة الأصلية بواسطة باحثة عن الحق

    اريد ان اعرف لما الله يخلق حيوانات معوقة اى مشوهة !!??
    هل لي يختبرها و هي غير مكلفة !!!!!!!! ?

    لما يعذب الله حيونات لما تذبح نكلها نحن أو تمرض أو أو ؟؟

    أيضا لما يعذب لله أطفال بي أمراض كالسرطان أو تشوه أو أو هل يبتلهم هم صغار غير مكلفين ؟؟
    هل الله سبب شرور والألام ؟


    وَهذا نِقاشٌ على هامِشِ المَوضوعِ الأصلي
    فعلى مَنْ يرغَبُ المُشارَكة فيهِ مِنْ إخواننا الكِرام أنْ يُشارِكَ في الموضوعِ الأصلِيِّ هُنا

    سوأل حول حكمة الله

    وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

    رحِمَ
    اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

  • #2
    بدايَةً أختي الكريمة أحبُّ التنويهَ أنَّ هذا النقاشَ لنْ يُعطيكِ إجابَةً مُباشِرَة على هَذا السؤالِ، وَلكِنَّهُ سيسيرُ تدريجيًّا في الخطواتِ التمهيديَّةِ التي يجبُ تأسيسُها لدى الإنسانِ الباحِثِ عَن الحَقِّ بخصوصِ هَذا السؤالِ وَما شاكلهُ مِنْ أسئلةٍ.

    وَأوَّلُ نقطةٍ تأسيسيَّةٍ يجبُ تحديدُها هِيَ "الحِكمَةُ مِن السؤالِ"

    فالعَقلُ البشرِيُّ حينما يَطرحُ سؤالا وَيبْحَثُ لهُ عَن إجابَةٍ فلابُدَّ أنْ يكونَ هُناكَ فائدةٌ تعودُ عليهِ مِنَ الوصولِ لهَذِهِ الإجابَةِ


    لذا دعيني أسألكِ بدايَةً: ما فائدَةُ هَذا السؤالِ بالنسْبَةِ لكِ ؟

    أو: لِماذا يَطرحُ عَقلُكِ هَذا السؤالَ ؟


    وَفَّقكُم اللهُ وَأصلحَ بالكُم.
    وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

    رحِمَ
    اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

    تعليق


    • #3

      وَأوَّلُ نقطةٍ تأسيسيَّةٍ يجبُ تحديدُها هِيَ "الحِكمَةُ مِن السؤالِ"

      فالعَقلُ البشرِيُّ حينما يَطرحُ سؤالا وَيبْحَثُ لهُ عَن إجابَةٍ فلابُدَّ أنْ يكونَ هُناكَ فائدةٌ تعودُ عليهِ مِنَ الوصولِ لهَذِهِ الإجابَةِ


      لذا دعيني أسألكِ بدايَةً: ما فائدَةُ هَذا السؤالِ بالنسْبَةِ لكِ ؟

      أو: لِماذا يَطرحُ عَقلُكِ هَذا السؤالَ ؟
      • أن أفهم حكمة لله في ذلك وأن أصل ليقين بي أنه لا يضلم أحد أنه ليس سبب شرور في عالمنا








      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة باحثة عن الحق مشاهدة المشاركة
        أن أفهم حكمة لله في ذلك وأن أصل ليقين بي أنه لا يضلم أحد أنه ليس سبب شرور في عالمنا

        إجابَةٌ مُمْتازةٌ أختي الكريمَة، فهذا بالفِعْلِ مِنْ أهمِّ ما يجبُ على الإنسانِ أنْ يَعرِفَهُ، هَلْ اللهُ ظالِمٌ أم لا.

        وَلكِنَّ عَقلى لا يَبتلعُ هذا التبريرَ لسببٍ ما، أنا أُفكِّرُ بصوتٍ عالي.

        سؤالُكِ كانَ عَن "المَخلوقاتِ المُشوَّهَةِ وَالأطفالِ المَريضةِ" وَهذا سؤالٌ فَرْعِيٌّ وَهُناك مِئاتُ الأسئلةِ التي تُشبهُهُ، فحتى لو وَجدْتِ إجابَة على هذا السؤالِ ستطرحينَ سؤالا آخرَ، وكلَّما عرَفتي الحِكمَة مِنْ فِعلٍ ما سألتِ سؤالا آخرَ عَن حِكمَةٍ أخرى وَهكذا. وَستدورينَ في حلقةٍ مُفرغَةٍ لن يَكفيكِ عُمرُكِ للبَحْثِ فيها.

        فهَلْ هذا هوَ الطريقُ المُناسبُ للوصولِ إلى الإجابَةِ ؟

        مَعروفٌ كما يقولونَ أنَّ "السؤالَ نصْفُ الإجابَة" بمَعنى أنَّك لكي تصلي إلى الإجابَةِ يجبُ أنْ تطرحي السؤالَ الصحيحَ، وَلكِنَّ هذا السؤالَ ليسَ صحيحا

        لذا دعيني أسألُك: هَلْ لو عَرَفتِ حِكمَةَ اللهِ تعالى مِنْ خلقِ حيواناتٍ مُشوَّهةٍ أو أطفالٍ مَريضةٍ ستتأكدينَ أنَّهُ عادِلٌ وأنَّهُ ليسَ سببَ الشرورِ ؟

        وَفَّقكُم اللهُ تعالى وَأصلحَ بالكُم

        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

        رحِمَ
        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

        تعليق


        • #5
          هَلْ لو عَرَفتِ حِكمَةَ اللهِ تعالى مِنْ خلقِ حيواناتٍ مُشوَّهةٍ أو أطفالٍ مَريضةٍ ستتأكدينَ أنَّهُ عادِلٌ وأنَّهُ ليسَ سببَ الشرورِ ؟
          أن علمت أنه لا يأذي لا يعذب لا يسبب اللآم لي أحد فأتأكد أنه عادل لا يسبب الشر لنا أو ليس سبب شر

          أن فهمت حكمة من ذلك عندها يطمئن قلبي

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة باحثة عن الحق مشاهدة المشاركة
            أن علمت أنه لا يأذي لا يعذب لا يسبب اللآم لي أحد فأتأكد أنه عادل لا يسبب الشر لنا أو ليس سبب شر

            أن فهمت حكمة من ذلك عندها يطمئن قلبي

            وَكيفَ نعْلمُ ذلِكَ إذا ؟

            هلْ لو حَصلنا على إجابَةٍ على هَذا السؤالِ سنعلمُ ذلِك ؟ تِلكَ هِيَ القضيَّة.

            طيِّبْ افترِضي مَعي أنَّنا حَصَلنا على الإجابَةِ، هَلْ مَعنى هَذا أنَّهُ غيرُ ظالِمٍ ؟

            أؤكِّدُ أنَّ هَذا افتراضٌ لا أكثر، قدْ يَكونُ لهُ حِكمَةٌ في هذا الأمْرِ تحديدا لكنَّهُ مَعَ ذلِكَ ظالمٌ في أمورَ أخرى.

            فالكاذِبُ قدْ يَصدُقُ أحيانا وَيكذبُ أحيانا، وَالسارِقُ يسرِقُ أحيانا ولا يَسْرِقُ أحيانا.

            هلْ انتبَهْتِ لخُدْعَةِ الشيطانِ ؟ انَّهُ يُعطيكِ سؤالا واحدا فإذا لهَثتِ وَراءَهُ حتَّى تجدينَ إجابَة عليهِ ثمَّ وَجَدْتِ الإجابَة سيُعطيكِ سؤالا آخرَ، وَيقولُ لعلَّهُ لمْ يَكُن ظالما في المَرَّةِ الفائتةِ وَلكنَّهُ ظالمٌ في هَذِهِ المَرَّة.

            وَهكذا يضيعُ عُمْرُكِ القصيرُ في الأسئلةِ التي لا تُسْمِنُ وَلا تُغني مِنْ جوعٍ

            فهَلْ مِنَ المَنطِقِيِّ أنْ نسمَحَ للشيطانِ بإضلالِنا بهَذِهِ الأسئلةِ الخاطِئةِ ؟


            أرجو أنْ تتحمَّليني فأنا أُفكِّرُ مَعَكِ بصَوتٍ عالي فقط.

            وَفَّقكُم اللهُ تعالى وَأصْلحَ بالَكُم.

            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

            رحِمَ
            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

            تعليق


            • #7
              فهَلْ مِنَ المَنطِقِيِّ أنْ نسمَحَ للشيطانِ بإضلالِنا بهَذِهِ الأسئلةِ الخاطِئةِ ؟

              لا مش نسمح له لكن هتلي حل أنا لا أجد حل

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة باحثة عن الحق مشاهدة المشاركة
                لا مش نسمح له لكن هتلي حل أنا لا أجد حل


                أحْسَنتِ أختي الكريمة، هَذا ما أعتقِدُهُ أنا أيضا.

                وَلا تَقلقي فالحلُّ مَوجودٌ وَالحَمدُ للهِ، لكِنَّهُ كالدواءِ يحتاجُ أنْ نُجهِّزَ عُقولنا لقبولِهِ كما نُجهِّزُ أجْسادنا لقبولِ الدواءِ، فاصْبري مَعي.

                طيِّب دعينا نروِّحُ عَنْ أنْفُسِنا بحِكايَةٍ طريفَةٍ مُضْحِكةٍ.


                يُحكى أنَّ: قديما كانَ اليهودُ يَنظرونَ إلى الكونِ مِنْ حَولِهِمْ وَيحاولونَ تَفسيرَهُ بأهوائِهِم وَحسبَ فهمِ عقولِهم - رغمَ أنَّهُم كانوا أغبياءَ جدا -


                وتقولُ الحِكايَةُ أنَّ هؤلاءِ اليهودَ كانوا شياطينَ لا يُقيمون وَزنا للهِ تعالى وَلا يَعْرِفون لهُ قدْرا، فكانوا يقولون أنَّ اللهَ تعالى يلعَبُ وَيعبَثُ وَيبْكي وَيندَمُ وَيكذِبُ - وَكلُّ هَذا مَوجودٌ في التلمودِ وَ العَهْدِ القديم -

                لكِنْ هُناكَ حِكايَةٌ واحِدَةٌ طريفَةٌ أكثرَ مِنْ غيرِها

                فاليَهودُ نظروا إلى القمَرِ فرأوهُ صغيرا وَرأوا نورَهُ ضعيفا، وَنظروا إلى الشمْسِ فرأوها كبيرَةً وَرأوا نورَها شديدا، وَلكنَّهُم رأوا القمَرَ "جَميلا" فأعْجبَهُم، وَتضايقوا لأنَّ القمَرَ "أصغرُ" مِنَ الشمْسِ.

                فذهبَ اليهودُ لحاخاماتهِم وَأحبارِهِم وَاشتكوا لهم، وَقالوا لهُم:

                لِماذا خلقَ اللهُ القمَرَ أصْغرَ مِنَ الشمْسِ،
                نريدُ أنْ نعْرِفَ،
                القمرُ جميلٌ وَلا يَستحِقُّ أنْ يكونَ أصْغرَ مِنَ الشمْسِ،
                هَلْ اللهُ ظالِمٌ،
                نعَمْ لا بُدَّ أنَّ اللهَ ظالمٌ لأنَّهُ خلقَ القمرَ صغيرا وَخلقَ الشمْسَ كبيرَة ..
                لقدْ ظلمَ الله القمَرَ.

                وَلمَّا كان الحاخاماتُ لا يَعْرِفون الإجابَةَ لأنَّهُم ليست عِندَهُم حِكْمَةُ اللهِ وَلا علم اللهِ ولا قدْرَة اللهِ، وَلكِنَّهُم كانوا مَعَ ذلِكَ يَتجرؤون على اللهِ وَيكذبون على اللهِ ... فماذا فعَلَ الحاخامات ؟


                كتبوا في التلمودِ أنَّ القمَرَ نفسَهُ عاتبَ اللهَ وَقالَ لهُ "أنتَ أخطأتَ لأنَّكَ خلقتني أصغرَ مِنَ الشمْسِ" وَكتبوا - شُلَّتْ أيديهِم - أنَّ
                اللهَ اعترَفَ بخطئهِ
                وَطلبَ أنْ يَذبحوا لهُ ذبيحَةً
                ليُكفِّرَ عَن خطيئتِهِ في حَقِّ القمَرِ.


                فلمَّا قرأ اليهودُ ذلِكَ فرحوا كثيرا وَعرفوا أنَّ اللهَ ليسَ ظالما وَلكِنَّهُ أخطأ خطأ غيرَ مَقصودٍ وَكفَّرَ عَن خطيئته وَالقمرُ سامَحَهُ وَانتهَتْ المُشكلة .. وَعاشوا فتبات ونبات لعنهم الله أحياءا وأموات.


                ما رأيُكِ في هَذِهِ الحكايَةِ الطريفَةِ ؟


                --------------------------------

                * التلمودُ: هوَ شروحُ الحاخامتِ للتوراةِ، وَهوَ مٌقدَّسٌ عِندَ اليهودِ كالتوراةِ أو أكثر.



                وَفَّقكُم اللهُ تعالى وَأصلحَ بالكُم.
                وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                رحِمَ
                اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد. مشاهدة المشاركة



                  أحْسَنتِ أختي الكريمة، هَذا ما أعتقِدُهُ أنا أيضا.

                  وَلا تَقلقي فالحلُّ مَوجودٌ وَالحَمدُ للهِ، لكِنَّهُ كالدواءِ يحتاجُ أنْ نُجهِّزَ عُقولنا لقبولِهِ كما نُجهِّزُ أجْسادنا لقبولِ الدواءِ، فاصْبري مَعي.

                  طيِّب دعينا نروِّحُ عَنْ أنْفُسِنا بحِكايَةٍ طريفَةٍ مُضْحِكةٍ.


                  يُحكى أنَّ: قديما كانَ اليهودُ يَنظرونَ إلى الكونِ مِنْ حَولِهِمْ وَيحاولونَ تَفسيرَهُ بأهوائِهِم وَحسبَ فهمِ عقولِهم - رغمَ أنَّهُم كانوا أغبياءَ جدا -


                  وتقولُ الحِكايَةُ أنَّ هؤلاءِ اليهودَ كانوا شياطينَ لا يُقيمون وَزنا للهِ تعالى وَلا يَعْرِفون لهُ قدْرا، فكانوا يقولون أنَّ اللهَ تعالى يلعَبُ وَيعبَثُ وَيبْكي وَيندَمُ وَيكذِبُ - وَكلُّ هَذا مَوجودٌ في التلمودِ وَ العَهْدِ القديم -

                  لكِنْ هُناكَ حِكايَةٌ واحِدَةٌ طريفَةٌ أكثرَ مِنْ غيرِها

                  فاليَهودُ نظروا إلى القمَرِ فرأوهُ صغيرا وَرأوا نورَهُ ضعيفا، وَنظروا إلى الشمْسِ فرأوها كبيرَةً وَرأوا نورَها شديدا، وَلكنَّهُم رأوا القمَرَ "جَميلا" فأعْجبَهُم، وَتضايقوا لأنَّ القمَرَ "أصغرُ" مِنَ الشمْسِ.

                  فذهبَ اليهودُ لحاخاماتهِم وَأحبارِهِم وَاشتكوا لهم، وَقالوا لهُم:

                  لِماذا خلقَ اللهُ القمَرَ أصْغرَ مِنَ الشمْسِ،
                  نريدُ أنْ نعْرِفَ،
                  القمرُ جميلٌ وَلا يَستحِقُّ أنْ يكونَ أصْغرَ مِنَ الشمْسِ،
                  هَلْ اللهُ ظالِمٌ،
                  نعَمْ لا بُدَّ أنَّ اللهَ ظالمٌ لأنَّهُ خلقَ القمرَ صغيرا وَخلقَ الشمْسَ كبيرَة ..
                  لقدْ ظلمَ الله القمَرَ.

                  وَلمَّا كان الحاخاماتُ لا يَعْرِفون الإجابَةَ لأنَّهُم ليست عِندَهُم حِكْمَةُ اللهِ وَلا علم اللهِ ولا قدْرَة اللهِ، وَلكِنَّهُم كانوا مَعَ ذلِكَ يَتجرؤون على اللهِ وَيكذبون على اللهِ ... فماذا فعَلَ الحاخامات ؟


                  كتبوا في التلمودِ أنَّ القمَرَ نفسَهُ عاتبَ اللهَ وَقالَ لهُ "أنتَ أخطأتَ لأنَّكَ خلقتني أصغرَ مِنَ الشمْسِ" وَكتبوا - شُلَّتْ أيديهِم - أنَّ
                  اللهَ اعترَفَ بخطئهِ
                  وَطلبَ أنْ يَذبحوا لهُ ذبيحَةً
                  ليُكفِّرَ عَن خطيئتِهِ في حَقِّ القمَرِ.


                  فلمَّا قرأ اليهودُ ذلِكَ فرحوا كثيرا وَعرفوا أنَّ اللهَ ليسَ ظالما وَلكِنَّهُ أخطأ خطأ غيرَ مَقصودٍ وَكفَّرَ عَن خطيئته وَالقمرُ سامَحَهُ وَانتهَتْ المُشكلة .. وَعاشوا فتبات ونبات لعنهم الله أحياءا وأموات.


                  ما رأيُكِ في هَذِهِ الحكايَةِ الطريفَةِ ؟


                  --------------------------------

                  * التلمودُ: هوَ شروحُ الحاخامتِ للتوراةِ، وَهوَ مٌقدَّسٌ عِندَ اليهودِ كالتوراةِ أو أكثر.



                  وَفَّقكُم اللهُ تعالى وَأصلحَ بالكُم.
                  ههههه طريفة

                  لا أظنك بهذه قصة تستهزء مني لان سئلت ذلك سؤال ؟؟؟

                  التلمودُ: هوَ شروحُ الحاخامتِ للتوراةِ، وَهوَ مٌقدَّسٌ عِندَ اليهودِ كالتوراةِ أو أكثر.


                  أعرف عندنا يهود في تونس

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة باحثة عن الحق مشاهدة المشاركة
                    ههههه طريفة

                    لا أظنك بهذه قصة تستهزء مني لان سئلت ذلك سؤال ؟؟؟

                    لا أبدا، أستغفِرُ الله

                    لكِنِّ أرَدْتُ أنْ أُخبرَكِ أنَّ هَذا هوَ ما يَحدُثُ عِندما يُحاوِلُ البشرُ بعقولِهِم القاصِرَةِ الحُكمَ على اللهِ تعالى كليِّ العِلمِ وَالحِكْمَةِ


                    فتخيَّلي أنَّنا نعلمُ الآنَ أنَّ القمرَ حجَمُهُ مُناسبٌ تماما لوجودِ الحياةِ على الأرْضِ، فلو كانَ في حَجْمِ الشمْسِ لفنيَتُ الأرضُ تماما وَلما وُجِدَتُ حياةٌ على الأرضِ أصلا، وَلما وُجِدَ هؤلاءِ اليهودُ الذين حكموا على اللهِ بعقولِهِم، فتأمَّلي هَذا، وَتأمَّلي كيفَ أنَّ تفصيلا صغيرا قدْ لا يبدو ذا أهميَّةٍ بالنسْبَةِ لنا فيهِ في الحَقيقةِ حِكمَةٌ خفيَّةٌ بلْ حِكَمٌ عَظيمَةٌ جليلةٌ كالتي نعْرِفُها اليومَ.


                    ما رأيُكِ لو نأخذُ استراحَة الآنَ وَنُكمِلُ فيما بعد ؟
                    فقط فكِّري في كلِّ ما قُلناهُ حتَّى نستكمِلَ نقاشنا بإذنِ اللهِ تعالى.

                    وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                    رحِمَ
                    اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                    تعليق


                    • #11
                      كتبوا في التلمودِ أنَّ القمَرَ نفسَهُ عاتبَ اللهَ وَقالَ لهُ "أنتَ أخطأتَ لأنَّكَ خلقتني أصغرَ مِنَ الشمْسِ" وَكتبوا - شُلَّتْ أيديهِم - أنَّ
                      اللهَ اعترَفَ بخطئهِ
                      وَطلبَ أنْ يَذبحوا لهُ ذبيحَةً
                      ليُكفِّرَ عَن خطيئتِهِ في حَقِّ القمَرِ.


                      هذه الخُرافة اليهودية , قد دحضها الإسلام , فى قولِ اللهِ تعالي " الشمسُ والقمرُ بحسبان" : أي كل منهما بحسابٍ دقيق , وخلق بتقديرٍ مُناسب من لدن حكيم خبيرٍ. , وقال فى مُحكم التنزيل " إنا كل شئٍ خلقناه بقدر " أي بمقدارٍ مناسب وميزانٍ دقيق ... وقال جل شأنه "وكل شئٍ عنده بمقدار " ... فسُبحان من هذا كلامه
                      سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف

                      تعليق


                      • #12
                        السلامُ عليكُم وَرحمَة اللهِ وَبركاتُه


                        إذا أختي الكريمَةُ وَصلنا أنَّ البحْثَ في الأسئلةِ الفرْعيَّةِ لنْ يَصِلَ بنا إلي الحَقيقَةِ، بلْ هوَ بابُ ضلالٍ عَظيمٍ لأنَّ عقولنا قاصِرَةٌ عَنْ إدراكِ الحِكمَةِ الحفيَّةِ لأفْعالِ اللهِ تعالى بغيرِ إخبارٍ مِنهُ، ولأنَّهُ لا يُتصوَّرُ أنْ يُعطينا اللهُ تعالى شرْحا وَتوضيحا لكلِّ فِعْلٍ يَفعله أو أمرٍ يأتيهِ.

                        طيِّب ما الحلُّ ؟

                        الحَلُّ الوحيدُ الذي يَحْفظُ علينا عقولنا وَيَصِلُ بنا إلى الحَقيقةِ مِنْ أقْربِ طريقٍ أنْ ننطلِقَ رأسا إلى القضيَّةِ الأساسيَّةِ الكليَّةِ التي نرْغبُ في الوصولِ إليها "هَل يَقعُ الظلمُ مِنَ اللهِ تعالى"، فكما يقولون "أقصَرُ مَسافةٍ بينَ نقطتينَ هِيَ الخطُّ المُستقيم".


                        وَكيفَ نعْرِفُ ما إذا كانَ اللهُ تعالى ظالما أو لا ؟

                        لأنَّ العَدْلَ مِنَ القضايا الرئيسيَّةِ التي يحْتاجُ البشرُ لمَعْرِفتِها فيجبُ في الرسالةِ الإلهيَّةِ التي يُرسِلها اللهُ تعالى للبشرِ أنْ تحتوي على بيانٍ لهَذِهِ المَسألةِ وإلا تكونُ قاصِرَةً، فلا شكَّ أنَّ اللهَ تعالى عِندما يُرسِلُ رسالةً لخلقِهِ يجبُ أنْ تكونَ هَذِهِ الرسالةُ هِدايَةً لهُمْ، وَالهِدايَةُ لا تَتحَقَّقُ إلا بأنْ تشتمِلَ هَذِهِ الرسالةُ على ما يَحتاجُ البشرُ مَعْرِفتَهُ عَنْ الإلهِ الخالِقِ جلَّ في عُلاهُ.

                        ثمَّ إنَّ اللهَ تعالى خلقَ لنا عقولا قادِرَةً على النظرِ في الكونِ والتأمُّلِ في خلقِ اللهِ وَمَعْرِفةِ اللهِ مِنْ خلالِ مَعرِفةِ خلقِهِ، فعقولنا قادِرَةٌ على إدراكِ "التصميم" وَعلى الاستدلالِ على "المُصمِّمِ" مِنْ خِلالِ "التصميمِ".

                        وبهذا يُمكِنُنا البَحْثِ في قضيَّةِ "وقوعِ الظلمِ مِنَ اللهِ تعالى" مِنْ خِلالِ مِحورينِ:

                        أولا: هَلْ يَقعُ الظلمُ مِن اللهِ تعالى نقلا ؟

                        ثانيا: هَلْ يَقعُ الظلمُ مِن اللهِ تعالى عقلا ؟


                        فهَلْ يُناسبُكِ هَذا المَسارُ أختي الكريمة ؟

                        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                        رحِمَ
                        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                        تعليق


                        • #13
                          فهَلْ يُناسبُكِ هَذا المَسارُ أختي الكريمة ؟

                          نعم
                          أكمل

                          تعليق


                          • #14
                            السلامُ عليكُم وَرحمَةُ اللهِ وَبركاتُه

                            بدايَة أعْتذِرُ مِنكِ أختي الكريمَة على التأخَّرِ في الكِتابَةِ لمَرَضٍ ألمَّ بي، وَلمْ أشأ الكِتابَة حالَ المَرَضِ حِرْصا على أنْ أكونَ بكامِلِ تركيزي، أسألُ اللهَ تعالى أنْ يَحْلُلَ عُقدَةً مِنْ لِساني، وَأنْ يُلهِمَني الصوابَ وَالسدادَ.

                            ---------------

                            إذًا وَصلنا إلى أنَّنا يَجبُ علينا أنْ نقطَعَ الطريقَ الأيسَرَ - وَالأقْصَرَ - للإجابَةِ على هَذا السؤالِ وَسائرِ الأسئلةِ المُتعلِّقةِ بأفْعالِ اللهِ تعالى وَالحِكمَةِ مِنها، بالبَحْثِ في القضيَّةِ الرئيسيَّةِ "جوازُ الظلمِ في حَقِّ اللهِ تعالى".

                            وَإذا طبَّقنا قواعِدَ العَقْلِ الصارِمَة على هَذِهِ القضيَّةِ نجدُ أنَّ أفضلَ سبيلٍ لِمَعرِفةِ شخْصٍ - أو شئ - أنْ ندَعَهُ يَتكلَّمُ عَنْ نفسِهِ، وَهذا ما يَفعلُهُ الطبيبُ عِندما يسألُ المَريضَ عَنْ أعراضِهِ، وَكذلِكَ يَفعلُهُ القاضي مَعَ المُتَّهَمِ، وَعالِمُ الذرَّةِ مَعَ الذرَّةِ، وَعالِمُ الفضاءِ مَعَ الفضاءِ، وَالجرَّاحُ مَعَ الجسَدِ، وَعالمُ الحفْريَّاتِ مَعَ طبَقاتِ الأرْضِ .... إلخ. فهَذِهِ فلسَفةٌ عامَّةٌ يَتبعُها البشرُ في مُحاوَلتِهِم لفَهْمِ جميعِ المَوجوداتِ، وَللهِ المَثلُ الأعلى.


                            لِهذا فإنَّ أوَّلَ ما يَدْفعُنا العَقلُ إليهِ للوصولِ لحقيقةِ هَذِهِ القضيَّةِ هوَ أنْ نبْحَثَ فيها في إخبارِ اللهِ تعالى عَنْ نفْسِهِ، ما الذي يُقدِّمُه اللهُ لنا للإجابَةِ على هَذا التساؤلِ "المَشروعِ" ؟

                            وَلا شكَّ أنَّ أعلى مراتبِ إخبارِ اللهِ تعالى عَنْ نفْسِهِ هو الوحْيُ الإلهِيُّ، فاللهُ سُبْحانهُ وَتعالى أصْدَقُ مُخبِرٍ، وَكيفَ لا وَهوَ الذي لا يَحتاجُ ليكذِبَ أو يَجْهلُ ليُخطئ، قالَ اللهُ سُبْحانه {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115)} (الأنعام)، وَقالَ سُبحانه {.... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)} (النساء)، وَقالَ في مَوضِعٍ آخرَ {.... وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)} (النساءَ).


                            فماذا أخبَرنا اللهُ تعالى عَنْ وقوعِ الظلمِ مِنهُ سبْحانه ؟

                            نفى اللهُ تعالى قضيَّة وقوعِ الظلمِ مِنهُ نفيا جازِما بأكثرَ مِنْ طريقةٍ وَبأكثرَ مِنْ أسلوبٍ، فنفى ظلمَهُ للعبادِ عامَّة، وَنفى ظلمَهُ للكافرينَ خاصَّةً، وَنفى ظلمَهُ لطوائفَ وَأفرادَ مَخصوصين، وَما يَعنينا - هُنا - هوَ نفيُهُ سبْحانهُ الظلمَ عامَّةً، وَهوَ ما قالَ جلَّ شأنُهُ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ .... (40)} (النساء)، وَقالَ عزَّ جلالُهُ {تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)} (آلِ عِمْران).


                            ثمَّ يُجيبُ ربُّ العِزَّةِ عَنْ أسئلةِ العِبادِ حولَ الدنيا وَما يرونَهُ فيها مِنْ أمورَ يَعِزُّ عليهم فهْمُها وَإدراكُ غايَتِها، فيَحْسبونَ جَهْلا أنَّ كلَّ هَذِهِ الدنيا لهوٌ وَعَبَثٌ، فيهْتَمُّ اللهُ تعالى في رِسالتِهِ الإلهِيَّةِ بنفي هَذا الظنِّ نفيا جازِما، فيقولُ سُبْحانَهُ {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)} (المؤمنون)، فتُلاحِظينَ كيْفَ أنَّ اللهَ تعالى استَنكرَ هَذا الفَهْمَ وَنزَّهَ نفْسَهُ عَنْهُ فعَقَّبَ قائلا {فتعالى اللهُ المَلِكُ الحَقُّ} أي هوَ سُبْحانَهُ مُتعالٍ عمَّا تظنونهُ بهِ مِنَ العَبثِ، فهوَ المَلِكُ الحَقُّ الذي لا يَصنعُ باطِلا، وَهوَ الذي {لا إلهَ إلا هوَ} الغَنِيُّ عَنْ العَبَثِ لعدَمِ وجودِ شريكٍ لهُ في ملكِهِ ولا نِدٍّ لهُ في ألوهيَّتِهِ وَلا نظيرٍ لهُ صِفاتِهِ، هوَ سبْحانهُ {ربُّ العَرْشِ الكريمِ}.

                            وَيقولُ في مَوضِعٍ آخرَ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ(17)} (الأنبياء)، وَيقولُ تعالى {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)} (الدخان).

                            وَيقولُ سبْحانهُ {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86)} (الحجر)، وَيقولُ أيضا {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)} (ص).


                            ولكِنَّ الإنسانَ يَنظرُ في الكَونِ فيرى في خلقِ اللهِ أمورا يَحْسبُها نَقْصا وَقصورا، فالإنسانُ عَدوُّ ما يَجْهلُ، وَكثيرا ما يُسئُ الإنسانُ الحُكْمَ على أمورَ يجْهلها، بلْ إنَّ النَّاسَ يُسيئونَ الحُكمَ على أُناسٍ مِثلهُم يَعيشونَ بينَهُم وَيطعمون مَعَهُمْ، لِهَذا تفشو فيهِمُ الخيانَةُ وَالظلمُ، وَالإنسانُ قديما وَحديثا أساءَ كثيرا في فهْمِ الكَونِ مِنْ حَولِهِ، وَفي فهِمِ مَنْ يُشاركونَهُ الكونَ مِنْ مَخلوقاتِ اللهِ تعالى، بلْ وَفي فهْمِ نفْسِهِ التي بينَ جَنبيهِ.

                            وَلأنَّ اللهَ تعالى هوَ العليمُ بخلقِهِ الخبيرُ بهِمْ، فإنَّهُ حرِصَ في رِسالتِهِ الإلهيَّةِ لهُمْ على تِبيانٍ أمْرٍ هامٍّ يَعْصِمُهُمْ أنْ يَقولوا عليهِ بغيرِ العِلمِ، أو يَظنُّوا بهِ ظنَّ السَّوءِ. قالَ عَزَّ مِنْ قائلٍ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3)} (الأعلى)، وَقالَ سبْحانَهُ {.... قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} (الطلاق)، وَقالَ أيضا {.... وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)} (الفرقان)، وَقالَ أيضا {.... وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8)} (الرعد)، وَقالَ أيضا {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)} (القمر).

                            وَهَذِهِ الآياتُ هِيَ فقط الآياتُ الوارِدَةُ في التقديرِ عامَّةً، هَذا بخلافِ العديدِ مِنَ الآياتِ التي جاءَتْ بتقديرِ أشياءَ مَخصوصَةٍ كتقديرِ القمرِ مَنازِلَ، وَتقديرِ الأرزاقِ، وَتقديرِ الماءِ الذي يَنزِلُ في الأمَطارِ، .... إلخ، فهَذِهِ وَغيرُها أمْثِلةٌ يُعطيها اللهُ تعالى لنا لتكونَ دليلا على تصْديقِ القضيَّةِ الكليَّةِ، فإذا عَلِمنا أنَّ كلَّ شئ في الكونِ مُقدَّرٌ بحِسابٍ دقيقٍ وَعِلمٍ جليلٍ لا يَقدِرُ عليهِ إلا العليمُ الحَكيمُ - كانَ هَذا دليلا لنا عَلى تصديقِ القضيَّةِ الكليَّةِ التي أخبرنا بها اللهُ تبارَكَ وَتعالى، أنَّهُ سبْحانَهُ خلقَ كلَّ شئ بتقديرٍ عظيمٍ، فإذا ما وَاجَهنا في حياتِنا ما يَستعصي على أفهامِنا رَدَدْناهُ إلى هَذا الأصلِ وَفوَّضنا الأمرَ فيهِ إلى اللهِ سبْحانَهُ موقنينَ بعِلمِهِ وَاثقينَ في حِكمَتِهِ.

                            وَهذا الأسلوبُ كثيرٌ في كِتابِ اللهِ تعالى؛ أنْ يَضعَ لنا سبْحانه القاعِدَة العامَّةَ وَيُعطينا لها أمْثِلةً عِدَّة نشهَدُ بها في الواقِعِ، ثمَّ يبتلينا في الواقِعِ أيضا بأشياءَ قدْ لا نُحْسِنُ فهْمَها،

                            فمَنْ يَردُّ هَذِهِ الأشياءَ إلى الأصلِ وَيُفوِّضُ فيها الأمْرَ إلى اللهِ فقدْ نجى،

                            وَمَنْ يُحاسبُ اللهَ وُيسائِلُهُ بعدَ أنْ تبيَّنَ لهُ الهُدى وَعلِمَ مِنْ قِبلِ اللهِ تعالى وَمِنْ قِبلِ الواقِعِ عَدْلَ اللهِ وَعِلمَهُ وَحِكمَتهُ وَرحمَتهُ وَجلالهُ فهذا مَنْ استحوَذَ عليهِ الشيطانُ وَحَقَّتْ عليهِ كلِمَةُ العَذابِ.


                            بهذا الأسلوبِ الجليلِ الرفيعِ مِنَ التأصيلِ وَالتمثيلِ، أخبَرَنا اللهُ تعالى عَنْ نفسِهِ أبلغَ إخبارٍ وَأصدَقَ بيانٍ، ليسَ في قضيَّةِ الظلمِ وَحدها وإنَّما في سائرِ القضايا التي نَحْتاجُ لفهْمِها، وَطبْعا لنْ يُعطينا اللهُ تعالى شرْحا لكلِّ المَسائلِ وَلا توضيحا لكلِّ التفاصيلِ التي ستُقابلُنا في الواقِعِ، لِعدَّةِ أسْبابَ مِنها:

                            أولا: لأنَّ هَذا لا نِهايَةَ لهُ وَلا تكفيهِ كلُّ مُجلَّداتِ الدنيا، بلْ وَلا يَكفي في كِتابتِهِ حِبْرٌ بحَجْمِ كلِّ بحورِ الأرْضِ، كما قالَ اللهُ {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)} (الكهْف)، وَكما قالَ أيضا {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} (لقمان).

                            ثانيا: لأنَّهُ بهَّذا يَتحَقَّقُ الابتلاءُ وَالتمْحيصُ للبَشرِ، فيَظهرُ المؤمنونَ باللهِ الواثِقونَ بهِ مِنَ الكافرينَ بهِ المُتجرئينَ عليهِ، قالَ اللهُ سبْحانَهُ {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} (القَصَص).


                            وَاللهُ تعالى أعلى وَأعلمُ.


                            رجاءا أختي الكريمَة أنْ تَعذريني على طولِ المُشارَكةِ فالقضيَّةُ كبيرَةٌ وَعظيمَةٌ، وَهذا أقلُّ ما يُقالُ فيها.

                            وَأرجو أنْ تَصبري على القِراءَةِ وَتَهتمِّي بقراءَةِ الآياتِ الكريماتِ وَالتمَعُّنِ في فهْمِ المَكتوبِ ولو ببذلِ الجهْدِ، حتَّى نَنتقِلَ إلى النقطةِ التاليةِ وَقدْ أحْسَنتِ فهْمَ تِلكَ الحاليةِ.
                            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                            رحِمَ
                            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                            تعليق


                            • #15
                              نعم أكمل

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 4 يوم
                              رد 1
                              21 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
                              ردود 0
                              29 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
                              ردود 0
                              16 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
                              ردود 0
                              31 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamed faid
                              بواسطة mohamed faid
                               
                              ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
                              رد 1
                              25 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                               
                              يعمل...
                              X