ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سعدون محمد مسلم اكتشف المزيد حول سعدون محمد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    بعد حمد الله تعالى..و الصلاة و السلام على رسوله محمد المبعوث إلى الثقلين..وآله الطاهرين..وصحابته أجمعين..
    قال الله تعالى في سورة الجاثية : " وقالوا ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ؛ وما لهم بذلك من علم ؛ إن هم إلا يظنون " ..الآية : 24..
    وقالوا : أي قال منكرو البعث..ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا : يموت بعض..ويحيا بعض بالولادة..
    تشير الآية إلى ظاهرة قديمة واجهها الإسلام منذ نزول القرآن..و ما زال يواجهها على اختلاف صورها و تنوع منازعها..تلك هي ظاهرة الإلحاد التي ينكر أصحابها الألوهية و الرسالة و العوالم الغيبية ..كما ينكرون البعث و الجزاء مستيقنين بما يعتقدون أو شاكين فيه..أو حاقدين منتقمين أو لاهين عابثين..ويسمى اعتقادهم هذا بالمفهوم الإسلامي العام إلحادا..وهم ملاحدة أو ملحدون..
    ولم تنقطع هذه الحركة على مدى تاريخ الإسلام المديد..فهي دائبة متحركة..تظهر إذا أتيح لها الظهور أو تستتر و تعمل في السر و الخفاء..غير أن عملها يتقنع بقناع جديد كلما انكشف عن نفسه أو انهزم بالسيف أمام قوة السلطان..أو بالحجة و البرهان أمام محاججة القرآن ..
    لهذا تقدمنا إلى تنظيم هذه الندوة لتوعية الشباب في ما يخص هذا الملف الإلحادي ..واستفضنا بعض من خيرة الرجال الذابين عن عقيدة التوحيد و كاشفي غطاء الكفر ..
    وسنتعرف في هذه الندوة عن أجوبة لأسئلة عشعشت في عقول الشباب ..وسنتعرف عن ماهية الإلحاد وتعريفه ؟؟ و هل يمثل خلق المسلمين و سلوكهم اليوم الإسلام الصحيح ؟؟ وماهي الأسباب التي جعلت بعض الغربيين يهتمون باللغات الشرقية ؟؟ و ألا تزال حركة الإستشراق نشيطة إلى اليوم ؟؟ وما مظاهر هذا النشاط ؟؟

  • #2
    رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

    يقول الأستاذ عبد الرحمان أبو رشاش :
    السلام عليكم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين،نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ،اما بعد:
    اتوجه بالشكر والتقدير للدكتور انس ابوهيام على مجهوداته العظيمة لخدمة هذا الدين ،كما اود شكره ايضا على دعوتي للمشاركة في هذه الندوة المباركة مع العلم ان الدكتور البسني ثوبا لا املكه ووضعني وسط مجموعة من الاساتذة والافاضل الذين اصغرهم سنا وعلما،وفوق كل هذا جعل مداخلتي هي الاولى،فارجوا ان يسامحني اساتذتي على قلة ادبي لانني وافقت على هذه الورطة التي ورطني بها اخي الدكتور انس وسمحت لنفسي ان اتقدمكم.
    والله اسال ان ينفعنا بما نعمل وما نقول،وان يهدينا الى سواء السبيل "وما توفيقي الا بالله،عليه توكلت واليه انيب"
    يقول محمد قطب رحمه الله تعالى"ان الرد الحقيقي على خصوم الاسلام هو اخراج نمادج من المسلمين تربت على حقيقة الاسلام ،فاصبحت نموذجا تطبيقيا واقعيا لهذه الحقيقة ،يراه الناس فيحبونه،ويسعون الى الاكثار منه،وتوسيع رقعته في واقع الحياة.
    هذا هو الذي "ينفع الناس فيمكث في الارض"،وهذا هو مجال الدعوة الحقيقية للاسلام.وهذه الندوة المباركة اقيمت من هذا الباب ،ولكي لا اطيل على المتابع ادخل في صلب الموضوع:"الالحاد"او "الالحاد الجديد".
    الكل يعلم ان اصل هذه النبتة الخبيثة نبت بعيدا عن ديار الاسلام ولهذا يقول بول فيتز"يتفق المؤرخون بشكل عام على ان الالحاد ظاهرة غربية حديثة ومتميزة،وانه لا وجود لثقافة اخرى قد جاهرت بمثل هذا الرفض العام لانتشار الالوهية.
    ولهذا فقد تنبه بعض الباحثين الى احد الفوارق بين نمط الالحاد في الفضاء الغربي وحالته في الفضاء العربي الاسلامي وذلك في سياقات تاريخية متقدمة،فالمتهمون بالالحاد في سياق التاريخ الغربي هم من المنكرين فعلا لوجود الخالق جل وعلا،اما في السياق العربي الاسلامي فكثير ممن اتهم بهذا الوصف ليس منكرا في الحقيقة لوجود الخالق تعالى وانما كثير منهم من اصحاب المنكرات الكبيرة كانكار النبوة او القول بالاتحاد او غير ذلك.
    يقول عبدالرحمان بدوي"اذا كان الالحاد الغربي بنزعته الديناميكية،هو ذلك الذي عبر عنه نيتشه حين قال"لقد مات الله" واذا كان الالحاد اليوناني هو الذي يقول "ان الالهة المقيمين في المكان المقدس قد ماتت" فان الالحاد العربي هو الذي يقول "لقد ماتت فكرة النبوة والانبياء"
    يقول عبد الله العجيري تعليقا على هذا الكلام"والحق ان قدرا من التطور الذي لحق بمصطلح الالحاد في الفضاء الغربي يمكن ان يتلمس ايضا في الفضاء العربي ،لكن مشكلة انكار وجود الله مشكلة طارئة في الفضاء العربي بالمقارنة بالفضاء الغربي.اذن فالالحاد هو نبتة غربية وكان في العصور السابقة مجرد سفسطة او هرطقة يقول بها شخص هنا او هناك ،او تعتقد به مجموعة منعزلة في احسن احواله ،لكنه اليوم ليس كذلك ،فما يعرف الان بالالحاد الجديد له منظروه ودعاته ،فهو لا يطمع في ان يجد له مكانا منعزلا في احد جوانب الفكر البشري وانما يريد ان يتصدر المشهد،فهو يهاجم الدين ويهاجم الايمان بوجود الخالق ويورد الايرادات في اطارات فلسفية وعلمية مما يحتاج الى من يتعقب هذا كله ليرده على قائله،وهذا ما سنعرفه في المداخلات القادمة بحول الله "الالحاد الجديد" -يتبع-
    --------------
    السلام عليكم
    هذه هي مداخلتي الثانية باذن الله،خصصتها للحديث على الالحاد الجديد وسماته.
    تعجبني مقولة قالها صاحب قصة الحضارة ول ديورانت الملحد" الالحاد هو طوفان فاجر في ازمان الكفر وارضه ونهايته الحتمية هي تقويض اركان النظام الاخلاقي وانهيار الامم".
    ما هو الالحاد الجديد؟هل ظهر الالحاد نتيجة لانتهاء العبودية؟
    دعوني اقول لكم ان الالحاد دين كهنوتي ميتافيزيقي،فالالحاد هو تقديس الطبيعة سلبا(بشكل ضمني بنسبة كل الوجود اليها وهذا التقديس نوع من انواع العبادة بلا شك)او ايجابا(بوجود مشاعر التعظيم لقوى الطبيعة بالفعل داخل الشخص او بذكر ذلك والاعلان عنه.وهذه عبادة صريحة.)اذا فالالحاد ليس تخلصا من العبودية كما يبدو وانما هو احد انواعها.لكن المثير في الامر ان هذا الفكر له اسماء اخرى من ضمن هذه الاسماء "الوثنية الطبيعية" وهؤلاء يعرفون ايضا باسم "الملاحدة الوثنيين" اذا الالحاد والوثنية وجهان لعملة واحدة.
    ويقول stifyn emrys احد منظري هذا الفكر في مقال له بعنوان"هل يمكن ان يكون الملاحدة وثنيين":" انه لا يوجد اي اشكال في كون الملحد وثنيا وكون الوثني ملحدا.ويستشهد باستطلاع اجري على الانترنت عن مفهوم الوثنية وكانت نتيجة 87/ يعتبرون ان الوثنية هي تقديس الطبيعة في مقابل 10/ فقط يعتقدون انها عبادة الالهة.
    والحقيقة ان الوثنية في مفهومها العميق هي تقديس الطبيعة فعلا.
    فاذا نظرت للوثنية بعمق تجد انها مزيج من الكبر والضعف والتمرد والاستجداء،فالانسان يعرف انه مقهور ذليل ضعيف محتاج للمساعدة ،سواء من القوى الطبيعية التي سخرها له الله او سخرها له عقله،او من المصادفة السعيدة او اي شيء.وفي الوقت نفسه هو ساخط على هذا الوضع ويرى انه ما كان ينبغي ان يكون بهذا الذل والضعف الدائمين.وما الوثنية الا تصوير لهذا المشهد الملحمي ،فقد صنع الانسان الوثني الالهة ليعبر عن هذا الصراع الذي بداخله.فمن السذاجة ان نظن ان الوثنية عبارة عن تقديس حقيقي لهذه الالهة او تقديس مماثل لتقديسنا وعبادتنا لله عزوجل.وانما حظها من التقديس هو فقط حظ الانسان من الضعف والحاجة الى المساعدة.ثم ستلعب الالة دورا هاما ايضا في تلك المسرحية بعد ذلك،حيث سيجد الانسان من يصب عليه غضبه اذا فاته مايريد،وسيجد ايضا الرمز الذي يعبر عن كبره وفخره اذا حصل له ما يريد.فالالهة في الوثنية ما هي الا مرآة لهذا الكبر والسخط الانساني ،وهذا نفسه هو المعتقد الالحادي نحو الطبيعة،فهي تقهره فيسخط ويثور ،ثم يحقق منها شيئا فيحتفي بها ويعظمها ليعظم بذلك عقله وعلمه.فهما حقا وجهان لعملة واحدة ،او يمكنك ان تقول ان الالحاد هو وثنية اليوم.اذا فالالحاد ليس تخلصا من العبودية في الحقيقة وكذلك الوثنية ليست تحقيقا للعبودية بمعناها الصحيح.فاذا دققت النظر تجد ان المفهومين متداخلان الى حد كبير.وتجد ان الحاد اليوم ماهو الا صورة مكررة من وثنية القرون الغابرة.
    للامانة العلمية هذا الكلام من وحي كتاب"اختراق عقل".
    فالالحاد كما رايتم هو رؤية دينية كهنوتية ميتافيزيقة متكاملة الاركان والمعالم ،وسفسطة اخطات طريقها،فانتجت دينا جديدا يسمى الالحاد.لكن هذه الحالة الادراكية المسماة "الحاد" تحتاج الى نوع من التجشم والمعاناة لضبط الادلة ،ومعالجة خاصة لالحاحات العقل المستمرة بوجود الصانع الحكيم ،وهنا فالالحاد ليس ردة فعل تلقائية للنفس او العقل،بل هو كما قلنا يحتاج لمعالجات خاصة.في مقابل الايمان الذي هو ردة فعل تلقائية تجاه الكون والحياة،وهنا دعونا نستفتي الواقع ونسال :لو كنا حقا ابناء الطبيعة الخلص واحفاد الكون الشرعيين المنحدرين من صلبه ،هل كان سيفتقر خيار الالحاد الى مكابدة ؟وهل كنا سنجد في طرد فكرة الايمان ادنى عناء؟ هكذا كتب "هيثم طلعت"
    فالالحاد عبء عقلي ومنطقي ،وهو يبني اصولا اعتقادية متكاملة على فلسفات احتمالية ناقصة،ولا ينتصر الا باستغفال الضرورات العقلية ،ثم اللعب على احبال السفسطة فيسلم له كل مغرور ،لذا فهو كان وسيظل ظاهرة طفيلية.
    يقول بول فيتز"بالرغم ان اثبات وجود الله امر ممكن ،الا ان اثبات عدم وجود الله امر ظاهر الاستحالة ،لان اثبات عدم وجود اي شيء امر مستحيل،وبمعنى اخر فان الالحاد افتراض ادلى به بعض الناس حول طبيعة العالم ،وقد لاقى هؤلاء الناس في القرن الماضي نجاحا غير عادي في السيطرة على هذه الصورة المقبولة ضمن هذا الشان ،وعلى وجه الخصوص يبدوا ان هناك افتراضا واسع النطاق في انحاء كثيرة من مجتمعنا الفكري بان الايمان بالله بني على جميع انواع الاحتياجات والرغبات غير الناضجة وغير العقلانية،في حين ينبغ الالحاد او التشكك من وجهة نظر عقلانية ،راشدة ،بعيدة عن الهراء حول الاشياء كما هي في الواقع.
    فبعد هذه التعريفات الموجزة تقرر لدينا ان الالحاد وثنية جديدة ،دين كهنوتي ميتافيزيقي،سفسطة اخطات طريقها،او مجرد افتراض.
    هذا جزء من ماهية الالحاد ولمزيد علم ننتظر مداخلات اساتذتنا الافاضل ،فانا اعلم يقينا ان ما ذكرته هو مجرد قطر اما ما في جعبة اساتذتنا الافاضل فهو الماء المنهمر،فانا انتظر بشوق مداخلاتهم المباركة للتعلم والاستفادة.
    على كل ستكون مداخلتي القادمة للتعريف بسمات الالحاد الجديد وتلك الموجة التشكيكية،اعتذر على الاطالة،انتظرونا في المداخلة القادمة بحول الله -يتبع..

    تعليق


    • #3
      رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

      ويتمم الأستاذ عبد الرحمان أبو رشاش قائلا :
      السلام عليكم
      هذه مداخلتي قبل الاخيرة والتي ساذكر فيها سمات الالحاد الجديد،وقبل الخوض في ذكر سمات الالحاد الجديد(العربي) دعونا نرى بعض سمات اشهر الملاحدة الغربيين لنعرف ضحالة هذا الفكر وضحالة معتنقيه.
      لا ينكر احد ان الملاحدة البارزين والمشهوريين كانوا يمتلكون درجة من الذكاء وكانوا على درجة رفيعة من القدرة الفكرية.لكن هناك سمة اخرى تظهر عليهم الا وهي المستوى المهم للتكبر الفكري والطموح المرتبط بشكل كبير بالالحاد،لكي تصبح شخصية مشهورة في العالم الفكري يتطلب الامر طموحا وطاقة كبيرتين،ولكي تحافظ على راي مناقض للغالبية يستدعي ذلك غالبا الثقة بالنفس من النوع القائم نموذجيا على التكبر،او الذي يقود لذلك.كان عدد من الملحدين يتسمون بالتكبر ،وصف "فولتير" على انه نادرا ما يحاول الغاء تعاليه الفكري.ووصف "فرويد" كشخصية متفردة ،حيث كانت وحدته(نتاج عدم الرضا الفكري بالزهو) واعتبر نفسه فيلسوف الامور الاكثر اهمية،وهو موقف تشبث به في الكبر الفكري للرجل.
      كما يعرف غرور "نيتشه" وكبرياؤه بشكل واسع.و في الحقيقة فان فلسفته هي احتفال بالرغبة بهزيمة الشخصيات الاسمى وهزيمة الموت والاله.ونوقش تكبر "بيرتراند راسل" والكراهية الشديدة والبرود النفسي المرضي وكذبه المتكرر في السيرة الذاتية الكبيرة الاخيرة لراي مونك.
      فهذه بعض سمات الملحدين المهمين تاريخيا ،لنرجع لنرى سمات الملاحدة الجدد ،وازعم ان افضل من تكلم في هذا الباب وبين اهم سمات هذه الموجة التشكيكية هو احمد السيد في كتابه"سابغات" يقول الاستاذ احمد تحت عنوان معالم وسمات الالحاد الجديد او الموجة التشكيكية،فانا لا اذكر العنوان بالتحديد.
      _هذه الموجة في غالبها هدمية لا بنائية ،فوضوية لا منهجية ،تثير الاشكالات وتبرز الاعتراضات ثم لا تقدم رؤية او فكرة بديلة متماسكة.فالمتابع للطرح الالحادي الجديد يجد فيه كثير من البعد عن تقرير الفكرة الالحادية الاساسية،وهي نفي وجود الخالق،وانما اكثر اهتمامهم بنقد الدين -وخاصة الاسلام- مع وجود الثغرات الكبرى في صميم الفكرة الالحادية ذاتها،ولكنهم يعرضون عنها،ولا ينشغلون بالاجابة عن الاسئلة الحقيقية التي تواجه اعتقادهم،وانما ترتفع اصواتهم استهزاء بحديث بول البعير،وخبر سن عائشة عند الزواج،واذا ارتقوا قليلا تحدثوا عن عقوبة الردة،وحد الرجم،وهذا يبرز سمة الفوضى والهدم في مقابل الانتظام والبناء.
      هذه الموجة محملة بالاسئلة المفتوحة دون حدود،ولا يوجد سؤال يمكن ان يستبعد منها،سواء ما كان متعلقا بالله سبحانه،او بافعاله اوالتشريعات الاسلامية او بالانبياء،او بالقضايا الفلسفية في ازلية الكون او حوثه،ونحوذلك،وهذا يستدعي استعدادا نفسيا ومعرفيا من المتخصصين للتعامل مع هذه الاسئلة.
      تحمل هذه الموجة شعارات عامة ذات بريق وجاذبية ولكنها غير محددة المعالم ،وغير منسوجة نسجا منهجيا علميا يقي صاحبه من الفوضى او التناقض ،ومن ابرز هذه الشعارات"تحرير العقل،نقد الموروث،رفض الوصاية،الحرية" ونحوها ،هذه الشعارات ليست باطلا محضا ،وانما تحتاج الى بيان الاجمال الذي فيها،وفرز المقاصد الخاطئة التي يدعوا اليها المشككون في الاسلام عن طريقها،وتتميز المعاني الصحيحة عن تلكم المقاصد الفاسدة .
      علينا ان نعلم ان التاثر بهذه الموجة في مجتمعنا المحلي ياخذ حالة بين الخفاء والعلن وهي الى الخفاء اقرب،ولذلك فان قياس حجم الشريحة المتاثرة بهذه الموجة فيه صعوبة،وفي نفس الوقت فان حالة الخفاء هذه تعتبر امر مقلقا للاباء والامهات المربين،مع العلم ان الميدان الاكبر الذي يستغله الملاحدة لبث شبهاتهم هو شبكات التواصل الاجتماعي حتى هذه اللحظة وهذا يعطي توسعيا كبيرا غير خاضع للموانع الجمعية المفترضة.
      وفي الاخير اقول لكم ان خطورة هذه الموجة انها موجهة ضد اصل الاسلام وثوابته ،ووجه الخطورة يظهر ان نظرنا الى المتاثرين بها فحين يفقد احدهم اصل الاسلام فذلك (كفر) يؤدي بصاحبه الى النار.
      على كل هذه اهم سمات هذه الموجة الالحادية،وساجعل مداخلة اخيرة ختامية ،ابين فيها لماذا يجب علينا مواجهة الالحاد،واشكركم على المتابعة -يتبع-
      --------
      السلام عليكم
      هذه مداخلتي الختامية خصصتها للرد على سؤال كثيرا ما يطرح ،لماذا نواجه الالحاد؟
      وفي الحقيقة انا لي منهج وموقف محدد فيما يخص الرد على الشبهات المثارة،وهذا المنهج تعلمته من شيوخنا الذين قضو حياتهم في الرد على الشبهات التي يثيرها اعداء الاسلام.فانا كلما هممت للرد على اي شبهة احاول ان لا اعطيها لونا من الاهمية لا تستحقه،ولونا من الشرعية يستوجب منا الاحتفال والاهتمام،ثم كانما دين الله المنزل في حاجة الى جهد منا نحن البشر لاثبات انه بريء من العيوب! فالمتدبر لكلام الله يجد ان القرآن قد اورد شبهات المشركين واهل الكتاب فيما يتعلق بالقران والوحي والرسول صلى الله عليه وسلم ،بل بالذات الالهية كذلك،ثم رد عليها بما يبطلها ،دون ان يكون الرد قد اعطى لتلك الشبهات اعتبارا ولا شرعية ،ولا اعطى شعورا بان الاسلام متهم يقف في موقف الدفاع!
      هنا ياتي السؤال لماذا نواجه الالحاد؟ دون ان نعطي للالحاد لونا من الاهمية لا يستحقه ،فنحن نعتقد يقينا سفه الفكر الالحادي،ومع هذا لا نقلل من خطره .
      اولا يجب ان يعلم كل مسلم ويستحضر ان هذه الامة وظيفتها هي حمل النور والهداية للبشرية كلها واقامة الحجة عليها،قال تعالى:"كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله."
      ثانيا علينا ان نخلص للحق الذي معنا ونتعلم ادلة صحته ونعلمه لغيرنا يقول الله تعالى"والعصر،ان الانسان لفي خسر،الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر".
      ثالثا ليعلم كل مسلم ان هناك اموالا تصرف من اجل نشر هذا الفكر،وتذلل له كل الصعاب ويقدم في جميع القوالب الممكنة من اول الابحاث الاكاديمية التي تدعم نظرية التطور وصولا الى افلام الكرتون التي تقدم للصغار،فعندما نقول ان الالحاد خطر ينبغي مواجهته ،فنحن لا نعظم من محتواه الفكري ولكننا ندرك الجهود الجبارة التي تبذل من اجل نشره،وفي المقابل المسلمون في غفلة تامة عن هذا الخطر،بل ومنهم من يرى هذه الجهود المقاومة للالحاد مضيعة وقت،ويظن ان مادام الايمان بوجود الخالق فطرة في النفوس،ومادام الفكر الالحادي متهافتا فلا داعي لسرد الادلة على وجود الخالق،ولا حاجة للرد على الشبهات التي يثيرها الملاحدة! فوالله لو كان هذا الفكر صحيحا لما ارسل الله رسلا ،ولا انزل كتبا،فعبادة الاصنام والاشجار والحيوانات ليست بالفكر العميق،وليست بالبنيان الفلسفي المتين،بل ان توحيد الله بالعبودية لمن اقر بربوبيته شيء مغروس في الفطرة،فما الداعي لاقامة البراهين عليها اذا؟وما الداعي لارسال الرسل وخوض الحروب من اجل ذلك! لكن الحقيقة ان الفطرة تتبدل ،فعن ابي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من مولود يولد الا على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ،كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء."ثم يقول"فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم." ومعنى لا تبديل لخلق الله هنا هي لا تبدلوا خلق الله،فهي خبر بمعنى الطلب كقوله تعالى :"ومن دخله كان ءامنا".
      فهذه هي وظيفة الرسل ان يذكروا بايات الله ،ونحن المسلمين من ورثنا هذا الميراث الشريف من انبياء الله ورسله .فعلينا بذل الغالي والنفيس من اجل اقامة الحجة ومحاربة كل فكرة باطلة هدامة .
      وفي الاخير اسال الله ان يستخدمنا ولا يستبدل بنا ولا نكون ممن قال الله فيهم :"وان تتولوايستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم."
      اتوجه بالشكر مرة اخرى للدكتور انس ،وللاعضاء المشاركين في هذه الندوة المباركة واتمنى لهم التوفيق،دون ان ننسى الاخوة والاخوات المتابعين لمجريات هذه الندوة واسال الله ان ينفعهم وينفعنا بها هو ولي ذلك والقادر عليه .والسلام عليكم ورحمة الله..
      ----------
      هذه صفحة الأستاذ عبد الرحمان أبو رشاش على الفايسبوك :
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100010547370246


      - - - تم تعديله - - -

      جزاك الله خير الجزاء أستاذا عبدالرحمان ابوعصام رشاش على هذا الجهد الجهيد ..و أطال الله في عمرك المديد..و أسأله سبحانه أن يبارك لك في أهلك و علمك و قلمك حتى تدحض بهذا الأخير شبهات الملاحدة ..فقد أجدت و أفدت ..
      قال عز من قائل في سورة الجاثية : " و إذا قيل إن وعد الله حق و الساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا و ما نحن بمستيقنين " ..الآية : 32..
      إن نظن إلا ظنا..هذا منطق الإلحاد أجمع ..إن نافية أي : ما نظن..
      فكما ذكر الأستاذ عبد الرحمن تفاهة الإلحاد ..وذكر أن الالحاد ظاهرة غربية حديثة ومتميزة..أود أن أقف مع هذه النقطة بالضبط ..نعم..الإلحاد ليس مصدره المسلمين ..فقد كان أصحاب مثل هذه الحركات في العصر العباسي يعملون في الخفاء لاستمالة الناس..و لاسيما حينما أفلت زمام الحكم من أيديهم بانتقال السلطة من يد عربية أموية إلى يد عربية أخرى عباسية..و كان لهم مطمح و مطمع في الحكم ..و عمل منظم مع بناة الحكم العباسي ..فلما يئسوا منه " و أغلبهم من بلاد فارس منشأ تلك العقائد " إلتجأوا إلى بث الشك في العقيدة الصحيحة و تحريفها..أو شوبها بغيرها..و حمل الناس على الإعتقاد بتعدد الآلهة و عبادة النور ..
      و في عصرنا الحاضر و تحت ستار حماية الحريات العامة إستعادت حركة الإلحاد نشاطها..و نوعت أعمالها مع التقدم الصناعي و طغيان المادة ..و ظهور نظرياتفلسفية في تفسيرالإنسان و تعليل التاريخ..و استغلت حركة الإلحاد خرافة الطقوس الكنسية و انحراف بعض رجالها لتسفيه الأديان كلها..متسترة بالمبادئ الإقتصادية أو متذرعة بالفكر العلماني..أو متوسلة بالإصلاح السياسي..وتحرير الأفكار من الجمود..ومحاولة إبعاد الدين عن الحياة..وقد تمكنت بذلك من زعزعة كثيرا من الشباب الأوروبي عن المسيحية..ومعلوم أنه احتك الغرب المسيحي بالشرق العربي أثناء الحروب الصليبية فماذا كانت نتيجة هذا الإحتكاك؟؟ الجواب لكم و تعليقاتكم في منشور المتابعين..
      الرابط :
      https://m.facebook.com/groups/988758027886067?view=permalink&id=991049154323621
      نعطي الفرصة للدكتور سامي العنيه طبيب بشري ..صاحب كتاب " سبيل الرشاد "..
      تفضل دكتور..
      يتبع..

      تعليق


      • #4
        رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

        جزاكم الله عنا خيرا

        تسجيل متابعة ..
        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
        ،،،
        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




        أحمد .. مسلم

        تعليق


        • #5
          رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

          المشاركة الأصلية بواسطة محب المصطفى مشاهدة المشاركة
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

          جزاكم الله عنا خيرا

          تسجيل متابعة ..
          آمين و جزاكم الله بالمثل يا حبيب ..

          تعليق


          • #6
            رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

            يقول الدكتور سامي العنيه :
            بسم الله وبحمده.
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
            اسف للتاخير لظروف عملي.
            واسال الله العلي القدير ان يحفظ شبابنا من جهل وشبح وظلمة الالحاد الحيوانيه.
            #اسباب_ظهور_الالحاد:
            1:الجهل بالدين علما وعملا وتفكر فيه.
            2:عدم المقدرة بين الربط الكوني والاكاديمي في الاشارات.
            3:التركيز علي الامور الفقهيه في القران وجهل بقية اشاراته التي تزيد الايمان.
            4:اعتقاد الغالبيه ان عدم وعجز اجابة مسلم لسؤال واحد يعني العيب في الدين .
            5:تركيز الشباب علي العولمه الماديه المرئيه واعتقادهم ان هذا هو الكون الحقيقي النهائي لاشئ بعده.
            6:مطالبة الشباب لادله علميه لاشياء عجز العلم نفسه عنها وهي ماوراء الطبيعه وتنساوا ان العلم المحدود يقود للامحدود.
            7:سؤال شبابنا لمؤهلات فقهيه مختصه عن امور علميه ونسوا ان لكل تخصص مختصين فلماذا خلط الحابل بالنابل فقط لاجبار النفس بالجهل!
            8:عدم معرفة شبابنا لحقيقة وسبب كثرة العلماء الملحدين مش لان الدين خطأ بل لانهم لايريدون خلط الماديات بالدين وهذا لاينفي الدين بل يوضح مقصدهم .
            9:اهتمام شبابنا بالشبهات دون بحث المختصين في تفنيدها.
            10:يعتقد شبابنا ان خطأ مسلم في سلوكه هو خطا الدين باكمله.
            #الحلول:
            1:لاتدخل كروب ملحد الا وانت ملم ومؤهل للرد علي اكاذيبهم لانها تؤكد جهلهم ودائما مايمسكون منتصف العصاه لان اولها واخرها ضدهم.
            2:لاتجعل شبهه تؤثر فيك قبل السؤال عنها ببساطه لان العيب في فهمك وليس في الدين.
            3:لاتحكم العقل المحدود في التحكم علي اللامحدود.
            4:بذل جهد التفكر في الربط الاكاديمي بالعلم الكوني بضوابط.
            5:لاتجعل سرد الشبهات يؤثر علي ايمانك بل اجعله محرك يزيد من ايمانك في البحث عن حقيقة الشبهه.
            6:اي مصدر يناقشك به الملحد اعرف انه ضده اذا دققت معه فلا تفتكر انه علي حق دون ان تعرف حقيقة مصدره.
            7:اي سؤال عن عالم الغيب طالبه بمعطيات منطقيه تثبت منطقية سؤاله او يعترف ان سؤاله مش منطقي بالتالي لاينتظر اجابه منطقيه علي سؤال مش قادر صاحبه يثبت منطقيته.
            8:التركيز علي لغة العصر العلم في الرد علي الملحد لانه يناقشك بشئ يبعد عن لغة العلم متعمدا لانه يعرف ان العلم ضده.
            9:لاتبخل في السؤال عن شئ اصابك الشك منه بس من اهل الاختصاص .
            10:اي ملحد تحس بانه يركز علي العلم في نقاشه للتضليل وانت مش كفؤ دله الي من هو اهل له سيهرب.
            #اخيرا
            اسال الله ان يثبتنا واياكم علي الطريق الحق.
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
            -------------------------------------------------
            هذه صفحة الدكتور سامي العنيه على الفايسبوك :
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100012054613153
            -------------------------------------------------
            السلام عليكم ..
            طيب ..اكرر الشكر للدكتور سامي العنيه على مداخلته الأكثر من رائعة ..جزاه الله خيرا على ما يقدمه من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله ..محمد رسول الله ..و بعدما اعطينا الإذن للدكتور هيثم طلعت بكتابة مداخلاته..يبدو أن فضيلته مشغول ..ولكي لا نهمل الوقت سنترك مداخلاته فيما بعد ..حتى يكون موجودا يمكنه الإدلاء بمشاركته ..
            على اي ..فأنا أرى ان اهم العوامل التي ساعدت على نشر الالحاد عوامل داخلية ..كضعف القيادة في العالم الاسلامي بانقسام المسلمين إلى دويلات صغيرة تعتز كل دولة منها بالقومية و الجنس و الوطنية ..مبتعدة عن تاثير الاوامر الدينية ..و كذلك ..ضعف الشعور الديني لدى المسلمين و استبداله بالشعور القومي الضيق الذي لا يتحرج المسلم معه من قتال اخيه المسلم ..او مناوءته و التضييق عليه في نطاق حدوده الجغرافية ..و كذلك ..الفصل بين رجال السياسة و الحكم ..و بين رجال الدين و الوعظ ..بعدما كان النوعان في العصر الإسلامي الأول يتمثلان في شخص واحد..و لما انفصلا كان ذلك بداية للدعوة الى فصل الدين عن الدنيا ..و بسبب ذلك اشتدت الخصومة بين الجانبين و فقدت حركة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر سلطانها و قوتها ..لأنها صادرة عن جانب لا سلطة له و لا حكم ..و كذلك ..ابتعاد المسلمين عن المصدرين الأولين للتشريع ..القرآن و السنة ..و عدم تطبيقهما في الحياة العامة ..و اغلاق باب الاجتهاد في الفقه و الاكتفاء باراء المقلدين من العلماء الذين بلغ ببعضهم الجمود..إلى تحريم النظر في كتاب الله تفسيرا او تدريسا او استنباطا فأساؤوا بتصرفهم إلى سمعة الدين و صفائه..
            إذا ..فقد تحولت هذه الأفكار و ما شابهها إلى الأمة العربية و الإسلامية بطريقة التقليد ثم التجهيل ..و أثر الابتعاد عن الدين و الجهل به في سلوك بعض الأفراد من المجتمع الإسلامي..فتميع خلقه و اهينت مقدساته و ضعفت مقوماته ..و استلبت أصالته..و الالحاد في الأمة الإسلامية يرجع إلى عوامل متعددة ..منها ما ذكرنا ..و منها ما قدمه الأستاذ أبو عصام و د.سامي ..و منها ما سيتفضل بذكره ..الدكتور إحسان ..حكمت حكمت جلال ..صاحب موسوعة الرد على الملاحدة ..
            فليتفضل مشكورا ..

            تعليق


            • #7
              رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

              يقول الدكتور إحسان حكمت جلال :
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بادئ ذي بدء أود أن أشكر الدكتور أنس أبو هيام على إقامة هذه الندوة المباركة وأسأل الله أن يجعلها في موازين حسناته كما وأرحب بالزملاء الكرام الأفاضل الدكتور هيثم طلعت والدكتور سامي العنية والأستاذ كريم البرلسي والأستاذ زيد زيد الجزائري عبد الرحمان أبو عصام رشاش فدعونا نبدأ بتعريف مصطلح الالحاد : معنى كلمة الحاد , فكلمة الحاد تعنى مال او بعد او التجأ , وألحد الإنسان تعنى بعد الإنسان عن الحق , وللأسف يستخدم الكثيرون جهلا كلمة الحاد بمعنى انكار وجود الله , وهذا جهل منهم , لان الالحاد تعنى البعد عن الدين او عن الحق , او تعنى البعد عن اى شئ , ولو ابتعد شخص عن مدينة , فهو ألحد عن المدينة وقد ذكر الله الملحدين في القران الكريم عدة مرات.... {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }فصلت 40 وقال تعالى :{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }النحل103.... {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180.... , اما التعبير الادق والسليم للشخص الذى انكر وجود الله هى الكافر ويبدو هنا الجهل فى استخدام المصطلحات واضحا , حيث كافر تعني منكر وجود الله , اما ملحد فهو الذى يبعد عن الحق او الدين واحب ان اضيف هنا معلومة قد تفيد الإخوة المتابعين فى فهم هذه المشكلة الالحاد كلمة عامة شاملة , فالملحد هو المبتعد عن الدين , ولذلك الالحاد كلمة تشتمل على كل الغير مؤمن ايمان امثل فاللادينى و واللاادرى والكافر والمشرك و الغير متأكد كلهم ملحدون , لان الالحاد تعنى الابتعاد عن الدين بأى شكل كان وبعد هذا التوضيح نرجع لموضوعنا , ولان الكثير يستخدم المصطلح الخاطئ الالحاد بمعنى انكار وجود الله , فنحن سنستخدمه بهذا المعنى ايضا رغم خطائه فقط لتوضيح الفكرة الملحد هو اجهل شخص على وجه الارض , هو شخص يكره العلم كراهية عمياء , ويعشق الجهل عشقا مميتا اما عن سبب كراهية الملحد للعلم , لان العلم يؤدى للايمان بالله , لذلك هم يكرهون العلم كراهية عمياء ,ويستخدمون الجهل فى انكار وجود الله وسنوضح عشق الملحد للجهل في السطور القادمة الملحد يستخدم افكار قديمة جدا لفيلسوف يوناني قديم اسمه ديمقريطس , عاش في القرن الخامس قبل الميلاد (460 - 370 ق.م) , وهو ابو الكفر , فهو مؤسس مذهب انكار وجود الله وانكار الاديان والعقائد , وقد رد عليه ارسطو , ووضح جهله , وفضح حماقته , وصرف الناس عنه بعدما اثبت ان ديمقريطس مجرد جاهل واحمق ولم يستطيع الرد على ارسطو بل هرب من ارسطو , وانتهى المذهب الكفرى الاحمق الذى اسسه ديمقريطس بعدما رد عليه ارسطو الحجة بالحجة وفضح جهله ورغم ان هذا يرجع زمنيا لقبل الميلاد بحوالى 4 قرون او اكثر , ورغم ان ارسطو رد على هذا الجاهل وفضح جهله وهرب من مواجهة ارسطو الا ان الملحدين اليوم يستخدمون نفس تلك الافكار الحمقاء للجاهل ديمقريطس !!!!
              والأن يأتي سؤال مهم جدا ما هي تلك الافكار التى صاغها الجاهل ديمقريطس , والتى نسفها ارسطو والتى يستخدمها كل الملحدين حتى اليوم ؟؟؟؟ 1_ المادة فقط وليس شئ غيرها : بمعنى انه لا يوجد شئ غير المادة فقط , وهذا ما كتب عنه ديمقريطس في المذهب الذرّي , يبدو هنا الجهل العميق , فهو ينكر كل شئ غير مادي محسوس , وهذا يعكس لكم انكار الملحد لكل شئ غير مادي مثل الاخلاق , ومثل الروح , ومثل الوفاء , واي شئ غير مادي يقاس بالحواس او المقاييس 2_ ازلية المادة : بمعنى ان المادة ازلية وليست محدثة او جديدة وبالتالي لا يوجد اله , العلم نسف خرافة ازلية المادة , حيث الكون محدث وجديد طبقا للانفجار العظيم , وبالطبع كانت كارثة على رؤوس الملحدين حينما نسف العلم خرافة ازلية المادة , والزمهم بالايمان بالله 3_ جدلية المادة : بمعنى الصراعات والحروب والقتال , فهم يؤمنون ان الصراع هو الذي ادى لتطور المادة , فالحياة كلها عندهم صراع يلى صراع , وهذا ما يعكس دموية الملحدين في كل حروبهم , حيث ان تاريخ الملحدين هو اكثر تاريخ الامم دموية , وهذا ستقرأونه في سيرة ستالين وتروتسكي ولينيين وماو , وغيرهم كثيرون , فبدون صراع او حروب تنهار الفلسفة المادية الجدلية , لان الصراع هو الضمان الوحيد للتطور والرقي 4_التنظيم الذاتي للمادة : بمعنى ان المادة تنظم نفسها بنفسها دون تدخل ذكى من احد , وهذا مخالف للعلم حيث القانون الثانى للدنيميكا الحرارية ينسف خرافة التنظيم الذاتي للمادة 5_ نشوء الحياة من اللاحياة : وهذه فكرة سخيفة كانت منتشرة قبل الميلاد ب 5 قرون حيث ذكرها ديمقريطس , حيث يدعى ان برك الطين ينشأ عنها ضفادع , وأن اللحم ينشأ منه دود , والامثلة الساذجة كثيرة , واثبت العلم على يد لويس باستير بعد قارورة باستير الشهيرة , انه اذا تم البسترة الجيدة لاى مادة عضوية لا يمكن ان تتلوث بأي كائن , وهذا مستخدم الان فى تعقيم كل المنتجات الغذائية , والتي نسف خرافة نشوء الحياة من اللاحياة , التي فهمها الجاهل ديمقريطس خطأ لانه لم يعقم او يبستر المواد العضوية ويحيمها من التلوث , ليس باستير وحده من نسف خرافة نشوء الحياة من اللاحياة ولكن ايضا سبلانزاني وريدي التى ادت جهودهم العلمية فى نسف خرافة نشوء الحياة من اللاحياة ونضيف هنا افكار اثبت العلم خطأها ولا زال الملحدين يستخدمونها 6 _ توراث الصفات المكتسبة : بمعنى ان اذا لعب احد الاشخاص كمال اجسام , وبدأت عضلاته تتشكل , هل يرث ابنه الرضيع عضلات مفتولة , الملحدين يفترضون ذلك , لانهم يؤمنون ايمانا كاملا بخرافة التطور , التى افترض داروين فيها ان الصفات المكتسبة تورث , فافترض مثلا انه بقطع ذيل فئران لعدة اجيال متتالية , فان بعد فترة ستنشأ فئران بدون ذيل , وبعد فترة من موت داروين , رد عليه العالم فايزمان بتجرية نسفت خرافة توراث الصفات المكتسبة , حيث قام فايزمان بقطع ذيول الفئران لعدة اجيال متعاقبة , وبعد فترة كبيرة من الاجيال , لم يحدث شئ , وظلت الفئران بذيلها كما هي , ولسان حال فيزمان يقول لداروين اخجلتنا بجهلك يا داروين , فانت اجهل شخص جاء على الارض , احب ان اضيف هنا سؤال لكل ملحد جاهل يؤمن بخرافة التطور ايمانا اعمى , اليهود يقومون بختان الذكور منذ اكثر من 3000 عام , فلماذا لم ينشأ جيل مختون جاهز؟؟؟؟ !!!! 7_النظام المفتوح : هذه محاولة هروب فاشلة من الملحدين , من رعبهم من القانون الثاني للدنيميكا الحرارية الذى ينسف الالحاد , ويثبت له وجود الله , إذ أفترض الملحدين ان الدنيميكا الحرارية تسري فقط على النظام المغلق , وليس النظام المفتوح للهروب من القانون الثاني الذي يدمر الالحاد , وبالطبع من قال ذلك فهو يجهل ابسط قواعد علم الفيزياء الكونية , لان الكون كله بكل طاقته واتساعه هو نظام يتم فيه التبادل للطاقة والحرارة , فمن الجهل ان يطلق عليه نظام مفتوح 8_الاعضاء اللاوظيفية(الأعضاء الأثرية) : يفترض دعاة خرافة التطور ان هناك اعضاء في جسم الكائنات ليس لها وظيفة , وقد اثبت العلم جهلهم المدقع بابسط قواعد الطب وعلم البيولوجيا , حيث اثبت دور الزائدة الدودية المهم في الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات , وكذلك الذنب التي اثبت انه العظمة التى تربط عظام الحوض ببعضها , وكذلك اللوزتين وهي صمام الامان للتصدى للميكروبات التى تدخل الجسم عن طريق الحلق, والكثير من الاعضاء التى ذكرها الملحدين انه لا وظيفة لها , فقد اثبت العلم وظائفها , واصبح الملحدين فى مأزق لانهم يحاربون العلم واحب ان اضيف هنا , حينما يقول الملحد ان عضو بلا وظيفة , ويثبت العلم وظيفته بعد ذلك , أليس من الافضل ان يقول الملحد ان هذا العضو غير معروف وظيفته حتى الان , وينتظر العلم حتى يقول كلمته الأخيرة , ام ان الملحد يقف مواقف المعادي والمحارب للعلم على طول الخط ؟؟؟؟ وبالطبع لا ننسى المقولة الشهيرة للعالم ماكس بلانك صاحب نظرية الكم التي غيرت مسار العلم حيث يقول (( إن العلم والايمان يحاربان معركة شرسة ضد الجهل والالحاد ))).
              والأن سنتطرق إلى أهم أسباب الإلحاد وأسباب إنتشاره بهذا الشكل المهدد للبشرية إذ أنه في بداية القرون الوسطى كانت أوروبا تعيش عصور الجهل والظلام البهيم إذ أنه كانت السلطة المطلقة بيد الكنيسة فقد كان الناس يظنون أن الأمراض سببها الأوراح الشريرة وذلك بسبب أفكار ومعتقدات وخرافات القساوسة والبابوات والمطارنة والخوارنة والقندلفتات الذين يسيطرون على عقول الناس وحاربوا العلم والعلماء ومارسوا عليهم كل ألوان وأشكال الإضطهاد فقد أعدمت الكنيسة العديد من العلماء وأشهرهم العالم الشهير جاليلو جاليلي بأن الأرض تدور فهو أول من طبق طرق التجريبية في البحوث العلمية. أدخل غاليليو مفهوم القصور الذاتي ، وبحث في الحركة النسبية ، وقوانين سقوط الأجسام ، وحركة الجسم على المستوى المائل والحركة عند رمي شيء في زاوية مع الأفق واستخدام البندول في قياس الزمن. كان الأول في تاريخ البشرية الذي وجه التلسكوب إلى السماء وكشف عن مجموعة من النجوم الجديدة. أثبت أن المجرة تتكون من عديد كبير من النجوم. واكتشف الكواكب الدائرة حول المشتري والبقع الشمسية ودوران الشمس ، وبحث في تركيب سطح القمر. وقد أيد غاليليو غاليلي بقوة فرضية كوبرنيكوس التي كانت محرمة من قبل الكنيسة الكاثوليكية ، والتي تقول إن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية. ولم تعط محاكمة ومطاردة الكنيسة الكاثوليكية العالم فرصة العيش بهدوء في السنوات العشر الأخيرة في حياته كما وقد تم اعدامه بقطع رقبته بأمر من الكنيسة وتم الاعتذار منه فيما بعد وفاته بسنوات عندما تطور العلم وأثبت بأن غاليلو كان قد سبق أوانه.وهكذا لعبت الكنيسة الدور الأكبر في إنتشار الإلحاد إذ أنه بعد بدء تطور العلوم بدأ الناس يتجهون نحو العلم والعلماء وهجروا الكنيسة والدين وبدأوا ينادون بالإلحاد وكانت ذريعتهم قوية بسبب جهل رجال الدين ومخالفة الدين النصراني للعقل والمنطق والعلوم....
              العوامل السيكولوجية (النفسية) بعد دراسات تحليلية مستفيضة أجراها أستاذ الطب النفسي بجامعة نيويورك " بول فيتز " على شخصيات عديدة من ملاحدة العصر الحديث ، توصل إلى أن تبني الألحاد قد يرجع إلى خلل نفسي عصابي تقف وراءه رغبة دفينة في اللاشعور للتخلص من سيطرة الأب و الحلول محله " كما يقول سيجموند فرويد " بينما يقف وراء الإيمان بالإله ما يحققه ذلك من الشعور بالأمان .لذلك طرح فيتز مفهوما بشكل كتاب أسماه " منظور التقصير الأبوي " يربط فيه بين رفض سيطرة الأب الذي في السماء و يضرب فيتز الأمثلة على ذلك ؛ فهذا الفيلسوف الفرنسي الكبير فولتير الذي يصنف من كبار الشكاكين يعاني بشدة من سوء معاملة أبيه حتى أنه يلفظ أباه و يرفض أن يحمل إسمه ، و تضم القائمة فرويد نفسه و كارل ماركس و توماس هوبز و آخرين و كذلك لمن يعرف قصة الفيلسوف البريطاني الكبير أنتوني فلو و بدايته مع الإلحاد يعلم ما كان يتعرض له من ضغط من والده و خلافات معهكما يرى فيتز أن حرمان الطفل من أبيه بالموت يعتبره الطفل خيانة حرمته من الدعم الأبوي تترك أثرها في نفسه و تعزز فيه الشعور بالإستغناء و نرى هذا عند " جان بول سارتر و بيرتراند راسل " و قد ظل فيتز نفسه ملحدا حتى قارب الأربعين ثم صار متدينا و أهتم بالعلاقة بين الدين و علم النفس و طرح أفكاره في كتابه" fath of fatherless , the psychology of Atheism " و أعتقد أن هذا الطرح واضح جدا لنا جميعا فالملحد لا يتبع عقله كما يدعي لأنه لو كان يتبعه لكان آمن بمنتهى السهوله و لكنه يتبع هوى في نفسه و مكابرة جراء مرض نفسي أو فجوة يملأها بهذا الشعور بالإستغناء الأدعاء بإتباع العلم " الذي بدوره أثبت وجود الإله " هو مجرد جدار يختبئون وراءه لأن الإنسان بطبيعته ليس له بد إلا أن يؤمن بشيئ ما فيصبح الملحد بحاجه إلى نوع من الإيمان " الإيمان بالعلم " و كان شعورهم بالخيانة عظيما عندما خانهم العلم و إعترف بوجود الإله فكابروا و جادلو بنظريات واهية فارغة تم ذكرها في تعليق سابق....أما الأسباب التي يعاني منها مجتمعنا الإسلامي هي كالآتي أولا محاربة أئمة الكفر مجتمعة من ماسونية عالمية إلى يهود إلى نصارى إلى من ملاحدة ونشر أفكارهم المسمومة بين أبناء المسلمين عن طريق وسائل التواصل الإجتماعية وطبعا جهل الأخيرين بأبسط أمور دينهم فضلا عن جهلهم بشتى العلوم من فيزياء إلى رياضيات إلى بيولوجيا إلخ من العلوم التي كلها تؤدي كما ذكرت سابقا إلى الإيمان بوجود الله عزوجل وطبعا لاننسى أن معظم أبنائنا الذين يعلنون إلحادهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم عن ال14 إلى ال 18 ربيعا وهذا واقع كما يعلم الجميع .... ثانيا الإنحلال الخلقي الذي تعاني منه مجتمعاتنا العربية الشرقية للأسف الشديد وسببه طبعا البعد عن الدين .... ثالثا الحروب التي يعتبرها الملاحدة مصدر الشرور وأن الله لو كان موجودا لأوقفها .... رابعا حال المسلمين المزري وإنتشار التخلف في صفوفهم وعدم لحاقهم بموكب الحضارات وتشرذمهم ونسب الملاحدة كل هذا إلى الدين والإيمان بالله كما فعل هذا النصارى من قبلهم.... هذا والله أعلى وأجل وأعلم والحمدلله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
              --------------------------------------
              هذه صفحة الدكتور إحسان حكمت جلال على الفايسبوك :
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100008264322060

              تعليق


              • #8
                رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

                السلام عليكم ..
                شكر خاص للدكتور إحسان..حكمت حكمت جلال على مداخلاته الجميلة ..جزاه الله خير الجزاء فقد أجاد و أفاد ..وهنا قد حضرتني نقطة مهمة..ألا وهي أنه حينما وضعت الحرب الصليبية أوزارها..انكشف الطرفان الإسلامي والمسيحي عن مدى القوة المادية و الروحية التي يتوفر عليها كل جانب بسبب اختلاط الطرفين و احتكاكهما..و عجزت الأمم المسيحية المتجمعة عن تحقيق الهدف الذي سعت إليه عن طريق القوة ففكرت في اللجوء إلى أنواع أخرى من الغزو..محاولة القضاء على العقيدة الإسلامية التي وقفت أمامها سدا منيعا وحصنا حصينا..و قد نوعت المسيحية عملها إلى :
                1- غزو عقدي يتجلى في ممارستها لعملية التبشير في أوساط الأمة الإسلامية..
                2- غزو ثقافي يستهدف أولا التعرف على ما عند المسلمين من ثقافة و عقائد ليسهل بعد ذلك الإستيلاء عليهم و ابتلاعهم..و معرفة نقط ضعفهم و ذلك هو ما يرمي إليه الإستشراق..
                3- غزو مسلح يتجلى في الحروب الصليبية كما سبق..أو في التغلب على الشعوب الإسلامية و اقتسامها وهو الإستعمار..أو في تشذيب الرقعة الإسلامية الواسعة و التدرج في اقتطاع أماكنها المقدسة وهو الصهيونية..
                و في هذه الندوة المباركة حاول الإخوة بتحليل العوامل الداخلية و الخارجية التي تسببت من قريب أو بعيد في بث ألغام الإلحاد بين المسلمين..والتي تعد كلها من عوامل ظاهرة الإلحاد..و قد كانت الأمة الإسلامية مهيأة لمثل هذه الإغارة بسبب بعد المسلمين عن القرآن و السنة..
                نتقدم بإعطاء الإذن للأخ الأستاذ كريم البرلسي..أحد المتخصصين في المذاهب الفكرية ..ويعرفه القاصي و الداني ..ماجستير في الفلسفة..و عضو كلا المنتدين المحترمين ..منتدى التوحيد ..و حراس العقيدة..
                فليتفضل مشكورا ..

                تعليق


                • #9
                  رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

                  يقول الأستاذ كريم البرلسي :
                  الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله
                  جزاكم الله خيرا على هذه المبادرة الطيبة
                  بما أن الأساتذة أجادو فى بيان أسباب ظاهرة الإلحاد وطرق العلاج منه
                  سأركز على النقطة الأخيرة .. تهافت الإلحاد ..

                  ــــ قضية إنكار وجود الله .....
                  لا بد لكل فكر من موقف يرتكز عليه .. فهل يبنى الملحد إلحاده على يقين ؟
                  نحن أمام حالتين لا ثالث لهما
                  إما أن يثبت المخالف أنه لا يمكن إقامة الدليل على وجود الخالق أصلا إضافة إلى إثبات قضية أخرى وهى انتفاء المدلول بانتفاء الدليل
                  وإما أن يستقرئ جميع الأدلة على وجود الخالق ما تم صياغته منها وما لم يتم صياغته ويفندها جميعا أضف إلى ذلك انتفاء المدلول بانتفاء الدليل .. وهذا بلا شك متعذر إن لم يكن مستحيلا .
                  أما فكرة بناء الإلحاد على الطعن فى الأديان عموما أو الإسلام بصفة خاصة فلا تصح لأن وجود الله تعالى ليس مرتبطا بوجود الأديان فلو فرضنا أن الأديان كلها باطلة فليس معنى ذلك أنه لا يوجد للكون خالق
                  لأن القضية _ ليس للكون خالق _ هى قضية سلبية تحتاج لدليل خاصة إذا ناقضت ما استقر فى بداهة العقول من أن لكل شىء سببا وعلة وخاصة إذا ناقضت إجماع العقلاء منذ فجر التاريخ باستثناء شرذمة قليلة وخاصة إذا انبنى على خطئها الهلاك المبين بخلاف القضية المقابلة
                  فوجود الإجماع الذى لا يخرقه مجرد شرذمة فى آخر الزمان بغير مستند عقلى على وجود خالق للكون شىء مقرر يستطيع الملحد أن يبطله فقط بأمثلة من التاريخ البشرى على ظاهرة الإلحاد وليس على ظاهرة الوثنية أو الشرك أو أى عقيدة دينية أخرى كما لا يمكننى فى الحقيقة أن أتغافل عن إجماع كل هذه المليارات على أمر لم يقم أدنى دليل على خلافه ثم أدعى بعد ذلك الموضوعيه فالعاقل من عرف مقادير الأدلة وأحسن نصب الميزان لها فلم يقدم إلا ما حقه التقديم ولم يؤخر إلا ما حقه التأخير ولم يرفع ظنا فوق قطع ولا ساوى بين مختلفين ولا خالف بين متساويين ولا قاس بغير علة ولا أبطل قياسا جليا ولا رجَّح في محل الجمع ولا جمع في محل الترجيح ولم يشتبه عليه دليل لا يختلف العقلاء في ضعفه فقواه ولا دليل لا يخالف العقلاء في قوته فوهَّاه .. فإنما الحكمة وضع الشيء في موضعه عند حده ومنتهاه

                  وخلاصة القول :
                  أن المؤمن بوجود الله تعالى لو كان مطلابا بإثبات عقيدته فالذى ينفى وجود الله تعالى هو مطالب من باب أولى
                  فالمرء حيال وجود الخالق إما في شك = لايعلم أو يرجح عدم وجوده = عليه الدليل أو يرجح وجوده = عليه الدليل
                  أي الملحد يلزمه الدليل

                  ــ ملحوظة حول إعتماد الملحد على النظريات بدلا من الحقائق
                  عادة الملحد أنه يخلط الأمور ببعضها حتى تخرج فى النهاية بأن النظرية تعنى حقيقة وذلك كله لعجزه عن الإتيان بالحقائق واعتماده على النظريات فيريد أن يجعل النظريات كلها حقائق علمية بالعافية وبالدراع وبأى شكل وبأى طريقة حتى لا نقول له إن ما يستدل به هو نظرية ولا يرقى لمستوى الدليل .
                  طبعا نظرية لا تساوى حقيقة بل النظرية هى فرض قائم حتى يثبت ما ينقضه
                  والنظريات على مستويات: منها نظريات يتم تطبيقها فى المعمل ومنها نظريات تفسيرية وأضعف النظريات هى التى لا يمكن إجراء التجارب المعملية عليها كالنظريات الفلكية .. وكل نظرية هى حكم ظنى لا يرتقى لدرجة اليقين حتى لو ترجمة بالهندى فستظل بنفس المعنى
                  المهم . نظرية أو فكرة هذا كله لا يثبت شيئا ولا ينفيه اللهم إلا عدم معرفة المخالف ومن يحاوره بأصول الاستدلال وبناء اليقين.
                  ____ حصر المعرفة على الدليل الامبريقي والحسي فقط ودعوى عدم الإيمان بالغيب

                  العاقل من يدرك الفروق بين صنوف العلوم ومادة كل علم منها وطبيعة الأدلة التي يتعامل معها المشتغلون بكل صنعة من صناعات العلم على اختلاف موضوعها ولكن ما دمنا قد قلنا (العاقل) فإننا بذلك نستبعد الملحد وبشكل تلقائي لأن مفهوم العلم عنده يصادم العقل في أصوله وبدهياته الأولى ويلزم منه ما يهدم المعرفة البشرية نفسها في الحقيقة
                  فالعلوم الإنسانية ليست إلا مدارس فلسفية في مجملها تتعامل مع فئات من الأدلة لا تقتصر على الدليل الامبريقي والحسي وحده ويكفي أن ينظر المرء نظرة عابرة في أي كتاب من كتب علم النفس أو علوم الإدراك الحسي والاستعرافي والنظريات المتعلقة بكيفية تعامل العقل مع ما يدخل إليه من مدخلات حتى يرى تهافت جعل ذلك العلم وحده حكما على سائر العلوم ..
                  وأجمع العقلاء أن المشاهدة الحسية لا تقوم بنفسها أصلا في الاستدلال العلمي في أي حقل من حقول المعرفة التجريبية والعلم الطبيعي وإنما تُجرى عليها ولابد جملة من الإجراءات العقلية من قياس واستقراء وترجيح بتأويلات واستدلالات من ظن تتفاوت مراتبه بما يجعلها عرضة للنقض بما يعلوها من الأدلة المفيدة للقطع أو الظن القوي متى ظهرت تلك الأدلة وهم يعلمون علم اليقين أن مجرد القول بتنحية طرائق الاستدلال العقلى عن العلم الطبيعي يعني هدمه وإبطاله من أصله وهم يعلمون تمام العلم بأن الرياضيات نفسها لا تستمد دلالتها إلا من القرار على أصول عقلية ضرورية لا تقبل النقاش والنزاع بين العقلاء تفرعت عليها تلك الوسائل والطرائق القياسية العقلية التي نعرفها اليوم بعلم الرياضيات
                  -- يقول الدكتور عبد الله الشهرى --
                  العلم التجريبي الوضعي لا يعترف بمقولة تستعصي أو تمتنع على البرهنة تجريبياً. كما تعلمون هذا اتجاه سائد جدّاً اليوم في فروع العلم الطبيعي الحديث. المشكلة أن العلم التجريبي كلّه قائم على قضايا لا يمكن البرهنة عليها تجريبياً.
                  تأملوا معي الآتي. لكي يكون لأي نشاط تجريبي معنى لا بد من افتراض الآتي:
                  1- أنه توجد هناك أشياء تُسمّى حقائق
                  هذه فرضية عميقة توجّه العالِم - أياً كان - في اتجاه محدد. فداخلنا لا يمكن إلا أن نقول أن هناك حقائق تنتظر اكتشافنا لها أو علمنا بها، هذا هو الوقود الأول لكل خطوة نمشيها في رحلة التعلّم. هذه مقولة مهمة ولا نملك أن نعتقد فيها إلا أنها حق...لكن بناء على ماذا ؟ على برهان تجريبي وضعي ! كلا. إذاً فهذه مقولة يقوم عليها العلم التجريبي وهو لا يملك على صحتها برهان تجريبي ولا حتى هي قابلة للنفي falsifiable بالمنهجية التجريبية.
                  2- أن هذه الحقائق تهمّنا.
                  أيضاً هنا: لماذا عليّ أن اعتقد/أؤمن أنها تهمّنا؟..بناء على ماذا؟ على برهان تجريبي قضى بهذا الإيمان ؟ كلاّ. إذاً هو مجرّد إيمان بلا دليل- على أصول هؤلاء القوم - وهذا هو التحدّي الذي قام المنهج التجريبي كله من أجل مواجهته...من أجل تفادي الإيمان بشيء لا يمكن البرهنة عليه تجريبياً.
                  3- أن هناك شيء يميز الفهم البشري لهذه الحقائق.
                  وهنا أيضاً: علي أي أساس تجريبي علي أن أتصرّف وكأن الفهم البشري "مميز" في فهمه لهذه الحقائق؟ أين البرهان التجريبي - نفياً أو اثباتاً - على أنه يجب علي أن أؤمن بتميز فهمي للكون الذي أعيش فيه ليكون لما أتعلمه معانٍ ذات مغزى؟

                  هذه قضايا قبلية (a priori) لا قيمة ولا قوام لأي ممارسة تجريبية بدونها.
                  بيت القصيد هنا أن كل هذه الثلاث لا يوجد عليها أي برهان تجريبي ولا يمكن البرهنة عليها تجريبياً.
                  والأدهى والأمرّ أن هذه المشكلة تتحول إلى "لعنة" إذا أضفنا مقولات أخرى من مثل:
                  - التطور زودنا بتلك القضايا لنتمكن من فهم ( أو نتكيّف مع ) العالم الذي نعيش فيه. [ هذا فرض موجود في كثير من الكتب والأبحاث ومع ذلك لا يمكن البرهنة عليه تجريبياً ]
                  - الصدفة هي الأصل الأول لظهور هذه القضايا. [ لا يمكن البرهنة على هذا تجريبياً لسبب بسيط جداً: من أخص خصائص الصدفة أنها كينونة "اعتباطية" والاعتباطي لا يُبرهن ]
                  --- أنظر كتاب ثلاث رسائل ---
                  الخلاصة
                  العلم الطبيعي الوضعي يقوم على فرضيات لا يمكن البرهنة عليها من خلال إطاره وأدواته. لذلك يتحاشون الكلام عنها بأية طريقة.
                  فالمعارف التجريبية التى تستند إلى التجربة والمشاهدة والاستنتاج تتأثر بأدوات التجربة والمشاهدة وتعتمد منهجا مختلفا عن المعارف الأخرى التى لا تقوم على التجربة والمشاهدة فالمعارف الرياضية لم تتأثر كثيرا وربما على الإطلاق بتطور الأجهزة والأدوات بل ظلت الحقائق الهندسية والجبرية ثابتة وكل قارئ فى مناهج البحث العلمى يستطيع أن يميز بسهولة بين المناهج المختلفة واستخداماتها فلا يصح مثلا استخدام المنهج الرياضى الذى يعتمد على الاستنباط فى علم الأحياء ولا المنهج التاريخى فى علم الفلك والأمر فى منتهى الوضوح بالنسبة للمثال الذى نتحدث عنه فلا يمكن أن يخضع موضوع الخالق لمقتضيات التجربة والمنهج التجريبى الذى استخدمه علماء الكيمياء ولا أن يخضع لمقتضيات المشاهدة التى يستخدمها علماء الفلك بل المنهج المتبع هى المنهج العقلى النظرى الذى يعتمد على المعارف العقلية اليقينية ومنها نتائج تلك العلوم ويستخدمها كمقدمات فى قياسات ضرورية النتائج .

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

                    ويضيف اللأستاذ كريم البرلسي قائلا :
                    _____ الإنسانية والإلحاد
                    العلم المادى والفلسفة المادية لا يستطيع أن ينظر إلى الإنسان إلا من ثلاثة نماذج وثلاثة أبعاد فقط
                    1 - الإنسان الطبيعى أو المادى - إنسان داروين - هذا هو القرد المتطور الذى لا يفصله عن الكائنات الأخرى شىء مطلقاً ولا توجد عنده أى منظومات قيمية او أخلاقيه او عمليات إدراكيه متطوره فهو مجرد حيوان متطور..
                    2 - الإنسان الإقتصادى - إنسان ماركس - هو إنسان لا يعرف سوى حاجاته المادية ..الغذاء والجنس والعمل والسلعة والشراء والإستهلاك
                    لا شىء غير ذلك..فكل شىء فى الإِنسان يتم تفسيره بالدوافع الإقتصادية والحاجات المادية المباشرة لا شىء غير ذلك
                    3 - الإنسان الجنسى الجسمانى - إنسان فرويد- كل شىء فى حياة الإنسان يتم تفسيره بالدافع الجنسى . فحتى حنان الأم على ولدها الصغير يتم تفسيره بالرغبة الجنسية المكبوته..ويتم تفسير مساعدتك لأحد الرجال ولطفك معه. بدوافعك الداخلية للشذوذ الجنسى . ويتم تقسيم مراحل حياة الإنسان إلى مراحل جنسية فقط . ويتم تفسير كل دوافع وأفعال الإنسان من منظور جنسى بحت

                    فالإنسان فى الفسلفة المادية والعلموية الماديه إما إنسان إقتصادى براجماتى نفعى او حيوان متطور طبيعى لايعرف سوى الغرائز الطبيعية (البقاء للأصلح -الصراع من اجل الغذاء والبقاء-الدوافع الجنسية) أو إنسان جسمانى جنسى الغرض الوحيد عنده هو الجنس وبقاء جنسه
                    وعلى قمة الهرم..تجد إنسان نيتشه.. الذى يتمتع بوحشية والصفات الجسمانية للإنسان الطبيعى المادى.(داروين)...وقادر على بيع وشراء قيمة وأخلاقه وتغيرها مع مقتضيات المصلحة والمنفعة الماديه .. إنسان إقتصادى (ماركس)...إنسان لاحدود لشهوته الجنسية ولا رابط لها ولا مانع لفعلها ..فهى مجرد سلوك فيسيولوجى منعه يؤدى إلى مشاكل نفسية وأخلاقية وسلوكية ..والحل الوحيد لسوبر مان نيتشه أن يكون إنسان جسمانى فرويدى كامل ..يطلقف العنان لشهوته الجنسية

                    هذه هى الفلسفة المادية ..وهذا هو الإنسان المادى..والعلم يفسر الإنسان من الأبعاد الثلاثة السابقة فقط
                    والعجب من شخص يتبنى أحد النماذج أعلاه ثم يتغنى بالإنسانية
                    كيف يبرر الملحد التطوري رغبته في مساعدة المظلومين؟ وما الداعي إلى مساعدتهم أصلا؟
                    هل صار الإلحاد مؤسسة خيرية تعتنى بشؤون المتخلفين داروينيا؟
                    والأدهى والأمر ....
                    يقول دوكنز في كتاب The selfish gene
                    قضية هذا الكتاب هي أننا - وكل الحيوانات الأخرى - ماكينات صنعتها جيناتُها، كمثل عصابات شيكاغو فإن جيناتنا استطاعت الحياة -في بعض الأحيان لملايين السنين- في عالم من المنافسة الشديدة، وهذا يدفعنا لتوقع صفات معينة في جيناتنا، وسأحاول أن أبرهن أن الصفة المسيطرة المتوقعة في الجين الناجح هي الأنانية القاسية

                    ثم يسحب هذه الصفة من الجين إلى الإنسان صنيعة الجين بما استفز الفيلسوفة ماري ميدجلي أن تعنون فصلًا من كتابها evolution as a religion ... strange hopes and strange fears بعنوان WHO OR WHAT IS SELFISH لترد على دوكنز كلامه ولكنّ دوكنز على الحقيقة محق في الإطار الإلحادي .. فالملاحدة مجرد آلات صنعتها الجينات! جيناتٌ في أحسن حالاتها تكون أنانية حدّ القسوة!

                    ويقول دارون في The descent of man and selection in relation to sex:
                    (في فترةٍ مستقبلة - ليست بعيدة جدًّا بمقياس القرون - فإنّ الأعراق المتحضرة ستُفني وتحل محل الأعراق البدائية في أنحاء العالم).
                    At some future period, not very distant as measured by centuries, the civilised races of man will almost certainly exterminate, and replace, the savage races throughout the world.
                    أنت أفريقي أسود .. إذن أنت بدائي !
                    أنت أسترالي أصلي .. إذن أنت بدائي !
                    أنت أوربي أبيض .. إذن أنت متحضر !
                    وعندما تكون بدائي فأنت إلى القردة أقرب، ومصيرك بمصيرهم ألصق بينما الصراع من أجل البقاء سيكون في صالح الأبيض
                    ( مقتبس من الدكتور حسام الدين حامد )

                    بالله عليكم ما معنى الحرية في الإطار الذي يرى أنّك لا تملك إرادة حرة أصلًا وما معنى الحياة في غياب المعنى نفسه؟
                    ما معنى المساواة وجنس الإنسان انقسم إلى أعراق بسبب الصراع من أجل البقاء وهذا الصراع سيؤدي إلى فناء الأعراق الدنيا، كما يقول دارون وهل نُشرك فى مفهوم الانسانية والمساواة القرد مثلاً و اذا كانت الاجابة بلا فلماذا ما داما من أصل واحد و اذا كانت بنعم فلما لا نشرك غير القرد بل لماذا لا نُشرك النباتات و الفيروسات؟
                    أم إن الملحد العربي لا يؤمن بنظرية التطور ويؤمن بالخلق بصفته شبه ملحد؟
                    القضية أنني عندما أجبر نفسي أن أفكر بعقل ملحد لأتفهم كيف يفكرون أجد أن كلام دوكنز ودارون كلام منطقي في الإطار الإلحادي وأن هؤلاء الناس صادقون مع أنفسهم في بعض الأحيان لكن أسمع كلام الملحد العربي عن الحرية والحق والاحترام فأجده يدندن بكلمات هي من بقايا تأثره بالدين
                    فهو من أشباه الملحدين لا دوكنز . الملحد العربي مازلت يستعمل خريطة مدينتنا ليصف موقعًا ليس في شارع الملحدين بينما دوكنز يعترف أن هذا الموقع ضائع في الشارع الإلحادي
                    ولا يوجد فكر أو موقف لا تترتب عليه تبعات، مهما كان هذا الفكر خاوياً حقيراً و أول تبعات إنكار وجود الخالق هو ترسيخ النظرة المادية للحياة و النظرة الحيوانية للإنسان مما ينشر الفوضى و العدمية و يخلخل أهم ما يقوم عليه بناء المجتمعات
                    فالإلحاد ليس فقط الكفر بالدين و بالرسل فهذا إلحاد الجهال وصغار الملاحدة الإنترنيتية . إنما الإلحاد الحقيقي هو تدمير لكل القيم وز المروثات الإنسانية التي تصادم الطبيعة المادية
                    يقول فريدريك نيتشه في كتابه الشهير هكذا تكلم زرادشت : إقهر الضعفاء واصعد فوق جثثهم هكذا تكون إبنا للطبيعة.
                    ويقول أيضا : ضعفاء الجنائز و المرضى المعوقين يجب أن يفنوا

                    ويقول الملحد العظيم مكيافيلي في كتابه الشهير " الأمير"
                    "على الإنسان أن يعرف كيف يضفى الألوان على أعمالة؛ وان يكون بارعا في الكذب و الغش. "
                    ويقول المفكر الإنجليزي الشهير جون لوك :- إذا كان كُل أمل الإنسان قاصرا على هذاالعالم وإذا كنا نستمتع بالحيـاة هنا في هذه الدنيـا فحسب فليس غريبا ولا مجافيـاللمنطق أن نبحث عن السعادة ولو على حساب الآباء والأبنـاء
                    ويقول إمانويل كانط إذا لم يكن الله موجودا فكل شيء إذا مباح ..
                    وعندما يأتي ملحد ويقول لك أنه يوجد مذهب إلحادي يؤمن بالإنسانية فهنا يجب أن نرفع دعوى على الشيخ جوجل لأنه دلس على الملاحدة وأي مُلحد لا يفقه هذا الأمر نقول له إلحادك فالصو
                    فالالحاد لا يعترف بالتضحية والانسانية و الحب و الشجاعة و الايثار و الصدق و لا ينبذ الاغتصاب و الكذب و القتل ....ومن اعتقد فيكم ايها الملاحدة بوجود الحب و الاخلاق فاما انه مريض نفسيا او مضحوك عليه .
                    ـــــــــ القيود على الفكر اللاديني ( إن صح أن نسميه فكر )
                    يزعم اللادينيون ان اللادينية تمنحهم حرية كاملة في كل شيئ ، بحيث يصبح العقل والمنطق والعلم هي وسائل التقرير لديهم .
                    ومن هذا المبدأ يهاجمون الأديان وبخاصة الإسلام – تحت شعار معا لهدم الدين - بقولهم ان الإسلام يقيد أتباعه بنمط فكري محدد ولا تسمح لهم بإطلاق الفكر نحو الإله والغيبيات كالملائكة والمعجزات والرسل ........... الخ
                    إن المطلع على اللادينية سيتبين له كيف تم استغفال هؤلاء اللادينيون بفكرة الحرية . فاللادينية تقيد جميع أفرادها بقيود لا يمكنهم الخروج عنها او كسرها . أمثلة :
                    - لكي تكون لاديني يجب أن تنكر الأديان كلها .
                    - لكي تكون ملحد يجب الا تؤمن بالغيبيات (الشيطان - البعث - الملائكة - الإله - .....)
                    - اللاديني المؤمن بإله يجب ألا يرتبط مع إلهه بأي شعائر تعبدية .
                    - اللاديني المؤمن بإله يجب أن يكون له فهم محدود بإلهه .
                    - الإلحاد ينص في العديد من تعريفاته على أنه (عدم القدرة على إثبات وجود إله) . وبالتالي يقيد التفكر أو البحث عنه
                    - اللادينية تحدد ان شرائع الإسلام لا تصلح لكل العصور . وبالتالي قيد اللاديني بأن لا يأخذ من الإسلام أي تشريع حتى ولوكان هو الحل لمشكلة ما
                    - اللاديني لا يؤمن بإطلاق
                    وهذا جزء من القيود التي تفرضها اللادينية واللادينيون على (فكرهم) و (تصرفاتهم) .
                    إن هذه الحرية الكاملة للأسف وُجهت فقط باتجاه الأخلاق والسلوك . لأن مهندسي اللادينية العربية وضعوا قيود على فكر اللاديني العربي بل وعلى تصرفاته تجاه أمور أخرى . فلكي تكون لاديني أو ملحد عليك الالتزام بأفكار محددة تجاه قضايا محددة ، وعليك تحديد اتجاهاتك العملية بعيداً عن نظم محددة .
                    فبعد الدعاية المتواصلة والبروباجندا البراقة حول الحرية الكاملة و اللاقيودية في اللادينية يتضح وجود قيود وفروض لا بد للاديني من أن يلتزم بها .
                    كما يلاحظ أن العديد من الزملاء اللادينيين يتصرفون من مبدأ البوتقة اللادينية وحتى بدون شعور ، فمثلاً التعابير الدينية يمتنعون عن استخدامها ومن ثم يقيدون أنفسهم باستخدام سواها . كما ان البعض يقيد التفكير اللاديني نحو القضايا المختلفة باتجاهات محددة عدا الاتجاهات المنطلقة من الدين . فيمكن أن يتبع الرأسمالية والبرجوازية والاشتراكية وكل ما هب ودب ويقيد فكره من البحث عن حلول في الاتجاهات الدينية فقط لكونها دينية .
                    إن اللادينية العربية تستغفل أبناءها بدعاية وبروباجندا الحرية . فلا توجد حرية كاملة بل اللادينية كأي فكر آخر له قيود وله وعاء وبوتقة تحيط بمن ينتسبون إليه

                    أعتذر إن أطلت
                    هدانا الله وإياكم
                    والسلام عليكم ورحمة الله .
                    ----------------
                    هذه صفحة الأستاذ كريم البرلسي على الفايسبوك :
                    https://www.facebook.com/karim.abbas.3720

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

                      بصفتنا القائم على الندوة و حيثياتها ..أرى أن مجهود الإخوة الأساتذة لا يقل عن مجهود الأستاذ كريم ..إلا أن مداخلات الأستاذ كريم أضفت على الندوة رونقا وزهرا هاما ..ألا وهو إضافة ما نسيه الأساتذة الكرام ..وهو التطرق بشكل أعم إلى حيثيات الإلحاد المعاصر المتبرئ من العلم ..فجزاه الله خير الجزاء على هذه الكلمات ..وبارك له في علمه و عمله ..
                      وأود أن أضيف شيئا آخر حول كلامي أعلاه حول الحروب الصليبية التي شهدتها العصور الوسطى ..و التي هي حركة من أخطر الحركات في تاريخ الإنسانية..لما تمخضت عنه من النتائج في ميادين السياسة و الإقتصاد و الثقافة و الحياة الإجتماعية..و نقصد بذلك الصراع الطويل الذي شغل الناس في الشرق و الغرب أمدا طويلا..خصوصا في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي..و الذي أطلق عليها إسم الحروب الصليبية ..و استمر قرنين كاملين..
                      و ترجع أسباب تلك الحروب إلى الخوف الذي بثته الكنيسة بين أفرادها من الإسلام و مبادئه..و بالأخص حينما استولى السلاجقة على بيت المقدس و انتزعوه من الفاطميين و هددوا بيزنطة..
                      و قد استند المؤرخون إلى نسبة الحركة إلى الصليب..و فسروها في ضوء العامل الديني وحده..و الواقع أنه ليس أبعد عن الحقيقة و التاريخ من القول بأن الحروب الصليبية لم تكن إلا حروبا دينية قام بها أناس أداروا ظهورهم للدنيا و متاعها ولم يستهدفوا غرضا سوى الدين وخدمته..و استخلاص الأماكن المقدسة من المسلمين..بل هناك عوامل متعددة أهمها العامل الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي ..
                      على أن الجانب العسكري في تلك الحروب الصليبية لم يكن القصد الأوحد بل التشكيك في العقيدة..و الطعن في مبادئ الإسلام..و تحريف الناس عن الأسس القويمة و الدعوة إلى الإلحاد و المروق..غاية من غايات تلك الحروب إن لم تكن أهمها..و نستخلص من كل ما سبق أن كل تلك الحروب كانت بالنسبة للمسلمين تجربة خطيرة مليئة بالدروس و العظات..تجربة أثبتت لهم جميعا في مشارق الأرض و مغاربها مسؤولية تحمل الرسالة..و الدفاع عن العقائد وصيانتها أمام موجات الإلحاد و التشكيك والإستلاب و القهر..
                      قال تعالى في سورة البقرة : " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا؛ حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق " ..آية : 109 ..
                      نتقدم بإعطاء الإذن للأستاذ زيد زيد الجزائري عضو منتدى التوحيد على الشبكة العنكبوتية ..بتقديم مداخلاته فليتفضل ..

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

                        يقول الأستاذ زيد زيد الجزائري :
                        السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ارجو ان اكون خفيف الظل وان افيد واستفيد مع اخوة والاخوات نسأل الله أن يبارك لنا كل جهد مبذول وأن يجعل ما نقدمه مقبول وعلى بركة الله نبدأ في ظل العولمة والخلافات الأسرية والمشاكل العائلية وعلى رأسها الأسباب النفسية وقلة الوعي وغياب الوازع الدينى في القلوب والنفوس الذي تعاني منه الدول العربية والاسلامية ونتيجة الصراعات القائمة بين الحكومات العربية والاسلامية والكثير من العوامل والأسباب التي تؤدي الى الالحاد ساعدت على تشويه عقل الشاب العربي المسلم ومن جهة اخرى ايضا فقدانه الامل والمستقبل استغل أعداء الإسلام هذه ثغرة لغزو عقل الشاب العربي المسلم بأفكار ومصطلحات ظاهرها فيها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب - التحرر-الحرية -التطور- التقدم ....الخ ليصبح ذلك الشاب أسيرا لتلك الأفكار الهدامة خصوصا في ظل السكوت عن الكلام في هذا الموضوع الافكار التي تهدف في حقيقتها إلى فقدان الشباب العربي هويته الإسلامية في هذا الزمن بالذات و بعد هذه الانفتاحات الغير مسبوقة على الماديات و الشهوات في العالم العربي كان ردة فعل الفرد العربي وعلى رأسهم الشباب صادمة له كل هذا التقدم المادي وهذه الانسانيات المزعومة في الغرب و كل هذه الشهوات المتاحة بلا قيد ولا شرط ناهيك عن إسقاط جميع التكاليف المرهقة بمجرد اعتناق الفكر العدمي من هنا اقول ليعلم شبابنا وشباب الاسلام ان القضية كلها لا تتجاوز مهاترات صبيانية التي امتلأ بها عالم النت الشباب الذين يقولون إنهم ملحدون ويفتخرون بذلك إنما انساقوا لشكوك ووساوس ليست أكثر من شكوك المرتدون اليوم عن الإسلام هم في حقيقة الأمر ليسوا مرتدين إنما أخذوا إسلامهم وراثة ودون تفكير أو اختيار فهؤلاء لم يدخل الإسلام في قلوبهم ولا عقولهم في بداية الامر ولو أنه دخل لما خرج أبدا مصطفى محمود, من أسرار القرآن الإلحاد يزيد وينقص مثله في ذلك مثل الإيمان فالإيمان يزيد بالطاعات والقرب التي يقدمها الإنسان بين يدي الله والشكوك هذه التي يظنونها إلحادا تعتمد على الحالة النفسية التي يمر بها الفرد هي مجرد احتجاجات على القدر وعدم الشعور بالسعادة والشعور بالظلم أو الاضطهاد أو فوات الفرص والإحساس بالإخفاق وهي ضيق وضجر بالحياة لقد حاول الفرنسي أوجست كونت أن يقضي على الروح الدينية بحجة أنها تمثل عقلية قديمة بالنسبة له ولكنه لم يلبث أن وجد نفسه مضطرا لأن يوجد دينا جديدا بدلا من الديانات العتيقة فالناس لا يستطيعون العيش بغير دين فأوجد ديانة أسماها «عبادة الإنسانية» لكنه فشل فشلا ذريعا في أن يستميل الناس إليها كل أولئك العلماء والفلاسفة لم يكن الإلحاد قضية محسومة بالنسبة لهم ولو أخذناهم واحدا واحدا وأظهرنا من كلامه ما يدل على مبحثنا هذا لوجدنا أننا قد ألفنا كتابا يقول برداييف (وهو أحد أهم الفلاسفة الروس) واصفا كل المذاهب الإلحادية: «إنها لا تخرج عن كونها لحظة ديالكتيكية ضرورية في تصورنا لله ومعرفتنا للحقيقة المتعالية يقصد برداييف بالديالكتيكي الجدلي الذي يؤثر ويتأثر في الوقت نفسه وما ذكره نعرفه نحن المسلمين في حديث: «الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة» أجزم أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء الشباب يظنون أنفسهم ملحدين وهم ليسوا بملحدين على الحقيقة ولهذا يقول موريس بلوندل: «إننا لو نفذنا إلى أعمق ظلمات الشعور الإنساني، لما وجدنا ملحدين بمعنى الكلمة». بل خلف هذه الدعاوى الكبيرة والإنكارات العريضة يكمن إيمان باطن وشعور خفي بأن ثمة شيئاً وراء هذه الطبيعة وأن هذا الوجود يعلو على الوجود الإنساني المتناهي ومهما قيل عن أمر البراهين العقلية والاستدلالات المنطقية فإن هذا الإيمان يبقى بمنأى عن كل ريبة وشك .
                        أخوة الإسلام إن إنكار وجود الخالق يجعل العالم الملحد يسقط في مأزق التفكير الخرافي رغما عنه ، وذلكعندما يصطدم بدلائل الغائية في الوجود ويحاول تفسير هذه الغائية ،لنتأمل مثلا تفسيرلامارك لظهور القرون في بعض الحيوانات لقد فسر لامارك ظهور قرون عند بعضالحيوانات بوجود شعور داخلي يسكن الكائن الحيواني ،شعور يسكن كينونته العضوية. فيجعل هذه الكينونة تفرز وتكون من الأعضاء ما يحتاجها الكائن !!!
                        أنظر كتابه (Philosophie zoologique, p.234) كيف ظهرت قرون فوق رؤوس بعض الحيوانات؟ليس الجواب عند لامارك أنه مجرد فعل صدفوي بل ثمة وعي يسكن العضوية الحيةيجعلها تفرز ما تفرزه !!! شعور أدرك الحاجة إلى تخلق القرون فتم إفراز مادة تكوينهافي موضع الرأس بالضبط وليس في موضع آخر
                        أليس هذا نوع من الأنيميزم ، أليس هذا إضفاء للوعي على الظاهرة المادية والعضوية؟؟ أليس هذا تعبيرا عن سقوط في الوعي الطفولي ؟ ألا يتساوى هذا التفكير “العلمي” مع تفكير الطفل الذي يضرب الكرسي ويؤنبه
                        إن السلوك الغائي لظواهر الوجود نفسرها بوجود خالق عالم نظمها ،واستثناء وجود الخالق يجعل بعض التوجهات الإلحادية مضطرة لتفسير الغائية بوجود وعيساكن داخل كينونة الوجود.
                        لنأخذ مثالا آخر قد يبدو مبتذلا ،لأنه يعرفه الجميع ،لكنني أكتب مداخلتي هذه ليستفيد منها الجميع، وبالتالي أحرص على إيضاح نقاطهابأمثلة متداولة.
                        المثال الذي أقصد هو سلوك الدجاجة في تفريخها للبيض ،ففي هذاالمثال البسيط ما يكفي لنفهم مأزق الموقف الألحادي في محاولته تفسير الغائيةالملحوظة في ظواهر الكون والحياة.
                        وأوضح :
                        من بين الحدوس العلمية ما خطرلأحد العلماء فيي القرن التاسع عشر حين تساءل لماذا نترك الدجاجة تحتضن البيضبطريقتها الطبيعية ؟ لماذا لا نسرع عملية الأنتاج فنستفرخ البيض بلا حضانة الدجاجوذلك بوضع البيض تحت نفس الحرارة التي يحصل عليها عندما تجلس عليه الدجاجة .
                        وكذلك كان ، فوضع البيض تحت التجربة ففشلت ولم تفقس بيضة واحدة.
                        وهنا نبهه أحد المزارعين العاملين في المزرعة بأنه لم يستحضر كل عناصر التجربة فالدجاجة خلالالحضانة لا تعطي الحرارة للبيض فقط ، بل تقوم أيضا بحركة غريبة وهي قلب البيضبرجليها بين لحظة وأخرى .
                        وفي الوهلة الأولى رفض العالم أن يقوم بقلب البيض ؟
                        لأن الدجاجة حسب تصوره تقلب البيض من أجل إعطاء الحرارة لكل ناحية فيها ، أما هوفلا يحتاج لذلك لأنه أصلا أحاط البيض بجهاز يشع بحرارة ثابتة تشمل كل أجزاء البيضة . واستمر هذا العالم في إعادة التجربة مرات ، وينتهي إلى الفشل في كل مرة ، ثم كانأن حدث أحد زملائه بالتجربة ،فحدس هذا الأخير سبب الفشل في كونه إذا لم يقلب البيضفسيموت الكتكوت لأن الجاذبية الأرضية تجذب الغذاء/الحرارة ، فتترسب المواد الغذائيةفي الجزء الأسفل من جسم الفرخ ، فإذا ظل دون قلب و تحريك فإن أوعيته تتمزق.
                        فتلك العملية الغربية التي تقوم بها الدجاجة هي الطريقة الوحيدة لتخطي مشكلالجاذبية .
                        وأعاد التجربة وقام بقلب البيض فنجحت حيث تم تفقيس البيض بنجاح. ومنه نتج لنا هذا الدجاج الأبيض…
                        فهل يمكن إنكار الغائية في سلوك الدجاجة هذه؟
                        وهل بإمكاننا أن نفسر : من أين للدجاجة أن تفهم جاذبية نيوتن؟
                        نحن أمام تفسيرين :
                        التفسير الألحادي وهو أن الدجاجة تسلك صدفة.
                        لكن هذا التفسير لا يقبله العقل،لأن الصدفة لا تتكرر على هذا النحو المنتظم والدائم.
                        ولا يمكن القول بأن الدجاجة واعية بما تفعل وإلا سيسقط الموقف الألحادي في موقفمضحك . وهو ما أسميته بموقف الأنيميزم التي ينزلق إليها الإلحاد.
                        ثم كيف تعيالدجاجة ما تفعل ونحن لا نرى طريقة اكتسابها لهذا الوعي ، فالدجاجة حتى ولو لم ترغيرها من الدجاج يقوم بهذا السلوك فإنها تهتدي إليه بذاتها تلقائيا ودون تجربة ولا “تفكير”.
                        يبقى التفسير المعقول :
                        هو أن ننسب هذه الغائية في سلوك الدجاجةإلى وجود خالق مريد عالم وضع الكون وصممه ونظمه . وهيأ لاستمرار الحياة شروطاوعوامل وقوانين محكمة .
                        حقيقة وجود الخالق عز وجل يدركها الانسان بعقله يدركها بالتدبر في ايات الله الكونية والكون كتاب الكون المنشور وهو ما في هذا الكون من الخلق والتدبر في خلق الانسان وفي انفسكم افلا تبصرون واعلموا ايضا ان التوصل الى وجود خالق لا يحتاج الى ذكاء خارق للعادة وحاجة الإنسان إلى المزيد من العلوم والمعارف فضرورة وجود خالق للكون و الانسان من البديهيات الأولية فوجود الله عز وجل حقيقة كما يرى الانسان نفسه في المرآة و كما يحرك لسانه وجود الله حقيقة بدهية يدركها كل انسان كما يدرك نطق لسانه حين ينطق بالكلام {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} و لا ينكرها إلا المستكبرون المعاندون الفاسدون المفسدون
                        انظروا حال الأعرابي الذي سئل قبل مئات السنين كيف عرف وجود الخالق فأجاب الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ألا تدل على السميع البصير هذا الأمي أفقه و أحكم و أنضج فكريا من الملحدين مهما كانت درجة علمهم بالعلوم الدنيوية و مهما كانت درجتهم في سلم الألقاب الأكاديمية فهذا الأعرابي فكره مستنير و فطرته نقية أوصلاه الى الحقيقة التي لم يصل لها الملحدون الذين تعمقوا في البحث في خصائص المادة دون استنتاج ضرورة وجود خالق لها
                        يقول المفكر الإسلامي (وحيد الدين خان) في كتابه "الإسلام يتحدى": "وهل قامت مسرحية العالم كلها لتنتهي إلى كارثة أليمة؟ إن فطرتنا تقول: لا .. فدواعي العدالة والإنصاف في الضمير الإنساني تقتضي عدم حدوث هذا الإمكان ، لا بد من يوم يميز بين الحق والباطل ، ولا بد للظالم والمظلوم أن يجنيا ثمارهما ، وهذا مطلب لا يمكن إقصاؤه من مقومات التاريخ ، كما لا يمكن إبعاده عن فطرة الإنسان . إن هذا الفراغ الشاسع الذي يفصل ما بين الواقع والفطرة يقتضي ما يشغله . إن المسافة الهائلة بين ما يحدث وبين ما ينبغي أن يحدث تدل على أن مسرحاً آخر قد أعدَّ للحياة ، وأنه لا بدَّ من ظهوره ، فهذا الفراغ العظيم يدعو إلى تكميل الحياة ... إذا لم تكن هناك قيامة فمن ذا الذي سوف يكسر رؤوس هؤلاء الطواغيت الطغاة؟".
                        هندسة الكون :

                        مقولة قالها أحد كبار الملاحدة A.S.Eddington حين قال (( إن فكرة أن الطبيعة ظهرت فجأة تبدو لي مُحرجة ))
                        لقد انهار الإلحاد أمام العلم لقد صار الملاحدة يُدافعون عن أفكار ميتافيزيقية فاشلة دخلت مزبلة التاريخ
                        -يقول PAUL DAVIES يقول :- (( إنه من الصعب جدا إنكـار أن قوة عاقلة ومدركة قامت بإنشاء بنية هذا الكون المستندة إلى حسابات حساسة جدا ))
                        -ويقول أيضا (( لقد دلت الحسابات أن سرعة توسع الكون تسير في مجال حرج للغاية فلو توسع الكون بشكل أبطأ بقليل من السرعة الحالية لتناثرت مادة الكون ولتشتت الكون ولو كانت سرعة الإنفجار تختلف عن السرعة الحالية بمقدار جزء من مليار في مليار جزء لكان هذا كافيـا للإخلال بالتوازن الضروري لذا فالإنفجار الكبير ليس انفجارا اعتياديـا بل عملية دقيقة جدا من جميع الأوجه وعملية منظمة للغاية ))
                        -ويقول الفيزيائي الشهير ستيفن هاوكنج STEPHEN HAWKING في كتابه موجز تاريخ الزمن صفحة 121 يقول :- (( إن سرعة توسع الكون سرعة حرجة جدا إلى درجة أنها لو كانت في الثانية الأولى من الإنفجار أقل من جزء من مليون في مليـار جزء لانهار الكون حول نفسه قبل ان يصل إلى وضعه الحالي )).
                        لا يوجد ملحد في العالم لديه دليل على صحة الإلحاد كل ما يعتمد عليه الملحد لإثبات عدم وجود الخالق عز وجل هو غياب الدليل في ذهنه وهذه من المغالطات المنطقية وتسمى مغالطة الجهل خلاصة هذه الحجة هي أن غياب الدليل دليل على عدم الوجود بمعنى آخر عدم وجود الدليل دليل على عدم الوجود والخطأ هنا واضح تماما ولو تم قبول هذا القانون لألغيت كل المكتشفات البشرية لأن كل واحد منها لم يوجد دليل على وجوده يوما ما ولهذا سميت بمغالطة الجهل أن الملحد لا يملك دليلا واحدا على عدم وجود الخالق ولا يريد أن يقبل الأدلة التي تعرض عليه من المؤمنين
                        أيها الملحد أعلنت إلحادك لتحصل على الطمأنينة ماذا تقصد بالطمأنينة ألا تعرف أن الملحد مهما أظهر من الثقة بكلامه فهو في شك و ريب دائما يسأل ماذا لو كنت مخطئا تأمل هذا السؤال يدور في خلده بين الفينة و الأخري إنه يقول حياة ثم موت ثم بعث حديث خرافات لكن ماذا لو كان بعد الموت بعث و بعد البعث نحشر أجمعين هو يخاف فيريد أن يزيد من عدد أقرانه حتى يحس بالطمأنينة و لكن هذا لا ينفعه
                        إسماعيل أدهم ألف كتابا يتحدث فيه عن اطمئنانه للإلحاد، ولم يمض عليه عام حتى انتحر!

                        تعليق


                        • #13
                          رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

                          ويضيف الأستاذ زيد زيد الجزائري قائلا :
                          ما أكثر المشاكل كان سببها الإلحاد ومن الصعب أن تحصى وحال الملحد أحدهما ينكر وجود الخالق عز وجل والثاني يرفض ويكره هذا الخالق ويتهكم عليه وينتقده وهذا دليل على إقرارهم بوجود الله لا شعوريا فإلحادهم نفسي وليس عقليا والإلحاد الرافض لله إما أن يرفضه لسبب شهواني أو لسبب اقتصادي الملحد الذي يرفض الله لسبب شهواني. يرون أن الله يقف ضد شهواتهم و التمتع بالفواحش معينة. وهؤلاء شعارهم يقول "من الخير أن الله لا يوجد. لكي أوجد أنا أي لكي أتمتع بالوجود الذي أريده.بعيدا عن الله الذي يقيدني
                          أما الإلحاد الرافض لسبب اقتصادي: فهو يدعي أن الله يسكن في برج عاجي ولا يهتم بشئون الأرض ولا يقيم العدل والمساواة فيها
                          ففي الأرض يوجد من يعيشون في فقر وعوز لا يجدون القوت الضروري. بينما يوجد أغنياء يحيون في رغد من العيش. ويفيض عنهم ما يزيد علي احتياجهم. مما يشتهي الفقراء الفتات الساقطة منهم. والله يري ولا يعمل اي شيئ ولا يتدخل
                          هؤلاء الملحدون هم الذين أنشأوا الاشتراكية الملحدة. زاعمين أن الكل حسب نظامهم يشتركون بمساواة في خيرات الأرض ومنعوا ملكية الأرض والعقارات. فالناس يسكنون العقارات ولا يملكونها. ويفلحون الأرض ويستفيدون من إنتاجها. دون أن يملكوها كذلك وكانوا في بعض أساليبهم الإلحادية. يقولون للفلاح: أتريد بقرة؟
                          أطلب من الله فإن لم يعطك إياها. اطلبها من ستالين أو لينين.. وحينئذ ستأخذها! فما معني الإيمان بالله إذن؟ وما فائدته
                          وعمليا لا يمكن أن يتساوي الناس في إيرادهم. لأنهم غير متساوين في العقلية ودرجة الذكاء. ولا في القدرة علي الإنتاج
                          فقد تبدأ مجموعة معينة بقدر واحد من المال لكل فرد منها. ولكن البعض قد يستثمر في ذكاء واجتهاد وأمانة في العمل. فيزداد المال الذي معه ويتضاعف. بينما البعض الآخر يخسر ما معه. أو ينفقه في الفساد. وينتهي الأمر بأن الذين بدأوا معاً بمساواة في المال. انتهوا علي عكس ذلك تماماً.. ويكون ذلك عدلاً. لأن الله يكافيء كل إنسان بحسب عمله إلا لو جعلنا الناس مجرد آلات بلا فكر
                          وقد تتوزع الأرض الزراعية بالتساوي علي الناس. ويتجه البعض منهم إلي الصناعة ويستثمر فيها ماله. فينبغ وتزيد ثروته علي غيره.
                          إننا لا نستطيع أن نخنق أصحاب المواهب والكفاءات. لكي يتساووا مع الخاملين أو الأغنياء. بحجة الوصول إلي المساواة. التي مهما بدأت لا يمكن أن تستمر...
                          وبنفس الوضع لا نقبل أولئك الإباحيين. الذين يرفضون الله لكي يأخذوا حريتهم في إباحتهم. فيفسدون بدون ضابط..
                          فالله يريد الخير للناس. وليس الخير في الفساد.. ويريد لهم الحرية. بشرط أن تكون حرية منضبطة. ولا تضرهم ولا تضر غيرهم بسببهم. وقد رأينا أن أولئك الذين رفضوا الله ليتمتعوا بوجودهم. لم يتمتعوا بوجود حقيقي. إنما في ضياع. ووصلوا إلي الانحراف وإلي الشذوذ. وفقدوا الصورة المثالية للآدمية والإنسانية.
                          وحتي إن رفضوا الله بسبب الدين فهل أيضا يرفضون الدولة بسبب قوانينها. ويرفضون المجتمع بسبب أنظمته وقواعده. ويقولون إن كل ذلك يحرمهم من وجودهم!! أو يقولون: من الخير أنه لا توجد القوانين والأنظمة والأخلاقيات. لكن نوجد نحن
                          أما الذين انكروا وجود الله. فقد جرهم الإنكار إلي عديد من الامور نذكر من بينها:
                          أنكروا أيضا الحياة الأخرى ولم يؤمنوا بالقيامة - لأنه من له القوة والقدرة علي احياء الموتي الا اللهعز وجل وهم لا يؤمنون بالله
                          وبإنكار الحياة الأخرى أنكروا الثواب والعقاب فيها. وأنكروا الجنة والنار. وعاشوا بلا هدف
                          انكروا عالم الأرواح جملة. فلا يؤمنون أيضا بوجود الملائكة والجن والشياطين ولا يؤمنون بغير المرئيات والماديات
                          وفي عدم إيمانهم بالله. أصبحوا لا يؤمنون بالوحي ولا يلتزمون بشيء منها
                          وعلينا أن نناقشهم في اعتقادهم أو في عدم اعتقادهم
                          نقطة الحوار الأولي معهم هي سبب الوجود. أو مصدره أو علته
                          هناك موجودات. هذا أمر لا جدال فيه. فمن الذي أوجدها؟
                          توجد طبيعة جامدة كالجبال والهضاب والأنهار والبحيرات والأراضي كما توجد سماء وشمس وقمر وكواكب ونجوم ومجرات وشهب.. وتوجد كائنات حية كالبشر والحيوان والطيور والأسماك والحشرات. وأيضا توجد أشجار ونباتات.. الخ. فمن الذي أوجد كل تلك الكائنات لابد من كائن كلي القدرة أوجد كل هذا. فمن هو؟
                          بعض الملحدين يقولون: الطبيعة فما هي الطبيعة؟ وما قدرتها؟
                          هل الطبيعة هي الطبيعة الجامدة التي لا حياة فيها؟! وهل يمكن لغير الحي أن يوجد كائنات حية. وهذا غير معقول. لأن فاقد الشيء لا يعطيه. فهل الكائنات الحية أوجدت باقي الطبيعة؟ وهذا أيضاً غير معقول. فمن الذي أوجد الكون إذن؟ إجابتنا نحن المؤمنين إنه الله. فإن كان عند الملحدين جواب
                          آخر فليقولوه. ونناقشه معهم.
                          وإن كانت مشكلة الوجود لغزاً أمام الملحدين بلا حل..
                          فإن مشكلة الحياة ومصدرها. هي لغز أمامهم أكثر عمقاً.
                          إن كل ما وصل إليه العالم من علم وذكاء واختراع. يقف جامداً أمام مصدر الحياة: كيف أتت؟ وإذا فقدت كيف تعود إن أمكن لها أن تعود؟ ولا أقصد الحياة في سمو وجودها كما في الإنسان. بل حتي الحياة في أبسط وجود لها. كما في الخلية الحية الواحدة أو في البلازما...
                          إن مجرد حياة نملة تسير علي الأرض تشكل لغزاً أمام الملحد: من أين أتتها الحياة؟ ووجود نحلة تسعي وراء رزقها وتصنع شهدًا من رحيق الأزهار. وتنظم أمورها... هذه النحلة في حياتها وفي صناعتها وفي نظامها عبارة عن لغز أكثر تعقيداً أمام الملحد: كيف أتتها الحياة؟!
                          وكيف أتاها هذا النشاط وهذه القدرة وهذا التدبير؟
                          إذا تميزت الحياة بالعقل والفكر. يكون مصدرها أمام الملحد أكثر تعقيداً
                          وبخاصة إن كان لهذه الحياة قدرة علي الاختراع. كما في حياة الإنسان. ما مصدر كل هذا؟ ويبقي السؤال بلا جواب...
                          إن الحياة علي الأرض كانت لها بداية. فكيف بدأت؟
                          من المعروف علمياً أن الأرض كانت في البدء جزءاً من السديم. وكانت في نار ملتهبة. لا تسمح بوجود أي نوع من الحياة. لا للبشر ولا للحيوان ولا للنبات. ثم بردت القشرة الأرضية. ولايزال باطن الأرض ملتهباً تخرج منه البراكين والنافورات الساخنة...
                          فمن أين أتت الحياة علي سطح الأرض. حيث لم تكن هناك حياة من قبل من أين نوع؟ ويبقي السؤال أمام الملحد بلا جواب..
                          والبعض منهم ربما يقدم افتراضات أو تخمينات ليس لها أي أساس علمي. وتبقي الحياة حتي في أبسط صورها دليلاً علي وجود الله. الذي كانت له القدرة علي إيجاد الحياة...
                          بعض الملحدين يتباهون بقدرات الإنسان علي الاختراع. وقدراته محدودة لا شك أنه توجد حالياً اختراعات مبهرة. تدل علي سمو العقل البشري.
                          والعقل البشري هو أيضاً هبة من الله. كما أن كل ما اخترعه البشر يعتمد علي المادة. فهو يدخل في نطاق الصناعة وليس الخلق. لأن الخلق هو من قدرة الله وحده. والمادة من خلق الله. والملحدون لا يؤمنون بالخلق...
                          فهل المادة أزلية لا بداية لها. أم أن لها بداية. وحينئذ تكون مخلوقة. وتكون بدايتها لغزاً أمام الملحدين. كيف وجدت؟ ومن أوجدها؟ ولا يمكن أن تكون أزلية. لأن المادة ضعيفة والإنسان يتصرف فيها بأنواع وطرق شتي. والضعف لا يتفق مع الأزلية وإن كان عقل الإنسان أظهر براعة من جهة التصرف في المادة بالاختراع. فإن الله قد سمح أن توجد أمام العقل البشري معضلات لم يقدر علي حلها. مثل بعض الأمراض المستعصية التي يقف أمامها العقل البشري عاجزاً...
                          النقطة التالية في إثبات وجود الله. هي النظام العجيب الموجود الكون. مما يثبت أن هناك من نظمه. ومن يكون إلا الله لهذا فإن أحد فلاسفة اليونان. كان يلقب الله بالمهندس الأعظم...
                          إنك إن رأيت كومة من الحجارة ملقاة في موضع. ربما تقول إن الصدفة أوجدتها هناك. أما إن ارتفع حجر إلي جوار حجر. وفوقهما حجر ثالث. وتكون مبني من عدة طوابق. له أبواب ونوافذ وشرفات... فلابد أن يكون هناك مهندس قد قام بهذا العمل... وهكذا الكون
                          ہ ألا تري النظام العجيب الموجود بين أجرام السماء وعلاقتها بالأرض
                          فالأرض تدور علي نفسها مرة كل يوم ينتج عنها الليل والنهار. وتدور حول الشمس دورة ينتج عنها تتابع الفصول الأربعة. ولها علاقة بالقمر كل شهر من نتائجها أوجه القمر المتعددة... كل ذلك بنظام دقيق لا يختل. مما جعل الكليات اللاهوتية في القديم تدرس علم الفلك لانه يثبت وجود الله...
                          انظر أيضاً إلي العلاقة العجيبة بين الرياح. والحرارة. وضغط الهواء وكيف يتحكم كل هذا في اتجاه الرياح. وفي مواسم الأمطار والجفاف. مع علاقتها بالمرور علي البحار والبحيرات. وعلاقة كل هذا بالزراعة ونمو النبات.
                          حتي يمكن أن تثبت مواعيد للأمطار وللزراعة. ولمواسم الحر والبرد.وينظم الإنسان حياته تبعاً لذلك. وتتنوع في ذلك بلاد عن بلاد أخري فهل كل هذا النظام جاء عبثاً بدون منظم؟! أم لابد من قوة عليا حكيمة قد وضعت نظاماً لكل ما يسير في الكون.. وهذا ما نؤمن به.
                          أما عن النظام في جسم الإنسان. فهو عجب في عجب. حتي أن التأمل في علم وظائف الأعضاء يثبت وجود الله. وكذلك تركيب كل عضو بشري..
                          انظر إلي المخ وتركيبه وعمله. وما فيه من مراكز للنظر والسمع والنطق والحركة. بالإضافة إلي عمله في الفهم والذاكرة والاستنتاج... العالم كله يقف مبهوراً غاية الانبهار أمام أي مركز واحد من مراكز المخ. وإن اختل لا يستطيع كل علماء الكون أن يعيدوه إلي وضعه الطبيعي ماذا نقوله أيضا عن باقي أجهزة الجسم وعملها الدقيق: كالقلب مثلاً أو الكبد. أو الجهاز العصبي أو الدوري أو الهضمي. وعن تكوين الجنين في الجسد وغذائه ونموه. حتي يكتمل ويخرج..
                          وما نقول ما يشبه عن جسم الإنسان وأعضائه. نقول مايشبهه عن أجسام الحيوان والطيور.. بل نري عجباً آخر في تركيب أجساد الحشرات.
                          أليس كل هذا دليلاً علي وجود خالق كلي العلم والحكمة!!
                          نضيف إلي كل ما سبق الإجماع العام في الاعتقاد بوجود الله
                          حتي أن الطفل يولد وبالفطرة فيه هذا الإيمان...
                          وقد تختلف أسماء الله في شتي الديانات. لكن الإيمان بالله أمر ثابت.
                          أما الإلحاد فله أسباب خاصة نعتبرها دخيلة علي العقل البشري. ولبعضها ظروف اجتماعية أو نفسية.
                          ان الإلحاد لا يمكن أن يكون بسبب عقلي وهذا واضح غاية الوضوح لمن تتبع الأدلة القوم فالعقل و المنطق يحتمان عليك الإيمان بموجد و خالق لهدا الكون بل هدا الامر أمر بديهي لا شك فيه لأن الوجود لا يمكن أن ينبثق من العدم بدون علة خارجة عنه حتى الملحدون يتفقون معنا على وجود العلة الأولى التي لا يسبقها شيء هم يقولون أن هذه العلّة غير عاقلة والمؤمنون يقولون أنها عاقلة .
                          و الأصوب منطقيا إن لم يكن هنالك صوابا واحدا خروج النظام المتناهي في التعقيد من مصدر ذي غاية وعقل (الله) أم خروجه من مصدر عشوائي عبثي غير عاقل (الصدفة)
                          الأمر حتمي ولا جدال فيه الإله موجود هذه العلة عندنا نحن المؤمنون هو الله سبحانه و تعالى على هذا نقول فأسباب الإلحاد و دوافعه نفسية بحتة والقصص كثيرة حول هدا الباب وعن سبيل المثال كالهروب من تحمل المسؤولية والتخلص من تأنيب الضمير ، والهوس بالموضة ، وحب الظهور ولفت الأنظار ، لكن الملحد لن يبرر إنكاره للخالق بهذه الأسباب النفسية ، بل يبحث عن مبرر قابل للنقاش و التساؤل ، ويستطيع أن يحتج به و يكون سببا وجيها لإلحاده هذا المبرر هو الصدع الوحيد في العقل الذي يقود الشخص إلى الإلحاد ويصور للذهن أن الإلحاد هو العلاج لتلك الأسباب و الدوافع النفسية آنفة الذكر وأطلقت عليه اسم مبرر لأن الملحد يحتج به على إلحاده .
                          ماهو هذا المبرر المبرر هو البحث في مسائل الحكمة المغيبة والأهداف الخفية في أسباب القدر مما غاب عن الناس وأخفاه الله تعالى عن عباده من كون الله تعالى أضل فلانا و هدى فلانا وكونه أغنى شخصا و أفقَر شخصا ولماذا خلق الله تعالى الخلق بهذا الشكل ؟ ولماذا المؤمن تصيبه المكاره و النوائب ، والكافر ينعم بعيشٍ رغيدٍ ؟ هذه التساؤلات تشق طريقاً معبداً إلى الإلحاد ، وتكون حجة له .
                          هذا المبرر نراه جليا عند اينشتاين وعبر مقولته ( الرب لا يقامر ) فمقولته هذه مبنية على مبدأ أن لكل شيء حكمة و هدف وما ليس له حكمة معروفة ولا هدف ملموس فهو قمار و عبث ، فطبق هذا المبدأ على الخلق ، فلما أعياه أن يجد الحكمة و الهدف من خلق الخلق بهذه الصورة و بهذا النظام أنكر وجود الخالق ، وقرر نِسْبِيَّة الوجود ( نظرية النسبية ) وقال : أن الرب لا يقامر .

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

                            و يتمم الأستاذ زيد زيد الجزائري قائلا :
                            تفنيد هذا المبرر والجواب على تلك التساؤلات يكون بجوابين عقلي و شرعي .
                            أولا _ الجواب العقلي :
                            هناك قاعدة يجب على كل شخص أن يعرفها و يعيها جيدا و هي ( كل ما في العقل من علوم و معارف و خيال و تصورات ، هي في الحقيقة انعكاس لما يقع على الحواس فما لا تدركه الحواس لا يمكن للعقول أن تتصوره أو تتخيله ) فالعقل يقول أن الحار يكوي وهذا ندركه باللمس و العقل يقول أن الضدين لا يجتمعان و هذا ندركه بالمشاهدة الله سبحانه و تعالى لا تدركه الحواس لذا لا يمكن للعقول أن تتصوره أو تتصور صفاته فالله تعالى لا تنطبق عليه مقاييسنا وهو سبحانه و تعالى فوق الزمان و المكان ولا يجري عليه ما يجري علينا ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) و حكمة الله من صفاته تعالى فلا يمكن أن نتصورها .
                            ثانيا _ الجواب الشرعي :
                            نهانا الله تعالى عن السؤال و البحث في حكمته ( لا يسأل عما يفعل و هم يسألون ) فنحن لسنا مطالبين بمعرفتها و لن يحاسبنا الله عن الجهل بها فعلى كل شخص أن يقصر عقله عن الخوض في مثل هذه المسائل ، و رَد ذلك كله إلى الله تعالى .
                            هناك اعتقاد سائد بين بعض الناس وهو أن اكتشافات العلوم الطبيعية في هذه الأيام تشكل مانعا قويا لقبول محتويات الإيمان أي المعتقد الديني بوجود الله القدير المهيمن على جميع مقدرات العالم وبينما نلاحظ أن نمو العلوم الطبيعية والتقنية قد حدث في نفس الوقت الذي جرى فيه تقلص في المعتقدات الدينية الا أن ذلك لا يعني أن ازدهار العلوم متوقع على أفول نجم المعتقدات الدينية أو أنه هناك تناقض حقيقي بين العلم والدين ومن المهم لنا أن نلاحظ أن ما يسمى هذه الأيام بعلم أو بالعلوم يختص بأمور من الحقيقة لا تمس الا بصورة عرضية الأمور التي يختص فيها الدين ونحن نميز هنا بين العلم والنظريات الفلسفية الإلحادية التي تلصق به من قبل بعض الناس حقل العلم أي ما يسمى بالعلوم الطبيعية المتعلقة بالعالم المادي هو على مستوى وحقل الدين على مستوى آخر من الحقيقة لكن هذا لا يعني أنه يجب أن نفرض وجود تناقض أو عداوة بين العلم والدين
                            مثلا يلاحظ العالم الفيزيائي وجود تناقض نظري في أحد مواضيع علمه ولكن ذلك لا يشكل أمرا مزعجا بالنسبة اليه بل انما ينظر اليه كمسألة لم تحل بعد أو انه هناك تناقض ظاهري مهم. مثلا عندما يقوم بدراسة الضوء يجد أنه أحيانا من الملائم النظر اليه – أي إلى الضوء – كظاهرة موجية وأحيانا أخرى من الاحسن النظر اليه كظاهرة ذرية ولكن بما أن هذا هو غير ممكن من الناحية المنطقية أي أن يكون الضوء في تكوينه موجي وذري في أن واحد – يلجأ العلماء إلى الافتراض بأن المظاهر الموجية والذرية تشير إلى أمر آخر لم يصلوا بعد إلى تفهمه تفهما تاما
                            وما ذكرناه ليس بالأمر الحديث للعلم فلقد نصح العالم الفرنسي ديكارت والذي عاش في القسم الأول من القرن السابع عشر نصح أولئك الذين يجدون باحثين عن الحقيقة بأن يفترضوا وجود نظام في الطبيعة أو الكون حتى ولوكان ذلك أمرا وهميا فذلك ضروري لأي علم أو معرفة وبعبارة أخرى أن العالم الطبيعي لا يزعج أو بالاحري لا ينـزعج عندما يعمل على استقصاء نظرية خيالية فهو يعلم أنه وهو يقوم بتجاربه هذه قد يصل إلى اكتشاف مبدأ علمي صحيح وحقيقي. فهو لا يفترض مثلا بأن الالكترون هو كما يوصف تماما في الكتب العلمية المعاصرة ولكنه يفترض بأن النظريات الحالية المتعلقة بعناصر المادة هي قريبة من الحقيقة ولذلك فإنها تساعده وهو يجد في البحث عن الحقيقة المختصة بالالكترون .
                            لنأخذ أيضا نظرية النسبية يتوجب علينا حسب تعاليم هذه النظرية ونحن نجابه حقائق العلوم الفيزيائية والفلكية أن نبدأ بالافتراض بأن كلا من الفضاء والزمن هما وظائف للاجسام المتحركة وهنا يجدر بالعالم المنتمي للمدرسة القديمة أي قبل ظهور نظرية النسبية أن يجابه مشكلة في النظرية التي ذكرناها ولذلك قد نسمعه يقول محتجا كيف يمكنك الكلام عن الاجسام المتحركة قبل أن تبدا بالتفكير في الفراغ الذي تتحرك فيه هذه الاجسام وبعبارة أخرى أن فكرة الفراغ أي وجود الفراغ هي أهم من الناحية المبدئية من فكرة الاجسام المتحركة وهذا يعني أن الفراغ يضحي كمبدأ أساسي في أي بحث معقول لطبيعة العالم المادي
                            وقد نسمع العالم المنتمي للمدرسة الحديثة في علم الفيزياء يرد قائلاً : أن الزمان والفراغ هما من الأمور المجردة ولذلك يتوجب علينا بأن نفكر بطريقة أكثر واقعية وعملية. ومع أن ما ذكره العالم المنتمي إلى المدرسة الحديثة قد يظهر غير معقول الا أنه يتحتم علينا أن نفكر حسب نظرية النسبية أن شئنا أن نفهم جميع الحقائق المكتشفة في مضمار العلوم الفيزيائية في أيامنا هذه طبعا هذا لا يعني أننا قد وصلنا إلى نظرية لا يمكن أن تبرهن في المستقبل بأنها غير صحيحة أو أنها لا تصف الحقيقة كما يجب لكن بالنسية للمستوى العلمي الذي وصلنا اليه في أيامنا هذه نقدر أن نقول أن نظرية النسبية هي عملية ومفيدة
                            ففي حقل العلوم الطبيعية يستطيع الإنسان أن يبدأ من أية نظرية بشرط أن تكون هذه النظرية أساسا لنظام منطقي وشامل ومثمر في اكتشاف حقائق جديدة وعلى الأرجح يجب أن تكون هكذا نظرية صحيحة من ناحية علم الرياضيات وعندما نبحث في طبيعة المعرفة العلمية يمكننا أن نعرفها كما يلي انها معرفة اختبارية منبثقة من صميم الاختبارات العلمية هذا يعني أن الطرق المستعملة في هذه التجارب يجب أن تتصف بالدقة بحيث أن احتماًل حدوث الاخطاء يكون أمرا ضئيلا للغاية وهكذا يمكننا الوصول إلى حقائق علمية في أي حقل من حقول العلوم الطبيعية والطرق التي يلجأ اليها في هكذا اختبارات علمية تتعلق بطبيعة الأمور التي يبحث فيها
                            لكنه لا يجوز لنا أخذ طريقة معينة للبحث العلمي في حقل علمي معين ونستعملها في حقل آخر إذن علينا كمؤمنين بالله أن نشهد بكل وضوح بأن الاسلوب – في حد ذاته – أي طريقة البحث والاستقصاء لا يشكل ولا يكون العلم بل لكل حقل من العلوم طريقته الخاصة والمثمرة للبحث أو التجربة وهذا ما يدفعنا إلى رفض النظرية السائدة في أيامنا هذه وهي أن ما يقوم به العلماء في مضمار العلوم الفيزيائية والبيولوجية أي علم الاحياء بموجب أساليب معينة ومنطقية بالنسبة إلى هذه العلوم يجوز جعله الدستور الوحيد لاي بحث علمي في أي مضمار ما والذين قبلوا هذه النظرية هم مسؤولون عن جعل علم النفس في أيامنا هذه امرا عقيما فعالم النفس الذي انفرد في مخبره في المدة الأخيرة صار يعلم بأن الأمور العقلية هي أشكال أو مظاهر دقيقة للأمور المادية وهكذا نجده وقد انـزلق إلى موضوع آخر فلسفي في طبيعته أين هو موضوع الروح أو النفس؟ لم يعد لهما أي مجال في نظريات العلماء الذين سقطوا فريسة للنظرية القائلة بأن الاساليب المستعملة في الابحاث الفيزيائية تشكل في ذاتها جو هر الطريقة العلمية التي يجب أن تستعمل في كل حقل آخر وهكذا طار العقل والروح من مفردات الكثيرين من معاصرينا وأصبحت الحياة فريسة للفلسفة المادية العمياء
                            لقد ذكرنا أن هناك اعتقاد شبه سائد بين بعض المتعلمين ألا وهو أن الاكتشافات في العلوم الطبيعية تشكل في أيامنا مانعا قويا لقبول المعتقدات الدينية وذكرنا أيضا أن العلم عرف حسب الاساليب المتبعة في الاختبارات التي تجري في العلوم التي ندعوها عادة بالعلوم الطبيعية وبعبارة أخرى ينظر إلى الطريقة المتبعة في العلوم الفيزيائية كجوهر الطريقة العلمية التي يجب أن تتبع في جميع وسائر حقول المعارف البشرية وقد دفع هذا الموقف الكثيرين من معاصرينا إلى القول بأنه لا يمكن للمثقف حسب الطريقة العلمية الحديثة أن يكون متدينا ومؤمنا بالله في نفس الوقت
                            والمعلومات التي نحصل عليها من العلوم الطبيعية ليس لها سلطة في الأمور الدينية فأمور العلوم الطبيعية تبحث في نطاق ضيق من حقل المعرفة الشاسع من المستحيل لنا القول بأن نتائج التجارب التي قام بها العلماء في مضمار العلوم الطبيعية تعطينا كل ما نود أن نعرفة عن الكون وعن أنفسنا فنحن أن اتخذنا هذا الموقف الشإذ لابد لنا آنئذ من الاستنتاج كما استنتج بعض العلماء الملحدين بأن الإنسان هو – حسب زعمهم – غلطة كونية.
                            وقد صرح عالم غير مؤمن بأنه نظرا لاختباراته العلمية العديدة لم يعد هناك مجال لقبول عقيدة الله الخالق ولكن هذا العالم الملحد لم يكن صريحا كما يجب لأنه أن كانت تجاربه قد قادته إلى ذلك الموقف فإنه كان من واجبه القول أن نظريته لم تترك مجالا ليس فقط لله تعالى بل انه لم يعد هناك مجال فيها حتى للإنسان أيضا وكل نظرية لا تترك أي مجال للإنسان هي نظرية خاطئة لانها لا تعطي صورة حيقيقة للعالم الذي نعيش فيه واكتشافات علوم الطبيعة انما تختص بالأمور البسيطة والتي يمكن السيطرة عليها بسهولة ولذلك فان النتائج التي نحصل عليها من هكذا تجارب لها أهمية محدودة في المواضيع الفلسفية التي تبحث فيها الفلسفة والمعرفة الدينية
                            فبالرغم من التقدم الملموس في حقول العلوم الطبيعية نجد أن مشاكلنا الاساسية واحتياجاتنا الأولية كبشر تبقى في مصاف الأمور التي هي خارجة عن نطاق هذه العلوم ومن المستحيل لنا كبشر أن نحيا على مستوى الأمور المادية – تلك الأمور التي هي ضمن نطاق المعرفة الفيزيائية
                            ومن المهم أن نلاحظ أن الذين لا يؤمنون بالله ولا بأمور ما فوق الطبيعة (أي ما يسمى أحيانا بالأمور الغيبية). يبدأون هم أيضاً من بديهيات لا يمكن برهانها فيزيائيا وهم يشرعون في تفحص أمور الطبيعة ولذا نقول أن موقفهم هذا ليس بموضوعي كما يدعون على العكس انهم يعملون حسب تعاليم فلسفة حتمية آمنوا بها مسبقا وعملوا بمنطقها والتجرد الذي يزعمون أنه يصاحبهم في كل ما يقومون به هو موضوع خيالي بحت .
                            كيف ينجو الشباب من خطر الالحاد- أصوغها في نقاط
                            ------------------
                            -احذر ايها الشاب دائما ما يتحفنا الملحدون بشعاراتهم البراقة واسماهيم الرنانة والتي يدور بعضها حول العقل والتفكير فتجد البعض يسمي نفسه بالعقلاني و بالمفكر هذه الشعارات بين الملحدين هي عقدة نقص تجاه العقل يحاول ان يتغلب عليها بهذه الشعارات الجوفاء كن فطن ايها المسلم.

                            -الرجوع إلى أهل العلم والالتفاف حولهم عامل معين على عدم الزيغ والانحراف وسؤالهم فيما أشكل ويكون بالتحاور والتناقش معهم بأحترام وأدب وموضوعيه عن طريق تفريغ محتوى الأفكار وتفنيدها من خلال المناقشة الهادئة

                            -الاهتمام بطلب العلم الشرعي والعلم الدنيوي النافع فعلوم الدنيا هي العلوم التي يحصلها الإنسان بممارسته البشرية وعمله فيما حوله من مخلوقات كونية, وتأمله ونظره وتفكيره في النواميس والسنن والقوانين الجارية.

                            -عدم عدم الاندفاع والحماس المفرط والتهور والعجلة في اتخاذ القرارات والمواقف بل الواجب التأني في ذلك ودراسة ذلك من جميع الجوانب مع استصحاب الفطنة كي لا تندم على أمر اندفعت إليه وتعجلت فيه والحذر مما يبث من الأخبار المتداولة التي لا يعلم صدقها من كذبها خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر، وفيسبوك، وغيرهما؛ لما فيها من رواجٍ للشائعات، ونشر للشبهات، وسوق للكذب

                            -الحذر من المتعالمين الذين كثروا في هذا الزمن بالذات حيث انتشرت افكارهم عبر مشاركاتهم في وسائل الإعلام بكل أنواعها فذاع صيتهم عبرها فلبسوا على الناس وبثوا شبهاتهم، ودسوا سمومهم

                            - لا يجوز لك ايها الشاب الدخول على مواقع الكفر والالحاد اذا لم تكن مسلح بالعلم الشرعي وبعض العلوم الاخرى لئلا تنطلي عليك شبهات وأوهام القوم بل يجب عليك أن تفرغ وقتك في طلب العلم

                            - حسن التأمل لامر الواقع والوعي بالاحوال والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى الالحاد والغفلة والسذاجة

                            -الحرص على عبادة عز وجل والإلحاح على الله بالدعاء والحلم والأناة لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة ويقف على خفاياها وأبعادها وعواقبها

                            - ايها الشاب قد يكون التشدد في الدين سببا من أسباب الإلحاد تجنب التعسير والتشدد في الدين الاسلام دين الفطرة فطرة التوازن والوسطية والإعتدال

                            -ايها الشباب لا تجعلوا حياتكم متشدده نسهر مع الاصدقاء ونعيش حياتنا طبيعيه ونحن مسلمين مؤمنين مطمئنين لماذا التشدد وتخويف النفس .
                            في الختام اقول ايها الشاب اعلم ان كثير من الملحدين العرب الذين غرتهم حياة الفجور وعبادة الحياة المادية يدعون أن حياة المسلم ليست سوى شقاء وبلا ونكد وتعب خالية من الفرح والسرور ايها الشاب كن على يقين
                            أن الاسلام دين اعتدال ووسطية دين جمال بل إنه الدين الوحيد الذي يعطي للإنسان كل ما يحتاجه للعيش بسلام وحرية وسعادة في الدنيا دون أن يتجاوز على أحد أو يضر بأحد في الوقت نفسه يقدم له كل ما يريحه وينصفه في الحياة الآخرة ما الذي يحتاجه الإنسان ليعيش حياة كريمة وسعيدة
                            حاجات مادية ، عاطفية ، روحية ، عقلية ... الخ
                            ما الذي يمنعه الإسلام على المسلم من بين كل فئة من هذه الفئات ما هو ضار لنفسه أو لغيره فقط فأنا أستطيع كمسلم أن أشبع حاجاتي المادية من طعام وشراب وملبس وشهوة ونوم وغيرها في إطار التعاليم الشرعية السليمة دون أن أظلم أحد أو أسيء لأحد كما أستطيع أن أشبع حاجاتي العاطفية من حب وانتماء ومشاركة للآخرين بأفراحهم وأحزانهم دون أن أعصي الله عز وجل وأيضا أستطيع أن أتزود بالمعرفة وأستثمرها فيما ينفعني وينفع البشرية بما لا يجرح مشاعر أحد باختصار أستطيع أن أمارس حياتي بكل ما تتطلبه من حاجات وأن أحصل على السعادة والراحة النفسية والطمأنينة دون أن أغضب الله عز وجل ودون أن أتجاوز حقوق الآخرين ودون أن أسيء لأحد كل ما أحتاجه أن أتعلم ديني بصورة صحيحة وأمارس حياتي كما رسمها لي خالقي سبحانه وتعالى لا أصنف نفسي ضمن هذا التيار ولا ذلك فلست ليبراليا ولا منغلق التفكير
                            لست ديمقراطيا ولا ديكتاتوريا
                            لست شيوعيا ولا رأسمالي
                            لست أفلاطونيا ولا أرسطيا
                            باختصار لست علبة فارغة يضعها الآخرون في هذا الرف أو ذاك ولا أقبل لنفسي إلا أن أكون مسلما موحد لله وحده لا غير لأن الإسلام بالنسبة لي ليس إيديولوجيا وليس فلسفة الإسلام منهج وقانون ودستور حياة في الدنيا ووسيلة نجاة في الآخرة أمارس حياتي كما تعلمت أن أمارسها من خير البشرية رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام الذي علمني كيف ابتسم في وجوه الآخرين وأساعد المحتاجين وأحترم كل إنسان مهما كان لا أكذب ولا أغش ولا أمد يدي على ما ليس لي هكذا علمني القرآن أصلي وأصوم وأزكي مالي ولا أشعر في ذلك إلا بالسعادة اليوم قدمت مساعدة لشخص محتاج ومضيت وفي نفسي سعادة فهكذا علمني الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هذا هو الإسلام العظيم الذي علمني أن أعيش في دنياي وكأنني أعيش أبدا وأن أعمل لآخرتي كأنني أموت غدا لست مثاليا وحياتي ليست كلها رخاء ولكنني اشعر بالسعادة لأنني أستمتع بما أحله الله عز وجل لي ولا أأسف على ما حرمه سبحانه علي ليقيني بأنه ليس فيه خيرا أحمد الله وأشكره على ما أنعم به علي من فضله من الصحة والعافية والنعم وأصبر على ما يصيبني من مصائب الدنيا وأحتسب كل أمري لله وما أعظم الإسلام الذي جعل للمسلم أمره كله له خيرا إن أصابه خيرا شكر وإن أصابه شر صبر وفي كل ذلك هو مأجور هذه حياتي كمسلم
                            ولا أبالي بتشاؤمية شوبنهور ، ولا سوداوية نيتشة ولا تجرفني حالة اليأس من موقف هنا وألم هناك .. لأنني قوي بالله سبحانه
                            هذه حياتي .. غفر الله لنا جميعا و جعلنا من عباده الصالحين .
                            ----------------------------------------
                            هذه صفحة الأستاذ زيد زيد الجزائري على الفايسبوك :
                            https://www.facebook.com/profile.php...c_location=ufi

                            تعليق


                            • #15
                              رد: ظاهرة الإلحاد و التشكيك في العقيدة الإسلامية

                              أشكر الأستاذ زيد زيد الجزائري على مجهوده الموفق بإذن الله ..جزاه الله خيرا على هذه الأسطر المفيدة ..بارك الله في علمه و عمله ..كما أنني أشكر المتابعين الكرام ..على انضباطهم..
                              كما أننا نقدر ظروف د.هيثم طلعت..و إن شاء الله يكون معنا في ندوات قادمة..
                              " و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين "
                              وسنختم هذه الندوة بنقطة هامة ألا وهي الإستشراق..
                              يطلق الإستشراق على الدراسة التي يقوم بها الغربيون لتاريخ الشرق و أممه و لغاته..و آدابه و علومه و معتقداته..فالمستشرق هوالباحث الذي اطلع على اللغات الشرقية من عربية و سريانية و عبرية..و درس أحوال الشرقيين..و عرف علومهم و حضارتهم..و في بداية القرن التاسع عشر إنتشرت حركة الإستشراق..إذ أسست الحكومات الغربية عدة مدارس تعلم لغات الشرق ليسهل عليها حكم مستعمراتها..و أنشأ المستشرقون الجمعيات و المجلات..و عقدوا المؤتمرات التي ضمت أقطاب الشرق..و كانت حكومتهم تمنحهم التشجيعات المادية و المعنوية..و توفر لهم المكاتب و المخطوطات النادرة..
                              وهكذا كانت الغاية من الإستشراق الإنتفاع بعلوم العرب و مدنية الشرق..و لكنه لم يلبث أن تطور إلى أغراض تجارية أو استعمارية أو دينية..وأخذت الدول العظمى تتسابق للتعرف على الشرق و كشف آثاره و إحياء علومه و آدابه ونشر كتبه..و إظهار فنونه..
                              لقد أدى بعض المستشرقين خدمات جلى للغة العربية و تاريخها و آدابها بما أنتجوه من أبحاث..و نشروه من كتب و آثار علمية..إلا أن أغلبيتهم جاوز حدود البحث العلمي النزيه..و عمل على تشويه الحقائق و طمسها..محاولا تشكيك المسلمين في قيمهم و معتقداتهم إما بدافع الهوى..أو بوحي من التعصب المذهبي المقيت..
                              فقد انتقدوا القرآن و زعموا أنه من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم..و أن النبي صلى الله عليه وسلم و إن كان أميا فقد استطاع أن يتلقى مشافهة بعض أخبار الأمم السابقة من جماعة اليهود أو النصارى الذين كانوا يقصدون مكة للتجارة..وهم في ذلك كاذبون واهمون أو متعمدون..قال تعالى في سورة النحل : " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ " ..الآية : 103..
                              و لم تقف ترهاتهم عند هذا الحد..بل أن عداوتهم و حسدهم دفعهم إلى التنقيص من بعض التعاليم التي جاء بها القرآن..و بنيت عليها الشريعة السمحة..فهم يزعمون مثلا أن المرأة في الإسلام مهدرة الكرامة..لا تملك لنفسها حياة مستقرة..لأن الزواج يملك بيده سلاح الطلاق الذي يمكن أن يشهره في وجهها متى شاء..
                              ملاحظة : عما قريب إن شاء الله سأضع تفنيدا لهذا مبينا الحكمة في ذلك في منشور خاص حول الطلاق..
                              من أسباب طعن المستشرقين في الإسلام :
                              1- التعصب الديني و الخلاف العقدي و الرغبة في التبشير بالدين المسيحي..و نشره بين الأمم الشرقية..و قد كانت هذه الرغبة هي الباعث على تأسيس عدة مدارس في أوربا و في غيرها..و التمهيد للإستعمار السياسي..
                              2- قد يكون الدافع سياسيا..فقد أخذ المستعمرون الغربيون في القرون الأخيرة يدرسون النظم الإسلامية و قوانين الدين لمحاولة الحط من قدرها..و التشكيك في قيمتها..و تضليل أتباعها حتى يسهل عليهم غلبتهم و إخضاعهم و ابتزاز خيراتهم..و تجريدهم من قيمهم و مقوماتهم الروحية..
                              و لكي نؤكد على أن الإستشراق من عوامل الإلحاد :
                              1- مهد الغزو الفكري للغزو المادي الأوربي و صاحبه وقت سيطرته و استغلاله للعالم الثالث..و رغم استقلال أغلب الدول النامية..فقد بقي الإستعمار الفكري بآثاره السيئة..ورواسبه المقيتة..يبدد وحدتها ويضعف عقيدتها..و يجرها إلى الإنهيار السياسي و الخلقي..
                              2- الإستشراق يدعم الإستعمار..ويدعو إلى الحط من القيم الإسلامية و اللغة العربية الفصحى..وزرع الألغام للوحدة العربية..حتى تتفرق كلمتها..و تزردريها كل الدول و الشعوب..
                              3- كان من أثر التشكيك في صاحب الشريعة الأعظم صلوات الله عليه و التقليل من أهمية العقيدة السمحة أن ضعف الوازع الديني..و قلت العناية بالشرائع الدينية..و تجرأ الناس على ارتكاب المحرمات..و توسعوا في الإباحية..
                              " و السلام عليكم و رحمة الله "

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة الحائر 2, 29 أغس, 2022, 12:21 ص
                              ردود 0
                              41 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة الحائر 2
                              بواسطة الحائر 2
                               
                              ابتدأ بواسطة الراجية مغفرة ربها, 21 يول, 2022, 03:03 ص
                              ردود 3
                              44 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د. نيو
                              بواسطة د. نيو
                               
                              ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م
                              ردود 2
                              29 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                               
                              ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 9 فبر, 2021, 12:58 م
                              ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 6 ديس, 2020, 09:44 م
                              رد 1
                              568 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              يعمل...
                              X