اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الفضة مسلمة اكتشف المزيد حول الفضة
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير


    تابع .............

    والذي يظهر أن استراتيجية إخراج المسلم من دينه لها حضور واسع في العمل الكنسي سواء كان المنصِّر بروتستانتي أو أرثوذكسي . إلا أن أهم شهادة يمكن أن نأخذها هي ممن مارسوا العمل التنصيري ومن هؤلاء المنصِّر العالمي السابق "أشوك كولن يانق" الذي أعلن إسلامه عام 2002 وانضم إلى قافلة الدعاة المسلمين في القارة الأفريقية . وفي إلقاء الضوء على تاريخ حياته يتضح لنا ثقل الحقيقة التي توضح ارتباط الكنيسة بالعلمنة واتباعها لاستراتيجية صموئيل زويمر في التنصير .
    فأشوك كولن يانق هو من أبناء جنوب االسودان ، درس اللاهوت في ولاية تكساس الأمريكية ، وحصل على عدة دبلومات في مجالات التخطيط وإدارة التعليم الكنسي ، والتنصير، وتنمية المجتمع من النرويج وكينيا والخرطوم . كما حصل على ماجستير في مقارنة الأديان جامعة أكسفورد بريطانيا . تقلد العديد من المناصب الكنسية منها : مدير المنظمة النرويجية للعون الكنسي ، مدير المنظمة النرويجية لرعاية الطفولة ، مدير منظمة درء الكوارث عن السودان وهي منظمة سويدية دانماركية هولندية ، قسيس في الكنيسة الأسقفية بالخرطوم ، مدير برامج الإنماء في الصومال وهي تابعة للأمم المتحدة ، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي بشرق ووسط إفريقيا (1992 1993م) ، مسؤول التعليم الكنسي العالمي في وسط وشرق إفريقيا ، مدير كلية النيل للاهوت في السودان ، أمين عام منظمة الشباب المسيحي عام 1987 - 1988م ، أمين عام منظمة التضامن المسيحي في إفريقيا . ويتضح لنا من هذه المناصب المرموقة التي تولاها اطلاع الرجل على خفايا العمل التنصيري التي أوضح جانباً منها في اللقاء الصحفي التي أجرته معه مجلة المجتمع الكويتية ، ونقتطف بعض إجابات أشوك .
    ففي سؤال عن كيفية قيام المنظمات الكنسية بأعمال التنصير ، يجيب أشوك : " المنظمات الكنسية أو بالأحرى التنصيرية لا تعمل عشوائياً ، وإنما وفق دراسات وأبحاث دقيقة ، فهي تدرس الدولة أو المنطقة المرشحة للتنصير من حيث خريطة أديانها وعددها ، ومدى تمسك الناس بدينهم ، ونوعية الأجناس ، وتحديد احتياجات المنطقة من مال وغذاء ، وتعليم وخدمات صحية وغيرها . وأساليب التنصير كثيرة ، وهي تختلف حسب دين الشخص المستهدف، ومدى تمسكه به ، ومدى احتياجه إلى المال والصحة والتعليم وغير ذلك ، فاللادينيون تدفعهم الحاجة إلى اعتناق المسيحية دون عناء إذا ما توافرت لهم احتياجاتهم ، أما المسلمون فالمنظمات الكنسية تعمل في اتجاهين: إما تنصيرهم، أو إبعادهم عن دينهم ، وأساليب تنصير المسلمين تقوم على الترغيب والتدرج والمرحلية " .
    وفي سؤاله عن بعض الممارسات الكنسية التي شارك فيها هو ضد الإسلام والمسلمين ، يقول أشوك : " في عام 1981م عقد مؤتمر سري في مركز الأبحاث الاستراتيجية بولاية تكساس ، وكنت أحد المشاركين الفاعلين في هذا المؤتمر، وكان شعاره كيف نواجه المد الإسلامي؟ وتم تقسيم الدول الإسلامية إلى دول أكثر فاعلية ، وأكثر تطوراً مثل: مصر والعراق وباكستان ، ودول أكثر حباً للإسلام مثل: إيران وأفغانستان وطاجيكستان والشيشان والسودان وتشاد وتركيا.... " .
    وفي سؤال عن الدور الذي اضطلع به شخصياً والجهات التي كان يتعامل معها ، يقول أشوك : " لقد أوصى المؤتمر بضرورة استخدام العلمانيين في ضرب الحركة الإسلامية عن طريق دعم المجموعات العلمانية ، والضغط على إحدى الحكومات العربية للزج بأعضاء الحركة الإسلامية في السجون والمعتقلات، ولو وصل الأمر إلى تصفية رموزها . وانحصر دوري في هذا الشأن في تسلم وتوصيل مبلغ مليون و800 ألف دولار من الكنيسة في أمستردام (هولندا) إلى الكنيسة في هذا البلد العربي ، بهدف إنفاقه على بعض الأفراد في جهاز أمني رفيع ، وعلى الحركات العلمانية ، لضرب حركة الإخوان المسلمين على وجه التحديد ، وكان ذلك خلال عامي (1996م 1998م) وكانت ترد إلينا تقارير أولاً بأول ، وكانت الجهات التي شاركت في هذا المخطط لا تعرف بعضها البعض " (120) .
    وكما نرى من هذا الشاهد بأن أهداف التنصير ليست في إدخال المسلم إلى النصرانية وإنما أيضاً إخراجه من دينه الأمر الذي يتكرر ذكره في كل مرة عند الحديث عن أهداف التنصير ، كما يظهر أن اللادينيين أسهل تنصيراً ممن المسلمين واعتماد الكنيسة في أعمال التنصير على العلمانيين ودفع الأموال لهم .

    وحيث تحدثنا عن شاهد مهم من داخل الكنيسة فهناك شاهد آخر مصري وهو أستاذ اللاهوت المصري السابق إبراهيم خليل فلوبوس (والذي أصبح اسمه بعد إسلامه إبراهيم خليل أحمد) الذي كان قبل إسلامه يكيل التهم للإسلام كذباً وزوراً إلى أن هداه الله للإسلام عام 1959م فأصدر كتابه (المستشرقون والمنصِّرون في العالم العربي والإسلامي) . وقد كان قبل إسلامه يشغل منصب استاذ بكلية اللاهوت الإنجيلية وراعياً للكنيسة الإنجيلية الأمريكية بل وكانت رسالته لنيل شهادة الماجستير هي (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين؟) . وعن فترة دراسته في كلية اللاهوت حيث درس القرآن والأحاديث النبوية مع التركيز على الفرق التي خرجت من الإسلام كالإسماعيلية والعلوية والبهائية والقاديانية ، يقول الأستاذ إبراهيم : " كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن .. والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين ! كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص ، ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا . وهناك كتب لدينا في هذا الموضوع أهمها كتاب (الهداية) من أربعة أجزاء وكتاب (مصدر الإسلام) ...." ويقول : " وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين؟) عام 1952م والتي أمضيت أربعة سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتنصير بين المسلمين من بعد تخرجي عام 1948 " (121) . ألا نلاحظ أن هذا تماماً هو النمط الذي يسلكه العديد من الكتاب اللادينيون !! هل هم أيضاً خريجوا مدارس اللاهوت وكليات التنصير !!

    يتبع إن شاء الله ...........

    _______________________________

    (120) موقع المختار الإسلامي http://islamselect.com/index.php?ref...at&CR=161&ln=1
    (121) نماذج حية للمهتدين إلى الحق – قساوسة ومبشرون ومنصِّرون وأحبار أسلموا ، الحسيني الحسيني معدي ، ص 17 – 20

    أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
    أشفق على النصارى الحيارى !
    كفاية نفاق يا مسيحيين !!
    الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
    تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
    موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
    فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
    أورثوذوكسي يعترف !
    د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
    كل يوم اية و تفسيرها
    حقيقة المنتديات المسيحية !
    بولس الدجال
    لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
    التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
    فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
    حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
    سؤال للطلبة النصارى
    كشف عوار شبهات الكفار
    محنة الثالوث مع مزمور 2
    النصارى في لحظة صدق نادرة !



    تعليق


    • #17
      رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

      تابع .............

      وممن لاحظوا ارتباط التنصير باستخدام أساليب تخريب الأخلاق هو العلامة المودودي في باكستان في رده على رسالة من البابا بولس السادس الراحل حول إمكان التقارب بين الإسلام والنصرانية وإزالة أسباب التوتر . فكان من ضمن رد الشيخ المودودي ما يلي : " وهناك جانب آخر للمشكلة عظيم الأهمية فالمؤسسات التعليمية للمبشرين تخرج طبقة جديدة من الناس ، طبقة لا تتمسك بالنصرانية ولا تظل على دين الإسلام وإنما تفصل نفسها عن تراثها ولا تطبق أي تراث أخلاقي آخر . والنتيجة أن تصبح نموذجاً غريباً من الجنس البشري في مواقفها الأخلاقية ومعاييرها الثقافية وكذلك في أخلاقها وتصرفاتها وفي لغتها وعاداتها الاجتماعية . فمن وجهة النظر الدينية الصرفة لا تظل هذه الفئة متمسكة بالإسلام كما لا تنجذب نحو المسيحية وإنما تنساق بدلاً عن ذلك في أحضان العلمانية والإلحاد وإنحلال الدين والخلق . فهل بوسع أي رجل عاقل أن يعتبر هذه الأنشطة من قبل بعثات التبشير النصرانية ، خدمة حقيقية للدين من أي وجه من الوجوه ؟ وهذه هي الأسباب الحقيقية التي تجعل المسلمين ينظرون نظرة ارتياب شديدة تجاه هذه البعثات ، ويشعرون أنها لا تعمل من أجل نشر الدين وإنما تحيك المؤامرات ضد الإسلام والمجتمع المسلم " (122) .

      وقد سبق الحديث عن مؤتمر كولورادو عام 1978 لتنصير المسلمين والذي انعقد في مدينة (كلن إير) في ولاية كولارادو الأمريكية في 15 مايو 1978م . والذي خصص لمناقشة استراتيجيات تنصير المسلمين . وقد خرجت قرارات هذا المؤتمر والدراسات التي عرضت فيه في كتاب تحت عنوان باسم (The Gospel and Islam) وترجم للعربية تحت عنوان (التنصير خطوة لغزو العالم الإسلامي) وبلغت صفحاته الألف (123) . وقد اجتمع في هذا المؤتمر الرءوس والخبراء في الكنائس الغربية وامتداداتها لتدارس خطة "أكثر فاعلية" في تنصير جميع المسلمين ، وطي صفحة الإسلام من الوجود . وقد شملت كتابات الدكتور محمد عمارة الكثير عن هذا المؤتمر الذي خصص لتنصير المسلمين . وليس أدل من صراحة هذا المؤتمر في تنصير المسلمين مما جاء في أبحاث ومقررات هذا المؤتمر حيث قالوا : " إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية ، والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعيا وسياسيا.. ونحن بحاجة إلي مئات المراكز لفهم الإسلام ، ولاختراقه في صدق ودهاء ، ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين ، فعلي مديري إرساليات أمريكا الشمالية والقادة المنصِّرين الآخرين أن يكتشفوا ويوطدوا أساليب جديدة للتعاون والمشاركة مع كنائس العالم الثالث وعملها المنظم للوصول إلي المسلمين . لقد وطدنا العزم علي العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصاري والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي . إن نصاري البروتستانت -في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا- منهمكون بصورة عميقة في عملية تنصير المسلمين ، ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثفاقات ومجتمعات المسلمين الذين تسعي إلي تنصيرهم.. وعلي المواطنين النصاري في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية العمل معا من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصير المسلمين . إذ يجب أن يتم كسب المسلمين عن طريق منصِّرين مقبولين من داخل مجتمعاتهم.. ويفضل النصارى العرب في عملية التنصير ..." (124) .

      وهكذا نفهم من هذه السطور أن نصارى البروتستانت في الشرق بدعم من نصارى بروتستانت الغرب الذين من أمثلتهم صموئيل زويمر يتعاونون لتنصير المسلمين . فماذا عن الوسائل ؟
      يقول و.ستانلي مونيهام رئيس مؤتمر كولورادو لتنصير المسلمين في الخطبة الافتتاحية للمؤتمر : " إنني أشعر بأن هذا المؤتمر سيكون تاريخياً ، فهو واحد من سلسلة لقاءات يجري عقدها للتشاور في أماكن متعددة من أرجاء العالم ، كما أنها المرة الأولى خلال جيلين يعقد فيها مؤتمر يضم هذا العدد من قادة النصارى جاءوا ليناقشوا معالجة حالة عملية تنصير المسلمين ففي بداية هذا القرن قام صموئيل زويمر عام 1906م بتنظيم مؤتمر في القاهرة وصف بأنه يمثل بداية عهد جديد لإرساليات التنصير بين المسلمين وقد ضم ذلك المؤتمر 60 ممثلاً لثلاثين كنيسة وإرسالية للتنصير ، وكان هذا المؤتمر هو الذي هيأ الجو لعقد مؤتمر أدنبرة للإرساليات العالمية عام 1910م ، ومؤتمر لكناو في الهند عام 1911م ، واللذين ركزا على حاجات العالم الإسلامي . ولكن قبل سبعين سنة حضارية حدثت خلالها تغيرات واسعة في شتى المجالات ، ولهذا يدعو الوقت الحاضر إلى تفهم جديد وطرق جديدة . أنا لا أؤمن بأن الوقت مناسب تماماً تاريخياً فحسب ، بل إن من الضرورة الملحة أن نلتقي ونناقش ونصلي من أجل الواجب الملقى على عاتق الكنيسة النصرانية تجاه 720 مليوناً من البشر يؤمنون بالإسلام ، وهذه الضرورة الملحة هي الإحساس الذي أشعر به تجاه هذا المؤتمر ، فلا يمكننا بعد اليوم أن نعتمد الأساليب القديمة في مواجهة الإسلام الذي يتغير بسرعة وبصورة جوهرية ، فالحصاد الذي حان قطافه لا يسمح لنا بتأخير جني الثمار بانتظار الوقت الذي يلائمنا " (125) .

      ترى ما الذي يقصده المؤتمر من التجديد وما الذي يقصده رئيس المؤتمر من قوله طرق جديدة وطرق قديمة في التنصير !!

      فمن خطابات مؤتمر كلورادو التنبيه على الثغرات التي يدعون إلى اختراق الإسلام منها . وهذا الاختراق يمثل لهم أحد الشعارات الرئيسية للمؤتمر حيث يقولون : " لنعمل ليس فقط على خلق فهم أفضل للإسلام ، والتعامل النصراني مع الإسلام ، وإنما لتحويل ذلك الفهم إلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام " . ومن هذه الثغرات ما يسمونه الثغرات الخارجية وهي التي فتحتها في جدار الإسلام الضغوط الخارجية التي تعرض ويتعرض لها ، من مثل ثغرة التقليد للغرب ، وثغرة العلمانية التي قالوا أنها تسهل لهم تنصير المسلمين ، وثغرة التغييرات الاجتماعية في بعض المجتمعات الإسلامية الثرية التي نقلتهم من مجتمع تقليدي مسلم إلى مجتمع ذو نمط استهلاكي ترفيهي غربي مما خلخل حياتها المرتبطة بقيم الإسلام وفتح فيها ثغرات للتنصير . ومن تلك الثغرات أيضاً ثغرة اغتراب المسلمين في المجتمعات الغربية وذلك وفق ما لاحظه ماكس شيركو وقدمه في أحد أبحاثه في المؤتمر حيث كتب يقول " يبدو أن عقيدة الغالبية العظمى من المسلمين في الغرب سواء كانوا مهاجرين أم طلاباً أم زواراً تتعرض للتأثير " . ومن خلال هذه الثغرات التي يرونها فإنهم يرون تفاؤلاً في نجاح التنصير بين المسلمين (126) .

      ولعل أفضل من يفسر ويوجز لنا هذه الثغرات وهذا الاختراق ما جاء في كتاب Eastethpropto Plemtodoth حيث يقول الكاتب: " لا شك أن المبشرين فيما يتعلق بتخريب وتشويه عقيدة المسلمين قد فشلوا تماماً ، ولكن هذه الغاية يمكن الوصول إليها من خلال الجامعات الغربية ، فيجب أن تختار من ذوي الطبائع الضعيفة ، والشخصية الممزقة ، والسلوك المنحل من أبناء الشرق ولا سيما البلاد الإسلامية المنح الدراسية وتبيع لهم الشهادات بأي سعر . . ليكونوا المبشرين المجهولين لنا . . لتأسيس السلوك الاجتماعي والسياسي الذي نصبو إليه في البلاد الإسلامية ) (127) .

      بل ويؤكد على ذلك أحد وثائق مؤتمر كولورادو 1978م لتنصير المسلمين والذي يشير إلى التركيز على المسلمين المغتربين في بلاد الغرب والذين هم فريسة سهلة للتنصير في ظل الثقافة العلمانية حيث تقول الوثيقة : " وإذا كانت تربة المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير أرض صلبة ووعرة ، أفليس بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارج بلادهم حيث يتم الزرع والسقي والتهيئة لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهم كمنصِّرين .." (128) . كما كتب أحد الباحثين في المؤتمر واسمه ماكس كيرشو في بحثه المقدم للمؤتمر يقول فيه : " يبدو أن عقيدة الغالبية العظمى من المسلمين في الغرب تتعرض للتأثير " (129) .

      إذن فالتأثير على أخلاق المسلم يخدم أحد أهداف التنصير وهو إخراج المسلم من دينه ليكون فيما بعد مبشراً مجهولاً لهيئات التنصير ، سواء أصبح هذا المنحل أخلاقياً نصرانياً أم لا ، فهو في كلتا الحالتين قد حقق هدف التنصير ألا وهو : إخراج المسلم من دينه ليصبح كائناً لا أخلاق له ، وهذا هو السلوك الاجتماعي الذي تصبو إليه هيئات التنصير بين المسلمين .

      يتبع إن شاء الله ..............

      __________________________

      (122) الزحف إلى مكة .. حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ، د.عبدالودود شلبي، ص46
      (123) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 46 و ص 52
      (124) مقال الإسلام والمستقبل لدكتور محمد عمارة ، جريدة آفاق عربية - العدد 679 - 07/10/2004
      (125) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 52- 53
      (126) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 87 – 89
      (127) الإسلام والمسلمون بين أحقاد التبشير وضلال المستشرقين ، د. عبدالرحمن عميرة ، ص12 – 13
      (128) الغرب والإسلام ، د. محمد عمارة ، ص 54
      (129) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 89

      أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
      أشفق على النصارى الحيارى !
      كفاية نفاق يا مسيحيين !!
      الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
      تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
      موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
      فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
      أورثوذوكسي يعترف !
      د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
      كل يوم اية و تفسيرها
      حقيقة المنتديات المسيحية !
      بولس الدجال
      لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
      التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
      فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
      حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
      سؤال للطلبة النصارى
      كشف عوار شبهات الكفار
      محنة الثالوث مع مزمور 2
      النصارى في لحظة صدق نادرة !



      تعليق


      • #18
        رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

        تابع ............

        ومن أفضل الشواهد على علاقة اللادين والإلحاد بالتنصير ، حيث يسهل تحويل اللاديني إلى نصراني بشكل كبير عما هو الحال في تحويل المسلم إلى نصراني ، هو الشواهد الفردية التي نقلها لنا من اطلعوا عن قرب على هذه الحالة . فمثلاً تروي لنا مريم جميلة الأمريكية المسلمة في كتابها (رحلتي من الكفر إلى الإيمان ) تقول : " ثم نرى كيف يضع المبشرون أساطيرهم حول مهارتهم في التنصير لنقرأ ما كتبه أحدهم عن شاب دمشقي من عائلة مسلمة كفر بالدين بعد اطلاعه على العلم الحديث ، لكنه عاد وآمن بالمسيحية عندما أخبره صديق نصراني أن المسيحية لا تحرم الموسيقى والرسم كما يفعل الإسلام المتعصب ". وتقف مريم جميلة عند نشاط المبشرين في مجال العلاقات الاجتماعية في البلاد الإسلامية لتلاحظ أنهم يهتمون كثيراً بما يسمونه تحرير المرأة أو تنفيرها من الإسلام وتعويدها العادات الغربية لهز الإيمان في نفسها وزعزعته أو وأده في أطفال المستقبل ، ويركز المبشرون في العديد من المناطق على ضرورة تخلي المرأة المسلمة عن الزي المحتشم وتمردها على الأسرة وخروجها إلى المراقص والملاهي ، حتى وإن لم يؤد ذلك في النهاية إلى اعتناق المسيحية (130) .

        وإن تكلمنا عن تحويل المسلم إلى لاديني ومن ثم تنصيره فإن أكبر مثال على نجاح هذه الفكرة هو استهداف المسلمين في البلاد التي خضعت للشيوعية والإلحاد ردحاً من الزمن لتنصيرهم . ففي تقرير صحفي من كوالالمبور لصهيب جاسم لموقع إسلام أون لاين في 11-5-2001 يقول : " كان الاحتفاء بممثل ألبانيا في مؤتمر "الزمالة التنصيرية الدولية" والذي اختتم أعماله في كوالالمبور الخميس 10/5/2001 مختلفا.. فالسكرتير العام للتحالف الإنجيلي الألباني، ويدعى (غني) أصغر من حضر - ممن يترأس تحالفا إنجيليا في بلاده - اجتماعات الجمعية العمومية الدولية لمنظمة الزمالة حتى الآن؛ حيث يبلغ من العمر 28 عاما. وقد تحول (غني) من الإسلام الحنيف الذي اتبعه آباؤه وأجداده ليؤمن بالمسيحية في عام 1991، وذلك بعد الانفتاح الذي شهدته ألبانيا إثر سقوط الحكم الشيوعي ذي السياسات المتشددة تجاه الأديان جميعا ، والتي تسببت في إبعاد الكثيرين كليا عن دينهم ، واستغلت الإرساليات الإنجيلية الوضع السياسي الجديد من البداية لتتوجه إلى من يجهل الإسلام ، وكان أول ما لفت نظر (غني) وأصحابه لافتة كبيرة معلقة في العاصمة تيرانا وكتب عليها (الرب يحب ألبانيا) ، الأمر الذي أثار فضولهم، ودفعهم إلى حضور جلسات نظمتها الإرسالية الإنجيلية.. وخلال أيام أعلن هؤلاء الشباب ذوو الأصول المسلمة والأعمار التي تقارب العشرين عاما تنصرهم، وبعد 3 سنوات من عمل (غني) مع منظمة شبابية مسيحية عُين سكرتيرا عاما للتحالف الإنجيلي الألباني في عام 1997. وكان التحالف الإنجيلي الألباني قد أعيد تأسيسه في عام 1992 بعد 100 عام من الغياب عن البلاد؛ حيث لم يكن له وجود بين الألبان منذ عام 1892، وفي عام 1993 صار الإنجيليون الألبان جزءا من التحالف الإنجيلي الأوروبي. وحسبما ذكر غني في المؤتمر؛ فإنه لم يكن هناك إلا 5 ألبان نصارى في عام 1991، لكن الإرساليات التنصيرية أسست حتى الآن 160 كنيسة، يتبع التحالف الإنجيلي منها 76 كنيسة ومنظمة كنسية ، ذات خدمات وأهداف متنوعة غير أنه لم يذكر عدد النصارى الذين تخدمهم هذه الكنائس . أما تشكيل الألبان المتنصرين الجدد فإن غالبيتهم الساحقة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 35 عاما؛ حيث أكد غني أن "الشباب أكثر تقبلا للإنجيل من كبار السن" (131) انتهى التقرير ، ومنه نرى كيف أن التنصير لا يمكنه تنصير المسلمين المتمسكين بدينهم ، وإنما يتوجه إلى أولئك الذين لا يحملون من الإسلام إلا اسمه فنسوا الإسلام تحت ظل الحكومات الشيوعية أو تحت ظروف مختلفة ، فيكونون بذلك الفريسة الأهم للتنصير.

        يتبع إن شاء الله ...........
        _____________________________

        (130) الزحف إلى مكة .. حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ، د.عبدالودود شلبي، ص68
        (131) موقع إسلام أون لاين http://www.islamonline.net/arabic/ne...article8.shtml
        أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
        أشفق على النصارى الحيارى !
        كفاية نفاق يا مسيحيين !!
        الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
        تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
        موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
        فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
        أورثوذوكسي يعترف !
        د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
        كل يوم اية و تفسيرها
        حقيقة المنتديات المسيحية !
        بولس الدجال
        لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
        التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
        فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
        حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
        سؤال للطلبة النصارى
        كشف عوار شبهات الكفار
        محنة الثالوث مع مزمور 2
        النصارى في لحظة صدق نادرة !



        تعليق


        • #19
          رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير



          تابع ..............

          وعند الحديث عن الظواهر الفردية في التأثير التنصيري على دين المسلم ، وأن التنصير إنما يهمه في المقام الأول هدم الإسلام في نفس وشخص الإنسان المسلم فلا بد أن نذكر شخصية معروفة لها كامل الدلالة على هذا التأثير التنصيري . إن (نبيل فياض) يعتبر أوضح الأمثلة على هذا التأثير التنصيري . وسنعتمد على مقالات نبيل فياض التي سبق وطرحها في موقع الناقد قبل أن تتم إزالتها في تموز 2005 .

          نبيل فياض تربى منذ نشأته داخل مدارس الإرساليات التنصيرية وهو يقول ذلك عن نفسه ، ففي مقاله ( تعلّم الإسلام في خمسة أيام) في 14 يناير 2004 يقول : " حين كنّا صغاراً ، وكانت الثقافة ، لا الدين وشراشيبه كما هي الحال اليوم، من أساسيّات التربيّة التي كنّا نتلقّاها في المنزل والمدرسة التبشيرية الدانماركيّة " . لقد أثرت هذه التربية (التنصيرية) في النمو العقلي لنبيل فياض ، فكره الإسلام والعداء له أصبح يمثل ناحية عقلية في فكر نبيل فياض . وهو يقر بتأثير التعليم التنصيري عليه بقوله في مقال بعنوان (رسالة مفتوحة إلى قداسة البطريرك صفير) في 1 مارس 2005 ، فيقول : " قد لا يعرف كثيرون أنّ علاقتي العضويّة بالطائفة المارونيّة تجاوزت حدود الانتماء الثقافي-الحضاري ، لتصل مرحلة التبنّي المطلق ، غير المناقش ، لما يطرحه هذا الصرح العظيم ، المسمّى "بكركي"، من قرارات. وقد لا يعرف كثيرون أيضاً أن تبلور نظرتي للكون وفهمي للحياة ومقاربتي للأديان بدأت في الكسليك! " .
          لقد نشأ فياض في وسط تنصيري زرع فيه كره الإسلام ومهد له سبيل اللادينية . إن مناهج التعليم في هذه الإرساليات تزرع السموم في كل ما يتعلق بالإسلام . ولقد قدم لنا الأستاذين الفاضلين عمر فروخ ومصطفى الخالدي شهادة حاضرة لذلك في زمانهما وعما كان يدرس في هذه المدارس في لبنان وخارجها . فمن أحد الكتب التي كانت تدرس في هذه المدارس كتاب بعنوان (البحث عن الدين الحقيقي) وهو محاضرات في التعليم الديني تأليف المنسنيور كولي وقد صدر عن اتحاد مؤسسات التعليم المسيحي في باريس (طبعة 1928) كما نال رضا البابا ليون الثالث عشر عام 1887 ، جاء في الصفحة 220 من الكتاب ما يلي : " الإسلام : في القرن السابع برز في الشرق عدو جديد ، ذلك هو الإسلام الذي أسس على القوة ، وقام على أشد أنواع التعصب . لقد وضع محمد السيف في أيدي الذين أتبعوه ، وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق ، ثم سمح لأتباعه بالفجور والسلب ، ووعد الذيت يهلكون في القتال بالاستمتاع بالملذات ، وبعد قليل أصبحت آسية الصغرى وأفريقية وأسبانيا فريسة له ، حتى أن إيطاليا هددها الخطر ، وتناول الاجتياح نصف فرنسا . لقد أصيبت المدنية ، ولكن هياج هؤلاء الأشياع تناول في الأكثر كلاب النصارى .. ولكن أنظر ، هاهي النصرانية تضع بسيف شارل مارتل سدا في وجه سير الإسلام المنتصر عند تور بواتييه 752م . ثم تعمل الحروب الصليبية في مدى قرنين (1099 – 1254) في سبيل الدين فتدجج أوروبا بالسلاح وتنجى النصرانية ، وهكذا تقهقرت قوة الهلال أمام راية الصليب وانتصر الإنجيل على القرآن وعلى ما فيه من قوانين الأخلاق السهلة .." . وهذا الكتاب كما يذكر المؤلفان عمر فروخ ومصطفى الخالدي كان يدرس في المدارس التبشيرية العربية كمدارس الأخوة المسيحية (الفرير) في بيروت وجميع المدارس التابعة لهذه الرهبنة في غير بيروت (منتصف القرن العشرين) (132) . وهذا كتاب آخر كان يدرس في الصف الرابع من المدرسة البطريريكية في بيروت وهو بعنوان (تاريخ محاضرات ج . ايزاك . حررها أ . ألبا للشرق الأدنى لطلبة الصف الخامس – العصور الوسطى ) وجاء في هذا الكتاب :
          - واتفق لمحمد في أثناء رحلاته أن يعرف شيئاً قليلاً من عقائد اليهود والنصارى . ولما أشرف على الأربعين أخذت تتراءى له رؤى أقنعته بأن الله اختاره رسولاً .
          - والقرآن مجموع ملاحظات كان تلاميذه يدونونها بينما كان هو يتكلم ، وقد أمر محمد أتباعه أن يحملوا العالم كله على الإسلام بالسيف إذا اقتضت الضرورة .

          وهناك أيضاً كتاب آخر يستحق اهتمامنا اسمه ( تاريخ فرنسا) تأليف هـ . غيومان و ف . لو ستير لصفوف الشهادة الابتدائية . وهذا الكتاب كما يذكر مؤلفا كتاب (التبشير والاستعمار في البلاد العربية) كان يدرس في مدرسة القديس يوسف للبنات في بيروت وفي مدارسها الأخرى خارج بيروت ومما جاء في الكتاب : " أن محمداً مؤسس دين المسلمين قد أمر أتباعه أن يخضعوا العالم وأن يبدلوا جميع الأديان بدينه هو . ما أعظم الفرق بين هؤلاء الوثنيين وبين النصارى . إن هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوة وقالوا للناس : أسلموا أو تموتوا ، بينما أتباع المسيح ربحوا النفوس ببرهم وإحسانهم . ماذا كانت حال العالم لو أن العرب انتصروا علينا ؟ إذن لكنا نحن اليوم مسلمين كالجزائريين والمراكشيين " (133) . بل إن من كبار اللاهوتيين المستشرقين كان يتواجد في لبنان أوائل القرن الماضي في سبيل نشر وتوريج الأكاذيب عتن الإسلام داخل بلاد الإسلام نفسها . فهذا Arthur Stanley Triton آرثر ستانلي ترتون (1881 – 1973) وهو لاهوتي إنجليزي كان يُدرس في مدرسة البعثة التبشيرية في برمانا بلبنان (134) يتحدث عن الصوم والصلاة في الإسلام ويقول أن " الصوم أول ما شرع كان تقليداً لما عند اليهود ، ثم بدل وغير وصار أشبه بصوم النصارى مع شيئ من التغاير" ويقول : " إن فكرة صلاة الجمعة اقتبسها الرسول من الزرادشتية" (135). كما سبق وأشرنا إلى الأب هنري لامنس Henri Lammensالذي كان يعيش في لبنان في أوائل القرن العشرين ويُدرس أفكاره عن الإسلام بطرق غير نزيهة لتشويه صورة الإسلام .
          ونبيل فياض يقر بأن للتعليم الديني في كليات اللاهوت دور في نشر الإلحاد ، ففي مقال (المارونية الحضارية) لنبيل فياض في 24 أبريل 2004 يقول : " لقد أنشأ الموارنة رهبنات قويّة ، كالبلديّة والأنطونيّة والمريميّة والكريم، إضافة إلى هيكليّة بكركي ومجموعات الإكليروس من خارج الرهبنات، الأمر الذي أدّى، مع توزّع العمل، إلى التغطية الرهبانيّة المارونيّة للمجتمع الماروني أوّلاً ولجزء غير ضئيل من اللبناني ثانياً، بكلّ أوجه نشاطاته. ضمن الرهبانيّات المارونيّة، كأي منظومة ليبراليّة، مغرقة في ليبراليتها، يمكن أن نصادف من هو مسيّس، يساراً أو يميناً؛ من هو رافض للتسيّس من منظور نسكي؛ من هو منهمك في العمل الاجتماعي؛ من يقدّم التبشير الديني على النشاط الاجتماعي؛ من هو مرجعيّة فلسفيّة؛ من هو مؤرّخ أو أركيولوجي؛ بكلمة واحدة: الرهبانيّات المارونيّة جامعة ضخمة تغطّي كل الاختصاصات. ومن معرفتي الذاتيّة غير المتحيّزة، فالرهبانيّات المارونيّة تتميّز، في اعتقادنا ، عن أية رهبنة أخرى في الشرق، وربما في الغرب. فهذه الرهبنة الكاثوليكيّة العقيدة، المنفتحة بما لا يقارن على روافد الفكر المعاصر ـ أتحدّث هنا عن البلديّة تحديداً ـ ( في الكسليك ، قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، كانوا يدرّسون لطلاب اللاهوت الإلحاد المعاصر دون أدنى حرج أو عدائيّة) ، كانت النافذة التي يطلّ منها باستمرار الغرب الأوروبي وبعض الأمريكي على الشرق؛ بالمقابل، ثمّة أرضيّة وطنيّة، بالمعنى الحضاري غير الشوفيني للكلمة، نجده في الليتورجيا السريانيّة السوريّة الجذور، التي تحافظ عليها المارونيّة بالتزام نادر . من هنا ، فالكنيسة المارونيّة تتميّز للغاية عن غيرها من كنائس الشرق بأنها عقل غربي ، مغرق في انفتاحه ، وقلب شرقي ، مغرق في عاطفيته " .
          فهذه هي كليات اللاهوت النصرانية التي تدرس الإلحاد والزندقة لطلاب من المسلمين في بلاد الإسلام لتخرج لادينيين !! إن النمو الفكري لنبيل فياض بين أحضان الإرساليات والكسليك النصراني ، والاستماع لكل تلفيق على الإسلام جعل نبيل فياض يتقبل فكرة اللادين ، لدرجة أنه يتأثر بالفكر اللاديني سريعاً كما يقول في إجابته على سؤال من محرر في منتتدى اللادينيين العرب عندما سأله المحرر السؤال التالي : " القارئ للكتابات التي تحمل توقيعك سواء المترجمة منها أو التي حمّلتها فكرك الخاص يستشف بوضوح أنك تتبنى فهماً شخصياً للإله يختلف جذرياً عن المفاهيم التي تتبناها وتسّوقها الأديان . ما الظروف التي شجّعت الباحث نبيل فياض على الخروج من الاسلام بشكل خاص ومن الأديان بشكل عام وكيف تشّكل هذا المفهوم الخاص للإله لديه ؟ " . وقد أجاب نبيل فياض على ذلك بقوله : " لم أنشأ في وسط متديّن، بالمعنى التقليدي للمصطلح ؛ لكن الأهم من ذلك كلّه التقائي في مرحلتي التكوينيّة في القاهرة بشخص عشت معه ثلاث سنوات تقريباً ، لا علاقة له بالإسلام ولا بالعروبة ، اسمه فيليب ؛ هذا الشخص، الماوي ، الذي كان يكبرني بخمس عشرة سنة تقريباً، أشفاني بالكامل من شعور العروبة، لكنه فشل في تلويث عقلي بالماركسيّة، التي أثّر بي من انتقدها، مثل جان-إيف كالفيز وسارتر، أكثر مما أثّر بي من دافع عنها! من هنا، افتقدت على الدوام شعور الإيمان بشيء اسمه الإسلام والدين عموماً! حاولت باستمرار البحث عن شكل إيمان جديد خارج إطار الإسلام، في المسيحيّة أولاً ثم في البوذيّة واليهوديّة ثانياً، لكني لم أنجح! أعيش الآن تجربة غير عاديّة لا أستطيع الحديث عنها قبل خروجي الشعوري منها! " (136) .

          ومن هنا يتضح لنا عمق التأثير للتعليم التنصيري الذي تلقاه فياض في صغره وشبابه . لقد أصبح كما يريده المنصِّرون أن يصبح ، نصرانياً أو لادينياً . وكلاهما مكسب للتنصير . ويمكن اختصار التكوين الفكري لنبيل فياض في موقفه من الإسلام كما يلي : التنشأة في الإرساليات حيث يتم إرضاعه كره الإسلام وتكوين صورة مشوهة عن الإسلام منذ صغره والتقرب من النصرانية ، ثم قبول فكرة اللادين في شبابه مع استمرار التعلق بالنصرانية .
          وإن أردنا مثالاُ بسيطاً فقط عن تأثر نبيل فياض بالمقولة الكنسية عن الإسلام رغم العديد من الأمثلة على ذلك ، ففي مقال ( ما هو الإسلام ) يقول : " لقد خرج الإسلام من رحم اليهودية ـ التلمودية ـ الحاخامية! فرغم كل ما قيل أو يقال حول العلاقة بين الإسلام والنصرانية ـ وليس المسيحية ـ فالإسلام، في نهاية الأمر، لم يخرج إلا من الرحم الآنف الذكر . لقد أشار غنزبرغ في عمله الشهير ( أساطير اليهود ) إلى أن القرآن يعرف الهاغاداه أكثر مما يعرف التوراة ـ إنه ينظر إلى التوراة في الواقع في ضوء الهاغاداه . من الجانب الألماني، يطالعنا عمل أ. غايغر الطليعي، ماذا أخذ محمّد من اليهودية Was hat Mohammeds aus dem Judenthume aufgenomen؟ الذي قد يعتبر الأول من نوعه في حقل العلاقة الجوهرية بين الإسلام الأرثوذكسي واليهودية التلمودية الحاخامية . مع ذلك، ففي اعتقادنا أن هـ. شباير هو أفضل من كتب، بتفاصيل وافية، في ذلك الحقل حتى الآن: الحكايا الكتابية في القرآن Die biblischen Erz hlungen im Quran، هو عمل شباير المحوري ، الذي نقدّمه أيضاً، ضمن هذه السلسلة."
          فكما نرى تأثر نبيل فياض بالمقولة والزعم التنصيري بأن الإسلام اشتق من النصرانية المهرطقة واليهودية ، كما تقدم سابقاً في الموجز التاريخي . ونبيل فياض باعتبار نشأته التنصيرية في أحضان الإرساليات الكنسية طويلاً فلا بد له من استيعاب هذه المقولة وحملها معه وحتى بين كتاباته . وفي مثال آخر يدل على عمق التأثير التنصيري في فكر نبيل فياض تجاه الإسلام ، تلك المقولة التنصيرية التي تزعم أن المسلمون وثنيون ولهم إلههم الخاص بهم وأن إله النصارى هو إله المحبة وذلك من مقال (رحيل إله الفرح:إلى العيد) لنبيل فياض في 2 مايو 2004 بمناسبة موت أستاذه الماروني أمبروسيوس حاج ، يقول فياض : " إله الموارنة ، كما عرفناه في عينيّ أمبروسيوس ، ليس إلهاً طالبانيّاً بحاجة إلى بن لادن لحمايته: إله الموارنة ، الثالوث المنسوج بالمحبّة ، ينفر من طعم الدم ورائحة صليل السيوف وموسيقى الرماح المتعاركة! إله الموارنة ، كما بعثره أمبروسيوس في خلايانا، ليس إلهاً حريريّاً طالبانيّاً يتغذّى على الكراهية والحقد والطائفيّة ؛ إله الموارنة ، وجود حب يلفّ الكون بغلالات من غيريّة وانمحاق في الآخر؛ مطلق آخر! الذي تجسّد مرّة في بشر ليؤلّه البشر، ـ كما أعشقناه أمبروسيوس ـ إله الموارنة يفتح الأبواب والاحتمالات أمام الأنا لتحلّق في عوالم المطلق، وتخرج من قيود الجسد الراحل نحو عدن الألوهة التي لا تزول!" . ألا يشابه ذلك القول ما يدرس في مدارس الإرساليات اللبنانية لصفوف الشهادة الابتدائية ككتاب ( تاريخ فرنسا) كما مر معنا سابقاً . أو ما يتم نشره في المواقع النصرانية عن أن الإسلام دين وثني كما جاء في موقع تاريخ القبط فيقولون " يعتقد المسلمين أن إلاه اليهودية والمسيحية هو الله ولكن اليهود والمسيحيين يؤمنون بإيلوهيم الذى هو إله إبراهيم وإسحق ويعقوب ، وقد سأل موسى كليم الرب الإله الإله نفسه فقال إسمى يهوه ، ونحن هنا نسرد ما أخذه القرآن مما فعله الإله الحقيقى إيلوهيم الذى هو يهوه وألصقه بالله والله كما نعلم كان رئيس أو زعبم أو كبير الآلهه الوثنية وكان متزوج من الشمس وأن الات والعزى ومناة الثالثة التى قال محمد فى سورة النجم أن شفاعة الآلهه الونية لترتجى وسجد " (137) .

          إن نبيل فياض يعد بحق أحد ثمرات التنصير بدون أدنى شك ، فالرجل إن لم يكن قد تنصر ، فقد ألحد من جراء التربية التنصيرية في الإرساليات والعلاقة الوثيقة بالكنيسة المارونية . ألا يذكرنا هذا بخطابات زويمر السابقة عن أهداف التنصير بين المسلمين !

          _________________________

          (132) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 72-73
          (133) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 74-75
          (134) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 156
          (135) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 149
          (136) لقاء ####### مع نبيل فياض في 3 سبتمبر 2004 http://######/pn/PrintArticle97.html
          (137) http://#######/new_page_228.htm
          أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
          أشفق على النصارى الحيارى !
          كفاية نفاق يا مسيحيين !!
          الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
          تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
          موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
          فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
          أورثوذوكسي يعترف !
          د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
          كل يوم اية و تفسيرها
          حقيقة المنتديات المسيحية !
          بولس الدجال
          لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
          التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
          فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
          حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
          سؤال للطلبة النصارى
          كشف عوار شبهات الكفار
          محنة الثالوث مع مزمور 2
          النصارى في لحظة صدق نادرة !



          تعليق


          • #20
            رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

            أمثلة على الاقتباسات اللادينية - التنصيرية



            لا تخلو الكثير من الكتابات اللادينية حول الإسلام من آثار أو اقتباسات تنصيرية مصدرها بالطبع التاريخ التنصيري الطويل من 700 للميلاد وحتى القرن الواحد والعشرين . بل لا يمكن للمدقق في الطرح اللاديني إلا أن يخرج بهذه النتيجية وهي أن الطرح اللاديني يماثل الطرح التنصيري فيما يختص بالإسلام . فمن بدء الطرح يعلن اللادينيون أن الإسلام هو سبب تخلف بلاد العرب كما في قول أحد القيمين في أحد المواقع اللادينية العربية حول رسالة هذا الموقع بقوله : " مقياس الرقي الانساني والنضج السياسي والحضاري يتلخص في قدرة الانسان على التعبير عن افكاره والعمل من أجلها بحرية دون خوف من الملاحقة أو الاضطهاد ، فعندما يمتلك الانسان القدرة على المجاهرة بأفكاره والعمل من أجلها عندها فقط يمكننا الحديث عن مجتمع ديمقراطي حقيقي يفسح المجال للمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار .. وضمن هذا الفهم تحديدا أنظر الى رسالة هذا الموقع : رسالة حرية الرأي والتعبير وحق اللاديني في الوجود والعيش الكريم والتعبير الفكري .. فما بالك اذا كان الفكر الذي ننقده هو فكر يتحمل جانبا من المسؤولية عن تخلفنا الانساني والحضاري – وأعني به الفكر الديني - ؟؟؟!!!! .. أي أن رسالة الموقع – في رأيي – رسالة فكرية ذات مضامين حضارية ديمقراطية ليبرالية " (138) .
            ويماثل هذا الطرح اللاديني الطرح التنصيري حتى قبل مئة عام عندما يقول وليم جيفورد بالكراف في (العالم الإسلامي اليوم) الكتاب الذي صنفه صموئيل زويمر قبل أكثر من مائة عام" متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه " (139) . فبداية يرى كلاً من اللاديني والتنصيري أن الإسلام هو سبب تخلف بلاد العرب والإسلام . ولن يتوقف التشابه في الطروحات بينهما عند هذا الحد بل يمتد ليشمل كل ما جاء به الإسلام .

            وطالما كانت المصادر التنصيرية هي الأساس لبحوث للاستشراق في الإسلاميات ، فأصبحت أخيراً مصدراً للكتابات اللادينية والإلحاد عن الإسلام . وسنتناول في مذكرتنا هذه أحد المواقع اللادينية العربية بقسمها اللاديني مثالاً صارخاً على ذلك كما سنرى ، حيث يختلف تأثير المصادر التنصيرية على هذا الموقع . فتارة يتم اقتباس المقالات التنصيرية بحذافيرها ، وتارة يتم اقتباس الأفكار أو العناوين الرئيسية ومن ثم يتم بناء الموضوعات التي تتشابه في طرحها للطرح التنصيري كما سنرى لاحقاً. ويمكن القول أن هذه القاعدة تشمل أغلب المواضيع اللادينية التي تكتب عن الإسلام من ناحية نقدية . وكنا فيما سبق قد شرحنا المواضيع والعناوين التي عمل التنصير على تلفيقها ضد الإسلام خلال 14 قرنأ ، ولا تخرج الكتابات اللادينية ضد الإسلام عن هذه الأطروحات والتي أعيد توضيحها هنا :
            أخلاق وأفعال الرسول - مصادر التشريع في الإسلام - تحريف القرآن - مصادر القرآن – الوحي - تشويه صورة القرآن -معارضة القرآن بمثله ..... وتحت كل من هذه الأطروحات والتلفيقات العديد من العناصر الفرعية .

            وسأتناول في هذا الجزء الموضوعات الثلاثة الرئيسية في الهجوم التنصيري على الإسلام ألا وهي : شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، مصادر الإسلام ، والقرآن الكريم ، وتوضيح كيف أن الطرح اللاديني إنما هو تابع للطرح التنصيري في هذه الموضوعات بالأدلة القاطعة في هذا الموقع اللاديني العربي .

            يتبع إن شاء الله .......

            _________________________

            (138) http://#####/forum/viewtopic.php?t=3015
            (139) الغارة على العالم الإسلامي ، أ.ل شاتلييه ، ص 35
            أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
            أشفق على النصارى الحيارى !
            كفاية نفاق يا مسيحيين !!
            الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
            تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
            موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
            فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
            أورثوذوكسي يعترف !
            د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
            كل يوم اية و تفسيرها
            حقيقة المنتديات المسيحية !
            بولس الدجال
            لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
            التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
            فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
            حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
            سؤال للطلبة النصارى
            كشف عوار شبهات الكفار
            محنة الثالوث مع مزمور 2
            النصارى في لحظة صدق نادرة !



            تعليق


            • #21
              رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير



              أولاً : شخص الرسول وأخلاقه وأفعاله :

              من أهم المواضيع الي يطرحها المنصِّرون ضد الإسلام ، لأنهم يرون في هدم مثالية شخصه وأفعاله عليه الصلاة والسلام في نفس المسلم أهم ما يمكن به التأثير على المسلم وهز صورة الرسول في نفسه ومن ثم إخراجه من دينه أو تنصيره . وتتنوع الدعاية التنصيرية عبر التاريخ في التلفيق وإطلاق الأكاذيب على الرسول الكريم ، فهم يصفونه بالشهواني ، والكاذب ، والممارس لأعمال السفك والقتل كما رأينا سابقاً في الموجز التارخي . ولعل موضوع زواجه عليه الصلاة والسلام كان من أكثر المواضيع تناولاً من المنصِّرين . وقد تابع اللادينيون السير على هذا المنوال ، وزواج الرسول من زينب بنت جحش أم المؤمنين كان من أهم ما تناوله المنصِّرون قديماً وحديثاً وتبعهم في ذلك المستشرقون واللادينيون . ففي موضوع (محمد والنساء) للكاتب شهاب الدمشقي في الموقع اللاديني (140) يتناول الكاتب زواج الرسول من أمهات المؤمنين بأنه زواج شهواني ومن أجل جمالهن ، بل ويشير إلى ذلك صراحة في بدء موضوعه فيقول " في الحقيقة هناك نقطة هامة يصر الاسلاميون على تجاهلها بل والتعتيم عليها عمدا وهي : ان القاسم المشترك الذي يجمع اغلب زوجات الرسول هو الجمال ... فمحمد انسان اولا واخيرا .. وينجذب الى الجمل كباقي الرجال " . ولعلنا نخص بموضوعه هنا زواج الرسول من السيدة زينب بنت جحش لما له من أهمية تنصيرية . حيث يرجع الكثير من الباحثين تصوير زواجه عليه الصلاة والسلام من زينب بنت جحش وأسباب هذا الزواج إلى أول من قال بذلك من النصارى ألا وهو يوحنا الدمشقي الذي كان يعيش في عهد عبدالملك بن مروان والذي سبق الحديث عنه في الموجز التاريخي . فهو أول من دس فرية تناقلها من بعده الناس من أن النبي عشق زينب بنت جحش فقد ذهب إلى تأويل قوله تعالى ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ) (141) ، أن معنى الآية أن النبي رآى زينب زوج زيد في حال أثارت عشقه فعشقها وأراد زواجها . وقد دس هذا النصراني هذه الفرية وراجت بين تابعي التابعيين أنفسهم حتى جاءت على لسان قتادة منسوبة إليه ، وقبلها ابن جرير الطبري ونقلها عنه غيره . ولم يثبت في الصحاح شيئ من هذا ولم ينسب هذا التخريج لأحد من الصحابة بطريق مقبول (142) . ويوضح الدكتور الألمعي هذه النقطة فيقول : " كان يوحنا الدمشقي وأمثاله يجادلون بحرارة ويستدلون بالإسرائليات ، فإذا وجدوا فرصة سانحة دسوا ما يريدون دسه على المسلمين وربما اتخذوا من الروايات الاسرائيلية التي تقول أن داود عليه السلام أحب زوجة قائده (أوريا) وأنه عمل على التخلص منه حتى قتل فتزوجها داود بعده ، ربما عملوا مقارنات ومعادلات بينها وبين ما زعموه في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب " (143) . ومن المستشرقين المحدثين معاصرين أو سابقين ممن استغلوا هذه الروايات الضعيفة أميل درمنغم ، ومونتجمري وات ، وغوستاف لوبون ، وموير ، ومرجليوث ، وأرفنج واشنطون ، وسبرنجر وغيرهم . واخيراً تنتقل هذه الفرية إلى كتابات اللادينيين حسب التسلسل المعروف : الكتابات التنصيرية ، فالكتابات الاستشراقية ، فالكتابات اللادينية . ونجد هذا الطرح أيضاً ضمن الكتابات التنصيرية في مواقع الانترنت فهو موجود في أحد مواقع التنصير العربية المعروفة ضمن كتاب (المجهول في حياة الرسول) الذي تنشره المواقع التنصيرية العربية وهو يشمل التشنيع على الرسول صلى لله عليه وسلم والتهجم عليه (144) .

              وكذلك الأمر مع زواجه عليه الصلاة والسلام بجويرية بنت الحارث ، فهو أيضاً من مواضيع المنصِّرين للتشكيك بسيرة الرسول حيث ينسبون للرسول أنه استغل وضعها في غزوة بني المصطلق وساومها . ومن النصارى الذين كتبوا بذلك جرجس سال في كتابه مقالة في الإسلام (145) كما نقرأ ذلك أيضاً في أحد مواقع التنصير العربية عن زواجه عليه الصلاة والسلام من جويرية بنت الحارث في الكتاب المسمى (المجهول في حياة الرسول) (146) . ومن ثم يتم كتابة الطرح اللاديني على نفس المنوال في سبيل القدح في خلق الرسول حيث يكتب أحدهم في الموقع اللاديني العربي بذات الطرح في موضوع بعنوان (محمد وجويرية وغزوة بني المصطلق) (147) .

              وزواج الرسول من عائشة رضي الله عنها من المواضيع المفضلة لدى المنصِّرين في الطعن بأخلاقه عليه الصلاة والسلام حيث تزوج عائشة في سن مبكرة . ففي موضوع بعنوان (النبي محمد بيدوفيلي) في الموقع اللاديني العربي (148) قام الكاتب باقتباس الموضوع بكامله وحتى بالعنوان الذي سطر فيه موضوعه في المقال وهو (الطفلة الزوجة في الأرجوحة) من أحد مواقع التنصير العربية (149) .
              [bimg]http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-10.jpg[/bimg]

              وهكذا نرى أن القدح في شخص الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يصدر من أفواه التنصير وتردده أبواق اللادينية على طول خط التلفيق والكذب ضد الإسلام . ولن نعجب إذا رأينا أن الكتاب اللادينيون لا يبالون في أحيان كثيرة من نسخ المقالات التنصيرية كما هي وبعناوينها من مواقع التنصير العربية المنتشرة على الشبكة العالمية .

              وإن أردنا أن نرى التأثير التنصيري واضحاً في الكتابات اللادينية ضد شخص الرسول فسنجد موضوعاً غريباً . فقد نسبوا زواجه عليه الصلاة والسلام من خديجة رضي الله عنها إلى أنه زواج كنسي على الديانة النصرانية ، فنرى ذلك واضحاً في مقالة بعنوان (هل كان محمد نصرانياً؟) في موقع تنصيري عربي (150) .. ونفس هذه الفكرة الغريبة ينقلها كاتب لاديني في الموقع اللاديني العربي ، ففي موضوع زواج الرسول من خديجة بمكة يقول أحد اللادينيين في موضوع بعنوان (زواجات محمد المثيرة للجدل) في الموقع اللاديني (151) ما يلي : " ولماذا لم يتزوج خلال فترة حياة خديجة؟ هل لانه فعلا قد تزوجها بكنيسة مكة على الشرع المسيحي الذي لا يبيح للزوج بالزواج بأخرى مادامت زوجته على قيد الحياة ؟؟ أم أن هناك تفسير ديني يبرر هذا الفعل؟ " .
              وموضوع تأثر الرسول بالنصرانية ونصرانية الإسلام سنتناوله أيضاً لاحقاً .

              وأخيراً وليس آخراً ، فلم تسلم ماريا القبطية رضي الله عنها من طعن الطاعنين من المنصِّرين واللادينين . وقصة مارية القبطية ومابور القبطي من أحد تلك المحاولات التنصيرية . فالكاتب اللاديني شهاب الدمشقي في الموقع اللاديني العربي كتب موضوعاً كاملاً حول هذا الموضوع بعنوان (هل كانت مارية القبطية خائنة؟) (152) ، ويقول في ختامه : " وتبقى بالطبع الاشكالات الشرعية التي تثيرها الرواية : هل تقبل هذه الرواية التي تطعن بطهر بيت النبوة ؟ وهل يعقل ان يصدر الرسول امرا بقتل زان دون شهادة شهود ؟ بل دون ان يسمع دفاع المتهم ذاته ؟ وماذا لو لم يكن الرجل مجبوبا ؟ " . وهذا الموضوع مطروح أيضاً في المواقع التنصيرية ، حيث يوجد ضمن كتاب(المجهول في حياة الرسول) (153) . والغريب في الأمر أن كلا الموضوعين اللاديني والتنصيري يطرحان في نهاية الموضوع سؤالاً لم يكن أحد ليطرحه لو لم يخرج من فم واحد ، وهذا السؤال هو (لكن يا عليّ هل كان مابور مجبوب) في المقال التنصيري ، و (وماذا لو لم يكن الرجل مجبوبا ؟) في المقال اللاديني . كما يتناول كاتب لاديني آخر نفس التلفيق في موضوع بعنوان (محمد وخديجة والأكاذيب الكبيرة) (154) في ذات الموقع اللاديني العربي ضمن أطروحات أخرى عن الرسول . كما تتكرر محاولة التشنيع هذه في مواقع تنصيرية أخرى كموقع #### التنصيري (155) في مقالة بعنوان (تساؤلات محيرة) .

              يتبع إن شاء الله ..........

              _______________________________

              (140) http://####/islam/islam7.htm
              (141) سورة الأحزاب آية37
              (142) مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبي بزينب بنت جحش دراسة تحليلية، د. زاهر عواض الألمعي، ص 29 & المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي، عقيلة حسين، ص 202
              (143) مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبي بزينب بنت جحش دراسة تحليلية، د. زاهر عواض الألمعي، ص 30
              (144) http://####/maghol/maghol25.htm
              (145) مقالة في الاسلام ج3 أسرار عن القرآن، جرجس سال، تعريب وتذييل هاشم العربي، ص 60
              (146) http://####/maghol/maghol34.htm
              (147) http://####/forum/viewtopic.php?t=2148
              (148) http://####/forum/viewtopic.php?t=6145
              (149) http://####/maghol/maghol46.htm
              (150) http://####/meracl/meracl56.htm
              (151) http://####/forum/viewtopic.php?t=10784
              (152) http://####/forum/viewtopic.php?t=898
              (153) http://####/maghol/maghol43.htm
              (154) http://####/forum/printview.php?t=2985&p=31935
              (155) http://####/question_islam.htm


              - - - تم تعديله - - -



              تابع ..........

              أما عن أفعاله وتصرفاته عليه الصلاة والسلام خارج منزله وأسرته فنجد الكثير من الأمثلة المشتركة بين الطرح التنصيري (وهو الأسبق) وبين الطرح اللاديني (وهو اللاحق) . ولنعطي بعض الأمثلة لذلك في حادثة أم قرفة . فمن المزاعم التي يطلقها المنصِّرين وأذنابهم من اللادينيين أن الرسول كان قاسياً ، والقصة التي طالما يرددونها في منتديات التنصير هي حادثة أم قرفة والتي وردت في موقع #### التنصيري (156) . وبالتالي وكما جرت العادة فيما يختص بالتهجم على الرسول ، يقوم اللادينيون بقص هذه المقالات إلى منتدى اللادينيين العرب ، حيث تم نسخ المقالة بأكملها من الموقع التنصيري إلى الموقع اللاديني العربي تحت موضوع بعنوان ( هل هذه أفعال رسول؟) (157) .
              [bimg]http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-13.jpg[/bimg]

              ونجد أيضاً إطلاق التهم على الرسول بأنه يقتل غدراً ، وهذا من الأطروحات المهمة للمنصِّرين وفي ذات الوقت للكتابات اللادينية . فمنذ بدأ بهذا الزعم عبدالمسيح الكندي في القرن الثامن الميلادي وما زال مستمرا حتى الوقت الحاضر . ففي الموقع اللاديني العربي موضوع اسمه (هل الإغتيال سنة نبوية؟!) (158) وفيه يتناول الكاتب إرسال الرسول لبعوث من أصحابه لقتل عدد ممن حاربوا الإسلام وألبوا على الإسلام والمسلمين . ويذكر الكاتب سبعة أمثلة على ذلك . الموضوع هو من أحد الكتاب العلمانيين وربما اللادينيين في موقع #### واسمه (محمد عبدالله ناب) (159) . إلا أن الموضوع بشكل أساسي كان موجوداً على موقع #### التنصيري (160) تحت عنوان (قتل الخصوم) . ومن ثم فقد قام المدعو محمد ناب باختصار الموضوع في مقاله المسمى (هل الاغتيال سنة نبوية) وقدمه لنا مع بعض الاختصارات واستبدال اسم (رسول الله) إلى (محمد) .

              ولا يغيب علينا ذكر موضوع هام يمس أخلاقه عليه الصلاة والسلام بأنه كان (دعياً) كما يلفق لذلك ويزعم المنصِّرون . حيث من أحد ادعائاتهم المثيرة للعجب هو أن الرسول قبل البعثة قام بتغيير اسمه إلى محمد لكي يحقق ذلك مع نبوءة عربية عن أن نبي باسم محمد سيظهر في أرض العرب . وهذا هو نص الكلام من الموقع التنصيري التاريخ القبطي : " .. ويعتقد أن محمد ليس هو الإسم الحقيقى لصاحب الشريعة ألإسلامية لسببين أولاً أن أسم محمد لم يكن شائعا بين العرب , وثانياً : أنه ما أن قويت شوكته حتى قام بتغيير كثير من أسماء الناس والأماكن فلماذا لا يغير أسمه إلى صفات حميدة مثل أحمد ومحمد ومصطفى وغيرها .. ولكن كل هذه الأسماء ليست أسم صاحب الشريعة الإسلامية الحقيقى ولكنها اسماء مستعارة " (161) . وفي الموقع اللاديني العربي يتم تقليد هذا الزعم والتلفيق في موضوع هو أشبه بالمسرحية . ففي موضوع بعنوان (اللقثم) للكاتب أريدو ، وفيه يطرح سؤال بقوله : " اريد ان اعرف و اتعرف على كلمه او اسم القثم " (162). ثم يجيبه المدعو شهاب الدمشقي (اللاديني) بقوله : " تتحدث عن الاسم القديم لمحمد قبل الاسلام " . ومن المهم هنا ما نلاحظه من إجابة الدمشقي الملازمة لقول دعاة التنصير بقوله أن تغيير الاسم من قثم إلى محمد تم قبل الإسلام . كما أن طارح الموضوع يشير إلى أن تغيير الاسم هو سرقة للنبوة فهو يقول : " أن تقيسو الأمر على أن ما قام به سيد البشر والمعصوم ما قام من تغير الاسم أو تحويل الكنيه كما فعلو أجداده أو أعمامه هي جريمة هي عملية تحريف وانتحال وخدعة وتزوير من قبل احدهم وتطاول على السير الطبيعي للكون وسرق النبوه بعد تغير الاسم من (قيثم) الى (محمد) او احمد او حامد " . ثم يبادر المدعو (أريدو) بتبهير المقال بأن النبي محمد قد تم تغيير اسمه من قثم إلى محمد في سن متأخرة . فهو يجيب عند سؤاله من قبل أحد المتداخلين (اللادينيين طبعاً) حول " أن تغيير اسم محمد أمر خطير ، بل خطير جدا وذلك لكثرة الاستدلال على نبوته من التبشير به في الكتب القديمة وذكر اسم احمد وما شابه ". فيجيب المدعو أريد بقوله : " لم يكن السيد محمد او السيد الامين نبيا خلال ثلاث عشر من السنين بل رسولا ومبشرا ونذيراو النبوه منحت له بعد ان قوى عوده المدني الطري الذي خلفه في ام القرى وبعد ان اصبحت الدروب اوسع من ان تغلق بالحجر وازداد التعداد والعده وفتحت القريحه النكاحيه على طولها ... كما قلت ان التناسخ البشري في الاسماء يبدو لي مرضا عضال في سادتنا القريشيون او القريشين وتفضل مرفوعه حتى في حالات النصب والجر الذي قاد هذه الامه الى اعالي السماء السابعه من الغباء و الخمول و العلم الوفير في اللغو والفقه والفتاوي والتشريع والتشريح الخ من علم الكلام الكيمياوي وعلم الكلام الجنيني "
              وهكذا نجد أن الطعن في اسم الرسول إنما هو مطلب تنصيري أولاً وأخيراً للطعن في شخصه عليه الصلاة والسلام أولاً ، ومن ثم الطعن في الرسالة ككل . ولا يخفى على القارئ ما في هذا الطرح من تلفيق وكذب تشاطرته الأيادي التنصيرية واللادينية .

              يتبع إن شاء الله ...........

              ___________________________

              (156) http://####/pal/aldalil/nabi_alra7ma...lra7ma.htm#14a
              (157) http://####/forum/viewtopic.php?t=8477
              (158) http://####/forum/viewtopic.php?t=2750
              (159) http://####/ElaphWriter/2004/8/6270.htm
              (160) http://####/koran/koran36.htm
              (161) http://####/new_page_214.htm
              (162) http://####/forum/viewtopic.php?t=1181


              - - - تم تعديله - - -



              تابع ...........

              ومادام الحديث حول شخصه عليه الصلاة والسلام وعلاقة ذلك بالوحي ، فستظل دائماً الكتابات التنصيرية هي المصدر والمنبع لهذا الطرح . ففي موضوع بعنوان (أسئلة محيرة في الإسلام أريد ردود من المؤمنين رجاء) في الموقع اللاديني العربي (163) يضع الكاتب ثلاثة نقاط حول النبي وهي : حالة الرسول عند نزول الوحي عليه ، وما نطق به الشيطان على لسان الرسول ، والسحر الذي تعرض له النبي . وهذه المواضيع من المواضيع التي كثيراً ما يطرحها المنصِّرين في كتاباتهم والمستشرقين الذين ينهلون من التعليم الكنسي . وكاتب الموضوع لم يخرج عن الاستعانة بالمنصِّرين في موضوعه فهو منسوخ من أحد مواقع التنصير العربية بالكامل (164) .
              [bimg]http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-11.jpg[/bimg]

              وهكذا نجد أن الطرح اللاديني إنما هو تقليد لكل ما يطرحه التلفيق التنصيري وتكراراً له ، هذا عدا عن الكثير من المواضيع التي تنال من الرسول والتي لا تنفك تجد فيها التأثير التنصيري في الطرح فمثلاً تعدد الزوجات كان دائماً ومنذ القدم مما يتهجم به المنصِّرون على الإسلام وقد رأينا أمثلة على ذلك في الموجز التاريخي ، وتجد ذات الطرح يطرحه اللادينيون ضمن مواضيع مثل (تعدد الزوجات .. الهم الحاضر الغائب) (165) الذي أيضاً يرجعه كاتبه إلى العادات العربية بل ويرفضه بطريقة النصارى قديماً وحديثاً من أنه عدم عدالة . فهذا عبدالمسيح الكندي النصراني المجادل مع المسلمين يعيب على الإسلام والرسول تعدد الزوجات في رسالته إلى عبدالله الهاشمي (166) . وكذلك يكرر أو يقلد اللادينيون المنصِّرين في الزعم بأن الرسول يقتل غيلة دون سبب . فنرى عدة مواضيع حول هذا الزعم والتلفيق في الموقع اللاديني العربي ، منها (غدر واغتيالات مؤسس الإسلام) عن كعب بن الأشرف (167) ، وموضوع (قصة أم قرفة .. هل سمعت بها ؟) (168) وموضوع (علاقة النفاق بالإسلام) (169) وسواها من المواضيع الأخرى . وهذا إنما هو تكرار للقذف النصراني القديم على الإسلام فقد قال هذا القول من النصارى القدماء عبدالمسيح الكندي في رسالته للهاشمي (170) ، ويستمر المنصِّرون بنفس الطرح المعادي للإسلام إلى الوقت الحديث فهذا مقال بعنوان (قتل الخصوم) في موقع تنصيري عربي يتناول ذات الطرح (171) . كما يكرر اللادينيون في الموقع اللاديني العربي أن الرسول يريد الانتحار في موضوع بعنوان (هل يعلم أتباع النبي محمد أنه حاول الانتحار) (172) وهو القدح الذي نجده دائماً وأبداً في كتب المنصِّرين ويحمل أيضاً في حواشيه أطروحات مضحكة كمحاولة النبي الانتحار لأن ورقة بن نوفل توفي وأنه كان مصدر القرآن والوحي للنبي كما في كتاب (المجهول في حياة الرسول) تحت موضوع (القول الفصل والاختبار الأخير) في أحد مواقع التنصير العربية(173) .

              يتبع إن شاء الله ............

              ____________________________

              (163) http://####/forum/viewtopic.php?t=615
              (164) http://####/asela/asela1.html
              (165) http://####/pn/Article14.html
              (166) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام ، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار ، ص77– 78
              (167) http://####/forum/viewtopic.php?t=1071
              (168) http://####/forum/viewtopic.php?t=1185
              (169) http://####/forum/viewtopic.php?t=5087
              (170) أنظر رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام ، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار ، ص 69 –70
              (171) http://####/koran/koran36.htm
              (172) http://####/forum/viewtopic.php?t=9062
              (173) http://####/maghol/maghol21.htm
              أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
              أشفق على النصارى الحيارى !
              كفاية نفاق يا مسيحيين !!
              الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
              تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
              موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
              فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
              أورثوذوكسي يعترف !
              د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
              كل يوم اية و تفسيرها
              حقيقة المنتديات المسيحية !
              بولس الدجال
              لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
              التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
              فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
              حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
              سؤال للطلبة النصارى
              كشف عوار شبهات الكفار
              محنة الثالوث مع مزمور 2
              النصارى في لحظة صدق نادرة !



              تعليق


              • #22
                رد: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

                تابع ..........

                أما عن أفعاله وتصرفاته عليه الصلاة والسلام خارج منزله وأسرته فنجد الكثير من الأمثلة المشتركة بين الطرح التنصيري (وهو الأسبق) وبين الطرح اللاديني (وهو اللاحق) . ولنعطي بعض الأمثلة لذلك في حادثة أم قرفة . فمن المزاعم التي يطلقها المنصِّرين وأذنابهم من اللادينيين أن الرسول كان قاسياً ، والقصة التي طالما يرددونها في منتديات التنصير هي حادثة أم قرفة والتي وردت في موقع #### التنصيري (156) . وبالتالي وكما جرت العادة فيما يختص بالتهجم على الرسول ، يقوم اللادينيون بقص هذه المقالات إلى منتدى اللادينيين العرب ، حيث تم نسخ المقالة بأكملها من الموقع التنصيري إلى الموقع اللاديني العربي تحت موضوع بعنوان ( هل هذه أفعال رسول؟) (157) .
                [bimg]http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-13.jpg[/bimg]

                ونجد أيضاً إطلاق التهم على الرسول بأنه يقتل غدراً ، وهذا من الأطروحات المهمة للمنصِّرين وفي ذات الوقت للكتابات اللادينية . فمنذ بدأ بهذا الزعم عبدالمسيح الكندي في القرن الثامن الميلادي وما زال مستمرا حتى الوقت الحاضر . ففي الموقع اللاديني العربي موضوع اسمه (هل الإغتيال سنة نبوية؟!) (158) وفيه يتناول الكاتب إرسال الرسول لبعوث من أصحابه لقتل عدد ممن حاربوا الإسلام وألبوا على الإسلام والمسلمين . ويذكر الكاتب سبعة أمثلة على ذلك . الموضوع هو من أحد الكتاب العلمانيين وربما اللادينيين في موقع #### واسمه (محمد عبدالله ناب) (159) . إلا أن الموضوع بشكل أساسي كان موجوداً على موقع #### التنصيري (160) تحت عنوان (قتل الخصوم) . ومن ثم فقد قام المدعو محمد ناب باختصار الموضوع في مقاله المسمى (هل الاغتيال سنة نبوية) وقدمه لنا مع بعض الاختصارات واستبدال اسم (رسول الله) إلى (محمد) .

                ولا يغيب علينا ذكر موضوع هام يمس أخلاقه عليه الصلاة والسلام بأنه كان (دعياً) كما يلفق لذلك ويزعم المنصِّرون . حيث من أحد ادعائاتهم المثيرة للعجب هو أن الرسول قبل البعثة قام بتغيير اسمه إلى محمد لكي يحقق ذلك مع نبوءة عربية عن أن نبي باسم محمد سيظهر في أرض العرب . وهذا هو نص الكلام من الموقع التنصيري التاريخ القبطي : " .. ويعتقد أن محمد ليس هو الإسم الحقيقى لصاحب الشريعة ألإسلامية لسببين أولاً أن أسم محمد لم يكن شائعا بين العرب , وثانياً : أنه ما أن قويت شوكته حتى قام بتغيير كثير من أسماء الناس والأماكن فلماذا لا يغير أسمه إلى صفات حميدة مثل أحمد ومحمد ومصطفى وغيرها .. ولكن كل هذه الأسماء ليست أسم صاحب الشريعة الإسلامية الحقيقى ولكنها اسماء مستعارة " (161) . وفي الموقع اللاديني العربي يتم تقليد هذا الزعم والتلفيق في موضوع هو أشبه بالمسرحية . ففي موضوع بعنوان (اللقثم) للكاتب أريدو ، وفيه يطرح سؤال بقوله : " اريد ان اعرف و اتعرف على كلمه او اسم القثم " (162). ثم يجيبه المدعو شهاب الدمشقي (اللاديني) بقوله : " تتحدث عن الاسم القديم لمحمد قبل الاسلام " . ومن المهم هنا ما نلاحظه من إجابة الدمشقي الملازمة لقول دعاة التنصير بقوله أن تغيير الاسم من قثم إلى محمد تم قبل الإسلام . كما أن طارح الموضوع يشير إلى أن تغيير الاسم هو سرقة للنبوة فهو يقول : " أن تقيسو الأمر على أن ما قام به سيد البشر والمعصوم ما قام من تغير الاسم أو تحويل الكنيه كما فعلو أجداده أو أعمامه هي جريمة هي عملية تحريف وانتحال وخدعة وتزوير من قبل احدهم وتطاول على السير الطبيعي للكون وسرق النبوه بعد تغير الاسم من (قيثم) الى (محمد) او احمد او حامد " . ثم يبادر المدعو (أريدو) بتبهير المقال بأن النبي محمد قد تم تغيير اسمه من قثم إلى محمد في سن متأخرة . فهو يجيب عند سؤاله من قبل أحد المتداخلين (اللادينيين طبعاً) حول " أن تغيير اسم محمد أمر خطير ، بل خطير جدا وذلك لكثرة الاستدلال على نبوته من التبشير به في الكتب القديمة وذكر اسم احمد وما شابه ". فيجيب المدعو أريد بقوله : " لم يكن السيد محمد او السيد الامين نبيا خلال ثلاث عشر من السنين بل رسولا ومبشرا ونذيراو النبوه منحت له بعد ان قوى عوده المدني الطري الذي خلفه في ام القرى وبعد ان اصبحت الدروب اوسع من ان تغلق بالحجر وازداد التعداد والعده وفتحت القريحه النكاحيه على طولها ... كما قلت ان التناسخ البشري في الاسماء يبدو لي مرضا عضال في سادتنا القريشيون او القريشين وتفضل مرفوعه حتى في حالات النصب والجر الذي قاد هذه الامه الى اعالي السماء السابعه من الغباء و الخمول و العلم الوفير في اللغو والفقه والفتاوي والتشريع والتشريح الخ من علم الكلام الكيمياوي وعلم الكلام الجنيني "
                وهكذا نجد أن الطعن في اسم الرسول إنما هو مطلب تنصيري أولاً وأخيراً للطعن في شخصه عليه الصلاة والسلام أولاً ، ومن ثم الطعن في الرسالة ككل . ولا يخفى على القارئ ما في هذا الطرح من تلفيق وكذب تشاطرته الأيادي التنصيرية واللادينية .

                يتبع إن شاء الله ...........

                ___________________________

                (156) http://####/pal/aldalil/nabi_alra7ma...lra7ma.htm#14a
                (157) http://####/forum/viewtopic.php?t=8477
                (158) http://####/forum/viewtopic.php?t=2750
                (159) http://####/ElaphWriter/2004/8/6270.htm
                (160) http://####/koran/koran36.htm
                (161) http://####/new_page_214.htm
                (162) http://####/forum/viewtopic.php?t=1181


                - - - تم تعديله - - -

                تابع ...........

                ومادام الحديث حول شخصه عليه الصلاة والسلام وعلاقة ذلك بالوحي ، فستظل دائماً الكتابات التنصيرية هي المصدر والمنبع لهذا الطرح . ففي موضوع بعنوان (أسئلة محيرة في الإسلام أريد ردود من المؤمنين رجاء) في الموقع اللاديني العربي (163) يضع الكاتب ثلاثة نقاط حول النبي وهي : حالة الرسول عند نزول الوحي عليه ، وما نطق به الشيطان على لسان الرسول ، والسحر الذي تعرض له النبي . وهذه المواضيع من المواضيع التي كثيراً ما يطرحها المنصِّرين في كتاباتهم والمستشرقين الذين ينهلون من التعليم الكنسي . وكاتب الموضوع لم يخرج عن الاستعانة بالمنصِّرين في موضوعه فهو منسوخ من أحد مواقع التنصير العربية بالكامل (164) .
                [bimg]http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-11.jpg[/bimg]

                وهكذا نجد أن الطرح اللاديني إنما هو تقليد لكل ما يطرحه التلفيق التنصيري وتكراراً له ، هذا عدا عن الكثير من المواضيع التي تنال من الرسول والتي لا تنفك تجد فيها التأثير التنصيري في الطرح فمثلاً تعدد الزوجات كان دائماً ومنذ القدم مما يتهجم به المنصِّرون على الإسلام وقد رأينا أمثلة على ذلك في الموجز التاريخي ، وتجد ذات الطرح يطرحه اللادينيون ضمن مواضيع مثل (تعدد الزوجات .. الهم الحاضر الغائب) (165) الذي أيضاً يرجعه كاتبه إلى العادات العربية بل ويرفضه بطريقة النصارى قديماً وحديثاً من أنه عدم عدالة . فهذا عبدالمسيح الكندي النصراني المجادل مع المسلمين يعيب على الإسلام والرسول تعدد الزوجات في رسالته إلى عبدالله الهاشمي (166) . وكذلك يكرر أو يقلد اللادينيون المنصِّرين في الزعم بأن الرسول يقتل غيلة دون سبب . فنرى عدة مواضيع حول هذا الزعم والتلفيق في الموقع اللاديني العربي ، منها (غدر واغتيالات مؤسس الإسلام) عن كعب بن الأشرف (167) ، وموضوع (قصة أم قرفة .. هل سمعت بها ؟) (168) وموضوع (علاقة النفاق بالإسلام) (169) وسواها من المواضيع الأخرى . وهذا إنما هو تكرار للقذف النصراني القديم على الإسلام فقد قال هذا القول من النصارى القدماء عبدالمسيح الكندي في رسالته للهاشمي (170) ، ويستمر المنصِّرون بنفس الطرح المعادي للإسلام إلى الوقت الحديث فهذا مقال بعنوان (قتل الخصوم) في موقع تنصيري عربي يتناول ذات الطرح (171) . كما يكرر اللادينيون في الموقع اللاديني العربي أن الرسول يريد الانتحار في موضوع بعنوان (هل يعلم أتباع النبي محمد أنه حاول الانتحار) (172) وهو القدح الذي نجده دائماً وأبداً في كتب المنصِّرين ويحمل أيضاً في حواشيه أطروحات مضحكة كمحاولة النبي الانتحار لأن ورقة بن نوفل توفي وأنه كان مصدر القرآن والوحي للنبي كما في كتاب (المجهول في حياة الرسول) تحت موضوع (القول الفصل والاختبار الأخير) في أحد مواقع التنصير العربية(173) .

                يتبع إن شاء الله ............

                ____________________________

                (163) http://####/forum/viewtopic.php?t=615
                (164) http://####/asela/asela1.html
                (165) http://####/pn/Article14.html
                (166) رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام ، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار ، ص77– 78
                (167) http://####/forum/viewtopic.php?t=1071
                (168) http://####/forum/viewtopic.php?t=1185
                (169) http://####/forum/viewtopic.php?t=5087
                (170) أنظر رسالتان في الحوار والجدل بين المسيحية والإسلام ، تحقيق وتقديم وشرح المستشرق جورج تارتار ، ص 69 –70
                (171) http://####/koran/koran36.htm
                (172) http://####/forum/viewtopic.php?t=9062
                (173) http://####/maghol/maghol21.htm


                - - - تم تعديله - - -

                ثانياً : مصادر الإسلام

                من أهم المواضيع في الطرح التنصيري ضد أصالة الإسلام . فهو يرمي إلى نزع المصدر الإلهي للإسلام ، وبأن الإسلام ذو مصادر بشرية متنوعة بل ومتضاربة . حيث يزعم المنصِّرون منذ القدم بأن الإسلام أخذ عقائده وتشريعاته من الأديان والمذاهب التي تحيط به عند نشوءه ، كالنصرانية واليهودية والوثنية والفارسية .... الخ . ولا يخرج الطرح اللادينيي عن الطرح التنصيري كثيراً في هذا الشأن .
                ولعل أقدم التلفيقات التنصيرية بذلك هي أن الإسلام هرطقة مسيحية والتي سبق أن أشرنا إليها في الموجز التاريخي سابقاً ، وأن أول من ذكر ذلك هو يوحنا الدمشقي ثم انسحبت آرائه على جميع من تبعوه من منصِّرين من أتباع الكنائس في العالم وبخاصة اللاتينية . وقد استمر هذا الموضوع في مقدمة الموضوعات التي يقدح ويشنع بها المنصِّرون على الإسلام وذلك لإظهار عدم أصالة الإسلام وأن مصادر الإسلام إنما هي مسيحية أو يهودية محرفة . ومن ثم فقد مرر المنصِّرون هذه الأطروحة (الأصول المسيحية للإسلام) من خلال اللادينيين . فقد جاء في موضوع بعنوان (مذهب الدوسيتية الغنوصى "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه" ) للكاتب (سواح) في الموقع اللاديني العربي (174) نقلاً مماثلاً لما يقوله المنصِّرون في كتاباتهم . ففي بدء مقاله يذكر الكاتب أن " هدفي البحث عن اصل الاعتقاد الإسلامي وموقفه الرافض لصلب المسيح وهل الإسلام هو الوحيد الذي قال بذلك ؟ وإذا قال بذلك من سبق الإسلام بمئات السنين , فأليس من العقل والمنطق أن نزعم أن هذه الفكرة الإسلامية مقتبسة ومنقحة ومن صناعة بشرية ؟ أم سيتجاهل إخواننا المسلمين العقل والمنطق والتاريخ والمراجع التي دون فيها ذلك من قبل ظهور الإسلام ويظلوا يتمسكون باعتقادهم أن الله أوحى لمحمد هذه العقيدة ؟ "
                وبالطبع فهو من البدء يريد أن يطعن بألوهية دين الإسلام وأنه إنما هو صناعة بشرية على عادة القساوسة والمنصِّرين .
                ثم يذكر كاتب المقال أن من بعض فرق النصرانية تلك الفرق الغنوضية التي أنكرت صلب المسيح وقالت أن المسيح من الروح الإلهية ...... ثم يذكر الكاتب مرة أخرى ومكرراً أن الإسلام أخذ فكرتي عدم الصلب وعدم ألوهية المسيح من قبل هؤلاء الهراطقة المسيحيين ، فيقول مرة أخرى : " ومن خلال هذا البحث نحاول ان نبرهن ان هذه الفكرة الاسلامية لم تأت من عالم آخر او من وحى الهى مزعوم , وانما ما قاله الاسلام ما هو الا تكرار واقتباس بعد تنقيح لعقيدة كثير من الحركات الدينية التى انشقت عن المسيحية وخاصة فرقة الدوسيتية . فلقد قالت هذه الفرقة أن المسيح لم يصلب فعليا وإنما كان يبدو لمن ينظر اليه حينئذ انه كان يصلب ، تماما كما جاء الإسلام وزعم أن الله أوحى هذه الفكرة الموجودة في الآية ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً ) (175) . لكن الباحث المطلع على تاريخ وفكر هذه الفرقة لا يرى فى هذه الايات القرآنية إلا إعادة صياغة لفكرة سبقت الإسلام بمئات السنين , وليس في الأمر وحى ولا علم للغيب ، وإنما اقتباس وتغليب لوجهة نظر على وجهات نظر اخرى وعملية انتقائية ".

                ويتبع هذا المقال مقال آخر في نفس الموقع اللاديني بعنوان (الجذور الأبيونية لنفي ألوهية المسيح في الإسلام) للكاتب الغريب المنسي (176) وهو يفصل المقال السابق ولكن يركز على أن ورقة بن نوفل كان على مذهب هؤلاء الهراطقة وينسبه إلى الأبيونيون . وهو يريد أن يصل إلى أن معتقد ورقة بن نوفل كان أبيونياً وأن الرسول أخذ معتقدات الأبيونيين عن ورقة . ولننظر إلى بعض محاولاته ليصل إلى النتيجة التي يريدها .
                ففي مقاله هذا يحاول الكاتب القيام بربط بين إنجيل الأبيونيين المسمى بإنجيل العبرانيين وبين الكتاب الذي كان يكتب به ورقة بن نوفل كما ورد في فتح الباري وهو (الكتاب العبراني) فهو يقول أولاً : " هذا الإنجيل الأبيوني الخاص هو ما يسمى بإنجيل العبرانيين ..وهو الذي تمسك به الأبيونيون به كإنجيل خاص بهم مهملين باقي الأناجيل" ثم يورد نص شرح حديث بدء الوحي في فتح الباري وهو : " ويكتب (يعني ورقة) من الإنجيل بالعربية ..لأن ورقة تعلم اللسان العبراني والكتاب العبراني , فكان يكتب الكتاب العبراني كما كان يكتب الكتاب العربي لتمكنه من الكتابين واللسانين " . وهذا التلفيق التنصيري عن أن الكتاب الذي يقرأ به ورقة بن نوفل هو أنجيل العبرانيين الأبيونيين من تلفيقات التنصير المعروفة ، وأوضح من يوردها لنا هو الأب يوسف درة الحداد النصراني الذي كثيراً ما يكتب عن الإسلام من تحت نافذة الحوار ودائماً ما يعمل على إعادة الإسلام للنصرانية . فلننظر ما يقوله في كتابه (القرآن دعوة نصرانية) حيث يقول : " عن عائشة في قصة بدء الوحي أن (ورقة بن نوفل – وهو ابن عم خديجة – كان امرءاً تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ) . وقوله (يكتب الكتاب العبراني) هو مصدر كالكتابة ، أي الكتابة العبرانية . وشهادة الحديث الصحيح أو ورقة يكتب الإنجيل بالعبرانية ، ويترجمه إلى العربية . فالإنجيل الذي بيد ورقة بن نوفل (رئيس النصارى) بمكة هو الإنجيل بالحرف العبراني . ولا نعرف من الأناجيل القانونية إنجيلاً دون بالعبرانية إلا الإنجيل بحسب متى الذي ترجم إلى اليونانية " ثم يقول : " وهذه هي الشهادة التاريخية التي لا ترد بأن أهل الإنجيل بمكة كانوا من النصارى من بني إسرائيل " . وبعد كلام طويل عن إنجيل العبرانيين يخرج يوسف الحداد بعدة استنتاجات منها أن : " للنصارى من بني إسرائيل إنجيل خاص بهم يسميه جيروم الإنجيل العبراني ، بحسب حرفه أو الإنجيل السرياني بحسب لغته أو الإنجيل بحسب العبرانيين بسبب أهله . وهذه هي صفة الإنجيل الذي يترجمه ورقة بن نوفل ، كما في الحديث " (177) .

                كما أن الإدعاء بأن ورقة بن نوفل من الأبيونيين وأن الرسول تلقى منه المعتقدات حول المسيح معروفة في أحد كتب التنصير المنتشرة بشكل واسع وهو كتاب (قس ونبي) الذي تنشره مواقع التنصير العربية . والمؤلف النصراني أبو موسى الحريري يقول في الكتاب أن ورقة بن نوفل أنكر صلب المسيح !! وأن ورقة بن نوفل على مذهب الأبيونيين الذين يأتي على تعريفهم بشكل موجز . وللعجب الشديد فلنا أن نتساءل : من أين عرف أبو موسى الحريري أن ورقة بن نوفل أنكر صلب المسيح !! وفي أي من المؤلفات التاريخية ذكر ذلك (178) ؟
                بل ويذكر في كتاب (قس ونبي) أن ورقة بن نوفل هو معلم الرسول خلال سنوات عمره كلها ، فيقول : " أما العلم الذي كان محمد يجهله ، وقد تكفل القس ورقة بإعطائه لتلميذه الروحي فهو علم الكتاب المنزل ، الذي كان القس ينقله في حضور محمد ، طوال 44 وسنة . هذا العلم درسه النبي على القس في الإنجيل العبراني " (179) .

                وهكذا نرى أن التلفيقات اللادينية هي في أساسها تلفيقات تنصيرية يعاد تكرارها من خلال الكتابات اللادينية . كما ينكرر طرح هذا التلفيق في موضوع آخر بعنوان (النبي محمد تعلم من ورقة بن نوفل) في نفس الموقع اللاديني العربي .

                يتبع إن شاء الله ..................

                _______________________________

                (174) http://####/forum/viewtopic.php?t=1719
                (175) سورة النساء آية 157
                (176) http://####/forum/viewtopic.php?t=1731
                (177) القرآن دعوة نصرانية، يوسف درة الحداد، ص 117 – 124
                (178) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 188 – 189
                (179) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 204


                - - - تم تعديله - - -

                تابع ..............

                ويلحق بهذا الطرح التنصيري عن مصادر الإسلام الزعم بأن التشريعات الإسلامية ومنا العبادات متنوعة المصادر ومنها المصادر الوثنية . وسبق أن مثلنا لذلك بافتراءات عبدالمسيح الكندي النصراني في عهد المأمون الذي أطلق مثل هذه التهم حول بعض شرائع الإسلام كالحج وتقبيل الحجر الأسود . وتلقفت الأيادي النصرانية الأوروبية فيما بعد هذه المزاعم وعدوها مغانم ليتهجموا بها على أصالة الإسلام . حيث ترد هذه المزاعم بحرفها مرة أخرى في طبعة تنصيرية حديثة في كتيب صغير بعنوان (محمد والوثنية) لكاتبه سام شمعون النصراني والذي يتم نشره من خلال المواقع التنصيرية أيضاً . وبالطبع لا يمكن أن تكون المصادفة هي وراء تكرار هذه التلفيقات والأكاذيب التنصيرية في موضوع لاديني بعنوان (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية - الشعائر التعبدية) في الموقع اللاديني العربي (180) . فكاتب الموضوع يذكر في هذا الموضوع أن عبادة الحج وشعيرة العمرة وصوم رمضان وصلاة الجمعة إنما هي عبادات نقلها الرسول من القبائل العربية الوثنية وجعلها ضمن الإسلام .

                كما يتبع الطرح التنصيري حول مصادر الإسلام ، طرح آخر غاية في الأهمية هو حول أمية الرسول . إذ طالما عمل المنصِّرون على التشكيك بأمية الرسول قبل البعثة لأنهم يريدوا أن يلفقوا زعماً بأن الرسول اطلع على كتب أهل الكتاب قبل البعثة وقرأها ومنها كون عناصر رسالته . فنقرأ في هذا الشأن في الموقع اللاديني العربي موضوعاً بعنوان (أمية محمد في ميزان العقل والنقل) (181) . وبالطبع فإن موضوعاً على مثل هذه الأهمية والطعن بالإسلام لا بد من أن نجده بنصه وأحرفه وسطوره في أحد كتب التنصير كما تعودنا دائماً . هذا الموضوع بنصه وحرفه منقول عن أحد مواقع التنصير العربية في موضوع تحت نفس العنوان (182) وفي الصفحات الملحقة بهذا الموضوع .
                [bimg]http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-8.jpg[/bimg]

                بل أن الموضوع بدرجة كبيرة معروض في كتاب الأب يوسف درة الحداد (القرآن والكتاب) والذي كالعادة يحاول أن يرجع فيه الإسلام إلى النصرانية (183) . كما يطرح هذه الأكاذيب حول معرفة الرسول بالقراءة والكتابة منذ صغره أيضاً مؤلف كتاب (قس ونبي) فيقول : " لذلك نميز بين أمرين : ما كان يعلمه محمد وبين ما كان لا يعلمه ثم تعلمه بعد حين . أما العلم الذي كان يعلمه فهو علم القراءة والكتابة الذي اكتسبه في صغره " (184) . بالطبع لا يمكن لأي لاديني أن ينفي أن موضوع أمية النبي لم يكن موضوعاً مطروحاً من قبل المنصِّرين ومنذ قديم . فمثلاً القس جورج بوش (1796 – 1859) وعبر مصادره الكنسية يذكر ذلك في كتابه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو يقول حول أمية الرسول : " وليس لدينا معلومات عما إذا كان أبو طالب قد وعى الوصية بمضامينها الجليلة التي بثها أبوه في كلماته – يقصد عندما وصى عبدالمطلب أبوطالب بالنبي – ، لكن الأدلة تشير بشكل جيد إلى أنه كان بالنسبة لابن أخيه صديقاً وحامياً ، إذ علمه تعليماً لا يقل على التعليم الذي اعتاد عليه الناس في هذه الأنحاء . أنه قدر قليل من التعليم ولمنه لا يقل عن التعليم الذي أتيح لغيره " . ثم يقول عن الآيتين ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) (185) ، والآية ( ... فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (186) ، ما يلي: " لكن آخر ما نتوقعه من القرآن – وهو إدعاء بكل ما في الكلمة من معنى – أن يكون صادقاً دالاً على الحقيقة ، فهناك أدلة كثيرة من هذا الوحي الزائف نفسه تدلنا على أن الكتابة كانت شائعة بين العرب في تلك الأيام " . ثم يقول : " كيف يعقل إذن أن أبا طالب علم ابنه علي الكتابة ولم يعلم ابن أخيه ؟ وأكثر من هذا فقد كانت مكة ملتقى حركة تجارية ، ولا بد ان التجار كانوا يحسون كل ساعة بحاجتهم إلى تسجيل صفقاتهم ومعاملاتهم المالية ، ونعلم أن محمداً ظل لعدة سنوات يعمل في التجارة قبل أن يبدأ دعوته إلى الدين الجديد فمن غير المحتمل ألا يكون عارفاً باستخدام الحروف " (187) . وهذا الكلام نجد ما يشابهه في الموضوع اللاديني (أمية محمد في ميزان العقل والنقل) السابق . كما نجد أيضاً موضوعاً آخر في الموقع اللاديني العربي حول نفس الموضوع وهو بعنوان (هل كان محمد أمياً؟) (188) ، ففي منتصف الموضوع فإذا بالكاتب يقتبس فقرة من موقع تنصيري وهي قوله : " لقد لعبت خديجة دورا رئيسيا في ظهور نبي الإسلام ؛ فخديجة كان أبن عمها ورقة بن نوفل قس مكة الذي ترجم الإنجيل العبراني إلى العربية ، وعاش محمد في كنفها وتعلم طيلة خمسة عشر عاما معها ينهل من تعاليم القس قبل أن يدعي النبوة وهي التي كانت وراء تحديد ذلك التابع الذي كان يأتي محمدا وكان لقولها الفصل بين النبوة والكهانة " وهذه الفقرة بالحرف مقتبسة من أحد المواقع التنصيرية من كتاب بعنوان (المجهول في حياة الرسول) في موضوع بعنوان (القول الفصل والاختبار الأخير) (189) .

                يتبع إن شاء الله ..............

                _________________________________

                (180) http://####/forum/viewtopic.php?t=3955
                (181) http://####/forum/viewtopic.php?t=526
                (182) http://####/omiah/omiah1.htm
                (183) أنظر : القرآن والكتاب ، يوسف درة الحداد ، ص 1060 – 1065
                (184) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 204
                (185) سورة العنكبوت آية 48
                (186) سورة الأعراف آية 158
                (187) محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس امبراطورية المسلمين ، جورج بوش، ترجمة وتحقيق د. عبدالرحمن عبدالله الشيخ، ص 141-142
                (188) http://####/forum/viewtopic.php?t=8061
                (189) http://####/maghol/maghol21.htm


                - - - تم تعديله - - -

                تابع ..............

                وعند الحديث عن فرية مصادر الإسلام التي يعزوها المنصِّرون إلى البيئة الجاهلية واليهود والنصارى ، لا بد أن نذكر فرية أخرى من افتراءات المنصِّرين على الإسلام وهي أن من مصادر الإسلام زيد بن عمرو بن نفيل الذي مات قبل البعثة النبوية الشريفة . فالمنصِّرون يزعمون أن من بين الأمور التي أخذها الرسول من زيد بن عمرو بن نفيل : منع الوأد ، رفض عبادة الأصنام ، الإقرار بوحدانية الله ، الوعد بالجنان ، الوعيد بالعقاب في سعير وجهنم ، اختصاص الله سبحانه بأسماء: الرحمن. الرب. الغفور ... ويمكن قراءة ذلك في الكتب والمقاللات التنصيرية كموقع #### التنصيري (190) ، أو كتاب القس كلير تيسدال (مصادر الإسلام) . وبالطبع لا بد أن نجد التأثير التنصيري على الكتابات اللادينية كما عهدنا ، فبذات الموضوع والتلفيق يطرح أحد الكتاب اللادينيون موضوعه (أثر زيد بن عمرو بن نفيل في فكر محمد) في الموقع اللاديني العربي (191) .
                وهكذا فموضوع مصادر الإسلام كما هو طرح تنصيري مهم للمنصِّرين ، فهو بالتالي طرح مهم أيضاً للادينيين العرب حيث كما رأينا يقتبس اللادينيون العرب النصوص التنصيرية حول هذا الطرح أو يكتبون بذات الطرح التي سبقهم بها المنصِّرون . إن استراتيجية التشكيك بالإسلام هي استراتيجية تنصيرية أولاً وأخيراً وتمريرها من خلال الأقلام اللادينية إنما هو وسيلة وآلية لهذه الاستراتيجية لا أكثر ولا أقل .


                ثالثاً : القرآن

                الطرح التنصيري ضد القرآن هو أيضاً من أكثر ما يطرحه المنصِّرون ضد الإسلام عبر التاريخ ويستمر بذلك المستشرقون واللادينيون . يقول المنصِّر جون تاكلى حول الباعث التنصيري لهذه الأعمال ضد أصالة القرآن الكريم : " يجب أن نستخدم كتابهم وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه لنقضي عليه تماماً . يجب أن ترى الناس أن الصحيح في القرآن ليس جديداً وأن الجديد فيه ليس صحيحاً " (192) . إن هذه العبارة " أن الصحيح في القرآن ليس جديداً وأن الجديد فيه ليس صحيحاً " توجز كل ما يقوم به المنصِّرون في هجمتهم على القرآن الكريم . فالزعم الكاذب عن بشرية القرآن وأن مصادره هي اليهودية والنصرانية والزرادشتية والفارسية وأشعار العرب وصولاً إلى الطعن في الإعجاز العلمي للقرآن تمثل أطروحات لا تحصى من قبل المنصِّرين وهي توجز عبارة " أن الصحيح في القرآن ليس جديداً " . والزعم بوجود متناقضات وأخطاء في القرآن ومحاولات معارضة القرآن والمحاولات الكثيرة في ذلك توضع ضمن العبارة " أن الجديد فيه ليس صحيحاً " . إن مواقع التنصير العربية لا تخلو من الكثير من هذه الأطروحات الملفقة ، وهي تنتقل بدورها إلى المواقع اللادينية العربية كالموقع اللاديني العربي الذي نتناوله هنا والذي عددنا في أحد أقسامه (القسم الديني) أكثر من خمسين موضوعاً يمكن تصنيفها تحت الزعم " وأن ما فيه ليس صحيحاً " . واما عن الزعم بأن ما في القرآن ليس جديداً ، فالمقصود الأول به أن للقرآن مصادر بشرية متنوعة فقد عددنا قرابة خمس عشرة موضوعاً حول هذا الطرح في نفس القسم من المنتدى .
                فلماذا يركز المنصِّرون على هذه الناحية ويبذلون كل جهدهم في إثبات عدم ألوهية القرآن الكريم ؟
                يمكن القول بأن افتراض نجاح الجهد التنصيري في فك التلازم الضروري في الإسلام بين القرآن والوحي والرسول المبلِّغ ، ذلك التلازم المستند إلى إلهية مصدر القرآن ، لسوف يؤدى إلى الضعف التدريجي في الاعتقاد بالفكرة الإسلامية وما يتبع هذا الضعف من الانتقاص والاضمحلال الملازم له ، وسوف يفضي بعد انتشاره في كل الجهات إلى انحلال الروح الدينية من أساسها (193) . أي أن المقصود هو هز قدسية القرآن في نفس المسلم وبخاصة فيما يتعلق بالجرأة عليه وأنه عبارة عن قول كأي قول بشري .

                وأول ما يواجهنا في هذا الطرح التنصيري هو الزعم بأن الرسول قد جمع القرآن من الشعر الجاهلي وأقوال الجاهليين كامرؤ القيس وأمية بن أبي الصلت . فقد ذهب الفرنسي كليمان هوار في عام 1940م إلى أن المصدر الرئيسي للقرآن هو شعر أمية بن أبي الصلت للتشابه الكبير بينهما في الوحدانية ، وزعم أن المسلمين قد محو شعر أمية وحرموا إنشاده ليستأثر القرآن بالجدة وليصبح النبي هو المنفرد بالوحي الإلهي . كما أورد القس المبشر تسدال في أوائل القرن العشرين شبهات الناقدين لمصدر القرآن الكريم واتهامه في مصدره الإلهي ، ومنها أبيات منسوبة إلى امرئ القيس وتحتوي على بعض التعبيرات القرآنية مثل :
                دنت الساعة وانشق القمر ........ عن غزال صاد قلبي ونفر (194) .
                وبطبيعة الحال لا بد أن تتلقف الكتابات اللادينية الدعاوي النصرانية حول (مصادر القرآن) إذ أنه يمثل مع موضوع (أخلاق النبي ) ثنائية مهمة لتشويه صورة الإسلام لدى المنصِّرين وبطبيعة الحال لدى اللادينيين أيضاً . فالكاتب سواح في الموقع اللاديني العربي يضع موضوعاً بعنوان (دعوى اشعار امرؤ القيس التى صارت قرآنا بين مؤيد ومعارض) (195) . والكاتب في موضوعه هذا يعتمد على كتاب د. تيسدال (مصادر الإسلام) . ود. تيسدال ليس فقط مسيحي بل هو مبشر وكتاباته ضد الإسلام وأصالة الإسلام معروفة . وهذه ليست المرة الوحيدة التي يعتمد فيها الكتاب اللادينيين للقص واللصق من كتاب (مصادر الإسلام) للمبشر النصراني د. تيسدال .

                ومن أحد الأمثلة الملفقة التي يطرحها المنصِّرون ضد أصالة القرآن الكريم وضد المعجزات التي أيد الله بها نبيه ، آيات الإسراء والمعراج في القرآن الكريم التي يزعمون انها من أصل فارسي زرادشتي . فعن الزرادشتية نقرأ في كتاب المبشر النصراني د. كلير تسدال (مصادر الإسلام) في الصفحات من 55 وحتى 61 عن أن حادثة الإسراء والمعراج هي قصة زرادشتية فارسية أخذها النبي عنها وسطرها في القرآن . ونظراً لطول النص فإني أحيل القارئ لكتاب (مصادر الإسلام) ، ثم ليقرأ الموضوع التالي بعنوان (خرافة الإسراء والمعراج) في الموقع اللاديني العربي(196) ليرى التشابه الكبير بين الموضوعين . عدا عن ذلك ، فقد سرق الكاتب الموضوع من موقع قبطي وأقر بذلك عندما افتضح أمره ، إلا أن الأسبقية في الطرح التنصيري حول حادثة معراج النبي ترجع إلى كتاب المبشر النصراني كلير تسدال (مصادر الإسلام) .

                يتبع إن شاء الله ..........

                ________________________________

                (190) http://####/arb/asources/chapter6.htm
                (191) http://####/forum/viewtopic.php?t=175
                (192) التبشير والاستعمار في البلاد الإسلامية ، مصطفى خالدي ـ عمر فروخ ، ص 40
                (193) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 23
                (194) نقد الخطاب الاستشراقي – الظاهرة الاستشراقية وأثرها في الدراسات الإسلامية ج1 ، د. ساسي سالم الحاج ، ص 269-270
                (195) http://####/forum/viewtopic.php?t=3411
                (196) http://####/forum/viewtopic.php?t=9262


                - - - تم تعديله - - -

                تابع .............

                وطرح تحريف القرآن وأن الأيادي نالته بالزيادة والنقصان طرح تنصيري قديم أيضاً سبق أن أعطينا عنه أمثلة في الموجز التاريخي . ففي موضوع بعنوان (هل القرآن معصوم تعالوا وانظروا) في الموقع اللاديني العربي (197) يتحدث الكاتب عن وجود مخطوطة من مصحف عثمان بسمرقند وهي تختلف عما هو موجود في المصاحف الحالية ويعطي أمثلة عليها . وبالطبع لا بد أن نجد أصلاً تنصيرياً في هذا الموضوع ، حيث أن كامل الموضوع بنصه وحرفه منقول عن موقع #### التنصيري تحت عنوان (هل القرآن معصوم) (198) وموقع #### التنصيري أيضاً تحت نفس العنوان (199) . ويلي هذا موضوع آخر حول آية الرجم (المنسوخة كتابة والمثبتة حكماً) والتي هي واحدة من هذه الأطروحات التنصيرية . ففي موضوع بعنوان (وإنا له لحافظون! كيف ضاعت آية الرجم) في الموقع اللاديني العربي (200) يضع كاتب الموضوع مقالاً عن أن هذه الآية أسقطت من المصحف وبالتالي فقد نالت الأيدي البشرية من المصحف . أما مقاله فهو باعترافه منسوخ من موقع تنصيري عربي .
                إن موضوع الآيات المفقودة من القرآن كآية الحفد والخلع وسوى ذلك مما يجده المنصِّرين في الروايات والآثار الضعيفة في بطون الكتب فيقومون بإخراجها وتأليف كتب عليها قدحاً في القرآن الكريم هو مما برع به المستشرقون . إذ يندر أن لا تجد فيهم من لا يذكر هذا التلفيق عند حديثه عن القرآن الكريم . وبطبيعة الحال يستمر اللادينيون على نفس النمط والخط والنهج طالما مصادرهم هي المصادر التنصيرية .

                وعند حديث المنصِّرين حول مزاعم التحريف في القرآن فلا يكاد يخلو موقع تنصيري من قصة (الغرانيق) أو ما يسمونه (بالآيات الشيطانية) التي يزعمون أن هناك آيات تمجد الأصنام قالها الرسول في سورة النجم ليتذلف بها إلى مشركي قريش ثم عاد وأنكرها . وهذه القصة التي استخرجها المنصِّرون من بطون الروايات الموضوعة وصاروا يكررونها كما في كتاب (مقالة في الإسلام) لجرس سال الإنجليزي (201) ، أو (كتاب نبي الإسلام تحت المجهر ) الذي تروجه مواقع التنصير العربية ، وكان من اللازم على الكتابات اللادينية أن تكررها أيضاً ، كما في موضوع (الشيطان يتحدى الله وياتي بسوره قران اعجازيه) في الموقع اللاديني العربي(202) .

                ومن الطروحات التنصيرية حول أصالة القرآن موضوع جمع القرآن الكريم ، والذي يزعمون فيه أن الأيادي طالت القرآن عند جمعه في عهد أبو بكر وفي عهد عثمان رضي الله عنهما . وهذا الطرح كما سبق وقدمنا له في الموجز التاريخي قديم جداً وتلقفته أيادي الكنيسة في أوروبا وأسست له للمستشرقين ومن ثم انتقل إلى اللادينيين . فهذا موضوع في الموقع اللاديني العربي بعنوان (قُبض محمد ولم يُجمع القرآن في صحف ولا في مصحف. اود رد مقنع) (203) . ونفس الموضوع بجميع كلماته مطروح في أحد مواقع التنصير العربية (204) .

                ومن الطروحات التنصيرية الأخرى التي يسعى المنصِّرون لتلفيقها ليزعموا بذلك أن القرآن إنما هو قول بشر ، الزعم بوجود أخطاء ومتناقضات في القرآن . ففي موضوع (أخطاء لغويه ونحويه في القران) في الموقع اللاديني العربي (205) يسرد فيه ما يزعم أنه أخطاء لغوية في القرآن ، وجميع الموضوع منسوخ بالكامل من موقع #### التنصيري تحت موضوع (هل القرآن معصوم؟) (206) .

                كما يتكرر الاقتباس من المواقع التنصيرية حول ذات الموضوع وهو الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن . ففي موضوع آخر في نفس المنتدى بعنوان (في القرآن أخطاء لغوية) لكاتب لاديني آخر (207) نجد الموضوع بنصه الكامل موجود في أحد مواقع التنصير العربية تحت نفس العنوان (208) .
                [bimg]http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-3.jpg[/bimg]

                ومرة أخرى يتكرر في ذات المنتدى اللاديني العربي الاقتباس حول نفس الموضوع من مواقع التنصير ، فأحد الكتاب اللادينيين في الموقع اللاديني العربي وفي أحد مداخلاته يضع قائمة بأخطاء لغوية مزعومة في القرآن (209) . وبالطبع فإن مصدر القائمة بنصها وحرفها هو من أحد مواقع التنصير العربية تحت عنوان (أخطاء لغوية في القرآن) (210) .

                ومن الأمثلة على الزعم بوجود متناقضات في القرآن نجد موضوعاً حول خلق السموات والأرض كما جاء في القرآن الكريم . ففي موضوع بعنوان (لنرى هذا التناقض) لكاتب لاديني في الموقع اللاديني العربي (211) حيث يتحدث الكاتب عن تعارض آيات القرآن في ترتيب خلق الأرض والسماء في آية سورة البقرة رقم 29 ، وآيات سورة النازعات من 27 إلى 33 وآيات سورة فصلت من 9 إلى 11 . وهذا الموضوع بنصه وحرفه أيضاً مأخوذ من الموقع #### التنصيري (212) تحت عنوان (المتناقضات في القرآن) .
                [bimg]http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-7.jpg[/bimg]

                بل أنه وكما هو المعتاد يتم تكرار هذه المواضيع للقدح في القرآن ، فذات الموضوع وبنفس النص تم طرحه مرة أخرى من قبل كاتب لاديني آخر تحت عنوان (التناقضات في القرآن) في ذات الموقع اللاديني العربي (213) .

                ومثال آخر على النسخ اللاديني من مواقع التنصير حول المزاعم بوجود متناقضات في القرآن هو في موضوع بعنوان (في القرآن تناقض) لكاتب لاديني في الموقع اللاديني العربي (214) يزعم بوجود متناقضات في القرآن أي آيات تخالف بعضها البعض . والموضوع بكامله مأخوذ عن موقع #### التنصيري في مقال تحت نفس العنوان (215) .

                يتبع إن شاء الله ...........

                _____________________________

                (197) http://####/forum/viewtopic.php?t=474
                (198) http://####/sharia/quran_falability/
                (199) http://www.geocities.com/####/samarkand/
                (200) http://####/forum/viewtopic.php?t=1505
                (201) مقالة في الاسلام ج3 أسرار عن القرآن، جرجس سال، تعريب وتذييل هاشم العربي، ص 48
                (202) http://####/forum/viewtopic.php?t=768
                (203) http://####/forum/viewtopic.php?t=592
                (204) http://####/kuran/kuran14.htm
                (205) http://####/forum/viewtopic.php?t=1781
                (206) http://####/koran/koran6.htm
                (207) http://####/forum/viewtopic.php?t=3203
                (208) http://####/kuran/kuran27.htm
                (209) http://####/forum/viewtopic.php?p=52432
                (210) http://####/Main/Arabic/Quran/errors.html
                (211) http://####/forum/viewtopic.php?t=12040
                (212)http://####/pal/aldalil/ta7rif/books...otanakedat.htm
                (213) http://####/forum/viewtopic.php?t=10033
                (214) http://####/forum/viewtopic.php?t=3285
                (215) http://####/kuran/kuran25.htm


                - - - تم تعديله - - -

                تابع ...............

                ننتقل الآن إلى طرح آخر حول أصالة القرآن الكريم ذو مصدرية نصرانية قديمة تعود إلى القرون الوسطى ألا وهو الزعم بأن القرآن يدعو للفحش والمنكر وذلك من أجل تشكيك الناس بأن القرآن هو كلام الله ، والقرآن بريئ منه . ففي الموقع اللاديني العربي موضوع عن أن القرآن يحث على البغاء وهو بعنوان (تشريع البغاء في الإسلام – فقه الأمر الواقع) والذي يتحدث فيه الكاتب عن الآية (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌِ) (216) فيخرج بنتيجة أن الرسول شرع للبغاء تحرجاً من أن يخسر قيادته في المدينة وترك الأمر معلقاً (217) .
                إن هذا الموضوع كما ذكرنا مهم للمنصِّرين فهو من نوابع أهوائهم بالتشهير ضد القرآن . هذا الموضوع نفسه نجده يتردد بين أكثر من موقع تنصيري مخصصة لتلفيق الكذبا على الإسلام كموقع #### التنصيري تحت موضوع بعنوان (يوم قبل وفاة محمد) (218) أو موقع #### التنصيري (219) وسواها ... كما نجد ذلك أيضاً في كتاب مؤلف من قبل الكنيسة القبطية بعنوان ( المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام ) حيث يقول المؤلف القمص مرقس في حديثه عن المرأة في الإسلام عند حديثه عن آية سورة النور" أن الله قد يغفر لمن يجبر جاريته على البغاء " (220) .
                إن مما يثير الغرابة في الطرح اللاديني أنه لا ينظر إلى البغاء بأي نظرة سوء . كما أنه لا يرى في البغاء ضرراً ، فما الذي يجعله ينسب البغاء إلى تشريع الإسلام ثم ينتقده ؟ إن الموضوع مهم للمنصِّرين الذين يودون تشويه صورة الإسلام وإظهاره كدين مليئ بالشرور . لكن كون النصرانية تحفل بالكثير من المخازي في نصوصها غير المقدسة ، فإنها لا تجرؤ على مواجهة الإسلام بمثل هذا الطرح (البغاء) . لذلك يتم تمرير هذه المقولة إلى اللادينيين .

                ومن المواضيع التي يطرحها المنصِّرون حول القرآن موضوع الناسخ والمنسوخ . وبالطبع لا بد أن يستمد اللادينيون مواضيعهه ضد القرآن من المواقع التنصيرية . ففي الموقع اللاديني العربي يقوم الكاتب بوضع موضوع بعنوان (الناسخ والمنسوخ ونظرية النسخ) (221) حيث يقوم بنقل مقالة كاملة عن الناسخ والمنسوخ من موقع #### التنصيري باعترافه هو (222) .

                كما تنال الأقلام اللادينية موضوع المحكم والمتشابه في القرآن كبوق عن الأقلام التنصيرية . حيث يضعها أحد اللادينيين في موضوع بعنوان (وفي دينه محمد اختلافاً كثيراً) (223) . وهذا نص كلامه : " يقول القرآن في الآية الأولى من سورة هود (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: قوله " أحكمت آياته ثم فصلت " أي هي محكمة في لفظها مفصلة في معناها فهو كامل صورة ومعنى ; هذا معنى ما روي عن مجاهد وقتادة واختاره ابن جرير ولكنا نجده يتراجع عن وصفه (بالإحكام) هذا لكتابه، فيقول في مكان آخر من كتابه وتحديدا في اللآية السابعة من سورة آل عمران (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) ها قد تراجع وقال أن في كتابه آيات أخر متشابهات " انتهى ..
                وهذا الطرح يطرح من قبل المنصِّرين أيضاً في المواقع التنصيرية كما في موقع #### التنصيري في موضوع بعنوان (دعوة للتفكير – القرآن المتناقض المطاط) (224) . وكذلك في موقع #### التنصيري تحت نفس العنوان (225) .

                ويلحق بالطرح التنصيري عن القرآن الحديث عن إعجازه كما في الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن ، فنرى ما يمارسه المنصرون في محاولة تجاوز حقيقة ذكر القرآن لبعض الحقائق العملية كموضوع ضيق الصدر عند الصعود في السماء . فقد جاء في الكتاب الذي تنشره المواقع التنصيرية العربية بعنوان ( الإعجاز العلمي في القرآن حقيقة أو وهم) عند الحديث عن معنى كلمة (يَصَّعَّدُ) في الآية القرآنية (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) (226) . فيحاول الكتاب التنصيري إثبات أن معنى (يَصَّعَّدُ) ليس الصعود في السماء إلى الأعلى . وبنفس المنهج الموجود في الكتاب بل وبالتشابهات الكثيرة يطرح الموقع اللاديني العربي ذات الطرح اللغوي حول الآية القرآنية في موضوع بعنوان (التدليس اللغوي عند دعاة الإعجاز العلمي) (227) ، ومن العجيب أن يتشابه الطرح اللغوي بين اللادين والتنصير حول تفسير كلمة (يَصَّعَّدُ) !!! .

                كما يتناول الحديث عن الإعجاز القرآني التحدي الذي تحدى به الله البشر بأن يأتوا بمثل القرآن أو بما يسمى معارضة القرآن . وقد بينا سابقاً كيف كان الرد التنصيري على هذا التحدي ، بل ومن المستشرقين المنصِّرين القدماء ريموند مارتيني الذي سبق الحديث عنه في الموجز التاريخي . إن معارضة القرآن من المحاولات التنصيرية المستمرة لإثبات الزعم ببشرية القرآن . إلا أنها تحمل في طياتها مطلباً تنصيرياً آخر وهو إظهار التجرؤ على القرآن أمام المسلمين . فالمسلم لم يعتد مثل هذه الجرأة الفجة تجاه القرآن الكريم وهذا ما يحاول المنصِّرون ترسيخه في نفس المسلم ، لكي يخرجونه عن الاعتقاد بقدسية وإعجاز القرآن . والمواقع التنصيرية العربية لا تخلو من طرح محاولات لمعارضة القرآن ، التي تجد لمثلها في المواقع اللادينية العربية ، حيث عددنا أكثر من عشرة معارضات للقرآن الكريم في الموقع اللاديني العربي كزكريا والعنزة والشجرة وسواها وبعض المعارضات هذه منشورة في مواقع تنصيرية عدة . بل يكاد الإعلان عن نصرانية هذا الطرح أن يكون صارخاً عندما يقوم أحد اللادينيين في الموقع اللاديني العربي (شهاب الدمشقي) بالإتيان بمعارضة للقرآن باسم (سورة المسلمون) ويذكر أنها من ( مصدر مسيحي ) (228) .
                إن التبادل بين المواقع اللادينية العربية والتنصيرية في هذا المجال واضحة ، وهذا يطرح تساؤلاً كبيراً وهو : كيف يتم التعاون بين فكرتين متعارضتين تماماً (الدين واللادين) بأن يكونا في خندق واحد ضد (دين) آخر !!! بالطبع فإن العجب والاستغراب يزولان بسبب واضح للغاية وهو أن كلاً من هذا الطرح الديني واللاديني حول الإسلام إنما يخرجان من بوتقة واحدة هي : التنصير ..

                وكما يتكرر الطرح التنصيري عبر موضوعاته في أطروحات حول الرسول عليه الصلاة والسلام ، يكرر اللادينيون أيضاً ذات الأطروحات حول الوحي والقرآن . ومن الأمثلة على ذلك الطرح اللاديني حول التكرار في القرآن . فهذا الطرح التنصيري يتكرر منذ القديم منذ أيام ريكولدو دي مونت كروتشي السابق ذكره في الموجز التاريخي ، فنجد في الموقع اللاديني العربي عدة مواضيع تطرح الطرح التنصيري يذاته في مواضيع مثل (التكرار في علوم القرآن) (229) ، وموضوع (له ما في السموات والأرض) (230) ، وموضوع (مثال بسيط على إفلاس القرآن اللغوي) (231) .

                كما أن موضوع وجود تحريف في القرآن من المواضيع المفضلة لدى المنصِّرين كما بينا سابقاً قديماً وحديثاً . ويستمر اللادينيون بذات الطرح فعلى الأقل توجد عشرة مواضيع تطرح أكذوبة تحريف القرآن التنصيرية في القسم الديني من الموقع اللاديني العربي ، كموضوعات ( الله ينزل قرآنا ثم يتركه عرضة للضياع ؟؟) (232) و (دليل نقصان القرآن..وبالتالي عدم تمام حفظه ) (233) وسواها من المواضيع التي تعتمد الطرح التنصيري مما يجده المنصِّرون في ضعاف الروايات منذ قرون .

                يتبع إن شاء الله .................

                ______________________________

                (216) سورة النور آية 33
                (217) http://####/forum/viewtopic.php?t=7209
                (218) http://####/wafat/wafat20.htm
                (219) http://####/massader/kalimat/Kalimat-11.htm
                (220) المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام، القمص مرقس عزيز خليل، ص98
                (221) http://####/forum/viewtopic.php?t=5245
                (222) http://####/Main/Arabic/Gilchrist/Jam/jam4-2.html
                (223) http://####/forum/viewtopic.php?t=1945
                (224) http://####/dawa.htm#القرآن%20المتناقض%20المطاط
                (225) http://####/da3wa/dawa11.htm
                (226) سورة الأنعام آية 125
                (227) http://####/islam/islam6.htm
                (228) http://####/forum/viewtopic.php?p=2472
                (229) http://####/forum/viewtopic.php?t=1448
                (230) http://####/forum/viewtopic.php?t=10367
                (231) http://####/forum/viewtopic.php?t=4503
                (232) http://####/forum/viewtopic.php?t=8540
                (233) http://####/forum/viewtopic.php?t=8362


                - - - تم تعديله - - -

                تابع ..........

                لقد وضحنا سابقاً بالأدلة والبراهين أن الطرح اللاديني حول الإسلام ليس طرحاً مستقلاً يخرج من العقلية اللادينية التي تزعم أنها تتسم بالعقلانية والبحث . وإنما هو طرح تابع للطرح التنصيري ضد الإسلام مما يجعلنا لا نشك للحظة أن الطرح اللاديني ضد الإسلام إنما هو طرح تنصيري هدفه تشويه صورة الإسلام وإلصاق الأكاذيب به لزعزعة إيمان المسلمين بدينهم وتشكيكهم بإيمانهم بأعظم ما يملكونه ألا وهو القرآن ، ومحاولة هز صورة الرسول الكريم في أعماق المسلم . إن هذا الطرح التنصيري القديم قدم العداء للإسلام يتبناه الطرح اللاديني بقوة بل ويعتمد عليه كلياً . الأمر الغريب كل الغرابة ، إذ يعتمد هؤلاء اللادينيون المزعومون على المصادر التنصيرية (الدينية) في التهجم على الإسلام . فهل عقمت عقولهم عن نقد الإسلام من باب البحث !! أم عجزت أقلامهم على نقد القرآن دون الاعتماد على مصادر التنصير !!

                ولا يكاد الاقتباس من المواقع التنصيرية بالحرف والكلمة يقتصر على الموضوعات التي طرحناها ، وإنما يتجاوز أيضاً في مواضيع أخرى كالاستهزاء بالحديث النبوي و الإسلام . فعلى سبيل المثال في موضوع (خزعبلات الصحيحين للبخاري ومسلم) لكاتب لاديني فيالموقع اللاديني العربي (234) يسرد فيه ما يزعم أنه تخاريف في الحديث الشريف ، وجميع الموضوع منسوخ بالكامل من موقع #### التنصيري تحت نفس العنوان (خرافات الإسلام) (235) .
                [bimg]http://server2.uploadit.org/files/HabibHabib-1.jpg[/bimg]

                وكذلك يقوم كاتب لاديني آخر يزعم أنه كان مسلماً ويبرر سبب تركه الإسلام لأن به خرافات في موضوع بعنوان (لأجل هذا وغيره ، سوف اترك الإسلام) في الموقع اللاديني العربي (236) ، وعندما يسرد الخرافات التي يزعمها يأتي بقائمة من 90 موضوعاً منقولة بالحرف والكلمة من موضوع بعنوان (خرافات الإسلام) من موقع #### التنصيري العربي (237) .
                [bimg]http://server3.uploadit.org/files/HabibHabib-5.jpg[/bimg]
                كما يعيد تكرار نفس الموضوع مرة أخرى بعد فترة وجيزة في الموقع اللاديني العربي تحت عنوان (لو قرأ المسلمون هذا ، لتركوا الإسلام فوراً ) .

                والواضح أن مصادر الكتاب اللادينيين عن الإسلام لا تبارح مواقع التنصير العربية . فعلى سبيل المثال لا الحصر إحدى الكاتبات في الموقع اللاديني العربي تتكلم عن رحلة بحث طويلة حول الإسلام وعندما تعرض مصادرها تجدها كلها من موقع #### التنصيري (238) . ولا أدري ما السبب الذي يجعلها (كمسلمة) عندما تريد أن تبحث عن الإسلام وعن الحق وعن التاريخ تبادر بالذهاب إلى مواقع التنصير !!

                وبهذا نرى أن الارتكاز على المواقع والكتابات التنصيرية والنسخ والاقتباس منها سواء بالكلمة أو بالطرح لا يتوقف عند حد ما بل ويركز كل التركيز على تلك المواضيع التي تبناها الطرح التنصيري خلال قرون طويلة لصد الناس عن الدخول في الإسلام أو تشكيك المسلمين بدينهم وهي موضوعات شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، والقرآن الكريم ، ومصادر الإسلام . وهذا ما يؤكد أن المواقع اللادينية العربية وكمثال لدينا هنا الموثع الذي اعتمدنا عليه في هذه المذكرة ، إنما هي مواقع للتنصير الغرض منها هو تشكيك المسلم بدينه وزعزعة عقيدته الصحيحة بأطروحات تنصيرية عف على بعضها الزمن .

                إن من يدقق في الطرح اللاديني الموجه ضد الإسلام لا يراه يخرج كثيراً عن الطرح التنصيري ، أي أنه في المقام الأول طرح ديني ضد الإسلام وليس طرحاً لادينياً . فهل خلى وفاض اللادينيين من طرح مقولات ضد الإسلام لا تستند على المنظومة التنصيرية ؟

                _____________________________

                (234) http://####/forum/viewtopic.php?t=4064
                (235) http://####/pal/aldalil/khorafat_ali...at_alislam.htm
                (236) http://####/forum/viewtopic.php?t=561
                (237) http://####/aldalil/khorafat_alislam...at_alislam.htm
                (238) http://####/forum/viewtopic.php?t=4285


                - - - تم تعديله - - -

                لماذا يلجأ المنصِّرون إلى اللادينية ؟

                ذكرنا سابقاً في تعريف التنصير أنه عملية هدم أولاً قبل أن يكون عملية للبناء كما في خطابات صموئيل زويمر حيث عملية الهدم هي إخراج المسلم من دينه ، ولهذا يجب أن لا ننسى دائماً أن تنصير المسلم لا يعني فقط تحويله للنصرانية ، بل يعني أولاً وقبل كل شيئ نزعه من دينه ، ثم تأتي مسألة تحويله إلى النصرانية بشكل تالي . وحيث كانت مسألة نزع المسلم من دينه أهمية قصوى للمنصِّرين منذ القديم ، فلهذا كانت مسألة تشويه صورة الإسلام وإفساد الأخلاق تأتي في المرتبة الأولى لديهم .
                وقد جرب المنصِّرون الاوائل في القرنين التاسع عشر والعشرين تنصير المسلمين في بلاد العرب بالطرق المباشرة والمخاطبة وبالتمريض وبالتعليم . فالقس لويس سكدر الابن يقول بإيجاز عن تنصير العرب " إن العمل التبشيري يجب أن يتوجه بشكل مباشر للتأثير على الناس من خلال جميع مؤسسات الإرسالية وقد كانوا يعتقدون على سبيل المثال أن المريض لا يجب أن يترك المستشفى دون التأثير على عقيدته الدينية " (239) . وهذا بالفعل ما كان يتم القيام به في أرجاء الجزيرة العربية والعراق . فتوزيع النشرات التنصيرية والكتب من خلال العيادة أو من خلال مكتبات متنقلة كان هو الوسيلة الوحيدة . وقد أثبتت هذه الوسيلة المباشرة فشلها كما يقول السير ريدر بولارد الذي كان مفوضاً ثم سفيراً لبريطانيا في إيران من عام 1939م إلى عام 1946م " أن مسلمين كثاراً يقدرون أعمال الجمعيات التبشيرية في التعليم والتطبيب ، ولكنهم يصمون آذانهم عن دعوتها الدينية " (240) . فقد كانت الشعوب المحلية تقابل هذه الأعمال بالرفض وتقوم بتقديم الاحتجاجات للأمراء والولاة . بل لقد عمل الأهالي إلى إنشاء مدارس تنافس مدارس الإرساليات كما في الكويت على سبيل المثال . وفي أقل من ثمانين عاماً على بدء عمل الإرسالية الأمريكية في الجزيرة العربية خرجت وهي تجر أذيال الفشل بعد أن كانت تحبوهم الآمال في تنصير أهالي الجزيرة العربية والقضاء على الإسلام كما يشير إلى ذلك أحد رواد التبشير في الجزيرة وهو ستون الذي عمل في مسقط في سنة 1899م حيث يقول " إن الحاجة الى المسيحية ليست أمرا مبالغا به ، فالعقيدة المحمدية لا تقل سوءا عن الصورة التي نحملها عنها ، وانني أعتقد جازما بان الإسلام ليس بالقوة التي نتصورها ، وأن الكنيسة إن اقتنعت بأن تلقي بثقلها ضده فان المعركة ستكون اسهل مما نظن. وأنني اعتقد أن نهاية الإسلام قد أصبحت محتومة" (241) . إلا أن النتائج بعد ثمانين عاماً كانت مخيبة للآمال حتى باعتراف قادة هذه الإرساليات التنصيرية . وهم يعزون أسباب فشلهم إلى العديد من العوامل فمنها " أن المسلمين شديدو التمسك بعقيدتهم " كما يقول الدكتور بنينجز المسؤول عن الخدمات الطبية للإرسالية في البحرين (242) . وهذا الدكتور كريستان سنوك هرجونيه الهولندي الذي أمضى سنين طويلة في الهند الشرقية مستشاراً لحكومة هولندا ، واستطاع أن يدرس قضايا الإسلام من خلال إقامته في الهند الشرقية وسياحته في البلاد الإسلامية خلال ربع قرن يقول : " إن المبشرين لا يزالون يتوقعون انضمام كل الأديان إليهم ، أما بالنسبة للإسلام فلا تتحقق أحلامهم ، لأن الدين الإسلامي سيظل ديناً قوياً نشيطاً ، ذلك لأن للإسلام شرائع تتعلق بالحياة في كل أطوارها ، شخصية ، عمومية ، فردية ، لجتماعية ... " (243) .

                ولقد نتج عن دراسة التجربة التي خاضتها الإرسالية العربية وغيرها من الارساليات في المنطقة شعور لدى بعض الزعماء النصارى بأن عليهم أن يعيدوا النظر في الأساليب التبشيرية المستخدمة في التعامل مع المسلمين العرب (244) . ومن أهم الدروس التي نتجت عنها هذه التجربة (الإرسالية العربية) هي ان العمل التبشيري قد أخفق في تحويل الناس عن دينهم في جميع الظروف ، والدرس الثاني هو أن السبب الاساسي في هذا الفشل كان المعارضة التي نشأت بسبب الشعور الديني والتماسك القبلي والظروف السياسية . وقد ظهرت نتيجة لهذين الدرسين الحاجة إلى أفكار جديدة والأهم من ذلك كله أن الزعماء النصارى قد بدأوا يدركون أن العمل التبشيري المباشر والمواجهة مع الدين الإسلامي لا يجديان . كما انهم قد أدركوا أن التعايش مع الإسلام بدلا من الاصطدام معه قد يؤدي إلى نتائج افضل (245) . كما يعترف المبشرون بأن التبشير الرسمي واكتساب المسلمين إلى صفوف النصرانية قد خاب . ومن أجل ذلك قنع هؤلاء المبشرون أن يكون عملهم الإنساني قاصراً على زعزعة عقيدة المسلمين على الأقل (246) . ولا شك أن خطابات صاموئيل زويمر أحد قادة الإرسالية عن هدم الإسلام في كيان المسلم لهي إحدى نتائج هذه الدراسات .

                يتبع إن شاء الله ..................

                ______________________________________

                (239) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص69
                (240) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 50
                (241) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص45
                (242) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص 230
                (243) المرأة المسلمة والفكر الاستشراقي، عقيلة حسين، ص 64
                (244) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص287
                (245) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص292
                (246) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 46 عن كتابي Re-Thinking Missions و Islam and Missions


                - - - تم تعديله - - -

                تابع ..............

                لقد فشلت حملات التنصير المباشر وشعرت الإرساليات العربية بأنه أصبح من اللاجدوى استمرارها على نفس النمط والمنوال (247) ، وفضل المنصِّرون استخدام أساليب الأبواب الخلفية ، ولهذا السبب كان الدخول من بوابة اللادينية يمثل أحد الحلول لهم . وكما فشلت الحروب الصليبية في ثني المسلمين عن دينهم ، فشل التبشير المباشر منذ بدء استخدامه كما رأينا من تجارب القدماء . إن فكرة التبشير في وسط المسلمين قد منيت بخيبة أمل كبرى منذ بدأ في القرون الوسطى وإلى الآن ، حتى أن الجنرال الدومينيكاني هوما بيرتوس ، وهو أحد الخبراء المسئولين عن التبشير في القرن الثالث عشر الميلادي ألف كتاباً بعنوان (نبذة من التبشير الصليبي في الوسط الإسلامي) وقد أكد في هذا الكتاب أنه نادراً ما جرى تعميد أحد المسلمين ، فإذا ما وقع فعلاً وهو شيئ نادر الحدوث ، فزوج من أسرى الحرب ، ونادراً ما أصبح أحدهما مسيحياً مخلصاً (248) . كما يقول أدريان ريلانت المستشرق الهولندي في القرن السابع عشر عن تلك الأكاذيب التي روجت عن الإسلام منذ القرون الأولى " إن معظم هذه المؤلفات التي حاربت الإسلام لم تحارب سوى الأشباح التي خلقوها ، فهي أشبه بالانتصار على العدم " (249) . وقد دفع بعض المنصِّرين حياتهم ثمناً لجرأتهم في التعرض للإسلام في القرون الوسطى في أرض المسلمين ، فلم يكتفوا بالدعوة إلى النصرانية ولكنهم عمدوا إلى تشويه صورة القرآن والرسول من خلال حملاتهم ، ومن هؤلاء ريموند لول الذي قتله المسلمون في الجزائر عندما بالغ في إسائته للإسلام . ومن تلك المحاولات أيضاً ما قام به بعض المنصِّرين الأمريكيين ضمن الإرسالية العربية الأمريكية ، ففي واحدة من المنشورات التي قاموا بتوزيعها في الجزيرة العربية ترجمة لمقالة مناوئه للاسلام بعنوان " المسيح أو محمد وبأيهما تثق" ، الأمر الذي جلب على هؤلاء المنصِّرون نقمة السكان المسلمون (250) .
                لهذا السبب رأى هؤلاء المنصِّرون أن عملية المباشرة وجهاً لوجه مع الإسلام لن تجدي أي نفع ولا أي نجاح ، فكان استخدام اللادينية ليكون في مواجهة الإسلام هو أحد الحلول للمواجهة غير المباشرة مع الإسلام . وكان التوجه للادينية لكي تقوم بنشر المقولات التنصيرية عن الإسلام كجهة عقلانية مستقلة لا علاقة لها بالتنصير . لكننا وجدنا أن المقولة اللادينية مرتبطة حتى النخاع بالخطاب التنصيري الموجه ضد الإسلام ، مما يعني انفضاح هذه الوسيلة .

                والأمر الثاني الذي يدعو الكنيسة للجوء إلى اللادينية هو أن النصرانية بما تحويه من انحرافات ومعتقدات وثنية وأفكار مرفوضة لا يمكن لها مقابلة الإسلام بما يحويه من الوضوح والبيان والبعد عن الإنحرافات . ولهذا كان خوف قدامى الرهبان ورجال الكنيسة من دخول الإسلام في نفوس مسيحيي أوروبا بعدما رأوا بأم أعينهم أنه وفي خلال أقل من قرن قد دخل الناس في أرض العرب وبلاد الشام وفارس وشمال أفريقيا في الإسلام أفواجاً ، بل ودخول المغول في الإسلام الأمر الذي كانت تحسب له الكنيسة ألف حساب . ونتيجة لهذا الخوف من انتشار الإسلام في أوروبا عمدت الكنيسة لتشويه صورة الإسلام أمام شعوبها . ولذلك فإن استخدام اللادينية كقناع للتنصير يتم من خلال تشويه صورة الإسلام و/أو إخراج المسلم من دينه .ولقد قدمت الهيئات التنصيرية كل ما يلزم للقيام بهذا الدور اللاديني ، فكل الكتابات التنصيرية قديماً وحديثاً في ذم الإسلام وتشويه حقائقه يقال الآن من خلال اللادينية وقد قدمنا أمثلة عدة على ذلك فيما سبق .

                وبذلك نرى أن التنصير يستخدم اللادينية لتكون اللسان الناطق بها في زعزعة الإسلام بين أتباعه ، لأن من الصعوبة بل والإستحالة بمكان أن يستخدم التنصير مفهوم (العقلنة) بشكل مباشر مع المسلمين في دحض القرآن . فمن الصعوبة أن يأتي القس النصراني ليقول للمسلم أن الإسراء والمعراج خرافة ، بينما في الإنجيل أن دانيال صعد للسماء ، وأن الله صارع يعقوب ، وسوى ذلك . فلهذا كان توجيه تهمة (اللاعقلنة) للإسلام ستكون أفضل من خلال (اللادينية) كفكر عقلاني ، بالرغم من مواقع التنصير العربية تمارس ذات الدور ولكن بطريقة تقديم العون للادينية . فقد رأينا مما سبق كيف أن موضوع كخرافات الإسلام إنما يصدر في الأساس عن موقع تنصيري لينقله الموقع اللاديني فيما بعد .

                لقد اقتنع المنصِّرون من خلال تاريخ وجودهم الطويل في العالم الإسلامي والعربي أن زلزلة عقيدة الإسلام في نفوس المسلمين أو كما يسميها زويمر بعملية الهدم هي أفضل وسائل تحويل المسلم إلى نصراني . وتشهد على ذلك العديد من شهادات المنصِّرين أنفسهم . فمثلاً يذكر الدكتور محمد رشيدي والذي عمل وزيراً للشئون الدينية في أندونيسيا في مؤتمر حواري يدور حول بحث سبل تحقيق التفاهم والتصالح بين المسلمين والأقليات الدينية في أندونيسيا ومنهم الكاثوليك والبروتستانت أنه " قبل 60 عاماً حاول المبشرون الهولنديون أيام سيطرة هولندا على أندونيسيا أن ينصروا الأندونيسيين ، ولكن الحكومة الاستعمارية الهولندية رفضت ذلك بشدة فثارت ثائرة المبشرين وهاجموا الحكومة الهولندية في البرلمان الهولندي واتهموها بأنها تحمي الإسلام في أندونيسيا والحكومة لم تكن تحمي الإسلام ولكنها تحمي مصالحها في أندونيسيا من استفزاز حماقة التبشير مع المسلمين في أندونيسيا . وقد سألتهم الحكومة الهولندية : لماذا تريدون تنصير الأندونيسيين مع أنهم مسلمون ؟ فأجابوا : إننا لا نريد تنصير المسلمين ولكننا نريد تنصير أولئك الذين يدعون أنهم مسلمون ولكنهم لا يعرفون الكثير عن الإسلام ولا يعرفون اللغة العربية ولا يؤدون فرائض دينهم على الوجه المنشود " (251) . كما أن الطوائف المنحرفة عن الإسلام تمثل للإرساليات التنصيرية بيئة خصبة للتنصير كما جاء في المؤتمر الثامن لعلماء المسلمين بالأزهر الشريف حيث عرضت وثيقة تقرير تنصيري لمؤتمر عقد في هيون بي كورت في بريطانيا عام 1969م يعرض مخططات ونتائج لحملات تنصيرية في العالم الإسلامي وجاء في أحد نقاط الوثيقة ما ذكره المدعو باكنجهام حول بعض الأقاليم الإسلامية ومنها زنجبار التي يقول عنها " تعاني الجمعية التبشيرية صعوبات سياسية وخاصة في إدخال الإنجيل إلى المنطقة ومن الملاحظ أنه من السهل قلب الإسماعيليين إلى مسيحيين " (252) . ويذكر أحد تقارير الإرسالية الأمريكية العربية عن سبب اختيارهم للتنصير بين الدروز في لبنان والشام واختيارهم مدرسة عبية التي تقع في قلب جبل الدروز بقولهم " إننا هنا لدينا إلى حد بعيد أهم الوسائل لاكتساب مدخل لعقل الدروز" وذلك لأن الإرسالية عملت على التقرب من الدروز واستغلال بعض التشابه بين المعتقدات الدرزية والمسيحية في بعض الجوانب ..... (253) . كما تمكن الرهبان اليسوعيين بتنصير اثنتين وعشرين أسرة نصيرية (أو نحو ثمانين شخصاً) عام 1930م وذلك بحسب رسالة بعث بها الرهبان اليسوعيون إلى البابا قالوا فيها " أن النصيرية من أحفاد الصليبيين ، وأن التعليم الديني عند الرهبان جعلهم يرون أن النصرانية خير الأديان " . وقد أدى ذلك الحادث المثير إلى أن يؤسس اليسوعيون مركزاً للتبشير في بلاد العلويين وفي قرق خان (254) . كما جاء في التقرير الذي أصدرته لجنة التنصير بكنيسة كليفلاند البروتستانتية في أمريكا والمكون من 94 صفحة حول تجربة التنصير في عدد من قرى ومدن الجرزائر على مدى خمس سنوات (إلى عام 1993م) . فقد اعترف التقرير في صفحاته الأولى بصعوبة التنصير بين المسلمين إلا إذا كانوا طائفة من ثلاث على وجه التحديد . أن يكونوا من جماعات الصوفية ، أو يكونوا تابعين لمذهب شيعي أو تابعين لطائفة القاديانية ، إذ أن هذه الطوائف الثلاث تشترك مع عقيدة النصارى بقبول ما يعرف بالحلول الإلهي في الإنسان ، وهو ما يمهد الطريق أمام المنصِّر لقبول عيسى المسيح كإبناً لله (255) .

                يتبع إن شاء الله ........

                ___________________________

                (247) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص63
                (248) تاريخ حركة الاستشراق – الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا حتى بداية القرن العشرين، يوهان فوك، تعريب عمر العالم، ص 28
                (249) موقف الغرب من الإسلام _ محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص 48
                (250) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص235
                (251) حقائق ووثائق .. دراسة ميدانية عن الحركات التنصيرية في العالم الإسلامي ، د. عبدالودود شلبي ، ص 43
                (252) الإسلام والمسلمون بين أحقاد التبشير وضلال المستشرقين ، د. عبدالرحمن عميرة ، ص 50
                (253) التنصير الأمريكي في بلاد الشام 1834-1914 ، د. عبدالرازق عبدالرازق عيسى ، ص 145
                (254) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 50-54
                (255) من الإرسالية العالمية للتنصير ..37 نصيحة للمنصِّرين في بلاد المسلمين ، أحمد عبدالله ، ص 6


                - - - تم تعديله - - -

                تابع ..............

                ومما سبق يتضح لنا أن القاعدة التي يتبعها المنصِّرين هي " أن تنصير المسلمين مستحيل " – أي تحويلهم من الإسلام إلى النصرانية – كما يقول المستشرق الألماني كامبفماير ، وأن المبشرين المسيحيين يعلمون جيداً " أنهم لا يقدرون على تغيير عقيدة المسلم " كما يؤكد المستشرق الفرنسي كلود كاهن ، وأن الإسلام كما يلحظ ليندون هاريس " هو الديانة الوحيدة التي تعد على الدوام تحدياً أو مناجزة لجهود التبشير والمبشرين " . ومن قبل لاحظ الباحث الفرنسي هنري دي كاستري " أن استعصاء المسلمين على التنصر بواسطة المرسلين واستحالة إخضاعهم بالقوة هما السببان اللذان يعترضان تنصرهم " ، الأمر الذي دفع المبشرين إلى " الاعتراف بوجوب العدول عن الوعظ مباشرة " رغم أنهم متمسكون برسالتهم ولم يملوا من الجهاد في سبيلها أمام صلابة الإسلام . . وهم من أجل ذلك سعوا لاعتماد طرق وأساليب أكثر التواءً وبعداً عن الاصطراع الديني المكشوف " فلم يحاولوا أن يحوموا حول مسألة الدين مطلقاً وإنما زرعوا البعد عن الدين مع كونهم من الأحبار " وفق المبدأ النصراني المعروف إزاء الإسلام المتفوق " اقتلوني واقتلوا مالكاً معي " (256) . ويعترف بذلك أيضاً أحد المستشرقين الهولنديين في مقال بعنوان (أثر القرآن في صياغة الحياة الإسلامية) منشور في الدورية الإستشراقية السنوية المسماة (الإسلام) عدد عام 1963 حيث يقول في نهاية مقاله : " أنه لا فائدة ترجى من محاولة تغيير أفكار المسلمين عن طريق تغيير فهمهم لحقائق القرآن وحقائق الإسلام ! فهي أرسخ من أن تقبل التغيير ! وإنما يكون التغيير عن طريق إدخال المفاهيم الأوروبية في حياة المسلمين كواقع لا علاقة له بالإسلام ولا بالدين " (257) . ألا يلعب اللادينيون هذا الدور !!

                لقد أخذت خلال هذه المذكرة البسيطة عن التنصير من خلال اللادينية موقعاً واحداً من مواقع اللادينية العربية وهو منتدى اللادينيين العرب كمثال فقط . ولكن التعجب الذي قد يصدر عن البعض تجاه هذا الطرح هو أن مثل هذه المواقع تهاجم أيضاً النصرانية وغيرها من الأديان .
                ومن هنا يجب التأكيد عن أمرين :
                الأول : إن تركيز هذه المواقع هو تجاه الإسلام فقط وأن المواضيع المطروحة ضد باقي الأديان لا تكاد تذكر مقارنة بالمواضيع المطروحة ضد الإسلام . وهذا باعتراف محرري هذه المواقع من قولهم أن الإسلام هو المسيطر على العالمين العربي والإسلامي ومن ثم كان هو المستهدف بالحملة اللادينية . وإن أي نظرة سريعة لهذا المواقع – ومنتدى اللادينيين العرب كمثال – فسنجد الحملة مركز على الإسلام وأخلاق الرسول والقرآن بشكل مفضوح للجميع . ومن هنا كان لطرح بضعة مواضيع لا تكاد تعد عن النصرانية لا يكاد يمثل أي أهمية تذكر . إن مشكلة هذه المواقع هي مع الإسلام وهذا ما بقولونه بكل واضح من أن الإسلام هو الدين الطاغي على المنطقة العربية .

                الثاني : إن تخفي التنصير من وراء اللادينية لتشويه صورة الإسلام هو أولاً وأخيراً عمل أقل ما يقال فيه أنه عديم الأخلاق ، فاقد للمصداقية . ويمكننا أن نعتبره فاقد لكل معايير الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها من يريد دعوة الناس لدينه . وبالتالي فإن التهجم ببعض المواضيع على النصرانية لن يزيد أي شيئ في الانحطاط الخلقي للتنصير المتخفي باللادينية . فإن كان الطرح نفسه لا أخلاقياً من أساسه فكيف ستكون وسائله !! إن صامويل زويمر عميد التنصير في العالم الإسلامي يقول للمنصِّرين " لتكن لكم نعومة الأفعى في الزحف إلى قلوب المسلمين . إن المسلم لا يغير دينه بسهولة لذلك كان لا بد من تخديره قبل فتح بطنه كما يفعل الجراحون " (258) . أليس التمويه بطرح بعض المواضيع ضد النصرانية هو من باب التخدير !!

                _____________________________

                (256) نظرة الغرب إلى حاضر الإسلام ومستقبله ، عماد الدين خليلي ، ص 26-27
                (257) المستشرقون والإسلام ، محمد قطب ، ص 131
                (258) الزحف إلى مكة .. حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ، د.عبدالودود شلبي ، ص29


                - - - تم تعديله - - -

                خاتمة

                إن الحمدلله على ما أتم به علينا من فضله في الانتهاء من هذه المذكرة المبسطة حول اللادينية والتنصير .

                لقد ذكرت في مقدمة المذكرة أنه ليس من أهداف هذه المذكرة الرد على دعاوي المنصِّرين وأذيالهم من اللادينيين في دعاويهم ضد الإسلام . فلقد قامت بالرد عليها الكثير من الأقلام قديماً وحديثاً . فمن ذلك قديماً كتاب (الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة) الذي ألفه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي القرافي المتوفي سنة 684هـ (1285 أو 1286م) . وقد ألفه في الرد على بعض النصارى الذين ألفوا رسالة " مشتملة على الاحتجاج بالقرآن الكريم وعلى صحة مذهب النصرانية ولا يقبلوا ما فيها من الدلالة على نبوة محمد " . كما يعالج الكتاب قضية النسخ في القرآن (259) . وكذلك كتاب (حجج الملة الحنيفية وجواب لكل سؤال) الذي صنفه مجهول عاش في القرن الخامس عشر الميلادي . وهو دفاع عن الإسلام ضد النصارى وهو موجه إلى الملك محمد الثاني عام 1455م (260) . وكذلك كتاب الانتصارات الإسلامية في دفع شبه النصرانية للشيخ نجم الدين سليمان القوزي الطوفي الحنبلي (المتوفى سنة 710 هـ) حيث ذكر مصنِفه أنه رأى كتابا لبعض النصارى طعن به في دين الإسلام فصنف في الرد عليه هذا الكتاب (261) . وحديثاً كتاب (حوار مع أهل الكتاب – الرد على شبهات حول الإسلام) للمؤلف محمد أبو الوفا وقدم له الدكتور يوسف العظم حول الردود على أسئلة يوجهها مجموعة مبشرين مهمتهم الترويج لمعتقدات الكتاب المقدس خاصة بين المسلمين بادعاءات وأسئلة في صلب الإسلام مفادها التشكيك بالمعتقدات . وكذلك العديد من الكتب التي أستعنت فيها في هذا البحث الموجز حيث قام المؤلفون بالرد على الشبهات التنصيرية والاستشراقية . بالإضافة إلى العديد من المواقع الإسلامية المتخصصة في الردود على الشبه والتلفيقات التنصيرية ضد الإسلام .

                إن مما نقرأه أو نسمعه كل يوم حول الأكاذيب الشائعة عن الإسلام في الإعلام الغربي ومن قبل اللاهوتيين الغربيين ليس إلا نتاج التعليم الكنسي المشوه عن الإسلام والضارب في جذوره إلى القرون الوسطى . إن تعدي بعض الصحف على الرسول وتصويره بما لا يليق به عليه الصلاة والسلام في صحف دانماركية ونرويجية وفرنسية وسواها ، إنما هو نتاج الصورة المشوهة عن الإسلام والتي يتم تقديمها للصغار قبل الكبار من قبل الكنيسة في هذا العالم الغربي . إن أصول المشكلة لا تزال موجودة وراسخة في الفكر الكنسي الغربي عن الإسلام وتعديلها أو تصحيحها إنما هو من المستحيلات كما سبق وأشرنا لأقوال عدد من كبار المستشرقين أنفسهم .

                إن أسئلة كثيرة تثار في ختام هذه المذكرة : هل مواقع اللادينية العربي تم إنشائها من قبل مؤسسات كنسية ؟ أم أنشأها أفراد نصارى امتلؤا حقداً على الإسلام ؟ هل تم تدريبهم في مراكز كنسية تعنى بالتنصير بين المسلمين ؟ هل هذه المواقع هي تجارب حية يقوم بها هؤلاء المنصِّرون ليروا نتيجتها كخطة من كثير من الخطط التي تناوبوا في تطبيقها على المسلمين من أجل إخراجهم مندينهم أو تنصيرهم ؟ هل هذه المواقع متعلقة بنتائج مؤتمر كولورادو 1978 لتنصير المسلمين ؟

                وأخيراً : هل يمكن لنا كمسلمين إيقاف هذه المواقع عن طريق آلاف من رسائل الطلب إلى الحكومات الإسلامية بإيقافها لما بها من تعدي على الله ورسوله والقرآن ؟ ألا يمكن طرح طلب منع هذه المواقع عن طريق البرلمانات العربية ؟
                لقد ثار المسلمون للإساءة للرسول والقرآن في صحف غربية أو شركات تجارية وأدى ذلك لحملات مقاطعة ، أفلا يمكن القيام بالمثل تجاه هذه المواقع بتشديد الحملة عليها لمنعها من الظهور في بلدان كمصر وبعض دول الخليج وسوريا والأردن ؟
                ربما .......

                وآخر كلامنا أن الحمد لله رب العالمين .....

                __________________________________

                (259) أدب الجدل والدفاع في العربية بين المسلمين والمسيحيين واليهود ، موريتس شتينشنيدر ترجمة صلاح إدريس ، ص 22 – 23
                (260) أدب الجدل والدفاع في العربية بين المسلمين والمسيحيين واليهود ، موريتس شتينشنيدر ترجمة صلاح إدريس ، ص 58
                (261) كشف الظنون ج:1 ص:174
                أيهما نصدق المسيح أم بولس و الكهنة ؟
                أشفق على النصارى الحيارى !
                كفاية نفاق يا مسيحيين !!
                الطرق البوليسية لتثبيت الرعية !
                تعصب و عنصرية الأقباط الأورثوذوكس
                موقع أليتيا الكاثوليكي يبرر فضيحة زواج "المنذورين للرب " !
                فضيحة "نشتاء السبوبة "الأقباط
                أورثوذوكسي يعترف !
                د.وسيم السيسى :لا توجد لغة تسمى بالقبطية
                كل يوم اية و تفسيرها
                حقيقة المنتديات المسيحية !
                بولس الدجال
                لماذا يرفض النصارى الحجاب ؟!
                التاتو لا يجوز و الكنائس تضللكم يا نصارى
                فضيحة زرائبية حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (حسب المصادر النصرانية )
                حول عمر مريم حين تزوجت يوسف النجار (بحث من مصادر نصرانية -يهودية )
                سؤال للطلبة النصارى
                كشف عوار شبهات الكفار
                محنة الثالوث مع مزمور 2
                النصارى في لحظة صدق نادرة !



                تعليق

                مواضيع ذات صلة

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                ابتدأ بواسطة Islam soldier, 6 يون, 2022, 01:23 م
                ردود 0
                175 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة Islam soldier
                بواسطة Islam soldier
                 
                ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:22 ص
                ردود 0
                25 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة Islam soldier
                بواسطة Islam soldier
                 
                ابتدأ بواسطة Islam soldier, 29 ماي, 2022, 11:20 ص
                ردود 0
                42 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة Islam soldier
                بواسطة Islam soldier
                 
                ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 07:41 م
                ردود 0
                43 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة عادل خراط
                بواسطة عادل خراط
                 
                ابتدأ بواسطة Ibrahim Balkhair, 4 سبت, 2020, 05:14 م
                ردود 3
                88 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة Ibrahim Balkhair
                بواسطة Ibrahim Balkhair
                 
                يعمل...
                X