أدلة وجود الله عز وجل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

سيف الكلمة مسلم اكتشف المزيد حول سيف الكلمة
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    سبحان الله ومن يتأمل اتجاه عقارب الساعة يجدها عكس اتجاه الحجاج حول الكعبة فى الطوفان
    ملاحظة : - الطواف عكس عقارب الساعة
    فالكعبة المشرفة تكون على يسارنا عند الطواف وشكرا
    وكذلك طواف الأجرام عكس اتجاه عقارب الساعة

    تعليق


    • #17
      تقبل الله منكم صالح الاعمال استحلفكم بالله تدعوا لي وللمسلمين بالثبات علي ديننا الحنيف.اللهم احينا مسلمين وامتنا مسلمين وابعثنا مسلمين .....آمين.

      تعليق


      • #18
        جزاكم الله كل الخير أستاذنا الكريم سيف الكلمة

        وكل عام وأنتم بخير وسعادة
        بارك الله فيكم

        وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
        وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
        @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
        --------------------------------------
        اللهم ارزقني الشهادة
        اللهم اجعل همي الآخرة

        تعليق


        • #19
          بارك الله في استاذنا سيف الكلمة وجزاه الله كل خير
          كنت قد كتبت في هذا الموضوع أبين لأحد السائلين بعض الأدلة العقلية حول وجود الله سبحانه وتعالى أحب أن أضعها هنا من باب الإثراء لما تقدم من أدلة ، أبدأ


          بسم الله الرحمن الرحيم
          حول وجود الخالق عز وجل
          وجود خالق للكون لا يحتاج إلى دليل ، فالكون كله يشهد لخالقه بالعظمة والحكمة والقدرة والهيمنة ، وإن من ينكر وجود خالق للكون هو المطالب بالدليل .
          فبإعمال عقلك وفكرك ستصل إلى قناعة تامة بوجود خالق ومدبر للكون والحياة ، فالخالق - واجب الوجود – فمن غير الخالق لا يكون هناك مخلوق ولا خلق ، فكل ما في الوجود مخلوق بأمر الخالق وقدرته ، وكل ما في الوجود محتاج إلى رعاية خالقه وحفظه وكلأه .
          ومن باب مراعاة من يطالب بالدليل على وجود خالق للكون نسوق بعض الأدلة العقلية ، بنوع من التبسيط والاختصار عسى أن يتنبه الغافل ويدرك العاقل بعقله وفطنته سبب وجوده ومن المسبب لوجوده وحياته ، عندها يدرك نِعمَ خالقه عليه فيتقرب إليه بالحمد والطاعة ، وسأبيّن أحد الأدلة العقلية على وجود خالق للكون.

          هذا الدليل يسمى : دليلالخلق أو الحدوثأو النشوء أي عدم أزلية الكون

          بلا شك أن العلماء مختلفين في تقدير عدد السنين التي مضت منذ نشأة هذا الكون أو منذ الفتق أي منذ أن حدث الانفجار الكوني الكبير كما يسميه بعض العلماء ، ولكن العلماء والعقلاء متفقون جميعا على أن هذا الكون بأجرامه وأرضه وسماءه لم يكن موجودا قبل فترة من الزمن ، كثرت تلك الفترة أم قلت ، أي أن العلماء والعقلاء متفقون على أن هذا الكون محدث ، أي أنه لم يكن للكون وجود ثم وجد أي خلق ، فالشمس لم تكن موجودة ثم وجدت و كذلك القمر ، والأرض كذلك لم تكن موجودة ثم وجدت أي خلقت ، وكذلك الإنسان لم يكن موجودا عليها قبل عدد من السنين ثم وجد أي خلق ، وكذلك كل أنواع الحيوانات وأصناف النباتات وغيرها .
          فالعقل والعلم يقول أن هذه الكائنات لم تكن موجودة قبل فترة من الزمن ثم وجدت ، أي أن كل شيء في الكون محدث ، فمن الذي أحدثها ؟ وكيف حدثت ؟ وكيف وجدت ومن الذي أوجدها ؟
          من الذي أنشأها ؟
          من الذي خلقها ؟
          أليس لكل حدث محدث ؟
          أليس لكل موجود واجد ؟
          أليس لكل مخلوق خالق ؟
          أليس لكل مكتوب كاتب ؟
          أليس لكل مصنوع صانع ؟
          بلى - لكل فعل فاعل - فهذه الحقيقة لا يستطيع أن ينكرها أو يتجاهلها أي صاحب عقل ، بل كلما دقت المصنوعات وعظمت المخلوقات استلزمت أن يكون مُنشأها وصانعها وخالقها متصفا بأعلى درجات العلم والحكمة والقدرة .

          تعليق


          • #20
            القصد أم العشوائية ؟
            قانون السبب أم قانون الصدفة ؟
            السبب والمسبب والحكمة أم الفوضى والجهل والضياع ؟
            عزيزي العاقل ، أقطع أنك لا تصدق أن وجود قلم الحبر مثلا كان نتيجة لوجود مادة البلاستك بجانب بعض المعادن ومع قطرات من الحبر في مكان ما - وتحت ظرف ما - ولمدة ما - تداخلت تلك المواد ببعضها ، حتى أفرزت هذا القلم الجميل دون تدخل من أحد ، هكذا صدفة دون قصد .
            بالله عليك أكنت تصدق لو زعم لك ذلك أكبر علماء الأرض ؟
            فكيف لو زعم أحدهم أن السيارة أو الطائرة أو الأجهزة الحديثة كلها حدثت بنفس الطريقة السابقة ، هكذا صدفة ودون قصد ؟
            أعتقد أن لسان حالك يقول : إن مثل هذه الأشياء لا يمكن أن توجد بدون قصد ، ولا تتم صناعتها إلا بأيدي أمهر الصناع ، وأبرع الخبراء وأدق الأجهزة ، فصناعتها تتطلب مستوى عالٍ من العلم والمعرفة والخبرة والدقة.
            فإن اتضحت لك هذه الصورة ، فاعلم أن الدقة في صنع هذه الأشياء لا تساوي واحد في المليار من الدقة الموجودة في صنع وخلق الإنسان ، بل ولا تساوي شيئا ً إذا قورنت بخلق أصغر الحشرات والديدان فكيف بالأجرام والمجرات ؟
            فأنت تقر بعقلك وكل صاحب عقل يتفق معك ، أنه ليس للعشوائية أو للصدفة أي حظ في هذا المجال .

            في ما يلي سنتعرف على منتهى الإبداع للصدفة والعشوائية
            فقد تضرب عاصفة هوجاء إحدى المناطق الصحراوية ، ثم بعد هدوء العاصفة ربما أخبرك أحد سكان المنطقة أن تلك العاصفة تسببت في نقل ذرات الرمال وشكلتها على هيئة الهرم أو شبه الهرم على إحدى التلال ، هكذا صدفة ، فأنت بين أمرين ، إما أن تصدق ذلك وإما أن ترفض وتكذب ذلك ، وقد يصدق ذلك غيرك وقد لا يصدق ، ولكنك حتما لا تصدق وغيرك أيضا لا يصدق أن تكون تلك العاصفة هي التي أنشأت وتسببت ببناء بيت متواضع بنافذة وباب ، مهما كان البيت متواضعا فأنت ترى الاستحالة في ذلك ، ولكن كيف لو قيل لك أن البيت مكون من طابقين وأن تلك العاصفة زودته بالكهرباء والمصعد ؟
            عندها لا تكتفي بعدم التصديق ، حتما ترفض حتى مجرد الاستماع ، بل وتتهم من يصدق ذلك بلوثة في عقله ، وربما تقاطع المتحدث بقولك : هذا كذب وافتراء ، فبناء البيت يتطلب تضافر جهود وخبرة في البناء وأشغال النجار والحداد وغيرها .
            إذن أيها الأخ الكريم للصدفة فرص وحدود ، المتوقع منها والمقبول - أن يعبث طفل رضيع على لوحة المفاتيح فتظهر على الشاشة كلمة صحيحة ضمن كومة كبيرة من الحروف المتصلة والمتقطعة ، ربما لا يجتمع فيها ثلاثة حروف بشكل سليم ، ولكن عندما يخبرك أحدهم أن طفلا ليس رضيعا وإنما تجاوز السابعة من عمره كان يعبث بلوحة المفاتيح فألف كتابا في الأدب أو الحساب أو الفيزياء أبهر وأعجز أصحاب الاختصاص ، كيف يكون ردك ؟
            طبعا وبكل تأكيد أعرف ردك عليه ولا أستغرب أن تكون لكمة في وجهه .
            باختصار- من خلال ما سبق توصلنا إلى أمرين متفق عليهما ومقطوع بهما
            الأمر الأول – إن هذا الكون بكل ما فيه من ( أرض وسماء وكواكب ومجرات ، وإنسان ونبات وحيوان وحشرات وطيور وأسماك وغازات وذرات وغير ذلك ) كلها وجدت بعد أن لم تكن موجودة ، أي أنها محدثة وليست أزلية ، وكما أن لكل محدث بداية فإن لكل محدث نهاية سواء كانت قريبة أم بعيدة، ففي كل لحظة نشاهد أو نسمع نهاية بعض المحدثات ، وموت واندثار بعض المخلوقات .
            ثم إن العلم يثبت بالدليل والبرهان أن هذا الكون يسير إلى الزوال ، قطعا سيأتي ذلك اليوم الذي تفقد فيه الشمس لهيبها وضياءها ، وهذا من أعظم الأدلة على خلق الشمس وحدوثها وعدم أزليتها ، وكذلك الكون كله.
            الأمر الثاني : أن هذه المحدثات أو المخلوقات تمتاز بدقة متناهية في الخلق والإبداع تنفي احتمال تكونها أو حدوثها بطريقه عشوائية ، ويكفي أن نأخذ الإنسان مثالا للدقة المتناهية ، فكمال جسم الإنسان وكمال وظائف أعضاءه كالكبد والكلى والمرارة والأذن وأوتار الحنجرة وإشارات الأعصاب والمعدة والأمعاء الدقيقة والأوردةوالشعيرات الدموية والعين والرئة والمخ بأسراره ومسؤولياته كل ذلك يشهد بعظيم علم الله وإحاطته وقدرته ، بل كل ذرة من ذرات هذا الكون تشهد ببديع خلق الله والحكمة والقصد وحسن التدبير ، فكل هذا الإبداع لا يأتي بالصدفة والعشوائية .

            ثم إن العجز عن إدراك حقيقة الأشياء ومعرفتها لا ينفي وجودها ، لذلك أتمنى عليك أيها القارئ الكريم أن تنظر بعقلك وبقلبك قبل أن تنظر بعينك ( فالسراب يخدع النظر ولا يخدع العقل ) هلا نظرت وتأملت كيف تنقسمخلية بمفردها لتتكون منها عين بهذه الآلاف من العدسات ، وكيف تنشأ هذه القنوات الدمعية لتتلطف بالعينوتغسلها ،
            حتما وبكل تأكيد لا يمكن أن تكون أبدعتها يد الجهل والعشوائية والمصادفة ، والأغربُ من ذلك أن هذا الانقسام يتوقف بعد اكتمال حجم العين ، وكذلك كل عضو في جسم الإنسان والحيوان والطير وغيره يتوقف نموه عندما يكتمل حجمه ، تخيل لو لم يتوقف النمو في القلب أو العين أو الأذن أو أي عضو من الأعضاء ، أليست كارثة ؟
            ثم وكما هو معلوم ، أن الإنسان لم يخلق نفسه ، ولم يخلق غيره كالنبات والحيوان ، ولم يزعم يوما أنه قادر على أن يخلق شيء ، وهذه الحقيقة قررها الخالق العظيم في هذه الآيةالكريمة:
            )
            أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)أَمْخَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ ) سورة الطور36.

            تعليق


            • #21
              ولكن من أين يأتي إنكار الملحدين لخالقهم ؟ وما هي أهم شبهه لمنكري وجود الله تعالى.??
              غالباً يأتي الإنكار من شبهة تنبع من الأمر الأولأي نتيجة تطبيق قانون السبب - أي كما أن للكون خالقا فمن هو خالق الخالق ؟؟
              من المسبب في وجود الخالق ؟
              هذه هي أقوى شبهات الإلحاد , بل تستطيع أن تقول : هي الباب الذي يدخل منه الإلحاد ليصرف الناس عن النظر في أدلة وجود الخالق سبحانه وتعالى .

              وقبل أن أبين الرد على هذا التساؤل أريد أن أطرح هذا المثال – هب أنك ذهبت إلىجزيرة نائية ليس فيها أي إنسان وأنك سلكت إليها طريقا غير معروف لأحد ، بل لم يسلكه أحد قبلك ، وعندما أصبحت في قلب الجزيرة وجدت قصرا شامخا على إحدى التلال ، هل يكون عندك شك أن هناك من سبقك إلى هذاالمكان ؟؟
              بكل تأكيد ستقر جازما أن هناك من سبقك إلى هذه الجزيرة بدليل وجود هذا القصر ، فلا بد أن يكون أحد البنائين المهرة قد قام ببنائه وبمعيته بعض العمال الذين قدموا له المساعدة في قطع الحجارة وتشكيلها وإحضارها ووضعها في أماكنها حتى أصبح القصر على هذا الحال ، فبالرغم من عدم معرفتك بالذي بناه ومن ساعده ، وبالرغم من جهلك بكيف و متى حضروا إلى هذا المكان، فكل هذا لا يحول دون (اعتراف عقلك) وقناعتك أن هناك من أنشأ هذا المبنى وأسسه ونظمه، ومن غير المتوقع أن تقول :-طالما أنني لم أشاهد أحدا في الجزيرة ولم أشاهد العمال وهم يبنون القصر ولا أدري كيف وصلوا إلى هذا المكان ، أو متى كان هذا البناء - لكل هذه الأسباب – سأقول أن هذاالقصر ليس له صانع ، ومن وجهة نظري أن هذه الحجارة تجمعت بفعل عاصفة قوية ، وبفعل الصدفة أخذ كل حجر موضعه ، وكل ذلك تزامن مع انهمار المطر وتطاير الأتربة مما تسبب في تماسكها مع بعضها وهكذا تكوّن هذا القصر دون تدخل من أحد.
              ففرضيتك هذه لو سلمنا جدلا بصحتها ؟ فكيف تعلل وجود النوافذ والأبواب والزجاج والبلاط والحمام والأثاث ؟؟؟
              ثم إذا جزم أحدهم أنه على قناعة تامة أن يكون هذا القصر قد بني على يدي بناء ماهر ذو خبرة ودراية في البناء والإنشاء ، فهل من الحكمة أن تتهم صاحب هذا الفكر بالجهل والغباء ؟؟
              هل تستطيع أن تفند زعم من يقول إن تصميم هذاالمبنى وهندسته يدل على أن هناك أرادة وقصد من وراء أنشاء هذا المبنى ، وأن زخرفة القصر أكبر دليل على المهارة والعقل والحكمة والإبداع الذي يتمتع به هذا الصانع ؟
              أليس من السذاجة أن يكون الرد على من يقول بوجود بناء ماهر :- أين هذا البناء ؟ ومن أين جاء ؟ وكيف حضر إلى هنا ؟ وطالما أنني لم أرى البناء ولا أعلم عنهشيئا فأنا أنكر أن يكون أحدا يقف وراء هذا البناء ، بل وأعتقد أن الصدفة والعشوائية هي التي تسببت في وجود هذا القصر ، وأعتقد أن هذا أقرب للعقل وأكثر منطقية.
              فهل هذا منطق سليم ؟؟
              أم أن المنطقالسليم والعقل السديد أن تقر وتعترف بوجود صانع للقصر لم تراه بعينك ولكنك تراه بعقلك من خلال هذا الأثر الكبير ؟ ومن خلال هذا الأثر استطعت أن تلمس الكثير من صفات هذا الصانع أو البناء - كالعلم والعقل والقدرة والفن والذكاء والخبرة والمهارة والتواجد في الجزيرة أثناء بنائه القصر- أليس من المنطق أن تعترف بوجود الصانع دون الحاجة إلى مشاهدته ؟
              أليس من الحكمة أن تستخدم عقلك وعلمك في جمع المعلومات عن صفات هذا الصانع وقدرته من خلال تتبع هذا الأثر العظيم ؟ وأن تقوم بالدراسة والتحليل لكل ركن من أركان هذا الأثر حتى تصبح ملما بصفات بانيه وصانعه كأنك تراه ؟؟
              هلا كنت بمثل فطنة وذكاء ابن البادية ؟
              رحم الله ذلك البدوي الذي وصف الجمل الضائع دون أن يراه حتى كاد صاحب الجمل أن يتهمه بسرقته ، لولا أن البدوي استطاع أن يثبت لصاحب الجمل أن كل هذه المعلومات استقرائها من خلال تتبعه أثر ذلك البعير ، فعلم البدوي أن الجمل لا يرى بعينه اليسرى لأنه كان يأكل العشب الذي في جهة اليمين ويترك العشب الذي في الجهة الأخرى بالرغم من أفضليته، وعلم بكسر ساق الجمل بسبب أن اثر أقدامه الثلاثة السليمة واضحة على الرمال إلا القدم المصابة فهناك أثر لجرها ، وعلم بقصر قامة الجمل بسبب مرور الجمل من تحت شجرة غير مرتفعة ، وعلم أيضا بوقت ضياع الجمل وذلك أن الجمل كان قد جلس يستظل تحت شجرة ، يكون ظلها في هذا المكان الذي جلس فيه الجمل قبل زوال الشمس .
              إذن لا يمكن للعاقل أن ينكر وجود الصانع أو الخالق العظيم لمجرد عدم رأيته ، أو لجهله بكنهه وعدم معرفته ، فالعقل يدرك ويلمس والنفس على يقين بوجود الخالق العظيم .
              بلا شك أن الإنسان العاقل السوي المتحرر من الهوى ومن المصلحة المادية ومن التعصب والتبعية أي ( غير الموجه ) يشعر بقلبه ووجدانه أن هناك خالق له ولهذا الكون ، وهذه هي الفطرة التي جُبل عليها الإنسان ، ولكن محاكاة الآباء والأجداد والتقصير في البحث والاستقراءِ والتحري عن صفات الخالق يؤدي إلى محاولة إنكار وجود الخالق العظيم وإلى الإلحاد ، أو يؤدي إلى صرف العبادة إلى غير الخالق ، فبسبب ذلك التقصير في البحث والاستقراء والتحري عُبدت الشمس وعُبد القمر وعُبدت الكواكب ، وبسبب الجهل ومحاكاة الآباء والأجداد عُبدت الأصنام وعُبدت الأبقار ، بل وعُبدت القرود فأنشأت لعبادتها المعابد وقدم لها القربان ، بل وحالف الحظ الفئران فعبدت وتبرك عابدوها بفضلاتها ، وغير ذلك كثير ( يكفي ما في الهند من عبادات ).
              اعتقد أننا متفقون الآن على أنه عند وجود شيء متكامل ومنظم ودقيق ومرتب ، يجب أنيكون هناك من أوجده وأبدعه ورتبه ، وأن عدم معرفتنا أو رُأيتنا لذلك الفاعل أو الصانع أو المبدع ليس دليلا على عدم وجوده أو سببا لإنكاره.

              تعليق


              • #22

                نعود للتساؤل الذي يقيم عليه الملاحدة حجتهم ، ويتسللون من خلاله إلى عقول البسطاء لنشر أفكارهم وإلحادهم ، فهم دائماًيتساءلون بقولهم :-
                إن كان هناك من أوجد هذا الكون بدقته وبديع صنعته , فهو بالتأكيد قادروعالم , ولكن من الذي أوجد هذا العالم القادر ؟
                من الذي أوجد هذا الإله ؟
                من الذي أبدع المبدع ؟
                من الذي خلق الخالق؟

                للوهلة الأولى يُظن أن هذه أسئلة وجيهة ، ولكن بشيء من التأمل نجد أن هذه التساؤلات مبنية على بعض الشبهات والمغالطات ، فهي تشتبه على المقصر في البحث وكذلك تشتبه على الجاهل ، وهي مغالطات يستخدمها الملاحدة لخداع الناس وتضليلهم .

                كيف ذلك ؟
                يجب أن نميز بين الخالق والمخلوق ، فإن للخالق صفات وللمخلوق صفات أخرى مختلفة تماما ، فالمخلوق بحاجة للخالق ، أما الخالق فليس بحاجة لخالق آخر وليس بحاجة للمخلوق أيضا ، ولكي تدرك ذلك إليك بعض الأمثلة لعلك من خلالها تدرك هذا المعنى .
                هلا نظرت أخي الكريم إلى صفات الإنسان صانع السيارة وقارنت صفاته بصفات المصنوع ، سيارة كانت أو أي شيء من المصنوعات ، بالله عليك هل تجد هناك أي تماثل بين صفاتها وصفات صانعها ؟ فالصانع إنسان ولد من أبوين ، وطوال سنين كان ينمو يكبر ، ومع مرور الأيام والسنين تتسع مداركه ، بينما المصنوعات سواءً كانت سيارة أو تلفزيون أو مدفع أو حاسوب أو قلم رصاص أو غير ذلك ،، فقد صنعت بهذا الحجم وهذا الشكل مباشرة ، ثم إن من صفات الصانع أنه ذاتي الحركة ، وأنه يأكل وينام ويستيقظ ، ويفكر ويبتكر ويمشي على رجليه ، ويبيع ويشتري ، ويحب ويكره ، ويدافع عن نفسه ولا يقاد إلا بإرادته ، أما المصنوع فجماد لا يعمل إلا بإرادة صاحبه وبرمجته ، ويستطيع اللص أن يقوده ويستخدمه .
                إذن فليس هناك أي تماثل بين الصانع والمصنوع ، وكذلك ليس هناك أي تماثل بين الواجد والموجود ، وبين المبدع والإبداع ، وبين المصور والصورة ، وبين النحات والمنحوت ، وبين الكاتب والمكتوب ، وبين كل فاعل ومفعول.
                ماذا يكون ردك لو سألك أحدهم هذا السؤال : من كتبَ الكاتب ؟؟
                بكل تأكيد ستكون إجابتك أن صفات الكاتب تختلف عن صفات المكتوب في كل شيء ، والمكتوب بحاجة إلى كاتب يكتبه ، أما الكاتب فلا يُكتَب وليس بحاجة إلى من يكتبه ، وبكل بساطة فإن الكاتب أمير نفسه ، إن شاء كتب، وإن شاء لم يكتب، وإن شاء مزق ما كتب أو شطبه .
                وكما أن صفات الكاتب لا تلتقي بصفات المكتوب كذلك الأمر فإن صفات الخالق لا تلتقي بصفات المخلوق ، بل إن صفات الخالق إلى المخلوق أشد وأعظم بعدا من صفات الكاتب إلى المكتوب.
                فالمخلوق بحاجة إلى من يخلقه ، أما الخالق فلا أحد يخلقه وليس بحاجة إلى من يخلقه ، وبكل بساطة هو صاحب المشيئة ، إن شاء خلق وإن شاء لم يخلق ، وإن شاء أفنى وأهلك ما خلق ، فهو صاحب الأمر والسلطان وبيده تصريف أمور خلقه .

                ولكن من أين أتت هذه الشبهة ؟
                هذه الشبهة لها عدد من المصادر،

                أولها - القصور في التفكير وعدم الإدراك ، فعندما ينظر الإنسان إلى نفسه وينظر إلى ما حوله يجد أن هناك قوانين وسنن تخضع لها الحياة ويخضع لها الوجود ، ولا يستطيع أن ينفلت منها أي مخلوق.
                ( كالحياة والموت ، والصحة والمرض ، والحاجة إلى الطعام والشراب والتنفس ، وإشغال الحيز بالحجم ، والحركة والسكون ، والفعل ورد الفعل ، والجاذبية والمغناطيسية ، والشحنات الكهربائية والموجات السالبة والموجبة ، والذكر والأنثى والإنجاب ، والوزن والمقياس والزمن والوقت ، والحرارة والبرودة والتوازن والشذوذ ، وحركة الشمس والقمر وما ينتج عنها من الأشهر والفصول ، والمد والجزر ودوران الأرض وما ينتج عنه من ليل ونهار ونور وظلمة ، وغير ذلك من الآيات والسنن الكونية ) - نظام محكم لا نعلم عنه إلا القليل - ومن هنا دخل على الإنسان تصور خاطئ ، فظن أن هذه السنن وهذه القوانين تتحكم في كل أمر ، ويخضع لعظمتها كل شيء حتى في خالقها ، فنسي الإنسان أن هذه السنن والقوانين هي أيضا من خلق الخالق وتدبيره ، وبحاجة إلى خالق يخلقها أو يخرقها فيعطلها .

                أضرب لك مثالا على ذلك :
                نفترضأنك قمت بتصنيع عدد من الدمى ( العرائس ) بأحجام مختلفة ، وجعلتها تتحرك بواسطة البطاريات المثبتة في ظهرها , لو افترضنا أن هذه الدمى فكرت يومافي حركات صانعها وصفاته ، فما الذي ستعتقده تلك الدمى في صانعها ؟؟
                من المؤكد أنها ستعتقد بوجود بطارية ( أو عدد من البطاريات ) ربما كبيرة الحجم في ظهر هذا الصانع الكبير تتناسب وحجمه وحركته ، والسبب في هذا التفكير أن هذه الدمى ستحكم على صانعها من خلال قوانينهاالتي تقول : إن كل دمية يجب أن يكون في ظهرها بطارية ، وأن هذه البطارية يجب أن تكون مشحونة لا فارغة وإلا عجزت الدمية عن الحركة .
                بمثل هذه الشبهة يقود الإلحاد أتباعه ، بقصد أو بغير قصد ، فيريد منهم أن يُخضِعوا الخالق لتلك السنن ويحكموا عليه بتلك القوانين التي خلقها الخالق والتي لا يعرفون سواها.

                تعليق


                • #23
                  أما المصدر الثاني لهذه الشبهات فهو ما أصاب الديانات السابقة من تحريف وتجديف حتى أصبحت تلك الديانات تصف الخالق بصفات المخلوق ، بل وصل الأمر أن تصفه بالعجز والجهل ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ).
                  فزعمت تلك الديانات أن الله الخالق العظيم كالإنسان تماما وعلى هيئة الإنسان في شكله ومظهره ، حتى لو أن الخالق كان بين بعض الرجال فلا تستطيع أن تميزه من بينهم ، وزعموا أن الله الخالق العظيم يتصف بنفس صفات الإنسان - يجوع فيأكل الطعام ويعطش فيشرب الشراب ، وزعموا أنه يتعب وأن بعض الأمور تخفى عليه فيقوم بالبحث والسؤال عنها ، كما زعموا أن الرجل يستطيع أن يصرع الخالق وأن يبتزه ، وزعموا أن الله لا يعرف وقت التين ، فعندما شاهد شجرة التين سار إليها ليسد جوعه منها ، ولكنه لم يجد عليها تينا ، والأغرب من ذلك كله هذا الاعتقاد الغريب وهذا الخلط العجيب كأن يخلق الرب أم الرب لتلد الرب ، فينجب الرب نفسه منها كطفل رضيع يستخدم بديل البمبرز أثناء طفولته ، ثم ينمو فتتسع مداركه ثم يصبح ربا ، ولقد وصل الخلط عند بعضهم أنه يعتقد بتجسد الرب الخالق في رحم تلك المرأة ( لتلده هو بذاته ، فيكون هو الوالد وهو المولود )
                  وفوق هذا كله افتخروا بضعف هذا الرب الخالق وجبنه ، فزعموا أنه عُذِِبَ وضُرب وبُصق عليه وصُلب وتألم وسال دمه على خشبة الصلب ، ومن شدة جزعه كان يصرخ بصوت عظيم ، يقول مستنجداً : إلهي إلهي لماذا تركتني ؟ متى 27/46 ومرقص 15/34
                  ( حسب هذا النص ، من الذي تركه ؟ وبمن يستنجد ؟ هل يستنجد بنفسه ؟ )
                  ثم زعموا أن الرب الخالق لم يتلقى نجدة من أحد فمات ودفن في القبر وأقيم عليه العزاء ، وبعد ثلاثة أيام ترك القبر والأكفان وقام من بين الأموات .
                  أليس غريبا أن يضحي الرب الخالق بنفسه ليفتدي خطايا البشر كما يزعمون ؟ وليته افتداهم ، فلا تزال البشرية غارقة في الخطايا .
                  بناءاً على هذا الخلط العجيب في صفات الخالق العظيم في معتقدات تلك الديانات المحرفةِ أصبح الخالق والمخلوق سيان ، صفاتهما مشتركة ، لذلك وبسبب هذا الانحراف في التفكير والاعتقاد ، حُقَ للسائل أن يسأل من خلق الخالق ؟؟
                  فمن رحم هذا الفكر الضال والمنحرف انبثق الإلحاد وتخرج دعاته.

                  أخي الفاضل إن الخالق العظيم الجليل له صفات الكمال ، يترفع بصفاته عن صفات خلقه ، وبجلال صفاته يتنزه عن كل النقائص التي وضعتها أهواء البشر في الديانات المحرفة والمنحرفة .
                  لكل ذلك علينا إن أردنا البحث عن وجود الخالق العظيم أن نسلك الطريق الواضح والسليم ، الذي يقودنا إلى تتبع أثر الخالق العظيم في هذا الكون حتى نصل إلى صفاته الجليلة ، وقبل كل شيء يجب علينا أن نستخدم العقل الذي وهبنا خالقنا إياه،
                  فقد أنعم الله تعالى علينا بالعقل ليكون هاديا لنا وسبباً لمعرفة خالقنا ودليلا عليه ، فعلينا أن نجرد هذا العقل من الأهواء والعصبية والخرافات ولنستمع إلى الله الخالق العظيم كيف يسوق الأدلة العقلية والبراهين القطعية حيث يخاطب أصحاب العقول بقوله :
                  ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهاروالفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا بهالأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة ، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماءوالأرض لآيات لقوم يعقلون) البقرة 164
                  كما أن الله تعالى يلفت نظر العلماء إلى الأدلة الساطعة ليتفكروا في عظيم خَلقه فيقول :
                  (هُوَ الَّذِي جَعَلَالشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَالسِّنِينَ وَالْحِسَابَ ، مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُالآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) يونس 5
                  ويكرر مخاطبة العلماء أصحاب العقول فيقول :
                  (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلماتالبر والبحر ، قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) الأنعام 97
                  ربما وبدون مقدمات استشهدت بآيات من القرآن الكريم ، لذلك أرى لزاما علي أن أتحدث عن رسول الله وعن القرآن وعن دين الإسلام بنوع من الاختصار.
                  فبعدما انتهينا إلى حقيقة وجود خالق لهذا الكون بالدليل والبرهان ، وأن هذا الخالق العظيم يتصف بالعلم والقدرة ، وبكل الصفات الدالة على عظمته وهيمنته وحكمته ، فمن عظيم حكمته ، ومن تمام نعمته علينا وعلى البشرية جمعاء أن أرسل الرسل ، ليبلغنا من خلالهم أنه هو المتفرد بالوحدانية وهو المتفرد بالخلق والأمر ، وأنه هو الله الذي لا إله غيره ولا رب سواه ، تنزه عن الزوجة والوالد والولد ، وتنزه عن الند والشريك
                  فقد أعلن الله ذلك في التوراة فقال : أنا الرب وليسآخر.لا اله سواي.نطّقتك وأنت لمتعرفني – أشعيا 45/5
                  وجعل التوحيد رأس الوصايا لإسرائيل وأولها بنص التوراة : اسمع يا إسرائيل.الرب إلهنا رب واحد ، فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل قوتك - تثنية 6/4.
                  وتأكيدا على الوحدانية قال - لتعلم أن الرب هو الإله .ليس آخر سواه - 4/35
                  كما أعلن السيد المسيح ذلك بقوله : الرب إلهنا رب واحد - مرقص 12/29
                  وجاء القرآن ليبين وحدانية الله عز وجل فقال : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد 19
                  كما أن الله يخبرنا أن التوحيدَ مهمة كل الأنبياء والمرسلين ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء 25
                  بل وأفرد الله لوحدانيته سورة الإخلاص فقال : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) )
                  ثم إن الرسل الذين اختارهم الله لحمل رسالته زودهم بصفات وآيات للدلالة على صدقهم في التبليغ عن ربهم ، وصدق الرسالة التي يحملونها ، وهذه الآيات يعجز البشر منفردين ومجتمعين أن يأتوا بمثلها ، لأنها خارقة للمعتاد من القوانين والسنن الكونية وخارجة عن المألوف عند البشر ، كأن تنقلب العصا إلى ثعبان مبين تلتهم عصي السحرة وحبالهم ثم ترجع عصا كما كانت دون زيادة في حجمها أو وزنها ، هذا ما أجراه الله على يدي عبده ورسوله موسى عليه السلام ، أو أن يضرب موسى البحر بتلك العصا فينفلق البحر وينشق ، فيصبح طريقاً يبساً آمناً للمستضعفينَ فيَنجونَ خلاله ويَسلمون ، ومن ثم يكون مقبرة لعدوهم وجنوده .
                  أو أن تكون آية الرسول إحياءً للميت أو رد البصر للأعمى فاقد البصر منذ الولادة فيصبح بصيرا ، هذا بعض ما أجراه الله على يدي عبده ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام .
                  أو أن تكون آية الرسول قرآنا خالدا يتولى الله حفظه ، فلا تفنى عجائبه ، فيه نبأ ما قبلنا، وخبرُ ما بعدنا، وحُكم ما بينا ، هو السهل الممتنع ، يتحدى الله به البشر وغيرهم أن يأتوا بمثله ، فيعجز عن ذلك أولهم وآخرهم ، ينظر إليه العلماء بإعجاب وإكبار فما يكون منهم إلا أن يقولوا آمنا به كلٌ من عند ربنا ، هذاهو الكتاب الخالد الذي تنزل على عبد الله ورسوله الأمي محمد صلى الله عليه وسلم .
                  الآيات التي أيد الله بها رسله أكثر من أن تحصى إلا أنني آثرت ذكر أعظمها مراعاةً للاختصار.

                  تعليق


                  • #24
                    بالرغم من ما أصاب التوراة والإنجيل من تحريف لا يخفى على كل صاحب بصيرة إلا أن الصحيح فيها يتفق مع القرآن في كل الأمور المتعلقة بذات الله عز وجل ووحدانيته وصفاته ، فقد جاء في القرآن ما يقطع بأن صفات الله الخالق تختلف كل الاختلاف عن صفات خَلقه فيقول ( ليس كمثله شيء ) الشورى 11
                    وكذلك في التوراة ( ليس مثل الله )تثنية 27
                    وفي التوراة أيضا ( لكي تعرف أن ليسمثل الربإلهنا ) خروج 8/10
                    وفي الإنجيل( الذي انتم لستم تعرفونه(يوحنا 7/28

                    أشار القران إلى عدم رؤية الله فقال ( لن تراني ) الأعراف 143
                    وكذلك جاء على لسان السيد المسيح عليه السلام (الله لم يره احد قط ) يوحنا 1/18
                    ملاحظة : هذا دليل على عدم إلوهية المسيح الذي خالط تلاميذه وغيرهم ، فحدثهم وأكل وشرب ونام معهم .
                    أخبرنا القرآن الكريم أن المسيح عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل كرسول وليس كإله ، وأن ما جرى على يديه من آيات كان بإذن الله وليس من نفسه ، فقد جاء في القران الكريم أن السيد المسيح خاطب بني إسرائيل بقوله ( وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ، أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ، وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران49

                    وهذا هو عين الحق ، فليس في الإنجيل أي نص على لسان السيد المسيح يزعم فيه أنه إله ،كما تعتقد معظم الطوائف المسيحية ، بل على عكس ذلك تماما ، فكل الشواهد والنصوص التي جاءت على لسان السيد المسيح في الإنجيل تبين أنه رسول من عند الله تماما كما جاء في الآية الكريمة ، وسنستعرض بعض هذه النصوص الشاهدة على أن السيد المسيح ما هو إلا إنسان يأتمر بأمر خالقه ، فقد جاء على لسان المسيح قوله ( أنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ) يوحنا 8/40
                    ويقول (لأني لم آت من نفسي . بل ذاك أرسلني )يوحنا 8/42
                    ويقول (ومن نفسي لم آت ، بل الذي أرسلني هو حق ) يوحنا 7/28
                    ويقول ( لكن الذي أرسلني هو حق)يوحنا 8/26
                    ويقول (ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذيأرسلني ) يوحنا 6/38
                    ويقول (تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني) يوحنا 7/16
                    ويقول ( الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني) يوحنا 12/44
                    ويقول ( ينبغي أن اعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار) يوحنا 9/4

                    وكذلك فإن المسيح يصف نفسه بالعجز وعدم القدرة وأن ما يجري على يديه ليس بإرادته بل بإرادة الله عز وجل فيقول :
                    (أنا لا اقدر أن افعل من نفسي شيء)يوحنا 5/30
                    وان يقول ( ولست افعل شيئا من نفسي) يوحنا 8/28
                    فهل يُعقل أن يكون اله ولا يستطيع أن يفعل من نفسه شيء ؟
                    ثم يقول المسيح أنه لا يتكلم من نفسه( لأني لم أتكلم من نفسي ) يوحنا 12/49
                    (الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم بهمن نفسي) يوحنا 14/10
                    ( هل هو من الله؟أم أتكلم أنا من نفسي؟ ) يوحنا 7/17
                    نكتفي بهذا القدر من النصوص الصريحة والواضحة في كون المسيح ليس إلا رسول من عند الله ، وكلها على لسان السيد المسيح عليه السلام.

                    أيضا أحببت أن آخذ شهادة أخرى من الإنجيل ولكن على لسان الذين شاهدوا الميت وقد أقامه السيد المسيح أمام أعينهم ، فقد قالوا أن المسيح نبي عظيم ولم يقولوا قام فينا إله عظيم ، كما أنهم مجدوا الله ولم يمجدوا المسيح وهذا هو النص ( فاخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه ) لوقا 7/16
                    كذلك الأعمى الذي أبصر على يدي المسيح عندما سؤل عن المسيح أجاب أنه نبي كما جاء في يوحنا
                    (قالوا أيضا للأعمى ماذا تقول أنت عنه من حيث أنه فتح عينيك ؟ فقال إنه نبي) يوحنا 9/17

                    تعليق


                    • #25
                      كما أحببت أيضا أن آخذ شهادة أخرى على لسان بطرس شيخ التلاميذ الذي عايش المسيح وشاهد العجائب والآيات التي صنعها المسيح أمام سمعه وبصره ، بطرس الذي خالط المسيح وتحدث معه وسمع منه ، أعلن هذا الشيخ أن المسيح رجل وليس إله دون أن يعترض عليه أحد ، كان ذلك عندما وقف أمام التلاميذ ( الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم أيها الرجالاليهود والساكنون في أورشليم أجمعون ليكن هذا معلوما عندكم وأصغوا إلى كلامي )
                      ثم قال : (أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال.يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبلالله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم أيضا تعلمون) أع 2/22

                      لو كان المسيح إله ألا يحتج التلاميذ على شيخهم ؟ أليس سكوتهم إقرارا منهم وهم بكامل نصابهم أن المسيح عليه السلام رجل بعثه الله بالرسالة والنبوة ، ألا تكفي شهادة المسيح على نفسه ؟ ألا تكفي شهادة الذين آمنوا بالمسيح وشاهدوا معجزاته ؟ وشهادة تلاميذ المسيح أليست معتبرة ؟ عندما يقول المسيح أنا إنسان هل من المنطق أن يكون الرد عليه بل أنت الله ولكنك لا تعلم ؟ أو أن يقال لتلاميذ المسيح أنتم لا تعرفونه ، تظنون أنه رجل ؟ نحن نعرف المسيح أكثر منكم هو إله لم يعلن عن نفسه خوفا من اليهود ، لو كان المسيح إلها ، أيعقل أن لا يقول أنا الله بسبب الحياء ؟ لماذا لم يستولِ الحياء عليه حين وصف المرأة الكنعانية وقومها بالكلاب ؟

                      بعدما ضل الناس في المسيح عليه السلام وفي الربوبية ، وقد أصاب الإنجيل وكتب الأنبياء ما أصابها من التحريف والتبديل ، فزيد فيها وأنقص منها لتتوافق مع أهواء رعاة الكنائس ، وأصبحت مسائل الاعتقاد رهينة أهواء أصحاب المجامع تارة ، أو من خلال نتائج تصويت المجتمعين فيها تارة أخرى ، بل من الغرابة أن يكون الداعي للمجمع المسكوني الأول والراعي له هو الحاكم الروماني الوثني قسطنطين ( مجمع نيقيه سنة 325 )
                      في هذا المجمع وبدعم من قسطنطين اتخذ القرار بإعلان الثالوث وأن المسيح إله حقيقي رغم معارضة الموحدين ، واعتبار أن كل من يقول أن المسيح مخلوق هو مهرطق ، لذلك تم القضاء على أصحاب الحق وساد الباطل بقوة الحاكم الوثني ، فأخذت الطقوس والأعياد الوثنية تتسلل لتحل محل تعاليم السيد المسيح .
                      فاختلطت الأمور على الناس حتى أصبحوا في ضلال وانحراف ، فعم الشرك وعلت الوثنية ، وانتشرت عبادة الأصنام في معظم الأمصار ، حتى الكنائس أصابها نفس المرض فزينت من الداخل والخارج بالأيقونات والأصنام المنحوتة لبعض القديسين والملائكة والعذراء ، بالرغم من تحريم صنع المنحوتات والتماثيل والصور كما جاء في الكتاب المقدس ( ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالامنحوتا أو مسبوكارجسا لدى الرب ) تثنية 27/15 ( احترزوا من أن تنسوا عهد الرب إلهكم الذي قطعه معكم وتصنعوا لأنفسكم تمثالامنحوتا صورة كل ما نهاك عنه الرب إلهك ) تثنية 4/23 ( لا تصنع لك تمثالامنحوتا ولا صورة ما مّما فيالسماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض ) خروج 20/25 وتثنية 5/8

                      فبالرغم من كل ذلك الوضوح في النهي عن صناعة الأصنام إلا أن القساوسة ورواد الكنائس أخذوا يبخرون تلك التماثيل ويتقربون إليها ويعظمون تلك الأصنام والصور ويتمسحون بها ويطلبون منها الشفاء وقضاء الحوائج ، فعم الجهل وسادت الخرافة وأهملت تعاليم السيد المسيح عليه السلام.

                      تعليق


                      • #26
                        بعد هذا الظلام العقائدي أراد الله أن يرسل للبشرية من يرشدها إلى الحق ، فاصطفى الله لهذه الرسالة العظيمة رسولا أميا من بين قوم أميين حتى لا يقال إنما يعلمه بشر ، فأوحى الله إليه بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فانبثق فجر الإسلام وسطع نوره بإرادة الله عز وجل ،
                        حمل الرسالة السماوية محمد أبن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء بالأدلة الدامغة والبراهين القاطعة يبين أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن الله لا إله غيره ولا معبود سواه ، إليه يرجع الأمر كله .
                        جاء هذا النبي الأمي اليتيم بكتاب الله الخالد ، أنزل الله عليه قرآن عربياً غيرِ ذي عوج ، عجز الناس قاطبة أن يأتوا بمثله ، فما كان من العقلاء والبلغاء والأدباء والعلماء إلا أن يسلموا بعظمته وينقادوا إليه مذعنين يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا ، كيف لا وهم الفئة المستهدفة في الخطاب القرآني ؟ لقد كانت أول آية نزلت في كتاب رب العالمين - بل أول كلمة - تدعو إلى القراءة ، التي هي مصدر العلم والمعرفة ، قال تعالى ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) سورة العلق
                        أنظر كيف خاطب الإسلام العقل من خلال الأدلة العقلية التي ساقها القرآن الكريم للدلالة على الحكمة والإرادة والقصد في خلق هذا الكون ، وأنه ليس للعشوائية والعبثية حظ في الوجود ، فقال تعالى ( هُوَ الَّذِي جَعَلَالشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَالسِّنِينَ وَالْحِسَابَ ، مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، يُفَصِّلُالآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِوَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍيَتَّقُونَ (6) يونس

                        كما ويبين القرآن الكريم أنه يسوق الآيات أي الأدلة العقلية والعلمية لقوم يعلمون ولقوم يعقلون ولقوم يتفكرون ولقوم يفقهون ولقوم يبصرون ولقوم يسمعون ولقوم يُؤْمِنُونَ، فهو يسوق الآيات لأصحاب العقول النيرة الذين وصفهم بأولي الألباب ، فقال تعالى( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) آل عمران 190
                        يبين الله أن السير في الأرض والنظر في آيات الله نظر بحث وتأمل واستقراء يتبين للباحث من خلاله ( نشأت الخلق وعظمة الخالق ) قال تعالى ( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ، ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ ، إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) العنكبوت 20
                        فإن لله في كل ذرة من ذرات خلقه آية ودليلا على عظمته سبحانه ، قال تعالى ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَاتُبْصِرُونَ ) الذاريات
                        كما أن الذي أنشأ الخلائق أول مرة قادرا على نشأتها مرة أخرى ، قال تعالى ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) الأنبياء 104
                        بلا شك أنه من المعلوم قديما أن الزوجية في الإنسان وأنواع الحيوان ، أما زوجية النبات وغيره فمن سبق القرآن بذكرها ؟ قال تعالى ( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَوَأَنْهَاراً ، وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ، يُغْشِياللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ , وَفِيالأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌصِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىبَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) الرعد : 3


                        ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) العنكبوت 43

                        وفي الختام
                        لا أريد أن أضع اللقمة في فم الآكل ، فما أطيبها لو حصل عليها بجهده ومضغها بأضراسه ، كذلك لن أتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، فباستطاعة المتعلم أن يقطف بعض ثمار العلماء والباحثين في الإعجاز القرآني بالرجوع إلى بحوثهم ومواقعهم ، كموقع الدكتور زغلول النجار وغيره ، أما العلماء والباحثين فأحيلهم إلى ما بين دفتي كتاب رب العالمين ، وأذكرهم أن هذا الكتاب لا تنقضي عجائبه ، فليخوضوا غماره وليغوصوا في ثناياه فاللؤلؤ لا يأتي إلا بالغوص

                        تعليق


                        • #27


                          موضوع قيم أستاذنا الفاضل سيف الكلمة لا حرمكم الله أجره وجزاكم خيرا به
                          قرأت بعضا منه وسأعود لاحقا إن شاء الله لإتمامه

                          روى الإمام أحمد من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كَنَز الناس الذهب والفضة فاكْنِزوا هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات على الأمر ، والعزيمة على الرُّشْد ، وأسألك شُكر نعمتك ، وأسألك حُسْن عبادتك ، وأسألك قلباً سليماً ، وأسألك لِساناً صادقاً ، وأسألك من خير ما تَعْلَم ، وأعوذ بك من شر ما تَعْلَم ، وأستغفرك لِما تَعْلَم إنك أنت علام الغيوب".
                          وفي رواية له قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا كلمات ندعو بهن في صلاتنا ، أو قال : في دُبُر كل صلاة.



                          تعليق


                          • #28
                            جزاكم الله خيرا اخونا ابو عماد

                            تعليق


                            • #29
                              اسباب انتشار الالحاد :


                              من كتاب الفيزياء والخلق


                              للاستاذ الدكتور / جعفر الشيخ ادريس


                              1. التناقض الشديد بين كثير من دعاوي الدين الذي ورثوه والعلم التجريبي الذ اكتشفوه , فقد وجدوا وما زالوا يجدون كثيرا من دعاوي دينهم مخالفة لما اثبتته علومهم التجريبيه , والامثلة علي ذلك كثيرة تجد بعضها في كتاب ( موريس بوكاي) : (العلم والكتاب المقدس والقران)



                              2. تناقض بين منهج العلم التجريبي القائم علي الدليل الحسي او العقلي ومنهج دينهم التسليمي , بين منهج العلم الذي لا يشترط الاتساق المنطقي , ومنهج الدين الذي يقبل المتناقضات العقليه علي اساس ان حقائق الدين يقبلها القلب وان راها مخالفة لصريح العقل !



                              3. خوض كثير من علماء الدين وغيرهم من المثقفين المتدينين في المسائل الغيبيه , والحديث عنها بمجرد الراي الذي لا سند له من كتابهم ولا دليل عليه من غيره , من ذلك مثلا ما كتيه ( نيوتن) من كلام مفصل عن طبغرافية جهنم!



                              4. تعصب بعض العلماء الطبيعيين المتدينين تعصبا جعلهم يحاولون لي اعناق الحقائق العلميه لتوافق الدعاوي الدينية , من ذلك ان""""" المطران ( جيمز اشر) , وهو دارس مشهور للكتاب المقدس , ... استنتج من تحليل متأن لنصوص الكتاب المقدس ان الارض خلقت في عام 4004 قبل الميلاد نشرت هذه النتيجه التي توصل اليها رئيس الاساقفه في عام 1650م , ولم تلبث ان الحقت بهامش سفر التكوين من النسخه المعتمده لللكتاب المقدس , وظلت به حتي زمان فكتوريا , ولا يزال من الممكن وجودها احيانا حتي اليوم"""""


                              لم يكن غريبا ان ياتي هذا الزعم من رجل دين يعتمد علي كتابه المقدس , لكن الغريب ان معاصرا لهذا الاسقف , هو مدير جامعة كيمبردج انذاك ايد هذا الزعم بل ذهب الي ابعد من هذا ، اذ زعم ان " الثالوث خلق الانسان في الثالث والعشرين من اكتوبر عام 4004 عند الساعه التاسعه صباحا , كما اوضح رونالد ميلر , فان مديرا لجامعة كمبردج هو وحده الذي تبلغ به الجراة ان يجعل تاريخ خلق الانسان ووقته موافقا لبداية العام الدراسي "
                              5. الخلاف بين العلم والدين لم يقتصر علي مسائل الدين الفرعيه , بل شمل مسائله الاصوليه , فمن المعروف الان حتي عند علماء اللاهوت انه ليس هنالك من دليل علمي علي ان الكتاب الذي يقوم عليه الدين كله هو من قول المسيح بل المعروف انه كتبه اناس اخرون منهم من هو معروف ومنهم من ليس بمعروف وانهم كتبوه بعد موته باماد طويله , وان هنالك تناقضا في اقوال هؤلاء الكتاب , حتي صارت دراسة مثل هذا التناقض تسمي عندهم بالنقد الاعلي

                              6. قد شمل التناقض فكرة الالوهيه نفسها , فبينما يوصف الاله بانه هو الخالق ينسب اليه الولد , وبينما يقال ان عيسي ابن الله , يقال انه صلب , وبينما يقال ان الاله واحد يقال انه مكون من ثلاث اقانيم هي الاب والابن و الروح القدس وهكذا .......

                              7. راي بعض المؤمنين من النصاري ان وصفا كهذا لله اذا اخذ علي ظاهره الذت تدل عليه اللغه جعل الخالق تعالي شبيها للمخلوقات , ففروا من هذا التشبيه الي ما كان يسميه علماؤنا بالتعطيل , فلم يكتفوا بتاويل هذه الصفات التي تدل علي المشابهة بل اولوا كل الصفات الاخري , فجعلوا الخالق شيئا مجردا , فهو لا يوصف بالعلو , و لا يوصف بالمباينه للمخلوقات ولا بان له ذاتا , ولا شخصا , ولا صورة وانما هو شئ مجرد لا يوصف بصفة من الصفات التبوتيه كالحياة والسمع والبصر والكلام ,,,, كتب احد القساوسه قريبا كتابا اسمه الاله الباطني ,, زعم فيه انه ليس لله تعالي وجود خارجي , وان الايمان بالله ان هو الا ايمان بمجموعه من المثل والمبادئ الخلقيه , هذا التصور التعطيلي للخالق , اصبح الان هو التصور الشائع بين جماهير المثقفين من اهل الديانتين النصرانيه واليهوديه , بل ربما كان الامر قريبا من ذلك حتي بين كثير من ( المثقفين ) من المسلمين , ان المسافة ليست بعيده بين هذا التصور التجريدي للخالق وبين الالحاد ,,, فماذا هو الالحاد؟؟؟ انه انكار لولجود الخالق وهذا انكار لكل صفاته , وهل يكون وجود اي ذات الا بصفات ثبوتيه؟؟ فمن انكر كل الصفات الثبوتيه فقد انكر الوجود , شعر بذلك ام لم يشعر , ولذا كان مثل هذا التصور لوجود الخالق مقدمة ممهده للالحاد , وقد فطن ائمة علماء السنة الي هذا فكانوا يقولون ان المشبة يعبد صنما , والمعطل يعبد عدما , المشبه هو الذي يجعل صفات الخالق كصفات المخلوقين , فيده كايديهم وعينه كاعينهم وهكذا , مع فارق واحد هو عظم هذه الصفات حين يوصف بها الخالق والمعطل هو الذي يفر من تشبيه الله بالمخلوقات ليقع في تشبيه شر منه هو تشبيهه بالمعدومات , لان المعدوم هو الذي يوصف بكل صفة سلبيه , كان تقول هو ليس كويلا ولا قصيرا و عاليا ولا سافالا ولا مادة ولا روحا , ولا داخل العالم , ولا خارجه ..... وهكذا , ولا يوصف بصفة ثبوتيه كان تقول هو كبير وعظيم وسميع وبصير وحي وعال ........ وهكذا.
                              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 أكت, 2020, 06:55 م.

                              تعليق


                              • #30
                                اريد ان اقول لك اني تسجلت لهذا الموقع لاني لم احتمل احبس هذه الكلمات واني تسجلت بهدف ان اكتب ما لدي من كلمات هن هذا الموضوع : ان هذا الموضوع قد زادني ايمانا بحبيبي الله عز وجل وانني والعلم عند الله انني لو كنت من اكابرة الملحدين والمشركين وقرات هذا الموضوع لكنت اسلمت والحمد لله على نعمة الاسلام , والله يهدي الجميع وان شاء الله اولهم اخي واختي للاسف ومن بعدهم قريبة مني , وبارك الله فيك وجعل هذا الجهد في ميزان حسناتك.

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
                                ردود 0
                                123 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                 
                                ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
                                ردود 0
                                66 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ARISTA talis
                                بواسطة ARISTA talis
                                 
                                ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
                                ردود 25
                                153 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة عادل خراط
                                بواسطة عادل خراط
                                 
                                ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
                                ردود 0
                                93 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة The small mar
                                بواسطة The small mar
                                 
                                ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
                                ردود 0
                                55 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة The small mar
                                بواسطة The small mar
                                 
                                يعمل...
                                X