الرد على متشكك يسأل لماذا لا تكون هناك أكوان متعددة خلقها آلهة متعددة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

جمال مهدلي ماحق الباطل مسلم اكتشف المزيد حول جمال مهدلي ماحق الباطل
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على متشكك يسأل لماذا لا تكون هناك أكوان متعددة خلقها آلهة متعددة

    بِسْم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى

    أما بعد …

    فقد أثار أخ متشكك سؤالا أراه وجيها فقال:

    لماذا لا تكون هناك أكوان متعددة خلقها آلهة متعددة؟؟؟!!!

    و بالرغم من أنني رددت على هذا السؤال أمس في الحلقة السادسة و العشرين من سلسلة مقالاتي (حواراتي مع تلحود أفندي) إلا أنني فضلت إعادة مناقشة الموضوع بشيء من التفصيل و أقول مستعينا بالله عز و جل:

    أولا: لا مانع شرعا و لا عقلا و لا علما أن تكون هناك أكوان متعددة فهذا إحتمال قائم تحدث عنه القرآن الكريم و السنة المطهرة بصورة غير قطعية الدلالة فقد تحدثت سورة الفاتحة عن (عالمين) فليس ثمة عالم واحد فقال الله تعالى في مطلعها (الحمد لله رب العالمين) و في نهاية سورة الزمر (و قالوا الحمد لله رب العالمين) …و العبرة بعموم اللفظ و اللفظ حمال أوجه و المفسرون قد اجتهدوا في تحديد دلالته فجزاهم الله خيرا لكنهم اجتهدوا في حدود علوم عصرهم و كل الناس يؤخذ من كلامه و يرد إلا النبي صلى الله عليه و سلم …. لكن الله عز و جل يقرر أنه رب العالمين …كل العالمين….و لم يظهر من ينازعه في هذه الربوبية…فإما أنه خاف أن ينازعه فلا يصح أن يكون إلها و إما أنه نازعه فقضى عليه فلا يصح كذلك أن يكون إلها.

    ثانيا : ما يطلق عليه علماء الفلك (الكون) ما هو إلا السماء الدنيا التي تحدث الله عنها في ثلاث آيات بينات و بقية السماوات الستة يمكن إطلاق لفظ (أكوان) عليها :

    ففي سورة الصافات 6 يقول الله تعالى : إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ، وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ
    و في سورة فصلت 12 يقول عز وجل : وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا
    و في سورة الملك 5 يقول عز من قائل: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ

    و سبحان من قال في سورة الإسراء {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44 فأثبت وجود سبع سماوات (أو أكوان) و الجميل أنه قال عنها (سبع سماوات طباقا) فوصف الكون (سماءنا الدنيا) بما وصفته به الفيزياء الكونية بأنه طبقة مسطحة و تجاوز ذلك إلى أن السماوات سبع طباق.

    أما مفهوم الأكوان المتعددة الذي تقدمه نظرية الأوتار فائقة التناغم و الذي يقول أن عدد الأكوان لا نهائي و أن كل قياس كمومي ينتج عنه كون جديد فهو ضرب من الميتافيزيقا الإلحادية لمعبود الملاحدة الهالك هاوكينغ ليس عليه أي دليل علمي….و المعقول العلمي الوحيد فيها هو تحديد عدد الأبعاد بعشرة أو بأحد عشر بعدا أو بستة عشر حسب ما توقع الحاسوب الفائق … و لو افترضنا أنها عشرة فمنها الأربعة الزمكانية المعروفة التي تنتمي إلى عالمنا و بطرح هذه الأبعاد من العشر يتبقى ستة أبعاد قد يحتوي كل منها على أبعاد زمكانية ما يعني احتمال وجود ستة عوالم أخرى.

    و المعجز حقاً أن الله عز و جل يحدد عدد السماوات بسبع في سبع آيات من القرآن. الكريم فيقول:

    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12. (4)

    و هذه الآية من سورة الطلاق هي الآية الوحيدة التي تذكر وجود عدد سبع أراض بينما تكرر وجود سبع سماوات في آيات أخرى:

    {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }البقرة29
    و عبارة “ومن فيهن” أي في السماوات والأرض تشير بشكل لا لبس فيه إلى وجود حياة في الأكوان الأخرى.

    {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ }المؤمنون17

    {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }المؤمنون86

    {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }فصلت12

    {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ }الملك3
    {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً }نوح15

    {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً }النبأ12

    ثالثا: المفاجاة تفسير ابن عباس رضي الله عنهما فقد روى الحاكم في مستدركه قال أخبرنا أحمد بن يعقوب الثقفي حدثنا عبيد بن غنام النخعي أنبأ علي بن حكيم حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن بن عباس رضي الله عنهما أنه قال الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن قال سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى.”

    قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (يقصد البخاري و مسلم)

    ووافقه الذهبي في التلخيص فقال صحيح وقال الحافظ الذهبي في ” العلو ” 1 / 61 : شريك و عطاء فيهما لين لا يبلغ بهما رد حديثهما هذه بلية تحير السامع كتبتها استطرادا للتعجب و هو من قبيل اسمع و اسكت. !
    قال الحافظ ابن حجر فى ” فتح الباري ” 6 / 293 : قال البيهقى : إسناده صحيح إلا أنه شاذ بمرة
    كذلك تفسير قتادة فعن قتادة قال: في كل سماءٍ وكل أرضٍ خلقٌ من خلقه، وأمر من أمره، وقضاءٌ من قضائه.

    (المنتخب من العلل للخلال 58، منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث 1 /412).

    و لا ننس أن هناك عوالم أخرى غير السماوات السبع كعالم البرزخ و الجنة و النار قد تفسر بقية الأبعاد الستة عشر التي توقعها الحاسب الكمومي.

    لكن لابد أن يكون خالق الأكوان جميعا إله واحد فلكي يكون الإله إلها لا بد من توفر جميع صفات الجمال و الجلال و الكمال فيه …(أعني لا بد من طلاقة الإرادة و طلاقة العلم و طلاقة الحكمة و طلاقة القدرة و طلاقة الرحمة و طلاقة العدل) و إبداع الكون و تناغمه يؤكد ذلك و هذه الصفات بالضرورة لا تتوفر إلا في إله واحد إذ لو كانوا إلهين اثنين أو أكثر لأصبحت كل تلك الصفات نسبية و لما استحقوا جميعا صفة الألوهية.

    رابعا : لاحظوا أن الله عز و جل قال في سورة الزمر (الله خالق كل شيء و هو على كل شيء وكيل) و قال في سورة الأنعام:

    قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)

    و الأكوان كلها مهما تعددت تدخل تحت مسمى (شيء) كما نفى الله عن غيره الألوهية فقال في سورة محمد (فاعلم انه لا إلا الله) و في سورة طه (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني و أقم الصلاة لذكري).

    و هيا بِنَا نستعرض آيات سورة الزمر ثم آيات سورة الأَنْعَام فكأنها ترد على صاحب السؤال فهاهي آيات سورة الزمر :

    اللَّهُ #خَالِقُ_كُلِّ_شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62) لَّهُ مَقَالِيدُ #السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ #وَالْأَرْضُ_جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ #وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)

    و هاهي آيات سورة الأَنْعَام :

    قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ۚ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)

    خامسا : هاهي أدلتي العقلية على استحالة تعدد الذات الإلهية حتى مع تعدد الأكوان بناء على دراسة الاحتمالات عقلا :

    * إما ان يكون كل منهم قد خلق كونه بمعزل عن الآخر.. و هذا يعني ألا يكون عالما بكون الآخر.. و هذا يطعن في طلاقة علم الجميع و بالتالي في ألوهيتهم.. و يحتمل معه اصطدام تلك الأكوان... و هذا يطعن في طلاقة قدرة و طلاقة علم و طلاقة حكمة الجميع...

    * وإما أن يكونوا خلقوا أكوانهم باتفاق مسبق...و هذا يطعن في طلاقة إرادة الجميع من ناحية فكل منهم يلزمه الاتفاق مع غيره و في طلاقة قدراتهم من ناحية أخري فكل منهم لا يستطيع مخالفة الإتفاق.

    * وإما أن يوجد الآلهة هذه الأكوان علي سبيل التعاون فيعاون الآخر في إيجاد مجموع الأكوان وهذا محال وذلك لأنه إن حدث ذلك فمعناه أن كلا منهم عاجز وحده و محتاج للآخر فهذا يطعن في طلاقة قدرة الجميع.

    • فإذا بطلت كل هذه الإحتمالات سواء في حالة الانعزال أو في حالة الإختلاف أو في حالة الإتفاق انتفى بذلك القول بتعدد الآلهة وثبتت ضرورة وحدانية خالق الأكوان كلها فالخلاصة أن الله عز و جل خالق كل شيء مهما تعددت الأكوان و أنه رب كل شيء كما قال في سورة الأَنْعَام و أنه لا إله إلا هو فالحمد لله رب العالمين.

    #جمال_مهدلي

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 7 فبر, 2023, 06:09 ص
ردود 0
123 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة Mohamed Karm
بواسطة Mohamed Karm
 
ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 2 ديس, 2022, 01:54 م
ردود 0
67 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ARISTA talis
بواسطة ARISTA talis
 
ابتدأ بواسطة عادل خراط, 21 نوف, 2022, 03:22 م
ردود 25
153 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عادل خراط
بواسطة عادل خراط
 
ابتدأ بواسطة The small mar, 18 نوف, 2022, 01:23 ص
ردود 0
93 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة The small mar
بواسطة The small mar
 
ابتدأ بواسطة The small mar, 16 نوف, 2022, 01:42 ص
ردود 0
55 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة The small mar
بواسطة The small mar
 
يعمل...
X