التَطوُّرُ، دَليلًا عَلى وجودِ اللهِ.

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أحمد. مسلم اكتشف المزيد حول أحمد.
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سدرة
    قام بالرد
    مشاءلله
    والله اسلوبك رائع ومقنع

    انا قبل كذه كتبت نفس الفكرة .. بس بسبب اسلوبي المنحط الرديئ المليان بالاخطاء الغوية والاملائية ماعرفت اوصلها صح وانتهت بنتائج عكسية غير متوقعه
    غير اني ماقدر اقنع احد لو طفل عمره 5 سنين ( ماااش ماعندي موهبة الاقناع بنت اخوي يلي عمرها 9 شهور تخاف مني ) ولما ادخل في الحورات ( 10% حوار و90 المتبقية مضاربات وبوكس وتشويت لفرض الراي بالقوة )

    لما هداني الله وبديت اصلي قبل 8 اشهر تقريباً - جتني حالة حماس اني اساهم في هداية الاخرين - وطحت بواحد لبناني ملحد وعبيييط عايش باستراليا يدعي انه عالم احياء ( وهو مش اكثر من طرطور شغال بالمختبرات ) ما اماداني اشتغل واسوي معه حوار واجادله بلتي هي احسن الا ويقولي انه راح يدخل التاريخ كإنسان ناجح ومتحضر واني مش اكثر من بهيمة وعار على الجنس البشري المتحضر والمفروض اعيش بكهف كانسانة بدائية ولايحق لي استخدام التكلنوجيا والانترنت طالما اني ماعترفت بنظرية التطور ! هنااا قامت معي ونسيت الشي الي كنت فاتحه عشانه الحوار
    اعطيك الزبدة من الحوار اهم مافيه كما اذكر ( على فكرة حوارنا بالبناني )
    قالي : شو انتي مابتستحي يامتخلفيييه تطلعي هيك إدام العالم وتئولي بكل وقاحة وبدون حيااا ( انا مابعترف بتطور ) انتي عارفة ان تقدم العلمي بشتى المجالات والسياري والانترنت وتي في وكل الرفاهييي الي عايشه فيااا - الي خلى حشرة تافهي متلك تستفيد منون - هيدي من خيرات الغرب الي هني مش عاجبينك !
    قلتله : يا قليل العقل شو دخل هي النظرية بالاختراعات والادوية والترفيهه والسيارات والطيارات !! يعني الحكيم لما بدو يصير حكيم ياخود كورس عن نظرية التطور ! لما المهندس بيدرس هندسي كمان بياخوود كورس عن نظرية التطور ؟!
    طيب ياعمي خلينا نفرض جدلاً ان التطور صار ... هل هيدا الشي بيلغي وجود الخالق ياطرطور المختبرات ياخيخا يلي عم تحلم تصير عالم .. العلم متبري من امتالك
    آل عالم آل

    استمر الحوار اسبوعين ونص .. معظم الحوار تم شخصنته وصارت الصفحه مليانه شتايم متبادله بين الطرفين ونسينا موضوع التطور
    وبالاخير الغى اللبناني حسابه من اليوتوب وطلع بلا رجعه .. درب السد مايرد

    اتمنى فعلاً اتعلم منكم
    ! اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	8338.gif 
مشاهدات:	1 
الحجم:	696 بايت 
الهوية:	735588

    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد

    3) نظريَّة التطوُّر لا يُمكُن أن تُعارِض مبدأ وجودِ اللهِ بداهة لأنَّها لا تبحَث أساسا فى أصلِ الحياةِ أو مبدأ الوجود؛ فغايةُ النظريَّة بجميعِ صوَرِها هى البحثُ فى الطريقةِ أو الآليَّة التى تطوَّرت بها الحياة، فهىَ تتعامَلُ مَع الحياةِ باعتبارِها شيئا موجودا بالفِعل، وذلك بتثبيتِ فرضيَّة أوَّليَّة تقضى بأنَّ الحياة تطوَّرت – وتِلك مُشكلة سنتعرَّض لها لاحقا – فحتى لو افترضنا أنَّ الحياة تطوَّرت بالفعل وحتى لو اكتشفنا الآليَّة التى تطوَّرت بها وأثبتنا ذلِك حتى صارَ مِن الحقائق العِلميَّة تبقى مسألةُ وجودِ اللهِ تعالى ثابتة كما كانت قبلا، فاللهُ تعالى مَعروف فى جميعِ الثقافاتِ والأديانِ وحتى الفلسفات بكونِه "العلة الأولى" أو "المُنشئ" أو "المُبدئ" أو "سبب الوجود" أو "الأوَّل"، فحتى لو ثبتت النظريَّة علميا فلن تفيدَ فى مسألةِ وجودِ اللهِ تعالى أكثرَ مِمَّا تفيدُه الحقيقةُ العلميَّة التى تقولُ أنَّ الإنسانَ يدخلُ إلى الحياةِ بسبب تلقيحِ بويضة الأمِّ بالحيوانِ المنوىِّ للأبِّ، ولم نَجِد عاقِلا فى الكونِ كلِّه يقول أنَّ هذهِ الحقيقة تنفى وجودَ اللهِ تعالى لأنَّه لا يخلق الإنسانَ بيديه .. هذا الأمرُ أشبَهَ بأن نقولَ أنَّ الطائرات التى تطيرُ بغيرِ طيَّارٍ تنفى وجودَ الإنسانِ لأنَّها تطيرُ بغيرِ طيَّارٍ، أو أنَّ السيارة التى أنتجها مَصنعٌ آلىٌّ بالكامِل تنفى وجودَ الإنسانِ لأنَّها لا تحتاجُ فى صِناعَتها إلى تدخُّلِ الإنسان، وهذا فاسِدٌ كما ترى.

    فلو أخذنا هذهِ السلسلة فقلنا أنَّ سبب وجودِ الإنسانِ أبواهُ فما سببُ وجودِ أبوَيهِ ؟ فما سببُ وجودِ أبوى كلٍّ مِنهما ؟ وهكذا كلَّما صعدنا فى السلسلة سيُصيبنا التعبُ ولن نصِل إلى السبب الأوَّل .. هذا لا يعنى أنَّ السببَ الأوَّل غيرُ موجودٍ وإنَّما يَعنى أنَّ السلسلة طويلةٌ بما لا نقدِرُ مَعهُ على الخروجِ مِنها إلا لو اعتمدنا طريقةً أكثرَ شموليَّةٍ وتجريدٍ مِن هذهِ الطريقة؛ فبدلا مِن أن نبحث عَن سببِ وجودِ كلِّ حلقة مِن حلقاتِ السلسلةِ فإنَّنا نسألُ : ما سببُ وجودِ الإنسانِ الأول ؟، أى الحلقة الأولى مِن هذهِ السلسلة، فالأمرُ هُنا أشبَه بالخوارزميَّاتِ .. فبدلا مِن أن نُجرى المُعادلة ذاتها مائةَ مرَّةٍ فإنَّنا نضعُ لها قانونا واحدا نقومُ فيهِ بتجهيلِ القيمةِ محلِّ المُعادلة، ونفسُ الفِكرَةِ فى البرمجة الشيئية المُرتبطة – Object Oriented Programming(OOP)- ونفسُ الفِكرَةِ فى الخلق؛ السؤالُ هوَ : ما سببُ وجودِ الحلقةِ الأولى مِن السلسلةِ ؟


    نظريَّةُ التطوُّرِ إذا لا تعدوا إلا أنها تربطُ عِدَّة سلاسِل ببعضها مُكوِّنة سلسلة أطولَ؛
    فبدَلَ أنْ يكونَ آدمُ هوَ الحلقةُ الأولى فى السلسلةِ فإنَّها تُخبِرُنا أنَّه الحلقةُ الأخيرَةُ فى سلسلةٍ سابِقةٍ على هذهِ السلسلةِ ولتكُن "سلسلة القرود" هذا لا يحلُّ المُعادلة لأنَّ هذهِ السلسلة الجديدَة أيضا لها حلقةُ بداية، ولو افترضنا صِحَّة النظريَّةِ فسنصِل إلى "الخليَّةِ الأولى" ونسألُ : كيفَ وُجِدَت ؟

    سؤال "كيفَ وجِدَت الخليَّة الأولى" لا توجَدُ عليهِ حتى الآن إجابَةٌ علميَّة واحِدَةٌ، فمازالت ثمَّة ثغرَةٍ فى السلسلة .. هُنا يصرُخ المُلحِدون "نحنُ لا نؤمنُ بإلهِ الثغراتِ" أى الإلهِ الذى يتمّ إدخالُهُ إلى المُعادَلةِ كلَّما وُجِدَت ثغرَةٌ فيها – فمَثلا كانَ النَّاسُ قديما يُدخلون "الفِعل الإلهى" فى وقوعِ "المطر" لجَهلِهم بسبب وقوعِه ثمَّ اكتَشفَ العِلمُ أنَّ السببَ ليسَ "الفِعل الإلهىَّ" ولكنَّه تلاقُحُ السحبِ الذى سَبَبُه الرياحُ الذى سببُها ...... إلخ.

    لاحِظ أنَّ الفِعلَ الإلهىَّ قائمٌ فى كلِّ حَلقاتِ السلسلةِ عِندَ المؤمنين، تماما كما أنَّ مَهارَة المُبرمِج قائِمَةٌ فى كلِّ عمليَّةٍ يؤديها البرنامَجُ رغمَ أنَّه لمْ يَصنَع غيرَ كِتابَة الكودِ ثمَّ البرنامَجُ يعملُ مِن خلالِ سلسلةٍ طويلةٍ مِن الأحداثِ "Events" المُبرمَجةِ باكواد "Codes" مُرتبطةٍ بأدواتٍ "Objects" وبيانات "Data" أو مُدخلاتٍ "Entries" .. فكلُّ مراحِلِ هذهِ السلسلةِ مُرتبطةٌ بالمُبرمِج الذى صمَّم الأداة وخلق لها حدثا وربطه بكودٍ يُعالِجُ بهِ البياناتِ المُدخلةَ أو المَحفوظَةَ فى أداةٍ أخرى، ثمَّ نرى دائِما أنَّ المُبرمِج لا يتدخلُّ فى عمَلِ برنامجه لأنَّه صمَّم هذا البرنامَج أساسا ليقومَ هوَ بالعملِ، فمُبرمِجُ الآلةِ الحاسِبة لا يقومُ بنفسهِ بحسابِ المُعادلاتِ وكذلِك صانِعُ السيارةِ لا يقومُ بنفسه – على ظهرِه مثلا - بنقلِ الركاب، فكذلِك اللهُ دائما ظاهِرٌ فى كلِّ حلقةٍ مِن حلقاتِ السلسلةِ بوصفِه المُسبِّب وليسَ بوصفِه السبب.

    المُلحِدون يرفضونَ هذا التوصيفَ فيقولون "ليسَ مَعنى أنَّنا لا نعرِف كيفَ نشأت الخليَّة الأولى أنَّ اللهَ هو الذى أنشأها"، لهذا فسنفترِض أنَّهُ تمَّت الإجابَةُ على هذا السؤالِ ونستمِّرُ صعودا فى السلسلةِ .. نشأت الخليَّةُ الأولى مِن مَجموعَةٍ مِن المُركباتِ العضويَّة، هنا فى هذهِ الحلقة تحديدا ينتهى دورُ نظريَّة التطورِ بل وينتهى دورُ عِلمِ الأحياءِ تماما، ويتوجَّبُ علينا أنْ نُغادِرَ فصلَ الأحياءِ لندخلَ فصل الفيزياءِ لنبحثَ فى منشأِ الذراتِ، لنكتشِف أنَّنا يتوجَّبُ علينا أن نأخذ مُقرَّرًا عَن "فيزياءِ الكون" لنصلَ إلى الأصولِ الأولى للكونِ.

    لاحِظ أنَّ هذهِ الرِحلة تستمرُّ مَع الخالِقِ دونَ أن تنكسِرَ فى أىِّ حلقةٍ مِن حلقاتِها بينما ينتهى تماما دورُ علمِ الأحياءِ بجميعِ فروعِه، لهذا نقولُ أنَّ النظريَّة لا يُمكنُ أبدا أن تكونَ دليلا على عدمِ وجودِ اللهِ تعالى أو حتى شبهَ دليلٍ على ذلِك.


    المُحصِّلة النهائيَّة بعدَ تتبُّعِ جميعِ السلاسِل تعودُ بنا إلى نُقطةِ البداية والتى تقودُنا إلى فرضٍ مِن اثنين

    • البدايَةُ أزليَّة
    • البدايَة مَخلوقة

    والبدايَة الأزليَّة فى أبسَطِ دلالاتِها تُسقِطُ اعتراض المُلحدين على وجودِ اللهِ تعالى؛
    فلو كانَ الكونُ أزليا فما المانِعُ أن يكونَ لهُ خالِقٌ أزلىٌّ ؟

    ولو كانت البدايَةُ مَخلوقة فلا شكَّ أنَّ خالقها سيكونُ لهُ قوانين مُختلفة عن قوانينها، ولا يوجَدُ ما يَمنعُ عقلا أن يكونَ هذا الاختلافُ فى قانونِ السببيَّةِ ذاته، فيكونُ الخالِقُ غيرَ حادِثٍ ولا خاضِعٍ للأسباب، وذلِكَ هو اللهُ تعالى.

    لاحِظ أنَّ هذا التسلسل المنطقى فى التفكيرِ حدَث بعدَ التسليمِ التامِّ بجميعِ ما يقولُه التطوريون، مِمَّا يوضِّح أنَّ كلامَهُم كلَّه لا قيمَة له فى مسألة وجودِ اللهِ تعالى.



    يُتبَعُ بإذنِ الله ......

    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد
    المشاركة الأصلية بواسطة ظل ظليل مشاهدة المشاركة
    الأخ الحبيب / أحمد
    كثيراً ما يتردد عي ألسنة الناس أن تشارلز دارون "ملحد" أو "ينكر وجود الإله" ، بل كثيراً ما نسمع بأن نظريته في التطور تستلزم نفي اقتضاء الخلق الإلهي . من خلال البحث والمطالعة ، ظهر أن هذا ليس على إطلاقه وأن هناك نصوص تبين اضطراب دارون إلى آخر لحظة في حياته في مسألة الاعتقاد ، بل يوجد نص ينص فيه هو على اصطفاء الخالق لبني آدم من بين الكائنات ، وكذلك نصوص تفيد اعترافه بوجود الله .

    قال دارون في رسالة خاصة بعث بها إلى زميله أسا جري بتاريخ 29 نوفمبر 1857 : "يالها من قفزة تلك التي كانت من تنوع ثري ، أنتجه الاصطفاء الطبيعي ، إلى نوع أنتجه العمل المستقل لليد الإلهية [يقصد الإنسان]".ـــ [1].

    بصراحة يا أستاذنا أرى ما حدَثَ فى حِقبَةِ دارون عارا فى تاريخِ البشريَّةِ وسُبَّةً فى جَبينِ العِلمِ والعُلماءِ، إنَّهُ نوعٌ مِن الانحطاطِ الإنسانىِّ لم يَسبِق لهُ مَثيلٌ فى تاريخِ البشر - بل ولا فى تاريخِ عمليَّة الارتقاء -.

    دارون أساسا لمْ يَكُن عالِما بل كانَ باحثا هاويا كلُّ ما فعله أنْ لاحظَ شيئا فتتبعَهُ ثمَّ انتقل مِن المُلاحَظةِ إلى الاستنتاجِ دونَ مُقدِّمات ثمَّ قدَّم هذا البحثَ للمُجتمعِ آنذاك، وما حدَث بعدَ ذلِك كان جريمَة نكراء فى تاريخ العِلمِ والإنسانيَّةِ على حدٍّ سواء. بمُنتهى السرعة يتحوَّلُ الباحِثُ المَغمورُ إلى عالِمٍ مشهورٍ، ويتحوَّلُ كِتابُه "أصل الأنواع" ليُصبحَ مَرجعا علميًّا مُتخصِّصا بل أهمَّ مرجِعٍ عِلمىٍّ فى تاريخِ البشريَّة. هُنا الأمرُ مَفهومٌ بَعض الشئ فقدْ قدَّم دارون للعقلِ المُتعطِّش للمَعرِفةِ وللعِلمِ وللفِرارِ مِن سَطوةِ الكنيسةِ وتخلُّفِها وخزعبلاتِها إجابَاتٍ عَن أقدَمِ الأسئلةِ وأهمِّها تُعارِضُ ما تُقدِّمُه الكنيسَةُ وتتمسَّحُ بمسوح العِلم، أى أنَّهُ يُمكنُ القولُ أنَّ السبَبَ فى كلِّ هذهِ المُعاناةِ الإنسانيَّة هو "الكَنيسة"، وللعجَب العُجاب تجدُ أحدَهُم يسألُ "ما الجديدُ الذى أتى بهِ الإسلامُ ؟"

    الفِكرَةُ أنَّ بحثَهُ بالكامِل لم يحتَوِ على دليلٍ واحِدٍ ينفى وجودَ اللهِ تعالى، بل وأكثر مِن ذلِك لم يحتوِ على دليلٍ يقطعُ بصحَّةِ النظريَّةِ ذاتها، وهذا أدَّى بهِ إلى القولِ أنَّ الدليل الذى يَنتظرُه هوَ "الحلقة الوسطى" ومجالُ البحث عنها بالطبع هو "الحفريَّات" .. هُنا تظهرُ المُشكلة الكُبرى التى كلَّمتُ أنسَ عَنها : "ماذا لو ظهرَت حفريَّةٌ لنصفِ زاحِفٍ ونِصفِ طائِرٍ ؟" هل سيُعدُّ ذلِك دليلا على التطوُّرِ فضلا عَن عدمِ وجودِ الله ؟ .. ولِماذا نرفضُ الاحتمال الذى يَقتضى أنَّ هذهِ الحفريَّة لمخلوقٍ خلقَهُ اللهُ بالخلقِ المُباشِر على هذهِ الصورَةِ ؟ أو على الأقل لزاحِفٍ أو طائِرٍ وقعَت فيهِ طفرَةٌ دون حاجَةٍ لذلِك وانتهى تطوُّرُه عِند هذهِ المرحلةِ ثمَّ انقرَض كغيرِهِ من الكائنات ؟ أعنى لماذا يكونُ دليلا "فقط" على التطوُّرِ !!!!

    فأنا مُشكلتى مَعَ دارون ليست دينيَّة أبدا بل إنَّها فى الحقيقةِ عِلميَّةٌ إلى آخرِ المَدى، دارون تكلَّم فى أمورَ تهمُّ البشرَ فى حياتِهِم بل فى أصلِ وجودِهِم مُتلفِّحا ثيابَ العُلماءِ دونَ أنْ يُقيمَ دليلا واحِدا على كلامِه، دارون فى نظرى انتقلَ ببحثِهِ هذا لا مِن صفوفِ الباحثين المغمورين إلى صفوفِ العُلماءِ المَرموقين بل إلى صفوفِ الأنبياءِ الدجَّالين، وإنْ كانَ لمْ يدَّعِ النبوَّة أو يسع إليها، وتِلكَ هىَ المُشكلة.

    ومَعَ ذلِك يبقى ما قدَّمهُ دارون - بالنسبَةِ لى - فِكرَة "لا ترقى لتُصبِحَ نظريَّة" تستحقُّ الدراسَة والبَحْثَ الطويلين المُرهِقَيْنِ لتطويرِها والارْتِقاءِ بها لتكونَ مُلائمةً لحقيقةِ الحياةِ وجَوهَرِها بل ورَوعَتِها.

    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد
    المشاركة الأصلية بواسطة انس مشاهدة المشاركة
    متابع باذن الله ..يا استاذ احمد ..

    شرَّفنى مرورُك أخى أنس، ولكنِّى لا أكتفى مِنكَ بالمُتابعة، أنتظرُ مِنك تقييما وتقويما أيضا فأنت أهلٌ لذلِك بإذن الله.

    المشاركة الأصلية بواسطة انس مشاهدة المشاركة
    البيولجيا الجزئية تدعم التطور والخلق الخاص واكبر مثال القائلين بالتصميم الذكى

    تِلكَ هىَ المُشكِلة أساسا أخى، وهىَ مُشكلة سأتكلَّمُ عنها كثيرا فيما يأتى بإذن الله تعالى، المُلحِدون يأخذون كلَّ شئ قدْ يعنى وجودَ الإلهِ أو عدمَ وجودِه باستواء أو حتى يكونُ أقوى فى الدلالة على وجودِه مِن عدَمِ وجودِه - أقول : يأخذون ذلِك ويُفرِّغونه مِن احتماليَّةِ وجودِ اللهِ ثمَّ يُقدِّمونه إليكَ قائلين : "انظر، هذا الأمرُ يفيدُ عدم وجودِ اللهِ وإذا فهذا دليل على عدمِ وجودِهِ" وهىَ مُشكلة مَنطقيَّة وأخشى أن تكونَ عقليَّة أيضا، ومِن سُخفِ الواقِعِ أنَّها مُتأصِّلة فى علماءِ المَلاحِدَةِ أكثر مِن عامَّتِهِم !

    والحقيقةُ أنَّ أصولَ هذهِ المُشكلة بدأت مِن دارون واستمرَّت حتى يومنا هذا لصيقةً بكلِّ مُلحِدٍ لا تنفكُّ عَنه، تابِع ردِّى على أستاذنا الحبيب ظل ظليل.

    اترك تعليق:


  • ظل ظليل
    قام بالرد
    الأخ الحبيب / أحمد

    كثيراً ما يتردد عي ألسنة الناس أن تشارلز دارون "ملحد" أو "ينكر وجود الإله" ، بل كثيراً ما نسمع بأن نظريته في التطور تستلزم نفي اقتضاء الخلق الإلهي . من خلال البحث والمطالعة ، ظهر أن هذا ليس على إطلاقه وأن هناك نصوص تبين اضطراب دارون إلى آخر لحظة في حياته في مسألة الاعتقاد ، بل يوجد نص ينص فيه هو على اصطفاء الخالق لبني آدم من بين الكائنات ، وكذلك نصوص تفيد اعترافه بوجود الله .

    قال دارون في رسالة خاصة بعث بها إلى زميله أسا جري بتاريخ 29 نوفمبر 1857 : "يالها من قفزة تلك التي كانت من تنوع ثري ، أنتجه الاصطفاء الطبيعي ، إلى نوع أنتجه العمل المستقل لليد الإلهية [يقصد الإنسان]".ـــ [1].

    = = = = = = = = = = = = = =

    [1] الكتاب: Charles Darwin's Letters: A Selection 1825-1859 (مجموعة رسائل تشارلز دارون).
    تحرير : Frederick Burkhardt
    الدار: Cambridge University Press
    السنة: 1996.
    الصفحة: 183.




    متابع معك ... وفقك الله .

    اترك تعليق:


  • انس
    قام بالرد
    متابع باذن الله ..يا استاذ احمد ..

    البيولجيا الجزئية تدعم التطور والخلق الخاص واكبر مثال القائلين بالتصميم الذكى

    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد

    2) إذا افترضنا أن النظرية صحيحة تماما في فكرتها الكلية وفي تفاصيلها الداخلية فهي أيضا لا تصلح دليل نفي لوجود الله جل جلاله بل على العكس فإن وجودها أقوى في إثبات وجود الله تعالى من عدم وجودها ؛ فإنَّها تضيف بعدا آخر للدقة والروعة والإعجاز والإبداع فى تصميم تلك المكونات الأولية التى انفجرت منها الحياة، ألا ترى معى أن الأجيال المتقدمة من الحواسب الآلية والهواتف النقالة والبشر الآليين تمتلك دائما قدرات ووظائف أكثر تقدما من الأجيال التي تسبقها، مثل قدرتها على تطوير نفسها ومعالجة أخطائها وحذف فيروساتها بل والقدرة على إنشاء برامج أخرى أو آليات أخرى، ألا ترى معى أن هذه الأجيال المتقدمة أقوى في إثبات وجود صانع ماهر خلفها من غيرها من الأجيال البدائية التي حتى وإن دلت على وجود صانع فإنها لا تدل على مهارته وتمكنه وقدرته كما تفعل هذه الأجيال المتقدمة.

    وإذا كان الناس قديما لا يتصورون أن تنشأ الحياةُ مِن غيرِ موجِدٍ برغم قلة علومهم وضحالةِ معارِفهم– أفلا يكون أصعب على التصديق وأعتى على التصوُّر أن تكونَ الحياةُ قدْ انبثقت بغيرِ موجِدٍ قادِر مَع تطوُّرِ العلمِ واتساعِ مَعارِف الإنسانِ بخصوص الحياةِ واكتشاف مدى تعقيدها ودرَجةِ إبهارِها وقدرتها على البقاءِ فى أصعبِ الظروف وأعتاها مع كل ما فيها مِن تنوُّعٍ بل .... وقدرتها على التطوُّر !

    أعنى مَن ذا الذى يُمكنُ أنْ يَمرَّ بطيْفِ خيالِهِ أنَّ
    اللبناتِ الأولى للمادَّةِ يُمكنُ أنْ تكونَ على هذهِ الدرجَةِ المُبهِرَةِ مِن التعقيدِ والتطوُّرِ، بحيث أنَّ البشر حتى يومنا هذا - بكلِّ ما وَصلوا إليهِ مِن تِقنياتٍ وعلوم - لا يَفهمون جميعَ أحوالِها، فلا يملِكون أمامَ الإلكترونِ مَثلا سوى قوانينِ الاحتمالاتِ المُتمثلة فى "قوانين الكمِّ"، إنَّهُ أمرٌ يخرجُ عَنْ التصوُّرِ حتى أنَّه يقفُ مِن العقلِ موقِف العدوِّ أن يُقالَ أنَّ هذهِ الدِقَّة المُبهِرة - التى تفوق حدودَ الفهمِ وتتجاوَزُ أفقَ العقلِ - هىَ دليلُ نفى وجودِ اللهِ تعالى، والأفجَعُ مِن ذلِك أنْ يُقالَ أنَّ قُدرَةتِلكَ اللبناتِ الأوليَّةِ للمادَّة على تصميم اللبناتِ الأوليَّةِ للحياةِ - التى تفوقُ الأولى إبهارا وإبداعا - بحيثُ يكونُ لها القُدرَةُ على "إنشاءِ" الحياةِ ثمَّ "الارتقاء" بها، "الارتقاء" بها فقط وليسَ السقوط ولا الانحدار، "الارتقاء" المُبهِرُ والمُعجِزُ، "الارتقاء" الذى يأخذُ الألبابَ ويكتمُ الأفواه، أنْ يُقالَ أنَّ هذا دليلُ نفى وجودِ اللهِ تعالى.

    إنَّها أشدُّ سخافةٍ اجترحَها العقلُ البشرىُّ على مرِّ الدهورِ، ومِن عَجيبِ الأمرِ أن ينعى أهلُ هذهِ السفاهَةِ على الخلقيين إيمانَهُم بوجودِ اللهِ تعالى.



    ملحوظة : أسقطنا هُنا حَلقةً مُهمَّة هىَ "اللبناتُ الأوليَّة للطاقة" التى "أنشأت" و"ارتقت" بـ"اللبنات الأوليَّة للمادَّة" فإنَّ الحديثَ عَن ذلِك يحتاجُ إلى قُدْراتٍ لا نَملِكُها نحنُ المُتكبرون على خالِقِنا !



    يُتبَعُ بإذنِ الله ......

    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد

    ثانيا : هل تصلح نظرية التطور دليلا على نفي وجود الله ؟

    1) الحس العقلي البدهي يقول إنه إذا كان كثير من العلماء الذين يؤمنون بنظرية التطور يؤمنون بوجود الله أيّا كانت صورة وجوده أو تعريفه سواء كإله أو كقوة عظمى أو ما سوى ذلك فلو كانت النظرية تقف من وجود الله موقف الضد ما اجتمع الضدان.

    والحَقيقةُ أنَّ الناظِرَ المُتأمِّل فى عِباراتِ القومِ يجِدُها فى كمٍّ لا بأسَ بهِ مِنها تُضاهى قولَ الإسلامِ فى اللهِ جلَّ جلالُه، وأغلبُ هؤلاءِ قدْ جاوَرَهُم الصوابُ فى شِقٍّ وجانبَهُم فى آخر، فوافقهُم فى رفضِهِم لِفكرَةِ الإلهِ المصلوبِ الجاهِلِ الجبَّار "الكهل الأشقر الذى يجلسُ على عرشِ السَّماء ليُحصى خطايا البشر"، فهؤلاء الذين سبروا أغوار الكونِ مِن بدايتِه لمُنتهاهُ - حسب ظنِّهم - وغاصوا إلى أعمقِ أسرارِه وقوانينهِ لا يُمكنُ أبدا أنْ يؤمنوا بإلهٍ لا يعلمُ متى تطرحُ شجرَةُ التينِ ثمرَها ولا مَتى تحينُ السَّاعَة، فهُم فى الحقيقةِ لمْ يُنكروا وجودَ الإلهِ بعامَّةٍ ولكنَّهُم أنكروا الإلهَ الذى درجوا على مَعرِفتِه ورأوا أهليهِم يُقدِّمون لهُ فروض الولاءِ وطقوسَ العِبادَةِ أمام صورَتِه وهوَ طِفل بينَ ثديى أمِّه أو شابٌّ مُسمَّرٌ على خشبَةٍ أو بجوارِ أبيهِ الرجل الكهل الأشقر.

    أمَّا الملاحِدَةُ المُسلِمون فإنِّهم يسيرونَ خلفَ هؤلاءِ على عمى وغيرِ بصيرَةٍ، ولديهِم كَمٌّ لا نظيرَ لهُ مِن الجَهلِ بدينِهِم فضلا عَن الفروقِ العظيمَةِ بين الدينيْنِ، فيكتفونَ بتردادِ ذاتِ الكلامِ الذى يُردِّدُه أسيادُهُم فمهما حاوَلتَ إسقاط كلامِهِم على واقِعِهم ما استطعْتَ إلى ذلِك سبيلا، فيُنكِرون وجودَ دليلٍ على وجودِ اللهِ تعالى أو على صِحَّةِ رسالتِه ويتمسَّكون بإيمانِهِم بالعِلمِ، بينما الواقِعُ أنَّه سواءٌ وجودُ اللهِ تعالى أو صِحَّةُ رسالته قد ثبتا جميعا بالعِلمِ لا بأىِّ طريقٍ آخرَ، هى فقط أفرُعٌ مِن العِلمِ لم يُبصَم عليها ببصماتِ أسيادِهِم الأوروبيين أو الأمريكيين مِن اليهود والنصارى والبوذيين، فهؤلاءِ لهُم فى كلِّ مزبلةٍ مَجلِسٌ وديوانٌ إلا جنَّةُ أسلافِهِم هُمْ مِنها بشرِّ مكانٍ.

    أمَّا ما أخطأوا بهِ - الأوَّلون - فهوَ أنَّ كرههم لهذا الإلهِ المَزعومِ قادَهُم إلى الكُفرِ بالإلهِ بعامَّةٍ، وإن كانوا يقولون بوجوبِ توَفُّرِ صِفاتٍ مُعيَّنةٍ فى هذا الإلهِ إذا كان موجودا، ثمَّ يقولون أنَّهُ لا دليلَ على وجودِه فيُنكرون المسألةَ جميعها أو يُلقون عِبء الإثباتِ فيها على الخلقيين.

    هذا يُذكِّرُنى بالمُمَثِّلةِ التى أخبروها بتاريخِ اكتشافِ الأكسجينِ فسألتْهُم "وماذا كان البشرُ يتنفسونَ قبل ذلِك"، فلا يَلزَمُ مِن عَدَمِ العِلمِ عِلمُ العَدَمِ، وعِندَ عدَمِ العِلمِ يَكفى اصطحابُ الأصل حتى يقومَ الدليلُ على غيرِهِ، فقبلَ اكتشافِ الأكسجين كان النَّاسُ يَعلمون أنَّهُم يتنفسون ويحيون بهذا النفسِ دونَ أن يُدرِكوا ماهيَتَهُ أوْ طبيعَته، وكذلِك فى وجودِ اللهِ سُبحانه فالأصلُ هوَ وجودُهُ حتى يقومَ دليلٌ على عدمِ وجودِه هكذا كانت المَسألةُ وهكذا ستبقى إلى الأبد، فما بالُنا وأنَّه قام أيضا دليلٌ على وجودِ اللهِ تعالى !


    يُتبَعُ بإذنِ الله ......

    اترك تعليق:


  • أحمد.
    قام بالرد
    هذهِ المُجادَلةُ لا تتعلق بأدلة ثبوت "النظرية" فإنَّه بعدَ إيقاعِ النَّظرِ على هذهِ النظريَّةِ مِن جميعِ جوانبِها يَتَّضِحُ أنَّها لا تُعارِضُ وجودَ اللهِ تعالى ولا صِحَّةَ الإسلامِ على أىِّ وَجهٍ مِن أوجُهِها أو فى أصغر مسألةٍ مِن مسائِلِها، بل إنَّ الناظِرَ المُدَقِّق يستطيعُ بسهولَةٍ استخدامَها دليلاً على وجودِ اللهِ كمسألةٍ أولى، ودليلا أكبَرَ على صِحَّةِ الإسلامِ كمسألةٍ ثانية، ونحنُ لولا أنَّنا مُسلمونَ لاحتَجَجْنا بهذهِ النظريَّةِ - بل وبِعباراتِ المَلاحِدةِ أنفسِهِم فيها - على وجودِ اللهِ وصِحَّةِ الإسلامِ، ولكنَّنا مُسلِمون أهلُ حُجَّةٍ وبُرهانٍ وحَقٍّ وقُرآنٍ، لا نقبلُ قولا بغيرِ دليلٍ ولا دليلا بغيرِ حُجَّة، ونعلمُ أنَّ اعتقادَ الإنسانِ فى شئٍ غيرُ مُلزِمٍ لغيرِهِ ما لمْ يُثبتْهُ لهُ فإنْ أثبتَهُ صارَ الإلزامُ إلزامَ أدَبٍ وتهذيب لا إلزامَ قهرٍ وتعذيب.

    ويَكفينا أنْ نَحتجَّ على المُلحدين بعباراتِهِم كما يقولونها فى إثباتِ خطأِ ما يَزعمونَهُ بحُجَّةٍ لا يرفضونها، أمَّا نحنُ أهلُ القرآنِ العظيمِ فحالُنا مَعَ العِلمِ يبقى أبدا كحالِ أمثالِنا مَعَ مِثلِه، لا نشبعُ مِنهُ ولا نضجُّ بهِ ولا نُنكِرُ عليهِ فى شئٍ قادنا إليهِ، نُجِّلُ العِلمَ ونُقدِّرُ العُلماءَ ونعرِفُ أنَّ
    مِن إجلالِ العِلمِ وتقديرِ العُلماءِ ألا يؤخذَ العِلمُ بالظنِّ والتيهان بل بالدليل والبرهان، فنبحَثُ حقَّ البحثِ ونجدُّ عينَ الجِدِّ حتى نصلَ إلى الحقِّ المُبينِ بمَنهجيَّةٍ لا لغوٌ فيها ولا تأثيم، تقيمُ العوجَ وترفعُ الخبثَ وتُنقى حقيقةَ العِلمِ كما يُنقى الكيرُ خبَثَ الحديدِ، وتُجَنِّب العالِمَ والعالَمَ مُعالجَةَ الخطأِ المُترتِّبِ على الحقيقةِ العِلميَّة اللاحقيقيَّة واللاعِلميَّة
    ، نُخطئ كغيرِنا ولكنَّنا أبدا لا نستسهِلُ العِلمَ كما يستسهلونَه، ولا نُهينُه كما يُهينونه، ولا نجحدُهُ كما يَجحَدونَه.

    لذلِك فهذهِ المُجادَلةُ ستُناقِشُ بإذن اللهِ تعالى مسائل أولية لا بُدّ منها بعد التوصيف فأقول :

    أولا : التوصيف

    أقامَ المُلحِدُ دعواه على أن "نظريَّة التطوُّرِ" تتعارض مع
    وجود الله بعامة ومع دين الإسلام بخاصة، وهو لازم من إقرانه بين صدق "النظرية" وبين تحوله إلى الإلحاد وتلكما مشكلتان تتبعهما ثالثة ؛ أنه يخلط بين "فكرة" النظرية وبين تفاصيلها ومعلوم أن "النظرية" من حيث "لب الفكرة" قد تكون صحيحة بالكلية أو فاسدة بالكلية، فإن كانت صحيحة فهي من حيث تفاصيلها قد تصح بأية نسبة من النسب التي يتحقق معها مضمون الفكرة وجوهرها ؛ فإذا قلنا على سبيل المثال إن الأرض كروية فهذه الفكرة تظل صحيحة رغم أن نسبة كروية الأرض ليست تامة لوجود الانبعاج عند القطبين، فتلك ثلاث مشاكل في التوصيف نناقِشها فى المُشاركاتِ التالية.



    يُتبَعُ بإذنِ الله ......

    اترك تعليق:


  • التَطوُّرُ، دَليلًا عَلى وجودِ اللهِ.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السَّلامُ عَليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبرَكاتُه

    اِعلمْ - يا عَبدَ اللهِ - أن العقل وزير تابعٌ حيثما وجهتَه توجَّه، وما عَبَدَة الإنسانِ أو الحيوانِ أو الجمادِ أو الجنِّ أو الملاكِ - وما أهلُ الباطل جَميعا فى مُنافحتِهم عن باطلِهم بعقولهم مُتَّبِعون للعقل وإنما هم مُستَعبِدوه ؛ استَعبَدوه لأهوائهم الفاسِدَةِ فانطلَق يُقيم الحججَ الباطِلات والأدلة الواهِياتِ التى
    تُقيم لهم هواهم وتُرضى نفوسَهم.

    فالذى أراه أنك ليس تَجذِبُك هذه "النظرية" اتِّباعا لحُجَّة أو دليل ولكن عُجْبًا بفكرة كامنة وراءها ربما هوتها نفسُك أو أُشْرِبَ بها هواك. فانظُرْ حالك فإنى أعِظُك أن تقوم لله مُحرِّرا عقلَك من عبودية الهوى واستبداد النفس وأن تتفكر قائلا لعقلك : "
    قُدنى للحقيقة لا لشىء غيرِها"، واستعن بالله ولا تعجز.


    قلتُ : تخيل معى أننا نعيش قبْل الآن بمائة أو مائتين من السنين،
    وإذ بك اطلعت على كلام العلماء أن الشمس لها موضع ثابت فى الفضاء، فاشْتَبَهَ عليك قولُ الله سبحانه : { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) } ( يس )، فإذا ..

    الأمر لا يخلو من فرضين : إما أن يقع الخطأ فى كلام العلماء أو فى كلام الله جلَّ جلاله فإن تعارض القولان فإن العقل السليم يقولُ :

    أ) كلام الله لا يتعارض مع
    بَدهياتِ العقل ومُسلَّماته الثابتة النهائية القطعية فما كان الله لِيخلق عقلا يحكمُ على شىء من ذاتِهِ أو صفاته أو أفعاله بالاستحالة، وما كانَ ليُخبِرَ الإنسانَ بشئٍ يَحكمُ عليهِ عقلهُ بالاستحالةِ، ونظير ذلك قولُ أهل الصليب على الثلاثة إنهم واحد وعلى الواحد إنه ثلاثة – خطأ منطقى -، وقولهم عن الأرنب إنه من الحيوانات المجترَّة وعَن الأرضِ إنَّها مُسطـَحة دائِريَّة – خطأ علمى -. فلو قال النصُّ شيئا يَحكمُ عليه العقل بالاستحالة سواء بالمنطق أو العلم كان النصُّ ساقطا ولا مُعوِّل عليه، وليس فى النصوص الإسلامية الصحيحة من ذلك شىء.

    ب) إذا وقع التعارض بين النصِّ وبين قولٍ يجرى عليه الصواب والخطأ بالمنطق أو بالعلم –
    أى بالاجتهاد المنطقى أو بالاجتهاد العلمى – فإن النصَّ إذا كان معلوما بطريق القطع واليقين فإنه لا يسقط لأجل قول لا يفيد إلا الظن. وقالَ اللهُ تعالى : { وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ
    وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) } ( النجم )، ولأجل ذلك يدَّعى المسلمون أن النصوص المقدسة لا تكون لها قدسية إلا أن تكون ثابتة بطريق القطع واليقين وإلا جاز سقوطها لمجرد الظن، وما كان الله ليذَرَ خَلْقَه ضائعين فى متاهة الظنون كفرع يابس فى مهَبِّ الريح، فالريح القوية لا يقدِر عليها إلا شجرة راسخة .. فتأمَّلْ.

    ولأنه ثابت لدينا - بسابق النظر – أن نصوص القرآن الكريم ثابتة بطريق القطع واليقين فإننا سننظر فى قول العلماء فنستدعى فى عقولنا عملية التفكير بأدواتها التى أبدعها الله تعالى لنا وأنعم بها علينا لنعرف حجية هذا القول، فأمَّا أنا فسأقيس الأمور وأقولُ لك :
    إذا كان الناس يعيشون على ظهر الأرض وهى تدور حول محورها وحول الشمس ولم يعرفوا بهذا الدوران ولا ذاك، واليوم يعرفون أنهم أخطأوا ويعترفون فما لنا ندع قول من لا يُخطئ لقولِ من يُخطئ.

    قلتُ : وسبحان الله العظيم، اليوم يعرفون أنهم أخطأوا ويَعترِفون.


    أقولُ :
    فإذا كان هذا هو المنهج السليم والسبيل القويم فكيف بك تأتى حاملا كفتى ميزانٍ "
    القرآنُ" فى إحداهما و"النظريةُ" فى الأخرى ؟! إن كنتَ قصَّرتَ فى تعلُّم دين الله وفهم رسالته وهجَرتَ كتابَه حتى لم تعرِفْ ما إذا كانت نصوصه ثابتة بالقطع أم بالظن أو تصح معارضتها بالقطع أم بالظن فكان الأولى بك أن ترجع إلى منابع الدين القويم تستقِى منها العلم السليم.



    يُتبع بإذن الله ....

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 07:21 م
ردود 0
85 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة إبراهيم صالح  
ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:58 م
رد 1
281 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة فؤاد النمر
بواسطة فؤاد النمر
 
ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:50 م
رد 1
68 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة إبراهيم صالح  
ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 06:47 م
ردود 0
129 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة إبراهيم صالح  
ابتدأ بواسطة إبراهيم صالح, 25 أكت, 2020, 05:59 م
ردود 0
383 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة إبراهيم صالح  
يعمل...
X