شبهه حول قوله تعالى (( لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ)) بالانعام

[الفقيره]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على من اتبع الهدى

الشبهه



قالوا بان هناك تناقض في القران



الايه الاولى قال الله تعالى {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ} الانعام 115




هنا يذكر انه لا مبدل لكلماته بينما في ايه اخرى يذكر ان اياته نسخت وبدلها ..!!!




الايه الاخرى قوله تعالى {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}106 البقرة

الرد عليها



اولاً ::: الايه الاولى ذكرت انه لا مبدل لكلماته سبحانه وتعالى



ويقصد بكلماته بالايه أي وعوده واخباره



فكل ما اخبر به بالقران حق



فوعده بدخول المؤمنين للجنه حق ووعده بدخول الكفار لجهنم حق واخباره عن حال القيامه وما يحدث فيها حق



فجميع هذه الاخبار والوعود فهي حق لا تبديل فيها ابداً

ثانياً::: من المعروف ان اللفظ "كلمه" تستخدم للتعبير عن الوعود والقرارات حتى لازالت حتى الان



فدائماً ما يقال كلمتي واحده ولن تتغير



أي قراري او وعدي لك لن يتغير ولن اخلفه ابداً



فهذا هو معنى الايه الكريمه



وكما انقل لكم



تفسير ابن الجلالين



{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} بالأحكام والمواعيد { صِدْقاً وَعَدْلاً} تمييز { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِ} بنقض أو خلف { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ} لما يقال { ٱلْعَلِيمُ} بما يفعل.

ثالثاً:: الايه الاخرى تتكلم عن ايات الله بالقران الكريم ويقصد التي تتحدث عن الاحكام الشرعيه



فالنسخ يكون بالاحكام الشرعيه فينسخ حكم شرعي الى حكم شرعي اخر



تفسير ابن الجلالين للايه



ولما طعن الكفار في النسخ وقالوا إنّ محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزل: { مَّآ} شرطية { نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ} أي نزل حكمها: إما مع لفظها أو لا وفي قراءة بضم النون من أنسخ أي نأمرك أو جبريل بنسخها { أَوْ} نؤخرها فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وفي قراءة بلا همز من النسيان: أي ننسكها أي نمحها من قلبك، وجواب الشرط { نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا} أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر { أَوْ مِثْلِهَا} في التكليف والثواب. { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ومنه النسخ والتبديل والاستفهام للتقرير.

رابعاً::: من المعروف ان لفظ الايه تطلق على الدليل او المعجزه



و الله ينسخ اياته لحكمته سبحانه وتعالى



فمع كل عهد جديد يرسل الله رسله بتشريع جديد ينسخ التشريع الذي قبله



ومع كل عهد يبدل الله اياته ومعجزاته للناس فيرسل مع كل نبي معجزته الخاص به



وقد ينسخ الايات التي تحوي الاحكام الشرعيه في نفس الرساله السماويه الى احكام شرعيه اخرى



ففي بدايه الدعوه للاسلام بدأ التشريع باحكام بعضها نسخت الى احكام جديده والغايه كما ذكرها ابن الجلالين في تفسيره



طبعاً وبما ان الاسلام هو اخر الرسالات السماويه والنبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء والقران الكريم اخر الكتب السماويه وتم تنزيله و تعهد الله بحفظه فعليه يكون الاسلام باقي وصالحه احكامه حتى قيام الساعه