تويت
(الصلب المبين لترهات عدنان إبراهيم بشأن صحابة سيد المرسلين)
(الجزء الأول)
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى
أما بعد
فهاكم مقالي الأول في هذه السلسلة ردا على عدنان إبراهيم و دفاعا عن صحابة سيد الخلق أجمعين
بادىء ذي بدء يا دكتور عدنان فالمنافقون #ليسوا من جملة الصحابة بالمعنى الإصطلاحي فالصحابي هو من ثبت له حسن إسلام و صحبة للنبي صلى الله عليه و سلم و قد أظهر الله لنبيه صلى الله عليه و سلم المنافقين بصفاتهم أولا ثم بأعيانهم لاحقا .
فللصحابة الكرام فضائل منها صحبة النبي صلى الله عليه وسلم.و السبق إلى الإسلام و الذب عن دين الله و عن رسوله صلى الله عليه و سلم و الهجرة معه أو إليه أو نصرته و التأسي به و الحفظ عنه و البلاغ عنه إلى من بعدهم و السبق بالنفقة في أول أمر الإسلام و هو لا يزال نبتا ضعيفا و قوى الكفر تحاربه و يكفي الصحابة الكرام أن حملوا الإسلام إلى من بعدهم و أفتدوه بأنفسهم و أموالهم فأبلغوه خير بلاغ و هكذا سنوها سنة حسنة فلهم أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم الدين.
• أما المنافقون من طبقة الصحابة فقد قال الله تعالى في شأنهم:
: { وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} {محمد:30}}.
قال الإمام الطبري رحمه الله: (فلتعرفنهم بعلامات النفاق الظاهرة منهم في فحوى كلامهم، وظاهر أفعالهم، ثم إن الله تعالى ذكره عرفه إياهم)
فلقد بين الله صفات المنافقين في سور كثيرة كالبقرة و النساء و التوبة و الأحزاب و الفتح و محمد و المنافقون… و كل هذه السور الكريمة أظهرت لأهل الحديث من هم المنافقين بصفاتهم
ففي سورة النساء قال عنهم... رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا وفي أول سورة "المنافقون": إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَالله يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ? إلى آخر السورة،وفي سورة الحشر/11 وما بعدها: أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ .. وفي سورة الأحزاب/12: وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا ?ثم الآية 6.: ? لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ .. وأوضح ذلك ما جاء في سورة التوبة التي من أسمائها الفاضحة لأنها فضحت المنافقين، ففي الآية 64 منها يقول الحق عز وجل: يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ .. وفي الآية 1.1: وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ … ونحوها كثير في السورة.
• لاحظ يا دكتور أن النبي صلى الله عليه و سلم قد أوحي إليه من هم المنافقون بأعيانهم و دليل ذلك من كتاب الله أمر الله له بجهادهم (يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم و مأواهم جهنم و بئس المصير) و الحذر منهم (و أحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) و عدم الصلاة عليهم بعد موتهم (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره إنهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا وهم فَاسِقُون ) :
ألا ترى يا دكتور أن أمر الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم بجهاد المنافقين و الإغلاظ عليهم و الحذر منهم و عدم الصلاة على موتاهم يقتضي بالضرورة معرفة النبي صلى الله عليه و سلم لأعيان المنافقين ؟؟؟!!!
(إذ لو كان يجهلهم فما فائدة هذه الأوامر الإلهية؟؟؟!!!)
*** لاحظ أن من يزعم أن الله يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بجهاد أشخاص مجهولين و الإغلاظ عليهم و الحذر منهم و عدم الصلاة على موتاهم فإنه إنما يطعن في حكمة الله الحكيم العليم الخبير المحيط!!!
* و الدليل من السنة ما ثبت في صحيح البخاري عن حذيفة - رضي الله عنه – وهو صاحب سر رسُول اللّه ـ صَلَى اللّه عليه وسَلّم ـ العالم بأعيانهم :(ما بقي من المنافقين إلاَّ أربعة
و كذلك ما ورد عن الصحابة مما يدل على معرفتهم بهم فعن:
أـ عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه -وهو يتحدث عن صلاة الجماعة-: (ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق( رواه مسلم.
ب ـ كعب بن مالك- رضي الله عنه -وهو يحكي قصة تخلفه عن غزوة تبوك-: (فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه النفاق، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء). متفق عليه.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في (منهاج أهل السنة): وينبغي أن يعرف أن المنافقين كانوا قليلين بالنسبة إلى المؤمنين، وأكثرهم انكشف حاله لما نزل فيهم القرآن، وغير ذلك".
ونقل ابن سعد في (الطبقات الكبرى ) عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} {الأحزاب: 60} قَالَ: (عُرِفَ الْمُنَافِقُونَ بِأَعْيَانِهِمْ)
و هاهي بعض أدلة عدالة جميع الصحابة من القرآن الكريم :
1 – أولا خاطب الله أول ما خاطب صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }
فكيف يطعن طاعن في عدالة أي منهمً ؟؟؟!!!
2 –هم أيضا أول المخاطبين بقوله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } !!
فكيف يكون في الصحابة من ليس عدلاً وهم خير أمة ؟؟؟!!!
3 – ماذا تقول في قوله تعالى : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود!!!
فكل من #مع النبي صلى الله عليه و سلم يبتغي فضلا من الله و رضوانا و هذا هو لُب العدالة!!!
4 – ما ذا تقول في قوله تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتوا وكلا وعد الله الحسنى }
، و { الحسنى } هي الجنة ، قاله مجاهد وقتادة كما في تفسير ابن جرير ( 27 / 128 ) !!
وهذا نص صريح في عدالة جميع الصحابة وأنهم كلهم في الجنة… فنقيض العدالة هو الظلم و معلوم أن الظلمة هم وقود النار!!!
5 – كذلك قوله تعالى الذي ذكرته آنفا : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم…فهل تظن أن الله يرضى عن الظالمين؟؟؟!!!
أما أدلة عدالة الصحابة من السنة الصحيحة فحدث و لا حرج لكنني أكتفي بالنذر اليسير :
1 – قول النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة في حجة الوداع : ( ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) رواه مسلم !!
فكيف يطلب النبي عليه الصلاة والسلام من الصحابة تبليغ الرسالة وفيهم من ليس بعدل ؟؟؟!!!
2 – حديث : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ) رواه البخاري !!
3 – حديث : ( النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم، أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) رواه مسلم !!
فكيف يأتمن النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه ( كلهم بلا استثناء ) على الأمة وفيهم من ليس بعدل ؟؟؟!!!
• لاحظ تزكية الله عز و جل لجميع الصحابة رضوان الله عليه بلا تفرقة (و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار)
• عندما تحدث عن التابعين اشترط الإتباع (بإحسان) ففهم من ذلك أن أجيال التابعين في القرنين التاليين أو الثلاثة التالية لا بد من التدقيق في أمر تعديلهم إذ يشترط فيهم (إحسان) العقيدة و (حسن) السيرة… لهذا نشأ علم الرجال أو كما يعرفه الناس (علم الجرح و التعديل).
• و لهذا كان هناك تفاضل بين قرون الخير الأولى أثبته رسول الله عليه و سلم بلفظ (ثم) فقرن النبي صلى الله عليه و سلم هو خير القرون و جميع الصحابة الذين ثبتت لهم الصحبة ثقات عدول بشهادة الله عز و جل و تزكية رسوله صلى الله عليه و سلم و الحمد لله رب العالمين.
رضي الله عن سادتنا من الصحب الكرام و جزاهم عنا و عن الإسلام كل خير و هدانا الله و إياكم و صلى و سلم و بارك على خليله و خير خلقه محمد صلى الله عليه و سلم و الحمد لله رب العالمين.
#جمال_مهدلي
(الجزء الأول)
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و سلام على عباده الذين اصطفى
أما بعد
فهاكم مقالي الأول في هذه السلسلة ردا على عدنان إبراهيم و دفاعا عن صحابة سيد الخلق أجمعين
بادىء ذي بدء يا دكتور عدنان فالمنافقون #ليسوا من جملة الصحابة بالمعنى الإصطلاحي فالصحابي هو من ثبت له حسن إسلام و صحبة للنبي صلى الله عليه و سلم و قد أظهر الله لنبيه صلى الله عليه و سلم المنافقين بصفاتهم أولا ثم بأعيانهم لاحقا .
فللصحابة الكرام فضائل منها صحبة النبي صلى الله عليه وسلم.و السبق إلى الإسلام و الذب عن دين الله و عن رسوله صلى الله عليه و سلم و الهجرة معه أو إليه أو نصرته و التأسي به و الحفظ عنه و البلاغ عنه إلى من بعدهم و السبق بالنفقة في أول أمر الإسلام و هو لا يزال نبتا ضعيفا و قوى الكفر تحاربه و يكفي الصحابة الكرام أن حملوا الإسلام إلى من بعدهم و أفتدوه بأنفسهم و أموالهم فأبلغوه خير بلاغ و هكذا سنوها سنة حسنة فلهم أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم الدين.
• أما المنافقون من طبقة الصحابة فقد قال الله تعالى في شأنهم:
: { وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} {محمد:30}}.
قال الإمام الطبري رحمه الله: (فلتعرفنهم بعلامات النفاق الظاهرة منهم في فحوى كلامهم، وظاهر أفعالهم، ثم إن الله تعالى ذكره عرفه إياهم)
فلقد بين الله صفات المنافقين في سور كثيرة كالبقرة و النساء و التوبة و الأحزاب و الفتح و محمد و المنافقون… و كل هذه السور الكريمة أظهرت لأهل الحديث من هم المنافقين بصفاتهم
ففي سورة النساء قال عنهم... رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا وفي أول سورة "المنافقون": إِذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله وَالله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَالله يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ? إلى آخر السورة،وفي سورة الحشر/11 وما بعدها: أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ .. وفي سورة الأحزاب/12: وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا ?ثم الآية 6.: ? لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ .. وأوضح ذلك ما جاء في سورة التوبة التي من أسمائها الفاضحة لأنها فضحت المنافقين، ففي الآية 64 منها يقول الحق عز وجل: يَحْذَرُ المُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ .. وفي الآية 1.1: وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ … ونحوها كثير في السورة.
• لاحظ يا دكتور أن النبي صلى الله عليه و سلم قد أوحي إليه من هم المنافقون بأعيانهم و دليل ذلك من كتاب الله أمر الله له بجهادهم (يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم و مأواهم جهنم و بئس المصير) و الحذر منهم (و أحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) و عدم الصلاة عليهم بعد موتهم (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا و لا تقم على قبره إنهم كفروا بالله و رسوله و ماتوا وهم فَاسِقُون ) :
ألا ترى يا دكتور أن أمر الله عز و جل لنبيه صلى الله عليه و سلم بجهاد المنافقين و الإغلاظ عليهم و الحذر منهم و عدم الصلاة على موتاهم يقتضي بالضرورة معرفة النبي صلى الله عليه و سلم لأعيان المنافقين ؟؟؟!!!
(إذ لو كان يجهلهم فما فائدة هذه الأوامر الإلهية؟؟؟!!!)
*** لاحظ أن من يزعم أن الله يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بجهاد أشخاص مجهولين و الإغلاظ عليهم و الحذر منهم و عدم الصلاة على موتاهم فإنه إنما يطعن في حكمة الله الحكيم العليم الخبير المحيط!!!
* و الدليل من السنة ما ثبت في صحيح البخاري عن حذيفة - رضي الله عنه – وهو صاحب سر رسُول اللّه ـ صَلَى اللّه عليه وسَلّم ـ العالم بأعيانهم :(ما بقي من المنافقين إلاَّ أربعة
و كذلك ما ورد عن الصحابة مما يدل على معرفتهم بهم فعن:
أـ عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه -وهو يتحدث عن صلاة الجماعة-: (ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق( رواه مسلم.
ب ـ كعب بن مالك- رضي الله عنه -وهو يحكي قصة تخلفه عن غزوة تبوك-: (فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه النفاق، أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء). متفق عليه.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في (منهاج أهل السنة): وينبغي أن يعرف أن المنافقين كانوا قليلين بالنسبة إلى المؤمنين، وأكثرهم انكشف حاله لما نزل فيهم القرآن، وغير ذلك".
ونقل ابن سعد في (الطبقات الكبرى ) عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} {الأحزاب: 60} قَالَ: (عُرِفَ الْمُنَافِقُونَ بِأَعْيَانِهِمْ)
و هاهي بعض أدلة عدالة جميع الصحابة من القرآن الكريم :
1 – أولا خاطب الله أول ما خاطب صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }
فكيف يطعن طاعن في عدالة أي منهمً ؟؟؟!!!
2 –هم أيضا أول المخاطبين بقوله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } !!
فكيف يكون في الصحابة من ليس عدلاً وهم خير أمة ؟؟؟!!!
3 – ماذا تقول في قوله تعالى : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود!!!
فكل من #مع النبي صلى الله عليه و سلم يبتغي فضلا من الله و رضوانا و هذا هو لُب العدالة!!!
4 – ما ذا تقول في قوله تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتوا وكلا وعد الله الحسنى }
، و { الحسنى } هي الجنة ، قاله مجاهد وقتادة كما في تفسير ابن جرير ( 27 / 128 ) !!
وهذا نص صريح في عدالة جميع الصحابة وأنهم كلهم في الجنة… فنقيض العدالة هو الظلم و معلوم أن الظلمة هم وقود النار!!!
5 – كذلك قوله تعالى الذي ذكرته آنفا : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم…فهل تظن أن الله يرضى عن الظالمين؟؟؟!!!
أما أدلة عدالة الصحابة من السنة الصحيحة فحدث و لا حرج لكنني أكتفي بالنذر اليسير :
1 – قول النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة في حجة الوداع : ( ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) رواه مسلم !!
فكيف يطلب النبي عليه الصلاة والسلام من الصحابة تبليغ الرسالة وفيهم من ليس بعدل ؟؟؟!!!
2 – حديث : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ) رواه البخاري !!
3 – حديث : ( النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم، أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي ، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) رواه مسلم !!
فكيف يأتمن النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه ( كلهم بلا استثناء ) على الأمة وفيهم من ليس بعدل ؟؟؟!!!
• لاحظ تزكية الله عز و جل لجميع الصحابة رضوان الله عليه بلا تفرقة (و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار)
• عندما تحدث عن التابعين اشترط الإتباع (بإحسان) ففهم من ذلك أن أجيال التابعين في القرنين التاليين أو الثلاثة التالية لا بد من التدقيق في أمر تعديلهم إذ يشترط فيهم (إحسان) العقيدة و (حسن) السيرة… لهذا نشأ علم الرجال أو كما يعرفه الناس (علم الجرح و التعديل).
• و لهذا كان هناك تفاضل بين قرون الخير الأولى أثبته رسول الله عليه و سلم بلفظ (ثم) فقرن النبي صلى الله عليه و سلم هو خير القرون و جميع الصحابة الذين ثبتت لهم الصحبة ثقات عدول بشهادة الله عز و جل و تزكية رسوله صلى الله عليه و سلم و الحمد لله رب العالمين.
رضي الله عن سادتنا من الصحب الكرام و جزاهم عنا و عن الإسلام كل خير و هدانا الله و إياكم و صلى و سلم و بارك على خليله و خير خلقه محمد صلى الله عليه و سلم و الحمد لله رب العالمين.
#جمال_مهدلي
