المرأة على مر العصور (بحث قيم جدا)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

م /الدخاخني مسلم اكتشف المزيد حول م /الدخاخني
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واستكمالا للدور العظيم للمراة في تاريخها الإنساني:
    وكما يأتلق شعاع الضحى بعد رحلة ربداء في أغساق الظلام . . كان ميلاد المسيح الهادي رجفة زلزلت شوامخ الطقوس الدينية المجدبة ، التي لا حياة فيها ولا روح !
    والقرآن كان كذلك - سجلا حافلا بمضامين هذا الميلاد الغريب . . وكأنما ولد عيسى على هذا النحو ليلفت إليه أبصار اليهودية المعصوبة ، التي تقوقعت داخل مفاهيم محفلية جوفاء . . نضب فيها زيت الحياة الخالد ، وخبا في سراجها وهج الروح المتألق الشعاع . . والقرآن يتحدث حين يتحدث لا عن أب لعيسى رعرعه ، ولا عن أسرة له أنجبته ، ولكن عن أمه الطاهرة البتول ، التي خلدت الأمومة في أنصع صفحات تاريخها الوضيء . . تلك الأمومة الفذة ، التي تعرضت لامتحان باتر رهيب ، فلم تهن . . ولم تتهالك . . وإنما شمخت بكل ما في كيانها الباسل من إباء . . متحدية تخرص المتخرصين ، ولغط اللاغطين ، ماضية على طريقها الوامض ، كأنها شجرة فارعة هيفاء . . لا يضيرها أبدا أن تسقط العاصفة من هنا ورقة . . أو من ههنا ورقات!
    إنها مريم . . التي نشأت في بيت دين وفضيلة وعلم ، والتي كان أبوها شيخا جليلا رائعا في قومه . . فلما حملت بها أمها نذرتها لخدمة الهيكل . . { إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (سورة آل عمران الآية 35) { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (سورة آل عمران الآية 36) { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (آل عمران37)وأمضت الفتاة صباها في المحراب عابدة . . حتى إذا أراد الله لشمس رسالته أن تشرق على يدي رسول ، بعث إليها من يبشرها في خلوتها : { قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا } (سورة مريم الآية 20) { قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا } (سورة مريم الآية 21)
    " فحملته " . . وخافت ألسنة مبحوحة من طول ما لوثتها الأراجيف . . { فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا } (سورة مريم الآية 22) ثم وضعت وليدها في مذود . . وصرخة مقرورة مرتعشة تهتف في أعماقها : { يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا } (سورة مريم الآية 23) ثم . . على خجل واجف . . وتردد مذعور فأتت به قومها تحمله { قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا } (سورة مريم الآية 27) { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا } (سورة مريم الآية 28) { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا } (سورة مريم الآية 29) { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا } (سورة مريم الآية 30) { وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } (سورة مريم الآية 31) { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } (سورة مريم الآية 32) { وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } (مريم33)ولكن القوم ما زالوا بمريم ووليدها الرسول . . حتى هاجرت به إلى مصر قرابة اثنتي عشرة سنة ، تغزل الكتان ، وتلتقط السنبل في أثر الحصادين ، وكانت تفعل ذلك والمهد في منكبها ، والوعاء الذي فيه السنبل في المنكب الآخر . .ولكن إرادة الله الغالبة ، عادت بالمسيح النبي مرة أخرى إلى هذه البقاع ، فجلجل فيها رادعا وواعدا . . حتى أتم رسالته .

    تعليق


    • #32
      بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واستكمالا لدور المرأة العظيم نقدم:
      وهكذا ينسدل ستار متألق الأبعاد من روعة الحديث القرآني العظيم على أمومات ثلاث ، ليترك للأجيال من بعد . . أناشيد من نور ترددها . . وتحيا في معانيها ، فإذا كل المعاني الهابطة البليدة قد استحالت إلى تسامق شاهق ، وإذا كل الحياة السنة تلهج بتمجيد دور الأم . . إن لم يكن بواقعها المعاش . . فبما أسلفت في التاريخ عن أمجاد بطولية شماء .ولكن ترى . . هل هذا هو كل ما دار في القرآن الكريم من حديث حول الأمومة ، ودورها الباسل . . وكفاحها النبيل ؟ الذي أعرفه . . أن ذلك لو كان كذلك لكفى . . ولكن القرآن لم يدر الحديث عن الأمومة في هذه الإطارات الثلاثة فحسب ، وإنما أداره مرات ومرات ، تارة مستقلا بذاته ، منفصلا عما عداه . . وطورا في معرض الحديث عن الأبوة والأمومة جميعا . . ولو أننا حاولنا تتبع ما جاء في هذا الصدد بشيء من التفصيل الرحيب . . لضاق بنا المجال ، وامتدت بنا الآماد ، ولكننا فحسب ، سنشير إشارات خاطفة عجلى . . وسنضيء على كل مفرق من مفارق الطرق شمعة أو شمعات . .إن لكلمة " الأم " في القرآن - حتى من الزاوية اللغوية البحتة ، ظلالا رائعة ، وتهاويل مشرقة ، كأنها رمز يوحي بما للأمومة من أوج وما لمكانتها من سموق . . فحين يذكر الله رسوله بفضله عليه يقول : هو { الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } (سورة آل عمران الآية 7) وحين يضع في يده السلاح الباتر لهداية الجموع يهيب به : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } (سورة الأنعام الآية 92) إننا نحس أن في كلمتي " أم الكتاب " ، " وأم القرى " تكريما حسيا لأشياء ومواطن . . نحسه من خلال هذه الكلمة الوامضة المشعة البيضاء . .وفي مواطن الهول والاستنفار لا تجد كلمة مثل كلمة " الأم " تثير بها عواطف الأغيار { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } (سورة الأعراف الآية 150)

      تعليق


      • #33
        بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واستكمالا لما بدأنه نقول:
        فما أجمل وما أعظم أن يعبر القرآن بكلمة " أم " بدلا من الاسم الوضعي للمرأة . . أي امرأة { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ } (سورة القصص الآية 7) { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا } (سورة القصص الآية 10) إن القرآن هادف حين يعبر هذا التعبير الجميل ، لما لهذه الكلمة من ظلال تلقي على الحدث طاقات معينة من الشعور والانفعال . .
        وللتدليل على قدرة الله القادر يتحدر صوت القرآن رائعا وجليلا { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا } (سورة النحل الآية 78) { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ } (سورة الزمر الآية 6) { هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } (النجم)
        ولكن ترى . . هل هذا هو كل ما دار في القرآن الكريم من حديث حول الأمومة ، ودورها الباسل . . وكفاحها النبيل ؟ الذي أعرفه . . أن ذلك لو كان كذلك لكفى . . ولكن القرآن لم يدر الحديث عن الأمومة في هذه الإطارات الثلاثة فحسب ، وإنما أداره مرات ومرات ، تارة مستقلا بذاته ، منفصلا عما عداه . . وطورا في معرض الحديث عن الأبوة والأمومة جميعا . . ولو أننا حاولنا تتبع ما جاء في هذا الصدد بشيء من التفصيل الرحيب . . لضاق بنا المجال ، وامتدت بنا الآماد ، ولكننا فحسب ، سنشير إشارات خاطفة عجلى . . وسنضيء على كل مفرق من مفارق الطرق شمعة أو شمعات .

        تعليق


        • #34
          بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ثم نقد لحضرات السادة:
          إن لكلمة " الأم " في القرآن - حتى من الزاوية اللغوية البحتة ، ظلالا رائعة ، وتهاويل مشرقة ، كأنها رمز يوحي بما للأمومة من أوج وما لمكانتها من سموق . . فحين يذكر الله رسوله بفضله عليه يقول : هو { الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } (سورة آل عمران الآية 7) وحين يضع في يده السلاح الباتر لهداية الجموع يهيب به : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } (سورة الأنعام الآية92) إننا نحس أن في كلمتي " أم الكتاب " ، " وأم القرى " تكريما حسيا لأشياء ومواطن . . نحسه من خلال هذه الكلمة الوامضة المشعة البيضاء

          تعليق


          • #35
            بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ثم نقول وبالله التوفيق:
            وفي مواطن الهول والاستنفار لا تجد كلمة مثل كلمة " الأم " تثير بها عواطف الأغيار { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } (الاعراف)
            ما أجمل أن يعبر القرآن بكلمة " أم " بدلا من الاسم الوضعي للمرأة . . أي امرأة { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ } (القصص) { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا } (القصص) إن القرآن هادف حين يعبر هذا التعبير الجميل ، لما لهذه الكلمة من ظلال تلقي على الحدث طاقات معينة من الشعور والانفعال . .
            وللتدليل على قدرة الله القادر يتحدر صوت القرآن رائعا وجليلا { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا } (النحل) { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ } (الزمر) { هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } (النجم)
            ولكن ترى . . هل هذا هو كل ما دار في القرآن الكريم من حديث حول الأمومة ، ودورها الباسل . . وكفاحها النبيل ؟ الذي أعرفه . . أن ذلك لو كان كذلك لكفى . . ولكن القرآن لم يدر الحديث عن الأمومة في هذه الإطارات الثلاثة فحسب ، وإنما أداره مرات ومرات ، تارة مستقلا بذاته ، منفصلا عما عداه . . وطورا في معرض الحديث عن الأبوة والأمومة جميعا . . ولو أننا حاولنا تتبع ما جاء في هذا الصدد بشيء من التفصيل الرحيب . . لضاق بنا المجال ، وامتدت بنا الآماد ، ولكننا فحسب ، سنشير إشارات خاطفة عجلى . . وسنضيء على كل مفرق من مفارق الطرق شمعة أو شمعات . .
            إن لكلمة " الأم " في القرآن - حتى من الزاوية اللغوية البحتة ، ظلالا رائعة ، وتهاويل مشرقة ، كأنها رمز يوحي بما للأمومة من أوج وما لمكانتها من سموق . . فحين يذكر الله رسوله بفضله عليه يقول : هو { الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } وحين يضع في يده السلاح الباتر لهداية الجموع يهيب به : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } إننا نحس أن في كلمتي " أم الكتاب " ، " وأم القرى " تكريما حسيا لأشياء ومواطن . . نحسه من خلال هذه الكلمة الوامضة المشعة البيضاء . .
            وفي مواطن الهول والاستنفار لا تجد كلمة مثل كلمة " الأم " تثير بها عواطف الأغيار { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } (سورة الأعراف الآية 150)
            ما أجمل أن يعبر القرآن بكلمة " أم " بدلا من الاسم الوضعي للمرأة . . أي امرأة { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ } (سورة القصص الآية 7) { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا } (سورة القصص الآية 10) إن القرآن هادف حين يعبر هذا التعبير الجميل ، لما لهذه الكلمة من ظلال تلقي على الحدث طاقات معينة من الشعور والانفعال . .
            وللتدليل على قدرة الله القادر يتحدر صوت القرآن رائعا وجليلا { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا } (سورة النحل الآية 78) { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ } (سورة الزمر الآية 6) { هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } (سورة النجم/8)
            ولربط القيادة بالجموع يطلق القرآن هذه الكلمة الرائعة الخالدة : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } (سورة الأحزاب الآية 6) وما نعرف في لغات البشر تعبيرا يسمو إلى هذه الذروة ، التي تحفر في أعماق الملايين حب النبي . . وحب زوجاته . . أمهاتنا الأثيرات!
            وفي مجال التذكير بمصدر الوجود الإنساني ، وبكل المعاناة الراعفة ، والعذابات القاصفة يتحدث القرآن حديثه اللاهب : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } (سورة لقمان الآية 14) { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا } (سورة الأحقاف الآية 15)وحين يتحدث المسيح في المهد يقول في مطلع ما يقول : { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } (سورة مريم الآية 32) هذه هي اللفتات القرآنية الوامضة التي خصت الأمومة بحديثها العذب وتنغيمها المسحور ، وهناك لفتات قرآنية أخرى تناولت الأمومة بحديثها الفياض ، ولكنه تناول ضمني في معرض الحديث عن الوالدين جميعا . . وأرهف السمع معي إلى هذه الآيات :
            { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } (سورة البقرة الآية 83)
            { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } (سورة النساء الآية 36)
            { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } (سورة الأنعام الآية 151){ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } (سورة الإسراء الآية 23) { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } (سورة الإسراء الآية 24)
            وهنا أفسح المجال للشيخ محمود شلتوت - رحمه الله - يحدثنا في كتابه " الإسلام عقيدة وشريعة " فيقول : " والذي أحب أن أنبه إليه أن القرآن حينما جاء بوصايا احترام الوالدين جميعا وبتخصيص الأم " بنوع من العناية . . جاء منظما لما تقتضيه فطرة الخلق والتكوين ، وما تقتضيه عاطفة الحنو والشفقة التي أودعها الله في قلب المرأة لولدها ، وبها احتملت ما احتملت في الحمل والإرضاع والتربية الأولى والسهر على حفظ صحته وسلامته مما يخطو به في مراحل الحياة الشاقة " . .وأظنك لست تجهل ذلك الموقف القرآني الواسع الذي تعكس نبضاته الإنسانية سورة " المجادلة " . . ولكن لا بأس من أن نقف أمامه لحظات ، نعيشها مع ذلك الأفق المترامي العملاق . إن لإسلام لم يرتفع بالإنسانة الأنثى إلى مصاف المساواة مع أخيها الرجل فحسب . . وإنما أبرز لها صفحة أخرى . . صفحة الكائن الفذ الذي لا يضيع رأيه في غمار الآراء . . أليست " خولة بنت ثعلبة " هي التي أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو له زوجها أوس بن الصامت . . حين قال لها : " أنت علي كظهر أمي " وكان الرجل في الجاهلية إذا قال مثل هذا لزوجته حرمت عليه ، ثم دعاها . . فأبت ، وقالت : والذي نفس خولة بيده ، لا تصل إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله .
            ثم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : يا رسول الله . . إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما خلا سني ونثرت بطني جعلني عليه كأمه وتركني إلى غير أحد فإن كنت تجد لي رخصة يا رسول الله تنعشني بها وإياه فحدثني بها . .
            فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن . . وما أراك إلا قد حرمت عليه . » فقالت : " ما ذكر طلاقا يا رسول الله ؟ وأخذت تجادل النبي وتكرر عليه القول ، والنبي لا يزيد على أن يقول لها : « ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن . . » . هنالك تلجأ المرأة إلى أمومتها عساها أن تطرق بها باب السماء فينفتح . . أو تعطف بها قلب الرسول فيضرع من أجلها لله . .
            فتقول : يا رسول الله إن لي منه صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا . . وإن ضممتهم إلي جاعوا وجعلت ترفع طرفها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك اللهم فأنزل على لسان نبيك . وما برحت حتى نزلت الآيات إرسالا :
            { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (سورة المجادلة الآية 1) { الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } (سورة المجادلة الآية 2) { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } (سورة المجادلة الآية) { فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (سورة المجادلة الآية 4)في القرآن مجالات أخرى تتألق فيها كرامة المرأة " كأم " وإن لم تكن هذه المجالات مفتوحة أو مباشرة ، ولكنها أبدا لا تستتر أمام من يحاول التعمق ، أو يجهد في البحث ، أو يتأنى في تأمل الآيات . .
            إنني ألمح من وراء الموقف القرآني في لحظات الطلاق ، بالتحكيم ، والوعظ ، والهجر ، والضرب قبلالفراق . . ثم بالمراجعة الهينة الميسورة بعد الفراق . . محاولة هادفة ، وجادة ، ومضيئة . . للإبقاء على قداسة " الأمومة " الفاضلة التي قد تتعرض بعد الطلاق لعزوبة قاسية . . قد تنحرف بها هنا أو هناك . . { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا } (سورة النساء الآية 34) { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا } (سورة النساء الآية 35)
            وهكذا يظهر بوضوح وصدق مدى اهتمامات القرآن الكريم بالأمومة ، حتى ليخيل إلينا من طول ما تحدث عنها في جوانبها المتعددة الكثار . . أننا بإزائها الآن . . كما تكون الأنامل الرقيقة الشاخصة ، المشيرة في خجل وارتعاش إلى أبعاد فجر رائع جديد .

            تعليق


            • #36
              بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وهذا موضوع ذو أهمية خاصة في تناول العامة وانصاف المتعلمين المراة بتجارة الكلام والإفتاء بغير فهو وروية وبلا معرفة روح الإسلام ومقتضيات العصر ليبرز للأخر أن الدين لمكان دون مكان ولزمن دون أزمان ولشخص دون أشخاص والإسلام برئ من هذا الفكر فهو دين الحلول لمستجدات العصور ولمعقدات الأمور فما من إشكال في الحياة المعاصرة إلا وللإسلام فيه كلمة ولها منه حلول وهذه فتوي وعلي مسئوليتنا ومن يناقشنا فيه فهذه الصفحة مفتوحة لتناول من أراد ذلك ولكن أرجو الإلتزام بمنهج الحوار الإسلامي والدعوة بالحسني والحجة للنص بل وفهم النص الفهم الصحيح علي روح الإسلام وأصالة الدين:
              هل الحجاب أم النقاب ؟
              بسم الله الرحمن الرحيم
              "الحجاب" ليس فريضة إسلامية
              بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :-
              إن المسلم المعاصر ليس مبتور العلاقة بماضيه، وليس فرعا من شجرة ميتة حتى يبحث في قضية شرعية من الصفر وكأنها ما مرت بفكر من سبقه من المسلمين طيلة خمسة عشر قرنا من الزمان .
              فعلى المسلم إذا أراد أن يعرف حكم الحجاب شرعا أن يبحث عن آراء العلماء طوال هذه القرون المديدة ليستنير بفكرهم، ويسترشد بآرائهم ليكون على بصيرة، أما أن يقتحم هو لجة الاجتهاد ضاربا الصفح عن جهود سلفه فيكون قد ضل السبيل. وذلك ليس من الأمور المستحسنة فقط، بل هو من الأمور الواجبة، ذلك أن الله عز وجل قال : (
              وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)
              وقد أخذ العلماء من هذه الآية أمرا مهما لا يسع مسلما صغر أم كبر جهله، ألا وهو أن ما أجمع عليه فقهاء المسلمين فهو أمر واجب على المسلمين أن يعلموه ويعملوا به، ومن خرج عن هذا الإجماع فكأنما رد حد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكفى بما ذكرته الآية من عقاب جزاء ومصيرا.وإذا قلبنا صفحات التاريخ نسائله عن آراء مجتهدينا وفقهائنا فإننا سنرى فيه حقيقة واضحة جلية... ألا وهي أن جميع الفقهاء المجتهدين طيلة خمسة عشر قرنا من الزمان قالوا بأنه على المرأة أن تغطي جميع جسمها سوى الوجه والكفين وإلا فهي مخالفة لأمر ربها معاندة له تتقحم النار على بصيرة.بل ذهب من ذهب من الفقهاء إلى أن هذا القدر لا يكفي وأوجب على المرأة أن تستر الوجه والكفين أيضا، ولكن الجمهور على أن ستر ما دون الوجه والكفين مجزئ وكاف .ولم يذهب الفقهاء إلى هذا الإجماع إلا عن أدلة رصينة محكمة تؤكد هذا الحكم وتوجبه في جلاء كما الشمس .
              يقول الإمام ابن حزم في كتابه مراتب الإجماع :-
              واتفقوا على أن شعر الحرة وجسمها حاشا وجهها ويدها عورة واختلفوا في الوجه واليدين حتى أظفارهما عورة هي أم لا؟" انتهى .
              معنى ذلك أن عندنا ثلاثة مصادر تؤكد جميعها فرضية الحجاب... وهي القرآن والسنة والإجماع .
              أما القرآن فمنه قول ربنا: (
              وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
              قال الحافظ ابن كثير في ( تفسيره ):

              ( أي : لا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب، إلا ما لا يمكن إخفاؤه، قال ابن مسعود: كالرداء والثياب، يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها، وما يبدو من أسافل الثياب، فلا حرج عليها فيه، لأن هذا لا يمكن إخفاؤه ) .
              وقال ابن عطية : ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بأن لا تبدي، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، أو إصلاح شأن، ونحو ذلك فـ{ ما ظهر } على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه )) .
              وقال القرطبي :
              ( قلت : هذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما عادة وعبادة، وذلك في الصلاة والحج، فيصلح أن يكون الاستثناء راجعاً إليهما. انتهى .
              وفي "المعجم الوسيط" – تأليف لجنة من العلماء تحت إشراف" مجمع اللغة العربية" – ما نصه :
              " الخمار: كل ما ستر ومنه خمار المرأة، وهو ثوب تغطي به رأسها، ومنه العمامة، لأن الرجل يغطي بها رأسه، ويديرها تحت الحنك".انتهى .
              ومن ذلك قوله تعالى: (
              وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ).
              يقول العلامة ابن كثير في تفسيره :-قال مجاهد كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية . وقال قتادة " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " يقول إذا خرجتن من بيوتكن وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج فنهى الله تعالى عن ذلك وقال مقاتل بن حيان " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " والتبرج أنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج .انتهى .
              ومن ذلك(
              وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
              وأما قوله تعالى
              ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) فهذه الآية ليست هي عمدة العلماء في إيجاب تغطية عورة المرأة، ولكن هذه الآية تدل على ما هو أبعد من ذلك، وتدل على شيء فوق الخمار وأعظم منه. وقد اختلف العلماء في تحديد المراد به على اتجاهين:-
              الاتجاه الأول: أن المقصود به هو النقاب .
              الاتجاه الثاني: أن المقصود به هو الملحفة، أو العباءة تلتحف بها المرأة فوق الخمار لتداري بها نتوءات جسمها، وأجزاءه البارزة كالثديين، فهو خمار فوق الخمار، وثياب فوق الثياب .
              يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي:-قد روي عن عدد من مفسري السلف تفسير إدناء الجلابيب عليهن، أنهن يسترن بها جميع وجوههن، بحيث لا يظهر منهن شيء إلا عين واحدة يبصرن بها .
              قد روي عن عدد من مفسري السلف تفسير إدناء الجلابيب عليهن، أنهن يسترن بها جميع وجوههن، بحيث لا يظهر منهن شيء إلا عين واحدة يبصرن بها .
              وممن روي عنه ذلك ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السلماني وغيرهم، ولكن ليس هناك اتفاق على معنى" الجلباب" ولا على معنى "الإدناء" في الآية .
              وقد ذكر الإمام النووي في شرح مسلم في حديث أم عطية في صلاة العيد: إحدانا لا يكون لها جلباب.. إلخ. قال: قال النضر بن شميل: الجلباب ثوب أقصر - وأعرض - من الخمار، وهي المقنعة تغطي به المرأة رأسها، وقيل: هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به صدرها وظهرها، وقيل: هو كالملاءة والملحفة. وقيل: هو الإزار، وقيل: الخمار. )صحيح مسلم بشرح النووي 2/542، ط الشعب).انتهى .
              وأما السنة فلا بد أن نعلم أولا أنه لم يقل أحد من فقهاء المسلمين باشتراط التواتر في الحديث حتى يؤخذ منه الحكم الشرعي، ومن أراد أن يشترط ذلك فكأنه يريد أن ينسلخ من الدين جملة ؛ ذلك لأن معظم الأحاديث الصحيحة التي بين أيدينا لم تبلغ درجة التواتر، وقليل من الأحاديث هو المتواتر، غير أن بعض العلماء اشترط التواتر في الأحاديث التي يستدل بها في مجال العقيدة، وهذا أمر ليس متفقا عليه، بل أغلب فقهاء الحديث يرى أن الحديث إذا صح أخذ بها في العقيدة والشريعة متواترا كان ، أو آحادا، وللأحناف موقف مفصل في حكم العمل بالحديث الآحاد لا تحتمله هذه الفتوى، فيراجعه في كتب الأصول عندهم من شاء . ومن الأحاديث التي دلت على فرضية حجاب المرأة ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالصنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها. وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ).وما رواه أبو داود من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسماء (
              يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها شيء إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه). وهذا حديث اختلف فيه المحدثون كثيرا، فدافع عنه الشيخ الألباني، وحسنه، وأنزله عن رتبة الحسن محدثون آخرون، ولكن الأمر المهم هنا هو أن من ضعف الحديث لم يذهب إلى عدم وجوب الحجاب، ولكنه ذهب إلى أن تغطية الوجه والكفين فرض واجب، وهذا لأن الحديث استثنى هذين الموضعين، ومن طعن في الحديث فإنه لن يستثني هذين الموضعين .
              ومنها ما رواه الترمذي وغيره من حديث عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (
              من جرَّ ثوبهُ خيلاءَ لم ينظرْ اللهُ إليهِ يومَ القيامةِ فقالت أمُّ سلمةَ: فكيفَ يصنعُ النِّساءُ بذُيُولهنَّ؟ قال: يُرخينَ شبراً، فقالت: إذاً تنكشفُ أقدامُهُنَّ، قال: فيرخِينهُ ذراعاً لا يزدنَ عليهِ) . والحديث صححه الشيخ الألباني .
              ومنها ما رواه الطبراني في معجمه الكبير من حديث عقبة بن عامر أن أخت عقبة نذرت أن تمشي الى بيت الله حافية حاسرة فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما شأن هذه قالوا أنها نذرت أن تمشي إلى بيت الله حافية حاسرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروها فلتختمر ولتركب ولتحج. والحديث صححه الشيخ الألباني . وفي رواية للحديث جاء فيها (وتغطي شعرها) وهذه الرواية صححها أيضا الشيخ الألباني . ويقول الشيخ القرضاوي مبينا حكم الحجاب عند المذاهب الأربعة :-مذهب الحنفية :-
              مذهب الحنفية :-في كتاب لاختيار " من كتب الحنفية يقول :. في كتاب لاختيار " من كتب الحنفية يقول :.
              (ولا ينظر إلى الحرة الأجنبية، إلا إلى الوجه والكفين، إن لم يخف الشهوة.. وعن أبي حنيفة: أنه زاد القدم، لأن في ذلك ضرورة للأخذ والإعطاء، ومعرفة وجهها عند المعاملة مع الأجانب، لإقامة معاشها ومعادها، لعدم من يقوم بأسباب معاشها .
              قال: وأما القدم، فروي أنه ليس بعورة مطلقًا لأنها تحتاج إلى المشي فيبدو، ولأن الشهوة في الوجه واليد أكثر، فلأن يحل النظر إلى القدم كان أولى .
              وفي رواية: القدم عورة في حق النظر دون الصلاة). (الاختيار لتعليل المختار، تأليف عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي 4/156 ).
              مذهب المالكية:-
              وفي الشرح الصغير للدردير المسمى " أقرب المسالك إلى مذهب مالك ":.

              (وعورة الحرة مع رجل أجنبي منها أي ليس بمحرم لها جميع البدن غير الوجه والكفين.. وأما هما فليسا بعورة ).وقال الصاوي في حاشيته معلقا: )أي فيجوز النظر لهما لا فرق بين ظاهرهما وباطنهما، بغير قصد لذة ولا وجدانها، وإلا حرم .
              في مذهب الشافعية:-
              وقال الشيرازي صاحب " المهذب " من الشافعية .

              (وأما الحرة فجميع بدنها عورة، إلا الوجه والكفين ) قال النووي: إلى الكوعين لقوله تعالى: ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال ابن عباس: وجهها وكفيها (قال النووي " في المجموع ": هذا التفسير المذكور عن ابن عباس قد رواه البيهقي عنه وعن عائشة رضي الله عنهم)، ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- " نهى المحرمة عن لبس القفازين والنقاب " (الحديث في صحيح البخاري، عن ابن عمر رضي الله عنهما : " لا تنتقب المحرمة، ولا تلبس القفازين) ولو كان الوجه والكف عورة لما حرم سترهما، ولأن الحاجة تدعو إلى إبراز الوجه للبيع والشراء، وإلى إبراز الكف للأخذ والعطاء، فلم يجعل ذلك عورة ).
              وأضاف النووي في شرحـه للمهذب " المجموع ": (إن مـن الشافعية مـن حكى قولاً أو وجها أن باطن قدميها ليس بعورة، وقال المزني: القدمان ليستا بعورة، والمذهب الأول). (المجموع 3/167، 168 ).
              في مذهب الحنابلة:-
              وفي مذهب الحنابلة نجد ابن قدامة في " المغنى" (المغني 1/1، 6، ط المنار).يقول )لا يختلف المذهب في أنه يجوز للمرأة كشف وجهها في الصلاة، وأنه ليس لها كشف ما عدا وجهها وكفيها، وفي الكفين روايتان
              واختلف أهل العلم، فأجمع أكثرهم على أن لها أن تصلي مكشوفة الوجه، وأجمع أهل العلم على أن للمرأة الحرة أن تخمر رأسها إذا صلت، وعلى أنها إذا صلت وجميع رأسها مكشوف أن عليها الإعادة .

              وقال أبو حنيفة: القدمان ليستا من العورة، لأنهما يظهران غالبًا فهما كالوجه .
              وقال مالك والأوزاعي والشافعي: جميع المرأة عورة إلا وجهها وكفيها، وما سوى ذلك يجب ستره في الصلاة لأن ابن عباس قال في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) قال: الوجه والكفين ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى المحرمة عن لبس القفازين والنقاب، ولو كان الوجه والكفان عورة لما حرم سترهما، ولأن الحاجة تدعو إلى كشف الوجه للبيع والشراء، والكفين للأخذ والإعطاء .
              وقال بعض أصحـابنا: المـرأة كلهـا عـورة ؛ لأنه قد روي في حـديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (
              المرأة عورة) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح لكن رخص لها في كشف وجهها وكفيها لما في تغطيته من المشقة، وأبيح النظر إليه لأجل الخطبة لأنه مجمع المحاسن، وهذا قول أبي بكر الحارث بن هشام، قال: المرأة كلها عورة حتى ظفرهـا)والله أعلم
              عموماً نجد العهد القديم بترجمة كتاب الحياة أن الحجاب دعارة علماً بأن جميع الأيقونات المنقولة عن أم المسيح نجدها محجبة والراهبات محجبات .
              التكوين 38

              14فَنَزَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَبَرْقَعَتْ وَتَلَفَّعَتْ وَجَلَسَتْ عِنْدَ مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا عَرَفَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَأَنَّهَا لَنْ تُزَفَّ إِلَيْهِ. 15فَعِنْدَمَا رَآهَا يَهُوذَا ظَنَّهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ مُحَجَّبَةً
              كاتب المقال داعية إسلامي منذ أكثر من أربعين سنة يتيه بين الكتب والمصنفات فأخذ منها ماحصل له وبقدر قدره الله له ودعوته إلي الله بمصر وبالعالم الخارجي في مهمات من قبل الدولة.
              التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم مرعي; 10 أكت, 2011, 11:11 ص. سبب آخر: إضافة عنوان ومعلومات عن الكاتب

              تعليق


              • #37
                بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــرا لمن كتب عن المرأة فقد أخذ الغرب بتلابيب المرأة ليقصونها عن ميدانها الذي خلقت له ولرسالتها التي اختارها الله لها ولذا اضيف علي ما سبق ما ياتي:
                ونبدأ بما هو شرف المرأة وعزها في اعظم رسالة للمراة بل اعظم رسالة يكلف بها بشر ألا وهي:
                الأمومة في القرآن
                ولعل من الطبيعي جدا أن يلتفت الباحث في موضوع كهذا أول ما يلتفت إلى القرآن الكريم ، كتاب الإسلام الخالد ، ودستوره الجامع ، وموسوعته الشاملة ، ليرى كيف أن للأمومة والطفولة فيه ذروة سامقة ، وقمة شاهقة ، وحديثا مع الأيام لا يبلى . . ولا يمل .
                أليست الأم مصدر حياة ومرفأ حنان ؟ أليست مصدر إشعاع يشكل هذه العجائن الطيعة ويدفع بها إلى خضم الوجود ؟ أجل إنها كذلك . . ومن هنا فقد حرص القرآن على
                تزكيتها ، وتكريمها والارتفاع بها إلى مستوى شاهق نبيل . . وللقرآن في حديثه عن الأمومة أسلوب متميز ، وفلسفة معينة ، من العسير على كل ذي بديهة متفتحة أن يلمحها من خلال السطور .
                ولكن . . أليس من الأجمل أن نرجئ الحديث القرآني عن الأم في إطاره العام حتى نقف أولا مع أمومات ثلاث ؟ أم إسماعيل . . وأم موسى . . وأم المسيح ؟
                إن الحديث القرآني عن هذه الأمومات يبرز لنا إلى حد بعيد ضخامة العبء الذي تنهض به الأمومة من جهة . . وروعة الاحتفاء القرآني بهذه الناهضة بأعبائها من جهة أخرى . . وحين تتكامل هذه الصورة بظلالها المرهفة وأضوائها الوهاجة . . فإنها تعطي من غير شك انطباعها الصادق في هذا الصدد العظيم . .
                * *أم إسماعيل (استفدت في هذا السرد من كتاب '' أم النبي '' للدكتورة بنت الشاطئ ومن التوراة)
                وأم إسماعيل هاجر . . هي تلك الجارية الأمة ، التي لا حول لها ولا طول . . جاءت بها السيدة سارة إلى فلسطين من مصر . . بعد رحلتها مع زوجها إبراهيم . . حين خرج بدينه إلى هناك ، نافضا عن كاهله العظيم غبار الوثنية ، وأوقار الضلالات . .
                وكانت سارة عاقرا . . لا تحمل . . ولا تلد . . فأشارت على الخليل أن يبني بهاجر فبنى‍! ثم حملت هاجر . . وولدت . . فولدت إلى جوار وليدها المحنة!!
                قالت سارة لإبراهيم : أنا دفعت إليك جاريتي فلما حملت ترفعت علي!! فرد إبراهيم في حنان صيب . . ورثاء دامع لتلك الأنثى المجروحة الغيرى : هي جاريتك تفعلين بها ما تشائين! حينئذ ظهر الغضب في صوت سارة . . وأقسمت ألا يؤويها وصاحبتها بيت بعد اليوم!!
                وبدأت خيوط المأساة تتجمع وتتشابك . . لتنفرج من بعد وتعتنق . . حينما حمل إبراهيم زوجته هاجر وابنها إسماعيل . . وانطلق بها ضاربا في التيه . . وعند ربوة حمراء تسامت أطلال البيت العتيق ، ترك إبراهيم وليده الغض . . وأم وليده العزلاء . . وما كان لدى الأم ووليدها من رزق في هذا الوادي الجديب الأجرد . . سوى جراب فيه تمر وسقاء فيه ماء . . ولا بد للتمر أن ينفد ، ولا بد للماء أن يتلاشى . . فماذا يخبئ الغيب لهما من مصير ؟ لأفسح أنا المجال لابن عباس يحدثنا حديث هاجر الأم . . وابنها إسماعيل الرسول . . يقول ابن عباس : " . . ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ من أحد . . وليس بها ماء . . فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر ، وسقاء فيه ماء . . ثم قضى إبراهيم منطلقا . . فتبعته أم إسماعيل . فقالت : يا إبراهيم : أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا ، وجعل لا يلتفت إليها . فقالت : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذن لا يضيعنا . . ثم رجعت فانطلق إبراهيم . . حتى إذا كان عند الثنية لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ، ورفع يديه فقال : { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } (سورة إبراهيم الآية 37) وجعلت أم إسماعيل ترضع ابنها وتشرب من ذلك الماء . . حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها ، وجعلت تنظر إليه يتلوى . . فانطلقت كراهية أن تنظر إليه ، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلت الوادي تنظر . . هل ترى أحدا ؟ فلم تر أحدا . . فهبطت من الصفا . . حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي . . ثم أتت المروة فقامت عليها . . فنظرت هل ترى أحدا . . فلم تر أحدا . . ففعلت ذلك سبع مرات . .
                قال ابن عباس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « فلذلك سعى الناس بينهما . » (صحيح البخاري الحج (1566),صحيح مسلم الحج (1266),سنن الترمذي الحج (863)) فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا . . فقالت : صه . . تريد نفسها . . ثم تسمعت أيضا . . فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ، فبحث بعقبه . . أو قال بجناحه . . حتى ظهر الماء . . فجعلت تخوضه . . وتغرف منه في سقائها وهو يفور بعدما تغرف فشربت وأرضعت ولدها .
                فقال لها الملك : لا تخافوا الضيعة . . فإن هذا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه . . وإن الله لا يضيع أهله . . وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية . . تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله . .فكانت كذلك حتى مرت بهم قافلة من جرهم مقبلين عن طريق كداء . . فنزلوا في أسفل مكة . . فرأوا طائرا عائقا : فقالوا : إن هذا الطير ليدور على ماء . . لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء . . فأرسلوا جريا أو جريين . . فإذا هم بالماء . . فرجعوا وأخبروهم بالماء . . فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء .فقالوا : أتأذننين لنا أن ننزل عندك ؟ قالت : نعم . . ولكن لا حق لكم في الماء . . قالوا : نعم . . وشب الغلام " إسماعيل " وتعلم العربية منهم . . وأعجبهم . . فلما أيفع واكتمل روجوه ، وماتت أم إسماعيل . لتترك في الأرجاء حديثا هائلا ضخما . دائما يدوي . . وكيف تنسى ذاكرة الزمن ، أو راعية الأيام أم إسماعيل . . وقصة بطولتها الخالدة تلهج بها ملايين الألسن كل يوم . . فيما يتلونه من كتاب الله ، وآياته الغراء .
                إنني ألمح من خلال الجهاد الرائع الذي كابدته أم إسماعيل عبر نزولها في واد غير ذي زرع ، وذلك بمعاناتها للظمأ القاتل الرهيب . . ثم مسعاها اللاهف بين الصفا والمروة باحثة عن خيط يشدها ووليدها إلى الحياة . . إني ألمح من خلال ذلك كله . . ليس إنفاذ وعد الله فحسب . . بل كذلك تخليد دور الأمومة الرائعة ، التي تحترق لتضيء للملايين .
                ومع إسدال الستار على هذه القصة القرآنية ، نحس من أعماقنا المسلمة عن كثب أن صوت القرآن العظيم غض عذب ، يردد في مسامع الأجيال : { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } (سورة البقرة الآية 125){ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } (سورة البقرة الآية 126) { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (سورة البقرة الآية 127) { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } (سورة البقرة الآية 128) { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (سورة البقرة الآية 129)
                أم موسى (للإفادة يقرا ما سبق من مصادروقصص الأنبياء للإمام الثعلبي .) .
                ومع الأصداء الأخيرة الحلوة لهذا الترتيل . . نصعد معا إلى جبل آخر من جبال النور . . لنعانق أبعاد ملحمة أبطالها . . أم . . . ونبي . . وشخوص أشتات متباينة من البشر المتباينين . نحن مع موسى وأمه . . مع الأمومة البطلة الفدائية ، التي صممت على أن تهدي الحياة ربيعها الأخضر متمثلا في بشر رسول . . فعاشت من خلال هذا العمل العملاق . . صورة حية وامضة لكل ما في الأمومة من نداوة الحب . . وخصب العاطفة . . وإثراء الوجدان . . وبسالة الإصرار . . نحن مع موسى وأمه إذن من خلال ما يحدثنا به القرآن (يلاحظ أنه ينسب إلى القرآن أشياء ليست فيه وإنما وردت في الآثار) . وما أصدق حديثه وأعذبه وما أخلد آياته وأروعها . . والقرآن هنا لا يحدثنا عن والد موسى (يلاحظ أنه ينسب إلى القرآن أشياء ليست فيه وإنما وردت في الآثار) . . وإنما يخص بالذكر أمه . . لأنها كانت بطلة الموقف . . وحاملة عبئه . . والمناضلة بعواطفها الأصلية عن وليدها الأثير . .
                وتبدأ القصة بداية راعبة . . وشاحبة . . تبدأ برؤيا يراها فرعون . . تؤرق ليله ، وترتق نهاره . . وتتركه في خضم متلاطم من الهواجس السافكة . . والوساوس الخانقة ، والرؤى الشرهاء فيجمع في ذهول كهنته وسحرته ، وكل المعبرين والمنجمين . . ويسألهم تأويل رؤياه . . فيقولون : يولد في بني إسرائيل غلام يسلبك الملك ، ويغلبك على سلطانك ، ويخرجك وقومك من أرضك ، ويبدل دينك وقد أظلك زمانه الذي يولد فيه! " .
                وهنا يجن جنون فرعون . . وينفجر في حناياه طوفان من الغضب العارم . . فيأمر في لوثة حمقاء بقتل كل غلام وليد ، حتى لا يعانق الحياة هذا البازغ المنتظر الرهيب!
                وبين هذه السحب المتراكمة المخيفة ولد موسى الكليم . . ويا له من ميلاد مفزع . . ذلك الذي يجيء عبر أنهار من دماء سبعين ألف شهيد وليد . . وكأنما أفزع أمه أن يولد لها غلام . . لأنها تعلم مصيره المحتوم . . ونهايته الأكيدة . . إلا أنها بحافز الحب الخلاق الذي يفرش دروبها المؤمنة . . تخبئ وليدها وراء أهداب العين . . وخلف أحناء الضلوع . . ولكن . . إلى متى يا أم موسى ؟ وتصيخ في أمومة حادية معذبة . . فإذا بوحي هادئ منغوم يتردد في خلدها المرهف : { أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ } (سورة طه الآية 39) وتفعل الأم ما أمر به الله . . وتلقي وليدها . . في النيل . . ! وكأنما جاشت نفسها حسرات بعد أن رأت الأمواج الغاضبة تتدافع في جنون حاملة تابوت وليدها الغض ، تتأرجح به يمنة ويسرة . . وتغوص به مرة ، وتطفو به أخرى .
                فهمست وهي تتراجع قافلة إلى دارها في ذهول : أليس كان في قتله راحة أندى من أن أطوح به هكذا في ضباب الضياع ؟ . . وكادت تتهالك من الأسى . . { لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة القصص الآية 10) .ويمضي الموج . . أو يمضي التابوت بالموج . . ليرسو أمام قصر الطاغية . . ويلمحه الجواري إلى جانب الشاطئ يترجرج . . ويتأرجح . . فيلتقطنه . . ويذهبن به إلى آسية امرأة فرعون وتفتح آسية التابوت . . وتعانق صباحها ابتسامة " طفلة " بيضاء ترسم على أعماقها الجديبة صورة الأمل المرتجى . . وبراعم الحب الظامئ اللهيف! وتذهب به إلى فرعون في لهفة ظمأى مستوهبة إياه . . قائلة في ارتعاش أنثوي صارخ : فرعون . . { قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } (سورة القصص الآية 9) وتنبري انتفاضة الغضب في عيني الطاغية . . مصرا على أن يعانق الطفل مصير آلاف من الأطفال سبقوه . . ولكن آسية اللهيفة ما تزال به - تهدهد ثورته - وتتسرب من نوافذ العاطفة إلى قلبه الصلد . . حتى يتلاشى أو ينهار . . ويأمر فرعون أن يستبقى الغلام . .
                ولكن . . ما بالنا قد تركنا أمه هناك ؟ . . لنرجع إليها على وشك . . فإنها ما زالت لهيفة عبرى . . تتحسس أخباره ولا صدى . . وتقتفي آثاره ولا شبح . . إنها ما زالت كالطائر المجروح ، الذي فقد أفراخه الصغار! . . إنها ما زالت تلوب ظامئة حول أبعاد رحلته تريد أن تعرف ما مصيره . . تهتف بأخته مريم : ( قصيه ) . . وتمضي الفتاة جانب النهر . . تتسمع حتى خفقات الصدور ، وهمسات الجفون ، حتى تقف أخيرا على طرف من الخيط الذاهب هناك . . في قصر فرعون . . إن شقيقها الطفل وراء هذه الجدران . . إنه مصر بكل ما في طفولته البريئة من تشامخ عنيد ألهمه الله إياه ألا يقرب من هذه الأثداء المأجورة ثديا واحدا يرضعه . . .وحين ترى الفتاة اللهفانة جارية من جواري القصر . . تدنو منها في جلد محاذر مشبوب وتهمس في أذنها : { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } (سورة القصص الآية 12) فترقص ابتسامة جذلى في عيني الجارية ، وتقول : أجل . . أجل . . من هؤلاء يا أختاه ؟ وتمضي بها عجلانة إلى سيدتها آسية ، فتسر الفتاة إليها - في حذر - بخبر المرضع التي ليست سوى أم الوليد . . وحين يؤتى إلى أمه الوالهة . . تتطلع إليه في تشوف مبهور . . وتضمه في جذل خائف إلى صدرها الحاني . . فيرضع الطفل حتى يروى . . بين ذهول الجواري وتوثب مريم في حذر بهيج .
                وتستدعي ربة القصر أمه إلى قصرها . . تريد أن ترضع الغلام هناك . . فتتأبى هذه وتتمنع حتى تنزل السيدة على إرادتها . . على إرادة الإصرار في موقف الأم . . التي ما زالت تحيا وراء ستار المرضع الحانية الرؤوم . . .
                وحين تشارف هذه المرحلة . . نتسمع من بعيد . . وعن كثب إلى قول الحق سبحانه : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } (سورة القصص الآية 4) { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } (سورة القصص الآية 5) { وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ } (سورة القصص الآية 6) { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } (سورة القصص الآية 7) { فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ } (سورة القصص الآية 8) { وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } (سورة القصص الآية 9) { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة القصص الآية 10) { وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (سورة القصص الآية 11) { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } (سورة القصص الآية 12) { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة القصص الآية 13) { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } (سورة القصص الآية 14)
                أم المسيح (المراجع السابقة)

                تعليق


                • #38
                  رد: المرأة على مر العصور (بحث قيم جدا)

                  يا الله ما أروع هذا الموضوع الله يجزاكم خير الي نقل والي ثبت

                  تعليق


                  • #39
                    The Status of Women in Islam Compared to other Civilizations and Religions

                    تعليق


                    • #40
                      رد: المرأة على مر العصور (بحث قيم جدا)

                      بارك الله فيكم

                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:47 ص
                      ردود 0
                      35 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:24 ص
                      ردود 0
                      42 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 08:03 ص
                      ردود 0
                      37 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة Mohamedfaid1
                      بواسطة Mohamedfaid1
                       
                      ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 07:55 ص
                      ردود 0
                      35 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة Mohamedfaid1
                      بواسطة Mohamedfaid1
                       
                      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 سبت, 2023, 02:13 ص
                      ردود 0
                      19 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                      بواسطة *اسلامي عزي*
                       
                      يعمل...
                      X