ملف عن الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله

تقليص

عن الكاتب

تقليص

النيسابوري الإسلام اكتشف المزيد حول النيسابوري
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ملف عن الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله

    أفرد هذه المساحه لأحد شيوخ الإسلام الأجلاء وهو محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه
    وهي دعوه للجميع بالمشاركه



    محمد بن عبد الوهاب مُصْلِحٌ مفترى عليه

    محمد جميل زينو




    السؤال :
    شيخ الإسلام محمد عبد الوهاب لماذا هو محارب وكثير ما يقال فيه ويسمون من يتبعه بال***** ؟.

    الجواب :

    الحمد لله
    لتعلم أخي أن من سنن الله تعالى في عباده المصطفين أن يبتليهم على قدر إيمانهم ليبين الصادق من الكاذب ، كما قال سبحانه : ( ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت / 1 – 3 ، وأشدّ أولئك العباد بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، كما صحّ ذلك عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

    ولو تأمّل الإنسان سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجد أنه – بأبي هو وأمي – قد أصابه من البلاء الشيءُ العظيم ، حتى نُعت بأنه كذاب وساحر ومجنون ، ووُضع سلا جزور على ظهره ، وطرد من مكة ، وأدميت قدماه الشريفتان في الطائف ، حاله حال الأنبياء الذين كُذِّبوا من قبله صلوات ربي وسلامه عليهم .

    والشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله قد أصيب بما أصيب به العلماء والدعاة المخلصون ، لكن كانت العاقبة في النهاية للحق الذي كان يحمله ، وأنّى للحق أن يخبو نوره أو يعفو أثره ، ولك أن تتصوّر أن يوفّق الله هذا الرجل بغرس التوحيد في أنحاء الجزيرة العربية وأطرافها ، ويقضي على جلّ صور الشرك وأشكاله ، وهذا إن دلّ فإنما يدلّ على إخلاصه وتفانيه في دعوته فيما نحسب ، مع ما اقترن ذلك من سداد الله له وتوفيقه إياه .

    وأما أعداء الدعوة فلم يألوا جهداً في إلصاق التهم الباطلة به ، فزعموا – وهم كاذبون – بأن الشيخ يدّعي النبوة ، وأنه ينتقص من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه يكفّر الأمة جزافاً .. إلى غير ذلك من الافتراءات التي أُلصقت به ، ومن ينظر إلى تلك الدعاوى يعلم يقيناً أنها محض كذب وافتراء ، وكتب الشيخ المبثوثة أكبر شاهد على ذلك ، وأتباعه من الذين استجابوا لدعوته لم يذكروا ذلك أيضاً ، ولو كان الأمر كما ادّعى المدّعون لأبان ذلك أتباعُه ، وإلاّ كانوا له عاقّين غير بارّين ، ولو أردت الاستفصال في هذا الأمر واستجلاء ما خفي عليك من حقائق فعليك بالرجوع إلى كتاب " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب" للدكتور عبد العزيز العبد اللطيف . فإنك ستجد فيه ما يشفي تساؤلاتك بإذن الله .

    أما نعت أتباعه ( بال*****ة ) فما هو إلاّ مسلسل من مسلسلات افتراءات أعداء الدعوة فيه أيضاً ، ليحولوا الناس عن دعوة الحق ، وليبنوا بين دعوته وبين الناس جداراً وحاجزاً يحول دون بلوغ الدعوة ، ولو تأمّلت قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه لوجدت أحداثها تقارب ما حصل لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب .

    فقد أورد ابن هشام في السيرة (1/394) أن الطفيل خرج قاصداً مكة ، فتلقفته قريش على أبوابها وحذرته من السماع من محمد صلى الله عليه وسلم ، وأوحوا إليه بأنه ساحر وأنه يفرّق بين المرء وزوجه ... ، فلم يزالوا به حتى عمد إلى قطن فوضعه في أذنيه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حدّث نفسه بأن ينزع القطن ، ويسمع منه ، فإن كان ما يقوله حقاً قبل منه ، وإن كان ما يقوله باطلاً وقبيحاً ردّ ، فلما استمع إليه ما كان منه إلاّ أن أسلم في مكانه .

    نعم أسلم بعد أن وضع القطن في أذنيه ، وهكذا ينهج المناوئون لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نهج قريش في الافتراء ، ذلك لأن قريشاً تدرك تمام الإدراك أن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم تلامس شغاف القلوب والأفئدة ، وتهتدي إليها الفطرة ، فعمدوا إلى تهويل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحولوا دون بلوغ الناس الحق ، وهكذا نرى الذين يتكلمون على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه يعيدون نفس الفصول والمؤامرات التي حيكت حيال الدعوة الأولى .

    وعليك أخي الكريم – إن كنت تنشد الحق – أن لا تترك لتلك الدعاوى مجالاً لسمعك وقلبك واقصد الحق في المسألة بالنظر إلى كتب الشيخ محمد ، فكتبه أعظم دليل على كذب القوم والحمد لله .

    وثمت أمرٌ آخر لطيف وهو أن اسم الشيخ هو ( محمد ) والنسبة إليه محمدي ، أما ( وهّابي ) فهو نسبة إلى الوهّاب ، والوهاب هو الله تعالى كما قال : ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) آل عمران /8 .

    والوهاب كما قال الزجاج في اشتقاق أسماء الله ص : 126 : " الكثير الهبة والعطية ، وفعّال في كلام العرب للمبالغة، فالله عز وجل وهّاب يهب لعباده واحداً بعد واحد ويعطيهم " .

    ولاشك أن سبيل الوهّاب هو السبيل الحق الذي لا اعوجاج فيه ولا افتراء ، وحزبه غالب ومفلح ( ومن يتولّ الله ورسوله فإن حزب الله هم الغالبون ) المائدة /56 ، ( أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) المجادلة/22 .

    وقديماً اتهموا الشافعي بالرفض فردّ عليهم قائلاً :


    إن كان رفضاً حبّ آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي

    ونحن نردّ على من يتّهمنا بال*****ة بقول الشيخ ملا عمران الذي كان شيعياً فهداه الله إلى السنة ، قال رحمه الله :


    إن كان تابع أحمد متوهّباً *** فأنا المقرّ بأنني وهّابي
    أنفي الشريك عن الإله فليس لي *** ربٌ سوى المتفرّد الوهّاب
    نفر الذين دعاهم خير الورى *** إذ لقّبوه بساحرٍ كذّاب



    ( انظر : منهاج الفرقة الناجية للشيخ محمد جميل زينو ص : 142 – 143 )



    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
    عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
    وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
    حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم


  • #2
    دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    إذا كنا عـرضـنـا لـحـال المـجـتمع المسلم منذ عهد عمر بن عبد العزيز ، وحتى عهد شيخ الإسلام ابن تيمية.. فيا ترى ماذا سنقول عن الحياة الإسلامية قبيل حركة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ؟.

    وإذا كان العالم الإسلامي منذ القرن الــتــاسع قد تردى أكثر من أي وقت مضى في الضعف والجهل والتقليد والتمزق فماذا عسى يكون حاله في القرن الثاني عشر ؟.

    لقد وصل إلى وضعٍ أدق ما يوصف به أنـــه ردةٌ إلى الجاهلية الأولى في معظم نواحي الحياة وتقديس للأضرحة والشيوخ والأولياء والأشجار ، وصرف للعبادة لغير الله.

    ولعل من أبلغ ما وصف به حال العالم الإسلامي ما خطته براعة المؤرخ الأمريكي (لوثروب ستودارد) في كتابه (حاضر العالم الإسلامي) حيث يقول:

    "في القرن الثامن عشر كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ ، ومن التدني والانحطاط أعمق دركة، فاربدّ جوُّه، وطبقت الظلمة كل صقع من أصقاعه ورجا من أرجائه وانتشر فيه فساد الأخلاق والآداب ، وتلاشى ما كان باقياً من آثار التهذيب... واستغرقت الأمم الإسلامية في اتباع الأهواء والشهوات ، ومـاتــت الفضيلة في الناس ، وساد الجهل، وانطفأت قبسات العلم الضئيلة ، وانقلبت الحكومات الإسلامية إلى مطايا استبداد وفوضى واغتيال ، فليس يرى في العالم الإسلامي ذلك العهد سوى المستبدين الغاشمين.. يحكمون حكماً واهناً فاشي القوة متلاشي الصبغة، وقـــام كــثـــير من الولاة والأمراء يخرجون على الدولة في حكمها وينشئون حكومات مستقلة ؛ ولكن مستبدة كحكومة الدولة التي خرجوا عليها ، فكان هؤلاء الخوارج لا يستطيعون إخضاع من في حكمهم من الزعماء هنا وهناك ، فكثر السلب والنهب ، وفقد الأمن..

    وجاء فوق جميع ذلك ، (رجال الدين) المستبدون يزيدون الرعايا إرهاقاً فوق إرهاق ، فغلت الأيدي ، وقعد عن طلب الرزق ، وكاد العزم يتلاشى في نفوس المسلمين ، وبارت التجارة بواراً شديداً ، وأهملت الزراعة أيّما إهمال.

    وأما الدين فقد غشيته غاشية سوداء ، فألبست الوحــدانــيـة التي علمها صاحب الرسالة الناس سجناً من الخرافات وقشور الصوفية ، وخلت المساجد من أربـاب الصلوات ، وكثر عديد الأدعياء الجهلاء ، وطوائف الفقراء والمساكين يخرجون مــن مكان إلى مكان يحملون في أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات ، ويوهمون الناس بالباطل والشبهات ، ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء ، ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور.

    وغابت عن الناس فضائل القرآن ، فصار يُشرب الخمر والأفيون في كل مــكـان ، وانتشرت الرذائل وهتكت سائر الحرمات على غير خشية ولا استحياء! ونال مكة المـكـرمة والمدينة المنورة ما نال غيرهما من سائر مدن الإسلام ، فصار الحج المقدس.. ضرباً من المستهزآت.

    وعلى الجملة فقد بُدِّلَ المسلمون غير المسلمين ، وهبطوا مهبطاً بعيد القرار ، فـلـو عـــــاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر ورأى ما كان يدهي الإسلام لغضب وأطلق اللعنة على من استحقها من المسلمين كما يلعن المرتدون وعبدة الأوثان" (1).

    تجديد مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
    في وسط هذا الجو المكفهر شاء الله أن تنطلق دعوة التوحيد من أرض الجزيرة العربية كما انطلقت شرارتها الأولى منها ، وكانت أرض الجزيرة - وبلاد نجدٍ خاصة - أنسب البقاع لظهور الحركة التجديدية حيث بقيت هذه البقعة بعيدة عن سيطرة الدول الكبرى آنذاك فلم يكن أحد يطمع فيها أو يلتفت إليها ، وكان أهلها من صفاء البادية وقوتها وحيويتها ما يحقق البقاء و النماء لهذه الدعوة المرتقبة.

    فانطلق صوت الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي - المولود سنة 1115 هـ - منادياً بضرورة نبذ الشرك والعودة إلى نقاء التوحيد وصفائه والذي كان عليه سلف هذه الأمة وأئمتها.

    وكان الشيخ قد حصل على ثروة من العلم عظيمة وتميز بفهم ثاقب وغيرةٍ متوقدةٍ جياشة، وقد فرغ لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الشيخ الإمام ابن القيم رحمهما الله حــتـى استوعبهما وأتقنهما ووجد فيهما الفهم الصحيح لنصوص الكتاب والسنة.

    ومن ثم بدأ دعوته في حريملاء ثم في العيينة ثم في الدرعية مخاطباً فيها جمهور الناس كما يخاطب رؤوسهم داعياً إلى نبذ البدع ، وتحكيم الشرع، وإقامة الكتاب والسنة، حتى حقق الله له ما أراد ، وأقام كياناً سياسياً على أساس من تعاليم الإسلام ، بدأ في التوسع شيئاً فشيئاً ، حتى استتم بلاد نجد كلها، ثم الحجاز، إلى أن اصطدمت جيوش الدعوة الغضة بقوات محمد علي المجهزة بأحدث الـوسـائــل العصرية ، فاخرت سير الدعوة ولكنها لم تستطع أن تحول بين أنوارها وبين المسلمين.

    ولقد كان لجهود الشيخ الشخصية ولمدرسته التـي ربّـاهــــا على يديه أعظم الآثار في الأمم الإسلامية منذ ذلك الوقت وإلى اليوم ، ويعزو كثير من المؤرخين معظم الحركات الإسلامية النقية في أفريقية والهند وغيرها إلى آثار تلك الدعوة المباركة.

    ولقد استطاعت هذه الدعوة أن تحرر الأراضي التي وصلت إليها من ألوان الشرك والخرافة وأن تعيد تعبيد الناس لربهم الحق ، وتربيتهم على اتـبـاع السنة الغراء حتى نشأت من أولئك البدو الجهلاء الجفاة الذين عرفوا بالسلب والنهب وقطع الطريق... جماعة مستقيمة على شرع الله، تغضب لله وتغار على حرماته، وتتورع عن كل ما فيه أدنى شبهة، وتبذل النفس والنفيس في سبيل إعزاز هذا الدين ونصرة دعاته.

    وكان هؤلاء هم قوام الجيش الذي فتح بلاد نجد والحجاز وأغار على بعض مناطق الخليج والعراق وفي عزمه أن يخضع العالم الإسلامي ، لهذه الدعوة الربانية.

    لــقــد اسـتـطـاع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن ينشئ دولة تحمي دعوته بالقوة ، وكان واضحاً أنه قد خطط لذلك وعرض على عددٍ من الأمراء حتى قبل الإمام محمد ابن سعود رحمه الله ، وناصر الدعوة الجديدة.

    وبذلك ضمن الشيخ استمرار دعوته وقوتها وبقاءها، وأفاد من الأمن الذي استتب، والوحدة التي قامت في نشر تعليمات الإسلام ، وتربية الناس على المعتقد الصحيح ، وتحريرهم من لوثات الشرك والوثنية ، وهدايتهم إلى خلق الإسلام الصحيح في البر والتعاون والإحسان وكف الأذى وإكرام الضيف والعزوف عن الدنيا وملذاتها ، والحذر من المحرمات في الأموال والمآكل والمشارب حتى أصبح رجالات الدعوة صوراً حية للإسلام يذكرون برجال خير القرون الأولى.

    وانتشر العلم وكثر طلابه وأصبحت البلاد مثابة العلم والعلماء ، واشتغل أئمة الدعوة بشرح تــعـالـيـمـهـا وأسسها ومبادئها والرد على مخالفيها وتفنيد شبهاتهم، حتى نشأ عن ذلك حركة علمية إسلامية صافية.

    ولقد كان من الآثار المباركة لهذه الدعوة أن فضحت البدع والخرافات والمذاهب الضالة وحذرت المسلمين من الاغترار بها فهاجمت الرافضة والمتصوفة والقبوريين وغيرهم من أهل التأويل والتعطيل.

    وعموماً فقد جددت دعوة الشيخ ومدرسته دين الإسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسـلـم والـــذي جدده العاملون المخلصون عبر التاريخ ، فكان لها من تجديد عمر بن عبد العزيز القوة الـنـاتـجـة عن اعتماد الدولة للمنهج التجديدي ، وكان لها من تجديد الإمام أحمد بن حنبل ثم الإمام ابن تيمية محاربة ما شاع في العصر من العقائد والبدع المخالفة ، ونشر التوحيد الخالص ، وتربية الناس على أخلاق الإيمان.

    ولم يكن تأثير الشيخ محصوراً في الزمان ولا في المكان ، أما في المكان فإن من المقطوع به أن ثمة خيوط واصلة بين دعوته وبين بعض المصلحين المجددين خاصة في الهند وحسبك ما قام به الإمام الشيخ المجدد (نذير حسين الدهلوي) ، ثم الشيخ (محمد بشير السهسواني) صاحب كتاب (صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان) والذي ألفه للرد على (زيني دحلان) أحد علماء مكة في هجومه على الدعوة ال*****ة وإلصاق التهم بها(2).

    كما كان لها تأثير في غرب أفريقية وفي سومطرة وفي بلاد المغرب العربي ، ولتعرف طرفاً من ذلك انظر المراجع المحال إليها في الهامش (3).

    أما في الزمان فإن الدعوة لم تكن طمعاً شخصياً ينتهي بنهاية حياة حامله، بل كانت دعوة ربانية متجردة، ولذلك لم تحطمها الضربات الشرسة التي وجهت إليها ، ولا زالت تؤثر في وجــدان الجـمـاهــير الإســلامية على الرغم من عداء كثير ممن يجهلونها أو يتجاهلون حقيقتها.

    ولازال المسلمون الواعون في الأرض كلّها يُعنون بدراسة آثار الشيخ ومؤلفاته ، وآثار أولاده وأحفاده وأتباعه ، فيجدون فيها من تجريد التوحيد وحماية حماه من الطرق والذرائع الموصلة إلى الشرك ، وتوضيح شرك الأفعال وشرك الألفاظ ، وشرك الإرادة ، وشرك العبادة مالا يجدون في غيرها.

    ليس لأن الشيخ جاء بجديدٍ من عنده، ولكن لأن الدعوة التجديدية تعني بكشف الجوانب التي تتسع فيها شقة الانحراف وتأكيدها تفاعلاً مع طبيعة الوضع الذي تعايشه وتعالجه.

    أما في بلاد نجد فلا يزال كثيرون - حتى من عامة الناس - يمتازون باليقظة والحساسية في الألفاظ والعبارات، فلا يقولون شيئاً من الاستعمالات التي ورد النهي عنها والتي أبرزها الشيخ في كتاب "التوحيد" ولا يرضون أن يسمعوها من أحد.

    ولازال فيهم بقية من سلوك حسن أخذ مأخذ العادات المألوفة المتواضع عليها ، فهو يقاوم تيارات الانحلال التي تعصف عليهم من كل مكان بعض المقاومة.

    ----------------
    الهوامش:

    1- حاضر العالم الإسلامي ، ترجمة:منيرا البعلبكي ، تعليق: شكيب أرسلان ، دار الفكر ج 1 ص259. ويلحظ في تعبيراته استعمال بعض الألفاظ التي لا نوافقه عليها.
    2- انظر. عون المعبود ، الموضع المشار إليه في أول البحث ، وانظر كتاب: المصلح المظلوم والمفترى عليه لمسعود الندوي ، ص 56 - 86 ، ط ا سنة1397.
    3- كتب كثيرون عن أصداء دعوة الشيخ ، وبالغ بعضهم واعتدل آخرون ، وأهم المراجع هي:
    * - حاضر العالم الإسلامي ، ج1 ، ص2.
    * - بحوث مؤتمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ج2.
    * - مجلة (الفيصل) عدد15.
    * - تراجم الشيخ عامةً ومنها كتاب مسعود الندوي المشار إليه.

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
    عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
    وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
    حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيراً أخى الفاضل لؤى إبراهيم على الموضوع المُفيد والرائع
      واسمح لى بوضع بعض من أقوال الإمام المُجدد محمد بن عبد الوهاب لنستوضح سبب تشويه الرافضة لصورته وكرههم لأهل السنة بشكل عام ومحاربتهم لدعوة الإمام بشكل خاص
      قال الإمام
      " من اتخذ نداً تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الأكبر"
      وقال أيضاً
      "رأس الأمر عندنا وأساسه إخلاص الدين لله، نقول: ما يدعى إلا الله ولا ينذر إلا لله، ولا يذبح القربان إلا لله، ولا يخاف خوف الله إلا من الله فمن جعل من ذلك شيئاً لغير الله، فنقول: هذا الشرك بالله"
      وقال
      ونحن نعلم بالضرورة أن النبي لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات، لا الأنبياء ولا الصالحين، ولا غيرهم، بل نهى عن هذه الأمور كلها وذلك من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله"
      هذه هى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تهدم اعتقاد الروافض فى المبالغة فى تمجيد سيدنا على بن أبى طالب - رضى الله عنه وأرضاه - وما يعتقدونه من زيارة لبيوت الأولياء والبكاء والنحيب عند قبورهم والدعاء والطلب منهم من دون الله عز وجل
      قال أيضاً شيخنا الجليل فى الصحابة الأطهار عليهم جميعاً رضوان الله
      "وأتولى أصحاب رسول الله ، وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم وأستغفر لهم، وأكف عن مساويهم، واسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم"
      وأيضاً
      " وأعتقد أن أفضل أمته أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم" " وأن علي بن أبي طالب وأصحابه: أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه. وأن الفريقين كلهم لم يخرجوا من الإيمان.
      هذه هى عقيدتنا أهل السنة والجماعة فى الصحابة وهو طبعاً مالم يروق للروافض
      وقال إمامنا الجليل فى أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن
      "وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء"
      "ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين في الدنيا والآخرة كما صح عنه فهو من ضرب عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين"
      وقال أيضاً
      "وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله على الناس حقوقاً فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل إدعاء الألوهية فيهم، أو إكرام المدعي لذلك"
      وأخيراً أختم بقول شيخنا وإمامنا عن الروافض
      وأول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الملعونة الذين يدعون علياً وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات"
      عليهم من الله ما يستحقون ورحم الله شيخنا الفاضل وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
      اللهم آمين يارب العالمين

      وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
      إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة قلب ينبض بحب الله مشاهدة المشاركة
        جزاك الله خيراً أخى الفاضل لؤى إبراهيم على الموضوع المُفيد والرائع
        واسمح لى بوضع بعض من أقوال الإمام المُجدد محمد بن عبد الوهاب لنستوضح سبب تشويه الرافضة لصورته وكرههم لأهل السنة بشكل عام ومحاربتهم لدعوة الإمام بشكل خاص
        قال الإمام
        " من اتخذ نداً تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الأكبر"
        وقال أيضاً
        "رأس الأمر عندنا وأساسه إخلاص الدين لله، نقول: ما يدعى إلا الله ولا ينذر إلا لله، ولا يذبح القربان إلا لله، ولا يخاف خوف الله إلا من الله فمن جعل من ذلك شيئاً لغير الله، فنقول: هذا الشرك بالله"
        وقال
        ونحن نعلم بالضرورة أن النبي لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات، لا الأنبياء ولا الصالحين، ولا غيرهم، بل نهى عن هذه الأمور كلها وذلك من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله"
        هذه هى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تهدم اعتقاد الروافض فى المبالغة فى تمجيد سيدنا على بن أبى طالب - رضى الله عنه وأرضاه - وما يعتقدونه من زيارة لبيوت الأولياء والبكاء والنحيب عند قبورهم والدعاء والطلب منهم من دون الله عز وجل
        قال أيضاً شيخنا الجليل فى الصحابة الأطهار عليهم جميعاً رضوان الله
        "وأتولى أصحاب رسول الله ، وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم وأستغفر لهم، وأكف عن مساويهم، واسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم"
        وأيضاً
        " وأعتقد أن أفضل أمته أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم" " وأن علي بن أبي طالب وأصحابه: أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه. وأن الفريقين كلهم لم يخرجوا من الإيمان.
        هذه هى عقيدتنا أهل السنة والجماعة فى الصحابة وهو طبعاً مالم يروق للروافض
        وقال إمامنا الجليل فى أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن
        "وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء"
        "ومن يقذف الطاهرة الطيبة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين في الدنيا والآخرة كما صح عنه فهو من ضرب عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين"
        وقال أيضاً
        "وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله على الناس حقوقاً فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم ويظن أنه من التوحيد، بل هو من الغلو، ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل إدعاء الألوهية فيهم، أو إكرام المدعي لذلك"
        وأخيراً أختم بقول شيخنا وإمامنا عن الروافض
        وأول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة الملعونة الذين يدعون علياً وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات"
        عليهم من الله ما يستحقون ورحم الله شيخنا الفاضل وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
        اللهم آمين يارب العالمين

        جزاك الله خيراً على الإضافه القيمه أختي الفاضله , ونتمنى من الذين يتحدثون عما يسمونه ب" العقيده ال*****ه " أن يطلعوا على ما تفضلتِ بذكره وغيره من أقوال الشيخ المجدد رحمه الله
        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
        عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
        وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
        حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

        تعليق


        • #5
          نعم أنا ***** / الكاتب: أبو بصير

          رغم نفوري من المسميات المحدثة التي تفرق المسلمين ولا توحدهم .. إلا أني أعلنها صريحة واضحة ـ من غير تعصب ولا تحزب ـ بأني ***** .. وممن يشرفهم حُبُّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ وحُبُّ دعوته.

          إذا كانت ال*****ة تعني الدعوة إلى التوحيد .. والعقيدة الصحيحة .. ونبذ الشرك والبراءة منه ومن أهله .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا وهَّابيّ!

          إذا كانت ال*****ة تعني الدعوة إلى الكتاب والسنة .. والتمسك بغرس وهدي وفهم السلف الصالح .. ونبذ التعصب المذهبي .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا *****ّ!

          إذا كانت ال*****ة تعني التمسك بالسنة الثابتة الصحيحة .. ونبذ البدع والخرافات .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا *****ّ!

          إذا كانت ال*****ة تعني جهاد الطواغيت الظالمين .. وجهاد الشرك والمشركين .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا *****ّ!

          إذا كانت ال*****ة تعني الوسطية .. من غير جنوحٍ إلى غلوٍّ ولا إرجاء .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا *****ّ!

          لقد تأملت حال الناقمين الحاقدين على الشيخ ودعوته، فوجدتهم:

          إما كافراً .. أو شيعياً رافضياً .. أو صوفياً مغالياً .. أو مبتدعاً ضالاً .. أو جاهلاً يكرر ما يسمع من دون أن يعلم شيئاً عن الشيخ وعن دعوته ..

          وهذا طابور خبيث .. خاب وخسر من رضي لنفسه أن يقف فيه .. أو أن يكون من عداد أهله .. أو أن يكثر سوادهم في شيء!

          ماذا ينقمون من الشيخ .. وما أكثر الناقمين في هذا الزمان .. فنحن منذ زمن نسمع من الأصناف التي ذُكرت أعلاه .. الشتم والتشهير والطعن .. بالشيخ ودعوته ـ حتى مضت كلمة ***** و*****ة مسبة وانتقاصاً في عرف كثير من الناس! ـ من دون أن يأتوا ببرهانٍ صغير ثابت يبرر لهم كل هذا الظلم والطعن والشتم .. والحقد؟!

          ها هي آثار الشيخ ومؤلفاته بين أيدينا .. سهلة المنال لمن يريدها .. كلها تنطق بالحق .. وتدعو إلى الحق .. وتأمر بالحق .. آتونا بنقيصةٍ واحدة معتبرة ـ إن كنتم صادقين ـ أُخذت على الشيخ .. وعلى دعوته .. تبرر لكم هذا الحقد والطعن والتشهير؟!

          فإن لم تجدوا .. ولن تجدوا .. علمنا أن الذي حملكم على النقمة من الشيخ ودعوته .. هو ما كان عليه من حق لا يرضيكم ولا يرضي طواغيتكم وشياطينكم!

          فإن قيل: أنظر إلى ظلم وأخطاء بعض من ينتسبون للشيخ ودعوته في هذا الزمان ..؟!

          أقول: ما يُضير الشيخ ودعوته إذا وجد في زماننا ـ بزعم الانتساب إليه وإلى دعوته ـ من يسيء للشيخ ولدعوته .. فهم يُسيئون لأنفسهم لا لغيرهم .. فالمرء لا يجوز أن يُسأل أو يُحاسَب بجريرة غيره .. ولو جاز ذلك لما سلم رجل على وجه الأرض من المحاسبة والمؤاخذة؟
          قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
          عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
          وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
          حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

          تعليق


          • #6
            أكرم وأنعم بالشيخ المجدد العالم العامل المجاهد محمد بن عبدالوهاب الداعي بصدق إلى أوجب الواجبات وأهم المهمات توحيد رب السماوات في ربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته وما يقتضي ذلك من ولاء وبراء وغيره ، والويل ثم الويل لمن لا يدرك نفسه بتوبة من الداعين لتقديس الأشخاص والغلو فيهم بل وذكرهم أكثر من رب الأرباب رغبة في متاع زائل من رافضة وصوفية غلاة .

            الحمدلله أن عقيدة أهل السنة والجماعة ظاهرة لتكون حجة على العالمين .
            وإلا هل يمكن أن يقال للبوذي اترك عبادة جوداما بوذا واعبد بدلا عنه الحسين رضي الله عنه والعيدروس ?!.
            و هل يمكن أن يقال للنصارني اترك عبادة المسيح ومريم عليهما السلام واعبد بدلا عنهما الحسين رضي الله عنه والبدوي ?!.
            وهل يمكن أن يقال للهندوسي اترك عبادة كرشنا واعبد بدلا عنه علي رضي الله عنه والجيلاني?!!
            .
            التعديل الأخير تم بواسطة ابومريم المكي; 22 أغس, 2012, 11:57 م.

            تعليق


            • #7
              شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله والتكفير ...عبدالله الفارسى


              1- شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب لا يكفر بالظن :
              " من أظهر الإسلام وظننا أنه أتى بناقض لا نكفره بالظن لأن اليقين لا يرفعه الظن، وكذلك لا نكفر من لا نعرف منه الكفر بسبب ناقض ذكر عنه ونحن لم نتحققه " 3/24 الرسائل الشخصية

              2 - شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب لا يكفر بالعموم :
              " وأما القول إنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم " الرسائل الشخصية 15/101

              3 - من الذي يكفره الشيخ وما نسبتهم في الأمة ؟
              " وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك.

              وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام. " الرسائل الشخصية 5/37

              4 - الشيخ لا يكفر كل من لم يواليه ولا يكفر كل جاهل :
              " تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه. وجاهد من صدق الرسول فيه ومن عرف الشرك وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بإنكاره وأقر بذلك ليلا ونهاراً ثم مدحه وحسنه للناس وزعم أن أهله لا يخطئون لأنهم السواد الأعظم، وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن الله ورسوله. " الرسائل الشخصية 3/25

              5 - الشيخ لا يكفر إلا من كفره جميع العلماء الموثوقين :
              " ما ذكر لكم عني أني أكفر بالعموم فهذا من بهتان الأعداء، وكذلك قولهم إني أقول من تبع دين الله ورسوله وهو ساكن في بلده أنه ما يكفيه حتى يجييء عندي فهذا أيضا من البهتان ؛ إنما المراد اتباع دين الله ورسوله في أي أرض كانت ؛ ولكن نكفر من أقر بدين الله ورسوله ثم عاداه وصد الناس عنه ؛ وكذلك من عبد الأوثان بعد ما عرف أنها دين للمشركين وزينه للناس ؛ فهذا الذي أكفره وكل عالم على وجه الأرض يكفر هؤلاء إلا رجلاً معانداً أو جاهلاً " الرسائل الشخصية 9/58

              6 - الشيخ يكفر من يرى جواز دعاء غير الله وتكفير أهل التوحيد :
              " فإن قال قائلهم إنهم يكفرون بالعموم فنقول : سبحانك هذا بهتان عظيم الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد، ويسميهم الخوارج ويتبين مع أهل القبب على أهل التوحيد " . الرسائل الشخصية 7/48

              7 - الشيخ لا يكفر من لم تبلغه الحجة :
              " من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله فهو المسلم في أي زمان وأي مكان وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما نبين له الحجة على بطلان الشرك وكذلك نكفر من حسنه للناس، أو أقام الشبه الباطلة على إباحته، وكذلك من قام بسيفه دون هذه المشاهد التي يشرك بالله عندها، وقاتل من أنكرها وسعى في إزالتها قوله إني أكفر من توسل بالصالحين، وقوله : إني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق، وقوله إني أقول لو أقدر على هدم حجرة الرسول لهدمتها ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها وجعلت لها ميزاباً من خشب، وقوله إني أنكر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله إني أنكر زيارة قبر الوالدين وغيرهم وإني أكفر من يحلف بغير الله فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول : ((سبحانك هذا بهتان عظيم )) " . الرسائل الشخصية 11/64


              قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
              عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
              وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
              حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

              تعليق


              • #8
                وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
                إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



                تعليق


                • #9
                  نعم أنا وهَّابيّ!
                  إنْ كانَ تَوحِيدُ الإلهِ تَوَهُّباً ... يا ربَّ! فأشْهَدْ أنْني وهّــابي

                  sigpic


                  يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة"...

                  تعليق


                  • #10
                    ما قيل في الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله


                    المستشرقون (( سيديو )) في ((تاريخ العرب العام )) الذي نقله إلى العربية ((عادل زعيتر )) :

                    قال في أثناء كلامه على ثورات العرب للتحرر من سيطرة الترك وسيطرة البرتغال في عمان بعد كلام .
                    ومن ثم نرى أن جزيرة العرب استردت استقلالها التام تقريباً ، منذ أوائل القرن الثامن عشر بفضل جدها ، وضعف أعدائها ، ولم يبق لها إلا أن تؤيد نصرها بمركز يلتف حوله جميع النفوس .
                    وهذا ما حاولت صنعه ، قبيلة ظهرت في نجد ، حوالي سنة 1749م .
                    وهذا ما حاوله ال*****ون النافذون ، حتى الآن ، والذي سيكون لهم تأثير دائم ، في مصير جزيرة العرب لا ريب .
                    واسم واضح هذه السيطرة هو عبد الوهاب التميمي ، الذي أكب على دراسة آداب العرب وعلومهم ، منذ صباه . والفقه أكثر ما عنى به .
                    واطلع على آراء رجال المذهب ، وقصد بغداد ، والبصرة ، وفارس سائحاً.
                    فنمت مداركه ، فأنعم النظر في حال بني قومه وميولهم وغرائزهم ، وطبيعة قواهم .
                    فرأى أنه إذا ما حمل المسلمين على مراعاة أحكام القرآن ، رجعت إليهم تلك الحماسة التي تعودتها عظمة الماضين .
                    ولم يكن للإصلاح الذي بدأ زعيماً ، له هدف ، سوى إعادة شريعة الرسول الخاصة إلى سابق عهدها .
                    وحارب ابن عبد الوهاب فعالات 1 المسلمين في إحاطة محمد صلى الله عليه وسلم بتعظيم حرمة الله في مثير من كلامه :
                    وحارب تقديس قبور الأولياء ، فحمل أنصاره على هدمها .
                    وحارب ابن عبد الوهاب ما كان يعيبه على الترك من فساد الأخلاق .
                    وحارب تعاطي المسكرات .
                    ومما ذكَّر الناس به ،هو أن الشريعة تأمر المسلمين بأن يؤتوا الزكاة 2 وتحرم عليهم الزينة 3 وتلزم القضاة بالنزاهة التامة .
                    ومما عني به على الخصوص إبقاء روح الجهاد في قومه لما أدى إليه الجهاد من نصر عجيب منذ قرون.
                    ولا يمكن أن تنعت أقوالهم بالإلحاد على العموم لما بدت تكراراً لسور القرآن .
                    وهو لموافقته تعاليم الإسلام الصحيحة – كان بالغ الأثر لمبادئه قصار صناديد قبائل ينضمون إلى لوائه ، أفراداً وأرسالاً .
                    فيؤلفون جيشاً صغيراً بقيادة محمد بن سعود من عشيرة المساليخ وكان محمد قد اعتنق المذهب الجديد في الدرعية .
                    فأبصر ابن عبد الوهاب فيه من المواهب الحربية ، ما لم يجده في الغير ، فزوجه بابنته ، مفوضاً إليه أمر حكومة ال*****ين السياسية.
                    فخلع على دين محمد رونقاً جديداً ، وبدد الخرافات التي 4 زالت مع الزمن فأظهر القرآن خالياً من جميع ما عزى إليه من الشوائب 5 .
                    وما لبثت النفوس التي أرهقتها شروح أئمة المسلمين المطولة الغامضة أن رجعت إلى بضعة مبادئ عامة بسيطة واضحة ، فتقبلت خطط ابن عبد الوهاب الإصلاحية بقبول حسن .
                    ودعا ال*****ون إلى الفضيلة خلافاً للقرامطة الذين تذرعوا بسيء المناحي،فلم يبالوا بغير قضاء المآرب. ا ه

                    على الطنطاوي في كتابه (( محمد بن عبد الوهاب )):

                    ذكر فشو البدع قبل ولادة الشيخ ((محمد)) كما قال ، واعتقد الناس النفع والضرر بالرسول والصالحين ، وبالقبور والأشجار ، والقباب والمزارات ، فيطلبون منهم الحاجات ، ويرجعون في الشدائد إليهم ، وينذرون لهم ، ويذبحون لهم ، واشتد تعظيم الأموات .
                    وكان حظ نجد في هذه الجاهلية الجديدة أكبر الحظوظ .
                    فقد اجتمع على أهله الجهل والبداوة ، والفقر ، والانقسام في كل ناحية من نواحي نجد ، من الأمراء بمقدار ما كان فيها من القرى .
                    ففي كل قرية أمير ، وفي كل ناحية جمعية أمم .
                    وكان في كل إمارة قبر ، عليه بناء ، أو شجرة لها أسطورة .
                    يقوم عليها سادن من شياطين الإنس ، ويزين للناس الكفر ويدعوهم إلى الاعتقاد بالقبر والذبح له ، والتبرك به ، والدعاء عنده .
                    ثم ذكر شجرة تسمى شجرة الذئب ، وقبر (( زيد بن الخطاب )) وذلك على سبيل المثال .
                    قال:وكان العلماء قلة،والحكام عتاه ظلمة،والناس فوضى يغزو بعضهم بعضاً،ويَعْدُو قويهم على ضعيفهم
                    في تلك البيئة نشأ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فرأى شمس الإسلام إلى أفول ، ورأى ظلمة الكفر إلى امتداد وشمول .
                    وأراد الله له الخير فقدر له أن يكون أحد الذين أخبر الرسول أنهم يبعثون ليجدودوا لهذا الأمة دينها ، بل لقد كان أحق بهذا الوصف من كل من وصف به في تاريخنا .
                    فقد حقق الله على يديه عودة نجد إلى التوحيد الصحيح ، والدين الحق والألفة بعد الاختلاف ، والوحدة بعد الانقسام .
                    ولا أقول : إن الرجل كامل ، فالكمال لله ولا أقول إنه معصوم فالعصمة للأنبياء .
                    ولا أقول: إنه عار عن العيوب والأخطاء .
                    ولكن أقول:إن هذه اليقظة،التي عمت نجداً ،ثم امتدت حتى جاوزته إلى أطراف الجزيرة ، ثم إلى ما حولها ، ثم امتدت حتى وصلت إلى آخر بلاد الإسلام ليست إلا حسنة من حسناته عند الله إن شاء الله ا هـ .

                    أبو السمح عبد الظاهر المصري الذي كان إماماً بالمسجد الحرام رحمه الله قال في نونيته التي تأسف فيها على الإسلام وأهله ، مما عراهم :

                    ابتدأها – رحمه الله بقوله :
                    أسفي على الإسلام والإيمان *** أسفي على نور الهدى القرآن
                    أسفي على الدين القديم وأهله *** أسفاً يذيب القلب بالأحزان

                    مضى فيها حتى ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب قائلاً

                    أسفي على الشيخ الإمام محمد *** حبر الأنام العالم الرباني
                    علم الهدى بحر الندى مفني العدا *** من شن غارته على الأوثان
                    من قام في نجد مقام نبوة *** يدعو إلى الإسلام والإيمان
                    حتى غدت نجد كروض مزهر *** يختال في ظل من العرفان
                    أحيا لنل الدين الحنيف كما أتى *** وأقامه بالسيف والبرهان
                    برهانه القرآن والسنن التي *** تروى لنا عن سيد الأكوان
                    كم حارب الشرك الخبيث وأهله *** وأذاقهم في الحرب كل هوان
                    وأبان توحيد العبادة بعدما *** درست معالمه من الأذهان
                    كم أبطل البدع التي قد عكرت *** صفو الشريعة مورد الظمآن
                    وأضاء نوراً لم يزل متألقاً *** يهدي به الرحمن كل أوان
                    يا رب دعوة مؤمن متضرع *** أغدق عليه سحائب الرضوان



                    رأى عالم فرنسى

                    قال برنادلوس في كتابه العرب في التاريخ ما يلي :
                    وباسم الإسلام الخالي من الشوائب الذي ساد في القرن الأول . نادى محمد بن عبد الوهاب بالابتعاد عن جميع ما أضيف للعقيدة والعبادات من زيارات باعتبارها بدع خرافية غربية عن الإسلام الصحيح .

                    رأى مستشرق نمساوي
                    قال شيخ المستشرقين . جولد سهير . في كتابه العقيدة والشريعة . ما يلي :
                    وإذا أردنا البحث في علاقة الإسلام السني بالحركة ال*****ة نجد أنه مما يسترعي خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني الحقيقة التالية يجب على من ينصب نفسه للحكم عن الحوادث الإسلامية أن يعتبر ال*****ين أنصاراً للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي والصحابة . فغاية ال*****ة هي إعادة الإسلام كما كان .

                    رأى المستشرق ((جب الإنجليزي ))
                    قال في كتاب المحمدية .. (( وفي جزيرة العرب قام حوالي 1744م 1157هـ محمد بن عبد الوهاب مع أمراء الدرعية آل سعود بتحقيق الدعوة إلى المدرسة ((المذهب)) الحنبلية التي دعا إليها ابن تيمية في القرن الرابع عشر ( وقال أيضاً في كتابه الاتجاهات المدنية في الإسلام – (( أما مجال الفكر فإن ال*****ة بما قامت به من الفتن ضد التدخلات العدوانية . وضد الأصول القائلة بوحدة الوجود . التي تريد تدنيس التوحيد في الإسلام . فق كانت عاملاً مفيداً للخلاص الأبدي . وحركة تجديد أخذت تنجح في العالم الإسلام شيئاً فشيئاً )).


                    دائرة المعارف البريطانية
                    جاء في دائرة المعارف البريطانية . وهي تتكلم عن ال*****ة ما يلي :
                    ال*****ة : اسم لحركة التطهير في الإسلام . وال*****ة يتبعون تعاليم الرسول وحده . ويهملون كل ما سواها . وأعداء ال*****ة هم أعداء الإسلام الصحيح .

                    رأى جماعة من المستشرقين
                    قال الأستاذ (( ويلفرد )) في كتاب الإسلام في نظر الغرب ألفه جماعة من المستشرقين :
                    (( كان محمد بن عبد الوهاب يقول قبل كل شيء يجب أن تعيشوا حسب الشرع الإسلامي وهذا هو معنى أن تكونوا مسلمين . لا ذاك الرغاء العاطفي .
                    والتقى والحرارة التي يقدمها لكم الصوفيون فأساس الإسلام هو الشرع .
                    وإذا كنتم تريدون أن تكونوا مسلمين فيجب أن تعيشوا حسب أوامر الشرع .


                    رأى مؤرخ الماني
                    قال الدكتور داكبرت . المؤرخ الألماني في كتابه عبد العزيز – وقد صدر في ألمانيا سنة 1953م ونقله إلى العربية أمين رويحه . عن الحركة ال*****ة (( وكان لآل سعود إلى جانب سيفهم الذي يستخدمونه في الفتح سلاح معنوي آخر . يدينون له بأعظم قسط من نجاحهم . ذلك السلاح من صنع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أحد رجال الدين المطاردين في سبيل عقيدتهم .
                    والذي لجأ إلى الدرعية عاصمة آل سعود في ذلك الحين . فلقي لديهم الحماية والأمان . وكانت تملأ قلب محمد بن عبد الوهاب فكرة تجديد القوى العربية على أساس ديني ناسباً إلى ابتعادهم عن سيرة السلف الصالح . وانقسامهم إلى شيع . وإلى ابتعادهم عن خُلقهم العربي الأصل . سبب تلاشيهم الذي – جعلهم في متناول النفوذ الأجنبي . إلى أن قال : ورأى الشيخ أن سبب الإنقاذ هو الرجوع إلى تعاليم الدين المشروعة . إلى تعاليم الرسول الصحيحة . فراح يبشر بوحي من ضميره وعقيدته . بمحاربة البدع التي أدخلت على الإسلام عبر العصور الغابرة . والضال المضل من تقارير علماء الدين غير مقيم وزناً إلا لما نص عليه القرآن صراحة . أو لما يمكن نسبته بصورة قاطعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وراح يحارب بكل قواه المستمدة من عقيدته الصلبة تقديس الأولياء . وجعلهم واسطة بين الله وبين الناس . وينادي بهدم الأضرحة . ومزارات الأولياء ، وإزالة معالمها . اقتداءا بالنبي الكريم . الذي حارب بدعة القديس الهياكل . وعبادة الأصنام الموروثة من الجاهلية . انتهى ملخصاً .


                    رأى الأستاذ فيليب حتى
                    قال الأستاذ فيليب . وهو مؤرخ لباني في كتابه (( تاريخ العرب ))( ولقد تأثر محمد بن عبد الوهاب بفكرة . هي أن الإسلام كما يمارسه معاصروه . قد انحرف كثيراً علمياً ونظرياً عن طريق السنة التي استنها القرآن . وقرر أن ينقيها هو بنفسه ) .


                    رأى الأستاذ أحمد حسين – مؤسس حزب مصر الفتاة

                    قال في كتابه (( مشاهداتي في جزيرة العرب )) بعد أن وصف ما كان في جزيرة العرب من جهالة قبل ظهور الدعوة ما يلي : (( وفي وسط هذا الجو ولد محمد بن عبد الوهاب . وكان أبوه الشيخ عبد الوهاب قاضي بلدة العيينة . وكان شيخاً عالماً جليلاً . فقرأ على أبيه الفقه . وسرعان ما ظهرت عليه علائم النجابة . وبدأ يدرك على الفور ما تردت به البادية من همجية وردة عن دين الإسلام . وبدأت تجيش به نفسه كل مصلح من عزم على تغيير هذه الحال . فلما بلغ من العمر عشرين ربيعاً . بدأ يستخدم فصاحته وعلمه في مناقشة أنداده وأضرابه . بل ومن هم أكبر منه سناً . في فساد الحال فلم يجد منهم أذناً صاغية . وبعد أن ذكر سفر الشيخ إلى الحجاز والبصرة – ورجوعه ثانية إلى نجد . واستقراره في الدرعية واتفاقه مع محمد بن سعود .
                    ختم هذا البحث بقوله : تلك هي قصة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما بدأت . والتي لم تكمل حتى الآن . فلا يزال أحفاد محمد بن سعود . وأحفاد الشيخ محمد . يحملون لواء التوحيد . وينافحون عنه . وإذا كان العالم الإسلامي كله اليوم تحت تأثير النور والعرفان . قد بدأ يدرك بفطرته هذا الذين كانوا أول من نصره واستجاب له . ا هـ


                    رأى الأستاذ الأمام محمد عبده
                    يقول الشيخ حافظ وهبة في كتابه (( 50عام في جزيرة العرب )) . وهو يتحدث عن طلبة العلم في الأزهر أنه سمع الأستاذ الإمام محمد عبده مفتي مصر يثني في دروسه بالأزهر على الشيخ محمد عبد الوهاب ، ويلقبه بالمصلح العظيم ، ويلقي تبعة وقف دعوته الإصلاحية على الأتراك وعلى محمد علي الألباني لجهلهم ومسايرتهم لعلماء عصرهم ممن ساروا على سنة من سبقهم من مؤيدي البدع والخرافات ومجافاة حقائق الإسلام .




                    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                    عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                    وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                    حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                    تعليق


                    • #11
                      رأى الأستاذ أحمد أمين العالم المصري

                      تناول الأستاذ أحمد أمين العالم المصري الشهير في كتابه (( زعماء الإصلاح الإسلامي)) نهضة الإصلاح الديني في نجد وهذا ما قاله عنها :
                      (( ورأى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أثناء إقامته في الحجاز ورحلاته إلى كثير من بلاد العالم الإسلامي إن هذا التوحيد الذي هو مزية الإسلام الكبرى قد ضاع ودخله الكثير من الفساد )).
                      فالتوحيد أساسه الإعتقاد بأن الله وحده ، هو خالق هذا العالم . والمسيطر عليه . وواضع قوانينه التي يسير عليها ، والمشرع له وليس في الخالق من يشاركه في خلقه ولا في حكمه ولا من يعينه على تصريف أموره ، لأنه تعالى ليس في حاجة إلى عون أحد مهما كان من المقربين إليه . هو الذي بيده الحكم وحده وهو الذي بيده النفع والضر وحده لا شريك له . فمعنى لا إله إلا الله ليس في الوجود ذو سلطة حقيقية تسير العالم وفقاً لما وضع من قوانين إلا هو . وليس في الوجود من يستحق العبادة والتعظيم إلا هو ، وهذا هو محور القرآن {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} .
                      إذا فما بال العالم الإسلامي اليوم يعدل عن هذا التوحيد المطلق الخالص من كل شائبة إلى أن يشرك مع الله كثيراً من خلقه . فهذه الأولياء يحج إليها وتقدم لها النذور ويعتقد أنها قادرة على النفع والضر ، وهذه الأضرحة التي لا عداد لها تقام في جميع أقطاره ، يشد الناس إليها رحالهم ويتحمسون بها ويتذللون لها ويطلبون جلب الخير لهم ودفع الشر عنهم ، ففي كل بلدة ولي أو أولياء ، وفي كل بلدة ضريح أو أضرحة تشترك مع الله تعالى في تصريف الأمور ، ودفع الأذى وجلب الخير ، وكأن الله سلطان من سلاطين الدنيا يتقرب إليه . بذوي الجاه وأهل الزلفى لديه ، ويرجحون في تغيير القوانين وقضاء الحاجات ، أليس هذا كما كان يقول مشركو العرب {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} وقولهم {هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّه}؟ بل وا أسفاه لم يكتف المسلمون بذلك . بل أشركوا مع الله حتى النبات والجماد فهؤلاء أهل بلدة منفوحة باليمامة يعتقدون في نخلة هناك . أن لها قدرة عجيبة من قصدها من العرائس تزوجت لعامها . وهذا الغار في الدرعية يحج إليه الناس للتبرك وفي كل بلدة من البلاد الإسلامية مثل هذا ، ففي مصر شجرة الحنفي ، ونعل الكلشني . وبوابة المتولي 6.
                      وفي كل قطر حجر وشجر فكيف يخلص التوحيد من كل هذه العقائد ؟.
                      إنها تصد الناس عن الله الواحد وتشرك معه غيره وتسيء إلى النفوس وتجعلها ذليلة وضيعة مخرفة وتجردها من فكرة التوحيد وتفقدها التسامي .
                      هكذا شغلت ذهنه فكرة التوحيد في العقيدة مجردة من كل شريك ،وفكرة التوحيد في التشريع فلا مصدر له إلا الكتاب والسنة .


                      قال أمين سعيد :

                      في كتابه (( سيرة الإمام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي من أحفل السير بالعظات وأغناها بالفضائل وأحقها بالبحث والفصل ، والتفسير والتعليل وهي سيرة مصلح من كرام المصلحين ، ومجاهد من كبار المجاهدين وعالم من خيرة العلماء أنار الله بصيرته وهداه سبله وألهمه التقوى فدعا أمته للرجوع إلى الله والعمل بكتابه وسنة رسوله ونبذ الشرك وعبادة القبور ، انقادت إليه واقتدت به واستجابت له فأخرجها الله به من الظلمات إلى النور فنجت وفازت وجنت أطيب الثمار وسمت إلى مرتبة الأخبار ، ثم ذكر ولادة الشيخ وما كانت حاله الضعف والانحطاط التي سرت في جسم الدولة العثمانية وذكر أحوال الجزيرة العربية وما فيه من ظلمات الجهل ومزيد الفقر وتفشي الفوضاء وفي وسط ذلك الجو القاتم المربد جو الجهل والجمود ، جو ضعف الوازع الديني وتسلط الحكام واستبداد الطغاة ، أشرقت من جانب نجد أنوار الدعوة ال*****ة التي حمل مشعلها الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأنارت للأمة السبيل وألهمتها رشدها فشقت طريقها واهتدت بهديها ، وحققت الدعوة لنجد آمالها وقد بدأت في محيطها أول ما بدأت فأنشأت لها مجتمعاً إسلامياً سليماً يؤمن بالتوحيد ويعظم شأنه ويسير على هداه ولا يدعو مع الله أحدا ولا يزال هذا حالة لم يتبدل ولم يتغير منذ عهد الشيخ حتى يومنا هذا فهو يصدع بالحق ويؤمن به ، وانبثقت عن هذا المجتمع دولة عربية كريمة نشأت في ظل الدعوة وآمنت بها فكانت أول دولة عربية كبرى يؤسسها العرب داخل جزيرتهم بعد دولة الخلفاء الراشدين فاتبعت طريقهم وترسمت خطاهم فسادت وشادت ووسعت حدودها وانتشرت الدعوة في بلاد الإسلام وسرى نورها في أرجائها وأقبل عليها الكثيرون وأخذوا بها وتفاعلوا معها واستجابوا لها فكانت الأمة الكبرى لهذه النهضات التي تعم بلاد العرب وبلاد المسلمين فأحييت ميت الهمم وأيقظت خامد النفوس ، وضرب الشيخ الأمثال على تجرده ونزاهته وعلى أنه لم يرد من دعوته سوى وجه الله وحده وإصلاح حال أمته وإنقاذها من ظلمات الجهالة التي كانت تغمرها .
                      ولقي في بدء الدعوة من الأذى والعدوان والمقاومة ما يلقاه الدعاة والمصلحون من قومهم فما تردد وما توقف بل صابر وثابر لم يُخفه تهديد وما ثناه وعيد ولا أثرت في نفسه مغريات فشرقت الدعوة وغربت وكثر عدد وعُدد المؤمنين بها وازداد أنصارها واستقام أمرها فأزعج ذلك خصومها وأقلق أعداءها فتألبوا عليها وجاءوا صفوفاً صفوفاً لقتالها وإطفاء أنوارها فحملت السيف للدفاع عن نفسها وحماية كيانها ، والدفع عن النفس حق مشروع أقرته جميع الأديان وجاءت به جميع الشرائع ، وهذه الحقيقة تنقض قول خصومها وتلقف ما افتروا وما زيفوا فالدعوة لم تعتمد على السيف ولم تشهره في وجه الذين لم يدخلوا فيها بل اعتمدت عليه في الدفاع عن نفسها ومقاومة أعدائها الذين تجمعوا لقتالها وتنادوا لمقاومتها والإجهاز عليها فما أغنت عنهم جهودهم فارتدوا منهزمين وتواروا خاسرين وانتصرت وتغلبت لأنها نور وحق وطبيعة النور أن يسري ويعم وينتشر مهما حاولوا ستره وإخفاءه ومهما أقاموا من الحواجز في طريقه ومن شأن الحق أن يعلو ولا يعلى عليه .



                      ---------------------
                      [1] تأمل كيف عرف هذا المؤرخ الأجنبي عن ديننا ، تعاليم هذا المصلح الكبير الصحيحة : وأنه قصد إرجاع الناس إلى الدين الصحيح ، وتنقيته من شوائب البدع والوثنية ، وكيف أنصف هذا الأجنبي وعرف دين الرسول الصحيح ، وما طرأ عليه مما لا يتفق وتعاليم الرسول ، ولم يعرفه الكثيرون من المنتسبين إلى الإسلام .
                      [2] - أي وسائر أركان الإسلام
                      [3] - كلبس الحرير والذهب للرجال ، لا مطلق الزينة .
                      [4] - تأمل كيف يصف زمان الشيخ بالخرافات ، ويصف مقاومة الشيخ وإصلاحه مما لم يعرف كثير من المسلمين ، وعموا – بتعصبهم – عن محاسنه وخدماته ، فرحمه الله ، وقد أحسن من أنصف وعرف الحق لأهله ، ولو كان كافراً .
                      [5] - كأنه يريد من التفاسير الباطلة ، والتأويلات المخالفة .
                      [6] - شجرة الحنفي – شجرة كانت في جامع الحنفي بالقاهرة يتبرك بها : ونعل الكلشني نعل قديمة في تكية الكلشني ، يزعمون أن الماء إذا شرب منها ينفع للتداوي من العشق : وبوابة المتولي بالقاهرة . أيضاً مملوءة بالمسامير بها تعلق الشعور والخيوط لقضاء حاجة من علقها .
                      عبد العزيز بن عبد الله بن باز

                      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                      عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                      وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                      حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                      تعليق


                      • #12
                        أثر دعوة الشيخ في البلاد النجدية ... العلامة الشيخ أحمد بن حجر بن محمد آل أبو طامي


                        1.
                        قضت هذه الدعوة المباركة،قضاءاً تاماً ،على ما كان شائعاً في ((نجد)) من الخرافات،وما كان شائعاً من تعظيم القبور والنذر لها،والاعتقاد في بعض الأشجار ، وأحيت معالم الشريعة بعد اندثارها.

                        2. إن أهل نجد ، قد رجعوا إلى التوحيد الخالص من شوائب الشرك والوثنية،كما رجعوا إلى الكتاب والسنة المطهرة ، وحكموها في جليل الأمور وحقيرها.
                        3. كانوا متفرقين ، لا تجمعهم رابطة ،ولا يجمعهم حكم شرعي ، ولا قانوني ، بل كانوا مختلفين ومتفرقين ، في المشارب والمنازعات .
                        فوحدت هذه الدعوة كلمتهم ، وجمعت شملهم ، وجعلتهم تحت راية واحدة وأخضعتهم لسلطان واحد ، يسوسهم بكتاب الله المجيد ، وسنة رسوله .
                        4. كانوا في نهاية من الجهل والغباوة ، إلى حد أن اعتقدوا في الأشجار والغيران .
                        فنشرت الدعوة فيهم ، علوم الشريعة المطهرة وآلاتها ، من التفسير ، والحديث ، والتوحيد، والفقه والسير ،والتواريخ، والنحو ، وما إلى ذلك من العلوم
                        وأصبحت الدرعية ، كعبة العلوم والمعارف ، يفد إليها طلاب العلوم من سائر النواحي من أرجاء نجد ،واليمن ، والحجاز ، والخليج العربي ، وانتشر العلم في جميع الطبقات ، حتى قال المؤرخين : أصبح الراعي يرعى المواشي في الفيافي ، ولوح التعليم في عنقه .
                        حتى من قوة انتشار العلم وسريانه ، ظهر العلماء الراسخون ،وألفوا الكتب القيمة في مختلف العلوم ، بعد ذلك الجهل العظيم الذي خيم على أرجاء نجد وتركها تتخبط في دياجير الظلمات والأوهام .
                        5. انتشر الأمن في جميع أرجاء نجد ، حتى كان الماشي والراكب ، يمشي المسافات الطويلة ، ذات الليالي والأيام، لا يخاف إلا الله ، ولو كان عنده من الأموال ما تنوء بحملها عصبة من الرجال .
                        6. لم تكن نجد معروفة لدى الأمم، وكانت حقيرة وليس لها حساب ولا ميزان،ولا قيمة ، ولم يكن لها ملك،ولا حاكم معروف ، ما عدا بعض الأمراء الصغار الذين كانوا يحكمون قرية أو قريتين . فأصبحت نجد ببركة هذه الدعوة مملكة موحدة طار صيتها في الآفاق ،ووضعت في صف الأمم .
                        وكانت الدولة إذ ذاك الدولة العثمانية ، حسبت لها ألف حساب وحساب وخافت على سلطتها وسيطرتها من هذه الدولة السعودية المباركة ، حتى جرت الجيوش الجرارة لمحاربتها ، وإماتتها.
                        7. إنه بقي من آثارها ، هذه الدولة السعودية الحاضرة الممتد سلطانها من الخليج العربي شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً .
                        دولة الكتاب والسنة والتوحيد النقي ، دولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دولة نشرت العدل والأمن والسلام .
                        دولة عززت من مركز العلم ، وقامت بنشره بين جميع أفراد الرعية ، وكل من يفد إليها .
                        فأسست المعاهد العلمية والكليات ، والمدارس وأنفقت الأموال الطائلة للمدرسين والدارسين ، سواء كانوا من الوطنيين ، أو غيرهم .
                        دولة تمثل الصدر الأول والسلف الصالح ، في أحكامها وهيمنتها على الأخلاق ، وتحكيمها للكتاب والسنة.
                        دولة تسهر على مصالح الرعية ، وتعمل لرفاهية الشعب ومحاربة الفقر ، ورفع مستوى المعيشة ، كما تسهر على راحة الحجاج ، وبذل جميع الوسائل لرفاهية الحجاج ، وتذليل جميع العقبات أمامهم ، وترغيبهم في العودة المرة بعد المرة ، إلى الحج بيت الله الحرام ، وزيارة المسجد النبوي ، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام .
                        وبالجملة فهي أحسن الدول العربية في تحكيم الشرع ، ونشر الأمن والعدل والعلم ، ومحاربة أهل البدع والضلال ، والأخذ على أيدي السفهاء والعابثين بالأخلاق ، والمنتهكين الحرمات .أيدها الله ، ووفقها للخير والنفع العام .

                        المصدر كتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه



                        قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                        عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                        وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                        حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                        تعليق


                        • #13
                          محمد بن عبد الوهاب على خطى الأئمة الأربعة


                          الاعتقاد عند أئمة الإسلام


                          مهما يكن من أهمية للمقارنة التاريخية ، فإن الحقيقة العظمى الفاصلة تتمثل في المنهج والمضمون ، بل في العبارة ، كذلك..

                          والسؤال الأكبر ـ ها هنا ـ هو : هل كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب داعية الى طائفة جديدة , أو طريقة مبتدعة ، أو نزعة خارجية .. أو كان ( معبراً ) عن منهج الائمة الاربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل في أصول الاعتقاد ؟

                          لندع الحقائق العلمية والمنهجية ـ وحدها ـ تتحدث ، ولندع منهج المقارنة يطبق صرامته على عقيدة الشيخ مَقيسةٌ بعقيدة الأئمة الأربعة :

                          أولا: عقيدة الإمام أبي حنيفة التي حررها أبو جعفر الطحاوي (نسبة إلى بلدة طحا المصرية) وابتدأها بقوله :

                          «هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان، وأبي يوسف يعقوب بن ابراهيم الانصاري ، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنهم اجمعين وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين

                          نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله : إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله ، كما كان بصفاته أزلياً، كذلك لا يزال عليها أبديا، لا رادَّ لقضائه ، ولا معقب لحكمه ، ولا غالب لأمره , وأن محمدا رسول الله عبده المصطفى ونبيه المجتبى وأنه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء , وأن القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولا ، وأنزله على رسوله وحيا , ليس بمخلوق ككلام البرية , وأن العرش والكرسي حق ، وهو مستغن عن العرش وما دونه ، محيط بكل شيء وفوقه ..... ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ، نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ، ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ، ولا نقنطهم , وأهل الكبائر من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يخلدون في النار إذا ماتوا وهم موحدون وإن لم يكونوا تائبين , ولا نرى السيف على أمة محمد – صلى الله عليه وسلم - ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط في حب أحدٍ منهم ، ولا نتبرأ من أحدٍ منهم ، ونؤمن بما جاء من كرامات الأولياء ، ونرى الجماعة حقا وصوابا ، والفرقة زيفا وعذابا
                          »

                          .. يقول ابن تيمية: « وكذلك أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد الصحابة والتابعين لهم بإحسان ».

                          ثانيا: عقيدة الإمام مالك.

                          وقد جلاّها بن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة الرسالة ، فقال :

                          « هذه جمل من أصول الفقه وفنونه على مذهب الإمام مالك بن أنس وطريقته رحمه الله : الإيمان بالقلب والنطق باللسان: إن الله واحد لا إله غيره ، ولا شبيه ، ولا شريك ، على العرش استوى وله الأسماء الحسنى والصفات العلى , لم يزل بجميع أسمائه وصفاته , وأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق , وأن الله ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فجعله آخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا , وأن الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات ، وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات ، وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيئته ، ومن عاقبه بناره أخرجه منها بإيمانه فأدخله جنته ، ويخرج من النار بشفاعة النبي من شفع له من أهل الكبائر من أمته , وأن الإيمان قول باللسان ، وإخلاص بالقلب ، وعمل بالجوارح , يزيد بزيادة الأعمال ، وينقص بنقصها , وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة , وأنه لا يذكر أحد من صحابة رسول الله إلا بأحسن الذكر، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ، ويظن بهم أحسن المذاهب ».

                          ثالثا: عقيدة الإمام الشافعي وهي :

                          توحيد الله بأسمائه وصفاته ، وأنه يجب إثبات الأسماء والصفات على الوجه اللائق بهِ سبحانه ، من غير تشبيه ولا تأويل ويقول في ذلك « لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه ، لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها ، وقد نفى عن نفسه الشبيه فقال جل ذكره « ليس كمثله شيء » والقول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما :

                          الإقرار بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأن الله عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء وينزل من السماء كيف يشاء ، وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وأن القرآن كلام الله

                          غير مخلوق ، وأنه لا خلود في النار للمؤمنين العصاة وإن ارتكبوا الكبائر , فمرتكب الكبيرة من أمة النبي – صلى الله عليه وسلم - إذا مات مصراً عليها فهو تحت المشيئة ، إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عذبه إلا أنه لا يخلد في النار، وأن الله تعالى قد أثنى على أصحاب رسول الله في القرآن والتوراة والانجيل ( إشارة الى الآية 29 من سورة محمد) وسبق لهم الفضل على لسان رسوله ما ليس لأحد من بعدهم فرحمهم وهنّأهم بما آتاهم من ذلك أعلى مراتب الصديقين والشهداء والصالحين
                          ».

                          رابعاً : عقيدة الإمام أحمد بن حنبل وهي :

                          أن الله فوق سماواته ، مستوٍ على عرشه ، بائنٌ عن خلقه ، وهو وحده لا شريك له ولا شبيه في خلقه وتدبيره وأسمائه وصفاته ، قيوم السموات والأرض لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، وأنه ابتعث محمدا خاتما للنبيين ورسولا إلى الثقلين بدين الإسلام ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، فإن كلام الله منه بدا وليس منه شيء مخلوق ، وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية , ومن لقي الله بذنب يجب له به النار تائبا غير مصر عليه ، فان الله عز وجل يتوب عليه ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ، والإيمان بشفاعة النبي – صلى الله عليه وسلم - وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا , ومن مات من أهل القبلة موحدا يُصلى عليه ، ويستغفر له ، ولا نترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرا كان أو كبيرا , وصحابة رسول الله عدول نشهد بعَدَالَتِهِم كما جاءت بذلك الآثار».


                          محمد بن عبد الوهاب في خطى الأئمة الأربعة :
                          إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يبتدع شيئا جديدا في أصول الاعتقاد، بل مشى في خطى الأئمة الأربعة ، واستقى علمه ومنهجه وعبادته منهم ، وهو ـ في ذلك ـ لم يفعل سوى ( إعادة تحرير ) عقيدة هؤلاء الأئمة العظام التي آمنوا بها وجهروا بها.

                          والبرهان على ذلك هو: عقيدة الشيخ التي آمن بها ودعا إليها وكافح في سبيلها..

                          يقول : « أُشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأُشهدكم أني أعتقد ما اعتقده أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث والموت ، والإيمان بالقدر خيره وشره , ومن الإيمان بالله : الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ، بل أعتقد أن الله ( ليس كمثله شيء ) فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ، ولا أحرف الكلم عن مواضعه ، ولا أُلحد في أسمائه وآياته , وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا وإليه يعود , وأُؤمن بأن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين والمرسلين لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته , وإذا بانت لنا سنة صحيحة من رسول الله عملنا بها ، ولا نقدم عليها قول أحد كائنا من كان ، بل نتلقاها بالقبول والتسليم لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدورنا أجل وأعظم من أن نقدم عليه قول أحد , فهذا الذي نعتقده وندين الله به.

                          وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية , وأتولى أصحاب رسول الله , وأذكر محاسنهم ، وأعتقد فضلهم ، وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء ، وأقر بكرامات الأولياء .

                          إن عقيدتي وديني الذي أدين الله به : مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين مثل : الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة
                          .

                          هذه عقيدة موجزة حررتها لتطلعوا على ماعندي والله على ما أقول شهيد ».

                          إنه ( تطابق) بين عقيدة الائمة الأربعة وبين عقيدة الشيخ : تطابق في المنهج والمضمون، بل تطابق في ( العبارة ) .

                          في ضوء هذه العقيدة المجلوّة: فإن قذف الشيخ بلقب ( ال*****ة) يمكن أن يتعداه إلى الائمة الأربعة فيوصف أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بأنهم (*****ون)! من حيث أن عقيدتهم هي نفسها عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

                          وبالتصعيد يمكن أن يوصف التابعون فالصحابة بأنهم *****ون من حيث إن عقيدة الائمة الاربعة هي عقيدة الصحابة والتابعين.. وهذا ظلم بواح ، ليس لمحمد بن عبد الوهاب ، ولمن هو أكبر منه من الائمة العظام ، بل هو ـ كذلك ـ: ظلم بواح لـ( الحقيقة العلمية ) التي تقوم عليها عقيدة المسلمين أجمعين.

                          وتمام المقال : حقائق ثلاث :

                          أ ـ الحقيقة الأولى :
                          أن الاسماء المعتبرة التي يتعلق بها المدح والذم لا تكون إلا من الأسماء الشرعية التي شرعها الله كالمؤمن والكافر والعالم والجاهل والمقتصد والملحد , وليست ( ال*****ة ) في شيء من ذلك ، أي ليست اسما ولا وصفا شرعيا.

                          ب ـ الحقيقة الثانية ـ بناء على الأولى :
                          إن النَبْذ ب"ال*****ة" لا يستند ـ قط ـ إلى حقيقة علمية ، ولا سند تاريخي ، ولا شهادة أمينة ، فهو ـ من ثم ـ محض افتراء ، وهو افتراء لم ينج منه سائر أهل السنة.

                          فقد وصفهم خصومهم الاقدمون بـ ( الحشوية ) مثلا.

                          ج ـ الحقيقة الثالثة هي:
                          إن للنبذ ب"ال*****ة" ( هدفا سياسيا ) وهو محاولة عزل الذين تأثروا بدعوة الشيخ عن سائر المسلمين ، وهي محاولة يائسة على كل حال ، إذ كيف يعزل هؤلاء وهم يحملون عقيدة الأئمة الأربعة الذين يتبعهم معظم مسلمي العالم في أصول الاعتقاد ، وفي المرجعية الفقهية ؟

                          والله أعلم .


                          قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                          عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                          وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                          حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ملف عن الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله

                            للرفع ..
                            قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                            عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
                            وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
                            حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

                            تعليق


                            • #15
                              رد: ملف عن الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله

                              موضوع خطير جدا ومهم بالفعل ، فقل من يعرف قدر الشيخ هذه الأيام فعلا مع الأسف الشديد ..

                              جزاك الله عنا كل الخير ...
                              شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                              سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                              حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                              ،،،
                              يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                              وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                              وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                              عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                              وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                              أحمد .. مسلم

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
                              ردود 0
                              34 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة عطيه الدماطى  
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
                              ردود 0
                              36 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
                              ردود 0
                              58 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
                              ردود 0
                              65 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة صلاح عامر
                              بواسطة صلاح عامر
                               
                              ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
                              ردود 0
                              53 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة صلاح عامر
                              بواسطة صلاح عامر
                               
                              يعمل...
                              X