العدالة الالهية للباجث رأفت المحمدي

تقليص

عن الكاتب

تقليص

رأفت المحمدي محمد مسلم اكتشف المزيد حول رأفت المحمدي محمد
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رأفت المحمدي محمد
    1- عضو جديد
    • 24 أكت, 2011
    • 70

    العدالة الالهية للباجث رأفت المحمدي

    العدالة الإلهية قد تتبادر إلى الأذهان بعض الأسئلة حول العدالة الإلهية والتي تشكك في العدالة الإلهية وأقول لكم انه من الخطأ أن لا نناقش تلك الأسئلة ومن هذه الأسئلة 1- لماذا لم يغني الله كل الخلق وجعل منهم غني وفقير ؟ ولماذا يطلب من الأغنياء الأنفاق على الفقراء ؟2- لماذا لم يخلق الله جميع الناس أصحاء وبلا عاهات ؟3- لماذا خلق الله المنغصات على الإنسان من دواب وهوام وخلق الأمراض والأوبئة ؟4- الذين ماتوا من ألاف السنين ويعذبون في قبورهم إلى يوم القيامة كيف يكون العدل بينه وبين من أذنب مثل ذنبه ومات الآن الأخير يعذب مدة اقصر ؟ 5- هل يخلد في النار من عمل أعمال صالحات من الكافرين والمشركين رغم عملة الصالح ؟؟ كما تتبادر أسئلة كثيرة من مثل هذه الأسئلة حول العدالة الإلهية التي يطرحها في الأساس الفلاسفة والمتكلمون والواقع أن الإجابة لها عدة محاور المحور الأول : الإيمان واليقين بعدالة الله عز وجل 1- لابد أن نوقن بعدالة الله سبحانه لأنه حكم عدل قال تعالى (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147))2- الله سبحانه وتعالى ليس على صلة قرابة وليس أبا لأحد فيحابيه من اجل قرابته قال تعالى ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد )3- جميع الخلق صنعته وكل من له صنعة يحب أن يحافظ عليها فهل وجدنا صانع بعدما جمل صنعته وزينها ثم قام بإفسادها أو ألقاها في النار ؟ وفى الحديث ( لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها وفي الصحيحين عنه أنه قال : إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة فبها يتراحم الخلق حتى إن الدابة لترفع حافرها عن ولدها من تلك الرحمة ، واحتبس عنده تسعا وتسعين رحمة ، فإذا كان يوم القيامة جمع هذه إلى تلك فرحم بها عباده )ابن تيمية –الفتاوى – حكم المحدث صحيح4- أن الله حرم الظلم على نفسة وجعلة بين العباد محرما ايضا قال سبحانه فى الحديث القدسي (عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال " يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " . وفي رواية : " إني حرمت على نفسي الظلم وعلى عبادي . فلا تظالموا " . الراوي: أبو ذر الغفاريالمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 25775- إذا حكم الله بتحريم الظلم على نفسه فلابد أن يكون حكمه نافذ لأنه لا يوجد من هو أقوي منه فيقهره على تغير ما سبق أن فرضه على نفسه عز وجل ولا يوجد له صاحبة ولا ولد ولا قربي فيحابيهم بتغير حكمه قال تعالى (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)6- سبب الظلم الأول الفقر والحاجة والله هو الغني ولا يحتاج الى أحد من خلقة قال تعالى (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) ) وقال تعالى (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) ) فلماذا يظلم وهو الذي يمتلك مفاتح الغيب و لا يعوذه الرزق ليظلم من اجل الحصول علية بل هو الرزاق ذو القوة المتين7- سبب الظلم الثاني الحقد أو الحسد أو الانتقام وحب الذات وهذا كله ممتنع على رب العالمين عز وجل لأنه هو الوهاب والرزاق الذي يرزق ويهب الجميع فكيف يحقد على عطائه ويتمنى زوال نعم هو المنعم بها والمتفضل بها أما الانتقام فيكون بسبب ضر سبق وان أحدثه احد لمن يريد أن ينتقم وهذا ممتنع على الله لان لا احد يستطيع أن يبلغ نفعه فينفعه ولا احد يستطيع أن يبلغ ضرة فيضره فمن أين تأتى الرغبة في الانتقام ؟ أما حب الذات فهذه أفعال ممتنعة على الله سبحانه لأنه هو ذاته لا تقاس على ذوات البشر فهو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير 8- السبب الثالث للظلم الجهل والجهل هو معرفة الأشياء على غير حقيقتا وهو ممتنع والله سبحانه عز وجل فهو القاهر فوق عبادة وهو علام الغيوب يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور قال تعالى (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78) وبالتالي جميع أسباب الظلم ممتنعة على الله سبحانه قال تعالى (﴿إنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أنْفُسَهُم يَظْلِمُونَ﴾(يونس:44). وقال تعالى أيضا (﴿وَنَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ لِيَومِ القِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً﴾(الأنبياء:47). المحور الثاني : هل نحن عباد لله ام عبيد فقط ؟والفرق بين عطاء الربوبية وعطاء الإلوهية تتمثل أمور الإنسان في الدنيا في أمرين أساسيين الأمر الأول : أمور ليس له فيها اى اختيار مثل الرزق – العمر – والمرض والصحة –والعمر – والموت – والشكل – والنوع (ذكر أم أنثى ) وغيرها مما يجريه الله على الناس دون خيار منهم وهم في هذه الأمور عبيد لله قال تعالى ((وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (51) )) دلت هذه ألايه على أن العبيد كل البشر سواء المؤمن أو الكافر ودلائل ذلك ما يجريه رب العالمين على جميع الناس من أقدار الأمر الثاني : ما للإنسان فيه اختيار مثل اختياره للإيمان بالله او الكفر به أو اختيار الإنسان عمل الخير أو عمل الشر وغيرها مما ترك الله فيه الاختيار للناس قال تعالى (وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29) ) فان ترك الإنسان اختياره إلى ما اختاره الله له أصبح من عباد الله قال تعالى ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (76) )إذن هناك فرق شاسع بين معنى العبيد والعباد لان الناس كلهم عبيد لله سواء كانوا مؤمنين أو كافرين أما عباد الله فهم أمنوا بالله فقط الذين تركوا خيارهم الشخصي فيما لهم فيه خيار واختاروا ما أمر الله به ثالثا عطاء الربوبية: لابد أن تعلم أن جميع الناس لهم عطاء من الله للمؤمن والكافر يسمى عطاء الربوبية وخلق الله الأسباب وجعل لها ناموس فمن عمل واجتهد واخذ بالأسباب أعطاه الله من عطاء الربوبية لذلك نجد أن الدول الغربية في عصرنا هذا عملت للأسباب فأخذت من عطاء الربوبية حتى أصبحت دول متقدمه ونحن لم نعمل بأسباب الله فتدهور حالنا و عزفنا عن الدنيا رغم أن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ( اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا ) وهذا هو الفهم الصحيح للأخذ بالأسباب في قول النبي صلى الله عليه وسلم اجعلها في أيدينا ولم يقل اجعلها وراء ظهورنا فإذا أخذنا بالأسباب وقدر الله لنا الضيق في الرزق أو في التقدم أو غيره من أسباب الدنيا فاعلم أن قدر الله أمرا مفعولا ولا راد لقضائه فالله يرزق الجميع لأنه هو الذي استدعى الجميع للوجود فتكفل برزقهم في الدنيا بل انك في كثير من الأحيان تجد أن عطاء الربوبية للكافر اكبر من عطاء الربوبية للمؤمن قال تعالى (وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35) ) وعطاء الربوبية ليس دليلا بحال من الأحول على أن الإنسان مقرب إلى الله لان كثير من الناس عندما تضيق عليهم الأرزاق أو يصابون بالأمراض أو غيرها من الابتلاءات يظنون أن ذلك غضب من الله عليهم أو عندما وعندما يفتح الله لهم من عطاء الربوبية يظنون أنهم مقربون من الله وكلاهما ليس على صواب لقول الله سبحانه (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (36)) ظن هذا الرجل صاحب تلك الحديقة أن عطاء الربوبية دليل على انه مقرب إلى الله وانه لو رد إلى الله في الاخره لإعطائه خير من تلك الجنة فكانت النتيجة أن اهلك الله تلك الحديقة الغناء قال تعالى (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42) ) كما أن عطاء الربوبية ليس دليل على أن الله أكرم العبد ومنع عطاء الربوبية ليس دليلا على إهانة العبد قال تعالى (فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) ) رابعا عطاء الإلوهية: وهو عطاء للمؤمن فقط لأنه ترك اختياره الى اختيار الله له فلابد من مجازاته على تلك الطاعة فقد كان في نيته التقرب إلى الله بتلك الأعمال ولا يستوي المطيع والعاق كما أن الطائع لله والمؤمن بالله لم يتمرد على أوامر الله وقد يقع في بعض المخالفات والذنوب لكن الأساس انه يعلم انه عاص ولا يرد الحكم على الله فيكون من المتكبرين فالفرق بين معصية إبليس ومعصية ادم أن إبليس رد الحكم على الله وكان من المتكبرين قال تعالى(قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) ) أما أدم علية السلام اعترف بذنبه فقال (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (23)) ونقول لمن تمرد على طاعة الله وكفر به أنت كفرت لان الله هو الذي جعلك مختار بقدرة الله وليس بقدرتك ولو كان الأمر بقدرتك فلماذا لم تتمرد إذا أراد أن يمرضك أو أراد أن يمتك فعندما يكون الأمر كذلك فاترك كل اختيارك لاختيار الله لأنك لن تستطيع أن تطيل بتمردك في عمرك لحظة واحدة وعندما تتمرد على الطاعة فلا تطلب عطاء الربوبية لأنك لم تعمل عندما كنت مختارا له المبحث الثالث الرد التفصيلي على تلك الأسئلة و الشبهات السؤال الاول : لماذا لم يغني الله كل الخلق وجعل منهم غني وفقير ؟ ولماذا يطلب من الأغنياء الأنفاق على الفقراء ؟السؤال الثاني :لماذا لم يخلق الله جميع الناس أصحاء وبلا عاهات ؟ يرجع اللبث في هذه المسائل إلى أسباب رئسيه أهمها المفهوم الضيق لمعنى الرزق فيقصر الناس الرزق على المال وهذا خطأ لان الرزق له أشكال متعددة فالولد الصالح رزق والصحة رزق والنعم رزق والكلمة الطيبة رزق والزوجة الصالحة رزق ودعاء الآباء والأمهات رزق وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى قال تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33) وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) )فلابد أن نفهم معنى الرزق الواسع ونعلم أن الله لن يحابي احد دون أخر2- تدخل العبد في الغيبيات وعدم فهم ملكية الله لعباده فالله سبحانه مالك الملك يمتلك الإنسان وما يملك فكيف نحاسبة سبحانه على توزيع ما يملك فلو كان احدنا يملك مبلغ من المال وانفقة فى اى مجال هل يحاسبه احد ابد ولماذا لاننا احترمنا ملكية العبد لذلك المال رغم انه قد يكون تصرفه غير رشيد فكيف بنا لا نحترم ملكية الله فالله هو مالك الارزاق ومالك الأشخاص فليوزع ما شاء لمن يشاء لأنه يعلم ولا نعلم وهو الحكيم الرشيد قال تعالى ((وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) )3- نسب الله سبحانه المال للمخلوق رغم انه هو الرازق والمعطي وصاحب المال حتى يكون هذا دافع على العمل وإعمار الكون وجعل الله الفقير مكرم وسبب لدخول الغنى الجنة فلو طبق الإسلام بشكل صحيح لكان الغنى هو الذي يبحث عن الفقير وهو الذي يقوم على حوائجه للحصول على طاعة الله سأل رجل علي ابن أبي طالب قال يا أمير المؤمنين إني أريد أن أعرف هل أنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة قال له انظر إذا جاءك من يعطيك وجاءك من يأخذ منك الى من تبش فالذي يعطيك يعمر لك دنياك اما الذي يأخذ منك يعمر لك أخرتك فإن كانت بشاشتك لمن يعطيك فأنت من أهل الدنيا وإن كانت بشاشتك لمن يأخذ منك فأنت من أهل الأخرة4- المال قد يكون فتنه وسبب في دخول النارففى الحديث الصحيح( لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم )صحيح الترمذي صححة الالباني وفي الحديث قليل يغني خير من كثير يلهي عن طاعة الله ( اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وعد نفسك في الموتى واتق دعوات المظلوم فإنها مستجابات ومن استطاع منكم أن يشهد العشاء الآخرة وصلاة الغداة في جماعة فليفعل ولو حبوا واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك واعلم أن البر لا يبلى وإن الإثم لا ينسى ) المحدث البوصيري إتحاف الخيرة المهرة ص 401/7 له شاهد5- العاهات والابتلاءات هي إثبات مطلق القدرة لله ادعى بعض الفلاسفة وغيرهم أن رتابة الكون تدل على أن الله خلق الكون وتركه للأسباب ولم يصبح له سيطرة على هذا الكون وان هذا الكون يعمل وفق إلية ديناميكية ولو كان هذا صحيح لأصبح جميع خلق الله على وتيرة واحده وشاكلة واحدة ولكن الكون والأسباب كلها بعين المسبب فيظهر بقدرة الله من أنن لأخر أشخاص تخالف تلك الوتيرة فيظهر شخص أعمى أو أعرج أو غير ذلك فتكون ردا فاحما لهؤلاء وتدل على طلاقة قدرة الله 6- يرفع الله الدرجات في الباقية وليس الفانية فالدنيا ايامها معدودة مهما طالت وكل ءات قريب ففى الحديث ( يقول الله عز وجل : من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب ، لم أرض له ثوابا دون الجنة ) صحيح الترمذي حسن صحيح رقم 2401وحبيبتية فى هذا الحديث معناها عينية فلو كان من الصابرين وليس من المعترضين على قضاء الله فيكون ثوابه الجنه لان الله اخذ عهد على نفسه بذلك ولا يوجد من هو اقوي منه فيمنعه عن وعده ويمتلك الجنه فلا مالك لها الا الله فتيقن بوعد الله السؤال الرابع : لماذا خلق الله المنغصات على الإنسان من دواب وهوام وخلق الأمراض والأوبئة ؟قد يصيب الانسان الغرور خاصة فى تلك الازمنة التي جدث فيها ثورة علميه هائلة وقد ينسيه ذلك خالقة بل واكثر من ذلك فقد يوصله عقله الى الكفر والالحاد فكانت هذه المنغصات تحدى ودلاله على قدرة الله فقد لا يذكر الانسان ربه وهو سليم معافى ولكن عندما يمرض يكون اكثر قربا من الله وتبقى هذه المنغصات تحديا للكفار والملحدين حتى يرث الله الارض ومن عليها قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) اذا كان هذا التحدي قائما بالنسبة للذباب فما بالك بما هو ادق واعتي كما ان الانسان جعل الله له سيطرة على بعض المخلوقات ليس بقوة الانسان ولا بشخصيته وانما بتسخير الله له تلك الحيوانات والدواب فمثلا الجمل يصرفه الانسان كيفما يشاء وانظر الى ضخامته ولكن عقرب صغير لايستطيع الانسان ان يقربه فلو ان الله لم يسخر لنا هذا الجمل لكان اعتى واقوي على الانسان من ذلك العقرب فهذا يذكرنا بان التسخير من الله وليس من الناس فنعود الى الله لانه المتصرف فينا وفى الكون كله لهذه الدواب والهوام مهمة فى الكون قد لا يعلمها الانسان فلو علم الانسان حكمة كل شيء فى الكون لكان اله بل ان هناك اشياء كثيرة ننتفع بها وقد لا نعلم نظرية عملها ولا الحكمه من تكوينها الداخلى مثل كافة الاجهزة وقد لا نرها وننتفع بها مثل الكهرباء لم يراها احد ولكن اثارها محسوسةالسؤال الخامس : الذين ماتوا من ألاف السنين ويعذبون في قبورهم إلى يوم القيامة كيف يكون العدل بينه وبين من أذنب مثل ذنبه ومات الآن الأخير يعذب مدة اقصر ؟ السؤال السادس : هل يخلد في النار من عمل اعمال صالحات من الكافرين والمشركين رغم عملة الصالح ؟؟للاجابة على السؤال الخامس لابد أن نتذكر ان عذاب القبر من الغيبيات وهذه الغيبيات لانقيسها على المحسوسات لان القياس يعني ان يوجد المثيل الذي نقيس عليه وعذاب القبر ونعيمه لايوجد له مثيل فنقيس علية والعقيدة الصحيحة فى الغيبيات ان لانسأل عن الكيف فالكيف علمه عند الله عندما سأل الأمام مالك عن الرحمن على العرش استوي قال الاستواء معلوم والكيف مجهول وكذلك هنا عذاب القبر ونعيمه معلوم والكيف مجهول ولا يجب اعمال العقل فى الغيبيات والا اصبح درب من الشعوذة لان الغيب لا يعلمه الا الله قال تعالى ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ (66) )اذن سبب الوقوع فى هذا اللبث هو قياس الاخرة على الدنيا والدنيا معلومه والاخرة مجهولة لنا لا يعلمها الال الله كما ان الايام عند الله هل تقاس بدوران الارض حول الشمس ؟ هل احكام الدنيا وقوانينها تنطبق على خالق الدنيا وخالق الوقت وخالق الزمن من يقول بهذا يكون عقله به خلل واضرب مثلا بسيطا لو ان احد رجال الاعمال يمتلك مصنع وقال للحارس لا تدخل احد من عمال المصنع حتى تفتش ملابسه هل يقوم الحارس بتفتيش صاحب المصنع ؟ لو فعل ذلك لاعتبره صاحب المصنع مجنون اذا كان هذا بالنسبة لمالك مصنع فكيف بمالك الكون ومالك الشمس والقمر كيف يسرى الزمان على الخالق من قال بهذا فعقلة به خلل لا محالة قالتعالى (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) وقال تعلى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)) وقال تعالى ( ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) ) وللاجابة على السؤال السادس هل يخلد فى النار من عمل عملا صالحا من افعال خير او اختراعات نفعت البشر نقول ان الاجر يطلب ممن عمل له وهذا الذى فعل خيرا عمل ذلك للحصول على المعاملة بالمثل من الناس او ليقال عنه انه رجل صالح او رجل خير فهذا عمل للناس ونال اجره وثوابه من الناس لذلك لابد لكل مسلم من استحضار النية فى جميع اعماله لان المسلم يثاب على النيه بان يجعل عمله خالصا لوجه الله فى جميع امور حياتة حتى وان اكل يستحضر نية الاستقواء على طاعة الله وان ذهب الى عملة يستحضر نية العفة عن الحرام وان جامع زوجته يستحضر نية العفة له ولزوجته عن الزنى وهكذا تكون كل اعماله خالصة لوجه الله وجاء فى الحديث(إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ، رجل استشهد . فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت . ولكنك قاتلت لأن يقال جريء . فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار . ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن . فأتي به . فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن . قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم . وقرأت القرآن ليقال هو قارئ . فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار . ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله . فأتى به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك . قال : كذبت . ولكنك فعلت ليقال هو جواد . فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه . ثم ألقي في النار ) صحيح مسلم رقم 1905وجاء فى الحديث (إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو إلى امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) صحيح البخاري
    والله أعلى وأعلم
    ( الباحث / رأفت المحمدي )
    التعديل الأخير تم بواسطة رأفت المحمدي محمد; 30 ديس, 2011, 04:55 م. سبب آخر: التنسيق

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 20 ينا, 2023, 12:34 ص
ردود 0
36 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:43 ص
ردود 0
36 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 مار, 2022, 03:38 ص
ردود 0
58 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 1 فبر, 2022, 04:13 ص
ردود 0
65 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 22 يول, 2021, 02:08 م
ردود 0
53 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة صلاح عامر
بواسطة صلاح عامر
يعمل...