الصلاةُ عمود الدّين، وهي الركن الثاني من أركانِ الإسلام ولا يقومُ إيمان المسلم إلّا بها، والصلاةُ هي آخِر ما أوصى به الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل موتِه، لأنّها أولُ ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلاته كانت كلُّ أعمالِه صالحة، وإن فسدت صلاتُه فلا خيرَ في عمله، لأنّ الصلاة هي الحدّ الفاصل بين الكفر والإيمان، ومن تركَها فقد تركَ ركنًا من أركان الإسلام، وترك الركن يُسبّبُ تهدّم الدّين في نفس تاركِه، لهذا يجبُ الحفاظ على الصلاة بصفتها فرضٌ ليس فيه أي تهاون، وبصفتها صلة دائمة بين العبد وربّه.

حين يقف المسلم كل يومٍ خمس مرًاتٍ بين يدي الله ليُصلّي، فإنّه يظلّ على صلة وثيقة بالله، ويفتح لنفسه أبواب الرحمة؛ لأنّ الصلاة تجعل صاحبها في أعلى المراتب، وتجعله مُجاب الدعوة، فالصلاة حقٌ لله تعالى، ومن يُؤدّي حق الله فقد أدّى ما عليه، وسيجزيه الله تعالى الأجر والثواب العظيمين بما يليق بكرمه وعطائه، فالصلاة بمنزلة الرأس من الجسد، لهذا فإنّ العبد الذي يلتزم بها ويُؤدّيها بخشوعٍ تام يكون قد عاش روحانية عظيمة لا يشعر بلذّتها إلّا المصلّي، ومن أراد أن تعمّ البركه في رزقه وماله وبدنه وقوّته وعمره فعليه أن يكون ملتزمًا بصلاته في كلّ وقت.