رِّسَالَةُ بولس  إِلَى رُومَا

( حسب 5 تراجم عربية )

المقدمة ( حسب كتاب الحياة )

تدورُ هَذه الرّسالة على إيضاح حقيقة الإِنجيل، أي البشارة المختصة بالطريق التي دبرها الله لخلاص الإِنسان، وبمضمون هَذا الخلاص المجاني الكامل الذي حققه المسيح بموته الكفاري. كما تكشف الرسالة حالة الإِنسان العديمة الصلاح، وتثبت الذنب على الأمم واليهود معاً، وتُبرز موت المسيح الكفاري الذي يظهر فيه عدل الله في قبول خاطىء ورفع الدينونة عنه على أساس إيمانه بيسوع؛ ثم تُظهر ما ترتب على ذلك من نتائج مباركة: من سلام مع الله ومقام آمنٍ في النعمة ورجاء بمجد الله.

فالإِنجيل وفقاً لهَذه الرسالة، يُعلِن نعمة الله التي تبرر الخاطىء على أساس الإِيمان وتجعله قديساً، وتغفر خطاياه، وتنصره على الخطيئة العاملة في الطبيعة البشرية الموروثة من آدم الأول، إذ تنقله إلى المسيح آدم الأخير، حيث يموت الخاطىء بالنسبة للخطيئة التي كانت تسود عليه وبالنسبة للشريعة ذات المطالب العادلة. فإذ يُعتبر المؤمن ميتاً مع المسيح، مما يُحرره من مبدأ الخطيئة، يصير في إمكانه تحقيق تلك المطالب بشريعة روح الله في المسيح. كذلك تطلعنا الرسالة على هويَّة روح الله وعمله في المؤمن الذي أصبح من أولاد الله وورثته، بعد خلاصه بالنعمة، بانتظار مجد المستقبل، ولا يفصله عن المسيح شيء.

وتُظهر الرسالة عدل الله في معاملاته مع اليهود ماضياً بالاختيار، وحاضراً بالرفض بعد سقوطهم، ومستقبلا بالإِصلاح بعد التوبة، ولا تنتهي قبل توجيه التحريضات اللازمة للسلوك في قوة الإِنجيل المجيد، مما يعلن للآخرين بر الله عملياً.

 

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

 

 1بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ 2الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ 3عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ 4وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا. 5الَّذِي بِهِ لأَجْلِ اسْمِهِ قَبِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ 6الَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً مَدْعُوُّو يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 7إِلَى جَمِيعِ الْمَوْجُودِينَ فِي رُومِيَةَ أَحِبَّاءَ اللهِ مَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 8أَوَّلاً أَشْكُرُ إِلَهِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ أَنَّ إِيمَانَكُمْ يُنَادَى بِهِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ. 9فَإِنَّ اللهَ الَّذِي أَعْبُدُهُ بِرُوحِي فِي إِنْجِيلِ ابْنِهِ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ بِلاَ انْقِطَاعٍ أَذْكُرُكُمْ 10مُتَضَرِّعاً دَائِماً فِي صَلَوَاتِي عَسَى الآنَ أَنْ يَتَيَسَّرَ لِي مَرَّةً بِمَشِيئَةِ اللهِ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ. 11لأَنِّي مُشْتَاقٌ أَنْ أَرَاكُمْ لِكَيْ أَمْنَحَكُمْ هِبَةً رُوحِيَّةً لِثَبَاتِكُمْ 12أَيْ لِنَتَعَزَّى بَيْنَكُمْ بِالإِيمَانِ الَّذِي فِينَا جَمِيعاً إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي. 13ثُمَّ لَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنَّنِي مِرَاراً كَثِيرَةً قَصَدْتُ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَمُنِعْتُ حَتَّى الآنَ لِيَكُونَ لِي ثَمَرٌ فِيكُمْ أَيْضاً كَمَا فِي سَائِرِ الأُمَمِ. 14إِنِّي مَدْيُونٌ لِلْيُونَانِيِّينَ وَالْبَرَابِرَةِ لِلْحُكَمَاءِ وَالْجُهَلاَءِ. 15فَهَكَذَا مَا هُوَ لِي مُسْتَعَدٌّ لِتَبْشِيرِكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ فِي رُومِيَةَ أَيْضاً 16لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. 17لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ لإِيمَانٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ«أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا». 18لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. 19إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ 20لأَنَّ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ تُرَى أُمُورُهُ غَيْرُ الْمَنْظُورَةِ وَقُدْرَتُهُ السَّرْمَدِيَّةُ وَلاَهُوتُهُ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ. 21لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ. 22وَبَيْنَمَا هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ صَارُوا جُهَلاَءَ 23وَأَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الَّذِي لاَ يَفْنَى بِشِبْهِ صُورَةِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَفْنَى وَالطُّيُورِ وَالدَّوَابِّ وَالزَّحَّافَاتِ. 24لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضاً فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ. 25الَّذِينَ اسْتَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالْكَذِبِ وَاتَّقَوْا وَعَبَدُوا الْمَخْلُوقَ دُونَ الْخَالِقِ الَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 26لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاِسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ 27وَكَذَلِكَ الذُّكُورُ أَيْضاً تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُوراً بِذُكُورٍ وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. 28وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ. 29مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِناً وَشَرٍّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ مَشْحُونِينَ حَسَداً وَقَتْلاً وَخِصَاماً وَمَكْراً وَسُوءاً 30نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ مُبْغِضِينَ لِلَّهِ ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ مُبْتَدِعِينَ شُرُوراً غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ 31بِلاَ فَهْمٍ وَلاَ عَهْدٍ وَلاَ حُنُوٍّ وَلاَ رِضىً وَلاَ رَحْمَةٍ. 32الَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ اللهِ أَنَّ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ لاَ يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يُسَرُّونَ بِالَّذِينَ يَعْمَلُونَ!

 

المقدمة
1
مِنْ بولُسَ عَبدِ المَسيحِ يَسوعَ، دَعاهُ اللهُ ليكونَ رَسولاً، واَختارَهُ ليُعلِنَ بِشارَتَهُ2الّّتي سبَقَ أنْ وعَدَ بِها على ألسِنَةِ أنبيائِهِ في الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ،3في شأْنِ ابنِهِ الّذي في الجسَدِ جاءَ مِنْ نَسلِ داودَ،4وفي الرُّوحِ القُدُسِ ثبَتَ أنَّهُ ابنُ اللهِ في القُدرَةِ بِقيامَتِهِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، رَبُّنا يَسوعُ المَسيحُ،5الّذي بِه نِلتُ النِّعمةَ لأكونَ رَسولاً مِنْ أجلِ اَسمِهِ، فأدعو جميعَ الأُمَمِ إلى الإيمانِ والطّاعَةِ،6وأنتُم أيضًا مِنهُم، دَعاكُمُ اللهُ لِتَكونوا ليَسوعَ المَسيحِ،7إلى جميعِ أحبّاءِ اللهِ في رومَةَ، المَدعُوّينَ ليكونوا قِدِّيسينَ: علَيكُم النِّعمةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ أبينا ومِنْ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ.

رغبة بولس في زيارة رومة
8
قَبلَ كُلِّ شيءٍ أشكُرُ إلهي بيَسوعَ المَسيحِ لأجلِكُم جميعًا، لأنَّ إيمانَكُم ذاعَ خبَرُهُ في العالَمِ كُلِّهِ. 9واللهُ الّذي أخدُمُهُ بِرُوحي فأُبلِّغُ البِشارَةَ بابنِهِ يَشهَدُ لي أنِّي أذكُرُكُم كُلَّ حينٍ. 10وأسألُ اللهَ في صَلواتي أنْ يتَيسَّرَ لي، بِمشيئتِهِ، أنْ أجيءَ إلَيكُم. 11فأنا مُشتاقٌ أنْ أراكُم لأُشارِكَكُم في هِبَةٍ روحِيَّةٍ تُقوِّيكُم، 12بَلْ ْ ليُشجِّعَ بَعضُنا بَعضًا، وأنا عِندَكُم، بالإيمانِ المُشتَرَكِ بَيني وبَينَكُم. 13ولا أُخفي علَيكُم، أيُّها الإخوةُ، أنِّي عَزمْتُ مرّاتٍ عَديدَةً أنْ أجيءَ إلَيكُم ليُثمِرَ عَمَلي عِندَكُم كما أثمَرَ عِندَ سائِرِ الأُممِ، فكانَ ما يَمنعُني حتّى الآنَ. 14فعَليَّ دَينٌ لِجميعِ الناسِ، مِنْ يونانيّينَ وغَيرِ يونانيّينَ، ومِنْ حُكماءَ وجُهّالٍ. 15ولِهذا أرغَبُ أنْ أُبشِّرَكُم أيضًا، أنتُمُالّذينَ في رومَةَ.

قدرة البشارة
16
وأنا لا أستَحي بِإنجيلِ المَسيحِ، فهو قُدرَةُ اللهِ لِخلاصِ كُلِّ مَنْ آمَنَ، لِليَهوديِّ أولاً ثُمَ لِليونانيِّ، 17لأنَّ فيهِ أعلَنَ اللهُ كيفَ يُبرَّرُ الإنسانُ: مِنْ إِيمانٍ إلى إيمان، كما جاءَ في الآيةِ: ((البارُّ بِالإيمانِ يَحيا)).

غضب الله
18
فغَضَبُ اللهِ مُعلَنٌِ مِنَ السَّماءِ على كُفرِ البَشَرِ وشَرِّهِم، يَحجُبونَ الحقَّ بِمَفاسِدِهِم، 19لأنَّ ما يَقدِرُ البَشَرُ أنْ يَعرِفوهُ عَنِ اللهِ جَعلَهُ اللهُ واضِحًا جَلِيًّا لهُم. 20فمُنذُ خلَقَ اللهُ العالَمَ، وصِفاتُ اللهِ الخَفِـيَّةُ، أي قُدرَتُهُ الأزلِـيَّةُ وأُلوهِيَّتُهُ، واضِحَةٌ جَلِيَّةٌ تُدرِكُها العُقولُ في مَخلوقاتِهِ. فلا عُذرَ لهُم، إذًا. 21عَرَفوا اللهَ، فما مَجَّدوهُ ولا شكَروهُ كإِلهٍ، بَلْ ْ زاغَت عُقولُهُم ومَلأَ الظَّلامُ قُلوبَهُم الغَبيَّةَ. 22زَعَموا أنَّهُم حُكماءُ، فصاروا حَمقى 23واَستَبْدَلوا بِمَجدِ اللهِ الخالِدِ صُوَرًا على شاكِلَةِ الإنسانِ الفاني والطُّيورِ والدَّوابِ والزَّحّافاتِ. 24لذلِكَ أسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهِم إلى الفُجورِ يُهينونَ بِه أجسادَهُم. 25اتَّخَذوا الباطِلَ بَدَلاً مِنَ الحقِّ الإلَهيِّ وعَبَدوا المَخلوقَ وخَدَموهُ مِنْ دُونِ الخالِقِ، تَبارَكَ إلى الأبدِ آمين. 26ولِهذا أسلَمَهُمُ اللهُ إلى الشَّهَواتِ الدَّنيئَةِ، فاستَبْدَلَتْ نِساؤُهُم بالوِصالِ الطَبيعيِّ الوِصالَ غَيرَ الطَّبيعيِّ، 27وكذلِكَ ترَكَ الرِّجالُ الوِصالَ الطَّبيعيَّ لِلنِّساءِ والتَهَبَ بَعضُهُم شَهوَةً لِبَعضٍ. وفعَلَ الرِّجالُ الفَحْشاءَ بِالرِّجالِ ونالوا في أنفُسِهِمِ الجَزاءَ العادِلَ لِضَلالِهِم. 28ولأنَّهُم رَفَضوا أنْ يَحتَفِظوا بِمَعرِفَةِ اللهِ ، أسلَمَهُمُ اللهُ إلى فسادِ عُقولِهِم يَقودُهُم إلى كُلِّ عَمَلٍ شائِنٍ. 29واَمتَلأوا بأنواعِ الإثمِ والشَّرِّ والطَّمَعِ والفَسادِ، فَفاضَت نُفوسُهُم حَسَدًا وقَتْلاً وخِصامًا ومَكْرًا وفَسادًا. 30هُمْ ثَرثارونَ نَمّامونَ، أعداءُ الله، شَتّـامونَ مُتَكبِّرونَ مُتَعَجْرِفونَ، يَخلُقونَ الشَّرَّ ويتَنكَّرونَ لِوالِديهِم. 31هُم بِلا فَهمٍ ولا وَفاءٍ ولا حَنانٍ ولا رَحمَةٍ، 32ومعَ أنَّهُم يَعرِفونَ أنَّ اللهَ حكَمَ بالموتِ على مَنْ يَعمَلُ مِثلَ هذِهِ الأعمالِ، فَهُم لا يَمتَنِعونَ عَنْ عَمَلِها، بَلْ ْ يَرضَونَ عَنِ الّذينَ يَعمَلونَها.

 

تحية وسلام
1
مِن بولُسَ عَبْدِ المسيحِ يسوع دُعِيَ لِيَكونَ رَسولاً وأُفرِدَ لِيُعلِنَ بِشارةَ الله،2 تِلكَ البِشارةَ الَّتي سَبَقَ أَن وَعَدَ بِها على أَلسِنَةِ أَنبِيائِه في الكُتُبِ المُقَدَّسة،3 في شَأنِ ابنِه الَّذي وُلِدَ مِن نَسْلِ داوُدَ بِحَسَبِ الطَّبيعةِ البَشَرِيَّة،4 وجُعِلَ ابنَ اللهِ في القُدرَةِ، بِحَسَبِ روحِ القَداسة، بِقِيامتِه مِن بَينِ الأَموات، أَلا وهو يسوعُ المسيحُ ربّنا.5بِه نِلْنا النِّعمَةَ بِأَن نَكونَ رسولاً، فنَهدِيَ إِلى طاعَةِ الإِيمانِ جَميعَ الأُمَمِ الوَثَنِيَّة، إِكرامًا لاسمِه،6 وأَنتُم أَيضًا مِنها، أَنتُمُ الَّذينَ دَعاهُم يسوعُ المسيح. إِلى جَميعِ أَحِبَّاءِ اللهِ الَّذينَ في رُومة،7 إِلى المَدعُوِّينَ لِيَكونوا قِدِّيسين. علَيكُمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبِينا والرَّبِّ يسوعَ المسيح.

بولس ومسيحيّو رومة
8
أَبدَأُ بِشُكرِ إِلهي بِيَسوعَ المسيحِ في أَمرِكم أَجمَعين، لأَنَّ إِيمانَكُم يُعلَنُ في العالَمِ كُلِّه.9 فاللهُ الَّذي أَعبُدُ في رُوحي، مُبَشِّرًا بِاَبنِه، يَشهَدُ لي أَنِّي لا أَنفَكُّ أَذكُرُكُم 10وأَسأَلُ دائِمًا في صَلَواتي أَن يَتَيَسَّرَ لِي يَومًا ما الذَّهابُ إِلَيكم، إِن شاءَ الله. 11 فإِنِّي مُشْتاقٌ إِلى رُؤَيتِكُم لأَُفيدَكم بَعضَ المَواهِبِ الرُّوحِيَّةِ تأييدًا لَكم، 12 بل لِنَتَشَدَّدَ معًا عِندَكُم بِالإِيمانِ المُشتَرَكِ بَيني وبَينَكم. 13 ولا أُريدُ أَن تَجهَلوا، أَيُّها الإِخوَة، أَنِّي كَثيرًا ما قَصَدتُ الذَّهابَ إِلَيكُم،َ فحِيلَ بَيني وبَينَهُ إِلى اليَوم، ومُرادي أَن أَجنِيَ بَعضَ الثِّمارِ عِندَكُم كما أَجنِيها عِندَ سائِرِ الأُمَمِ الوَثنِيَّة. 14فعَلَيَّ حَقٌّ لِليونانِيِّينَ والبَرابِرة، لِلعُلْماءِ والجُهَّال. 15 فمِن هُنا رَغبَتي في أَن أُبّشِّرَكُم أَيضًا أَنتُمُ الَّذينَ فيُ رُومة.

1.
بِرُّ اللّه
16
فإِنِّي لا أَستَحيِي بِالبِشارة، فهي قُدرَةُ اللهِ لِخَلاصِ كُلِّ مُؤمِن، لِليَهودِيِّ أَوَّلا ثُم لِليُونانِيّ،17 فإِنَّ فيها يَظهَرُ بِرُّ الله ، بِالإِيمانِ ولِلإِيمان ، كما وَرَدَ في الكِتاب: (( إِنًّ البارَّ بِالإِيمانِ يَحْيا)) .

أ) الوثنيون واليهود غضب اللّه عليهم - غضب اللّه
18
فقَد ظَهَرَ غَضَبُ اللّهِ مِنَ السَّماء،غَضَبُ اللهِ على كُلِّ كُفْرٍ وظُلْم يأتي بِه النَّاس، فإِنَّهم يَجعَلونَ الحَقَّ أَسيرًا لِلظلُّمْ، 19 لأَنَّ ما يُعرَفُ عنِ اللهِ بَيِّنٌ لَهم، فقَد أَبانَهُ اللهُ لَهم. 20فمُنْذُ خَلْقِ العالَم لا يَزالُ ما لا يَظهَرُ مِن صِفاتِه، أَي قُدرَتُه الأَزَلِيَّةُ وأُلوهَتُه، ظاهِرًا لِلبَصائِرِ في مَخلوقاتِه. فلا عُذْرَ لَهم إِذًا، 21 لأَنَّهم عَرَفوا اللهَ ولَم يُمجِّدوه ولا شَكَروه كما يَنبَغي لِلّه، بل تاهوا في آرائِهِمِ الباطِلَة فأَظلَمَت قُلوبُهمُ الغَبِيِّة. 22 زَعَموا أَنَّهُم حُكَماء، فإِذا هم حَمْقى 23 قَدِ استَبدَلوا بِمَجْدِ اللهِ الخالِدِ صُوَرًا تُمثِّلُ الإِنسانَ الزَّائِلَ والطُيورَ وذَواتِ الأَربَعِ والزَّحََّافات. 24 ولِذلِك أَسلَمَهُمُ اللهُ بِشَهَواتِ قُلوبِهم إِلى الدَّعارَة يَشينونَ بِها أَجسادَهم في أَنفُسِهم. 25قَدِ استَبدَلوا الباطِلَ بِحَقيقَةِ الله واتَّقَوُا المَخلوقَ وعَبدوهُ بَدَلَ الخالِق، تَبارَكَ أبَدًا. آمين. 26 ولِهذا أَسلَمَهُمُ اللهُ إِلى الأَهْواءِ الشَّائِنة، فاستَبدَلَت إِناثُهم بِالوِصالِ الطَّبيعيِّ الوصالَ المُخالِفَ لِلطَّبيعة، 27 وكَذلكَ تَرَكَ الذُّكْرانُ الوِصالَ الطَّبيعِيَّ لِلأُنْثى واَلتَهَبَ بَعضُهم عِشْقًا لِبَعْض، فَأَتى الذُّكْرانُ الفَحْشاءَ بِالذُّكْران، فنالوا في أَنْفُسِهِمِ الجَزاءَ الحَقَّ لِضَلالَتِهمِ. 28 ولَمَّا لم يَرَوا خَيرًا في المُحافظةِ على مَعرِفةِ الله، أَسلَمَهُمُ اللهُ إِلى فَسادِ بَصائِرِهِم ففَعَلوا كُلَّ مُنْكَر. 29 مُلِئُوا مِن أَنواعِ الظُّلْمِ والخُبْثِ والطَّمعَِ والشَّرّ. مُلِئُوا مِنَ الحَسَدِ والتَّقْتيل والخِصامِ والمَكْرِ والفَساد. هُم نَمَّامونَ 30مُفتَرون، أَعداءٌ للّهَ، شَتَّامونَ مُتَكَبِّرون صَلِفون، مُتَفنِّنونَ بِالشَّرّ، عاصونَ لِوالِدِيهِم، 31 لا فَهمَ لَهم ولا وَفاء ولا وُدَّ ولا رَحمَة. 32 ومع أَنَّهم يَعرِفونَ قضاءَ اللهِ بِأنَّ الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هذِه الأَعمالِ يَستَوجِبونَ المَوت، فهُم لا يَفعَلوَنها فحَسبُ، بل يَرضَونَ عنِ الَّذينَ يَعمَلوَنها.

 

إنجيل ابن الله ثم التحية

1

مِنْ بُولُسَ عَبْدِ يَسُوعَ المَسِيحِ، الرَّسُولِ الْمَدْعُوِّ وَالْمُفْرَزِ لإِنْجِيلِ اللهِ، 2هَذَا الإِنْجِيلِ الَّذِي وَعَدَ اللهُ بِهِ مِنْ قَبْلُ عَلَى أَلْسِنَةِ أَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، 3وَهُوَ يَخْتَصُّ بِابْنِهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنَ النَّاحِيَةِ الْبَشَرِيَّةِ؛ 4وَمِنْ نَاحِيَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، تَبَيَّنَ بِقُوَّةٍ أَنَّهُ ابْنُ اللهِ بِالْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. إِنَّهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ رَبُّنَا 5الَّذِي بِهِ وَلأَجْلِ اسْمِهِ نِلْنَا نِعْمَةً وَرِسَالَةً لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ بَيْنَ جَمِيعِ الأُمَمِ، 6وَمِنْ بَيْنِهِمْ أَنْتُمْ أَيْضاً مَدْعُوُّو يَسُوعَ الْمَسِيحِ... 7إِلَى جَمِيعِ مَنْ هُمْ فِي رُومَا مِنْ أَحِبَّاءِ اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَدْعُوِّينَ. لِتَكُنْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ!

 

رغبة بولس في زيارة روما

8بَادِىءَ بَدْءٍ، أَشْكُرُ إِلهِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنْ أَجْلِكُمْ جَمِيعاً، لأَنَّ إِيمَانَكُمْ يُذَاعُ خَبَرُهُ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ. 9فَإِنَّ اللهَ الَّذِي أَخْدِمُهُ بِرُوحِي فِي التَّبْشِيرِ بِإِنْجِيلِ ابْنِهِ، هُوَ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ لاَ أَتَوَقَّفُ عَنْ ذِكْرِكُمْ 10فِي صَلَوَاتِي، مُتَوَسِّلاً دَائِماً عَسَى الآنَ أَنْ يَتَيَسَّرَ لِي مَرَّةً بِمَشِيئَةِ اللهِ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ. 11فَإِنِّي أَشْتَاقُ أَنْ أَرَاكُمْ لأَحْمِلَ إِلَيْكُمْ مَوْهِبَةً رُوحِيَّةً لِتَثْبِيتِكُمْ، 12أَيْ لِيُشَجِّعَ بَعْضُنَا بَعْضَاً بِالإِيمَانِ الْمُشْتَرَكِ، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي.

13ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَّنِي كَثِيراً مَا قَصَدْتُ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ، لِيَكُونَ لِي ثَمَرٌ مِنْ بَيْنِكُمْ أَيْضاً كَمَا لِي مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ الأُخْرَى، إِلاَّ أَنَّنِي كُنْتُ أُعَاقُ حَتَّى الآنَ  14فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْناً لِلْيُونَانِيِّينَ وَالْبَرَابِرَةِ، لِلمُتَعَلِّمِينَ وَالْجُهَّالِ. 15وَلِذلِكَ، فَبِكُلِّ مَا لَدَيَّ، أَنَا فِي غَايَةِ الشَّوْقِ أَنْ أُبَشِّرَ بِالإِنْجِيلِ أَيْضاً بَيْنَكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ فِي رُومَا.

 

الإِنجيل قدرة الله للخلاص

16فَأَنَا لاَ أَسْتَحِي بِالإِنْجِيلِ، لأَنَّهُ قُدْرَةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ، لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ، لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ عَلَى السَّوَاءِ. 17فَفِيهِ قَدْ أُعْلِنَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ وَالَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الإِيمَانِ، عَلَى حَدِّ مَا قَدْ كُتِبَ: «أَمَّا مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ، فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا».

 

غضب الله معلن من السماء

18فَإِنَّهُ قَدْ أُعْلِنَ غَضَبُ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ مَا يَفْعَلُهُ النَّاسُ مِنْ عِصْيَانٍ وَإِثْمٍ فَيَحْجُبُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ. 19ذَلِكَ لأَنَّ مَا يُعْرَفُ عَنِ اللهِ وَاضِحٌ بَيْنَهُمْ، إِذْ بَيَّنَهُ اللهُ لَهُمْ. 20فَإِنَّ مَا لاَ يُرَى مِنْ أُمُورِ اللهِ، أَيْ قُدْرَتَهُ الأَزَلِيَّةَ وَأُلُوهَتَهُ، ظَاهِرٌ لِلْعِيَانِ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ، إِذْ تُدْرِكُهُ الْعُقُولُ مِنْ خِلاَلِ الْمَخْلُوقَاتِ. حَتَّى إِنَّ النَّاسَ بَاتُوا بِلاَ عُذْرٍ. 21فَمَعَ أَنَّهُمْ عَرَفُوا اللهَ ، لَمْ يُمَجِّدُوهُ بِاعْتِبَارِهِ اللهَ ، وَلاَ شَكَرُوهُ، بَلِ انْحَطُّوا بِتَفْكِيرِهِمْ إِلَى الْحَمَاقَةِ وَصَارَ قَلْبُهُمْ لِغَبَاوَتِهِ مُظْلِماً. 22وَفِيمَا يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ، صَارُوا جُهَّالاً، 23وَاسْتَبْدَلُوا بِمَجْدِ اللهِ الْخَالِدِ تَمَاثِيلَ لِصُوَرِ الإِنْسَانِ الْفَانِي وَالطُّيُورِ وَذَوَاتِ الأَرْبَعِ وَالزَّوَاحِفِ. 24لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ ، فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ، إِلَى النَّجَاسَةِ، لِيُهِينُوا أَجْسَادَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ. 25إِذْ قَدِ اسْتَبْدَلُوا بِحَقِّ اللهِ مَا هُوَ بَاطِلٌ، فَاتَّقَوْا الْمَخْلُوقَ وَعَبَدُوهُ بَدَلَ الْخَالِقِ، الْمُبَارَكِ إِلَى الأَبَدِ. آمِين!

26لِهَذَا السَّبَبِ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى الشَّهَوَاتِ الْمُخْزِيَةِ. فَإِنَّ إِنَاثَهُمْ تَحَوَّلْنَ عَنِ اسْتِعْمَالِ أَجْسَادِهِنَّ بِالطَّرِيقَةِ الطَّبِيعِيَّةِ إِلَى اسْتِعْمَالِهَا بِطَرِيقَةٍ مُخَالِفَةٍ لِلطَّبِيعَةِ. 27وَكَذلِكَ تَحَوَّلَ الذُّكُورُ أَيْضاً عَنِ اسْتِعْمَالِ الأُنْثَى بِالطَّرِيقَةِ الطَّبِيعِيَّةِ، وَالْتَهَبُوا شَهْوَةً بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، مُرْتَكِبِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُوراً بِذُكُورٍ، فَاسْتَحَقُّوا أَنْ يَنَالُوا فِي أَنْفُسِهِمِ الْجَزَاءَ الْعَادِلَ عَلَى ضَلاَلِهِمْ.

28وَبِمَا أَنَّهُمْ لَمْ يَتَخَيَّرُوا إِبْقَاءَ اللهِ ضِمْنَ مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ عَاطِلٍ عَنِ التَّمْيِيزِ دَفَعَهُمْ إِلَى مُمَارَسَةِ الأُمُورِ غَيْرِ اللاَّئِقَةِ. 29إِذْ قَدِ امْتَلَأُوا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَشَرٍّ وَجَشَعٍ وَخُبْثٍ، وَشُحِنُوا حَسَداً وَقَتْلاً وَخِصَاماً وَمَكْراً وَسُوءاً. وَهُمْ ثَرْثَارُونَ، 30مُغْتَابُونَ، كَارِهُونَ لِلهِ، شَتَّامُونَ، مُتَكَبِّرُونَ، مُتَفَاخِرُونَ، مُخْتَرِعُونَ لِلشُّرُورِ، غَيْرُ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ. 31لاَ فَهْمَ عِنْدَهُمْ، وَلاَ أَمَانَةَ، وَلاَ حَنَانَ، وَلاَ رَحْمَةَ. 32إِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ حُكْمَ اللهِ الْعَادِلِ: أَنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ هَذِهِ الأُمُورَ يَسْتَوْجِبُونَ الْمَوْتَ؛ وَمَعَ ذَلِكَ، لاَ يُمَارِسُونَهَا وَحَسْبُ، بَلْ يُسَرُّونَ بِفَاعِلِيهَا.

 

العنوان
1
مِن بولسَ عَبْدِ يَسوعَ المسيحِ، المَدعُوِّ لِيكونَ رسولاً، المَفْروزِ لإِنْجيلِ اللهِ، 2 الذي سَبَقَ فوعَدَ بهِ على أَلْسِنةِ أَنْبيائِهِ في الكُتُبِ المُقدَّسةِ 3 عنِ ابنِهِ- المَولودِ بحَسبِ الجسد مِن ذُرِّيَّةِ داودَ، 4 المُقامِ بحسبِ روحِ القداسةِ، في قُدْرِةِ ابنِ اللهِ، بقيامتِهِ من بينِ الأَمواتِ- يسوعَ المسيحِ ربِّنا، 5 الذي بهِ نِلْنا النِّعمةَ والرِّسالةَ لِيُطيعَ للإِيمانِ، لأَجْلِ مَجْدِ اسْمِهِ، جميعُ الأُمَمِ- 6 الذينَ أَنتُم ايضًا من جُمْلَتهمِ، أَنتم مَدْعُوِّي يسوعَ المسيح- 7 الى جميع أَحبَّاءِ اللهِ الذينَ برومةَ، المَدعُوّينَ، القِدّيسينَ؛ نِعمةٌ لكم وسلامٌ منَ اللهِ أَبينا، والرَّبِّ يسوعَ المسيح.

رغبة بولس في المجيء الى رومة
8
وأَبدأُ فأشكُرُ لإلهي بيسوعَ المسيحِ مِن أَجلِكم جميعًا، أَنَّ إِيمانَكم يُشادُ بهِ في العالَمِ كُلِّه. 9 فإنَّ اللهَ الذي أَخدُمُهُ ((بكُلِّ)) روحي في التَّبشيرِ بإِنْجيل ابْنِهِ يَشْهَدُ لي بأَنِّي أَذْكُركم بلا انْقِطاعٍ، 10 مُلْتَمِسًا دائمًا في صَلواتي أَنْ يتيَسَّرَ لي يَوْمًا، بمشيئَةِ اللهِ، أَنْ أَقْدَمَ إِلَيْكُم. 11 فَإِنِّي أَشتاقُ أَنْ أَراكُم لأُفيدَكم شيئًا مِنَ المواهبِ الرُّوحيَّةِ لِتَأْيِيدِكم، 12 أَو بالحريّ لِنتَعزَّى معًا عِِنْدَكم، بالإِيمانِ المُشْترَكِ في ما بَيْني وبَيْنكم. 13 لا أُريدُ أَنْ تَجْهلوا، أَيُّها الإِخْوة، أَنّي كثيرًا ما قَصَدْتُ أَنْ آتيَكم- غَيرَ أَنِّي مُنِعْتُ حتَّى الآن- لِيكونَ لي فيكُم أَيضًا، ثَمَرٌ، كما في سائِر الأُمَم. 14 إِنِّي لَمُلْتَزِمٌ باليونانيِّينَ والبَرابرَةِ، بالحُكماءِ والجُهَّال: 15 ومن ثَمَّ مُنْيَتي الحارَّةُ أَنْ أُبشِّرَكم بالإِنجيلِ، أَنْتم أَيْضًا الذينَ في رومة. 16 فإِنّي لا أَستَحْيي بالإِنجيلِ لأَنَّهُ قوَّةُ اللهِ لِخلاصِ كلِّ مُؤْمنٍ، لِلْيهوديِّ أَوَّلاً ثمَّ لليونانيّ؛ 17 لأَنَّ بِرَّ اللهِ يَتجلَّى فيهِ بإِيمانٍ إِلى إِيمانٍ على ما هو مكتوب: "البارُّ بالإِيمانِ يَحْيا".

ضرورة الايمان للوثنيين
18
فإِنَّ غَضبَ اللهِ يَعْتَلِنُ منَ السَّماء على كلِّ كُفْرٍ وظُلمٍ للنَّاس الذينَ يَعوقونَ الحَقَّ بالظُّلْمِ، 19 لأَنَّ ما قَدْ يُعْرَفُ عَنِ اللهِ واضحٌ لهم، إذْ إِنَّ اللهَ ((هوَ نفسَهُ)) قد أَوْضَحه لَهم. 20 فإِنَّ صِفاتِهِ غيرَ المَنظورِة، ولاسيَّمَا قُدرَتِهِ الأَزليَّةِ وأُلوهيتِهِ، تُبْصَرُ مُنْذُ خَلْقِ العالَمِ، مُدْرَكَةً بمَبْروءَاتِه. فَهُم إِذنْ بلا عُذْرٍ، 21 إِذْ إِنَّهم مَعَ مَعْرِفتِهم للهِ لم يُمجِّدوهُ كإِلهٍ ولم يَشكُروه؛ بل سَفِهوا في أَفْكارِهم، وأَظْلمتْ قلوبُهُمُ الغبيَّة. 22 زَعَموا أَنَّهم حُكماءُ فصاروا حَمْقى، 23 وَاسْتَبْدَلوا مَجْدَ اللهِ، الذي لا يُدرِكُهُ البِلى، بِشِبْهِ صورةِ إِنسانٍ يَبْلى، وطُيورٍ ودبَّاباتٍ وزحَّافات. 24 فلذلكَ أَسلَمَهمُ اللهُ، في شَهَواتِ قُلوبِهم، الى النَّجاسةِ لفضيحةِ أَجْسادِهم في ذواتِهم. 25 هُمُ الذينَ استَبدَلوا حقيقةَ اللهِ بالباطلِ، وَاتَّتَوُا المَخلوقَ وعَبدوهُ دونَ الخالق- أَلذي هُوَ مباركٌ الى الدُّهور؛ آمين... 26 لذلكَ أَسلَمَهمُ اللهُ الى أَهْواءِ الفضيحةِ: فإِنَّ إِناثَهم غيَّرْنَ الاِسْتعمالَ الطبيعيَّ بالذي على خِلافِ الطَّبيعة؛ 27 وكذلكَ الذُّكورُ أَيضًا، فإِنَّهم تَركوا استعمالَ الأُنْثى الطبيعيَّ، والْتَهبوا بعِشْقِ بَعْضِهم بعضًا، ففعَلَ الذُّكورُ بالذُّكورِ الفَحْشاءَ ونالُوا في أَنْفُسِهمِ الجَزاءَ اللاَّئِقَ بضلالِهم. 28 وبما أَنَّهم لم يَسْتحسِنوا أَنْ يُقيموا على مَعْرِفةِ اللهِ ((الحقَّةِ))، أَسْلَمهمُ اللهُ الى فسادِ الرَّأْيِ لكي يَفْعلوا ما لا يليقُ، 29 مُمْتلئينَ مِن كلِّ ظُلْمٍ وشرٍّ وطَمعٍ وخُبث؛ مُفْعَمينَ حسَدًا وقَتْلاً وخِصامًا ومَكْرًا ورَداءَة؛ نَمَّامينَ 30 مُغْتابينَ، أَعداءً للهِ، شَتَّامينَ، مُتكبِّرينَ، صَلِفينَ، بارعينَ في عملِ الشَّرِّ، عاقِّينَ للوالِدِينَ، 31 لا فَهْمَ لهم ولا اسْتقامةَ، ولا وِدَّ ولا رَحمة. 32 ومَعَ عِلْمِهم بقضاء اللهِ- أَنَّ الذينَ يَعملونَ مثلَ هذِهِ ((الأَعمالِ)) يَسْتَوجِبونَ الموت- لا يَعْملونَها فَقَط، بل يَرضَوْنَ أَيضًا عَن فاعليها.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي

 1لِذَلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا! 2وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ. 3أَفَتَظُنُّ هَذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟ 4أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ 5وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ 6الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 7أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. 8وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ 9شِدَّةٌ وَضِيقٌ عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. 10وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. 11لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ. 12لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. 13لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ. 14لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ فَهَؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ 15الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً 16فِي الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ يَدِينُ اللهُ سَرَائِرَ النَّاسِ حَسَبَ إِنْجِيلِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. 17هُوَذَا أَنْتَ تُسَمَّى يَهُودِيّاً وَتَتَّكِلُ عَلَى النَّامُوسِ وَتَفْتَخِرُ بِاللَّهِ 18وَتَعْرِفُ مَشِيئَتَهُ وَتُمَيِّزُ الأُمُورَ الْمُتَخَالِفَةَ مُتَعَلِّماً مِنَ النَّامُوسِ. 19وَتَثِقُ أَنَّكَ قَائِدٌ لِلْعُمْيَانِ وَنُورٌ لِلَّذِينَ فِي الظُّلْمَةِ 20وَمُهَذِّبٌ لِلأَغْبِيَاءِ وَمُعَلِّمٌ لِلأَطْفَالِ وَلَكَ صُورَةُ الْعِلْمِ وَالْحَقِّ فِي النَّامُوسِ. 21فَأَنْتَ إِذاً الَّذِي تُعَلِّمُ غَيْرَكَ أَلَسْتَ تُعَلِّمُ نَفْسَكَ؟ الَّذِي تَكْرِزُ أَنْ لاَ يُسْرَقَ أَتَسْرِقُ؟ 22الَّذِي تَقُولُ أَنْ لاَ يُزْنَى أَتَزْنِي؟ الَّذِي تَسْتَكْرِهُ الأَوْثَانَ أَتَسْرِقُ الْهَيَاكِلَ؟ 23الَّذِي تَفْتَخِرُ بِالنَّامُوسِ أَبِتَعَدِّي النَّامُوسِ تُهِينُ اللهَ؟ 24لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ. 25فَإِنَّ الْخِتَانَ يَنْفَعُ إِنْ عَمِلْتَ بِالنَّامُوسِ. وَلَكِنْ إِنْ كُنْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ فَقَدْ صَارَ خِتَانُكَ غُرْلَةً! 26إِذاً إِنْ كَانَ الأَغْرَلُ يَحْفَظُ أَحْكَامَ النَّامُوسِ أَفَمَا تُحْسَبُ غُرْلَتُهُ خِتَاناً؟ 27وَتَكُونُ الْغُرْلَةُ الَّتِي مِنَ الطَّبِيعَةِ وَهِيَ تُكَمِّلُ النَّامُوسَ تَدِينُكَ أَنْتَ الَّذِي فِي الْكِتَابِ وَالْخِتَانِ تَتَعَدَّى النَّامُوسَ؟ 28لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيّاً وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَاناً 29بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.

 

دينونة الله
2
لذلِكَ لا عُذْرَ لكَ أيًّا كُنتَ، يا مَنْ يَدينُ الآخَرينَ ويَعمَلُ أعمالَهُم، لأنَّكَ حينَ تَدينُهُم تَدينُ نَفسَكَ.2ونَحنُ نَعلَمُ أنَّ اللهَ يَدينُ بِالعدلِ مَنْ يَعمَلُ مِثلَ هذِهِ الأعمالِ.3وأنتَ، يا مَنْ يَدينُ الّذينَ يَعمَلونَها ويَفعلُ مِثلَهُم، أتَظُنُّ أنَّكَ تَنجو مِنْ دَينونَةِ اللهِ؟4أم إنَّكَ تَستَهينُ بِعَظيمِ رأفتِهِ وصَبرِهِ واحتمالِهِ، غَيرَ عارِفٍ أنَّ اللهَ يُريدُ بِرأْفَتِهِ أنْ يَقودَكَ إلى التَّوبَةِ؟5ولكنَّكَ بِقساوَةِ قَلبِكَ وعِنادِكَ تَجمعُ لِنَفسِكَ غَضَبًا لِيومِ الغَضَبِ، حينَ تَنكَشِفُ دَينونَةُ الله العادِلَةُ،6فيُجازي كُلَّ واحدٍ بأعمالِهِ،7إمَّا بِالحياةِ الأبدِيَّةِ لِمَنْ يُواظِبونَ على العَمَلِ الصّالِحِ ويَسْعَوْنَ إلى المَجدِ والكَرامَةِ والبَقاءِ، 8وإمَّا بالغَضَبِ والسُّخْط على المُتَمَرِّدينَالّذينَ يَرفُضونَ الحقَّ ويَنقادونَ لِلباطِلِ.9والوَيلُ والعَذابُ لِكُلِّ إنسانٍ يعمَلُ الشَّرَّ مِنَ اليَهودِ أوّلاً ثُمَ اليونانيّينَ، 10والمَجْدُ والكَرامةُ والسَّلامُ لِكُلِّ مَنْ يَعمَلُ الخَيرَ مِنَ اليَهودِ أولاً ثُمَ اليونانيّينَ، 11لأنَّ اللهَ لا يُحابي أحدًا. 12فالّذينَ خَطِئوا وهُمْ بِغيرِ شريعةِ موسى، فَبِغيرِ شريعةِ موسى يَهلِكونَ. والّذينَ خَطِئوا ولَهُم شريعةُ موسى، فبِشريعةِ موسى يُدانُونَ. 13وماالّذينَ يَسمَعونَ كلامَ الشَّريعةِ هُمُ الأبرارُ عِندَ اللهِ، بَلْ ِ الّذينَ يَعمَلونَ بأحكامِ الشَّريعةِ هُم الّذينَ يَتَبرَّرونَ. 14فغَير اليَهودِ مِنَ الأُمَمِ، الّذينَ بلا شريعةٍ، إذا عَمِلوا بالفِطرةِ ما تأْمُرُ بِه الشَّريعةُ، كانوا شريعةً لأنفُسِهِم، معَ أنَّهُم بِلا شَريعةٍ. 15فيُـثبِتونَ أنَّ ما تأمُرُ بِه الشَّريعةُ مكتوبٌ في قُلوبِهِم وتَشهَدُ لهُم ضمائِرُهُم وأفكارُهُم، فهيَ مرَّةً تَتَّهِمُهُم ومرَّةً تُدافِـعُ عَنهُم. 16وسيَظهَرُ هذا كُلُّهُ، كما أُبشِّرُكُم بِه، يومَ يَدينُ اللهُ بِالمَسيحِ يَسوعَ خفايا القُلوبِ.

اليهود والشَّريعة
17
وأنت، يا من تُسمّي نفسَك يهوديّاً، وتتّكلُ على الشَّريعةِ، وتفتخرُ بالله 18وتعرِفُ مشيئتَهُ، وتُمَيِّزُ ما هوَ الأفضَلُ بِما تَعَلَّمتَهُ مِنَ الشَّريعةِ، 19وتَعتَقِدُ أنَّكَ قائِدٌ لِلعُميانِ ونُورٌ لِمَنْ هُمْ في الظلامِ 20ومُؤدِّبٌ لِلأغبِياءِ ومُعَلِّمٌ لِلبُسطاءِ، لأنَّ لكَ في الشَّريعةِ كمالَ المعرِفَةِ والحقيقَةِ. 21أنتَ، يا مَنْ يُعَلِّمُ غَيرَهُ، أما تُعَلِّمُ نَفسَكَ؟ تُنادي: لا تَسرِقْ، وتَسرِقُ أنتَ؟ 22تَقولُ: لا تَزْنِ، وتَزني؟ تَستَنكِرُ الأصنامَ وتنهَبُ هياكِلَها؟ 23تَفتَخِرُ بالشَّريعةِ وتُهينُ الله بِعُصيانِ شريعَتِهِ؟ 24فالكِتابُ يَقولُ: ((بِسببِكُم يَستَهينُ الناسُ باَسمِ الله بَينَ الأُممِ)). 25إنْ عَمِلتَ بالشَّريعةِ كانَ لِخِتانِكَ فائدةِ، ولكِنْ إذا خالَفْتَ الشَّريعةَ صِرتَ في عِدادِ غَيرِ المَخْتونينَ. 26وإذا كانَ غَيرُ المَختونينَ يُراعُونَ أحكامَ الشَّريعةِ، أفَما يَعتَبرُهُمُ الله في عِدادِ المَختونينَ؟ 27ومَنْ عَمِلَ بالشَّريعةِ، وهوَ غَيرُ مَختونِ الجسَدِ، أفَلا يَحكُمُ علَيكَ أنتَ اليَهوديّ الّذييُخالِفُ الشَّريعةَ ولَه كِتابُها والخِتانُ؟ 28فما اليَهوديُّ هوَ اليَهوديُّ في الظاهِرِ، ولا الخِتانُ هوَ ما ظهَرَ في الجسَدِ، 29وإنَّما اليَهوديُّ هوَ اليَهوديُّ في الباطِنِ، والخِتانُ هوَ خِتانُ القَلبِ بالرُّوحِ لا بِحُروفِ الشَّريعةِ. هذا هوَ الإنسانُ الّذييَنالُ المَديحَ مِنَ الله لا مِنَ البشَرِ.

 

قضاء اللّه العادل
2
فلا عُذر َلَكَ أَيًّا كُنتَ، يا مَن يَدين، لأَنَّكَ وأَنتَ تَدينُ غَيرَكَ نَحكُمُ على نَفْسِكَ، فإِنَّكَ تَعمَلُ عَمَلَه، يا مَن يَدين،2 ونحنُ نَعلَمُ أَنَّ قَضاءَ اللهِ يَجْري بالحَقِّ على الَّذينَ يَعمَلونَ مِثلَ هذِه الأَعمال.3 أًَوَ تَظُنُّ ، أَنتَ الَّذي يَدينُ مَن يَعمَلونَ مِثلَ هذه الأَعمالِ ويَفعَلُها، أَنَّكَ تَنْجو مِن قَضاءِ الله،4 أَم تَزدَري جَزيلَ لُطفِه وحِلمِه وطُولِ أَناتِه، ولا تَعلَمُ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَحمِلُكَ على التَّوبَة؟5غَيرَ أَنَّكَ بِقَساوتِكَ وقِلَّةِ تَوْبَةِ قَلْبِكَ تَذَّخِرُ لَكَ غَضَبًا لِيَومِ الغَضَب، إِذ يَنكَشِفُ قَضاءُ اللهِ العادِل6 فيُجازي كُلَّ واحِدٍ بِحَسَبِ أَعمالِه،7 إِمَّا بِالحَياةِ الأَبَدِيَّةِ لِلَّذينَ بِثَباتِهم على العَمَلِ الصَّالِح يَسعَونَ إِلى المَجدِ والكَرامةِ والمَنعَةِ مِنَ الفَساد8 وإِمَّا بِالغَضَبِ والسُّخْطِ على الَّذينَ يَثورونَ فَيَعصُونَ الحَقَّ ويَنقادونَ لِلْظُلْم.9 فالشِّدَّةُ والضِّيقُ لِكُلِّ اَمرِئٍ يَعمَلُ الشَّرّ: اليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ اليُونانِيّ، 10والمَجْدُ والكَرامةُ والسَّلامُ لِكُلِّ مَن يَعمَلُ الخَيْر: اليَهودِيِّ أَوَّلا ثُمَّ اليُونانِيّ ، 11 لأَنَّ اللهَ لا يُحابي أَحَدًا .12فالَّذينَ خَطِئُوا وهُم بغَيرِ شَريعة يَهلِكونَ أَيضاً بِغَيرِ شَريعة. والَّذينَ خَطِئُوا وهُم بِالشَّريعة يُدانونَ بِالشَّريعَة. 13فلَيسَ الَّذينَ يُصْغونَ إِلى كَلامِ الشَّريعةِ همُ الأَبرارُ عِندَ الله، بلِ العامِلونَ بِالشَّريعةِ همُ الَّذينَ يُبَرَّرون. 14فالوَثنِيُّونَ الَّذينَ بِلا شَريعة، إذا عَمِلوا بِحَسَبِ الطَّبيعَةِ ما تَأمُرُ بِه الشَّريعة، كانوا شَريعةً لأَنْفُسِهم، همُ الَّذينَ لا شَريعةَ لَهم،15فَيدُلُّونَ على أَنَّ ما تَأمُرُ بِه الشَّريعةُ مِنَ الأَعمالِ مَكتوبٌ في قُلوبِهِم، وتَشهَدُ لَهم ضَمائِرُهم وأَفكارُهم، فهي تارةً تَشكوهُم وتارةً تُدافع ُعنهُم. 16وسيَظهَرُ ذلِكَ كُلُّه، كما أُعلِنُ في بِشارتي، يَومَ يَدينُ اللهُ بِيَسوعَ المسيح ما خَفِيَ مِن أَعمالِ النَّاس.

عصيان إسرائيل
17
فإِذا كُنتَ تُدْعى يَهُودِيًّا، وتَعتَمِدُ على الشَّريعة وتَفتَخِرُ بِالله 18 وتَعرِفُ مَشيئَتَه وتُميِّزُ ما هو الأَفضَلُ بِفَضْلِ تَلقُّنِكَ الشَّريعة، 19وتُوقِنُ أَنَّكَ قائِدٌ لِلعُمْيانِ ونُورٌ لِلَّذينَ في الظَّلام 20و مؤَدِّبٌ لِلجُهَّال ومُعلِّمٌ لِلبُسَطاء، لأَنَّ لَكَ في الشَّريعةِ وَجهَ المَعرِفةِ والحَقيقة21أَفَتُعلِّمُ غَيرَكَ ولا تُعلِّمُ نَفْسَكَ؟ أَتَعِظُ بِالامتِناعِ عَنِ السَّرِقَةِ وتَسرِق؟ 22 أَتَنْهى عنِ الزِّنى وتَزْني؟ أتَستَقبِحُ الأَصْنامَ وتَنهَبُ مَعابِدَها؟ 23 أَتَفتَخِرُ بِالشَّريعةِ وتُهينُ اللهَ بِمُخالَفَتِكَ لِلشَّريعة؟ 24 فقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( يُجَدَّفُ بِاسمِ اللهِ بَينَ الوَثَنِيِّينَ وأَنتُمُ السَّبَب )). 25لاشَكَّ أَنَّ في الخِتانِ فائِدة، إِن عَمِلتَ بِالشَّريعة، ولكِن إِذا خالَفتَ الشَّريعة صارَ خِتانُكَ قَلَفًا. 26وإِن كانَ الأَقلَفُ يُراعي أَحكامَ الشَّريعة، أَفَما يُعَدُّ قَلَفُه خِتانًا؟ 27 فأَقلَفُ الجَسَدِ الَّذي يَعمَلُ بِالشَّريعةِ سَيَدينُكَ أَنتَ الَّذي يُخالِفُ الشَّريعة ومعَه حُروفُ الشَّريعةِ والخِتان. 28فلَيسَ اليَهودِيُّ بِما يَبْدو في الظَّاهِر، ولا الخِتانُ بِما يَبْدو في ظاهِرِ الجَسَد، 29 بلِ اليَهودِيُّ هو بِما في الباطِن، والخِتانُ خِتانُ القَلْبِ العائِدُ إِلى الرُّوح، لا إِلى حَرْفِ الشَّريعة. ذاكَ هو الرَّجُلُ الَّذي يَنالُ الثَّناءَ مِنَ الله، لا مِنَ النَّاس.

 

دينونة الله

2

إِذَنْ، لاَ عُذْرَ لَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي يَدِينُ الآخَرِينَ، كَائِناً مَنْ كُنْتَ. فَإِنَّكَ بِمَا تَدِينُ غَيْرَكَ، تَدِينُ نَفْسَكَ: لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ نَفْسَهَا. 2وَلَكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ الأُمُورِ، هِيَ بِحَسَبِ الْحَقِّ. 3فَهَلْ تَظُنُّ، أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ مَنْ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ الأُمُورِ بَيْنَمَا تُمَارِسُهَا أَنْتَ، أَنَّكَ سَتُفْلِتُ مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟ 4أَمْ أَنَّكَ تَحْتَقِرُ غِنَى لُطْفِهِ وَصَبْرَهُ وَطُولَ أَنَاتِهِ وَأَنْتَ لاَ تَعْرِفُ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَدْفَعُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ 5وَلكِنَّكَ بِسَبَبِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَخْزُنُ لِنَفْسِكَ غَضَباً لِيَوْمِ الْغَضَبِ، يَوْمَ تُعْلَنُ دَيْنُونَةُ اللهِ الْعَادِلَةُ. 6فَإِنَّهُ سَيُجَازِي كُلَّ إِنْسَانٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. 7فَتَكُونُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ لِلَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَى الْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ وَالْخُلُودِ مُثَابِرِينَ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ 8وَيَكُونُ الْغَضَبُ وَالسُّخْطُ لِلْمُخَاصِمِينَ الَّذِينَ يَرْفُضُونَ الطَّاعَةَ لِلْحَقِّ وَلكِنَّهُمْ يَخْضَعُونَ لِلإِثْمِ. 9فَالشِّدَّةُ وَالضِّيقُ عَلَى نَفْسِ كُلِّ إِنْسَانٍ يَعْمَلُ الشَّرَّ اليَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ؛ 10وَالْمَجْدُ وَالْكَرَامَةُ وَالسَّلاَمُ لِكُلِّ مَنْ يَعْمَلُ الصَّلاحَ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً، ثُمَّ الْيُونَانِيِّ . 11فَلَيْسَ عِنْدَ اللهِ تَحَيُّزٌ.

12فَإِنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا وَهُمْ بِلاَ شَرِيعَةٍ، فَبِلاَ شَرِيعَةٍ يَهْلِكُونَ؛ وَجَمِيعُ الَّذِينَ أَخْطَأُوا وَهُمْ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ، فَبِالشَّرِيعَةِ يُدَانُونَ. 13فَلَيْسَ سَامِعُو الشَّرِيعَةِ هُمُ الأَبْرَارُ أَمَامَ اللهِ؛ بَلِ الْعَامِلُونَ بِالشَّرِيعَةِ يُبَرَّرُونَ. 14إِذَنِ الأُمَمُ الَّذِينَ بِلاَ شَرِيعَةٍ، عِنْدَمَا يُمَارِسُونَ بِالطَّبِيعَةِ مَا فِي الشَّرِيعَةِ، يَكُونُونَ شَرِيعَةً لأَنْفُسِهِمْ، مَعَ أَنَّ الشَّرِيعَةَ لَيْسَتْ لَهُمْ. 15فَهُمْ يُظْهِرُونَ جَوْهَرَ  الشَّرِيعَةِ مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ، وَيَشْهَدُ لِذلِكَ ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِي دَاخِلِهِمْ، إِذْ تَتَّهِمُهُمْ تَارَةً، وَتَارَةً تُبْرِئُهُمْ. 16(وَتَكُونُ الدَّيْنُونَةُ) يَوْمَ يَدِينُ اللهُ خَفَايَا النَّاسِ، وَفْقاً لإِنْجِيلِي، عَلَى يَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

 

اليهود والشريعة

17وَلكِنْ، إِنْ كُنْتَ تُدْعَى يَهُودِيّاً؛ وَتَتَّكِلُ عَلَى الشَّرِيعَةِ؛ وَتَفْتَخِرُ بِاللهِ؛ 18وَتُمَيِّزُ مَا هُوَ الأَفْضَلُ بِسَبَبِ مَا تَعَلَّمْتَهُ مِنَ الشَّرِيعَةِ؛ 19وَلَكَ ثِقَةٌ فِي نَفْسِكَ بِأَنَّكَ قَائِدٌ لِلْعُمْيَانِ، وَنُورٌ لِلَّذِينَ فِي الظَّلاَمِ، 20وَمُؤَدِّبٌ لِلْجُهَّالِ، وَمُعَلِّمٌ لِلأَطْفَالِ؛ وَلَكَ فِي الشَّرِيعَةِ صُورَةُ الْمَعْرِفَةِ وَالْحَقِّ؛ 21فَأَنْتَ إِذَنْ، يَامَنْ تُعَلِّمُ غَيْرَكَ، أَمَا تُعَلِّمُ نَفْسَكَ؟ أَنْتَ يَامَنْ تَعِظُ أَنْ لاَ يُسْرَقَ، أَتَسْرِقُ؟ 22أَنْتَ يَامَنْ تَنْهَى عَنِ الزِّنَى، أَتَزْنِي؟ أَنْتَ يَامَنْ تَسْتَنْكِرُ الأَصْنَامَ، أَتَسْرِقُ الْهَيَاكِلَ 23الَّذِي تَفْتَخِرُ بِالشَّرِيعَةِ، أَتُهِينُ اللهَ بِمُخَالَفَةِ الشَّرِيعَةِ؟ 24فَإِنَّ «اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بَيْنَ الأُمَمِ بِسَبَبِكُمْ»، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ.

25فَإِنَّ الْخِتَانَ يَنْفَعُ إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ بِالشَّرِيعَةِ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتَ مُخَالِفاً لِلشَّرِيعَةِ، فَقَدْ صَارَ خِتَانُكَ كَأَنَّهُ عَدَمُ خِتَانٍ. 26إِذَنْ، إِنْ عَمِلَ غَيْرُ الْمَخْتُونِ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ، أَفَلاَ يُحْسَبُ عَدَمُ خِتَانِهِ كَأَنَّهُ خِتَانٌ؟ 27وَغَيْرُ الْمَخْتُونِ بِالطَّبِيعَةِ، إِذْ يُتَمِّمُ الشَّرِيعَةَ، يَدِينُكَ أَنْتَ يَامَنْ تُخَالِفُ الشَّرِيعَةَ وَلَدَيْكَ الْكِتَابُ وَالْخِتَانُ. 28فَلَيْسَ بِيَهُودِيٍّ مَنْ كَانَ يَهُودِيّاً فِي الظَّاهِرِ، وَلاَ بِخِتَانٍ مَا كَانَ ظَاهِراً فِي اللَّحْمِ. 29وَإِنَّمَا الْيَهُودِيُّ هُوَ مَنْ كَانَ يَهُودِيّاً فِي الْبَاطِنِ، وَالْخِتَانُ هُوَ مَا كَانَ خِتَاناً لِلْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْحَرْفِ. وَهَذَا يَأْتِيهِ الْمَدْحُ لاَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ!

 

ضرورة الايمان لليهود
2
فلذلكَ لا مَعْذِرةَ لكَ، أَيُّها الإِنسانُ الذي يَدينُ. أَيًّا كُنتَ، لأَنَّكَ فِيما تَدينُ غيرَكَ تحكُمُ على نَفْسِكَ، بما أَنَّكَ، أَنتَ الذي يَدينُ، تَفْعلُ ذلكَ بعَيْنِه؛ 2 ونحنُ نعلَمُ أَنَّ قَضاءَ اللهِ، إِنَّّما هو بمُقْتَضى الحقِّ، على الذينَ يَعْملونَ مثلَ هذِه. 3 أَو تظُنُّ إِذنْ، أَيُّها الإنسانُ الذي يَدينُ مَن يَعملُ مثلَ هذِه، وهوَ يَفْعلُها، أَنَّكَ أَنتَ، تَنْجو من دَينْونةِ الله؟ 4 أَمْ تَحْتَقِرُ غِنى لُطْفهِ وصَبرهِ وطولِ أَناتِهِ، غيرَ عالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَدْعوكَ الى التَّوبةِ؟ 5 بَيْدَ أَنَّكَ بتصلُّبِكَ و((قساوةِ)) قلبِكَ الغيرِ التَّائبِ. تَدَّخِرُ لنَفْسِكَ غَضبًا ليومِ الغَضَبِ واعْتلانِ دَيْنونةِ اللهِ العادلَةِ، 6 الذي سيُجازي كُلَّ واحدٍ بحسبِ أَعمالِه: 7 بالحياةِ الأَبديَّةِ للذينَ، بالصَّبرِ على العَمَلِ الصَّالحِ، يَطلُبونَ المَجدَ والكَرامةَ والخُلود؛ 8 وبالغَضَب والسُّخطِ على الذينَ هم من أَهلِ المُخاصَمةِ، الذينَ لا يَنقادونَ للحَقِّ بل يَنْقادونَ للشرّ. 9 أَلشِّدَّةُ والضِّيقُ على كلِّ نفسِ إِنسانٍ يَفْعلُ السُّوءَ، اليهوديِّ أَوَّلاً ثمَّ اليونانيّ؛ 10 والمجدُ والكرامةُ والسَّلامُ لكلِّ مَنْ يَصنعُ الخيرَ، أَليهوديِّ أَوَّلاً ثمَّ اليونانيّ؛ 11 لأنَّ اللهَ لا يُحابي الوُجوه. 12 فكُلُّ الذينَ خطِئوا بمَعْزِلٍ عنِ النَّاموسِ فبمَعْزِلٍ عنِ النَّاموسِ أَيضًا يَهلِكون؛ وكلُّ الذينَ خطِئوا وهم تحتَ النَّاموسِ فبمُقتَضى النَّاموسِ يُدانون؛ 13 لأَنَّهُ ليسَ السَّامعونَ للنَّاموس هم أَبْرارًا عند اللهِ، إِنَّما العاملونَ بالنَّاموسِ يُبَرَّرون. 14 فإِذا ما الأُمَمُ، الذينَ ليسَ عِِندَهمُ النَّاموس، عَمِلوا طَبيعِيًّا بما هُوَ في النَّامُوس، فهؤُلاءِ، الذينَ ليسَ عِندهُمُ النَّاموسُ، هم ناموسٌ لأَنْفُسِهم، 15 إِذ يُظْهِرونَ أَنَّ ما يَفرِضُهُ النَّاموسُ مَكتوبٌ في قلوبِهم، وضَميرُهُم يَشهَدُ، وأَفكارُهم تَشْكو مَرَّةً أَوْ تَحْتَجُّ أُخْرى. 16 ((ذلكَ ما سَيَظهَرُ)) يَومَ يَدينُ اللهُ سَرائرَ النَّاسِ، على حَسبِ إِنجيلي، بِيَسوعَ المَسيح. 17 ولكِنْ أَنتَ، الذي يُدْعَى يَهودِيًّا، ويَعْتمِدُ على النَّاموسِ، ويَفْتَخِرُ باللهِ، 18 ويَعْرِفُ مَشيئَتَهُ، ويُمَيِّزُ مُتَعَلِّمًا مِنَ النَّاموسِ ما هوَ الأَفْضَل، 19 ويَدَّعي أَنَّهُ قائدُ العُمْيانِ، ونورُ الذينَ في الظَّلامِ، 20 ومُؤدِّبُ الجُهَّالِ، ومُعَلِّمُ الأَطْفالِ، لأَنَّ لَهُ في النَّاموسِ صُورَةَ العِلْمِ والحَقِّ، 21 فأَنتَ إِذَنِ الذي يُعَلِّمُ غَيرَهُ، أَفَلا تُعَلِّمُ نَفسَك! أَلذي يَكْرِزُ أَنْ لا يُسْرَقَ، أَتَسْرِق! 22 الذي يَنهى عَنِ الزِّنى، أَتَزْني! أَلذي يَمْقُتُ الأَوْثانَ، أَتَسلِبُ الهياكِل! 23 أَلذي يَفْتَخِرُ بالنَّاموسِ، أَتُهينُ اللهَ بِتَعَدِّي النَّاموسِ! 24 فإنَّ الأُمَمَ، على ما هُوَ مَكتوبٌ، يُجدِّفونَ على اسْمِ اللهِ بِسبَبِكم. 25 لا جَرَمَ أَنَّ الخِتانَ يَنْفَعُ بِشَرْطِ أَنْ تَعْمَلَ بالنَّاموس؛ ولكِنْ، إِنْ كُنتَ تَتَعدَّى النَّاموسَ فَخِتانُكَ ليسَ إلاَّ قَلَفًا. 26 وإِنْ كانَ الأَقْلَفُ يَحفظُ حُقوقَ النَّاموسِ أَفَلا يُعَدُّ قَلَفُهُ خِتانًا؟ 27 والأَقْلَفُ بالطَّبيعَةِ، وهُو يَحْفظُ النَّاموسَ، سَيَدينُكَ، أَنْتَ الذي، مَعَ الحَرفِ والخِتانِ، يَتعدَّى النَّاموس. 28 لأَنَّ اليهودِيَّ ليسَ مَن كانَ في الظَّاهِر، والخِتانَ ليسَ ما يَظْهَرُ في اللَّحم. 29 إِنَّما اليهودِيُّ مَنْ كانَ في الباطِنِ، والخِتانُ خِتانُ القَلْبِ بِحَسَبِ الرُّوحِ لا بِحَسَبِ الحَرْف؛ ((ذلكَ اليهوديُّ)) يَنالُ مَدحَهُ لا مِنَ النَّاموسِ بل مِنَ الله.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ

 1إِذاً مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ أَوْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ! أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أَفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ». 5وَلَكِنْ إِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُبَيِّنُ بِرَّ اللهِ فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ اللهَ الَّذِي يَجْلِبُ الْغَضَبَ ظَالِمٌ؟ أَتَكَلَّمُ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ. 6حَاشَا! فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ إِذْ ذَاكَ؟ 7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟ 8أَمَا كَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا وَكَمَا يَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّنَا نَقُولُ: «لِنَفْعَلِ السَّيِّآتِ لِكَيْ تَأْتِيَ الْخَيْرَاتُ». الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ. 9فَمَاذَا إِذاً؟ أَنَحْنُ أَفْضَلُ؟ كَلاَّ الْبَتَّةَ! لأَنَّنَا قَدْ شَكَوْنَا أَنَّ الْيَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ أَجْمَعِينَ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ 10كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. 13حَنْجَرَتُهُمْ قَبْرٌ مَفْتُوحٌ. بِأَلْسِنَتِهِمْ قَدْ مَكَرُوا. سِمُّ الأَصْلاَلِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. 14وَفَمُهُمْ مَمْلُوءٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً. 15أَرْجُلُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدَّمِ. 16فِي طُرُقِهِمِ اغْتِصَابٌ وَسَحْقٌ. 17وَطَرِيقُ السَّلاَمِ لَمْ يَعْرِفُوهُ. 18لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ». 19وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا يَقُولُهُ النَّامُوسُ فَهُوَ يُكَلِّمُ بِهِ الَّذِينَ فِي النَّامُوسِ لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ اللهِ. 20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ 22بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. 23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. 26لإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لِيَكُونَ بَارّاً وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ. 27فَأَيْنَ الافْتِخَارُ؟ قَدِ انْتَفَى! بِأَيِّ نَامُوسٍ؟ أَبِنَامُوسِ الأَعْمَالِ؟ كَلاَّ! بَلْ بِنَامُوسِ الإِيمَانِ. 28إِذاً نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. 29أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى لِلأُمَمِ أَيْضاً؟ 30لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ. 31أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ.

 

رومة
3
فما هوَ فَضْلُ اليَهوديِّ إذًا؟ وما هوَ نَفْعُ الخِتانِ؟2كثيرٌ مِنْ جميعِ الوُجوهِ. وأوَّلُها أنَّ الله اَئتَمَنَ اليَهودَ على أقوالِهِ.3فماذا إنْ خانَ بَعضُهُم؟ أَتُبْطِلُ خيانتُهُم وفاءَ الله؟4كلاّ! صَدَقَ الله وكذَبَ كُلُّ إنسانٍ. فالكِتابُ يَقولُ: ((تَظهَرُ صادِقًا إذا تَكلَّمتَ ومُنتَصِرًا إذا خُوصِمتَ)). 5وإذا كانَ ضَلالُنا يُظهِرُ صلاحَ الله، فماذا نَقولُ؟ أيكونُ الله ظالِمًا إذا أنْزَلَ بِنا غضَبَه؟ وهُنا أتَكلَّمُ كإنسانٍ.6كلاّ! وإلاّ فكَيفَ يَدينُ الله العالَمَ؟ 7وإذا كانَ كَذِبي يَزيدُ ظُهورَ صِدقِ الله مِنْ أجلِ مَجدِهِ، فَلِماذا يَحكُمُ عليٍ الله كما يَحكُمُ على الخاطِئِ؟8ولِماذا لا نَعَملُ الشَّرَ ليَجيءَ مِنهُ الخَيرُ، كما يَفتَري علَينا بَعضُهُم، فيَزعمونَ أنَّنا نَقولُ بِه؟ هَؤلاءِ عِقابُهُم عادِلٌ.

ما من أحد بار
9
فماذا، إذًا؟ هل نَحنُ اليَهودَ أفضَلُ عِندَ الله مِنَ اليونانيّينَ؟ كلاّ، لأنَّ اليَهودَ واليونانيّينَ، كما سبَقَ القولُ، خاضِعُونَ جميعًا لسُلْطانِ الخَطيئَةِ. 10فالكِتابُ يقولُ: ((ما مِنْ أحدٍ بارٍّ، لا أحَدَ 11ما مِنْ أحدٍ يَفهَمُ، ما مِنْ أحدٍ يَطلُبُ الله. 12ضلُّوا كُلُّهُم وفَسدُوا مَعًا. ما مِنْ أحدٍ يَعمَلُ الخَيرَ، لا أحَدَ. 13حناجِرُهُم قُبورٌ مفتوحَةِ، وعلى ألسِنَتِهِم يَسيلُ المَكْرُ. سُمُّ الأفاعي على شِفاهِهِم 14ومِلءُ أفواهِهِم لَعْنَةِ ومَرارَةِ. 15أقدامُهُم تُسْرعُ إلى سَفْكِ الدِّماءِ، 16والخَرابُ والبُؤسُ أينَما ساروا. 17طريقَ السَّلامِ لا يَعرِفونَ، 18ولا مَخافةُ الله نُصْبَ عُيونِهِم)). 19ونَحنُ نَعلَمُ أنَّ كُلَ ما تَقولُهُ الشَّريعةُ إنَّما تَقولُهُ للذينَ هُمْ في حُكمِ الشَّريعةِ، ليَسْكُتَ كُلُّ إنسانٍ ويَخضَع العالَمُ كُلُّهُ لِحُكْمِ الله. 20فالعمَلُ بأحكامِ الشريعَةِ لا يُبرِّرُ أحدًا عِندَ الله، لأنَّ الشَّريعةَ لِمَعرِفَةِ الخَطيئَةِ.

التبرير والإيمان
21
ولكنِ الآنَ ظهَرَ كيفَ يُبرِّرُ الله البشَرَ مِنْ دونِ الشَّريعةِ، كما تَشْهَدُ لَه الشَّريعةُ والأنبياءُ. 22فهوَ يُبرِّرُهُم بالإيمانِ بيَسوعَ المَسيحِ: ولا فَرقَ بَينَ البشَرِ. 23فهُمْ كُلُّهُم خَطِئوا وحُرموا مَجدَ الله. 24ولكِنَ الله بَرَّرهُم مَجّانًا بِنِعمَتِهِ بالمَسيحِ يَسوعَ الّذياَفتَداهُم 25والّذيجَعلَهُ الله كفارةً في دمِهِ لِكُلِّ مَنْ يُؤمنُ بِه. والله فعَلَ ذلِكَ ليُظهِرَ بِرَّهُ. فإذا كانَ تَغاضى بِصَبْرِهِ عَنِ الخطايا الماضِيَةِ، 26فهوَ في الزَّمَنِ الحاضِرِ يُظهِرُ بِرَّهُ ليَكونَ بارُا ويُبرِّرَ مَنْ يُؤمنُ بيَسوعَ. 27فأينَ الفَخرُ؟ لا مَجالَ لَه. وبِماذا نَفتَخِرُ؟ أبِالأعمالِ؟ لا، بَلْ ْ بالإيمانِ. 28فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشَّريعةِ؟ 29أَفَيكونُ الله إلهَ اليَهودِ وحدَهُم؟ أما هوَ إلهُ سائِرِ الأُمَمِ أيضًا؟ بلى، هُوَ إلهُ سائرِ الأُممِ. 30لأنَّ الله واحدٌ يُبَرِّرُ اليَهودَ بالإيمانِ، كما يُبرِّرُ غَيرَ اليَهودِ بالإيمانِ. 31وهل يَعني هذا أنَّنا نُبطِلُ الشَّريعةَ بِالإيمانِ؟ كلّا، بَلْ ْ نُثبِتُ الشَّريعةَ.

 

شمول العصيان
3
فما فَضْلُ اليَهودِيِّ إِذًا؟ وما الفائِدَةُ في الخِتان؟2 هِيَ كَبيرَةٌ مِن كُلِّ وَجْه. وأَوَّلُها أَنَّهمُ ائتُمِنوا على كَلام الله.3 فماذا يَكون؟ إِن خانَ بَعضُهم أَفَتُبطِلُ خِيانَتُهم أَمانَةَ الله؟4 حاشَ لَه! بل صَدَقَ اللهُ وكَذِبَ كُلُّ إِنسان، على حَدِّ ما وَرَدَ في الكِتاب: (( لِكَي تَكونَ بارًّا في كَلامِكَ وتَغلِبَ إِذا حوكِمتَ )) .5 ولكِن إِذا كانَ ظُلْمُنا يُبرِزُ بِرَّ الله، فماذا نَقول؟ أَفَما يَكونُ اللهُ ظالِمًا إِذا أًَنزَلَ بنا غَضَبَه؟ وكَلامي هذا كَلامٌ بَشرِيٌّ مَحْض.6مَعاذَ الله! وإِلاَّ فكَيفَ يَدينُ اللهُ العالَم؟7 ولكِن إِذا كانَ كَذِبي يَزيدُ ظُهورَ صِدْقِ اللهِ مِن أَجْلِ مَجْدِه، فلمِاذا أُدانُ أَنا بَعدَ ذلك كما يُدانُ الخاطِئ؟ 8 ولِماذا لانَفعَلُ الشَّرَّ لِكَي يَأتِيَ منه الخَير، كما يُفتَرى علَينا فَيَزعُمُ بَعضُهم أَنَّنا نَقولُ بِه؟ إِنَّ الحُكمَ على هؤُلاءِ لَعَدْل .9فماذا إِذًا؟ هل لَنا أَيُّ فَضْل؟ لا فَضْلَ لَنا على الإِطْلاق، فقَد بَرهَنَّا أَنَّ اليَهودَ واليونانِيَيّنَ هم كُلُّهم في حُكْمِ الخَطيئة، 10فقد وَرَدَ في الكِتاب: (( ما مِن أَحَدٍ بارّ، لا أَحَد 11 ما مِن أَحَدٍ يُدرِك ما مِن أَحَدٍ يَبتَغي وَجْهَ الله. 12ضَلُّوا جَميعًا فَفَسُدوا معًا. ما مِن أَحَدٍ يَعمَلُ الصَّالِحات لا أَحَد. 13 حَناجِرُهُم قُبورٌ مُفَتَّحة وبِأَلسِنَتِهم يَمكُرون. سَمُّ الأَصْلالِ تَحتَ شِفاهِهِم 14 أَفْواهُهم مِلْؤُها اللَّعنَةُ والمَرارة 15أَقدامُهم تُسرِعُ إِلى سَفْكِ الدِّماء 16وعلى طُرُقِهِم دَمارٌ وشَقاء. 17سَبيلَ السَّلام لا يَعرِفون 18 ولَيسَت مَخافَةُ اللهِ نُصْبَ عُيونِهِم ))

البرّ الآتي من الشريعة
19
وإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ كُلَّ ما تَقولُه الشَّريعة إِنَّما تَقولُه لِلَّذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة، لِكَي يُخرَسَ كُلُّ لِسان ولِكَي يُعرَفَ العالَمُ كُلُّه مُذنِبًا عِندَ الله.20 فلِذلِكَ لَن يُبَرّرَ عِندَه أَحَدٌ مِنَ البَشَرِ إِذا عَمِلَ بِحَسَبِ الشَّريعة، فالشَّريعةُ إلاَّ سَبيلٌ إِلى مَعرِفَةِ الخَطيئَة .

ب) برّ الله والايمان
21
أَمَّا الآن فقَد أَظهِرَ بِرُّ اللّهِ بِمَعزِلٍ عنِ الشَّريعة، تَشهَدُ لَه الشَّريعةُ والأَنبياء، 22 هو بِرُّ الله وطَريقُه الإِيمانُ بِيَسوعَ المسيح، لِجَميعِ الَّذينَ آمَنوا، لا فَرْق. 23ذلِكَ بِأَنَّ جَميعَ النَّاسِ قد خَطِئُوا فحُرِموا مَجْدَ الله، 24 ولكِنَّهم بُرِّروا مَجَّانًا بِنِعمَتِه، بِحُكمِ الفِداءِ الَّذي تَمَّ في المَسيحِ يَسوع، 25ذاكَ الَّذي جَعلَه اللهُ كَفَّارةً في دَمِه بِالإِيمان ليُظهِرَ بِرَّه، بإِغْضائِه عنِ الخَطايا الماضِيَةِ في حِلمِه تَعالى، 26 لِيُظهِرَ بِرَّه في الزَّمَنِ الحاضِر فيَكونَ هو بارًّا وُيبَرِّرَ من كانَ مِن أَهلِ الإِيمانِ بِيَسوع. 27 فأَينَ السَّبيلُ إِلى الافتِخار؟ لا مَجالَ لَه. وبأَيَّ شَريعة؟ أَبِشَريعةِ الأَعمال؟ لا، بل بِشَريعةِ الإِيمان 28 ونَحنُ نَرى أَنَّ الإِنسانَ يُبَرَّرُ بالإِيمانِ بمَعزِلٍ عن أَعمالِ الشَّريعة. 29أوَ يَكونُ اللهُ إِلهَ اليَهودِ وَحْدَهم؟ أَما هو إِلهُ الوَثَنِّيينَ أَيضاً؟ بَلى, هو إِلهُ الوَثَنِّيِينَ أيضاً, 30 لأَنَّ اللهَ أَحَد, بالإِيمانِ يُبَرِّرُ المَخْتون وبالإِِيمانِ يُبَرِّرُ الأَقلَف. 31 أَفَتُبطِلُ الشَّريعةَ بِالإِيمان؟ مَعاذَ الله ! بل نُثبِتُ الشَّريعة .

 

3

إِذَنْ، مَا هُوَ فَضْلُ الْيَهُودِيِّ؟ بَلْ مَا هُوَ نَفْعُ الْخِتَانِ؟ 2إِنَّهُ كَثِيرٌ مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ، وَأَهَمُّهَا فِعْلاً أَنَّ أَقْوَالَ اللهِ وُضِعَتْ أَمَانَةً بَيْنَ أَيْدِيهِمْ. 3فَمَاذَا يَحْدُثُ؟ إِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ قَدْ أَسَاءُوا الأَمَانَةَ، فَهَلْ يُعَطِّلُ عَدَمُ أَمَانَتِهِمْ أَمَانَةَ اللهِ؟ 4حَاشَا! وَإِنَّمَا، لِيَكُنِ اللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً، كَمَا قَدْ كُتِبَ: «لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي كَلاَمِكَ، وَتَظْفَرَ مَتَى حَكَمْتَ».

5وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ إِثْمُنَا يُبَيِّنُ بِرَّ اللهِ، فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَيَكُونُ اللهُ ظَالِماً إِذَا أَنْزَلَ بِنَا الْغَضَبَ؟ أَتَكَلَّمُ هُنَا بِمَنْطِقِ الْبَشَرِ: 6حَاشَا! وَإِلاَّ، فَكَيْفَ يَدِينُ اللهُ الْعَالَمَ؟

7وَلكِنْ، إِنْ كَانَ كَذِبِي يَجْعَلُ صِدْقَ اللهِ يَزْدَادُ لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ بِاعْتِبَارِي خَاطِئاً؟ 8أَمَا يُفْتَرَى عَلَيْنَا كَمَا نُتَّهَمُ زُوراً وَيَزْعُمُ بَعْضُهُمْ أَنَّنَا نَقُولُ لِنُمَارِسْ الشُّرُورَ لِكَيْ يَأْتِيَ الْخَيْرُ؟ هَؤُلاَءِ دَيْنُونَتُهُمْ عَادِلَةٌ.

 

الجميع قد ضلوا

9فَمَاذَا إِذَنْ؟ أَنَحْنُ الْيَهُودَ أَفْضَلُ؟ لاَ، عَلَى الإِطْلاقِ! فَإِنَّنَا، فِي مَا سَبَقَ، قَدِ اتَّهَمْنَا اليَهُودَ وَالْيُونَانِيِّينَ بِكَوْنِهِمْ جَمِيعاً تَحْتَ الْخَطِيئَةِ، 10كَمَا قَدْ كُتِبَ:

«لَيْسَ إِنْسَانٌ بَارٌّ، وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يُدْرِكُ. 11لَيْسَ مَنْ يَبْحَثُ عَنِ اللهِ. 12جَمِيعُ النَّاسِ قَدْ ضَلُّوا، وَصَارُوا كُلُّهُمْ بِلاَ نَفْعٍ. لَيْسَ مَنْ يُمَارِسُ الصَّلاَحَ، لاَ وَلاَ وَاحِدٌ. 13حَنَاجِرُهُمْ قُبُورٌ مَفْتُوحَةٌ؛ أَلْسِنَتُهُمْ أَدَوَاتٌ لِلْمَكْرِ؛ شِفَاهُهُمْ تُخْفِي سَمَّ الأَفَاعِي الْقَاتِلَةِ؛ 14أَفْوَاهُهُمْ مَمْلُوءَةٌ لَعْنَةً وَمَرَارَةً، 15أَقْدَامُهُمْ سَرِيعَةٌ إِلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ؛ 16فِي طُرُقِهِمِ الْخَرَابُ وَالشَّقَاءُ؛ 17أَمَّا طَرِيقُ السَّلاَمِ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ؛ 18وَمَخَافَةُ اللهِ لَيْسَتْ نُصْبَ عُيُونِهِمْ». 19وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَقُولُهُ الشَّرِيعَةُ إِنَّمَا تُخَاطِبُ بِهِ الَّذِينَ هُمْ تَحْتَ الشَّرِيعَةِ، لِكَيْ يُسَدَّ كُلُّ فَمٍ وَيَقَعَ الْعَالَمُ كُلُّهُ تَحْتَ دَيْنُونَةٍ مِنَ اللهِ. 20فَإِنَّ أَحَداً مِنَ الْبَشَرِ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ بِالأَعْمَالِ الْمَطْلُوبَةِ فِي الشَّرِيعَةِ. إِذْ إِنَّ الشَّرِيعَةَ هِيَ لإِظْهَارِ الْخَطِيئَةِ.

 

التبرير بالإِيمان

21أَمَّا الآنَ، فَقَدْ أُعْلِنَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ ، مُسْتَقِلاً عَنِ الشَّرِيعَةِ، وَمَشْهُوداً لَهُ مِنَ الشَّرِيعَةِ وَالأَنْبِيَاءِ، 22ذَلِكَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. إِذْ لاَ فَرْقَ، 23لأَنَّ الْجَمِيعَ قَدْ أَخْطَأُوا وَهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ بُلُوغِ مَا يُمَجِّدُ اللهَ . 24فَهُمْ يُبَرَّرُونَ مَجَّاناً، بِنِعْمَتِهِ، بِالْفِدَاءِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً، عَنْ طَرِيقِ الإِيمَانِ، وَذَلِكَ بِدَمِهِ. 26لِيَظْهَرَ بِرُّ اللهِ إِذْ تَغَاضَى، بِإِمْهَالِهِ الإِلَهِيِّ، عَنِ الْخَطَايَا الَّتِي حَدَثَتْ فِي الْمَاضِي، وَيَظْهَرَ أَيْضاً بِرُّهُ فِي الزَّمَنِ الْحَاضِرِ: فَيَتَبَيَّنَ أَنَّهُ بَارٌّ وَأَنَّهُ يُبَرِّرُ مَنْ لَهُ الإِيمَانُ بِيَسُوعَ.

27إِذَنْ، أَيْنَ الاِفْتِخَارُ؟ إِنَّهُ قَدْ أُبْطِلَ! وَعَلَى أَيِّ أَسَاسٍ؟ أَعَلَى أَسَاسِ الأَعْمَالِ؟ لاَ، بَلْ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ، 28لأَنَّنَا قَدِ اسْتَنْتَجْنَا أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ، بِمَعْزِلٍ عَنِ الأَعْمَالِ الْمَطْلُوبَةِ فِي الشَّرِيعَةِ. 29أَوَ يَكُونُ اللهُ إِلَهَ الْيَهُودِ وَحْدَهُمْ؟ أَمَا هُوَ إِلهُ الأُمَمِ أَيْضاً؟ بَلَى، إِنَّهُ إِلَهُ الأُمَمِ أَيْضاً، 30مَادَامَ اللهُ الْوَاحِدُ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ أَهْلَ الْخِتَانِ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ، وَأَهْلَ عَدَمِ الْخِتَانِ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ. 31إِذَنْ، هَلْ نَحْنُ نُبْطِلُ الشَّرِيعَةَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا، بَلْ إِنَّنَا بِهِ نُثَبِّتُ الشَّرِيعَةَ.

 

جميع الناس خطأة
3
فما فَضْلُ اليهودِيّ إِذَنْ؟ وما نَفْعُ الخِتان؟ 2 إِنَّهُ جزيلٌ على كلِّ وَجْهٍ، أَوَّلاً لأَنَّهمْ قدِ اؤْتُمِنوا على أَقوالِ الله. 3 فلماذا! إِنْ كانَ بَعْضُهم لم يَفُوا، أَفَيُبطِلُ عَدَمُ وفائِهم وفاءَ الله؟ 4 كلاَّ، وحاشا! بَلْ فَلْيَكُنِ اللهُ صادِقًا وكلُّ إِنْسانٍ كاذِبًا، على ما هُوَ مَكتوب: "لكَيْ تُزكَّى في أَقْوالِكَ، وتَغْلِبَ إِذا حُوكِمْت". 5 ولكِنْ، إِنْ كانَ إِثْمُنا يُثّبتُ بِرَّ اللهِ، فماذا نَقول؟ أَفلا يَكونُ اللهُ ظالِمًا إِذا ما أَطْلَقَ السَّبيلَ لِغَضَبِه؟- إِنَّما أَتَكلَّمُ بِحَسَبِ البَشَرِيَّة- 6 كلاَّ، وحاشا! وإِلاَّ فكَيْفَ يَدينُ اللهُ العالَم؟ 7 ولكِنْ، إِنْ كانَ بكَذِبي قدِ ازْدادَ صِدْقُ اللهِِ بَيانًا لِمَجْدِهِ، فلِمَ أُدانُ أَنا بَعْدُ كخاطِئ؟ 8 ولِمَ لا نَفْعَلُ الشَّرَّ لكي يَصْدُرَ الخَيرُ، كما يُفْتَرى عَلَيْنا، وكما يَزْعُمُ قَومٌ أَنَّا نَقول؟- إِنَّ الحُكْمَ عَلى هؤُلاءِ لَعَدلٌ! 9 فماذا إِذَنْ! أَوَ نَحْنُ أَفضَلُ؟ كلاَّ؛ وقَد بَرْهَنَّا أَنَّ اليهودَ واليونانِيّينَ جَميعًا هم تَحتَ ((سُلطانِ)) الخَطيئةِ، 10 كما هُوَ مَكتوب: "إِنَّهُ ليسَ بارٌّ ولا واحِد؛ 11 ليسَ مَنْ يَفْقَه؛ ليس مَنْ يَطْلبُ الله. 12 كلُّهم زاغوا، وفسَدوا مَعًا؛ ليسَ مِنْ أَحَدٍ يَعْملُ الصَّلاح؛ لا، ولا أَحَد. 13 حَنْجَرَتُهم قَبْرٌ مُفَتَّحٌ، ولِسانُهم أَداةٌ للمَكْر؛ سُمُّ الأَصْلالِ تَحتَ شِفاهِهِم؛ 14 وأَفواهُهم مَملوءَةٌ لَعْنَةً ومَرارَة؛ 15 أَرْجُلُهُم سَريعَةٌ لِسَفْكِ الدِّماءِ، 16 وفي مَسالِكِهم الدَّمارُ والمَشَقَّةُ، 17 ولم يَعْرفوا سَبيلَ السَّلام؛ 18 ولَيْسَتْ مَخافَةُ اللهِ أَمامَ أَعْيُنِهِم". 19 ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كلَّ ما يَقولُ النَّاموسُ إِنَّما يُخاطِبُ بهِ الذينَ في النَّاموسِ، لكي يُسَدَّ كلُّ فَمٍ، ويُصْبِحَ العالَمُ كلُّهُ خاضِعًا لحُكْمِ اللهِ، 20 إِذْ ما مِنْ أَحَدٍ يُبَرَّرُ أَمامَهُ بأَعمالِ النَّاموس؛ لأَنَّها بالنَّاموسِ قد عُرِفَتِ الخطيئَة.

بالايمان يتبرر الجميع
21
وأَمَّا الآنَ فقَدِ اعتَلنَ بِرُّ اللهِ بمَعْزِلٍ عَنِ النَّاموسِ، مَشْهودًا لهُ منَ النَّاموسِ والأَنبِياءِ، 22 بِرُّ اللهِ بالإِيمانِ بيَسوعَ المسيحِ الى جَميعِ الذينَ يُؤْمِنون؛ إِذْ ليسَ مِن فَرْقٍ: 23 فَالجَميعُ قد خَطِئوا فأَعْوزَهُم مَجدُ اللهِ، 24 والجميعُ، بنِعْمَتِهِ يُبَرَّرونَ مَجَّانًا، بالفِداءِ الذي بالمَسيحِ يَسوع، 25 أَلذي سَبقَ اللهُ فأَقامَهُ أَداةَ تَكفِيرٍ بالإِيمانِ بِدَمِهِ، لإِظْهارِ بِرّهِ- بعدَ إِذْ تَغاضى عَنِ الخَطايا السَّالِفَةِ 26 في عَهدِ صَبْرِه الإِلهيّ- لإِظْهارِ بِرِّهِ، إِذَنْ، في الزَّمانِ الحَاضِرِ باعتلانِهِ بارًّا، ومُبَرِّرًا مَنْ آمَنَ بِيَسوع. 27 ومِنْ ثَمَّ، فأَينَ الافْتِخار؟ إِنَّهُ قَدْ أُلْغِيَ. وبأَيِّ ناموسٍ؟ أَبِناموسِ الأَعْمال؟ لا، بَلِ بِناموسِ الإِيمان. 28 لأَنَّا نَعتَقِدُ أَنَّ الإِنْسانَ يُبَرَّرُ بالإِيمانِ بدونِ أَعْمالِ النَّاموس. 29 أَوَ يَكونُ اللهُ لِلْيَهودِ فَقَط؟ أَوَليسَ ((الله)) للأُمَمِ أَيضًا؟ بَلى، للأُمَمِ أَيضًا، 30 لأَنَّ اللهَ واحِدٌ، وهُو يُبَرِّرُ الخِتانَ بالإِيمانِ، والقَلَفَ بالإِيمان. 31 أَفَنُبْطِلُ إِذَنِ النَّاموسَ بالإِيمان؟ حاشا، بل نُثبِّتُ النَّاموس.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

 1فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟ 2لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ - وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. 3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً». 4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً. 6كَمَا يَقُولُ دَاوُدُ أَيْضاً فِي تَطْوِيبِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَحْسِبُ لَهُ اللهُ بِرّاً بِدُونِ أَعْمَالٍ: 7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. 8طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً». 9أَفَهَذَا التَّطْوِيبُ هُوَ عَلَى الْخِتَانِ فَقَطْ أَمْ عَلَى الْغُرْلَةِ أَيْضاً؟ لأَنَّنَا نَقُولُ إِنَّهُ حُسِبَ لإِبْرَاهِيمَ الإِيمَانُ بِرّاً. 10فَكَيْفَ حُسِبَ؟ أَوَهُوَ فِي الْخِتَانِ أَمْ فِي الْغُرْلَةِ؟ لَيْسَ فِي الْخِتَانِ بَلْ فِي الْغُرْلَةِ! 11وَأَخَذَ عَلاَمَةَ الْخِتَانِ خَتْماً لِبِرِّ الإِيمَانِ الَّذِي كَانَ فِي الْغُرْلَةِ لِيَكُونَ أَباً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ وَهُمْ فِي الْغُرْلَةِ كَيْ يُحْسَبَ لَهُمْ أَيْضاً الْبِرُّ. 12وَأَباً لِلْخِتَانِ لِلَّذِينَ لَيْسُوا مِنَ الْخِتَانِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَسْلُكُونَ فِي خُطُواتِ إِيمَانِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي كَانَ وَهُوَ فِي الْغُرْلَةِ. 13فَإِنَّهُ لَيْسَ بِالنَّامُوسِ كَانَ الْوَعْدُ لإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَكُونَ وَارِثاً لِلْعَالَمِ بَلْ بِبِرِّ الإِيمَانِ. 14لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الَّذِينَ مِنَ النَّامُوسِ هُمْ وَرَثَةً فَقَدْ تَعَطَّلَ الإِيمَانُ وَبَطَلَ الْوَعْدُ! 15لأَنَّ النَّامُوسَ يُنْشِئُ غَضَباً إِذْ حَيْثُ لَيْسَ نَامُوسٌ لَيْسَ أَيْضاً تَعَدٍّ. 16لِهَذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيداً لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا. 17كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَباً لِأُمَمٍ كَثِيرَةٍ». أَمَامَ اللهِ الَّذِي آمَنَ بِهِ الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ. 18فَهُوَ عَلَى خِلاَفِ الرَّجَاءِ آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ لِكَيْ يَصِيرَ أَباً لِأُمَمٍ كَثِيرَةٍ كَمَا قِيلَ: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ». 19وَإِذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفاً فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ - وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتاً إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ - وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ. 20وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِياً مَجْداً لِلَّهِ. 21وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضاً. 22لِذَلِكَ أَيْضاً حُسِبَ لَهُ بِرّاً. 23وَلَكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ 24بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضاً الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ. 25الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.

 

إيمان إبراهيم
4
وماذا نَقولُ في إبراهيمَ أبينا في الجَسَدِ وما جرى لَه؟2فلَو أنَّ اللهَ بَرَّرَهُ لأعمالِهِ لَحَقَّ لَه أنْ يَفتَخِرَ، ولكِنْ لا عِندَ اللهِ.3فالكِتابُ يَقولُ: ((آمَنَ إبراهيمُ بِكلامِ اللهِ، فَبرَّرَهُ لإيمانهِ)). 4مَنْ قامَ بِعَمَلٍ، فأُجرتُهُ حقٌّ لا هِبَةٌ.5أمَّا مَنْ لا يَقومُ بِعَمَلٍ، بَلْ ْ يُؤمِنُ باللهِ الّذي يُبَرِّرُ الخاطئَ، فاللهُ يُبرِّرُهُ لإيمانِه.6وهكذا يَتَرنَّمُ داودُ مادِحًا سَعادَةَ الإنسانِ الّذي يُبَرِّرُهُ اللهُ بِغيرِ الأعمالِ: 7((هنيئًا لِلّذينَ غُفِرتْ ذُنوبُهُم وسُتِرَتْ خَطاياهُم! 8هنيئًا لِمَنْ خَطاياهُ لا يُحاسِبُهُ بِها الرَّبُّ! )) 9فهَلْ تَقتَصِرُ هذِهِ السَّعادةُ على أهلِ الخِتانِ أمْ تَشمَلُ غَيرَهُم مِنَ البشَرِ؟ نَحنُ نَقولُ: إنَّ اللهَ بَرَّرَ إبراهيمَ لإيمانِهِ. 10ولكِنْ متى تَمَّ لَه ذلِكَ؟ أقَبلَ الخِتانِ أم بَعدَه؟ قَبلَ الخِتانِ لا بَعدَهُ. 11ثُمَّ نالَ الخِتانَ علامةً وبُرهاناً على أنَّ اللهَ بَرَّرَهُ لإيمانِهِ قَبلَ خِتانِهِ، فصارَ إبراهيمُ أبًا لِجميعِ الّذينَ يُبرِّرُهمُ اللهُ لإيمانِهِم مِنْ غَيرِ المَختونينَ، 12وأبًا لِلمَختونينَ الّذينَ لا يكتَفونَ بالخِتانِ، بَلْ ْ يَقتَدونَ بأبينا إبراهيمَ في إيمانِهِ قَبلَ أن يَنالَ الخِتانَ.

الإيمان والوعد
13
فالوَعْدُ الّذيوعَدَهُ اللهُ إبراهيمَ ونَسلَهُ بأنْ يَرِثَ العالَمَ لا يَعودُ إلى الشَّريعةِ، بَلْ ْ إلى إيمانِهِ الّذي بَرَّرَهُ. 14فلَوِ اَقتَصَرَ الميراثُ على أهلِ الشَّريعةِ، لكانَ الإيمانُ عبَثًا والوعدُ باطِلاً، 15لأنَّ الشَّريعةتُسَبِّبُ غضَبَ اللهِ، وحَيثُ لا تكونُ الشَّريعةُ لا تكونُ مَعصيةٌ. 16فالميراثُ قائِمٌ على الإيمانِ حتّى يكونَ هِبَةً مِنَ اللهِ ويَبقى الوَعدُ جاريًا على نَسلِ إبراهيمَ كُلِّهِ، لا على أهلِ الشَّريعةِ وحدَهُم، بَلْ ْ على المُؤمنينَ إيمانَ إبراهيمَ أيضًا. وهوَ أبٌ لنا جميعًا، 17كما يَقولُ الكِتابُ: ((جَعَلتُكَ أباً لأُممٍ كثيرةٍ)). وهوَ أبٌ لَنا عِندَ الّذي آمَنَ بِه إبراهيمُ، عِندَ اللهِ الّذي يُحيي الأمواتَ ويَدعو غَيرَ الموجودِ إلى الوُجودِ. 18وآمَنَ إبراهيمُ راجِيًا حيثُ لا رجاءَ، فَصارَ أبًا لأُممٍ كثيرةٍ على ما قالَ الكِتابُ: ((هكذا يكونُ نَسلُكَ)). 19وكانَ إبراهيمُ في نحوِ المئةِ مِنَ العُمرِ، فَما ضَعُفَ إيمانُهُ حينَ رأى أنَّ بدَنَهُ ماتَ وأنَّ رَحِمَ اَمرَأتِهِ سارَةَ ماتَ أيضًا. 20وما شَكَّ في وَعْدِ اللهِ، بَلْ ْ قَوّاهُ إيمانُهُ فمَجَّدَ اللهَ 21واثِقًا بأنَّ اللهَ قادِرٌ على أنْ يَفِيَ بِوَعْدِهِ. 22فلِهذا الإيمانِ بَرَّرَهُ اللهُ. 23وما قَولُ الكِتابِ: ((بَرَّرَهُ اللهُ)) مِنْ أجلِهِ وحدَهُ، 24بَلْ ْ مِنْ أجلِنا أيضًا، نَحنُ الّذينَ نتَبَرَّرُ بإيمانِنا باللهِ الّذيأقامَ ربَّنا يَسوعَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، 25وكانَ أسلَمَهُ إلى الموتِ لِلتَّكْفيرِ عَنْ زَلاّتِنا وأقامَهُ مِنْ أجلِ تَبريرِنا.

 

ج) مثل ابراهيم - إبراهيم المؤمن
4
فماذا نَقولُ في جَدِّنا إِبراهيم؟ ماذا نالَ مِن جِهَةِ الجَسَد؟2فلَو نالَ إِبراهيمُ البِرَّ بِالأَعمال لَكانَ لَه سَبيلٌ إِلى الاِفتِخار بِذلك, ولكِن لَيسَ عِندَ الله.3 فماذا يَقولُ الكِتاب؟ (( إنَّ إِبراهيمَ آمَنَ باللهِ فحُسِبَ لَه ذلِكَ بِرَّاً )) .4فَمن قامَ بِعَمَل, لا تُحسَبُ أُجرَتُه نِعمَةً بل حَقا,5في حِينِ أَنَّ الَّذي لا يَقومُ بِعَمَل, بل يُؤمِنُ بِمَن يُبَرِّرُ الكافِر, فإِيمانُه يُحْسَبُ بِرّاً.6 وهكذا يُشيدُ داوُدُ بِسَعادةِ الإِنسانِ الَّذي يَنسِبُ اللهُ إِليه البِرَّ بِمَعزِلٍ عنِ الأَعمال : 7 (( طُوبى لِلَّذينَ عُفِيَ عن آثامِهم وغُفِرَت لَهم خَطاياهُم ! 8 طُوبى لِلرَّجُلِ الَّذي لا يُحاسِبُه الرَّبُّ بِخَطيئة . )) . 9 أَفهذِه الطُّوبى لِلمَخْتونينَ فَقَط أَم لِلقُلْفِ أَيضاً؟ فإِنَّنا نَقول : إِنَّ الإِيمانَ حُسِبَ لإِبراهيمَ بِرّاً, 10 ولكِن كَيفَ حُسِبَ لهُ؟ أَفي الخِتانِ أَم في القَلَف ؟ لا في الخِتان, بل في القَلَف, 11وقَد تَلَّقى سِمَةَ الخِتان خاتَماً لِلبرِّ الَّذي يأتي من الإِيمانِ وهو أَقْلَف, فأَصبَحَ أَباً لِجَميعِ المُؤمِنينَ الَّذينَ في القَلَف, لِكي يُنسَبَ إِليهِمِ البِرّ, 12 وأَباً لأَهلِ الخِتانِ الَّذينَ لَيسوا مِن أَهلِ الخِتانِ فَحَسْبُ, بل يَقتَفونَ أَيضاً آثارَ الإِيمانِ الَّذي كانَ عَليه أَبونا إِبراهيمُ وهو في القَلَف .13 فالوَعْدُ الَّذي وُعِدَهُ إِبراهيمُ أَو نَسْلُه بِأَن يَرِثَ العالَم لا يَعودُ إِلى الشَّريعة، بل إِلى بِرِّ الإِيمان. 14 فلَو كانَ الوَرَثَةُ أَهْلَ الشَّريعة لأُبَطِلَ الإِيمانُ ونُقِضَ الوَعْد، 15 لأَنَّ الشَّريعةَ تَجلُبُ الغَضَب، وحَيثُ لا تَكونُ شَريعة لا تَكونُ مَعصِيَة 16 ولِذلك فالمِيراثُ يَحصُلُ بِالإِيمان لِيَكونَ عَلى سَبيلِ النِّعمَة ويَبقى الوَعْدُ جاريًا على نَسْلِ إٍِبراهيمَ كُلِّه، لا على مَن يَنتَمونَ إِلى الشَّريعةِ فَحَسْبُ، بل على مَن يَنتَمونَ إِلى إِيمانِ إِبراهيمَ أَيضًا. وهو أَبٌ لَنا جَميعاً، 17 فقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( إِنَّي جَعَلتُكَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَم )). هو أَبٌ لَنا عِندَ الَّذي بِه آمَن، عِندَ اللهِ الَّذي يُحيِي الأَموات ويَدعو إِلى الوُجودِ غَيرَ المَوجود. 18 آمَنَ راجِيًا على غَيرِ رَجاء فأَصبَحَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَمِ على مما قِيل: (( هكذا يَكونُ نَسْلُكَ )) . 19 ولَم يَضعُفْ في إِيمانِه حِينَ رأَى أَنَّ بَدَنَه قد ماتَ (وكانَ قد شارفَ المِائَة) وأَنَّ رَحِمَ سارَةَ قد ماتَت أَيضًا. 20 ففي وعدِ اللهِ لم يَتَرَدَّدْ لِعَدَمِ الإِيمان، بل قَوَّاهُ إِيمانُه فمَجَّدَ اللهَ 21 مُتَيَقنِّاً أَنَّ اللهَ قادِرٌ على إِنجازِ ما وَعَدَ بِه. 22 فلِهذا حُسِبَ لَه ذلِك بِرًّا. 23 ولَيَس مِن أَجْلِه وَحدَه كُتِبَ (( حُسِبَ لَه ))، 24 بل مِن أَجْلِنا أَيضًا نَحنُ الَّذينَ يُحْسَبُ لَنا الإِيمانُ بِرًّا لأَنَّنا نُؤمِنُ بمَن أَقامَ مِن بَينِ الأَمواتِ يسوعَ ربَّنا 25 الَّذي أُسلِمَ إِلى المَوتِ مِن أَجْلِ زَلاَّتِنا وأُقيمَ مِن أََجْلِ بِرِّنا

إبراهيم تبرر بالإِيمان

4

وَالآنَ، مَا قَوْلُنَا فِي إِبْرَاهِيمَ أَبِينَا حَسَبَ الْجَسَدِ؟ مَاذَا وَجَدَ؟ 2فَلَوْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ عَلَى أَسَاسِ الأَعْمَالِ، لَكَانَ مِنْ حَقِّهِ أَنْ يَفْتَخِرَ، وَلَكِنْ لَيْسَ أَمَامَ اللهِ. 3لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ، فَحُسِبَ لَهُ ذَلِكَ بِرّاً». 4إِنَّ الَّذِي يَعْمَلُ، لاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ مِنْ قَبِيلِ النِّعْمَةِ بَلْ مِنْ قَبِيلِ الدَّيْنِ. أَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ 5وَإِنَّمَا يُؤْمِنُ بِمَنْ يُبَرِّرُ الأَثِيمَ، فَإِنَّ إِيمَانَهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً. 6كَمَا يُهَنِّيءُ دَاوُدُ أَيْضاً الإِنْسَانَ الَّذِي يَحْسِبُ لَهُ اللهُ بِرّاً بِمَعْزِلٍ عَنِ الأَعْمَالِ، إِذْ يَقُولُ: 7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. 8طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيئَةً!» 9فَهَلْ هَذِهِ الطُّوبَى لأَهْلِ الْخِتَانِ وَحْدَهُمْ، أَمْ لأَهْلِ عَدَمِ الْخِتَانِ أَيْضاً؟ إِنَّنَا نَقُولُ إِنَّ الإِيمَانَ قَدْ حُسِبَ لإِبْرَاهِيمَ بِرّاً. 10فَفِي أَيَّةِ حَالَةٍ حُسِبَ لَهُ ذَلِكَ؟ أَبَعْدَ الْخِتَانِ أَمْ قَبْلَ الْخِتَانِ؟ 11ثُمَّ تَلَقَّى إِبْرَاهِيمُ عَلاَمَةَ الْخِتَانِ خَتْماً لِلْبِرِّ الْحَاصِلِ بِالإِيمَانِ الَّذِي كَانَ لَهُ وَهُوَ مَازَالَ غَيْرَ مَخْتُونٍ، لِكَيْ يَكُونَ أَباً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ مِنْ غَيْرِ الْمَخْتُونِينَ فَيُحْسَبَ الْبِرُّ لَهُمْ أَيْضاً، 12وَأَباً لِلْمَخْتُونِينَ الَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ وَحَسْبُ بَلِ الَّذِينَ يَسِيرُونَ فِي خُطَى الإِيمَانِ الَّذِي كَانَ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ بَعْدُ غَيْرُ مَخْتُونٍ. 13فَلَيْسَ عَلَى أَسَاسِ الشَّرِيعَةِ كَانَ الْوَعْدُ لإِبْرَاهِيمَ، أَوْ لِنَسْلِهِ، بِأَنْ يَكُونَ وَارِثاً لِلْعَالَمِ، وَإِنَّمَا عَلَى أَسَاسِ الْبِرِّ الَّذِي بِالإِيمَانِ. 14فَلَوْ كَانَ أَهْلُ الشَّرِيعَةِ هُمْ أَصْحَابُ الإِرْثِ، لَصَارَ الإِيمَانُ بِلاَ فَاعِلِيَّةٍ وَنُقِضَ الْوَعْدُ. 15لأَنَّ الشَّرِيعَةَ إِنَّمَا تُنْتِجُ الْغَضَبَ؛ فَلَوْلاَ الشَّرِيعَةُ لَمَا ظَهَرَتِ الْمُخَالَفَةُ. 16لِذَلِكَ، فَإِنَّ الْوَعْدَ هُوَ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ لِيَكُونَ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ، بِقَصْدِ أَنْ يَكُونَ مَضْمُوناً لِلنَّسْلِ كُلِّهِ: لَيْسَ لأَهْلِ الشَّرِيعَةِ وَحْدَهُمْ، بَلْ أَيْضاً لأَهْلِ الإِيمَانِ الَّذِي كَانَ لإِبْرَاهِيمَ. فَإِنَّهُ أَبٌ لَنَا جَمِيعاً، 17كَمَا قَدْ كُتِبَ: «إِنِّي جَعَلْتُكَ أَباً لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ». (إِنَّهُ أَبٌ لَنَا) فِي نَظَرِ اللهِ الَّذِي بِهِ آمَنَ، وَالَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى وَيَسْتَدْعِي إِلَى الْوُجُودِ مَا كَانَ غَيْرَ مَوْجُودٍ. 18إِذْ رَغْمَ انْقِطَاعِ الرَّجَاءِ، فَبِالرَّجَاءِ آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِأَنَّهُ سَيَصِيرُ أَباً لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ، وَفْقاً لِمَا قِيلَ لَهُ: «بِهَذِهِ الْكَثْرَةِ سَيَكُونُ نَسْلُكَ». 19وَلَمْ يَضْعُفْ فِي الإِيمَانِ حِينَ أَدْرَكَ مَوْتَ جَسَدَهِ، لِكَوْنِهِ قَارَبَ سِنَّ الْمِئَةِ، وَمَوْتَ رَحِمَ زَوْجَتِهِ سَارَةَ أَيْضاً؛ 20وَلَمْ يَشُكْ فِي وَعْدِ اللهِ عَنْ عَدَمِ إِيمَانٍ، بَلْ وَجَدَ فِي الإِيمَانِ قُوَّةً، فَأَعْطَى الْمَجْدَ لِلهِ. 21وَإِذِ اقْتَنَعَ تَمَاماً بِأَنَّ مَا وَعَدَهُ اللهُ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ؛ 22فَلِهَذَا أَيْضاً حُسِبَ لَهُ ذلِكَ بِرّاً. 23وَلَكِنَّ مَا قَدْ كُتِبَ مِنْ أَنَّ الْبِرَّ حُسِبَ لَهُ، لَمْ يَكُنْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ، 24بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِنَا، نَحْنُ الَّذِينَ سَيُحْسَبُ ذَلِكَ لَنَا إِذْ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يَسُوعَ رَبَّنَا 25الَّذِي أُسْلِمَ لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا ثُمَّ أُقِيمَ مِنْ أَجْلِ تَبْرِيرِنَا.

 

ابراهيم نفسه تبرر بالايمان
4
لِنَرَ إِذنْ ما قد نالَ إِبراهيمُ، أَبونا بحسَبِ الجَسد. 2 فلو كانَ إِبراهيمُ قد بُرِّرَ بالأَعْمالِ لكانَ لَهُ فَخْرٌ؛ ولكِنْ، لا عندَ الله. 3 إِذْ ماذا يقولُ الكتاب؟ "آمنَ إبراهيمُ باللهِ، فحُسِبَ لهُ ذلكَ بِرًّا". 4 إِنَّ الذي يَعْملُ لا تُحْسَبُ لهُ الأُجْرةُ نِعمةً، بل دَيْنًا. 5 وأَمَّا الذي لا يَعْملُ، بل يُؤْمِنُ بمَنْ يُبرِّرُ الكافِرَ، فإِنَّ إِيمانَهُ يُحْسَبُ لهُ بِرًّا. 6 على هذا النَّحوِ يُعلِنُ داودُ الطُّوبى للإِنسانِ الذي يَحسُبُ لهُ اللهُ بِرًّا من غيرِ أَعْمالٍ، ((قائلاً)): 7 "طوبى للذينَ غُفِرتْ آثامُهم، وسُتِرَتْ خطاياهُم! 8 طوبى للرَّجُلِ الذي لا يحسُبُ الربُّ عليهِ خطيئة!" 9 أَفَلِلْخِتانِ فقَط هذهِ الطوبى، أَم للقَلَفِ أَيضًا؟ فإِنَّا نَقول: "لقد حُسِبَ الإِيمانُ لإِبراهيمَ بِرًّا". 10 ولكِنْ، كيفَ حُسِبَ ((لهُ))؟ أَإِذْ كانَ في الخِتانِ، أَم إِذْ كانَ في القَلَف؟ إِنَّهُ لم يكُنْ بعدُ في الخِتانِ، بل في القَلَف. 11 وقد أَخذَ سِمَةَ الخِتانِ خاتَمًا لِلْبِرِّ بالإٍيمانِ، وهوَ بَعْدُ في القَلَف؛ ليكونَ أبًا لجميعِ الذينَ يُؤْمنونَ وهَمُ في القَلَفِ، فيُحسَبَ البِرُّ لهم أَيضًا؛ 12 وأبًا للخِتانِ، للذينَ لَيْسوا مِنَ الخِتانِ فَقَط، بل يَقْتَفونَ أَيضًا آثارَ الإِيمانِ الذي كانَ لإِبراهيمَ، أَبينا، وهُوَ بعدُ في القَلَف. 13 فإِنَّ المَوعِدَ لإِبراهيمَ ونَسْلِهِ بأَنْ يكونَ وارِثًا للعالَمِ، لم يقُم على النَّاموسِ بل على بِرِّ الإِيمان. 14 لأنَّهُ لو كانَ أَصْحابُ النَّاموسِ هُمُ الوَرَثَةَ، لأُبْطِلَ الإِيمانُ وأُلْغِيَ الموعِد؛ 15 لأَنَّ النَّاموسَ يُنْشِئُ الغَضَب. فإِنَّهُ حيثُ لا يكونُ ناموسٌ لا يكونُ تَعَدٍّ. 16 [فالميراثُ] إِذنْ مِنَ الإِيمانِ لكي يكونَ على سَبيلِ نعمةٍ، حتَّى يكونَ الموعِدُ مُحقَّقًا للذُّريَّةِ كلِّها، لا للَّتي منَ النَّاموسِ فَقَط، بل للَّتي مِن إِيمانِ إِبراهيمَ أَيضًا، الذي هُوَ أَبٌ لنا أَجمعين- 17 على ما هُوَ مكتوب: "إِني جَعَلْتُكَ أَبًا لأُممٍ كثيرةٍ"- [أَبٌ لنا] في نَظرِ اللهِ الذي آمنَ بهِ، والذي يُحيي الأَمواتَ ويَدعوا ما هُوَ غيرُ كائنٍ كأَنَّهُ كائِن. 18 فلَقَد آمنَ على خِلافِ كلِّ رَجاءٍ فصارَ أَبًا لأُممٍ كثيرةٍ، على نحوِ ما قيلَ لَه: "هكذا يكونُ نَسْلُك". 19 لَقدِ اعْتَبَرَ، على غيرِ ضُعْفٍ منهُ في الإِيمانِ، أَنَّ جِسمَهُ قد ماتَ- إِذْ كانَ لهُ نحوُ مئةِ سَنَة- وأَنَّ مُسْتَوْدَعَ سارةَ قد ماتَ أَيضًا؛ 20 و((مَعَ ذلِكَ)) لم يَشُكَّ قطُّ في وَعْدِ اللهِ، بعَدمِ الإيمانِ، بل تقوَّى في الإِيمانِ، مُمجِّدًا اللهَ 21 ومُتَيقِّنًا أَنَّ اللهَ قادرٌ أَنْ يُنْجِزَ ما وَعَدَ بِه. 22 فلذلكَ حُسِبَ لهُ ذلكَ بِرًّا. 23 وليسَ من أَجلِهِ وَحْدَهُ قد كُتِب: "أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ"، 24 بل من أَجلِنا أَيضًا؛ فَإِنَّهُ سيُحْسَبُ لنا، نحنُ المؤْمنينَ بالذي أَقامَ، من بَينِ الأَمواتِ، يسوعَ ربَّنا 25 الذي أُسْلِمَ لأَجلِ زلاَّتِنا، وأُقيمَ لأَجلِ تبريرِنا.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ

 1فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ 2الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ. 3وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً 4وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً 5وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا. 6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.

 

التبرير والخلاص
5
فلمَّا بَرَّرَنا اللهُ بالإيمانِ نَعِمْنا بِسلامٍ معَهُ بِرَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ،2وبِه دَخَلنا بالإيمانِ إلى هذِهِ النِّعمَةِ الّتي نُقيمُ فيها ونَفْتَخِرُ على رَجاءِ المُشاركَةِ في مَجدِ الله،3بَلْ ْ نَحنُ نَفتَخِرُ بِها في الشَّدائدِ لعِلمِنا أنَّ الشِدَّةَ تَلِدُ الصَّبْرَ،4والصَّبْرُ امتِحانٌ لنا، والامتِحانُ يَلِدُ الرَّجاءَ،5ورَجاؤُنا لا يَخيبُ، لأنَّ اللهَ سكَبَ مَحبَّتَهُ في قُلوبِنا بالرُّوحِ القُدُسِ الّذي وهبَهُ لنا.6ولمَّا كُنّا ضُعَفاءَ، ماتَ المَسيحُ مِنْ أجلِ الخاطِئينَ في الوَقتِ الّذي حَدَّدَهُ اللهُ.7وقلَّما يَموتُ أحدٌ مِنْ أجلِ إنسانٍ بارٍّ، أمَّا مِنْ أجلِ إنسانٍ صالحٍ، فرُبَّما جرُؤَ أحدٌ أنْ يموتَ.8ولكنَّ اللهَ بَرهَنَ عَنْ مَحبَّتِهِ لنا بِأنَّ المَسيحَ ماتَ مِنْ أجلِنا ونَحنُ بَعدُ خاطِئونَ.9فكَمْ بالأولى الآنَ بَعدَما تَبَرَّرنا بِدَمِهِ أنْ نَخلُصَ بِه مِنْ غَضَبِ اللهِ. 10وإذا كانَ اللهُ صالَحَنا بِموتِ ابنِهِ ونَحنُ أعداؤُهُ، فكَمْ بالأَولى أنْ نَخلُصَ بِحياتِهِ ونَحنُ مُتَصالِحونَ. 11بَلْ ْ نَحنُ أيضًا نَفتَخِرُ باللهِ، والفَضْلُ لِرَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ الّذي بِه نِلنا الآنَ هذِهِ المُصالَحَةَ.

آدم والمسيح
12
والخَطيئَةُ دَخَلَتْ في العالَمِ بإنسانٍ واحدٍ، وبالخَطيئَةِ دخَلَ الموتُ. وسَرى الموتُ إلى جميعِ البشَرِ لأنَّهُم كُلَّهُم خَطِئوا. 13فالخَطيئَةُ كانَت في العالَمِ قَبلَ شريعةِ موسى، ولكِنْ حيثُ لا شريعةَ لا حِسابَ لِلخَطيئَةِ. 14غَيرَ أنَّ الموتَ سادَ البشَرَ مِنْ أيّامِ آدمَ إلى أيّامِ موسى، حتّى الّذينَ ما خَطِئوا مِثلَ خَطيئَةِ آدمَ. وكانَ آدمُ صُورَةً لِمَنْ سيَجيءُ بَعدَهُ. 15ولكِنَّ هِبَةَ اللهِ غَيرُ خَطيئَةِ آدمَ. فإذا كانَ الموتُ سادَ البشَرَ بِخَطيئَةِ إنسانٍ واحدٍ، فبِالأَولى أنْ تَفيضَ علَيهِم نِعمَةُ اللهِ والعَطِيَّةُ الموهوبَةُ بِنِعمةِ إنسانٍ واحدٍ هوَ يَسوعُ المَسيحُ. 16وهُناكَ فَرقٌ في النَّتيجةِ بَينَ هِبَةِ اللهِ وبَينَ خَطيئَةِ إنسانٍ واحدٍ. فخَطيئَةُ إنسانٍ واحدٍ قادَتِ البشَرَ إلى الهَلاكِ، وأمَّا هِبَةُ اللهِ بَعدَ كثيرٍ مِنَ الخطايا، فقادَتِ البشَرَ إلى البِرِّ. 17فإذا كان الموتُ بِخطيئَةِ إنسانٍ واحدٍ سادَ البشَرَ بِسبَبِ ذلِكَ الإنسانِ الواحدِ، فبِالأَولى أنْ تَسودَ الحياةُ بواحدٍ هوَ يَسوعُ المَسيحُ أولَئِكَ الّذينَ يَنالونَ فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ. 18فكما أنَّ خَطيئَةَ إنسانٍ واحدٍ قادَتِ البشَرَ جميعًا إلى الهَلاكِ، فكذلِكَ بِرُّ إنسانٍ واحدٍ يُبَرِّرُ البشَرَ جميعاً فينالونَ الحياةَ. 19وكما أنَّهُ بِمَعصِيَةِ إنسانٍ واحدٍ صارَ البشَرُ خاطِئينَ، فكذلِكَ بِطاعَةِ إنسانٍ واحدٍ يصيرُ البشَرُ أبرارًا. 20وجاءَتِ الشًّريعةُ فكثُرتِ الخَطيئَةُ، ولكِنْ حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتْ نِعمَةُ اللهِ، 21حتّى إنَّهُ كما سادَتِ الخَطيئَةُ لِلموتِ، تَسودُ النِّعمَةُ الّتي تُبَرِّرُنا بِرَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ لِلحياةِ الأبديَّةِ.

 

2.خلاص الإنسان - حصول الإِنسان على البرّ ومصالحته وخلاصه
5
فلَمَّا بُرِّرْنا بِالإِيمان حَصَلْنا على السَّلامِ مع اللهِ بِرَبِّنا يسوعَ المَسيح،2 وبِه أيضًا بَلَغْنا بِالإِيمانِ إِلى هذِه النِّعمَةِ الَّتي فها نَحنُ قائِمون، وَنَفْتَخِرُ بِالَّرجاءِ لِمَجْدِ الله،3 لا بل نَفتَخِرُ بِشَدائِدِنا نَفْسِها لِعِلمِنا أَنَّ الشِّدَّةَ تَلِدُ الثَّباتَ4 والثَّباتَ يَلِدُ فَضيلةَ الاِختِبار وفَضيلةَ الاِختِبارِ تَلِدُ 5 الرَّجاء والرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه،َ لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا.6 لَمَّا كُنَّا لاَ نَزالُ ضُعَفاء، ماتَ المسيحُ في الوَقْتِ المُحدَّدِ مِن أَجْلِ قَوْمٍ كافِرين،7 ولا يَكادُ يَموتُ أَحَدٌ مِن أَجْلِ امرِئٍ بارّ، ورُبَّما جَرُؤَ أَحَدٌ أَن يَموتَ مِن أَجْلِ امرِئٍ صالِح.8 أَمَّا اللهُ فقَد دَلَّ على مَحبتِّهِ لَنا بِأَنَّ المسيحَ قد ماتَ مِن أَجْلِنا إِذ كُنًَّا خاطِئين. 9 فما أَحرانا اليَوم، وقَد بُرِّرنا بِدَمِه، أَن نَنجُوَ بِه مِنَ الغَضَب! 10فإِن صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ َابِنه ونَحنُ أَعداؤُه، فما أَحرانا أَن نَنجُوَ بِحَياتِه ونَحنُ مُصالَحون! 11لا بَل إِنَّنا نَفتَخِرُ بِالله، بِرَبِّنا يسوعَ المسيحِ الَّذي بِه نِلْنا الآنَ المُصالَحة.

أ) التحرر من الخطيئة والموت والشريعة - آدم ويسوع المسيح
12
فكَما أَنَّ الخَطيئَةَ دَخَلَت في العالَمِ عَن يَدِ إِنسانٍ واحِد، وبِالخَطيئَةِ دَخَلَ المَوت، وهكذا سَرى المَوتُ إِلى جَميعِ النَّاسِ لأَنَّهُم جَميعاً خَطِئوا... 13 فالخَطيئَةُ كانَت في العالَمِ إِلى عَهْدِ الشَّريعة، ومع أَنَّه لا تُحسَبُ خَطيئَةٌ على فاعِلِها إِذا لم تَكُنْ هُناكَ شَريعة، 14فقَد سادَ المَوتُ مِن عَهْدِ آدَمَ إِلى عَهْدِ موسى، سادَ حتَّى الَّذينَ لم يَرتَكِبوا خَطيئَةً تُشبِهُ مَعصِيَةَ آدم، وهو ُصُورةٌ لِلَّذي سيَأتي . 15ولكِن لَيسَتِ الهِبَةُ كَمِثْلِ الزَّلَّة: فإِذا كانَت جَماعَةُ النَّاسِ قد ماتَت بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد، فبِالأَوْلى أَن تَفيضَ على جَماعَةِ النَّاسِ نِعمَةُ اللهِ والعَطاءُ المَمْنوحُ بنِعمَةِ إِنسانٍ واحِد، أَلا وهو يسوعُ المسيح. 16ولَيسَتِ الهِبَةُ كَمِثْلِ ما جَرَّت مِنَ العَواقِبِ خَطيئَةُ إِنسانٍ واحِد. فالحُكْمُ على أَثَرِ خَطيئَةِ إٍنسانٍ واحِد أَفْضى إِلى الإِدانة، والهِبَةُ على أَثرِ زَلاَّتٍ كَثيرةٍ أَفضَت إلى التَّبْرير. 17 فإِذا كانَ المَوتُ بِزَلَّةِ إِنسانٍ واحِد قد سادَ عن يَدِ إِنسانٍ واحِد، فأَحْرى أُولئِكَ الَّذينَ تَلَقَّوا فَيضَ النِّعمَةِ وهِبَةَ البِرِّ أَن يَسودوا بالحَياةِ بيَسوعَ المسيحِ وَحدَه. 18فكَما أَنَّ زَلَّةَ إِنسانٍ واحِدٍ أَفضَت بجَميعِ النَّاسِ إِلى الإِدانة، فكَذلِكَ بِرُّ إِنسانٍ واحِدٍ يَأتِي جَميعَ النَّاسِ بِالتَّبْريرِ الَّذي يَهَبُ الحَياة. 19فكما أَنَّه بِمَعصِيَةِ إِنسانٍ واحِدٍ جُعِلَت جَماعةُ النَّاسِ خاطِئَة، فكَذلِكَ بِطاعةِ واحِدٍ تُجعَلُ جَماعةُ النَّاسِ بارَّة. 20وقَد جاءَتِ الشَّريعةُ لِتَكثُرَ الزَّلَّة، ولكِن حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة، 21 حتّى إِنَّه كما سادَتِ الخَطيئَةُ لِلمَوت، فكذلك تَسودُ النِّعمَةُ بِالبِرِّ في سَبيلِ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسوعَ المسيحِ رَبَّنا.

 

سلام مع الله

5

فَبِمَا أَنَّنَا قَدْ تَبَرَّرْنَا عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ، صِرْنَا فِي سَلاَمٍ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 2وَبِهِ أَيْضاً تَمَّ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نُقِيمُ فِيهَا الآنَ؛ وَنَحْنُ نَفْتَخِرُ بِرَجَائِنَا فِي التَّمَتُّعِ بِمَجْدِ اللهِ. 3لَيْسَ هَذَا فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي وَسَطِ الضِّيقَاتِ، لِعِلْمِنَا أَنَّ الضِّيقَ يُنْتِجُ فِينَا الصَّبْرَ، 4وَالصَّبْرُ يُؤَهِّلُنَا لِلْفَوْزِ فِي الامْتِحَانِ، وَالْفَوْزُ يَبْعَثُ فِينَا الرَّجَاءَ، 5وَالرَّجَاءُ لاَ يُخَيِّبُنَا، لأَنَّ اللهَ أَفَاضَ مَحَبَّتَهُ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي وَهَبَنَا إِيَّاهُ. 6فَإِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ عَاجِزُونَ، مَاتَ الْمَسِيحُ عَنِ الْعُصَاةِ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ. 7إِذْ قَلَّمَا يَمُوتُ أَحَدٌ فِدَى إِنْسَانٍ بَارٍّ، بَلْ قَدْ يَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ يَمُوتَ فِدَى إِنْسَانٍ صَالِحٍ. 8وَلَكِنَّ اللهَ أَثْبَتَ لَنَا مَحَبَّتَهُ، إِذْ وَنَحْنُ مَازِلْنَا خَاطِئِينَ مَاتَ الْمَسِيحُ عِوَضاً عَنَّا. 9وَمَادُمْنَا الآنَ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِدَمِهِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ الآتِي! 10فَإِنْ كُنَّا، وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ، قَدْ تَصَالَحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ! 11وَلَيْسَ هَذَا فَقَطْ، بَلْ إِنَّنَا نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللهِ، بِفَضْلِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي بِهِ نِلْنَا الْمُصَالَحَةَ الآنَ.

 

آدم والمسيح

12وَلِهَذَا، فَكَمَا دَخَلَتِ الْخَطِيئَةُ إِلَى الْعَالَمِ عَلَى يَدِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ، وَبِدُخُولِ الْخَطِيئَةِ دَخَلَ الْمَوْتُ، هَكَذَا جَازَ الْمَوْتُ عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، لأَنَّهُمْ جَمِيعاً أَخْطَأُوا. 13فَإِنَّ الْخَطِيئَةَ كَانَتْ مُنْتَشِرَةً فِي الْعَالَمِ قَبْلَ مَجِيءِ الشَّرِيعَةِ. إِلاَّ أَنَّ الْخَطِيئَةَ مَا كَانَتْ تُسَجَّلُ، لأَنَّ الشَّرِيعَةَ لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً. 14أَمَّا الْمَوْتُ، فَقَدْ مَلَكَ مُنْذُ آدَمَ إِلَى مُوسَى، حَتَّى عَلَى الَّذِينَ لَمْ يَرْتَكِبُوا خَطِيئَةً شَبِيهَةً بِمُخَالَفَةِ آدَمَ، الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلآتِي بَعْدَهُ. 15وَلَكِنَّ مَفْعُولَ الْمَعْصِيَةِ لَيْسَ كَمَفْعُولِ النِّعْمَةِ! فَإِذَا كَانَ الْكَثِيرُونَ بِمَعْصِيَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ قَدْ مَاتُوا، فَكَمْ بِالأَحْرَى فِي الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ تَتَوَافَرُ لِلْكَثِيرِينَ نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ الْمَجَّانِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ. 16ثُمَّ إِنَّ أَثَرَ خَطِيئَةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ لَيْسَ كَأَثَرِ الْهِبَةِ! فَإِنَّ الْحُكْمَ مِنْ جَرَّاءِ مَعْصِيَةٍ وَاحِدَةٍ يُؤَدِّي إِلَى الدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا فِعْلُ النِّعْمَةِ، مِنْ جَرَّاءِ مَعَاصٍ كَثِيرَةٍ، فَيُؤَدِّي إِلَى التَّبْرِيرِ. 17فَمَا دَامَ الْمَوْتُ بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ، قَدْ مَلَكَ بِذَلِكَ الْوَاحِدِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى يَمْلِكُ فِي الْحَيَاةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْوَاحِدِ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ  الْمَجَّانِيَّةَ.

18فَإِذَنْ، كَمَا أَنَّ مَعْصِيَةً وَاحِدَةً جَلَبَتِ الدَّيْنُونَةَ عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ، كَذَلِكَ فَإِنَّ بِرّاً وَاحِداً يَجْلِبُ التَّبْرِيرَ الْمُؤَدِّيَ إِلَى الْحَيَاةِ لِجَمِيعِ الْبَشَرِ. 19فَكَمَا أَنَّهُ بِعِصْيَانِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خَاطِئِينَ، فَكَذلِكَ أَيْضاً بِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.

20وَأَمَّا الشَّرِيعَةُ فَقَدْ أُدْخِلَتْ لِتُظْهِرَ كَثْرَةَ الْمَعْصِيَةِ. وَلَكِنْ، حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيئَةُ، تَتَوَافَرُ النِّعْمَةُ أَكْثَرَ جِدّاً، 21حَتَّى إِنَّهُ كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيئَةُ بِالْمَوْتِ، فَكَذَلِكَ أَيْضاً تَمْلِكُ النِّعْمَةُ عَلَى أَسَاسِ الْبِرِّ  مُؤَدِّيَةً إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.

 

الثمرة الاولى للبر بالايمان: المصالحة مع الله
5
فإِذْ قد بُرِّرنا بالإِيمانِ فنحنُ في سِلْمٍ مَعَ اللهِ بربِّنا يسوعَ المسيح، 2 الذي نِلْنا بهِ أَن ندخُلَ ((بالإِيمانِ)) الى هذه النِّعمةِ التي نحنُ مُقيمونَ فيها، وأَن نَفْتَخِرَ في رَجاءِ مَجْدِ الله. 3 وليسَ هذا فَحَسْبُ، بل نَفْتخِرُ حتَّى في الشَّدائِدِ لِعِلْمِنْا أَنَّ الشِّدَّةَ تُنْشئُ الصَّبْرَ، 4 والصَّبرَ ((يُنْشئُ)) الفضيلَةَ المُختبرَةَ، والفضيلةَ المُختَبرَةَ ((تنشِئُ)) الرَّجاء. 5 والرَّجاءُ لا يُخْزي لأَنَّ محبَّةَ اللهِ قد أُفيضَتْ في قُلوبنا بالرُّوحِ القُدُسِ، الذي أُعْطيناه. 6 أَجَلْ، إِنَّ المسيحَ، ونحنُ بعدُ ضُعفاءُ. قد ماتَ، في الأَوانِ المُعيَّنِ، عنِ الكافرين. 7 ولا يَكادُ أَحدٌ يَموتُ عن بارّ؛ وقد يُقْدِمُ أَحدٌ على المَوْتِ عن صالحِ. 8 وأَمَّا اللهُ فقد بَرهَن على محبَِّتِهِ لنا بأَنَّ المسيحَ قد ماتَ عنَّا ونحنُ بعدُ خطأَة؛ 9 فكَم بالأَحرى، وقد بُرِّرْنا الآن بدمِهِ، نَخلُصُ بهِ مِنَ الغَضَب. 10 فإِنْ كنَّا، ونحنُ أَعداءٌ، قد صُولِحْنا مَعَ اللهِ بموتِ ابْنِهِ، فكم بالأَحرى، ونحنُ مُصَالَحونَ، نَخْلُصُ بحياتِه. 11 وليسَ هذا فَحَسْبُ؛ فإِنَّا أَيضًا نَفْتخِرُ باللهِ بربِّنا يَسوعَ المسيحِ، الذي بهِ نِلْنا الآنَ المُصالَحة. 12 فلذلكَ، كما أَنَّها بإِنسانٍ واحدٍ دَخَلتِ الخطيئةُ الى العالمِ، وبالخطيئِة الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ الى جميعِ النَّاسِ، لأَنَّ جميعَهم قد خَطِئوا... 13 فإِنَّ الخطيئةَ كانَتْ في العالَمِ الى النَّاموس؛ بَيْدَ أَنَّ الخطيئةَ لا تُحْسَبُ إِذا لم يَكُنْ ناموس. 14 أَمَّا الموتُ فقد مَلَكَ مُنْذُ آدمَ الى مُوسى حتَّى على الذينَ لم يَخْطأُوا على مِثالِ تَعَدّي آدمَ. الذي هُوَ رَمْزُ المُزْمِعِ أَنْ يَأْتي... 15 غَيرَ أَنَّ أَمْرَ المَوهِبةِ لَيسَ كأَمْرِ الزَّلَّة. فَلَئِنْ كانَ بِزَلّةِ واحدٍ قد ماتَ الكَثيرونَ فكم بالأَحْرى نِعمَةُ اللهِ ومَوهبتُهُ قد وَفَرتَا لِلكَثيرينَ بِنعمَةِ الإِنْسانِ الواحِدِ، يَسوعَ المَسيح. 16 وليسَ أَمرُ المَوهِبةِ هذِهِ كأَمْرِ ((ما حَدَثَ)) بِزَلَّةِ واحِد: فإِنَّ الحُكمَ، مِن جَرى الزَّلَّةِ الواحِدةِ، لِلدَّينونَة؛ والموهِبَةَ، مِنْ أَجْلِ زَلاَّتٍ كثيرةٍ، للتَّبرير. 17 فَلَئِنْ كانَ المَوتُ بزَلَّةِ واحِدٍ، قد ملَكَ بهذا الواحدِ، فكم بالأَحْرى الذينَ يَنالونَ وُفورَ النِّعمَةِ ومَوْهِبَةَ البرِّ. سَيَمْلِكونَ في الحَياةِ بواحِدٍ، هُوَ يسوعُ المَسيح. 18 فإِذَنْ، كما أَنَّهُ بزلَّةٍ واحدةٍ كانَ القَضاءُ على جَميعِ النَّاسِ، كذلكَ بِبرِّ واحِدٍ، يَكونُ لجميعِ النَّاسِ تَبْريرُ الحياة. 19 لأَنَّهُ كما جُعِلَ الكثيرونَ خَطأَةً بِمَعصِيةِ إِنْسانٍ واحدٍ، كذلكَ بطاعَةِ واحدٍ يُجعَلُ الكَثيرونَ أَبرارًا. 20 لَقد دَخَلَ النَّاموسُ حتَّى تَكثُرَ الزَّلَّة؛ ولكِنْ، حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ طَفَحَتِ النِّعمَةُ، 21 حتَّى إِنَّهُ، كما أَنَّ الخَطيئةَ مَلَكَتْ للمَوتِ، كذلكَ النِّعمَةُ تَملِكُ بالبِرِّ لِلْحَياةِ الأَبَديَّةِ، بِيَسوعَ المَسيحِ، ربِّنا.

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ

 1فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ 2حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ 3أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ 4فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ. 5لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضاً بِقِيَامَتِهِ. 6عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ. 7لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. 8فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. 9عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضاً. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. 10لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا لِلَّهِ. 11كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. 12إِذاً لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ 13وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ لِلَّهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرٍّ لِلَّهِ. 14فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ. 15فَمَاذَا إِذاً؟ أَنُخْطِئُ لأَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ؟ حَاشَا! 16أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي تُقَدِّمُونَ ذَوَاتِكُمْ لَهُ عَبِيداً لِلطَّاعَةِ أَنْتُمْ عَبِيدٌ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ إِمَّا لِلْخَطِيَّةِ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلطَّاعَةِ لِلْبِرِّ؟ 17فَشُكْراً لِلَّهِ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً لِلْخَطِيَّةِ وَلَكِنَّكُمْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صُورَةَ التَّعْلِيمِ الَّتِي تَسَلَّمْتُمُوهَا. 18وَإِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ صِرْتُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ. 19أَتَكَلَّمُ إِنْسَانِيّاً مِنْ أَجْلِ ضُعْفِ جَسَدِكُمْ. لأَنَّهُ كَمَا قَدَّمْتُمْ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيداً لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ لِلإِثْمِ هَكَذَا الآنَ قَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ لِلْقَدَاسَةِ. 20لأَنَّكُمْ لَمَّا كُنْتُمْ عَبِيدَ الْخَطِيَّةِ كُنْتُمْ أَحْرَاراً مِنَ الْبِرِّ. 21فَأَيُّ ثَمَرٍ كَانَ لَكُمْ حِينَئِذٍ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَسْتَحُونَ بِهَا الآنَ؟ لأَنَّ نِهَايَةَ تِلْكَ الأُمُورِ هِيَ الْمَوْتُ. 22وَأَمَّا الآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ الْخَطِيَّةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لِلَّهِ فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ وَالنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. 23لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

 

الموت والحياة مع المسيح
6
فماذا نَقولُ؟ أَنَبقى في الخَطيئَةِ حتّى تَفيضَ نَعمَةُ اللهِ؟2كلاَّ! فنَحنُ الّذينَ مُتنا عَنِ الخَطيئَةِ كيفَ نَحيا فيها بَعدُ؟3ألا تَعلَمونَ أنَّنا حينَ تَعَمَّدْنا لِنَتَّحِدَ بالمسيحِ يَسوعَ تَعَمَّدْنا لنَموتَ معَهُ، 4فدُفِنّـا معَهُ بالمعمودِيَّةِ وشاركْناهُ في موتِهِ، حتّى كما أقامَهُ الآبُ بقُدرَتِهِ المجيدَةِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، نَسْلُكُ نَحنُ أيضًا في حياةٍ جديدَةٍ؟5فإذا كُنّا اَتَّحَدْنا بِه في موتٍ يُشبِهُ مَوتَهُ، فكذلِكَ نَتَّحِدُ بِه في قيامَتِهِ.6ونَحنُ نَعلَمُ أنَّ الإنسانَ القَديمَ فينا صُلِبَ معَ المَسيحِ حتّى يَزولَ سُلطانُ الخَطيئَةِ في جَسَدِنا، فلا نَبقى عَبيدًا لِلخَطيئَةِ،7لأنَّ الّذي ماتَ تَحرَّرَ مِنَ الخَطيئَةِ.8فإذا كُنا مُتْنا معَ المَسيحِ، فنَحنُ نُؤمِنُ بأنَّنا سَنَحيا معَهُ.9ونَعْلَمُ أنَّ المَسيحَ بَعدَما أقامَهُ اللهُ مِنْ بَينِ الأمواتِ لَنْ يَموتَ ثانيةً ولَنْ يكونَ لِلموتِ سُلطانٌ علَيهِ، 10لأنَّهُ بِموتِهِ ماتَ عَنِ الخَطيئَةِ مَرَّةً واحدةً، وفي حياتِهِ يَحيا للهِ. 11فاحسبوا أنتُم أيضًا أنَّكُم أمواتٌ عَنِ الخَطيئَةِ، أحياءٌ للهِ في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا. 12فلا تَدَعُوا الخَطيئَةَ تَسودُ جَسدَكُمُ الفاني فتَنقادوا لِشَهَواتِه، 13ولا تَجعَلوا مِنْ أعضائِكُم سِلاحًا لِلشَّرِّ في سَبيلِ الخَطيئَةِ، بَلْ ْ كونوا للهِ أحياءً قاموا مِنْ بَينِ الأمواتِ، واجعَلوا مِنْ أعضائِكُم سِلاحًا لِلخَيرِ في سَبيلِ اللهِ، 14فلا يكون لِلخَطيئَةِ سُلطانٌ علَيكُم بَعدَ الآنَ. فما أنتُم في حُكْمِ الشَّريعةِ، بَلْ ْ في حُكمِ نِعمَةِ اللهِ.

العمل من أجل البر
15
فماذا، إذًا؟ أنَخطَأُ لأنَّنا في حُكْمِ النِّعمةِ لا في حُكمِ الشَّريعةِ؟ كلاّ! 16ألاَ تَعلَمونَ أنَّكُم إذا جَعَلْتُم أنفُسَكُم لأحَدٍ عبيدًا لِلطَّاعَةِ، صِرتُم عبيدًا لِمَنْ تُطيعونَ: إمَّا لِلخَطيئَةِ الّتي تَقودُ إلى الموتِ، وإمَّا لِلطََّاعَةِ الّتي تَقودُ إلى البِرِّ. 17ولكِنْ شُكرًا للهِ! فمَعَ أنَّكُم كُنتُم عَبيدًا لِلخَطيئَةِ، أطعْتُم بِكُلِّ قلوبِكُم تِلكَ التَّعاليمَ الّتي تسلَّمتُموها، 18فتَحَرَّرتُم مِنَ الخَطيئَةِ وأصبَحتُم عَبيدًا لِلبِرِّ. 19وتَعبـيري هذا بَشَرِيٌّ يُراعي ضُعفَكُمُ البَشَرِيَّ. فكما جَعَلتُم مِنْ أعضائِكُم عَبيدًا لِلدَّنَسِ والشَّرِّ في خِدمَةِ الشَّرِّ، فكذلِكَ اجعَلوا الآنَ مِنْ أعضائِكُم عَبيدًا للبِرِّ في خِدمَةِ القداسَةِ. 20وحينَ كُنتُم عَبيدًا لِلخَطيئَةِ، كُنتُم أحرارًا غَيرَ مُلتَزِمينَ بِما هوَ للبِرِّ. 21فأيُّ ثمَرٍ جَنَيْتُم في ذلِكَ الوَقتِ مِنَ الأعمالِ الّتي تَخجَلونَ مِنها الآنَ، وعاقِبَتُها الموتُ؟ 22أمَّا الآنَ، بَعدَما تَحَرَّرْتُم مِنَ الخَطيئَةِ وصرتُم عَبيدًا للهِ، فأنتُم تَجنُونَ ثمَرَ القَداسَةِ، وعاقِبتُهُ الحياةُ الأبدِيَّةُ، 23لأنَّ أُجرَةَ الخَطيئَةِ هيَ الموتُ، وأمَّا هِبَةُ اللهِ، فَهيَ الحياةُ الأبدِيَّةُ في المسيحِ يَسوعَ ربِّنا.

 

الموت والحياة مع يسوع المسيح
6
فماذا نَقول؟ أَنَتَمادى في الخَطيئَةِ لِتَكثُرَ النِّعمَة؟2 مَعاذَ اللّه! أَمَّا وقَد مُتْنا عنِ الخَطيئَة، فكَيفَ نَحْيا فيها مِن بَعدُ؟3 أَوَتَجهَلونَ أَنَّنا، وقَدِ اَعتَمَدْنا جَميعًا في يسوعَ المسيح، إِنَّما اعتَمَدْنا في مَوتِه4 فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة كما أُقيمَ المَسيحُ مِن بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآب؟5فإِذا اتَّحَدْنا بِه فصِرْنا على مِثالِه في المَوت، فسنَكونُ على مِثالِه في القِيامةِ أَيضًا.6 ونَحنُ نَعلَمُ أَنَّ إِنسانَنا القَديمَ قد صُلِبَ معَه لِيَزولَ هذا البَشَرُ الخاطِئ، فلا نَظَلَّ عَبيدًا لِلخَطيئَة،7 لأَنَّ الَّذي ماتَ تَحرَّرَ مِنَ الخَطيئَة.8 فإِذا كُنَّا قَد مُتْنا مع المسيح، فإِنَّنا نُؤمِنُ بِأًَنَّنا سنَحْيا معَه.9ونَعلَمُ أَنَّ المسيح، بَعدَما أُقيمَ مِن بَينِ الأَموات، لن يَموتَ بعدَ ذلِك ولن يَكونَ لِلمَوتِ علَيه مِن سُلطان،10لأَنَّه بِمَوتِه قد ماتَ عنِ الخَطيئَةِ مَرَّةً واحِدَة، وفي حَياتِه يَحْيا لله. 11 فكَذلِكَ أحسَبوا أَنتُم أَنَّكم أَمواتٌ عنِ الخَطيئَة أَحْياءٌ للهِ في يسوعَ المسيح. 12فلا تَسودَنَّ الخَطيئَةُ جَسَدَكمُ الفاني فتُذعِنوا لِشَهَواتِه، 13 ولا تَجعَلوا مِن أَعضائِكم سِلاحًا لِلظُّلْمِ في سَبيلِ الخَطيئَة، بلِ أجعَلوا أَنفُسَكم في خِدمَةِ الله، على أَنَّكم أَحْياءٌ قاموا مِن بَينِ الأَموات، واجعَلوا مِن أَعضائِكم سِلاحًا لِلْبِرِّ في سَبيلِ الله، 14 فلا يَكونَ لِلخَطيئَةِ مِن سُلطانٍ علَيكم. فَلَستُم في حُكْمِ الشَّريعة، بل في حُكْمَ النِّعمَة.

خدمة البرّ
15
فماذا إِذًا؟ أَنَخطَأُ لأَنَّنا لَسنا في حُكْمِ الشَّريعة، بل في حُكْمِ النِّعمَة؟ مَعاذَ الله! 16 أَلا تَعلَمونَ أَنَّكم، إِذا جَعَلتُم أَنفُسَكم عَبيدًا في خِدمَةِ أَحَدٍ لِتَخضَعوا لَه، صِرتُم عَبيدًا لِمَن تَخضَعون: إِمَّا لِلخَطيئَةِ وعاقِبَتُها المَوت، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ وعاقِبَتُها البِرّ؟ 17 ولكِنِ الشُّكرُ لله! فقد كُنتُم عَبيدًا لِلخَطيئَة ولكِنَّكم أَطَعتُم بِصَميمِ قُلوبِكم أُصولَ التَّعليمِ الَّذي إِلَيه وُكِلتُم. 18وأَصْبَحْتُم، بَعدَما حُرِّرتُم مِنَ الخَطيئَة، عَبيدًا لِلبِرّ. 19وتَعْبيري هذا بَشَرِيٌّ يُراعي ضُعفَ طبَيعَتِكم . فكما جَعَلتُم مِن أَعضائِكم عَبيدًا في خِدمةِ الدَّعارةِ والفِسْقِ وعاقِبَتُهما التَّمرُّدُ على الله، فكَذلِكَ اجعَلوا الآنَ مِنها عَبيدًا في خِدمَةِ البِرِّ الَّذي يَقودُ إِلى القَداسة. 20لَمَّا كُنتُم عَبيدًا لِلخَطيئَة، كُنتُم أَحرارًا مِن جِهَةِ البِرّ، 21 فأَيَّ ثَمَرٍ حَمَلتُم حينَذاك؟ إِنَّكم تَخجَلونَ الآنَ مِن تِلكَ الأُمور لأَنَّ عاقِبَتَها المَوت.22 أَمَّا الآنَ، وقَد أُعتِقتُم مِنَ الخَطيئَة وصِرتُم عَبيدًا لله، فإِنَّكم تَحمِلونَ الثَّمَرَ الَّذي يَقودُ إِلى القَداسة، وعاقِبَتُه الحَياةُ الأَبَدِيَّة، 23 لأَنَّ أُجرَةَ الخَطيئَةِ هي المَوت، وأَمَّا هِبَةُ اللهِ فهي الحَياةُ الأَبَدِيَّةُ في يسوعَ المَسيحِ ربِّنا.

 

الموت مع المسيح والقيامة معه

6

إِذَنْ مَاذَا نَقُولُ؟ أَنَسْتَمِرُّ فِي الْخَطِيئَةِ لِكَيْ تَتَوَافَرَ النِّعْمَةُ؟ 2حَاشَا! فَنَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ 3أَمْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّنَا جَمِيعاً، نَحْنُ الَّذِينَ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، قَدْ تَعَمَّدْنَا اتِّحَاداً بِمَوْتِهِ؟ 4وَبِسَبَبِ ذلِكَ دُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي حَيَاةٍ جَدِيدَةٍ. 5فَمَا دُمْنَا قَدِ اتَّحَدْنَا بِهِ فِي مَا يُشْبِهُ مَوْتَهُ، فَإِنَّنَا سَنَتَّحِدُ بِهِ أَيْضاً فِي قِيَامَتِهِ. 6فَنَحْنُ نَعْلَمُ هَذَا: أَنَّ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ فِينَا قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِكَيْ يُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيئَةِ فَلاَ نَبْقَى عَبِيداً لِلْخَطِيئَةِ فِيمَا بَعْدُ. 7فَإِنَّ مَنْ مَاتَ، قَدْ تَحَرَّرَ مِنَ الْخَطِيئَةِ. 8وَمَادُمْنَا مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ، فَنَحْنُ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ، 9لِكَوْنِنَا عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ الْمَسِيحَ، وَقَدْ أُقِيمَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، لاَ يَمُوتُ مَرَّةً ثَانِيَةً، إِذْ لَيْسَ لِلْمَوْتِ سِيَادَةٌ عَلَيْهِ بَعْدُ. 10لأَنَّهُ بِمَوْتِهِ، قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْخَطِيئَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً؛ وَبِحَيَاتِهِ، يَحْيَا لِلهِ. 11فَكَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً، احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً بِالنِّسْبَةِ لِلْخَطِيئَةِ وَأَحْيَاءً لِلهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.

12إِذَنْ، لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيئَةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ فَتَنْقَادُوا لَهَا فِي شَهَوَاتِهِ. 13وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ لِلْخَطِيئَةِ أَسْلِحَةً لِلإِثْمِ، بَلْ قَدِّمُوا أَنْفُسَكُمْ لِلهِ بِاعْتِبَارِكُمْ أُقِمْتُمْ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ أَحْيَاءً، وَأَعْضَاءَكُمْ لِلهِ أَسْلِحَةً لِلْبِرِّ. 14فَلَنْ يَكُونَ لِلْخَطِيئَةِ سِيَادَةٌ عَلَيْكُمْ، إِذْ لَسْتُمْ خَاضِعِينَ لِلشَّرِيعَةِ بَلْ لِلنِّعْمَةِ.

 

نحن عبيد للذي نطيعه

15فَمَاذَا إِذَنْ؟ أَنُخْطِيءُ لأَنَّنَا لَسْنَا خَاضِعِينَ لِلشَّرِيعَةِ بَلْ لِلنِّعْمَةِ؟ حَاشَا! 16أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ عِنْدَمَا تُقَدِّمُونَ أَنْفُسَكُمْ عَبِيداً لِلطَّاعَةِ، تَكُونُونَ لِلَّذِي تُطِيعُونَهُ عَبِيداً: إِمَّا لِلْخَطِيئَةِ فَإِلَى الْمَوْتِ، وَإِمَّا لِلطَّاعَةِ فَإِلَى الْبِرِّ؟ 17إِنَّمَا الشُّكْرُ لِلهِ، لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ عَبِيداً لِلْخَطِيئَةِ وَلَكِنْ أَطَعْتُمْ مِنَ الْقَلْبِ صِيغَةَ التَّعْلِيمِ الَّذِي وُضِعْتُمْ فِي عُهْدَتِهِ. 18وَالآنَ، إِذْ حُرِّرْتُمْ مِنَ الْخَطِيئَةِ، صِرْتُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ. 19أَتَكَلَّمُ بَشَرِيّاً هُنَا بِسَبَبِ ضَعْفِكُمُ الْبَشَرِيِّ. فَكَمَا قَدَّمْتُمْ سَابِقاً أَعْضَاءَكُمْ عَبِيداً لِلنَّجَاسَةِ وَالإِثْمِ فِي خِدْمَةِ الإِثْمِ، كَذَلِكَ قَدِّمُوا الآنَ أَعْضَاءَكُمْ عَبِيداً لِلْبِرِّ فِي خِدْمَةِ الْقَدَاسَةِ. 20فَإِنَّكُمْ، لَمَّا كُنْتُمْ عَبِيداً لِلْخَطِيئَةِ، كُنْتُمْ أَحْرَاراً مِنَ الْبِرِّ. 21وَلَكِنْ أَيَّ ثَمَرٍ أَنْتَجْتُمْ حِينَذَاكَ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تَخْجَلُونَ بِهَا الآنَ، وَمَا عَاقِبَتُهَا إِلاَّ الْمَوْتَ؟ 22أَمَّا الآنَ، وَقَدْ حُرِّرْتُمْ مِنَ الْخَطِيئَةِ وَصِرْتُمْ عَبِيداً لِلهِ، فَإِنَّ لَكُمْ ثَمَرَكُمْ لِلْقَدَاسَةِ، وَالْعَاقِبَةُ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 23لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيئَةِ هِيَ الْمَوْتُ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

 

الثمرة الثانية: التحرر من عبودية الخطيئة
6
فماذا نَقولُ إِذَنْ؟ أَوَ نَسْتَمِرُّ على الخَطيئةِ لِتَكْثُرَ النِّعمة؟ 2 كلاَّ، وحاشا! فَنحنُ الذينَ مُتْنا لِلخَطيئَةِ كيفَ نَعيشُ بَعدُ فيها؟ 3 أَمْ تَجْهَلونَ أَنَّا، جَميعَ مَنِ اعْتَمَدوا للمسيحِ، قدِ اعْتَمدْنا لِمَوتِه؟ 4 فلَقَد دُفِنَّا إِذَنْ مَعَهُ بالمَعمودِيَّةِ لِلمَوتِ، حتَّى إِنَّا، كما أُقِيمَ المَسيحُ مِنْ بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآبِ. كذلكَ نَسْلُكُ، نَحنُ أَيضًا، في جِدَّةِ الحَياة. 5 لأَنَّا إِذا كُنَّا قد صِرْنا مُتَّحِدينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصيرُ أَيضًا بِشِبهِ قِيامَتهِ؛ 6 عالِمينَ أَنَّ إِنْسانَنا العتيقَ قد صُلِبَ مَعَهُ، لكَيْ يَتلاشى جَسَدُ الخطيئةِ، بِحيثُ لا نُسْتَعْبَدُ بَعدُ للخطيئة؛ 7 لأَنَّ الذي ماتَ قد تَحَرَّرَ مِنَ الخَطيئة. 8 فإِنْ كُنَّا قد مُتْنا مَعَ المَسيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّا سَنَحْيا أَيضًا مَعَه؛ 9 عالِمينَ أَنَّ المَسيحَ، بَعدما أُقيمَ مِنْ بَينِ الأَمواتِ، لا يَموتُ أَيضًا؛ فالموتُ لا يَسودُ عَلَيهِ مِنْ بَعْدُ. 10 فإِنَّهُ بموتِهِ، قد ماتَ لِلخَطيئِةِ الى الأبَد؛ وبِحَياتِهِ، يَحْيا لله. 11 فكذلكَ أَنتُمْ أَيضًا، احْسَبوا أَنْفُسَكُم أَمواتًا للخطيئةِ، أَحْياءً في المَسيحِ يَسوع. 12 فلا تَمْلِكِ الخَطيئةُ إِذَنْ بَعْدُ في جَسدِكُمُ المائِتِ، بحيثُ تَخْضَعونَ لِشهواتِه. 13 لا تَجْعلوا أَعْضاءَكم أَسْلِحةَ إِثْمٍ للخطيئة؛ بَلِ اجْعَلوا أَنْفُسَكم للهِ، كأَحياءٍ عَادوا مِنَ الموتِ، وأعْضاءَكم أَسْلِحَةً بِرٍّ لله. 14 فإِنَّ الخَطيئةَ لَنْ تَسودَكم بعدُ، لأَنَّكم لَسْتُمْ بَعدُ تَحْتَ النَّاموسِ، بل تَحْتَ النِّعمَة. 15 فماذا إِذَنْ! أَوَ نَخْطأُ لأَنَّا لَسنْا بَعْدُ تحتَ النّاموسِ، بل تحتَ النِّعمَة؟ كلاَّ، وحاشا! 16 أَما تَعلَمونَ أَنَّ مَنْ تَجعَلونَ لَهُ أَنْفُسَكُم عَبيدًا للطَّاعَةِ، إِنَّمَا تَكونونَ عَبيدًا لِمَنْ تُطيعون: إِمَّا لِلخطيئَةِ فَلِلْمَوتِ، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ فَلِلْبِرِّ. 17 فالشُّكْرُ للهِ أَنَّكم، بَعدَ إِذْ كُنْتُم عَبيدًا للخطيئةِ، أَطَعْتُم مِنْ قَلبِكم رَسْمَ التَّعْليمِ الذي سُلِّمَ إِلَيكم؛ 18 وبَعدَ إِذْ أُعْتِقْتُمِ مِنَ الخَطيئةِ، صِرْتُم عَبيدًا لِلبرّ. 19- أَتَكَلَّمُ على طَريقَةِ البَشَرِ مِنْ أَجلِ ضُعْفِ جَسَدِكم- فكما أَنَّكم قد جَعَلْتُم أَعْضاءَكم عَبيدًا للنَّجاسَةِ والإِثْمِ، للإِثْمِ، اجْعَلوا الآنَ أَعْضاءَكم عَبيدًا لِلبِرِّ. لِلقَداسَة. 20 عِنْدَما كنتُم عَبيدًا للخَطيئةِ، كنتُم أَحرارًا مِنَ البِرّ. 21 ولكِنْ أَيَّ ثِمارٍ كنتُم تَجْنونَ مِنها آنئذٍ؟... إِنَّكم لَتَخْجلونَ مِنها الآن: لأَنَّ عاقِبَتَها إِنَّما هيَ المَوتُ. 22 وأَمَّا الآنَ، وقد أُعْتِقتُم منَ الخَطيئةِ فَصِرْتُم عَبيدًا لله، فإِنَّكم تَحوزونَ ثَمَرًا للقداسَةِ، والعاقِبةُ حَياةٌ أَبدِيَّة؛ 23 لأَنَّ أُجْرةَ الخَطيئةِ هِيَ المَوتُ، وأَمَّا مَوْهِبةُ الله فالحَياةُ الأبَدِيَّةُ، في المَسيحِ يَسوعَ، رَبَّنا.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

الأَصْحَاحُ السَّابِعُ

 1أَمْ تَجْهَلُونَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ - لأَنِّي أُكَلِّمُ الْعَارِفِينَ بِالنَّامُوسِ - أَنَّ النَّامُوسَ يَسُودُ عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ حَيّاً. 2فَإِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَحْتَ رَجُلٍ هِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ بِالرَّجُلِ الْحَيِّ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَقَدْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَامُوسِ الرَّجُلِ. 3فَإِذاً مَا دَامَ الرَّجُلُ حَيّاً تُدْعَى زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى إِنَّهَا لَيْسَتْ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ. 4إِذاً يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضاً قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ لِكَيْ تَصِيرُوا لِآخَرَ لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ لِلَّهِ. 5لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ. 6وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ. 7فَمَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟ حَاشَا! بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ «لاَ تَشْتَهِ». 8وَلَكِنَّ الْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ أَنْشَأَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ. لأَنْ بِدُونِ النَّامُوسِ الْخَطِيَّةُ مَيِّتَةٌ. 9أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ بِدُونِ النَّامُوسِ عَائِشاً قَبْلاً. وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الْوَصِيَّةُ عَاشَتِ الْخَطِيَّةُ فَمُتُّ أَنَا 10فَوُجِدَتِ الْوَصِيَّةُ الَّتِي لِلْحَيَاةِ هِيَ نَفْسُهَا لِي لِلْمَوْتِ. 11لأَنَّ الْخَطِيَّةَ وَهِيَ مُتَّخِذَةٌ فُرْصَةً بِالْوَصِيَّةِ خَدَعَتْنِي بِهَا وَقَتَلَتْنِي. 12إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ. 13فَهَلْ صَارَ لِي الصَّالِحُ مَوْتاً؟ حَاشَا! بَلِ الْخَطِيَّةُ. لِكَيْ تَظْهَرَ خَطِيَّةً مُنْشِئَةً لِي بِالصَّالِحِ مَوْتاً لِكَيْ تَصِيرَ الْخَطِيَّةُ خَاطِئَةً جِدّاً بِالْوَصِيَّةِ. 14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ. 15لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 16فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 17فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. 20فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 21إِذاً أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي. 22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ 25أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ.

 

التحرّر من الشَّريعة
7
أنتُم لا تَجهَلونَ أيُّها الإخوةُ، وأنا أكَلِّمُ جماعَةً يَعرِفونَ الشَّريعةَ، أنْ لا سُلطَةَ لِلشَّريعةِ على الإنسانِ إلاّ وهوَ حيٌّ.2فالمرأةُ المُتزوِّجَةُ تَربُطُها الشَّريعةُ بالرَّجُلِ ما دامَ حيّاً، فإذا ماتَ تَحَرَّرَتْ مِنْ رِباطِ الشَّريعةِ هذا.3وإنْ صارَتْ إلى رَجُلٍ آخَرَ وزَوجُها حَيٌّ، فَهيَ زانيةٌ. ولكِنْ إذا ماتَ زَوجُها تَحرَّرَتْ مِنَ الشَّريعةِ، فلا تكونُ زانِيةً إنْ صارَت إلى رَجُلٍ آخَرَ.4وهكذا أنتُم أيُّها الإخوةُ، مُتُّمْ عَنِ الشَّريعةِ بِجَسدِ المَسيحِ لتَصيروا إلى آخَرَ، إلى الّذي قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، فتُثمِروا للهِ . 5فحينَ كُنّا نَحيا حياةَ الجسَدِ، كانَتِ الأهْواءُ الشِّرِّيرَةُ الّتي أثارَتْها الشَّريعةُ تَعمَلُ في أعضائِنا لتُثمِرَ لِلموتِ.6ولكنَّنا الآنَ تَحَرَّرْنا مِنَ الشَّريعةِ، لأنَّنا مُتْنا عَمّا كانَ يُقَيِّدُنا، حتّى نَعبُدَ اللهَ في نِظامِ الرُّوحِ الجديدِ، لا في نِظامِ الحَرْفِ القديمِ.

الشَّريعة والخطيئة
7
فماذا نَقولُ؟ أتكونُ الشَّريعةُ خَطيئَةً؟ كلا! ولكنِّي ما عَرَفتُ الخَطيئَةَ إلاَّ بالشَّريعةِ. فلولا قَولُها لي: ((لا تَشْتَهِ! )) لما عرَفْتُ الشَّهوَةَ.8ولكِنَّ الخَطيئَةَ وجَدَتْ في هذِهِ الوصيَّةِ فُرصَةً لتُثيرَ فيَّ كُلَّ شَهوَةٍ، لأنَّ الخَطيئَةَ بِلا شَريعةٍ مَيتةٌ.9كُنتُ أحيا مِنْ قَبلُ بِلا شريعةٍ، فلمَّا جاءَتِ الوصيَّةُ، عاشَتِ الخَطيئَةُ ومُتُّ أنا. 10فإذا بالوصيَّةِ الّتي هيَ لِلحياةِ، قادَتْني أنا إلى الموتِ، 11لأنَّ الخَطيئَةَ اتَّخَذَت مِنَ الوصيَّةِ سَبيلاً، فخَدَعَتْني بِها وقَتَلَتْني. 12الشَّريعةُ ذاتُها، إذًا، مُقَدَّسةٌ، والوَصِيَّةُ، مُقَدَّسَةٌ وعادِلَةٌ وصالِحةٌ. 13فهَلْ صارَ الصّالِحُ سَببًا لِموتي؟ كلاَّ! بَلْ ْ هيَ الخَطيئَةُ تَذَرَّعَتْ بالصّالِحِ فعَمِلَتْ لِمَوتي حتّى تَظهَرَ أنَّها خَطيئَةٌ، وتذَرَّعتْ بالوصيَّةِ حتّى تَبلُغَ أقصى حُدودِ الخَطيئَةِ.

صراع الإنسان بينه وبـين نفسه
14
ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ الشَّريعةَ روحِيَّةٌ، ولكِنِّي بَشَرٌ بِيعَ عَبدًا لِلخَطيئَةِ: 15لا أفهَمُ ما أعمَلُ، لأنَّ ما أُريدُه لا أعمَلُهُ، وما أكرَهُهُ أعمَلُهُ. 16وحينَ أعمَلُ ما لا أُريدُهُ، أوافِقُ الشَّريعةَ على أنَّها حقٌ. 17فلا أكونُ أنا الّذي يعمَلُ ما لا يُريدُهُ، بَلْ ِ الخَطيئَةُ الّتي تَسكُنُ فيَّ، 18لأنِّي أعلَمُ أنَّ الصّلاحَ لا يَسكُنُ فيَّ، أي في جسَدي. فإرادةُ الخَيرِ هِيَ بإِمكاني، وأمَّا عمَلُ الخَيرِ فلا. 19فالخَيرُ الّذي أُريدُهُ لا أعمَلُهُ، والشَّرُّ الّذي لا أُريدُهُ أعمَلُه. 20وإذا كُنتُ أعمَلُ ما لا أُريدُهُ، فما أنا الّذي يَعمَلُه، بَلْ ِ الخَطيئَةُ الّتي تَسكُنُ فيَّ. 21وهكذا أجِدُ أنِّي في حُكْمِ هذِهِ الشَّريعةِ، وهيَ أنِّي أُريدُ أنْ أعمَلَ الخَيرَ ولكِنَّ الشَّرَّ هوَ الّذي بإمكاني. 22وأنا في أعماقِ كِياني أبتَهِجُ بِشريعةِ اللهِ، 23ولكنِّي أشعُرُ بِشريعَةٍ ثانِيَةٍ في أعضائي تُقاوِمُ الشَّريعةَ الّتي يُقِرُّها عَقلي وتَجعَلُني أسيرًا لِشريعةِ الخَطيئَةِ الّتي هِيَ في أعضائي. 24ما أتعسني أنا الإنسانُ! فمَنْ يُنَجِّيني مِنْ جَسَدِ الموتِ هذا؟ 25الحمدُ للهِ بربِنا يَسوعَ المَسيحِ. فأنا بالعَقلِ أخضَعُ لِشريعةِ اللهِ، وبالجسَدِ لِشريعةِ الخَطيئَةِ.

 

المسيحي محرّر من الشريعة
7
أَوَتَجهَلونَ، أَيُّها الإِخوَة، وإِنِّي أُكَلِّمُ قَومًا يَعرِفُونَ الشَّريعة، أَن لا سُلطَةَ لِلشَّريعةِ على الإِنسانِ إِلاَّ وهو حَيّ؟2 فالمرأةُ المُتَزوِّجَةُ تَربِطُها الشَّريعةُ بِالرَّجُلِ ما دامَ حَيًّا، فإذا ماتَ حُلَّت مِنَ الشرَّيعةِ الَّتي تَربِطُها بِزَوجِها.3وإِن صارَت إِلى رَجُلٍ آخَر وزَوجُها حَيّ، عُدَّت زانِية. و إِذا ماتَ الزَّوجُ تَحرَّرَت مِنَ الشَّريعة، فلا تَكونُ زانِيةً إِذا صارَت إِلى رَجُلٍ آخَر.4 وكَذلِك أَنتُم يا إِخوَتي، فقَد أُمِتُّم عنِ الشَّريعةِ بِجَسَدِ المسيح لِتَصيروا إِلى آخَر، إِلى الَّذي أُقيمَ مِن بَينِ الأَموات، لِنُثمِرَ لله،5لأَنَّنا حينَ كُنَّا في حُكْمِ الجَسَد، كانَتِ الأَهواءُ الأَثيمَةُ تَعمَلُ في أَعضائِنا مُتذَرِّعةً بِالشَّريعة، لِكَي نُثمِرَ لِلمَوت .6أَمَّا الآن، وقَد مُتْنا عَمَّا كانَ يأسِرُنا، فقَد حُلِلْنا مِنَ الشَّريعة وأَصبَحْنا نَعمَلُ في نِظامِ الرُّوحِ الجَديد، لا في نِظامِ الحَرْفِ القَديم .

عمل الشريعة
7
فماذا نَقول؟ أَتَكونُ الشرَّيعةُ خَطيئَة؟ مَعاذَ الله! ولكِنِّي لم أَعرِفِ الخَطيئَةَ إِلاّ بِالشرَّيعَة. فلَو لم تَقُلِ الشرَّيعة: لا تَشتَهِ، لَما عَرَفتُ الشَّهوَة.8 وانتَهَزَتِ الخَطيئَةُ الفُرصَةَ فأَورَثَتْني بِالوَصيَّةِ كُلَّ نَوعٍ مِنَ الشَّهَوات، فإِنَّ الخَطيئَةَ بِمَعزِلٍ عن الشَّريعَةِ شيءٌ مَيت.9 كُنتُ أَحْيا مِن قَبْلُ إِذ تَكُنْ شَريعة. فَلَمَّا جاءَتِ الوَصِيَّة، عاشَتِ الخَطيئَةُ ومُتُّ أَنا. 10فإِذا بِالوَصِيَّةِ الَّتي هي سَبيلٌ إِلى الحَياةِ قد صارَت لي سَبيلاً إِلى المَوت، 11ذلِك بِأَنَّ الخَطيئَةَ انتهَزَتِ الفُرصَةَ سَبيلاً فأَغوَتْني بِالوَصِيَّةِ وبِها أَماتَتْني.

الإنسان في حكم الخطيئة
12
الشَّريعةُ إِذًا مُقَدَّسةٌ والوَصِيَّةُ مُقَدَّسةٌ عادِلةٌ صالِحة. 13 فهَل صارَ الصَّالِحُ سَبَبًا لِمَوتي؟ مَعاذَ اللّه! ولكِنَّ الخَطيئَةَ، لِيَظهَرَ أنَّها خَطيئة، أَورَثَتْني المَوتَ، مُتَذَرِّعةً بما هو صالِح، لِتَبلُغَ الخَطيئَةُ أَقْصى حُدودِ الخَطيئَة، مُتَذَرِّعةً بِالوَصِيَّة. 14 نَحنُ نَعلَمُ أَنَّ الشَّريعةَ روحيَّة، ولكِنِّي بَشَرٌ بِيعَ لِيَكونَ لِلخَطيئَة. 15وحقًّا لا أَدْري ما أَفعَل: فالَّذي أُريدُه لا أَفعَلُه، وأَمَّا الَّذي أَكرَهُه فإِيَّاه أَفعَل. 16فإِذا كُنتُ أَفعَلُ ما لا أُريد، فإِنِّي أُوافِقُ الشَّريعةَ على أَنَّها حَسَنة. 17 فلَستُ أَنا الَّذي يَفعَلُ ذلِكَ، بلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنةُ فِيَّ ، 18 لأَنِّي أَعلَمُ أَنَّ الصَّلاحَ لا يَسكُنُ فِيَّ، أَي في جَسَدي. فالرَّغبَةُ في الخَيرِ هي بِاستِطاعَتي، وأَمَّا فِعلُه فلا. 19لأَنَّ الخَيرَ الَّذي أُريدُه لا أَفعَلُه، والشَّرَّ الَّذي لا أُريدُه إِيَّاه أَفعَل. 20 فإِذا كُنتُ أَفعَلُ ما لا أُريد، فلَستُ أَنا أَفعَلُ ذلِك، بلِ الخَطيئَةُ السَّاكِنةُ فِيَّ. 21 فأَنا الَّذي يُريدُ فِعلَ الخَيرِ أَجِدُ هذه الشَّريعة، وَهيَ أَنَّ الشَّرَّ بِاستِطاعَتي، 22وأََنِّي أَطِيبُ نَفْسًا بشَريعةِ اللهِ مِن حَيثُ إَِنيِّ إِنسانٌ باطِن، 23 وَلكِنِّي أَشعُرُ في أَعْضائي بِشَريعةٍ أُخرى تُحارِبُ شَريعةَ عَقْلي وتَجعَلُني أَسيراً لِشَريعةِ الخَطيئَة, تِلكَ الشَّريعةِ الَّتي هي في أَعْضائي. 24 ما أَشْقاني مِن إِنسان ! فَمن يُنقِذُني مِن هَذا الجَسَدِ الَّذي مَصيرُه المَوت؟ 25 الشُّكرُ لله بِيَسوعَ المسيحِ ربنَّا ! فهاءَنَذَا عَبْدٌ بِالعَقْلِ لِشَريعةِ الله وعَبْدٌ بِالجَسَدِ لِشَريعةِ الخَطيئَة .

 

التحرر من الشريعة

7

أَيَخْفَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَأَنَا أُخَاطِبُ أُنَاساً يَعْرِفُونَ قَوَانِينَ الشَّرِيعَةِ أَنَّ لِلشَّرِيعَةِ سِيَادَةً عَلَى الإِنْسَانِ مَادَامَ حَيّاً؟ 2فَالْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ تَرْبِطُهَا الشَّرِيعَةُ بِزَوْجِهَا مَادَامَ حَيّاً. وَلكِنْ، إِنْ مَاتَ الزَّوْجُ، فَالشَّرِيعَةُ تَحُلُّهَا مِنَ الارْتِبَاطِ بِهِ. 3وَلِذَلِكَ، فَمَادَامَ الزَّوْجُ حَيّاً، تُعْتَبَرُ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَ الزَّوْجُ تَتَحَرَّرُ مِنَ الشَّرِيعَةِ، حَتَّى إِنَّهَا لاَ تَكُونُ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ.

4وَهَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً يَاإِخْوَتِي، فَإِنَّكُمْ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ الَّذِي مَاتَ، قَدْ صِرْتُمْ أَمْوَاتاً بِالنِّسْبَةِ لِلشَّرِيعَةِ، لِكَيْ تَصِيرُوا لِآخَرَ، إِلَى الْمَسِيحِ نَفْسِهِ الَّذِي أُقِيمَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ نُثْمِرَ لِلهِ. 5فَعِنْدَمَا كُنَّا فِي الْجَسَدِ، كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الْمُعْلَنَةِ فِي الشَّرِيعَةِ عَامِلَةً فِي أَعْضَائِنَا لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ. 6أَمَّا الآنَ، فَنَحْنُ قَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ الشَّرِيعَةِ، إِذْ مُتْنَا بِالنِِّسْبَةِ لِمَا كَانَ يُقَيِّدُنَا، حَتَّى نَكُونَ عَبِيداً يَخْدِمُونَ وَفْقاً لِلنِّظَامِ الرُّوحِيِّ الْجَدِيدِ، لاَ لِلنِّظَامِ الْحَرْفِيِّ الْعَتِيقِ.

 

بالشريعة عرفت الخطيئة

7إِذَنْ، مَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ الشَّرِيعَةُ خَطِيئَةٌ؟ حَاشَا! وَلكِنِّي مَا عَرَفْتُ الْخَطِيئَةَ إِلاَّ بِالشَّرِيعَةِ. فَمَا كُنْتُ لأَعْرِفَ الشَّهْوَةَ لَوْلاَ قَولُ الشَّرِيعَةِ: «لاَ تَشْتَهِ!» 8وَلَكِنَّ الْخَطِيئَةَ اسْتَغَلَّتْ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ فَأَثَارَتْ فِيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ. فَإِنَّ الْخَطِيئَةَ، لَوْلاَ الشَّرِيعَةُ، مَيِّتَةٌ. 9أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ مِنْ قَبْلُ عَائِشاً بِمَعْزِلٍ عَنِ الشَّرِيعَةِ؛ وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الشَّرِيعَةُ عَاشَتِ الْخَطِيئَةُ، 10فَمُتُّ أَنَا. وَالْوَصِيَّةُ الْهَادِفَةُ إِلَى الْحَيَاةِ، صَارَتْ لِي مُؤَدِّيَةً إِلَى الْمَوْتِ. 11فَإِنَّ الْخَطِيئَةَ، إِذِ اسْتَغَلَّتِ الْوَصِيَّةَ، خَدَعَتْنِي وَقَتَلَتْنِي بِهَا. 12فَالشَّرِيعَةُ إِذَنْ مُقَدَّسَةٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ. 13فَهَلْ صَارَ مَا هُوَ صَالِحٌ مَوْتاً لِي؟ حَاشَا! وَلَكِنَّ الْخَطِيئَةَ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَنَّهَا خَطِيئَةٌ، أَنْتَجَتْ لِيَ الْمَوْتَ بِمَا هُوَ صَالِحٌ، حَتَّى تَصِيرَ الْخَطِيئَةُ خَاطِئَةً جِدّاً بِسَبَبِ الْوَصِيَّةِ.

 

لا يسكن في جسدي صلاح

14فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ الشَّرِيعَةَ رُوحِيَّةٌ؛ وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ بِيعَ عَبْداً لِلْخَطِيئَةِ. 15فَإِنَّ مَا أَفْعَلُهُ لاَ أَمْلِكُ السَّيْطَرَةَ عَلَيْهِ: إِذْ لاَ أُمَارِسُ مَا أُرِيدُهُ، وَإِنَّ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَعْمَلُ. 16فَمَا دُمْتُ أَعْمَلُ مَا لاَ أُرِيدُهُ، فَإِنِّي أُصَادِقُ عَلَى صَوَابِ الشَّرِيعَةِ. 17فَالآنَ، إِذَنْ، لَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ. 18لأَنَّنِي أَعْلَمُ أَنَّهُ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، لاَ يَسْكُنُ الصَّلاَحُ: فَأَنْ أُرِيدَ الصَّلاَحَ ذَلِكَ مُتَوَفِّرٌ لَدَيَّ؛ وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَهُ، فَذَلِكَ لاَ أَسْتَطِيعُهُ. 19فَأَنَا لاَ أَعْمَلُ الصَّلاَحَ الَّذِي أُرِيدُهُ؛ وَإِنَّمَا الشَّرُّ الَّذِي لاَ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أُمَارِسُ. 20وَلكِنْ، إِنْ كَانَ مَا لاَ أُرِيدُهُ أَنَا إِيَّاهُ أَعْمَلُ، فَلَيْسَ بَعْدُ أَنَا مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ، بَلِ الْخَطِيئَةُ الَّتِي تَسْكُنُ فِيَّ. 21إِذَنْ، أَجِدُ نَفْسِي، أَنَا الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ مَا هُوَ صَالِحٌ، خَاضِعاً لِهَذَا النَّامُوسِ: 22أَنَّ لَدَيَّ الشَّرَّ. فَإِنَّنِي، وَفْقاً لِلإِنْسَانِ الْبَاطِنِ فِيَّ، أَبْتَهِجُ بِشَرِيعَةِ اللهِ. 23وَلكِنَّنِي أَرَى فِي أَعْضَائِي نَامُوساً آخَرَ يُحَارِبُ الشَّرِيعَةَ الَّتِي يُرِيدُهَا عَقْلِي، وَيَجْعَلُنِي أَسِيراً لِنَامُوسِ الْخَطِيئَةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24فَيَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ تَعِيسٍ ! مَنْ يُحَرِّرُنِي مِنْ جَسَدِ الْمَوْتِ هَذَا؟ 25أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذَنْ، أَنَا نَفْسِي مِنْ حَيْثُ الْعَقْلِ، أَخْدِمُ شَرِيعَةَ اللهِ عَبْداً لَهَا؛ وَلَكِنَّنِي مِنْ حَيْثُ الْجَسَدِ، أَخْدِمُ نَامُوسَ الْخَطِيئَةِ عَبْداً لَهُ.

الثمرة الثالثة: التحرر من عبودية الناموس
7
وهَل تَجْهَلونَ، أَيُّها الإِخْوة- إِنَّما أُكَلِّمُ الذينَ يَعرِفونَ الشَّرْعَ- أَنَّ النَّاموسَ يَسودُ الإِنْسانَ ما دامَ حَيًّا؟ 2 فإِنَّ المَرأَةَ التي تَحتَ رَجُلٍ، مُرْتَبطةٌ بالنَّاموسِ بِرَجُلِها الحَيّ؛ ولَكِنْ، إِذا ماتَ الرَّجُلُ بَرِئَتْ مِنْ ناموسِ الرَّجُل. 3 ومِنْ ثَمَّ، فإِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ، ورجُلُها في قَيدِ الحَياةِ، فإِنَّها تُدعى زانِية؛ ولكِنْ، إِنْ ماتَ رجُلُها فهيَ حُرَّةٌ مِنَ النَّاموسِ، ولا تَكونُ زانِيَةً إِنْ صارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ. 4 كذلكَ أَنتُم أَيضًا، يا إِخْوَتي، قد أُمِتُّمْ للنَّاموسِ بِجَسَدِ المَسيحِ، لكيما تَصيروا لآخَرَ للَّذي أُقيمَ مِن بَينِ الأَمْواتِ، حَتَّى نُثْمِرَ لله. 5 فإِنَّا حينَ كنَّا في الجَسَدِ، كانَتْ أَهْواءُ الخَطايا، التي ((يَهيجُها)) النَّاموسُ، تَعملُ في أَعْضائِنا حَتَّى تُثمِرَ لِلمَوْت. 6 وأَمَّا الآنَ، فَقَد بَرِئْنا مِنَ النَّاموسِ إِذْ مُتْنا لِما كانَ يَأْسِرُنا، بِحَيثُ ((نَقدِرُ)) أَنْ نَخْدُمَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لا بِعِتقِ الحَرْف. 7 فماذا نَقول؟ أَوَ يَكونُ النَّاموسُ خَطيئة؟ كلاَّ، وحاشا! بَيْدَ أَنِّي ما عَرَفْتُ الخَطيئةَ إِلاَّ بالنَّاموس. فإِنِّي ما كُنتُ عَرفتُ الشَّهْوَةَ، لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّاموس: "لا تَشْتَهِ". 8 فإِذِ اتَّخَذتِ الخَطيئَةُ بالوَصِيَّةِ سَبيلاً، فَعَلَتْ فيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ، لأَنَّ الخَطيئةَ، بِدونِ النَّاموسِ، مَيْتَة. 9 أَجَلْ، لَقد كُنتُ عائِشًا مِن قََبلُ، إِذْ لم يَكُنْ ناموسٌ؛ ولكِنْ، لمَّا جاءَتِ الوَصيَّةُ، عاشَتِ الخَطيئةُ، 10 فَمُتُّ أَنا؛ والوَصيَّةُ التي لي للحياةِ، وُجِدتْ هِي نَفْسُها لِلْمَوْت. 11 لأَنَّ الخَطيئةَ قدِ اتَّخَذَتْ بالوَصيَّةِ سَبيلاً فأَغْوَتْني وقَتَلَتْني بِها. 12 فالنَّاموسُ إِذَنْ مُقَدَّسٌ، والوَصيَّةُ مُقَدَّسةٌ وعادِلةٌ وصَالِحة. 13 فما هُوَ صالِحٌ إِذَنْ صارَ لي مَوْتًا؟- كلاَّ، وحاشا! بَلْ هِيَ الخَطيئةُ، لكَي تَظْهَرَ خَطيئةً، عَمِلَتْ فيَّ بالصَّلاحِ مَوْتًا، حَتَّى تَصيرَ الخَطيئةُ بالوَصيَّةِ خاطِئةً للغاية. 14 نَحنُ نَعْلَمُ أَنَّ النَّاموسَ روحيَ؛ أَمَّا أَنا فَجَسَدِيٌّ، مَبيعٌ ((للخَطيئةَ)) وتحتَ ((سُلطانِ)) الخَطيئَة. 15 إِنّي لا أَفْهَمُ ما أَفْعَل؛ فَما أُريدُهُ لا أَفْعَلُهُ، وما أَكرهُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل. 16 فإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ ما لا أُريدُ فأَنا شاهدٌ للنَّاموسِ بأَنَّهُ حَسَن. 17 ومِنْ ثَمَّ، فَلسْتُ أَنا بَعْدُ مَنْ يَفْعَلُ هذا، بلِ الخطيئةُ السَّاكِنةُ فيَّ. 18 أَجَلْ، إِنَي أَعْلَمُ أَنَّ الصَّلاحَ لا يَسْكُنُ فيَّ، أَيْ في جَسَدي؛ إِذ في وِسْعي أَنْ أُريدَ الخَيرَ، وأَمَّا أَنْ أَفعَلَهُ، فلا؛ 19 لأَنَّ ما أُريدُ منَ الصَّلاحِ لا أَفعَلُهُ، وأَمَّا ما لا أُريدُ مِنَ الشَّرِّ فإِيَّاهُ أَفعَل. 20 فإِنْ كُنْتُ أَفعَلُ ما لا أُريدُ فَلَسْتُ أَنا بَعْدُ مَنْ يَفْعَلُ هذا، بلِ الخطيئَةُ السَّاكِنَةُ فيَّ. 21 فََأَجِدُني إِذَنْ أَمامَ هذا النَّاموس: أُريدُ أَنْ أَفعلَ الخيرَ وإِذا الشَّرُّ حاضِرٌ لَدَيَّ. 22 أَلإِنسانُ الباطِنُ فيَّ يُسَرُّ بناموسِ الله؛ 23 بَيْدَ أَنّي أَرَى في أَعضائي ناموسًا آخَرَ يُحاربُ ناموسَ عَقْلي، ويَأْسِرُني لناموسِ الخَطيئَةِ، الذي في أَعْضائي. 24 يا لي مِنْ إِنسانٍ شَقيّ! مَنْ يُنْقِذُني من جَسَدِ المَوتِ هذا؟... 25 الشُّكرُ لله بيَسوعَ المسيحِ، ربِنّا! فَمِن ثَمَّ إِذَنْ، أَنا بالعَقْلِ عَبْدٌ لناموسِ الله؛ وبالجَسَدِ ((عَبْدٌ)) لناموسِ الخطيئة.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

 

اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ

 1إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. 2لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ. 3لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ 4لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. 5فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ وَلَكِنَّ الَّذِينَ حَسَبَ الرُّوحِ فَبِمَا لِلرُّوحِ. 6لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ وَلَكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. 7لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ يَسْتَطِيعُ. 8فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ. 9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ. 10وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ. 11وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ. 12فَإِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ. 13لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ. 14لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. 15إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!». 16اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. 17فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ. 18فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. 19لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. 20إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ - لَيْسَ طَوْعاً بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا - عَلَى الرَّجَاءِ. 21لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. 22فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ. 23وَلَيْسَ هَكَذَا فَقَطْ بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضاً نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا. 24لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلَكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضاً؟ 25وَلَكِنْ إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَسْنَا نَنْظُرُهُ فَإِنَّنَا نَتَوَقَّعُهُ بِالصَّبْرِ. 26وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. 27وَلَكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ. 28وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. 29لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. 30وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ فَهَؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ فَهَؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضاً. 31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ 33مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ! 34مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ الْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً الَّذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ الَّذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا! 35مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ 36كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». 37وَلَكِنَّنَا فِي هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. 38فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً 39وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

 

حياة الروح
8
فلا حُكْمَ بَعدَ الآنَ على الّذينَ هُمْ في المَسيحِ يَسوعَ،2لأنَّ شريعةَ الرُّوحِ الّذي يَهَبُنا الحياةَ في المسيحِ يَسوعَ حَرَّرَتكَ مِنْ شريعةِ الخَطيئَةِ والموتِ.3وما عَجِزَتْ عَنهُ هذِهِ الشَّريعةُ، لأنَّ الجسَدَ أضعَفَها، حَقَّقَهُ اللهُ حينَ أرسَلَ ابنَهُ في جَسَدٍ يُشبِهُ جَسَدَنا الخاطئَ، كَفَّارَةً لِلخَطيئَةِ، فحُكِمَ على الخَطيئَةِ في الجسَدِ4ليَتِمَّ ما تَتَطَلَّبُهُ مِنّـا أحكامُ الشَّريعةِ، نَحنُ السَّالِكين سَبيلَ الرُّوحِ لا سَبيلَ الجسَدِ.5فالّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الجسَدِ يَهتَمّونَ بِأُمورِ الجسَدِ، والّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الرُّوحِ يَهتَمُّونَ بأُمورِ الرُّوحِ.6والاهتمامُ بالجسَدِ مَوتٌ، وأمَّا الاهتِمامُ بالرُّوحِ فحياةٌ وسلامٌ،7لأنَّ الاهتِمامَ بالجسَدِ تَمَرُّدٌ على اللهِ، فهوَ لا يَخضَعُ لِشريعةِ اللهِ ولا يَقدِرُ أنْ يَخضَعَ لَها.8والّذينَ يَسلُكونَ سَبيلَ الجسَدِ لا يُمكِنُهُم أنْ يُرضوا اللهَ. 9أمَّا أنتُم فلا تَسلُكونَ سَبيلَ الجسَدِ، بَلْ ْ سَبيلَ الرُّوحِ، لأنَّ رُوحَ اللهِ يَسكُنُ فيكُم. ومَنْ لا يكونُ لَه رُوحُ المَسيحِ، فما هوَ مِنَ المَسيحِ. 10وإذا كانَ المَسيحُ فيكُم، وأجسادُكُم ستَموتُ بِسبَبِ الخَطيئَةِ، فالرُّوحُ حياةٌ لكُم لأنَّ اللهَ برَّركُم. 11وإذا كانَ رُوحُ اللهِ الّذيأقامَ يَسوعَ مِنْ بَينِ الأمواتِ يَسكُنُ فيكُم، فالّذي أقامَ يَسوعَ المَسيحَ مِنْ بَينِ الأمواتِ يَبعَثُ الحياةَ في أجسادِكُمُ الفانِيةِ بِرُوحِهِ الّذي يَسكُنُ فيكُم. 12فنَحنُ يا إخوَتي علَينا حَقٌّ واجِبٌ، ولكِنْ لا لِلجسَدِ حتّى نَحيا حَياةَ الجسَدِ. 13فإذا حَييتُم حياةَ الجسَدِ تَموتونَ، وأمَّا إذا أمَتُّم بالرُّوحِ أعمالَ الجسَدِ فسَتَحيونَ. 14والّذينَ يَقودُهُم رُوحُ اللهِ هُمْ جميعًا أبناءُ اللهِ، 15لأنَّ الرُّوحَ الّذي نِلتُموهُ لا يَستَعبِدُكُم ويَرُدُّكُم إلى الخَوفِ، بل يَجعَلُكُم أبناءَ اللهِ وبِه نَصرُخُ إلى اللهِ: ((أيُّها الآبُ أبانا)). 16وهذا الرُّوحُ يَشهَدُ معَ أرواحِنا أنَّنا أبناءُ اللهِ. 17وما دُمنا أبناءَ اللهِ، فنَحنُ الورَثَةُ: ورَثَةُ اللهِ وشُركاءُ المَسيحِ في الميراثِ، نُشارِكُه في آلامِهِ لِنُشارِكَهُ أيضًا في مَجِدِه.

المجد الآتي
18
وأرى أنَّ آلامَنا في هذِهِ الدُّنيا لا تُوازي المَجدَ الّذي سيَظْهَرُ فينا. 19فالخَليقَةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبرِ ظُهورَ أبناءِ اللهِ. 20وما كانَ خُضوعُها لِلباطِلِ بإرادَتِها، بَلْ ْ بإرادةِ الّذي أخضَعَها. ومعَ ذلِكَ بَقِيَ لَها الرَّجاءُ 21أنَّها هِيَ ذاتُها ستَتَحَرَّرُ مِنْ عُبودِيَّةِ الفَسادِ لِتُشارِكَ أبناءَ اللهِ في حُرِّيَّتِهِم ومَجدِهِم. 22فنَحنُ نَعلَمُ أنَّ الخَليقَةَ كُلَّها تَئِنُّ حتّى اليوم مِنْ مِثلِ أوجاعِ الوِلادَةِ. 23وما هيَ وَحدَها، بَلْ نَحنُ الّذينَ لَنا باكورَةُ الرُّوحِ نَئِنُّ في أعماقِ نُفوسِنا مُنتَظرينَ مِنَ اللهِ التَّبَني وافتِداءَ أجسادِنا. 24فَفي الرَّجاءِ كانَ خَلاصُنا. ولكِنَّ الرَّجاءَ المَنظورَ لا يكونُ رَجاءً، وكيفَ يَرجو الإنسانُ ما يَنظُرُه؟ 25أمَّا إذا كُنّا نَرجو ما لا نَنظُرُه، فَبِالصَّبْرِ نَنتَظِرُه. 26ويَجيءُ الرُّوحُ أيضًا لِنَجدَةِ ضُعفِنا. فنَحنُ لا نَعرِفُ كيفَ نُصلِّي كما يَجبُ، ولكِنَّ الرُّوحَ يَشفَعُ لَنا عِندَ اللهِ بأنّاتٍ لا تُوصَفُ. 27واللهُ الّذي يرى ما في القُلوبِ يَعرِفُ ما يُريدُهُ الرُّوحُ، وكيفَ أنَّهُ يَشفَعُ لِلقدِّيسينَ بِما يُوافِقُ مَشيئتَه. 28ونَحنُ نَعلَمُ أنَّ اللهَ يَعمَلُ سويَّةً معَ الّذينَ يُحبُّونَهُ لِخَيرِهِم في كُلِّ شيءٍ، أُولَئِكَ الّذينَ دَعاهُم حسَبَ قَصدِهِ. 29فالّذينَ سبَقَ فاختارَهُم، سبَقَ فعيَّنَهُم ليكونوا على مِثالِ صورَةِ ابنِهِ حتّى يكونَ الابنُ بِكرًا لإخوةٍ كثيرينَ. 30وهَؤلاءِ الّذينَ سبَقَ فعيَّنَهُم، دَعاهُم أيضًا، والّذينَ دَعاهُم برَّرَهُم أيضًا، والّذينَ بَرَّرَهُم مَجَّدَهُم أيضًا.

محبة الله في المسيح يسوع
31
وبَعدَ هذا كُلِّهِ، فماذا نَقولُ؟ إذا كانَ اللهُ مَعَنا، فمَنْ يكونُ علَينا؟ 32اللهُ الّذي ما بَخِلَ بابنِهِ، بَلْ أسلَمَهُ إلى الموتِ مِنْ أجلِنا جميعًا، كيفَ لا يَهَبُ لنا معَهُ كُلَّ شيءٍ؟ 33فمَنْ يتَّهِمُ الّذينَ اَختارَهُمُ اللهُ، واللهُ هوَ الّذي بَرَّرَهُم؟ 34ومَنْ يَقدِرُ أنْ يَحكُمَ علَيهِم؟ والمَسيحُ يَسوعُ هوَ الّذي ماتَ، بل قامَ، وهوَ الّذي عَنْ يَمينِ اللهِ يَشفَعُ لنا. 35فمَنْ يَفصِلُنا عَنْ مَحبَّةِ المَسيحِ؟ أتَفصِلُنا الشِّدَّةُ أمِ الضّيقُ أمِ الاضطهادُ أمِ الجوعُ أمِ العُريُ أمِ الخطرُ أمِ السَّيفُ؟ 36فالكِتابُ يَقولُ: ((مِنْ أجلِكَ نَحنُ نُعاني الموتَ طَوالَ النَّهارِ، ونُحسَبُ كغَنَمِ لِلذَّبحِ)). 37ولكنَّنا في هذِهِ الشَّدائِدِ نَنتَصِرُ كُلَّ الانتِصارِ بالّذي أحَبَّنا. 38وأنا على يَقينٍ أنَّ لا الموتَ ولا الحياةَ، ولا الملائِكَةَ ولا رُؤساءَ الملائِكةِ، ولا الحاضِرَ ولا المُستَقبَلْ َ، 39ولا قِوى الأرضِ ولا قِوى السَّماءِ، ولا شيءَ في الخَليقَةِ كُلِّها يَقدِرُ أنْ يَفصِلَنا عَنْ مَحبَّةِ اللهِ في المَسيحِ يسوعَ ربِّنا.

 

ب) حياة المسيحي في الروح - التحرر بالروح
8
فَلَيس بَعدَ الآنَ مِن حُكْمٍ على الَّذينَ هُم في يسوعَ المسيح,2 ِلأَنَّ شَريعةَ الرُّوحِ الَّذي يَهَبُ الحَياةَ في يسوعَ المسيح قد حَرَّرَتْني مِن شَريعَةِ الخَطيئَةِ والمَوت.3 فالَّذي لم تَستَطِعْهُ الشَّريعة, والجَسَدُ قد أَعيْاها, حَقَّقَه اللهُ بإِرسالِ ابِنه في جَسَدٍ يُشْبِهُ جَسَدنا الخاطِئ, كَفَّارةً لِلخَطِيئَة. فَحَكَمَ على الخَطيئَةِ في الجَسَد4 لِيَتِمَّ فِينا ما تَقتَضيهِ الشَّريعةُ مِنَ البِرّ, نَحنُ الَّذينَ لا يَسلكُونَ سَبيلَ الجَسَد, بل سَبيلَ الرُّوح.5 فالَّذينَ يَحيَونَ بِحَسَبِ الجَسَد يَنزِعونَ إِلى ما هو لِلجَسَد, والَّذينَ يَحيَونَ بِحَسَبِ الرُّوح يَنزِعونَ إِلى ما هو لِلرُّوح.6 فالجَسَدُ يَنزِعُ إِلى المَوت, وأمَّا الرُّوح فَينزِعُ إِلى الحَياةِ والسَّلام.7 ونُزوعُ الجَسَدِ عَداوَةٌ لله, فلا يَخضَعُ لِشَريعةِ الله, بل لا يَستَطيعُ ذلِك.8 والَّذينَ يَحيَونَ في الجَسَد لا يَستَطيعونَ أَن يُرضُوا الله.9 أَمَّا أَنتُم فلَستُم تَحيَونَ في الجَسَد، بل في الرُّوح، لأَنَّ رُوحَ اللهِ حالٌّ فيكُم. ومَن لم يَكُنْ فيه رُوحُ المسيح فما هو مِن خاصَّتِه. 10وإِذا كانَ المسيحُ فيكُم فالجَسَدُ مَيْتٌ بِسَبَبٍ مِنَ الخَطيئَة، ولكِنَّ الرُّوحَ حَياةٌ بسَبَبٍ مِنَ البِرّ. 11 فإِذا كانَ الرُّوحُ الَّذي أَقامَ يسوعَ مِن بَينِ الأَمواتِ حالاًّ فيكُم، فالَّذي أَقامَ يسوعَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات يُحْيي أَيضًا أَجسادَكُمُ الفانِيةَ بِرُوحِه الحالِّ فيكُم. 12فنَحنُ إِذًا أَيُّها الإِخوَةُ علَينا حَقٌّ، ولكِن لا لِلجَسَدِ لِنَحْيا حَياةَ الجَسَد، 13لأَنَّكم إِذا حَيِيتُم حَياةَ الجَسدِ تَموتون، أَمَّا إِذا أَمَتُّم بِالرُّوحِ أَعمالَ الجَسَدِ فسَتَحيَون. 14 إِنَّ الَّذينَ يَنقادونَ لِرُوحِ الله يَكونونَ أَبناءَ اللهِ حَقًّا. 15لم تَتلَقَّوا روحَ عُبودِيَّةٍ لِتَعودوا إِلى الخَوف، بل روحَ تَبَنٍّ بِه نُنادي: أَبًّا، يا أَبَتِ!. 16 وهذا الرُّوحُ نَفْسُه يَشْهَدُ مع أَرواحِنا بِأَنَّنا أَبناءُ الله. 17 فإِذا كُنَّا أَبْناءَ الله فنَحنُ وَرَثة: وَرَثَةُ اللهِ وشُرَكاءُ المسيحِ في المِيراث، لأَنَّنا، إِذا شارَكْناه في آلامِه، نُشارِكُه في مَجْدِه أَيضًا.

المجد الآتي
18
وأَرى أَنَّ آلامَ الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تُعادِلُ المَجدَ الَّذي سيَتَجَلَّى فينا. 19فالخَليقةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبناءِ اللّه. 20فقد أُخضِعَت لِلباطِل، لا طَوْعًا مِنها، بل بِسُلطانِ الَّذي أَخضَعَها، ومع ذلك لم تَقطَعِ الرَّجاء, 21 لأَنَّها هي أَيضاً ستُحَرَّرُ مِن عُبودِيَّةِ الفَسادِ لِتُشاركَ أَبناءَ اللهِ في حُرِّيَّتِهم ومَجْدِهم. 22 فإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ الخَليقةَ جَمْعاءَ تَئِنُّ إِلى اليَومِ مِن آلامِ المَخاض, 23 ولَيسَت وَحْدَها, بل نَحنُ الَّذينَ لَنا باكورةُ الرُّوحِ نَئِنُّ في البَاطِن مُنتظِرينَ التَّبَنِّي, أَيِ افتِداءَ أَجسادِنا, 24 لأَنَّنا في الرَّجاءِ نِلْنا الخَلاص, فإِذا شُوهِدَ ما يُرجى لم يَكُن رَجاء, وما يُشاهِدُه المَرءُ فَكيفَ يَرجوه أَيضاً؟ 25 ولكِن إِذا كُنَّا نَرْجو ما لا نُشاهِدُه فبِالثَّباتِ نَنتَظِرُه. 26 وكَذلِكَ فإِنَّ الرُّوحَ أَيضاً يَأتي لِنَجدَةِ ضُعْفِنا لأَنَّنا لا نُحسِنُ الصَّلاةَ كما يَجب, ولكِنَّ الرُّوحَ نَفسَه يَشفَعُ لَنا بأَنَّاتٍ لا تُوصَف. 27 والَّذي يَختَبِرُ القُلوب يَعلَمُ ما هو نُزوعُ الرُّوح فإِنَّهُ يَشفَعُ لِلقِدِّيسينَ بما يُوافِقُ مَشيئَةَ الله. 28 وإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَ الله, أُولئِكَ الَّذينَ دُعُوا بِسابِقِ تَدْبيرِه. 29 ذلك بأَنَّه عَرَفَهم بِسابِقِ عِلمِه وسَبَقَ أَن قَضى بِأَن يَكونوا على مِثالِ صُورَةِ ابنِه لِيَكونَ هذا بِكْراً لإِخَوةٍ كَثيرين. 30 فالَّذينَ سَبَقَ أَن قَضى لَهم بِذلك دَعاهم أَيضاً, والَّذينَ دَعاهُم بَرَّرَهم أَيضاً والَّذينَ بَرَّرَهم مَجَّدَهُم أَيضاً .

نشيد في محبة الله
31
فماذا نُضيفُ إِلى ذلِك؟ إِذا كانَ اللّهُ معَنا، فمَن يَكونُ علَينا؟ 32 إِنَّ الَّذي لم يَضَنَّ بابْنِه نَفسِه، بل أَسلَمَه إِلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا، كَيفَ لا يَهَبُ لَنا معَه كُلَّ شَيء؟ 33 فمَن يَتَّهِمُ الَّذينَ اختارَهمُ الله؟ اللهُ هوَ الَّذي يُبَرِّر ! 34 ومَنِ الَّذي يُدين؟ المَسيحُ يسوع الَّذي مات، بل قام، وهو الَّذي عن يَمينِ اللهِ والَّذي يَشفعُ لَنا؟. 35فمَن يَفصِلُنا عن مَحبَّةِ المسيح؟ أَشِدَّةٌ أَم ضِيقٌ أَمِ اضْطِهادٌ أَم جُوعٌ أَم عُرْيٌ أَم خَطَرٌ أَم سَيْف؟ 36 فقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( إِنَّنا مِن أَجْلِلكَ نُعاني المَوتَ طَوالَ النَّهار ونُعَدُّ غَنَمًا لِلذَّبْح )). 37 ولكِنَّنا في ذلِكَ كُلِّه فُزْنا فَوزًا مُبيناً، بِالَّذي أَحَبَّنا. 38 وإِنِّي واثِقٌ بِأَنَّه لا مَوتٌ ولا حَياة، ولا مَلائِكَةٌ ولا أَصحابُ رِئاسة، ولا حاضِرٌ ولا مُستَقبَل، ولا قُوَّاتٌ ، 39 ولا عُلُوٌّ ولا عُمْق، ولا خَليقَةٌ أُخْرى، بِوُسعِها أَن تَفصِلَنا عن مَحبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا

 

الحياة بحسب الروح

8

فَالآنَ إِذاً لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيَّةُ دَيْنُونَةٍ بَعْدُ. 2لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ حَرَّرَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيئَةِ وَمِنَ الْمَوْتِ. 3فَإِنَّ مَا عَجَزَتِ الشَّرِيعَةُ عَنْهُ، لِكَوْنِ الْجَسَدِ قَدْ جَعَلَهَا قَاصِرَةً عَنْ تَحْقِيقِهِ، أَتَمَّهُ اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ، مُتَّخِذاً مَا يُشْبِهُ جَسَدَ الْخَطِيئَةِ وَمُكَفِّراً عَنِ الْخَطِيئَةِ فَدَانَ الْخَطِيئَةَ فِي الْجَسَدِ 4حَتَّى يَتِمَّ فِينَا الْبِرُّ الَّذِي تَسْعَى إِلَيْهِ الشَّرِيعَةُ، فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لاَ بِحَسَبِ الْجَسَدِ بَلْ بِحَسَبِ الرُّوحِ. 5فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ الْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ بِأُمُورِ الْجَسَدِ، وَالَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ الرُّوحِ يَهْتَمُّونَ بِأُمُورِ الرُّوحِ. 6فَاهْتِمَامُ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ؛ وَأَمَّا اهْتِمَامُ الرُّوحِ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ. 7لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلهِ، إِذْ إِنَّهُ لاَ يَخْضَعُ لِنَامُوسِ اللهِ، بَلْ لاَ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ. 8فَالَّذِينَ هُمْ تَحْتَ سُلْطَةِ الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ .

9وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَلَسْتُمْ تَحْتَ سُلْطَةِ الْجَسَدِ بَلْ تَحْتَ سُلْطَةِ الرُّوحِ، إِذَا كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِي دَاخِلِكُمْ حَقّاً. وَلكِنْ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ، فَهُوَ لَيْسَ لِلْمَسِيحِ. 10وَإِذَا كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ، فَمَعَ أَنَّ الْجَسَدَ مَائِتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيئَةِ، فَإِنَّ الرُّوحَ حَيَاةٌ لَكُمْ بِسَبَبِ الْبِرِّ. 11وَإِذَا كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يَسْكُنُ فِيكُمْ، فَإِنَّ الَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ سَوْفَ يُحْيِي أَيْضاً أَجْسَادَكُمُ الْفَانِيَةَ بِسَبَبِ رُوحِهِ الَّذِي يَسْكُنُ فِيكُمْ.

12فَلَيْسَ عَلَيْنَا إِذَنْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَيُّ الْتِزَامٍ نَحْوَ الْجَسَدِ لِنَعِيشَ بِحَسَبِ الْجَسَدِ. 13لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ بِحَسَبِ الْجَسَدِ، فَإِنَّكُمْ سَتَمُوتُونَ، وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ، فَسَتَحْيَوْنَ. 14فَإِنَّ جَمِيعَ الْخَاضِعِينَ لِقِيَادَةِ رُوحِ اللهِ، هُمْ أَبْنَاءٌ لِلهِ. 15إِذْ إِنَّكُمْ لَمْ تَنَالُوا رُوحَ عُبُودِيَّةٍ يُعِيدُكُمْ إِلَى الْخَوْفِ، بَلْ نِلْتُمْ رُوحَ بُنُوَّةٍ بِهِ نَصْرُخُ: «أَبَا! أَبَانَا!» 16فَالرُّوحُ نَفْسُهُ يَشْهَدُ مَعَ أَرْوَاحِنَا بِأَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. 17وَمَا دُمْنَا أَوْلاَداً، فَنَحْنُ أَيْضاً وَارِثُونَ؛ وَرَثَةُ اللهِ وَشُرَكَاءُ الْمَسِيحِ فِي الإِرْثِ. وَإِنْ كُنَّا الآنَ نُشَارِكُهُ فِي مُقَاسَاةِ الأَلَمِ، فَلأَنَّنَا سَوْفَ نُشَارِكُهُ أَيْضاً فِي التَّمَتُّعِ بِالْمَجْدِ.

 

المجد الآتي

18فَإِنِّي مُقْتَنِعٌ بِأَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لَيْسَتْ شَيْئاً إِذَا قِيسَتْ بِالْمَجْدِ الآتِي الَّذِي سَيُعْلَنُ فِينَا. 19ذَلِكَ أَنَّ الْخَلِيقَةَ تَتَرَقَّبُ بِلَهْفَةٍ أَنْ يُعْلَنَ أَبْنَاءُ اللهِ، 20لأَنَّ الْخَلِيقَةَ قَدْ أُخْضِعَتْ لِلْبَاطِلِ، لاَ بِاخْتِيَارِهَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا، عَلَى رَجَاءِ أَنْ 21تُحَرَّرَ هِيَ أَيْضاً مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ الْمَجْدِ الَّتِي لأَوْلاَدِ اللهِ. 22فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ الْخَلِيقَةَ كُلَّهَا تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً حَتَّى الآنَ. 23وَلَيْسَ هِيَ وَحْدَهَا، بَلْ أَيْضاً نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا نَئِنُّ فِي قَرَارَةِ نُفُوسِنَا مُتَرَقِّبِينَ إِعْلاَنَ بُنُوَّتِنَا بِافْتِدَاءِ أَجْسَادِنَا. 24فَإِنَّنَا قَدْ خَلَصْنَا، إِنَّمَا بِالرَّجَاءِ؛ وَلَكِنَّ الرَّجَاءَ مَتَى رَأَيْنَاهُ لاَ يَكُونُ رَجَاءً؛ فَمَا يَرَاهُ الإِنْسَانُ لِمَاذَا يَرْجُوهُ بَعْدُ؟ 25وَلكِنْ، إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لاَ نَرَاهُ، فَبِالصَّبْرِ نَتَوَقَّعُهُ. 26وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُمِدُّنَا بِالْعَوْنِ لِنَقْهَرَ ضَعْفَنَا. فَإِنَّنَا لاَ نَعْلَمُ مَا يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ لأَجْلِهِ كَمَا يَلِيقُ، وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يُؤَدِّي الشَّفَاعَةَ عَنَّا بِأَنَّاتٍ تَفُوقُ التَّعْبِيرَ. 27عَلَى أَنَّ فَاحِصَ الْقُلُوبِ يَعْلَمُ قَصْدَ الرُّوحِ، لأَنَّ الرُّوحَ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ بِمَا يُوَافِقُ اللهَ .

28وَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَجْعَلُ جَمِيعَ الأُمُورِ تَعْمَلُ مَعاً لأَجْلِ الْخَيْرِ لِمُحِبِّيهِ، الْمَدْعُوِّينَ بِحَسَبِ قَصْدِهِ. 29لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ، سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ أَيْضاً لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ الْبِكْرَ بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. 30وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهَؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهَؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضاً.

 

من سيفصلنا عن محبة المسيح؟

31فَبَعْدَ هَذَا، مَاذَا نَقُولُ؟ مَادَامَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ يَكُونُ عَلَيْنَا؟ ذَاكَ الَّذِي لَمْ يُمْسِكْ عَنَّا ابْنَهُ، 32بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا جَمِيعاً، كَيْفَ لاَ يَجُودُ عَلَيْنَا مَعَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ أَيْضاً؟ 33وَمَنْ سَيَتَّهِمُ مُخْتَارِي اللهِ؟ إِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ، 34فَمَنْ ذَا يَدِينُ؟ إِنَّهُ الْمَسِيحُ يَسُوعُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالأَحْرَى قَامَ، وَهُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللهِ، وَهُوَ يَشْفَعُ فِينَا أَيْضاً. 35فَمَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ لَنَا؟ هَلِ الشِّدَّةُ أَمِ الضِّيقُ أَمِ الاِضْطِهَادُ أَمِ الْجُوعُ أَمِ الْعُرْيُ أَمِ الْخَطَرُ أَمِ السَّيْفُ؟ 36بَلْ كَمَا قَدْ كُتِبَ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُعَانِي الْمَوْتَ طُولَ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا كَأَنَّنَا غَنَمٌ لِلذَّبْحِ!» 37وَلكِنَّنَا، فِي جَمِيعِ هَذِهِ الأُمُورِ، نُحْرِزُ مَا يَفُوقُ الانْتِصَارَ عَلَى يَدِ مَنْ أَحَبَّنَا. 38فَإِنِّي لَعَلَى يَقِينٍ بِأَنَّهُ لاَ الْمَوْتُ وَلاَ الْحَيَاةُ، وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ وَلاَ الرِّيَاسَاتُ، وَلاَ الأُمُورُ الْحَاضِرَةُ وَلاَ الآتِيَةُ، وَلاَ الْقُوَّاتُ، 39وَلاَ الأَعَالِي وَلاَ الأَعْمَاقُ، وَلاَ خَلِيقَةٌ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.

 

الثمرة الرابعة: الحياة الفائقة الطبيعة
8
فلَيْسَ إِذَنْ بَعدُ مِن قضاءٍ على الذينَ في المسيحِ يسوعَ ((...))؛ 2 لأَنَّ ناموسَ روحِ الحياةِ في المسيحِ يسوعَ قَد أَعْتَقَكَ مِن ناموسِ الخطيئةِ والموت. 3 إِنَّ ما لم يَسْتَطِعْهُ النَّاموسُ لِعَجْزِهِ بسَبَبِ الجَسدَِ، قد ((أَنْجَزَهُ)) اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابنَهُ، مِنْ أَجلِ الخطيئةِ، في شِبْهِ جَسَدِ الخطيئةِ، فقَضى على الخطيئةِ في الجَسَدِ، 4 لكي يَتِمَّ بِرُّ النَّاموسِ فينا، نَحنُ السَّالِكينَ لا بحسَبِ الجَسَدِ بل بحسَبِ الرُّوح. 5 إِنَّ الذينَ هم بحسَبِ الجسَدِ يَنْزِعونَ إِلى ما للجَسَدِ، والذينَ هم بحسَبِ الرُّوحِ إِلى ما للرُّوح. 6 والحالُ أَنَّ نَزَعاتِ الجسَدِ موتٌ، ونَزَعاتِ الرُّوحِ حياةٌ وسَلام. 7 ومن ثَمَّ، فنَزَعاتُ الجسَدِ عَداوَةٌ لله؛ إِنَّها لا تَخضَعُ لناموسِ اللهِ، بل لا تَسْتَطيعُ ذلك. 8 فالذينَ هم في الجسَدِ لا يَسْتطيعونَ إِذَنْ أَنْ يُرْضوا الله. 9 أَمَّا أَنْتم فلَسْتم في الجسَدِ، بل في الرُّوحِ، إِنْ كانَ روحُ اللهِ ساكنًا فيكُم. مَنْ ليسَ فيهِ روحُ المسيحِ فهوَ ليسَ لَهُ. 10 ولكِنْ، إِنْ كانَ المسيحُ فيكم، فالجسدُ ميّتٌ بسببِ الخطيئةِ، أَمَّا الرُّوحُ فحياةٌ لأَجلِ البِّرِ. 11 وإِنْ كانَ روحُ الذي أَقامَ يَسوعَ من بَينِ الأَمواتِ ساكنًا فيكم، فالذي أَقامَ المسيحَ يَسوعَ من بَينِ الأَمْواتِ يُحْيي أَيْضًا أَجسادَكم المائتةَ، بروحهِ السَّاكنِ فيكم. 12 فََنَحْنُ إذنْ، أَيُّها الإِخْوة، لا فَضْلَ عَلَينا لِلجَسَد حتَّى نَعيشَ بحسَبِ الجَسَدِ، 13 لأَنَّكم إِنْ عِشْتُمْ بحسَبِ الجسدِ فستَموتون؛ وأَمَّا إِنْ أََمَتُّمْ بالرُّوحِ أَعمالَ الجسدِ فسَتَحْيَون. 14 فإِنَّ جميعَ الذينَ يَقتادُهم روحُ الله هُم أَبناءُ الله. 15 والحالُ أَنَّكم لم تَأْخُذوا روحَ العبوديَّةِ [فيعودَ] بكم الى المخافة؛ بلْ أَخَذْتُم روحَ التبنّي الذي بهِ نَدْعو: أََبَّا! أََيُّها الآب! 16 فهذا الرُّوحُ عَيْنُهُ يَشْهَدُ مَعَ روحِنا بأَنَّا أََولادُ الله. 17 أََولادٌ، فإِذَنْ وَرَثَةٌ أَيضًا؛ وَرَثَةُ اللهِ، وَوارِثونَ مَعَ المسيحِ، إِنْ كنَّا نتأَلَّمُ مَعَهُ لكَي نتمجَّدَ أيضًا مَعَه. 18 وإِني لأَحْسَبُ أَنَّ آلامَ هذا الدَّهْرِ الحاضِرِ لا يُمكِنُ أَنْ تُقَابَلَ بالمَجدِ المُزْمِعِ أَنْ يَتجلَّى لنا. 19 لذلِك تَتوَّقعُ البَريَّةُ، مُتَرَقِّبةً، تجلِّيَ أَبناءِ الله؛ 20 لأَنَّ البَرِيَّةَ قد أُخْضِعَتْ للباطِلِ- لا عَن رِضًى، بَلْ بسُلطانِ الذي أَخْضَعَها - إِنَّما على رجاءِ 21 أَنَّ البَرِيَّةَ سَتُعْتَقُ، هيَ أََيْضًَا، من عبوديَّةِ الفسادِ الى حُرِيَّةِ مَجْدِ أَبناءِ الله: 22 فنحنُ نَعْلَمُ أَنَّ الخليقةَ كلَّها معًا تئِنُّ حتَّى الآنَ وتَتَمخَّض. 23 وليسَ هيَ فَقَط؛ بل نحنُ أَيضًا، الذينَ لَهم باكورةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَيضًا نَئِنُّ في أَنْفُسِنَا، مُنْتَظرينَ التبنّيَ، افتداءَ أَجسادِنا. 24 لأَنَّا بالرَّجاءِ خُلِّصْنا؛ على أََنَّ رجاءَ ما يُشاهَدُ لَيْسَ برجاء؛ لأَنَّ ما يشاهِدُهُ المَرْءُ كيفَ يَرْجوهُ أَيضًا؟ 25 ولكن، إِنْ كُنَّا نَرْجُو ما لا نشاهِدُ، فبالصَّبْر نَنْتظرُه. 26 وكذلكَ الرُّوحُ أَيضًا يَعْضُدُ ضُعْفَنا؛ لأَنَّا لا نَعْرفُ كيفَ نُصلِّي كما يَنْبغي؛ لكنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فينا بأَنَّاتٍ تفوقُ الوَصْفَ، 27 والذي يَفحصُ القلوبَ يَعْلَمُ ما ابْتِغاءُ الرُّوح؛ لأَنَّهُ بحسبِ اللهِ يَشْفَعُ في القِدِّيسين. 28 ونحنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ في كلِّ شَيءٍ يَسْعى لِخَيْرِ الذين يُحِبُّونَهُ، المَدعُوِّينَ بحسَبِ قَصْدِه؛ 29 لأَنَّ الذين سَبقَ فعَرفَهم، سَبَقَ أََيضًا فحدَّدَ أنْ يكونوا مُشابهينَ لِصورةِ ابْنِهِ، فيكونَ هكذا بِكْرًا ما بَينَ إِخْوَةٍ كثيرين. 30 فالذينَ سَبَقَ فحدَّدَهم، إِيَّاهم دَعا أََيضًا؛ والذينَ دعاهم، إِيَّاهم بَرَّرَ أَيضًا؛ والذينَ برَّرَهم، إِيَّاهم مَجَّدَ أََيضًا.

ثبات الرجاء المسيحي
31
وماذا نَزيدُ عن ذلك؟ إذا كانَ اللهُ لَنَا فمَنْ عَلينا؟ 32 هوَ الذي لَمْ يُشْفِقْ على ابنِهِ الخاصِّ، بل أسْلَمَهُ عنَّا جميعًا، كيفَ لا يهَبُنا أَيضًا مَعَهُ كلَّ شيء. 33 مَنْ يَشْكو مُخْتاري اللهِ؟ اللهُ الذي يُبرِّرُهم! 34 مَنْ يَقْضي عَليهم؟ أَلمسيحُ الذي ماتَ، بل بالحريِّ قامَ، وهوَ عَن يَمينِ اللهِ، وهوَ يَشْفَعُ فينا! 35 فَمَنْ يَفْصِلُنا عن محبَّةِ المسيح؟ أَلشِدَّةُ؟ أَم الضِّيقُ؟ أَمِ الاضْطهادُ؟ أَمِ الجوعُ؟ أَمِ العُرْيُ؟ أَمِ الخَطَرُ؟ أمِ السَّيْفُ؟ 36 على ما هو مكتوبٌ: "إِنَّا من أَجْلِكَ نُماتُ النَّهارَ كُلَّهُ؛ قَدْ حُسِبْنا مِثْلَ غَنَمٍ للذَّبْحِ". 37 غيرَ أَنَّا في هذِهِ كلِّها نَغْلِبُ بالذي أحبَّنا. 38 فإِنِّي لَواثِقٌ بأَنَّهُ لا موتَ ولا حياةَ، لا ملائكةَ ولا رِئاسات، لا حاضِرَ ولا مُستَقْبَلَ ولا قُوُّات، 39 لا عُلْوَ ولا عُمْقَ، ولا خَليقةَ أُخرى أَيَّةً كانَتْ، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنا عن محبَّةِِ اللهِ التي في المسيحِ يسوعَ، ربِّنا.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ

 1أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ لاَ أَكْذِبُ وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: 2إِنَّ لِي حُزْناً عَظِيماً وَوَجَعاً فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ! 3فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ 4الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالِاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ 5وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً مُبَارَكاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 6وَلَكِنْ لَيْسَ هَكَذَا حَتَّى إِنَّ كَلِمَةَ اللهِ قَدْ سَقَطَتْ. لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ 7وَلاَ لأَنَّهُمْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ جَمِيعاً أَوْلاَدٌ. بَلْ «بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ». 8أَيْ لَيْسَ أَوْلاَدُ الْجَسَدِ هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ بَلْ أَوْلاَدُ الْمَوْعِدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً. 9لأَنَّ كَلِمَةَ الْمَوْعِدِ هِيَ هَذِهِ: «أَنَا آتِي نَحْوَ هَذَا الْوَقْتِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ». 10وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ رِفْقَةُ أَيْضاً وَهِيَ حُبْلَى مِنْ وَاحِدٍ وَهُوَ إِسْحَاقُ أَبُونَا - 11لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ وَلاَ فَعَلاَ خَيْراً أَوْ شَرّاً لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الِاخْتِيَارِ لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو 12قِيلَ لَهَا: «إِنَّ الْكَبِيرَ يُسْتَعْبَدُ لِلصَّغِيرِ». 13كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ». 14فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! 15لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ». 16فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ. 17لأَنَّهُ يَقُولُ الْكِتَابُ لِفِرْعَوْنَ: «إِنِّي لِهَذَا بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ لِكَيْ أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتِي وَلِكَيْ يُنَادَى بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ». 18فَإِذاً هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ. 19فَسَتَقُولُ لِي: «لِمَاذَا يَلُومُ بَعْدُ لأَنْ مَنْ يُقَاوِمُ مَشِيئَتَهُ؟» 20بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ؟ أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا: «لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هَكَذَا؟» 21أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ؟ 22فَمَاذَا إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ - 23وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ 24الَّتِي أَيْضاً دَعَانَا نَحْنُ إِيَّاهَا لَيْسَ مِنَ الْيَهُودِ فَقَطْ بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضاً. 25كَمَا يَقُولُ فِي هُوشَعَ أَيْضاً: «سَأَدْعُو الَّذِي لَيْسَ شَعْبِي شَعْبِي وَالَّتِي لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً مَحْبُوبَةً. 26وَيَكُونُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فِيهِ لَسْتُمْ شَعْبِي أَنَّهُ هُنَاكَ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ الْحَيِّ». 27وَإِشَعْيَاءُ يَصْرُخُ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ: «وَإِنْ كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ فَالْبَقِيَّةُ سَتَخْلُصُ. 28لأَنَّهُ مُتَمِّمُ أَمْرٍ وَقَاضٍ بِالْبِرِّ. لأَنَّ الرَّبَّ يَصْنَعُ أَمْراً مَقْضِيّاً بِهِ عَلَى الأَرْضِ». 29وَكَمَا سَبَقَ إِشَعْيَاءُ فَقَالَ: «لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَبْقَى لَنَا نَسْلاً لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ». 30فَمَاذَا نَقُولُ؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوْا فِي أَثَرِ الْبِرِّ أَدْرَكُوا الْبِرَّ - الْبِرَّ الَّذِي بِالإِيمَانِ. 31وَلَكِنَّ إِسْرَائِيلَ وَهُوَ يَسْعَى فِي أَثَرِ نَامُوسِ الْبِرِّ لَمْ يُدْرِكْ نَامُوسَ الْبِرِّ! 32لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ لَيْسَ بِالإِيمَانِ بَلْ كَأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. فَإِنَّهُمُ اصْطَدَمُوا بِحَجَرِ الصَّدْمَةِ 33كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «هَا أَنَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى».

 

الله ومختاروه
9
أقولُ الحقَّ في المَسيحِ ولا أكذِبُ. فضَميري شاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُسِ2أنِّي حَزينِ جدّاً وفي قلبـي ألَمٌ لا يَنقَطِعُ،3وأنِّي أتمَنّى لَو كُنتُ أنا ذاتي مَحرومًا ومُنفصِلاً عَنِ المَسيحِ في سَبيلِ إخوَتي بَني قَومي في الجسَدِ.4هُمْ بَنو إِسرائيلَ الّذينَ جَعَلَهُمُ اللهُ أبناءَهُ، ولهُمُ المَجدُ والعُهودُ والشَّريعةُ والعِبادَةُ والوُعودُ،5ومِنهُم كانَ الآباءُ وجاءَ المَسيحُ في الجسَدِ، وهوَ الكائِنُ على كُلِّ شيءٍ إلهًا مُباركًا إلى الأبَدِ. آمين. 6ولا أقولُ إنَّ وَعدَ الله خابَ. فما كُلُّ بَني إِسرائيلَ هُمْ إِسرائيلُ،7ولا كُلُّ الّذينَ مِنْ نَسلِ إبراهيمَ هُمْ أبناءُ إبراهيمَ. قالَ اللهُ لإبراهيمَ: ((بإسحقَ يكونُ لكَ نَسلٌ)).8فما أبناءُ الجسَدِ هُم أبناءُ اللهِ، بَلْ ْ أبناءُ الوَعدِ هُمُ الّذينَ يَحسُبُهُمُ اللهُ نَسلَ إبراهيمَ.9فكلامُ الوَعدِ هوَ هذا: ((سأعودُ في مِثلِ هذا الوَقتِ، ويكونُ لِسارَةَ ابنٌ)). 10وما هذا كُلُّ شيءٍ، بَلْ ْ إنَّ رفقَةَ حَبِلَتْ مِنْ رَجُلٍ واحدٍ، مِنْ أبينا إسحقَ، 11وقَبلَ أنْ يولَدَ الصَّبيّانِ ويَعمَلا خَيرًا أو شَرّاً، ولِيَتِمَّ ما اختارَهُ اللهُ بِتَدبـيرِهِ القائِمِ على دَعوَتِهِ لا على الأعمالِ، 12قالَ اللهُ لِرفقَةَ: ((الأكبَرُ يَستعبدُهُ الأصغَرُ))، 13على ما ورَدَ في الكِتابِ:((أحبَبتُ يَعقوبَ وأبغَضتُ عِيسو)). 14فماذا نَقولُ؟ أيكونُ عِندَ اللهِ ظُلمٌ؟ كلاّ! 15قالَ اللهُ لِموسى: ((أرحَمُ مَنْ أرحَمُ، وأُشفِقُ على مَنْ أُشفِقُ)). 16فالأمرُ لا يَعودُ إلى إرادةِ الإنسانِ ولا إلى سَعيِهِ، بَلْ ْ إلى رَحمَةِ اللهِ وحدَها. 17ففي الكِتابِ قالَ اللهُ لِفرعونَ: ((رفَعتُكَ لأُظهِرَ فيكَ قُدرَتي ويَدعوَ النّاسُ باسمي في الأرضِ كُلِّها)). 18فهوَ إذًا يَرحَمُ مَنْ يَشاءُ ويُقسّي قَلبَ مَنْ يَشاءُ.

غضب الله ورحمته
19
ويَقولُ لي أحدُكُم: ((فلِماذا يَلومُنا اللهُ؟ مَنْ يَقدِرُ أنْ يُقاوِمَ مَشيئَتَه؟)) 20فأُجيبُ: مَنْ أنتَ أيُّها الإنسانُ حتّى تَعتَرِضَ على اللهِ؟ أيقولُ المَصنوعُ لِلصَّانِعِ: لِماذا صَنعتَني هكذا؟ 21أمَا يَحِقُّ لِلخَزّافِ أنْ يَستَعْمِلَ طِينَهُ كما يَشاءُ، فيَصنَع مِنْ جَبلَةِ الطّينِ نَفسِها إناءً لاسِتعمالٍ شَريفٍ، وإناءً آخرَ لاَسِتعمالٍ دَنيءٍ. 22وكذلِكَ اللهُ، شاءَ أنْ يُظهِرَ غَضبَهُ ويُعلِنَ قُدرتَهُ، فاَحتَمَلَ بِصَبرٍ طويلٍ آنيةَ النَّقمَةِ الّتي لِلهلاكِ 23كما شاءَ أنْ يُعلِنَ فَيضَ مَجدِهِ في آنِيَةِ الرَّحمَةِ الّتي سبَقَ فأعَدَّها لِلمَجدِ، 24أي نَحنُ الّذينَ دَعاهُم لا مِنْ بَينِ اليَهودِ وحدَهُم، بَلْ ْ مِنْ بَينِ سائِرِ الشُّعوبِ أيضًا. 25وفي كِتابِ هوشَعَ أنَّ اللهَ قالَ: ((الّذي ما كانَ شَعبي سَأدعوهُ شَعبي، والّتي ما كانَتْ مَحبوبَتي سأَدعوها مَحبوبَتي، 26وحَيثُ قِيلَ لهُم: ما أنتُم شعبي، تُدعَونَ أبناءَ اللهِ الحَيِّ)). 27ويكتُبُ إشَعْيا في كلامِهِ على إِسرائيلَ: ((وإنْ كانَ بَنو إِسرائيلَ عدَدَ رَملِ البحرِ، فلا يَخلُصُ مِنهُم إلاَّ بَقِيَّةٌ، 28لأنَّ الرَّبَّ سيَقضي في الأرضِ قَضاءً كاملاً سَريعًا عادِلاً. 29وبِهذا أنبَأَ إشَعْيا فقالَ: لَولا أنَّ رَبَّ الجُنودِ حَفِظَ لَنا نَسلاً، لَصِرْنا مثلَ سَدومَ وأشبهنا عَمورَةَ)).

إسرائيل والمسيح
30
فماذا نقولُ؟ نَقولُ إنَّ الأُممَ الّذين ما سَعَوْا إلى البِرِّ تَبَرَّروا ولكِنْ بالإيمانِ، 31أمَّا بَنو إِسرائيلَ الّذينَ سعَوا إلى شريعةٍ غايَتُها البِرُّ فَشِلوا في بُلوغِ غايَةِ الشَّريعةِ. 32ولِماذا؟ لأنَّهُم سَعَوا إلى هذا البِرِّ بالأعمالِ الّتي تَفرِضُها الشَّريعةُ لا بالإيمانِ، فصَدَموا حَجَرَ العَثرةِ، 33كما يقولُ الكِتابُ: ((ها أنا أضعُ في صِهيونَ حجَرَ عَثرَةٍ في طريقِ الشَّعبِ وصَخرَةَ سُقوطٍ، فمَنْ آمَنَ بِه لا يَخيب)).

 

ج) حال الشعب الإسرائيلي - اختيار إسرائيل وخطيئته
9
الحقَّ أَقولُ في المسيح ولا أَكذِب، وضَميري شاهِدٌ لي في الرُّوحِ القُدُس،2 إِنَّ في قَلْبي لَغَمًّا شَديدًا وأَلَمًا مُلازِمًا.3 لقَد وَدِدتُ لو كُنتُ أَنا نَفْسي مَحْرومًا ومُنفَصِلاً عنِ المسيح في سَبيلِ إِخوَتي بَني قَومي بِاللَّحمِ والدَّم،4 أُولئِكَ الَّذينَ هم بَنو إِسرائيل ولَهُمُ التَّبَنِّي والمَجْدُ والعُهود والتَّشريعُ والعِبادَةُ والمَواعِدُ5والآباء، ومِنهمُ المسيحُ مِن حَيثُ إِنَّه بَشَر، وهو فَوقَ كُلِّ شيءٍ : إِلهٌ مُبارَكٌ أَبَدَ الدُّهور. آمين. 6 وما سَقَطَ كَلامُ اللّه! فلَيسَ جَميعُ الَّذينَ هم مِن إِسرائيلَ بِإِسرائيل، 7ولا هم جَميعًا أَبناءُ إِبراهيم وإِن كانوا مِن نَسْلِه، بل (( بِإِسْحقَ يَكونُ لكَ نَسلٌ يُدعى بِاسمِكَ)) .8وهذا يَعْني أَنَّ أَبناءَ الجَسَدِ لَيسوا أَبناءَ الله، بل أَبناءُ الوَعْدِ همُ الَّذينَ يُحسَبونَ نَسلَه،9 فهذا ما جاءَ في كَلامِ الوَعْد: (( سَأَعودُ في مِثْلِ هذا الوَقْت، ويَكونُ لِسارَةَ ابْنٌ ))، 10لا بل هُناكَ أَمرٌ آخَر، وهو أَنَّ رِفْقَةَ حَبِلَت مِن رَجُلٍ واحِد هو أَبونا إِسْحق ، 11 فقَبلَ أَن يُولَدَ الصَّبِيَّان ويَعمَلا خَيرًا أو شَرًّا، لِيَبْقى تَدبيرُ اللهِ القائمُ على حُرِّيَّةِ الاِختيار، 12 وهو أَمْرٌ لا يَعودُ إِلى الأَعمال، بل إِلى الَّذي يَدْعو، قيلَ لَها: (( إِنَّ الكَبيرَ يَخدُمُ الصَّغير ))، 13 فقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( إِنِّي أَحبَبتُ يَعْقوبَ وأَبغَضتُ عِيسو )). 14 فماذا نَقول؟ أَيَكونُ عِندَ اللّهِ ظُلْم؟ حاشَ لَه!15 فقَد قالَ لِموسى: (( أَرحَمُ مَن أَرحَم وأَرأَفُ بِمَن أَرأَف )). 16فلَيسَ الأَمرُ إِذًا أَمرَ إِرادَةٍ أَوسَعيٍ، بل هو أَمرُ رَحمَةِ اللّه. 17 فقَد قالَ الكِتابُ لِفِرعَون: (( ما أَقَمتُكَ إِلاَّ لأُظهِرَ فيكَ قُدرَتي وُينادى بِاسْمي في الأَرضِ كُلِّها )). 18 فهو إِذًا يَرحَمُ مَن يَشاء وُيقَسِّي قَلْبَ مَن يَشاء .

حرية اللّه المطلقة
19
ولا شَكَّ أَنَّكَ تَقولُ لي: (( فماذا يَشْكو بَعدَ ذلك؟ مَن تُراهُ يُقاوِمُ مَشيئَتَه؟ )) 20مَن أَنتَ أَيُّها الإِنسانُ حتَّى تَعتَرِضَ على الله؟ أَيَقولُ الصُّنْعُ لِلصَّانِع : لِمَ صَنَعتَني هكذا 21 أَلَيسَ الخَزَّافُ سَيِّدَ طيِنه، فيَصنَعُ مِن جَبْلَةٍ واحِدَةٍ إِناءً شَريفَ الاِستِعمال وإِناءً آخَرَ خَسيسَ الاِستِعمال؟ 22 فإِذا شاءَ اللهُ أَن يُظهِرَ غَضَبَه وُيخبِرَ عن قُدرَتِه فأحتَملَ بِصَبْرٍ عَظيمٍ وآنِيَةَ الغَضَب، وهي وَشيكةُ الهَلاك، 23 ومُرادُه أَن يُخبِرَ عن سَعَةِ مَجْدِه في آنِيَةِ الرَّحمَةِ الَّتي سَبَقَ أَن أَعَدَّها لِلمَجْد، أَي فينا نَحنُ 24 الَّذينَ دَعاهم، لا مِن بَينِ اليَهودِ وَحْدَهم، بل مِن بَينِ الوَثنِيِّينَ أَيضًا... 25فقَد قالَ في سِفْرِ هُوشعَ: (( مَن لم يَكُنْ شَعْبي، سأَدْعوهُ شَعْبي، ومَن لم تَكُنْ مَحبوبَتي سَأَدْعوها مَحبوبَتي، 26 وحَيثُ قيلَ لَهم: لَستُم بِشَعْبي، سيُدعَونَ أَبناءَ اللهِ الحَيّ )). 27 ويَهتِفُ أَشَعْيا كذلِك في كَلامِه على إِسرائيل: (( وإِن كانَ بَنو إِسرائيلَ عَدَدَ رَمْلِ البَحْر، . فالبَقِيَّةُ وَحْدَها تَنالُ الخَلاص، 28 فإِنَّ الرَّبَّ سَيُتِمُّ كَلِمَتَه في الأَرضِ إِتمامًا كامِلاً سَريعًا )). 29 وبِذلِكَ أَيضًا أَنبَأَ أَشَعْيا فقال: (( لو لم يَحفَظْ رَبُّ القُوَّاتِ لَنا نَسلاً، لَصِرْنا أَمثالَ سَدومَ وأَشباهَ عَمورَة )). 30فماذا نَقول؟ نَقولُ إِنَّ الوَثنِيِّينَ الَّذينَ لم يَسعَوا إِلى البِرِّ قد نالوا البِرَّ الَّذي يَأتِي مِنَ الإِيمان، 31 في حينِ أَنَّ إِسرائيلَ الَّذي كانَ يَسْعى إِلى شَريعةِ بِرٍّ لم يُدرِكْ هذه الشَّريعة. 32 ولِماذا؟ لأَنَّه لم يَنتَظِرِ البِرَّ مِنَ الإِيمان، بل ظَنَّ إِدْراكَه بِالأَعمال، فصَدَمَ حَجَرَ صَدْم، 33 فقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( هاءَنَذا واضِعٌ في صِهيُونَ حَجَرًا لِلصَّدمِ وصَخْرَةً لِلعِثار، فمَن آمَنَ بِه لا يُخْزى )) .

 

اختيار بني إسرائيل وخطؤهم

9

أَقُولُ الْحَقَّ فِي الْمَسِيحِ، لَسْتُ أَكْذِبُ، وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ، 2إِنَّ بِي حُزْناً شَدِيداً، وَبِقَلْبِي أَلَمٌ لاَ يَنْقَطِعُ: 3فَقَدْ كُنْتُ أَتَمَنَّى لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ فِي سَبِيلِ إِخْوَتِي، بَنِي جِنْسِي حَسَبَ الْجَسَدِ. 4فَإِنَّهُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ، وَقَدْ مُنِحُوا التَّبَنِّيَ وَالْمَجْدَ وَالْعُهُودَ وَالتَّشْرِيعَ وَالْعِبَادَةَ وَالْمَوَاعِيدَ، 5وَمِنْهُمْ كَانَ الآبَاءُ وَمِنْهُمْ جَاءَ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَهُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ اللهُ الْمُبَارَكُ إِلَى الأَبَدِ. آمِين.

6لَسْتُ أَعْنِي أَنَّ كَلِمَةَ اللهِ قَدْ خَابَتْ. إِذْ لَيْسَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلُ؛ 7وَلَيْسُوا، لأَنَّهُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ، كُلُّهُمْ أَوْلاَداً لِلهِ، بَلْ (كَمَا قَدْ كُتِبَ): «بِإِسْحَاقَ سَيَكُونُ لَكَ نَسْلٌ يَحْمِلُ اسْمَكَ». 8أَيْ أَنَّ أَوْلاَدَ الْجَسَدِ لَيْسُوا هُمْ أَوْلاَدَ اللهِ، بَلْ أَوْلاَدُ الْوَعْدِ يُحْسَبُونَ نَسْلاً. 9فَهَذِهِ هِيَ كَلِمَةُ الْوَعْدِ: «فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أَعُودُ، وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ».

10لَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ، بَلْ إِنَّ رِفْقَةَ أَيْضاً، وَقَدْ حَبِلَتْ مِنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مِنْ إِسْحَاقَ أَبِينَا، 11وَلَمْ يَكُنِ الْوَلَدَانِ قَدْ وُلِدَا بَعْدُ وَلاَ فَعَلاَ خَيْراً أَوْ شَرّاً، وَذلِكَ كَيْ يَبْقَى قَصْدُ اللهِ مِنْ جِهَةِ الاخْتِيَارِ 12لا عَلَى أَسَاسِ الأَعْمَالِ بَلْ عَلَى أَسَاسِ دَعْوَةٍ مِنْهُ، قِيلَ لَهَا: «إِنَّ الْوَلَدَ الأَكْبَرَ يَكُونُ عَبْداً لِلأَصْغَرِ»، 13كَمَا قَدْ كُتِبَ: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ، وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ».

14إِذاً، مَاذَا نَقُولُ، أَيَكُونُ عِنْدَ اللهِ ظُلْمٌ، حَاشَا! 15فَإِنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُهُ، وَأُشْفِقُ عَلَى مَنْ أُشْفِقُ عَلَيْهِ!» 16إِذاً، لاَ يَتَعَلَّقُ الأَمْرُ بِرَغْبَةِ الإِنْسَانِ وَلاَ بِسَعْيِهِ، وَإِنَّمَا بِرَحْمَةِ اللهِ فَقَطْ. 17فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ لِفِرْعَوْنَ فِي الْكِتَابِ: «لِهَذَا الأَمْرِ بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ: لأُظْهِرَ فِيكَ قُدْرَتِي وَيُعْلَنَ اسْمِي فِي الأَرْضِ كُلِّهَا». 18فاللهُ إِذاً يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ، وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ.

 

سلطان الله المطلق ورحمته

19هُنَا سَتَقُولُ لِي: «لِمَاذَ يَلُومُ بَعْدُ؟ مَنْ يُقَاوِمُ قَصْدَهُ؟» 20فَأَقُولُ: مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ حَتَّى تَرُدَّ جَوَاباً عَلَى اللهِ؟ أَيَقُولُ الشَّيْءُ الْمَصْنُوعُ لِصَانِعِهِ: لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هَكَذَا؟ 21أَوَلَيْسَ لِصَانِعِ الْفَخَّارِ سُلْطَةٌ عَلَى الطِّينِ لِيَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ وِعَاءً لِلاِسْتِعْمَالِ الرَّفِيعِ وَآخَرَ لِلاِسْتِعْمَالِ الوَضِيعِ؟ 22فَمَاذَا إِذاً إِنْ كَانَ اللهُ ، وَقَدْ شَاءَ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُعْلِنَ قُدْرَتَهُ، احْتَمَلَ بِكُلِّ صَبْرٍ أَوْعِيَةَ غَضَبٍ جَاهِزَةً لِلْهَلاَكِ، 23وَذَلِكَ بِقَصْدِ أَنْ يُعْلِنَ غِنَى مَجْدِهِ فِي أَوْعِيَةِ الرَّحْمَةِ الَّتِي سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ، 24فِينَا نَحْنُ الَّذِينَ دَعَاهُمْ لاَ مِنْ بَيْنِ الْيَهُودِ فَقَطْ بَلْ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ أَيْضاً؟ 25وَذَلِكَ عَلَى حَدِّ مَا يَقُولُ أَيْضاً فِي نُبُوءَةِ هُوشَعَ: «مَنْ لَمْ يَكُونُوا شَعْبِي سَأَدْعُوهُمْ شَعْبِي، وَمَنْ لَمْ تَكُنْ مَحْبُوبَةً سَأَدْعُوهَا مَحْبُوبَةً. 26وَيَكُونُ أَنَّهُ حَيْثُ قِيلَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي، فَهُنَاكَ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللهِ الْحَيِّ». 27أَمَّا إِشَعْيَاءُ، فَيَهْتِفُ مُتَكَلِّماً عَلَى إِسْرَائِيلَ: «وَلَوْ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ عَدَداً، فَإِنَّ بَقِيَّةً مِنْهُمْ سَتَخْلُصُ. 28فَإِنَّ الرَّبَّ سَيَحْسِمُ الأَمْرَ وَيُنْجِزُ كَلِمَتَهُ سَرِيعاً عَلَى الأَرْضِ». 29وَكَمَا كَانَ إِشَعْيَاءُ قَدْ قَالَ سَابِقاً: «لَوْ لَمْ يُبْقِ لَنَا رَبُّ الْجُنُودِ نَسْلاً، لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ!»

30فَمَا هِيَ خُلاَصَةُ الْقَوْلِ؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ الْبِرِّ، قَدْ بَلَغُوا الْبِرَّ، وَلَكِنَّهُ الْبِرُّ الْقَائِمُ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ. 31أَمَّا إِسْرَائِيلُ، وَقَدْ كَانُوا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ شَرِيعَةٍ تَهْدِفُ إِلَى الْبِرِّ، فَقَدْ فَشَلُوا حَتَّى فِي بُلُوغِ الشَّرِيعَةِ. 32وَلأَيِّ سَبَبٍ؟ لأَنَّ سَعْيَهُمْ لَمْ يَكُنْ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ، بَلْ كَانَ وَكَأَنَّ الأَمْرَ قَائِمٌ عَلَى الأَعْمَالِ. فَقَدْ تَعَثَّرُوا بِحَجَرِ الْعَثْرَةِ، 33كَمَا كُتِبَ: «هَا أَنَا وَاضِعٌ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ عَثْرَةٍ وَصَخْرَةَ سُقُوطٍ. وَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يَخِيبُ».

 

قضية انتباذ اسرائيل. مقدمة
9
أَلحقَّ أَقولُ في المسيحِ، لا أَكْذِبُ، وضَميري يَشْهَدُ لي في الرُّوحِ القدُس: 2 إِنَّ لي في قلبي غَمًّا شديدًا ووَجعًا لا ينقطِع. 3 ولقد أَوَدُّ لو أَكونُ أَنا نفسي مُبْسَلاً عنِ المسيحِِ من أَجْلِ إِخْوتي، ذَوي قُرْبايَ بحسبِ الجَسد: 4 فإِنَّهم إِسرائيليُّونَ، ولهمُ التَّبنّي، والمَجدُ، والعُهودُ، والنَّاموسُ، والعِبادةُ والمواعيد؛ 5 ولهم أَيضًا الآباء؛ ومنهُمُ المسيحُ بحسبِ الجَسَدِ، الذي هُوَ، فوقَ كُلِّ شيءٍ، إِلهٌ مُبارَكٌ الى الدُّهور! آمين.

انتباذ اسرائيل عادل لان الله أمين عادل
6
ليسَ ذلكَ أَنَّ كلمةَ اللهِ قد سَقَطت؛ فإِنَّ جميعَ الذينَ مِن إِسرائيلَ ليسوا بإِسرائيلَ، 7 ولا لكَوْنِهم نَسْلَ إِبراهيمَ هم كلُّهم أَولادٌ ((لإِبراهيمَ))، لا، بَلْ: "بإِسحقَ يُدْعى لَكَ نَسْلٌ"، 8 أَيْ: لَيْسَ أَبْناءُ الجَسَدِ هُمْ أََبْناءَ الله؛ بل إِنَّما أَبناءُ الموعِدِ يُحْسَبونَ نَسْلاً. 9 وهذِهْ هيَ كلمةُ المَوعِد: "سآتي في مِثلِ هذا الوَقْتِ ويكونُ لِسارةَ ابنٌ". 10 وليسَ ذلكَ فحَسْب؛ بل رِفْقةُ أَيضًا قد حَبِلَتْ من واحدٍ، إِسحقَ أَبينا؛ 11 وإِذْ لم يكُنِ ((الوَلَدانَ)) قد وُلِدا بَعْدُ، ولا عَمِلا خَيْرًا ولا شرًّا- ولكِنْ، لكي يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ بحسَبِ اخْتيارِه، 12 لا من قِبَلِ الأَعْمالِ بَلْ مِن قِبَلِ الذي يَدْعو- قِيلَ لها: "إِنَّ الأَكبَرَ يُسْتَعْبَدُ للأَصْغر"، 13 على ما هو مكتوب: "إِنّي أَحبَبْتُ يعقوبَ وأَبْغَضْتُ عِيسُو". 14 فماذا نَقول؟ أَوَ يكونُ عندَ اللهِ ظُلْمٌ؟ كلاَّ، وحاشا! 15 فإِنَّ اللهَ يقولُ لمُوسى: "أَرْحَمُ مَنْ أَرحمُ، وأَرْأَفُ بمَنْ أَرأَف". 16 فليسَ الأَمرُ إِذَنْ في الإِرادة أََو في السَّعْيِ، وإِنَّما هُوَ مَنوطٌ برَحْمةِ الله. 17 فإِنَّ الكتابَ يقولُ لِفِرْعَون: "إِنِّي لهذا أَقمتُكَ، لكي أُرِيَ فيكَ قُدْرَتي، ولكي يُشادَ باسْمي في جميعِ الأرض". 18 فهوَ إِذَنْ يَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ ويُقسِّي مَنْ يشاء. 19 ولقد تقولُ لي: "فمِمَّ إِذنْ يَشْكو؟ إِذْ مَنْ يقاومُ مَشيئتَه؟" 20 ولكِنْ، مَن تُراكَ، أَيُّها الإِنسانُ، حتَّى تُعارِضَ الله؟ أَلَعلَّ الجِبْلَةَ تقولُ لجابِلِهَا: "لِمَ صَنَعْتَني هكذا؟" 21 أَوَ لَيْسَ للخَزَّافِ سُلطانٌ على الطِّينِ فَيصْنَعَ من كُتْلَةٍ واحدةٍ إِناءً لِلكَرامةِ وآخَرَ للهوان؟ 22 ((فماذا إِذَنْ)) إِنْ كانَ اللهُ قد شاءَ أَنْ يُبديَ غَضَبَهُ، ويُعرِّفَ قُدرتَهُ، فاحتَمَلَ في أَناةٍ طويلةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُعَدَّةً للهلاك! 23 وإِنْ كانَ ((قد شاءَ)) أَنْ يُعرِّفَ وَفْرةَ مَجْدِهِ على آنِيةِ الرَّحْمةِ التي أَعدَّها مِنْ قَبْلُ للمَجْدِ، 24 أَيْ عَلينا نحنُ الذينَ قد دَعاهُمْ، لا مِنَ اليهودِ فقَطْ بل مِنَ الأُمَمِ أَيضًا! 25 ولَقد قالَ ذلك في هُوشَع: "سأَعود شَعبًا لي مَن ليسَ بشَعْبي، ومَحبوبَةً ((تِلكَ)) التي ليسَتْ بمحبوبة؛ 26 وفي المَوْضِعِ الذي قيلَ لَهم فيهِ: لَسْتُمْ، بشَعبي، هُناكَ يُدْعَوْنَ أَبناءَ اللهِ الحيّ". 27 وأَشعيا أَيضًا يَهْتِفُ من جِهَةِ إِسرائيل: "ولَئِنْ يَكُنْ عَدَدُ بني إِسْرائيلَ كَرِمْلِ البحرِ فبقيَّةٌ ((فقط)) ستَخْلُص؛ 28 لأَنَّ الرَّبَّ سَيُنْجِزُ، بالتَّمامِ وفي سُرْعةٍ، كلمتَهُ على الأرض". 29 وكما سَبقَ أَشعيا فقال: "لو لم يُبقِ لنا رَبُّ الجنودِ ذَرِيَّةً، لَصِرْنا مثلَ سَدومَ، وأَشبَهْنا عَمُورَة".

انتباذ إسرائيل عادل لان إسرائيل مذنب
30
فماذا نقولُ إِذَنْ؟ إِنَّ الأمَمَ الذينَ لم يَسْعَوا في طَلَبِ البِرِّ قد نالوا البِرَّ، ولكِنِ البِرَّ الذي منَ الإِيمان؛ 31 أَمَّا إِسرائيلُ الذي كانَ يَسْعَى الى ناموسِ بِرٍّ، فإِنَّهُ لم يُدْرِكْ هذا النَّاموس. 32 ولماذا؟ لأَنَّهُ اعْتمدَ لا على الإِيمانِ بل على الأَعْمالِ، فاصْطَدمَ بحجَرِ العِثارِ، 33 على ما هو مَكتوب: "ها أَناذا أَضَعُ في صِهْيونَ حَجَرَ عِثارٍ وصَخْرَةَ زَلَل. ومَنْ يُؤْمِنْ بِهِ فلا يُخْزى".

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ

 1أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَطَلِْبَتِي إِلَى اللهِ لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ هِيَ لِلْخَلاَصِ. 2لأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلَّهِ وَلَكِنْ لَيْسَ حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ. 3لأَنَّهُمْ إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ بِرَّ اللهِ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِمْ لَمْ يُخْضَعُوا لِبِرِّ اللهِ. 4لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ. 5لأَنَّ مُوسَى يَكْتُبُ فِي الْبِرِّ الَّذِي بِالنَّامُوسِ: «إِنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 6وَأَمَّا الْبِرُّ الَّذِي بِالإِيمَانِ فَيَقُولُ هَكَذَا: «لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟» (أَيْ لِيُحْدِرَ الْمَسِيحَ) 7أَوْ «مَنْ يَهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ؟» (أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ) 8لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ؟ «اَلْكَلِمَةُ قَرِيبَةٌ مِنْكَ فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ» (أَيْ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نَكْرِزُ بِهَا) 9لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. 10لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. 11لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى». 12لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الْيَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ لأَنَّ رَبّاً وَاحِداً لِلْجَمِيعِ غَنِيّاً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهِ. 13لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ. 14فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ 15وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ». 16لَكِنْ لَيْسَ الْجَمِيعُ قَدْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ لأَنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا؟» 17إِذاً الإِيمَانُ بِالْخَبَرِ وَالْخَبَرُ بِكَلِمَةِ اللهِ. 18لَكِنَّنِي أَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا؟ بَلَى! «إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ وَإِلَى أَقَاصِي الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ». 19لَكِنِّي أَقُولُ: أَلَعَلَّ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْلَمْ؟ أَوَّلاً مُوسَى يَقُولُ: «أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً. بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ». 20ثُمَّ إِشَعْيَاءُ يَتَجَاسَرُ وَيَقُولُ: «وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي وَصِرْتُ ظَاهِراً لِلَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّي». 21أَمَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: «طُولَ النَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ».

 

10 وكم أتَمنّى مِنْ كُلِّ قَلبي أيُّها الإخوةُ خلاصَ بَني إِسرائيلَ، وكَمْ أبتَهِلُ إلى اللهِ مِنْ أجلِهِم. 2وأنا أشهَدُ لهُم أنَّ فيهِم غَيرةً للهِ، لكنَّها على غَيرِ مَعرفةٍ صَحيحةٍ،3لأنَّهُم جَهِلوا كيف يُبرِّرُ اللهُ البشَرَ وسَعَوْا إلى البِرِّ على طَريقتِهِم، فما خَضَعوا لِطريقَةِ اللهِ في البِرِّ،4وهيَ أنَّ غايَةَ الشَّريعةِ هيَ المَسيحُ الّذي بِه يتَبَرَّرُ كُلُّ مَن يُؤمنُ.

الخلاص للجميع
5
وكتَبَ موسى كيفَ يتَبَرَّرُ الإنسانُ بالشَّريعةِ فقالَ: ((كُلُّ مَنْ يَعمَلُ بأحكامِ الشَّريعةِ يَحيا بِها)). 6وأمَّا التَّبَرُّرُ بالإيمانِ فقيلَ فيهِ: ((لا تَقُلْ _في قَلبِكَ: مَنْ يَصعَدُ إلى السَّماءِ؟ (أي ليَجعلَ المَسيحَ يَنزِلُ إلَينا).7أو مَنْ يَهبُطُ إلى الهاوِيَةِ؟ (أي يَجعَلَ المَسيحَ يَصعَدُ مِنْ بَينِ الأمواتِ) )).8وما قيلَ هوَ هذا: ((الكَلِمَةُ قريبَةٌ مِنكَ، في لِسانِكَ وفي قَلبِكَ))، أي كَلِمَةُ الإيمانِ الّتي نُبَشِّرُ بِها.9فإذا شَهِدتَ بِلِسانِكَ أنَّ يَسوعَ رَبٌّ ، وآمنتَ بِقَلبِكَ أنَّ اللهَ أقامَهُ مِنْ بَينِ الأمواتِ، نِلتَ الخلاصَ. 10فالإيمانُ بِالقَلبِ يَقودُ إلى البِرِّ، والشَّهادَةُ بالِّلسانِ تَقودُ إلى الخلاصِ. 11فالكِتابُ يَقولُ: ((مَنْ آمَنَ بِه لا يَخيبُ)). 12ولا فَرْقَ بَينَ اليَهوديِّ وغَيرِ اليَهوديِّ، لأنَّ اللهَ رَبُّهُم جميعًا، يَفيضُ بِخيراتِهِ على كُلِّ مَنْ يَدعوهُ. 13فالكِتابُ يَقولُ: ((كُلُّ مَنْ يَدعو باسمِ الرَّبِّ يَخلُصُ)). 14ولكِنْ كيفَ يَدعونَهُ وما آمَنوا بِه؟ وكيفَ يُؤمِنونَ وما سَمِعوا بِه؟ بَلْ كيفَ يَسمَعونَ بِه وما بَشَّرَهُم أحَدٌ؟15وكيفَ يُبَشِّرُهُم وما أرسَلَهُ اللهُ؟ والكِتابُ يَقولُ: ((ما أجمَلَ خُطواتِ المُبَشِّرينَ بِالخيرِ)).16ولكِنْ ما كُلُّهُم قَبِلوا البِشارَةَ. أما قالَ إشَعْيا: ((يا رَبُّ، مَنْ آمَنَ بِما سَمِعَهُ مِنّا؟)) 17فالإيمانُ إذًا مِنَ السَّماعِ، والسَّماعُ هوَ مِنَ التَّبشيرِ بالمَسيحِ. 18غَيرَ أنِّي أقولُ: أمَا سَمِعوا؟ نعم، سَمِعوا فالكِتابُ يَقولُ: ((إلى الأرضِ كُلِّها وصَلَ صَوتُهُم، وإلى أقاصي المسكونَةِ أقوالُهُم)). 19ولكنِّي أقولُ: إنَّ بَني إِسرائيلَ ما فَهِموا؟ قالَ موسى مِنْ قَبْلُ: ((تَحسِدونَ شَعبًا لا يكونُ شَعبي، وأُثيرُ غَيرتَكُم بشَعبٍ ما هوَ بشَعبٍ)). 20أمَّا إشَعْيا فيَقولُ بِجُرأَةٍ: ((وجَدَني مَنْ كانوا لا يَبحَثونَ عنِّي، وظَهَرْتُ لِمَنْ كانوا لا يَطلُبوني)). 21ولكنَّهُ يَقولُ في بَني إِسرائيلَ: ((مَدَدتُ يَديَّ طَوالَ النَّهارِ لِشَعبٍ مُتَمَرِّدٍ عَنيدٍ)).

 

لليهود والوثنيين ربّ واحد
10
أَيُّها الإِخوَة، إِنَّ مُنيَةَ قَلْبي ودُعائيِ للهِ مِن أَجلِهم هُما أَن يَنالوا الخَلاص.2 فإِنِّي أَشهَدُ لَهم أَنَّ فيهِم حَمِيَّةً لله، ولكِنَّها حَمِيَّةٌ على غيرِ معَرِفَة.3 جَهِلوا بِرَّ الله وحاوَلوا إِقامةَ بِرِّهم فَلم يَخضَعوا لِبرِّ الله.4 فغايَةُ الشَّريعةِ هي المسيح، لِتَبْرير ِكُلِّ مُؤمِن.5وقَد كَتَبَ موسى في البرِّ الآتي مِن أَحْكامِ الشَّريعة: (( إِنَّ الإِنسانَ الَّذي يُتِمُّها يَحْيا بِها )).6 وأَمَّا البِرُّ الآتي مِنَ الإِيمان فيَقولُ هذا الكلام: (( لا تَقُلْ في قَلْبِكَ: مَن يَصعَدُ إِلى السَّماء؟ (أَي لِيُنزِلَ المسيح)7 أَو: مَن يَنزِلُ إِلى الهاوِيَة؟ (أَي ليُصعِدَ المسيحَ مِن بَينِ الأَموات) )).8 فماذا يَقولُ إِذًا؟ (( إِنَّ الكَلامَ بِالقُرْبِ مِنكَ، في فَمِكَ وفي قَلبِكَ )). وهذا الكَلامُ هو كَلامُ الإِيمانِ الَّذي نُبَشِّرُ بِه.9 فإذا شَهِدتَ بِفَمِكَ أَنَّ يسوعَ رَبّ، وآمَنتَ بِقَلبِكَ أَنَّ اللّهَ أَقامَه مِن بَينِ الأَموات، نِلتَ الخَلاص. 10فالإِيمانُ بِالقَلبِ يُؤَدِّي إِلى البِرّ، والشَّهادةُ بِالفمِ تُؤَدِّي إِلى الخَلاص، 11 فَقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( مَن آمَنَ بِه لا يُخْزى)) . 12فَلا فَرْقَ بَينَ اليَهودِيِّ واليُونانِيّ، فالرَّبُّ رَبُّهم جَميعًا يَجودُ على جَميعِ الَّذينَ يَدعونَه. 13 (( فكُلُّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَنالُ الخَلاص )). 14كَيفَ يَدْعونَ مَن لم يُؤمِنوا بِه؟ وكَيفَ يُؤمِنونَ بِمَن لم يَسمَعوه؟ وكَيفَ يَسْمَعونَه مِن غَير ِمُبَشِّر؟ 15وكَيفَ يُبَشِّرونَ إِن لم يُرسَلوا؟ وقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( ما أَحسَنَ أَقدامَ الَّذينَ يُبَشِّرون! )) 16 ولكِنَّهُم لم يُذعِنوا كُلُّهم لِلبِشارة، فقَد قالَ أَشَعْيا: (( يا رَبّ، مَن الَّذي آمَنَ بما سَمِعَ مِنَّا؟ )) 17 فالإِيمانُ إِذًا مِنَ السَّماع، والسَّماعُ يَكونُ سَماعَ كَلاَمٍ على المسيح. 18 على أَََنِّي أَقول: أَتُراهُم لم يَسمَعوا؟ بَلى، (( لقَد ذَهَبَ صَوُتهم في الأَرضِ كُلِّها، وأَقوالُهم في أَقاصي المَعْمور)) 19غَيرَ أَّنَّي أَقول: أَتُرى إِسرائيلُ لم يَفهَمْ؟ سَبَقَ أَن قالَ موسى : (( سأُثيرُ غَيرَتَكم مِمَّن لَيسوا بِأُمَّة، وعَلى أُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغضِبُكم.20أَمَّا أَشَعْيا فلا يَخْشى أًَن يَقول: (( إِنَّ الَّذينَ لم يَطلُبوني وَجَدوني، والَّذينَ لم يَسأَلوني عن شَيءٍ تَراءَيتُ لَهم )). 21 ولكِنَّه يَقولُ في إِسرائيل: (( بَسَطتُ يَدَيَّ طَوالَ النَّهارِ لِشَعبٍ عاصٍ مُتَمرِّد )) .

 

10

أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنَّ رَغْبَةَ قَلْبِي وَتَضَرُّعِي إِلَى اللهِ لأَجْلِهِمْ، هُمَا أَنْ يَخْلُصُوا. 2فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ عِنْدَهُمْ غَيْرَةً لِلهِ، وَلكِنَّهَا لَيْسَتْ عَلَى أَسَاسِ الْمَعْرِفَةِ. 3فَبِمَا أَنَّهُمْ جَهِلُوا بِرَّ اللهِ وَسَعَوْا إِلَى إِثْبَاتِ بِرِّهِمِ الذَّاتِيِّ، لَمْ يَخْضَعُوا لِلْبِرِّ الإِلهِيِّ. 4فَإِنَّ غَايَةَ الشَّرِيعَةِ هِيَ الْمَسِيحُ لِتَبْرِيرِ كُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ.

 

الخلاص مقدم للجميع

5فَقَدْ كَتَبَ مُوسَى عَنِ الْبِرِّ الآتِي مِنَ الشَّرِيعَةِ: «إِنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي يَعْمَلُ بِهَذِهِ الأُمُورِ، يَحْيَا بِهَا». 6غَيْرَ أَنَّ الْبِرَّ الآتِيَ مِنَ الإِيمَانِ يَقُولُ هَذَا: «لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ؟» أَيْ لِيُنْزِلَ الْمَسِيحَ، 7وَلاَ: «مَنْ يَنْزِلُ إِلَى الأَعْمَاقِ؟» أَيْ لِيُصْعِدَ الْمَسِيحَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ! 8فَمَاذَا يَقُولُ إِذاً؟ إِنَّهُ يَقُولُ: «إِنَّ الْكَلِمَةَ قَرِيبَةٌ مِنْكَ. إِنَّهَا فِي فَمِكَ وَفِي قَلْبِكَ!» وَمَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ إِلاَّ كَلِمَةُ الإِيمَانِ الَّتِي نُبَشِّرُ بِهَا: 9أَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِيَسُوعَ رَبّاً، وَآمَنْتَ فِي قَلْبِكَ بِأَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، نِلْتَ الْخَلاصَ. 10فَإِنَّ الإِيمَانَ فِي القَلْبِ يُؤَدِّي إِلَى الْبِرِّ، وَالاعْتِرَافَ بِالْفَمِ يُؤَيِّدُ الْخَلاَصَ، 11لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: «كُلُّ مَنْ هُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ، لاَ يَخِيبُ». 12فَلاَ فَرْقَ بَيْنَ اليَهُودِيِّ وَالْيُونَانِيِّ، لأَنَّ لِلْجَمِيعِ رَبّاً وَاحِداً، غَنِيّاً تُجَاهَ كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ». 13«فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ».

14وَلكِنْ، كَيْفَ يَدْعُونَ مَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ مُبَشِّرٍ؟ 15وَكَيْفَ يُبَشِّرُ أَحَدٌ إِلاَّ إِذَا كَانَ قَدْ أُرْسِلَ؟ كَمَا قَدْ كُتِبَ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ!»

16وَلكِنْ، لَيْسَ كُلُّهُمْ أَطَاعُوا الإِنْجِيلَ. فَإِنَّ إِشَعْيَاءَ يَقُولُ: «يَارَبُّ! مَنْ صَدَّقَ مَا أَسْمَعْنَاهُ إِيَّاهُ؟» 17إِذاً، الإِيمَانُ نَتِيجَةُ السَّمَاعِ، وَالسَّمَاعُ هُوَ مِنَ التَّبْشِيرِ بِكَلِمَةِ الْمَسِيحِ !

18وَلكِنِّي أَقُولُ: أَمَا سَمِعُوا؟ بَلَى، فَإِنَّ الْمُبَشِّرِينَ «انْطَلَقَ صَوْتُهُمْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا، وَكَلاَمُهُمْ إِلَى أَقَاصِي الْعَالَمِ». 19وَأَعُودُ فَأَقُولُ: أَمَا فَهِمَ إِسْرَائِيلُ؟ إِنَّ مُوسَى، أَوَّلاً، يَقُولُ: «سَأُثِيرُ غَيْرَتَكُمْ بِمَنْ لَيْسُوا أُمَّةً، وَبِأُمَّةٍ بِلاَ فَهْمٍ سَوْفَ أُغْضِبُكُمْ!» 20وَأَمَّا إِشَعْيَاءُ فَيَجْرُؤُ عَلَى الْقَوْلِ: «وَجَدَنِي الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِي وَصِرْتُ مُعْلَناً لِلَّذِينَ لَمْ يَبْحَثُوا عَنِّي». 21وَلَكِنَّهُ عَنْ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: «طُولَ النَّهَارِ مَدَدْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ عَاصٍ مُعَارِضٍ!»

 

10 يا إِخوة، إِنَّ مُنْيَةَ قَلبي وَابتِهالي الى اللهِ لأَجْلِهم، هما أَنْ يَخْلُصوا. 2 فإِنِّي أَشْهدُ لهم أَنَّ فيهم غَيرةً للهِ، إِلاَّ أَنَّها عن غَيْرِ مَعرفةٍ بَليغَة؛ 3 فإِنَّهم إِذْ جَهلِوا بِرَّ اللهِ وطَلَبوا أَنْ يُقيموا برَّهُمُ الخاصَّ، لَمْ يَخْضَعوا لِبرِّ الله؛ 4 لأَنَّ غايَةَ النَّاموسِ هي المسيحُ الذي يُبرِّرُ كلَّ مَنْ يُؤْمِن. 5 فإِنَّ مُوسى كَتَبَ عنِ البِرِّ الذي مِنَ النَّاموس: "أَنَّ الإِنسانَ الذي يَعْمَلُ بهِ يَحيا فيه". 6 وأَمَّا البِرُّ الذي منَ الإِيمانِ فيتكلَّمُ عَنهُ هكذا: "لا تَقُلْ في قلبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ الى السَّماء؟" وذلكَ لِيُنْزِلَ المسيح، 7 أَو: "مَنْ يَهْبِطُ الى الهاويَة؟" وذلكَ ليُصْعِدَ المسيحَ مِن بينِ الأَمْوات. 8 فماذا يقولُ إِذَن؟- "إِنَّ الكلمةَ قريبةٌ مِنكَ، في فِيكَ وفي قلبِكَ"، أَعني كلمةَ الإِيمانِ الذي نُبشِّرُ بِه. 9 لأَنَّكَ،إِنِ اعْتَرفتَ بفَمِكَ أَنَّ يسوعَ هُوَ ربٌّ، وآمَنْتَ في قلبِكَ أَنَّ اللهَ قد أَقامَهُ مِن بَينِ الأَمْواتِ، فَإِنَّكَ تَخْلُص؛ 10 لأَنَّ الإِيمانَ بالقلبِ يقودُ الى البِرِّ، والاعْترافَ بالفَمِ، الى الخلاص. 11 فإِنَّ الكتابَ يقول: "كلُّ مَن يُؤْمِنُ بهِ لا يُخْزى". 12 فلا فَرْقَ بينَ اليَهوديِّ واليُونانيّ؛ إِذِ الرَّبُّ عَيْنُهُ هُوَ للجميعِ، يُفيضُ غِناهُ على جميعِ الذينَ يَدْعونَه؛ 13 لأَنَّ "كُلَّ مَنْ يَدْعو باسمِ الربِّ يَخْلُص". 14 ولكِنْ، كيفَ يَدْعونَهُ ولَمْ يُؤْمنوا بهِ؟ وكيفَ يُؤْمنونَ بهِ ولم يَسْمعوا بِه؟ وكيفَ يَسْمعونَ بِهِ بلا مُبشِّر؟ 15 وكيفَ يُبَشِّرُون إِنْ لم يُرسَلوا؟ على ما هوَ مَكتوب: "وما أَجْملَ أَقدامَ المبشِّرينَ بالْخَيْرات!". 16 ولكِنْ، لم يُذْعِنوا كلُّهم للإِنجيل. فإِنَّ أَشعيا يقول: "يا ربُّ، مَنْ آمَنَ بِبِشارَتِنا؟" 17 فالإِيمانُ إِذنْ مِنَ البِشارةِ؛ والبِشارَةُ، بأَمْرٍ منَ المسيح. 18 لكنّي أَقول: أَوَلَمْ يَسْمعوها؟- في الحقيقةِ، بَلى! "فقد ذاعَ صوتُهم في جميعِ الأَرضِ، وكلامُهُم الى أَقاصي المسكونَة". 19 ولكنّي أَقول: "أَلعَلَّ إِسرائيلَ لَمْ يَفْهَمْ؟ فَلَقد قالَ مُوسى أَوَّلاً: "إِنّي أُغيرُكم بمَنْ لَيسُوا بِأُمَّة؛ بِأُمَّةٍ غَبيَّةٍ أُغْضِبُكم". 20 أَمَّا أَشعيا فَيتَجاسَرُ ويقول: "لَقَدْ وَجَدَني الذينَ لم يَطْلُبوني، واعْتَلَنْتُ لِمَنْ لم يَسأَلوني". 21 ويقولُ في إِسرائيل: "بَسَطْتُ يَديَّ النَّهارَ كُلُّهُ نَحْوَ شَعْبٍ عاصٍ، متمرِّد".

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ

1فَأَقُولُ: أَلَعَلَّ اللهَ رَفَضَ شَعْبَهُ؟ حَاشَا! لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِسْرَائِيلِيٌّ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ. 2لَمْ يَرْفُضِ اللهُ شَعْبَهُ الَّذِي سَبَقَ فَعَرَفَهُ. أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ فِي إِيلِيَّا؟ كَيْفَ يَتَوَسَّلُ إِلَى اللهِ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: 3«يَا رَبُّ قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي». 4لَكِنْ مَاذَا يَقُولُ لَهُ الْوَحْيُ؟ «أَبْقَيْتُ لِنَفْسِي سَبْعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ لَمْ يُحْنُوا رُكْبَةً لِبَعْلٍ». 5فَكَذَلِكَ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ أَيْضاً قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ اخْتِيَارِ النِّعْمَةِ. 6فَإِنْ كَانَ بِالنِّعْمَةِ فَلَيْسَ بَعْدُ بِالأَعْمَالِ وَإِلاَّ فَلَيْسَتِ النِّعْمَةُ بَعْدُ نِعْمَةً. وَإِنْ كَانَ بِالأَعْمَالِ فَلَيْسَ بَعْدُ نِعْمَةً وَإِلاَّ فَالْعَمَلُ لاَ يَكُونُ بَعْدُ عَمَلاً. 7فَمَاذَا؟ مَا يَطْلُبُهُ إِسْرَائِيلُ ذَلِكَ لَمْ يَنَلْهُ وَلَكِنِ الْمُخْتَارُونَ نَالُوهُ. وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَتَقَسَّوْا 8كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ سُبَاتٍ وَعُيُوناً حَتَّى لاَ يُبْصِرُوا وَآذَاناً حَتَّى لاَ يَسْمَعُوا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ». 9وَدَاوُدُ يَقُولُ: «لِتَصِرْ مَائِدَتُهُمْ فَخّاً وَقَنَصاً وَعَثْرَةً وَمُجَازَاةً لَهُمْ. 10لِتُظْلِمْ أَعْيُنُهُمْ كَيْ لاَ يُبْصِرُوا وَلْتَحْنِ ظُهُورَهُمْ فِي كُلِّ حِينٍ». 11فَأَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ عَثَرُوا لِكَيْ يَسْقُطُوا؟ حَاشَا! بَلْ بِزَلَّتِهِمْ صَارَ الْخَلاَصُ لِلأُمَمِ لإِغَارَتِهِمْ. 12فَإِنْ كَانَتْ زَلَّتُهُمْ غِنىً لِلْعَالَمِ وَنُقْصَانُهُمْ غِنىً لِلأُمَمِ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ مِلْؤُهُمْ؟ 13فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا الأُمَمُ: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي 14لَعَلِّي أُغِيرُ أَنْسِبَائِي وَأُخَلِّصُ أُنَاساً مِنْهُمْ. 15لأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ الْعَالَمِ فَمَاذَا يَكُونُ اقْتِبَالُهُمْ إِلاَّ حَيَاةً مِنَ الأَمْوَاتِ؟ 16وَإِنْ كَانَتِ الْبَاكُورَةُ مُقَدَّسَةً فَكَذَلِكَ الْعَجِينُ! وَإِنْ كَانَ الأَصْلُ مُقَدَّساً فَكَذَلِكَ الأَغْصَانُ! 17فَإِنْ كَانَ قَدْ قُطِعَ بَعْضُ الأَغْصَانِ وَأَنْتَ زَيْتُونَةٌ بَرِّيَّةٌ طُعِّمْتَ فِيهَا فَصِرْتَ شَرِيكاً فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَدَسَمِهَا 18فَلاَ تَفْتَخِرْ عَلَى الأَغْصَانِ. وَإِنِ افْتَخَرْتَ فَأَنْتَ لَسْتَ تَحْمِلُ الأَصْلَ بَلِ الأَصْلُ إِيَّاكَ يَحْمِلُ! 19فَسَتَقُولُ: «قُطِعَتِ الأَغْصَانُ لِأُطَعَّمَ أَنَا». 20حَسَناً! مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ وَأَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ. لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ! 21لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى الأَغْصَانِ الطَّبِيعِيَّةِ فَلَعَلَّهُ لاَ يُشْفِقُ عَلَيْكَ أَيْضاً! 22فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضاً سَتُقْطَعُ. 23وَهُمْ إِنْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَدَمِ الإِيمَانِ سَيُطَعَّمُونَ. لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُطَعِّمَهُمْ أَيْضاً. 24لأَنَّهُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ قُطِعْتَ مِنَ الزَّيْتُونَةِ الْبَرِّيَّةِ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ وَطُعِّمْتَ بِخِلاَفِ الطَّبِيعَةِ فِي زَيْتُونَةٍ جَيِّدَةٍ فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُطَعَّمُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ فِي زَيْتُونَتِهِمِ الْخَاصَّةِ؟ 25فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا هَذَا السِّرَّ لِئَلاَّ تَكُونُوا عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ حُكَمَاءَ. أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيّاً لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ 26وَهَكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «سَيَخْرُجُ مِنْ صِهْيَوْنَ الْمُنْقِذُ وَيَرُدُّ الْفُجُورَ عَنْ يَعْقُوبَ. 27وَهَذَا هُوَ الْعَهْدُ مِنْ قِبَلِي لَهُمْ مَتَى نَزَعْتُ خَطَايَاهُمْ». 28مِنْ جِهَةِ الإِنْجِيلِ هُمْ أَعْدَاءٌ مِنْ أَجْلِكُمْ وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الِاخْتِيَارِ فَهُمْ أَحِبَّاءُ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ 29لأَنَّ هِبَاتِ اللهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ. 30فَإِنَّهُ كَمَا كُنْتُمْ أَنْتُمْ مَرَّةً لاَ تُطِيعُونَ اللهَ وَلَكِنِ الآنَ رُحِمْتُمْ بِعِصْيَانِ هَؤُلاَءِ 31هَكَذَا هَؤُلاَءِ أَيْضاً الآنَ لَمْ يُطِيعُوا لِكَيْ يُرْحَمُوا هُمْ أَيْضاً بِرَحْمَتِكُمْ. 32لأَنَّ اللهَ أَغْلَقَ عَلَى الْجَمِيعِ مَعاً فِي الْعِصْيَانِ لِكَيْ يَرْحَمَ الْجَمِيعَ. 33يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ! 34«لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ 35أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟».36لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.

 

هل نبذ الله إسرائيل
11
لكِنِّي أقولُ: هَلْ نبَذَ اللهُ شَعبَهُ؟ كلاَّ! فأنا نَفسي مِنْ بَني إِسرائيلَ، مِنْ نَسلِ إبراهيمَ وعَشيرَةِ بَنيامينَ.2ما نبَذَ اللهُ شَعبَهُ وهوَ الّذي سبَقَ فاختارَهُ. وأنتُم تَعرِفونَ ما قالَ الكِتابُ في إيليّا حينَ شَكا بَني إِسرائيلَ إلى اللهِ، فقالَ:3((يا ربُّ، قَتَلوا أنبياءَكَ وهَدَموا كُلَّ مَذابِحِكَ وبَقِيتُ أنا وحدي، وهُم يُريدونَ أنْ يَقتُلوني)).4فَماذا أجابَهُ صوتُ اللهِ؟ أجابَهُ: ((أبْقَيتُ سَبعةَ آلافِ رَجُلٍ ما حَنَوا رُكبَةً لِبَعلٍ)).5وفي الزَّمَنِ الحاضِرِ أيضًا بَقِيَّةٌ مِنَ النّاسِ اَختارَها اللهُ بالنِّعمةِ.6فإذا كانَ الاختِيارُ بالنِّعمةِ، فما هوَ إذًا بالأعمالِ، وإلاَّ لما بَقِيَتِ النِّعمةُ نِعمةً. 7فماذا بَعدُ؟ ما كانَ يَطلُبُهُ بنو إِسرائيلَ ولا يَنالونَهُ، نالَهُالّذينَ اختارَهُمُ اللهُ. أمَّا الباقونَ فقَسَتْ قُلوبُهُم،8كما جاءَ في الكِتابِ: ((أعطاهُمُ اللهُ عَقلاً خامِلاً وعُيونًا لا تُبصِرُ وآذانًا لا تَسمَعُ إلى هذا اليومِ)).9وقالَ داودُ: ((لِتكُنْ مَوائِدُهُم فخّاً لهُم وشَرَكًا وحجَرَ عَثرةٍ وعِقابًا. 10لتُظلِمَ عُيونُهُم فَلا تُبصِرَ، ولتَكُنْ ظُهورُهُم مَحنِيَّةً كُلَ حينٍ)).

خلاص غير اليهود
11
وأمَّا أنا فأقولُ: هل زَلَّتْ قَدَمُ اليَهودِ ليَسقُطوا إلى الأبدِ؟ كلاَّ! بَلْ بِزَلَّتِهِم صارَ الخلاصُ لِغيرِ اليَهودِ حتّى تَثورَ الغيرَةُ في بَني إِسرائيلَ. 12فإذا كانَ في زَلَّتِهِم غِنًى لِلعالَمِ وفي نُقصانِهِم غِنًى لِسائِرِ الشُّعوبِ، فكَمْ يكونُ الغِنى في اكتِمالِهِم؟ 13والآنَ أقولُ لِغيرِ اليَهودِ مِنكُم: ما دُمتُ رَسولاً إلى غَيرِ اليَهودِ، فأنا فَخورٌ بِرِسالّتي 14لعَلِّي أُثيرُ غَيرَةَ بَني قومي فأُخَلِّصَ بَعضًا مِنهُم. 15فإذا كانَ رَفضُهُم أدَّى إلى مُصالَحَةِ العالَمِ معَ اللهِ، فهَلْ يكونُ قُبولُهُم إلاَّ حياةً بَعدَ موتٍ؟ 16وإذا كانَتِ الخَميرَةُ مُقَدَّسَةٌ، فالعَجينُ كُلُّهُ مُقَدَّسٌ. وإذا كانَ الأصلُ مُقَدَّسًا، فالفُروعُ مُقَدَّسَةِ أيضًا. 17فإذا قُطِعَتْ بَعضُ الفُروعِ، وكُنتَ أنتَ زيتونَةً برِّيَّةً فَطُعِّمْتَ لِتُشارِكَ الفُروعَ الباقِيةَ في أصلِ الشَّجرَةِ وخِصبِها، 18فلا تَفتَخِرْ على الفُروعِ الّتي قُطِعَتْ. وكيفَ تَفتَخِرُ وأنتَ لا تَحمِلُ الأصلَ، بَلْ ِ الأصلُ هوَ الّذي يَحمِلُكَ؟ 19ولكنَّكَ تَقولُ: ((قُطِعَتْ تِلكَ الفُروعُ حتّى أُطعَّمَ أنا! )) 20حسنًا! هيَ قُطِعَتْ لِعَدَمِ إيمانِها، وأنتَ باقٍ لإيمانِكَ، فلا تَفتَخِرْ بَلْ ْ خَفْ. 21فَإن كانَ اللهُ لم يُبقِ على الفُروعِ الطَّبـيعِيَّةِ فهَلْ يُبقي علَيكَ؟ 22فاَعتَبِرْ بِلينِ الله وشِدَّتِهِ فالشِّدَّةُ على الّذينَ سقَطوا، والِّلينُ لكَ إذا ثَبتَّ أهلاً لِهذا الِّلينِ، وإلاَّ فتُقطَعُ أنتَ أيضًا. 23أمَّا هُم، فإذا تَوَقَّفوا عَنْ عدَمِ إيمانِهِم يُطَعِّمَهُمْ اللهُ، لأنَّ اللهَ قادِرٌ على أنْ يُطعِمَّهُم ثانيةً. 24فإذا كانَ اللهُ قَطَعَكَ مِنْ زيتونَةٍ برِّيَّةٍ تَنتَمي إلَيها بِطبيعتِكَ، وطَعَّمَكَ خِلافًا لِطبيعَتِكَ في زيتونَةٍ جيِّدَةٍ، فما أحقَّ الّذينَ يَنتَمونَ إلى زيتونَتِهِم بالطَّبيعَةِ بأنْ يُطعِّمَهُمُ اللهُ فيها.

رحمة الله تشمل الجميع
25
فأنا لا أُريدُ، أيُّها الإخوةُ، أنْ تَجهَلوا هذا السِّرَّ لِئَلاَّ تَحسَبُوا أنفُسَكُم عُقلاءَ، وهوَ أنَّ قِسمًا مِنْ بَني إِسرائيلَ قَسَّى قَلبَهُ إلى أنْ يكمُلَ عَددُ المُؤمِنينَ مِنْ سائِرِ الأُمَمِ. 26وهكذا يَخلُصُ جميعُ بَني إِسرائيلَ، كما جاءَ في الكِتابِ: ((مِنْ صِهيونَ يَجيءُ المُخَلِّصُ ويُزيلُ الكُفرَ عَنْ بَني يَعقوبَ. 27ويكونُ هذا عَهدي لَهُم حينَ أمحو خَطاياهُم)). 28فاليَهودُ مِنْ حيثُ البِشارَةُ هُم أعداءُ الله لِخيرِكُم. وأمَّا مِنْ حيثُ اَختِيارُ اللهِ، فَهُم أحبّاؤُهُ إكرامًا للآباءِ. 29ولا نَدامَةَ في هِباتِ اللهِ ودَعَوتِهِ. 30فكَما عَصَيتُمُ اللهَ مِنْ قَبلُ ورَحِمَكُمُ الآنَ لعِصيانِهِم، 31فكذلِكَ هُمْ عَصَوا اللهَ الآنَ ليَرحَمَهُم كما رَحِمَكُم، 32لأنَّ اللهَ جعَلَ البشَرَ كُلَّهُم سُجناءَ العِصيانِ حتّى يَرحَمَهُم جميعًا. 33ما أعمَقَ غِنى اللهِ وحِكمَتَهُ وعِلْمَه! وما أصعَبَ إدراكَ أحكامِهِ وفَهمَ طُرُقِهِ؟ 34فالكِتابُ يَقولُ: ((مَنِ الّذي عرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ، أو مَنِ الّذي كانَ لَه مُشيرًا؟ 35ومَنِ الّذي بادَرَهُ بالعَطاءِ لِيُبادِلَهُ بِالمِثلِ؟))36فكُلُّ شيءٍ مِنهُ وبِه وإلَيهِ. فَلَهُ المَجدُ إلى الأبدِ. آمين.

 

إن اللّه لم ينبذ إسرائيل
11
فأَقولُ إِذًا: أَتُرى نَبَذَ اللهُ شَعبَه؟ حاشَ لَه! فإِنِّي أَنا إِسرائيِليٌّ مِن نَسْلِ إِبراهيم وسِبْطِ بَنْيامين.2 ما نَبَذَ اللهُ شَعبَه الَّذي عَرَفَه بِسابِقِ عِلمِه. أَوَلا تَعلَمونَ ما قالَ الكِتابُ في إِيِليَّا؟ كَيفَ كانَ يُخاطِبُ اللهَ شاكيًا إِسْرائيلَ فَيَقول:3 (( يا رَبّ، إِنَّهم قَتَلوا أَنبِياءَكَ وهَدَموا مَذابِحَكَ وبَقِيتُ أَنا وَحْدي، وهُم يَطلُبونَ نَفْسي )) ؟4 فماذا أُوحِيَ إِلَيه؟ (( إِنِّي استَبقَيتُ لي سَبعَةَ آلافِ رَجُلٍ لم يَجْثوا على رُكَبِهِم لِلبَعْل )).5وكَذلِكَ في الزَّمَنِ الحاضِرِ لا تَزالُ بَقِيَّةٌ مُختارةٌ بِالنِّعمَة.6 فإِذا كانَ الاِختِيارُ بِالنِّعمَة، فلَيسَ هو إِذًا بِالأَعمال، وإِلاَّ لم تَبْقَ النِّعمَةُ نِعمَة.7فمِاذا إِذاً؟ إِنَّ الَّذي يَطْلُبُه إِسرائيلُ لم يَنَلْه ونالَه المُخْتارون. أَمَّا الآخَرون فقَد قَسَت قُلوبُهم8كما وَرَدَ في الكِتاب: (( أَعطاهُمُ اللهُ روحَ بَلادَة، وعُيونًا لِكَيلا يُبصِروا وآذانًا لِكَيلا يَسمَعوا إِلى اليَوم )). 9وقالَ داوُد: (( لِتكُنْ مائِدَتُهم فَخًّا لَهم وشَرَكًا وَحَجَرَ عِثارٍ وجَزاءً . 10 لِتُظلِمْ عُيوُنهم فلا تُبصِر، واجعَلْ ظُهورَهم مُنحَنِيةً أَبَدًا )) . 11فأَقولُ إِذًا: أَتُراهم عَثَروا لِيَسقُطوا سُقوطًا لا قِيامَ بَعدَه؟ مَعاذَ الله! فإِنَّه بِزَلَّتِهِم أَفْضى الخَلاصُ إِلى الوَثَنِيِّينَ لإِِثارةِ الغَيرةِ في إِسرائيل. 12فإِذا آلَت زَلَّتُهم إِلى يُسْرِ العالَم ونُقْصانُهم إِلى يُسْرِ الوَثَنِيِّين، فكَيفَ يَكونُ الأَمْرُ في اكتِمالِهم؟ 13 أَقولُ لَكم أَيُّها الوَثنِيُّون : بِقَدرِ ما أَنا رَسولُ الوَثنِيِّين، أُظهِرُ مَجدَ خِدمَتي 14 لَعلِّي أُثيرُ غَيرَةَ الَّذينَ هم مِن لَحْمي ودَمي فأُخلِّصَ بَعضًا مِنهم. 15فإِذا آلَ إِبْعادُهم إِلى مُصالَحَةِ العالَم، فما يَكونُ قَبولُهم إِلاَّ حَياةً تَنبَعِثُ مِنَ الأموات! 16 وإِذا كانتِ الباكورةُ مُقدَّسة، فالعَجينُ كُلُّه مُقدَّسٌ أَيضًا. وإِذا كانَ الأَصْلُ مُقَدَّساً، فالفُروعُ مُقدَّسةٌ أَيضاً. 17فإِذا قُضِّبَتْ بَعضُ الفُروع، كُنتَ أَنتَ زَيتونَةً بَرِّيَّة فطُعِّمتَ مَكانَها فأَصبَحتَ شَريكًا لَها في خِصْبِ أَصلِ الزَّيتونَة، 18 فلا تَفتَخِرْ على الفُروع. وإِذا افتَخَرتَ، فاذكُرْ أنَّكَ لا تَحمِلُ الأَصْل، بلِ الأَصْلُ يَحمِلُكَ. 19 ولا شَكَّ أَنَّكَ تَقول: (( قُضِّبَت فُروعٌ لأُطعَّمَ أَنا )) .20أَحسَنتَ! إِنَّها قُضِّبَت لِعَدَمِ إِيمانِها، وأَنتَ باقٍ لإِِيمانِكَ، فلا تَتَكبَّرْ بل خَفْ. 21 فإِذا لم يُبقِ اللهُ على الفُروعِ الطَّبيعِيَّة، فلَن يُبْقيَ علَيك. 22 فاَعتَبِرْ بِليِنِ اللهِ وشِدَّتِه: فالشِّدَّةُ على الَّذينَ سقَطوا، ولِينُ اللهِ لَكَ إِذا ثَبَتَّ في هذا اللِّين، وإِلاَّ فتُفصَلُ أَنتَ أَيضًا. 23 أَمَّا همِ فإِذا لم يَستَمِرُّوا في عَدَمِ إِيمانِهم يُطعَّمون، لأَنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُطَعِّمَهمَ ثانِيًا. 24فإِذاكُنتَ قد فُصِلتَ عن زَيتونةٍ بَرِّيَّةٍ وأنتَ تَنتمي إِلَيها بِالطَّبيعة، وطُعِّمتَ خِلافًا لِلطَّبيعَةِ في زَيتونةٍ بُستانِيَّة، فَما أَولى الفُروعَ الطَّبيعِيَّةَ بِأَن تُطَعَّمَ في زَيتونَتِها !

اهتداء إسرائيل
25
فإِنِّي لا أُريدُ، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَجهَلوا هذا السِّرّ، لِئَلاَّ تَعُدُّوا أَنفُسَكم مِنَ العُقَلاء: إِنَّ قَساوةَ القَلْبِ الَّتي أَصابَت قِسمًا مِن إسرائيلَ ستَبْقى إِلى أَن يَدخُلَ الوَثنِيُّونَ بِكامِلهم ، 26 وهكذا يَنالُ الخَلاصَ إِسرائيلُ بأَجمَعِه، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( مِن صِهْيونَ يَأتي المُنقِذُ ويَصرِفُ كُلَّ كُفْرٍ عن يَعْقوب. 27ويَكونُ هذا عَهْدي لَهم حينَ أُزيلُ خَطاياهم )). 28 أَمَّا مِن حَيثُ البشارةْ، فهُم أَعداءٌ لِخَيرِكم، وأَمَّا مِن حَيثُ الاِخَتِيار، فهُم مَحْبوبونَ بِالنَّظرِ إِلى الآباء. 29فلا رَجعَةَ في هِباتِ اللهِ ودَعوَتِه. 30 فكَما أَنَّكم عَصَيتُمُ اللهَ قَبْلاً ونِلتُمُ الآنَ رَحمَةً مِن جَرَّاءِ عِصْيانِهم، 31 فكذلِك هُم أَيضًا عَصَوُا الآنَ مِن جَرَّاءِ ما أُوتيتُم مِنَ الرَّحمَة لِينَالوا هم أَيضاً رَحمَة، 32 لأَنَّ اللهَ أَغلَقَ على جَميعِ النَّاسِ في العِصْيانِ لِيَرحَمَهم جَميعًا. 33 ما أَبْعدَ غَورَ غِنى اللهِ وحِكمَتِه وعِلمِه! وما أَعسَرَ إِدراكَ أَحكامِه وتَبيُّنَ طُرُقِه! 34 (( فمَنِ الَّذي عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ أَو مَنِ الَّذي كانَ لَه مُشيراً 35 ومَنِ الَّذي تَقًدَّمهُ بِالعَطاءِ فيُكافَأَ علَيه؟ )) 36 فكُلُّ شَيءٍ مِنه وبِه وإِليه. لَه المَجْدُ أَبَدَ الدُّهور. آمين.

 

هل رفض الله شعبه القديم؟

11

وَهُنَا أَقُولُ: هَلْ رَفَضَ اللهُ شَعْبَهُ؟ حَاشَا! فَأَنَا أَيْضاً إِسْرَائِيلِيٌّ، مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ وَمِنْ سِبْطِ بَنْيَامِينَ. 2إِنَّ اللهَ لَمْ يَرْفُضْ شَعْبَهُ الَّذِي كَانَ قَدِ اخْتَارَهُ. أَمَا تَعْلَمُونَ مَا يَقُولُهُ الْكِتَابُ فِي أَمْرِ إِيلِيَّا لَمَّا رَفَعَ إِلَى اللهِ شَكْوَى عَلَى إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: 3«يَارَبُّ؟ قَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ، وَهَدَمُوا مَذَابِحَكَ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي!» 4وَلكِنْ، مَاذَا كَانَ الْجَوَابُ الإِلَهِيُّ لَهُ؟: «أَبْقَيْتُ لِنَفْسِي سَبْعَةَ آلافِ رَجُلٍ لَمْ يَحْنُوا رُكْبَةً لِلْبَعْلِ!» 5فَكَذَلِكَ، فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ، مَاتَزَالُ بَقِيَّةٌ اخْتَارَهَا اللهُ بِالنِّعْمَةِ. 6وَلكِنْ، بِمَا أَنَّ ذَلِكَ قَدْ تَمَّ بِالنِّعْمَةِ، فَلَيْسَ بَعْدُ عَلَى أَسَاسِ الأَعْمَالِ، وَإِلاَّ فَلَيْسَتِ النِّعْمَةُ نِعْمَةً بَعْدُ. 7فَمَا الْخُلاَصَةُ إِذاً؟ إِنَّ مَا يَسْعَى إِلَيْهِ إِسْرَائِيلُ لَمْ يَنَالُوهُ، بَلْ نَالَهُ الْمُخْتَارُونَ مِنْهُمْ، وَالْبَاقُونَ عَمِيَتْ بَصَائِرُهُمْ، 8وَفْقاً لِمَا قَدْ كُتِبَ: «أَلْقَى اللهُ عَلَيْهِمْ رُوحَ خُمُولٍ وَأَعْطَاهُمْ عُيُوناً لاَ يُبْصِرُونَ بِهَا، وَآذَاناً لاَ يَسْمَعُونَ بِهَا، حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ». 9كَذَلِكَ يَقُولُ دَاوُدُ: «لِتَصِرْ لَهُمْ مَائِدَتُهُمْ فَخّاً وَشَرَكاً وَعَقَبَةً وَعِقَاباً. 10لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ كَيْ لاَ يُبْصِرُوا، وَلْتَكُنْ ظُهُورُهُمْ مُنْحَنِيَةً دَائِماً!»

 

خلاص الأمم

11فَأَقُولُ إِذاً: هَلْ تَعَثَّرُوا لِكَيْ يَسْقُطُوا أَبَداً؟ حَاشَا! بَلْ بِسَقْطَتِهِمْ تَوَفَّرَ الْخَلاَصُ لِلأُمَمِ، لَعَلَّ ذلِكَ يُثِيرُ غَيْرَتَهُمْ. 12فَإِذَا كَانَتْ سَقْطَتُهُمْ غِنًى لِلْعَالَمِ، وَخَسَارَتُهُمْ غِنًى لِلأُمَمِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى يَكُونُ اكْتِمَالُهُمْ...؟ 13فَإِنِّي أُخَاطِبُكُمْ، أَنْتُمُ الأُمَمَ، بِمَا أَنِّي رَسُولٌ لِلأُمَمِ، مُمَجِّداً رِسَالَتِي، 14لَعَلِّي أُثِيرُ غَيْرَةَ بَنِي جِنْسِي فَأُنْقِذَ بَعْضاً مِنْهُمْ. 15فَإِذَا كَانَ إِبْعَادُهُمْ فُرْصَةً لِمُصَالَحَةِ الْعَالَمِ، فَمَاذَا يَكُونُ قَبُولُهُمْ إِلاَّ حَيَاةً مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ؟ 16وَإِذَا كَانَتِ الْقِطْعَةُ الأُولَى مِنَ الْعَجِينِ مُقَدَّسَةً، فَالْعَجِينُ كُلُّهُ مُقَدَّسٌ؛ وَإِذَا كَانَ أَصْلُ الشَّجَرَةِ مُقَدَّساً، فَالأَغْصَانُ أَيْضاً تَكُونُ مُقَدَّسَةً. 17فَإِذَا كَانَتْ بَعْضُ أَغْصَانِ الزَّيْتُونَةِ قَدْ قُطِعَتْ، ثُمَّ طُعِّمْتَ فِيهَا وَأَنْتَ مِنْ زَيْتُونَةٍ بَرِّيَّةٍ، فَصِرْتَ بِذَلِكَ شَرِيكاً فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَغِذَائِهَا، 18فَلاَ تَفْتَخِرْ عَلَى بَاقِي الأَغْصَانِ. وَإِنْ كُنْتَ تَفْتَخِرُ، فَلَسْتَ أَنْتَ تَحْمِلُ الأَصْلَ، بَلْ هُوَ يَحْمِلُكَ. 19وَلكِنَّكَ قَدْ تَقُولُ: «تِلْكَ الأَغْصَانُ قَدْ قُطِعَتْ لأُطَعَّمَ أَنَا!» 20صَحِيحٌ! فَهِيَ قُطِعَتْ لِسَبَبِ عَدَمِ الإِيمَانِ، وَأَنْتَ إِنَّمَا تَثْبُتُ بِسَبَبِ الإِيمَانِ. فَلاَ يَأْخُذْكَ الْغُرُورُ، بَلْ خَفْ 21إِنَّ اللهَ رُبَّمَا لاَ يُبْقِي عَلَيْكَ مَادَامَ لَمْ يُبْقِ عَلَى الأَغْصَانِ الأَصْلِيَّةِ. 22فَتَأَمَّلْ إِذاً لُطْفَ اللهِ وَشِدَّتَهُ: أَمَّا الشِّدَّةُ، فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا؛ وَأَمَّا لُطْفُ اللهِ فَمِنْ نَحْوِكَ مَادُمْتَ تَثْبُتُ فِي اللُّطْفِ. وَلَوْ لَمْ تَكُنْ ثَابِتاً، لَكُنْتَ أَنْتَ أَيْضاً تُقْطَعُ. 23وَهُمْ أَيْضاً، إِنْ كَانُوا لاَ يَثْبُتُونَ فِي عَدَمِ الإِيمَانِ، سَوْفَ يُطَعَّمُونَ، لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُطَعِّمَهُمْ مِنْ جَدِيدٍ. 24فَإِذَا كُنْتَ أَنْتَ قَدْ قُطِعْتَ مِنَ الزَّيْتُونَةِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي تَنْتَمِي إِلَيْهَا أَصْلاً، وَطُعِّمْتَ خِلافاً لِلْعَادَةِ فِي الزَّيْتُونَةِ الْجَيِّدَةِ، فَكَمْ بِالأَحْرَى هَؤُلاَءِ، الَّذِينَ هُمْ أَغْصَانٌ أَصْلِيَّةٌ، سَوْفَ يُطَعَّمُونَ فِي زَيْتُونَتِهِمِ الْخَاصَّةِ.

 

رحمة الله متاحة للجميع

25فَإِنِّي لاَ أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ يَخْفَى عَلَيْكُمْ هَذَا السِّرُّ، لِكَيْ لاَ تَكُونُوا حُكَمَاءَ فِي نَظَرِ أَنْفُسِكُمْ، وَهُوَ أَنَّ الْعَمَى قَدْ أَصَابَ إِسْرَائِيلَ جُزْئِيّاً إِلَى أَنْ يَتِمَّ دُخُولُ الأُمَمِ كُلِّيّاً. 26وَهَكَذَا، سَوْفَ يَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ، وَفْقاً لِمَا قَدْ كُتِبَ: «إِنَّ الْمُنْقِذَ سَيَطْلُعُ مِنْ صِهْيَوْنَ وَيَرُدُّ الإِثْمَ عَنْ يَعْقُوبَ. 27وَهَذَا هُوَ الْعَهْدُ مِنِّي لَهُمْ حِينَ أُزِيلُ خَطَايَاهُمْ». 28فَفِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالإِنْجِيلِ، هُمْ أَعْدَاءُ اللهِ مِنْ أَجْلِكُمْ. وَأَمَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالاخْتِيَارِ الإِلهِيِّ فَهُمْ مَحْبُوبُونَ مِنْ أَجْلِ الآبَاءِ. 29فَإِنَّ اللهَ لاَ يَتَرَاجَعُ أَبَداً عَنْ هِبَاتِهِ وَدَعْوَتِهِ. 30وَالْوَاقِعُ أَنَّهُ كَمَا كُنْتُمْ أَنْتُمْ فِي الْمَاضِي غَيْرَ مُطِيعِينَ لِلهِ، وَلَكِنَّكُمُ الآنَ نِلْتُمُ الرَّحْمَةَ مِنْ جَرَّاءِ عَدَمِ طَاعَتِهِمْ هُمْ، 31فَكَذَلِكَ الآنَ هُمْ غَيْرُ مُطِيعِينَ لِلهِ. لِيَنَالُوا هُمْ أَيْضاً الرَّحْمَةَ، مِنْ جَرَّاءِ الرَّحْمَةِ الَّتِي نِلْتُمُوهَا أَنْتُمْ. 32فَإِنَّ اللهَ حَبَسَ الْجَمِيعَ مَعاً فِي عَدَمِ الطَّاعَةِ لِكَيْ يَرْحَمَهُمْ جَمِيعاً.

33فَمَا أَعْمَقَ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتَهُ وَعِلْمَهُ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ التَّتَبُّعِ ! 34«لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ كَانَ لَهُ مُشِيراً؟ 35أَوْ مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئاً حَتَّى يُرَدَّ لَهُ؟» 36فَإِنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ شَيْءٍ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِين!

 

انتباذ إسرائيل الى حين ريثما ترجع الامم
11
فأََقولُ إِذنْ: أوَ يكونُ اللهُ قد نَبَذَ شَعْبَه؟ كلاَّ، وحاشا! فإِنِّي أََنا أََيضًا إِسرائيليٌّ، مِن ذُرِّيَّةِِ إِبراهيمَ وسِبْطِ بَنْيامين. 2 لا، لَمْ يَنْبذُِ اللهُ شَعْبَهُ الذي سَبَقَ فميَّزهُ. أَوَلا تَعلمونَ ماذا يقولُ الكتابُ في إِيليَّا، كَيْفَ تشكَّى الى اللهِ مِنْ إِسرائيل؟ 3 "يا ربُّ، لَقد قَتلوا أَنبياءَكَ، وقَوَّضوا مذابِحَكَ، وبَقِيتُ أَنا وَحْدي، وهُمْ يَطْلُبونَ نَفْسي". 4 ولكِنْ، بِمَ يُجيبُهُ الوحيُ؟ "إِنِّي أََبْقَيْتُ لِنَفْسي سَبْعَةَ آلافِ رَجُلٍ، لم يَحْنُوا رُكْبَةً لِلْبَعْل". 5 فكذلكَ الأَمْرُ أَيضًا في الزَّمانِ الحاضر؛ فَلَقد بَقِيتْ بقيَّةٌ، على حَسبِ اخْتيارِ النِّعْمة. 6 فإِنْ كانَ ذلكَ بالنِّعْمَةِ، فليسَ إِذن بالأَعْمال؛ وإِِلاَّ فلَيْستِ النِّعْمةُ نِعمةً بَعْد. 7 فماذا إِذَن؟ إِنَّ ما يَطْلُبُهُ إِسرائيلُ لم يَنَلْهُ؛ إِنَّما نالَهُ المُخْتارون. وأََمَّا الباقونَ فتصلَّبوا، 8 على ما هوَ مكتوب: "أََعطاهُم اللهُ رُوحَ سُباتٍ، عُيونًا لكي لا يُبْصِروا وآذانًا لكي لا يَسْمَعوا، حتَّى هذا اليوم". 9 وداودُ يَقول: "لِِتكُنْ مائدَتُهم فَخًّا لَهم وشَرَكًا، ومَعْثَرَةً وجَزاءً! 10 لِتُظْلَمْ عُيونُهم فلا يُبْصِروا! واحْنِ ظُهورَهم كلَّ حين". 11 فأََقولُ إِذَن: هل عَثَروا لكي يَسْقُطوا ((عَلَى الدَّوامِ))؟ كلاَّ، وحاشا! بل بِزَلَّتِهِمْ حَصَلَ الخَلاَصُ لِلأُمَمِ، إِثارَةً لِغيرَتِهم. 12 فإِنْ كانَتْ زَلَّتُهم غِنًى لِلعالَمِ وسُقوطُهم غِنًى لِلأُمَمِ، فكم بالأَحْرى اجْتِماعُهُم! 13 فإنّي أَقولُ لكم، أيُّها الأُمَم: إِنِّي بِوَصْفي رَسُولاً لِلأُمَمِ: أُعَزِّزُ خِدْمَتي، 14 لَعَلِّي أُغيرُ الذينَ هُم مِن لَحْمي وأُخَلِّصُ بَعضًا منهم. 15 لأَنَّهُ إِنْ كانَ انْتِبَاذُهُم مُصالَحَةً للعالَمِ، فماذا يَكونُ قَبولهم إلاَّ حَياةً لِلأَمْوات؟ 16 وإِنْ كانَتِ الباكُورَةُ مقَدَّسةً، فالعَجينُ كذلك؛ وإِنْ كانَ الأَصْلُ مُقدَّسًا فالفُروعُ كذلك. 17 وإِنْ كانَتْ بَعضُ الفروعِ قَد نُزِعَتْ. وكُنتَ، أنتَ الزَّيتونةَ البرِّيَّةَ، قد طُعِّمْتَ فيها فَصِرْتَ شَريكًا في الدَّسَمِ الذي يُؤْتيهِ أًصْلُ الزَّيتونةِ، فلا تَفْتَخِرْ على الفُروع. 18 وإِنِ افْتَخَرْتَ، فَلَسْتَ أَنتَ تحمِلُ الأَصْلَ بلِ الأَصْلُ يَحْمِلُكَ!. 19 ولَقَد تَقول: "إِنَّ بَعضَ الفُروعِ قد نُزِعَتْ لأُطَعِّمَ أَنا". 20 حَسَن! ولكِِنَّها، لِعَدمِ الإِيمانِ قد نُزِعَتْ، وأَنتَ بالإِيمانِ قد ثَبَتَّ. فلا تَسْتَكْبِرْ إذَنْ، بَلْ خَفْ! 21 لأَنَّهُ، إِنْ كانَ اللهُ لم يُبْقِ على الفُروعِ الطَّبيعِيَّةِ فلا يُبْقي عَلَيكَ أََيضًا. 22 فانظرْ إذَنْ لطفَ اللهِ وشِدَّتَهُ؛ أمّا الشِّدّةُ فعلى الذينَ سَقَطوا؛ وأَمَّا لُطْفُ اللهِ فلكَ، إِِنْ ثبتَّ في هذا اللُّطف؛ وإِلاَّ فأَنتَ أَيضًا تُقْطَع. 23 وأَمَّا هم، فإِنْ لم يَسْتِمرُّوا على عَدَمِ الإِيمانِ فإِنَّهُم سَيُطَعَّمُونَ أَيضًا، لأَنَّ اللهَ قادِرٌ أَنْ يَعودَ فَيُطَعِِّمَهُمْ. 24 فإِنْ كنتَ أَنتَ قد قُطِعْتَ منَ الزَّيتونَةِ البرِّيَّةِ التي أَنتَ مِنها بالطَّبعِ، وطُعِّمْتَ، على خِلافِ الطَّبعِ، في زَيتونَةٍ صَريحةٍ، فكم بالأَحْرى هؤُلاءِ الذينَ هُم فُروعٌ طَبيعيَّةٌ، يُطَعَّمُونَ في زَيتونَتِهمِ الخاصَّة! 25 إِنِّي لا أُرِيدُ، أََيُّها الإِخْوَة، أَنْ تَجْهلوا هذا السِّرَّ، لكي لا يُخامِرَكُم عُجْبٌ بِحِكْمَتِكُمْ: إِنَّ التَّصَلُّبَ قد حَصَلَ لجانِبٍ مِنْ إِسْرائيلَ إِلى أَنْ يَدْخُلَ مَجْموعُ الأُمَم؛ 26 وهكذا يَخْلُصُ جميعُ إِسْرائيلَ، على ما هُوَ مَكتوب: "مِنْ صِهْيونَ سَيَأتي المُنْقِذُ، ويَصْرِفُ الكُفْرَ عَنْ يَعقوبَ؛ 27 وهذا يَكونُ عَهْدي لهم حِينَ أُزيلُ خَطاياهُم". 28 فَمِنْ حَيْثُ الإِنجيلُ هُم أَعداءٌ، مِنْ أَجْلِكم؛ وأَمَّا مِنْ حَيثُ الاِختيارُ فهم مَحْبوبونَ، مِنْ أَجْلِ الآباءِ: 29 لأَنَّ مَواهِبَ اللهِ ودَعْوَتَهُ هي بلا نَدامَة. 30 فكما أَنَّكم أَنتم قد عَصَيْتُمُ اللهَ مِنْ قَبْلُ، ونِلْتُمُ الآنَ رَحمةً بسببِ عِصْيانِهم، 31 فكذلكَ هُمْ أَيضًا قد عَصَوُا الآنَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكم، لكي يُرْحَموا هُمْ أََيضًا بِنَوْبَتِهم؛ 32 لأَنَّ اللهَ قد أَغْلَقَ على الجَميعِ في المَعصِيَةِ لكي يَرْحَمَ الجَميع.

خلاصة: حكمة الله سامية
33
فيا لَعُمْقِ غِنى اللهِ وحِكْمَتِهِ وَعِلْمِه! ما أَبعَدَ أَحكامَهُ عَنِ التَّنقيبِ، وَطُرُقَهُ عَنِ الاِسْتِقْصَاء! 34 فمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ ومَنْ كانَ لهُ مُشيرًا؟ 35 مَنْ سَبقَ فأَعْطاهُ، فَيُرَدُّ لَه؟ 36 إِنَّ كُلَّ شَيءٍ هُوَ مِنهُ وبهِ وإِلَيْه. فلَهُ المَجدُ الى الدُّهور! آمين.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ

 1فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. 2وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. 3فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ. 4فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌ 5هَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ وَأَعْضَاءٌ بَعْضاً لِبَعْضٍ كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. 6وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ 7أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ 8أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ الرَّاحِمُ فَبِسُرُورٍ. 9اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. كُونُوا كَارِهِينَ الشَّرَّ مُلْتَصِقِينَ بِالْخَيْرِ 10وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْكَرَامَةِ 11غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الِاجْتِهَادِ حَارِّينَ فِي الرُّوحِ عَابِدِينَ الرَّبَّ 12فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ صَابِرِينَ فِي الضَِّيْقِ مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ 13مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ. 14بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا. 15فَرَحاً مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ. 16مُهْتَمِّينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ اهْتِمَاماً وَاحِداً غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ بَلْ مُنْقَادِينَ إِلَى الْمُتَّضِعِينَ. لاَ تَكُونُوا حُكَمَاءَ عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ. 17لاَ تُجَازُوا أَحَداً عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. 18إِنْ كَانَ مُمْكِناً فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. 19لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. 20فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هَذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ». 21لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.

 

الحياة الجديدة في المسيح
12
فأُناشِدُكُم، أيُّها الإخوةُ، بِرأْفَةِ اللهِ أنْ تَجعَلوا مِنْ أنفُسِكُم ذَبيحةً حَـيَّةً مُقَدَّسَةً مَرضِيَّةً عِندَ اللهِ. فهَذِهِ هِيَ عِبادَتُكُمُ الرُّوحِيَّةُ.2ولا تتَشَبَّهوا بِما في هذِهِ الدُّنيا، بل تَغَيَّروا بِتَجديدِ عُقولِكُم لِتَعرِفوا مَشيئَةَ اللهِ: ما هوَ صالِحٌ، وما هوَ مَرضِيٌّ ، وما هوَ كامِلٌ. 3وأوصي كُلَّ واحدٍ مِنكُم بِفَضلِ النِّعمةِ الموهوبَةِ لي أنْ لا يُغاليَ في تَقديرِ نَفسِهِ. بَلْ أنْ يتَعَقَّلَ في تَقديرِها، على مِقدارِ ما قسَمَ اللهُ لَه مِنَ الإيمانِ.4فكَما أنَّ لَنا أعضاءً كثيرةً في جسَدٍ واحدٍ، ولِكُلِّ عُضوٍ مِنها عَمَلُهُ الخاصُّ بِه،5هكذا نَحنُ في كَثرَتِنا جسَدٌ واحدٌ في المَسيحِ، وكُلُّنا أعضاءٌ بَعضُنا لِبَعضٍ،6ولَنا مَواهِبُ تَختَلِفُ باَختِلافِ ما نِلنا مِنَ النِّعمَةِ: فمَنْ لَه مَوهِبَةُ النُّبوءَةِ فلْيَتَنبَّأْ وفقًا لِلإيمانِ،7ومَنْ لَه مَوهِبَةُ الخِدمةِ فلَيخدُمْ، ومَنْ لَه موهِبَةُ التَّعليمِ فليُعَلِّمْ،8ومَنْ لَه موهِبَةُ الوَعظِ فَليَعِظْ، ومَنْ يُعطي فَليُعطِ بِسَخاءٍ، ومَنْ يَرئِس فَليَرئِسْ باجتِهادٍ، ومَنْ يَرحَم فلْيَرحَمْ بسُرورٍ. 9ولتَكُنِ المَحبَّةُ صادِقَةً. تَجَنَّبوا الشَّرَّ وتَمَسَّكوا بالخيرِ. 10وأحِبّوا بَعضُكُم بَعضًا كإخوةٍ، مُفَضِّلينَ بَعضَكُم على بَعضٍ في الكرامَةِ، 11غَيرَ مُتكاسِلينَ في الاجتهادِ، مُتَّقِدينَ في الرُّوحِ، عامِلينَ للرَّبِّ. 12كونوا فرِحينَ في الرَّجاءِ، صابِرينَ في الضِّيقِ، مُواظِبـينَ على الصَّلاةِ.13ساعِدوا الإخوةَ القِدِّيسينَ في حاجاتِهِم، وداوِموا على ضِيافَةِ الغُرَباءِ. 14بارِكوا مُضطَهِديكُم، بارِكوا ولا تَلعَنوا. 15إفرَحُوا مَعَ الفَرِحينَ وابْكُوا معَ الباكينَ. 16كونوا مُتَّفِقينَ، لا تَتكَبَّروا بَلْ ِ اتَّضِعوا. لا تَحسبوا أنفُسَكُم حُكماءَ. 17لا تُجازوا أحدًا شرّاً بِشَرٍّ، واجتَهِدوا أنْ تعمَلوا الخَيرَ أمامَ جميعِ النّاسِ. 18سالِموا جميعَ النّاسِ إنْ أمكَنَ، على قَدْرِ طاقَتِكُم. 19لا تَنتَقِموا لأنفُسِكُم أيُّها الأحِبّاءُ، بَلْ دَعُوا هذا لِغَضَبِ اللهِ. فالكِتابُ يَقولُ: ((ليَ الانتِقامُ، يَقولُ الرَّبُّ، وأنا الّذي يُجازي)). 20ولكِنْ: ((إذا جاعَ عَدُوُّكَ فأطعِمْهُ، وإذا عَطِشَ فاسقِهِ، لأنَّكَ في عَمَلِكَ هذا تَجمَعُ على رأسِهِ جَمرَ نارٍ)). 21لا تدَعِ الشَّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اغلِبِ الشَّرَّ بالخَيرِ.

 

العبادة الروحية: الحياة الجديدة
12
إِنِّي أُناشِدُكم إِذًا، أَيُّها الإِخوَة، بِحَنانِ اللّهِ أَن تُقَرِّبوا أَشْخاصَكم ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسةً مَرْضِيَّةً عِندَ الله. فهذِه هي عِبادَتُكمُ الرّوحِيَّة.2ولا تَتشَبَّهُوا بِهذِه الدُّنيا، بل تَحَوَّلوا بِتَجَدُّدِ عُقولِكم لِتَتَبيَّنوا ما هي مَشيئَةُ الله، أَي ما هو صالِحٌ وما هو مَرْضِيٌّ وما هو كامِل. 3 أَقولُ لِكُلٍّ مِنكُم بِاسمِ النِّعمَةِ المَوهوبَةِ لي: لا تَذهَبوا في الاعتِدادِ بِأَنفُسِكم مَذهَبًا يُجاوِزُ المَعقول، بل تَعَقَّلوا فتَكونوا مِنَ العُقَلاء، كُلُّ واحِدٍ على مِقْدارِ ما قَسَمَ اللهُ لَه مِنَ الإِيمان.4 فكما أَنَّ لَنا أَعضاءً كَثيرةً في جَسَدٍ واحِد، ولَيسَ لِجَميعِ هذِه الأَعضاءِ عَمَلٌ واحِد،5فكذلِكَ نَحنُ في كَثْرَتِنا جَسَدٌ واحِدٌ في المسيح لأَنَّنا أَعضاءُ بَعضِنا لِبَعْض.6 ولَنا مَواهِبُ تَختَلِفُ بِاختِلافِ ما أُعْطينا مِنَ النِّعمَة: فمَن لَه مَوهِبةُ النُّبُوَّة فلْيَتَنَبَّأْ وَفْقًا لِلإِيمان،7 ومَن لَه مَوهِبةُ الخِدمَة فلْيَخدُمْ، ومَن لَه التَّعْليم فلْيُعَلِّمْ،8 ومَن لَه الوَعْظ فلْيَعِظْ، ومَن أَعْطى فلْيُعطِ بنِيَّةٍ صافِية، ومَن يَرْئِسْ فلْيَرئِسْ بِهِمَّة. ومَن يَرحَم فلْيَرحَمْ بِبَشاشَة،9 ولْتَكُنِ المَحبَّةُ بِلا رِياء. إِِكرَهوا الشَّرَّ والزَموا الخَيْر. 10لِيَوَدًّ بَعضُكم بَعضًا بمَحَبَّةٍ أَخَوِيَّة. تَنافَسوا في إِكرامِ بَعضِكُم لِبَعض. 11 إِعمَلوا لِلرَّبِّ بِهِمَّةٍ لا تَفتُر ورُوحٍ مُتَّقد. 12 كُونوا في الرَّجاءِ فَرِحين وفي الشِّدَّةِ صابِرين وعلى الصَّلاةِ مُواظِبين. 13 كُونوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهِم مُشارِكين وإِلى ضِيافةِ الغُرَباءِ مُبادِرين. 14بارِكوا مُضطَهِديكم، بارِكوا ولا تَلعَنوا. 15إِفرَحوا مع الفَرِحين وابْكوا مع الباكين، 16كونوا مُتَّفِقين، لا تَطمَعوا في المَعالي، بل ميلوا إِلى الوَضيع. (( لا تَحسَبوا أنفُسَكم عُقلاء ))، 17 لا تُبادِلوا أَحَدًا شَرًّا بِشَرّ. (( واحرِصوا على أَن تَعمَلوا الصَّالحاتِ بمرأًى مِن جَميعِ النَّاس )). 18سالِموا جًميعَ النَّاسِ إِن أَمكَن، على قَدْرِ ما الأَمرُ بِيَدِكم. 19لاتَنتَقِموا لأَنْفُسِكم أَيُّها الأَحِبَّاء، بل أَفسِحوا في المَجالِ لِلغَضَب، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( قالَ الرَّبُّ: لِيَ الاِنتِقامُ وأَنا الَّذي يُجازي )) . 20ولكِن إِذا جاعَ عَدُوُّكَ فأَطعِمْهُ، وإِذا عَطِشَ فاسقِه، لأَنَّكَ في عَمَلِكَ هذا تَرْكُمُ على هامَتِه جَمْرًا مُتَّقِدًا )). 21 لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اغلِبِ الشَّرَّ بِالخير.

 

الحياة الجديدة في المسيح

12

لِذَلِكَ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، نَظَراً لِمَرَاحِمِ اللهِ، أَنْ تُقَدِّمُوا لَهُ أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً مُقَدَّسَةً مَقْبُولَةً عِنْدَهُ، وَهِيَ عِبَادَتُكُمْ بِعَقْلٍ. 2وَلاَ تَتَكَيَّفُوا مَعَ هَذَا الْعَالَمِ، بَلْ تَغَيَّرُوا بِتَجْدِيدِ الذِّهْنِ، لِتُمَيِّزُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَقْبُولَةُ الْكَامِلَةُ. 3فَإِنِّي، بِالنِّعْمَةِ الْمَوْهُوبَةِ لِي، أُوْصِي كُلَّ وَاحِدٍ بَيْنَكُمْ أَلاَّ يُقَدِّرَ نَفْسَهُ تَقْدِيراً يَفُوقُ حَقَّهُ، بَلْ أَنْ يَكُونَ مُتَعَقِّلاً فِي تَفْكِيرِهِ، بِحَسَبِ مِقْدَارِ الإِيمَانِ الَّذِي قَسَمَهُ اللهُ لِكُلٍّ مِنْكُمْ. 4فَكَمَا أَنَّ لَنَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَةً، وَلكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ هَذِهِ الأَعْضَاءِ عَمَلٌ وَاحِدٌ، 5فَكَذَلِكَ نَحْنُ الْكَثِيرِينَ جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ، وَكُلُّنَا أَعْضَاءٌ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ. 6وَلكِنْ، بِمَا أَنَّ الْمَوَاهِبَ مُوَزَّعَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمَوْهُوبَةِ لَنَا، (فَلْنُمَارِسْهَا): فَمَنْ وُهِبَ النُّبُوءَةَ، فَلْيَتَنَبَّأْ بِحَسَبِ مِقْدَارِ الإِيمَانِ؛ 7وَمَنْ وُهِبَ الْخِدْمَةَ، فَلْيَنْهَمِكْ فِي الْخِدْمَةِ؛ أَوِ التَّعْلِيمَ، فَفِي التَّعْلِيمِ؛ 8أَوِ الْوَعْظَ، فَفِي الْوَعْظِ؛ أَوِ الْعَطَاءَ، فَلْيُعْطِ بِسَخَاءٍ؛ أَوِ الْقِيَادَةَ، فَلْيَقُدْ بِاجْتِهَادٍ؛ أَوْ إِظْهَارَ الرَّحْمَةِ، فَلْيَرْحَمْ بِسُرُورٍ. 9وَلْتَكُنِ الْمَحَبَّةُ بِلاَ رِيَاءٍ. انْفُرُوا مِنَ الشَّرِّ، وَالْتَصِقُوا بِالْخَيْرِ. 10أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً مَحَبَّةً أَخَوِيَّةً، مُفَضِّلِينَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْكَرَامَةِ. 11لاَ تَتَكَاسَلُوا فِي الاجْتِهَادِ، بَلْ كُونُوا مُلْتَهِبِينَ فِي الرُّوحِ، عَبِيداً خَادِمِينَ لِلرَّبِّ، 12فَرِحِينَ بِالرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضِّيقِ، مُوَاظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ، 13مُتَعَاوِنِينَ عَلَى سَدِّ حَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ، مُدَاوِمِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ. 14بَارِكُوا الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا! 15افْرَحُوا مَعَ الْفَرِحِينَ، وَابْكُوا مَعَ الْبَاكِينَ. 16كُونُوا مُتَوَافِقِينَ بَعْضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ، غَيْرَ مُهْتَمِّينَ بِالأُمُورِ الْعَالِيَةِ، بَلْ مُسَايِرِينَ ذَوِي الْمَرَاكِزِ الْوَضِيعَةِ. لاَ تَكُونُوا حُكَمَاءَ فِي نَظَرِ أَنْفُسِكُمْ. 17لاَ تَرُدُّوا لأَحَدٍ شَرّاً مُقَابِلَ شَرٍّ، بَلِ اجْتَهِدُوا فِي تَقْدِيمِ مَا هُوَ حَسَنٌ أَمَامَ جَمِيعِ النَّاسِ. 18إِنْ كَانَ مُمْكِناً، فَمَادَامَ الأَمْرُ يَتَعَلَّقُ بِكُمْ، عِيشُوا فِي سَلاَمٍ مَعَ جَمِيعِ النَّاسِ. 19لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ دَعُوا الْغَضَبَ لِلهِ، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». 20وَإِنَّمَا «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. فَإِنَّكَ، بِعَمَلِكَ هَذَا تَجْمَعُ عَلَى رَأْسِهِ جَمْراً مُشْتَعِلاً». 21لاَ تَدَعِ الشَّرَّ يَغْلِبُكَ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.

 

ارشادات ووصايا: تكريس الذات لله
12
فأُحَرِّضُكم إِذَنْ، أَيُّها الإِخْوة، بمَرَاحِمِ اللهِ، أَنْ تُقَرِّبوا أَجسادَكم ذَبيحَةً حَيَّةً، مُقَدَّسَةً، مَرْضِيَّةً للهِ؛ تلكَ هِيَ العبادَةُ التي يَقتضيها العَقلُ مِنكم. 2 ولا تَتَشَبَّهوا بهذا العالَم؛ بَلْ تحوَّلوا الى صُورَةٍ أُخْرَى بِتَجْديدِ عَقْلِكُم، لكي يَتَهَيَّأَ لكم أَنْ تُمَيِّزوا ما مَشيئَةُ اللهِ، وما هُوَ صالحٌ، وما يُرْضِيهِ، وما هُوَ كامِل.

واجب التواضع والمحبة
3
فإِنّي أُوصي كلَّ واحِدٍ مِنكم، بالنِّعمةِ المُعْطاةِ لي، أَنْ لا يَعْتَبرَ نَفْسَهُ فَوقَ ما يَليقُ، بَلْ أَنْ يَقْدُرَها حَقَّ قَدْرِها، على حَسَبِ ما قَسَم اللهُ، لكُلِّ واحِدٍ، مِنَ الإِيمان. 4 فإنَّهُ، كما أَنَّ لنا في جَسَدٍ واحِدٍ أَعضاءً كثيرَةً، وليسَ لكلِّ الأَعْضاءِِ عَمَلٌ واحِدٌ، 5 كذلكَ نحنُ الكثيرينَ جَسَدٌ واحِدٌ في المَسيحِ، وكلُّ واحدٍ منَّا عُضْوٌ لِلآخَرين. 6 وإِذْ لنا مَواهبُ مُختلفَةٌ بحَسبِ النِّعمةِ المُعْطاةِ لنا، فَمَنْ أُوتِيَ النُّبوَّةَ ((فَلْيتكلَّم)) بحسَبِ قاعِدَةِ الإِيمان؛ 7 ومَنْس أُوتِيَ الخِدْمَةَ فَلْيُلازِمِ الخِدْمَةَ، 8 والمعلِّمُ التَّعليمَ، والواعظُ الوَعْظَ، والمُتَصَدِّقُ سَلامَةَ النِيَّة، والمُدبِّرُ الاجْتِهادَ، والرَّاحمُ البَشاشَة. 9 وَلْتَكُنِ المَحَبَّةُ بلا رِئاء؛ امقُتوا الشَّرَّ، واعْتَصِموا بالخَير؛ 10 أََحِبُّوا بَعضُكم بعضًا حُبًّا أَخَويًّا، وَلْيحسَبْ كلُّ واحِدٍ الآخَرينَ خَيرًا مِنهُ؛ 11 كونوا على غيرِ تَوانٍ في الغَيْرَةِ، وعلى اضطرامٍ بالرُّوحِ: فأَنتم تَخدُمونَ الربّ؛ 12 وَلْيكُنْ فيكم فرحُ الرَّجاء؛ كونوا صابرينَ في الضِّيقِ، مُواظبينَ على الصَّلاة؛ 13 أُبْذُلوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهم؛ واعْكُفوا على ضيافةِ الغُربَاء. 14 باركوا الذينَ يَضْطَهِدونَكم؛ بارِكوا، ولا تَلْعنوا، 15 إِفْرحوا مَعَ الفَرِحين؛ وابْـكوا مَعَ الباكين؛ 16 كونوا في ما بَيْنَكم على اتِّفاق؛ لا تَتوقُوا الى الأُمورِ الرَّفيعةِ، بل مِيلوا الى الوَضيعة؛ لا تَكونوا حُكَماءَ في عَيْنَيْ أَنْفُسِكُم؛ 17 لا تُكافِئوا أَحدًا على شَرٍّ بشَرّ؛ إِعْتنُوا بفِعلِ الخيرِ أَمامَ جميعِ النَّاس؛ 18 سالِموا جميعَ النَّاسِ إِنْ أَمْكنَ، وما اسْتَطَعْتُم الى ذلكَ سبيلاً؛ 19 لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُم، أَيُّها الأَحبَّاء، بلِ اتْرُكوا مَوْضِعًا للغَضَبِِ. لأَنَّهُ قد كُتِب: "لِيَ الانتقام؛ أَنا أُجازي، يقولُ الرَّبّ". 20 بل ((بالحريّ))، إِنْ جاعَ عدوُّكَ فأَطْعِمْهُ، وإِنْ عَطِشَ فاسْقِهِ؛ فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هذا تَرْكُمُ على رَأْسِهِ جَمْرَ نار. 21 لا تَنْغَلِبْ للشَّرِّ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بالخَيرْ.

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

 

اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ

 1لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِين  الْفَائِقَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ 2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. 3فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفاً لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ 4لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلَكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثاً إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. 5لِذَلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. 6فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هَذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضاً إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذَلِكَ بِعَيْنِهِ. 7فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ. 8لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ. 9لأَنَّ «لاَ تَزْنِ لاَ تَقْتُلْ لاَ تَسْرِقْ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ لاَ تَشْتَهِ» وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: «أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 10اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ. 11هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. 12قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. 13لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. 14بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ.

 

الواجب نحو السلطة
13
على كُلِّ إنسانٍ أنْ يَخضَعَ لأصحابِ السُّلطَةِ، فلا سُلطَةَ إلاَّ مِنْ عِندِ الله، والسُّلطةُ القائِمَةُ هوَ الّذي أقامَها.2فمَنْ قاوَمَ السُّلطَةَ قاوَمَ تَدبيرَ اللهِ، فاَستَحَقَ العِقابَ.3ولا يَخافُ الحُكّامَ مَنْ يَعمَلُ الخَيرَ، بَلْ مَنْ يَعمَلُ الشَّرَّ. أتُريدُ أنْ لا تَخافَ السُّلطَةَ؟ إعمَلِ الخيرَ تَنَلْ رِضاها.4فهِيَ في خِدمَةِ اللهِ لخَيرِكَ. ولكِنْ خَفْ إذا عَمِلْتَ الشَّرَّ، لأنَّ السُّلطَةَ لا تَحمِلُ السَّيفَ باطِلاً. فإذا عاقَبَتْ، فلأنَّها في خِدمَةِ اللهِ لتُنزِلَ غَضبَهُ على الّذينَ يَعمَلونَ الشَّرَّ.5لذلِكَ لا بُدَّ مِنَ الخُضوعِ لِلسُّلطَةِ، لا خَوفًا مِنْ غَضَبِ اللهِ فقط، بَلْ ْ مُراعاةً لِلضَّميرِ أيضًا.6ولِهَذا أنتُم تَدفَعونَ الضَّرائِبَ. فأصحابُ السُّلطَةِ يَخدُمونَ اللهَ حينَ يُواظِبونَ على هذا العَمَلِ.7فأعطُوا كُلَّ واحدٍ حقَّهُ: الضَّريبَةَ لِمَنْ لَه الضَّريبَةُ، والجزيَةَ لِمَنْ لَه الجزيَةُ، والمَهابَةَ لِمَنْ لَه المَهابَةُ، والإِكرامَ لِمَنْ لَه الإِكرامُ.

المحبّة الأخويّة
8
لا يكُنْ علَيكُم لأحدٍ دَيْنٌ إلاَّ مَحبَّةُ بَعضِكُم لِبَعضٍ، فمَنْ أحبَّ غَيرَهُ أتمَّ العمَلَ بالشَّريعةِ. 9فالوصايا الّتي تَقولُ: ((لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسرِقْ، لا تَشتَهِ)) وسِواها مِنَ الوَصايا، تَتلَخَّصُ في هذِهِ الوَصيَّةِ: ((أحِبَّ قَريبَكَ مِثلَما تُحِبُّ نَفسَكَ)). 10فمَنْ أحبَّ قريبَهُ لا يُسيءُ إلى أحدٍ، فالمَحبَّةُ تَمامُ العمَلِ بالشَّريعةِ. 11وأنتُم تَعرِفونَ في أيِّ وَقْتٍ نَحنُ: حانَتْ ساعَتُكُم لتُفيقوا مِنْ نَومِكُم، فالخلاصُ الآنَ أقرَبُ إلَينا مِمَّا كانَ يومَ آمَنَّا. 12تَناهى الَّليلُ واقتَرَبَ النَّهارُ. فلْنَطْرَحْ أعمالَ الظَّلامِ ونَحمِلْ سِلاحَ النّـورِ. 13لِنَسلُك كما يَليقُ السُّلوكُ في النَّهارِ: لا عَربَدَةَ ولا سُكرَ، ولا فُجورَ ولا فَحشَ، ولا خِصامَ ولا حسَدَ. 14بَلْ تَسَلَّحوا بالرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ، ولا تَنشَغِلوا بالجسَدِ لإِشباعِ شَهَواتِه.

 

في الكلام على السلطات
13
لِيَخضَعْ كُلُّ امرِئٍ لِلسُّلُطاتِ الَّتي بأَيدِيها الأَمْر، فلا سُلْطَةَ إِلاَّ مِن عِندِ اللّه، والسُّلُطاتُ القائِمة هو الَّذي أَقامَها .2فمَن عارَضَ السُّلْطَة قاوَمَ النِّظامَ الَّذي أَرادَهُ الله، والمُقاوِمونَ يَجلُبونَ الحُكْمَ على أَنفُسِهم.3 فلا خَوفَ مِنَ الرُّؤَساءِ عِندَما يُفعَلُ الخَير، بل عِندَما يُفعَل الشَّرّ. أَتُريدُ أَلا تَخافَ السُّلْطَة؟ إِفعَلِ الخَيرَ تَنَلْ ثَناءَها،4 فإِنَّها في خِدمَةِ اللّهِ في سَبيلِ خَيرِكَ. ولكِن خَفْ إِذا ، إذا فَعَلتَ الشَّرّ، فإِنَّها لم تَتقلَدِ السَّيفَ عَبَثًا، لأَنَّها في خِدمَةِ اللهِ كَيما تَنتَقِمُ لِغَضَبِه مِن فاعِلِ الشَّرّ. 5 ولِذلِكَ لابُدَّ مِنَ الخُضوع، لا خَوفًا مِنَ الغَضَبِ فَقَط، بل مُراعاةً لِلضَّميرِ أَيضًا.6 ولِذلِكَ تُؤَدُّونَ الضَّرائِب، والَّذينَ يَحْبُونَها هم خَدَمٌ للهِ يَعمَلونَ ذلِكَ بِنَشاط.7 أَدُّوا لِكُلٍّ حَقَّه: الضَّريبَةَ لِمَن لَه الضَّرِيبة، والخَراجَ لِمَن لَه الخَراج، والمَهابةَ لِمَن لَه المَهابَة، والإِكرامَ لِمَن لَه الإِكرام.

المحبة المتبادلة والتنبه المسيحي
8
لا يَكوَننَّ علَيكم لأَحَدٍ دَيْنٌ إلاَّ حُبُّ بَعضِكُم لِبَعْض، فمَن أَحَبَّ غَيرَه أَتَمَّ الشَّريعة،9 فإِنَّ الوَصايا الَّتي تَقول: (( لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشتَهِ )) وسِواها مِنَ الوَصايا، مُجتَمِعةٌ في هذِه الكَلِمَة: (( أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ )). 10 فالمَحبَّةُ لا تُنزِلُ بِالقَريبِ شرًّا، فالمَحبَّةُ إِذًا كَمالُ الشَّريعة. 11هذا وإِنَّكُم لَعالِمونَ بِأَيِّ وَقْتٍ نَحنُ: قد حانَت ساعةُ تَنبَهُّكمِ مِنَ النَّوم، فإِنَّ الخَلاصَ أَقرَبُ إِلَينا الآنَ مِنه يَومَ آمَنَّا. 12قد تَناهى اللَّيلُ واقتَرَبَ اليَوم. فْلنَخلَعْ أَعمالَ الظَّلام ولْنَلبَسْ سِلاحَ النُّور. 13 لِنَسِرْ سيرةً كَريمةً كما نَسيرُ في وَضَحِ النَّهار. لا قَصْفٌ ولا سُكْر، ولا فاحِشَةٌ ولا فُجور، ولا خِصامٌ ولا حَسَد. 14بلِ البَسوا الرَّبَّ يسوعَ المسيح، ولا تُشغَلوا بِالجَسَدِ لِقَضاءِ شَهَواتِه.

 

الخضوع للسلطات

13

عَلَى كُلِّ نَفْسٍ أَنْ تَخْضَعَ لِلسُّلْطَاتِ الْحَاكِمَةِ. فَلاَ سُلْطَةَ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالسُّلْطَاتُ الْقَائِمَةُ مُرَتَّبَةٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ. 2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَةَ، يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَجْلِبُونَ الْعِقَابَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. 3فَإِنَّ الْحُكَّامَ لاَ يَخَافُهُمْ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ بَلْ مَنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ. أَفَتَرْغَبُ إِذَنْ فِي أَنْ تَكُونَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنَ السُّلْطَةِ؟ اعْمَلْ مَا هُوَ صَالِحٌ، فَتَكُونَ مَمْدُوحاً عِنْدَهَا، 4لأَنَّهَا خَادِمَةُ اللهِ لَكَ لأَجْلِ الْخَيْرِ. أَمَّا إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّ السُّلْطَةَ لاَ تَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثاً، إِذْ إِنَّهَا خَادِمَةُ اللهِ، وَهِيَ الَّتِي تَنْتَقِمُ لِغَضَبِهِ مِمَّنْ يَفْعَلُ الشَّرَّ. 5وَلِذَلِكَ، فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ تَخْضَعُوا، لاَ اتِّقَاءً لِلْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ مُرَاعَاةً لِلضَّمِيرِ أَيْضاً. 6فَلِهَذَا السَّبَبِ تَدْفَعُونَ الضَّرَائِبَ أَيْضاً، لأَنَّ رِجَالَ السُّلْطَةِ هُمْ خُدَّامٌ لِلهِ يُوَاظِبُونَ عَلَى هَذَا الْعَمَلِ بِعَيْنِهِ. 7فَأَدُّوا لِكُلِّ وَاحِدٍ حَقَّهُ: الضَّرِيبَةَ لِصَاحِبِ الضَّرِيبَةِ وَالْجِزْيَةَ لِصَاحِبِ الْجِزْيَةِ، وَالاحْتِرَامَ لِصَاحِبِ الاحْتِرَامِ، وَالإِكْرَامَ لِصَاحِبِ الإِكْرَامِ.

 

المحبة الأخوية

8لاَ تَكُونُوا فِي دَيْنٍ لأَحَدٍ، إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً. فَإِنَّ مَنْ يُحِبُّ غَيْرَهُ، يَكُونُ قَدْ تَمَّمَ الشَّرِيعَةَ، 9لأَنَّ الْوَصَايَا «لاَ تَزْنِ، لاَ تَقْتُلْ، لاَ تَسْرِقْ، لاَ تَشْهَدْ زُوراً، لاَ تَشْتَهِ....» وَبَاقِي الْوَصَايَا، تَتَلَخَّصُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: «أَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ!» 10فَالْمَحَبَّةُ لاَ تَعْمَلُ سُوءاً لِلْقَرِيبِ. وَهَكَذَا تَكُونُ الْمَحَبَّةُ إِتْمَاماً لِلشَّرِيعَةِ كُلِّهَا.

11وَفَوْقَ هَذَا، فَأَنْتُمْ تَعْرِفُونَ الْوَقْتَ، وَأَنَّهَا الآنَ السَّاعَةُ الَّتِي يَجِبُ أَنْ نَسْتَيْقِظَ فِيهَا مِنَ النَّوْمِ. فَخَلاَصُنَا الآنَ، أَقْرَبُ إِلَيْنَا مِمَّا كَانَ يَوْمَ آمَنَّا: 12كَادَ اللَّيْلُ أَنْ يَنْتَهِيَ وَالنَّهَارُ أَنْ يَطْلُعَ. فَلْنَطْرَحْ أَعْمَالَ الظَّلاَمِ، وَنَلْبَسْ سِلاَحَ النُّورِ  13وَكَمَا فِي النَّهَارِ، لِنَسْلُكْ سُلُوكاً لائِقاً: لاَ فِي الْعَرْبَدَةِ وَالسُّكْرِ، وَلاَ فِي الْفَحْشَاءِ وَالإِبَاحِيَّةِ، وَلاَ فِي النِّزَاعِ وَالْحَسَدِ. 14وَإِنَّمَا الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ (تَمَثَّلُوا بِهِ)، وَلاَ تَنْشَغِلُوا بِالتَّدْبِيرِ لِلْجَسَدِ لِقَضَاءِ شَهَوَاتِهِ.

 

واجب الخضوع للسلطة المدنية
13
لِيَخْضعْ كلُّ واحدٍ للسُّلُطاتِ المُنْصَّبة؛ فإِنَّهُ لا سُلْطانَ إِلاَّ مِنَ الله؛ والسُّلُطاتُ الكائِنَةُ إِنَّما رَتَّبَها الله. 2 فَمَنْ يُقاومُ السُّلطانَ إِذَنْ، فإِنَّما يُعانِدُ ترتيبَ اللهِ، والمُعانِدونَ يَجْلُبونَ الدَّينونةَ على أََنْفُسِهم؛ 3 لأَنَّ الخَوْفَ مِنَ الحُكَّامِ لا يكونُ عَنِ العَملِ الصَّالحِ بَلْ عَنِ الشِّرِّير. أََفَتَبْتَغي أََنْ لا تَخَافَ مِنَ السُّلْطانِ؟ فافْعَلِ الخيرَ فتكونَ لَدَيْهِ مَمْدوحًا؛ 4 لأَنَّهُ خادِمُ اللهِ لَكَ لِلْخَيْر. وأَمَّا إِنْ فعَلْتَ الشَّرَّ فخَفْ؛ لأَنَّهُ لا يَتَقلَّدُ السَّيفُ عَبَثًا: فإِنَّهُ خادمُ اللهِ، الذي يَنْتَقِمُ ويُنْفِذُ الغَضَبَ على مَنْ يَفْعلُ الشَّرّ. 5 فلذلِكَ يَلْزَمُ الخُضوعُ لا خوفًا مِنَ الغَضَبِ فَقَط، بل مِن أَجْلِ الضَّميرِ أَيضًا. 6 ومِن أجْلِ هذا أَيضًا تُوفونَ الجِزْية: لأنَّ ((الحُكَّامَ)) هم خُدَّامُ الذينَ هَمُّهمُ المُواظَبةُ على الخِدْمة. 7 فأَدُّوا إِذنْ للجميعِ حُقوقَهُم: الجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الجِزْيَةُ، والجِبايَةَ لِمَنْ لَهُ الجبايَةُ، والمهابَةَ لِمَنْ لَهُ المهابةُ، والكَرامَةَ لِمَنْ لهُ الكرامَة.

كمال المحبة
8
لا يكُنْ لأَحدٍ عليكُم حقٌّ ما خَلا المحبَّةَ المتبادَلَة؛ لأَنَّ مَنْ أَحبَّ القريبَ قد أََتَمَّ النَّاموس. 9 فإِنَّ ((هذهِ الوصايا)): "لا تَزنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بالزُّورِ، لا تَشْتَهِ"، وكلَّ وصيَّةٍ أُخرى، تُلَخَّصُ في هذِهِ الكَلمة: "أَحْبِبْ قريبَك كنَفْسِكَ". 10 إِنَّ المحبَّةَ لا تَصْنَعُ بالقريبِ شَرًّا؛ فالمحبَّةُ إِذنْ هيَ تَمامُ النَّاموس.

ضرورة العمل في سرعة بهذه الوصايا
11
هذا، وإِنَّكمُ تَعرِفونَ في أَيِّ زَمانٍ نَحن؛ لَقد حانَتْ ساعةُ اسْتِيقاظِكُم مِنَ النَّوْم؛ لأَنَّ الخلاصَ أَقربُ إِلَيْنا الآنَ مِمَّا كانَ حينَ آمنَّا. 12 لقد تَناهى اللَّيلُ واقْتَرَبَ النَّهار؛ فَلْنَخلَعْ إِذَنْ أَعمالَ الظُّلْمَةِِ، ونَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. 13 لِِنَسْلُكَنَّ سُلوكًا لائقًا، كما يليقُ في وَضحِ النَّهار: لا بالقُصوفِ والسُّكْرِ، ولا بالمضاجِعِ والعَهَرِ، ولا بالخِصامِ والحَسَد؛ 14 بَلِ الْبَسوا الرَّبَّ يَسوعَ المسيحَ، ولا تَهْتَمُّوا بالجَسَدِ لقَضاءِ شَهَواتِه.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ

 1وَمَنْ هُوَ ضَعِيفٌ فِي الإِيمَانِ فَاقْبَلُوهُ لاَ لِمُحَاكَمَةِ الأَفْكَارِ. 2وَاحِدٌ يُؤْمِنُ أَنْ يَأْكُلَ كُلَّ شَيْءٍ وَأَمَّا الضَّعِيفُ فَيَأْكُلُ بُقُولاً. 3لاَ يَزْدَرِ مَنْ يَأْكُلُ بِمَنْ لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَدِنْ مَنْ لاَ يَأْكُلُ مَنْ يَأْكُلُ - لأَنَّ اللهَ قَبِلَهُ. 4مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلَكِنَّهُ سَيُثَبَّتُ لأَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ. 5وَاحِدٌ يَعْتَبِرُ يَوْماً دُونَ يَوْمٍ وَآخَرُ يَعْتَبِرُ كُلَّ يَوْمٍ - فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ: 6الَّذِي يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ فَلِلرَّبِّ يَهْتَمُّ وَالَّذِي لاَ يَهْتَمُّ بِالْيَوْمِ فَلِلرَّبِّ لاَ يَهْتَمُّ. وَالَّذِي يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ يَأْكُلُ لأَنَّهُ يَشْكُرُ اللهَ وَالَّذِي لاَ يَأْكُلُ فَلِلرَّبِّ لاَ يَأْكُلُ وَيَشْكُرُ اللهَ. 7لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يَعِيشُ لِذَاتِهِ وَلاَ أَحَدٌ يَمُوتُ لِذَاتِهِ. 8لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ. 9لأَنَّهُ لِهَذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. 10وَأَمَّا أَنْتَ فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضاً لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ 11لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «أَنَا حَيٌّ يَقُولُ الرَّبُّ إِنَّهُ لِي سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ». 12فَإِذاً كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُعْطِي عَنْ نَفْسِهِ حِسَاباً لِلَّهِ. 13فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضاً بَعْضُنَا بَعْضاً بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهَذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ. 14إِنِّي عَالِمٌ وَمُتَيَقِّنٌ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ نَجِساً بِذَاتِهِ إِلاَّ مَنْ يَحْسِبُ شَيْئاً نَجِساً فَلَهُ هُوَ نَجِسٌ. 15فَإِنْ كَانَ أَخُوكَ بِسَبَبِ طَعَامِكَ يُحْزَنُ فَلَسْتَ تَسْلُكُ بَعْدُ حَسَبَ الْمَحَبَّةِ. لاَ تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذَلِكَ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِهِ. 16فَلاَ يُفْتَرَ عَلَى صَلاَحِكُمْ 17لأَنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْباً بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. 18لأَنَّ مَنْ خَدَمَ الْمَسِيحَ فِي هَذِهِ فَهُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ اللهِ وَمُزَكًّى عِنْدَ النَّاسِ. 19فَلْنَعْكُفْ إِذاً عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ. 20لاَ تَنْقُضْ لأَجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ. كُلُّ الأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ لَكِنَّهُ شَرٌّ لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَأْكُلُ بِعَثْرَةٍ. 21حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْماً وَلاَ تَشْرَبَ خَمْراً وَلاَ شَيْئاً يَصْطَدِمُ بِهِ أَخُوكَ أَوْ يَعْثُرُ أَوْ يَضْعُفُ. 22أَلَكَ إِيمَانٌ؟ فَلْيَكُنْ لَكَ بِنَفْسِكَ أَمَامَ اللهِ! طُوبَى لِمَنْ لاَ يَدِينُ نَفْسَهُ فِي مَا يَسْتَحْسِنُهُ. 23وَأَمَّا الَّذِي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ لأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ.

 

لا تحكم على أخيك
14
إِقبَلْ وا بَينَكُم ضَعيفَ الإيمانِ ولا تُحاكِموهُ على آرائِهِ.2فمِنَ النّـاسِ مَنْ يَرى أنْ يأكُلَ مِنْ كُلِّ شيءٍ، ومِنهُم مَنْ هوَ ضَعيفُ الإيمانِ فَلا يأكُلُ إلاَّ البُقُولَ.3فعلى مَنْ يأكُلُ مِنْ كُلِّ شيءٍ أنْ لا يَحتَقِرَ مَنْ لا يأكُلُ مِثلَهُ، وعلى مَنْ لا يأكُلُ مِنْ كُلِّ شيءٍ أنْ لا يَدينَ مَنْ يأكُلُ مِنْ كُلِّ شيءٍ، لأنَّهُ مَقْبولٌ عِندَ الله.4ومَنْ أنتَ حتّىتَدينَ خادِمَ غَيرِكَ؟ فهوَ في عينِ سَيِّدِهِ يَسقطُ أو يَثْبُتُ. وسيَثبُتُ لأنَّ الرَّبَ قادِرٌ على أنْ يُثبِّتَه. 5ومِنَ النّاسِ مَنْ يُفَضِّلُ يومًا على يومٍ، ومِنهُم مَنْ يُساوي بَينَ الأيّامِ كُلِّها. ولا بأسَ أنْ يَثبُتَ كُلُّ واحدٍ على رأيِه.6لأنَّ مَنْ يُراعي يومًا دُونَ بَقيَّةِ الأيّامِ يُراعيهِ إكرامًا للهِ، ومَنْ يأكُلُ مِنْ كُلِّ شيءٍ يأكُلُ إكرامًا للهِ لأنَّهُ يَشكُرُ اللهَ، ومَنْ لا يأكُلُ مِنْ كُلِّ شيءٍ لا يأكُلُ إكرامًا للهِ ويَشكُرُ اللهَ.7فما مِنْ أحدٍ مِنَّا يَحيا لِنَفسِهِ، وما مِنْ أحدٍ يَموتُ لِنَفسِهِ.8فإذا حَيـينا فللرَّبِّ نَحيا، وإذا مُتنا فللرَّبِّ نَموتُ. وسَواء حَيينا أمْ مُتنا، فللرَّبِّ نَحنُ.9والمَسيحُ ماتَ وعادَ إلى الحياةِ ليكونَ رَبَّ الأحياءِ والأمواتِ. 10فكيفَ يا هذا تَدينُ أخاكَ؟ وكيفَ يا هذا تَحتَقِرُ أخاكَ؟ نَحنُ جميعًا سَنَقِفُ أمامَ مَحكَمَةِ اللهِ، 11والكِتابُ يَقولُ: ((حَيٌّ أنا، يَقولُ الرَّبُّ، لي تَنحَني كُلُّ رُكبَةٍ، وبحَمدِ اللهِ يُسبِّحُ كُلُّ لِسانٍ)). 12وإذًا، فكُلُّ واحدٍ مِنّا سَيُؤدِّي عَنْ نَفسِهِ حِسابًا للهِ.

لا تجعل أخاك يسقط
13
فلا يَحكُمْ بَعضُنا على بَعضٍ، بَلْ ِ الأَولى بِكُم أنْ تَحكُموا بأنْ لا يكونَ أحدٌ حجَرَ عَثرَةٍ أو عائِقًا لأخيهِ، 14وأنا عالِمٌ ومُتَيَقِّنٌ في الرَّبِّ يَسوعَ أنَّ لا شيءَ نَجِسٌ في حَدِّ ذاتِهِ، ولكنَّهُ يكونُ نَجِسًا لِمَنْ يَعتَبِرُهُ نَجِسًا. 15فإذا أسَأْتَ إلى أخيكَ بِما تأكُلُه، فأنتَ لا تَسلُكُ طريقَ المَحبَّةِ. فلا تَجعَلْ مِنْ طَعامِكَ سبَبًا لِهَلاكِ مَنْ ماتَ المَسيحُ لأجلِهِ، 16ولا تُعَرِّضْ ما هوَ خَيرٌ لِكلامِ السُّوءِ. 17فما مَلَكوتُ اللهِ طَعامٌ وشَرابٌ، بَلْ عَدْلٌ وسَلامٌ وفرَحٌ في الرُّوحِ القُدُسِ. 18فَمَنْ خَدَمَ المَسيحَ مِثلَ هذِهِ الخِدمَةِ نالَ رِضى اللهِ وقَبولَ النّاسِ. 19فلنَطْلُبْ ما فيهِ السَّلامُ والبُنيانُ المُشتَرَكُ. 20لا تَهدِمْ عمَلَ اللهِ مِنْ أجلِ الطَّعامِ. كُلُّ شيءٍ طاهِرٌ، ولكِنْ مِنَ السُّوءِ أنْ تكونَ بِما تأكُلُهُ حجَرَ عَثرةٍ لأخيكَ، 21ومِنَ الخَيرِ أنْ لا تأكُلَ لَحمًا ولا تَشرَبَ خَمرًا ولا تَتناوَلَ شيئًا يَصدِمُ أخاكَ. 22فاحتَفِظْ واحفَظْ ما تُؤمِنُ بِه في هذا الأمرِ بَينَكَ وبَينَ اللهِ. هَنيئًا لِمَنْ لا يَحكُمُ على نَفسِهِ إذا عَمِلَ بِما يَراهُ حسَنًا. 23أمَّا الّذي يَرتابُ في ما يأكُلُ، فمَحكومٌ علَيهِ أنَّهُ لا يَعمَلُ هذا عَنْ إيمانٍ. وكُلُّ شيءٍ لا يَصدُرُ عَنْ إيمانٍ فَهوَ خَطيئَةٌ.

 

الأقوياء والضعاف
14
تَقبَّلوا ضَعيفَ الإِيمانِ ولا تُناقِشوا آراءَه.2 هُناكَ مَن هو على يَقينٍ مِن أنَّه يَجوزُ لَه الأَكلُ مِن كُلِّ شَيء، في حينِ أَنَّ الضَّعيفَ لا يَأكُلُ إِلاَّ البُقول.3 فَعَلى الَّذي يَأكُلُ أَلاَّ يَزدَرِيَ مَن لا يأكُل، وعلى الَّذي لا يَأكُلُ أَلاَّ يَدينَ مَن يَأكُل، فإِنَّ اللهَ قد تَقبَّلَه.4مَن أَنتَ لِتَدينَ خادِمَ غَيرِكَ؟ أَثَبَتَ أَم سَقَط، فهذا أَمْرٌ يَعودُ إِلى سَيِّدِه. وإِنَّهُ سَيَثبُت، لأَنَّ الرَّبَّ قادِرٌ عَلى تَثْبيتِه.5 مِنَ النَّاسِ مَن يُمَيِّزُ بَينَ يَومٍ، ويَوم، ومِنهم مَن يُساوي بَينَ الاَيَّامِ كُلِّها. فلْيَكُنْ كُلٌّ مِنهُم على يَقينٍ مِن رَأيِه.6فالَّذي يُراعي الأَيَّامَ فلِلرَّبِّ يُراعيها، والَّذي يأكُلُ مِن كُلِّ شَيءٍ فلِلرَّبِّ يأكُل فإِنَّه يَشكُرُ الله، والَّذي لا يأكُلُ مِن كُلِّ شَيء فلِلرَّبِّ لا يأكُل وإِنَّه يَشكُرُ الله.7 فما مِن أَحَدٍ مِنَّا يَحْيا لِنَفْسِه وما مِن أَحدٍ يَموتُ لِنَفْسِه،8 فإِذا حَيِينا فلِلرَّبِّ نَحْيا، وإِذا مُتْنا فلِلرَّبِّ نَموت : سَواءٌ حَيِينا أَم مُتْنا فإِنَّنا لِلرَّبّ.9 فقَد ماتَ المَسيحُ وعادَ إِلى الحَياة لِيَكونَ رَبَّ الأَمواتِ والأَحْياء.10فَما بالُكَ يا هذا تَدينُ أَخاكَ؟ ومما بالُكَ يا هذا تَزدَري أَخاكَ؟ سَنمثُلُ جَميعًا أمامَ مَحكَمَةِ اللّه. 11فقَد وَرَدَ في الكِتاب: (( يَقولُ الرَّبّ: بِحَقِّي أَنا الحَيّ، لي تَجْثو كُلُّ رُكْبَة، ويَحمَدُ اللهَ كُلُّ لِسان )). 12 إِنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا سيُؤدِّي إِذًا عن نَفْسِه حِسابًا لله. 13 فلْيَكُفَّ بَعضُنا عنِ إِدانَةِ بَعْض، بلِ الأَولى بِكُم أَن تَحكُموا بِأَن لا تَضَعوا أَمامَ أَخيكم سَبَبَ صَدْمٍ أَو عَثرَة. 14 إِنِّي عالِمٌ عِلْمَ اليَقين، في الرَّبِّ يسوع، أَن لا شَيءَ نَجِسٌ في حَدِّ ذاتِه، ولكِن مَن عَدَّ شَيئًا نَجِسًا كانَ لَه نَجِسًا.15فإِذا حَزِنَ أَخوكَ بِتَناوُلِكَ طَعامًا، فلَم تَعُدْ تَسلُكُ سَبيلَ المَحَبَّة. فلا تُهلِكْ بِطَعامِكَ مَن ماتَ المسيحُ لأَجْلِه، 16فلا يُطعَنْ في ما تَنعَمونَ بِه. 17فلَيس مَلَكوتُ اللهِ أَكْلاً وشُرْبًا، بل بِرٌّ وسَلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِ القُدُس. 18 فمَن عَمِلَ لِلمَسيحِ على هذِه الصُّورة هو مَرضِيٌّ عِندَ اللهِ ومُكَرَّمٌ لَدى النَّاس 19فعَلَينا إِذًا أَن نَسْعى إِلى ما غايتُه السَّلامُ والبُنْيانُ المُتَبادَل.20 لا تَهدِمْ صُنْعَ اللهِ مِن أَجْلِ طَعام. كُلُّ شَيءٍ طاهِر، ولكِن مِنَ السُّوءِ أَن يَأكُلَ المَرْءُ فيكونَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِغَيرِه، 21 ومِنَ الخَيرِ أَلا تأكُلَ لَحْمًا ولا تَشرَبَ خَمْرًا ولا تَتناوَلَ شَيئًا يَكونُ حَجَرَ عَثَرَةٍ لأَخيكَ. 22 أَمَّا يَقينُكَ فاحفَظْه في قَرارَةِ نَفْسِكَ أَمامَ الله. طُوبى لِمَن لا يَحكُمُ على نَفْسِه في ما يُقَرِّرُه! 23 وأَمَّا الَّذي تُساوِرُه الشُّكوك، فهو مَحْكومٌ علَيه إِذا أَكَل، لأَنَّه لا يَفعَلُ ذلِكَ عن يَقين. فكُّلُّ شَيءٍ لا يَأتي عن يَقينٍ هو خَطيئَة.

 

لنقبل بعضنا بعضاً

14

وَمَنْ كَانَ ضَعِيفاً فِي الإِيمَانِ، فَاقْبَلُوهُ بَيْنَكُمْ دُونَ أَنْ تُحَاكِمُوهُ عَلَى أَرَائِهِ. 2مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يَأْكُلَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَمَّا الضَّعِيفُ فَيَأْكُلُ الْبُقُولَ. 3فَمَنْ كَانَ يَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ، عَلَيْهِ أَلاَّ يَحْتَقِرَ مَنْ لاَ يَأْكُلُ، وَمَنْ كَانَ لاَ يَأْكُلُ، عَلَيْهِ أَلاَّ يَدِينَ مَنْ يَأْكُلُ، لأَنَّ اللهَ قَدْ قَبِلَهُ. 4فَمَنْ أَنْتَ لِتَدِينَ خَادِمَ غَيْرِكَ؟ إِنَّهُ فِي نَظَرِ سَيِّدِهِ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ. وَلَسَوْفَ يَثْبُتُ، لأَنَّ الرَّبَّ قَادِرٌ أَنْ يُثَبِّتَهُ. 5وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُرَاعِي يَوْماً دُونَ غَيْرِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْتَبِرُ الأَيَّامَ كُلَّهَا مُتَسَاوِيَةً. فَلْيَكُنْ كُلُّ وَاحِدٍ مُقْتَنِعاً بِرَأْيِهِ فِي عَقْلِهِ. 6إِنَّ مَنْ يُرَاعِي يَوْماً مُعَيَّناً، يُرَاعِيهِ لأَجْلِ الرَّبِّ؛ وَمَنْ يَأْكُلُ كُلَّ شَيْءٍ، يَأْكُلُ لأَجْلِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ يُؤَدِّي الشُّكْرَ لِلهِ؛ وَمَنْ لاَ يَأْكُلُ، لاَ يَأْكُلُ لأَجْلِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ يُؤَدِّي الشُّكْرَ لِلهِ. 7فَلاَ أَحَدَ مِنَّا يَحْيَا لِنَفْسِهِ، وَلاَ أَحَدَ يَمُوتُ لِنَفْسِهِ. 8فَإِنْ حَيِينَا، فَلِلرَّبِّ نَحْيَا؛ وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَسَوَاءَ حَيِينَا أَمْ مُتْنَا، فَإِنَّما نَحْنُ لِلرَّبِّ. 9فَإِنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ وَعَادَ حَيّاً لأَجْلِ هَذَا: أَنْ يَكُونَ سَيِّداً عَلَى الأَمْوَاتِ وَالأَحْيَاءِ. 10وَلَكِنْ، لِمَاذَا أَنْتَ تَدِينُ أَخَاكَ؟ وَأَنْتَ أَيْضاً، لِمَاذَا تَحْتَقِرُ أَخَاكَ؟ فَإِنَّنَا جَمِيعاً سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ لِنُحَاسَبَ. 11فَإِنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «أَنَا حَيٌّ، يَقُولُ الرَّبُّ، لِي سَتَنْحَنِي كُلُّ رُكْبَةٍ، وَسَيَعْتَرِفُ كُلُّ لِسَانٍ لِلهِ!» 12إِذاً، كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا سَيُؤَدِّي حِسَاباً عَنْ نَفْسِهِ لِلهِ.

 

لا تجعل أخاك يسقط بسببك

13فَلْنَكُفْ عَنْ مُحَاكَمَةِ بَعْضِنَا بَعْضاً، بَلْ بِالأَحْرَى احْكُمُوا بِهَذَا: أَنْ لاَ يَضَعَ أَحَدٌ أَمَامَ أَخِيهِ عَقَبَةً أَوْ فَخّاً. 14فَأَنَا عَالِمٌ، بَلْ مُقْتَنِعٌ مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّهُ لاَ شَيْءَ نَجِسٌ فِي ذَاتِهِ. أَمَّا إِنِ اعْتَبَرَ أَحَدٌ شَيْئاً مَّا نَجِساً، فَهُوَ نَجِسٌ فِي نَظَرِهِ. 15فَإِنْ كُنْتَ بِطَعَامِكَ تُسَبِّبُ الْحُزْنَ لأَخِيكَ، فَلَسْتَ تَسْلُكُ بَعْدُ بِمَا يَتَّفِقُ مَعَ الْمَحَبَّةِ. لاَ تُدَمِّرْ بِطَعَامِكَ مَنْ لأَجْلِهِ مَاتَ الْمَسِيحُ. 16إِذَنْ، لاَ تُعَرِّضُوا صَلاَحَكُمْ لِكَلاَمِ السُّوءِ. 17إِذْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ بِأَكْلٍ وَشُرْبٍ، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ. 18فَمَنْ خَدَمَ الْمَسِيحَ هَكَذَا، كَانَ مَقْبُولاً عِنْدَ اللهِ وَمَمْدُوحاً عِنْدَ النَّاسِ. 19فَلْنَسْعَ إِذَنْ وَرَاءَ مَا يُؤَدِّي إِلَى السَّلاَمِ وَمَا يُؤَدِّي إِلَى بُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضاً. 20لاَ تُدَمِّرْ عَمَلَ اللهِ بِسَبَبِ الطَّعَامِ! حَقّاً إِنَّ الأَطْعِمَةَ كُلَّهَا طَاهِرَةٌ، وَلكِنَّ الشَّرَّ فِي أَنْ يَأْكُلَ الإِنْسَانُ شَيْئاً يُسَبِّبُ الْعَثْرَةَ. 21فَمِنَ الصَّوَابِ أَلاَّ تَأْكُلَ لَحْماً وَلاَ تَشْرَبَ خَمْراً، وَلاَ تَفْعَلَ شَيْئاً يَتَعَثَّرُ فِيهِ أَخُوكَ. 22أَلَكَ اقْتِنَاعٌ مَّا؟ فَلْيَكُنْ لَكَ ذَلِكَ بِنَفْسِكَ أَمَامَ اللهِ! طُوبَى لِمَنْ لاَ يَدِينُ نَفْسَهُ فِي مَا يَسْتَحْسِنُهُ. 23وَأَمَّا مَنْ يَشُكُّ، فَإِذَا أَكَلَ يُحْكَمُ عَلَيْهِ، لأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ عَنْ إِيمَانٍ. وَكُلُّ مَا لاَ يَصْدُرُ عَنِ الإِيمَانِ، فَهُوَ خَطِيئَةٌ.

 

توجيهات في شأن "الضعفاء"
14
مَنْ كانَ ضعيفًا في الإِيمانِ فاقْبلوهُ بغيرِ مُباحَثَةٍ في الآراء. 2 مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّ لَهُ أَنْ يأْكُلَ مِن كُلِّ شَيءٍ؛ وآخَرُ ضَعيفٌ، لا يَأْكُلُ إِلاَّ بُقولاً. 3 فالذي يَأكُلُ لا يَزْدَرِ مَنْ لا يَأكُل؛ والذي لا يَأكُلُ لا يَدينَنَّ مَن يَأكُلُ، لأَنَّ اللهَ قد قَبِلَه. 4 فأَنتَ مَنْ تَكونُ، فَتَدينَ عَبْدَ غَيْرِك؟ إنَّهُ لِمَوْلاهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُط. بَيْدَ أَنَّهُ سَيَثْبُتُ، لأَنَّ الرَّبَّ قادرٌ أَنْ يُثَبِّتَه. 5 مِنَ النَّاسِ مَنْ يُمَيِّزُ بَيْنَ يَوم ويَوم؛ وآخَرُ يَعْتَبرُ كلَّ الأَيَّامِ على حَدٍّ سَواء. فَلْيَقِمْ كلُّ واحِدٍ على رَأْيِه. 6 فالذي يَهْتَمُّ للأَيَّام فَلِلرَّبِّ يَهْتَمّ؛ ومَنْ يَأكُلْ ((مِنْ كلِّ شَيْءٍ)) فلِلرَّبِّ يَأكُلُ، لأَنَّهُ يَشْكُرُ الله؛ ومَنْ لا يَأكُلْ فلِلرَّبِّ أَيضًا لا يَأكُلُ، وهُوَ أَيضًا يَشْكُرُ الله. 7 فإِنَّهُ ما مِنْ أَحَدٍ منَّا يَحْيا لنَفْسِه؛ ولا أَحدَ يموتُ لِنَفْسِه. 8 فإِنْ حَيِينا فلِلْرَّبِّ نَحْيا؛ وإِنْ مُتْنَا فلِلرَّبِّ نَموت. فسَوَاءٌ حَيِينا إِذَنْ أَمْ مُتْنا فلِلرَّبِّ نَحن. 9 لهذا ماتَ المسيحُ وعادَ حيًّا: ليسودَ الأَمواتَ والأَحياء. 10 فأَنتَ إِذنْ، لِمَ تَدينُ أَخاك؟ وأَنتَ أَيضًا، لِمَ تَزْدَري أَخاك؟ فإِنَّا جَميعًا سَنَقِفُ أَمَامَ مِنْبَرِ اللهِ، 11 لأَنَّهُ مكتوب: "حيٌّ أَنا، يقولُ الربُّ، لي تَجثو كلُّ رُكْبَةٍٍ، وكُلُّ لِسانٍ يُشيدُ بمَجْدِ الله". 12 فَمِنْ ثَمَّ، كُلُّ واحِدٍ مِنَّا يُؤَدِّي حِسابًا للهِِ عَنْ نَفْسِه. 13 فلا يَدِنْ بَعْضُنًا بَعضًا مِنْ بَعْدُ، بَلِ احْكُموا بالحَرِيّ أَنْ لا يوضَعَ للأَخِ مَعْثَرَةٌ أَو شَكّ. 14 إِنّي عالِمٌ وَمُتَيَقِّنٌ في الرَّبِّ يَسوعَ، أَنَّهُ ما مِنْ شَيءٍ نَجِسٌ في ذاتِه؛ بَيْدَ أَنَّ مَنْ يَحْسَبُ شَيْئًا نَجِسًا فَلَهُ يَكُوُن نَجِسًا. 15 فإِنْ كانَ أَخوكَ يَغْتَمُّ مِنْ أَجْلِ طَعامٍ، فَلَسْتَ تَسْلُكُ بَعْدُ بحَسَبِ المَحبَّة. فلا تُهْلِكْ بطَعامِكَ مَنْ لأَجْلِهِ ماتَ المسيح. 16 لا يُفْتَرَ إِذَنْ على ما أَنتُم عليهِ مِنَ الصَّلاحِ؛ 17 لأنَّ ملكوتَ اللهِ ليسَ أَكْلاً ولا شُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وسلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِِ القُدُس. 18 فَمَنْ يَخدُمِ المَسيحَ على هذا النَّحْوِِ، فهوَ مَرْضِيٌّ لَدى اللهِِ، ومَحْمودٌ لدى النَّاس. 19 فَلْنَتَّبِعْ إِذَنْ ما هُوَ للسَّلامِ، وما هُوَ لِبُنْيانِ بعضِنا بعضًا. 20 لا تَنقُضْ عَمَلَ اللهِ من أَجلِ طَعام! لا جَرَمَ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ طاهِر؛ بَيْدَ أَنَّ الإِنْسانَ يُسيءُ العملَ إِذا ما أَكَلَ بِمَعْثَرة. 21 وإِنَّهُ لَحَسنٌ أَن لا تَأْكُلَ لَحمًا، ولا تَشْرَبَ خَمْرًا، ولا تَعمَلَ شَيئًا يَعثُرُ بِهِ أَخوك. 22 أَلَكَ اعْتقادٌ، فَاحْتَفِظْ بِهِ لِنفسِكَ أَمامَ الله. طوبى لِمَنْ لا يَحكُمُ على نَفسِهِ في ما يَسْتَحْسِن! 23 وأَمَّا مَنْ يَأكُلُ، وهُوَ على ارْتِيابٍ، فإِنَّهُ يَحْكُمُ على نَفسهِ، لأَنَّهُ يَتَصَرَّفُ عن غَيرِ عَقيدة؛ وكلُّ ما لَيْسَ عَنْ عَقيدةٍ فهوَ خَطيئة.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ

 1فَيَجِبُ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ أَنْ نَحْتَمِلَ أَضْعَافَ الضُّعَفَاءِ وَلاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا. 2فَلْيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ لِلْخَيْرِ لأَجْلِ الْبُنْيَانِ. 3لأَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ». 4لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ. 5وَلْيُعْطِكُمْ إِلَهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ أَنْ تَهْتَمُّوا اهْتِمَاماً وَاحِداً فِيمَا بَيْنَكُمْ بِحَسَبِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ 6لِكَيْ تُمَجِّدُوا اللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَفَمٍ وَاحِدٍ. 7لِذَلِكَ اقْبَلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً قَبِلَنَا لِمَجْدِ اللهِ. 8وَأَقُولُ: إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ. 9وَأَمَّا الأُمَمُ فَمَجَّدُوا اللهَ مِنْ أَجْلِ الرَّحْمَةِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ سَأَحْمَدُكَ فِي الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ لِاسْمِكَ» 10وَيَقُولُ أَيْضاً: «تَهَلَّلُوا أَيُّهَا الأُمَمُ مَعَ شَعْبِهِ» 11وَأَيْضاً: «سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ الأُمَمِ وَامْدَحُوهُ يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ» 12وَأَيْضاً يَقُولُ إِشَعْيَاءُ: «سَيَكُونُ أَصْلُ يَسَّى وَالْقَائِمُ لِيَسُودَ عَلَى الأُمَمِ. عَلَيْهِ سَيَكُونُ رَجَاءُ الأُمَمِ». 13وَلْيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ كُلَّ سُرُورٍ وَسَلاَمٍ فِي الإِيمَانِ لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 14وَأَنَا نَفْسِي أَيْضاً مُتَيَقِّنٌ مِنْ جِهَتِكُمْ يَا إِخْوَتِي أَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَشْحُونُونَ صَلاَحاً وَمَمْلُوؤُونَ كُلَّ عِلْمٍ قَادِرُونَ أَنْ يُنْذِرَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً. 15وَلَكِنْ بِأَكْثَرِ جَسَارَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ جُزْئِيّاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ كَمُذَكِّرٍ لَكُمْ بِسَبَبِ النِّعْمَةِ الَّتِي وُهِبَتْ لِي مِنَ اللهِ 16حَتَّى أَكُونَ خَادِماً لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ الأُمَمِ مُبَاشِراً لإِنْجِيلِ اللهِ كَكَاهِنٍ لِيَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولاً مُقَدَّساً بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 17فَلِي افْتِخَارٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَةِ مَا لِلَّهِ. 18لأَنِّي لاَ أَجْسُرُ أَنْ أَتَكَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا لَمْ يَفْعَلْهُ الْمَسِيحُ بِوَاسِطَتِي لأَجْلِ إِطَاعَةِ الأُمَمِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ 19بِقُوَّةِ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ بِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. حَتَّى إِنِّي مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى إِللِّيرِيكُونَ قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 20وَلَكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصاً أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لِآخَرَ. 21بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «الَّذِينَ لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ سَيُبْصِرُونَ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا سَيَفْهَمُونَ». 22لِذَلِكَ كُنْتُ أُعَاقُ الْمِرَارَ الْكَثِيرَةَ عَنِ الْمَجِيءِ إِلَيْكُمْ. 23وَأَمَّا الآنَ فَإِذْ لَيْسَ لِي مَكَانٌ بَعْدُ فِي هَذِهِ الأَقَالِيمِ وَلِي اشْتِيَاقٌ إِلَى الْمَجِيءِ إِلَيْكُمْ مُنْذُ سِنِينَ كَثِيرَةٍ 24فَعِنْدَمَا أَذْهَبُ إِلَى اسْبَانِيَا آتِي إِلَيْكُمْ. لأَنِّي أَرْجُو أَنْ أَرَاكُمْ فِي مُرُورِي وَتُشَيِّعُونِي إِلَى هُنَاكَ إِنْ تَمَلَّأْتُ أَوَّلاً مِنْكُمْ جُزْئِيّاً. 25وَلَكِنِ الآنَ أَنَا ذَاهِبٌ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَخْدِمَ الْقِدِّيسِينَ 26لأَنَّ أَهْلَ مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ اسْتَحْسَنُوا أَنْ يَصْنَعُوا تَوْزِيعاً لِفُقَرَاءِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. 27اسْتَحْسَنُوا ذَلِكَ وَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَدْيُونُونَ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الأُمَمُ قَدِ اشْتَرَكُوا فِي رُوحِيَّاتِهِمْ يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدِمُوهُمْ فِي الْجَسَدِيَّاتِ أَيْضاً. 28فَمَتَى أَكْمَلْتُ ذَلِكَ وَخَتَمْتُ لَهُمْ هَذَا الثَّمَرَ فَسَأَمْضِي مَارّاً بِكُمْ إِلَى اسْبَانِيَا. 29وَأَنَا أَعْلَمُ أَنِّي إِذَا جِئْتُ إِلَيْكُمْ سَأَجِيءُ فِي مِلْءِ بَرَكَةِ إِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 30فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي فِي الصَّلَوَاتِ مِنْ أَجْلِي إِلَى اللهِ 31لِكَيْ أُنْقَذَ مِنَ الَّذِينَ هُمْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ وَلِكَيْ تَكُونَ خِدْمَتِي لأَجْلِ أُورُشَلِيمَ مَقْبُولَةً عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ 32حَتَّى أَجِيءَ إِلَيْكُمْ بِفَرَحٍ بِإِرَادَةِ اللهِ وَأَسْتَرِيحَ مَعَكُمْ. 33إِلَهُ السَّلاَمِ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ. آمِينَ.

 

اعملوا ما يرضي الآخرين
15
فعَلَينا نَحنُ الأقوِياءَ في الإيمانِ أنْ نَحتَمِلَ ضُعفَ الضُّعفاءِ، ولا نَطلُبُ ما يُرضي أنفُسَنا،2بَلْ ليَعمَلْ كُلُّ واحدٍ مِنَّا ما يُرضي أخاهُ لِخيرِ البُنيانِ المُشَتَركِ.3وما طلَبَ المَسيحُ ما يُرضي نَفسَهُ، بَلْ ْ كما جاءَ في الكِتابِ: ((شتائِمُالّذينَ يَشتُمونَكَ وقَعَتْ علَيَّ)).4وكُلُّ ما جاءَ قَبلاً في الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ إنَّما جاءَ ليُعَلِّمَنا كيفَ نَحصلُ على الرَّجاءِ بِما في هذِهِ الكُتُبِ مِنَ الصَّبرِ والعَزاءِ.5فليُعطِكُم إلَهُ الصَّبرِ والعَزاءِ اتِّفاقَ الرَأيِ في ما بَينَكُم كما عَلَّمَنا المَسيحُ يَسوعُ،6لِتُمَجِّدوا اللهَ أبا رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ بِقَلبٍ واحدٍ ولِسانٍ واحدٍ.

التبشير بين غير اليهود
7
فاقبَلوا بَعضُكُم بَعضًا لِمَجدِ اللهِ كما قَبِلكُمُ المَسيحُ.8وأنا أقولُ لكُم إنَّ المَسيحَ صارَ خادِمَ اليَهودِ ليُظهِرَ أنَّ اللهَ صادِقٌ ويَفِيَ بِما وعَدَ بِه الآباءَ.9أمَّا غَيرُ اليَهودِ فيُمجِّدونَ اللهَ على رَحمَتِهِ، كما جاءَ في الكِتابِ: ((لذلِكَ أُسبِّحُ بِحَمدِكَ بَينَ الأُمَمِ، وأُرتِّلُ لاَسمِكَ)). 10وجاءَ أيضًا: ((إفرَحي أيَّتُها الأُمَمُ معَ شَعبِ الله! )) 11وأيضًا: ((سَبِّحوا الرَّبَّ يا جميعَ الأُمَمِ! مَجِّدوهُ يا جميعَ الشُّعوبِ! ))12وقالَ إشَعْيا: ((سيَظهَرُ فَرعٌ مِنْ أصلِ يَسَّى، يَقومُ لِيَسودَ الأُمَمَ وعلَيهِ يكونُ رَجاءُ الشُّعوبِ)). 13فلْيغمُرْكُم إلَهُ الرَّجاءِ بالفرَحِ والسَّلامِ في الإيمانِ، حتّى يَفيضَ رَجاؤُكُم بِقُدرَةِ الرُّوحِ القُدُسِ!

خدمة بولس الرسولية
14
فأنا على ثِقَةٍ يا إخوتي بأنَّكُم مُمتَلِئونَ خَيرًا، وأنَّكُم فائِضونَ بالمَعرِفَةِ، قادِرونَ على أنْ يَنصَحَ بَعضُكُم بَعضًا.15ولكِنِّي كَتَبتُ إلَيكُم في بَعضِ الأُمورِ بِكَثيرٍ مِنَ الجُرأَةِ لأنبِّهَكُم إلَيها، وذلِكَ لِلنِّعمَةِ الّتي وهَبَها اللهُ لي 16حتّى أكونَ خادِمَ المَسيحِ يَسوعَ عِندَ غَيرِ اليَهودِ. وأنا أخدُمُ بِشارَةَ اللهِ ككاهِنٍ، فيَصيرُ غَيرُ اليَهودِ قُربانًا مَقبولاً عِندَ اللهِ مُقَدَّسًا بالرُّوحِ القُدُسِ. 17ويَحِقُّ لي، إذًا، أنْ أفتَخِرَ في المَسيحِ يَسوعَ بِخِدمَتي للهِ، 18لأنِّي لا أجرُؤُ أنْ أتكَلَّمَ إلاَّ بِما عَمِلَهُ المَسيحُ على يَدي لِهِدايَةِ غَيرِ اليَهودِ إلى طاعَةِ اللهِ، بالقَولِ والفِعلِ 19وبِقُوَّةِ الآياتِ والمُعجِزاتِ وبِقُدرَةِ رُوحِ اللهِ. مِنْ أُورُشليمَ وما حَولَها إلى اللِّيريكُونَ أكمَلْتُ التَّبشيرَ بالمَسيحِ. 20وكُنتُ حَريصًا أنْ لا أُبَشِّرَ حَيثُ سَمِعَ النّاسُ باَسمِ المَسيحِ، لِئَلاَّ أبنِيَ على أساسِ غَيري، 21فعَمِلتُ بِما جاءَ في الكِتابِ: ((الّذينَ ما بَشَّرَهُم بِه أحدٌ سيُبصِرونَ، والّذينَ ما سَمِعوا بِه سَيَفهمونَ)).

رغبة بولس في زيارة رومة
22
وهذا ما مَنَعَني مِرارًا مِنَ المَجيءِ إلَيكُم. 23أمَّا الآنَ ولا مَجالَ عمَلٍ لي بَعدُ في هذِهِ الأقطارِ، ولي مِنْ عِدَّةِ سِنينَ شَوقٌ إلى المَجيءِ إلَيكُم، 24فأنا أرجو أن أراكُم عِندَ مُروري بِكُم في طريقي إلى إسبانِيَةَ وأستَعينَ بِكُم على السَّفَرِ إلَيها، بَعدَ أنْ أنعَمَ ولو قَليلاً بِلقائِكُم.25ولكِنِّي الآنَ ذاهِبٌ إلى أُورُشليمَ في خِدمَةِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ، 26لأنَّ كنائِسَ مكِدونِـيَّةَ وآخائِيَةَ اَستَحسَنوا أنْ يَتبَرَّعوا بِبَعضِ المَعونةِ لِلمُحتاجينَ مِنَ الإخوَةِ القِدِّيسينَ الّذينَ في أُورُشليمَ.27هُمُ اَستَحسَنوا ذلِكَ وهوَ حَقٌّ علَيهِم، لأنَّهُم شارَكوا أبناءَ سائِرِ الشُّعوبِ في خَيراتِهِمِ الرّوحِيَّةِ فكانَ على هَؤُلاءِ أنْ يَخدِموهُم بِخيراتِهِمِ المادِيَّةِ. 28وبَعدَ أنْ أقومَ بِهذِهِ المهمَّةِ وأُسلِّمَ إلَيهِم تِلكَ المَعونَةَ، أَمُرُّ بِكُم وأنا في طريقي إلى إسبانيَةَ. 29وأعلمُ أنِّي إذا جِئتُ إلَيكُم أجيءُ بِمِلءِ بَركَةِ المَسيحِ. 30فأُناشِدُكُم، أيُّها الإخوةُ، باسمِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ وبِمَحبَّةِ الرُّوحِ، أنْ تُجاهِدوا مَعي بِرَفعِ صَلواتِكُم إلى اللهِ، مِنْ أجلي، 31ليُنقِذَني مِنْ أيدي الخارِجينَ على الإيمانِ في اليَهودِيَّةِ ويَجعلَ خِدمَتي في أُورُشليمَ مَقبولَةً عِندَ الإخوةِ القِدِّيسينَ، 32فأجيءَ إلَيكُم مَسرورًا إنْ شاءَ اللهُ، وأرتاحَ عِندَكُم. 33وليَكُنْ إلَهُ السَّلامِ مَعكُم أجمعينَ. آمين.

 

15 فعَلَينا نَحنُ الأَقوِياء أَن نَحمِلَ ضُعْفَ الَّذينَ لَيسوا بِأَقوِياء ولا نَسْعَ إِلى ما يَطيبُ لأَِنْفُسِنا.2 ولْيَسْعَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا إِلى ما يَطيبُ لِلقَريبِ في سَبيلِ الخَيرِ مِن أَجْلِ البُنْيان.3 فالمسيحُ لم يَطلُبْ ما يَطيبُ لَه، بل كمَا وَرَدَ في الكِتاب: (( تَعْييراتُ مُعَيِّريكَ وَقَعَت عَلَيَّ )).4 فإِنَّ كُلَّ ما كُتِبَ قَبْلاً إِنَّما كُتِبَ لِتَعْليمِنا حتَّى نَحصُلَ على الرَّجاء، بِفَضْلِ ما تأتِينا بِه الكُتُبُ مِنَ الثَّباتِ والتَّشْديد.5فلْيُعطِكُم إِلهُ الثَّباتِ والتَّشْديدِ اتِّفاقَ الآراءِ فيما بَينَكم كَما يَشاءُ المَسيحُ يسوع،6 لِتُمَجِّدوا اللهَ أَبا ربِّنا يسوعَ المسيحِ بِقَلْبٍ واحِدٍ ولِسانٍ واحِد.

القبول الأخوي
7
فتَقَبَّلوا إِذًا بَعضُكُم بَعضاً، كما تَقبَّلَكمُ المسيح، لِمَجْدِ الله.8 وإِنِّي أَقولُ إِنَّ المسيحَ صارَ خادِمَ أَهْلِ الخِتان لِيَفِيَ بِصِدْقِ اللهِ وُيثبتَ المَواعِدَ الَّتي وُعِدَ بِها الآباء.9 أَمَّا الوَثنِيُّون فيُمَجِّدونَ اللهَ على رَحمَتِه، كما وَرَدَ في الكِتاب: (( مِن أَجْلِ ذلِك سأَحمَدُكَ بَينَ الوَثنِيِّين وأُرَتِّلُ لأسْمِكَ )) . 10ووَردَ فيه أَيضًا: (( إِفرَحي أَيَّتُها الأُمَمُ مع شَعْبِه )). 11ووَردَ أَيضًا: (( سبِّحي الرَّبَّ أَيَّتُها الأُمَمُ جَميعًا، وَلْتُثْنِ علَيه جَميعُ الشُّعوب )). 12 وقال أَشَعْيا أَيضًا: (( سيَظهَرُ فَرْعُ يَسَّى، ذاكَ الَّذي يَقومُ لِيَسوسَ الأمَم وعَلَيه تَعقُدُ الأُمَمُ رَجاءَها )). 13لِيَغمُرْكُم إِلهُ الرَّجاءِ بِالفَرَحِ والسَّلامِ في الإِيمان لِتَفيضَ نُفوسُكم رجاءً بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس! .

عمل بولس الرسولي
14
إِنِّي على يَقينٍ في أَمرِكم، يا إِخوَتي، مِن أَنَّكم أَنتُم أَيضًا على قِسْطٍ كَبيرٍ مِنَ كَرَمِ الأَخْلاق، تَغمُرُكم كُلُّ مَعرِفة، قادِرونَ على أَن يَنْصَحَ بَعضُكم بَعضًا. 15 غَيرَ أَنِّي كَتَبتُ إِلَيكُم، في بَعضِ ما كَتَبتُ، بِشَيءٍ مِنَ الجُرأَة لأَُنَبِّهَ ذِكْرَياتِكم، بِحُكمِ النِّعمَةِ الَّتي وَهَبَها اللهُ لي، 16 فأقومَ بِخِدمَةِ المسيحِ يسوعَ لَدى الوَثنِيِّين وأَخدُمَ بِشارَةَ اللهِ خِدمَةً كَهَنوتِيَّة، فيَصيرَ الوَثنِيُّونَ قُرْبانًا مَقبولا عِندَ اللهِ قَدَّسَه الرُّوحُ القُدُس. 17 فمِن حَقِّي إِذًا أَن أَفتَخِرَ في المسيحِ يسوعَ بِخِدمَتي لله، 18 لأَنَِّي ما كُنتُ لأَجرُؤَ أَن أَذكُرَ شَيئًا، لو لم يُجْرِه المسيحُ عن يَدي لِهِدايَةِ الوَثنِيِّينَ إِلى الطَّاعَةِ بِالقَولِ والعَمَل 19 و بِقُوَّةِ الآياتِ والأَعاجيب و بِقُوَّةِ الرُّوح. فمِن أُورَشَليمَ وفي نَواحيها إِلى إِلِّيريكون أَتمَمتُ القِيامَ بِبِشارَةِ المسيح. 20ولقَد عَدَدتُ شَرَفًا لي أَلا أُبَشِّرَ إِلاَّ حَيثُ لم يُذكَرِ اسْمُ المسيح، لِئَلاَّ أَبنيَ على أَساسِ غَيري، 21 فعَمِلتُ بِما وَردَ في الكِتاب: (( الَّذينَ لم يُبشَّروا بِه سيُبصِرون، والَّذينَ لم يَسمَعوا بِه سيَفهَمون )).

أماني بولس
22
وهذا ما حالَ مِرارًا دونَ قُدومي إِلَيكم. 23 أَمَّا الآنَ ولَم يَبْقَ لي مَجالُ عَمَلٍ في هذِه الأَقطار، وأَنا مُنذُ عِدَّةِ سِنينَ مُشتاقٌ إِلى القُدومِ إِلَيكم، 24 فإذا ما انطَلَقتُ إِلى إِسبانِية فإِنِّي أَرْجو أَن أَراكُم عِندَ مُروري بِكُم وأَتلَقَّى عَونَكم على السَّفَرِ إِلَيها، بعدَ أَن أَشْفِيَ غَليلي ولَو قَليلاً بلقائِكم. 25أَمَّا الآن فإِنِّي ذاهِبٌ إِلى أُورَشَليمَ لِخِدمَةِ القِدِّيسين. 26فقَد حَسُنَ لَدى أَهْلِ مَقْدونِيةَ وآخائِية أَن يُسعِفوا الفُقَراءَ مِنَ القِدِّيسينَ الَّذينَ في أُورَشَليم. 27 أَجل، قد حَسُنَ لَدَيْهِم ذلِك وهو حَقٌّ علَيهِم، فإِن كانَ الوَثنِيُّونَ قد شارَكوهم في خَيراتِهِمِ الرُّوحِية، فمِنَ الحَقِّ علَيهِم أَيضًا أَن يَخدُموهم في حاجاتِهمِ المادِّيَّة. 28فإِذا قَضَيتُ هذا الأَمْرَ وسَلَّمْتُ إِلَيهم حَصيلةَ التَّبَرُّعات، مَرَرتُ بِكُم وأَنا ذاهِبٌ إِلى إِسبانِية. 29 وأَعلَمُ أَنِّي إِذا ما جِئتُ إِلَيكم، أَتَيتُكم بِتَمامِ بَرَكَةِ المَسيح. 30فأحُثُّكمَ، أَيُّها الإِخوَة، بِاسمِ ربِّنا يسوعَ المسيح و بِمَحبَّةِ الرُّوح، أَن تُجاهِدوا معي بِصَلَواتِكُمُ الَّتي تَرفَعونَها للهِ مِن أَجْلي، 31 لأَنجُوَ مِن غَيرِ المُؤمِنينَ الَّذينَ في اليَهودِيَّة ولِتَكونَ خِدمَتي لأُورَشَليمَ مَقْبولَةً عِندَ القِدِّيسين، 32 فأَقدَمَ إِلَيكم فَرِحًا وآخُذَ عندَكم قِسْطًا مِنَ الرَّاحَة، إِن شاءَ الله. 33 فلْيَكُنْ إِلهُ السَّلامِ معَكم أَجمَعين. آمين.

 

المسيح هو مِثالُنا

15

وَلكِنْ عَلَيْنَا نَحْنُ الأَقْوِيَاءَ (فِي الإِيمَانِ)، أَنْ نَحْتَمِلَ ضَعْفَ الضُّعَفَاءِ (فِيهِ)، وَأَنْ لاَ نُرْضِيَ أَنْفُسَنَا. 2فَلْيَسْعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لإِرْضَاءِ قَرِيبِهِ مِنْ جِهَةِ مَا هُوَ صَالِحٌ، فِي سَبِيلِ الْبُنْيَانِ. 3فَحَتَّى الْمَسِيحُ لَمْ يَسْعَ لإِرْضَاءِ نَفْسِهِ، بَلْ وَفْقاً لِمَا قَدْ كُتِبَ: «تَعْيِيرَاتُ الَّذِينَ يُعَيِّرُونَكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ». 4فَإِنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ أَنْ كُتِبَ فَإِنَّمَا كُتِبَ لِتَعْلِيمِنَا، حَتَّى يَكُونَ لَنَا رَجَاءٌ بِمَا فِي الْكِتَابِ مِنَ الصَّبْرِ وَالْعَزَاءِ. 5وَلْيُعْطِكُمْ إِلهُ الصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ أَنْ تَكُونُوا مُتَوَافِقِينَ بَعْضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ بِحَسَبِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 6لِكَي تُمَجِّدُوا اللهَ أَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَفَمٍ وَاحِدٍ. 7لِذَلِكَ اقْبَلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً، كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً قَبِلَنَا لِمَجْدِ اللهِ. 8فَإِنِّي أَقُولُ إِنَّ الْمَسِيحَ صَارَ خَادِمَ أَهْلِ الْخِتَانِ إِظْهَاراً لِصِدْقِ اللهِ وَتَوْطِيداً لِوُعُودِهِ لِلآبَاءِ، 9وَإِنَّ الأُمَمَ يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى الرَّحْمَةِ، وَفْقاً لِمَا قَدْ كُتِبَ: «لِهَذَا أَعْتَرِفُ لَكَ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ لاِسْمِكَ!» 10وَأَيْضاً قِيلَ: «افْرَحُوا، أَيُّهَا الأُمَمُ، مَعَ شَعْبِهِ». 11وَأَيْضاً: «سَبِّحُوا الرَّبَّ يَاجَمِيعَ الأُمَمِ، وَلْتُحَمَدْهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ». 12وَيَقُولُ إِشَعْيَاءُ أَيْضاً: «سَيَطْلُعُ أَصْلُ يَسَّى، وَالْقَائِمُ، لِيَسُودَ عَلَى الأُمَمِ: عَلَيْهِ تُعَلِّقُ الشُّعُوبُ الرَّجَاءَ». 13فَلْيَمْلَأْكُمْ إِلهُ الرَّجَاءِ كُلَّ فَرَحٍ وَسَلاَمٍ فِي إِيمَانِكُمْ حَتَّى تَزْدَادُوا رَجَاءً بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ.

 

خدمة بولس الرسولية

14وَأَنَا نَفْسِي أَيْضاً عَلَى يَقِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِأَنَّكُمْ مَشْحُونُونَ صَلاَحاً، وَمُمْتَلِئُونَ بِكُلِّ مَعْرِفَةٍ، وَقَادِرُونَ أَيْضاً عَلَى نُصْحِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً. 15عَلَى أَنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ بِأَوْفَرِ جُرْأَةٍ فِي بَعْضِ الأُمُورِ، مُذَكِّراً لَكُمْ، وَذَلِكَ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي وَهَبَهَا اللهُ لِي. 16وَبِذَلِكَ أَكُونُ خَادِمَ الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمُرْسَلَ إِلَى الأُمَمِ، حَامِلاً إِنْجِيلَ اللهِ وَكَأَنِّي أَقُومُ بِخِدْمَةٍ كَهَنُوتِيَّةٍ، بِقَصْدِ أَنْ تُرْفَعَ لِلهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ تَقْدِمَةٌ تَكُونُ مَقْبُولَةً وَمُقَدَّسَةً بِالرُّوحِ القُدُسِ. 17يَحِقُّ لِي إِذَنْ أَنْ أَفْتَخِرَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِمَا يَعُودُ لِلهِ مِنْ خِدْمَتِي. 18فَمَا كُنْتُ لأَتَجَاسَرَ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ إِلاَّ عَلَى مَا عَمِلَهُ الْمَسِيحُ عَلَى يَدِي لِهِدَايَةِ الأُمَمِ إِلَى الطَّاعَةِ، بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، 19وَبِقُوَّةِ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ، وَبِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. حَتَّى إِنَّنِي، مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا حَتَّى مُقَاطَعَةِ إِلِّيرِيكُونَ، قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ. 20وَكُنْتُ حَرِيصاً عَلَى التَّبْشِيرِ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ قَدْ عُرِفَ اسْمُ الْمَسِيحِ، لِكَيْ لاَ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ وَضَعَهُ غَيْرِي، 21بَلْ كَمَا قَدْ كُتِبَ: «الَّذِينَ لَمْ يُبَشَّرُوا بِهِ سَوْفَ يُبْصِرُونَ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَوْفَ يَفْهَمُونَ».

 

رغبة بولس في زيارة روما

22لِهَذَا السَّبَبِ أَيْضاً كُنْتُ أُعَاقُ عَنِ الْمَجِيءِ إِلَيْكُمْ مِرَاراً كَثِيرَةً. 23أَمَّا الآنَ، فَإِذْ لَمْ يَبْقَ لِي مَجَالٌ لِلْعَمَلِ بَعْدُ فِي هَذِهِ الْمَنَاطِقِ، وَبِي شَوْقٌ شَدِيدٌ إِلَى الْمَجِيءِ إِلَيْكُمْ طَوَالَ هَذِهِ السِّنِينَ الْكَثِيرَةِ، 24فَعِنْدَمَا أَذْهَبُ إِلَى أَسْبَانِيَا أَرْجُو أَنْ أَمُرَّ بِكُمْ، فَأَرَاكُمْ وَتُسَهِّلُونَ لِي مُتَابَعَةَ السَّفَرِ بَعْدَ أَنْ أَتَمَتَّعَ بِلِقَائِكُمْ وَلَوْ لِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ. 25عَلَى أَنِّي الآنَ ذَاهِبٌ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي خِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ. 26ذلِكَ أَنَّ مُؤْمِنِي مُقَاطَعَتَيْ مَقِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَّةَ حَسُنَ لَدَيْهِمْ أَنْ يَجْمَعُوا إِعَانَةً لِلْفُقَرَاءِ بَيْنَ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. 27حَسُنَ لَدَيْهِمْ ذَلِكَ، وَهُمْ فِي دَيْنٍ لأُولئِكَ الْقِدِّيسِينَ: فَإِذَا كَانَ الأُمَمُ قَدِ اشْتَرَكُوا فِي مَا هُوَ رُوحِيٌّ عِنْدَ أُولئِكَ، فَعَلَيْهِمْ أَيْضاً أَنْ يَخْدِمُوهُمْ فِي مَا هُوَ مَادِّيٌّ. 28فَبَعْدَ انْتِهَائِي مِنْ هَذِهِ الْمُهِمَّةِ، وَتسْلِيمِي هَذَا الثَّمَرَ لِلْقِدِّيسِينَ، 29سَأَنْطَلِقُ إِلَى أَسْبَانِيَا، مَارّاً بِكُمْ. وَأَعْلَمُ أَنِّي، إِذَا جِئْتُ إِلَيْكُمْ، فَسَوْفَ أَجِيءُ فِي مِلْءِ بَرَكَةِ الْمَسِيحِ.

30فَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي فِي الصَّلَوَاتِ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِي، 31لِكَيْ أَنْجُوَ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ، وَلِكَيْ تَكُونَ خِدْمَتِي هَذِهِ لِلْقِدِّيسِينَ فِي أُورُشَلِيمَ مَقْبُولَةً عِنْدَهُمْ، 32حَتَّى أَجِيءَ إِلَيْكُمْ فِي فَرَحٍ بِمَشِيئَةِ اللهِ فَأَنْتَعِشَ عِنْدَكُمْ وَأَسْتَرِيحَ. 33وَلْيَكُنْ إِلهُ السَّلاَمِ مَعَكُمْ جَمِيعاً. آمِين!

 

مثال السيد المسيح
15
فَعلَينا، نحنُ الأَقْوياءَ، أَنْ نَحْتَمِلَ أَوْهانَ الضُّعفاءِ، ولا نُرضي أَنفُسَنا. 2 فَلْيُرْضِ كُلُّ واحدٍ مِنَّا القريبَ لِلْخَيرِ، لأَجلِ البُنيان. 3 لأَنَّ المَسيحَ لَمْ يُرْضِ نَفْسَه؛ بَلْ، على ما هُوَ مَكتوب: "تَعْيِيراتُ مُعيِّريكَ وَقَعَتْ عليَّ". 4 فإِنَّ جميعَ ما كُتِبَ مِن قَبْلُ إِنَّما كُتِبَ لِتَعليمِنا، لِيكونَ لنا الرَّجاءُ، بالصَّبرِ وتعزِيَةِ الكُتُب. 5 وَلْيُؤْتِكُمُ إِلهُ الصَّبْرِ والتَّعزيَةِ اتِّفاقَ الآراءِ في ما بَينَكم، بحسَبِ المَسيحِِ يَسوعَ، 6 لِيَتَهَيأََ لكم أَنْ تُمجِّدوا، بنَفْسٍ واحِدَةٍ وفَمٍ واحدٍ، إِلهَ وابا ربِّنا يَسوعَ المَسيح. 7 فاقْبَلوا إِذَنْ بَعْضُكم بعضًا، كما قَبِلَكُمُ المَسيحُ لِمَجْدِ الله. 8 وإِنِّي أُؤَكِّدُ أَنَّ المَسيحَ قد صَارَ خَادِمًا لِلْخِتانِ لأَجْلِ صِدْقِ اللهِ؛ لِِيُحَقِّقََ المواعيدَ للآباء. 9 وأَمَّا الأُمَمُ فتُمَجِّدُ اللهَ مِنْ أَجلِ رَحْمَتِهِ، على ما هُوَ مَكتوب: "لذلكَ أُسَبّحُكَ بَينَ الأُممِ، وأُشيدُ باسْمِكَ". 10 ويَقولُ الكِتابُ أَيضًا: "تَهلَّلوا، أَيُّها الأُمَمُ، مَعَ شَعْبِهِ". 11 وأَيضًا: "سَبِّحوا الرَّبَّ يا جَميعَ الأُمَمِ، وامْدَحُوهُ يا جَميعَ الشُّعوب". 12 وأَشعيا يَقولُ أَيضًا: "سَيأتي أَصْلُ يَسَّى، والقائمُ لِيَسودَ الأُمَمُ؛ بهِ تُنيطُ الأُمَمُ رجاءَها". 13 ولْيُؤْتِكُم إِلهُ الرَّجاءِ مِلْءَ الفَرَحِ والسَّلامِ في الإِيمانِ، حتَّى تَفيضوا رَجاءً بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس.

عواطف بولس نحو الرومانيين
14
أَمَّا أَنا، أَيُّها الإِخْوَة، فإِنّي مُتَيَقِّنٌ مِن قِبَلِكم أَنَّكم مُفْعَمونَ صَلاحًا، مُمتلِئونَ كلَّ مَعرِفَةٍ، قادِرونَ أَنْ يَنْصَحَ بَعضُكم بَعضًا. 15 بَيْدَ أنّي كتبتُ إِليكم، وفي بَعضِ المَواضِع في شَيْءٍ من الجُرْأَة، كمُذكِّرٍ لكم، على مُقْتَضى النِّعمةِ التي وَهَبَنِيها اللهُ 16 لأَكونَ خادمًا للمسيحِ يَسوعَ لدى الأُمَمِ، وأَقومَ بِخِدْمَةِ إِنجيلِ اللهِ المقدَّسَةِ حتَّى يَكونَ قُربانُ الأُمَمِ، وقَد تَقدَّسَّ بالرُّوحِ القُدسِ، مَرْضِيًّا ((لدى الله)). 17 فلي إِذَنْ، في ما هُوَ مِنْ أَمْرِ الخِدْمَةِ للهِ، الفَخْرُ في المَسيحِ يَسوع؛ 18 لأَنِّي لا أَجسُرُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بشَيءٍ مِمَّا لَمْ يُجْرِ المَسيحُ على يَدي، لطاعَةِ الأُمَمِ، بالقَوْلِ والفِعلِ، 19 بِقُوَّة الآياتِ والعجائبِِ، بقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس؛ حتَّى إِنِّي، في كلِّ نَاحِيَةٍ، من أُورَشَليمَ الى إِلِّيرِكونَ، قد أَتْمَمْتُ التَّبشيرَ بإِنجيلِ المَسيحِ. 20 وقد أَبَتْ عليَّ مُرُءَتي أَنْ أُبشِّرَ بالإِنجيلِ حيثُ دُعِيَ اسْمُ المَسيحِ، لئلاَّ أَبنيَ على أَسَاسِ غَيري، 21 على ما هُوَ مَكتوب: "إِنَّ الذينَ لم يُخْبَروا بِهِ سَيَنْظُرونَ، والذينَ لم يَسمعوا سَيَفهمون". 22 لذلكَ مُنِعْتُ مِرارًا كثيرةً من القدومِ إِلَيْكُم. 23 أَمَّا الآنَ، فإذْ لم يَبقَ لي مَكانٌ بَعْدُ في هِذِهِ الأَقاليمِ، وأَنا مُتَشَوِّقٌ مِن سِنينَ كثيرَةٍ أَنْ آتِيَكم، 24 إِذا ما انْطَلَقْتُ الى إِِسْبانِية... فإِنِّي أَرجو أَنْ أُشاهِدَكم عِندَ مُروري، وأَنْ تُشَيِّعوني الى هُناكَ، بَعدَ أَنْ أََتَملاَّكم ولو بَعضَ الشَّيء. 25 أمَّا الآنَ، فأَنا مُنطَلِقٌ الى أُورشليمَ لأَخدُمَ القدِّيسين؛ 26 لأَنَّ مَقْدونِيَةَ وأََخائِيَةَ قدِ اسْتَحْسَنتا أَنْ تَجْمعا صَدَقَةً، لِفُقراءِ القدِّيسينَ الذينَ في أُورشليم. 27 لَقدِ اسْتَحْسَنتا ذلكَ، وإِنَّهُما لَمَدْيونتانِ لَهُم، لأَنَّهُ، إِنْ كانَ الأُمَمُ قدِ اشْتركوا في روحيَّاتِهم، فَيَحِقُّ عَلَيهم أَنْ يخدُموهُم في الجَسَدِيَّاتِ. 28 فإذا ما قضَيتُ هذا الأَمرَ وأَوْدَعتُ في أَيديهم هذهِ الثَّمَرةَ، مَضيتُ الى إِسْبانِيةَ مارًّا بِِكم؛ 29 وأَنا أَعلَمُ أَنّي، إِذا أَتَيتُكم فإِنَّما آتيكم بمِلْءِِ بَرَكاتِ المَسيحِ. 30 بَيدَ أَنّي أََسْأَلُكم، أَيُّها الإِخْوة، بِرَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ وبِمحبَّةِ الرُّوحِ، أََنْ تُجاهِدوا مَعي بالصَّلاة الى اللهِ لأَجلي، 31 لكي أَنْجُوَ مِنَ الكَفَرَةِ الذينَ في اليهوديَّةِ، وتكونَ خِدْمَتي التي أُؤَدِّيها في أُورَشليمَ، مَقبولةً لَدى القدِّيسينَ، 32 فأَقْدَمَ إِليكم مَسْرورًا، وأَسْتريحَ، إِنْ شاءَ اللهُ، في ما بَيْنَكم. 33 وَلْيَكُنْ إِلهُ السَّلامِ مَعكم أَجمعينَ! آمين.

 

 

سميث فان دايك ( المنتشرة )

العربية المبسطة المشتركة

الكاثوليكية - دار المشرق

كتاب الحياة

الترجمة البولسية

اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ

 1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً. 3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ 4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضاً جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ 5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيحِ. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيراً. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِي الْمَسِيحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبَلِّسَ الْمُزَكَّى فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ نَسِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ نَرْكِسُّوسَ الْكَائِنِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا التَّاعِبَتَيْنِ فِي الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ الَّتِي تَعِبَتْ كَثِيراً فِي الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي. 14سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ وَفِلِيغُونَ وَهَرْمَاسَ وَبَتْرُوبَاسَ وَهَرْمِيسَ وَعَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُسَ وَجُولِيَا وَنِيرِيُوسَ وَأُخْتِهِ وَأُولُمْبَاسَ وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كَنَائِسُ الْمَسِيحِ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ. 17وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ خِلاَفاً لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. 18لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ. 19لأَنَّ طَاعَتَكُمْ ذَاعَتْ إِلَى الْجَمِيعِ فَأَفْرَحُ أَنَا بِكُمْ وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ لِلْخَيْرِ وَبُسَطَاءَ لِلشَّرِّ. 20وَإِلَهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعاً. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ. 21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ الْعَامِلُ مَعِي وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وَسُوسِيبَاتْرُسُ أَنْسِبَائِي. 22أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ. 23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُسُ مُضَيِّفِي وَمُضَيِّفُ الْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ وَكَوَارْتُسُ الأَخُ. 24نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ. 25وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ حَسَبَ إِنْجِيلِي وَالْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ حَسَبَ إِعْلاَنِ السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُوماً فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ 26وَلَكِنْ ظَهَرَ الآنَ وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ الأُمَمِ بِالْكُتُبِ النَّبَوِيَّةِ حَسَبَ أَمْرِ الإِلَهِ الأَزَلِيِّ لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ 27 ِللهِ الْحَكِيمِ وَحْدَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. (كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ رُومِيَةَ مِنْ كُورِنْثُوسَ عَلَى يَدِ فِيبِي خَادِمَةِ كَنِيسَةِ كَنْخَرِيَا)

 

تحيّات خصوصيّة
16
أُوصيكُم بأُختِنا فِـيبَةَ، خادِمَةِ كَنيسةِ كَنخريةَ.2تَقَبَّلوها في الرَّبِّ قَبولاً يَليقُ بِالإخوةِ القِدِّيسينَ، وساعِدوها في كُلِّ ما تَحتاجُ إلَيهِ مِنكُم، لأنَّها أسعَفَتْ كثيرًا مِنَ الإِخوةِ وأسعَفَتْني أنا أيضًا. 3سَلِّموا على بِريسكِلَّةَ وأَكِيلا، مُعاوِنَيَّ في المَسيحِ يَسوعَ،4اللَّذَينِ عَرَّضا حياتَهُما لِلموتِ مِنْ أجلي. وما أنا وَحدي أشكُرُهُما، بَلْ ْ جميعُ كنائِسِ المُؤمنينَ مِنْ غَيرِ اليَهودِ أيضًا.5وسلِّموا أيضًا على الكنيسَةِ الّتي تَجتَمِعُ في بَيتِهِما. سَلِّموا على الحَبيبِ أبينيتُوسَ، أوَّلِ مَنِ اهتَدى في آسيةَ إلى المَسيحِ.6سَلِّموا على مَريَمَ الّتي تَعِبَتْ كثيرًا في خِدمَتِكُم.7سَلِّموا على أندَرُونِيكُوسَ ويونِياسَ، نَسيبَيَّ ورَفيقَيَّ في السِّجنِ، وهُما مِنَ المَشهورينَ بَينَ الرُّسُلِ، بَلْ ِ اَهتَدَيا قَبلي إلى المَسيحِ. 8سَلِّموا على أمبلياتوسَ حَبيبي في الرَّبِّ،9وعلى أُورْبانوسَ مُعاوِنِنا في المَسيحِ، وعلى الحَبيبِ إستاخيسَ. 10سلِّموا على أبُلِّسَ الّذي بَرْهَنَ عَنْ ثَباتِهِ في المَسيحِ. سَلِّموا على أهلِ بَيتِ أرِستوبولُسَ11سَلِّموا على هِيرودِيونَ نَسيبي. سَلِّموا على الّذينَ في الرَّبِّ مِنْ أهلِ بَيتِ نَركيسُّوسَ. 12سَلِّموا على تَريفَينَةَ وتَريفُوسةَ اللّـتينِ تَتْعَبانِ في خِدمَةِ الرَّبِّ. سَلِّموا على بَرسيسَ المَحبوبَةِ الّتي تَعِبَتْ كثيرًا في خِدمَةِ الرَّبِّ. 13سَلِّموا على رُوفُسَ المُختارِ في الرَّبِّ، وعلى أُمِّهِ الّتي هِـيَ كأُمّي. 14سَلِّموا على أسينيكرِتُسَ وفَليغونَ وهَرميسَ وبَتروباسَ وهَرْماسَ وعلى الإخوَةِ الّذينَ معَهُم. 15سَلِّموا على فيلولوغُسَ وجوليا ونيريُوسَ وأُختِهِ، وعلى أولمباسَ وجميعِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ الّذينَ معَهُم. 16لِيُسَلِّم بَعضُكُم على بَعضٍ بِقُبلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. كنائِسُ المَسيحِ كُلُّها تُسَلِّمُ علَيكُم.

توصيات ختاميّة
17
وأُناشِدُكُم، أيُّها الإخوةُ، أنْ تكونوا على حَذَرٍ مِنَ الّذينَ يُثيرونَ الخِلافَ والمَصاعِبَ بِخُروجِهِم على التَّعاليمِ الّتي تَلقَّيْتُموها. اَبتَعِدوا عَنهُم، 18لأنَّ أمثالَ هَؤُلاءِ لا يَخدُمونَ المَسيحَ رَبَّنا، بَلْ بُطونَهُم، ويَخدَعونَ بالتَملُّقِ والكلامِ المَعسولِ بُسَطاءَ القُلوبِ. 19وما مِنْ أحَدٍ إلاَّ عَرَفَ طاعَتكُم، ولِهَذا أنا أفرَحُ بِكُم. ولكِنِّي أُريدُ أنْ تكونوا حُكماءَ في ما هوَ خَيرٌ، أبرياءَ في ما هوَ شَرٌّ. 20وإلهُ السَّلامِ سَيَسحقُ إبليسَ سَريعًا تَحتَ أقدامِكُم. ولتَكُنْ نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ مَعكُم. 21يُسَلِّمُ علَيكُم مُعاوِني تيموثاوسُ وأنسِبائي لُوكِيوسُ وياسُونُ وسُوسيباترُسُ. 22وأنا تَرتيوس، كاتبَ هذِهِ الرِّسالةِ، أُسَلِّمُ علَيكُم في الرَّبِّ. 23ويُسَلِّمُ علَيكُم غايُسُ مُضيفي ومُضيفُ الكنيسةِ كُلِّها. ويُسَلِّمُ علَيكُم أراسْتُسُ، أمينُ صُندوقِ المدينةِ، وأخونا كَوارتُسُ. [24نِعمَةُ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ مَعكُم أجمَعينَ. آمين].

تمجيد
25
المَجدُ لله القادِرِ أن يُثَبِّتَكُم في الإنجيلِ الّذي أعلَنَهُ مُنادِيًا بيَسوعَ المَسيحِ وَفقًا لِلسِّرِّ المُعلَنِ الّذي بَقِيَ مكتومًا مدى الأزَلِ 26وظهَرَ الآنَ بِما كَتبَهُ الأنبياءُ وعرَفتْهُ جميعُ الشُّعوبِ، كما أمَرَ اللهُ الأزَلِيُّ، حتّى يُطيعوا ويُؤمِنوا. 27المَجدُ للهِ الحكيمِ وحْدَهُ، بيَسوعَ المَسيحِ إلى الأبَدِ. آمين.

 

تحيات الى عدة أشخاص
16
أُوْصيكُم بِأُختِنا فَيْبَةَ شَمَّاسةِ كَنيسةِ قَنْخَرِيَّة،2 فتَقبَّلوها في الرَّبِّ قَبولا جَديرًا بِالقِدِّيسين، وأَسعِفوها في كُلِّ ما تَحْتاجُ إِلَيه مِنكم، فقَد حَمَت كَثيرًا مِنَ الإِخوَة وحَمَتْني أَنا أَيضًا. 3 سَلِّموا على بِرِسْقَةَ وأَقيلا مُعاوِنَيَّ في المسيحِ يسوع،4 فقَد عَرَّضا لِلضَّرْبِ عُنْقَيهِما لِيُنقِذا حَياتي. ولَستُ أَنا وَحْدي عارِفًا لَهماُ الجَميل، بل كَنائِسُ الوَثنِيِّينَ كُلُّها لَتَعرِفُه أَيضًا.5 وسَلِّموا أَيضًا على الكَنيسةِ الَّتي تَجتَمِعُ في بَيتِهما. سَلِّموا على حَبيبي أَبَينِطُس باكورَةِ آسِيَةَ لِلمسيح.6 سَلِّموا على مَريَمَ الَّتي أَجهَدَت نَفْسَها كَثيرًا في سَبيلِكم.7 سَلِّموا على أَندَرونيقُس ويُونِياس نَسيبَيَّ وصاَحِبيَّ الأَسْر، فهُما مِن كِبارِ الرُّسُل، بل كانا قَبْلي في المسيح.8 سَلِّموا على أَمْبِلِياطُس حَبيبي في الرَّبّ.9 سَلِّموا على أُرْبانُس مُعاوِنِنا في المسيح، وعلى حَبيبي أَسْطاخُس. 10سلِّموا على أَبَلِّسَ صاحِبِ الفَضيلَةِ المُجَرَّبةِ في المسيحِ. سلِّموا على حَشَمِ أَرسْطُوبولُس. 11سَلِّموا على نَسيبي هيرودِيون. سَلِّموا على حَشَمِ نَرْجِسُّسَ الَّذينَ في الرَّبّ. 12 سَلِّموا على طَروفانِيَةَ وطَروفوسَةَ الَّلتَينِ أَجهَدَتا نَفْسَيهما في الرَّبّ. سَلِّموا على بَرْسيسَ المَحبوبَةِ الَّتي أَجهَدَت نَفْسَها كَثيرًا في الرَّبّ. 13 سَلِّموا على رُوفُسَ المُختارِ في الرَّبّ، وعلى أُمِّه وهيَ أُمِّي أَيضًا. 14سَلِّموا على آسِنْقِريطُس وفَلاغُون وهَرْمِس وبَطْروباس وهَرْماس وعلى الإِخوَةِ الَّذينَ معَهم.15سَلِّموا على فيلولوغُس ويُولِية ونيروس وأُختِه وأُولُمْباس وعلى جَميعِ القِدِّيسينَ الَّذينَ معَهم. 16 لِيُسَلِّمْ بَعضُكُم على بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسة. كَنائِسُ المسيحِ كُلُّها تُسلِّمُ علَيكم. 17 وأَحُثُّكم، أَيُّها الإِخوَة، أَن تَحذَروا الَّذينَ يُثيرونَ الشِّقاق ويُسَببِّونَ العَثَراتِ بِخُروجِهِم على التَّعْليمِ الَّذي أَخَذتُموه. أَعرِضوا عَنهم، 18 فإِنَّ أَمثالَ أُولئِكَ لا يَعمَلونَ لِلمسيحِ رَبِّنا، بل لِبُطونِهِم، ويَخدَعونَ القُلوبَ السَّليمَةَ بِمَعْسولِ كَلامِهِم وتَملُّقِهِم. 19 فقَد عَرَفَ جَميعُ النَّاسِ طاعَتَكم. وإِنِّي أَفرَحُ بِكُم، ولكِنِّي أُريدُ أَن تَكونوا في الخَيرِ حاذِقين ومِنَ الشَّرِّ سالِمين. 20إِنَّ إِلهَ السَّلامِ سَيَسحَقُ الشَيطانَ وَشيكًا تَحتَ أَقدامِكُم. علَيكم نِعمَةُ رَبِّنا يسوع! 21 يُسَلِّمُ علَيكُم مُعاوِني طيموتاوُس وأَنسِبائي لُوقِيوس وياسون وصُوصِيبَطْرُس. 22 وأَنا طَرطِيوس، كاتِبَ هذِه الرِّسالَة، أُسَلِّمُ علَيكم في الرَّبّ. 23 يُسَلِّمُ علَيكُم غايُوس مُضيفي ومُضيفُ الكَنيسةِ كُلِّها. ويُسَلِّمُ علَيكُم أَرَسْطُس، خازِنُ المَدينَة، وأَخونا قُوارْطُس24 (…..)

تمجيد
25
لِذاكَ القادِرِ على أَن يُثَبِّتَكم بِحَسَبِ البِشارَة الَّتي أُعلِنُها مُنادِيًا بِيَسوعَ المسيح وَفْقًا لِسِرٍّ كُشِفَ وقد ظَلَّ مَكْتومًا مَدى الأَزَل 26 فأُعلِنَ الآنَ بكُتُبِ الأَنبِياء وَفقًا لأَمرِ اللهِ الأَزَليّ وبُلِّغَ إِلى جَميعِ أُممِ الوَثنِيَّة لِهِدايَتِها إِلى طاعةِ الإِيمان. 27 للهِ الحَكيمِ وَحدَه لَهُ المَجْدُ بِيَسوعَ المسيح أَبَدَ الدُّهور. آمين .

 

تحيات خاصة

16

وَأُوْصِيكُمْ بِفِيبِي أُخْتِنَا الْخَادِمَةِ فِي كَنِيسَةِ كَنْخَرِيَّا: 2فَاقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ قَبُولاً يَلِيقُ بِالْقِدِّيسِينَ وَقَدِّمُوا لَهَا أَيَّ عَوْنٍ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا هِيَ كَانَتْ مُعِينَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضاً.

3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ، مُعَاوِنَيَّ فِي خِدْمَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 4اللَّذَيْنِ عَرَّضَا عُنُقَيْهِمَا لِلذَّبْحِ إِنْقَاذاً لِحَيَاتِي، وَلَسْتُ أَنَا وَحْدِي شَاكِراً لَهُمَا بَلْ جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ أَيْضاً. 5وَسَلِّمُوا عَلَى الْكَنِيسَةِ فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ، حَبِيبِي الَّذِي هُوَ بَاكُورَةٌ لِلْمَسِيحِ مِنْ مُقَاطَعَةِ أَسِيَّا. 6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي أَجْهَدَتْ نَفْسَهَا كَثِيراً فِي خِدْمَتِنَا مِنْ قِبَلِكُمْ. 7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِيكُوسَ وَيُونِيَاسَ، قَرِيبَيَّ اللَّذَيْنِ سُجِنَا مَعِي، وَهُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ، وَقَدْ كَانَا فِي الْمَسِيحِ قَبْلِي. 8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلْيَاسَ، حَبِيبِي فِي الرَّبِّ. 9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ، مُعَاوِنِنَا فِي خِدْمَةِ الْمَسِيحِ، وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ، حَبِيبِي. 10سَلِّمُوا عَلَى أَبُلِّسَ، الَّذِي بَرْهَنَ عَنْ ثَبَاتِهِ فِي الْمَسِيحِ. سَلِّمُوا عَلَى ذَوِي أَرِسْتُوبُولُوسَ. 11سَلِّمُوا عَلَى هِيرُودِيُونَ، قَرِيبِي. سَلِّمُوا عَلَى ذَوِي نَرْكِيسُوسَ الَّذِينَ فِي الرَّبِّ. 12سَلِّمُوا عَلَى تَرِيفَيْنَا وَتَرِيفُوسَا اللَّتَيْنِ تُجْهِدَانِ نَفْسَيْهِمَا فِي خِدْمَةِ الرَّبِّ. سَلِّمُوا عَلَى بَرْسِيسَ الْمَحْبُوبَةِ، الَّتِي أَجْهَدَتْ نَفْسَهَا كَثِيراً فِي خِدْمَةِ الرَّبِّ. 13سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ الْمُخْتَارِ فِي الرَّبِّ، وَعَلَى أُمِّهِ الَّتِي هِيَ أُمٌّ لِي. 14سَلِّمُوا عَلَى أَسِينْكِرِيتُسَ، وَفِلِيغُونَ، وَهَرْمِسَ، وَبَتْرُوبَاسَ، وَهَرْمَاسَ، وَعَلى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 15سَلِّمُوا عَلَى فِيلُولُوغُوسَ، وَجُولِيَا، وَنِيرِيُوسَ، وَأُخْتِهِ، وَأُولُمْبَاسَ، وَعَلَى جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ مَعَهُمْ. 16سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ كَنَائِسِ الْمَسِيحِ.

 

توصيات ختامية

17وَلكِنْ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكُمْ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ تَنْتَبِهُوا إِلَى مُثِيرِي الانْقِسَامَاتِ وَالْعَثَرَاتِ، خِلاَفاً لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمْ، وَأَنْ تَبْتَعِدُوا عَنْهُمْ. 18فَإِنَّ أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ (يَخْدِمُونَ) بُطُونَهُمْ، وَبِكَلِمَاتِهِمِ الطَّيِّبَةِ وَأَقْوَالِهِمِ الْمَعْسُولَةِ يُضَلِّلُونَ قُلُوبَ الْبُسَطَاءِ. 19إِنَّ خَبَرَ طَاعَتِكُمْ قَدْ بَلَغَ الْجَمِيعَ. وَلِذلِكَ أَفْرَحُ بِكُمْ، وَلكِنْ أُرِيدُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا حُكَمَاءَ فِي مَا هُوَ خَيْرٌ، وَبُسَطَاءَ فِي مَا هُوَ شَرٌّ. 20وَإِلهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ سَرِيعاً. لِتَكُنْ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ.

21يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسُ مُعَاوِنِي، وَلُوكِيُوسُ وَيَاسُونُ وسُوسِيبَاتْرُسُ أَقْرِبَائِي.

22وَأَنَا، تَرْتِيُوسَ الَّذِي أَخُطُّ هَذِهِ الرِّسَالَةَ، أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ.

23يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ غَايُوسُ، الْمُضِيفُ لِي وَلِلْكَنِيسَةِ كُلِّهَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرَاسْتُسُ، أَمِينُ صُنْدُوقِ الْمَدِينَةِ، وَالأَخُ كُوَارْتُسُ. 24«لِتَكُنْ نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِين!»

 

تسبحة ختامية

25وَالْمَجْدُ لِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ، وَفْقاً لإِنْجِيلِي وَلِلْبِشَارَةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَوَفْقاً لإِعْلانِ مَا كَانَ سِرّاً ظَلَّ مَكْتُوماً مَدَى الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، 26وَلكِنْ أُذِيعَ الآنَ، بِأَمْرِ اللهِ الأَزَلِيِّ فِي الْكِتَابَاتِ النَّبَوِيَّةِ، عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ إِطَاعَةِ الإِيمَانِ؛

27الْمَجْدُ لِلهِ إِلَى الأَبَدِ، الْحَكِيمِ وَحْدَهُ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. آمِين!

ختام: توصيات سلام
16
أُوصيكُم بِفيبي، أُختِنا، خادِمَةِ الكَنيسةِ التي في كَنْخَرِيَّةَ، 2 لكي تَقْبلوها في الرَّبِّ على ما يَليقُ بالقِدِّيسينَ، وتَقوموا لَها بكلِّ ما تَحْتاجُ إِليهِ مِنْكم؛ لأَنَّها قد قامَتْ بشُؤُونِ كثيرينَ، وبشَأْني أَنا أَيضًا. 3 سَلِّموا على بِرِسْكِلَّةَ وأَكيلا، المُعاوِنَيْنِ لي في يسوعَ المسيحِ، 4 اللَّذَيْنِ وَضَعا عُنُقَهما دُونَ حَياتي، ولَسْتُ أَنا وَحْدي أشكرُهما، بَلْ جميعُ كنائِسِ الأُمَمِ أَيضًا؛ 5 ((سَلِّموا أَيضًا)) على الكنيسةِ التي ((تَجْتَمِعُ)) في بَيْتِهِمَا؛ سلِّموا على أَبَيْنِتُسَ حبيبي، الذي هُوَ باكورةُ آسيةَ لِلمسيح؛ 6 سَلِّموا على مَرْيَمَ التي تَعِبَتْ كثيرًا مِن أَجْلِكُم؛ 7 سَلِّموا على أَنْذرُونيكُسَ ويُونيَّا، نسيبَيَّ وَرَفيقَيَّ في الأَسْرِ، المَشْهورَيْنِ في الرُّسُلِ، المَسِيحِيَّيْنِ قَبْلي؛ 8 سَلِّموا على أَمْبِلياتُسَ، حبيبي في الرَّبّ؛ 9 سَلِّموا على أُوربانُسَ، مُعاوِنِنا في المسيحِ، وعلى إِسْطاخِسَ حبيبي؛ 10 سَلِّموا على أَبِلِّيسَ المُزَكَّى في المسيح؛ سلِّموا على أَهْلِ بَيْتِ أَرِسطوبولُس؛ 11 سلِّموا على هِيرُدِيونَ نسيبي؛ سلِّموا على أَهلِ بَيْتِ نَرْقِسُّسَ، الذينَ هم في الرَّبّ؛ 12 سلِّموا على تَرِفَيْنة وتَرِيفوسَةَ، اللتَيْنِ تَتْعَبانِ في الرَّبّ؛ سلِّموا على بَرسيسَ المحبوبَةِ، التي تَعِبَتْ كثيرًا في الرَّبّ؛ 13 سَلِّموا على روفُسَ، المُخْتارِ في الرَّبِّ، وعلى أُمِّهِ، التي هِيَ أُمِّي أَيضًا؛ 14 سلِّموا على أَسِنْكِرِيتُسَ وَفَلاغونَ وهِرْماسَ وبَتْروباسَ وهِرْمِيسَ، وعلى الإِخْوةِ الذينَ مَعَهم؛ 15 سلِّموا على فيلولوغُسَ ويولِيَةَ، ونِيريُوسَ وأُخْتِهِ، وعلى أُولُمْباسَ، وعلى جميعِ القدِّيسينَ الذينَ مَعَهم؛ 16 سلِّموا بَعْضُكم على بَعضٍ بِقُبْلَةٍ مُقدسَّة. تُسَلِّمُ عليكم جميعُ كنائسِ المسيح. 17 وأُوصيكُم، أَيُّها الإِخوة، بأَنْ تَحْتَرِسوا مِنَ الذينَ يُحْدِثُونَ الشِّقاقاتِ والمعاثِرَ، خِلافًا للتَّعليمِ الذي تَعَلَّمْتُموه. أَعْرِضوا عَنْهُم؛ 18 لأَنَّ أَمْثالَ هؤُلاءِ لا يَخْدُمونَ ربَّنا المسيحَ، بَلْ بُطُونَهم؛ وبعُذوبَةِ الكلامِ، وحُسْنِ الأَقوالِ يَخْدَعونَ قُلوبَ السُّلَماء. 19 إِنَّ طاعَتَكم قد بَلَغَتِ الجميع؛ فأَنا إِذَنْ أَفْرَحُ بِكُم. بَيْدَ أَنِّي أُريدُ مِنْكم أن تكونوا حُكماءَ في الخَيْرِ، وبَنَجْوَةٍ مِنَ الشَّرِّ؛ 20 وإِلهُ السَّلامِ يَسْحَقُ الشَّيطانَ عاجلاً تحتَ أقدامِكم. نِعْمةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ مَعَكم أَجمعين! 21 يُسَلِّمُ عَلَيكم تيموثيوسُ مُعاوني، ولُوقْيوسُ وياسونُ وسوسيبَتْرُسُ أَنْسبائي. 22 وأَنا تَرْسِيوسَ، كاتِبَ هذهِ الرسالةِ، أُسَلِّمُ عليكم في الرَّبّ. 23 يُسَلِّمُ عليكم غايوسُ، المُضيفُ لي وللكنيسةِ كُلِّها. يُسلِّمُ عليكم إِرَسْتُسُ، خازِنُ المدينةِ، وكُوَرْتُسُ الأَخ. 24 نعمة ربّنا يسوع المسيح معكم أَجمعين! آمين. 25 ولِلقادِرِ أَنْ يثبِّتَكم في إِنْجيلي وفي بِشارةِ يسوعَ المسيحِ- على حَسَبِ إِعْلانِ السِّرّ المَكتومِ مُنذُ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ. 26 المُعْلَنِ الآنَ والمُوضَح بحسبِ أَمْرِ اللهِ الأَزليِّ، وفي كُتُبِ الأَنبياءِ، لجميعِ الأُمَمِ لكي يَخْضعوا للإِيمان- 27 للهِ، الحكيمِ وَحْدَهُ، المَجْدُ بيسوعَ المسيحِ الى دهرِ الدُّهور! آمين.

 

 

 

هذا الملف خاص بالتراجم المختلفة بدون مقارنة بين النسخ من حيث الحذف والإضافة !! الحذف والإضافة هما من أنواع التحريف , الذي أخبرنا به القرآن منذ 1400 عام !! حيث لم تكن هناك ترجمة مشتركة أو فان دايك !!, ولكن هذا دليل من دلائل نبوة الرسول عليه الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين- يمكن تحميل الاختلافات في الرابط   www.imanway1.com/horras    أو راسلني.

ibnmassoud@yahoo.com         Da3wat_elislam@hotmail.com      ياسر جبر .