لم يزل عقل المسلم موجها لهدف واحد وهو الإطاحة بلاهوت المسيح، فيسلك في سبيل هذا طرقا عجيبة، ضاربا بعرض الحائط كل ما في الكتاب المقدس من أدلة لاهوت السيد له المجد، مقتصا آيات دون آيات، وللأخ المتفلسف الذي ينصحنا بأن نكون مع المسيح لا مع بولس أو البابا، أحب أن أقول: يا حبيبي، الكنيسة كلها مع المسيح، الكنيسة تحيا للمسيح، وكل مسيحي حق لا يحيا هو بل المسيح يحيا فيه، كل مسيحي لا يرى أمامه إلا المسيح مصلوبا، كل مسيحي حق لا يشعر بالحياة إلا بدم المسيح الذي خلصه، كل مسيحي حق أدرك سر الفداء وحب الصليب الأعظم فعاش حياته كلها عند قدميه أسير حبه، كما قال الرسول أنهم تجربوا في هزء وجلد عاشول في مغاير وشقوق الأرض ذاقوا كل ألم من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح، نحن لا نحاول أن نخدع أنفسنا لأن الإيمان عندنا ليس فكرة عقلية ولا مجموعة من الأيات والبراهين بل هو عمق اختبار شخصي جدا وحلو جدا مع شخص المسيح له المجد الذي أخرجنا من الظلمة إلى نوره العجيب..!!!! ربما تستطيع أن تشكك من ليس له أصلا في المسيح، من لا يعرفه بالقلب والروح، من قرأ أو سمع عنه فقط. أتعرف بماذا يشبه هذا الأمر يا أخي، يشبه شابا تربى زمانا هذا عمره يترعرع في كنف أبيه، يلاحظ أخلاقه وفضائله، يتعرف على محبته ورقته واستقامته، فهو لم يعرف أباه إلا بارا تقيا محبا للخير عابدا لله، ثم يأتي من يخبر هذا الشاب أن أباه سيء الخلق..!!!! ترى، ماذا يصنع هذا الشاب، أتراه يصدق...!!! أقول لك، بل والأكثر قد يأتي هذا الأخ بأحد الادلة على إدعائه، ترى ماذا يقول الابن الذي يعرف أباه مثل نفسه، الذي عاشره مثل الأخ لأخيه..أقول لك، أي دليل قابل للتزييف، قابل للتأويل، لكن الأمر الذي لا يمكن لهذا المدعي أن يدركه هو عمق العشرة الطويلة التي تتجاوز منطق التلاعب بالكلمات والتدليس بالأدلةالذي قد، وأقول قد، يبدو مقنعا للوهلة الأولى...!!! إن والد هذا الشاب ليس فقط اسما على ورق ، بل هو كيان حقيقي ، شخصا تعيش معه، تخاطبه ويجاوبك، يرعاك ويعضدك ويسندك ويقويك ويفرح قلبك ويعزيك، هذا هو مسيح الكنيسة العظيم...كلمة الله الآب له كل سجود مع الروح القدس إلى الأبد آمين...!!! سأسرد لك بضع آيات لعلها تساعد :
- " الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك ( الآب) فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله (الابن) " لو 1 : 25
- " فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي، فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات، وأنا أقول لك أيضا أنت بطرس وعلى هذه الصخرة (الإيمان بالمسيح إلها) أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها " مت 16 : 17
- " والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله " مت 14 : 33
- شهادة المجنونين اللذين بهما روح نجس له : " ما لنا ولك يا يسوع ابن الله، أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا " مت 8 : 29
- شهادة مجنون به روح نجس : " ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي " مر 5 : 7
- وعن المولود أعمى قال له يسوع : " أتؤمن بابن الله؟ فأجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن به؟ فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو " يو 9 " 37
إن دلائل لاهوت المسيح تشهد له في كل الكتاب، فهو محور الكتاب كله، وكما يقول الرائي لأن شهادة يسوع هي روح النبوة، وكما قال السيد له المجد أن ابراهيم أباكم اشتهى أن يرى يومي هذا...حقا يا إلهنا الصالح، طوبى لنا لأجل هذه النعم السماوية.
|