سمعت
قصة من سيدة فاضلة رأيت من الواجب نقلها لأسماعكم
ذهبت هذه السيدة لزيارة ابنها في الولايات المتحدة وكانت أول
زيارة لها هناك، فجلست تتأمل ما يفعله الناس على الملأ دون رقيب
ولا حسيب وظلت تتأمل في جمال الطبيعة والنظافة التي أنعمها الله
عليهم وجمال الخلق والخلقة، ثم نظرت إلى السماء فقالت، ياربي
اعطيتهم هذا الجمال وكنا نحن أولى به فنحن نعرفك أكثر منهم، ألا
تعطينا مثل ما أعطيتهم.
ثم جلست بعدها تشاهد التليفزيون وفجأة وجدت القنوات في
حالة فوضى ولا تعرف ماذا هناك فحدثت ابنها على الهاتف لتشتكي له
فقال لها هناك عاصفة قادمة ويجب أن نشتري جميع احتياجاتنا من
السوبر ماركت قبل الساعة الثامنة مساء لأن بعدها لن نجد أحدا.
فنزلوا وآتوا باحتياجاتهم فقالت الأم لابنها الجميع ترك المدينة
وماذا نحن فاعلين؟ قال لها علينا بالصلاة والقرآن. وأصبحت
المدينة مهجورة إلا من هذه الأم وابنها وبدأت الأشجار تهيم يمينا
ويسارا كما لم تراها من قبل والأشياء تطير في الهواء وتسمع صوت
الأبواب والشبابيك ترتطم على الرغم من احتياطات أهل المدينة
والعاصفة في اتجاههم، والتليفزيون يشرح اتجاهات العاصفة وشعروا
بقربها فقال الابن لأمه يجب أن نجتهد في الصلاة واجلسي نقرأ
القرآن فلقد حان الوقت، وأثناء ذلك وإذا بمذيع النشرة يقول أن
العاصفة انحرفت 90 درجة، وذلك في اتجاه المكان الذي هاجر إليه
سكان المدينة، تركت العاصفة هذا البيت الوحيد الذي كان يقرأ فيه
كلام الله بلا مساس، وانفض كل شئ، وعاد أهل المدينة ليجدوها
خرابا، فجلست الأم تتأمل كلمتها التي قالتها قبل أن ترى ما حدث
وما كان لها إلا أن قالت الحمد لله على ما أعطى فلقد أعطانا
الأمان ولم نشعر به لاعتياده.
وبعد الهدوء أخذها ابنها إلى مدينة الملاهي للترفيه فوجدت
فيلم يتحدث عن الصواعق فزادها ذلك شعورا بنعمة الله التي أنعمها
على عباده الذين يعبدونه ويخافونه ويوحدونه ويبتغون مرضاته.
هذا
هو ما ينجينا من الكوارث فلا يغرنكم الأمان الذي نعيش فيه فهو
سبحانه قادر على أن يحولها إلى ما لا نتخيل قادر أن يبيدنا في
لحظة وقد رأينا ذلك في تسونامي وزلازل ايران وتركيا واندونيسيا،
والله ما لنا طاقة لهذا، ارجعوا إلى الله فليس لنا مأوى غيره.
داليا رشوان