|
أحبتي في الله
لعلكم تظنون من عنوان الرسالة
أن مضمونها عن آية من آيات القرآن الكريم
لإرتباط رسائلي به .
لكن الحقيقة أن " آية " هو اسم فتاة
انجليزية
عمرها تعدى الثلاثة عشرة عاما بشهور قليلة .
لقد منَّ الله علي بأن تعرفت عليها
من خلال غرفة القرآن بالبال توك
و قد أتتني طالبة المساعدة
حيث أنها أسلمت حديثا و تريد أن تتعلم دينها .
حمدت الله كثيرا على فضله علي
أن اختارني لهذا العمل الطيب
أن حدوده هو مساعدة طفلة مسلمة على تعلم دينها .
أن الله الذي سخرني لها لتعليمها مما تيسر لي من علم
قد أرسلها لي ليعلمني أن هذه الفتاة
التي أسلمت منذ شهور قليلة قد سبقتني الى الله
و لأتعلم منها قيم اسلامية عظيمة
و طاعة له بلا تردد أو مماطلة
و همة عالية و شجاعة و فخر بهذا الدين العظيم .
أعرض لكم ان شاء الله مقتطفات من قصتي و حديثي مع هذه الفتاة على مدى
الشهرين الماضيين .
جاءتني هذه الفتاة قائلة :
§
اني فتاة في الثالثة عشر من عمري
أسلمت منذ حوالي شهرين و جئتك لتعلمني ديني
علما بأنني رجوت البعض قبلك أن يعلموني
أعتقد لصغر سني، فهل توافق ؟
و ان شاء الله لن أتكاسل عنك أو أردك خائبة ...
§
لا يعلم بإسلامي الا صديقتي المسلمة بالمدرسة
§
ماذا يظن أبواك بالاسلام
§
أبي يكره المسلمين جدا
§
أنت مازلت صغيرة على مواجهة أبيك و أمك
فالأفضل أن يظل اسلامك سرا الى أن يشاء الله
§
لكني مسلمة و أود أن أحيا حياتي كمسلمة
§
لا ليس قبل أن تستطيعي المواجهة
علمتها الصلاة و سألتني عن أوقاتها
فأرسلت اليها مواقيت الصلاة تبعا لمدينتها
قالت لي أنها التزمت بالصلاة على أوقاتها
و لكن الظهر و العصر يحين وقتهما و هي في المدرسة
فإقترحت عليها أن تصليهما عندما تعود الى منزلها
حتى لا يُعْلَم بأمر اسلامها .
§
لا يجوز للمسلم تأخير الصلاة
و لكن بالنسبة لك فهناك خطورة
أن يراك أحد بالمدرسة تصلي فيخبر مدرسيك أو أهلك
§
لكني لا أريد أن أؤخر الصلاة طالما لها وقت حدده الله
و الله لا يرضى أن تتعرضي للإيذاء
فالأولى أن تحافظي على سلامتك .
ثم جاءتني في اليوم التالي تقول لي :
أنها أخبرت مدرستها أنها أسلمت
و انها تريد أن يتاح لها أن تصلي في المدرسة
فأبلغت المُدَرِسَة مديرة المدرسة
أن تمر على مكتبها صباح اليوم التالي .
أصابني خوف شديد من أن تصعد المديرة الموضوع
دعوت الله لها أن يحفظها ،
فأجابتني :
و لا أعتقد انه سيسمح لأحد أن يضرني
و بعد نقاش سمحت لها المديرة بالصلاة
و وعدتها بعدم اخبار أهلها بإسلامها .
ثم جاء الموقف الثاني ... الحجاب
يرتدين عباءات و يغطين شعورهن
شرحت لها مواصفات الحجاب و وجوبه
فقالت اذن لابد أن أرتديه ...
§
لا يمكنك ذلك، فأنت تخفي اسلامك
§
لكني ان لم أرتديه سيغضب الله مني
ثم انك اذا علم أبواك بإسلامك
سيمنعونك من تعلم دينك و هذا ضرره الآن أشد
و الله لا يرضيه ذلك، فاصبري.
أخذت منها وعد الا تفعل الا بعد الرجوع الي
تطلب منها السماح لها بارتداء الحجاب داخل المدرسة .
و خلال أيام قليلة كل مَدْرَسَتِها علمت بإسلامها
كأنك تتعمدين أن
يعلم العالم كله بإسلامك!!!
§
نعم، أنا أريد العالم كله أن يعلم اني أسلمت .
ألجمت كلماتها لساني و قلت لها:
أعدك ألا أقف في
طريقك أو أثبط همتك بعد الآن .
في محطة ارتداء حجابها في المدرسة
فاجأتني برغبتها في اخبار أمها بإسلامها .
فاذا شعرت بالأمان أخبريها .
و لن أطيل عليكم بكثرة التفاصيل
و وافقت أمها التي أنعم الله عليها
لاحظت أنها كثيرا ما تتكلم
عن دروس لرقص الباليه في المدرسة
§
جدا انه أحب ما أفعل في حياتي، هل هو حرام ?
و اللباس الذي ترتدينه خلال التدريب حرام
§
اذن سأذهب غدا لمعلمتي و أخبرها أني سأنقطع عنه
§
جدا و لكني لن أعصي الله .
و أخبرتهم بأنها توقفت عن الرقص
و بكت بكاءا شديدا هناك، كما أخبرتني
و قالت لها معلمتها : اذا غيرت رأيك فأنا في انتظارك
فردت عليها أنها لن تغير رأيها أبدا...
و أخيرا كانت المفاجأة حقا
لم تكتفي هذه الفتاة الصغيرة
التي لم يمر على اسلامها الا أشهر قليلة
لم تكتفي بأن تسلم و تلتزم فقط
و لكن كرهت ألا يشعر المقربين اليها
بما تشعر به من حلاوة الصلة بالله و الصلاة له.
§
لو شعر هؤلاء بالسعادة التي أشعر بها، لأسلموا .... يجب أن يعلموا أن
الاسلام
و أن الله أصبح الأحب الى قلبي على الاطلاق ...
يجب أن يعلموا من هو الاله الحقيقي .
(أنا أستخدم الكلمات التي تستخدمها هي بدون زيادات مني أو تعديل)
§
يجب أن أدعو أمي الى الاسلام ،
و كذلك صديقة لي أشعر أن داخلها نقي جدا
§
ان شاء الله أساعدك بما ييسر لي الله
أرسلت لها بعض ما قد يساعدها في التحدث معهم
و أرسلت لها فيلما تسجيليا
عن الرسول صلى الله عليه و سلم،
و أرسَلَتْ لها أخت في الله أيضا مقالا
عن أخلاقيات المرأة المسلمة .
و لم تتلكأ في البدء في دعوة هؤلاء جميعا
الى الاسلام و اعطائهم نسخ من الفيلم
قالت لي أنها تشعر أن كل هؤلاء،
قد بدأ الاسلام يغزو قلوبهم
§
أشعرت بهذه الفرحة من قبل و أنت تساعد أحد على الدخول الى الاسلام ؟
أنه حتى الآن لم يمن الله علي
أن يعتنق أحد الاسلام على يدي .
شعرت على الرغم من صغر سنها و بساطة أسبابها
و يرقق قلوب من يستمعون لحديثها
بل و يربي لها عملها البسيط
ليأتي بنتائج و ثمار عظيمة .
صديقتها اللاهية التي تعيش في أسرة مفككة
تسألها و تتعلم منها و تشاركها في كل عمل خير
بل و أخبرتها أنها على وشك أن تعتنق الاسلام .
و مديرة مدرستها سخرها الله لها
لتكون لها السند و العون الدائمين بالمدرسة
تسأل عنها و تحرص على ألا يتعرض لها أحد
ثم بعد ذلك رقق الله قلبها
لتستمع لآية تتحدث عن الله و عن الاسلام .
و أخيرا فقد استأذنتها المديرة
أن تعرض فيلم الرسول صلى الله عليه و سلم
ليتعرف التلاميذ على حقيقة الاسلام
و حقيقة النبي عليه الصلاة و السلام .
أما أمها فبفضل الله أوشكت على أن تسلم ...
و أحبت النبي صلى الله عليه و سلم
بعد أن شاهدت الفيلم التسجيلي أكثر من ثلاث مرات
و قالت إنها تشعر أن الدين الاسلامي دين عظيم ...
طلبت منها آية أن تسمح لها
بالذهاب الى المركز الاسلامي
فطلبت منها ابنتها على الفور أن ترافقها فوافقت أيضا .
و هناك سجلت الأم و ابنتها إسميهما للإلتحاق بدورة ليبدءا بها تعلم
الدين الاسلامي .
هل يضايقك أحد في المدرسة بسبب اسلامك؟
§
البعض و أحيانا يحاولون نزع الحجاب عني
§
أنت على الحق و هم على الباطل
فلا تحزني , و الله سيجازيك خيرا على صبرك .
§
عندما حاول البعض مضايقتي يوما ،
رفعت صوتي قائلة لهم أنا على الحق
و من أراد أن يتعلم شيئا عن الاسلام
فليأتي إليَّ و سأساعده على أن يفهم .
و أخبرتني أنه خلال ذلك اليوم
جاءها أربع زميلات لها يسألونها عن الاسلام
§
هل تنوين أن تحولي مدرستك
الى مدرسة اسلامية قريبا ؟؟
§
هل ترى الله يحبني كما أحبه؟
§
هل سأراه يوم القيامة؟
§
الحمد لله، سأخبره وقتها كم أحبه ....
هل تراه هداني للإسلام بسبب محبته لي ؟
§
نعم ... و لكني أريد أن أقول لك شيء
§
ان الله لم يهديك اليه فقط لنفسك
و لتكوني مسلمة ملتزمة فقط
و لكن أرى أنه يريد منك أكثر من ذلك ...
آخذة بأيدي الناس لطريق الهداية ..
فعاهديني أن تجتهدي حق الاجتهاد في تعلم هذا الدين ،
و أن تعيشي حياتك داعية لله و للاسلام .
لا تتردد لحظة في طاعة الله
و التي بفضل الله تدعو ثلاثة أشخاص الى الاسلام
و هي لم تتعلم منه الا القليل .
و لكنها ترفض أن ترى الناس من حولها في ضلال
لا يعلمون إلههم و يعبدون غيره
أحمد الله الذي وضعني على طريق ابنتي في الله آية
و أتعلم منها ما شاء الله لي أن أتعلم .
و أسأل الله أن يستخدمنا لنصرة الاسلام و المسلمين
و الدعوة لدينه ما حيينا .
اللهم صلي و سلم و بارك على أكرم خلقك
و أحبهم اليك و الينا سيدنا و رسولنا و حبيبنا محمد .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول
|