الصفحة الرئيسية فهرس الموضوعات
عبرة لظالم ومظلوم


 

أريد أن أشرككم في قصة لأخت لي كانت لنا جميعا عبرة تقول أختي عن ما حدث بينها وبين طليقها وهم في أول زواجهما:

أخذني زوجي الطبيب معه ليقضي مصلحة له في احدى المصالح في وسط المدينة وكنا في أول زواجنا وكنا لازلنا مرتبطين بعلاقة ود وحب، وتركني في سيارته وكان الجو صيفيا شديد الحرارة وأخذ معه مفاتيح السيارة التي كانت الشمس تضرب بأشعتها فوق سطحها وكأنها كادت أن تحرقه، وظللت في السيارة انتظر وانتظر وانا البس ملابس ثقيلة بحكم الحجاب الشرعي، وبدأت أشعر أن قدماي أصابهما ألما شديدة وبدأ الألم يتسرب إلى جسدي وأصبحت أشعر بالاختناق يحاوطني من كل مكان وظللت على هذا الحال لمدة ساعتين وربع، وهو أغلق الموبايل فأصبحت لا أستطيع أن استنجد به، ولا يمكنني أن أخرج من السيارة وأتركها مفتوحة، وأصبحت أدعو الله أن يعينني أن أتماسك ويهون علي حتى يأتي، وكانت الدقائق بالنسبة لي ساعات طويلة، وبعد أن أتى أخيرا علمت منه أنه كان جالسا في التكييف يشرب القهوة وينتظر بدلا من الانتظار معي تحت أو حتى أن يأخذني معه، ولكني لم اغضب وارتحت لأن الموقف انتهى ونسيت الموضوع تماما، وبعد أسبوع ذهبت إلى زوجي في عيادته لأعطيه شيئا فدخلت عليه بمجرد أن حضر، فقال لي أعلمتي ما حدث؟ قلت له ماذا؟ قال لي لقد كدت أن أموت، لقد أوشكت على فقدان الوعي، ففي طريقي إلى العيادة وأمام بيت رئيس الجمهورية أوقفت الحراسة الخاصة به السيارات لأنه كان قادما إلى بيته، ووقفت سيارتي وسط سيارات أخرى كثيرة في مواجهة الشمس والشمس تضرب في وجهي لمدة ساعة إلا ربع في جو شديد الحرارة، حتى كدت أفقد وعيي ولم أستطع حتى أن أنزل من السيارة وأتركها لأن الظل بعيد، "ملحوظة: السيارة بدون تكييف"، وعندها لم أعلق على كلامه ولم أقل شيئا ولكن علمت أن هذه اشارة من ربي أن ما سيفعله هذا الرجل بي سوف يرد له ولو لم أدعو الله سبحانه بذلك".

وقبل مرور عام بدأ الظلم البيِّن منه لأختي ولكنها لازمت الصمت ومحاولة الاصلاح كلما تذكرت إشارة ربها لها، حتى تمادى وطلقها وهي على احسانها له مطمئنة أن الله يتولاها وأنه بها بصير وأنه العدل وهو الرحمن الرحيم. ودارت الأيام ورزقها الله من حيث لا تحتسب.

 

منقول