هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (18) :اختفاء تفاصيل قصة سقوط الشيطان ودوره في دخول الموت إلى العالم بالأسفار

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أكرمنى ربى بالاسلام الاسلام اكتشف المزيد حول أكرمنى ربى بالاسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (18) :اختفاء تفاصيل قصة سقوط الشيطان ودوره في دخول الموت إلى العالم بالأسفار

    هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (18)
    اختفاء تفاصيل قصة سقوط الشيطان ودوره في دخول الموت إلى العالم بالأسفار


    المقدمة :-
    • استكمالا لمواضيع (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)


    هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (15) :اخفاء نصوص بداية الخلق التي تتكلم عن الملائكة وخلقتهم

    هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (16) :اقحام كلمة (ملاك) في بعض النصوص للخلط بينه وبين الله ،تمهيدا للشرك بالله عز وجل وليس لعدم وجود الملائكة هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (17) :أين الملاك المخلوق ناقل الرسالة الذي نجده في العهد الجديد ؟!



    المبحث الرابع :- اليهودية الهلنستية و المصالح المشتركة كانت سبب الاتفاق في بعض القصص بين طوائف اليهود والمسيحيين

    حيث بدأت في المطلب (الخامس عشر) الحديث عن اختفاء نصوص هامة تتحدث عن الملائكة وطبيعتهم في الأسفار الخمسة الأولى ، فمن خلال تلك الأسفار الخمسة الأولى لا يمكن أن نعرف أن الملائكة كائنات نورانية ، خاصة عندما نرى أن كلمة (ملاك) تطلق على البشر ، وأن الرب ورجاله يأكلون ويشربون ويتعبون ، وفى نفس الوقت نرى نصوص بها (ملاك الرب) إلا أننا نجده يتحدث وكأنه هو الرب نفسه (يهو) وليس مخلوق ناقل للرسالة وكان هذا بهدف إحداث خلط بين الرب وبين ملاك الرب وتكون النتيجة أن (ملاك الرب) هو اله مساوى ليهو
    • وفى هذا الموضوع ان شاء الله أتكلم عن إنكار الصدوقيين لوجود الشيطان ككائن عاقل مختلف عنا لا نراه بأبصارنا ، وبالتالي حذفوا أي نص يدل على وجوده في الأسفار الخمسة الأولى

    ومنها النص الذي يتحدث عن سقوطه وأسباب هذا السقوط و الذي نجده في القرآن الكريم و لا نجده في الأسفار الخمسة الأولى


    وسبق وأن أوضحت كيف أن أهواء طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية هي السبب في عدم وجود نص مقدس موحد لكل بني إسرائيل في تلك الفترة التي انتشرت فيها الأفكار الوثنية اليونانية و إنكار الغيبيات وهي نفسها الفترة التي جاء منها أقدم مخطوطات الشكل الحالي للعهد القديم فلا نعرف كيف كان شكل الكتاب المقدس قبل نشر اليونانيين ثقافتهم بين بني إسرائيل

    وكان من أهم تلك الطوائف طائفة الصدوقيين الذين سيطروا على الهيكل و اعتنقوا الفلسفة الأبيقورية اليونانية الوثنية وعرف عنهم التحريف و رغبتهم في تغير الفهم اليهودي للتوراة إلى الفهم اليوناني للتوراة ، وأعطاهم أغلب الحكام الحشمونيين واليونانيين والرومان السلطة والعمل بمبادئهم وأفكارهم ، لم يكن سبب رفض الصدوقيين الإيمان بالغيبيات لعدم وجودها في الأسفار الخمسة الأولى التي يشاع أنهم التزموا بها ورفضوا أي كتاب أو تعاليم غيرها

    ولكن كان حبهم لمتاع الدنيا ، وتأثرهم بالفلسفة الأبيقورية هي السبب في اعادة كتابتهم للأسفار الخمسة الأولى بالشكل الذي نراه حاليا حيث تم تحريف الأسفار الخمسة الأولى بل ونشر معتقدات زائفة بين بني إسرائيل أثرت كثيرا على بنى اسرائيل حيث كان لتلك الطائفة السلطة الدينية على بنى اسرائيل فى أغلب الفترة الهلنستية والتى ترجع اليها أقدم مخطوطات الكتاب المقدس بشكله الحالى ، وبالرغم من وجود طوائف مناهضة لهم الا أن تلك الطوائف كان يتم اضطهادهم ثم تأثروا هم أيضا الى حد ما ببعض الأفكار الضالة التى نشرها بينهم اليونانيين


    و يشمل هذا الموضوع على النقاط الآتية :-
    1- إنكار الصدوقيين للملائكة كان يعني أيضا إنكارهم للشياطين
    2- أين قصة سقوط الشيطان فى الكتاب المقدس
    3 - أين دور الشيطان في قصة خروج سيدنا آدم من الجنة بسفر التكوين
    4 - لماذا استبدل الصدوقيين الشيطان بالحية فى سفر التكوين
    5 - لماذا نجد الإشارة إلى وجود الشيطان في بعض أسفار العهد القديم
    6- اليهود الذين قاموا بالترجمة السبعينية فهموا عزازيل كمعنى الجملة وليس كاسم شخص (اسم كائن)
    7 - و الدليل على الصراع بين طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية (التي ترجع إليها مخطوطات الكتاب المقدس بما فيها الأسفار الخمسة الأولى) حول فكرة وجود الشيطان من عدمه
    8- وجود الشيطان حقيقة وكانت في الشكل الأصلي للكتاب قبل شكله الحالي المحرف
    9- وهناك عدة أدلة على أن العهد القديم بشكله الحالي يختلف عن شكله الأصلي قبل نشر اليونانيين ثقافتهم



  • #2
    • 1- إنكار الصدوقيين للملائكة كان يعني أيضا إنكارهم للشياطين :-

    نلاحظ عدم وجود أي ذكر للشيطان أو أي اسم من أسمائه في الأسفار الخمسة الأولى وكأنه ليس له أي وجود

    و المسيحيين يقولون أن الشيطان هو ملاك ساقط أو ملاك شرير

    للمزيد راجع هذا الرابط :-


    كما نقرأ من سفر رؤيا يوحنا عن الملائكة الساقطين أتباع الشيطان :-
    12 :9 فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس و الشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض ((و طرحت معه ملائكته))

    وكذلك نقرأ من رسالة كورنثوس الثانية :-
    12 :7 و لئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ((ملاك الشيطان)) ليلطمني لئلا ارتفع


    وأيضا نقرأ من رسالة يهوذا :-
    1: 6 ((و الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم)) بل تركوا مسكنهم حفظهم الى دينونة اليوم العظيم بقيود ابدية تحت الظلام

    ونقرأ من رسالة بطرس الثانية :-
    2 :4 لانه ان كان الله لم يشفق على ((ملائكة قد اخطاوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم)) و سلمهم محروسين للقضاء


    لقد أطلق مسمى ملائكة على الشياطين

    وفى نفس الوقت نعلم أن الصدوقيين كانوا منكرين للملائكة والأرواح (أعمال 23: 8)

    وهذا يعني إنكارهم للشيطان ، وهذا هو السبب الذي يجعلنا لا نرى الشيطان في الأسفار الخمسة الأولى التي قدمها الصدوقيين لبنى إسرائيل على أنها كتاب مقدس ثم أوهم التلموديين بعد ذلك الناس أن كاتب تلك الأسفار هو سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لأنه ببساطة شديدة كان قد ضاع منهم النص الحقيقي

    للمزيد راجع :-
    طائفة الصدوقيين

    تعليق


    • #3

      • 2- أين قصة سقوط الشيطان فى الكتاب المقدس :-
      • أ- أين علاقة حسد إبليس بدخول الموت إلى العالم في قصة سيدنا آدم و الحكم موتا تموت بسفر التكوين ؟؟!!!! :-
      نجد اشارتين واضحتين لسقوط الشيطان فى العهد الجديد (يهوذا 1: 6) ، (بطرس الثانية 2: 4)
      و لا نعرف من خلال تلك النصوص تفاصيل هذا السقوط وقصته


      أما العهد القديم فنجد به إشارة واضحة في سفر الحكمة بالعهد القديم لعداء إبليس وحسده للإنسان وأن بهذا دخل الموت إلى العالم

      فنقرأ من سفر الحكمة (عهد قديم) :-
      2: 24 فان الله خلق الانسان خالدا وصنعه على صورة ذاته
      2: 25 لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم


      مما يعني أنه كانت هناك علاقة بين إبليس وبين خروج سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام من الجنة و ومع ذلك لا نجد في سفر التكوين كلمة شيطان أو إبليس ولا نجد قصة هذا الحسد و سببه أصلا
      وكل ما نجده أن الحية أغوت حواء ولا نعرف لماذا أغوت حواء أصلا !!!!!!

      ولم تكن الحية رمز بدليل أنها عوقبت هي أيضا

      وحتى هذا النص من سفر الحكمة لا يخبرنا بتفاصيل قصة هذا الحسد وأسبابه

      تعليق


      • #4
        • ب- نصوص أخرى من العهد القديم يحاول علماء المسيحية ربطها بقصة سقوط إبليس ولكن ليس لها علاقة بالقصة أصلا وفى كل الأحوال فهذه النصوص لا توضح شئ :-

        هناك نصان آخران في العهد القديم يحاول من خلالهما علماء المسيحية جعلهما إشارات لهذا السقوط بالرغم أنهما يتكلمان عن شئ أخر وهما :- (إشعياء 14: 12) و (حزقيال 28: 15)
        • فبالنسبة إلى (إشعياء 14: 12)

        حيث نقرأ :-
        14 :12 كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح كيف قطعت الى الارض يا قاهر الامم


        و لكن النص يتكلم عن ملك بابل ، وهذا واضح في بداية النص كما يتأكد هذا من الأعداد (إشعياء 14: 16 إلى 14: 23)

        فنقرأ من سفر إشعياء :-
        14 :4 ((انك تنطق بهذا الهجو على
        ملك بابل)) و تقول كيف باد الظالم بادت المغطرسة
        14 :5 قد كسر الرب عصا الاشرار قضيب المتسلطين


        ثم نقرأ :-
        14 :16 الذين يرونك يتطلعون اليك يتاملون فيك
        ((اهذا هو الرجل)) الذي زلزل الارض و زعزع الممالك
        14 :17 الذي جعل العالم كقفر و هدم مدنه الذي لم يطلق اسراه الى بيوتهم
        14 :18 كل ملوك الامم باجمعهم اضطجعوا بالكرامة كل واحد في بيته
        14 :19 و اما انت فقد طرحت من قبرك كغصن اشنع كلباس القتلى المضروبين بالسيف الهابطين الى حجارة الجب كجثة مدوسة
        14 :20 لا تتحد بهم في القبر لانك اخربت ارضك قتلت شعبك لا يسمى الى الابد نسل فاعلي الشر
        14 :21 هيئوا لبنيه قتلا باثم ابائهم فلا يقوموا و لا يرثوا الارض و لا يملاوا وجه العالم مدنا
        14 :22 فاقوم عليهم يقول رب الجنود
        ((و اقطع من
        بابل اسما و بقية و نسلا و ذرية)) يقول الرب


        كما أنه في العدد (إشعياء 14: 13) يقول :
        (ارفع كرسيي فوق كواكب الله و اجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال) ، جبل الاجتماع المقصود منه هو الجبل الذي تجتمع عليه الآلهة ، يعني كاتب هذا النص يريد أن يقول أن هذا المتجبر أراد أن يجلس على الجبل الذي تجتمع عليه الآلهة ، وهذا اعتقاد البشر الوثنيين بينما الشيطان يعلم علم اليقين أنه لا إله إلا الله وأنه لا وجود لجبل الاجتماع ، لذلك فهذا الكلام لا يمكن أن يكون على الشيطان


        فنقرأ عن آلهة البابليين :-

        مردوخ Marduk :
        وهو إله مدينة بابل الرئيس، ومعنى اسمه باللغة السومرية "عجل الشمس" أما اسمه باللغة البابلية فهو "مار-دوك" أي بمعنى ابن الإله "دوكو" ومعناها "التل المقدس" وهو مجلس الآلهة، ويقع ضمن المنطقة الجبلية الشرقية لمنطقة بابل

        انتهى

        راجع هذا الرابط :-

        وأيضا نقرأ عن جبل أوليمبوس في اليونان :-
        Olympus is notable in Greek mythology as the home of the Greek gods

        الترجمة :-
        تشتهر أوليمبوس في الأساطير اليونانية بكونها موطن الآلهة اليونانية

        انتهى

        راجع هذا الرابط :-

        • أما بالنسبة إلى (حزقيال 28: 15) فالنص يتكلم عن مرثاة على ملك صور و هذا يتضح في بداية النص :-

        فنقرأ من سفر حزقيال :-
        28 :12 يا ابن ادم
        ((ارفع مرثاة على ملك صور)) و قل له هكذا قال السيد الرب انت خاتم الكمال ملان حكمة و كامل الجمال
        28 :13 كنت في عدن جنة الله كل حجر كريم ستارتك عقيق احمر و ياقوت اصفر و عقيق ابيض و زبرجد و جزع و يشب و ياقوت ازرق و بهرمان و زمرد و ذهب انشاوا فيك صنعة صيغة الفصوص و ترصيعها يوم خلقت
        28 :14 انت الكروب المنبسط المظلل و اقمتك على جبل الله المقدس كنت بين حجارة النار تمشيت
        • ج- كيف يشرح الكتاب المقدس رداء ثامار وقت اغتصابها ومع ذلك لا يوضح قصة حسد إبليس وعلاقة هذا الحسد بدخول الموت إلى العالم ؟؟!!! :-

        بالرغم من الإشارتين في العهد الجديد عن سقوط الشيطان وكذلك الإشارة في سفر الحكمة بالعهد القديم عن حسد إبليس ودخول الموت إلى العالم إلا أننا نظل لا نعلم ما هو هذا الحدث !!!!!

        وكيف لحدث هام مثل هذا لا يذكر ؟؟!!!!!

        وكيف يتم ورود قصة خروج سيدنا آدم وزوجته من الجنة و دخول الموت إلى العالم في سفر التكوين ومع ذلك لا نرى حسد إبليس ولا لماذا حسد سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام وكيف كان هذا الحسد سببا في دخول الموت إلى العالم ؟؟!!!!

        ابليس نفسه لا نراه في القصة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

        تخيلوا أن يذكر الكتاب المقدس أن يهوذا زنا مع أرملة ابنه و أن سيدنا يعقوب سرق بكورية أخيه وماذا كانت ترتدى ثامار ابنة سيدنا داود عليه الصلاة والسلام عندما اغتصبها أخوها أمنون (وأعوذ بالله من كل تلك الأكاذيب)

        وقائمة بأسماء أبطال سيدنا داود عليه الصلاة والسلام ، وقائمة بأنساب بني إسرائيل ووصف مفصل لهيكل سليمان ….الخ

        ومع ذلك لا نرى قصة سقوط الشيطان التي بسببها تعاني البشرية من أعماله الشريرة

        كل الذي نعرفه من علماء المسيحية أنه بسبب الكبرياء ولكن ما هو الحدث الذي أظهر هذا الكبرياء لا نعلم

        لماذا كل هذا الكره لبني آدم ؟؟؟!!!

        لا نعلم

        ألم يكن يجب أن نعلم ما هي القصة حتى نحتاط لأنفسنا وندرك مدى كره الشيطان لنا وحتى لا نقع فى نفس الخطأ الذي وقع فيه
        فالكبرياء يظهر بطرق وأشكال متعددة

        فما هو كبرياء الشيطان الذى أوقعه في الخطيئة ؟؟!!!!!!!!!!!!!


        القصة ناقصة فى الكتاب المقدس

        تعليق


        • #5
          • 3 - أين دور الشيطان في قصة خروج سيدنا آدم من الجنة بسفر التكوين :-

          نلاحظ في قصة خروج سيدنا آدم وحواء من الجنة فى الاصحاح الثالث من سفر التكوين بالكتاب المقدس أنه لا أثر للشيطان في القصة بل يبدله الكاتب بحية

          وحاول المسيحيين واليهود حل هذه الإشكالية بالزعم أن الحية رمز للشيطان أو أن الشيطان استخدمها لإخراج آدم وحواء من الجنة
          ومن الواضح أن هذه المحاولات قديمة ، ولكنها بالتأكيد ليست أقدم من تحريف الصدوقيين للأسفار الخمسة الأولى (والذى بدأ مع احتلال اليونانيين لفلسطين)


          و لكن كل هذه التبريرات لا تحل الإشكاليات التالية :-
          • أ- أن سفر التكوين ليس سفر رمزى وعندما قص قصة سيدنا آدم لم يرمز لأي شخصية :-

          فلماذا يستخدم الرمز مع الشيطان ، بينما كان سفر رؤيا يوحنا (وهو من أسفار العهد الجديد) سفر رمزى ، فرمز بالمرأة و يقصد المدينة ، ورمز بالوحش وكان يقصد الإمبراطورية الرومانية ولذلك عندما قال عن التنين الحية القديمة هو شيطان ، فهذا مقبول بالنسبة لرمزية السفر وهو عكس طابع سفر التكوين الواقعى
          • ب- لا أثر للشيطان فى القصة على الاطلاق ، فان كان الشيطان استخدم الحية ، فلماذا لايوجد أي أثر له في القصة ؟؟؟!!!
          • ج - إن كانت الحية رمز للشيطان فهذا يتعارض مع نصوص القصة فى سفر التكوين :-

          حيث أوضحت النصوص بمنتهى الصراحة أن الحية التي أغوت حواء ، هي من حيوانات البرية ومن البهائم يعنى ليست من الأرواح بل هى من الكائنات المادية

          فنقرأ من سفر التكوين :-
          3 :1
          ((و كانت الحية احيل جميع حيوانات البرية)) التي عملها الرب الاله فقالت للمراة احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة
          3 :2 فقالت المراة للحية من ثمر شجر الجنة ناكل


          ثم نقرأ :-
          3 :14 فقال الرب الاله ((للحية لانك فعلت هذا ملعونة
          انت من جميع البهائم و من جميع وحوش البرية)) على بطنك تسعين و ترابا تاكلين كل ايام حياتك


          بينما الشيطان كان من الملائكة الساقطة كما أوضحت أعلاه ، يعنى كان من الأرواح ولم يكن كائن مادى

          ولو كان الشيطان يسكن فى الحية كما زعم بعض المسيحيين ، فأيضا أين هو وأين شخصه في القصة ؟؟؟!!!
          لماذا لم تقل لنا القصة أنه ساكن في الحية كما يزعم المسيحيون ؟؟!!!!!

          كما أن النص يقول أن الحية هي أحيل جميع الحيوانات البرية أي أن كاتب القصة مقتنع جدا أن من قامت بالاغواء هي الحية الحيوان البرى الذى نعرفه وليس وسوسة ( اغواء) الشيطان
          فمعذرة فإن النص كان يتكلم عن الحية الفعلية (الكائن المادى) ، وليس الشيطان (وهو من الأرواح)



          هذا لأن النص محرف و معتمد من الصدوقيين الذين ينكرون الشياطين (الملائكة الساقطين)

          فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
          23 :8 لان الصدوقيين يقولون ان ليس قيامة
          و لا ملاك و لا روح و اما الفريسيون فيقرون بكل ذلك


          يعنى المسيحيين أخذوا أكاذيب الصدوقيين وصنعوا عليها عقيدتهم الوهمية

          ثم بعد ذلك يطعنون في القرآن الكريم بدون أن يفكروا أو يعقلوا
          و القصة الخرافية هي بالتأكيد قصة خروج آدم وحواء من الجنة طبقا لسفر التكوين بكتاب المسيحيين المقدس



          فالخرافة هي ادعاء أن الحية أغوت حواء ، فهل كانت الحية تعتبر نفسها أفضل من البشر حتى تغوى حواء وتجعلها تخطئ ؟؟!!!!!!!!
          و هل الحية لديها القدرات العقلية التي تمكنها من خداع الإنسان ؟؟!!!!



          كتابهم قالها صراحة أن الله عز وجل سلط الإنسان على حيوانات الأرض

          فنقرأ من سفر التكوين :-
          1 :26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا
          فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض


          فكيف تغوى الحية الإنسان بعد ذلك ؟؟!!!

          ولكنها كانت محاولة من الصدوقيين لتحريف القصة الأصلية واستبدال الشيطان بالحية لأنهم لا يعترفون بالشياطين (الملائكة الساقطين)

          إنها مثال واضح على ما ذكرته في المقدمة من تحريف البشر للقصص الحقيقي لخدمة معتقداتهم المحرفة

          تعليق


          • #6
            • 4 - لماذا استبدل الصدوقيين الشيطان بالحية فى سفر التكوين :-

            يخطئ الناس عندما يقولون أديان سماوية وإنما هو دين سماوي واحد ارتضاه رب العالمين للبشر منذ أن خلق سيدنا أدم عليه الصلاة والسلام وحتى يوم القيامة وهو الإسلام ، فجميع الأنبياء والصالحين كانوا مسلمين وكان لديهم نفس المعتقد

            فمعنى الدين هو :- المعتقد في أمور الغيب والشهادة وعلاقته برب العالمين

            ولذلك ولأن الله عز وجل واحد ، فالدين السماوي واحد ، وجميع الأنبياء كانوا يدعون إلى الإسلام

            قال الله تعالى :- (
            وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)) (سورة الصف)


            ولذلك فإن الله عز وجل عندما كلمنا عن دينه ، فهو كان يأتي بصيغة المفرد وليس الجمع

            ولكن كان الإنسان بعد ذلك يحرف ويغير فى القصص الحقيقي ، وأن دائما أصل كل قصة حدث وقع بالفعل ولكن المشكلة كانت فى الانسان عندما يحيد ويكفر فيصنع قصص وهمية من قصص حقيقي ،يدمج فيها بعض الحق مع الباطل

            مثل ما يحدث مع أي قصة أو رواية ، إن سألت المؤلف من أين جاءتك الفكرة سيقول من حدث وقع أمامي أو حادثة قرأت عنها فى الصحف وهكذا
            دائما هناك شئ واقعى قد حدث

            للمزيد راجع :-
            الإنسان لا يخترع شئ من العدم


            فببساطة شديدة كانت قصة عصيان الشيطان لأمر رب العالمين بالسجود لسيدنا آدم عليه الصلاة والسلام قصة حقيقة تناقلها البشر منذ بدء الخليقة
            ولكن بعد ذلك حرفت الأمم الوثنية فى القصة وصنعت منها أساطير دمجت الحقيقة بالخيال ، وعبدوا عدة آلهة

            وكان اليونانيون من الأمم الوثنية التي حرفت وحادت عن الحق فعبدت آلهة عديدة وصنعت لكل إله قصة
            وكانت تتضمن أساطيرهم وجود عدو للآلهة صوروه في صورة أفعى أو تنين

            فنجد بيثون Python الأفعى التي أصبحت عدو للإله أبولو لأنه أراد إيذاء أمه
            وكذلك تيفون Typhon أو Typhoeus التنين (أفعى ضخمة ) الذى صار عدو لزيوس

            وأخذ اليونانيين موضوع الأفعى من المصريين القدماء الذين جسدوا كل ما هو شر فى صورة أبو فيس وهو أفعى شريرة وهو عدو الخير و الحق وعلى خلاف مع الإله رع

            فنقرأ من موسوعة ويكيبيديا عن الوحش تيفون :-
            Typhon challenged Zeus for rule of the cosmos.[51]
            الترجمة :-
            تحدي تيفون زيوس لحكم فى الكون

            كما نقرأ :-
            Pindar calls Typhon the "enemy of the gods",[59]
            الترجمة :-
            بندار يطلق على تيفون أنه عدو الآلهة

            انتهى

            راجع هذا الرابط :-


            كما نقرأ عن بيثون :-
            Python became the chthonic enemy of the later Olympian deity Apollo

            الترجمة :-
            أصبح بايثون العدو الكاثوني (اله العالم السفلى) للإله الأولمبي اللاحق أبولو


            راجع هذا الرابط :-
            ببساطة شديدة فإن اليونانيين والمصريين القدماء استبدلوا فى أساطيرهم الشيطان الحقيقي بصورة أفعى لأنه الشيء المنظور أمامهم بينما الشيطان لا نراه
            فلا يمكن أن يجسدوا الاله بدون أن يجعلوا للشيطان شكل منظور ، ووقع اختيارهم على الأفعى نظرا لسمها وقتلها للبشر

            فلم يكن هاديس في الأساطير اليونانية هو نظير الشيطان بل كانت الأفعى هي نظير الشيطان
            وإنما هاديس نظير الأخ الشرير في قصة ابني آدم

            ثم عندما أراد الصدوقيين نسخ الأسفار الخمسة الأولى في القرن الثاني قبل الميلاد كانوا متأثرين بالأفكار اليونانية ، وكان من المعروف أن فئة اليهود الهيلينيين يحاولون دائما دمج المعتقدات اليهودية مع المعتقدات والأفكار اليونانية

            لذلك رفضوا الشيطان الذى كان يعرفه بني إسرائيل وأنه هو عدو البشر وهو من عصى رب العالمين والذي تم الاشارة اليه فى سفر طوبيا و سفر أيوب و سفر أخبار الأيام الأول وأيضا فى العهد الجديد لأن ببساطة شديدة لم يكن الشيطان بمفهوم بنى اسرائيل موجود في الأساطير اليونانية ولكن كانت الأفعى


            فتشبهوا باليونانيين وجعلوا عدو الانسان حية فى سفر التكوين بالرغم من أن سفر التكوين سفر واقعي وليس رمزي كما لم يحاول كاتبه أبدا الإشارة أن هذه الحية رمز للشيطان لأنه كان بالفعل رافضا للشيطان ويريد شئ ينظر إليه

            وعندما بعث الله عز وجل المسيح عليه الصلاة والسلام كان من ضمن رسالته توضيح الحق وإظهاره ، ولذلك تجد الكلام عن الشيطان واضح وصريح فى العهد الجديد ولا يقول عنه أنه حية

            ما عدا فقط سفر رؤيا يوحنا الذى هو أصلا سفر رمزي كتبه شخص إسرائيلي حاول دمج ما بثه الصدوقيين فى بنى إسرائيل مع ما علمه المسيح عليه الصلاة والسلام
            فجعل الحية أو التنين رمز للشيطان وأوضح ذلك صراحة في كتابه الرمزي الذى تأثر به بما كان متداول بين بنى اسرائيل المتأثرين بالوثنيين (رؤيا 12: 9)


            تعليق


            • #7
              • 5 - لماذا نجد الإشارة إلى وجود الشيطان في بعض أسفار العهد القديم :-

              قد يسأل أحدهم ويقول :-
              إذا كان حذف قصة سقوط الشيطان من سفر التكوين أمر متعمد لأن الصدوقيين أنكروا وجود الشيطان تأثرا منهم بأفكار اليونانيين فكيف نجد الإشارة إليه في أسفار أخرى بالعهد القديم أيضا ؟؟

              الإجابة هي :-
              الصدوقيين لم يعترفوا بالأسفار الأخرى (غير الأسفار الخمسة الأولى ) ، كما أن قانونية العهد القديم حددها الماسوراتيين الذين كان أغلبهم من طائفة القرائين اليهودية التي اتفقت مع الصدوقيين في بعض الأفكار واختلفت معهم في البعض الآخر

              فنقرأ من world jewish heritage :-
              Karaites have always maintained that, while there are some similarities to the Sadducees, there are also differences
              الترجمة :-
              لقد أكد القرائين دائما أنه في حين أن هناك بعض أوجه التشابه مع الصدوقيين ، هناك أيضًا اختلافات

              انتهى

              راجع هذا الرابط :-

              ولذلك اعتمد الماسوراتيين (كان أغلبهم من القرائين) مجموعة من الأسفار لكتبة تختلف وجهات نظرهم وآرائهم ولكن المهم بالنسبة للقرائين أنها تحقق قانونية لأفكارهم

              على سبيل المثال :-
              طائفة القرائين اتفقت مع الصدوقيين في فكرة إنكار قيامة الآخرة والثواب والعقاب في الآخرة (الجنة والنار) و في نفس الوقت اختلفت معهم في فكرة الشيطان ، فالقرائين آمنوا بوجود الشيطان بينما أنكر الصدوقيين وجوده

              ولذلك قام العلماء الماسوراتيين (أغلبهم من طائفة القرائين) بصنع قانونية للأسفار الخمسة الأولى التي سبق وأن حرفها الصدوقيين لتتناسب مع أفكارهم فجعلوا العقاب (موتا تموت) أي الموت الأبدي الذي لا حياة بعده وحولوا الجنة إلى جنة عدن على الأرض و كل هذا اتفق معهم فيه القرائين

              ولتعويض عدم وجود الشيطان في الأسفار الخمسة الأولى قام القرائين بصنع قانونية لأسفار أخرى تشير إلى الشيطان مثل سفر أخبار الأيام الأول و سفر أيوب
              فجمعوا بين الأسفار الخمسة الأولى التي لا وجود للشيطان بها (حيث تم استبداله بحية) مع أسفار أخرى تتكلم عن الشيطان فيتحقق بذلك هدفهم

              وهو الجمع بين رأيهم فى إنكار القيامة وبين رأيهم في وجود الشيطان ، هذا الجمع الذي لم يقره الصدوقيين فحققه الماسورتيين من خلال اعتماد قانونية أسفار مختلفة لكتبة مختلفين في الآراء والأفكار

              وكان المعيار هو أهوائهم البشرية ولم يكن هناك أي وحى مقدس لصنع تلك القانونية لتلك الأسفار



              ونفس الشيء فعله المسيحيون عندما اعتمدوا الكتب التي اعتمدها الماسوراتيين ومن ضمنها الأسفار الخمسة الأولى فبالرغم من إيمان المسيحيين بوجود حياة أخرى ويوم القيامة إلا أنهم أيضا كانوا بحاجة إلى اعتماد قانونية الأسفار الخمسة الأولى التي كانت تحقق لهم فكرة وجود الذبائح والتقدمات ورش الدم ليوهموا من خلالها أتباعهم بفكرة الفادي الوحيد وضرورة وجود دم لمحو الخطايا وفى نفس الوقت قرروا أن يعوضوا عدم وجود فكرة قيامة الآخرة في الأسفار الخمسة الأولى من خلال أناجيل العهد الجديد وبذلك يتحقق لهم ما أرادوه بغض النظر عن سلامة تلك الأسفار والأناجيل من عدمه

              تعليق


              • #8
                • 6- اليهود الذين قاموا بالترجمة السبعينية فهموا عزازيل كمعنى الجملة وليس كاسم شخص (اسم كائن) :-


                قد يقول أحدهم :-
                ولكن هناك إشارة للشيطان بالأسفار الخمسة الأولى وهو كلمة (عزازيل) التي يعرفها البعض بأنها اسم الشيطان


                فنقرأ من سفر اللاويين :-
                16 :8 و يلقي هرون على التيسين قرعتين قرعة للرب و قرعة
                لعزازيل
                16 :9 و يقرب هرون التيس الذي خرجت عليه القرعة للرب و يعمله ذبيحة خطية
                16 :10 و اما التيس الذي خرجت عليه القرعة لعزازيل فيوقف حيا امام الرب ليكفر عنه
                ليرسله الى عزازيل الى البرية

                ثم نقرأ :-
                16 :21 و يضع هرون يديه على راس التيس الحي و يقر عليه بكل ذنوب بني اسرائيل و كل سياتهم مع كل خطاياهم و يجعلها على راس التيس و يرسله بيد من يلاقيه الى البرية
                16 :22
                ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم
                الى ارض مقفرة فيطلق التيس في البرية


                ولكن من المعروف أن كلمة (عزازيل) اختلف كلا من اليهود والمسيحيين على المقصود منها
                • فهناك من يعتقد أن المقصود منها العزل والإقصاء حيث أن الكلمة بالعبرية مكونة من مقطعين هما الماعز المبعد أو المعزول
                • وهناك من يعتقد أنه اسم المكان الذي كان يطلق فيه التيس
                • وهناك من يعتقد أنها اسم شخص قد يكون شيطان أو إله الصحراء
                • وهناك من يعتقد أنه اسم كان يتم إطلاقه على التيس الذي يحمل عن بني إسرائيل ذنوبهم و يرحل بعيدا

                يعني هناك خلاف على تحديد المراد بهذا الاسم ولا يوجد إجماع على أنه اسم الشيطان
                مما يعني أن كاتب سفر اللاويين (وهو ليس سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام) لم يكن بالضرورة يعتقد أن المقصود بالكلمة شيطان

                بل الحقيقة إن هناك عدة أدلة على أن الكلمة في سفر اللاويين لم يكن المقصود منها اسم شيطان أو إله وإنما كان المقصود اسم مكان أو معنى الكلمة نفسه وهو الماعز الراحل بينما لا يوجد دليل من السفر نفسه أو من الأسفار الخمسة الأولى على أنه اسم شيطان


                والأدلة على ذلك هي :-
                • أ- العدد (لاويين 16: 22) يقول أن التيس سيحمل ذنوب بني إسرائيل إلى أرض مقفرة :-

                مما يعني أنهم كانوا يذهبون بالتيس إلى مكان معين مقفر ربما كان اسم هذا المكان عزازيل



                تعليق


                • #9
                  • ب- لو كان كتبة الأسفار الخمسة الأولى قد فهموا كلمة عزازيل على أنها اسم شيطان فلماذا لم يطلقوه على الحية التي أغوت حواء في (تكوين 3: 1 إلى 3: 15) ؟؟!! :-

                  ما يهمنا في هذا الموضوع هو فهم كتبة الأسفار الخمسة الأولى لكلمة عزازيل وهذا لا يمكن أن يتضح إلا من خلال تلك الأسفار نفسها ، لأن كل طائفة في الفترة الهلينستية كان لها معتقداتها وكتبها التي تختلف عن الطوائف الأخرى وكان لكل منهم فهمهم ، وفى نفس الوقت فإن الصدوقيين لم يعتمدوا الأسفار الأخرى

                  لذلك فإن من سيؤمن بتلك الأسفار الخمسة وحدها يعني أن معتقداته موجودة بها وحدها
                  ولذلك حتى وان كان في أحد الكتب الأخرى معنى اسم عزازيل على أنه شيطان فهذا لا يعد دليلا على معنى الكلمة المقصود في سفر اللاويين

                  فعندما نبحث في الأسفار الخمسة الأولى لا نجد دليل على أن كلمة عزازيل كان اسم للشيطان
                  بل إن هناك دليل واضح من تلك الأسفار يؤكد على أن كتبتها لم يفهموا كلمة عزازيل على أنه اسم شيطان

                  و هذا الدليل هو عدم إطلاق هذا الاسم على الحية التي أغوت حواء

                  فنقرأ من سفر التكوين :-
                  3 :1 و كانت الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله فقالت للمراة احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة
                  3 :2 فقالت المراة للحية من ثمر شجر الجنة ناكل
                  3 :3 و اما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تاكلا منه و لا تمساه لئلا تموتا
                  3 :4 فقالت الحية للمراة لن تموتا
                  3 :5 بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما و تكونان كالله عارفين الخير و الشر


                  ثم نقرأ :-
                  3 :13 فقال الرب الاله للمراة ما هذا الذي فعلت فقالت المراة الحية غرتني فاكلت
                  3 :14 فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم و من جميع وحوش البرية على بطنك تسعين و ترابا تاكلين كل ايام حياتك
                  3 :15 و اضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه


                  فإذا كانت كلمة عزازيل في سفر اللاويين يقصد منها اسم الشيطان ، فلماذا لم يتم إطلاقه على الحية التي تكلمت واغوت حواء ؟؟!!!!!

                  لأن المقصود من الكلمة في تلك الأسفار الخمسة الأولى لم يكن اسم شيطان


                  وعلى العموم فمن المعروف اعتماد الصدوقيين للأسفار الخمسة الأولى وفى نفس الوقت إنكارهم للملائكة مما يؤكد على أنهم لم يفهموا كلمة عزازيل على أنه اسم شيطان ولكن شئ آخر
                  • ج- قاموس سترونج يقول أن كلمة عزازيل مكونة من مقطعين بمعنى ماعز و مغادر أو عزل :-

                  هناك فريق من اليهود المتأخرين اعتقدوا أن كلمة عزازيل كان اسم للشيطان وهم على خلاف مع فريق آخر حول ذلك
                  ولكن قاموس سترونج يقول أن الكلمة في العبرية تتكون من مقطعين ، الأول بمعنى ماعز والثاني بمعنى عزل أي أبعد

                  وهذا يتفق مع فكرة النص بأنه تيس يتم ابعاده ليرحل عن بني إسرائيل بعد أن يحمل عنهم آثامهم
                  يعني المقصود من نص اللاويين أن التيسيين يكون أحدهما للرب ولذلك يتم ذبحه وذلك بغرض رضا الرب ، و الأخر تيس بغرض الاستبعاد و العزل لأنه يحمل آثام بني إسرائيل فيتم عزله واستبعاده عنهم ومعه تلك الآثام

                  وهذا هو معنى قرعة للرب وقرعة لعزازيل
                  أي قرعة يتم ذبح فيها التيس بغرض تقديمه للرب ، والآخر بغرض الاستبعاد والإقصاء

                  فالكلمة العبرية التي تم ترجمتها عزازيل هي
                  עֲזָאזֵל توافق لغوي 5799

                  فنقرأ من Strong's Exhaustive Concordance :-
                  scapegoat
                  From ez and 'azal; goat of departure; the scapegoat -- scapegoat.
                  see HEBREW ez
                  see HEBREW 'azal
                  راجع هذا الرابط :-

                  و عند الرجوع لمعنى المقطعين فالأولى بمعنى ماعز والثانية بمعنى اقصاء أو ابعاد

                  راجع الرابطين :-
                  و

                  تعليق


                  • #10
                    • د- من قاموا بالترجمة السبعينية ترجموها بمعنى العزل أو الفصل :-

                    فهم اليهود القدماء الكلمة في سفر اللاويين بمعنى العزل لذلك عندما ترجموها إلى اليونانية فلم يتركوها كاسم ولكن ترجموها بمعنى العزل

                    فنقرأ من موقع الأنبا تكلا عن تلك الكلمة :-
                    (اسم عبري معناه "عزل" وقد ورد اللفظ في مكان واحد فقط، في (لا 16: 8 و10 و26). وهناك عدة تفسيرات:
                    1) التيس الذي كان اليهود يطلقونه في البرية لعزله وفصله عن الناس (بحسب الترجمة اللاتينية الفلجاتة).
                    2) كلمة مطلقة: على العزل للخطيئة أو الفصل (بحسب الترجمة اليونانية السبعينية).
                    3) الربية أو المكان الصحراوي النائي الذي كان التيس يعزل فيه (والمفسرين اليهود أنفسهم يميلون إلى هذا).
                    4) الشيطان أو الجن في الصحاري والبراري أو ملاك ساقط.)

                    انتهى

                    راجع هذا الرابط :-


                    كل هذا يؤكد على أن الكلمة كان المقصود منها العزل والإقصاء على الأقل عند فريق من اليهود القدماء و فريق من المسيحيين حيث لم يفهموها على أنها شيطان

                    تعليق


                    • #11
                      • 7 - و الدليل على الصراع بين طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية (التي ترجع إليها مخطوطات الكتاب المقدس بما فيها الأسفار الخمسة الأولى) حول فكرة وجود الشيطان من عدمه :-

                      سنجده في التعارض في قصة إحصاء سيدنا داود عليه الصلاة والسلام لبنى إسرائيل حيث سنجد
                      في سفر أخبار الأيام الأول أن الشيطان هو من أغرى سيدنا داود لعمل هذا الاحصاء

                      فنقرأ من سفر أخبار الأيام الأول :-
                      21 :1 و وقف الشيطان ضد اسرائيل و اغوى داود ليحصي اسرائيل
                      21 :2 فقال داود ليواب و لرؤساء الشعب اذهبوا عدوا اسرائيل من بئر سبع الى دان و اتوا الي فاعلم عددهم

                      بينما في سفر صموئيل الثاني وهو يقص نفس القصة و لكنه يلغى وجود الشيطان ويجعل الرب هو من غضب على بني إسرائيل ، فهو من أمر سيدنا داود عليه الصلاة والسلام هو من يحصى بني إسرائيل ، ولم يقل حتى أنه سلط عليه الشيطان بل ان الرب نفسه هو من قال له أن يحصى إسرائيل

                      فنقرأ من سفر صموئيل الثاني :-
                      24 :1 و عاد فحمي غضب
                      الرب على اسرائيل فاهاج عليهم داود قائلا امض و احص اسرائيل و يهوذا
                      24 :2 فقال الملك ليواب رئيس الجيش الذي عنده طف في جميع اسباط اسرائيل من دان الى بئر سبع و عدوا الشعب فاعلم عدد الشعب



                      وبالتأكيد فإن الشيطان ليس ناقل رسالة الرب

                      تعليق


                      • #12
                        • 8- وجود الشيطان حقيقة وكانت في الشكل الأصلي للكتاب قبل شكله الحالي المحرف :-

                        ليس معنى عدم وجود الشيطان في الأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالي واستبداله بحية أن هذا هو الأصل وأن فكرة الشيطان جاءت بعد ذلك كما يدعى الملحدين

                        لأن ببساطة شديدة :-
                        • أ- كانت هناك أسفار أخرى من العهد القديم تتكلم عن الشيطان :-
                        في (سفر أيوب ، سفر أخبار الأيام الأول 21: 1 ،سفر المزامير 109: 6 ، سفر زكريا 3: 1 - 2 ، سفر المكابين الأول 1: 38 ، سفر طوبيا ، سفر الحكمة 2: 24 ) و مخطوطات جميع هذه الأسفار ( سواء كانت الأسفار الخمسة الأولى أو الأسفار التي وردت بها كلمة شيطان ) جاءت من فترة زمنية واحدة فأقدمها هي مخطوطات البحر الميت والتي ترجع إلى عام 100 ق.م ، يعني لا نستطيع أن نقول أن الشكل الحالي للأسفار الخمسة الأولى (والذى لا يوجد به الشيطان) أقدم من الشكل الحالي لسفر أيوب مثلا (الذي يوجد به الشيطان)

                        لأن مخطوطات كلاهما جاءت من فترة زمنية واحدة و هي الفترة الهلينستية التي انتشرت فيها بين بني إسرائيل أفكار وفلسفات اليونانيين الوثنية و التي تحدث عنها سفرا المكابيين الأول والثاني

                        فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
                        1: 11 و خرجت منهم جرثومة اثيمة هي انطيوكس الشهير ابن انطيوكس الملك وكان رهينة في رومية وملك في السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان
                        1: 12 و في تلك الايام خرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
                        1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
                        1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم
                        ان يصنعوا بحسب احكام الامم
                        1: 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم
                        1: 16 و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر



                        ونتج عن هذا ظهور طوائف عديدة في بني إسرائيل تختلف فيما بينها في المعتقدات بعضها تشبه باليونانيين فقامت بمزج الأفكار الوثنية مع معتقدات بني إسرائيل التي ورثوها عن أنبيائهم وبعضهم حاول التمسك بتعاليم أجداده ولكن كان المتشبهين باليونانيين هم الأقوى ، وقام اليونانيين بحرق الكتاب المقدس عند المتمسكين بدينهم

                        فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
                        1: 58 و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات
                        1: 59 و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار


                        وكان من يرفض الانقياد يتم قتله أو سبيه وتشتيته فى بلاد مختلفة

                        فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
                        1: 34 و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي

                        وأيضا :-
                        1: 60 و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك

                        وأيضا :-
                        1: 63 و النساء اللواتي ختن اولادهن قتلوهن بمقتضى الامر
                        1: 64 و علقوا الاطفال في اعناقهن ونهبوا بيوتهن وقتلوا الذين ختنوهم



                        للمزيد راجع :-
                        • محاولات اليونانين و أتباعهم من كهنة بني إسرائيل إفساد بني إسرائيل
                        • أهواء طوائف بني إسرائيل في الفترة الهلينستية هي من شكلت مخطوطات الكتاب المقدس المتعددة في تلك الفترة
                        • الصدوقيين محرفين وأرادوا تشبيه التوراة بأفكار اليونانيين

                        و بناء عليه فنحن لا نعرف كيف كان شكل الأسفار الخمسة الأولى قبل عام 300 ق.م قبل أن يجتاح اليونانيين فلسطين و ينشروا بين بني إسرائيل أفكارهم الوثنية المادية ، فهل هى نفسها الأسفار التي نراها حاليا أم أن هناك اختلاف

                        والأكيد أنه مختلف لأن حتى المخطوطات التي وجدها العلماء والتي ترجع إلى عام 100 ق.م وجدوا بينها اختلافات ، فما بالكم بما كان قبل ذلك خاصة مع وجود تناقضات في النصوص

                        يعنى من السهل على المحرف أن يأخذ النص الأصلى و يخفى منه كلمة الشيطان أو يبدله بكلمة الحية و يضيف عليه بضع كلمات أو يحذف منه بضع كلمات ، ثم يقدمه للناس ويقول لهم هذا هو كتابكم المقدس بينما هو النص المحرف

                        وسبق وأن تكلمت عن هذا بالتفصيل في موضوع منفصل


                        للمزيد راجع :-
                        تاريخ أقدم مخطوطات الكتاب المقدس الحالي تعود جميعها إلى الفترة الهلينستية



                        وما حدث لبنى إسرائيل حدث قبل ذلك في تلك الأمم ، نبى يأتي إلى أمة ويترك بينهم الحق و لكن مع مرور الزمان يأتي حكام يريدون التسلط على كل شئ يساعده كهنة باعوا أنفسهم من أجل المال فيبدأ التحريف ، ولكن رحمة رب العالمين أنه كان دائما يبعث الأنبياء ليصححوا وليذكروا الناس بالحق

                        تعليق


                        • #13
                          • ب- والدليل على أن وجود الشيطان كان هو الأساس في الكتاب الأصلي قبل التحريف هو التناقض والعوار الذي نجده في قصص الأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالي :-

                          من الغريب جدا أن تجعل قصة سيدنا آدم في سفر التكوين أن الحية (الحيوان) تخدع الإنسان لتخرجه من الجنة
                          فما الذي سوف تستفيده الحية من ذلك

                          هل تغار من الإنسان مثلا ؟؟!!!

                          والغريب أن الرب يقرر أن يعاقب الحية فيحكم عليها بأن تسعى على بطنها (تكوين 3: 14) وكأنه كان لها أرجل وشكل آخر غير الذي نراه حاليا

                          المشكلة أن البشر كانوا يسعون دائما لتجسيم ما لا يستطيعون رؤيته ، فقد جسموا الإله وصنعوا له تماثيل على هيئة بشر تارة وعلى هيئة طيور تارة أخرى … الخ
                          لذلك قاموا أيضا بتجسيم عدو الإنسان في صورة يشاهدونها وهي الحية
                          • ج- فكرة وجود الشيطان أقدم من الفارسيين :-
                          سنجدها عند السومريين والبابليين والأشوريين


                          في الحضارة السومرية سوف نجد :-
                          عسق (Asag) وهو شيطان وحشى ، ورد في قصيدة سومرية على أن وجوده يجعل السمك يغلى في الأنهار

                          راجع هذا الرابط :-


                          وعند البابليين كان هانبى (Hanbi) أو هانبا (Hanpa) ، وهو اله الشر

                          راجع هذا الرابط :-

                          بازوز (Pazuzu) هو ملك شياطين الريح وهو ابن اله الشر هانبى

                          للمزيد عنه راجع هذا الرابط :-


                          أما المصريين القدماء سنجد :-
                          أبيب هو إله الشر والذى صارع رع اله الخير وكبير الآلهة ، ولأن المصريين القدماء جسموا الإله لذلك من الطبيعي أن يبحثوا عن شئ مجسم يمثلوا به شخصية أبيب فكروا أن يكون على شكل حية

                          عدو الإنسان الذي تراه العيون
                          و يوجد أيضا أبو فيس وهو أيضا إله الشر و الذي تم تمثيله على شكل حية
                          • د- الإنسان لا يخترع فكرة من العدم :-

                          الإنسان لا يستطيع اختراع الأفكار والقصص ولكن يمكنه إحداث تغييرات بها أي تحريفها
                          مثلما يفعل في مخترعاته ، فجميع النظريات لها أصل من الطبيعة يقوم الإنسان بمحاكاتها
                          لذلك لا بد وأن قصة وجود كائن كان السبب في إخراج أول بشريين من الجنة حقيقة ، قام البشر بتحريفها بعد ذلك

                          للمزيد راجع :-
                          الإنسان لا يخترع شئ من العدم ولا حتى الفكرة

                          تعليق


                          • #14
                            • 9- وهناك عدة أدلة على أن العهد القديم بشكله الحالي يختلف عن شكله الأصلي قبل نشر اليونانيين ثقافتهم :-

                            راجع هذا الرابط :-

                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة mohamed faid, 7 يون, 2023, 09:08 م
                            ردود 0
                            44 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة mohamed faid
                            بواسطة mohamed faid
                             
                            ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 28 ماي, 2023, 02:50 ص
                            ردود 0
                            59 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة Mohamed Karm
                            بواسطة Mohamed Karm
                             
                            ابتدأ بواسطة mohamed faid, 2 ماي, 2023, 01:35 م
                            ردود 0
                            60 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة mohamed faid
                            بواسطة mohamed faid
                             
                            ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 22 أبر, 2023, 01:45 ص
                            ردود 0
                            86 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة رمضان الخضرى  
                            ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 20 فبر, 2023, 03:32 ص
                            ردود 0
                            133 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                            يعمل...
                            X