المحلل والمحرم من الأطعمة بين العهدين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

_الساجد_ مسلم اكتشف المزيد حول _الساجد_
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المحلل والمحرم من الأطعمة بين العهدين

    مقدمة:
    تحرم الشريعة اليهودية الخمر وما شابهها وشرب الدم المسفوح والشحوم " الدهون المشبعة" وعدة أنواع من الحيوانات ولم تورد أسباباً واضحة لهذا التحريم .. في حين أن المسيحية "بعد المسيح" قد رفعت التحريم عن كل الأطعمة بلا استثناء وأباحت الخمر بشرط عدم السكر ..
    ونعني بجملة "بعد المسيح " أنه
    لم يثبت عن المسيح أنه أحل طعاماً كان محرماً بل عاش المسيح ومات وهو مطبق للشريعة اليهودية .. حارساً لها ..


    قائمة التحريم في العهد القديم:
    توجد قائمة كبيرة لما حرمته الشريعة اليهودية من الأطعمة ويرجع ذلك إلى سفر اللاويين (السفر المنظم للتشريعات اليهودية) الإصحاح الحادي عشر ويمكن أن نعدها كما يلي:
    - الخنزير والجمل والارنب.
    - جميع الرخويات البحرية مثل الحبارى والكالمارى والسبيط بالاضافة لأم الخلول وما شابهها.
    - جميع القشريات البحرية مثل الإستاكوزا والجمبرى والكابوريا.
    - النسور والصقور والعقاب والحداءة والغراب والنعام والبوم والبجع واللقلق والكركى والببغاء والهدهد والخفاش.
    - إبن عرس والفئران والضب والحرباء والعظايا والسحالى.
    - جميع الحشرات فيما عدا الجنادب والجراد وأشباهها.

    وبذلك يكون المحلل من الطعام:
    1) من الحيوانات الأرضية : مشقوق الظلف ويجتر (كلاهما معاً) ولا يفترس.
    2) من الحيوانات البحرية: ما له زعانف وقشور حرشفية.
    3) من الطيور: ما لا يفترس.
    4) من الحشرات ما له كراعان (ساقان للقفز) .


    عِلَّة التحريـم:
    لم يهتم اليهود كثيراً بالعلة من وراء تحريم تلك الأطعمة .. إلا أن النصارى تنوعت تفسيراتهم حول أسباب ذلك .. بل واهتموا بأن " يخلقوا " لها علة .. والسبب الحقيقي لهذا الاهتمام يرجع إلى تحليل بولس لما حُرِّم ..

    فالمنطق يقول: إذا تم تحليل ما حُرِّم سابقاً فإن السبب يرجع إلى انتفاء
    علة التحريم..
    لذا نجد النصارى منذ عصور الآباء الأوائل يضعون تفسيرات وتأويلات .. وكلها بلا استثناء لا يقبلها عقل يسير على منهجٍ عملي قائم على الدليل .. فكلها لا تتعدى تخمينات .. كما هي عادتهم:

    * فمنهم من يقول مبدعاً : أراد الله أن يخبر الشعب أنه كما أنه اختار شعب بني إسرائيل ليكون هو الشعب المخصص لله (الطاهر الذي يعبد الله) دون شعوب أخرى (الشعوب الوثنية النجسة التي تعبد الأوثان). هكذا فإن هناك أطعمة طاهرة (مسموح أكلها)، وأطعمة نجسة (غير مسموح أكلها)
    ولكن وبمجيء السيد المسيح وحينما أصبحت جميع الأمم مدعوة للإيمان بالله، لم يعد هناك داع لوجود أطعمة محللة (طاهرة) أو محرمة (نجسة)، لأن كل شعوب العالم أصبحت طاهرة ومدعوة للإيمان بالله بمجيء السيد المسيح.

    * ومنهم من يقول: هذه الحيوانات ذات صفات رمزية لم يفهمها اليهود ..

    فالاجترار: يرمز إلى :
    " اللهج الدائم والتأمل المستمر في كلمة الله نهارًا وليلًا "
    " الانطلاق من المعنى الحرفي إلى المعنى الروحي للكلمة الإلهية، والإرتفاع بفهمها من الأمور المنظورة السفلية إلى الأمور العليا غير المنظورة "

    وشق الظلف: يرمز إلى :
    " المؤمن الذي يتقبل كلمة الله بعهديها "
    "المؤمن الذي يؤمن بالآب والابن معاً "
    " حسن تعامل الإنسان مع العالم الحق والعالم الزائف "
    " يرمز إلى شق الجزء الميت فينا "
    "صلب شهوات الجسد"

    والزعانف والحراشيف ترمزان إلى: " وسائط النعمة التي تسند المؤمن ليسبح وسط مياه هذا العالم بفعل روح الله الساكن فيه دون أن تجرفه التيارات المائية، وما هذا الحرشف إلاَّ عمل هذه الوسائط التي تحميه بالرب من كل مقاومة للشر ضده"

    والطيور: حُرِّم منها الطيور الجارحة في الغالب .. وبعض الطيور التي ذكرت بالاسم ..
    وتفسيرات المسيحيين لذلك متنوعة ولا تخلو من طرافة فالنعامة كمثال محرمة لأنها تتصف بالرعونة والجبن وتخبيء رأسها في الرمال ..

    أما بالنسبة للحشرات: فكل الحشرات محرمة ما عدا أربعة هي : الجراد والدبا والحرجوان والجندب ..
    وهي تتميز بوجود (الكراع) أي الساق الطويلة التي تجعلها تقفز ..
    ويرمز القفز إلى (وثب أبناء الله على الأرض وما فيها من خيرات أو ملذات أو هموم. فالمؤمن الحقيقي لا ينبغي أن يغرق في ملذات العالم بل يثب عليها. ولا ينبغي أن تغلبه آلام وهموم العالم بل يثب عليها. والوحي المقدس يصف لنا وسيله القفز وهما الكراعان فوق الرجلين أي الساقين وهذا روحياً يشير إلى الصلاة -أي الركب المنحنية- فالمؤمن الحقيقي يثب على ملذات العالم بأن يحني ركبتيه مصلياً وطالباً من الله أن يحميه من شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة، وبالصلاة والركوع يغلب الملذات ويثب عليها. )



    فساد الاستدلال :
    - يعتمد تحليل المسيحية لما حرمته اليهودية على دليلين أساسيين الأول خاص بالمسيح نفسه والثاني خاص بسمعان بطرس ..

    الدليل الأول:
    ما نص عليه إنجيل متى الإصحاح الخامس عشر العدد الأول وما بعده:
    1 حينئذ جاء إلى يسوع كتبة وفريسيون الذين من أورشليم قائلين
    2 لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ، فإنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزا
    3 فأجاب وقال لهم: وأنتم أيضا، لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم
    4 فإن الله أوصى قائلا : أكرم أباك وأمك، ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتا
    5 وأما أنتم فتقولون: من قال لأبيه أو أمه: قربان هو الذي تنتفع به مني. فلا يكرم أباه أو أمه
    6 فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم
    7 يا مراؤون حسنا تنبأ عنكم إشعياء قائلا
    8 يقترب إلي هذا الشعب بفمه، ويكرمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا
    9 وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
    10 ثم دعا الجمع وقال لهم: اسمعوا وافهموا
    11 ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان
    12 حينئذ تقدم تلاميذه وقالوا له: أتعلم أن الفريسيين لما سمعوا القول نفروا
    13 فأجاب وقال: كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يقلع
    14 اتركوهم. هم عميان قادة عميان. وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة
    15 فأجاب بطرس وقال له : فسر لنا هذا المثل
    16 فقال يسوع: هل أنتم أيضا حتى الآن غير فاهمين
    17 ألا تفهمون بعد أن كل ما يدخل الفم يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج
    18 وأما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر، وذاك ينجس الإنسان
    19 لأن من القلب تخرج أفكار شريرة: قتل، زنى، فسق، سرقة، شهادة زور، تجديف
    20 هذه هي التي تنجس الإنسان. وأما الأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجس الإنسان

    فهذه الأعداد العشرين تتحدث عن شيء واحد فقط .. ولا تتجاوزه .. فالتلاميذ لا يغسلون أيديهم قبل الأكل .. وهذا مما أخذه الفريسيون عليهم وانتقدوا عليهم هذا " السلوك " .. ولم يتعرَّض الفريسيون من قريب أو بعيد إلى المحرمات من الطعام ..
    فالتلاميذ كانوا يهوداً خاضعين للشريعة قائمين عليها عاملين بها ..
    إلا أن غسل اليد قبل الأكل لم يكن من الشريعة فهو تقليد (سلوك) لشيوخ اليهودية .. وعادة حسنة اتبعها اليهود واهتموا بها ..
    لذلك قالوا للمسيح " لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ " .. فبدأ المسيح بتعنيفهم أن
    التقليد مجرد سلوك قد يصيب وقد يخطيء وليس هو في المقام الأول شريعة تتبع ..
    وأنهى الحديث بقوله:
    وأما الأكل بأيد غير مغسولة فلا ينجس الإنسان ..إذن النص لا يتعلق بتحليل ما حرمته الشريعة بل بتوضيح " حكم " عدم غسل اليدين قبل الأكل ..

    الدليل الثاني :
    مذكور في الإصحاح العاشر من سفر أعمال الرسل .. حيث نقرأ عن قصة اهتداء كرنيليوس الوثني قائد المائة جندي .. وكيف أنّ كرنيليوس دعا الله أن يرشده إلى الصواب فرأى في منامه ملاكاً يخبره بأن يرسل بعض جنوده إلى سمعان بطرس .. وعند اقترابهم كان بطرس نائماً وهو جائع فرأى رؤيا كما يلي:
    11 فرأى السماء مفتوحة ، وإناء نازلا عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض
    12 وكان فيها كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء
    13 وصار إليه صوت: قم يا بطرس، اذبح وكل
    14 فقال بطرس: كلا يا رب لأني لم آكل قط شيئا دنسا أو نجسا
    15 فصار إليه أيضا صوت ثانية: ما طهره الله لا تدنسه أنت
    16 وكان هذا على ثلاث مرات، ثم ارتفع الإناء أيضا إلى السماء

    هل فهم منها بطرس أنها تخص تحليل الطعام المحرم في الشريعة ؟ كلا .. بل ظل محتاراً في معنى هذا
    إلى أن فسرها له الروح بنفسه .. لنقرأ:
    17 وإذ كان بطرس يرتاب في نفسه: ماذا عسى أن تكون الرؤيا التي رآها؟، إذا الرجال الذين أرسلوا من قبل كرنيليوس، وكانوا قد سألوا عن بيت سمعان وقد وقفوا على الباب
    18 ونادوا يستخبرون: هل سمعان الملقب بطرس نازل هناك
    19 وبينما بطرس متفكر في الرؤيا، قال له الروح: هوذا ثلاثة رجال يطلبونك
    20 لكن قم وانزل واذهب معهم غير مرتاب في شيء، لأني أنا قد أرسلتهم

    إذن
    المعنى
    الخالص للرؤيا هو ما فسره " الروح " لسمعان بطرس أن يقبل الأمميين وأن يدعوهم إلى الهداية فهم " غير أنجاس " ..
    فرمز الوحوش والدواب فسره الروح على أنه الأمميون

    ولقد فهمها سمعان بطرس على هذا النحو فهماً تاماً بلا أدنى شك حيث قال للأمميين :
    28 فقال لهم: أنتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي أن يلتصق بأحد أجنبي أو يأتي إليه. وأما أنا فقد أراني الله أن
    لا أقول عن إنسان ما إنه دنس أو نجس ..
    فالرؤيا لا تتعلق من قريب أو بعيد بتحليل ما حرم من طعام ..
    إذن لا يوجد سند صريح للمسيح أو لتلاميذه يقول بتحليل ما حرمته الشريعة .. وكل ما استندوا عليه من أقوال بولس فهي مجرد فلسفات هو نفسه استدل بما سبق من أدلة على ما قاله..مخرج الرمزية:
    كلما تعقدت المسائل فيما يخص بأصالة العهد القديم وتوافقه مع العهد الجديد أو حتى توافقه مع أصول العقل والاستدلال المنطقي يتجه المدافعون عن هذه الأصالة إلى مخرج الرمزية .. ويتضح هذا بشكل كبير فيما يخص موضعنا هذا ..
    فلا يوجد سبب واضح ذكره العهد القديم يعلل تحريم هذا العدد الكبير من الحيوانات .. إلا أن النصارى اعتبروا هذا التحريم نوعاَ من الحكم والرموز
    التي لم يفهمها اليهود لكن معانيها تجلت بعد ذلك في أذهان آباء النصرانية الأوائل..

    فلا ندري ما العلاقة بين الاجترار علمياً أو حتى مظهرياً بـ " التأمل المستمر في كلمة الله "
    وكيف ينطبق الاجترار على مقولة أوريجانوس " الانطلاق من المعنى الحرفي إلى المعنى الروحي للكلمة الإلهية، والإرتفاع بفهمها من الأمور المنظورة السفلية إلى الأمور العليا غير المنظورة "
    ولماذا لا نقول أن
    الاجترار يدل على الخبث والمكر لأن الحيوان المجتر يختزن أكله في معدته ثم يخرجه بعد ذلك ليمضغ ببطء وهدوء ..
    بل يمكننا أن نقول وبلا مبالغة أن
    الاجترار يدل على الشره في الأكل فالحيوان يأكل بسرعة كبيرة ليحقق أقصى استفادة .. وهو نفس العيب الذي اعتبروه سبباً لتحريم بعض الحيوانات ..

    كما أن هناك أجزاء ميتة في جسم الحيوان غير مشقوقة مثل القرون .. فما العلاقة بين
    شق الظلف وبين الإيمان بالعهدين .. لكنها القاعدة التفسيرية التي تخص أهل الرمزية فكل شيء ثلاثي فهو يشير إلى الثالوث وكل شيء ثنائي فهو يشير إلى العهدين ؟

    عموماً لن نطيل في نقد طبيعة الرموز ومعانيها .. فقط نريد أن نقول لكل ذي عقل:
    ما فائدة الرمز لشخص لن يفهمه ؟
    أنتم تقولون: إن الله خاطب " شعبه " - لاحظ شعبه هذه - برموز وصيغ
    لم يفهمها .. ولم تتضح إلا بعد صلب المسيح ..
    فكيف يكون شعب الله واختيار الله ويتعمد الله بعد ذلك أن يخاطبه ويأمره بأوامر كلها رموز لم يفهم معناها ..

    فالله مثلاً أحلَّ من البهائم ما يجتر ويشق الظلف .. لكي يقول إني لن أقبل إلا الشعب الذي يتعلق بي روحياً وسلوكياً ..
    يا عقلاء يقول لمن؟ للبشر الذين يعرف تماماً أنهم لن يفهموا العبرة من التحريم ؟ أي عبث هذا ؟

    هذا بالإضافة إلى أننا نجد هذه الرمزيات وكأنها تخاطب المسيحية بعينها .. كأنها وجهت إليهم خصيصاً ..
    فما ذنب اليهود إذن وهي شريعتهم ومعيشتهم ..

    إن الرموز إن لم يكن لها فائدة لمن وجهت إليه فهي عبث بلا فائدة منه ..الأخطاء العلمية الفادحة:
    وهذا الأخطاء تخص كاتب العهد القديم .. تدل على كون الكتاب بشري مائة في المائة .. ولا يعلم الكاتب من العلم إلا ما يعلمه جميع بني قومه .. بل ربما كان أعلمهم .. وتكون المصيبة أفدح .. من أمثلة ذلك
    التصنيف بناء على المظهر لا التركيب.. فالكاتب لا يعلم الفارق العلمي بل يهتم بالشكل فقط ..

    - فقد وضع الأرنب والوبر ضمن المجترات .. والسبب لأنهما يحركان شفتيهما باستمرار .. ووضع الخفاش ضمن الطيور لمجرد أنه يطير ..

    - كما أن ترجمات عديدة اعتبرت ( دبيب الطير ) يُقصد به الطيور بوجه عام .. ولا يوجد طيور لها أربعة أرجل .. وحتى لو اعتبرنا (دبيب الطير) هي الحشرات .. فالحشرات كلها سداسية الأرجل .. وما خصه الكاتب بالذكر من الجراد والجنادب بقوله: " إلا هذا تاكلونه من جميع دبيب الطير الماشي على أربع ما له كراعان فوق رجليه يثب بهما على الارض".. لا يوحي إطلاقاً بأن عدد أرجلها ستة كما يقول مدلسيهم 4+2 ستة .. لأن كاتب النص أكرمه الله أراحنا وأغلق الباب في وجه " الاجتهاد " بقوله الختامي: " لكن سائر
    دبيب الطير الذي له أربع ارجل فهو مكروه لكم"..

    راجع في هذا الشأن موضوع الأستاذ ذا تروث
    http://www.hurras.org/vb/showthread.php?27350

    - تقودنا حمى البحث عن الرمزية إلى حالة تضارب طريفة بين الجراد والحمام مثلاً .. فكلاهما دبيب الطير الأول حلال لأن له كراع يساعدها على الوثب (والوثب يرمز إلى وثب أبناء الله على الأرض وما فيها من خيرات أو ملذات أو هموم. فالمؤمن الحقيقي لا ينبغي أن يغرق في ملذات العالم بل يثب عليها ... إلخ) .. لكن الثاني حلال
    .. مع أنه ليس له كراع بل يدب على الأرض ..
    بل والأدهى من هذا أن البرغوث قفاز ومن العناكب عناكب قفازة .. فلماذا إذن لا نقول إن البراغيث والعناكب أطعمة حلال في اليهودية بسبب ما يعطيه الوثب من
    رمزية ؟

    إلى غير هذا من التعليلات غير المنطقية والخاطئة علمياً كمن يقول: " إن النعام محرم لأنه يتميز بالرعونة ويخبيء رأسه عند الأخطار " .. فصفة الرعونة هذه يلحقونها بالأناث .. وعلى هذا الترميز لماذا لا تحلل اليهودية ذكر النعام؟
    كما أن دفن الرأس في الأرض نتيجة الخوف غير علمي على الإطلاق فله أسبابا أخرى .. فالنعام إذا خاف فإنه يركل بساقيه وبقوة أو يجري مهرولاً قدر استطاعته .. بل إن الحمام والعصافير هي أشد الطيور خوفاً وأسرعهم هرباً ومع ذلك فأكلها حلال في اليهودية ..


    خـاتمـة:
    إن الله تعالى يخبرنا في القرآن الكريم أنه لم يحرم على اليهود شيئاً في باديء الأمر ..

    كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (آل عمران - 93)
    لكنهم اتبعوا يعقوب فيما حرمه على نفسه ولم يحرمه عليهم رب العالمين ..
    وبتوالي الأنبياء عليهم واستمرار عنادهم وغلظتهم وكفرهم حرم الله عليهم كثيراً من الطيبات التي كانت حلالاً لهم:
    فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161)
    (سورة النساء)

    جاءت المسيحية ولم يتغير الحال ولم يصدر عن المسيح أمراً بحل حرام ( حسب ما ورد بالكتاب المقدس ) إلا أن القرآن الكريم أخبرنا أن المسيح عليه السلام أحل بعض ما حرم الله عليهم وليس كله .. تخفيفاً عليهم
    كما في سورة آل عمران:
    ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون ( 50 ) إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ( 51 )

    ولم يحدد القرآن ماهي الأشياء التي حللها لهم المسيح عيسى بن مريم ..

    ولما جاء الإسلام أكد على محرمات يتسم أغلبها بِسِمَة الضرر .. ما عدا ذلك فهو حلال ..


  • #2
    حياك الله موضوع طيب للغايه
    بارك الله فيك و رفع قدرك فى الدارين ..
    و الجزء ده من مقالك مهم جدا جدا جدا
    (
    .. فبدأ المسيح بتعنيفهم أن
    التقليد مجرد سلوك قد يصيب وقد يخطيء وليس هو في المقام الأول شريعة تتبع
    ..
    )

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيراً أخي الحبيب .. هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى ..
      ..........................
      كثير من المدافعين عن تحليل الأطعمة وخصوصاً لحم الخنزير .. يطلقون على ناموس موسى اسم " القانون المدني " من أجل تخفيف حدة قداسة كلمة " ناموس " " شريعة " ..
      وبالتالي فإن أي زمن يخضع لقانون مدني جديد .. والتابعين له في حل عما سبقه من قوانين ..


      تعليق


      • #4
        رد: المحلل والمحرم من الأطعمة بين العهدين

        بارك الله فيك أخي .. تحليل رائع


        مدونتي باللغة الكوردية لمقارنة الاديان:
        ------ ئاين و مه‌زهه‌به‌كان ------
        battarduhoki1.wordpress.com


        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
        ردود 0
        27 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
         
        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
        ردود 0
        25 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة زين الراكعين  
        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 9 مار, 2024, 05:43 م
        ردود 0
        59 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة زين الراكعين  
        ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 5 مار, 2024, 10:20 ص
        ردود 3
        46 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة زين الراكعين  
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 23 ينا, 2024, 11:53 م
        ردود 0
        18 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
         
        يعمل...
        X