اليهودي واليوناني فى العهد الجديد يقابلها فى مفهومنا الشخص المتدين ، والشخص العلمانى وكلاهما من بنى اسرائيل

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أكرمنى ربى بالاسلام الاسلام اكتشف المزيد حول أكرمنى ربى بالاسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليهودي واليوناني فى العهد الجديد يقابلها فى مفهومنا الشخص المتدين ، والشخص العلمانى وكلاهما من بنى اسرائيل

    اليهودي واليوناني عند بنى اسرائيل يقابلها فى مفهومنا الشخص المتدين ، والشخص العلمانى

    المقدمة :-
    يحاول آباء الكنيسة اقناع أتباعهم بأن رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام هى رسالة عالمية وأنه مرسل الى العالم ، فمن غير المعقول أن يكون الاله (أو ابن الاله) مرسلب فقط لقوم بعينهم ، ولكن الحقيقة أنه كان مرسل الى بنى اسرائيل ، فهو ليس اله و انما انسان جعله الله عز وجل آية للناس بميلاده من أم من غير أب
    و أحد الأمور التى يدلس بشأنها علماء المسيحية هو المقصود بجملة
    (اليهودى واليونانى) التى نقرأها كثيرا فى العهد الجديد حيث يوهمون أتباعهم بأن المقصود من تلك الجملة هو :-
    أن
    (اليهودى) هو شخص من بنى اسرائيل ، وأن المقصود (باليونانى) هو أى شخص ليس من بنى اسرائيل يعنى من الأمم وذلك نظرا لانتشار الثقافة اليونانية فى العالم فى فترة كتابة العهد الجديد ، وبذلك يكون المسيح مرسل لليهودى واليونانى يعنى أنه مرسل للعالم ، ولكن فاتهم شئ هام وهو أن الفرس ليسوا يونانيين ولم ينتشر بينهم الثقافة اليونانية ، فهل كان المسيح مرسل للعالم اليونانى فقط ولم يرسل للفرس ؟؟؟!!!!!!
    يعنى حتى مع تدليسهم فى تفسير الجملة لم ينجحوا فى (اقناع العقلاء) بأن المسيح كان مرسل للعالم
    على العموم ان تفسيرهم لما كان يقصده كتبة العهد الجديد من الكلمتين هو تدليس ومخالف للمعنى الذى كان يقصده بنى اسرائيل فى ذلك الوقت
    فعندما تريد أن تعرف معنى شئ كتبه شخص قديما يجب أن ترجع لما كان يتم تداوله فى ذلك الزمن القديم وطبقا لثقافة مجتمع ذلك الشخص ، وليس ما يتم تداوله فى زمانك الحديث وفى مجتمعك وثقافتك


    فكلمة اليونانيين فى عصر كتابة العهد الجديد كانت عند اليهود تعنى اليهود المتأغرقين أي الاسرائيليين الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين بدرجات مختلفة فمنهم من اتخذ اللغة اليونانية لغته الرئيسة وترك لغة أجداده ومنهم من ترك الشريعة ومنهم من عبد أوثان اليونانيين ومنهم من دمجوا الأفكار اليونانية الوثنية مع المعتقدات اليهودية ونتيجة لذلك فانهم حصلوا على امتيازات متساوية مع اليونانيين الحقيقيين خاصة فى الشتات وبداية هؤلاء اليهود اليونانيين والذين أطلق كتاب العهد الجديد مسمى يونانيين كان عند محاولات اليونانيين الحقيقيين فرض ثقافتهم ومعتقداتهم على اليهود وتدمير هوية بنى اسرائيل ، فوافقهم فى ذلك بعض من بنى اسرائيل ورفضها البعض الأخر فكانت الحرب الأهلية التي تحدث عنها سفري المكابيين الأول والثاني ، واستمر وجود هؤلاء المتشبهين باليونانيين خاصة فى الشتات فى ظل خلاف شديد بينهم وبين الاسرائيليين المتمسكين بالشريعة والختان ومعتقدات الأجداد
    للمزيد راجع هذا الرابط :-




    ونشأ عن ذلك ظهور التمييز بين اليهودي المتمسك بالشريعة وبين اليهودي اليوناني والذى كان كتاب العهد الجديد يختصرونه الى اليونانيين فعندما نقرأ فى سفر أعمال الرسل ( أن بولس دخل مجمع اليهود فكرز لليهود واليونانيين به )
    فالمقصود من كلمة (اليهود الأولى) هي بمعناها العام فهي تشمل كل فئات اليهود سواء كانوا ملتزمون بالشريعة أو من تشبهوا باليونانيين من بنى اسرائيل أي أنها تشمل كلا من اليهود واليونانيين أما كلمة (اليهود الثانية) فالمقصود منها هو معناها الخاص أي الشخص المتدين الملتزم بالشريعة وتقليد الأجداد فهي تقابل فى زماننا جملة (دخل شخص مسجد المسلمين فوجد اسلاميين وعلمانيين )
    وان شاء الله سوف أوضح كل ذلك بالتفصيل والأدلة


    و يحتوى هذا الموضوع على :-
    المطلب الأول (1-2-2-2) :- لكلمة اليهود معنيان فى عصر كتابة العهد الجديد
    المطلب الثاني (2-2-2-2):- دلالة كلمة اليوناني (الاسرائيلي الهيليني) فى عصر كتابة العهد الجديد
    المطلب الثالث (3-2-2-2):- اليهودي واليوناني عند بنى اسرائيل يقابلها فى مفهومنا الحديث الشخص المتدين ، والشخص العلماني وكلاهما من بنى اسرائيل
    المطلب الرابع (4-2-2-2) السبب فى اختيار كلمة هليني لتكون دلالة على عدم الالتزام بالناموس


    المبحث الثالث (3-2-2) الكلمات التي اطلقها بنى اسرائيل فى ذلك العصر للتمييز بين مختلف فئات بنى اسرائيل هي

    المبحث الرابع (4-2-2) أين اليهود المتأثرين بالثقافة والأفكار اليونانية فى الشتات

    المبحث الخامس (5- 2-2 ) نظرة الاسرائيليين العبرانيين للاسرائيليين الهيلنيين

    المبحث السادس (6-2-2) النساخ الذين نسخوا العهد الجديد كانوا يضيفون نصوص لم تكن موجودة فى النص الأصلي
    التعديل الأخير تم بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام; 25 أغس, 2020, 09:43 م.

  • #2

    المطلب الأول (1-2-2-2) :- لكلمة اليهود معنيان فى عصر كتابة العهد الجديد :-


    جاءت كلمة يهودي من يهوذا
    وهو اسم أحد أبناء سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام (التكوين 29 :35 ، 35: 23 ) ثم أصبح اسم لسبطه (الخروج 31: 2 ، تثنية 33 :7 ، يشوع 14 :6 )، ثم أصبح اسم لمملكة يهوذا الجنوبية التي كانت تضم سبط يهوذا وبنيامين والكهنة اللاويين (هوشع 4 :15 ، إرميا 2 :28 ، إرميا 32 :12 ) ، ثم أصبح اسم لكل الأسباط ، وكان فى كل تلك المراحل السابقة دلالة على عرق أو موطن ولم يكن اسم لمعتقد الا فى مرحلة متأخرة (و ان شاء الله سوف أتحدث بمزيد من التفصيل عن معنى كلمة اليهود فى المبحث الأول - الباب السابع)
    وكنتيجة لظهور يهود تشبهوا باليونانيين وتركوا الشريعة فى ظل تمسك بعض من بنى اسرائيل بالشريعة ونشوء صراع مسلح بين الفئتين ثم خلافات استمرت فترة طويلة من الزمان

    فأصبح لكلمة يهودي فى ذلك العصر دلالتان :-
    معنى عام:-
    وهو كل شخص من بنى اسرائيل سواء التزم بالشريعة وتعليمات الكهنة وباسلوب الحياة اليهودية (أي متدين) أم أحدث بها تغيرات ومزجها بأفكار يونانية أو شخص يهودي عادى ، أي هو مسمى يتم اطلاقه على كل فئات اليهود (يوحنا 2: 13 ، 2: 18 ، 6 :4 ، 7 :2 ، 11: 19 ،11 :55 ، 12 :9 ، 18: 20 ) (متى 27: 37 ،، 28: 15 ) ، (لوقا 23 :3 ،23 :38 ) ،(مرقس 15 :26 ) ، (غلاطية 2 :15) ، وسبب ذلك هو اعتقادهم أن أي شخص مولود من بنى اسرائيل ومهما فعل من أخطاء فهو من شعب الله عز وجل ، وكانت كلمة (يهودي) فى أصلها عندهم لها دلالة المديح

    معنى خاص :-
    وهو على كل شخص تمسك باسلوب الحياة اليهودية والشريعة فى حياته (يوحنا 5: 10 ، 5: 16 ، 7 :1 ، 7 :11 ، 7 :13) ، (رومية 2 :17)
    فهم فئة من اليهود المتمسكين بالشريعة فى حياتهم يرون أن الخلاص ليس بالايمان فقط ولكن أيضا بالعمل بالناموس والشريعة فى جميع مناحي الحياة العامة والخاصة أي أنهم كانوا يتبعون اسلوب الحياة اليهودية
    ولكن بمرور الزمان جاء بعدهم من زعموا تمسكهم بالشريعة بينما تسللت اليهم الأفكار الوثنية و أصبحوا يتظاهروا بتطبيق الناموس بينما فى حقيقتهم لا يطبقوا كل الوصايا فأخذوا أجزاء وتركوا أجزاء (يوحنا 7: 19 ، أعمال الرسل 7: 53) ، ورفضوا التصديق برسل رب العالمين اليهم وكذبوا بآيات رب العالمين لذلك كان المسيح عليه الصلاة والسلام يواجههم ويطالبهم بتطبيق جميع الوصايا وطاعة رب العالمين
    وهؤلاء اليهود المتمسكين بالشريعة كانوا عدة طوائف أهمها (الفريسيين والأسينيين) اختلفوا فى كيفية تطبيق الشريعة و فهمها ، وحتى هؤلاء تسللت اليهم أيضا الأفكار اليونانية الوثنية
    والدليل على ذلك هو:-
    • 1- نجده فى انجيل يوحنا فنقرأ :-
    7 :2 و كان عيد اليهود عيد المظال قريبا
    ثم نقرأ :-
    7 :11 فكان اليهود يطلبونه في العيد و يقولون اين ذاك
    7 :12 و كان في الجموع مناجاة كثيرة من نحوه بعضهم يقولون انه صالح و اخرون يقولون لا بل يضل الشعب
    7 :13 و لكن لم يكن احد يتكلم عنه جهارا لسبب الخوف من اليهود


    نلاحظ الآتي :-
    • أ- عيد المظال هو عيد اليهود (كلمة اليهود هنا بمعناه العام )، وهو عيد يجتمع فيه بنى اسرائيل فى أورشليم ويذهبون فيه الى الهيكل
    • ب- ثم نقرأ أنه فى هذا العيد الخاص باليهود كانت الجموع تتحدث وتتناقش حول المسيح عليه الصلاة والسلام فالبعض منهم يقولون عنه أنه صالح والبعض الأخر يقولون أنه يضلل الشعب (والمقصود من الشعب هو شعب بنى اسرائيل أي أن تلك الجموع هم من اليهود أيضا)
    • ج- ولكننا نجد فى العدد (13) أن تلك الجموع كانوا خائفون أن يتكلموا جهارا بسبب خوفهم من اليهود
    أليست تلك الجموع هم يهود ، فهذا يعنى أن اليهود يخافون من اليهود ولكن الحقيقة ان تلك الجموع هم كل اليهود العاديين أما كلمة اليهود فى العدد (13) فكان المقصود منهم فئة معينة من هؤلاء اليهود وهم الفريسيين المتمسكين بتطبيق الشريعة
    مما يعنى أن كلمة ( اليهود) لم تكن دائما تأتى بمعنى شعب بنى اسرائيل كله ولكنها كانت تأتى بمعنى فئة من بنى اسرائيل ملتزمة بالشريعة
    وهذه الفئة كانت فى عهد المسيح عليه الصلاة والسلام تأخذ بظاهر الشريعة ولا تأخذ كل الوصايا ويتباهون أنهم ملتزمون بالشريعة وكان المسيح عليه الصلاة والسلام يطالبهم بتطبيق جميع الوصايا التي فى الناموس وألا يتركوا شئ منها
    (مت 23 :1 الى 23 :3 ، 23 :23، 5 :17 الى 5 :20 ، يوحنا 14 :21 )وأيضا فى (يعقوب 2 :10)
    • 2- و نقرأ من تفسير القس أنطونيوس فكرى لهذا النص نجده يقول :-
    (لسبب الخوف من اليهود= أي الرؤساء من فريسيين وكهنة وكتبة فكان من يساندون المسيح خائفين أن يظهروا ذلك أمام الرؤساء.)
    انتهى


    بالطبع هؤلاء اليهود لم يكن مجرد قيادات كما قال القس أنطونيوس والا كان قال النص انهم خائفون من الزعماء ولكن النص قال أنهم خائفون من اليهود
    • 3- كما نقرأ أيضا من موقع الأنبا تكلا :-
    (وترد كلمة "يهود" نحو 70 مرة في إنجيل يوحنا، وفي غالبيته الحالات، ترد في الإشارة إلى السلطات الدينية في أورشليم وعدائها للرب يسوع (ارجع مثلا إلى 5: 18، 9: 18، 11: 8، 18: 36 ). ومما يستلفت النظر أن والدي الإنسان المولود أعمى، وكانا كلاهما يهوديين، قيل عنهما: "كانا يخافان من اليهود" (يو 9: 22). وكلمة "اليهود" (يو 18: 12) تشير إلى "رؤساء الكهنة و الفريسيين" (يو 18: 3))
    انتهى





    (ملحوظة :-
    وان كنت اختلف مع موقع الأنبا تكلا فى مدى اتساع الدلالة الثانية لكلمة (اليهود) فلم يكن المقصود منها السلطات الدينية فقط وانما كان المقصود منها أوسع من ذلك وهو الشخص المتمسك بالشريعة فى اسلوب حياته سواء كان من السلطات الدينية أو من الذين اتبعوا تلك الفئة وانضموا الى حزبهم ، فالسلطات الدينية من الكهنة و الفريسيين هم فى الأصل من المتمسكين بالناموس والتقليد
    فالمقصود بالكلمة هو الشخص المتمسك بالناموس والتقليد ، ولو كان يقصد شخصيات الزعماء أو السلطات الدينية فقط كان ذكر كلمة ( الرؤساء ) ولكنه لم يفعل ذلك لأنه يقصد صفتهم وأنهم من المتمسكين بالناموس والتقليد فهذا كان هو المعنى الخاص لكلمة اليهود فى النص ،
    فالخوف كان من فئة المتمسكين بالشريعة والتقليد فى اسلوب حياتهم (أي اليهود بمعناه الخاص)
    والدليل على ذلك :-


    من انجيل يوحنا :-
    9 :18 فلم يصدق اليهود عنه انه كان اعمى فابصر حتى دعوا ابوي الذي ابصر

    و ان قرأنا الأعداد التي تسبقه نقرأ أن هؤلاء اليهود هم الفريسيين (أي فئة المتمسكين بالشريعة والتقليد )
    فنقرأ :-

    9 :13 فاتوا الى الفريسيين بالذي كان قبلا اعمى
    9 :14 و كان سبت حين صنع يسوع الطين و فتح عينيه
    9 :15 فساله الفريسيون ايضا كيف ابصر فقال لهم وضع طينا على عيني و اغتسلت فانا ابصر

    هؤلاء قوم من الفريسيون المتمسكين بالناموس ولم يخبرنا النص أنهم زعماء بل هم فريسيين وهؤلاء تم اطلاق كلمة يهود عليهم بمعناه الخاص ) (وان شاء الله سوف أوضح المزيد من الأدلة على معنى ودلالة كلمة اليونانيين عند كتاب العهد الجديد فى الفصل الثالث من الباب الثاني )
    التعديل الأخير تم بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام; 27 أغس, 2020, 05:53 م.

    تعليق


    • #3
      4- وصف اليهود فى بعض النصوص يخالف وصف اليهود المتشبهين باليونانيين ، وهذا يعنى أنها كانت تأتى بمعناها الخاص :-

      فى بعض النصوص نجد وصف لليهودي يخالف وصف اليهودي اليوناني (أي الاسرائيلي الذى قلد اليونانيين فى الأفكار واسلوب الحياة) ، فمن المعروف تاريخيا أن هناك فئة من بنى اسرائيل تشبهت باليونانيين وقلدتهم ، فهناك من استخدم لغتهم اليونانية وترك العبرية وهناك من ترك الشريعة ولم يختن وهناك من عبد الأصنام وهناك من مزج المعتقدات اليهودية بالفلسفات اليونانية الوثنية (مكابيين الأول 1: 14 الى 1: 16 ، 1: 45 الى 1: 55 )

      للمزيد عن صفات هؤلاء راجع هذا الرابط :-



      ونجد وصف اليهودي كالآتي :-
      • فى رسالة رومية :-
      2 :17 هوذا انت تسمى يهوديا و تتكل على الناموس و تفتخر بالله
      • ونجد لوقا وهو يتكلم عن تيموثاوس فى سفر أعمال الرسل :-
      16 :3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه و ختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني

      بولس ختن تيموثاوس من أجل اليهودأي أن كلمة اليهود هنا كانت بمعناها الخاص وليس العام أي بمعنى من يتمسك بتعاليم الناموس فى أمور حياته ويرفض الالتصاق بأجنبي وهو من يهتم بالناموس ويعمل به وهذا الوصف يخالف وصف الذين تأثروا بالثقافة اليونانية من بنى اسرائيل والمشار اليهم فى سفر المكابيين


      وكذلك وهو يتحدث عن والدة تيموثاوس ويصفها بأنها يهودية من سفر أعمال الرسل :-
      16 :1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني

      المقصود أن أمه يهودية هو المعنى الخاص للكلمة وهو أنها كانت من المتدينين
      بدليل هذا النص من رسالة تيموثاوس الثانية :-
      3 :15 و انك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص بالايمان الذي في المسيح يسوع

      حفظه للكتب المقدسة منذ طفولته مرجعه الى تدين والدته
      • وأيضا من سفر أعمال الرسل :-
      18 :12 و لما كان غاليون يتولى اخائية (( قام اليهود بنفس واحدة )) على بولس و اتوا به الى كرسي الولاية
      18 :13 قائلين (( ان هذا يستميل الناس ان يعبدوا الله بخلاف الناموس ))

      وعندما نقرأ رسالة غلاطية نجد أن بولس يتحدث عن من اتبعوا المسيح عليه الصلاة والسلام ويقول أنهم يهود لأنهم اتبعوا الناموس فنقرأ :-
      2 :13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم


      وفى نفس الرسالة نقرأ المعنى العام لكلمة يهود عندما يقول بولس :-
      2 :15 نحن بالطبيعة يهود و لسنا من الامم خطاة


      وهذا يؤكد أن اليونانيين فى الرسائل المنسوبة الى بولس كانت تعنى احدى فئات بنى اسرائيل وهم من اليهود الذين تركوا الشريعة متأثرين بالثقافة اليونانية وكان كاتب تلك الرسائل (أي كان شخصيته) يحاول الزعم بعدم وجوب التفريق بين اليهود المتمسكين بالشريعة (اليهود ) وبين اليهود المرتدين عن الشريعة (اليونانيين ) على أساس تطبيق الناموس وأن كلاهما طالما أنه مولود من بنى اسرائيل وأمن بالمسيح عليه الصلاة والسلام فلا داعى لتطبيق الناموس لأن التبرر هو بالايمان فقط فهم بالطبيعة يهود (غلاطية 2 :15)
      (وهذا تحريف واضح لما جاء به جميع الأنبياء بما فيهم سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام وأيضا المسيح عليه الصلاة والسلام والذى بعثه الله عز وجل ليرد كل طوائف وفئات بنى اسرائيل الى عبادة الله عز وجل العبادة الصحيحة وتطبيق الشريعة بشكل كامل كما سنرى ذلك بالتفصيل ان شاء الله)

      5- من انجيل يوحنا فان عيد الفصح هو عيد اليهود أي عيد اليهودي المتمسك بالتقليد ولغة الأجداد وأيضا اليوناني أي الاسرائيلي المتشبه باليونانيين :-

      من انجيل يوحنا نقرأ :-
      11 :55 و كان (( فصح اليهود )) قريبا فصعد كثيرون من الكور الى اورشليم قبل الفصح ليطهروا انفسهم
      11 :56 فكانوا يطلبون يسوع و يقولون فيما بينهم و هم واقفون في الهيكل ماذا تظنون هل هو لا ياتي (( الى العيد ))
      ثم نقرأ :-
      12 :9 فعلم (( جمع كثير من اليهود )) انه هناك فجاءوا ليس لاجل يسوع فقط بل لينظروا ايضا لعازر الذي اقامه من الاموات
      ثم نقرأ :-
      12 :12 و في الغد (( سمع الجمع الكثير الذي جاء الى العيد ان يسوع ات الى اورشليم ))
      ثم نقرأ :-
      12 :18 لهذا ايضا لاقاه الجمع لانهم سمعوا انه كان قد صنع هذه الاية
      12 :19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض انظروا انكم لا تنفعون شيئا هوذا العالم قد ذهب وراءه12 :20 (( و كان اناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد ))

      عيد الفصح هو عيد خاص باليهود (يوحنا 11 :55) ولم يكن مسموح لغريب أن يشاركهم فيه الا اذا كان قد تحول الى اليهودية تحول كامل أي طبق كل الطقوس اليهودية ومن ضمنها الختان

      فنقرأ من سفر الخروج :-
      12 :48 (( و اذا نزل عندك نزيل و صنع فصحا للرب فليختن منه كل ذكر)) ثم يتقدم ليصنعه فيكون كمولود الارض و اما كل اغلف فلا ياكل منه
      ونقرأ من سفر العدد :-
      9 :14 (( و اذا نزل عندكم غريب فليعمل فصحا للرب حسب فريضة الفصح و حكمه )) كذلك يعمل فريضة واحدة تكون لكم للغريب و لوطني الارض

      وكان اليهود سيطلقون عليهم مسمى دخلاء وليس يونانيين وهذا يعنى أن هؤلاء اليونانيين الذين صعدوا ليسجدوا فى الهيكل فى عيد الفصح (يوحنا 12: 20) كانوا من بنى اسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين فى استخدام اللغة وبعض العادات ولكنهم مختونين
      أي أن كلمة عيد اليهود فى (يوحنا 11 :55) كانت تشمل يهود متدينون ومتمسكون بلغتهم العبرية أو الآرامية وكانت تشمل أيضا اليونانيين أي بنى اسرائيل الذين تشبهوا باليونانيين الحقيقيين

      6- بولس فى سفر أعمال الرسل شهد لليهود (يهود ويونانيين) :-
      • من سفر أعمال الرسل :-
      18 :4 و كان يحاج في المجمع كل سبت و يقنع يهودا و يونانيين
      18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
      18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم

      فى العدد 4 يقول :- أن بولس كان يذهب كل سبت فى المجمع ويقنع (يهود ويونانيين) فكلمة يهود هنا كانت بدلالتها الخاصة وهى الفئة المتدينة ولا يقصد بها جميع فئات اليهود
      ثم فى العدد 5 يقول :- أن بولس كان يشهد لليهود بالمسيح ، وكلمة يهود هنا أتت بدلالتها العامة أي كل اليهود من يهودي متدين يطبق الشريعة وكذلك يوناني لا يطبق الشريعة ، لأن العدد السابق ذكر أنه كان يحاج (اليهود و اليونانيين) وهذا يعنى أنه كان يشهد للفئتان معا وهما اليهود واليونانيين ، ولكنه فى هذا العدد استبدلاهما بالدلالة العامة لكلمة (اليهود)
      ثم فى العدد 6 يقول :-أن بولس يهدد ويقول (أنه منذ الأن سيذهب الى الأمم )، وهذا يؤكد أن كلمة (اليونانيين) فى العدد (4) كانت تعنى فئة من بنى اسرائيل فلم يكونوا من الأمم ، لأنه هدد بالذهاب الى الأمم بعد محاولة اقناعهم

      تعليق


      • #4
        المطلب الثاني (2-2-2-2) دلالة كلمة اليوناني (الاسرائيلي الهيليني) فى عصر كتابة العهد الجديد :-

        لم يكن المقصود من كلمة اغريقي أو هلينستي (يوناني فى النسخ العربية ) فى العهد الجديد الوثنيين بصفة عامة
        ولكنه كان لقب يطلقه اليهود على الاسرائيليين المتأثرين بالحضارة الاغريقية الذين يريدون فصل الدين والشريعة عن الحياة الدنيوية أي أنهم فى مفهومنا الحديث يمثلون الحزب العلماني ( الهيليني ) الذى كان موجود بين بنى اسرائيل فى فلسطين منذ احتلال اليونانيين للفلسطين ، وكان موجود أيضا بين يهود الشتات ، فنلاحظ أن اليهود كانوا يطلقون على اليهودي المتشبه بفكر أو شخص ما مسمى هذا الفكر أو الشخص فعلى سبيل المثال تم اطلاق مسمى أبيقوري على حاخام يهودي Elisha ben Abuyah والذى عاش فى القرن الأول الميلادي
        • اليهود اليونانيين :-
        هم (اليهود الهيلنيين أو الهلينستيين ) وهم فئة من بنى اسرائيل الا أنهم تأثروا بأفكار الحضارة الاغريقية (الهيلينية ) الوثنية وكذلك بلغتهم وعاداتهم عند احتلال اليونانيين لفلسطين ثم قاموا بسبي عدد منهم وتشتيتهم فى بلاد اليونان ، فظهرت اليهودية الهلينستية أي أنهم اتبعوا السنن اليونانية
        والدليل على ذلك نقرأه من سفر المكابيين الثاني :-
        6: 9 و ان من ابى ان يتخذ (( السنن اليونانية)) يقتل فذاقوا بذلك امر البلاء
        وهؤلاء انقسموا الى فئتان :-
        • 1- فئة اليهودي الهلينستي :-
        وهو الاسرائيلي الذى يتحدث اليونانية ولا يعرف العبرية أو الآرامية ويقيم فى فلسطين و يتم ختانهوهذه هي الأدلة :-
        • اليهودي الذى يتحدث اليونانية
        طبقا لتعريف ( NAS Exhaustive Concordance )
        a Hellenist (Greek-speaking Jew)
        • وهو يقيم فى فلسطين
        وهذا نجده من سفر أعمال الرسل حيث نقرأ :-
        6 :1 و في تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية

        والكلمة اليونانية المستخدمة (لليونانيين) هو (هلينستيين ) Ἑλληνιστῶν


        والنص يتحدث عن اسرائيليين يقيمون فى فلسطين فقبل هذه النصوص نجد دائما أن التلاميذ يتحدثون ويخطبون فى شعب بنى اسرائيل ولا يوجد أي خطاب الى الأمم (أعمال 2 :22 ، 2 :46 ، 2 :47 ، 3 :12 ، 4 :1 ، 4 :8 ، 5 :19 ، 5 :20 ، 6 :8 )
        مما يؤكد أن هؤلاء اليونانيين فى الاصحاح 6 كانوا من بنى اسرائيل المقيمين فى فلسطين
        • وفى نفس الوقت فهو يختن فلقد كان المكابيين يختنون بنى اسرائيل
        فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
        2: 45 ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح
        2: 46 و ختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا
        2: 47 و تتبعوا ذوي التجبر ونجحوا في عمل ايديهم
        2: 48 و انقذوا الشريعة من ايدي الامم وايدي الملوك ولم يجعلوا للخاطئ قرنا

        أي أنه لم يخضع تماما للحضارة اليونانية بسبب تأثيرات الموطن الذى يعيش فيه فهو ليس هليني تماما
        والدليل على أن اليونانيين (الهلينستيين) فى الاصحاح 6 من سفر أعمال الرسل كانوا من بنى اسرائيل الذين كانوا مختونين هو أن :-
        لم يجد المتمسكين بالشريعة والتلاميذ أي مشكلة فى التعامل معهم (أعمال 6 :1 الى 6 :6 ) بينما نرى فى الاصحاح 11 أول اعتراض على تعامل بطرس مع رجل غير مختون و هو كرنيليوس (أعمال 11 :2 ، 11 :3 )
        فنقرأ :-
        11 :2 و لما صعد بطرس الى اورشليم خاصمه الذين من اهل الختان
        11 :3 قائلين انك دخلت الى رجال ذوي غلفة و اكلت معهم

        كما أن اشكالية تطبيق أو عدم تطبيق الناموس ظهرت بعد ذلك فى (أعمال 15 :5 الى 15 :20 )
        وهذا يعنى أن اليونانيين (الهلينستيين) المقيميين فى فلسطين (أي الاسرائيليين الذين يتحدثون اليونانية ) كانوا يطبقون الشريعة أو جزء منها بعكس اليونانيين (الهيلنيين) أي الاسرائيليين المقيميين فى الشتات

        تعليق


        • #5
          2- وفئة اليهودي الهيليني :-

          هو الاسرائيلي الذى يقيم فى الشتات حيث أخذه موطنا له اما بسبب نفى أو سبى اليونانيين للبعض من بنى اسرائيل

          فنقرأ من سفر المكابيين الأول عن سبى اليونانيين لبنى اسرائيل :-
          1: 34 و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي
          ونقرأ :-
          8: 18 و يرفعا عنهم النير لانهم راوا (( ان دولة اليونان قد استعبدت اسرائيل استعبادا ))

          وكذلك سنجد نفس المعنى فى :- (مكابيين الأول 1: 39 الى 1: 42 ، 2: 9 الى 2: 11 ، 5: 9 الى 5: 13 ، 15: 40 ) ، (مكابيين الثاني 8: 10 )
          وهذا اليهودي الهيليني ترك تقليد وعادات الأجداد و لا يجيد الا اليونانية فقط وفى نفس الوقت فهو خضع للحضارة اليونانية فى أمور حياته حتى أنه لا يختن ولا يقيم الشريعة ويقلد عادات وأفعال اليونانيين (أعمال 11 :20 ) ويمزج عقائدهم الوثنية بعقيدته اليهودية وهم الذين حدثت معهم المشكلة بخصوص تطبيق الناموس بعد دخولهم فى المسيحية

          والدليل هو :-
          • من سفر أعمال الرسل :-
          18 :4 و كان يحاج في المجمع كل سبت و يقنع يهودا و يونانيين
          18 :5 و لما انحدر سيلا و تيموثاوس من مكدونية كان بولس منحصرا بالروح و هو يشهد لليهود بالمسيح يسوع
          18 :6 و اذ كانوا يقاومون و يجدفون نفض ثيابه و قال لهم دمكم على رؤوسكم انا بريء من الان اذهب الى الامم

          فى العدد 4 يقول :- أن بولس كان يذهب كل سبت فى المجمع ويقنع (يهود ويونانيين) فكلمة يهود هنا كانت بدلالتها الخاصة وهى الفئة المتدينة ولا يقصد بها جميع فئات اليهود
          ثم فى العدد 5 يقول :- أن بولس كان يشهد لليهود بالمسيح ، وكلمة يهود هنا أتت بدلالتها العامة أي كل اليهود من يهودي متدين يطبق الشريعة وكذلك يوناني لا يطبق الشريعة ، لأن العدد السابق ذكر أنه كان يحاج (اليهود واليونانيين) وهذا يعنى أنه كان يشهد للفئتان معا وهما اليهود واليونانيين ، ولكنه فى هذا العدد استبدلاهما بالدلالة العامة لكلمة (اليهود)
          ثم فى العدد 6 يقول :- أن بولس يهدد ويقول (أنه منذ الأن سيذهب الى الأمم )، وهذا يؤكد أن كلمة (اليونانيين) فى العدد (4) كانت تعنى فئة من بنى اسرائيل فلم يكونوا من الأمم ، لأنه هدد بالذهاب الى الأمم بعد محاولة اقناعهم

          (ملحوظة :- ليس كل من تم تشتيته من اليهود فى بلاد اليونان تطبع بالثقافة اليونانية )

          انتهى
          • أين السكان الأصليين فى البلاد التي يزورها بولس :-
          أن التأثر بالثقافة اليونانية بين الشعوب المختلفة لم يكن بالقدر الذى يظنه البعض بل كان هذا التأثر طفيف عندما يكون المواطنين فى بلادهملذلك لم يتأثر السوريين كثيرا بالثقافة اليونانية ففى جنوب سوريا كان التأثر بالثقافة الاغريقية فى المراكز الحضارية السلوقية بينما فى الريف لم يكن هذا التأثر موجود فكانوا يتكلمون بلغتهم السريانيةكما أن تأثر اليهود الموجودين فى فلسطين بالثقافة اليونانية كان طفيفا بعكس يهود الشتات فكان التأثر كبيرا

          نقرأ فى Hellenistic period :-


          The term Hellenistic also implies that the Greek populations were of majority in the areas in which they settled, while in many cases, the Greek settlers were actually the minority amongst the native populations. The Greek population and the native population did not always mix; the Greeks moved and brought their own culture, but interaction did not always occur.

          (ان مصطلح هلنستك يعنى أيضا أن السكان اليونانيين كانوا أغلبية فى المناطق التي استوطنوا فيها بينما فى الكثير من الحالات كان المستوطنين اليونانيين أقلية بين السكان الأصليين . وفى الغالب لم يختلط السكان اليونانيين مع السكان الأصليين ، وانتقل الإغريق وقدموا ثقافتهم ولكن فى الغالب لم يحدث التفاعل )
          انتهى


          مما يعنى أن التأثر باليونانية لم يكن منتشرا بين سكان البلاد الأصليين فى الكثير من المناطق وأن سكان البلاد الأصليين احتفظوا بثقافتهم ولغتهمولكن هذا التأثر كان أكبر بين يهود الشتات المغتربين فى البلاد المختلفة والبعيدين عن فلسطينبدليل أننا نرى أن اليهود الذين عاشوا فى فلسطين فى تلك الفترة كانوا يتكلمون الآرامية وليس اليونانية وكانوا هم أيضا تأثرهم بالثقافة اليونانية قليل
          (راجع الفصل الثالث الباب الثاني للمزيد من الأدلة على أن الهيليني فى العهد الجديد كان اشارة الى بنى اسرائيل الذين خضعوا للثقافة اليونانية )

          وهؤلاء اليونانيين نقرأ عنهم فى سفر المكابيين الأول :-
          1: 11 و خرجت منهم جرثومة اثيمة هي انطيوكس الشهير ابن انطيوكس الملك وكان رهينة في رومية وملك في السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان
          1: 12 و في تلك الايامخرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الاممحولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة
          1: 13 فحسن الكلام في عيونهم
          1: 14 و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم ان يصنعوا بحسب احكام الامم
          1: 15 فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم
          1: 16 و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر
          وأيضا :-
          10: 14 غير انه بقي في بيت صور قوم من المرتدين عن الشريعة والرسوم فانها كانت ملجا لهم

          وأيضا نقرأ من سفر المكابيين الثاني :-
          4: 7 و كان انه بعد وفاة سلوقس واستيلاء انطيوكس الملقب بالشهير على الملك طمع ياسون اخو اونيا في الكهنوت الاعظم
          4: 8 فوفد على الملك ووعده بثلاث مئة وستين قنطار فضة وبثمانين قنطارا من دخل اخر
          4: 9 و ما عدا ذلك ضمن له مئة وخمسين قنطارا غيرها ان رخص له بسلطة الملك في اقامة مدرسة للتروض وموضع للغلمان وان يكتتب اهل اورشليم في رعوية انطاكية
          4: 10 فاجابه الملك الى ذلك فتقلد الرئاسة وما لبث ان صرف شعبه الى عادات الامم
          4: 11 و الغى الاختصاصات التي انعم بها الملوك على اليهود على يد يوحنا ابي اوبولمس الذي قلد السفارة الى الرومانيين في عقد الموالاة والمناصرة وابطل رسوم الشريعة وادخل سننا تخالف الشريعة
          4: 12 و بادر فاقام مدرسة للتروض تحت القلعة وساق نخبة الغلمان فجعلهم تحت القبعة
          4: 13 فتمكن الميل الى عادات اليونان والتخلق باخلاق الاجانب بشدة فجور ياسون الذي هو كافر لا كاهن اعظم
          4: 14 حتى ان الكهنة لم يعودوا يحرصون على خدمة المذبح واستهانوا بالهيكل واهملوا الذبائح لينالوا حظا في جوائز الملعب المحرمة بعد المباراة في رمي المطاث
          4: 15 و كانوا يستخفون بماثر ابائهم ويتنافسون بمفاخر اليونان

          ونلاحظ من هذه النصوص أن سفر المكابيين قد أطلق على اليونانيين الحقيقيين مسمى (الأمم)

          (
          ملحوظة :- الاسرائيليين فى الشتات بالفعل كانوا من بنى اسرائيل بدليل رسالة يعقوب حيث يقول :-
          1 :1 يعقوب عبد الله و الرب يسوع المسيح يهدي السلام الى الاثني عشر سبطا الذين في الشتات

          أي أن من كان يخاطبهم التلاميذ فى الشتات كانوا من بنى اسرائيل ، وهذا يؤكد أن اليونانيين المذكورين فى سفر أعمال الرسل هم من بنى اسرائيل )

          تعليق


          • #6

            المطلب الثالث (3-2-2-2):- اليهودي واليوناني عند بنى اسرائيل يقابلها فى مفهومنا الحديث الشخص المتدين ، والشخص العلماني وكلاهما من بنى اسرائيل :-
            بعد أن عرفنا من المطلب الأول أن لكلمة يهودي فى عصر كتابة العهد الجديد دلالتان
            وعرفنا من المطلب الثاني دلالة كلمة اليوناني (سواء كانت هلينستي أو هليني ) فى عصر كتابة العهد الجديد وأنه كان المقصود هو :-
            اما الاسرائيلي المقيم فى فلسطين و الذى استخدام اللغة اليونانية فقط فأصبح هلينستي
            أو الاسرائيلي الذى ترك الشريعة بجانب استخدامه اللغة اليونانية وهذا كان يعيش فى الشتات وهؤلاء من اتخذوا السنن اليونانية بديلا للشريعة وتقليد الأجداد
            وهنا أوضح معنى قول كتاب العهد الجديد (اليهودي واليوناني ) فلم يكن المقصود منها الفرق بين شخص اسرائيلي وشخص وثنى من أمة أخرى ولكن كان المقصود التمييز بين الاسرائيلي المتدين وبين الاسرائيلي الذى قلد اليونانيين أي بين اليهودي وبين اليهودي اليوناني

            • كانت كلمة يوناني ( هليني أو هلينستي ، وباللغة العربية اغريقي ):-
            عند اليهود قديما تقابلها فى مفهومنا الحديث هو (العلماني )
            أي أنها كانت تعنى شخص يهودي تأثر بالفكر والفلسفة اليونانية (الاغريقية ) فيسعى الى فصل الدين و الشريعة عن أمور حياته ودخلته أفكار وثنية ، ففى العهد الجديد كانت كلمة يهود تأتى أحيانا لتدل على التقوى و الصلاح (رؤيا 3: 9 ) ،
            فنقرأ من سفر الرؤيا :-
            3 :9 هنذا اجعل الذين من مجمع الشيطان من القائلين انهم يهود و ليسوا يهودا بل يكذبون هنذا اصيرهم ياتون و يسجدون امام رجليك و يعرفون اني انا احببتك

            وكانت أحيانا تأتى بمعنى الاسرائيلي الملتزم بالناموس فى أمور حياته ولم يتأثر باسلوب الحياة الهيلينية (اليونانية) و الذى ظل محتفظا بالأسماء اليهودية أي أنه عندما كان لوقا وبولس يقولان اليهود واليونانيين فكانا يقصدان من كلا الاسمين هم أشخاص اسرائيليين يهود كما نقول فى عصرنا الحديث الاسلاميين والعلمانيين فالفرق بين اليهود واليونانيين
            مثل ما نقول فى عصرنا الحديث فى بلد ما عن الفرق بين (الاسلاميين والعلمانيين) فالمقصود بالاسلاميين هم المتمسكون بالشريعة الاسلامية فى أوجه الحياة أما العلمانيين الذين يسعون الى فصل الدين عن الدولة وعن أوجه حياتهم بينما أباء واجداد هؤلاء العلمانيين هم أصلا اسلاميين ومن نفس العرق والبلد والجنس وليسوا من جنس أخر


            كذلك كان اليونانيين عند كتاب العهد الجديد فهم من بنى اسرائيل ولكنهم تأثروا بالثقافة اليونانية
            فعندما يذكر لوقا وبولس فى كتاباتهما كلمة (اليهود واليونانيين ) فالمقصود أن كلا الفئتين من بنى اسرائيل
            • فعلى سبيل المثال :-
            عندما يقول لوقا فى سفر أعمال الرسل أن بولس وبرنابا دخلا مجمع اليهود وأمن جمهور من اليهود واليونانيين (أعمال 14 :1)
            مثل ما نقول :- دخل مسجد المسلمين ووجد فيه اسلاميين وعلمانيين يصلون
            فالمقصود بالاسلامي :- هو الشخص الملتزم بالشريعة أي أنه يطبق الشريعة فى كل تعاملاته
            والمقصود بالعلماني :- هو الشخص المتأثر بالأفكار الغربية فى طريقة حياته ، وهو يقول على نفسه أنه مسلم أيضا وليس بالمقصود من العلماني انه شخص غريب كذلك كان الأمر بالنسبة لليهودي واليوناني فهما فئتين من بنى اسرائيل


            تعليق


            • #7
              المطلب الرابع (4-2-2-2) السبب فى اختيار كلمة هليني لتكون دلالة على عدم الالتزام بالناموس :-




              اختيار كلمة هليني (باللغة العربية اغريقي ، وفى الترجمات العربية للعهد الجديد يوناني ) بالتحديد عند اليهود لتكون دلالة على هذا الفهم العلماني وفصل الدين عن أمور الحياة
              مرجعه الى :-
              1- نشأة وجذور الفكر العلماني كان بدايته من فلاسفة اليونان مثل إبيقور

              2- كان اليونانيين أول من حاول بث هذا الفكر بين بنى اسرائيل


              منذ احتلال اليونانيين لفلسطين ، وانتشر هذا الفكر واتخذ طابع القوة فى عصر الملك السلوقي أنطيوخس أبيفانيوس الرابع
              فكان هناك (اليهود المتأغرقين) وهم الحزب اليوناني وقد نشأ بينهم وبين اليهود المتمسكين بالشريعة حرب أهلية وكان هذا بداية عصر المكابيين ، وكان اليونانيين يناصرون اليهود المتأغرقين (اليهود الهيلنيين) (راجع سفر المكابيين الأول والثاني)

              وبالرغم من انتصار المكابيين فانحصر الى حد ما تأثير اليهود المتأغرقين فى فلسطين
              الا أن هذا التأثير الاغريقي على اليهود فى فلسطين لم ينتهى تماما بل ظل له وجود متمثل فى استخدام اللغة اليونانية بجانب الآرامية أو فى مسمياتهم حتى أننا نقرأ فى أسماء ملوك الحشمونيين اسماء يونانية مثل أرسطو بولس ، و اسكندرا ، الإسكندر جانيوس




              وكان اليهود المتأغرقين أكثر انتشار وقوة فى الشتات اليهودي عنه فى فلسطين وكان تأثير الحضارة الاغريقية عليهم موجود فى الأسماء وفى اللغة وأيضا ترك الشريعة وعدم الختان وهى باختصار فصل الدين عن الدنيا ، فيذهبوا للصلاة فى أيام السبت فى المجامع وليهم الترجمة السبعينية للكتاب المقدس ولكن فى تعاملات حياتهم لا يلتزموا بالشريعة و حصلوا على معاملة الهيلنيين عندما فعلوا ذلك ، وحتى بعد حكم الرومان لأغلب العالم القديم فظل لفترة طويلة التأثير اليوناني والكلمات والأفكار اليونانية موجودة بقوة بين هؤلاء الاسرائيليين
              3- كانت الأفكار التي حاول اليونانيين بثها فى اليهود ونشرها بينهم هي أفكار يونانية والتي كانت تمثل العلمانية فى ذلك الوقت


              بدليل سفر المكابيين الثاني :-
              6: 9 و ان من ابى ان يتخذ (( السنن اليونانية)) يقتل فذاقوا بذلك امر البلاء

              و نقرأ من كتاب من هو اليهودي للدكتور عبد الوهاب المسيري :-
              (وقد واكب ظهور الجماعات اليهودية خارج فلسطين تفتت الهوية العبرانية اليهودية في فلسطين. فقد شهد العصر الهيليني، خصوصا في القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، تخلخلا في الهوية العبرانية اليهودية في فلسطين (في الرؤية والممارسة) من المنظورين الديني والقومي لأسباب عديدة:
              1 ـ أدى تسامح الحضارة الهيلينية، وجاذبيتها الشديدة، واستعدادها للاعتراف بأي يهودي على أنه هيليني، متى أجاد اللغة اليونانية ومارس أسلوب الحياة اليونانية، إلى انجذاب العبرانيين اليهود (في بلدان البحر الأبيض المتوسط ومن بينها فلسطين) بأعداد متزايدة إلى تلك الحضارة، وإلى تبنيهم طرق تفكيرها وزيها واحتفالاتها، وفي نهاية الأمر لغتها. وسمح للعبرانيين اليهود الذين طرحوا هويتهم جانبا (مثل تايبريوس الإسكندر، ابن أخي فيلون الفيلسوف السكندري، وكثيرين غيره) بأن يصبحوا مواطنين يونانيين تماما. أما بقية أعضاء الجماعة اليهودية الذين احتفظوا بعقيدتهم، فلم يكتسبوا المواطنة اليونانية لعدم استطاعتهم المشاركة الكاملة في نشاطات المدينة (البوليس polis)، إذ كانت الحياة في المدينة تدور حول العبادة اليونانية الوثنية. وكانت القيادة اليهودية في فلسطين ذاتها مصطبغة بالصبغة الإغريقية، الأمر الذي أدى إلى نشوب الثورة الحشمونية ضد السلوقيين. ولكن القيادة الحشمونية ما لبثت، هي ذاتها، أن تأغرقت بعد استيلائها على الحكم واصطنعت أسماء إغريقية مثل أنتيجون والإسكندر....... الخ)

              انتهى
              التعديل الأخير تم بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام; 25 أغس, 2020, 09:00 م.

              تعليق


              • #8
                المبحث الثالث (3-2-2) الكلمات التي اطلقها بنى اسرائيل فى ذلك العصر للتمييز بين مختلف فئات بنى اسرائيل هي :-


                فى الفترة التي سبقت عصر كتابة العهد الجديد كان اليونانيون يحاولون نشر ثقافتهم وبالفعل انقاد اليهم البعض من بنى اسرائيل فتركوا اللغة العبرية والبعض زاد على ذلك وترك الناموس ولكن اختلف الوضع بالنسبة للاسرائيليين المقيمين فى فلسطين عن المقيمين بعيدا فى الشتات لذلك كان يختلف اسلوب التمييز بين مختلف فئات بنى اسرائيل حسب مكان اقامته هل هو فى فلسطين أم فى الشتات

                فنلاحظ أن لوقا فى سفر أعمال الرسل :-

                وهو يتحدث عن المقيمين فى فلسطين كان يستخدم لهذا التمييز كلمتي (هلينستي وعبراني) مثل (أعمال 6 :1 ، 9 :29 ) لأن الفرق بينهم كان فى استخدام اللغة
                بينما وهو يتحدث عن المقيمين فى الشتات لم يستخدم كلمة عبراني لأن اللغة المنتشرة فى الشتات بين بنى اسرائيل كانت اليونانية فكلا من المتمسكين بتقليد الأجداد والناموس وأيضا من قام بتقليد اليونانيين كانوا يستخدمون اللغة اليونانية فى الحديث نظرا لتعاملاتهم مع الأجانب فالاختلاف بينهم لم يكن على أساس اللغة ولكن على أساس تطبيق أو عدم تطبيق تقليد الأجداد والناموس (وعدم استخدام لوقا لكلمة عبراني على بنى اسرائيل فى الشتات دليل على أن كلمة عبرانيين التي استخدمها فى الاصحاح 6 كان يقصد بها المتحدثين باللغة العبرية لأنه كان هناك اسرائيليين مقيمون فى الشتات ولكنه لم يعطهم وصف عبرانيين )
                لذلك هو استخدم اسلوب أخر للتميز بين فئات بنى اسرائيل فى الشتات وهو (اليهودي والهيليني ) مثل (أعمال 18 :4)
                وكان هذا الاختلاف قائم على أساس تطبيق الشريعة والختان ففى بعض الأحيان كان يستخدم كلمة يهودي بدلالتها الخاصة وكان يقصد بها الشخص المتمسك بتقليد الأجداد والناموس ولم يكن دائما يقصد كل اليهود

                بدليل هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
                16 :1 ثم وصل الى دربة و لسترة و اذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ابن امراة يهودية مؤمنة و لكن اباه يوناني
                16 :2 و كان مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة و ايقونية
                16 :3 فاراد بولس ان يخرج هذا معه فاخذه و ختنه من اجل اليهود الذين في تلك الاماكن لان الجميع كانوا يعرفون اباه انه يوناني

                اذا هؤلاء اليهود فى الشتات كانوا متمسكين بالختان ، ولم يكن كل اليهود فى الشتات قد تخلوا عن تقليد الأجداد والناموس لذلك فالأكيد أن لوقا كما كان يميز بين فئات بنى اسرائيل فى فلسطين فانه فعل نفس الشئ فى الشتات فميز بين اليهودي المتمسك بالشريعة وبين اليهودي الذى اعتنق اليهودية الهلينستية فترك الشريعة ودمج الأفكار اليونانية مع اليهودية لأن هؤلاء لا ينطبق عليهم وصف اليهود هنا فكان يطلق على هؤلاء مسمى (هليني) وفى الترجمات العربية يوناني

                لذلك فبناء على ما استخدمه كتاب العهد الجديد من أساليب تمييز بين فئات بنى اسرائيل يكون :-

                1- بالنسبة الى بنى اسرائيل المقيمين فى فلسطين كان اسلوب التمييز هو (عبراني وهلينستي) :-

                كان التمييز بينهم على أساس اللغة فكان هناك الاسرائيلي الذى يتحدث اللغة اليونانية فيكون هلينستي وهناك الاسرائيلي الذى يتحدث العبرية فيكون عبراني وكلاهما كان يتم ختانه
                وهذا التمييز استخدمه لوقا فى هذا النص من سفر أعمال الرسل :-
                6 :1 و في تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية

                أ- عبراني (أو عبرانيين ) وباليونانية Ἑβραίους :-

                فى الفترة التي سبقت عصر كتابة العهد الجديد حيث انتشر بين بنى اسرائيل استخدام اللغة اليونانية وظهرت فئة لا تعرف اللغة العبرية فكان اسم عبراني يتم اطلاقه على فئة من بنى اسرائيل وهم الذين يعرفون اللغة العبرية أو الآرامية فقط أو بالاضافة الى اليونانية لتمييزهم عن البعض من بنى اسرائيل الذين يجهلون العبرية تماما

                و فى تعريف كلمة (عبراني ) طبقا لقاموس سترونج هو :-
                a Hebrew, particularly one who speaks Hebrew (Aramaic)
                عبري هو من يتحدث العبرية (الآرامية)

                فنقرأ من Thayer's Greek Lexicon الفقرة الثانية :-
                In a narrower sense those are called Ἑβραῖοί, who lived in Palestine and used the language of the country, i. e. Chaldee; from whom are distinguished οἱ ἑλληνισται , which see That name adhered to them even after they had gone over to Christianity: Acts 6:1.

                فى المعنى الضيق يسمى عبراني من يعيش فى فلسطين ويستخدم لغة البلد أي الكلدانية ،لتميزهم عن اليونانيين. و الذى نرى أن هذا الاسم التصق بهم حتى بعد تحولهم الى المسيحية (أعمال 6: 1)انتهىوأيضا قيام فيلو بعدم اعتبار نفسه عبري عندما كتب الفروق بين Ἑβραῖοί and ἡμεῖς (أي العبري ونحن) حيث سمى اللهجة اليونانية أو المحسوبية (Greek ἡ ἡμετέρα διάλεκτος) ومن هذا المعنى فأصبح لا يحسب نفسه عبري .(Philo in his de conf. lingg. § 26 makes a contrast between Ἑβραῖοί and ἡμεῖς; and in his de congr. erud. grat. § 8 he calls Greek ἡ ἡμετέρα διάλεκτος. Hence, in this sense he does not reckon himself as a Hebrew.)

                انتهى

                وهذه اللغة كان يتم التحدث بها بين بنى اسرائيل فى فلسطين
                حيث نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
                21 :40 فلما اذن له وقف بولس على الدرج و اشار بيده الى الشعب فصار سكوت عظيم فنادى باللغة العبرانية قائلا
                22 :1 ايها الرجال الاخوة و الاباء اسمعوا احتجاجي الان لديكم
                22 :2 فلما سمعوا انه ينادي لهم باللغة العبرانية اعطوا سكوتا احرى فقال

                بولس وهو فى فلسطين تحدث مع الجموع باللغة العبرية حتى يقبلوا أن يستمعوا له

                (
                ملحوظة :-
                اسم (العبراني) كان يتم استخدامه للدلالة على قومية عرقية أو لغوية ففى العصور ما قبل سيطرة اليونانيين على العالم ومحاولتهم طبع بنى اسرائيل بثقافتهم كانت كلمة عبراني دلالة على قومية عرقية (خروج 2 :11)
                ولكن مع الثورة المكابية وحتى القرن الثاني الميلادي (قبل اختفاء طائفة اليهود الهيلنيين) ويتضمن هذا عصر كتابة العهد الجديد ، كان هذا الاسم يتم استخدامه للتفريق بين الاسرائيلي المتكلم اللغة العبرية وكان يعيش فى فلسطين وبين الاسرائيلي المتكلم اللغة اليونانية سواء كان معتقد هذا الاسرائيلي اليهودية أو كان من أتباع المسيح عليه الصلاة والسلام فنجد من سفر أعمال الرسل أن هناك أتباع للمسيح عليه الصلاة والسلام وكانوا جميعهم من بنى اسرائيل تم اطلاق مسمى يونانيين عليهم وآخرون تم اطلاق مسمى عبرانيين عليهم (أعمال 6 :1)
                وهذا دليل على أن كلمة (عبرانيين) لم تكن دلالة على معتقد ديني ولكن كانت دلالة على قومية لغوية ثم بعد أن قرر قياصرة الرومان جعل المسيحية التي صنعوها ديانة عالمية ، وأصبح اسم أتباعها مسيحي أصبحت كلمة عبراني دلالة على اليهود فقط)

                انتهى
                ب- هلينستي (وفى الترجمات العربية يوناني) :-


                هو اليهودي من بنى اسرائيل الذى يقيم فى فلسطين ولكنه يستخدم اللغة اليونانية ولا يعرف العبرية أو الآرامية و يتم ختانه
                وهذه هي الأدلة :-
                اليهودي الذى يتحدث اليونانية طبقا لتعريف ( NAS Exhaustive Concordance )
                a Hellenist (Greek-speaking Jew)


                هو يقيم فى فلسطين وهذا نجده من سفر أعمال الرسل حيث نقرأ :-
                6 :1 و في تلك الايام اذ تكاثر التلاميذ حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين ان اراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية

                والكلمة اليونانية المستخدمة (لليونانيين) هو (هلينستيين ) Ἑλληνιστῶν


                والنص يتحدث عن اسرائيليين يقيمون فى فلسطين فالدليل أنهم كانوا من بنى اسرائيل هو :-
                قبل هذه النصوص نجد دائما أن التلاميذ يتحدثون ويخطبون فى شعب بنى اسرائيل ولا يوجد أي خطاب الى الأمم (أعمال 2 :22 ، 2 :46 ، 2 :47 ، 3 :12 ، 4 :1 ، 4 :8 ، 5 :19 ، 5 :20 ، 6 :8 )
                مما يؤكد أن هؤلاء اليونانيين فى الاصحاح 6 كانوا من بنى اسرائيل المقيمين فى فلسطين
                وفى نفس الوقت فهو يختن فلقد كان المكابيين يختنون بنى اسرائيل
                بدليل :-

                فنقرأ من سفر المكابيين الأول :-
                2: 45 ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح
                2: 46 و ختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا
                2: 47 و تتبعوا ذوي التجبر ونجحوا في عمل ايديهم
                2: 48 و انقذوا الشريعة من ايدي الامم وايدي الملوك ولم يجعلوا للخاطئ قرنا

                أي أنه لم يخضع تماما للحضارة اليونانية بسبب تأثيرات الموطن الذى يعيش فيه فهو ليس هليني تماماوالدليل على أن اليونانيين (الهلينستيين) فى الاصحاح 6 من سفر أعمال الرسل كانوا من بنى اسرائيل الذين يطبقون الشريعة هو أن :-
                اشكالية تطبيق أو عدم تطبيق الناموس ظهرت بعد ذلك (أعمال 15 :5 الى 15 :20 ) وهذا يعنى أن اليونانيين (الهلينستيين) المقيميين فى فلسطين (أي الاسرائيليين الذين يتحدثون اليونانية ) كانوا يطبقون الشريعة بعكس اليونانيين (الهيلنيين) أي الاسرائيليين المقيميين فى الشتات

                تعليق


                • #9
                  2- بالنسبة الى بنى اسرائيل المقيمين فى الشتات كان اسلوب التمييز هو (يهودي وهليني ) :-
                  أ- يهودي (يهود) :-
                  كما أوضحت بالأدلة فى المطلب الثاني من ( المبحث الأول -الفصل الثاني -الباب الثاني ) كان لتلك الكلمة معنيان

                  دلالة عامة:-
                  وهو كل شخص من بنى اسرائيل اعتنق الديانة اليهودية سواء اخذها كما هي أم أحدث بها تغيرات أي كل فئات اليهود (متى 27: 37 ،، 28: 15 ) ، (لوقا 1: 5) ، (يوحنا 2: 13 ، 2: 18 ، 11: 19 ، 18: 20 ) ، (غلاطية 2 :15)

                  دلالة خاصة :-
                  وهو على كل شخص تمسك باسلوب الحياة اليهودية ودمج الدين اليهودي فى حياته (مرقس 7: 3 ، 5: 16 )فكانت فى بعض الأحيان تأتى للتعبير عن المتمسكين باسلوب الحياة اليهودية وكانوا اما يستخدمون اللغة العبرية أو الآرامية فقط أو يجيدوناللغة اليونانية بجانب العبرية والآرامية ( مثل برنابا وبولس (أعمال 21 :37 ، 21 :40 ) (وهم العبرانيون) أو اسرائيلي يطبق تقليد الأجداد ولكنه لا يعرف العبرية بسبب مكان اقامته فى الشتات حيث كان يستخدم اللغة اليونانية فقط (أعمال 16 :1 الى 16 :3 )

                  وهذا لا يعنى عدم اعتبار الاسرائيلي العادي أنه ليس يهودي فالأمر كما نقول على شخص أنه مسلم ، ونقول على شخص أخر انه اسلامي

                  ب- هليني (وفى الترجمات العربية أيضا يوناني ) :-

                  هو اليهودي الذى يقيم فى الشتات حيث أخذه موطنا له ، وهو لا يجيد الا اليونانية فقط وفى نفس الوقت فهو خضع للحضارة اليونانية فى أمور حياته حتى أنه لا يختن ولا يتبع تقليد الأجداد ويقلد عادات وأفعال اليونانيين (أعمال 11 :20 ) ويمزج عقائدهم الوثنية بعقيدته اليهودية

                  تعليق


                  • #10
                    المبحث الرابع (4-2-2) أين اليهود المتأثرين بالثقافة والأفكار اليونانية فى الشتات :-

                    وبالنسبة الى موضوعنا هنا وهو محاولة علماء المسيحية جعل كلمة هلنيين (اغريقيين) Ἕλληνας دلالة على من هم ليسوا من بنى اسرائيل دائما وأن هذه الصيغة لم يتم اطلاقها على اليهود
                    فهذا كلام جانبه الصواب
                    فلم تتغير تلك الدلالة الا بعد ذلك بفترة أي فى القرون التالية و ذلك عندما أراد بعض المسيحيين جعل عقيدتهم ديانة عالمية وذلك فى القرن الرابع الميلادي بينما هي فى الحقيقة كانت ديانة محلية بين بنى اسرائيل فقط سواء الذين كانوا متمسكين بالشريعة ( ويتم اطلاق مسمى يهودي عليهم ) أو من ينادون بترك الشريعة وابعادها عن أمور حياتهم كليا أو متأثر بالثقافة اليونانية جزئيا ويقيم فى فلسطين .
                    أي أنه فى زمن كتابة سفر أعمال الرسل كانت الصيغتين دلالة على الاسرائيلي ذو الثقافة اليونانية كليا أو جزئيا (اليهودي الهلينستي أو الهيلنيين) فكانوا يطلقون على الاسرائيلي المقلد للأجانب جزئيا وذلك فى اللغة ويقيم فى فلسطين (هلينستي) وكانوا يطلقون على الاسرائيلي المقيم فى الشتات (هليني) وذلك لتقليده باليونانيين تماما و لتركه ثقافة أجداده حتى لغتهم فكان لا يجيد الا اليونانية فقط فكان مثل الهيليني الحقيقي (اليوناني الحقيقي) الذى لا يجيد العبرية


                    لأننا نجد أن فى سفر أعمال الرسل :-
                    1- لوقا استخدم صيغة هلينستيين Ἑλληνιστῶν وهى تشير الى اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية فى بعض الأصحاحات ( 6 ، 9) التي تتحدث عن المتأثرين بالثقافة اليونانية وكانت اقامتهم فى فلسطين ولم يكن هناك أي اشكالية فى الختان

                    2- ولوقا كان دائما يميز بين الاسرائيليين الذين تأثروا بالثقافة اليونانية وبين اليهود العبرانيين (أعمال 6 :1، 9 :29 )

                    3- كما كان فى الشتات اليهودي عدد كبير من المتأثرين بالثقافة اليونانية فأصبحوا هيلنيين الا أنه فى نفس الوقت كان هناك يهود فى ذلك الشتات ظلوا متمسكين بالشريعة والناموس فنجد أن بولس وهو روماني أي أنه من الشتات فهو يقر بأنه كان فريسي ملتزم بالشريعة
                    فنقرأ :-
                    سفر أعمال الرسل 16: 37:- فَقَالَ لَهُمْ بُولُسُ: «ضَرَبُونَا جَهْرًا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلاَنِرُومَانِيَّانِ،وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ. أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرًّا؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا».
                    سفر أعمال الرسل 23: 6:- وَلَمَّا عَلِمَ بُولُسُ أَنَّ قِسْمًا مِنْهُمْ صَدُّوقِيُّونَ وَالآخَرَفَرِّيسِيُّونَ، صَرَخَ فِي الْمَجْمَعِ: «أَيُّهَا الرِّجَال الإِخْوَةُ، أَنَافَرِّيسِيٌّابْنُفَرِّيسِيٍّ.عَلَى رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ».
                    رسالة بولس إلى أهل فيلبي 3: 5:- مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ.

                    وكذلك برنابا فبالرغم من أنه من الشتات الا أنه كان ملتزم بالشريعة فنقرأ :-
                    سفر أعمال الرسل 4: 36:- وَيُوسُفُ الَّذِي دُعِيَ مِنَ الرُّسُلِ بَرْنَابَا، الَّذِي يُتَرْجَمُ ابْنَ الْوَعْظِ، وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ الْجِنْسِ،

                    أي أن فى الشتات اليهودي أيضا كان هناك الفئتين وهما اليهود المتمسكين بالشريعة و الهيلنيين (اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية )
                    وكان وجود الهلينستية بين يهود الشتات أكثر منها فى فلسطين من ناحية قوة هذا التأثير الاغريقي عليهم (كما سنرى ان شاء الله بالتفصيل لاحقا)
                    وكان هناك اختلافات بينهم وبين اليهود التقليدين فى اسلوب الحياة والعادات وأهم هذه الاختلافات هو الختان فاليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية (اليهود الهيلنيين) كان عدد منهم لا يختن الذكور بعكس اليهود التقليدين
                    وهذا يعنى أن لوقا لابد أنه قد تحدث عنهم وكان يفرق بينهم وبين اليهود التقليدين ( Judaizers) فى رحلات بولس ، خاصة وهو يصف لنا كيف أن يهود الشتات كانوا متمسكين بالختان والشريعة (أعمال 16 :3 ،18 :12 ، 18 :13 ، 21 :27 ،21 :28 )فاذا كان هذا هو وصف اليهود بالنسبة له فهذا يعنى أن المتأثرين بالثقافة اليونانية ليسوا من ضمنهم

                    4- ونجد فى سفر أعمال الرسل صيغة أخرى وهى (هيلنيين Ἕλληνας) وهذا يعنى أن تلك الصيغة التي تم استخدامها كانت تعنى أيضا اليهود المتأثرين بالثقافة اليونانية (فلابد وأن يشير الى تلك الفئة من اليهود المتأثرين باليونانيين وفى نفس الوقت يجب أن يفرق بينهم وبين الملتزمين بالتقليد والشريعة اليهودية كما كان يفعل عندما كان يتحدث عن بنى اسرائيل فى فلسطين )

                    5- كما أن وجود صيغتين لكلمة واحدة وهو (هليني وهلينستي ) لا تعنى بالضرورة أن الدلالة مختلفة اختلافا كبيرا فاليهودية الهلينستية كانت مذهب فكرى نشأ أصلا من الحضارة الهيلينية ، فالفكر الهيليني هو منشأه

                    ومما يؤكد أن اختلاف الصيغتين فى ذلك العصر كان يشير الى اختلاف بسيط أو أنه كانتا عند البعض بدلالة واحدة هو عندما نجد فى( أعمال 11 :20) والتي يؤكد قاموس سترونج وعلماء المسيحية الغربيين أن هذا العدد يتحدث عن اليهود الهلينستيين فنجد أن بعض الطبعات جاءت الكلمة بصيغة هلينستيةἙλληνιστής
                    ولكن فى طبعتين وهما :-Nestle GNT 1904 ، Tischendorf 8th Edition
                    ان الكلمة جاءت بصيغة Ἑλληνάς ( الهيلنيين Hellenes )أي (الاغريق) = Greeks
                    (راجع هذا الرابط)

                    http://biblehub.com/text/acts/11-20.htm
                    (وان شاء الله سوف نتأكد من ذلك عندما أوضح المزيد من الأدلة فى الفصل الثاني )

                    6- وقد تغير مفهوم ودلالة كلمة (هلين) بعد أن اختفت طائفة اليهود الهلينستيين فى القرن الثاني الميلادي فأراد البعض جعل المقصود من كلمة هيلنيين Ἕλληνας هم الوثنيين
                    ولكن قابلتهم اشكالية أن وجود تلك الكلمة فى بعض الجمل الواردة فى العهد الجديد لا يمكن فهمها أبدا على أنهم وثنيين فالأكيد أن كلمة (هيلنيين أي اغريقيين)Ἑλληνισς كان يتم اطلاقها أيضا على يهود الشتات الذين يعيشون فى شتات اليونان فمثلا بولس كان مواطن روماني (أعمال 16 :17 الى 16 :21 ، 16 :37، 22 :25 ) فكلمة (روماني ) تدل على المواطنة والتجنس الذى حصل عليه بحكم مولده وليس أصله فأصله هو من بنى اسرائيل ونفس الشئ بالنسبة الى اليهود (بنى اسرائيل ) الذين يعيشون فى مستوطنات يونانية وناطقين باليونانية فهم يونانيين (هلنين Hellenes) من حيث اللغة والمواطنة أيضا فالكلمة يتم اطلاقها أيضا على اليهودي


                    والسؤال لهؤلاء الذين يحاولون جعل الكلمة على غير اليهود وهو :-
                    ماذا كان يقول اليهود عن اليهود الذين يعيشون فى بلاد اليونان وولدوا فيها واخذوا جنسيتهافعلى سبيل المثال كانوا يقولون على اليهودي المولود فى قبرس أنه قبرسيوعلى المولود فى روما أنه روماني (أعمال 2 :9)
                    فماذا سيقولون على جنسية اليهودي المولود فى اليونان بالتأكيد سيقولون عنهم أنهم (هيلنيين )


                    أي أنه باختصار كان الفرق بين اليهودي والهلينستي أو الهيليني من بنى اسرائيل ، والهيليني الحقيقي هو :-

                    أ-اليهودي :- هو شخص من بنى اسرائيل يتبع اسلوب الحياة اليهودية فهو ملتزم بالشريعة والتقليد وقد يكون هذا الشخص لا يعرف الا العبرية أو الآرامية أو قد يستخدم اللغة اليونانية بجانب معرفته باللغة العبرية أو الآرامية فيكون عبراني

                    ب-أما الهلينستي :-
                    هو شخص اسرائيلي ويختن و يستخدم اللغة اليونانية وهو مقيم فى فلسطين

                    أما الهيليني :-
                    فهو شخص اسرائيلي يتبع اسلوب الحياة الهيلينية فترك الشريعة ويقيم فى الشتات وهؤلاء كانوا الأكثر انتشارا بين اليهود فى الشتات
                    و مثل ما أصبحت دلالة كلمة عربي تعنى مسلم نظرا لانتشار الاسلام بين العرب بالرغم من وجود عرب غير مسلمين كذلك الأمر بالنسبة لليهود فأصبحت كلمة (هليني ) تعنى اليهودي الهلينستي نظرا لانتشار هذا الفكر بينهم وأيضا منشأه هو الحضارة الهيلينية


                    ج- أما اليونانيين من غير اليهود
                    فقد كان اليهودي يشير اليه اما (بالأممي ) (أعمال 14 :2 ، 18 :6) أو أنه يقول أنه يوناني (هيليني) ثم يذكر أصله ليوضح أنه ليس من بنى اسرائيل

                    تعليق


                    • #11

                      المبحث الخامس (5- 2-2 ) نظرة الاسرائيليين العبرانيين للاسرائيليين الهيلنيين :-


                      من المهم أن نعرف كيف كانت نظرة اليهودي المتمسك بالشريعة بمن ارتد عن الشريعة فى ذلك العصر
                      لأن هذا ان شاء الله سوف يوضح لنا الكثير من الأمور عندما نحلل الأناجيل وأيضا رسائل بولس والتي تم فهمها فهما خاطئا عندما ظن المسيحيين أن بولس يتحدث عن الأمميين بينما فى الحقيقية هو كان يتحدث عن فئة معينة من بنى اسرائيل ، فكان كتبة العهد الجديد دائما يتحدثون عن هذه الفئة من بنى اسرائيل التي قلدت اليونانيين وعن وجوب رجوعهم الى أمة بنى اسرائيل
                      1- الكتاب المقدس للمسيحيين أوضح أن اليهودي الهيليني (اليوناني ) هو شخص من بنى اسرائيل


                      وهو خائن للشريعة والوطن وهذا واضح من سفر المكابيين فنقرأ :-
                      6: 21 فخرج بعض منهم من الحصار فانضم اليهم نفر منافقون من اسرائيل
                      6: 22 و انطلقوا الى الملك وقالوا الى متى لا تجري القضاء ولا تنتقم لاخوتنا
                      6: 23 انا ارتضينا بخدمة ابيك والعمل باوامره واتباع رسومه
                      6: 24 و لذلك ابناء شعبنا يحاصرون القلعة بغضا لنا وكل من صادفوه منا قتلوه ونهبوا املاكنا
                      6: 25 و لم يكتفوا بمد ايديهم علينا ولكنهم تجاوزا الى جميع تخومنا
                      6: 26 و ها انهم قد زحفوا الى قلعة اورشليم ليستحوذوا عليها وعلى المقدس وحصنوا بيت صور
                      6: 27 فالان ان لم تسرع وتبادرهم فسيصنعون شرا من ذلك فلا تقدر ان تكفهم

                      وأيضا :-
                      سفر المكابيين الأول 1: 36 :- وَجَعَلُوا هُنَاكَ أُمَّةً أَثِيمَةً رِجَالاً (( مُنَافِقِينَ ))، فَتَحَصَّنُوا فِيهَا، وَوَضَعُوا فِيهَا السِّلاَحَ وَالطَّعَامَ وَجَمَعُوا غَنَائِمَ أُورُشَلِيمَ،
                      سفر المكابيين الأول 11: 21 :- فَانْطَلَقَ قَوْمٌ مِنْ مُبْغِضِي أُمَّتِهِمْ مِنَ الرِّجَالِ الْمُنَافِقِينَ إِلَى الْمَلِكِ، وَأَخْبَرُوهُ بِأَنَّ يُونَاثَانَ يُحَاصِرُ الْقَلْعَةَ.
                      سفر المكابيين الثاني 5: 15 :- لَمْ يَكْتَفِ بِذلِكَ، بَلِ اجْتَرَأَ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ الَّذِي هُوَ أَقَدَسُ مَوْضِعٍ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، وَكَانَ دَلِيلُهُ مَنَلاَوُسَ الْخَائِنَ لِلشَّرِيعَةِ وَالْوَطَنِ،

                      كما كان يعتبر أن المقلد بأخلاق وعادات الأجانب والمرتد عن الشريعة هو كافر فنقرأ :-
                      سفر المكابيين الأول 7: 9 :- هُوَ وَأَلْكِيمُسَ (( الْكَافِرَ )) وَقَدْ قَلَّدَهُ الْكَهَنُوتَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
                      وأيضا:-
                      سفر المكابيين الثاني 4: 13:- فَتَمَكَّنَ الْمَيْلُ إِلَى عَادَاتِ الْيُونَانِ، وَالتَّخَلُّقُ بِأَخْلاَقِ الأَجَانِبِ بِشِدَّةِ فُجُورِ يَاسُونَ، الَّذِي هُوَ (( كَافِرٌ )) لاَ كَاهِنٌ أَعْظَمُ،

                      ونقرأ من تفسير الأنبا مكاريوس :-
                      (وأغلب الظن أن رسالة ديمتريوس لم تكن وثيقة رسمية موجهة إلى يوناتان شخصيا،ً بل ربما كانت موجهة إلى الأمة لأن يوناتان حتى ذلك الوقت لم يكن قائدًا معترفًا به لدى الملك، وأن كان سيعترف بذلك ضمنا في الرسالة، ليتأكد مركز يوناتان لدى كل من الشعب والخونة (اليهود المتأغرقين) والأجانب (سكان القلعة)).

                      انتهى
                      2- كانت نظرة اليهودي المتمسك بالشريعة لليهودي الهيليني مثل نظرة اليهود فى مملكة يهوذا لباقي أسباط بنى اسرائيل العشرة الذين عبدوا البعل فى مملكة الشمال قبل السبي البابلي


                      وكان اليهودي يرى أنه أفضل من الاسرائيلي الذى ترك الشريعة وتقلد بالأجانب الا أنه فى نفس الوقت فمن وجهة نظر اليهود فأنه بالرغم من جميع أخطاء بنى اسرائيل الا أنه ظل وصفهم فى التوراة وكتب الأنبياء وأيضا التلمود بأنهم (شعب الله) حتى من أخطأ منهم وعبد البعل فان كتابهم يخبرهم برجوعهم الى الايمان وأنهم أبناء الله
                      فمن سفر هوشع نقرأ :-
                      1 :9 فقال ادع اسمه لوعمي لانكم لستم شعبي و انا لا اكون لكم
                      1 :10 لكن يكون عدد بني اسرائيل كرمل البحر الذي لا يكال و لا يعد و يكون عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي
                      1 :11 و يجمع بنو يهوذا و بنو اسرائيل معا و يجعلون لانفسهم راسا واحدا و يصعدون من الارض لان يوم يزرعيل عظيم
                      ثم يقول :-
                      2 :14 لكن هانذا اتملقها و اذهب بها الى البرية و الاطفها
                      2 :15 و اعطيها كرومها من هناك و وادي عخور بابا للرجاء و هي تغني هناك كايام صباها و كيوم صعودها من ارض مصر
                      ثم يقول :-
                      2 :18 و اقطع لهم عهدا في ذلك اليوم مع حيوان البرية و طيور السماء و دبابات الارض و اكسر القوس و السيف و الحرب من الارض و اجعلهم يضطجعون امنين

                      لذلك فحتى عندما يخطئ أحدهم ويترك الشريعة التي اتبعها أجداده (مثل هؤلاء اليونانيين) أو حتى يرتد الى دين أخر فانه نظرا لكونه من الناحية العرقية من بنى اسرائيل فانه يظل من الشعب المختار ، ومن أبناء الله لذلك كان من الطبيعي على هؤلاء اليونانيين دخول معابد (كنيس) اليهود (الملتزمين بالناموس) والعيش معهم فى الشتات ولا يتم معاملتهم معاملة الأجنبي
                      (راجع هذا الرابط )

                      3- وقد ظل الأمل لدى اليهودي المتمسك بالشريعة بمجئ المسيا


                      الذى يجمعهم مرة أخرى ويعيدهم الى الشريعة والى أرض فلسطين فيكونوا أبناء الله ويظل لهم الريادة (أبناء الله أي المتقين والأولياء)

                      http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/01-Questions-Related-to-The-Holy-Bible__Al-Ketab-Al-Mokaddas/076-Messiah-for-Jews.html

                      وظل اعتقاد كتاب العهد الجديد الذى وصل الينا حاليا أن بنى اسرائيل هم أبناء الله (أي المتقين والأولياء) وأنهم أبناء العهد
                      فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
                      3 :12 فلما راى بطرس ذلك اجاب الشعب ايها الرجال الاسرائيليون ما بالكم تتعجبون من هذا و لماذا تشخصون الينا كاننا بقوتنا او تقوانا قد جعلنا هذا يمشي
                      ثم نقرأ :-
                      3 :25 انتم ابناء الانبياء و العهد الذي عاهد به الله اباءنا قائلا لابراهيم و بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض

                      أبناء الأنبياء ، وأبناء العهد أي أنهم الأتقياء أبناء الأتقياء فهم فى نظر كاتب النص أنهم أبناء الله
                      وأيضا نقرأ من انجيل يوحنا :-
                      11 :51 و لم يقل هذا من نفسه بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة
                      11 :52 و ليس عن الامة فقط بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد

                      لم يكن المقصود بأبناء الله هنا هم المؤمنين من الأمم ولكن كان المقصود هم اليهود المشتتين (أي المتفرقين) فهم فى نظر كاتب النص أنهم أبناء الله المتفرقين الذين انفصلوا عن الأمة اليهودية وعاشوا فى الشتات وتأثروا بالثقافة اليونانية (ان شاء الله سوف أتكلم عن هذا بالتفصيل لاحقا)

                      و بالرغم من أن نبوءة هذا السفر قد تحققت بالفعل عند عودة عدد كبير من اليهود من السبي البابلي على يد زربابيل

                      http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/11_Z/Z_29.html

                      الا أنه ظل الأمل لدى اليهود أن هذا سيعاد تحقيقه مرة أخرى بمجئ المسيا المنتظر لذلك نجد دائما الاشارة لسفر هوشع فى رسائل منسوبة لبولس مثل رسالة رومية (والتي تم ايهام القارئ أنها تتحدث عن الأمم بعد أن حاول قسطنطين أن يجعلها ديانة عالمية بعد خلطها بالأفكار والفلسفات الوثنية ولكن فى الحقيقة كانت رسائل بولس تتحدث عن بنى اسرائيل فقط وأن من آمن منهم هم أبناء الله وان شاء الله سوف أثبت ذلك بالأدلة لاحقا)
                      والاشكالية أن بنى اسرائيل بعد عودتهم من السبي البابلي أحدثوا خلط بين النبوءات عن حدثين مختلفين


                      الحدث الأول هو :-
                      عبارة عن مجموعة من نبوءات الأنبياء التي تخبرهم عن علوهم فى الأرض ثم فسادهم ثم ارسال رب العالمين عباد له لعقاب بنى اسرائيل على فسادهم وسوء أفعالهم ثم رحمته بهم مرة أخرى واعطاءهم الفرصة لاصلاح أحوالهم ، واعادتهم مرة أخرى الى أرض فلسطين وانهم كلما أفسدوا فى الأرض فان رب العالمين سيرسل عليهم من يعاقبهم على سوء أفعالهم

                      أما الحدث الثاني :-
                      هو انتقال ملكوت الله الى أمة أخرى وبعث رب العالمين النبي المختار المرسل الى العالم من أمة أخرى وأن بداية دعوته من أرض قيدار أي من أرض العرب (سفر إشعياء 42)
                      ونبوءة أخرى تخبرهم أن الله عز وجل سيكلمهم بلسان غريب أي يرسل لهم نبي ليس منهم وأن هذا النبي سيقود أمة أخرى كانت وثنية ولكنها ستؤمن ، وأن من يرفض النبي الخاتم فان النبي الخاتم سوف يسحقه حيث تنقلب الأحوال ، وأنه خير لبنى اسرائيل أن يؤمنوا به (إشعياء 28)ونبوءة أخرى تخبرهم بأن هناك أرض صحراوية جافة سيدفع لها جلال وخيرات الأرض التي كان يعيش عليه بنى اسرائيل أي انتقال البركة من أرضهم الى أرض صحراوية جافة مما يعنى انتقال النبوة الى المقيميين على تلك الأرض (إشعياء 35)
                      حتى ان المسيح عليه الصلاة والسلام أخبرهم أكثر من مرة أن النبي الخاتم لن يكون من بنى اسرائيل وليس من نسل سيدنا داود عليه الصلاة والسلام عندما سألهم متعجبا كيف يكون المسيا ابن داود بينما داود يدعوه بالروح ربا ، أي أنه كان ينفى أن النبي الذى ينتظرونه يكون من نسل سيدنا داود عليه الصلاة والسلام (انجيل متى 22) ولم يكن المسيح عليه الصلاة والسلام يقصد بكلامه هذا الوهية ولا أي شئ لم يقله أصلا (فهو باعتراف القساوسة لم يقل أبدا أنه اله ولم يطلب من أحد عبادته ) وانما كان يقصد ما قاله (إشعياء 35 ، 28، 42)
                      وأيضا ما أوضحه المسيح عليه الصلاة والسلام لهم مرة أخرى عندما قال لهم ان ملكوت الله ينزع منهم ويعطى لأمة تعمل أثماره فلم يكن بالطبع يقصد انتقال الايمان الى الأمم ولكن كان يقصد انتقال النبوة والرسالة الى أمة أخرى أي كان يقصد انتقال دور بنى اسرائيل فى خروج النور منها الى العالم فهذا الدور سوف ينتقل الى أمة أخرى فهي من ستخرج منها النور الى العالم وهذا يعنى بوجوب بعثة نبي من هذه الأمة الأخرى
                      (وهذا ان شاء الله سوف أتكلم عنه فى موضوع منفصل عن النبي حجر الزاوية )

                      ولكن علماء اليهود جعلوا النبي الخاتم الذى بشر به جميع الأنبياء هو مسيح منهم من نسل داود يجمعهم ويعيدهم من السبي البابلي ويلم شملهم وشتاتهم )
                      ثم تبعهم علماء المسيحية فى احداث هذا الخلط لدى العامة ، فبدلا من البحث لمعرفة معنى ما يقوله المسيح عليه الصلاة والسلام ذهبوا الى لوى أزرع الكلمات والمفاهيم واختراع عقيدة لم يقلها المسيح عليه الصلاة والسلام ولا تلاميذه الحقيقين وان شاء الله من خلال هذا البحث فانه يثبت بالأدلة أن المسيح عليه الصلاة والسلام كان نبي مرسل الى بنى اسرائيل ، وهذا يعنى أنه لم يكن هو النبي حجر الزاوية ولا هو المقصود فى (إشعياء 42 ) بالنبي المرسل الى العالم ، كما أثبت أن جميع رسائل الطوائف المسيحية على اختلاف أفكارها فى العصور الأولى المسيحية كانت موجهة الى بنى اسرائيل فقط وليس الى الأمم .

                      تعليق


                      • #12
                        المبحث السادس (6-2-2) النساخ الذين نسخوا العهد الجديد كانوا يضيفون نصوص لم تكن موجودة في النص الأصلي :-

                        أما ما تم ذكره فى قاموس سترونج من وجود فرق في الدلالة بين الصيغتين من ناحية أن صيغة منهم خاصة باليهود والأخرى خاصة بالآخرين دون اليهود فهو خلط في المفاهيم نتيجة للتفسير الخاطئ وللتحريف

                        فنقرأ من كتاب:-
                        A TEXTUAL COMMENTARY ON THE GREEK NEW TESTAMENT
                        لبروس متزجر حيث يقول :-
                        during about fourteen centuries when the New Testament was transmitted in handwritten copies, numerous changes and accretions came into the text. Of the approximately five thousand Greek manuscripts of all or part of the New Testament that are known today, no two agree exactly in all particulars.
                        يعنى :-
                        خلال أربعة عشر قرنا من نقل نسخ العهد الجديد يدويا ، حدث العديد من التغيرات والزيادات الإضافية على النص . ومن بين خمسة آلاف مخطوطة لكل أو بعض أجزاء العهد الجديد لا يوجد اثنان متطابقتان من كل الوجوه


                        (ملحوظة :-
                        بروس متزجر هو أستاذ فخري في مدرسة برنستون اللاهوتية ومحرر للكتاب المقدس في هيئة جمعية الكتاب المقدس الأمريكية. وكان من علماء اللغة اليونانية والعهد الجديد والعهد القديم )

                        انتهى

                        لذلك عندما نقرأ نصوص العهد الجديد يجب أن نعرف أحوال وظروف اليهود فى ذلك العصر وأن نفسر النص كله مجمل ونربط الجمل مع بعضها البعض لنفهم ما الذي حاول كاتب النص الأصلي أن يقوله قبل الإضافات والزيادات التي حدثت على النص الأصلي

                        تعليق


                        • #13
                          للمزيد من الأدلة على أن كلمة (اليونانى) بصيغتيها فى العهد الجديد كان المقصود منها هو الاسرائيلى الذى تشبه باليونانيين

                          راجع هذا الرابط :-
                          التعديل الأخير تم بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام; 26 سبت, 2020, 08:49 ص.

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 19 فبر, 2023, 10:23 م
                          ردود 0
                          37 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                          ابتدأ بواسطة سيف الكلمة, 20 سبت, 2021, 07:32 م
                          ردود 3
                          80 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                           
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أبر, 2021, 03:16 ص
                          ردود 0
                          91 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                           
                          ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 11 أبر, 2021, 12:20 م
                          ردود 0
                          61 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                          ابتدأ بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام, 1 فبر, 2021, 08:35 م
                          ردود 13
                          131 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة أكرمنى ربى بالاسلام  
                          يعمل...
                          X