" وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى " ، ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

JUSTHISHAM مسلم .. الحمد لله اكتشف المزيد حول JUSTHISHAM
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • JUSTHISHAM
    1- عضو جديد
    • 14 يون, 2009
    • 67

    " وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى " ، ..

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
    --------------------------
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    " لعن الله اليهود و النصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
    الحديث صحيح .. (( موقع الدرر السنية ))

    عندي شوية تساؤلات بخصوص هذه الآية الكريمة و الحديث الشريف


    بخصوص الآية .. هل مقام إبراهيم تعني قبر إبراهيم ؟

    طيب لو مكنش كدة .. يعني ايه " مقام " بصفة عامة
    و كان مقام إبراهيم هو قبر إبراهيم
    إزاي نصلي عند قبر نبي الله إبراهيم عليه السلام و الحديث الشريف يلعن اليهود و النصارى لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ..
    و بخصوص الحديث .. ليه الرسول صلى الله عليه و سلم قال " اليهود و النصارى ...... مساجد " ، ليه مقالش كنائس أو معابد .. أو حتى عممها و بقت مكان للعبادة بصفة عامة ..
    أكيد في سبب و حكمة انا مش عارفهم بخصوص الكلام دهـ
    ياريت تفيدوني و جزاكم الله خيراً
    و كل عام و أنتم بخير

  • الشرقاوى
    حارس مؤسس
    • 9 يون, 2006
    • 5442

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة justhisham

    عندي شوية تساؤلات بخصوص هذه الآية الكريمة و الحديث الشريف

    بخصوص الآية .. هل مقام إبراهيم تعني قبر إبراهيم ؟
    طيب لو مكنش كدة .. يعني ايه " مقام " بصفة عامة
    و كان مقام إبراهيم هو قبر إبراهيم
    إزاي نصلي عند قبر نبي الله إبراهيم عليه السلام


    مقام إبراهيم
    هو الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عندما ارتفع بناء الكعبة عن قامته، فوضعه له إسماعيل ليقف عليه وهو يرفع الحجارة على الكعبة فأنطبع اثر قدمين عليها بشكل غائر، وبقي هذا الحجر ملصقا بحائط الكعبة إلى أيام عهد الخليفة عمر بن الخطاب حيث أخره عن البيت بضعه امتار لئلا يشغل المصلين وجموع الطائفين حول البيت ، وما تزال أثر قدم إبراهيم الخليل باقية عليه إلى الآن وقد احيط بغطاء زجاجي عليه غطاء مذهب لحمايته من التأثيرات المناخيه.

    وقال ابن كثير :
    "وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه ولم يزل هذا معروفا تعرفه العرب في جاهليتها ، وقد أدرك المسلمون ذلك فيه أيضا ، كما قال أنس بن مالك : رأيت المقام فيه أصابعه عليه السلام وأخمص قدميه .

    غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم .
    وروى ابن جرير عن قتادة أنه قال : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) إنما أمروا أن يصلوا عنده ، ولم يؤمروا بمسحه ، وقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها . ولقد ذَكَرَ لنا من رأى أثر عقبه وأصابعه فيه فما زالت هذه الأمة يمسحونه حتى انمحى . من "تفسير ابن كثير" (1/117) .

    وقال الشيخ ابن عثيمين :
    لا شك أن مقام إبراهيم ثابت وأن هذا الذي بني عليه الزجاج هو مقام إبراهيم ، لكن الحفر الذي فيه لا يظهر أنها أثر القدمين ، لأن المعروف من الناحية التاريخية أن أثر القدمين قد زال منذ أزمنة متطاولة ، ولكن حفرت هذه أو وضعت للعلامة فقط ، ولا يمكن أن نجزم بأن هذا الحفر هو موضع قدمي إبراهيم عليه السلام
    الـ SHARKـاوي
    إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
    ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
    فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
    فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
    ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

    تعليق

    • محمد كعويش
      1- عضو جديد
      • 22 أغس, 2010
      • 72

      #3
      الاخ اللي بيسأل لو عايز الدليل بالصور نجيبهولك يا حبيبي

      سبحان الله انا حاليا في السعوديه أروح مكه مخصوص أصورلك مقام سيدنا إبراهيم من جميع الإتجاهات

      تعليق

      • متأمل
        3- عضو نشيط
        • 1 أبر, 2009
        • 389

        #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


        أخى الفاضل

        هناك فرق بين مقام إبراهيم وقبر إبراهيم



        فمقام إبراهيم هو الحجر الذى كان يقف عليه حينما كان يبنى الكعبة
        ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قصة إبراهيم عليه ا السلام وبناؤه للبيت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عند ذلك رفع إبراهيم القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى ارتفع البناء ,جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وإسماعيل يناوله الحجارة , وهما يقولان : " ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم " قال ابن عباس : فجعلا يبنيان حتى يدورا بالبيت وهما يقولان " ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم " . وأيضا قام عليه الخليل صلى الله عليه وسلم للنداء في الناس بالحج .

        وهذه صورة لمقام إبراهيم عليه السلام






        ************

        أما قبر إبراهيم " لعن الله اليهود و النصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
        الحديث صحيح

        قبر ابراهيم عليه السلام يا أخى الفاضل فى مدينة الخليل بقلسطين المغتصبة وإنظر إلى الصورة فسيتبين لك صدق حديث الصادق الأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد إتخذ اليهود منه مصلى.

        هذا هو قبر إبراهيم عليه السلام فى مدينة الخليل بفلسطين المغتصبة


        تعليق

        • متأمل
          3- عضو نشيط
          • 1 أبر, 2009
          • 389

          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم



          توضيح

          كان الحجر ( مقام إبراهيم ) ملتصقا بجدار الكعبة فكان المطاف ضيق وكان المقام يعوق الطواف والصلاة - فلما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومر بالحجر، قال له عمر رضي الله عنه: هذا مقام أبينا إبراهيم ؟ قال: نعم، قال عمر: أفلا نتخذه مصلى ؟ فلم يلبث إلا قليلاً حتى نزل قوله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى). فقام عمر رضي الله عنه نقل الحجر وهو ملتصق بجدار الكعبة، فأبعده عنها ليطوف الناس ويصلون مكانه

          تعليق

          • JUSTHISHAM
            1- عضو جديد
            • 14 يون, 2009
            • 67

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة الشرقاوى
            [/center]
            مقام إبراهيم
            هو الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عندما ارتفع بناء الكعبة عن قامته، فوضعه له إسماعيل ليقف عليه وهو يرفع الحجارة على الكعبة فأنطبع اثر قدمين عليها بشكل غائر، وبقي هذا الحجر ملصقا بحائط الكعبة إلى أيام عهد الخليفة عمر بن الخطاب حيث أخره عن البيت بضعه امتار لئلا يشغل المصلين وجموع الطائفين حول البيت ، وما تزال أثر قدم إبراهيم الخليل باقية عليه إلى الآن وقد احيط بغطاء زجاجي عليه غطاء مذهب لحمايته من التأثيرات المناخيه.

            وقال ابن كثير :
            "وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه ولم يزل هذا معروفا تعرفه العرب في جاهليتها ، وقد أدرك المسلمون ذلك فيه أيضا ، كما قال أنس بن مالك : رأيت المقام فيه أصابعه عليه السلام وأخمص قدميه .

            غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم .
            وروى ابن جرير عن قتادة أنه قال : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) إنما أمروا أن يصلوا عنده ، ولم يؤمروا بمسحه ، وقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها . ولقد ذَكَرَ لنا من رأى أثر عقبه وأصابعه فيه فما زالت هذه الأمة يمسحونه حتى انمحى . من "تفسير ابن كثير" (1/117) .

            وقال الشيخ ابن عثيمين :
            لا شك أن مقام إبراهيم ثابت وأن هذا الذي بني عليه الزجاج هو مقام إبراهيم ، لكن الحفر الذي فيه لا يظهر أنها أثر القدمين ، لأن المعروف من الناحية التاريخية أن أثر القدمين قد زال منذ أزمنة متطاولة ، ولكن حفرت هذه أو وضعت للعلامة فقط ، ولا يمكن أن نجزم بأن هذا الحفر هو موضع قدمي إبراهيم عليه السلام
            جزاك ربي خيراً على ردك هذا .. و جزى الله خيراً كل من قام بالرد و التوضيح من الأعضاء الأفاضل
            لكن محدش رد هذه الجزئية من الموضوع :
            المشاركة الأصلية بواسطة justhisham
            و بخصوص الحديث .. ليه الرسول صلى الله عليه و سلم قال " اليهود و النصارى ...... مساجد " ، ليه مقالش كنائس أو معابد .. أو حتى عممها و بقت مكان للعبادة بصفة عامة ..
            أكيد في سبب و حكمة انا مش عارفهم بخصوص الكلام دهـ
            ياريت تفيدوني و جزاكم الله خيراً
            و كل عام و أنتم بخير

            تعليق

            • متأمل
              3- عضو نشيط
              • 1 أبر, 2009
              • 389

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم





              اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة justhisham [ مشاهدة المشاركة ]
              و بخصوص الحديث .. ليه الرسول صلى الله عليه و سلم قال " اليهود و النصارى ...... مساجد " ، ليه مقالش كنائس أو معابد .. أو حتى عممها و بقت مكان للعبادة بصفة عامة ..



              أكيد في سبب و حكمة انا مش عارفهم بخصوص الكلام دهـ
              ياريت تفيدوني و جزاكم الله خيراً
              و كل عام و أنتم بخير



              أخى الفاضل


              المسجد من السجود والسجود هو أن يضع الساجد جبهته ويداه وركبتيه وقدميه على الأرض .

              وكان اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لهم وقصد العبادة في ذلك. و كانوا يتحرَّون الصلاة في مدافن الأنبياء، والتوجُّه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله


              قال رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»(١- أخرجه البخاري في «صحيحه» (1/446)، ومسلم في «صحيحه»: (1/376))، وفي رواية لمسلم بلفظ: «قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ»(٢- أخرجه مسلم في «صحيحه»: (1/377)).بزيادة: «وصالحيهم».



              إن اليهود والنصارى كانوا يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لهم وقصد العبادة في ذلك. و كانوا يتحرَّون الصلاة في مدافن الأنبياء، والتوجُّه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله

              فهذا هو معنى السجود الذي استوجب اللعن، أو جعل القبر قِبلَةً دون القبلة المشروعة، كما يفعل أهل الكتاب حيث يتوجَّهون بالصلاة ويسجدون إلى قبور أنيائهم وأحبارهم ورهبانهم .
              لذا يحذِّر صلى الله عليه وسلم أُمَّته أن يصنعوا بقبره ما صنع اليهود والنصارى بقبور أنبيائهم من اتخاذهم تلك القبور مساجد إمَّا بالسجود إليها تعظيمًا أو بجعلها قِبلةً يتوجَّهون في الصلاة نحوها.

              قال تعالى:
              ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 31]





              قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تُصَلُّوا إِلَى قَبْرِ، وَلاَ تُصَلُّوا عَلَى قَبْرِ»(٦- أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»: (11/376)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (3/13)).

              تعليق

              • JUSTHISHAM
                1- عضو جديد
                • 14 يون, 2009
                • 67

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة متأمل
                بسم الله الرحمن الرحيم
                أخى الفاضل
                المسجد من السجود والسجود هو أن يضع الساجد جبهته ويداه وركبتيه وقدميه على الأرض .
                وكان اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لهم وقصد العبادة في ذلك. و كانوا يتحرَّون الصلاة في مدافن الأنبياء، والتوجُّه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله
                قال رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»(١- أخرجه البخاري في «صحيحه» (1/446)، ومسلم في «صحيحه»: (1/376))، وفي رواية لمسلم بلفظ: «قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ»(٢- أخرجه مسلم في «صحيحه»: (1/377)).بزيادة: «وصالحيهم».
                إن اليهود والنصارى كانوا يسجدون لقبور الأنبياء تعظيمًا لهم وقصد العبادة في ذلك. و كانوا يتحرَّون الصلاة في مدافن الأنبياء، والتوجُّه إلى قبورهم في حالة الصلاة والعبادة لله
                فهذا هو معنى السجود الذي استوجب اللعن، أو جعل القبر قِبلَةً دون القبلة المشروعة، كما يفعل أهل الكتاب حيث يتوجَّهون بالصلاة ويسجدون إلى قبور أنيائهم وأحبارهم ورهبانهم .
                لذا يحذِّر صلى الله عليه وسلم أُمَّته أن يصنعوا بقبره ما صنع اليهود والنصارى بقبور أنبيائهم من اتخاذهم تلك القبور مساجد إمَّا بالسجود إليها تعظيمًا أو بجعلها قِبلةً يتوجَّهون في الصلاة نحوها.
                قال تعالى:
                ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 31]
                قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تُصَلُّوا إِلَى قَبْرِ، وَلاَ تُصَلُّوا عَلَى قَبْرِ»(٦- أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»: (11/376)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (3/13)).
                جزاك الله خيراً أخي الفاضل .. شكراً على التوضيح

                تعليق

                • أبو عطالله
                  0- عضو حديث
                  • 20 سبت, 2010
                  • 1

                  #9
                  عرّض القرآن الكريم إلى مقام إبراهيم – عليه السلام – في آيتين :

                  الآية الأولى : قوله تعالى { وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } سورة البقرة– 125 .

                  الآية الثانية : قوله عز و جل { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }آل عمران – 97 .

                  و بذلك يتضح المكانة العظيمة التي يحتلها مقام إبراهيم – عليهم السلام - , ففي الآية الأولى أمر باتخاذ المقام مصلى , و في الآية الثانية بعد أن ذكر الآيات البينات , و هي العلائم و الدلائل الواضحات , ذكر أحد أكبر هذه العلامات و هي مقام إبراهيم و خصه بالذكر دون سواه في هذه الآية .

                  معنى مقام إبراهيم – عليه السلام - :

                  و قد اختلف العلماء في تفسير " مقام إبراهيم " إلى أقوال :

                  قال ابن عباس : الحج كله مقام إبراهيم .

                  وقال عطاء : مقام إبراهيم عرفة والمزدلفة والجمار .

                  وقال مجاهد : الحرم كله مقام إبراهيم .

                  وقال الحسن وقتادة والسدي : هو الصلاة عند مقام إبراهيم المعروف حاليا، أمرنا بالصلاة عنده بعد الطواف .

                  و هذا القول الأخير هو القول الصحيح الموافق لما رواه الشيعة و السنة في عدة أحاديث :

                  منها : حديث أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن رجل نسي أن يصلي الركعتين عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) في طواف الحج والعمرة ، فقال : إن كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) فإن الله عز و جل يقول : " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " وإن كان قد ارتحل فلا آمره أن يرجع [1].

                  و منها : حديث جابر في صفة حجة النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال حتى أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) فجعل المقام بينه وبين البيت . قال محمد بن علي ولا أعلمه إلا ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين ( قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون ) [2].

                  حكم الصلاة خلف مقام إبراهيم – عليه السلام - :

                  ظاهر الآية الكريمة ( وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) هو وجوب الصلاة عند المقام أو خلفه , و تقول الشيعة بوجوب إيقاع صلاة الطواف الواجب هناك مهما أمكن . أما أهل السنة فقد اختلفوا في حكم صلاة الطواف , فذهب الشافعي في أحد قوليه إلى الوجوب , و ذهب أكثرهم إلى أنها سنة مؤكدة . كما أنهم قالوا بأن إتيان هذه الصلاة خلف مقام إبراهيم سنة و فضيلة لا فرض .

                  فانظر كيف جعل الله تعالى أثر قدم إبراهيم – عليه السلام – من آياته البينات , و حثّ الناس على اتخاذ أثر قدم إبراهيم مصلى بحيث تصلي خلف أثر قدم إبراهيم – عليه السلام - .

                  ما قصة مقام إبراهيم – عليه السلام - ؟ :

                  في الحديث عن أبي عبد الله قال : لما أوحى الله تعالى إلى إبراهيم ( ع ) أن أذن في الناس بالحج أخذ الحجر الذي فيه اثر قدميه وهو المقام فوضعه بحذاء البيت لاصقا بالبيت بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما أمره الله تعالى به فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه فقلع إبراهيم ( ع ) رجليه من الحجر قلعا فلما كثر الناس وصاروا إلى الشر والبلاء ازدحموا عليه فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت ، فلما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وآله رده إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم ( ع ) فما زال فيه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وفي زمن أبي بكر وأول ولاية عمر ، ثم قال عمر قد ازدحم الناس على هذا المقام فأيكم يعرف موضعه في الجاهلية ؟ فقال له رجل : أنا أخذت قدره بقدر قال والقدر عندك قال نعم قال فائت به فجاء به فأمر بالمقام فحمل ورد إلى الموضع الذي هو فيه الساعة[3] .

                  و في صحيح البخاري أن خليل الله إبراهيم – عليه السلام – استعان بهذا الحجر ليبني القسم العلوي من الكعبة المشرفة " حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجر" [4].

                  و قيل أنه الحجر الذي وضعته زوج إسماعيل لإبراهيم حيث غسلت رأسه و هو راكب [5].

                  المكان الأصلي لمقام إبراهيم – عليه السلام - :

                  قال ابن حجر ((وقد روى الأزرقي في أخبار مكة بأسانيد صحيحة أن المقام كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر في الموضع الذي هو فيه الآن حتى جاء سيل في خلافه عمر فاحتمله حتى وجد بأسفل مكة فأتى به فربط إلى أستار الكعبة حتى قدم عمر فاستثبت في أمره حتى تحقق موضعه الأول فأعاده إليه وبنى حوله فاستقر ثم إلى الآن )) انتهى [6].

                  و هذا الكلام مخالف لما نقلناه من الحديث عن أبي عبد الله – عليه السلام- أن المقام كان لاصقا بالبيت فراجع , و في موثقة زرارة قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : قد أدركت الحسين ( عليه السلام ) قال : نعم أذكر و أنا معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل والناس يقومون على المقام يخرج الخارج يقول : قد ذهب به السيل و يخرج منه الخارج فيقول : هو مكانه قال : فقال لي : يا فلان ما صنع هؤلاء ؟ فقلت : أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام ، فقال : ناد أن الله تعالى قد جعله علما لم يكن ليذهب به فاستقروا وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم ( عليه السلام ) عند جدار البيت فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم فلما فتح النبي ( صلى الله عليه وآله ) مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم ( عليه السلام ) فلم يزل هناك إلى أن ولى عمر بن الخطاب فسأل الناس من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام ؟ فقال رجل : أنا قد كنت مقداره بنسع فهو عندي فقال : ائتني به فأتاه به فقاسه ثم رده إلى ذلك المكان [7].

                  و يؤيد ذلك حديث البخاري أيضاً , فإن بناء القسم العلوي من الكعبة المشرفة معناه أن الحجر كان لاصقاً بالبيت .


                  [1]الكافي - الشيخ الكليني ج 4 ص 425 .

                  [2] المغني - عبدالله بن قدامه ج 3 ص 400 , صحيح ابن خزيمة ج 4 ص 228 .

                  [3]علل الشرائع - الشيخ الصدوق ج 2 ص 423 , الحديث الأول .

                  [4]صحيح البخاري ج 4 ص 116 .

                  [5]مقدمة فتح الباري – ابن حجر ص 184 .

                  [6]فتح الباري - ابن حجر ج 1 ص 419 .

                  [7] الكافي - الشيخ الكليني ج 4 ص 223 .

                  تعليق

                  مواضيع ذات صلة

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  ابتدأ بواسطة محمد خالد, 24 مار, 2024, 04:33 م
                  رد 1
                  40 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                  بواسطة *اسلامي عزي*
                  ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
                  ردود 0
                  37 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف
                  ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
                  ردود 0
                  21 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                  ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
                  ردود 0
                  35 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة mohamed faid
                  بواسطة mohamed faid
                  ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
                  رد 1
                  29 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة عاشق طيبة
                  بواسطة عاشق طيبة
                  يعمل...