أين الله؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أكرم حسن مرسى مسلم اكتشف المزيد حول أكرم حسن مرسى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أين الله؟

    أين الله؟
    الإجابة من الأديان الإبراهيمية الرد منها واحد

    كثيرًا ما نُسأل عن هذا السؤال ونجد الإجابة متخبطة جدًا؛ فمنهم من يقول في كلِّ مكان ، ومنهم من يقول في السماء...!
    والصحيح أن الله في السماء وفي بمعنى (على)، وعلى عرشه استوى وهذا ما بإجماع القرآن والسنة والكتاب المقدس....
    ولكن يبقى السؤال الذي يطرحه الكثيرون: كيف استوى الله على العرش؟!
    والجواب يكون من خلال ثلاثة مباحث كما يلي:
    المبحث الأول: أدلة وجود الله فوق السماء، وأنه على عرشه مستوٍ عليه... كثيرة جدًا ....ولكنني أكتفي ببعضها على نحو هذا التقسيم:
    أولًا: القرآن الكريم:
    1. قوله I: " أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) " (الملك).
    2. : قوله في السماء في الآية بمعنى على السماء ، لأن الله يقول في موضع آخر لما قال فرعون للسحرة حينما اسلموا: " فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) " (طه).
    فلا يُعقل أن فرعون سيصلبهم داخل جُذُوعِ النخل؛ وإنما المقصود سيصلبهم على جذوع النخل ...
    1. قولهI : " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) " (الأعلى).
    1. قولهI : " يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " (50)(النحل)
    4-قوله I : " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" (طه 5).

    5- قوله I :" الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا " (الفرقان 59).

    6- قوله I: " اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ" (الرعد 2).

    7- قوله I :" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " (يونس 3).

    8- قوله I :" إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (الأعراف 54).

    9- قوله I:" هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " (الحديد 4).

    10- قوله I :" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " (السجدة 4).

    11- قوله I :" مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ" (10)(فاطر)

    ثانيًا: أحاديث النبي محمد -عليه السلام-:
    1. صحيح مسلم برقم 836 سُئل النبي الجارية قائلًا لها: أَيْنَ اللَّهُ ؟ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قَالَ :مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ :أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ .قَالَ: أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ.

    الملاحظ: أن النبيَّ محمدًا شهد للجارية بالإيمان بعد أجابتها بأنّ الله في السماء، ثم أمر بعتقها...
    1. سنن أبي داود برقم 4290 قال النَّبيّ محمد:" الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ".
    2. الألباني:صحيح، الصحيحة 922.



    ثالثًا: الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد:
    يؤمن به بنو إسرائيل من قبل المسلمين.... أخبر بأن اللهI في السماءِ، وأنه فوق العرش كما يعتقد الجانب الأكبر من المسلمين .... وقد دلل على نصوص عديدة منها:
    أولًا: من العهد القديم:

    1- سفر الملوك الأول أصحاح 8 عدد 32فَاسْمَعْ أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَاعْمَلْ وَاقْضِ بَيْنَ عَبِيدِكَ، إِذْ تَحْكُمُ عَلَى الْمُذْنِبِ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُبَرِّرُ الْبَارَّ إِذْ تُعْطِيهِ حَسَبَ بِرِّهِ.

    2- سفر الملوك الأول أصحاح 8عدد49فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ، 51لأَنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَ مِنْ مِصْرَ، مِنْ وَسَطِ كُورِ الْحَدِيدِ.

    3- سفر أخبار الأيام الأولى أصحاح 29 عدد10وَبَارَكَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ دَاودُ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. 11لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى الْجَمِيعِ.

    4- سفر أخبار الأيام الثانية أصحاح6 عدد21وَاسْمَعْ تَضَرُّعَاتِ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، وَاسْمَعْ أَنْتَ مِنْ مَوْضِعِ سُكْنَاكَ مِنَ السَّمَاءِ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَاغْفِرْ.

    5- سفر أخبار الأيام الثانية أصحاح20 عدد6وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟

    6- سفر المزامير أصحاح 11 عدد4اَلرَّبُّ فِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ. عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ. أَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ. 5الرَّبُّ يَمْتَحِنُ الْصِّدِّيقَ، أَمَّا الشِّرِّيرُ وَمُحِبُّ الظُّلْمِ فَتُبْغِضُهُ نَفْسُهُ.

    7- سفر المزامير المزمور100 عدد3 إن إلهنا في السماء كلما شاء صنع.

    ثانيا: العهد الجديد:

    1- إنجيل متى أصحاح 6 عدد9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
    2- إنجيل متى أصحاح23 عدد22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ.

    3- رؤيا يوحنا أصحاح 4 عدد 1بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: «اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هذَا». 2وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ، وَإِذَا عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى الْعَرْشِ جَالِسٌ. 3وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. 4وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ. 5وَمِنَ الْعَرْشِ يَخْرُجُ بُرُوقٌ وَرُعُودٌ وَأَصْوَاتٌ. وَأَمَامَ الْعَرْشِ سَبْعَةُ مَصَابِيحِ نَارٍ مُتَّقِدَةٌ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ. 6وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ: 7وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْل، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ. 8وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا، وَمِنْ دَاخِل مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا، وَلاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلاً قَائِلَةً:«قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي». 9وَحِينَمَا تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، 10يَخِرُّ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا قُدَّامَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُمْ أَمَامَ الْعَرْشِ قَائِلِينَ: 11«أَنْتَ مُسْتَحِق أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ».
    لا أصدقه
    3- رؤيا يوحنا أصحاح 7 عدد15مِنْ أَجْلِ ذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ اللهِ، وَيَخْدِمُونَهُ نَهَارًا وَلَيْلاً فِي هَيْكَلِهِ، وَالْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ يَحِلُّ فَوْقَهُمْ. 16لَنْ يَجُوعُوا بَعْدُ، وَلَنْ يَعْطَشُوا بَعْدُ، وَلاَ تَقَعُ عَلَيْهِمِ الشَّمْسُ وَلاَ شَيْءٌ مِنَ الْحَرِّ.


    المبحث الثاني: شبهات حول اعتقاد وجود الله بذاته في كل مكان....!

    وما يقال: بأن الله في كل مكان وذلك لوجود آيات تذكر ذلك... منها:
    1-قوله I: " وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) " (الزخرف).
    2-قوله I: " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) " (الحديد).

    قلتُ: ليس في الآيتين دليل على أن الله في كل مكان بذاته ...لما يلي:

    الآية الأولى: معناها أنّ الله هو المعبود من قِبل أهل السماء، وهو المعبود من قبل أهل الأرض؛ يعبده من في السماء ويعبده من في الأرض...فمعنى الإله (المعبود)!!

    الآية الثانية: تتحدث عن معية الله I؛ فالله I في السماء وهو مطلع علينا بعلمه وبقدرته...سميع مجيب لا يشغله سمع عن سمع.... ولا تخفى عليه خافية في السماوات والأرض...

    ومعية الله على نوعين قُسّمت اجتهادًا منْ أدلة شرعية إلى عامة وخاصة....

    المعية عامة : وتعني أن الله مع جميع خلقه بعلمه وبقدرته مطلع عليهم عالم بهم؛ وسميت عامة؛ لأنها تعم جميع الخلق، فيعطيهم كل ما يحتاجون إليه لصالح الحياة من رزق، وصحة، وأمن وأمان.....
    جاءت أدلة تبينها منها :
    1. قوله I: " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "(الحديد 4).

    2- قوله I: " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "(المجادلة 7).

    3- قوله I: " يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً "( النساء 108).

    المعية خاصة : سميت خاصة؛ لأنها تخص المؤمنين الصادقين، وتُفضل على العامة بأنها معية إطلاع، ونصرة، وتأيد من الله للأنبياء والأولياء...
    جاءت أدلة تبينها منها :
    1-قوله I: " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ" (النحل 128 ).
    2-قوله I: " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " ( البقرة 153).
    3-قوله I: " ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" (التوبة40)
    4-قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،يقول الله تعالى: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ".
    (صحيح البخاري برقم 6856).
    وأما القول بأن الله في كل مكان بذاته قد يحمل إساءةً لله ....
    فلو كان الله في كل مكان لكان الله في الخلاء، لكان تحت الأقدام، أو في المصران الغليظ... فسبحانه منزه عن تلكم الترهات والإساءات ... !
    وتبقى الحقيقة الواضحة هي أنّ الله في السماء (على السماء) مستو على عرشه سبحانه مطلع على خلقه ، غالب على أمره...

    المبحث الثالث:
    الاستواء من الصفات الفعلية لله I وليست من الصفات الذاتية له I وإن الله I استوى على عرشه بلا كيف أو تأويل ...

    فالاستواء معلوم ، والكيف مجهول ؛ فهو مستو على عرشه بائنًا من خلقه، والخلق بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا ملاصقة ... ومن زعم أن الله جالس على كرسي فعليه أن يأتي بدليل من كتب المسلمين بتأصيل وتفصيل...!

    الإمام مالك سُئل عن الاستواء :فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة،ثم أمر بطرد السائل من المسجد.

    وُسئل سفيان الثوري عن ذلك أيضًا، فقال : أفهم من قوله : "الرحمن على العرش استوى" ما أفهم من قوله : " ثم استوى إلى السماء " (فصلت11) .

    إذًا : الاستواء معلوم وهو العلو والارتفاع وهي صفة فعليه لله تعالى ؛ والكيف مجهول ؛ أي: حقيقة تلك الصفة مجهولة غير معلومة... وأما السؤال عنها فهو بدعة ؛ لأن ذلك ليس من فعل السلف ، ولأنه أمر لا يمكن إدراكه أو الوصول إليه.... فهم بذلك المسلمون كما في الآتي:

    1- التفسير الميسر : الرحمن على العرش استوى ؛أي: ارتفع وعلا استواء يليق بجلاله وعظمته . اهـ

    2- تفسير ابن كثير : وأما قوله I: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما يُسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري ، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم، من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل. والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، و { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى11 ] بل الأمر كما قال الأئمة - منهم نُعَيْم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري -: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر". وليس فيما وصف الله I به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى، ونفى عن الله I النقائص، فقد سلك سبيل الهدى . اهـ

    وأما النهي عن التأويل بغير علم أو تأصيل أصيل ، فقد جاء في الآتي:
    1- قوله I: " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)"(الإسراء).
    2- قوله I: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)"(الأعراف).
    3- قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "تَفَكَّرُوا في آلاءِ اللهِ ، و لا تَفَكَّرُوا في اللهِ عزَّ و جلَّ".
    السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 1788 ، خلاصة حكم المحدث : حسن لشواهده.
    رغم ضعف الحديث عند الكثيرين، إلا أنه صحيح في معناه، فالتفكير في ذات الله يُتعب العقول، ولا يأتي بخير مقبول ....

    كتبه /أكرم حسن مرسي

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يول, 2023, 02:56 ص
ردود 0
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 18 مار, 2023, 06:08 م
رد 1
22 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة الأندلسى
بواسطة الأندلسى
 
ابتدأ بواسطة ماجد تيم, 14 مار, 2023, 12:32 ص
رد 1
7 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ماجد تيم
بواسطة ماجد تيم
 
ابتدأ بواسطة ماجد تيم, 9 مار, 2023, 08:38 م
رد 1
17 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ماجد تيم
بواسطة ماجد تيم
 
ابتدأ بواسطة ماجد تيم, 4 مار, 2023, 03:12 م
رد 1
16 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ماجد تيم
بواسطة ماجد تيم
 
يعمل...
X