فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mohamadamin مسلم اكتشف المزيد حول mohamadamin
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

    إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
    من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له .
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
    ]يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ .
    ] يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ .
    ]يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[.

    أما بعد :


    فإن خير الكلام : كلام الله، وخير الهَدْي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .



    ثم أما بعد :


    اهدي هذا الموضوع لكل مؤمن بالله ورسوله



    متبع لهدي النبي صلي الله عليه وسلم - ويحب القرابة ويترضي عن الصحابة



    بداية اقول للشيعة الروافض الصفويين



    يا أبناء كسري



    يا أبناء بن سبأ



    ياأبناء أبولؤلؤة المجوسي



    يا أبناء بن العلقمي ونصير الدين الطوسي



    يا أبناء قرمط



    يا أبناء أسماعيل الصفوي والخوميني



    اقول لكم



    أولئك ابائي فجئني بمثلهم = اذا جمعتنا ياجرير المجامع



    بنتهاء عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم



    ال امر الخلافة الي الحسن بن علي رضي الله عنهم



    وتحقق حديث النبي صلي الله وسلم حين اخذ الحسن رضي الله



    عنه وهو صغير الي جانبه علي المنبر وقال صلي الله عليه



    وسلم ان ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين



    وهكذا تنازل الحسن بن علي عن الخلافة وسلمها الي معاوية بن



    ابو سفيان رضي الله عنهم جميعا



    شريطة ان يحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلي الله علي وسلم



    وسمي هذا العام بعام الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين



    تولي الامر معاوية بن ابو سفيان رضي الله عنهم وبدا عصر



    الدولة الاموية


    اسمه ونسبه وكنيته ومولده :

    هو معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد

    مناف بن قصيّ بن كلاب أمير المؤمنين ملك الإسلام أبو عبد الرحمن،

    القرشي الأمويُ المكي ولد قبل البعثة بخمس سنين، وقيل بسبع، وقيل :

    بثلاث عشرة، والأول أشهر وكان رجلاً طويلاً، أبيض، جميلاً، مهيباً، وقد

    تفرس فيه والده ووالدته منذ الطفولة بمستقبل كبير، فهذا أبو سفيان ينظر

    إليه وهو يحبو فيقول لوالدته : إن إبني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن

    يسود قومه، فقالت هند : قومه فقط، ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة وعن

    أبان بن عثمان قال : كان معاوية يمشي مع أمه هند، فعثر، فقالت: قم لا

    رفعك الله، وأعرابي ينظر، فقال: لما تقولين له؟ فوالله إني لأظنه سيسود

    قومه: قالت: لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه

    إسلام معاوية رضي الله عنه وشئ من فضائله :

    أسلم معاوية مع أبيه وأخيه يزيد رضي الله عنهم يوم الفتح


    هذا على المشهور، ولكن يروى عنه أنه قال: أسلمت يوم
    القضية ـ
    أي عمرة القضاء سنة 7 هـ ـ ولكن كتمت إسلامي من أبي،
    ثم علم بذلك،
    فقال لي: هذا أخوك يزيد وهو خير منك على دين قومه

    فقلت له: لم آل نفسي جهد، ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء وإني لمصدق به،

    ثم لما دخل عام الفتح أظهرت إسلامي، فجئته فرحب بي وكتبت بين يديه،
    وشهد معاوية ـ رضي الله عنه ـ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    حنيناً وأعطاه مائة من الأبل وأربعين أوقية من
    الذهب وقد ذكر العلماء لمعاوية رضي الله عنه فضائل كثيرة من هذه الفضائل:


    اشترك معاوية رضي الله عنه في غزوة حنين قال تعالى:

    ((ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ))

    (التوبة ، الآية : 26). ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته

    عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه ممن وعدهم

    الله الحسنى: قال تعالى: ((لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا

    وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) (الحديد ، الآية : 10).
    ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله الحسنى، فإنه أنفق في حنين والطائف وقاتل فيهما.
    أخرج البخاري من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت:
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت :


    يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم
    أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا

    قال المهلب معلقاً على هذا الحديث: في هذا الحديث

    منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر. وكان معاوية رضي الله عنه يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه
    وسلم،
    وكذلك رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زعماء

    القبائل، وكتابة معاوية للوحي لرسول الله صلى الله

    عليه وسلم أتاح له لون من القرب الطبيعي من

    رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة التي

    أعقبت فتح مكة حتى وفاة رسول الله صلى الله عليه

    وسلم، مما يستتبع بالضرورة التأثر بشخص الرسول

    الكريم صلى الله عليه وسلم، والأخذ المباشر منه.

    ألبداية السياسية


    بدا نجم معاوية رضي الله عنه في الظهور في ميدان العمل السياسي والإداري في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه فقد ولاه



    فتح قيساريةسنة خمس عشرة للهجرة، وجاء في كتاب توليته له:


    أما بعد فقد وليتك قيسارية فسر إليها واستنصر الله عليهم، وأكثر


    من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله ربنا وثقتنا ومولانا فنعم المولى ونعم النصير، كانت هذه المهمة الجسيمة



    اختبار كبير من عمر لمعاوية في ميدان الواقع، فقد استطاع تجاوز هذا الاختبار بكل نجاح، فقد سار إلى قيسارية بجنوده



    الذين أعدهم له أخوه يزيد بن أبي سفيان ـ أحد ولاة الشام لعمر رضي الله عنه وكانت تلك المدينة محصنة وبأس أهلها شديد،



    فحاصرها معاوية طويلاً وزاحف أهلها مرات عديدة، فلم ييأس



    معاوية، فصمم على فتحها، واجتهد في القتال حتى فتح الله على يديه، وكان فتحه كبيراً فقد قتل من أهلها ما



    يقرب من مائة ألف وبعث بالفتح والأخماس على أمير المؤمنين


    عمر رضي الله عنه، وقد أثبت معاوية بعد توفيق الله ـ بهذا الفتح جدارته وحسن قيادته، فأكسبه ذلك ثقة الجميع، فأسند له

    أخوه يزيد ـ أمير دمشق ـ مهمة فتح سواحل الشام، وقد أبلى في ذلك بلاءً حسناً، فكان يقيم على الحصن اليومين والأيام

    اليسيرة فربما قوتل قتالاً شديد، وربما رمى ففتحها، وكان

    المسلمون كلما فتحوا مدينة ظاهرة أو عند ساحل رتبوا

    فيها قدر ما يحتاج لها إليه من المسلمين فإن حدث في شيء منها

    حدث من قبل العدو سربوا إليها الإمداد، ويرى الدكتور عبد

    الرحمن الشجاع أن مدن الشام تساقطت تحت ضربات المجاهدين

    الواحدة تلو الأخرى، لأن الروم كانوا من الهزيمة بمكان لا

    تجعلهم يفكرون في المقاومة فتساقطت مدن بيروت، وصيدا،

    ونابلس، واللد، وحلب، وأنطاكية، وكانت قيسارية آخر مدن

    الشام فتحاً على يد معاوية بن أبي سفيان، وكان ذلك بعد القدس.


    جهود معاوية رضي الله عنه على جبهة الشام :

    لما تولى معاوية أمر الشام، وانطلق عمرو بن العاص لفتح

    مصر، أصبحت مهمة حماية الحدود الشامية للدولة الإسلامية

    والتوسع منها منوطة به، وتتلخص أهم إنجازاته العسكرية

    في أمرين هما: سن نظام الصوائف والشواتي، وتكوين

    أسطول بحري إسلامي لأول مرة في تاريخ الإسلام.

    وهنا نأ تي لولاية معاوية رضي الله عنه

    ونذكر بعض اقول الصحابة رضي الله عنهم في معاوية رضي الله عنه
    عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
    قال عمر بن الخطاب عمر بن الخطاب إلى الشام فرأى

    معاوية في موكب يتلقاه, وراح إليه في موكب, فقال له


    عمر : يا معاوية, تروح في موكب وتغدو في مثله, وبلغني

    أنك تصبح في منزلك وذوو الحاجات بباك : قال يا أمير

    المؤمنين إن العدو بها قريب منا, ولهم عيون وجواسيس,

    فأردت يا أمير المؤمنين أن يروا للإسلام عزاً، فقال له عمر :

    إن هذا لكيد رجل لبيب, أوخدعة رجل أريب؛ فقال معاوية : يا

    أمير المؤمنين, مرني بما شئت أصر إليه؛ قال : ويحك : ما

    ناظرتك في أمر أعيب عليك فيه إلا تركتني ما أدري آمرك أم أنهاك.
    علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

    قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : لا تكرهوا إمارة

    معاوية فوالله لئن فقد تموه لترون رؤوساً تندر عن كواهلها

    كأنها الحنظل. فهذا توجيه من أمير المؤمنين علي لأصحابه

    لعدم كراهيتهم إمارة معاوية.

    عبد الله بن عباس رضي الله عنه :

    قال رضي الله عنه : ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من


    معاوية, وفي صحيح البخاري أنه قيل لابن عباس : هل لك

    في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال : إنه

    فقيه وذكر بن عباس معاوية فقال : لله درَّ ابن هند ما أكرم

    حسبه وأكرم مقدرته, والله ما شتمنا على منبر قط, ولا

    بالأرض ضَّناً منه بأحسابنا وحسبه وحين عزى معاوية

    عبدالله بن عباس في الحسن بن علي بقوله : لا يخزيك الله

    ولا يسوؤك في الحسن فقال : له ابن عباس : أما ما أبقى الله

    لي أمير المؤمنين, فلن يسؤني الله ولن يخزيني-

    سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه :

    قال رضي الله عنه : ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحقٍّ من صاحب هذا الباب, يعني : معاوية

    - أبو هريرة رضي الله عنه : كان يمشي في سوق المدينه وهو

    يقول : ويحكم تمسكوا بصدغي معاوية, اللهم لا تدركني إمارة الصبيان
    عبدالله بن المبارك- رحمه الله - :


    قال : معاوية عندنا محنة, فمن رأيناه ينظر إليه شزراً, اتهمناه على

    القوم, يعني الصحابة وسئل ابن المبارك عن معاوية فقال : ما أقول في

    رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده. فقال

    خلفه : ربَّنا ولك الحمد؟ فقيل أيُّما أفضل؟ هو أم عمر بن عبد العزيز؟

    فقال : لتراب في منخري معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

    خير وأفضل من عمر بن عبدالعزيز

    عمر بن عبد العزيز : رحمه الله :

    قال ابن المبارك عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة

    قال : ما رأيت عمر بن عبد العزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً

    شتم معاوية, فإنه ضربه أسواطا

    أحمد بن حنبل –رحمه الله- :

    سئل الإمام أحمد : ما تقول رحمك الله فيمن

    قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي, ولا أقول

    إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً؟

    قال أبو عبدالله : هذا قول سوءٍ رديء, يجانبون

    هؤلاء القوم, ولا يجالسون, ونبين أمرهم للناس


    - الربيع بن نافع الحلبي - رحمه الله-


    : قال : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, فإذا كشف الرجل الستر, اجترأ على ماوراء.
    - قال ابن أبي العز الحنفي :

    وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين.
    - القاضي بن العربي المالكي : رحمه الله :

    تحدث ابن العربيِّ عن الخصال التي اجتمعت في معاوية

    رضي الله عنه, فذكر منها : ... قيامه بحماية البيضة, وسدِّ


    الثغور, وإصلاح الجند, والظهور على العدوِّ, وسياسة

    الخلق, وقال في موضع آخر من كتابه العواصم من

    القواصم : فعمر ولاه, وجمع له الشَّامات كلّها, وأقرَّه

    عثمان, بل إنَّما ولاه أبو بكر الصَّديق, لأنَّه ولي أخاه يزيد,

    واستخلفه يزيد, فأقرّه عمر, فتعلَّق عثمان بعمر وأقرَّه

    فانظر إلى هذه السِّلسلة ما أوثق عُراهاوثبت أن رسول الله

    صلى الله عليه وسلم استكتبه ..., ثمَّ صالحه وأقرَّ له

    بالخلافة الحسن بن عليِّ سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.


    -- يقول ابن تيمية – رحمه الله :




    واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة, فإن الأربعة



    قبله كانوا خلفاء نبوة وهو أول الملوك, كان ملكه ملكا ورحمة



    وقال : فلم يكن من ملوك المسلمين خيراً منهم في زمان معاوية


    عقليته الفذه وقدرته على الاستيعاب :


    امتاز معاوية رضي الله عنه بالعقلية الفذة, فإنه كان يتمتع




    بالقدرة الفائقة على الاستيعاب, فكان يستفيد من كل مايمر به من



    الأحداث, ويعرف كيف يتوقاها, وكيف يخرج منها إذا تورط فيها,



    وكانت خبراته الواسعة وممارسته لأعباء الحكم على مدى أربعين



    سنة, منذ ولاه عمر رضي الله عنه الشام, فكانت ولا يته على



    الشام عشرين سنة أميراً, وعشرين سنه خليفةهذه الفترة الطويلة



    التي تقلب فيها بين المناصب العسكرية والولاية المدينة اكسبتة



    خبرة في سياسة البلاد, والاستفادة من كل الظروف والأوضاع



    التي تمر بها, حتى استطاع أن يسير بالدولة عشرين سنة دون أن



    ينازعه منازع, يقول الشيخ الخضري : أما معاوية نفسه, فلم يكن



    أحد أوفر منه يداً في السياسة, صانع رؤوس العرب, وكانت غايته



    في الحلم لا تدرك, وعصابته فيه لا تنزع ومرقاته فيه تزل عنها



    الأقدام ومن المعلوم أن السياسة الناجحة تتوقف على القدرة على ضبط النفس عند الغضب, واحتواء الشدائد حتى تنجلي, ولمعاوية



    في ذلك نصيب وافر -رضي الله عنه - وكانت تلك سياسته مع



    العامة والخاصة, وهذه طريقه مع الملوك والسوقة



  • #2
    رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

    الشورى في عهد معاوية رضي الله عنه:


    لم يكن معاوية بن أبي سفيان ممن يجهل فوائد




    الشورى ويهمل الأخذ بها ، وما كان يصد في المهمات إلا عن مشورة، فقد كان يشاور ذوي الرأي



    من الولاة ووجوه الناس وأشراف القوم وأهل العلم وكان ذلك



    سنة من جاء بعده من الخلفاء من بني أمية،



    وكان من كبار مستشاري معاوية رضي الله عنه عمرو بن



    العاص، والمغيرة بن شعبة، وكان يستشير



    الوفود التي كانت تأتيه، وكان الناس يتكلمون بحرية فيعرضون



    آراءهم ، ويهتم الخليفة بها كل الاهتمام،



    ويناقشهم فيها ويحقق ما يمكن تحقيقه منها والحكم يعتمد على



    مستشارين أكفاء وكتّاب قادرين، أطلقت يدهم



    في العمل،


    هل عمّم معاوية سب أمير المؤمنين علي على منابر الدولة

    الأموية ؟


    الأثر الذي ذكره ابن سعد لا يصح، قال ابن سعد:
    أخبرنا علي بن محمد، عن لوط بن يحي، قال: كان الولاة


    من بني أمية قبل

    عمر بن عبد العزيز كانوا يشتمون ة قبل عمر بن عبد

    العزيز يشتمون رجلاً رضي الله عنه، فلما ولي هو ـ عمر بن عبد

    العزيز ـ أمسك عن ذلك، فقال كثير عزة الخزاعي:


    وليت فلم تشتم علياً ولم تخف


    بـرياً ولـم تتبـع مقـالة مجــرم

    تكلمت بالحـق المبين وإنمـا

    تبيـن آيــات الهــدى بالتـكلم

    فصدَّقت معروف الذي قلت


    بالذي فعلت فأضحى راضياً كل مسلم


    فهذا الأثر واهٍ، فعلي بن محمد هو المدائني فيه




    ضعف وشيخه لوط بن يحي، واهٍ بمرة، قال عنه يحي بن معين: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث،



    وقال الدارقطني: أخباري ضعيف ووصفه في الميزان: أخبار تالف لا يوثق به، وعامة روايته ع الضعفاء



    والهلكى والمجاهيل، وقد اتهم الشيعة معاوية رضي الله عنه بحمل الناس



    على سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، فهذه الدعوة



    لا أساس لها من الصحة، والذي يقصم الظهر أن الباحثين قد التقطوا هذه



    الفرية على هوانها دون إخضاعها للنقد والتحليل، حتى



    صارت عند المتأخرين من المُسلَّمات التي لا مجال



    لمناقشتها، ولم يثبت قط في رواية صحيحة، ولا يعول على ما جاء في كتب



    الدميري، واليعقوبي وأبي الفرج الأصفهاني، علماً بأن



    التاريخ الصحيح يؤكد خلاف ما ذكره هؤلاء، من احترام وتقدير معاوية



    لأمير المؤمنين علي وأهل بيته الأطهار، فحاكيه لعن



    علي على منابر بني أمية لا تتفق مع منطق الحوادث، ولا طبيعة



    المتخاصمين، فإذا رجعنا إلى الكتب التاريخية المعاصرة لبني



    أمية، فإننا لا نجد فيها ذكراً لشيء من ذلك أبداً، وإنما نجده في كتب المتأخرين الذين كتبوا تاريخهم في عصر بني العباس بقصد



    أن يسيؤوا إلى سمعة بني أمية في نظر الجمهور الإسلامي.


    جهاده رضي الله عنه

    ومن شهرته كمجاهد موفق في البر والبحر منذ عهد أبي بكر

    وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وكان له فتوحاته الكبرى في

    الساحل الشمالي للشام، كما أن له الفضل ـ بعد الله ـ في تأسيس

    البحرية الإسلامية وهزيمة الروم في البحر وانتزاع السيادة منهم

    لأول مرة في تاريخ المسلمين، فالجهاد في سبيل الله أصل في

    حياة المسلمين في عهد الدولة الأموية، ولم تكن الغنائم هي

    الدافع للقيادة الإسلامية الرئيسي نحو الفتح والجهاد، وإن وجد

    لدى بعض الأفراد وهؤلاء لا يخلو منهم جيش حتى على عهد

    رسول الله صلى الله عليه وسلم (( منكم من يريد الدنيا ... ))

    وغيرها ولكن هذا بالطبع لا يمثل وجهة نظر المسلمين في

    فتوحاتهم، ولا يمثل القيادة الفكرية التي كان يتبناها الخليفة

    والقادة وينفذها الجند، كما أنه لا يمثل وجهة نظر الأمة ورأيها

    العام، ومما يدل على ذلك مشاركة كبار الصحابة في ذلك

    الوقت فيها وحثهم المسلمين على الجهاد في سبيل الله، وحوادث

    الجهاد وجهود الأمويين على جبهات القتال توضح ذلك: فجبهة

    الروم مثلاً وهي التي كانت مثار الشجاعة ومرتع البطولة ما

    كانت تدر الربح الكثير بل كان بيت المال يئن منها، لأن حملاتها

    ما كانت تنتهي إلى تقدم، خاصة إذا ذكرنا الحملات الثلاثة

    الكبرى التي توجهت إلى القسطنطينية وتكلفت نفقات باهظة

    لقد أعطى المجاهدون المسلمون في العهد الأموي صوراً رائعة

    للتضحية والبطولة والتجرد وإخلاص النية لله في جهادهم، سواء

    كانوا من القادة أو الأمراء أو من عامة الجند، أو من جماعات

    العلماء والزاهدين والربانيين الذين فهموا عبادة الجهاد،

    ومارسوا ذلك على نحو مثير للإعجاب ودافع إلى التأسي، وقد

    توزعت صور الإخلاص والتضحية هذه على جميع جبهات القتال،

    وفي جميع مراحل الجهاديدل دلالة واضحة على عمق التوجه

    الإسلامي للفتوحات في العهد الأموي، وينفي الغبش الذي يثيره

    المنحرفون عن بني أمية على أنصع منجزاتهم وأحراها بالفخر

    والإعزاز، ومما شك فيه إسلامية الفتوح في العهد الأموي، وقد

    كانت الحصيلة النهائية والحصيلة التاريخية لحركة الفتوح لذلك

    العصر، امتداد عالم الإسلام إلى آفاق بعيدة وكسب ـ عبر امتداده

    هذا ـ الأرض والإنسان، كما أنه حمى وعزّز في الوقت نفسه

    منجزات الموجة الأولى في حركة الفتح التي قادها وخطط لها

    الخلفاء الراشدون، فالموجة الثانية لحركة الفتوح هي التي بدأت

    في عهد معاوية نفسه واستمرت فيما بعد لكي تبلغ أقصى اتساعها في عهد الوليد.

    تعليق


    • #3
      رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

      حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية :


      كان معاوية رضي الله عنه يرى أن الخطر الأكبر من وجهة نظره


      الدولة البيزنطية، وإن كانت قد خسرت أهم أقاليمها في الشرق ـ

      الشام ومصر ـ إلا أن جسم الدولة لا زال سليماً لم يمس،

      فعاصمتها باقية، وممتلكاتها في آسيا الصغرى وأوربا وشمال

      إفريقيا لا زالت شاسعة وإمكانياتها كبيرة، وقدرتها على المقاومة

      هائلة، وهي لم تكف بعد عن مناوأة المسلمين، وباختصار فهي

      العدو الرئيسي والخطر الأكبر الماثل أمام المسلمين، وكان

      معاوية رجل المرحلة وقادراً على فهم وتقدير هذا الخطر، وعلى

      مواجهته، أيضا، فقد كان موجوداً بالشام منذ مطلع الفتوحات في


      عهد أبي بكر الصديق، وأصبح والياً عليه ولمدة عشرين سنة


      تقريباً، وهو يشكل مع مصر خط المواجهة الرئيسي مع الدولة


      البيزنطية، فطول إقامة معاوية رضي الله عنه بالشام، أكسبته


      خبرة واسعة بأحوال البيزنطيين وسياستهم وأهدافهم مما أعانه


      على أن يعرف كيف يتعامل معهم، لكل ذلك فليس غريباً أن نرى


      معاوية يولي حدوده مع الدولة البيزنطية وعلاقاته معها جل


      اهتمامه ويرسم لنفسه نحوها سياسة واضحة ثابتة سار عليها


      هو وخلفاؤه من الأمويين إلى نهاية دولتهم، وقد كان من أهدافه


      الرئيسة الاستيلاء على عاصمتهم القسطنطينية


      فبعد أن قضى معاوية على حركات المردة أو الجراجمة الذين


      أستخدمهم الروم وسيلة لرصد حركات الدولة الإسلامية ونقاط


      ضعفها وإبلاغ الروم عنها متخذين من مرتفعات طوروس وجبل


      اللكام مقراً لهم بدأ الخليفة نشاطه البحري بإرسال حملات


      بحرية استطلاعية منها حملة فضالة بن عبيد الأنصاري،


      للوقوف على تحركات الروم وجلب المعلومات الدقيقة عنهم


      لمنعهم من استخدام جزر قبرص، وأرواد، ورودس ذوات


      الخدمة التعبوية والعسكرية في عملياتهم ضد الأسطول الإسلامي


      وقد باشر أعماله الاستطلاعية بإحدى الشواتي وهي شاتية بسر


      بن أبي أرطأة في البحر عام 43هـ وأعقبها بشاتية مالك بن


      عبد الله بأرض الروم سنة 46هـ وصائفة عبد الله بن قيس


      الفزاري بحراً وحملة عقبة بن عامر الجهني بأهل مصر في البحر


      سنة 48هـ، وصائفة بن عبد الله بن كرز البجلي، وحملة بن عبد


      الله بن يزيد بن شجر الرهاوي، وشاتيته بأهل الشام في سنة 49


      هـ، وكان نظام الشواتي والصوائف مستمراً. فقد وضع


      معاوية أمامه هدفاً واضحاً وهو محاولة الضغط على الدولة


      البيزنطية من خلال الضغط على عاصمتها القسطنطينية تمهيداً


      للاستيلاء عليها، ولعل معاوية رضي الله عنه كان يرمي إلى


      إسقاط الدولة البيزنطية ذاتها بالاستيلاء على عاصمتها فهو يعلم


      أن هذه العاصمة العتيدة هي مركز أعصاب الدولة ومستقر الأموال


      والرجال، وفيها العقول المفكرة، فإذا سقطت في يده فإن هذا سيؤدي إلى

      شلل كامل في الدولة كلها، وأمامه تجربة المسلمين مع الفرس، فبعد سقوط

      المدائن عاصمتهم في أيديهم أصابهم الارتباك ولاحقهم الفشل، ولم تقم لهم

      قائمة وزالت دولتهم، فإذا استطاع إسقاط عاصمة البيزنطيين فسيكون ذلك

      نذيراً بإسقاط الدولة، ويستريح من خصم عنيد وعدو رئيسي، لذلك واصل

      ضغطه ومحاولاته لتحقيق هدفه، وليس من المبالغة القول إن الدولة

      البيزنطية ظلت على قيد الحياة مدة تقرب من ثمانية قرون، وهي مدينة

      ببقائها لعاصمتها القسطنطينية، فمناعة المدينة وصمودها أمام محولات

      الأمويين المستمرة لفتحها، حال دون ذلك وبالتالي حال دون سقوط الدولة

      والدليل على هذا أنه عندما استطاع السلطان العثماني محمد الفاتح فتح

      القسطنطينية والاستيلاء عليها في سنة 857هـ التاسع والعشرين من مايو

      سنة 1453م كان إيذاناً بسقوط الدولة البيزنطية وزوالها من الوجود

      تعليق


      • #4
        رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

        التخطيط الاستراتيجي عند معاوية للاستيلاء على القسطنطينية:

        حرص معاوية رضي الله عنه أن يكون زمام المبادرة دائماً في يده،للاسيلاء علي

        القسطنطينية لأنها هي التي تمد جزر شرق البحر المتوسط بالقوات والعتاد وتشجع

        أهلها على شن الغارات على ساحل مصر والشام، وقد سار في تحقيق هذا الهدف في


        عدة اتجاهات:
        1 ـ الاهتمام بدور صناعة السفن في مصر والشام ، واختيار أمهر الصناع للعمل فيها

        والإغداق عليهم بالأجور والهبات حتى يبذلوا قصارى جهدهم بالعمل، فقد أدرك معاوية

        ـ رضي الله عنه ـ بحسه العسكري وفكره العبقري أن معارك المسلمين مع الروم،

        ستعتمد أساساً على الأسطول البحري، وزاد هذا الإحساس عمقاً في قلب معاوية

        ونفسه تكتل الروم وإعدادهم أكثر من خمسمائة سفينة في معركة ذات الصواري لقهر

        الأسطول الإسلامي، ومع أن الروم باءوا بفشل ذريع في هذه المعركة، إلا أنهم لم يكفوا

        عن الإعداد ولم ينتهوا عن تجميع قواتهم لمواجهة قوة المسلمين في البحر، لقد كانوا

        يظنون أن قوة المسلمين البحرية يمكن القضاء عليها لأنها لا زالت في دور التكوين،

        ولكنهم فوجئوا بهزيمتهم المنكرة في ذات الصواري، فتوقعوا بعد ذلك أن تكون

        المعركة القادمة على أسوار العاصمة القسطنطينية فراحوا يستعدون لذلك، وقد أدى

        التعاون بين مصر والشام في صناعات السفن إلى الوصول إلى نتائج ممتازة، ففي

        الشام كانت تتوفر أخشاب الصنوبر القوي والبلوط والعرعر التي تصلح لبناء السفن

        وفي مصر كانت توجد الأخشاب التي تصلح لعمل الصواري، وضلوع جوانب السفن،

        وخشب الجميز و***** والدوم التي تصلح لصناعة المجاديف، وكذلك استغل معاوية

        معدن الحديد الذي كان متوافراً في مصر والشام واليمن لعمل المسامير والمراسي

        والخطاطيف والفؤوس، كما كان يتوافر في مصر مادة القطران اللازمة لقلفطة السفن،

        ونبات الدقس الذي كانت تصنع منه الحبال، وباختصار فقد أدى التعاون المصري

        الشامي إلى ازدهار البحرية الإسلامية التي ازدادت أهميتها بعد أن أمر معاوية عامله

        على مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري ببناء دار لصناعة السفن في جزيرة الروضة عام 54هـ



        2ـ تقوية الثغور البحرية في مصر والشام،فقد آثر أن يحصن المدن الساحلية ويزودها

        بالقوات المجاهدة بما يجعلها قواعد تنقل منها الجنود بحراً إلى أي مكان يشاء ووضع

        لهذه المدن نظاماً عرف بالرباط، وهو ما يقصد به الأماكن التي تتجمع بها الجند

        والركبان استعداداً للقيام بحملة على أرض العدو، واعتني بهذا النظام حتى أصبح

        جزءاً مرتبطاً اشد الارتباط بالجهاد، إذ اجتذب الرباط إليه كل الأتقياء المتحمسين

        العاملين على إعزاز الإسلام ونصرته، وتدرج معاوية رضي الله عنه في تدعيم هذا

        النظام على نحو ما اتبعه في كل أعماله التي اتسمت بالدقة والابتعاد عن الارتجال

        والاندفاع، فأعد الرباط لتكون حصوناً يتجمع فيها الجند للدفاع عن المناطق المعرضة

        لإغارات الأساطيل البيزنطية، ولتكون ملجأً يحتمي بها الأهالي في المناطق الساحلية

        بأن يأخذوا حذرهم إذا ما لاح خطر السفن البيزنطية في المياه الإقليمية، فكان الحصن

        في الرباط يضم حجرات للجند ومساكن لهم، ومخازن للأسلحة والمؤن، وبرج

        للمراقبة، ثم لم يلبث أن أتسع وازدادت أهميته حتى أصبح قاعدة للهجوم وشن

        الغارات، وتعتبر سياسة منح الإقطاعات بالسواحل الخطوة الأخيرة في سلم السياسة

        البحرية الدفاعية التي رسمها معاوية قبل أن يستطيع ركوب البحر في عهد عثمان، إذ

        أتم بفضل هذه الامتيازات إعداد القواعد البحرية التي أخذ ينشىء فيها أساطيله، وكانت

        آية ازدهار المدن الساحلية نقل جماعات من أهالي بعلبك وحمص وأنطاكية عام 42هـ

        إلى صور وعكا وغيرهما من المدن بسواحل الأردن، كذلك أصلح معاوية رضي الله

        عنه حصون هاتين المدينتين ولاسيما عكا التي خرج منها بأولى حملاته البحرية ضد

        قبرص، وبسط معاوية رضي الله عنه اهتمامه إلى سائر المدن الساحلية-



        3 ـ الاستيلاء على الجزر الواقعة شرقي البحر المتوسط ، وقد بدأ ذلك بالاستيلاء على

        جزيرة قبرص ـ كما سبق ذكره ـ ثم استولى جزيرة أخرى هامة وهي رودس وأمر ببناء








        خريطة عامة


        حصن بها وبعث إليها جماعة من المسلمين يتلون الدفاع عنها، وجعلها رباطاً يدفعون

        منه عن الشام، وآثر معاوية أن يحيط المسلمين في رودس بالجو الإسلامي الديني

        ويعلي راية الإسلام بين أهاليها، فأرسل إليها فقيهاً يدعى مجاهد بن جبر يقرئ الناس

        القرآن وأراد معاوية أن يتوج حملاته البحرية بغلق بحر إيجة وسد منافذه الرئيسية في

        وجه السفن البيزنطية، ومنعها من الوصول إلى بلاد المسلمين وعمل على تحقيق ذلك

        في الاستيلاء على جزيرة ((كريت)) إذ تسيطر هذه الجزيرة تماماً على بحر إيجة، الذي

        يشبه طرفه الجنوبي فوهة قربة تمتد جزيرة ((كريت)) عبرها، بامتدادها البالغ 160

        ميلاً وتقسم الجزيرة هذه فتحة إلى مدخلين يتحكم في كل منهما، وأرسل معاوية جنده

        صورة لجزيرة كريت
        الذي استولى على رودس لفتح هذه الجزيرة الهامة ومنع الأساطيل البيزنطية من

        التسلل عبر الفتحات البحرية المتاخمة لها لمهاجمة الشام على أن جنادة بن أمية

        الأزدي لم يستطع الاستيلاء على هذه الجزيرة لضخامتها، واكتفى بالإغارة عليها

        والبطش بالبيزنطيين وأساطيلهم بها، وهكذا وجه معاوية رضي الله عنه أنظار

        المسلمين شطر البحر الأبيض المتوسط، وأوقفهم على أهمية جزره، فاستولى على ما

        استطاعت أساطيله أن تفتحه منها، وطرق باب غيرها ومهد الطريق لمن يأتي بعده

        من الخلفاء الأمويين، وكفل معاوية للمسلمين قوة بحرية نافست البيزنطيين أنفسهم

        سيادتهم القديمة على البحر الأبيض المتوسط ثم أخذ يعبئها لأهم عمل في تاريخها،

        وهو ضرب عاصمة البيزنطيين أنفسهم والاستيلاء عليها، ولكن تريث معاوية في

        تحقيق الهدف الأخير حتى يمكن لنفسه من التفوق البحري على البيزنطية


        4 ـ كان من الضروري لكي تؤتي هذه الاستعدادات البحرية، ثمارها وتحقق أهدافها أن

        يصاحبها تحصين أطراف الشام الشمالية، التي تشكل مناطق الحدود بين الدولتين

        الإسلامية والبيزنطية، ضد غارات البيزنطيين من ناحية ولتكون سنداً للقوات الزاحفة

        على القسطنطينية من ناحية ثانية ذلك لأن المسلمين في فتوحاتهم الأولى في عهد

        الخلفاء الراشدين، وصلوا إلى أطراف الشام الشمالية، ثم وقفت أمامهم سلسلة جبال

        طوروس تحول دون وصولهم إلى آسيا الصغرى البيزنطية، وكان البيزنطيون عند

        انسحابهم وتقهقرهم أمام المسلمين قد قاموا بتخريب المناطق الواقعة شمال حلب

        وإنطاكيا لئلا يستفيد منها المسلمون، كما خربوا معظم الحصون فيما بين الأسكندرونة

        وطورسوس، فرأى معاوية ضرورة الاهتمام بهذه المناطق وتعميرها وتحصينها،

        فاهتم أولاً بمدينة أنطاكيا التي كانت معرضة دائماً للإغارات البيزنطية المفاجئة، واتبع

        في تعميرها السياسة التي سار عليها إزاء المدن الساحلية للشام، وأغرى الناس على

        الإقامة بأنطاكيا، بأن منحهم اقطاعات من الأرض، وقوى الرباط المخصص للدفاع

        عنهم وأخذ معاوية يوالي تدريجياً تعمير المدن الواقعة بين الأسكندرونة وطرسوس

        أثناء غاراته على أراضي البيزنطيين حتى أصبحت حدود الشام تتاخم مباشرة جبال

        طوروس الحد الفاصل بين الشام وآسيا الصغرى ولإحكام سيطرته على المعاقل الهامة

        الواقعة في مناطق التخوم الإسلامية البيزنطية، استولى على سميساط وملطية، كما

        جدد حصوناً أخرى مثل مرعش والحدث، ثم استولى على حصن زبطرة البيزنطي الهام

        وأعاد تحصينه، ولكي تكون الحركة مستمرة وتكون مناطق الحدود ميداناً عملياً

        لتدريب جند المسلمين، وتعويدهم على الدروب والطرق والممرات الجبلية الوعرة دأب

        معاوية على الغزوالمستمر، وأصبح هذا النشاط العسكري يعرف بغزوات الصوائف

        والشواتي فلا تكاد تمر سنة وإلا ونجد ذكراً عند الطبري وغيره لغزو في البر أو

        البحر كأن يقول: وفيها شتى فلان بأرض الروم أو كانت صائفة فلان إلى أرض الروم

        وكانت هذه الغزوات تنطلق إلى بلاد الأعداء وتخرب تحصيناتهم وتغنم وتعود، وكان

        تكرار هذه الغزوات يشكل ضغطاً على الدولة البيزنطية ويرهق أعصابها وينهك

        قواهاوقد برز في هذه الحملات المستمرة عدد من كبار القادة المسلمين الذين تلقوا

        تدريباتهم في ميدانها وأتقنوا فن الحرب،، مثل عبد الله بن كرز البجلي، ويزيد بن

        شجرة الرهاوي، ومالك بن هبيرة السكوني، وجنادة بن أمية الأزدي، وسفيان بن

        عوف، وفضالة بن عبيد، ومالك بن عبد الله الخثعمي، الذين أطلقوا عليه مالك

        الصوائف لعلو كعبه في الميدان الحربي في آسيا الصغرى وهؤلاء القادة ابلوا بلاءً

        حسناً في الجهاد ضد البيزنطيين لإعلاء كلمة الله.

        تعليق


        • #5
          رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية


          ألحصار الأول للقسطنطينية



          بعث معاوية رضي الله عنه سنتي 47 ـ 48هـ سرايا من قواته لتغيرعلى الأراضي

          البيزنطية لتمهد الطريق في سبيل الوصول إلى القسطنطينية فتمكن مالك بن هبيرة

          السكوني من قضاء الشتاء في الأراضي البيزنطية، ولقد شهدت سنة 49هـ/669م

          أول حصار إسلامي لمدينة القسطنطينية ذلك أن نجاح قوات المسلمين في توغلهم في

          الأراضي البيزنطية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي واجهها الإمبراطور قُسطانز

          الثاني نتيجة تمرد اثنين من قادته هما سيليوس وميزيريوس، كل ذلك ساعد

          معاوية رضي الله عنه على أن يبعث قواته في البر والبحر بقيادة كل من فضالة بن

          عبيد الليثي وسفيان بن عوف العامري يساعدهم يزيد بن شجرة الرهاوي، تجاه

          القسطنطينية، ووصل الأسطول الإسلامي إلى خلقيدونيةـ ضاحية من ضواحي

          القسطنطينية على البر الآسيوي ـ وحاصرها توطئة لاقتحامها في محاولة لاختراق

          المدينة من تلك الناحية، ولكن انتشار مرض الجدري وفتكه بكثير من جند المسلمين

          علاوة على حلول الشتاء القارص جعل ظروف الجيش المحاصر صعبة للغاية، فما كان

          من فضالة بن عبيد الليثي، قائد الجيش البري إلا أن استنجد بمعاوية طالباً منه أن

          يمده بقوات إضافية، فأرسل معاوية رضي الله عنه مدداً من الجيش يضم بين أفراده

          مجموعة من الصحابة، أمثال: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد اله بن

          عمرو بن العاص، وأبو أيوب خالد بن يزيد الأنصاري، رضي الله عنهم، وكان القائد

          العام لهذه الفرقة هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وعندما وصل يزيد بقواته إلى

          خلقيدونية انضم إلى الجيش المرابط هناك، وزحفوا جميعهم نحو القسطنطينية

          وعسكروا خلف أسوارها ضاربين عليها الحصار حوالي ستة أشهر ((من الربيع إلى الصيف)) وكان يتخلل هذا

          الحصار اشتباكات بين قوات القوتين، وأبلى يزيد في هذا الحصار بلاءً حسناً وأظهر

          من دروب الشجاعة والنخوة والإقدام ما حمل المؤرخين على أن يلقبوه بـ((فتى

          العرب))وكادت القوات الإسلامية أن تحرز انتصاراً لولا أنه واجهوا صعوبات جمة

          منها: الشتاء الغزير المطر والبرد القارص مما أدى إلى نقص الطعام والأغذية،

          وتفشي الأمراض بينهم، كما كان لمناعة أسوار القسطنطينية أثرها في تراجع

          المسلمين وإجبارهم مرة أخرى على العودة إلى بلاد الشام، كما كانت النار التي فتحها

          المتحصنون بها على جيش المسلمين من أهم الأسباب التي عوقت قدرتهم على فتحها،

          فقد أحرقت النار كثيراً من سقى المسلمين، ويعد غزو القسطنطينية من دلائل النبوة

          حيث أخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال:... أول جيش من أمتي يغزون

          مدينة قيصر مغفور لهم، وقد اشترك في غزو القسطنطينية عدد من كبراء الصحابة

          رضوان اله عليهم، طلباً للمغفرة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم

          رابعاً : وفاة أبي أيوب الأنصاري في حصار القسطنطينية وهو خالد بن زيد بن كليب،

          أبو أيوب الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً والعقبة والمشاهد كلها، وشهد مع علي

          رضي الله عنه قتال الخوارج وفي داره كان نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين

          قدم المدينة مهاجراً من مكة فأقام عنده شهراً حتى بنى المسجد ومساكنه حوله، ثم

          تحوَّل إليها، وقدوفد أبو أيوب على عبد الله بن عباس لما كان والياً على البصرة في

          عهد علي، فبالغ في إكرامه، وقال لأجزينَّك على إنزالك النبي صلى الله عليه وسلم

          عندك، فوصله بكل ما في المنزل فبلغ ذلك أربعين ألفاً، وجاء في رواية لما أراد

          الانصراف خرج له عن كل شئ بها، وزاده تحفاً وخدماً كثيراً وأعطاه أربعين ألفاً

          وأربعين عبداً، إكراماً له لما كان أنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره، وقد

          كان من أكبر الشرف لهوهو القائل لزوجته أم أيوب حين قالت له: أما تسمع ما يقول

          الناس في عائشة؟ ـ أي في حديث الافك ـ فقال لها: أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ فقالت:

          لا والله. فقال: والله لهي خير منك فأنزل الله(( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ

          وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا)) (النور ، الآية : 12) . وقد آخى رسول الله صلى الله عليه

          وسلم بين أبي أيوب ومصعب بن عمير رضي الله عنهما صاحب الفتح السلمي الكبير

          بالمدينة المنورة. وكانت وفاته ببلاد الروم قريباً من سور قسطنطينية، وكان في جيش

          يزيد بن معاوية وإليه أوصى وهو الذي صلى عليه وقد جاء في رواية: أغزى أبو

          أيوب، فمرض، فقال: إذا متُّ فاحملوني، فإذا صافقتم العدوَّ، فارموني تحت أقدامكم. أما

          إني سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، من مات لا

          يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ودفن أبو أيوب عند سور القسطنطينية، وقالت الروم لمن

          دفنه: يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأن. قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا،

          والله لئن نُبش، لاضُرِبَ بناقوس في بلاد العرب، وبعد مجيء الدولة العثمانية وفتح

          القسطنطينية أصبحت مكانة أبي أيوب الأنصاري عظيمة في الثقافة العثمانية، فقد درج

          السلاطين العثمانيون يوم يتربعون على الملك أن يقيموا حفلاً دينياً في مسجد أبي

          أيوب، حيث يتقلدون سيفاً للرمز إلى السلطة، التي أفضت إليهم وكان لأبي أيوب رضي


          مسجد السلطان أيوب كما يسمونه

          بعث معاوية رضي الله عنه سنتي 47 ـ 48هـ سرايا من قواته لتغيرعلى الأراضي

          البيزنطية لتمهد الطريق في سبيل الوصول إلى القسطنطينية فتمكن مالك بن هبيرة

          السكوني من قضاء الشتاء في الأراضي البيزنطية، ولقد شهدت سنة 49هـ/669م

          أول حصار إسلامي لمدينة القسطنطينية ذلك أن نجاح قوات المسلمين في توغلهم في

          الأراضي البيزنطية بالإضافة إلى الصراعات الداخلية التي واجهها الإمبراطور قُسطانز

          الثاني نتيجة تمرد اثنين من قادته هما سيليوس وميزيريوس، كل ذلك ساعد

          معاوية رضي الله عنه على أن يبعث قواته في البر والبحر بقيادة كل من فضالة بن

          عبيد الليثي وسفيان بن عوف العامري يساعدهم يزيد بن شجرة الرهاوي، تجاه

          القسطنطينية، ووصل الأسطول الإسلامي إلى خلقيدونيةـ ضاحية من ضواحي

          القسطنطينية على البر الآسيوي ـ وحاصرها توطئة لاقتحامها في محاولة لاختراق

          المدينة من تلك الناحية، ولكن انتشار مرض الجدري وفتكه بكثير من جند المسلمين

          علاوة على حلول الشتاء القارص جعل ظروف الجيش المحاصر صعبة للغاية، فما كان

          من فضالة بن عبيد الليثي، قائد الجيش البري إلا أن استنجد بمعاوية طالباً منه أن

          يمده بقوات إضافية، فأرسل معاوية رضي الله عنه مدداً من الجيش يضم بين أفراده

          مجموعة من الصحابة، أمثال: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد اله بن

          عمرو بن العاص، وأبو أيوب خالد بن يزيد الأنصاري، رضي الله عنهم

          الله عنه عند الترك خواصهم وعوامهم رتبة ولي الله الذي تهوي إليه القلوب المؤمنة

          وينظرون إليه كونه مضيف رسول الله، فقد أكرمه وأعانه وقت العسرة كما أنه له

          مكانة مرموقة بين المجاهدين واعتبروها ضيافته لرسول الله وجهاده في سبيل الله

          أعظم مناقبه وأظهر مآثره .وقد ترك أبو أيوب رضي الله عنه في وصيته بأن يدفن في

          أقصى نقطة من أرض العدو صورة رائعة تدل علىتعلقه بالجهاد، فيكون بين صفوفهم

          حتى وهو في نعشه على أعناقهم وأراد أن يتوغل في أرض العدو حياً وميتاً، وكأنما لم

          يكفه ما حقق في حياته فتمنى مزيد عليه بعد مماته، وهذا ما لا غاية بعده في مفهوم

          المجاهد الحق بالمعنى الأصح الأدق ومن الغريب ما نراه في حياتنا من حرص بعض

          المسلمين إذا مات خارج بلده أن يوصي أهله بأرجاعه ودفنه في أرضه والأرض

          الأرض الله والبلاد بلاد الله. وقد مدحه شعراء الأتراك في أشعارهم وهذا شيخ الإسلام،

          أسعد أفندي يشير أشارة لامحة إلى موقعه بقوله:


          ... ... ... شهد المشاهد جاهداً ومجاهداً
          ... ... ... ... ... ... ... ومكابداً بحروبه ما كابدا


          ... ... ... حتى أتى بصلابة ومهابة
          ... ... ... ... ... ... ... في آخر الغزوات هذا المشهدا


          ... ... ... قد مات مبطوناً غريباً غازيا
          ... ... ... ... ... ... ... فغدا شهيداً قبل أن يستشهدا


          كان أبو أيوب رضي الله عنه عندما خرج في غزوة الفسطنطينية قد تقدمت به السن

          وأصبح شيخاً كبير وكان يقول: قال الله تعالى: ((انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا...)) (التوبة ،

          الآية :41) لأجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً، وكان أبو أيوب رضي الله عنه يعلم الناس الفهم

          الصحيح لآيات الله ومفاهيم الإسلام فعن أبي عمران التجيبي قال: غزونا من المدينة

          نريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ـ يعني الجماعة

          الذين غزو من المدينة ـ والروم ملصقوا ظهورهم بحائط القسطنطينية، فحمل رجل

          على العدو فقال الناس مه، مه لا إله إلا الله، يلقي بيديه إلى التهلكة: فقال أبو أيوب:

          إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأظهر

          الإسلام قلنا: هلمَّ نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله تعالى: ((وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

          وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)) (البقرة ، الآية : 195) فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن

          نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران، فلم يزال أبو أيوب يجاهد في

          سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية فهذا الحديث يبين لنا خطورة الاشتغال بالأموال عن

          الجهاد في سبيل الله تعالى، وإن الهلاك الحقيقي هو هلاك الآخرة بسبب التهاون في واجبات الإسلام

          تعليق


          • #6
            رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

            الحصار الثاني للقسطنطينية



            استطاع معاوية رضي الله عنه أن يضيق الخناق على الدولة

            البيزنطية بالحملات المستمرة والاستيلاء على جزر رودس

            وأرواد اللتين سبقت الإشارة إليهما، وقد كان لجزيرة أرواد والتي

            تسميها المصادر الأوربية كزيكوس أهمية خاصة لقربها من

            القسطنطينية، حيث اتخذ منها الأسطول الإسلامي في حصاره

            الثاني للمدينة أو حرب السنين السبع 54 ـ 60هـ قاعدة لعملياته

            الحربية، وذلك أن معاوية أعد أسطولاً ضخماً، وأرسله ثانية


            لحصار القسطنطينية، وظل مرابطاً أمام أسوارها من سنة 54هـ



            إلى سنة 60هـ، فكانت الأساطيل تنقل الجنود من هذه الجزيرة إلى

            البر لمحاصرة أسوار القسطنطينية على حين يكمل الأسطول

            الحصار، واستمر الحصار البري والبحري للقسطنطينية من شهر

            أبريل إلى سبتمبر، تتخلله مناوشات بين أساطيل المسلمين

            وجنود البيزنطيين من الصباح إلى المساء، على حين تتراشق

            القوات البرية الإسلامية مع الجند البيزنطي المرابط على أسوار

            القسطنطينية بالقذائف والسهام، استمر هذا الوضع طيلة سبع

            سنوات حتى أرهقت البيزنطيين، وأذاقتهم ألوان الضنك والخوف

            وأنزلت بهم خسائر فادحة، وبالرغم من كل ذلك لم تستطع اقتحام

            المدينة أو التغلب على حراسها المدافعين عن أسوارها، وكانت

            العوامل التي ساعدت القسطنطينية على الصمود عديدة منها:
            1 ـ استعمال البيزنطيين في هذه المعارك ناراً سموها النار

            البحرية أو النار الأغريقية وهو عبارة عن مركب كيمائي مكون

            من النفط والكبريت، القار، وكان هذا المركب يشعل بالنار وتقذف

            به المراكب فيشعل فيه النار والعجيب أنه كان يزداد اشتعالاً إذا

            لامس الماء ومخترع هذا المركب الكيميائي الفتاك، الذي فتك

            بالعديد من سفن المسلمين وجنودهم هو مهندس سوري الأصل

            اسمه كالينكوس، كان في أوائل الأمر في خدمة المسلمين ثم هرب





            إلى القسطنطينية، ووضع خبرته في خدمة البيزنطيين وكان هذا

            السلاح الجديد من أهم العوامل التي ساعدت البيزنطيين على

            الصمود والاستمرار في الدفاع عن العاصمة وظل هذا السلاح سراً

            خفياً، لا يعرفه إلا المتخصصون في صناعته، وكان الأباطرة

            يمدون حلفاءهم بهذا السلاح دون أن يطلعوهم على سره،، ومرت

            أربعة قرون، وهو سلاح غامض لم يعرف كنهه سوى مخترعه،

            وفي القرن العاشر المسيحي، الرابع الهجري، عرف الباحثون سر

            هذه النار، وبينوا العناصر التي تكونت منها، والوسائل التي

            يمكن إخمادها بها، وتطور هذا السلاح حتى كان منه ما يشبه

            المفرقعات، وكانت تلقى على الأعداء بواسطة المجانيق، أو

            أنابيب نحاسية تقذف من السفن، وكان لها صوت مدو يصحبه

            دخان كثيف مسبوق بلهب خاطف، وشغل هذا الاختراع عقول

            العلماء المسلمين، فراحوا يبحثون ويفكرون، حتى عرفوا سره

            في مطلع القرن الحادي عشر المسيحي، الخامس الهجري،

            وأدخلوا عليه تعديلات جعلته أشد فتكاً، وأقوى أشراً من النار

            الأغريقية واستخدم المسلمون هذا السلاح الفتاك في حروبهم مع

            الصليبيين بأرض الشام، وكان وقعه شديداً على الصليبيين،

            ونشر فيهم الرعب والفزع، ومن ذلك الحين عرفت هذه النار

            ((بالنار الإسلامية))، يقول الدكتور إبراهيم العدوي: لأن الأعداء

            عجزوا عن معرفة هذا السلاح الجديد

            الذي احتضنه المسلمون، وظل استخدام النار الإسلامية سائد

            حتى القرن الرابع عشر المسيحي،الثامن الهجري حيث دخلت

            عليها تطورات وتعديلات كثيرة، أدت أخيراً إلى صناعة البارود.

            ومن ثم تعتبر النار الإسلامية أساس هذا الانقلاب الخطير في

            أساليب الحرب التي عرفها العالم الحديث وبرهن المسلمون على

            أنهم لا يقفون مكتوفي الأيدي أمام أي سلاح جديد يفاجئهم به

            الأعداء، وأنهم قادرون على استغلاله فيما بعد لما فيه صالحهم

            ونفعهم -ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لا يجاد حل للتفوق

            العسكري الأمريكي والغربي عليهم.
            2 ـ السلسلة الحديدية الضخمة، الحاجزة ما بين القرن الذهبي

            ميناء القسطنطينية وبين الشاطئ الآسيوي، حيث كان يتم إقفالها

            في حالات الحرب أو التهديد بالحصار

            3 ـ الموقع الجغرافي في الفريد الذي وصفه المؤرخ بينز بأنه

            ((استقر على شبه الجزيرة البارز من أوروبة، والذي يكاد يلاقي

            الشاطئ الآسيوي وفي وسط الطريق بين الحدود الشمالية

            والشرقية في بقعة يحميها مدّ مرمرة العنيف من الهجمات البحرية.
            4 ـ الأسوار الداخلية والخارجية الضخمة والمزوّدة بعدد كبير من أبراج المراقبة التي كان لها دور في كشف التحركات المعادية

            وإبطال عنصر المفاجأة فيها .
            5 ـ ضعف التجربة الأموية في حرب الحصار للمدن المتداخلة مع

            مياه البحر، مثل القسطنطينية، حيث تطلب ذلك أسلحة متطورة

            بأساليب جديدة في القتال، لم تكن في متناول القوات الأموية حتى ذلك الحين

            6 ـ دبلوماسية الدولة البيزنطية والإسلامية: لقد تظاهرت عدة

            عوامل ساهمت في منع سقوط القسطنطينية منها، مناعة المدينة

            الطبيعية وقوة تحصيناتها، والنار الإغريقية، ورداءة الطقس

            وقسوته، والتيارات المائية الشديدة الانحدار الآتية من البحر

            الأسود لتحول دون استيلاء المسلمين على المدينة، رغم صبرهم

            وبسالتهم وتحملهم المشاق وفي النهاية دعت الظروف الداخلية

            في كل من الدولتين إلى إنهاء الحصار، فدخلوا في مفاوضات

            انتهت بعقد صلح بينهما،عاد بمقتضاه الجيش الإسلامي

            والأسطول إلى الشام.. ففيما يتعلق بالدولة الأموية أدرك معاوية

            أن مدة الحصار قد طالت دون أن يتحقق الهدف، ولما كانت سنّه

            قد كبرت، وأحس بدنو أجله، رأى من المصلحة أن يعود هذا

            الجيش الكبير المرابط حول المدينة تحسباً لأي مشاكل قد تواجه

            ابنه وخليفته يزيد بعد موته، فيكون وجود هذا الجيش عنده

            ضرورياً لضبط الأمور داخلياً، كذلك كانت الدولة البيزنطية تواقة

            إلى إنهاء هذا الحصار عن عاصمتها، فقد أرهقها وأنهك قواها،

            ولذلك يقال: إنها أرسلت إلى دمشق رجلاً يدعى يوحنا من أشهر

            رجالها الدبلوماسيين، وأكثرهم ذكاء وفطنة وحضر هذا الرجل

            جلسات كثيرة تضم خيرة أبناء البيت الأموي وأبدى فيها من

            الإجلال للدولة الإسلامية، ما أكسبه تقدير معاوية واحترامه

            ونجحت مفاوضاته في عقد صلح بين الطرفين، وبعد إبرام

            المعاهدة أخذت القوات الإسلامية المرابطة براً وبحراً أمام

            القسطنطينية طريق العودة إلى الشام، وتركت عاصمة البيزنطيين

            تئن من جراحها المثخنة

            تعليق


            • #7
              رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

              العلاقات السلمية بين الدولتين


              رغم أن الطابع العام الذي ميز العلاقات بين الدولة الإسلامية والبيزنطية في عصر


              الخلافة الراشدة والعصر الأموي كان عسكرياً نتيجة لحركة الجهاد واستمرارها في

              العهد الأموي من حملات الصوائف والشواتي طوال السنة تقريباً، وكذلك الدور

              الجهادي الذي كانت تؤديه مدن الثغور، إلا أن هذا لا يعني أن الطابع السلمي المتمثل

              فيما جرى من مفاوضات ومداولات كان مفقوداً فقد اتخذت العلاقات السلمية بين

              الدولتين، الإسلامية والبيزنطية في العهد الأموي أشكالاً مختلفة منها المراسلات،

              وتبادل الخبرات، والمناظرات في المجالات الثقافية، وتبادل الأسرى والسفراء

              فقد تم مراسلة قيصر الروم من قبل معاوية في فترة الفتنة وتوصل معه إلى عقد صلح

              على أن يؤدي معاوية له مالاً وأن يأخذ كل طرف رهناً من الطرف الآخر، وارتهن

              معاوية منهم رهناء فوضعهم ببعلبك، ثم إن الروم غدرت فلم يستحل معاوية



              قلعة بعلبك القديمة

              والمسلمون قتل من في أيديهم من رهنهم، وخلوا سبيلهم وقالوا: وفاء بغدر خير من

              غدر بغدر،والمهم أن مثل هذه الحوادث يجب أن تُقدَّر بقدرها فلا يجوز للدولة

              الإسلامية ـفي الأصل ـ أن تتهاون وتتكاسل عن الأخذ بأسباب القوة حتى تصل إلى

              مرحلة من الضعف تمكّن الأعداء منها أو يطمع فيها الطامعون، بل الأصل في دولة

              الإسلام أن تكون دولة قوية يهابها الأعداء، فإذا مرت بها فترة ضعف أو احتاجت إلى

              دفع ضرر عليها بمال أو نحوه فذلك يدخل من باب ((الضرورات)) وليس حكماً عاماً

              وما (( أبيح للضرورة يُقدّر بقدرها، كما قرر الفقهاء، فلا ينبغي عقد صلح دائم مع

              العدو بدفع المال إليه، بل يجب أن يكون الصلح والدفع لفترة ضعف المسلمين أو حالة

              الضرورة، مع العمل الجاد على رفع حالة الضعف وبناء قوة الأمة وقدراتها المطلوبة

              بكل جدية وعزم، فإذا زالت يجب على المسلمين أن يمتنعوا من عقد أي معاهدة فيها

              ذلة أو مفسدة لهم، والخلاصة: إنه يجوز للدولة الإسلامية عقد معاهدة اضطرارية تُقدّر

              بقدرها وتنتهي بانتهاء حالة الضرورة التي عُقدت من أجلها

              لم تقتصر المراسلات على الجانب العسكري فقط، ولكن رويت بعض المراسلات التي

              تتناول المناظرة في الجوانب العلمية والأمور العامة، فقد كتب قيصر الروم إلى معاوية

              سلام عليك أما بعد: فانبئني بأحب كلمة إلي الله وثانية وثالثة ورابعة وخامسة وعن

              أربعة أشياء، فيهن روح ولم يرتكضن في رحم، وعن قبر يسير صاحبه، ومكان في

              الأرض لن تصبه الشمس إلا مرة واحدة وغير ذلك من الأسئلة، فكتب إليه معاوية: أما

              أحب كلمة إلى الله، فلا إله إلا الله لا يقبل عملاً إلآ بها، وهي المنجية، والثانية سبحان

              الله صلاة الخلق، والثالثة الحمد لله كلمة الشكر والرابعة الله أكبر، فواتح الصلوات

              والركوع والسجود، والخامسة لا حول ولا قوة إلا بالله. والأربعة فيهن روح ولم

              يرتكضن في رحم فآدم، وحواء وعصا موسى والكبش، والموضع الذي لم تصله شمس

              إلا مرة واحدة، فالبحر حين انفلق لموسى وبني إسرائيل والقبر الذي سار بصاحبه،

              فبطن الحوت الذي كان فيه يونس-

              يذكر العدوي: إن انعكاس التسامح الديني مع النصارى ظهر تأثيره على الدولة

              البيزنطية، إذ من المعروف، إنها كانت تضظهد رعاياها من أصحاب المذاهب الأخرى

              وتعاملهم معاملة قاسية وتعتبرهم هراطقة، وبظهور دولة الإسلام ودخول كثير من

              المسيحيين في التبعية لها، اتجهت الإمبراطورية البيزنطية إلى تجديد أساليبها

              وسياستها، وجعلت من نفسها صاحبة الحق في رعاية المسيحيين في بلاد الشام،

              وكان معاوية رضي الله عنه يجلس إلى جماعات المسيحيين من المذاهب المختلفة

              ويستمع إلى جدلهم الديني ومناقشاتهم المختلفة، وبهذا ضربت الدولة الإسلامية

              الأموية مثلاً سامياً، يدل على عظمة الرسالة الإسلامية ومدى التسامح الديني تجاه

              رعاياها من غير المسلمين وابتعادها عن التعنت والتعصب الديني الذي يتهمهم به

              قسم من المستشرقين

              تعليق


              • #8
                رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

                الجراجمة


                في أثناء الحروب والغارات بين المسلمين والبيزنطيين، في عهد


                معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كان هناك طرف ثالث

                يشارك في النزاع القائم بينهما، يطلقون على أنفسهم اسم

                ((الجُرَاجمِة)) نسبة إلى مدينة((الجُرَجُومة))، وأصولهم غير

                معروفة، ويشير البلاذري إلى أنهم كانوا يدينون بالنصرانية

                وأنهم كانوا لذلك يتبعون((بطريق أنطاكية وواليها))وعندما فتح



                المسلمون بلاد الشام أرسل أبو عبيدة عامر بن الجراح حبيب بن

                مسلمة الفهري: فغزا الجرجومة فلم يقاتلها أهلها ولكنهم بادروا

                بطلب الأمان والصلح، فصالحوه على أن يكونوا أعواناً للمسلمين

                وعيوناً ومسالح في جبل اللكام، وأن لا يُؤخَذوا بالجزية، وأن

                يُنَفَّلوا أسلاب من يقتلون من عدوّ المسلمين إذا حضروا حرباً

                معهم في مغازيهم ولكن الجراجمة لم يلبثوا أن نقضوا اتفاقهم

                هذا، وصنعواً حاجزاً بين المسلمين والبيزنطيين واستطاعوا

                عرقلة سير الفتوحات الإسلامية في آسيا الصغرى، فكانوا

                متذبذبين مرّة مع المسلمين وأخرى مع الروم وقد بقيت شوكة في

                ظهر الجيوش الإسلامية ليس في عهد معاوية لكن حتى عهد عبد

                الملك، ثم ما لبثت أن تفرقت في بلاد الشام وآسيا الصغرى، فخفَّ

                خطرها. وعلى أية حال، فلابد من القول بأن الانشاءات

                والمجهودات التي قام بها معاوية رضي الله عنه في سبيل

                الوصول إلى القسطنطينية وان كانت لم تثمر خلال حياته إلا أنها

                لعبت دوراً أساسياً في حفز من جاؤوا بعده من الخلفاء لأن يكملوا

                المسيرة التي بدأها.

                تعليق


                • #9
                  رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

                  جبهة شمال أفريقيا





                  كانت جبهة شمال أفريقيا، من أولى الجبهات التي وجه إليها


                  اهتمامه، لأنها تتاخم حدود مصر الغربية من ناحية ومن ناحية

                  أخرى فهي تخضع لنفوذ الدولة البيزنطية، العدو اللدود للمسلمين

                  والتي صمم أمير المؤمنين معاوية على تضييق الخناق عليها،

                  وعدم إعطائها فرصة لالتقاط أنفاسها، ففي الوقت الذي واصل فيه

                  ضغطه عليها من الشرق، وزحفه على جزرها في البحر المتوسط

                  تمهيداً للوصول إلى عاصمتها القسطنطينية ـ كما سبق ذكره ـ

                  نراه قد قرر أن يطوقها من الجنوب، من شواطي شمال إفريقيا

                  التي كانت تعتبرها من أملاكها، ففي أول سنة من حكمه 41هـ

                  أرسل معاوية بن حديج

                  على رأس حملة إلى إفريقيا ثم أرسله ثانية سنة 45هـ على رأس

                  حملة من عشرة الآف مقاتل، فمضى حتى دخل إفريقيا وكان معه

                  عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الملك بن

                  مروان، ويحيى بن الحكم بن العاص، وغيرهم من أشراف قريش،

                  فبعث ملك الروم إلى إفريقية بطريقاً يقال له: نقفورا في ثلاثين

                  ألف مقاتل، فنزل الساحل، فأخرج إليه معاوية بن حديج عبد الله

                  بن الزبير في خيل كثيفة، فسار حتى نزل على شرف عال ينظر



                  منه إلى البحر بينه وبين مدينة سوسة ، اثنا عشر ميلاً، فلما بلغ

                  ذلك نقفوراً أقلع من في البحر منهزماً من غير قتال، ورجع بن

                  الزبير إلى معاوية بن حديج وهو بجبل القرن، ثم وجه ابن حديج

                  عبد الملك بن مروان في ألف فارس إلى مدينة جلولاء فحاصرها

                  وقتل من أهلها عدداً كثيراً حتى فتحها عنوة، وأغزى معاوية بن

                  حديج جيشاً في البحر إلى صقلية في مائتي مركب، فسبوا وغنموا

                  وأقاموا شهراً، ثم انصرفوا إلى إفريقيا بغنائم كثيرة ، وبعد هذه

                  الفتوح عاد معاوية بن حديج إلى مصر دون أن يترك قائداً أو

                  عاملاً، ويفهم من هذا التصرف ومن سلوك معاوية بن حديج أثناء

                  هذه الغزوة أن البربر أهل البلاد كانوا قد أصبحوا حلفاء للمسلمين

                  على الروم، وأن المسلمين كانوا يكتفون إلى ذلك الحين بإبعاد

                  الخطر الرومي من هذه الناحية وعندما استعاد معاوية بن حديج

                  طرابلس الغرب ترك فيها رويفع بن ثابت الأنصاري والياً عليها

                  سنة 46هـ فغزا منها إفريقيا ((تونس)) ودخلها سنة 47هـ ،

                  وفتح جزيرة جربة التي كان يسكنها البربر، وقد تحدثت المراجع




                  عن كثرة السبايا في هذه الغزوة وقام رويفع بن ثابت الأنصاري

                  بتذكير المسلمين في هذه بأحكام وطء السبايا، حيث قال: أما أني

                  لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

                  يوم حنين: لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقى ماءه

                  زرع غيره ، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على

                  امراة من السبي حتى يستبرئها، ولا يحل لامرئ يؤمن بالله

                  واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يُقسم وقد بقي في ولاية

                  طرابلس الغرب ثم ولاه مسلمة بن مخلد ولاية مصر وبرقة، وبقي

                  عليها أميراً ومات بها سنة 56هـ وقبره معروف في الجبل

                  الأخضر ببرقة في مدينة البيضاء وهو آخر من توفي من الصحابة

                  هناك، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أحاديث، وان

                  فقيهاً من أصحاب الفتيا من الصحابة وكان خطيباً مفوهاً-

                  تعليق


                  • #10
                    رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

                    عقبة بن نافع وفتح إفريقية


                    هو عقبة بن نافع القرشي الفهري، نائب إفريقيا لمعاوية وليزيد،

                    وهو الذي أنشأ القيروان واسكنها الناس، وكان ذا شجاعة،

                    وحزم، وديانة، لم يصحّ له صحبة، شهد فتح مصر، واختطّ بها،

                    فقد اسند معاوية بن أبي سفيان قيادة حركة الفتح في إفريقية إلى

                    هذا القائد الكبير الذي خلد التاريخ اسمه في ميدان الفتوحات،

                    وكان عقبة قد شارك في غزو إفريقية منذ البداية مع عمرو بن

                    العاص واكتسب في هذا الميدان خبرات واسعة، وكان عمرو بن

                    العاص قد خلفه على برقة عند عودته إلى الفسطاط، فظل فيها

                    يدعو الناس إلى الإسلام، وقد جاء إسناد القيادة إلى عقبة بن نافع

                    خطوة موفقة في طريق فتح شمال إفريقيا كله، ذلك أنه لطول



                    إقامته في برقة وزويلة وما حولها، منذ فتحها أيام عمرو بن

                    العاص، أدرك أنه لكي يستقر الأمر للمسلمين في إفريقية ويكف

                    أهلها عن الارتداد، فلا بد من بناء قاعدة ثابتة للمسلمين ينطلقون

                    منها في غزواتهم، ويعودون إليها ويأمنون فيها على أهلهم

                    وأموالهم، فلما أسند إليه معاوية بن أبي سفيان قيادة الفتوحات

                    في إفريقية، أرسل إليه عشرة آلاف فارس وانضم إليه من اسلم

                    من البربر فكثر جمعه، وسار في جموعة حتى نزل بمغمداش من

                    سرت، فبلغه أن أهل ودان قد نقضوا عهدهم مع بسر بن أبي

                    أرطأة الذي كان عقده معهم حين وجهه إليهم عمرو بن العاص

                    ومنعوا ما كانوا اتفقوا عليه من الجزية، فوجه إليهم عقبة قسماً

                    من الجيش عليهم عمر بن علي القرشي وزهير بن قيس البلوي،

                    وسار معهم بالقسم الآخر من الجيش واتجه إلى فزان، فلما دنا

                    منها دعاهم إلى الإسلام فأجابوا



                    ثم واصل فتوحاته، فتح قصور كُوّار، وخاور، وغدامس، وغيرها،

                    ومما يلاحظ أن عقبة تجنّب في مسيرة المناطق الساحلية، فقصد

                    المناطق الداخلية يفتحها بلداً بلداً، ويبدو أنه فعل ذلك ليأخذ

                    البربر إلى جانبه ويقيم جبهة داخلية تحيط بالبيزنطيين على

                    الساحل وتمدّه بالطاقات البشرية للاستقرار والإطاحة بالوجود

                    البيزنطي

                    تعليق


                    • #11
                      رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

                      بناء مدينة القيروان


                      في سنة 50هـ بدأت إفريقية الإسلامية عهداً جديداً مع عقبة بن


                      نافع، المتمرس بشؤون إفريقية منذ حداثة سنّه، فقد لاحظ كثرة

                      ارتداد البربر، ونقضهم العهود، وعلم أن السبيل الوحيد للمحافظة

                      على إفريقية ونشر الإسلام بين أهلها هو إنشاء مدينة تكون محط

                      رحال المسلمين، ومنها تنطلق جيوشهم فأسس مدينة القيروان

                      وبنى جامعها، وقد مهد عقبة قبل بناء المدينة لجنوده بقوله: إن




                      تخطيط للمسجد





                      إفريقية إذا دخلها إمام أجابوه إلى الإسلام، فإذا خرج منها رجع

                      من كان أجاب منهم لدين الله إلى الكفر، فأرى لكم يا معشر

                      المسلمين أن تتخذوا بها مدينة تكون عزاً للإسلام إلى آخر الدهر،

                      فاتفق الناس على ذلك وأن يكون أهلها مرابطين، وقالوا: نقرب

                      من البحر ليتم لنا الجهاد والرباط، فقال عقبة إني أخاف أن

                      يطرقها صاحب القسطنطينية بغتة فيملكها، ولكن اجعلوا بينها

                      وبين البحر ما لا يوجب فيه التقصير للصلاة فهم مرابطون، ولم

                      يعجبه موضع القيروان الذي كان بناه معاوية بن حديج قبله،

                      فسار والناس معه حتى أتى موضع القيروان اليوم، وكان موضع

                      غيضة لا يرام من السباع والأفاعي، فدعا عليها، فلم يبق فيها

                      شئ ، وهربوا حتى أن الوحوش لتحمل أولادها، وعن يحي بن

                      عبد الرحمن بن حاطب قال: يا أهل الوادي! إنا حالون إن شاء

                      الله، فظعنوا، ثلاث مرات فما رأينا حجراً ولا شجراً إلا يخرج من

                      تحته دابة حتى هبطنا بطن الوادي: ثم قال للناس: انزلوا بسم

                      الله، وكان عقبة بن نافع مجاب الدعوة، وقد رأى قبيل من البربر

                      كيف أن الدواب تحمل أولادها وتنتقل، فأسلموا ثم شرع الناس في

                      قطع الأشجار وأمر





                      صورة للمسجد


                      عقبة ببناء المدينة فبنيت وبني المسجد الجامع، وبنى الناس

                      مساجدهم ومساكنهم وتم أمرها سنة 55هـ وسكنها الناس، وكان

                      في الناس، وكان في أثناء عمارة المدينة يغزو ويرسل السرايا،

                      فتغير وتنهب ودخل كثيراً من البربر الإسلام، واتسعت خطة

                      المسلمين وقوي جنان من هناك من الجنود بمدينة القيروان

                      وأمنوا واطمأنوا على المقام فثبت الإسلام فيها، وتم تخطيط

                      مدينة القيروان على النمط الإسلامي، فالمسجد الجامع ودار




                      الإمارة توأمان، لا ينفصل أحدهما عن الآخر، فهما دائماً إلى جوار

                      بعضهما، ويكونان دائماً في قلب المدينة التي يخطتها المسلمون

                      ويرتكزان في وسطها، وبينهما يبدأ الشارع الرئيسي للقيروان،

                      الذي سيسمى باسم السماط الأعظم، ثم ترك عقبة فراغاً حول

                      المسجد ودار الإمارة في هيئة دائرة واسعة، ثم قسمت الأرض

                      خارج الدائرة إلى خطط القبائل، ليكون استمراراً للشارع الرئيسي

                      في الاتجاهين إلى نهاية المدينة، وانجفل البربر من نواحي

                      إفريقية إلى القيروان، وسكنوا حولها وكان الكثير منهم دخل في

                      الإسلام، وشرعوا في تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم وأمور

                      دينهم وهكذا نشاهد فيما بين سنتي 50 و55هـ حركة قوية بدأت

                      في تعريب الشمال الأفريقي

                      1 ـ الخصائص المتوفرة في موضع القيروان :

                      ... كانت الدوافع السياسية والعسكرية والإدارية والدعوية دوافع

                      قوية في قرار عقبة في اتخاذ موقع القيروان، فقد تميز موقع

                      القيروان بالآتي :

                      أ ـ بأنه لا يفصله عن مركز القيادة العسكرية في الفسطاط إي بحر

                      أو نهر، فهو يقع على الطريق البري الذي يربط بين الفسطاط

                      (بمصر) وبين المغرب، ويبدو أن عقبة رحمه الله أخذ بنظرية

                      عمر بن الخطاب في بناء الأمصار والمعسكرات بألا يفصلها

                      فاصل من نهر أو بحر أو جسر عن المدينة أو مركز القيادة، وأن

                      تكون على طرف البر أو أقرب إلى البر والصحراء،

                      ب ـ موافقة الموضع لذهنية العرب ومتطلباتهم الضرورية.

                      وتتجلى هذه الخصوصية من خلال قراءة توصية عقبة بن نافع

                      في أن يكون الموضع قريباً من السبخة: فإن أكثر دوابكم الإبل

                      تكون أبلكم على بابها في مراعيها، وكذلك في الكلمات التي عبر

                      عنها أصحاب عقبة عندما استجمع رأيهم في الموضع المنتخب،

                      إذ قالوا: نحن أصحاب أبل ولا حاجة لنا بمجاورة البحر

                      جـ ـ بأنه يتمتع ببعض الانتاجات والموارد الذاتية، فالمنطقة التي

                      كان فيها موضع القيروان عبارة غيضة، كما أورد الجغرافيون،

                      وكان مواجهاً لجبال أوراس، معقل قبائل البربر، إذن، فإنه كان

                      في بقعة زراعية تتضمن بعض المحاصيل التي تكفل للمجاهدين

                      المسلمين مورداً غذائياً مهماً

                      س ـ صحيح أن المشكلة الرئيسية التي جابهتها القيروان بعد

                      اتخاذها كانت متمثلة بالموارد المائية، كما هي الحال في مدينة

                      البصرة، مع وجود فارق بين المصرين، فإن مياه البصرة كانت

                      مع الأنهار غير أنها مالحة. أما مياه القيروان الصالحة للشرب

                      فكانت تعتمد على مصدرين، الأول منهما الأمطار حيث كانت

                      تخزن في صهاريج يطلق عليها اسم (المواجل) ، وثانيها مياه

                      وادي السراويل في قبلة المدينة، لكنه كان مالحاً. لذلك فإن بعض

                      المؤرخين حدد مصدر مياه القيروان قائلاً: وشربهم من ماء

                      المطر. إذا كان الشتاء ووقعت الأمطار والسيول دخل ماء المطر

                      من الأودية إلى برك عظام يقال لها (المؤجل).. ولهم وادٍ يسمى

                      وادي السراويل في قبلة المدينة يأتي فيه ماء مالح.. يستعملونه

                      فيما يحتاجونه، ومع ذلك، فإن هذه المشكلة المعقدة يبدو أنها

                      أخذت تتضاءل تدريجياً إلى حد ما.

                      إن الموقع الجغرافي لمدينة القيروان كان له دور كبير في إثراء

                      الحياة العلمية وإنعاشها، فقد كانت في موقع متوسط بين الشرق

                      والغرب يمرّ بها العلماء والطلبة من أهل المغرب والأندلس في

                      ذهابهم إلى المشرق، فيسمعون من علمائها، وكثير منهم يصبح

                      أهلاً للعطاء عند عودته فيسمع منه أهلها، كما كان يدخلها من

                      يقصد المغرب أو الأندلس من أهل المشرق

                      ش ـ لقد كانت التجارة في القيروان رابحة والسلع فيها نافقة

                      ولذلك أمّها كبار التجار من المشرق والمغرب وكثير منهم من

                      المحدّثين والفقهاء، فكان ذلك عاملاً مهماً في إزدهار الحياة

                      العلمية بالقيروان

                      تعليق


                      • #12
                        رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

                        فتوحات عقبة بن نافع


                        نجح عقبة بن نافع رحمه الله في فتوحاته حيث جعل الجهاد


                        قضيته الكبرى في هذه الحياة . سار عقبة في جيش عظيم متجهاً

                        إلى مدينة باغية ، حيث واجه مقاومة عنيفة من البيزنطيين الذين

                        انهزموا أمامه ودخلوا مدينتهم وتحصنوا بها، فحاصرهم مدة ثم

                        سار إلى تلمسان وهي من أعظم مدائنهم فانضم إليها من حولها

                        من الروم والبربر فخرجوا إليه في جيش ضخم والتحم القتال،

                        وثبت الفريقان حتى ظن المسلمون أن في تلك المعركة فناءهم

                        ولكن منَّ عليهم بالصبر فكانوا في ذلك أشدَّ وأصبر من أعدائهم

                        فهاجموا الروم هجوماً عنيفاً حتى ألجئوهم إلى حصونهم فقاتلوهم

                        إلى أبوابها وأصابوا منهم غنائم كثيرة، ثم استمر غربا قاصداً

                        بلاد الزاب، فسأل عن أعظم مدنها فقيل له(( أَرَبَه)) وهي دار

                        ملكهم وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية كلها عامرة، فامتنع بها

                        من كان هناك من الروم وأهل المدينة وهرب بعضهم إلى الجبال،

                        فاقتتل المسلمون مع أهل تلك المدينة فانهزم أهل تلك البلاد وقُتل

                        كثير من فرسانهم ورحل عقبة إلى(( تاهرت)) فاستغاث الروم



                        بالبربر فأجابوهم ونصروهم، وقام عقبة بن نافع في الناس خطبةً

                        فقال بعدما حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس إن أشرافكم وخياركم

                        الذين رضي الله تعالى عنهم وأنزل فيهم كتابه بايعوا رسول الله

                        بيعه الرضوان على من كذب بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرافكم

                        والسابقون منكم إلى البيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين

                        بجنته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة وإنما بايعتم رب

                        العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلا

                        طلبا لرضاه وإعزازاً لدينه، فأبشرو فكلما كثر العدو كان أخزى

                        لهم وأذل إن شاء الله تعالى وربكم عز وجل لا يُسلمكم، فالقوهم

                        بقلوب صادقة، فإن الله عز وجل جعلكم بأسه الذي لا يرد عن

                        القوم المجرمين فقاتلوا عدوكم على بركة الله وعونه والله لا يرد

                        بأسه عن القوم المجرمين . وهذه خطبة عظيمة تدل على أن عقبة

                        بن نافع رضي الله عنه قد اعتمد في حروبه على السلاح الأعظم

                        الذي فيه سر انتصارات المسلمين الباهرة .. ألا وهو التوكل على

                        الله تعالى، واستحضار عظمته وجلاله، ومعيته لأوليائه المؤمنين

                        بالنصر والتأييد، فهو لا يبالي بجيوش الأعداء مهما كثرت، وإنما

                        الذي يهتم به أن يتأكد جيداً من أن هذا السلاح المعنوي الفعال قد

                        توفر في جيشه، وحينما يضمن ذلك فإنه يرحب باجتماع جيوش

                        الأعداء ليكون ذلك أسرع في هلاكهم وتمزيق جمعهم على يد

                        أولياء الله الصالحين وما أعظم شبه عقبة بخالد بن الوليد رضي

                        الله عنه، الذي كان يُسَرُّ ويداخله شعور بالقوة والتعاظم ـ من غير

                        غرور ولا استهانة ـ كلما تضخم جيش الأعداء وتعددت عناصره،

                        وكأن عقبة قد تأس به واتخذه له قدوة في القيادة والإقدام الذي لا

                        يعرف التردد والسآمة، وهو في إقدامه واندفاعه يدرك أن جنود

                        الإسلام الصادقين هم بأس الله تعالى المسلط على أعدائه الكفار،

                        والله تعالى لا يُردّ بأسه عن القوم المجرمين.

                        وقد التقى المسلمون بأعدائهم في مدينة ((تاهرت)) وقاتلوهم

                        قتالاً شديداً، فاشتد الأمر على المسلمين لكثرة عدوهم، ولكنهم




                        انتصروا أخيراً، وانهزم أعداؤهم من الروم والبربر، وقتل منهم

                        عدد كبير، وغنم منهم المسلمون أموالهم وسلاحهم ، ثم توجه

                        إلى جهات المغرب الأقصى فوصل إلى طنجة، حيث قابل بطريق

                        من الروم اسمه (( جوليان )) الذي: أهدى له هدية حسنة، ونزل

                        على حكمه ولما سأله عقبة عن بحر الأندلس قال عنه: لا إنه

                        محفوظ لا يرام ، ثم سأله عن البربر والروم بقوله: دلني على

                        رجال البربر والروم فقال: قد تركت الروم خلفك وليس أمامك إلا

                        البربر وفرسانهم في عدد لا يعلمهم إلا الله تعالى وهم أنجاد البربر

                        وفرسانهم، فقال عقبة: فأين موضعهم؟ قال: في السوس الأدنى،

                        وهم قوم ليس لهم دين .. استفاد عقبة من هذه المعلومات واتجه

                        إلى الجنوب الغربي، قاصداً بلاد السوس الأدنى حيث التقى



                        بجموع بربر أطلس الوسطى، فهزمهم وطاردهم نحو صحراء

                        وادي درعا، حيث بنى مسجداً في مدينة درعا ثم غادر صحاري

                        مراكش باتجاه الشمال الغربي إلى منطقة ((تافللت)) من أجل أن

                        يدور حول جبال أطلس العليا كي يدخل بلاد صنهاجة الذين






                        أطاعوه دون قتال، وكذلك فعلت قبائل هكسورة في مدينة


                        ((اغمات))، بعدها اتجه عقبة نحو الغرب إلى مدينة تفيس ، حيث

                        حاصر بها جموعاً من البيزنطيين والبربر، فلم ينفعهم تحصنهم،

                        فدخل المدينة منتصراً وبذلك أتم تحرير بلاد السوس الأقصى

                        ودخل عاصمتها ((ايجلي)) التي بنى فيها مسجداً، ثم دعا القبائل

                        فيها هناك إلى الإسلام فأجابته قبائل جزولة، وبعد ذلك سار إلى

                        مدينة ((ماسة)) ومنها إلى رأس ((ايفران)) على البحر المحيط ،

                        وبوصول عقبة بن نافع إلى ساحل المحيط الأطلسي يكون قد أنجز

                        تحرير معظم بلاد المغرب، وتشير مصادرنا التاريخية أن عقبة

                        لما وصل إلى المحيط الأطلسي قال: يا رب لولا هذا البحر لمضيت

                        في البلاد مجاهداً في سبيلك. ثم قال: اللهم أشهد أني قد بلغت

                        الجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بالله




                        حتى لا يعبد أحد من دونك ثم وقف ساعة ثم قال لأصحابه: ارفعوا

                        أيديكم، ففعلوا، فقال: اللهم لم أخرج بطراً ولا أشراً وإنك لتعلم

                        أنما نطلب السبب الذي طلبه عبدك ذو القرنين وهو أن تُعبد ولا

                        يُشرك بك شيء، اللهم إنا معاندون لدين الكفر، ومدافعون عن

                        دين الإسلام، فكن لنا ولا تكن علينا يا ذا الجلال والإكرام، ثم

                        انصرف راجعاً. وندرك من قوله المذكور مدى حبه للجهاد

                        وشعوره بالمسئولية الكبرى التي حملها على عاتقه نحو تبليغ

                        الإسلام وتقوية دولته والقضاء على دول الكفر التي حجبت نور

                        الإسلام عن شعوبها، فهو يقف على البحر المحيط ويعلم آنذاك

                        أنه نهاية المعمور من الأرض من ناحية المغرب، ثم نجده يُشهد

                        الله تعالى على أنه قد بلغ المجهود الذي تحت مقدرته، وهذه

                        الشهادة تشعرنا بمدى ارتباط عقبة بالله تعالى، وأنه لم يكن يسير

                        خطوة إلا وهو يستلهم التوفيق منه جل وعلا ويطلب رضوانه،

                        وهذا الكلام يدل على وضوح الهدف من الجهاد عند عقبة حيث

                        بيّن أن الحد الذي يقف عنده الجهاد، أن يزول الشرك من الأرض،

                        وأن لا يعبد إلا الله وحده، ومادام الشرك قائماً فإن الجهاد لا بد أن

                        يكون موجوداً، فالجهاد أذن هو جهاد الدعوة إلى الله تعالى، وذلك

                        بإزالة الطغيان البشري وإخضاع دول العالم لحكم الإسلام لكي

                        يكون فهم الإسلام واعتناقه متيسراً لكل الناس

                        تعليق


                        • #13
                          رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

                          . ولم يقف عمل عقبة على الجهاد بل رافق ذلك بناء المساجد مثل مسجد درعة ومسجد

                          ماسة بالسوس الأقصى، كما كان يترك نفراً من أصحابه يعلمون الناس القرآن وشرائع

                          الإسلام، ومن هؤلاء شاكر الذي بنى رباطاً ما بين بلدتي مراكش وموجادور ولا زال

                          موقعه باقياً إلى اليوم وهو المعروف عند العامة بالمغرب الأقصى بسيدي شاكر،

                          ويظهر أن أغلبية بربر المغرب الأقصى أسلموا على يده طوعاً مثل صنهاجة وهسكورة

                          وجزولة، كما أخضع المصامدة، وحملهم على طاعة الإسلام، وكي يأمن القبائل الكثيرة

                          من الانتقاض عليه، كان عقبة يأخذ منها رهائن ويولي عليها رجلاً منها مثلما فعل مع

                          مصمودة فقد ترك عليها أبا مدرك زرعة بن أبي مدرك، أحد رؤسائها، الذي شارك في

                          فتح الأندلس فيما بعد، ويلاحظ أن الوثنية كانت غالبة على بربر المغرب الأقصى مما

                          يفسر كثرة السبايا والغنائم، وأصاب ((عقبة)) نساء لم يرى الناس مثلهن فقيل أن

                          الجارية كانت تساوي بالمشرق ألف مثقال وأكثر، وكان السبي أحد عوامل انتشار

                          الإسلام بين البربر بحكم اختلاطهم بالبيئة العربية الإسلامية ثم إن الاحتكاك والاختلاط

                          المستمرين بين المقاتلة العرب، والبربر أوجد صلات وروابط تجلت في الحلف والولاء

                          في هذا الوقت المبكر. يذكر السلاوي أن عقبة حين وصل إلى جبل درن: نهضت زناته

                          وكانت خالصة للمسلمين منذ إسلام مغراوة وهذا يشعر بأن بعض زناته ومغراوة كانتا

                          قد أسلمتا منذ زمن وكانتا حليفتان للمسلمين فنهضتا للدفاع عن المسلمين .


                          استشهاد عقبة بن نافع وأبو المهاجر رحمهما الله تعالى


                          يبدو أن عقبة المجاهد المخلص، كان يحس إحساس المؤمن الصادق، أنه سيلقى ربه

                          شهيداً في هذه الجولة، فعندما عزم على المسير من القيروان في بداية الغزو دعا

                          أولاده وقال لهم: إني قد بعت نفسي من الله عز وجل ... إلى أن قال ولست أدري

                          أتروني بعد يومي هذا أم لا، لأن أملي الموت في سبيل الله، وأوصاهم بما أحب، ثم قال:

                          عليكم سلام الله .. اللهم تقبل نفسي في رضاك. نعى عقبة نفسه إلى أولاده، فتقبل الله

                          منه وحقق له أمله في الشهادة، فقد أعد له الروم والبربر كميناً عند تهوذة، وأوقعوا به

                          وقضوا عليه هو ومن معه من جنوده، وترجع المصادر أمر الكارثة التي تعرض لها

                          عقبة عند تهوذة إلى سبب رئيسي وهو سياسته نحو البربر بصفة عامة، وزعيمهم

                          كسيلة بصفة خاصة ذلك الزعيم صاحب النفوذ والمكانة في قومه، والذي كان أبو

                          المهاجر قد تألفه وأحسن إليه، فأسلم وتبعه كثير من قومه، لكن عقبة أساء إلى هذا

                          الرجل إساءة بالغة، فأدرك أبو المهاجر عاقبة الخطأ الذي وقع فيه عقبة ولم يكتم

                          نصيحته عنه ـ رغم أنه كان في حكم المعتقل ـ ولكن عقبة لم يسمع منه، وكان أبو

                          المهاجر من معاشرته للبربر وزعيمهم، قد عرف مدى اعتزازهم بكرامتهم وأدرك أنهم

                          لن يقبلوا هذه الإهانة، وهذا الإذلال الذي لحق بزعيمهم من عقبة فخاف غدرهم، فأشار

                          على عقبة بالتخلص من كسيلة وقال له: عاجله قبل أن يستفحل أمره(3)، ولكن عقبة

                          لم يصغ إلى هذه النصيحة أيضاً وليته احتاط للأمر، بل أقدم على عمل آخر في غاية

                          الخطورة، حيث جعل معظم جيشه يسير أمامه بعد أن رجع من رحلته الطويلة من

                          المغرب الأقصى قاصداً القيروان، ولما صار قريباً من القيروان أرسل غالب جيشه على

                          أفواج إلى القيروان وبقي هو على رأس الفوج الأخير، ومعه ما
                          يقرب من ثلاثمائة من الفرسان من الصحابة والتابعين، وكان من عادة عقبة أنه يكون

                          في مقدمة الجيش عند الغزو ويكون في الساقة عند قفول الجيش، فهو بذلك يعرض

                          نفسه لخطر مواجهة العدو دائماً وإن هذه التضحية الكبيرة جعلته محبوباً لدى أفراد

                          جيشه بحيث لا يعصون له أمراً ويتسابقون على التضحية اقتداء به، وهذه الصفة

                          تعتبر من أهم عوامل نجاح القائد في أي عمل يتوجه إليه ولما علم الروم بانفراد عقبة

                          بهذا العدد القليل من جيشه انتهزوا هذه الفرصة لمحاولة القضاء عليه، وهم يدركون

                          أن وجوده القوي يعتبر أهم العوامل في تماسك المسلمين وبقاء قوتهم، فتآمروا عليه

                          مع كسيلة البربري، فجمعوا لعقبة وأصحابه جمعاً لا قِبَلَ لهم به وإذا بكسيلة يحيط

                          بجيش عقبة في جمع عدته خمسون ألفاً. وكان أبو المهاجر موثقاً في الحديد مع عقبة،

                          فلمّا رأى الجموع تمثل بقول أبي محن الثقفي:
                          كفى حزناً أن تمرغ الخيل بالقنا
                          وأُترك مشدوداً عليّ وثاقيا
                          إذ قمتُ عنّاني الحديد وأُغلت
                          مصارع من دوني تصمّ المناديا



                          فلما سمع عقبة ذلك أطلقه، فقال له: الحق بالمسلمين وقم بأمرهم وأنا اغتنم الشهادة،

                          فلم يفعل وقال: وأنا أيضاً أريد الشهادة، وهكذا كان أبو المهاجر نموذجاً من تلك

                          النماذج الفريدة من الرجال، الذين هانت عليهم الحياة الدنيا واستولى على قلوبهم حب

                          الآخرة وكسب رضوان الله تعالى، ومن هذا المنطلق أقدم عقبة ومعه عدد قليل على

                          معركة غير متكافئة، وكان بإمكان بعضهم الفرار ولكنهم ثبتوا ثبات الأبطال حتى

                          استشهدوا جميعاً في بلاد ((تهوذة)) من أرض الزاب ويَذكر المؤرخون أن قبور هؤلاء

                          الشهداء معروفة في ذلك المكان وأن المسلمين يزورونها. وهكذا تحقق أمل عقبة في

                          أبو المهاجر ونالا الشهادة في سبيل الله بعد ما قاموا بالواجب الذي عليهم، واستقبلوا

                          الشهادة في سبيل الله بنفس راضية مطمئنة إلى حسن ثواب ربها، وقد استطاع عقبة

                          أن يشق بجهاده للإسلام طريقه في هذا الجزء من العالم الذي سار فيه خلفاؤه من

                          بعده، زهير بن قيس البلوي، وحسان بن النعمان الغساني، وموسى بن نصير، فقد

                          حقق أهدافه من التمهيد لنشر الإسلام والجهاد في سبيل الله، ولقد كان استشهاد عقبة

                          بن نافع ومن معه في عام ثلاثة وستين للهجرة وعمره آنذاك في حدود أربع وستين

                          سنة، وبهذا ندرك مبلغ القوة التي كان يتمتع بها أسلافنا حيث قام بتلك الرحلة الشاقة

                          وخاض المعارك الهائلة وقد جاوز الستين من عمره وهكذا استشهد هذا القائد العظيم

                          بعد جهاد دام أكثر من أربعين عاماً قضاها في فتوح شمال أفريقيا، ابتداء بمصر

                          وإنتهاء بالمغرب الأقصى

                          تعليق


                          • #14
                            رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

                            فتوحات معاوية في الجناح الشرفي للدولة الأموية




                            كان المسلمون حتى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قد



                            أتموا فتح البلاد التي تقع بين العراق ونهر جيحون، وتضم



                            جرجان وطبرستان وخراسان وفارس وكرمان وسجستان، فلما



                            قتل عثمان تعثرت حركة الفتح، وخرج أكثر أهل هذه البلاد عن



                            الطاعة، حتى إذا جاء عهد معاوية رضي الله عنه أخذت دولته



                            تبذل جهوداً بالغة لإعادة البلاد المفتوحة إلى الطاعة ومد حركة الفتح .




                            أولاً : فتوحات خراسان وسجستان وما وراء النهر







                            لما استقامت الأمور لمعاوية بن أبي سفيان ولّى عبد الله بن عامر



                            البصرة وحرب سجستان وخراسان، ولقد جاء تعيين عبد الله بن



                            عامر في هذا المنصب نظراً لخبرته السابقة في هذه المنطقة وفي



                            سنة 42هـ ـ 43هـ عين ابن عامر، عبد الرحمن بن سمرة بن



                            حبيب بن عبد شمس والياً على سجستان فأتاها وعلى شرطته



                            عبّاد بن الحصين الحبطي ومعه من الأشراف عمر بن عبيد الله



                            بن معمر التيمي، وعبد الله بن خازم السُّلمي، وقطري بن



                            الفجاءة، والمهلب بن أبي صفرة الأزدي ففتحوا في هذه الحملة



                            مدينة زرنج، صلحا ووافق مرزبانها على دفع ألفي ألف (مليوني)



                            درهم، وألفي وصيف. ثم تقدموا نحو مدن خواش(، وبست ،



                            وخُشَّك، وغيرها من البلدان وتمكنوا من فتحها ، كما تمكنوا من



                            فتح مدينة كابل بعد أن ضربوا عليها حصاراً استمر لعدة أشهروما



                            لبث أن جعل معاوية رضي الله عنه إقليم سجستان ولاية مستقلة



                            وأمّر عليها عبد الرحمن بن سمرة كمكافأة له على تحقيقه مثل



                            تلك الفتوحات. وظل عبد الرحمن والياً عليها حتى قدم زياد بن



                            أبي سفيان البصرة معيناً عليها بدل عبد الله بن عامر، والذي



                            عزله معاوية سنة 45هـ كما مر معنا وعادت ولاية خراسان



                            وسجستان مرة أخرى تحت إشراف والي البصرة. وعند وصول









                            زياد البصرة سنة 45هـ قسم خراسان أربعة أقسام هي: مرو



                            وعليها أُمَير أحمد اليشكري والذي كان أول من أسكن العرب في



                            مرو ونيسابور وعليها خُلَيد بن عبد الله الحنفي، مرو الرُّود



                            والطالقان والفارياب وعليها قيس بن الهيثم السُّلمي، هَراة



                            وباذغيس وبوشنج وقاديس وعين عليها نافع بن خالد الطاحي



                            الأزدي، وفي سنة 47هـ عمل زياد على جعل السلطة المركزية في



                            خراسان في مدينة مرو ((القاعدة الأساسية فيها)).



                            ثانياً : تعيين الحكم بن عمرو الغفاري :



                            ... وكان عفيفاً وله صحبة، وفي سنة 47هـ غزا الحكم



                            ((طخارستان))، فغنم غنائم كثيرة ثم سار إلى جبال الغور وغزا



                            أهلها الذين ارتدوا على الإسلام فأخذهم بالسيف عنوة وفتحها



                            وأصاب منها مغانم كثيرة، وكان المهلب بن أبي صفرة مع الحكم



                            بخراسان، فغزا معه بعض جبال الترك وغزا معه جبل ((الأشل))



                            من جبال الترك، إلا أن الترك أخذوا عليهم الشعاب والطرق




                            واحتار الحكم بالأمر، فولى المهلب الحرب، فلم يزل المهلب يحتال



                            حتى أسر عظيماً من عظماء الترك، فقال له: إما أن تخرجنا من



                            هذا الضيق أو لأقتلنك، فقال له: أوقد النار حيال طريق من هذه



                            الطرق، وسير الأثقال نحوه، فإنهم سيجتمعون فيه ويخلون ما



                            سواه من الطرق، فبادرهم إلى طريق أخرى، فما يدركونكم حتى



                            تخرجوا منه، وفعل ذلك المهلب، فسلم الناس بما معهم من



                            الغنائم، وقطع الحكم نهر جيحون وعبر إلى ما وراء النهر في



                            ولايته ولم يفتح وكان أول من شرب من مائه من المسلمين هو



                            أحد موالي الحكم، فقد اغترف بترسه بماء النهر، فشرب وناول



                            الحكم فشرب وتوضأ وصلى ركعتين، وكان الحكم أول من فعل



                            ذلك. وقد قال عبد الله بن المبارك لرجل من أهل ((الصغانيات)):



                            ((من فتح


                            بلادك؟)) فقال الرجل: لا أدري!! فقال ابن مبارك: فتحها الحكم بن



                            عمرو الغفاري. وقد مات الحكم سنة50هـ، فخلفه الصحابي



                            الجليل غالب بن فضالة الليثي والذي واصل سياسة سلفه في



                            إرسال حملات منظمة في فتح طخارستان ولكنه، رغم كل الجهود



                            التي بذلها لم يحرز إي تقدم يذكر في ولايات طخارستان لذلك



                            عزله زياد وولى مكانه الربيع بن زياد الحارثي ((50 ـ 53هـ، وقد



                            استطاع الربيع بن زياد إبان فترة ولايته على خراسان أن يغزو



                            بلخ فصالحه أهلها، ثم غزا قوهستان ففتحها عنوة ثم أن ابنه عبد



                            الله، الذي خلفه لبضعة أشهر من عام 53هـ وخلفه خليد بن عبد



                            الله الحنفي في إدارة الإقليم، وظل خليد في منصبه هذا حتى وصل



                            عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان عامل معاوية رضي الله عنه



                            المعين على خراسان في سنة 54 ـ 55هـ

                            تعليق


                            • #15
                              رد: فضائل الدولة الاموية - والرد علي القرود الشيعية

                              فتوحات السند في عهد معاوية




                              تمكن المسلمون في عهد معاوية رضي الله عنه من بسط نفوذهم



                              إلى ما وراء نهر السند، ففي سنة 44هـ غزا المهلب بن أبي



                              صفرة ثغر السند فأتى بَنَّة، ولاهور، وهما بين المًلتان، وكابل،



                              وأما في مستهل سنة 45هـ فقد أرسل والي البصرة عبد الله بن



                              عامر: عبد الله بن سوّار العبيدي إلى ثغر السند على رأس حملة



                              قوامها أربعة آلاف رجل، ولم وصل ابن سوّار إلى مدينة مكران،










                              بقي هناك أربعة أشهر يعدّ نفسه وجنده للحملة المرتقبة. ثم تقدم



                              وجماعته نحو بلاد القيقان، وفتحها، وكانت هديته إلى معاوية



                              رضي الله عنه خيلاً قيقانية سلّمها بنفسه إليه في الشام، فأصل



                              البرازين القيقانية من نسل تلك الخيول. وعلى أية حال، فلم يدم



                              المقام لابن سوّار طويلاً في ثغر السند فقد قتلته جماعة من الترك



                              هناك في سنة 47هـ ، وفي سنة 48هـ اختار زياد بن أبي سفيان



                              سنان بن سلمة بن المُحَبَّق الهذلي ليكون والياً على الاقاليم



                              المفتوحة من ثغر السند وما أن وصل سنان إلى هناك حتى تمكن



                              من فتح مدينة مكران ((عنوّة)) ومصَّرها وأقام بها وضبط



                              البلادولكن سنان لم يمكث هناك سوى سنة أو سنتان ثم عزله



                              زياد. وولى مكانه راشد بن عمرو الأزدي، فأتى مكران ثم تقدم في



                              بلاد القيقان، فظفر، ثم اتجه نحو الميد، فقتل هناك، وبعد ذلك



                              تولَّى عباد بن زياد بن أبي سفيان أمر سجستان فقاد حملة توغل



                              فيها في منطقة حوض نهر السند فنزل كِشْ، ثم سار إلى قُنْدُهار:



                              فقاتل أهلها









                              فهزمهم، وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين، وكان آخر



                              الولاة الذين تولوا أمر الفتوحات في هذا الجزء هو المنذر بن



                              الجارود العبدي أبو الأشعث والذي وصل ثغر السند معيناً عليه



                              من قبل عبد الله بن زياد بن أبي سفيان والي البصرة سنة 62هـ



                              فقاد المنذر حملة ضد مدينة قُصدار، وتمكن من فتحها.



                              استشهاد صلة بن أشيم وابنه بسجستان عام 62هـ



                              صلة بن أشيم هو الزاهد، العابد، القدوة، أبو الصهباء العدويُّ



                              البصري، زوج العالمة معاذة العدوية، وكان صلة له مواقف في



                              المجتمع الإسلامي مؤثرة ومن هذه المواقف، عن ثابت قال: جاء



                              رجل إلى صلة بنعي أخيه، فقال له: أدن فكل، فقد نُعي إليَّ أخي



                              منذ حين، قال تعالى: ((إنك ميت وإنهم ميتون)) (الزمر ، الآية : 30)،



                              وكان صلة له كرامات منها، عن حمّاد بن جعفر بن زياد أنّ



                              أباه أخبره، قال: خرجنا في غزاة إلى كابل، وفي الجيش صلة،



                              فنزلوا فقلت: لأَرمُقَنَّ عمله، فصلَّى ثم اضطجع، فالتمس غفلة



                              الناس، ثم وثب، فدخل غَيْضَةً، فدخلتُ فتوضَّأ وصلّى، ثم جاء



                              أسد حتى دنا منه، فصعدت شجرة، أفتراه التفت إليه حتى سجد؟



                              فقلت: الآن يفترسه فلا شيء، فجلس ثم سلَّم فقال: يا سبع اطلب



                              الرِّزق بمكان آخر، فولىّ وإن له زئيراً أقول: تصدّع منه الجبل



                              فلمّا كان الصبح فجلس، فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها، ثم



                              قال: اللَّهم إني أسألك أن تُجيرني من النار، أو مثلي يَجتَرِئُ أن



                              يسألك الجنَّة، وعن العلاء بن هلال، أن رجلاً قال لصلة: يا ابا



                              الصهباء رأيت أني أعطيت شهدة، وأعطيت شهدتين فقال:



                              تستشهد وأنا وابني، فلما كان يوم يزيد بن زياد، لقيتهم الترك



                              بسجستان، فانهزموا. وقال صلة: يا بُنيَّ ارجع إلى أمك. قال: يا



                              أَبَة، تريد الخير لنفسك، وتأمرني بالرجوع! قال: فتقدَّمْ، فتقدَّم،



                              فقاتل حتى أصيب، فرمى صلةُ عن جسده، وكان رامياً، حتى



                              تفرَّقوا عنه، وأقبل حتى قام عليه، فدعا له، ثم قاتل حتى قُتل،



                              وعن حمّاد بن سلمة: أخبرنا ثابت أنّ صلة كان في الغزو، ومع



                              ابنه، فقال: أي بني، تقدم فقاتل حتى احتسبك، فحمل، فقاتل، حتى



                              قُتل، ثم تقدَّم صلة فقتل، فاجتمع النساء عند امرأته معاذة، فقالت:



                              مرحباً إن كنتنّ جئتنَّ لتُهنَّئنني، وإن كنتنَّ جئتُنَّ لغير ذلك



                              فارجعنَّ.








                              أثر الآيات والأحاديث في نفوس المجاهدين



                              ... كان للآيات والأحاديث التي تتحدث عن فضل الجهاد أثرها في



                              نفوس المجاهدين، فقد بين المولى عز وجل أن حركات



                              المجاهدين كلها يثاب عليها قال تعالى: ((مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ



                              وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا



                              بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا



                              مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ



                              مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ



                              الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا



                              إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (التوبة ،



                              الآيتان : 120 ـ 121) .




                              ... وقد تلعموا أن الجهاد أفضل من عمارة المسجد الحرام وسقاية



                              الحاج فيه قال تعالى: ((أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ



                              الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا



                              يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا



                              وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً



                              عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ



                              وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ



                              عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)) (التوبة ، الآيات : 19 ـ 22) .



                              واعتقدوا أن الجهاد فوز على كل حال قال تعالى: ((قُلْ هَلْ



                              تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ



                              اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ))



                              ( التوبة ، الآية : 52)، وأن الشهيد لا تنقطع حياته بل هو حي



                              قال تعالى: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ



                              أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ



                              وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا



                              هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ



                              أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)) (آل عمران ، الآيات : 169 ـ 171)، وكانوا



                              يشعرون بسمو هدفهم الذي يقاتلون من أجله قال تعالى: ((فَلْيُقَاتِلْ



                              فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي



                              سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا * وَمَا لَكُمْ لَا



                              تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ



                              وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا



                              وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا * الَّذِينَ آمَنُوا



                              يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ



                              فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)) (النساء ،



                              الآيات : 74 ـ 76). وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم



                              للمسلمين فضل الجهاد فألهبت أحاديثه مشاعرهم وعواطفهم



                              وفجرت طاقاتهم ومن هذه الأحاديث ما ورد عن أبي سعيد



                              الخدري رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟



                              فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مؤمن يجاهد بنفسه وماله،



                              وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم درجات المجاهدين فقال:



                              إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين



                              الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه



                              الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة. وقد وضح صلى الله



                              عليه وسلم فضل الشهداء وكرامتهم فقال: انتدب الله لمن خرج



                              في سبيله لا يُخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي أن أرجعه بما



                              نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي



                              ما قعدت خلف سرّية ولوددت أني اقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم



                              اقتل ثم أحيا ثم أقتل وقال صلى الله عليه وسلم: ما أحد يدخل



                              الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا



                              الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من



                              الكرامة. وغير ذلك من الأحاديث وقد تأثر المسلمون الأوائل ومن



                              سار على نهجهم بهذه الآيات والأحاديث، فكان كبار الصحابة



                              رضي الله عنهم يغزون وقد تقدم بهم العمر فيشفق عليهم الناس



                              وينصحونهم بالقعود عن الغزو، لأنهم معذورون فيجيبونهم أن



                              سورة التوبة تأبى عليهم القعود ويخافون على أنفسهم من النفاق



                              إذا ما تخلفوا عن الغزو. كما كان للعلماء والفقهاء والزهاد دور



                              كبير في تربية الناس على هذه الآيات والأحاديث ومن هؤلاء



                              العلماء كبار الصحابة كأبي أيوب الأنصاري، وابن عمر، وغيرهم



                              ومن التابعين كأبي مسلم الخولاني، يرون أن الجهاد في سبيل الله



                              ضرورة من ضرورات بقاء الأمة الإسلامية، فقاموا بهذه الفريضة



                              في فتوحات بلاد الشام والشمال الأفريقي وخراسان وسجستان



                              والسند، وترتب على قيامهم بهذه الفريضة ثمرات كثيرة ..



                              كانت الفتنة التي أدت إلى استشهاد عثمان رضي الله عنه أكبر



                              معوق أصاب حركة الفتوحات بعد الردة أيام أبي بكر رضي الله



                              عنه، حيث أدى استشهاد عثمان إلى توقف الجهاد، واتجاه سيوف



                              المسلمين إلى بعضهم في فتنة كادت تعصف بالأمة الإسلامية لولا



                              أن تداركتها رحمة الله ـ سبحانه وتعالى بصلح الحسن بن علي مع



                              معاوية رضي الله عنهما وقد امتلأت المصادر بالنصوص التي



                              تبين أثر الفتنة في انحسار حركة الجهادومن هذه الآثار:



                              ـ ... عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه قال: قد رأيت أن أعمد



                              إلى المدينة فأنزلها وأخلي بين معاوية وبين هذا الحديث، فقد



                              طالت الفتنة، وسقطت فيها الدماء وقطعت فيها الأرحام وقطعت



                              السبل، وعُطلت الفروج ـ يعني الثغور.



                              ـ ... ما أخرجه أبو زرعة الدمشقي بإسناده قال: لما قتل عثمان،



                              واختلف الناس، لم تكن للناس غازية، ولا صائفة حتى اجتمعت



                              الأمة على معاوية.



                              قول أبي بكر المالكي: فوقعت الفتنة .. واستشهد عثمان رضي الله



                              عنه، وولى بعده علي رضي الله عنه، وبقيت إفريقية على حالها



                              إلى ولاية معاوية رضي الله عنه، ولكن بعد الصلح وما ترتب



                              عليه من الاتحاد والاجتماع عادت حركة الفتوحات إلى ما كانت



                              عليه وأصبحت في عهد معاوية على ثلاث جبهات كما مر معنا .



                              إن الاتحاد والاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله مقصد من



                              مقاصد الشريعة وهذا المقصد من أهم أسباب التمكين لدين الله



                              واستمرار حركة الفتوحات، فالأخذ بالأسباب نحو تأليف قلوب



                              المسلمين، وتوحيد صفهم من أعظم الجهاد، لأن هذه الخطوة



                              مهمة جداً في إعزاز المسلمين، وإقامة دولتهم، وتحكيم شرع



                              ربهم فحركة الفتوحات بين الانطلاق والتوقف مرهون بتحقيق



                              سنة الاتفاق والاتحاد والاجتماع ونبذ الفرقة والخلاف والشقاق



                              قال تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعا.. ))

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 03:55 م
                              ردود 0
                              42 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة محمد بن يوسف
                              بواسطة محمد بن يوسف
                               
                              ابتدأ بواسطة Bassel Naufal, 6 أبر, 2021, 10:21 م
                              رد 1
                              3,044 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Bassel Naufal
                              بواسطة Bassel Naufal
                               
                              ابتدأ بواسطة Ibrahim Balkhair, 1 سبت, 2020, 09:39 م
                              رد 1
                              96 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 11 يول, 2019, 03:19 ص
                              ردود 0
                              54 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة محمد بن يوسف
                              بواسطة محمد بن يوسف
                               
                              ابتدأ بواسطة محمد نصيف المحاور, 1 ينا, 2018, 07:11 م
                              رد 1
                              280 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة محب المصطفى
                              بواسطة محب المصطفى
                               
                              يعمل...
                              X