التجمعات الشيعيه في البلدان العربيه

تقليص

عن الكاتب

تقليص

mohamadamin مسلم اكتشف المزيد حول mohamadamin
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التجمعات الشيعيه في البلدان العربيه

    التجمعات الشيعية في السعودية
    شبكة راصد السُنية



    بالرغم من أن الشيعة في السعودية يشكلون أقلية صغيرة ويعيشون تحديداً في شرق المملكة, إلا أنّ أهمية تسليط الضوء عليهم يكمن في كون السعودية تحتوي الأماكن الإسلامية المقدسة, بحيث غدت السعودية اليوم قلب العالم الإسلامي.

    وإضافة إلى كون السعودية قلب العالم الإسلامي –وهذا ما يغضب الشيعة– فإن شيعة الإحساء في المنطقة الشرقية من المملكة, هم الأصل في التواجد الشيعي العربي في الجزيرة (من أيام القرامطة في القرن الهجري الثالث) ومنهم تكونت التجمعات الشيعية الأخرى في حيث تتشابه الأصول والنشأة.

    دخول التشيع إلى السعودية:

    يتركز الوجود الشيعي في السعودية في شرق البلاد في منطقة الإحساء, التي كانت تعرف قديماً ببلاد البحرين, ويعود الوجود الشيعي في هذه المنطقة إلى القرامطة(1) , وهم من الشيعة الإسماعيلية, وقد استطاعوا تأسيس دولة لهم في هذه المنطقة –إضافة إلى أجزاء أخرى من الجزيرة العربية– في أواخر القرن الثالث الهجري أثناء حكم العباسيين, إلى أن كانت نهايتهم على يد السلاجقة سنة 467هـ.

    وعودة إلى كلمة "البحرين", فلقد كانت تعني المنطقة الشرقية من جزيرة العرب وتشمل باصطلاحنا اليوم جزءاً من الكويت, والمنطقة الشرقية من السعودية, والبحرين وقطر, وقسماً من اتحاد الإمارات العربية(2) , وقد خضعت هذه المنطقة لسيطرة القرامطة منذ نهاية القرن الثالث الهجري, فعاثوا في الأرض الفساد, وأفسدوا العقائد, وأساءوا إلى الحياة الاجتماعية, ولمّا جاء السّلاجقة إلى حكم بغداد, وأنهوا نفوذ البويهيين (الشيعة) فيها عام 447هـ, طمع عبد الله بن علي العيوني أحد رجالات بني عبد القيس في البحرين بالقضاء على القرامطة فيها, فطلب دعم السّلاجقة له, فأرسل له ملك شاه السلجوقي أربعة آلاف مقاتل عام 467هـ, فاستطاع بذلك الدعم أن يقضي على القرامطة, وأن يؤسس دولته التي عرفت بالعيونية نسبة إليه, أو نسبة إلى بلدة العيون التي ينتمي إليها بالإحساء, واستمرت هذه الدولة حتى عام 642هـ, حيث خلفتها في الحكم أسرة بني عقيل, وكان الحكم بعد ذلك يتنقل بين الأسر والقبائل(3).

    وكان للقرامطة نفوذ في منطقة أخرى في الجزيرة العربية وذلك في اليمامة وسط جزيرة العرب التي ضعف الاهتمام بها في العصر العباسي, حيث قامت هناك الدولة الاخيضرية, وهي دولة شيعية كانت تحت نفوذ القرامطة إلى حدّ ما, وأفسحت لهم المجال بالحركة في مناطق نفوذهاة(4) .

    وقد اتخذ القرامطة البحرين والإحساء مركزاً لأعمالهم, ومن هذا المركز اجتاحوا البصرة, حيث عجز العباسيون عن حمايتها وكذلك فعلوا بالكوفة, وفي سنة 317هـ (929م) دخلوا مكة وفتكوا بحجاج بيت الله الحرام وأخذوا الحجر الأسود, ثم استولوا على عُمان بعد ذلك, وسيطروا على معظم شرق الجزيرة العربيةة(5) , وينحدرون من قبائل ربيعة, ومن قبائل وعشائر أخرى وقدت من نجد وغيرها لأسباب اقتصادية.

    وبعد نهاية دولة القرامطة على يد السلاجقة سنة 467هـ وقيل 470هـ, لم يعد للقرامطة أثر بعد ذلك في الإحساء. أما الشيعة الذين بقوا في الإحساء بعد ذلك فهم فرع من الشيعة الجعفريين من الأثني عشرية يسمون الشيخيينة(6).

    وفي القرن السابع الهجري, وفي شرق الجزيرة العربية قام الصلخوري أتابك إقليم فارس –وهو صديق الشاعر الفارسي المشهور سعدي الشيرازي– بضم عدد من جزر الخليج إلى ولايته, وعبر إلى الضفة العربية "الغربية" من الخليج, وضمّ كلّ إقليم البحرين والإحساء إلى سلطانه, وهذا ما سبب تلاشي سلطان بني عيون, الذي سبق الإشارة إليه, خاصة مع منافسة قبيلة عامر بن عقيل له, والتي كانت تحظى بتأييد الأتابكة(7).

    شيعة السعودية:

    سبق القول أن شيعة السعودية يتركزون في شرق البلاد وخاصة في:

    1–منطقة القطيف –وهي أكبر مناطقهم– كما أنهم يتواجدون في القرى التابعة لها مثل سيهات, جزيرة تاروت, العوامية, الجارودية, أم الحمام, الجش...الخ.

    2–منطقة الإحساء, ومن مناطقهم فيها الهفوف, المبرز, القارة, المنصورة, البطالية..الخ.

    3–مدينة الدّمام, وخاصة في حي العنود, إضافة لأحياء أخرى كالجلوية والعزيزية والنخيل.

    4–بقية مناطق الشرقية كالجبيل ورأس تنورة, والخبر والظهران.

    وإضافة إلى المنطقة الشرقية فإنّهم يتواجدون بكثرة في:

    5–المدينة المنوّرة, وخاصة في حي العوالي. ويطلق عليهم اسم "النخاولة".

    6–مناطق أخرى, بدأوا بالتكاثر فيها مؤخراً كالرياض وحفر الباطن والمنطقة الغربيةة(8).

    هذا فيما يتعلق بالشيعة الإثنى عشرية, أما الشيعة الإسماعيلية والزيديين القادمين من اليمن فإن لهم وجوداً في المنطقة الجنوبية, وفي هذا البحث يقتصر حديثنا عن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية.

    وأما نسبتهم في المملكة فمختلف فيها, خاصة وأن الشيعة دائماً ما يلجأون إلى تضخيم أعدادهم لأغراض سياسية واضحة كما هو الحال في البحرين والعراقة(9) إضافة إلى عدم وجود إحصاءات رسمية تقسم السكان على أساس مذهبي, إلا أنّ مصادر غير سنّية تشير إلى أنهم يشكلون 5% من مجموع سكان المملكة, كما جاء في دراسة "سوريا وإيران والنظام الأمني الخليجي الجديد" ص67 الصادر عن مركز راند الأميركي, والتي نشرها مركز القدس للدراسات السياسية في الأردن, كما أن هذه النسبة وردت في الدراسة الصادرة عن شبكة الدفاع عن السّنة, والتي سبق الإشارة إليها.

    وتعتمد هذه الدراسات عادة على عدد السكان الكلي للمملكة, واحتساب أماكن التجمعات الشيعية من هذا العدد للوصول إلى رقم تقريبي.

    وبعض مراكز الدراسات تجعل نسبة الشيعة في السعودية 10%, مثل مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في مصر في تقريره السنوي الأول الصادر سنة 1993, وهذا المركز عرف عنه المبالغة في أرقام الشيعة, فهو يجعلها في العراق 65% وفي البحرين 70% في تقريره الصادر سنة 1999, وهذه الأرقام لا يخفى على أحد عدم صحتها ومخالفتها للواقع.

    كما أنّ الوكالة الشيعية للأنباء والتي تبالغ هي أيضاً في نسب الشيعة جعلت نسبة الشيعة في السعودية 10% وعلى أي حال, فإن النسبة لا تتجاوز بأي حال من الأحوال 10%, ولا تقل عن 5%, ولا صحة لما ينشره الشيعة بين الحين والآخر من أن نسبتهم في السعودة تصل إلى 15% وربما أكثر.

    أنشطتهم:

    –الدينية:

    يمارس الشيعة عباداتهم وأنشطتهم الدعوية بشكل مكثف في المنطقة الشرقية, وتنقسم هذه الأنشطة إلى:

    1–المساجد والحسينيات:

    وفي مساجدهم في القطيف تسمع في النداء (أشهد أنّ عليّاً ولي الله) و (حي على خير العمل) ولهم مساجد كثيرة منها (الزهراء, عمّار بن ياسر , مسجد الإمام الحسين بصفوى, مسجد الإمام علي, القلعة, العباس, الإمام الحسن في القطيف), ومن الحسينيات (الزهراء, الإمام المنتظر بسيهات, حسينية الناصر بسيهات أيضاً, والزائر بالقطيف, والإمام زين العابدين, والرسول الأعظم, والراشد بسيهات, العامرة في المدينة المنورة).

    وقد كانت القطيف فيما سبق يطلق عليها (النجف الصغرى) لكثرة الحوزات الشيعية فيها.

    2–الدروس والمحاضرات:

    وفي مساجدهم وحسينياتهم, تكثر الدروس والمحاضرات, وتوضع الإعلانات لذلك دون رقيب أو حسيب في الوقت الذي لا يسمح لجيرانهم من أهل السنة بإقامة المحاضرات إلا بإذن من الإمارة ومركز الدعوة, وهذه بعض محاضراتهم:

    أهل البيت في القرآن لعلي السيد ناصر, والتشيع والولاية لعبد الله الموسوي, والتقية وحدودها لمنير الخبّاز, والندوة العقائدية لحسن الخويلدي.

    3–الأعياد والمآتم:

    وهم كغيرهم من الشيعة دائمو الاحتفال بمناسبات يلصقونها بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكثيرو الإقامة للمآتم, ومن ذلك:

    –أسبوع الرسول الأعظم في ذكرى ميلاده مسجد العباس بالعوامية, في الفترة من 12–17 ربيع الأول 1424, وإضافة إلى المحاضرات احتوى الأسبوع على معرض كتاب وأناشيد.

    –الاحتفال بالمبعث النبوي في القطيف في مسجد علي المرهون في 27 رجب 1423, وألقى المحاضرة حسن الصفّار, أحد أبرز علماء وشخصيات الشيعة في السعودية.

    4–حملات وشركات الحج والعمرة:

    وتكثر الإعلانات عندهم عن حملات الحج والعمرة والزيارة لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم والعتبات المقدسة في المناسبات المختلفة, مثل الرجبية, وعطلة الربيع وأشهر الحج وغيرها.

    ويرافق هذه الحملات عدد من شيوخهم للتوجيه والإرشاد ومحاولة التأثير على الحجاج, ومن حملاتهم:

    –حملة الإمام زين العابدين ويشرف عليها حسني مكي الخويلدي.

    –حملة علي أحمد العبد العال في الخويلدية بالقطيف ويشرف عليها حسين صالح آل صويلح.

    –حملة أحمد خميس آل عطية لزيارة مسجد الرسول الأعظم والعتبات المقدسة!

    5–محكمة الأوقاف والوصايا:

    وهي خاصة بهم ويرأسها شيعي, رغم أنها تتبع وزارة العدل. وفي حقبة سابقة وتحديداً زمن مؤسس المملكة عبد العزيز آل سعود تم تعيين الشيخ الشيعي علي الخنيزي قاضياً أكبر في القطيف يتقاضى أمامه جميع السكان السنة والشيعة على حد سواءة(10) .

    ب–التربوية والثقافية:

    للشيعة في السعودية تواجد تربوي وثقافي, وحضور في مختلف المؤسسات والدوائر, وفي مناطقهم الكثير من المدراس لمختلف المراحل وهي غالباً مكتظة بالطلاب, ويقبل الشيعة على العمل في سلك التعليم, وفي الوظائف الإدارية المرتبطة به, ففي منطقة المدينة النبوية التعليمية تعمل 300 مدرسة شيعية, أما في المنطقة الشرقية فالعدد كبير جداً, إضافة إلى أن المدرسين الشيعة يقومون بتدريس الطلاب من أهل السنة, ويبثون فيهم بعضاً من عقائدهم وأفكارهم.

    وإضافة إلى المدارس, فلهم في الجامعات تواجد ملحوظ, وخاصة في جامعة الملك فيصل بالدمام والإحساء والملك فهد بالظهران, كما أن لهم ميولاً للعمل في الكليات والمعاهد التقنية والصناعية.

    ويحرص الشيعة على إقامة المعارض الثقافية ومعارض الكتاب وفيها تباع الكتب المخالفة للعقيدة الإسلامية ككتاب التوحيد لابن بابويه القمي, والآيات البينات لمحمد الحسين كاشف الغطا. كما يحرصون على الكتابة في الصحف والمجلات وإنشاء النوادي الأدبية والإصدارات الثقافية.

    ج–الاجتماعية:

    يمتلك الشيعة جمعيات خيرية عديدة تلقى دعم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبعض أفراد أهل السنة, ومن هذه الجمعيات: جمعية العمران الخيرية, وجمعية المواساة الخيرية بالقارة, وجمعية البطالية, وجميعها بالإحساء.

    وتقوم هذه الجمعيات وغيرها بجهود كبيرة لمساعدة الشيعة في رعاية المرافق العامة في المنطقة كأماكن العبادة ومغاسل الموتى وإصلاح المقابر, وإقامة الدورات المختلفة في الحاسوب والطباعة والخياطة, والاهتمام بالمرضى ومساعدات الزواج وإقامة الأعراس الجماعية التي يعول عليها الشيعة لزيادة نسبتهم في السعودية.

    د–الاقتصادية:

    للشيعة نشاط اقتصادي كبير وخاصة في شرق المملكة وتواجد ملحوظ في المؤسسات النفطية وهم يمارسون مهناً ثابتة كالزراعة والصيد والحرفة (11) , ومن تجارهم الكبار:

    السيهاتي للنقل, وأبو خمسين وهو صاحب تجارة منوعة, والمرهون للمزادات العلنية, كما أنهم يستحوذون على تجارة الذهب في المنطقة الشرقية, وكذلك أسواق الخضار والفواكه, والأسماك والتمور, إضافة إلى المؤسسات المتنوعة في المنطقة الشرقية وكذلك في المدينة المنورة ة(12) .

    هـ–السياسية:

    وكذلك يتولى بعض الشيعة مراكز هامة في الدولة وأيضاً كان لهم مركز معارضة في لندن وواشنطن تصدر عنه مجلة الجزيرة العربية.

    وقد شكل الشيعة عصب التنظيمات والحركات السياسية السرّيّة التي شهدتها المملكة والتي كانت معروفة على الصعيد العربي مثل القوميين والبعثيين والشيوعيين والناصريينة(13) وهذا مما يدل على التقارب الحقيقي بين كافة أبناء اليهودية العالمية (الشيعة/ ابن سبأ – الشيوعية/ ماركس)!

    الشيعة في السعودية والتغيرات الداخلية والأوضاع الإقليمية:

    يتأثر شيعة السعودية كغيرهم من الشيعة سلباً وإيجاباً بالأوضاع الإقليمية, وتطورات الأوضاع في بلدهم, لكن الثابت أن علاقة الشيعة بالسعودية ليست إيجابية في معظم أوقاتها, وقد بدأت المعارضة الشيعية للدولة السعودية منذ وقت مبكر, فقد أنشأ محمد الحبشي سنة 1925 جمعية شيعية اعتبرتها السلطات غير قانونية, وفي سنة 1948 وصلت القلاقل الشيعية إلى حد الانفجار في مظاهرات واسعة النطاق وفوضى عمّت "القطيف" بقيادة محمد بن حسين الهراج, حيث كان المتظاهرون يطالبون بالانفصال عن المملكة, وكان من أسباب الدعوة إلى الانفصال ظهور النفظ في شرق المملكة, وتعاظم أهميتها الاقتصادية.

    وفي سنة 1949 اكتشفت الحكومة وجود جماعة ثورية(14) بالقطيف تعمل تحت اسم جمعية تعليمية, فقامت بحل الجمعية ومات أحد زعمائها وهو اليساري عبد الرؤوف الخنيزي في السجن, وامتدت هذه الحركة إلى الجبيل سنة 1950. وظلت الاضطرابات والمصادمات مستمرة بين شيعة المنطقة الشرقية والسلطات السعودية في أعوام 1953 و 1970 و 1978(15) .

    إيران:

    ومع قدم ثورة الخميني في فبراير سنة 1979, كان شيعة السعودية على موعد مع الأمل, إذ أن هذه الثورة التي انقاد لها معظم الشيعة في العالم أوجدت لديهم الرغبة في الحكم وتأملوا بصعود نفوذهم, ففي أواخر سنة 1979, اندلعت الاضطرابات الواسعة في القطيف وسيهات وجاءت متزامنة مع أيام الحداد الديني لدى الشيعة (عاشوراء) واحتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران, وأحداث جهيمان في مكة المكرمة (16) , كما أنها جاءت استجابة لنداء الخميني لشيعة السعودية بالثورة على آل سعود, وفي 19 نوفمبر سنة 1979 سحق الحرس الوطني السعودي المظاهرات الشيعية واستمرت الاضرابات حتى نهاية ذلك العام.

    وبالرغم من التأثير الكبير للثورة الإيرانية على شيعة السعودية, إلا أن هذا التأثير بدأ بالنزول بسبب تجاوزات نظام الخميني في الداخل وعجزه عن إحراز نصر حاسم على العراق (17) .

    وظلت علاقات السعودية بشيعتها غير ودية, وكانت علاقة المملكة المتوترة مع إيران إحدى أسباب هذا "اللاود", حيث كانت دول الخليج ومن ضمنها السعودية مسرحاً للتخريب الإيراني, والاعتداء على السفارة السعودية في طهران, وبلغ التخريب أوجه في محاولة الاعتداء على بيت الله الحرام, وإفساد موسم الحج عامي 1987 و 1989م.

    إلا أنّ سنوات التسعينات وبعد وفاة الخميني وانتهاء الحرب العراقية الإيرانية شهدت تقارباً إيرانياً مع معظم دول العالمة (18) , ومنها السعودية, حيث توقفت الحملات بين البلدين, وتوثقت العلاقات الاقتصادية, وتوالت الزيارات لكبار المسؤولين من كلا البلدين, ووقّع البلدان اتفاقية أمنية سنة 2001م تعتبر علاقة مميزة في العلاقات بين البلدين.

    وكان من الطبيعي أن ينعكس هذا التقارب بين السعودية وإيران على شيعة السعودية, ومن ذلك الاتفاق الذي تم بين الحكومة السعودية والمعارضة الشيعية في الخارج وعلى أثره أغلقت مكاتبها وعادت إلى السعودية دون ملاحقات.

    العراق:

    وجاءت الأحداث المتسارعة في العراق, وسقوط نظام صدام حسين, والصعود الكبير للشيعة لتنعش آمال شيعة السعودية, حيث قام 450 شخصة شيعية في المملكة فور انتهاء الحرب على العراق, وبدء الظهور الشيعي هناك بتوجيه عريضة إلى ولي العهد السعودي عبد الله بن عبد العزيز يطالبون فيها بتحسين أوضاعهم وأن تتاح أمامهم الفرص, وباستلامهم لمناصب عليا في مجلس الوزراء والسلك الدبلوماسي والأجهزة العسكرية والأمنية ورفع نسبتهم في مجلس الشورى.

    كما طالبوا في العريضة بالتوقف عن وصف مذهبهم بالكفر والشرك والضلال, والسماح بإدخال الكتب والمطبوعات الشيعية إلى البلاد, واستحداث جهة رسمية للأوقاف تابعة إدارياً لوزارة الأوقاف كما هو الحال في البحرين والكويت.

    وقد عبّرت هذه العريضة عن مختلف الأطياف الشيعية, إذ أنها لم تقتصر على رجال الدين, فقد وقّع عليها علمانيون وشيوعيون وشخصيات عادية, كما أنّها شهدت للمرة الأولى مشاركة شيعة المدينة المنورة في العرائض, حيث ولّد الوضع عندهم وعند غيرهم ثقة بالغة بالنفس. كما طالبوا بأن تحترم الحكومة السعودية جميع المذاهب ومنها المذهب الشيعي, كما طالبوا بأن يكون لهم تمثيل في المؤسسات الإسلامية التي ترعاها المملكة كرابطة العالم الإسلامي والندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والمجلس الأعلى للمساجد.

    البحرين:

    وفي البحرين التي حقق فيها الشيعة إنجازات هامة مع قدوم الشيخ حمد بن عيسى 1999 كإطلاق سراح المعتقلين وعودة المبعدين وإنشاء الجمعيات السياسية وإصدار الصحف والمنتديات والدخول إلى المجلس النيابي ومجالس البلديات. والتغيرات التي حدثت في البحرين والعراق والتي ترتبط ارتباطاً كبيراً بالمنطقة الشرقية تؤثر في شيعة السعودية.

    ومن أبرز الذين وقّعوا على هذه العريضة: محمد سليمان الهاجري قاضي محكمة الأوقاف والمواريث بالإحساء, وعلي ناصر السلمان وحسن الصّفّار وهاشم السلمان وهم من رجال الدين, وزكي الميلاد رئيس تحرير مجلة الكلمة, ومن رجال الأعمال جعفر الشايب وحسين النمر وأحمد النخلي ورضا المدلوح…(19) .

    الحرب على الإرهاب:

    وعملت المتغيرات العالمية والحرب على الإرهاب في الضغط على الحكومة السعودية وتم تحميلها المسؤولية أو جزءاً منها في أحداث نيويورك وواشنطن سنة 2001, وبدأ القادة الأميركيون يوجهون هجومهم نحو السعودية وسياستها ومنهاجها التعليمية, وكانت الورقة الشيعية إحدى الأوراق التي تهدف إلى الضغط على الحكومة السعودية وإظهارها بمظهر المعادي لحقوق الإنسان.

    واستغل الشيعة هذا الأمر وبدءوا يعلنون مطالبهم ويكثرون من الشكوى, وأدى هذا إلى قيام الدولة السعودية بعقد الحوار الوطني السعودي لأول مرة بين علماء السنة وممثلين عن الشيعة والإسماعيلية وغيرهم.

    وقد كان لهذا الحوار أصداء كبيرة لم تظهر للآن النتائج المترتبة عليه, لكن الشيعة سعياً لتحقيق المزيد من المكاسب يستخدمون سياسة تصعيد المطالب والاستمرار فيها من أجل إرباك الدولة والاستفادة من حاجة السعودية للأمن لتحسين صورتها في الإعلام العالمي بالتصريح لوسائل الإعلام أنهم مظلومون وأنهم مقموعون وهكذا.


    المراجع:


    1– الأصولية في العالم العربي – ريتشارد دكمجيان.

    2– هموم الأقليات – التقرير السنوي الأول لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في مصر لسنة 1993.

    3– تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدّامة – د. محمد عبد الله عنان.

    4– وجاء دور المجوس – د. عبد الله الغريب.

    5– أطلس تاريخ الإسلام – د. حسين مؤنس.

    6– التاريخ الإسلامي – الجزء السابع – محمود شاكر.

    7– ملوك العرب – أمين الريحاني.


    دوريات ومواقع:

    1– القدس العربي.

    2– شبكة الدفاع عن السّنة.

    3– الوكالة الشيعية للأنباء.

    ––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––––

    (1) القرامطة: حركة باطنية هدّامة, اعتمدت التنظيم السري العسكري, وسميت بهذا الاسم نسبة إلى حمدان قرمط بن الأشعث الذي نشرها في سواد الكوفة سنة 278هـ.

    انظر للمزيد من عقائدهم وأفكارهم وانتشارهم:

    –الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة الصادرة عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي ص395.

    –وجاء دور المجوس للدكتور عبد الله الغريب ص69.

    (2) هناك من يوسّع بلاد البحرين فيرى أنها المنطقة الممتدة بين مسقط (في عُمان) والبصرة (جنوب العراق). انظر ملوك العرب لأمين الريحاني ص720.

    (3) محمود شاكر, التاريخ الإسلامي – الجزء السابع ص117–118.

    (4) المصدر السابق ص115.

    (5) د. حسين مؤنس, أطلس تاريخ الإسلام ص207.

    (6) المصدر السابق ص209.

    (7) المصدر السابق ص209.

    (8) انظر دراسة: المخطط الرافضي في المملكة العربية السعودية الصادرة عن شبكة الدفاع عن السّنة بتاريخ 25/4/2003.

    (9) نشرت شبكة الراصد بحثين عن الشيعة في هذين البلدين في العددين الأول والثالث.

    (10) نجيب الخنيزي – النشاط السياسي للشيعة في السعودية.

    (11) النشاط السياسي للشيعة في السعودية – نجيب الخنيزي المنشور في الوكالة الشيعية للأنباء.

    (12) انظر دراسة المخطط الرافضي في المملكة العربية السعودية المنشور في شبكة الدفاع عن السنة.

    (13) النشاط السياسي للشيعة في السعودية.

    (14) لاحظ انتشار الأفكار الثورية دائماً بين الشيعة وهذا يؤكد الصلة بين التشيع والشيوعيين لأنهم من مصدر يهودي!

    (15) ريتشارد دكمجيان, الأصولية في العالم العربي ص204.

    (16) أصدر شيعة السعودية كتاباً في الثناء على جهيمان وتمجيد ثورته يعنوان "دماء في الكعبة!" وذلك لأنهم يرون أن نجاح جهيمان في القضاء على الدولة السعودية يفتح لهم باباً واسعاً للقضاء عليه فيما بعد.

    (17) المصدر السابق ص206.

    (18) وذلك بسبب السياسة الشيعية الجديدة (الانفتاح الثقافي) ولاحظ أنها جاءت بعد السياسة الشيوعية البيروسترويكا الإصلاح!! وكيف أن إيران والشيعة في الدول العربية قد حصلوا على مكاسب بالدبلوماسية لم يستطيعوا الحصول عليها بالثورة والعنف, ثم للأسف بعض أهل السنة الآن يتخذ العنف الوسيلة الوحيدة للعمل؟!

    (19) انظر القدس العربي 1/5/2003.

  • #2
    رد: التجمعات الشيعيه في البلدان العربيه

    التجمعات الشيعية في البحرين
    شبكة راصد السُنية


    يستحق الوجود الشيعي في العالم العربي, وفي دول الخليج العربي على وجه أخص, أن نفرد له مساحة كبيرة, وتخصص له الدراسات والأبحاث, خاصة وأنّ هذا الوجود يكتنفه الغموض, وتثور حوله التساؤلات, ويتم استغلاله استغلالاً سيئاً من أجل الإساءة إلى أهل السنة وإقصائهم من الحياة السياسية والاجتماعية كما حدث في العراق مؤخراً.

    ولعلّ ما جرى في العراق من تضخيم لنسبة الشيعة هناك, والهجوم المتعمد على السنة وتصويرهم بأنهم أنصار صدام, وتحميلهم وزر جرائم صدام حسين قد مهّد لأن يقوم الشيعة وبالتعاون مع الأمريكان بالانقلاب على أهل السنة وتهميشهم, وإعطائهم ما لا يناسب عددهم من المقاعد الوزارية والتواجد في الحكم, كل ذلك كان يتم استناداً إلى أسس خاطئة وتضخيم للوجود الشيعي, وتقليل لعدد السنة هناك .

    والبحرين دولة خليجية صغيرة في مساحتها, كبيرة في أحداثها, حيث يلعب الوجود الشيعي في دولة البحرين دوراً خطيراً في رسم الأحداث التي تدور في هذه الجزيرة, فقد لعبت قضية "الأكثرية" الشيعية في البحرين دوراً في أعمال العنف والتخريب التي طالتها من قبل الشيعة, وبلغت حدَّ المطالبة بإلغاء النظام الملكي واقتفاء النموذج الإيراني, كل ذلك تم بفعل انتشار مقولة "الأكثرية" وترويجها لأغراض سياسية واضحة, وهو الأمر الذي نحن بصدد مناقشته ودراسته حيث أننا سنتطرق إلى الوجود الشيعي في البحرين وكيفية دخول التشيع إليها, والهيئات والتيارات الشيعية العاملة هناك, وعلاقة هذه التجمعات بإيران, وأثر العلاقات البحرينية الإيرانية على شيعة البحرين, وسنتابع في حلقات قادمة إن شاء الله واقع التجمعات الشيعية في دولاً خليجية وعربية أخرى كالكويت والسعودية واليمن ولبنان..., وفيها نعرض تواجدهم والاختلاف الذي طرأ على أحوالهم وصعودهم المستمر ونظرتهم إلى بلدانهم.

    لمحة تاريخية:

    في قديم الزمان, كان يطلق على البلاد الواقعة على الساحل الغربي للخليج العربي كلها اسم "البحرين", أو بالأحرى المنطقة الواقعة بين مسقط والبصرة, ثم اختزل الاسم, وصار مقصوراً اليوم على تلك الجزيرة الرابضة في قلب الخليج العربي, وقد كانت فيما سبق تسمى "أوال", وهو صنم لبكر بن وائل وأخيه تغلب, فسميت الجزيرة باسم صنم أوال, لأن بني وائل مع عبد قيس كانوا يسكنونها في ذلك الزمان.

    وقد كانت البحرين, أي البلاد التي على الساحل من البصرة إلى مسقط مستعمرة فارسية قبل الإسلام وفي السنين الأولى من البعثة النبوية, فقد بسطوا نفوذهم عليها سنة 615م ولكنّ حكامها كانوا غالباً من أمراء العرب, وكان سكانها من المجوس واليهود والنصارى ومن عرب نجد, وأكثر هؤلاء من عبد قيس ووائل وتميم.

    وفي السنة الثامنة للهجرة, أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه الكرام وهو العلاء بن الحضرمي ليدعو أهل هذه البلاد إلى الإسلام, ودخل في دين الله خلق كثير, إلا أنهم ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم, فانطلق العلاء الحضرمي والجارود بن عبد القيس لتأديب المرتدين وانضم إليهما خالد بن الوليد رضي الله عنه, وعادت بلاد البحرين إلى الإسلام.

    وأما هذه الجزيرة فقد دالت للخلفاء الراشدين ثم لبني أمية ومن بعدهم لبني العباس, ولكنها لم تخلص من الاغتصابات, ومن هؤلاء الخوارج وصاحب الزنج والقرامطة وغيرهم.

    ونظراً لموقعها المميز, وأهميتها لخطوط الملاحة وانتشار الزراعة وصيد اللؤلؤ, فقد تسابق إليها الفاتحون في قديم الزمان(1).

    وفي العصور الحديثة, سيطر العمانيون والبرتغاليون عليها ويعود سبب الوجود الاستعماري الغربي في هذه المنطقة إلى الاتفاقيات المشبوهة التي عقدتها الدولة الصفوية الشيعية مع الدول الاستعمارية وعلى رأسها البرتغال واسبانيا والمجر والبندقية من أجل القضاء على الدولة العثمانية, ووقف فتوحاتها في أوروبا, وقد كان عهد الدولة الصفوية بشهادة الجميع هو عهد إدخال قوى الاستعمار في المنطقة حيث مهّدت لها الطريق, وفي نفس الوقت أعاقت فتوحات العثمانيين, وشغلتهم عن مهامهم الكبرى(2).

    كانت الدولة الصفوية الشيعية التي حكمت إيران بدءاً من سنة 906هـ (1500م) يقلقها أن ترى دولة الخلافة العثمانية منطلقة في فتوحاتها شرقاً وغرباً لنشر الإسلام وتوسيع رقعته, فبدأت بمناوشة العثمانيين واستفزازهم, وتوجيه الطعنات لهم من الخلف, وحياكة المؤامرات, وخاصة في عهد الشاه اسماعيل الصفوي, ونشب القتال بين العثمانيين والصفويين في موقعه جالديران سنة 1514م, وانتهت المعركة بهزيمة نكراء للصفويين, إلا أنها لم تنه الوجود الصفوي, فأخذ الشاه اسماعيل الصفوي يقيم العلاقات مع الدول الغربية من أجل القضاء على العثمانيين, وتمت بينه وبين البوكرك, الحاكم البرتغالي في الهند اتفاقية نصّت على أربع نقاط:

    1-تصاحب قوة بحرية برتغالية حملة إيران على البحرين والقطيف.

    2-تتعاون البرتغال مع إيران في إخماد حركات "التمرد" في بلوشستان ومكران.

    3-تتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية.

    4-تصرف حكومة إيران (الصفوية) النظر عن جزيرة هرمز, وتوافق على أن يبقى حاكمها تابعاً للبرتغال, وأن لا تتدخل في أمورها الداخلية(3).

    ونتج عن ذلك أن احتل البرتغاليون البحرين من سنة 1521م إلى سنة 1602م, ثم استولى عليها بعد ذلك الإيرانيون الفرس وحكموها بشكل متقطع حتى سنة 1783 عندما تمكن عرب عتبة من طرد الإيرانيين منها, وعائلة آل خليفة الحاكمة تنحدر من قبيلة عتبة, وقد دخلوا في اتفاقيات حماية مع بريطانيا حتى إعلان الاستقلال سنة 1971(4).

    سكان البحرين:

    دأب الشيعة على رفع نسبتهم في جميع البلدان التي يقيمون فيها لأسباب سياسية لا تخفى على أحد, ومن تلك الدول البحرين التي بالغ البعض بالقول بأن الشيعة العرب منهم ذوي الأصول الإيرانية يشكلون 60 إلى 65% من إجمالي السكان!

    وقد جاء في تقرير مركز ابن خلدون حول الأقليات لسنة 1993 أن سكان البحرين ينقسمون إلى ثلاث مجموعات:

    العرب الشيعة ونسبتهم 45% من مجموع السكان, والعرب السنة ونسبتهم كذلك 45% أما الإيرانيون 8%, وثلثهم سنة والثلثان من الشيعة, وبذلك يصل الشيعة العرب والإيرانيون إلى حوالي 52%, أما السنة العرب والإيرانيون البلوش فنسبتهم 48%(5).

    إلا أن تقرير ابن خلدون ذاته الصادر سنة 1999(6) قام برفع نسبة الشيعة في البحرين إلى 70%, وهي نسبة غير واقعية ومنافيه للواقع السكاني في البحرين, ولم يذكر التقرير الأسس التي استند عليها لرفع نسبة الشيعة من 52% إلى 70% خلال 6 سنوات, على الرغم من أنه لم يحصل ما يدعو إلى ارتفاع النسبة بهذا الشكل وخلال هذه الفترة القصيرة, سوى ما عزاه التقرير إلى أن الشيعة معظمهم ريفيون يكثر عندهم الإنجاب وتعدد الزوجات. بالرغم من صحة هذا الأمر الذي يتم بدعم وتشجيع القيادات الطائفية مع التكفل بالمصاريف اللازمة وذلك من أموال الخمس!

    والأمر يدعو للغرابة أيضاً إذا علمنا أن المركز قام بالشيء نفسه عند تناول قضية الشيعة في العراق(7) .

    وقد نقل د. خالد العزي في كتابه: "الخليج العربي في ماضيه وحاضره" نداءً وجّهته صحيفة السياسة الكويتية في 5/12/1971 إلى شعوب وحكومات الدول العربية إلى اتخاذ كافة السبل لردع خطر التسلل الإيراني في الأرض العربية, وقالت الصحيفة بأن المتسللين يشكلون طابوراً خامساً ينبغي التقليل من أهمية خطره خاصة بعد احتلال الجزر العربية (الإماراتية), وصفت خطر التسلل الإيراني بأنه لا يقل خطورة عن التسلل الصهيوني الذي يعتبر أحد أسباب ضياع فلسطين واغتصابها(8), وقبل ذلك كان مجلس الجامعة العربية, وفي دورته الحادية والأربعين 31/3/1964 بحث موضوع الهجرة الأجنبية إلى إمارات الخليج وطلب من الدول المعنية تقييدها والتبصر بالأخطار التي تواجهها(9).

    إذاً لا يخفى أن زيادة عدد الشيعة في الخليج عامة والبحرين خاصة كان بسبب الهجرة الإيرانية المتزايدة إلى بلدان الخليج أثناء الحكم البريطاني, في ظل غفلة أهلها وتساهل شيوخ الخليج, بل إن بعض الذين زاروا البحرين أو كتبوا عنها في بدايات هذا القرن يذكرون صراحة أن الوجود الشيعي هو وجود أجنبي, يقول أمين الريحاني في كتابه "ملوك العرب" الصادر سنة 1924 ص721 ما يلي: وهي (البحرين) على صغرها عامرة بمئتي ألف من العرب والأعاجم من الشرق والغرب, بيد أنها لا تزال عربية الأصل والحكم, عربية اللغة والروح, لأن أكثر سكانها من العرب الأصليين, عرب نجد, وفيهم من المذاهب الإسلامية المالكي والشافعي والحنبلي والجعفري, اما الجعفريون فهم مثل الهنود يعدون من الأجانب لأنهم إيرانيون أو إيرانيو التبعية.

    وقد جاءت نتائج الانتخابات البلدية والنيابية سنة 2002, وحصول الشيعة في الأولى على 23 مقعداً من 50 وعلى 13 مقعداً من أصل 40 مقعداً في الثانية, لتعطي صورة تقريبية عن حجم الشيعة في البحرين, فإذا كان حصولهم على أقل من ثلث مقاعد المجلس النيابي بسبب مقاطعة بعض تنظيماتهم للانتخابات يبدو ومفهوماً بعض الشيء, فإن حصولهم على أقل من نصف مقاعد البلديات في الانتخابات التي شارك فيها جميع قطاعاتهم تبطل نظرية الأغلبية الكاسحة أو المطلقة.

    العلاقات البحرينية الإيرانية وأثرها على شيعة البحرين

    عند الحديث عن علاقات البحرين بإيران وأثرها على شيعة البحرين نقف عند حقيقتين هامتين هما:

    1-أن إيران بعد ثورة الخميني سنة 1979 أصبحت قبلة الشيعة في العالم, ووضعت نفسها وصيّة على الطوائف الشيعية في كل مكان, وكذلك الطوائف الشيعية جعلت من إيران نموذجها وقدوتها, وهذا لا يمنع وجود تيارات وهيئات شيعية تعادي إيران أو لا تعترف بولايتها لأسباب ترجع للتنافس على الزعامة مع الخميني بالدرجة الأولى, وهذا هو أيضاً سبب انشقاق مجاهدي خلق على الثورة الخمينية وغيرها من التيارات والشخصيات الشيعية, ولم تكن المشاعر الشيعية تجاه إيران محصورة بدولة الخميني, إنما كانت الدولة الصفوية التي حكمت إيران بدءاً من سنة 906هـ (1500)م تمارس الدور ذاته.

    2-أن الجاليات الشيعية في العالم وفي دول الخليج خاصة تتأثر سلباً وإيجاباً بعلاقات بلدانهم مع إيران, خاصة وأن هذه الجاليات تستخدم من قبل إيران لتنفيذ مخططاتها في هذا البلد أو ذاك.

    ولقد كانت العلاقات الإيرانية البحرينية مثالاً للتوتر والشكوك في معظم فتراتها, بسبب أطماع إيران في هذه الجزيرة واعتبارها جزءاً من أراضيها, وعدم الاعتراف بجوازات السفر التي كانت تصدرها البحرين, واعتبارها إحدى المحافظات الإيرانية..., بل واحتسابها من إرث ممكلة فارس التي ورثتها إيران اليوم.

    ولا يقتصر النهج العدائي هذا على جزيرة البحرين, بل قامت إيران باحتلال ثلاث جزر تتبع دولة الإمارات العربية المتحدة هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى, سنة 1971 وسنة 1992, وما زالت إيران تحتلها حتى اليوم وترفض التخلي عنها.

    ولعلّ تصريح رئيس وزراء إيران سنة 1944 حاجي ميرزا أغاسي ما يوضح حقيقة النظرة الإيرانية إلى الخليج فيقول: ((إن الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة بأن (الخليج الفارسي) من بداية شط العرب إلى مسقط بجميع جزائره وموانيه بدون استثناء وبدون منازع ينتمي إلى فارس))(10).

    وهذا خلاف ما يذكره المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون فيقول: "إن البحرين كانت مرتبطة مصيرياً بالإحساء, فهي لا تبعد أكثر من 24كم, بينما يتجاوز بعدها عن إيران 200كم"(11).

    وقد حكم الإيرانيون البحرين بشكل متقطع من سنة 1601 إلى سنة 1783 عندما تمكن آل خليفة من طردهم من بلادهم, والحكم الصفوي يشكل مرحلة من مراحل الأطماع الإيرانية في هذه الجزيرة, وقد سارت إيران في عهد البهلويين على المنوال نفسه, فقد كان شاه إيران محمد رضا بهلوي دائم التهديد للبحرين, ويعتبرها جزيرة إيرانية, وقد هدّد بضمها إلى بلاده, إلا أن بريطانيا التي كانت تحتل البحرين آنذاك ساهمت في وقف المخطط الإيراني, مقابل غض الطرف عن استيلاء إيران للجزر الإماراتية الثلاث, إلى أن جاء الاستفتاء الشهير سنة 1971, والذي أيّد فيه معظم البحرينيين الاستقلال.

    ومع قدوم ثورة الخميني سنة 1979, تبنت إيران مبدأ تصدير الثورة, وهو أن تنشر مذهبها وفكرها بالقوة, واصطدمت بالعراق ودخلت معه في حرب مدمرة استمرت 8 سنوات, واما دول الخليج العربية فقد نالها من الأذى والتخريب الإيراني الشيء الكثير, وكان الخميني يقول: ((إن العرب حكموا المسلمين وكذلك الأتراك وحتى الأكراد, فلماذا لا يحكم الفرس وهم أعمق تاريخاً وحضارة من كل هؤلاء؟))(12) .

    وفي بداية الثورة الإيرانية انقسم شيعة البحرين إلى قسمين:

    الأول: صغير محافظ, كان يطالب ببعض الإصلاحات وتحسين أوضاع الشيعة.

    الآخر: كبير, كان يطالب بالإطاحة بالنظام الملكي وتشكيل جمهورية تسير على النهج الإيراني(13).

    ويذكر ريتشارد دكمجيان أن شيعة البحرين بسبب أصلهم الفارسي(14) أحسوا بشيء من الغربة في البحرين, وفي نفس الوقت آثروا الاقتراب من إيران, وقد حاول الخميني –خلافاً لجهود الشاه في ضم البحرين- أن يثور الشيعة للقضاء على آل خليفة, وكانت الأداة الرئيسة "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين", وكان من قادتها هادي المدرسي الذي أبعدته السلطات البحرينية, وبعد إبعاده اشتغل ببث التطرف وسط شيعة البحرين واتهم بأن له دوراً في محاولة انقلاب سنة 1981(15) .

    والشيعة في البحرين يفتخرون بأنهم وقفوا مع استقلال البحرين سنة 1971, ويذكرون هذا دليلاً على ولائهم لبلادهم وعدم تبعيتهم لإيران, كما جاء في مقابلة مع المعارض البحريني الشيعي عبد الوهاب حسين(16) , إلا أن ذلك الحماس للبقاء مع البحرين, كان الدافع إليه هو الصراع القائم بين رجال الدين الشيعة والشاه, والعداء المتبادل فمن غير المعقول لدى الشيعة آنذاك أن يطالبوا بإلحاق البحرين إلى إيران الشاه وهم يسعون في الوقت نفسه إلى إزاحته, فقد كان الاستفتاء في أيام الشاه, وقبل قدوم ثورة الخميني بثمان سنوات, وهي الثورة التي رآها الشيعة في مختلف أنحاء العالم النموذج والقدوة, وسرعان ما أثارت هذه الثورة الشجون في نفوس شيعة الخليج, وفي شيعة البحرين على وجه الخصوص وأثارت فيهم الرغبة بالتبعية للوطن الذي صار قبلة لشيعة العالم, وتجسّد ذلك في أعمال العنف والتخريب التي مارسها شيعة الخليج طيلة سنوات الثمانينات وجزءاً من عقد التسعينيات, حيث باتت أعلام إيران وصور قادتها خميني وخامنئي وأعلام حزب الله اللبناني التابع لإيران مشهداً مألوفاً في أنشطة وتظاهرات شيعة البحرين.

    وكانت المعارضة الشيعية قد بدأت في تنظيم صفوفها في وقت مبكر, خاصة عقب قيام الثورة الإيرانية سنة 1979 ونشرها لفكرة تصدير الثورة, حيث تشكلت أولى حركات المعارضة الشيعية في البحرين "الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين" في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه, ثم تشكلت بعدها كل من "حركة أحرار البحرين الإسلامية" التي تتخذ من لندن مقرّاً لها, و"حزب الله-البحرين" الذي كانت السلطات البحرينية تنظر إليه بوصفه تنظيماً سياسياً شيعياً تابعاً لسلسلة تنظيمات أنصار الثورة الإيرانية في الخارج "منظمات حزب الله"(17).

    وبعد الأحداث الدامية التي اندلعت في سنوات التسعينات, وكان أشدها سنة 1994 بين الشيعة والسلطات البحرينية, هدأت الأمور سنة 1999 مع استلام الشيخ حمد بن عيسى مقاليد السلطة خلفاً لوالده عيسى بن سلمان.

    ودخلت البحرين مرحلة جديدة, فتم تحسين الأوضاع الداخلية والعفو عن المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات, وأخذ الشيعة يستفيدون من الوضع الجديد, ومن ذلك تأسيسهم للجمعيات, وهي تمارس العمل السياسي, حيث لا يسمح في البحرين بتشكيل الأحزاب.

    وبالرغم من تبعية الكثير من شيعة البحرين لإيران, إلا أنه جدير بالذكر أن هناك قطاعاً هاماً يرتبط بحكام البحرين ارتباطاً كبيراً, ولا يدينون لإيران.

    المؤسسات الشيعية في البحرين:

    1-جمعية الوفاق الوطني الإسلامية:

    وهي امتداد ووريث لحركة أحرار البحرين المعارضة خارج البحرين, ويرأس الجمعية الشاب علي سلمان ونائبه هو حسن مشيمع, وتعتبر الجمعية التيار الرئيس في أوساط شيعة البحرين, وقد اعتبرت المحرّك الأساسي لصدامات 1994-1998 مع السلطة, كما أن الجمعية كانت هي المحرك الرئيس لمقاطعة الانتخابات النيابية سنة 2002 على الرغم من أن البرلمان المنتخب كان دوماً من أبرز مطالبها.

    وفي لقاءات صحفية, ينفي رئيس الجمعية وجود علاقة بين الحركة الشعبية في البحرين, وبين النظام القائم في إيران, كما انه قال في افتتاح المؤتمر الأول للجمعية بأنها تعمل ضمن النظام القائم في البحرين, مما يوحي بولاء شيعة البحرين لدولتهم.

    وهذا ينسجم مع تحويل إيران لسياستها الخارجية من تصدير الثورة إلى الانفتاح الثقافي, والذي كان صداه لدى التجمعات الشيعية هو المناداة بالوطنية والحقوق للمواطنين المظلومين من الآخرين!

    2-جمعية العمل الإسلامي:

    تيار شيعي محدود, وتعد امتداداً للجبهة الإسلامية لتحرير البحرين, ويرأسها محمد علي المحفوظ, الذي كان قد شنّ هجوماً على الجمعيات السنيّة مثل المنبر والشورى والأصالة واصفاً إيّاها بأنها تحقق النتائج المرجوّة منها, وقد قامت الجمعية بمقاطعة الانتخابات النيابية سنة 2002.

    3-جمعية الرابطة الإسلامية:

    شيعية مقربة من الحكومة, فاز منها عضوان في الانتخابات النيابية الأخيرة.

    4-جمعية أهل البيت:

    شيعية, تم الاحتفال بافتتاح مقرها الجديد في 20/5/2003 في مدينة المحرق, من مسؤوليها عبد الله حيدر ومحمد الفردوسي, ولها موقع (أهل البيت نت).

    5-جمعية الرسالة الإسلامية:

    تتبع خط المدرسي والشيرازي, وقد عقدت في نهاية اكتوبر سنة 2002 المؤتمر النسائي الأول, واتصلت خلاله بهادي المدرسي وهو من مؤسس النشاطات الرسالية في البحرين منذ السبعينات, كما أنها أصدرت بياناً شديداً ضد منظمة مجاهدي خلق لاحتجازهم لفترة من الوقت المرجع الشيعي محمد تقي المدرسي أثناء وجود في العراق, كما أنها قامت بحملة لجمع التبرعات مع جمعية أهل البيت أثناء الحرب الأمريكية على العراق.

    6-جمعية التوعية الإسلامية:

    يرأسها عبد الوهاب حسين, وتعتبر بمثابة الجناح الثقافي والاجتماعي لجمعية الوفاق, كون هذه الأخيرة أقرب ما تكون إلى حزب سياسي, كانت تعتبر امتداداً لخط "حزب الدعوة" وأغلقتها السلطات سنة 1982.

    وإضافة إلى تأسيس الجمعيات وممارستها للعمل السياسي والثقافي والاجتماعي, فإن مظاهر أخرى بارزة تشير إلى ممارسة الشيعة لدور كبير في البحرين, منها:

    1-تأسيس وصدور صحيفة الوسط اليومية التي يرأس تحريرها المعارض الشيعي السابق منصور الجمري, وهو نجل رجل الدين المعارض عبد الأمير الجمري.

    2-المشاركة الحكومية في المناسبات الشيعية كعاشوراء والمآتم, ودعمها وتسهيل دخول المشاركين فيها من دول أخرى كإيران والعراق وسوريا.

    3-عودة المعارضين الشيعة من الخارج, وممارستهم لحياتهم الاعتيادية داخل البحرين, ومنهم الجمري والعلوي وعلي سلمان.

    4-القرار الحكومي بتدريس المذهب الشيعي الجعفري في المدارس, وتعيين مدرسين لذلك في مختلف المراحل.

    5-تطور العلاقات بين البحرين وبعض الهيئات الشيعية في الخارج كمؤسسة الخوئي في لندن التي استطاعت تنظيم مؤتمر للتقريب بين الشيعة والسنة في البحرين في شهر سبتمبر (أيلول) 2003.

    الانتخابات البلدية والنيابية:

    في ظل الأجواء الانفتاحية التي شهدتها البحرين بدءاً من سنة 1999, تم في العام 2002 إجراء انتخابات المجالس البلدية في 9/5/2002, وانتخابات المجلس النيابي في 24/10/2002.في الانتخابات البلدية حصل السنة على 27 مقعداً من أصل 50, فيما حصل الشيعة على 23 مقعداً. وفي الانتخابات النيابية التي قاطعها جزء من الشيعة بسبب عدم أخذ الحكومة لبعض اقتراحاتهم ومنها: بعض التعديلات الدستورية التي سلبت السلطة التشريعية صلاحياتها وتعيين مجلس موازٍ للمجلس المنتخب له نفس الصلاحيات, ومنع الجمعيات من ممارسة العمل السياسي, وهذا المطلب الأخير تراجع عنه ملك البحرين وسمح للجمعيات فيما بعد بطرح مرشحين وممارسة العمل السياسي, حصل السنة على 27 مقعداً من أصل 40, فيما حصل الشيعة على 13 مقعداً, في المجلس المنتخب, أما الشق الثاني من المجلس, وهو المجلس المعيّن, فقد تمّ تعيين 38 سنيّاً وشيعياً مناصفة, فيم تم تعيين مسيحي ويهودي في المقعدين المتبقيين من أصل 40 مقعداً. وفي الحكومة التي شكلت بعد إجراء الانتخابات النيابية, عين العديد من الشخصيات الشيعية فيها وأبرزها:

    1-مجيد العلوي وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية.

    2-محمد علي الستري وزيراً لشؤون البلديات, وكان قبلها مديراً للأوقاف الجعفرية.

    3-خليل حسن وزيراً للصحة.

    4-عبد الحسين ميرزا وهو أول وزير بحريني من أصل إيراني.



    أهم المراجع


    1-الأصولية في العالم العربي......................................ريتشار د دكمجيان.

    2-وجاء دور المجوس............................................ د. عبد الله الغريب.

    3-ويل للعرب: مغزى التقارب الإيراني مع الغرب والعرب..........عبد المنعم شفيق.

    4-أطلس الإسلام........................................... .......... د.حسين مؤنس.

    5-ملوك العرب............................................. ...........أمين الريحاني.

    6-الصفويون والدولة العثمانية.............................أبو الحسن علوي عطرجي.

    7-هموم الأقليات..........التقرير السنوي الأول لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية

    في مصر سنة 1993.

    8-الملل والنِّحل والأعراق.....التقرير السنوي السادس لمركز ابن خلدون سنة 1999.

    9-الخليج العربي , دراسة موجزة ................... مكتب الدعاية والنشر والإعلام.

    10-الخليج العربي في ماضيه وحاضره ............................. د. خالد العزّي.


    دوريات ومواقع:

    1-مجلة مختارات إيرانية.

    2-مجلة الوطن العربي.

    3-مجلة النور.

    4-الوكالة الشيعية للأنباء.

    5-الجزيرة نت.

    --------------------------------------------------

    (1) أمين الريحاني, ملوك العرب, الجزء الثاني ص720 وما بعدها. و د. عبد الله الغريب, وجاء دور المجوس ص 301-302

    (2) أبو الحسن علوي عطرجي, الصفويون والدولة العثمانية, ص48.

    (3) المصدر السابق ص49.

    (4) وجاء دور المجوس ص301-302.

    (5) ص302.

    (6) ص 195.

    (7) انظر التفاصيل في بحث "الشيعة والعراق" المنشور في العدد الأول من (الراصد).

    (8) ص243.

    (9) الخليج العربي دراسة موجزة ص61.

    (10) وجاء دور المجوس ص302.

    (11) نقلاً عن كتاب (الخليج العربي دراسة موجزة) ص51.

    (12) انظر مقال: خطط الشيعة لحكم قطر, الوطن العربي 26/7/2002.

    (13) مجلة مختارات إيرانية , فبراير 2003 ص91.

    (14) شيعة البحرين خليط من أصول عربية وفارسية وينحدر معظم العرب من الإحساء, في شرق الجزيرة العربية –المحرر-

    (15) الأصولية في العالم العربي, ص213 وما بعدها.

    (16) الوطن العربي 6/12/2002.

    (17) شفيق شقير – الجزيرة نت 24/10/2002.

    تعليق


    • #3
      رد: التجمعات الشيعيه في البلدان العربيه

      التجمعات الشيعية في الكويت
      شبكة راصد السُنية



      المتتبع لوضع التجمعات الشيعية في الكويت يلمس ملامح مشتركة مع دول الخليج الأخرى: فالأصل الشيعي في هذه الدولة يعود إلى حكم القرامطة لشرق الجزيرة العربية, ومن ضمنها الكويت.

      كما أن انتشارهم وكثرة أعدادهم في العصور الحديثة كان نتيجة مخطط مدروس, لعبت فيه الهجرة ِاِلإِِيرانية إلى الكويت دوراً بارزاً في أن يصبح شيعة الكويت حوالي خُمس سكانها, وهو الأمر الذي تم تنفيذه في إمارات ودول الخليج الأخرى, وإن كان بنسب متفاوتة.

      وقد ساعدت مجموعة من الظروف الداخلية والإقليمية والدولية شيعة الكويت في زيادة نفوذهم, وهو الأمر الذي نحذر منه, وندعو المخلصين من أهل السنة إلى الحذر ومعرفة دوافع الشيعة وأهدافهم(1) .

      دخول التشيع إلى الكويت وانتشاره:

      تعتبر الكويت امتداداً طبيعياً للساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية, وكانت المنطقة الممتدة من مسقط إلى البصرة ومن ضمنها الكويت يطلق عليها "البحرين" قديماً, ويرجع الوجود الشيعي في هذه المنطقة إلى دولة القرامطة, وهم من الشيعة الإسماعيلية, وقد استولى الشيعة القرامطة على هذه المنطقة أواخر القرن الثالث الهجري حتى سنة 467هـ أثناء الحكم العباسي.

      وكان القضاء عليهم زمن السلاجقة الذين استعان بهم عبد الله بن علي العيوني, وأسس دولته على أنقاضها(2) .

      وفي العصور الحديثة لعبت الهجرة من إيران دوراً كبيراً في زيادة عدد الشيعة في الكويت, وكانت هذه الهجرة المنظمة والكثيفة تهدف إلى الاستفادة من الرخاء المأمول بسبب اكتشاف النفط, إضافة إلى رغبة إيران في تشكيل تجمعات شيعية كبيرة في دول الخليج, تسهّل على إيران المطالبة بهذه المناطق وادّعاء ملكيتها لها, كما حدث في جزر الإمارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي احتلتها إيران سنة 1971 وأعادت احتلالها سنة 1992, وكما حدث أيضاً في المطالبة الإيرانية المستمرة بدولة البحرين.

      وبالرغم من عدم وجود إحصاء رسمي يبين عدد الشيعة في الكويت, إلا أن عدداً من المصادر يشير إلى أن نسبتهم تقارب 20% من مجموع السكان(3) , ويتركز معظمهم في مدينة الكويت والمناطق المجاورة لها.

      ونصف هؤلاء الشيعة هم من أصول عربية, والنصف الآخر من أصول إيرانية وفدت إلى الكويت وإلى دول خليجية أخرى في القرون الثلاثة الماضية, وقد تعرب معظمهم واكتسب جنسية هذه البلاد, وما يزال معظمهم يحتفظ بكثير من عناصر الثقافة الفارسية, بما في ذلك اللغة(4) .

      أما هجرة الإيرانيين الشيعة إلى دول الخليج ومنها الكويت, فجاءت نتيجة جهود منظمة ومدروسة(5) , وقد أشار د. عبد الله الغريب إلى جانب من المخطط الإيراني للسيطرة على الخليج, حيث اعتبرت الهجرة إحدى ركائز هذا المخطط(6) .

      وتدفق على الكويت, ودول الخليج الأخرى عدد كبير من الأيدي العاملة الإيرانية, كثير منهم جاء بطرق غير مشروعة, وساعدهم في الإقامة التجار الإيرانيون, الذين أصبحوا مواطنين من أهل الخليج, بل ووكلاء وشركاء لأفراد من الأسرة المالكة, وبعضهم تسلل عن طريق البحر, واستفاد العمال الإيرانيون من الفراغ الذي كان يعيش فيه الخليج العربي بعد الحرب العالمية الثانية, إضافة إلى تواطؤ الاستعمار البريطاني مع إيران.

      وسعى هؤلاء الإيرانيون إلى التسلل إلى أجهزة الدولة الحساسة, خاصة تلك التي تمنح الجنسية والإقامة, حيث كان شيوخ الخليج يتساهلون في منح الجنسية, وكانت جوازات السفر تباع كأي سلعة(7) .

      وقد ذكرت صحيفة الجمهورية العراقية الصادرة بتاريخ 25/5/1971, نقلاً عن صحيفة الخليج الصادرة في الكويت في 24/5/1971 أنّ إحدى الإمارت العربية (دبي) باعت أربعة آلاف جواز سفر مستوفية لجميع الشروط إلى إحدى الدول المجاورة المعادية للقضايا العربية (إيران), وقالت إن هذه الخطوة تأتي نتيجة تعامل واضح مع سلطات تلك الدول لتمهيد غزو بشري خطير للمنطقة لصالح تلك الدولة(8) .

      تياراتهم:

      يتوزع الشيعة في الكويت بين تيارات عديدة علمانية ودينية, فالقوى العلمانية تميل غالباً إلى جانب الحكومة, وتعارض سيطرة رجال الدين على العمل الشيعي, كما ظهر ذلك واضحاً في قضية الوقف الجعفري(9) .

      وأما القوى الدينية فيمكن تقسيمها إلى ثلاث تيارات:

      1-التيار الإيراني: ويؤمن بولاية الفقيه والمرجعية الإيرانية, وقد برز هذا التيار بعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979م, وممن ينتمي إليه النائبان في البرلمان السابقان عدنان عبد الصمد وعبد المحسن جمال.

      2-التيار الشيرازي: وهو الذي يتبع المرجع محمد الشيرازي الذي أقام في الكويت تسع سنوات (1971-1980) قادماً من العراق, وأسس دعوة له, وأقام المؤسسات والهيئات الشيعية وكان نشيطاً في طبع الكتب(10) , كما أنه استطاع أن يكسب شريحة لا بأس بها من الكويتيين لتقليده.

      واستطاع في تلك الفترة أن يخترق الجماعة (الشيخية), وأن يستصدر فتوى من زعيمها حسن الإحقاقي الأسكوئي بجواز تقليد العلماء غير الشيخيين, وأن يفتح الطريق بذلك لكسب عدد من شباب (الشيخية) لتقليده(11) .

      وقد استطاع تيار الشيرازي أن يستحوذ على جزء كبير من العمل الشيعي, مثل الداعين إلى هيئة الأوقاف الجعفرية.

      وينتمي إلى هذا التيار محمد باقر المهري أمين عام تجمع علماء الشيعة في الكويت والنائب صالح عاشور.

      3-الشيخية: وهي فرقة انفصلت عن التيار العام للشيعة الأصولية, أي عن الاثنى عشرية في القرن التاسع عشر ميلادي على يد الشيخ أحمد الأحسائي, حيث أقام أحد شيوخها وهو الميرزا علي بن موسى الأسكوئي الحائري في الكويت سنيناً, وكان مجموعة من شيعة الكويت يقلدون والده موسى بفعل تأثر الكويت وقربها من العراق, وكربلاء خاصة, حيث أحد مقرات هذه الطائفة وإقامة شيوخها.

      وكان قد حضر الكويت مرتين في حياة والده, وبعد وفاة والده صار علي موسى المرجع العام للعرب والعجم من الشيخية, وسكن الكويت, وكان يقضي أيام الصيف في كربلاء غالباً, أثناء وجوده في الكويت قام بتأسيس الحسينية الجعفرية والعباسية, وتوسيع المسجد الجامع ومسجد آخر, وهو أول من بنى مأذنة في الكويت بعد جهد كبير, وأول من سعى في إعلان الشهادة الثالثة (أشهد أن عليّاً ولي الله) على المنابر والمنائر.

      وقد توفي في الكويت سنة 1386هـ (1966م), ونقل من الكويت إلى كربلاء, حيث دفن هناك(12) . وإضافة إلى نشاطه في الكويت, فلقد كان له نشاط ملحوظ في الإحساء (شرق السعودية) حيث أسس حسينية الجعفرية والحسينية الحيدرية, وأحيى كثيراً من كتب علماء الشيخية فطبع العديد من مؤلفاتهم.

      وبعد وفاة علي خلفه على رئاسة الطائفة حسن بن موسى الإحقافي الاسكوئي الحائري المولود سنة 1318هـ (1900م), حيث انتقل إلى الكويت بعد تشييع جثمان أخيه في كربلاء, وصار هو المرجع المقلّد للشيخية في الكويت, وقد استطاع تأسيس مكتبة عامة هناك, إضافة إلى صناديق إعانة للعرب والعجم(13) .

      وفي عهد حسن هذا, استصدر محمد الشيرازي فتوى منه بجواز تقليد الشيخيين للعلماء الشيعة من غير طائفتهم.

      وبعد وفاته, استلم مقاليد الطائفة في الكويت ابنه عبد الرسول, حتى وفاته قريباً في 26/11/2003 ودفن في كربلاء وبويع ابنه الميرزا عبد الله الإحقافي من وكلاء والده في الكويت والبحرين والإحساء والقطيف والدمام مرجعاً للطائفة في الكويت, ولهم الكثير من الأنشطة(14) في الكويت منها مجلس العباس, والعديد من الحسينيات.

      مظاهر العمل الشيعي في الكويت:

      1-الدينية:

      أ-المساجد والحسينيات:

      للمسجد عند الشيعة شأن آخر, فهو نادٍ وملتقى لهم يعقدون فيه اجتماعاتهم, ومكتبة ودار نشر, وفيه عدة لجان تتولى تنظيم مختلف شؤون المسجد, وتنظيم الاحتفالات والندوات الدينية.

      ومن مساجدهم في الكويت: الصحاف والحياك والغضنفري ومراد معرفي والإمام الحسين ومحمد الموسوي والمزيدي وحاج عبد البلوش وحاج أحمد الأستاذ ويوسف بهبهاني وبن نخي في منطقة الشرق, ومن مساجدهم أيضاً: الإمام زين العابدين وعباس ميرزا وسمو الأمير والإمام علي وجعفر بن أبي طالب وإبراهيم القلاف ومقامس والنقي والشيرازي وحسن سيد إبراهيم واشكناني والعمرية والبحارنة وغيرها, وهذه المساجد موجودة في مناطق السالمية والدّعية وبنيد القار والشعب والصليخات وميدان حولي والدّسمة والعمرية, وغيرها.

      وغالباً ما تكون هذه المساجد خارج سيطرة وإشراف وزارة الأوقاف, كما أنهم يقيمون المساجد في مناطق السنة رغم قلة تواجدهم في هذه المناطق. وبالرغم من كثرة مساجدهم, إلا أنهم دائمو السعي لمساجد جديدة(15) .

      ومع ذلك فإن هذه المساجد لم تشبع طموحهم, فعمدوا إلى بناء الحسينيات على شكل قلاع وفيها سراديب, وهم أحياناً يشيدون البناء قبل أن يأخذوا الرخص.

      ومن حسينياتهم:

      ناصر الرس وحجي حسين وجاسم الصراف وأحمد بن نعمة وعبد الله السماك وملا علي الأمير وإبراهيم سيد حسن وحسين عبد الله علي ورازيه درويش وحسيب العليان في منطقة الدّعية, وحجي أحمد تمال وأحمد حسن عاشور وسيد محمد الحسين ومحمد الأربش وعمران سيد وحجي علي حسين ومجيد عباس وطيبة سيد حسن وعلوية بيبي رباب في منطقة بنيد القار, وإبراهيم جمال الدين وعلي الشواف في ضاحية عبد الله السالم, والياسين والعباسية وعباس المطوع وعون المطوع ومحمد الأربش والهزيم وملايه زهرة وخليل فردان والشموم وعبد المحسن الحرز في منطقة المنصورية, وناصر عبد الوهاب حجي والحسينية العراقية وحسن القطان ومسجد بهشق ومسجد ششتري وبن نخي والعتبات ومرتضى سيد مرتضى ومعرفي وعسكر زمان وعباس مكي طه وأحمد علي والخزعلية والجعفرية والهندية ومحمد عبد الله الجزاف في منطقة الشرق.

      ومن حسينياتهم أيضاً: محمد يوسف حجي وأبو الحسن جمال وحجي ضحي وأحمد حسن مهدي ومحيسن فهد النجدي وضيف حسن أحمد وعثمان علي السيد وعبد الله علي وإبراهيم ملا حسن وعلي حسن مشاري وإسماعيل سرور إسماعيل وصبحي حسين في منطقة الصليبيخات وعباس عبد الله في الشامية, ومحمد الشيرازي في منطقة سلوى, والكربلائية ومجلس العباس وغيرها الكثير في مناطق مختلفة من الكويت.

      وفي معظم مساجد وحسينيات الشيعة في الكويت مكتبات تنشر وتوزع كتيبات ورسائل مجانية, وفيها غرف يسكنها الشيعة الوافدون إلى الكويت(16) .

      ب- المحاضرات والمآتم والاحتفالات:

      يستغل الشيعة المساجد والحسينيات والديوانيات لإقامة ندواتهم ومحاضراتهم ومآتمهم وشعائرهم والتعبير عن آرائهم, التي غالباً ما تأتي مخالفة لعقائد المسلمين, ولا يجد الشيعة حرجاً من المجاهرة بها, ومن ذلك:

      -احتفال بذكرى الإسراء والمعراج سنة 1423 في مسجد زين العابدين, بمشاركة أبي القاسم الديباجي.

      -محاضرة في الحسينية الكربلائية بذكرى استشهاد أبي الفضل العباس في 21/3/2003.

      -الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم (21/5/2003) في حسينية محمد الشيرازي في منطقة سلوى برعاية الميرزا عبد الرسول الحائري الإحقافي الذي قام خلال الاحتفال بتعميم ثلاثة من رجال الدين وهم: علي الموسى وعبد الله العشوان, ونور الدين العبد الله.

      -مهرجان بذكرى استشهاد الإمام الباقر (24/2/2002) في مجلس العباس بمنطقة المنصورية, برعاية الميرزا الإحقافي, وتحدث في الاحتفال: محمد جبريل وليث الموسوى, كما أقيم احتفال مماثل في حسينية محمد الشيرازي في منطقة سلوى, وتحدّث فيه مسلم سيد فاخر.

      -محاضرة في ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين (10/4/2002) ألقاها محسن الجمري من البحرين.

      -إقامة مجالس العزاء لوفاة المرجع محمد الشيرازي في عدد كبير من الحسينيات التي تتبع مرجعية الشيرازي مثل العقيلة زينب وأم البنين وأم صادق والبتول وملاية زينب الصراف والصديقة الطاهرة والقائم والسيدة خديجة والحوراء وسيد هاشم والإمام العسكري ومنتدى القرآن الكريم والسيدة سكينة وأم سليمان وأم الأئمة وحسينية بو حمد والزينبية ومؤسسة الصديقة الطاهرة.

      -إقامة شعائر عاشوراء في جميع مساجد وحسينيات الشيعة في الكويت, وقد قام تلفزيون الكويت والإذاعة بنقل هذه الشعائر على الهواء مباشرة سنة 1423هـ.

      -محاضرة لرئيسة مؤسسة السيدة خديجة لائقة معرفي (22/9/2001) ضمن الاحتفال بيوم المرأة العالمي, وأقيمت في حسينية الرسول الأعظم الكربلائية, وتطرقت فيها إلى قصة أرض فدك, التي يستغلها الشيعة للطعن في أبي بكر الصديق رضي الله عنه واتهامه بأنه اغتصب أرض السيدة فاطمة رضي الله عنها, بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

      جـ- الوقف الجعفري:

      سعى الشيعة بكل جهدهم إلى إنشاء هيئة للأوقاف الجعفرية الشيعية, يثبتون من خلالها وجودهم ومذهبهم, وينمّون مواردهم المالية, وكانوا يحرصون على أن تكون هذه الهيئة مستقلة عن وزارة الأوقاف وعن الأجهزة الحكومية, بل وطالبوا بأن تكون تحت إشراف مراجع وعلماء مذهبهم كونهم ينوبون عن الإمام الغائب!

      وقد كان مشروع هذا القانون ميداناً للخلافات بين التيارات الشيعية الدينية والعلمانية المختلفة, فمن قائل أن الإشراف على الأوقاف وإدارتها هما من صلاحيات المرجع الديني إلى مجيز بأن تتولى لجنة من غير المراجع إدارة هذه الأوقاف.

      وخلال عامي 2001 و2002 كان الشيعة يعملون بكل جهد من أجل إنشاء هذه الهيئة, وبالرغم من قيام الحكومة الكويتية بإنشاء وحدة للأوقاف الجعفرية تتبع وزارة الأوقاف يكون أعضاؤها من الشيعة, إلا أن الشيعة وقادتهم أعربوا في تصريحاتهم المتكررة أن هذا القرار لا يلبي طموحاتهم, ذلك أنهم يريدون هيئة مستقلة عن الأوقاف والحكومة, وفي أحسن الأحوال تتبع الديوان الأميري.(17) وقد أعلن الشيخ أحمد حسين محمد نائب الأمين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة أن هذه الهيئة سترى النور قريباً بعد مخاطبة وزارة الأوقاف لديوان الخدمة المدنية لتحديد الهيكل التنظيمي للإدارة الجديدة(18) .

      د- المطبوعات:

      يقوم شيعة الكويت بجهد كبير لنشر عقائد الشيعة من خلال كافة الوسائل كالكتب والأشرطة والمجلات والنشرات والرسائل, ومن خلال توفير هذه المواد في مساجدهم ومنتدياتهم وحسينياتهم بل وتوزيع بعضها مجاناً على المنازل وهم يقومون بذلك غير آبهين بمخالفة محتويات هذه المواد لعقائد المسلمين في الكويت, ومن ذلك:

      -طباعة مجلة المنبر, وهي مجلة تصدر من الكويت, وكُتب عليها بأنها تصدر من لبنان للتمويه, وهذه المجلة التي يصدرها أتباع الشيرازي تخصصت في التطاول على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات, وبالرغم من توفر هذه المجلة في الكويت, إلا أن وكيل وزارة الإعلام في الكويت يصرح بأن الوزارة لم تسمح لهذه المجلة بالصدور أو الطباعة داخل الكويت.

      -توزيع نشرة جامعة لفتاوى الشيرازي مجاناً, والراغب بالحصول على هذه النشرة يستطيع الحصول عليها بمجرد الاتصال فقط, وتصدرها مؤسسة المستقبل للثقافة والإعلام.

      -ولهم مكتبة الثقلين ودار التوحيد للنشر.

      هـ- تأسيس تجمع لعلماء الشيعة, يرأسه محمد باقر المهري, يصدر بيانات باستمرار حول مختلف القضايا الداخلية والخارجية, ويتظاهر بالحرص على وحدة الصف السني والشيعي, والمهري هذا يشرف على مسجد الإمام علي في منطقة العمرية.

      و- توسيع دائرة المطالب:

      يتبع الشيعة أسلوب "الخطوة خطوة", ففيما سبق كانوا يكتفون بالمطالبة بإنشاء المساجد ثم اتسعت الدائرة لتشمل الحسينيات والجمعيات الثقافية والاجتماعية والمبرات, وقد نجحوا في كثير من مساعيهم.

      ومع مرور الزمن وازدياد نفوذهم, وتواجدهم في المؤسسات المختلفة, اتسعت دائرة مطالبهم, فهي تشمل الآن المطالبة بأن يكون يوم عاشوراء عطلة رسمية, ونقل شعائرهم في وسائل الإعلام الكويتية على الهواء مباشرة, وقد نجحوا في المطلب الثاني, حيث أصبح التلفزيون الكويتي ينقل هذه الشعائر مباشرة, ويبدو أنهم على وشك تحقيق المطلب الأول, حيث أوصت اللجنة الاقتصادية في مجلس الأمة باعتبار يوم عاشوراء عطلة رسمية.

      ومن مطالبهم الآخذة بالتعاظم: السماح بطباعة كتبهم ومنشوراتهم, ومنع الكتب التي تتعرض لهم أو تبين عقائدهم, فقد كان لهم دور في منع كتاب (لله ثم للتاريخ) وهو من أهم الكتب الحديثة التي تبين عقائدهم, وأشادوا بقرار وزير الإعلام –آنذاك- أحمد فهد الأحمد بمنع تداوله.

      ومن مطالباتهم: الوقوف ضد مشروع قانون العقوبات الشرعية الذي تقدم به بعض النواب الإسلاميين السنة, واعتبار علمائهم أنه غير قابل للتطبيق, بسبب خشيتهم من تطبيق القانون على المذهب السني.

      ومنها اختراقهم لإذاعة القرآن الكريم, واستبعادهم لبرامج ومحاضرات العلماء السلفيين, وبخاصة من المملكة العربية السعودية.

      ومنها تطاولهم العلني على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن أبرز من قاموا بذلك النائب صالح عاشور الذي تهجم على الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وطالب عاشور بتغيير اسم أحد شوارع الكويت يحمل اسم المغيرة, واعتبر ذلك حقاً للشيعة بالإضافة لمطالبته بإنشاء محكمة جعفرية, وإنشاء المزيد من المساجد الشيعية, وتعديل مناهج التربية الإسلامية لتتوافق مع عقائدهم.

      وتبلغ هذه المطالب حداً غير معقول, إذ أفتى أمين عام تجمع علماء الشيعة في الكويت محمد باقر المهري بعدم جواز التعامل مع إحدى الجمعيات التعاونية (جمعية القرين) أو الشراء منها لأنها قامت بطباعة كتاب يخالف عقائد الشيعة.

      كما أنهم اعترضوا على المطالبة بإغلاق الحسينيات غير المرخصة التي تملأ الكويت, ردّاً على الذين طالبوا بإغلاقها أسوة بفروع لجان الزكاة والجمعيات الخيرية التي تتبع الجمعيات السنية مثل الإصلاح وإحياء التراث.

      2-التربوية والثقافية:

      يحرص الشيعة على إنشاء المؤسسات الثقافية والتربوية –إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً- والتواجد في الهيئات المختلفة, ونشر فكرهم من خلالها, ومن ذلك:

      -إنشاء جامعة أهل البيت (على الانترنت) من قبل بعض الجامعيين من الكويت والعراق وتدريس الشريعة والاقتصاد والتربية ... الخ, وتسعى من خلال هذه الجامعة لنشر الفكر الشيعي بين أوساط الجاليات المسلمة في الغرب, التي يناسبها هذا النوع من التعليم عن بعد(19).

      -إنشاء قائمة طلابية في جامعة الكويت باسم (قائمة الحب والحياة) تعمل على تنظيم الطلاب الشيعة واستقطاب الطلاب السنة, وتجاهر القائمة بأفكار الشيعة, وقد تم منعها من المشاركة في انتخابات الهيئة الإدارية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت التي جرت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2002, بسبب تطاولهم على الصحابة الكرام, ونشرهم للأفكار المنحرفة في صفوف الطلاب(20) .

      -ولهم مدارس عديدة مثل مدرسة التوحيد والمدرسة الجعفرية.

      -إطلاق أسماء شخصياتهم على المؤسسات التعليمية مثل صدور قرار وزارة التربية بإطلاق اسم (سيد محمد الموسوي) وهو مدير سابق للمدرسة الجعفرية الوطنية على إحدى المدارس, وعلى الفور وجّه النائب الشيعي صالح عاشور الشكر لوزير التربية على هذه الخطوة(21) .

      وإن الحديث عن الأنشطة التربوية والثقافية للشيعة في الكويت يرتبط ارتباطاً كبيراً بالمرجع الشيعي الإيراني الأصل محمد الشيرازي الذي وصل إلى الكويت سنة 1971 بعد اشتداد الضغوط عليه في العراق, حيث أسس مسجداً وديوانية ومكتبة ومدرسة باسم (الرسول الأعظم), وبدأ يستقبل طلبته الهاربين من العراق.

      وكان الشيرازي فترة وجوده في العراق (حيث نسبة الشيعة هناك كبيرة) يطمح إلى أن يصبح يوماً ما المرجع الأعلى ويؤسس دولة (ولاية الفقيه), لكنه عندما جاء إلى الكويت وجد أن تلك الدولة الصغيرة التي يشكل فيها الشيعة أقلية لا تؤهله للقيام سوى بالنشاطات الثقافية, وهو ما تفرغ له, حيث أصدر (رسالة المساجد والحسينيات) ودعا فيها إلى الإكثار من بناء المساجد والحسينيات, لإقامة صلاة الجماعة والوعظ والرثاء والاحتفالات الشيعية, كما دعا إلى تأسيس المكتبات وإصدار النشرات والدعاء والزيارة والدروس والتأليف وإقامة الفواتح والإطعام وجمع المال وعقد المؤتمرات.

      وألّف سنة 1392هـ في الكويت كتاب (نحو يقظة إسلامية) دعا فيه أصدقاءه ومؤيديه إلى:

      1-تأسيس منظمة للدفاع عن المضطهدين والمهجرين في العالم.

      2-التهيؤ الكامل للسلطة والتسلح بأفضل الأسلحة والتدرب عليها.

      3-جمع المال وتكوين المصارف الإسلامية.

      4-الاهتمام بالإعلام والدعاية والنشر.

      5-التشجيع على طلب العلوم الدينية.

      6-تكوين منظمات خاصة للشباب والنساء.

      واهتم الشيرازي في الكويت بنشر المذهب الإمامي الاثنى عشري, عن طريق طبع ونشر أكثر من مائة ألف نسخة من كتاب (المراجعات) لعبد الحسين شرف الدين.

      واستطاع خلال السنوات التسع التي أمضاها في الكويت أن يكسب شريحة لا بأس بها من الكويتيين لتقليده, كما أنه استطاع أن يمد دائرة تقليده إلى البحرين والسعودية.(22)

      3-الاجتماعية والاقتصادية:

      -إنشاء مبرّة أهل البيت, التي يرأسها النائب صالح عاشور.

      -إنشاء مبرّة دشتي الخيرية في شهر مايو (آيار) 2002.

      وأما الأنشطة الاقتصادية فعديدة ومتنوعة, حيث الكثير من الشيعة من التجار ورجال الأعمال الذين يدعمون أنشطة طائفتهم, وقد ساعدهم في تبوء هذه المكانة الاقتصادية الهامّة مشاركتهم لبعض شيوخ آل الصباح في أعمالهم التجارية, وبرزت من الشيعة عائلات اقتصادية كبيرة منها: بهبهاني وقبازرد والكاظمي والهزيم وبهمن وبوشهري والوزان والمزيدي ومقامس ومكي ودشتي والصراف والنقي...الخ.

      كما انهم ومنذ فترة طويلة يسيطرون على قطاعات اقتصادية هامة عديدة منها: المواد الغذائية والسجاد والذهب والمخابز.

      4-السياسية:

      للشيعة في الكويت نشاط سياسي ملحوظ وتواجد في مؤسساتهم الحكم المختلفة:

      أ-مجلس الأمة: أجريت أول انتخابات لاختيار أول مجلس أمة للبلاد في 23/1/1963, وقانون الانتخابات في الكويت لا يحدد مقاعد للأقلية الشيعية, إنما يترك جميع المقاعد للمنافسة, وقد أولى الشيعة مجلس الأمة اهتماماً كبيراً وحرصوا على التواجد فيه منذ بداياته, وعملوا على تعزيز تواجدهم في المناطق التي يكثرون بها مثل الشرق والدسمة وبنيد القار, ومحاولة التواجد في مناطق أخرى مثل الرميثية وميدان حولي وسلوى والصليبخات والجابرية, حتى صارت بعض الدوائر حكراً عليهم.

      وفي الانتخابات النيابية الأخيرة التي أجريت في شهر يوليو (تموز) 2003م فاز النواب الشيعة الآتية أسماؤهم: صالح عاشور ويوسف زلزلة في الدائرة الأولى, وحسن جوهر في الدائرة الثامنة وحسين القلاف وصلاح خورشيد في الدائرة الثالثة عشرة.

      وفي المجلس السابق الذي تم انتخابه سنة 1999, كان للشيعة عدد من النواب هم: عدنان عبد الصمد, عبد المحسن جمال, حسين القلاف, صالح عاشور, حسن جوهر.

      مع العلم أن الدوائر الانتخابية عددها 25 دائرة, ينتخب من كل دائرة اثنين, فيكون عدد أعضاء المجلس 50 نائباً.

      وداخل المجلس, يتبنى النواب الشيعة مطالب طائفتهم, ويتقربون من بعض النواب السنة, ويشكلون معهم تنظيمات مشتركة, مثل تجمع (نواب التكتل الشعبي) الذي شكّله الشيعة مثل عدنان عبد الصمد وحسين القلاف وحسن جوهر وعبد المحسن جمال مع بعض المستقلين.

      ب-مجلس الوزراء: جرت العادة على أن يكون في كل حكومة كويتية وزير شيعي, عادة ما يحرص هذا الوزير على صبغ الوزارة بالصبغة الشيعية, والحكومة الحالية التي شكلها الشيخ صباح الأحمد سنة 2003م, يمثل الشيعة فيها محمد أبو الحسن وزير الإعلام, الذي بدأ عهده بإزالة صور الحرمين الشريفين من الآذان الذي يبثه تلفزيون الكويت.

      وفي الحكومات السابقة, برزت أسماء مثل: صلاح خورشيد وعبد الوهاب الوزان وعيسى المزيدي وعبد العزيز محمد بوشهري, وفي حقبة أكثر قدماً كان الوزير الشيعي هو عبد المطلب الكاظمي, الذي كان وزيراً للنفط, وما ترك الوزارة إلا بعد أن طبّعها بطابع طائفته, فجاء بشيعي ليكون أحد وكلاء الوزارة, ووضع على رأس شركة النفط أحد الشيعة إضافة إلى رؤساء الإدارات وكبار المديرين(23) .

      جـ- التجمعات والتنظيمات: تمنع الكويت شأنها شأن بقية دول الخليج إنشاء الأحزاب السياسية, لذلك تقوم بعض التنظيمات تحت مسميات (تكتل – تحالف – تجمع) وتدخل الانتخابات النيابية تحت هذه الأوصاف.

      وللشيعة تنظيم تحت اسم (التحالف الإسلامي الوطني) الذي حلّ بديلاً عن الائتلاف الإسلامي الوطني الذي جرى تجميده سنة 1998, وقد طرح مرشحين عديدين لانتخابات 1999 و 2003 منهم عدنان عبد الصمد وعبد المحسن جمال وناصر صرخوه, إلا أنه مُني بهزيمة كبيرة في انتخابات 2003(24) .

      وهذا التحالف يتبع المرجعية الإيرانية وولاية الفقيه. وهناك تنظيم شيعي آخر باسم ((حركة أنصار الحرية)).

      تأثرهم بالمتغيرات الداخلية والدولية:

      لم يكن شيعة الكويت بعيدين عمّا يجري في الكويت والعالم, إذ أن المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية انعكست عليهم إيجاباً وساهمت في تعزيز نفوذهم وحسّنت صورتهم, ذلك أن علاقات شيعة الكويت ببلادهم لم تكن معظم الأحيان جيدة, فمنذ اللحظات الأولى لثورة الخميني سنة 1979 توجهت أفئدة الكثيرين من شيعة الكويت نحوها, بل ووجّهوا سهامهم نحو حكومة بلادهم التي رفضت آنذاك استقبال الخميني في الكويت بعد إخراجه من العراق وقبل توجهه إلى فرنسا, وأصدر ((أنصار الإمام الخميني)) منشوراً قبل الإطاحة بالشاه وقبل انتصار الثورة, كالوا فيه السباب والشتائم لحكومة بلادهم لأنها رفضت دخول الخميني الذي اعتبره المنشور ((المرجع الأعلى للطائفة الشيعية))(25) .

      ولا شك أن توزيع مثل هذا المنشور في وقت لم تكن الثورة قد نجحت وحققت أهدافها يعني أن ثورة الخميني قد أعطتهم شحنات كبيرة, وبدأوا بالعمل والتصرف بناءً على أساس انتصار الثورة, وبدأ الكثير من الشيعة ينتقلون إلى إيران للدراسة والحياة معتبرين أنه وطن جميع الشيعة بغض النظر عن جنسياتهم(26) .

      حرب الخليج الأولى:

      ومع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية سنة 1980, ووقوف الكويت إلى جانب العراق, اشترك بعض الكويتيين الشيعة كمتطوعين في القتال ضد العراق(27) , وكان شيعة الكويت الورقة التي استخدمتها إيران لمعاقبة بلادهم بسبب مساعدتها للعراق, وسرعان ما نظّم الشيعة صفوفهم خلف إيران, وارتكبوا في ثمانينيات القرن الماضي ما يندى له الجبين كتفجير بعض السفارات الأجنبية سنة 1983, ومحاولة اغتيال أمير البلاد سنة 1985, واختطاف طائرتين مدنيتين كويتيتين, وتنفيذ تفجيرات في أماكن مختلفة, الأمر الذي جعل الكويت تعيش قيوداً واضحة على الحياة السياسية(28) .

      وإضافة إلى التخريب الذي ارتكبه الشيعة في الكويت, فلقد كان لهم دور بارز في دعم التنظيمات الشيعية في الخليج وخاصة في البحرين للعمل ضد بلدانهم, وقد كشفت مجلة الوطن العربي في عددها الصادر بتاريخ 28/6/1996م مخططاً إيرانياً, لتوتير الأوضاع في البحرين من خلال تقديم شيعة الكويت أو ما أطلق عليه (حزب الله الكويتي) الدعم لشيعة البحرين (حزب الله البحريني) بمساهمة من حزب الله اللبناني.

      وإضافة إلى البحرين, كان للشيعة في الكويت دور ملحوظ في أعمال التخريب التي شهدتها مكة المكرمة في موسم حج سنة 1409هـ (1989م), وعند إلقاء القبض على المخربين, تبين أن بعضهم يحمل الجنسية الكويتية, ذلك أن شيعة الكويت كانوا في ذلك العام (1989) يؤدون الدور نيابة عن الإيرانيين الذين كانوا قد قاطعوا موسم الحج بسبب رفض السلطات السعودية لأنشطتهم التخريبية في موسم الحج السابق.

      حرب الخليج الثانية:

      شكل غزو الكويت حرب الخليج الثانية (1990-1991) مناسبة ذهبية لشيعة الكويت للظهور والارتقاء, ذلك أن الذي قام بالاعتداء على بلادهم هذه المرة هو صدام حسين الذي كان يحارب إيران قبل سنوات قليلة, وقد استطاعت هذه الأزمة أن توحد المشاعر الكويتية تجاه العراق باعتباره عدوّاً لا مجال للوفاق معه, واتخذ السنة في الكويت والشيعة موقفاً متطابقاً تجاه العراق وصدام حسين, كما أن النظرة الكويتية بدأت تتغير تجاه إيران, فإيران التي كانت بالأمس معتدية صارت اليوم إحدى ضحايا نظام صدام, خاصة وأنها أعلنت أنها لن تقف إلى جانب صدام –عدوّها اللدود- في هذه الحرب .

      وهذه التطورات تجاه إيران تزامنت مع وفاة الخميني, واستلام هاشمي رفسنجاني رئاسة الدولة, الأمر الذي ظنه العالم بأنه انتهاج لسياسة إيرانية جديدة تقوم على الحوار والاعتدال بدلاً من سياسة تصدير الثورة الصدامية التي عمل بها الخميني.

      وبالرغم من أن الأيام اللاحقة أثبتت أن سياسة تصدير الثورة ما زالت سارية وإن كانت بأساليب جديدة, إلا أن دول الخليج ودولاً عربية أخرى ومنها الكويت بدأت بتحسين علاقاتها مع إيران وتطوير التعاون الاقتصادي, وتوقيع اتفاقيات في كافة المجالات, وقد كان من شأن هذه العلاقات الودّية الجديدة بين الكويت وإيران أن تؤدي إلى توسيع نفوذ شيعة الكويت, خاصة وأن إيران اتخذت موقفاً داعماً للإطاحة بالنظام العراقي سنة 2003, وإن تطلب الأمر تقديم العون والمساعدات للقوات الأمريكية وحلفائها, وهو الأمر الذي كانت تتمناه الكويت منذ سنوات طويلة.

      وجاءت بعض حوادث مهاجمة الأمريكيين من قبل جماعات سنيّة, وقبل ذلك أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة, واتهام تنظيم القاعدة بارتكابها لتعلي من أسهم الشيعة الذين استعانت بهم الحكومة الكويتية لتعذيب إسلاميين كويتيين, اعتقلتهم الحكومة الكويتية في أعقاب حوادث الاعتداءات على الأمريكان في الكويت, وقد تبين أن معظم الذين قاموا بتعذيب هؤلاء المعتقلين هم من الشيعة(29) .


      خاتمة:

      استعرضنا في معرض حديثنا عن شيعة الكويت, أصل ذلك الوجود وأنه يعود إلى تأسيس القرامطة, وهم من الشيعة الإسماعيلية, دولة لهم في شرق الجزيرة العربية أثناء الحكم العباسي, ثم لعبت الهجرة المنظمة من إيران إلى أقطار الخليج في ظل ضعف إمارات الخليج وتواطؤ الاستعمار البريطاني دوراً كبيراً في زيادة أعداد الشيعة في الخليج, ومنها الكويت, حيث أصبحت نسبة الشيعة في هذا البلد حوالي 20% من مجموع السكان.

      ويتجاذب العمل الشيعي في الكويت تيارات عديدة, منها ما هو علماني يميل إلى الحكومة, وانتقاد سيطرة رجال الدين على العمل الشيعي, ومنها ما هو ديني, وهو تيار عريض يؤيد جزء منه ولاية الفقيه الإيراني, وجزء آخر يتبع المرجع الشيرازي فيما يشكل التيار الثالث طائفة الشيخية.

      وعلى اختلاف تياراتهم وتوجهاتهم, نشط شيعة الكويت في كافة المجالات الدينية والثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية, فبادروا إلى إنشاء المساجد والحسينيات والمدارس والجمعيات والهيئات وطبع الكتب وإصدار المجلات, وإقامة المآتم والاحتفالات وقد استفادوا في ذلك من جملة من المتغيرات الداخلية والخارجية, بحث أنه لم يعد هناك سقف لمطالبهم, وبات من المألوف أن تطالب الأقلية الشيعية في الكويت بما يخالف ما عليه الأكثرية السنيّة في هذا البلد, بل وممّا يثير الاستغراب أن يتحول هؤلاء فجأة إلى مواطنين صالحين حريصين على بلادهم, بعد أن مارسوا صنوف الإيذاء والتخريب ضد بلدهم ومواطنيهم, كما تجلى ذلك في حوادث خطف الطائرات وتفجير السفارات الأجنبية ومحاولة اغتيال أمير البلاد.


      المراجع:

      1- وجاء دور المجوس – د. عبد الله الغريب.

      2- الشيرازي: المرجعية في مواجهة تحديات التطور – أحمد الكاتب.

      3- الأصولية في العالم العربي – ريتشارد دكمجيان.

      4- هموم الأقليات – التقرير السنوي الأول الصادر عن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في مصر لسنة 1993.

      5- التاريخ الإسلامي – محمود شاكر – الجزء السابع.

      6- الشيخية: نشأتها وتطورها ومصادر دراستها – محمد حسن آل الطالقاني.


      دوريات ومواقع:

      1- النور (لندن).

      2- الوطن العربي.

      3- الوطن الكويتية.

      4- الوكالة الشيعية للأنباء.

      5- موقع مفكرة الإسلام.

      6- صحيفة الشرق الأوسط.

      7- صحيفة اللواء الأردنية.

      8- صحيفة الرأي العام الكويتية.

      --------------------------------------------------

      (1) وذلك أن من عقائد الشيعة الانفصال عن بقية المسلمين واعتبارهم أعداء معتدين على آل البيت والشيعة لذلك تحاول أن تكون على شكل تجمعات صغيرة غير مندمجة مع الآخرين, وتسعى للوصول إلى مراكز السلطة والقوة وترتبط بالمرجعية الدينية أكثر من ارتباطها بالدولة التي هي فيها كما هو معروف عنهم.

      (2) انظر تفاصيل هذه الحقبة في بحث: التجمعات الشيعية في السعودية, المنشور في العدد الرابع من الراصد أو انظر: محمد شاكر, التاريخ الإسلامي, الجزء السابع ص117-118.

      (3) هموم الأقليات الصادر عن مركز ابن خلدون لسنة 1993 ص304, وجاء دور المجوس: د. عبد الله الغريب ص318.

      (4) هموم الأقليات ص304.

      (5) انظر بحث "التجمعات الشيعية في البحرين" المنشور في العدد الثاني من الراصد.

      (6) وجاء دور المجوس ص.

      (7) وجاء دور المجوس ص311-317.

      (8) المصدر السابق ص317.

      (9) انظر ص7 من هذا البحث.

      (10) انظر ص10 من هذا البحث.

      (11) كتاب الشيرازي لأحمد الكاتب ص52.

      (12) الشيخية: نشاتها وتطورها ومصادر دراستها –محمد حسن الطالقاني ص199-200.

      (13) المصدر السابق ص201-202.

      (14) انظر جانباً من نشاط الشيخية في الكويت: الوطن الكويتية 25/2/2002, 22/5/2003.

      (15) د. عبد الله الغريب, وجاء دور المجوس ص320-322.

      (16) المصدر السابق ص323-327.

      (17) صحيفة الوطن.

      (18) الوكالة الشيعية للأنباء – 29/11/2003م.

      (19) اللواء الأردنية 25/4/2001.

      (20) الوكالة الشيعية للأنباء 25/9 + 6/10/2002.

      (21) المصدر السابق 9/5/2003.

      (22) الشيرازي: المرجعية في مواجهة تحديات التطور – تأليف أحمد الكاتب ص51-52.

      (23) وجاء دور المجوس ص321.

      (24) الشرق الأوسط 1/7/1999.

      (25) وجاء دور المجوس ص340-343.

      (26) انظر مقابلة الشيعي الكويتي عباس بن نخي حول الثورة الإيرانية, وهو كان قد مكث في قم بإيران 12 سنة (1981-1993) ... الوطن 2/10/2000.

      (27) هموم الأقليات ص304.

      (28) الأصولية في العالم العربي- ريتشارد دكمجيان – ص213.

      (29) موقع مفكرة الإسلام 14/10/2002.

      تعليق


      • #4
        رد: التجمعات الشيعيه في البلدان العربيه

        خطة خامنئي لتصدير الثورة إلى الكويت
        جاسم الشمالي



        مجلة الوطن العربي - العدد : 1420 . 21 مايو2004م


        تتساءل مجلة الوطن العربي من يحرك شيعة الكويت ؟ بل لماذا كان الكويتيون يتوجسون من مخاطر انتقال عدوى عودة الروح إلى شيعة العراق ويتخوفون من عبور الخلافات المذهبية الحدود مقبلة من البصرة لتهدد بإحراق جميع .أبناء الكويت وإنجازاتهم . كما حذر رئيس الحكومة الشيخ صباح الأحمد فإذا هم يفاجئون بالدليل القاطع على أن من يحرك مشروع الفتنة الطائفية ليس مقتدى الصدر بل علي خامنئى مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية . و تقول المجلة أن ما كشفته الأجهزة الكويتية من تفاصيل لمخطط الاختراق الإيراني لشيعة الكويت وخفاياه بلغت من الخطورة والتهديد للأمن والاستقرار والسلم الأهلي حدا أرغم مسئولي الإمارة الصغيرة المعروفين بدبلوماسيتهم الهادئة وتوجهاتهم المسالمة وخصوصا تجاه الجار الإيراني الخطير على الخروج عن تقاليدهم والمغامرة بأزمة دبلوماسية وأكثر مع ملالي طهران .للوهلة الأولى كان مفاجئا أن تلجأ الخارجية الكويتية إلى استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في غياب السفير أبو القاسم الشعشعى للاحتجاج العلني المصحوب بحملة إعلامية . وكان مفاجئا أكثر أن يغتنم وزير خارجية الكويت الشيخ محمد الصباح الأزمة التي تفجرت مع اتهام إيران بتنظيم لقاءات مع شيعة كويتيين في سفارتها في الكويت إلى حد وضع النقاط على الحروف والتصريح بأن إيران تشكل خطرا استراتيجيا على دول الخليج .


        وكانت الأزمة قد اندلعت عندما تم تسريب خبر تنظيم السفارة الإيرانية في الكويت للقاءات جمعت رموزا شيعية من بينهم أعضاء التحالف الوطني الإسلامي المعروف كويتيا بحزب الله الكويت مع مسؤولين إيرانيين من بينهم ممثل الولي الفقيه المرشد خامنئى الكلبايكانى.و في الأيام التالية بدأت تتكشف معلومات إضافية عن مخطط الاختراق الإيراني للساحة الشيعية الكويتية واللقاءات العديدة التي تحصل منذ أكثر من سنة مع مبعوثين إيرانيين باسم خامنئى بينها لقاءات دورية في منزل السفير الإيراني. ولعل أخطر ما تعلق بتدخل إيراني في الانتخابات الأخيرة في الكويت حمل عنوان مساعي وساطة لتوحيد الشيعة وحل الخلافات بين مجموعات متنافرة وهو تعبير دبلوماسي لما يعتبر بمثابة عملية وضع يد إيرانية على شيعة الكويت في مواجهة مساعي السلطة لاحتوائهم وتقريبهم منها . وفي رأى مصادر كويتية مطلعة أن عملية الاختراق الإيرانية هذه لم تكن أقل من عملية تعبئة لشيعة الكويت في إطار المشروع الإيراني الأكبر الذي انطلق من عملية فرض نفوذ إيران على شيعة العراق ومحاولات أخرى جرت ويقال إنها مازالت تجرى على خط شيعة البحرين .


        وعلى الرغم من حرص البلدين على التأكيد أن الأزمة الأخيرة لن تؤدى إلى توتر العلاقات بين البلدين وأنها زلة و غيمة عابرة إلا أن الأوساط المطلعة في الكويت والخليج وخصوصا تلك المراقبة لحملة الاتهامات و الهجمات التي شنتها صحف إيران التابعة للمرشد والتيار المحافظ والراصدة لمخطط إيران التوسعي في الخليج تتخوف من انعكاسات خطيرة في المستقبل . وفي رأى هؤلاء أن حكام الكويت أحسنوا فعلا هذه المرة بعدم السكوت على التدخل الإيراني في شؤونهم وتفجير الأزمة وكشف المخطط من بدايته وخصوصا تحذير الكويتيين والدول العربية الأخرى مما تعده إيران لمرحلة ما بعد العراق .والسؤال الذي يطرحه الكويتيون الآن هو: هل يتوقف خامنئى وجماعته عن تصدير الفتنة وشق صفوف المسلمين وهل يعي الكويتيون أهداف الساعين لاستغلالهم والتغرير بهم وتهديد الأمن والاستقرار في بلادهم . . قبل فوات الأوان ؟

        تعليق


        • #5
          رد: التجمعات الشيعيه في البلدان العربيه

          الشيعة في سلطنة عمان
          سيد قاسم ميرصفي





          على الرغم من أن الوجود الشيعي في سلطنة عمان ذو تاريخ طويل، إلا أنه لم يحظ باهتمام المؤرخين، ومن ثم فإن الشخص الذي يريد أن يبحث في تاريخ شيعة عمان عليه أن يقوم بالرجوع إلى الكثير من المصادر للوصول إلى المعلومات الصحيحة والدقيقة، لأن تاريخ عمان قد دون على المذاهب الأخرى غير المذهب الشيعي، وقد اهتم هؤلاء المؤرخون في الغالب بتاريخ الأسر الحاكمة وزعمائهم المدنيين الذين كانوا في بعض الأحيان أصحاب سلطة سياسية، ولهذا أهمل تاريخ الشيعة في هذه البلاد كأقلية دينية، ولم يرد لهم أي ذكر، ويجب الاعتراف بأن الشيعة لم يتركوا تاريخًا مكتوبًا يمكن الاستناد إليه، لكن على أية حال، وردت إشارات مختصرة في كتب تاريخ عمان وبعض الكتب الأجنبية يمكن الاستفادة منها كمصادر في الوقت الحاضر. وقد جاء في الكتاب الذي أصدرته وزارة الثقافة والتراث الوطني العماني: يوجد كثير من الشيعة بين سكان المدينة الساحلية وبين تجار المدن العمانية، وتعرف جماعة من هذه الطائفة بالخوجيين واللواتيين. وترجع جذور هذه الجماعة إلى الشيعة الذين جاءوا من منطقة حيدر آباد بالهند، وقد عاشوا منذ عدة أجيال في منطقة مطرح، ويعيش معظم أفراد هذه الجماعة في مدن منعزلة ومناطق خاصة بهم داخل منطقة مطرح، ولهم مسجد خاص بهم يقع إلى جوار الساحل، ويلاحظ في هذا الكتاب أن المعلومات الخاصة بالشيعة قليلة، وأنه قد تحدث عن شيعة مطرح واللواتية فقط.


          توزيع الشيعة في عمان:


          ينقسم الشيعة في عمان إلى ثلاث جماعات كبيرة يمكن تناولها كالاتي:


          1- الشيعة اللوانية:


          تتسم هذه الجماعة بتعدادها الكبير، وهم من أثرى طبقات المجتمع العماني، ويتولون كثيرًا من المناصب الحكومية، كما أن كبار التجار من اللواتية أيضًا، وهناك روايات عديدة حول أصلهم ونسبهم فيرى البعض أنهم عمانيون نزحوا إلى الهند على إثر صدامهم مع سائر المذاهب الأخرى وبعد أن أقاموا فترة طويلة في الهند عادوا إلى عمان مرة ثانية، بينما يرى فريق آخر، أن أجداد هذه الجماعة قد جاءوا إلى مسقط منذ ما يقرب من 50 عامًا كتجار من الهند وسكنوا في هذه المدينة. ويرجع البعض أصل ونسب اللواتية في عمان إلى هجرة الشيعة من حيدر آباد بالهند مع سائر الهنود الآخرين أثناء الاستعمار البريطاني وقد رحل بعضهم إلى مسقط بجوازات سفر بريطانية، وقد كون هؤلاء الشيعة فيما بينهم مجتمعًا خاصًا منفصلاً عن الآخرين وأنشأوا قلعة في منطقة مطرح ونظرًا لأن الخوجيين كانوا ملمين باللغة البريطانية ومبادئ التجارة الحديثة فقد أحرزوا تقدمًا سريعًا وسيطروا على جزء مهم من أسواق مسقط وعمان. كذلك أيضًا شق عدد منهم طريقه لتولي أعمال إدارية في بلاط السلطان قابوس، ومن الواضح أن الوضع المالي الذي تتميز به هذه الجماعة هو الذي هيأ لها هذه الإمكانية، ونتيجة لترددهم على أهليهم في الهند وزيارتهم للعتبات المقدسة في العراق والأماكن الدينية في إيران، اتسعت مداركهم ووقفوا على قضايا العالم والأوضاع الراهنة، وتكونت منهم طبقة مثقفة فاعلة، وقد أدى صغر المجتمع العماني وقرب اللواتية من البلاط والأسرة الملكية في مسقط إلى وجود علاقة خاصة بين الطرفين، وقد أثبتت التطورات الاجتماعية والسياسية ومن بينها الحرب الداخلية بين السلطة القائمة والإمامة المذهبية الدينية أن كلا الطرفين قد قام بمساندة الآخر، وربما كان السبب الرئيسي وراء مساندة اللواتية للسلطان هو كسب تأييد السلطان في مواجهة الصراعات القبلية والدينية.


          2- الشيعة البحرينيون:


          على مدى التاريخ تعرض الكثير من المناطق لظلم وجور السلاطين والحكام وخاصة الخلفاء العباسيين، الأمر الذي أدى إلى اضطرار الشيعة في منطقة الخليج (الفارسي) إلى الهجرة من المناطق الشمالية إلى المناطق الجنوبية.


          وقد تمت هذه الهجرة في الغالب من مناطق البحرين والإحساء والقطيف وخوزستان والبصرة، وانتشر الشيعة في مناطق بعيدة عن ظلم الحكام، ومن المؤكد أن الشيعة قد فطنوا إلى اختيار المناطق الساحلية بحيث لا تصل إليهم أيدي الظالمين، ويستطعيون في الوقت نفسه تدبير شئون حياتهم عن طريق التجارة البحرية وصيد الأسماك والزراعة، ومن أهم الأماكن التي استوعبت عددًا كبيرًا من هؤلاء المهاجرين سواحل قطر والإمارات وسواحل الباطنة في عمان، ويتحدث كتاب "سيرة السادة البوسعيديين" ـ الذي دوَّن فيه ابن رزيق تاريخ عمان ـ عن الشيعة البحرينيين المقيمين في منطقة خليج (فارس) فيقول: توجه الإمام سلطان بن أحمد بن سعيد بالجيش نحو البحرين وفتحها، ثم عين ابنه سالم بن سلطان واليًا عليها، ولأن سالمًا كان صغير السن في ذلك الوقت، فإن سلطان بن أحمد قد جعل الشيخ محمد بن خلف البحريني الشيعي إلى جانب ابنه وولاه الإمارة، لكن جماعة عتوب التي كانت تكن حقدًا دفينًا للشيعة نقضت العهد، وحاصروا سالمًا وأنصاره في قلعة عراد واشترطوا أن يخرج الشيخ محمد البحريني وأتباعه من البحرين، حتى يفكوا الحصار، وخرج الشيخ محمد سالم من البحرين وقصدوا عمان.


          ومع أن البحرينين يمثلون أقل الجماعات الشيعية في عمان، ولكنهم نظرًا لشهرة تجارتهم فانهم يتمتعون بمكانة طيبة مثل الشيعة اللواتية. وقد جاء في كتاب تاريخ عمان، أن أول سفير لعمان في الولايات المتحدة كان من الشيعة البحرينيين.


          3- الشيعة العجم:


          وهم مجموعة من الشيعة وفدوا من إيران إلى هذه البلاد، ويطلق على هؤلاء الأفراد - بصفة عامة- العجم حيث ترجع جذورهم إلى أصول إيرانية. ومن المؤكد أن قرب السواحل الإيرانية والعمانية قد سهل الهجرة المتبادلة إلى كلا البلدين. والعجم الذين يعيشون في منطقة عمان وسواحل الخليج (الفارسي) الجنوبية هم أهل حضارة وثقافات عدة، ومعظم الشيعة الذين يقيمون في عمان هم من مناطق اللور وبندر عباس واوندورودون وبعضهم من منطقة البلوش، جدير بالذكر أن الهجرة العجمية إلى عمان كانت مرتبطة بعلاقات البلدين في ذلك الوقت فكانت تتأرجح بين الكثرة والقلة تبعًا لتذبذب العلاقات، ويعيش الشيعة العجم في عمان في مناطق مسقط عاصمة البلاد، ومطرح وضواحيها، وفي مناطق الباطنة، وقليل منهم يعيش في مسندم ومدينة صور الساحلية. ويقال إن السبب في هجرة الشيعة العجم إلى عمان يرجع إلى عدم اهتمام النظام البهلوي بالمناطق المحرومة في إيران وخاصة الجنوب، إلى جانب سياسة الخدمة العسكرية الإجبارية. والشيعة العجم لهم الآن مساجدهم الخاصة بهم والمؤسسات الخيرية مثل صناديق قرض الحسنة ومساعدة الآيتام وأبناء السبيل وإدارة الأوقاف الجعفرية، وقد أصبحوا الآن أحد أهم قبائل الشيعة في عمان ومنهم مسئولون يتولون المناصب الحكومية.


          الوضع الاقتصادي للشيعة في عمان:


          على الرغم من قلة عدد الشيعة في عمان إلا أنهم يأتون على رأس الهرم الاقتصادي في هذه البلاد، فكثير منهم يمتلك مشروعات صناعية وتجارية واقتصادية كبيرة، ويساهم الشيعة في كثير من المشروعات القومية العملاقة، ويعد اختيار وزير التجارة والصناعة من بين الشيعة دليلاً على أهمية دورهم في اقتصاد البلاد.


          ويعد الشيعة إحدى القوى الفاعلة والمؤثرة في المجتمع العماني، ويتمتع زعماء المجتمع الشيعي بنفوذ كبير في سوق العمل والاقتصاد والصناعة. وفي بداية عقد السبعينيات لم يكن هناك أي أثر للحضارة أو النظام المدني في عمان، وكانت كل شئون المواطنين العادية تتم بموجب إذن كتابي من السلطان في ذلك الوقت، ( السلطان سعيد ) فكان التدخين والصيد والرماية وصيد الأسماك بل والسباحة كلها أمور تتم بموجب إذن. كان السفر إلى الخارج ممنوعًا، ولم يكن المواطنون يحملون أي أوراق هوية أو جواز سفر، ولم يكن مسموحًا لأحد دخول البلاد إلا بإذن من السلطان، ولم يكن هناك شيء يعرف بالإدرات الثقافية أو الصحية، ولم تكن هناك وسائل مواصلات أو اتصالات. لكن بعد وفاة السلطان سعيد ظهر نوع من الحرية المحدودة، وأصبح مسموحًا إلى حد ما للشعب بأن يحتك بالتطورات التي طرأت على الساحة الدولية. أما عمان اليوم فتمتلك بنية تحتية حديثة، ومع أنها لا زالت محتفظة بهويتها القديمة فإن السلطان قابوس قاد البلاد نحو مسيرة الدولة الحديثة العصرية فيقول: إنني يوم توليت الحكم وعدت بأن أؤسس دولة حديثة لكنني أعتقد أن هذا الآمر سيتحقق رويدًا رويدًا. مستوى تعليم الشعب. يمكن القول أن الشيعة في عمان مثقفون حريصون على المشاركة في كافة شئون المجتمع، وعلى الرغم من تعداد الشيعة المحدود والذي يبلغ 100 ألف إلا أن هناك عددًا لا بأس به من الشباب سافر إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكثير من الدول الأوروبية لاستكمال دراستهم، وتسود علاقات الود والإخاء بين الشيعة وبين باقي المذاهب الأخرى فالكل يعيش في سلام وأمان وحرية.



          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 نوف, 2021, 03:55 م
          ردود 0
          40 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة محمد بن يوسف
          بواسطة محمد بن يوسف
           
          ابتدأ بواسطة Bassel Naufal, 6 أبر, 2021, 10:21 م
          رد 1
          2,888 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة Bassel Naufal
          بواسطة Bassel Naufal
           
          ابتدأ بواسطة Ibrahim Balkhair, 1 سبت, 2020, 09:39 م
          رد 1
          94 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
          ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 11 يول, 2019, 03:19 ص
          ردود 0
          53 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة محمد بن يوسف
          بواسطة محمد بن يوسف
           
          ابتدأ بواسطة محمد نصيف المحاور, 1 ينا, 2018, 07:11 م
          رد 1
          278 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة محب المصطفى
          بواسطة محب المصطفى
           
          يعمل...
          X