يحسبون انهم يحسنون صنعا

تقليص

عن الكاتب

تقليص

@سالم@ مسلم اكتشف المزيد حول @سالم@
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يحسبون انهم يحسنون صنعا


    يحسبون انهم يحسنون صنعا


    كانت الدنيا مليئة بالمشركين .. هذا يدعو صنماً .. وذاك يرجو قبراً ..
    والثالث يعبد بشراً .. والرابع يعظم شجراً ..
    نظر إليهم ربهم فمقتهم عربهم وعجمهم .. إلا بقايا من موحدي أهل الكتاب ..
    وكان من بين هؤلاء السادرين ..
    سيد من السادات .. هو عمرو بن الجموح ..
    كان له صنم اسمه مناف .. يتقرب إليه .. ويسجد بين يديه ..
    مناف .. هو مفزعه عند الكربات .. وملاذه عند الحاجات ..
    صنم صنعه من خشب .. لكنه أحب إليه من أهله وماله ..
    وكان شديد الإسراف في تقديسه .. وتزيينه وطييبه وتلبيسه ..
    وكان هذا دأبه مذ عرف الدنيا .. حتى جاوز عمره الستين سنة ..
    فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .. وأرسل مصعب بن عمير رضي الله عنه .. داعيةً ومعلماً لأهل المدينة .. أسلم ثلاثة أولاد لعمرو بن الجموح مع أمهم دون أن يعلم ..
    فعمدوا إلى أبيهم فأخبروه بخبر هذا الداعي المعلم وقرؤوا عليه القرآن .. وقالوا : يا أبانا قد اتبعه الناس فما ترى في اتباعه ؟
    فقال : لست أفعل حتى أشاور مناف فأَنظُرَ ما يقول !!
    ثم قام عمرو إلى مناف .. وكانوا إذا أرادوا أن يكلموا أصنامهم جعلوا خلف الصنم عجوزاً تجيبهم بما يلهمها الصنم في زعمهم ..
    أقبل عمرو يمشي بعرجته إلى مناف .. وكانت إحدى رجليه أقصر من الأخرى .. فوقف بين يدي الصنم .. معتمداً على رجله الصحيحة .. تعظيماً واحتراماً .. ثم حمد الصنم وأثنى عليه ثم قال :
    يا مناف .. لا ريب أنك قد علمت بخبر هذا القادم .. ولا يريد أحداً بسوء سواك .. وإنما ينهانا عن عبادتك .. فأشِرْ عليّ يا مناف .. فلم يردَّ الصنم شيئاً .. فأعاد عليه فلم يجب ..
    فقال عمرو : لعلك غضبت .. وإني ساكت عنك أياماً حتى يزول غضبك ..
    ثم تركه وخرج .. فلما أظلم الليل .. أقبل أبناؤه إلى مناف ..
    فحملوه وألقوه في حفرة فيها أقذار وجيف ..
    فلما أصبح عمرو دخل إلى صنمه لتحيته فلم يجده ..
    فصاح بأعلى صوته : ويلكم !! من عدا على إلهنا الليلة .. فسكت أهله ..
    ففزع ..واضطرب ..وخرج يبحث عنه ..فوجده منكساً على رأسه في الحفرة..فأخرجه وطيبه وأعاده لمكانه..
    وقال له : أما والله يا مناف لو علمتُ من فعل هذا لأخزيته ..
    فلما كانت الليلة الثانية أقبل أبناؤه إلى الصنم .. فحملوه وألقوه في تلك الحفرة المنتنة ..
    فلما أصبح الشيخ التمس صنمه .. فلم يجده في مكانه ..
    فغضب وهدد وتوعد .. ثم أخرجه من تلك الحفرة فغسله وطيبه ..
    ثم ما زال الفتية يفعلون ذلك بالصنم كل ليلة وهو يخرجه كل صباح فلما ضاق بالأمر ذرعاً راح إليه قبل منامه وقال : ويحك يا مناف إن العنز لتمنع أُسْتَها ..
    ثم علق في رأس الصنم سيفاً وقال : ادفع عدوك عن نفسك ..
    فلما جَنَّ الليلُ حمل الفتيةُ الصنم وربطوه بكلب ميت وألقوه في بئر يجتمع فيها النتن .. فلما أصبح الشيخ بحث عن مناف فلما رآه على هذا الحال في البئر قال :
    ورب يبـول الثعلبـان برأسه *** لقد خاب من بالت عليه الثعالب
    ثم دخل في دين الله .. وما زال يسابق الصالحين في ميادين الدين ..
    وانظر إليه .. لما أراد المسلمون الخروج إلى معركة بدر .. منعه أبناؤه لكبر سنه .. وشدة عرجه .. فأصر على الخروج للجهاد.. فاستعانوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالبقاء في المدينة .. فبقي فيها ..
    فلما كانت غزوة أحُد .. أراد عمرو الخروج للجهاد .. فمنعه أبناؤه .. فلما أكثروا عليه .. ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. يدافع عبرته .. ويقول : ( يا رسول الله إن بنيّ يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد ..
    قال : إن الله قد عذرك ..
    فقال .. يا رسول الله .. والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة ..
    فأذن له صلى الله عليه وسلم بالخروج .. فأخذ سلاحه وقال : اللهم ارزقني الشهادة ولا تردّني إلى أهلي ..
    فلما وصلوا إلى ساحة القتال .. والتقى الجمعان .. وصاحت الأبطال .. ورميت النبال ..
    انطلق عمرو يضرب بسيفه جيش الظلام .. ويقاتل عباد الأصنام ..
    حتى توجه إليه كافر .. بضربة سيف كـُتِبَت له بها الشهادة ..
    فدفن رضي الله عنه .. ومضى مع الذين أنعم الله عليهم ..
    وبعد ست وأربعين سنة في عهد معاوية رضي الله عنه ..
    نزل بمقبرة شهداء أحد .. سيل شديد .. غطّى أرض القبور ..
    فسارع المسلمون إلى نقل رُفات الشهداء .. فلما حفروا عن قبر عمرو بن الجموح .. فإذا هو كأنه نائم .. ليّن جسده .. تتثنى أطرافه .. لم تأكل الأرض من جسده شيئاً ..
    فتأمل كيف ختم الله له بالخير لما رجع إلى الحق لما تبين له ..
    بل انظر كيف أظهر الله كرامته في الدنيا قبل الآخرة .. لما حقق لا إله إلا الله ..
    هذه الكلمة التي قامت بها الأرض والسموات .. وفطر الله عليها جميع المخلوقات .. وهي سبب دخول الجنة ..
    ولأجلها خلقت الجنة والنار .. وانقسم الخلق إلى مؤمنين وكفار .. وأبرار وفجار ..
    فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين

    </b></i>

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخي الفاضل سالم احسنت وابدعت - بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مني نجيب مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اخي الفاضل سالم احسنت وابدعت - بارك الله فيك





      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      ألأخت الجليلة : منى نجيب رفع الله قدرك وشرح صدرك
      اعزك الله وبارك فيك واحسن الله اليك وشكرا على مرورك
      الكيم وردك الأكرم ودعاؤك الطيب تقبله الله ولك مثله

      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          شكرا جزيلا ... موعظة لمن إتعظ

          لكن رجاء التحقق من مصداقية قصة القبر
          الـ SHARKـاوي
          إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
          ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
          فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
          فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
          ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

            لكن رجاء التحقق من مصداقية قصة القبر
            بحثت عن صحة القصة فى الدرر السنية وهذه هى النتائج ان شاء الله
            أحاديث أسانيدها صحيحة ما في حكمها : هنا ستظهر فقط الأحاديث التي درجتها (إسناده صحيح) أو ما في حكمه مثل (إسناده حسن) أو (إسناده جيد) وأمثالها.
            1_
            عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل وكانا في قبر واحد وهما ممن استشهد يوم أحد ، فحفر عنهما ليغير من مكانهما ، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت ، وكان بين أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة
            الراوي: عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 19/239
            خلاصة حكم المحدث: مقطوع يتصل من وجوه صحاح بمعنى واحد متقارب
            ************************************************** *************
            اما الحديث دا مش عارفة معنى درجته بظبط

            أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو ، الأنصاريين ، ثم السلميين ، كانا قد حفر السيل قبرهما ، وكان قبرهما مما يلي السيل ، وكانا في قبر واحد ، وهما ممن استشهد يوم أحد ، فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما ، فوجدا لم يتغيرا ، كأنهما ماتا بالأمس ، وكان أحدهما قد جرح ، فوضع يده على جرحه ، فدفن وهو كذلك ، فأميطت يده عن جرحه ، ثم أرسلت ، فرجعت كما كانت ، وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة
            الراوي: عبدالرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري الخزرجي المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: الاستذكار - الصفحة أو الرقم: 4/154
            خلاصة حكم المحدث: متصل معناه من وجوه صحاح

            تعليق

            مواضيع ذات صلة

            تقليص

            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
            ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 16 فبر, 2023, 02:50 ص
            رد 1
            39 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
            ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 28 يون, 2021, 12:22 م
            ردود 0
            3,129 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة وداد رجائي
            بواسطة وداد رجائي
             
            ابتدأ بواسطة محمد بن يوسف, 1 أكت, 2018, 12:57 م
            ردود 0
            357 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة محمد بن يوسف
            بواسطة محمد بن يوسف
             
            ابتدأ بواسطة زين العابدين الجزائري, 21 أغس, 2015, 11:17 ص
            ردود 0
            1,502 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة زين العابدين الجزائري  
            ابتدأ بواسطة عمار خليفة, 18 أغس, 2015, 09:38 م
            ردود 2
            1,277 مشاهدات
            0 معجبون
            آخر مشاركة عمار خليفة
            بواسطة عمار خليفة
             
            يعمل...
            X