استفسارات حول حديث (احلت لي الغنائم و لم تحل لاحد قبلي)

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محب الامين مسلم اكتشف المزيد حول محب الامين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استفسارات حول حديث (احلت لي الغنائم و لم تحل لاحد قبلي)

    انا في امر مش مفهوم بالنسبالي بالنسبة للحديث دا. انا فاهم ان الاسلام فيه جهاد و غنائم و دا كان الطبيعي في الزمن دا و في الازمان السابقة و في انبياء سابقين كانوا محاربين و دا شيء عادي بطبيعة الحياة و موجود في الكتاب المقدس و باقي الاديان. بس الحديث دا بيصور الغنائم كانها كانت شيء محرم علي كل الانبياء و الاديان و جه علي عهد الرسول صلي الله عليه و سلم و ابيحت اليه بالذات و دا الاشكال بالنسبة لي. قريت في بعض صيغ الحديث ان الاحلال كان معناها ان ربنا كان بيبارك لغنائم الرسول صلي الله عليه و سلم عكس الازمان القديمة و لو في غنائم اخري قديمة كان ربنا بيحرقها بس مش فاهم الحكمة الالهية من ان دا يحصل للازمان القديمة و الانبياء القدامي نهائي. دا غير ان الحديث دا بشوفه بيعارض ايات سورة الدخان ( و اترك البحر رهوا انهم جند مغرقون * كم تركوا من جنات و عيون * و زروع و مقام كريم * و نعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك و اورثناها قوما اخرين).
    هل الحديث دا مدسوس و مكذوب علي الرسول صلي الله عليه و سلم؟؟ او في حاجات في تاويل و تفسير الحديث دا ملتبسة عليا و مش قادر افهمها؟؟ انا بحثت ورا الحديث دا كتير و ملقتش اجابة علي تساؤلاتي لحد دلوقتي للاسف.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله، حياكم الله أخي الكريم.

    بالنسبة للحديث فهو حديث صحيح، بل متفق عليه، ومن أعلى درجات الصحةِ ومستيْقنٌ نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل وهو مذكور في كتاب الله، لكِن سأشرع في مناقشة أمور جاءت في رسالتك أولا، ثم أعرج للتأصيل فيها، لعل توضيحها يُزيل سوء الفهم او الغرابةِ عندك.

    أولا: قولكم أن الغنائم كانت في الأزمان السابقة
    أنا فاهم ان الاسلام فيه جهاد و غنائم و دا كان الطبيعي في الزمن دا و في الازمان السابقة
    والصواب أن الغنائِم موجودة في الأزمان السابقة وفي العصر الحديث وفي كل وقتٍ وحين. وفي الحروب الحديثة اليوم، إذا ما هُزِم جيش فإن آلاته وأسلحته وكل أمتعتهم وأموالهم تُغنم وتكون للجيش المنتصر. فالغنيمةُ هي كل مكاسب الحرب التي تمتلِكُها من العدو. وفي اللغة :" وغَنِم الشيءَ غُنْماً فاز به". فهذا هو الطبيعي حتى في العصر الحديث، ولم نسْمع أن أحدًا حرّمها أو جرّمها.


    ثانيًا: قولكم أن الحديث يُصور أن الغنائِم كانت محرمة:

    بس الحديث دا بيصور الغنائم كانها كانت شيء محرم علي كل الانبياء و الاديان و جه علي عهد الرسول صلي الله عليه و سلم و ابيحت اليه بالذات و دا الاشكال بالنسبة لي.
    ونقول أن في فهمكم للحديثِ نظر:
    1- أن الحديث لا يُصور بل يُقرر حقيقة.
    2- ونُفرق بيْن اغتنام الغنيمة وبيْن كيفية التصرف فيها.
    3- الحديث يتحدث عن كيفية التصرف في الغنائِم وليس فيه تحريم أخذ الغنائِم واغتنامِها.
    4- يُفهم من الحديث أن التصرف في الغنائِم بالتقسيمِ لم يكن حلالا مطلقًا، بل ينتظرون في كل مرة أمر الله فيه ..
    5- بل إن أكلها مقيد عندهم حسب حكم النبي والوحي .. في كل مرة، وفيما يتعلق بما تأكله النار.

    الغنيمة هي كل مكاسب الحرب، من طعام وأغنام وماشية وجمال، وكل ما يزداد به المحاربون ويمر عليهِ خيلهم وركْبُهم من عتاد وأسلحةٍ وذخيرة وكل ما يقع تحت ايديهم من البلاد. وكان هذا ليس حلال عليهم أخذه وتقسيمه بينهم مطلقًا، بل يُنتظر فيه حكم النبي ووحي الرب، وفرق بين أن تأخذ الغنيمة وتقع تحت يديك، وبين أن تتصرف فيها كما يحلو لك .. حُرية التصرف فيها لم تكن عندهم .. ونقول أن الحديث يقرر أنه كان محرم عليهم أكل ما تأكله النار لا أخذها ابتداءًا.. ويُبين ان الحل المطلق لم يكن قط في شرعِهم، بل ينتظرون في كل مرة أمر الله فيه .. بينما في الإسلام صارت حلالًا مُطلقا، كما سنُبينه.

    والأحاديث يرويها الصحابة عن رسول الله وبينها تفصيل وإيجاز، ومنهم من يرويها باللفظ ومن يرويها بالمعنى، فيجب أن توضع مع بعضها البعض حتى يُفهم سياقها، فبالنسبة إلى ما يؤكل، يُوضح هذا المعنى حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النَّبيّ ( وأحلت لي الغنائم أكلها ، وكان من قبلي يعظمون أكلها ، كانوا يحرقونها ) . وقد شدد اللهُ على اليهود وعاقبهم وشرع عليهم الإصْر والأغلال، فعاقبهم وحرّم عليهم كثيرًا من الحلال عقابا لهم، فكان مغانم الحرب من الطعام وغيره تُجمع قبل تقسيمها، ثم تُقدم قربانا، فما تأكله النار لا يأكلونه، وما لم تأكله حلال لهم من ذوات الأرواح مما لم تكن محرمة عليهم ، إنما كان يحرم عليهم ما تأكله النار . ومن هذا نتبيّن أن الأمر في المغانِمِ عندهم لم يكن مرده للحل الكامل، بل كان لابد فيه من آلية معينة، ينتظرون فيه وحي الله وأمر النبي، وإما أن يوضع قربانا فتأكله النار، وما لا تأكله حلال لهم، أو يُترك في قدس الأقداس.. الخ.

    وفي غيرِ ما يؤْكَل، لم يكُن للنبي أن يتصرف فيها برأيِهِ بل بالوحي اولا ليرى ما يأمره الله، إما ان يوضَع في خزانة الرب او ان يقسم او غير ذلِك .. بينما صار الأمر للمسلمين حلالًا مطلقا اخده وتقسيمه بينهم.. وهذا قوله تعالى "لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".

    و سنبين هذا من القرآن الكريم ثم من كتُبِهم.


    ثالثًا بيان ما سبق من كتاب الله.

    1) قوله تعالى " فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى". فهنا تُبين الآية حُرمة الشرب مما غنِموه من العدو في زمان داود عليه السلام إلا ما يروي الظمأ فقط .. وهو داخل في معنى الأكل.. أما في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو حلال الى يوم الدين.

    2) قوله تعالى "
    لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ". فهنا الآية الكريمة تُوضِّح المراد بما حرمه الله تعالى وأحله على من كان قبلنا وأنه كان يتعلق بالأكل. " فكلوا منها".. وهذا يُبيِّن أن الأمر في الغنائِم كان يُنتظر فيه أمر الله أولًا، ولم يكُن حِلًّا مُطلقًا. أما في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو حلال الى يوم الدين.

    وتفسيرُ الآية يُبين لك أن هذا الحديث لا يُعارض كتاب الله بل يُوافِقُه، فقوله عز وجل: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ قال ابن عباس: كانت الغنائم محرمة على الأنبياء والأمم فكانوا إذا أصابوا مغنما جعلوه للقربان فكانت النار تنزل من السماء فتأكله فلما كان يوم بدر أسرع المؤمنون في أخذ الغنائم والفداء فأنزل الله عز وجل: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ يعني لولا قضاء من الله سبق في اللوح المحفوظ بأنه يحل لكم الغنائم. ثم لمَسّكم فيما أخذتم عذاب عظيم وقال الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير: "لولا كتاب من الله سبق" أنه لا يعذب أحدا ممن شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن جريج: "لولا كتاب من الله سبق" أنه لا يضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون وأنه لا يأخذ قوما فعلوا بجهالة "لمسّكُم": يعني لأصابكم بسبب ما أخذتم من الفداء قبل أن تؤمروا به عذاب عظيم.

    3) وفي كتاب الله الدليل على ان قرابينهم كانت تأكلها النار: "وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ". في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو حلال الى يوم الدين ولا نُقدم محرقات!.

    4) وَقَالَ الله تَعالى: {وَعَدَكُمُ الله مَغَانِمَ كَثِيَرَةً تأخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وكف أَيدي النَّاس عَنْكُم ولتكون آيَة للْمُؤْمِنين وَيهْدِيكُمْ صراطاً مُسْتَقِيمًا} . قَوْله: {وَعدكُم الله مَغَانِم كَثِيرَة} هِيَ مَا أصابوها مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبعده إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. قَوْله: (فَعجل لكم هَذِه) ، يَعْنِي غَنَائِم خَيْبَر.


    رابعًا: الأدلة من كتب أهل الكتاب على أن الغنائِم كان يُنظر فيها وحي الله وأمر النبي ولم تكُن حِلًّا مطلقا:

    1- ففي زمان موسى، كانوا ينتظرون أمر الرب أولا، فليس لهم حل التصرف في الغنائِم قبل الوحي، كما في سفر العدد 31: 32: "وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 26 «أَحْصِ النَّهْبَ الْمَسْبِيَّ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ، أَنْتَ وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ وَرُؤُوسُ آبَاءِ الْجَمَاعَةِ. 27 وَنَصِّفِ النَّهْبَ بَيْنَ الَّذِينَ بَاشَرُوا الْقِتَالَ الْخَارِجِينَ إِلَى الْحَرْبِ، وَبَيْنَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ. 28 وَارْفَعْ زَكَاةً لِلرَّبِّ. مِنْ رِجَالِ الْحَرْبِ الْخَارِجِينَ إِلَى الْقِتَالِ وَاحِدَةً. نَفْسًا مِنْ كُلِّ خَمْسِ مِئَةٍ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ. 29 مِنْ نِصْفِهِمْ تَأْخُذُونَهَا وَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ. 30 وَمِنْ نِصْفِ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَأْخُذُ وَاحِدَةً مَأْخُوذَةً مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْغَنَمِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ، وَتُعْطِيهَا لِلاَّوِيِّينَ الْحَافِظِينَ شَعَائِرَ مَسْكَنِ الرَّبِّ». 31 فَفَعَلَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 32 وَكَانَ النَّهْبُ فَضْلَةُ الْغَنِيمَةِ الَّتِي اغْتَنَمَهَا رِجَالُ الْجُنْدِ: مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفًا، 33 وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلْفًا، 34 وَمِنَ الْحَمِيرِ وَاحِدًا وَسِتِّينَ أَلْفًا، 35 وَمِنْ نُفُوسِ النَّاسِ مِنَ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي لَمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ، جَمِيعِ النُّفُوسِ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ أَلْفًا. 36 وَكَانَ النِّصْفُ نَصِيبُ الْخَارِجِينَ إِلَى الْحَرْبِ: عَدَدُ الْغَنَمِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ. 37 وَكَانَتِ الزَّكَاةُ لِلرَّبِّ مِنَ الْغَنَمِ سِتَّ مِئَةٍ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ، 38 وَالْبَقَرُ سِتَّةً وَثَلاَثِينَ أَلْفًا، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ، 39 وَالْحَمِيرُ ثَلاَثِينَ أَلْفًا وَخَمْسَ مِئَةٍ، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ وَاحِدًا وَسِتِّينَ، 40 وَنُفُوسُ النَّاسِ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَزَكَاتُهَا لِلرَّبِّ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ نَفْسًا. 41 فَأَعْطَى مُوسَى الزَّكَاةَ رَفِيعَةَ الرَّبِّ لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى."

    2- ثم يتغير الأمر، في زمان يشوع النبي مرة أخرى، وينتظرون حكم الرب، فيأمرهم هذه المرة، أن غنائِم الحرب لا يأخذ منها اليهود شيئًا وانما تحرق او توضع في خزانة بيت الرب، ومثل ما جاء في سفر يشوع عن حرب اريحا: " يشوع قال للشعب اهتفوا لان الرب قد أعطاكم المدينة. ١٧ فتكون المدينة وكل ما فيها محرَّمًا للرب. راحاب الزانية فقط تحيا هي وكل من معها في البيت لانها قد خبأَت المُرْسَلين اللذين ارسلناهما. ١٨ وأما أنتم فاحترزوا من الحرام لئَلَّا تُحَرَّموا وتاخذوا من الحرام وتجعلوا محلة اسرائيل محرَّمة وتكدّروها. ١٩ وكل الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد تكون قدسًا للرب وتُدخَل في خزانة الرب.".. فهنا كل ما في المدينة من طعام واكل ونساء ومتاع وغيره حُرِّم عليهم أخذ شيءٍ منه .. ثم أن الفضة والذهب والنحاس والحديد يوضع في خزانة الرب لا يُقسم عليهم... بينما في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو حلال الى يوم الدين تقسيم الغنائِم بين المسلمين.

    3- بل ومن ياخذ من هذه الغنائِم دون العودة إلى أمر الرب وتقسيمه، يُحرق بالنار هو واهله .. لأنه اخذ من حرام!.. فهنا الغنيمة والاخذ منها حرام: "11 قَدْ أَخْطَأَ إِسْرَائِيلُ، بَلْ تَعَدَّوْا عَهْدِي الَّذِي أَمَرْتُهُمْ بِهِ، بَلْ أَخَذُوا مِنَ الْحَرَامِ، بَلْ سَرَقُوا، بَلْ أَنْكَرُوا، بَلْ وَضَعُوا فِي أَمْتِعَتِهِمْ. ..... لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: فِي وَسَطِكَ حَرَامٌ يَا إِسْرَائِيلُ، فَلاَ تَتَمَكَّنُ لِلثُّبُوتِ أَمَامَ أَعْدَائِكَ حَتَّى تَنْزِعُوا الْحَرَامَ مِنْ وَسَطِكُمْ. 14 فَتَتَقَدَّمُونَ فِي الْغَدِ بِأَسْبَاطِكُمْ، وَيَكُونُ أَنَّ السِّبْطَ الَّذِي يَأْخُذُهُ الرَّبُّ يَتَقَدَّمُ بِعَشَائِرِهِ، وَالْعَشِيرَةُ الَّتِي يَأْخُذُهَا الرَّبُّ تَتَقَدَّمُ بِبُيُوتِهَا، وَالْبَيْتُ الَّذِي يَأْخُذُهُ الرَّبُّ يَتَقَدَّمُ بِرِجَالِهِ. 15 وَيَكُونُ الْمَأْخُوذُ بِالْحَرَامِ يُحْرَقُ بِالنَّارِ هُوَ وَكُلُّ مَا لَهُ، لأَنَّهُ تَعَدَّى عَهْدَ الرَّبِّ، وَلأَنَّهُ عَمِلَ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ»."
    وانظُر نتاج أخذ المُسمى " عخان" من الغنيمة أحرِق هو وأهله ونساء بيته وماله بالنار: "19 فَقَالَ يَشُوعُ لِعَخَانَ: «يَا ابْنِي، أَعْطِ الآنَ مَجْدًا لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ، وَاعْتَرِفْ لَهُ وَأَخْبِرْنِي الآنَ مَاذَا عَمِلْتَ. لاَ تُخْفِ عَنِّي». 20 فَأَجَابَ عَخَانُ يَشُوعَ وَقَالَ: «حَقًّا إِنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ وَصَنَعْتُ كَذَا وَكَذَا. 21 رَأَيْتُ فِي الْغَنِيمَةِ رِدَاءً شِنْعَارِيًّا نَفِيسًا، وَمِئَتَيْ شَاقِلِ فِضَّةٍ، وَلِسَانَ ذَهَبٍ وَزْنُهُ خَمْسُونَ شَاقِلًا، فَاشْتَهَيْتُهَا وَأَخَذْتُهَا. وَهَا هِيَ مَطْمُورَةٌ فِي الأَرْضِ فِي وَسَطِ خَيْمَتِي، وَالْفِضَّةُ تَحْتَهَا»... 24 فَأَخَذَ يَشُوعُ عَخَانَ بْنَ زَارَحَ وَالْفِضَّةَ وَالرِّدَاءَ وَلِسَانَ الذَّهَبِ وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَقَرَهُ وَحَمِيرَهُ وَغَنَمَهُ وَخَيْمَتَهُ وَكُلَّ مَا لَهُ، وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، وَصَعِدُوا بِهِمْ إِلَى وَادِي عَخُورَ. 25 فَقَالَ يَشُوعُ: «كَيْفَ كَدَّرْتَنَا؟ يُكَدِّرُكَ الرَّبُّ فِي هذَا الْيَوْمِ!». فَرَجَمَهُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ وَرَمَوْهُمْ بِالْحِجَارَةِ".

    وقارن هذا الآن بقول الله عز وجل، حين هرع المسلمون لأخذ الغنائِم وأكلها: ""لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ". فما وُضِع على اليهود من عقابٍ ومن حُرمةٍ ومن حلال مطلق ووجوب رجوعٍ إلى الوحي وامر الله اولا، زال وانتهى في الاسلام، وخفف الله على هذه الأمة.

    وشبيه بهذه القصة عن بني اسرائِيل ما جاء في الحديث: "
    حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ العَلاَءِ قَالَ حدَّثنا ابنُ المُبَارَكِ عنْ مَعْمَرٍ عنْ هَمَّامِ بنِ مُنَبِّهٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَزَا نَبِي مِنَ الأَنْبِيَاءٍ فَقَالَ لِقَوْمِهِ لَا يَتْبَعْني رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأة وهْوَ يُرِيدُ أنْ يَبْنِيَ بِها ولَمَّا يَبْنِ بِهَا ولاَ أحَدٌ بَنَى بُيُوتَاً ولَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا وَلَا أحَدٌ اشْتَرَى غَنَماً أوْ خَلِفَاتٍ وهْوَ يَنْتَظِرُ وِلاَدَهَا فغَزَا فَدَنا مِنَ القَرْيَةِ صَلاَةَ العَصْرِ أوْ قَرِيباً مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلْشَّمْسِ إنَّكِ مأمُورَةٌ وَأَنا مأمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا فَحُبِسَتْ حتَّى فتَحَ لله علَيْهِ فجَمَعَ الغَنَائِمَ فجاءَتْ يَعْنِي النَّارَ لِتأكُلَهَا فلَمُ تَطْعَمْهَا فَقَالَ إنَّ فِيكُمْ غُلُولاً فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ فلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمُ الْغُلُولُ فَلْيُبايِعْنِي قَبِيلَتُكَ فلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أوْ ثَلاَثَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ فِيكُمْ الغُلُولُ فَجاؤا بِرَأسٍ مِثْلَ رأسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ فوَضَعُوهَا فَجاءَتِ النَّارُ فأكَلَتْهَا ثُمَّ أحَلَّ الله لَنا الغَنَائِمَ رأى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فأحَلَّهَا لَنا. (الحَدِيث 4213 طرفه فِي: 7515) .

    4- وفي نفس زمان يشوع، حين يرضى الرب عن بني اسرائِيل لعملهم بوصاياه فإنه يُكافؤهم بأخذ الغنيمة وقسمتها .. لكن مرة أخرى يُنتظر فيه حُكم الله: " 1 حِينَئِذٍ دَعَا يَشُوعُ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَالْجَادِيِّينَ وَنِصْفَ سِبْطِ مَنَسَّى، 2 وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّكُمْ قَدْ حَفِظْتُمْ كُلَّ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُمْ صَوْتِي فِي كُلِّ مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ،....4 وَالآنَ قَدْ أَرَاحَ الرَّبُّ إِلهُكُمْ إِخْوَتَكُمْ كَمَا قَالَ لَهُمْ. 8 وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: «بِمَال كَثِيرٍ ارْجِعُوا إِلَى خِيَامِكُمْ، وَبِمَوَاشٍ كَثِيرَةٍ جِدًّا، بِفِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَنُحَاسٍ وَحَدِيدٍ وَمَلاَبِسَ كَثِيرَةٍ جِدًّا. اِقْسِمُوا غَنِيمَةَ أَعْدَائِكُمْ مَعَ إِخْوَتِكُمْ».".

    5- بينما في زمان النبي صمويل (سفر صمويل 1، الاصحاح 15)، نقرأ كيف أن الغنيمة التي حرمها عليهم تصرفوا فيها بغير ما أمر الرب، فعاقب الله ملكهم شاول (طالوت): "...2 هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ... 3 فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا». ....... 9 وَعَفَا شَاوُلُ وَالشَّعْبُ عَنْ أَجَاجَ وَعَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالثُّنْيَانِ وَالْخِرَافِ، وَعَنْ كُلِّ الْجَيِّدِ، وَلَمْ يَرْضَوْا أَنْ يُحَرِّمُوهَا. وَكُلُّ الأَمْلاَكِ الْمُحْتَقَرَةِ وَالْمَهْزُولَةِ حَرَّمُوهَا. 10 وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى صَمُوئِيلَ قَائِلًا: 11 «نَدِمْتُ عَلَى أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ شَاوُلَ مَلِكًا، لأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ وَرَائِي وَلَمْ يُقِمْ كَلاَمِي». فَاغْتَاظَ صَمُوئِيلُ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ اللَّيْلَ كُلَّهُ....... 14 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «وَمَا هُوَ صَوْتُ الْغَنَمِ هذَا فِي أُذُنَيَّ، وَصَوْتُ الْبَقَرِ الَّذِي أَنَا سَامِعٌ؟» 15 فَقَالَ شَاوُلُ: «مِنَ الْعَمَالِقَةِ، قَدْ أَتَوْا بِهَا، لأَنَّ الشَّعْبَ قَدْ عَفَا عَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. وَأَمَّا الْبَاقِي فَقَدْ حَرَّمْنَاهُ». .... 19 فَلِمَاذَا لَمْ تَسْمَعْ لِصَوْتِ الرَّبِّ، بَلْ ثُرْتَ عَلَى الْغَنِيمَةِ وَعَمِلْتَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ؟». ... 22 فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «هَلْ مَسَرَّةُ الرَّبِّ بِالْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ كَمَا بِاسْتِمَاعِ صَوْتِ الرَّبِّ؟ هُوَذَا الاسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. 23 لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ. لأَنَّكَ رَفَضْتَ كَلاَمَ الرَّبِّ رَفَضَكَ مِنَ الْمُلْكِ». 24 فَقَالَ شَاوُلُ لِصَمُوئِيلَ: «أَخْطَأْتُ لأَنِّي تَعَدَّيْتُ قَوْلَ الرَّبِّ وَكَلاَمَكَ، لأَنِّي خِفْتُ مِنَ الشَّعْبِ وَسَمِعْتُ لِصَوْتِهِمْ. ..... 34 وَذَهَبَ صَمُوئِيلُ إِلَى الرَّامَةِ، وَأَمَّا شَاوُلُ فَصَعِدَ إِلَى بَيْتِهِ فِي جِبْعَةِ شَاوُلَ. 35 وَلَمْ يَعُدْ صَمُوئِيلُ لِرُؤْيَةِ شَاوُلَ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهِ، لأَنَّ صَمُوئِيلَ نَاحَ عَلَى شَاوُلَ. وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ.". بينما في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو حلال مُطلقًا، الى يوم الدين تقسيم الغنائِم بين المسلمين والتصرف فيها.

    6- بل وكل الذي قُسِم على الشعب من الغنائِم في زمان داود، فإنه عاد إلى الرب، وقدس داود ورؤساء الآباء والشعب كل ما أخذوه " من الحروب ومن الغنائم ، قدسوه لتشييد بيت الرب " (1 أخبار 26 :26 و27- و 1 أخبار 29: 2 ) .

    7- بينما نقرا في زمان إرميا النبي، إرميا 31: 40 " كل وادي الجثث والرماد وكل الحقول الى وادي قدرون الى زاوية باب الخيل شرقا قدسا للرب. لا تقلع ولا تهدم الى الابد" وفي هذا هي محرم عليهم تقسيمها او امتلاك شيئًَا منها، وانما تصير للكهان والمقيمين في بيت الرب دون الشعب. بينما في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو حلال مُطلقًا، الى يوم الدين تقسيم الغنائِم بين المسلمين.


    مع التنبيه:

    1- أننا لا نقول بصحة كل المكتوب أعلاه في كتب العهد القديم التي نقلت عنها هذه النقولات، ولا ما يُنسَبُ منه إلى الله، وإنما نستشهِد بما يُبين الأمر ويُوضحه وإلا فقد أقروا أن هذا الكتاب مجموع من اربعة نصوص مختلفة كل منها نٌسِب إلى توراة موسى .. وضُمت وكُتِبت ولا يُعرف من كتبها ولا ما تغيّر فيها .. ولذا نشأ علم النقد النصي عندهم ليُحاول استرجاع النص المفقود. ويكفيك أن استيقانا بتحريف هذه الكُتُب ما نُسِب إلى موسى في توراة موسى، سفر التثنية 34: "
    5 فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. 6 وَدَفَنَهُ فِي الْجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ."

    2- أننا نثق في وحي الله وسنده المتصلِ ولا يجْدُر أن نتعداه إلى ما عند أهل الكتاب فإنه كتاب مقطوع السند، وإن كان لا يزال فيه بعض الهدى والنور، بل إن اقدم مخطوطات هذا الكتاب بينها وبين موسى أكثر من 3000 عام! .. وضاع منهم قرونا باقرارهم .. فالقول ما قال الله ورسوله بالوحي.




    خامسًا: الحكمة من حرمتها وحلها

    اولا: كان هذا هو عهدهم مع الله، ان لا يصدقوا أي نبي الا اذا اتى بقربان تأكله النار، ولما جاءهم الأنبياء بهذا قتلوهم: "الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ". فشدّد اللهم عليهم، وكانوا إذا ما غزوا جبنوا عن لقاء العدو، وان وجدوا مغانم هرعوا إليها، فكانوا قليلي الإخلاص شديدي التعنت صلاب الرقبة، ظالمين لأنفسهم، لم تنفعهم الآيات والبينات، مع أن الله اصطفاهم بآيات لم تكن لأحد من العالمين. فحرّم الله عليهم كثيرًا من الطيبات بسبب هذا، قال تعالى: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيباتٍ أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرًا" فعاقبهم الله بالاصر والاغلال وجعل هَذَا فِي حَقهم حَتَّى لَا يكون قِتَالهمْ لأجل الْغَنِيمَة لقصورهم فِي الْإِخْلَاص.

    ثانيا: وَأما تحليلها فِي حق هَذِه الْأمة فلكون الْإِخْلَاص غَالِبا عَلَيْهِم مع ضعفهم وعجزهم، ولإيمانهم بالنبي وتصديقه دون المطالبة بآياتٍ وخوارق كما فعل بنو اسرائيل وطالبوا أنبياءَهم ولم تنفعهم ولم يؤمنوا.. فخفف الله على المسلمين ورفع عنهم الإصْر والأغلال قال تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ".


    والله أعلم .. والحمدلله رب العالمين.
    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق


    • #3
      اشكرك بجد علي الرد دا لانه ازال سوء الفهم عندي بخصوص الحديث دا

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محب الامين مشاهدة المشاركة
        اشكرك بجد علي الرد دا لانه ازال سوء الفهم عندي بخصوص الحديث دا
        لا شُكر على واجب، ثبتكم الله وفقهكم في دينه آمين.

        لكِن أنصحُك أخي في الله أن تهتم بالجانب الشرعي، وتقرًا في العقيدة والتوحيد. وكذلِك اقرأ في علم مصطلح الحديث عند المسلمين، حتى تُدرِك قيمة هذا العلم، وكيف نقلت الأمة نصوص وحيها قرآنا وسنة، وكيف نُقل حديث رسول الله عنه، فهذه أصولٌ مانعةٌ من أن تطالك الشُّبهات بعد معية الله وتوفيقه.

        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
        *******************
        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
        ********************
        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة محمد خالد, منذ 4 يوم
        رد 1
        21 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
         
        ابتدأ بواسطة خادم للجناب النبوى الشريف, 22 أكت, 2023, 06:48 ص
        ردود 0
        29 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة خادم للجناب النبوى الشريف  
        ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 28 أغس, 2023, 07:58 ص
        ردود 0
        16 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
        ابتدأ بواسطة mohamed faid, 18 ماي, 2023, 07:38 م
        ردود 0
        31 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة mohamed faid
        بواسطة mohamed faid
         
        ابتدأ بواسطة Aiman93, 24 يون, 2022, 11:04 ص
        رد 1
        25 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عاشق طيبة
        بواسطة عاشق طيبة
         
        يعمل...
        X