المشاركة الأصلية بواسطة علي123
مشاهدة المشاركة
خطأ.
أهلُ التفسيرِ فَسَّروا الآيَة بعمومِها دونَ تخصيصٍ، ولكِن عِند الشرْحِ والتفسيرِ يشرَحون ويُقسِّرون بحسبِ ما وَصلت إليهِ علومُهُم.
مِثال
عِندما أقولُ لكَ الآية عامَّة وَعِلمُ اللهِ تعالى بما فِي الأرحامِ عامٌّ لا يَقتصرُ على الذكرِ والأنثى بل ويعلمُ أيضا ما يُمكِنأن يُصيبه مِن أمراض، ماذا لو تقدَّم علم الجينات ليعرِفَ ما يُمكِن أن يصيب الجنين مِن أمراضٍ وهوَ في الرحم هل تصبح هذه مشكلة ؟!!
أحيلُك على عبارَة الحافظِ ابن كثيرٍ التي نقلتها بيدِك: كن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى ، أو شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك ، ومن شاء الله من خلقه.
إذا فالمُفسِّرون لمْ يَقصروا العلمَ بما فِي الأرحامِ بعلمِ الجنسِ فقط.
كما أنَّك يبدو لم تَفهم كلام الأئمَّة، وهذهِ آفة التزوُّدِ قبلَ التجهُّزِ ! فالإمام ابنُ كثيرٍ كما ترى لم يَجعل عِلم هذه الغيبيات عِلما مُنتهيا لا يمكن اطلاع أحد عليه .. بل يمكن انتقال هذا العلم من الغيب إلى الشهادة بظهور آمارتِهِ أو علامَتِه، وإذا فالمعنى أنَّه قبل ظهور العلامة والأمارة لا يستطيع أيٌّ كان الاطلاعَ عليهِ .. المِثال على هذا علم الساعة ولا أفهم حقيقة لماذا لم يخرج أحد المتخرصين ليقول "بتقولوا الله عنده علم الساعه مع ان الناس اللى حتقوم عليهم القيامة حيعرفوا ان القيامة حتقوم لما يشوفو هولها" أو "بتقولوا ما تدري ماذا تكسب غدا ورجال الأعمال بيحسبوا مكاسبهم لسنوات قادمة وكتير بتطلع صح".
الإجابة .. ذات الإجابة التي أجاب بها علماؤنا من مئات السنين: ولكن إذا أمر بكونه ذكرا أو أنثى ، أو شقيا أو سعيدا علم الملائكة الموكلون بذلك ، ومن شاء الله من خلقه. فأمرهُ للمَلك إظهار وكَشفٌ لهذا الغيبِ، فلا يقولُ المَلَكً، هاهٍ هاه، ها أنا أعرفُ غيبَ الله !! بل يَعرِفُ حدَّه ويلزمُ قدرَه ويعلمُ أنَّه ما وَصلَ لهذا العِلمِ إلا بالكشف الإلهِيٍّ.
والسؤال: هل يستطيعُ البشرُ معرفة جنس الجنين دون استخدام الكواشف الإلهيَّة من القوانين الفيزيائية والبيولوجية التي وَضعها الله فِي الكون ويسَّر لهم دون سائر المخلوقاتِ فهمها وتطويعها فاستخدموها لبناءِ الآلاتِ والتكنولوجياتِ التي تُساعدهم على هذا الكشف ؟ هل لو ذهبت إلى طبيب لا يملك أداة معرفة الجنس سيخبرك عن جنس الجنين ؟ وهل الآية تتكلم عن المعرفة الذاتية أم المعرفة السببية .. أي أن تعرف الشئ معرفة ذاتية مباشرة أو أن تعرفه باستخدام سبب يكشف لك هذا الشئ ؟!!
نظير ذلك قوله تعالى {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} وقول لقمان لابنه وهو يعظه {إنك لن تخرِقَ الأرض ولن تبلغَ الجبال طولا} فهذه كتلك تتحدث عن القدرة الذاتية للإنسان .. والأولى أوضح في التفرقةِ بين القدرة الذاتية والقدرة التي تأتي الإنسان مِن قِبلِ الاستعانةِ بسلطان. فكذلك علم الساعة وعلم ما في الأرحام وإنزال المطر وكتابة الرزق والأجل .. هذه كلهامن الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، ولكن إن أراد الله كشف نزر يسير منها لبعض خلقه فما الذي يمنعه ؟!! تأمَّل كيف ترقد المرأة أمام الطبيبة وكلتاهما جاهلتان بما في رَحِمِ المرأةِ لا عالِم بهِ إلا الله ثمَّ تبدأ الطبيبة عملها وَ"هوكس بوكس" تنتقلان الاثنتان من حالة الجهل إلى حالة العلم .. هل هذا هو ما يُثبتُ خطأ الآيةِ الكريمة ؟ هل علمُ اللهِ بهذهِ المفاتِحِ علمٌ يعقبُ جهلا ؟ أم علمٌ مبنيٌّ على كشْف ؟!! بل هوَ عِلمٌ ذاتيٌّ مُحيطٌ شامِلٌ.
فاللهُ يعلمُ ما في الأرحامِ يعلمُ جنسهُ وعمله وأجله ورزقه ويعلم خلاياه وحمضه ويعلم أجهزته ونموه وتطوره ويعلمُ ماضيه ومستقبله .. يعلم عنه كلَّ شئ وهو مكنون بطن أمِّه، هذا العِلمُ الإلهيُّ فأينَ هوَ فِي الدنيا ؟ أرنيه.
اترك تعليق: