المشاركة الأصلية بواسطة علي123
مشاهدة المشاركة
قِس على هذا الذكورَة والأنوثةَ وَغيرَها مِن أحوالِ الجنينِ، فَهِيَ غيبيَّاتٌ مِن مَفاتِحِ الغيبِ ولكِنَّها قابلة للانتقالِ إلى حالِ الشهادَةِ بظهورِهِا وانكشافِها فالمَلَكُ إذا أرْسلَهُ اللهُ لا يَكشِفُ لهُ جنسَ الجنينِ فقط ولكِنَّهُ يَكشِفُ لهُ أحوالا أُخرى لا يطلِّعُ عليها العلماءُ، فاطلاعُ الملاكِ على هأَذهِ الغيبيَّاتِ أوسَعُ مِن اطلاعِ الأطبَّاءِ، وَمَعَ هذا لا يُقالُ أنَّ اطلاعَ الملَكِ مُنبِئٌ أنَّ هذهِ الأحوالَ ليسَتْ مِن مَفاتِحِ الغيبِ، لمْ يَقُل بهذا أحدٌ مِن المُسلمين قديما أو حديثا، والسبَبٌ بدهيٌّ، أنَّ هذهِ الأحوالَ قابلةٌ للكشفِ بظهورِها أو بإخبارِ اللهِ تعالى عَنها، فالطبيبُ قبلَ ظهورِ جنسِ الجنينِ لا يستطيعُ مَعرِفةَ جنسِهِ وَهوَ مُجبَرٌ على الانتظارِ لحينِ ظهورِ علاماتِهِ ولحينِ تمكُّنِهِ مِن مُشاهَدَةِ تِلكَ العلاماتِ، فإذا ظهرَت العلاماتُ وامتلَكَ الإنسانُ أسبابَ الاطلاعِ عليها انتقلَت مِن حالِ الغيبِ إلى حالِ الشهادَةِ. لهذا فلا تَعارُض بين غيبيَّةِ جنسِ الجنينِ وبينَ امتلاكِ الإنسانِ آلة تُمكِّنُهُ مِن الكَشْفِ عَنه وَقتما تظهرُ علاماتُهُ ليُصبحَ مِن المُشاهداتِ لهُ بعدَ أنْ كانَ غيبا لا يَعلمُهُ إلا الله.
تعليق