الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

تقليص

عن الكاتب

تقليص

صاحب القرآن مسلم اكتشف المزيد حول صاحب القرآن
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يقول المدعي زورا وبطلانا وكذبا وافتراء أنّ قرآن اليوم ليس هو ذات القرآن الكريم الذي كان زمن الرسول صلى الله عليه وسلم

    الاستعاذة غير موجودة في القرآن المكتوب في بداية السور .. خاصة وان الله امر رسوله الكريم بها عند القراءة ؟ لماذا غير موجودة في المكتوب ؟

    ويستشهد بقوله تعالى : " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "

    وفي نفس الحوار ادّعى أن أحكام التجويد جاءت بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم
    فالقرآن الموجود اليوم ليس قرآن الرسول صلى الله عليه وسلم

    جاري الرد ..........

  • #2
    رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

    الاستعاذة ليست من القرآن الكريم فلا يوجد داعي لكتابتها أول المصحف ، كما أنّ حكم الاستعاذة اختلف به العلماء والراجح هو ما عليه جمهور العلماء مستحبة

    فقوله تعالى :
    " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " ، هو أمر من الله تعالى كبقية أوامره في كتابه الكريم
    ولايلزم كي نبدأ تلاوتنا للقرآن الكريم من كتابتها أول المصحف ...
    والأمر في القرآن الكريم للوجوب إلا ان وجدت قرينة تصرفه للاستحباب
    فهناك ثلاثة أقوال في حكم الاستعاذة :
    1 - واجبة عند تلاوة القرآن الكريم .
    2 - واجبة مرة واحدة فقط في الحياة .
    3 - مستحبة وهو الراجح وهو رأي جمهور العلماء .
    أما عن الافتراء والكذب والقول زورا بأنّ قرآن اليوم ليس هو ذات القرآن الكريم وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ولايوجد دليل على أحكام التجويد فالطارح لشبهته أراد التدليس فحسب
    والرد على تدليسه كالآتي ...
    واضع علم التجويد : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأحكام التجويد موجودة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم ،
    كيف وصلتنا ؟؟؟
    وصلتنا عن طريق التواتر ، جيل الصحابة أوصله للتابعين والتابعين لتابعي التابعين ، وهكذا حتى وصلا كما هو ..
    وتم الرد على هذه النقطة مسبقا , كيف ومتى ومن كتب القرآن الكريم ..
    راجع : متى كتب القرآن

    أما الآن فأريد أن أستعرض الأدلة على وجوب أحكام التجويد عمليا ...
    أولا من القرآن الكريم :
    1- قوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا). وترتيل القرآن لا يكون بغير تعلم التجويد وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه .
    2- قوله تعالى: (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ). إذا فهناك من يتلون القرآن حق التلاوة وهناك من يتلوه دون ذلك.
    3- قوله تعالى: (فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)
    4- قوله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ) و واضح أن القرآن أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه وأحكام تلاوته.
    5- قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ)
    6- قوله تعالى: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)
    7- قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
    8- قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا)
    9- قوله تعالى: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)
    10- قوله تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)


    كل هذه الآيات من كتاب الله تدل دلالة واضحة على أن الله عز وجل أنزل القرآن وبيّن أحكام التلاوة، فهي وحي من الله. ولا يزال عمل القراء من لدن نزوله إلى يومنا هذا على مراعاة هذه الأحكام؛ تلقوها من أفواه المشايخ والعلماء جيلا بعد جيل في أكبر تواتر عرفته الدنيا.
    ثانيا من السنة النبوية :
    1. منها ما ثبت عن موسى بن يزيد الكندي –رضي الله عنه – قال: كان ابن مسعود رضي الله عنه يقرئ رجلا فقرأ الرجل " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " مرسلة أي مقصورة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله. فقال الرجل: و كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن ؟ قال: أقرأنيها هكذا " إنما الصدقات للفقراء و المساكين " و مدها.
    ( ذكره ابن الجزري في النشر،و قال: رواه الطبراني في معجمه الكبير و رجال إسناده ثقات. وحسّنه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (5/279)
    و هذا دليل على أن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، و هكذا أنكر ابن مسعود قراءة القصر لأن النبي أقرأه إياها بالمد، فدل ذلك على وجوب تلاوة القرآن تلاوة صحيحة موافقة لأحكام التجويد .
    2. عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو عليه شاق له أجران)
    (رواه أحمد وأبو داود و صححه الألباني)
    3. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن أبا بكر وعمر بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)
    (رواه ابن ماجة وصحّحه الألباني)
    4. وعن علي – رضي الله عنه - في قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا) قال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف (الإتقان1/221)


    فأحكام التجويد موجودة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، تعلمها صلى الله عليه وسلم كما أنزل عليه القرآن الكريم بواسطة الملك جبريل عليه السلام ، وكُتب القرآن الكريم في زمنه صلى الله عليه وسلم بوجود ملائكة تشهد على صحة هذه الكتابة وتم توضيح ذلك في الموضوع الذي تم وضع الرابط به مسبقا ( متى كتب القرآن )
    أما عن توضيح القرينة الذي صرفت حكم الاستعاذة إلى الاستحباب فهي كالتالي :
    اختلف العلماء في حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة, فذهب بعضهم إلى الوجوب ذهب إليه عطاء والثوري والأوزاعي وداود نقله ابن حزم في المحلى (3/247- 248 ) واختاره ، وهو رواية عن أحمد واختار هذا القول من المتأخرين الشيخ الألباني رحمهم الله جميعا واختارها ابن بطة كما في "الإنصاف" (2/119).
    وذهب آخرون إلى الاستحباب فقط وليس الوجوب ، وهو قول جماهير أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة أبي حنيفة والشافعي وأحمد في المعتمد من مذهبه ,أنظر : تبيين الحقائق (1/107) ,المجموع- (3/280-282), -المغني- (1/283), الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/332).
    واستدل القائلون بالوجوب بقوله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) (النحل/98) ، قالوا : وفي الآية أمر بالاستعاذة ، والقاعدة أن الأمر يفيد الوجوب ما لم تأت قرينة – يعني دليل – آخر يدل على أن المقصود بالأمر الاستحباب, قال ابن حزم في "المحلى" (2/279) :
    (وأما قول أبي حنيفة والشافعي أن التعوذ ليس فرضا فخطأ ؛ لأن الله تعالى يقول : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) ، ومن الخطأ أن يأمر الله تعالى بأمر ثم يقولَ قائل بغير برهان من قرآن ولا سنة : هذا الأمر ليس فرضا ، لا سِيَّما أمره تعالى بالدعاء في أن يعيذنا من كيد الشيطان ، فهذا أمر مُتَيَقَّنٌ أنه فرض ؛ لأن اجتناب الشيطان والفرار منه وطلب النجاة منه لا يختلف اثنان في أنه فرض ، ثم وضع الله تعالى ذلك علينا عند قراءة القرآن ). انتهــــى.
    وأجاب الجمهور عن هذا الدليل بأنه قد جاءت بعض القرائن فصرفت الأمر عن الوجوب إلى الاستحباب ، وهذه القرائن هي :
    حديث المسيء صلاته : فقد عَلَّمَه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة فقال له : ( إِذَا قُمتَ إِلَى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القران ثم اركَع ..إلخ ) رواه البخاري ومسلم (397).ولم يذكر له الاستعاذة.
    قال الإمام الشافعي في -الأم- (1/208): (وإن تركه ناسيا أو جاهلا أو عامدا لم يكن عليه إعادة ولا سجود سهو ، وأكره له تركه عامدا ، وأحب إذا تركه في أول ركعة أن يقوله في غيرها ، وإنما منعني أن آمره أن يعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم عَلَّمَ رجلا ما يكفيه في الصلاة فقال : ( كَبِّر ثُمَّ اقْرَأ ) قال : ولم يُروَ عنه أنه أمره بتعوذ ولا افتتاح ، فدل على أن افتتاح رسول الله صلى الله عليه وسلم اختيارٌ ، وأن التعوذ مما لا يفسد الصلاةَ إن تركه ) انتهى.
    واحتجّ الجمهور بأنّ الأمر للنّدب ، وصرفه عن الوجوب إجماع السّلف على سنّيّته وقد اختار القول بأنه سنة مستحبة وليست واجبة علماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، والشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى .


    فقد جاء في -فتاوى اللجنة الدائمة- (6/383): ما حكم من نسي الاستعاذة من الشيطان الرجيم وتذكر بعد انقضاء الصلاة ، أو ذكر أنه لم يقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو بالصلاة ؟



    فأجابت: الاستعاذة سنة ، فلا يضر تركها في الصلاة عمدًا أو نسيانا. إنتهى.



    وسئل الشيخ ابن عثيمين : هل الاستعاذة في كل ركعة أو في الأولى فقط ؟


    الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في الصلاة سنة.


    واختلف العلماء - رحمهم الله - هل يستعيذ في كل ركعة ، أم في الركعة الأولى فقط ، بناء على القراءة في الصلاة : هل هي قراءة واحدة ,أم لكل ركعة قراءة منفردة ؟


    والذي يظهر لي : أن قراءة الصلاة واحدة ، فتكون الاستعاذة في أول ركعة ، إلا إذا حدث ما يوجب الاستعاذة ، كما لو انفتح عليه باب الوساوس ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الإنسان إذا انفتح عليه باب الوساوس أن يتفل عن يساره ثلاثاً ، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم " انتهى. مجموع الفتاوى لأبن عثيمين- (13/110).

    وجاء في فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله : هل يلزم الالتزام بالاستعاذة والبسملة في كل ركعة من ركعات الصلاة أم يكفي ذلك في الركعة الأولى؟
    أما التسمية فالسنة في كل الركعات، إذا كنت تقرأ سورة مستقلة تسمي قبلها، أما الاستعاذة فسنة في الركعة الأولى، أما الركعات الأخرى فاختلف فيها العلماء هل تشرع الاستعاذة أم لا؟
    فمن استعاذ فلا بأس ومن ترك فلا بأس في الركعات الأخرى، لكن تشرع الاستعاذة في الركعة الأولى بتأكيد وهكذا التسمية، أما في الركعات الأخرى فيسن.. رجل أو امرأة، يسن إذا افتتح سورة، أما إذا كان يقرأ بعض آيات فلا حاجة إلى التسمية تكفي التسمية الأولى عند قراءته الفاتحة. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد التاسع والعشرون.


    فالذي يظهر لي: أن قراءة الصلاة واحدة، فتكون الاستعاذة في أول ركعة، إلا إذا حدث ما يوجب الاستعاذة، كما لو انفتح عليه باب الوساوس، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الإنسان إذا انفتح عليه باب الوساوس أن يتفل عن يساره ثلاثاً، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. فقد روى مسلم أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه : (ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا)ً ...

    نظرة أخرى لآراء بعض السلف :

    الاستعاذة مشروعة في الرَّكعة الأولى باتفاق العلماء، أما تَكْرارها في بقيَّة الرَّكعات، فقد اختلف فيه الفُقهاء على قولين:
    الأول: استحباب التَّكْرار في كل ركعة، وهو قول ابن حبيب من المالكية، والأصح عند الشافعية، ورواية عن أحمد صححها المرداوي في (الإنصاف)، وقول الحسَن وعطاء وإبراهيم النخعي، واختِيار أبي محمَّد بن حزم، وشيخ الإسلام ابن تيمية؛ حيث قال رحِمه الله في (الاختِيارات) : ويستحبّ التعوذ أول كل قراءة". اهـــ .
    واستدلُّوا بعموم قولِه تعالى : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ), (النحل: 98), فالتعوذ تابع للقراءة.
    الثاني: كراهية تكرار الاستِعاذة في الركعة الثانية وما بعدها، وهو مذهب الحنفية، وقول للشافعية، وهو المذْهب عند الحنابلة، ورجحه الشوكاني، وهو الراجح؛ لأن القِراءة في الصَّلاة واحدةٌ فيكفي فيها استعاذة واحدة، وليست قراءة كل ركعة مستقلة برأسها، ولذلك لو سجد المصلِّي للتِّلاوة فلا يتعوَّذ حين يعود للقراءة، وقد صحَّ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حديث أبي سعيد الخدْري: أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا قام إلى الصَّلاة استفتح، ثم يقول :(أعوذ بالله السَّميع العليم من الشَّيطان الرَّجيم، من همْزِه ونفْخِه ونفثه) ,(رواه أبو داود والترمذي)، ولَم ينقَل عنه أنَّه كرَّر الاستعاذة، ولو فعل لنُقل؛ لتوافر الهمم على نقل مثل ذلك.
    واحتج أهل العلم أيضا بما رواه مسلم عن أبي هريرة قال: (كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) , ولم يسكت"وإنما يكفي استعاذة واحدة؛ لأنه لم يتخلل القراءتين سكوت، بل تخللهما ذكر، فهي كالقراءة الواحدة إذا تخللها حمد الله أو تسبيح، أو تهليل أو صلاة على النَّبيِّ صلَّى اللهعليه وسلَّم ونحو ذلك.
    وقال الشوكاني في (النيل): (والحديث يدل على عدم مشروعية السكتة قبل القراءة في الركعة الثانية، وكذلك عدم مشروعية التعوذ فيها، وحكم ما بعدها من الركعات حكمها، فتكون السكتة قبل القراءة مختصة بالركعة الأولى، وكذلك التعوذ قبلها).
    ومما يؤيد أن القراءة في الصَّلاة واحدة؛ بمعنى: أن المصلي لو فصلها بتسبيح أو تشهد أو ما شابه، لا يحتاج للاستعاذة: ما رواه مسلم عن حذيفة لما قام مع النبي صلَّى اللهعليه وسلم ذات ليلة قال : فافتتح البقرةَ، فقلت: يركع عند المائة، ثمَّ مضى فقلت: يصلِّي بِها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثمَّ افتتح النِّساء فقرأها، ثمَّ افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسِّلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ..." الحديثَ، وليس فيه أنَّه صلَّى الله عليْه وسلَّم استِعاذة بعد الدعاء... (أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين –باب الإطالة في الصلاة ).
    فالناظر في كلام أهل العلم المتقدم واستدلالهم بعموم الآية يدل على أن الإستعاذة قبل القراءة في الصلاة سنة , أما تكرارها في باقي الركعات فالأولى تركه لأن القراءة واحد إلا إذا عارضه عارض فاستعاذ.
    تتمة- حكم الجهر بالإستعاذة:" إذا فعل ذلك أحيانا للتعليم ونحوه فلا بأس بذلك ، كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجهر بدعاء الاستفتاح مدة ، وكما كان ابن عمر وأبو هريرة يجهران بالاستعاذة أحيانا ، وأما المداومة على الجهر بذلك فبدعة مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ، فإنهم لم يكونوا يجهرون بذلك دائما ، بل لم ينقل أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جهر بالاستعاذة ، والله أعلم " انتهى .
    "مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. (22/404) .

    فمن الأفضل الإسرار بالإستعاذة عند ابتداء القراءة في الصلاة، قال ابن قدامة في المغني متحدثاً عن التعوذ في الصلاة : (وكيفما استعاذ فهو حسن، ويسر الاستعاذة، ولا يجهر بها، لا أعلم فيه خلافاً ) انتهى.
    وقال النووي في المجموع: لو قال: أعوذ بالرحمن من الشيطان أو أعوذ بكلمات الله من الشيطان الرجيم أجزأه إن كانت الصلاة سرية بلا خلاف، وإن كان جهرية ففيه طريقان: (أحدهما):وبه قال أبو علي الطبري وصاحب الحاوي يستحب الإسرار به قولاً واحداً، كدعاء الافتتاح، (والثاني) وهو الصحيح المشهور فيه ثلاثة أقوال (أصحها) يستحب الإسرار (الثاني) يستحب الجهر، لأنه تابع للقراءة فأشبه التأمين كما لو قرأ خارج الصلاة فإنه يجهر بالتعوذ قطعاً. (والثالث) يخبر بين الجهر والإسرار ولا ترجيح. انتهى.

    وعلينا التنويه أن حكم الاستعاذة في الصلاة كحكمها خارج الصلاة
    وهكذا يكون تم دحض هذه الشبهة المفتراة بحمد الله
    يبتع مزيدا من التوضيح والتفاصيل ..

    تعليق


    • #3
      رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

      يتبع فوائد في الاستعاذة ..
      أدلة في نفي تحريف القرآن الكريم

      التعديل الأخير تم بواسطة صاحب القرآن; 2 سبت, 2014, 11:45 ص.

      تعليق


      • #4
        رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

        هل الاستعاذة آية من القرآن الكريم؟

        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

        فالاستعاذة ليست آية من القرآن الكريم باتفاق العلماء، قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره: ... أجمع العلماء على أن التعوذ ليس من القرآن ولا آية منه، وهو قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..

        والله أعلم.

        تعليق


        • #5
          رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

          التمهيد:

          أي عمل يقوم به الإنسان لا بد من التهيئة له, مثلًا القيام للصلاة... للأكل... أو لقراءة القرآن.

          س: لماذا اتبعت كل تلك الخطوات.... ابتداءً من القراءة المسبقة والتشكيل والتدريب؟

          اذكر ما يجب عمله قبل تلك الأعمال بأمثلة على ذلك: 1ـ ﴿ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا ﴾ [المائدة: 6]... بمعنى إذا أردت القيام للصلاة. 2ـ وإذا أكلت فسمِّ([42]).... بمعنى إذا أردت أن تأكل فسمِّ الله. 3ـ ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98]... بمعنى إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

          س: لماذا خصت قراءة القرآن بالاستعاذة؟ وهل الشيطان باستطاعته الدخول إلى قارئ القرآن؟

          ج: خصت قراءة القرآن بالاستعاذة أولًا امتثالًا لقول الله: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98] لأن قراءة القرآن من العبادات, فالشيطان حريص كل الحرص على أن يتمثل للإنسان في عباداته وجميع أعماله الصالحة ليفسدها.

          س: لماذا يفعل الشيطان ذلك؟

          ج: الشيطان منذ خلق الله البشر وخروج آدم من الجنة أقسم وتوعد بالغواية كما جاء في كتاب الله على لسان الشيطان ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 82, 83] أقسم الشيطان بعزة الله أن يضل بني آدم بتزيين الشهوات لهم وإدخال الشبهة عليهم إلا الذين أخلصهم الله لعبادته وعصمهم من الشيطان الرجيم, أي هؤلاء لا يقدر على إضلالهم وإغوائهم مع محاولاته الكثيرة لهم بارتياد أماكنهم ومجالسهم, فعلى المؤمن أن يأخذ حذره من هذا العدو فقال سبحانه في كتابه: ﴿وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 168 ـ 169].

          س: كيف يستطيع الشيطان التغلب على الإنسان؟

          ج: يجري الشيطان من الإنسان مجرى الدم ولا يصر إلا على ارتياد المواضع التي يكثر فيها الذكر والعبادات والتردد عليها, لذا يوجد في الصلاة ـ الزكاة ـ الصوم ـ قراءة القرآن ـ وجميع الأعمال الصالحة.
          س: وما موقفه من الأماكن المشبوهة الفاسدة؟

          ج: الأماكن المشبوهة الفاسدة قد سيطر الشيطان عليها وعلى كل روادها, ومثال على ذلك: ـ الشيطان يفرح بزيارتك للسينما ومشاهدة الأفلام الفاسدة. ـ يفرح بجلوسك لساعات طويلة أمام التلفاز لمشاهدة المسلسلات التي تشغلك عن ذكر الله. ـ يفرح بجلوسك في مجالس الغيبة والنميمة. ـ يفرح بجلوسك في مجالس البدع والضلالة. ـ يفرح لهجرك القرآن طويلًا. ـ يفرح لتركك الصلاة أو إهمالها أو نسيانها. ـ يفرح لتركك السنن والنوافل. ـ يفرح لنومك العميق تحت فراشك الدافئ غافلًا عن فضل صلاة الليل وقراءة القرآن في جوفه. ـ يفرح لتركك الزكاة والصدقات. ـ يفرح لتركك الصيام والقيام في رمضان, أو نافلةً تقربك إلى الله. وهناك أمثلة كثيرة كثيرة, ومجمل القول: يفرح لكل ما يبعد العبد عن خالقه... إذن فهو لا يزورك في هذه الأماكن كثيرًا لأنه كسبك في صفه وأصبحت من أتباعه ولكن يصر على أن يأتيك في الأماكن التي يكثر فيها الذكر حتى يصرف العبد عما هو فيه.
          س: كيف يأتي إلى العبد في صلاته؟

          ج: يأتي إلى العبد في صلاته ابتداء من أول قيامه للصلاة فيؤخره بمشاغل الدنيا حتى تفوته, فإن لم يقدر أتاه في الوضوء ويشككه في الماء الذي يتوضأ منه فيقول: من أين لك أنه طاهر, أو يجعله يتوضأ مرات ومرات طالبًا للطهارة, وبذلك يكون قد أسرف في الماء أو فاته وقت الصلاة. وإذا لم يقدر عليه أتاه في الصلاة وأشغله بأمور الدنيا, فإن لم يستطع فيشغله في أمور لا يشك المصلي أن وراءها الشيطان كانشغاله بمخارج الحروف فتراه يقول (الحمد ـ الحمد) فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق الشدة وتارة في إخراج حرف الضاد واستطالته في كلمة ﴿وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ أو بأداء صفة الرخاوة في الغين في ﴿المَغْضُوبِ﴾ وهكذا, وإن لم يقدر عليه في صلاته المكتوبة أتاه في السنن والنوافل فيتركها أو يهملها, وكذا الصيام والزكاة مبديًا له التعب والمشقة في الصيام والفقر وقلة المال في الزكاة.

          س: ولماذا يأتي الشيطان للإنسان عند قراءة القرآن؟

          ج: (يأتي الشيطان للإنسان عند تلاوة القرآن لأن القرآن بعيد السنا، شديد الضياء، يهدي للتي هي أقوم, ويعصم عن الزيغ والزلل، والشيطان حريص كل الحرص كما قلنا على أن يأتي الإنسان وهو يمشي في دروب الحياة لا نور معه ولا حصانة لعله يتردى فلا يقوم, أو يتيه فلا يصل. فالشيطان يحب أن يصرف الإنسان عن التلاوة ويحرمه من بركات الوحي, ولحظات الاستعداد للتلاوة, صراع بين الحق والباطل, بين الهدى والضلال, لا بد أن ننتبه ونستعد لها, ومن هنا علّمنا القرآن وأدبنا أن الاستعداد والتحضر لهذه المنة العظمى وهي تلاوة القرآن لا تكون إلا بالاعتصام والالتجاء إلى الله حتى نحسن الفهم وتتم لنا التزكية)([43]).

          س: ماذا يحدث للشيطان عند الاستعاذة في بداية التلاوة؟

          ج: إذا تعوّذ العبد في بداية تلاوته أو أي عمل شعر بوجود الشيطان فيه فإنه يرتعد خوفًا ورعشة من الاستعاذة بالله, وعندما يتكرر ارتعاد الشيطان لهذه الكلمة فإنه يعرف أن هذا الإنسان العابد لن يحيد عن طاعة الله إلى المعاصي. هذا ما سنعرفه في درس اليوم عن الاستعاذة في القرآن وصياغتها وحكمها وأحوالها.


          العرض:
          س: ما معنى الاستعاذة لغة؟

          ج: الاستعاذة لغة: هي مصدر استعاذ أي طلب العون والعياذ والالتجاء والاعتصام والحصن.

          س: ما معنى الاستعاذة اصطلاحًا؟

          ج: هي التحصن والالتجاء والاعتصام بالله من الشيطان الرجيم, فإذا قلت: أعوذ بالله في أول السورة فكأنك تقول: «ربي أقرأ كتابك, ولكنْ هناك عدو لي, ألجأ إليك وأتحصن وأعتصم وأستعين بك منه، وهو الشيطان الرجيم».

          س: ما صيغتها؟

          ج: الصيغة المختارة لجميع القراء من حيث الرواية عن النبي ﷺ: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» كما ورد في سورة «النحل» وذلك في قوله: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98] وهناك صيغ أخرى يجوز الإتيان بها مثل: (أعوذ بالله من الشيطان), (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم), (اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم), (أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم) وغيرها. قال الإمام الشاطبي: إذَا مَا أَرَدْتَ الدَّهْرَ تَقْرَأُ فَاسْتَعِذْ جِهَارًا مِنَ الشَّيْطَانِ بالله مُسْجلاَ عَلَى مَا أَتَى فِي النَّحْلِ يُسْرًا وإِنْ تَزِدْ لِرَبِّكَ تَنْزِيهًا فَلَسْتَ مُجَهَّلاَ

          س: متى يشرع تكرار الاستعاذة؟

          ج: يقطع القارئ قراءته لسببين: السبب الأول: أن يقطعها ويتكلم بكلام من جنس القراءة كتصحيح خطأ أو بيان معنى الآية أو نحوها، أو قطع القراءة لعطاس أو سعلة أو نحنحة ونحو ذلك ما لا ينفك عن القراءة غالبًا, فالحكم في هذه الحالة أنه لا يعيد الاستعاذة مرة أخرى لأن الأمور المتقدمة مما يتعلق بالقراءة تعلقًا لا ينفك عنها. السبب الثاني: أما لو قطع القراءة وتكلم بكلام أجنبي([44]) خارج عن جنس القراءة وخارج موضوعها فإنه يعيد الاستعاذة فكأن الاستئناف مرة أخرى بمنزلة القراءة المبتدأة([45]).

          س: ما حكم الاستعاذة؟

          ج: اختلف القراء في حكم الاستعاذة فمنهم من يرى أن الاستعاذة على سبيل الندب أي على سبيل الاستحباب (أي مستحبة) وهو قول الجمهور واستدلوا بقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98], وذهب البعض الآخر إلى أن الاستعاذة واجبة استدلالًا بالآية الكريمة نفسها وسبب اختلافهم هل الأمر في الآية الكريمة يفيد الوجوب أو الندب (الاستحباب) فمن رأى أنه يفيد الندب قال: إن الاستعاذة مستحبة بسبب عدم وجود أدلة تبين أن النبي ﷺ أثَّم أحدًا لم يقرأ الاستعاذة، فبذلك وردت قرائن تصرف الأمر عن ظاهره وهو الوجوب, وعلى هذا لا يأثم القارئ بتركها, ومن رأى أنه يفيد الوجوب جعل اللفظ على ظاهره وقال: إنَّ النبي ﷺ واظب على الإتيان بها, ولأنها تدرأ شر الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجبٌ, ولأن الاستعاذة أحوط, وعلى هذا يأثم القارئ بتركها والله أعلم. والقول المختار: إن الاستعاذة واجبة بالوجوب الشرعي.

          تعليق


          • #6
            رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

            أدلة نفي تحريف القرآن الكريم

            إنّ مصونية القرآن الكريم من التحريف بمعنى النقيصة هي من الاَُمور البديهية الثابتة على صفحات الواقع التاريخي، والتي لا تحتاج إلى مزيد استدلالٍ وتوضيحٍ وبيان، حتّى إنّ بعض المنصفين من علماء وأساتذة غير المسلمين صرّحوا بعدم وقوع التحريف في القرآن الكريم، فالاستاذ لوبلو يقول: "إنّ القرآن هو اليوم الكتاب الربّاني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر".
            ويقول السير وليام موير: "إنّ المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يدٍ ليدٍ حتّى وصل إلينا بدون تحريفٍ، وقد حُفِظ بعنايةٍ شديدةٍ بحيث لم يطرأ عليه أي تغييرٍ يُذكَر، بل نستطيع القول أنّه لم يطرأ عليه أيّ تغييرٍ على الاطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الاِسلامية الواسعة". وبمثل ذلك صرّح بلاشير أيضاً.
            وقد أستدلّ العُلماء المحقّقون على عدم وقوع التحريف في القرآن بجملة من الاَدلّة الحاسمة، هي من القوّة والمتانة بحيث يسقط معها ما دلّ على التحريف بظاهره عن الاعتبار، لو كان معتبراً، ومهما بلغ في الكثرة، وتدفع كلّ ما أُلصق بجلال وكرامة القرآن الكريم من زعم التحريف، وتُفنّد القول بذلك وتُبطِله حتّى لو ذهب إليه الكثيرون فضلاً عن القلّة النادرة الشاذّة، وفيما يلي نذكر أهمّها:
            1 ـ حِفظ الله سبحانه للقرآن الكريم، ولذا لم يتّفق لاَمرٍ تاريخي من بداهة البقاء مثلما اتّفق للقرآن الكريم، فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي تعهّدت المشيئة الاِلهية ببقائه مصوناً من تلاعب أهل الاَهواء ومن التحريف وإلى الاَبد حيثُ قال تعالى: ((إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) فالمراد بالذكر ـ كما يقول المفسّرون ـ في هذه الآية: القرآن الكريم، وصيانة القرآن من التحريف من أبرز مصاديق الحفظ المصُرّح به في هذه الآية، ولولا أن تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم وصيانته عن الزيادة والنقصان لدُسّ فيه ما ليس منه، كما دُسّ في الكتب المتقدّمة المنزلة من عند الله، فلم يبقَ فيها سوى مادخل عليها من ركيك الكلام وباطل القول، ولكن الكتاب الكريم قد نفى كلّ غريب، وسلم من الشوائب والدخل، فلم يبق إلاّ كلام الربّ سليماً صافياً محفوظاً.
            2 ـ نفي الباطل بجميع أقسامه عن الكتاب الكريم بصريح قوله تعالى: ((وَإنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ، لا يأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)). والتحريف من أظهر مصاديق الباطل المذكور في الآية، وعليه فالقرآن مصونٌ عن التحريف وعن أن تناله يد التغيير منذ نزوله وإلى يوم القيامة، لاَنّه تنزيلٌ من لدن حكيم حميد، ويشهد لدخول التحريف في الباطل الذي نفته الآية عن الكتاب، أنّ الآية وصفت الكتاب بالعِزّة، وعزّة الشيء تقتضي المحافظة عليه من التغيير والضياع والتلاعب، ومن التصرف فيه بما يشينه ويحطّ من كرامته وإلى الاَبد.
            3 ـ قوله تعالى:
            ((إنَّ عَلَينا جَمعَهُ وقُرآنَهُ، فإذا قَرَأناهُ فَاتَّبِعْ قُرآنَهُ، ثُمَّ إنَّ عَلَينا بَيَانَهُ)). فعن ابن عباس وغيره: إنّ المعنى: إنّ علينا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ عليك حتّى تحفظه ويمكنك تلاوته، فلا تخف فوت شيءٍ منه
            4 ـ حديث الثقلين، حيث تواتر من طرق الفريقين أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتابُ الله، وعترتي أهل بيتي، ما إنّ تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي" . وهذا يقتضي أن يكون القرآن الكريم مدوّناً في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) بجميع آياته وسوره حتّى يصحّ إطلاق اسم الكتاب عليه، ويقتضي أيضاً بقاء القرآن كما كان عليه على عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يوم القيامة لتتمّ به ـ وبالعترة ـ الهداية الاَبدية للاَُمّة الاِسلامية والبشرية جمعاء ماداموا متمسّكين بهما، وإلاّ فلا معنى للاَمر باتّباع القرآن والرجوع إليه والتمسّك به، إذا كان الآمر يعلم بأنّ قرآنه سيُحرّف ويبدّل في يومٍ ما!
            5 ـ الاَحاديث الآمرة بعرض الحديث على الكتاب، ليُعرَف بذلك الصحيح منه فيُؤخذ به، والسقيم فيُتْرَك ويُعْرَض عنه، وهي كثيرة، منها: حديث الاِمام الصادق (عليه السلام)، قال: "خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمنى فقال: أيُّها الناس، ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قُلتُه، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقُله". وعنه أيضاً بسندٍ صحيح، قال (عليه السلام): "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان، فأعرضوهما على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردّوه".وهذه القاعدة تتنافى تماماً مع احتمال التحريف في كتاب الله، لاَنّ المعروض عليه يجب أن يكون مقطوعاً به، لاَنّه المقياس الفارق بين الحقّ والباطل، فلا موضع للشكّ في نفس المقياس، ولولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان منذ عصر الرسالة الاَوّل وإلى الاَبد، لما كانت هذه القاعدة، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها.قال المحقق الكركي المتوفّى سنة (940 هـ) في رسالته التي أفردها لنفي النقيصة عن القرآن الكريم: "لا يجوز أن يكون المراد بالكتاب المعروض عليه غير هذا المتواتر الذي بأيدينا وأيدي الناس، وإلاّ لزم التكليف بما لايطاق، فقد وجب عرض الاَخبار على هذا الكتاب، وأخبار النقيصة إذا عُرِضت عليه كانت مخالفة له، لدلالتها على أنّه ليس هو، وأيّ تكذيب يكون أشدّ من هذا"
            6 ـ إنّ ثبوت قرآنية كلّ سور القرآن وآياته، لا يتمّ إلاّ بالتواتر القطعي منذ عهد الرسالة وإلى اليوم، ممّا يقطع احتمال التحريف نهائياً، لاَنّ ماقيل بسقوطه من القرآن نقل إلينا بخبر الواحد، وهو غير حجةٍ في ثبوت قرآنيته، حتّى مع فرض صحّة إسناده.قال الحرّ العاملي المتوفّى سنة (1104 هـ): "إنّ من تتبّع أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، وتصفّح التأريخ والآثار، عَلِم علماً يقينياً أنّ القرآن قد بلغ أعلى درجات التواتر، فقد حِفِظه الاَُلوف من الصحابة ونقله الاَُلوف، وكان منذ عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعاً مؤلّفاً".وقال الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفّى سنة (1352 هـ): "ومن أجل تواتر القرآن الكريم بين عامّة المسلمين جيلاً بعد جيل، استمرّت مادته وصورته وقراءته المتداولة على نحوٍ واحد"
            7 ـ إجماع العلماء على عدم التحريف إلاّ من لا اعتداد به، كما صرّح بذلك المحقّق الكلباسي المتوفى سنة (1262 هـ ) بقوله: "انّ الروايات الدالّة على التحريف مخالفةٌ لاجماع الاَُمّة إلاّ من لا اعتداد به".وقال الشيخ جعفر كاشف الغطاء، المتوفّى سنة (1228 هـ) في "كشف الغطاء": "جميع ما بين الدفّتين ممّا يُتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين وإجماع المسلمين وأخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والاَئمة الطاهرين (عليهم السلام)، وإن خالف بعض من لايُعتدّ به"
            8 ـ إنّ التحريف ينافي كون القرآن المعجزة الكبرى الباقية أبد الدهر.قال العلاّمة الحلّي المتوفّى سنة (726 هـ ): "إنّ القول بالتحريف يوجب التطرّق إلى معجزة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنقولة بالتواتر". وذلك لفوات المعنى بالتحريف، ولاَنّ مدار الاِعجاز هو الفصاحة والبلاغة الدائرتان مدار المعنى، وبالنتيجة لا إعجاز حينما يوجد التحريف. فاحتمال الزيادة أو التبديل باطل، لاَنّه يستدعي أن يكون باستطاعة البشر إتيان ما يماثل القرآن، وهو مناقض لقوله تعالى:((وَإن كُنْتُم في رَيْبٍ ممّا نَزَّلنا عَلى عَبْدِنا فأتُوا بسورَةٍ من مِثْلِهِ))ولغيرها من آيات التحدي. وكذلك احتمال النقص بإسقاط كلمة أو كلمات ضمن جملةٍ واحدةٍ منتظمةٍ في أُسلوب بلاغي بديع، فإنّ حذف كلمات منها سوف يؤدّي إلى إخلال في نظمها، ويذهب بروعتها الاَُولى، ولايَدَع مجالاً للتحدّي بها.
            9 ـ ثبوت كون القرآن الكريم مجموعاً على عهد الرسول الاَعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما يدلّ على ذلك كثيرٌ من الاَخبار في كتب الفريقين، حيث كان (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر أصحابه بقراءة القرآن وتدبّره وحفظه، وعرض مايُروى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) عليه، كما أنّ جماعة من الصحابة ختموا القرآن على عهده وتلوه وحفظوه، وأنّ جبرئيل (عليه السلام) كان يعارضه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن كلّ عامٍ مرة، وقد عارضه به عام وفاته مرتين، وهذا الدليل يُسقِط جميع مزاعم القائلين بالتحريف والتغيير، وما تذرّعوا به من أنّ كيفية جمع القرآن ومراحل ذلك الجمع، تستلزم في العادة وقوع هذا التحريف والتغيير فيه، وسنأتي على تفصيل ذلك في موضوع جمع القرآن بإذن الله تعالى.
            10 ـ اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين بالقرآن، فقد كان (ص) حريصاً على نشر سور القرآن بين المسلمين بمجرد نزولها، مؤكّداً عليهم حفظها ودراستها وتعلّمها، مبيّناً فضل ذلك وثوابه وفوائده في الدنيا والآخرة، وقد بذل المسلمون عناية فائقة واهتماماً متواصلاً بكلام الله المجيد بشكل لم يسبق له مثيل في الكتب السماوية السابقة، فكان كلّما نزل شيءٌ من القرآن هَفَت إليه القلوب، وانشرحت له الصدور، وهَبَّ المسلمون إلى حفظه وتلاوته، بما امتازوا به من قُوّة حافظة فطرية، لاَنّ شعار الاِسلام وسمة المسلم حينئذٍ هو التجمّل والتكمّل بحفظ القرآن الكريم - معجزة النبوّة الخالدة، ومرجع الاَحكام الشرعية، واستمروّا على ذلك حتّى صاروا منذ صدر الاِسلام يُعَدّون بالاَُلوف وعشراتها ومئاتها، وكلّهم من حَمَلة القرآن وحُفّاظه وكُتّابه، فكيف يُتَصوّر سقوط شيءٍ منه والحال هذه؟!
            11 ـ دقّة وتحرّي المسلمين لاَي طارىءٍ جديدٍ في القران، حيثُ إنّ العناية قد اشتدّت، والدواعي قد توفّرت لحفظ القرآن وحراسته حتّى في حروفه وحركاته، ويكفي أن نذكر أنّ عثمان حينما كتب المصاحف، أراد حذف حرف الواو من ((والَّذِينَ)) في قوله تعالى ((وَالَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ ولا يُنفِقُونَها في سَبِيلِ اللهِ...)). فقال أُبيّ: لتلحقنّها أو لاَضعنّ سيفي على عاتقي، فألحقوها.وروي أيضاً أنّ عمر بن الخطّاب قرأ ((والسَّابقُونَ الاولُونَ مِن المُهاجِرينَ وَالاَنْصَار الَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ)) فرفع "الانصار" ولم يلحق الواو في "الذين" فقال له زيد بن ثابت: ((وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ))! فقال عمر: "الَّذِينَ اتَّبَعُوهُم باحْسَانٍ". فقال زيد: "أمير المؤمنين أعلم." فقال عمر: ائتوني بأُبيّ بن كعب، فأتاه فسأله عن ذلك، فقال أُبيّ: "((وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهم باحْسَانٍ))" فقال عمر: "فنعم، إذن نتابع أُبيّاً". فإذا كان الخليفة لا يستطيع أن يحذف حرفاً، فهل يجرؤ غيره على التصرّف بزيادةٍ أو حذفِ آياتٍ أو سورٍ من القرآن وتحريفها؟!
            12 ـ ويمنع من دعوى التحريف، الواقع التاريخي أيضاً، فإنّه إن كان التحريف في زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو غير معقول بعد أن كان يشرف بنفسه على كتابته وحفظه وتعليمه، ويُعْرَض عليه مرات عديدة.وإنّ كان بعد زمانه (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى يد السلطة الحاكمة، أو على يد غيرها، فلم يكن يسع أمير المؤمنين (عليه السلام) والخيرة من صحابة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) السكوت على هذا الاَمر الخطير الذي يمسّ أساس الاِسلام، ويأتي على بنيانه من القواعد، ولو كان ذلك لاحتجّ به الممتنعون عن بيعة أبي بكر وعمر والمعترضون عليهما في أمر الخلافة، كسعد بن عبادة وأصحابه، ولكان على أمير المؤمنين (عليه السلام) وسائر الصحابة أن يُظْهِروا القرآن الحقيقي، ويبيّنوا مواضع التحريف في هذا الموجود وإن حدث ما حدث، لكنّنا لم نجد ذكراً لذلك، لا في خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) المعروفة بالشقشقية، ولافي غيرها من خُطبَهِ وكلماته وكتبه التي اعترض بها على من تقدّمه، ولا في خطبة الزهراء (عليها السلام) المعروفة بمحضر أبي بكر، كما لم نجد أحداً من الصحابة أو من غيرهم، قد طالبهما بإرجاع القرآن إلى أصله الذي كان يُقْرَأ به في زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو نبّه على حدوث التحريف ومواطنه، وفي ترك ذِكر ذلك دلالةٌ قطعيةٌ على عدم التحريف.أمّا دعوى وقوع التحريف في زمن عثمان، فهو أمر في غاية البُعد والصعوبة، لاَنّ القرآن في زمانه كان قد انتشر وشاع في مختلف أرجاء البلاد، وكثر حُفّاظه وقُرّاؤه، وإنّ أقلّ مساسٍ بحرمة القرآن لسوف يُثير الناس ضدّه، ويُوجِب الطعن عليه وإدانته بشكلٍ قويّ ومعلنٍ، ولا سيما من الثائرين عليه الذين جاهروا بإدانته فيما هو أقلّ أهميةً وخطراً بكثير من التحريف، لكنّنا لم نسمع أحداً طعن عليه في ذلك، فهل خفيت هذه الآيات أو السور التي يُدّعى سقوطها من القرآن، على عامّة المسلمين، ولم يطّلع عليها سوى أفراد قلائل؟!ولو كان ذلك لكان على أمير المؤمنين (عليه السلام) إظهار هذا الاَمر، وإرجاع الناس إلى القرآن الحقيقي بعد أن صار خليفةً وحاكماً، ولم يعد ثمّة مايمنع من ذلك، وليس عليه شيء يُنْتَقَد به، بل ولكان ذلك أظهر لحُجّته على الثائرين بدم عثمان. فكيف صحّ منه (عليه السلام) وهو الرجل القويّ الذي فقأ عين الفتنة أن يهمل هذا الاَمر الخطير، وهو الذي أصرّ على إرجاع القطائع التي أقطعها عثمان، وقال في خطبةٍ له (عليه السلام): "والله لو وجدته قد تُزوِّج به النساء وُملِك به الاِماء لرددته، فانّ في العدل سَعَة، ومن ضاق عليه العدل والجور عليه أضيق ". مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر تحريف القرآن بكثير؟! إذن فإمضاؤه (عليه السلام) للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ على عدم وقوع التحريف فيه.
            13 ـ اهتمام أهل البيت (عليهم السلام) البالغ في القرآن الكريم وحثُّ أصحابهم على تلاوة القرآن الكريم وختمه، وبيانهم (عليهم السلام) لمنزلة قارىء القرآن تارة، وفضائل القرآن تارة أُخرى، كُلّ ذلك يدلُّ على نفي التحريف، لعدم توجّه مثل هذه العناية إلى كتاب محرّف.
            14 ـ اعتقاد الكل بكون القرآن حجّة بالغة ينافي التحريف من كلِّ وجه، ولا يعقل اتخاذ ماهو محرّف حجة، ولو فرض حصول التحريف لسقط الاستدلال به لاحتمال التحريف بالدليل، ولا يوجد فرد واحد قط استدل بالقرآن وأشكل عليه آخر بتحريف الدليل.15
            ـ وأخيراً فإنّ صلاة الاِمامية بمجرّدها دليلٌ على نفي التحريف في كتاب الله العزيز، لاَنّهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب ـ في كلِّ من الركعة الاَولى والركعة الثانية من الفرائض الخمس ـ سورةً واحدةً تامّة غير الفاتحة من سائر السور التي بين الدفتين، وفقههم صريح بذلك، فلولا أنّ سور القرآن بأجمعها كانت في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما هي الآن عليه في الكيفية والكمية ما تسنّى لهم هذا القول، ولا أمكن أن يقوم لهم عليه دليل.

            تمـــــــ بحمــــــــــد الله وفضلـــــــه

            تعليق


            • #7
              رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

              جزاك الله عنا كل الخير ،، ذكرتني شبهة التجويد هذه بمن ادعى وجود تناقضات نحوية في القرآن الذي أسس عليه علم النحو أصلا ..
              شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

              سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
              حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
              ،،،
              يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
              وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
              وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
              عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
              وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




              أحمد .. مسلم

              تعليق


              • #8
                رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

                المشاركة الأصلية بواسطة محب المصطفى مشاهدة المشاركة
                جزاك الله عنا كل الخير ،، ذكرتني شبهة التجويد هذه بمن ادعى وجود تناقضات نحوية في القرآن الذي أسس عليه علم النحو أصلا ..
                وجزاك الله كل الخير أخي الحبيب

                طبعا أخي الحبيب من يطعن ويعرض هذه الشبهات حكمة الله تعالى أنه تراه سبحان الله جاهل في أدنى أساسيات اللغة العربية كالإملاء والله المستعان ...

                تعليق


                • #9
                  رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

                  سأنقل كلاما لأخي الحبيب كريم فيه مزيدا من دحض هذه الشبهة الباطلة ....
                  --------------------------------
                  السلام عليكم يا اخ احمد

                  بالامس رأيت لك حوار دار بينك وبين صاحب القران
                  ومن جملة ما اذكر قراءته
                  انك تقول انك حنيفي ابراهيمي محمدي رباني هذا ما تدين به

                  وانك اختلفت معه على اسمه (صاحب القران) وايضا سألته سؤال الا وهو لماذا لم توضع الاستعاذه في القران مع انها أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فى الاية (فإذا قرات القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) سورة النحل

                  وهنا أرى انك اخطات في وضع الأية التي قلت فيها

                  (((( وإذا )))

                  وكان استدلالك على انها ان لم توضع فإذا الكاتب اهملها
                  وهنا دعني أسألك سؤالا هو

                  فهل الإستعاذه هي آيه من القرآن حتى تكتب قبل كل سورة ؟؟

                  وهي ( الاستعاذة ) ليست آيه وندب ان تقرا للتعوذ من الشيطان والاستجارة بالله منه

                  وهي تدلل على كيفية العبادة لحظة الشروع في قراءة القرآن

                  وهناك الكثيير من الاوامر التي في القرآن الكريم فهل نجعلها آيه قبل كل سورة

                  اغضض من صوتك

                  واصبر على ما أصابك

                  ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم ...


                  وهي تقرأ على الخبر المتصل المسلسل
                  وهو أني قرأت على الأستاذ أبي إسحاق الثعالبي رحمه الله فقلت: أعوذ بالسميع العليم
                  فقال: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، فقلت: أعوذ بالسميع العليم، هكذا.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد، بالبصرة، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي محمد عبد الله بن عجلان الزنجاني، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على أبي عثمان إسماعيل بن إبراهيم الأهوازي، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على محمد بن عبد الله بن بسطام، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على روح بن عبد المؤمن، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإني قرأت على يعقوب الحضرمي، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على سلام بن أبي المنذر، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على عاصم، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على زر بن حبيش، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على عبد الله بن مسعود، فقلت: أعوذبالسميع العليم.
                  فقال لي: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: أعوذ بالسميع العليم.
                  فقال لي: " يا ابن أم عبد، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبريل، عن القلم، عن اللوح المحفوظ

                  ولما ذكر العمل الصالح ووعد عليه في الايات السابقه لتلك الاية
                  وصل به قوله فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله إيذانا بأن الاستعاذة من جمله الأعمال الصالحة التي يجزل الله عليها الثواب


                  والمعنى فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ
                  كقوله إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم
                  وكقولك إذا أكلت فسم الله


                  الاستعاذة لغة
                  الالتجاء والاعتصام والتحصن
                  واصطلاحا: لفظ يحصل به الالتجاء إلى الله تعالى والاعتصام والتحصن به من الشيطان الرجيم وهي ليست من القرآن بالإجمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاع ولفظها لفظ الخبر ومعناه الإنشاء

                  أي: اللهم أعذني من الشيطان الرجيم

                  حكمهــــــــــا

                  اتفق العلماء على أن الاستعاذة مطلوبة ممن يريد القراءة واختلفوا هل هي واجبة أو مندوبة؟

                  فذهب جمهور العلماء وأهل الأداء إلى أنها مندوبة عند ابتداء القراءة

                  وحملوا الأمر في قوله تعالى

                  {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}

                  على الندب بحيث لو تركها القارئ لا يكون آثما

                  وذهب بعــــــــــــــــــــــــــــض العلماء إلى أنها واجبة عند ابتداء القراءة

                  وحملوا الأمر السابق على الوجوب وعلى مذهبهم لو تركها القارئ يكون آثما

                  وإلى ذلك يشير الإمام ابن الجوزي

                  واستحب تعوذ وقال بعضهم يجب

                  وصيغتها هي كما أستدل من الاية
                  اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

                  وأحوالها عند بدء القراءة حالتان

                  هما: الجهر أو الإخفاء

                  أما الجهر بها: فيستحب عند بدء القراءة في موضعين

                  1- إذا كان القارئ يقرأ جهرا، وكان هناك من يستمع لقراءته

                  2- إذا كان القارئ وسط جماعة يقرءون القرآن وكان هو المبتدئ بالقراءة

                  وأما إخفاؤها: فيستحب في أربعة مواضع أخرى

                  1- إذا كان القارئ يقرأ سرا

                  2- إذا كان القارئ يقرأ جهرا وليس معه أحد يستمع لقراءته

                  3- إذا كان يقرأ في الصلاة سواء كان إماما أم مأموما أم منفردا
                  ولا سيما إذا كانت الصلاة جهرية

                  4- إذا كان يقرأ وسط جماعة وليس هو المبتدئ بالقراءة

                  وقوله: فإذا قرأت

                  أي: إذا أردت قراءة القرآن
                  وهو من أساليب العرب تقول
                  إذا ذهبت إلى فلان فاحمل معك كذا ... أي: إذا أردت الذهاب

                  ففي الصحيحين من حديث سليمان بن صرد -رضي الله عنه- قال: استب رجلان عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم
                  إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجده
                  لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

                  ولا خلاف في أن الاستعاذة ليســـــــــــــــــــــــت من القرآن

                  وكان القرآن يكتب على مسمع ومرئ من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشدد على الكاتب ان يكتبها آية من كتاب الله عز وجل


                  ومن قال بوجوب التعوذ لم يقل بانها آيه كما تحاول ان تثبت وتورد بانها لم تكتب

                  قال داود وأهل الظاهر: التعوذ واجب لقوله: (فَاسْتَعِذْ بِاللَّه)، وهذا أمر والأمر على الوجوب

                  اما القول الصحيح أنه غــــــــــــــــــــــــــير واجـــــب لإقرانه بالشرط

                  معناه: إذا أردت أن تقرأ فاستعذ والقراءة غير واجبة في غير الصلاة والتعوذ مستحب بالإجماع

                  اذن الخلاصة
                  1- هي مستحبة عند الجمهور واجبة عند البعض

                  لكن حتى من اوجبها لم يقول بانها آية من كتاب الله كما تحاول أن تزعم وتدعي

                  2- الاستعاذة ليست من القرآن بالإجماع

                  3- والمختار في صيغتها (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) كما أتى في سورة النحل وإن كان لا حرج على القارئ في الإتيان بأي صيغة من صيغ الاستعاذة التي قال بها بعض القراء

                  وذلك نحو
                  (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم)
                  أو (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم)

                  و قال الإمام الشاطبي

                  إذا ما أردت الدهر تقرأ فاستعذ ... جهارا من الشيطان بالله مسجلا
                  على ما أتى في النّحل يسرا وإن تزد ... لربّك تنزيها فلست مجهّلا



                  جزاه الله خير الجزاء ....

                  تعليق


                  • #10
                    رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

                    وهذا رد جديد مني مزيدا في دحض هذه الشبهة والطعن بغير علم ...

                    الاستعاذة ليست من القرآن الكريم وهذا كافي لدحض شبهتك ، فسواء واجبة أو مستحبة لايلزم أن تكن مكتوبة في صدر كل سورة ، ومزيدا في دحض وابطال طعنك الاستعاذة الراجح فيها قول جمهور العلماء بأنها مستحبة
                    أما كيف قالوا ذلك فسأوضح ايضا


                    الأمر في القرآن الكريم للوجوب مالم تصرفه قرينة
                    ، والاستعاذة هناك قرائن صرفتها من الوجوب إلى الاستحباب
                    وحتى لو أخذنا بالوجوب فليس شرطا أن تكن مكتوبة
                    لأن الاستعاذة مطلوبة عند بدء تلاوة القرآن الكريم والبدء قد يكون من منتصف السورة لا أولها كما أنني ليس مجبرا على تكرير الاستعاذة عند البدء في سورة جديدة
                    وهذا جزء من الحكمة في عدم كتابتها .

                    القرائن التي صرفت الاستعاذة من الوجوب إلى الاستحباب سبق ذكرها ....

                    تم بحـمــــــد الله

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

                      مزيدا في دحض الشبهة والافتراء الباطل الذي لم يطرح سوى من جاهل عن كيفية وصول القرآن الكريم إلينا ...

                      الاستعاذة سبق وقلنا
                      ليست من القرآن الكريم وهذا كافي جدا لدحض شبهتك وتم ذكر الكثير لن اعيد تكراره بل ازيدك نسفا لهذا الطعن فأقول :
                      الاستعاذة لها عدة صيغ صحيحة صحت بالسند المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو افترضنا وجوب كتابتها في صدر كل سورة حسب ادعائك فأي صيغة نكتب ؟
                      الصيغ منها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهي الشائعة ، ومنها أعوذ بالله من الشيطان ، ومنها أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ، ومنها أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ومنها أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ومنها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إنه هو السميع العليم فأي صيغة يازميلي من المفترض أن تكون مكتوبة ان افترضنا صحة كلامك !!! ؟؟؟؟؟؟

                      فإن قلت و لِمَ البسملة كتبت فنقول
                      أولا :
                      لأنها آية من القرآن الكريم
                      ثانيا :
                      لايوجد سوى صيغة واحدة لها كما وردنا عن رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بالسند المتصل وهي : بسم الله الرحمن الرحيم

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الرد على شبهة ( عدم كتابة الاستعاذة قبل كل سورة من سور القرآن الكريم )

                        للفائدة :

                        وردت في القرآن الكريم آيتان تتعلقان بالاستعاذة من الشيطان الرجيم:

                        أولهما: قوله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم} (الأعراف:200).

                        ثانيهما: قوله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} (النحل:98).

                        و(الاستعاذة) مصدر طَلَبِ العوذ، فـ (السين) و(التاء) فيها للطلب، و(العوذ): الالتجاء إلى شيء يدفع مكروهاً عن الملتجئ، يقال: عاذ بفلان، وأعاذه إذا منعه من الضر الذي عَاذ من أجله.

                        وقد أمر سبحانه بدفع وسوسة الشيطان بالعوذ بالله، والعوذُ بالله هو الالتجاء إليه بالدعاء بالعصمة، واستحضار ما حدده الله له من حدود الشريعة.

                        وتحرير القول في (الاستعاذة) ينتظم وفق العناوين التالية:

                        موضع الاستعاذة

                        قال العلماء: ظاهر قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، (الجمعة:10)، يقتضى أن تكون (الاستعاذة) بعد القراءة، كقوله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} إلا أن هذا الظاهر غير مراد؛ إذ قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الاستعاذة قبل القراءة.

                        فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في صلاته قبل القراءة). قال ابن العربي: "هذا نص في الرد على من يرى القراءة قبل الاستعاذة بمطلق ظاهر اللفظ".

                        وروى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، ثم يقول: (لا إله إلا الله) ثلاثاً، ثم يقول: (الله أكبر كبيراً) ثلاثاً، (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه)، وهذا الحديث يدل على أن الاستعاذة في الصلاة قبل القراءة.

                        وروي عن عمر وابن عمر رضي الله عنهما، أن الاستعاذة قبل القراءة في الصلاة.

                        قال الجصاص: "وقول من قال: الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة شاذ، وإنما الاستعاذة قبل القراءة؛ لنفي وساوس الشيطان عند القراءة، قال الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان} (الحج:52)، فإنما أمر الله بتقديم الاستعاذة قبل القراءة لهذه العلة".

                        وقد حمل العلماء قوله سبحانه: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ} على معنى: إذا أردت القراءة، قالوا: وقد جرت العادة بإطلاق مثله، كقوله تعالى: {وإذا قلتم فاعدلوا} (الأنعام:152)، ليس المراد به العدل بعد القول, لكن قبله يعزم على أن لا يقول إلا عدلاً. ونحوه قوله سبحانه: {وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب} (الأحزاب:53)، ليس المراد أن تسألها من وراء حجاب بعد سؤال متقدم. وكذلك قوله عز وجل: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله} معناه: إذا قرأت فقدِّم الاستعاذة قبل القراءة.

                        والحاصل هنا: إن القول بـ (التعوذ) قبل القراءة هو قول عامة الفقهاء. وقال مالك: لا يتعوذ في الفريضة، ويتعوذ في النافلة، وفي رواية: في قيام رمضان. .

                        حكم الاستعاذة

                        القول المعتمد في هذه المسألة أن الاستعاذة غير واجبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم الأعرابي الاستعاذة في جملة أعمال الصلاة.

                        قال الجصاص: "الاستعاذة ليست بفرض؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمها الأعرابي حين علمه الصلاة، ولو كانت فرضاً، لم يخله من تعليمها"، والمراد من (الأعرابي) حديث المسيء صلاته، الذي صلى صلاة لم يستوف أركانها، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة مستوفياً أركانها كاملة، ولم يكن التعوذ من أركانها.

                        وقال الرازي: "التعوذ مستحب قبل القراءة عند الأكثرين"، واستدل الرازي لهذا الاستحباب بقوله تعالى: {فاستعذ} فمع أن الأمر يفيد الوجوب، إلا أن الوجوب هنا غير مراد؛ لحديث المسيء صلاته. كما استدل الرازي على استحباب التعوذ بفعله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم الذي رواه أبو داود، فكلا الآية والحديث يفيدان الوجوب، فإن لم يثبت الوجوب، فلا أقل من الاستحباب.

                        وعلى القول باستحباب الاستعاذة، فإن المصلي يتعوذ في الركعة الأولى فقط، ولا يُستحب له أن يأتي بها في كل ركعة.
                        وقد روي عن عطاء، أن "الاستعاذة واجبة لكل قراءة، سواء كانت في الصلاة، أو في غيرها". وقال ابن سيرين: "إذا تعوذ الرجل مرة واحدة في عمره، فقد كفى في إسقاط الوجوب".

                        واحتج القائلون بوجوب الاستعاذة بأدلة ثلاثة:

                        أولها: أنه صلى الله عليه وسلم واظب على الاستعاذة، فيكون فعلها واجباً؛ لقوله تعالى: {واتبعوه لعلكم تهتدون} (الأعراف:158).

                        ثانيها: أن قوله تعالى: {فاستعذ} أَمْرٌ، وهو يفيد الوجوب، فيجب القول بوجوبه عند كل قراءة.

                        ثالثها: أنه تعالى أمر بالاستعاذة لدفع الشر من الشيطان الرجيم؛ لأن قوله: {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} (النحل:98) مشعر بذلك، ودفع شر الشيطان واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فوجب أن تكون الاستعاذة واجبة.

                        الإسرار والجهر بالاستعاذة

                        روي أن ابن عمر رضي الله عنهما، لما قرأ أسر بالتعوذ. وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه جهر به. قال الشافعي في "الأم": "فإن جهر به جاز، وإن أسر به أيضاً جاز". وقال في "الإملاء": "ويجهر بالتعوذ، فإن أسرَّ لم يضر"، فبين أن الجهر عنده أولى. وقال الرازي: "الاستعاذة إنما تقرأ بعد الافتتاح وقبل الفاتحة، فإن ألحقناها بما قبلها لزم الإسرار، وإن ألحقناها بالفاتحة لزم الجهر، إلا أن المشابهة بينها وبين الافتتاح أتم؛ لكون كل واحد منهما نافلة عند الفقهاء"، فبين الرازي أن الإسرار عنده أولى.

                        صيغ الاستعاذة

                        ذهب أبو حنيفة والشافعي إلى أن صيغة الاستعاذة هي: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، قالوا: لأن هذا النظم موافق لقوله تعالى: {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}، وموافق أيضاً لظاهر الخبر الذي يفيد أنه صلى الله عليه وسلم قرأ دعاء الافتتاح، ثم استعاذ.

                        وقال أحمد: "الأولى أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إنه هو السميع العليم؛ جمعاً بين الآيتين".

                        وقد روى البيهقي في كتاب "السنن" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثلاثاً، وقال: ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم).

                        التعوذ للقراءة أو للصلاة؟

                        ذهب أبو حنيفة وتلميذه محمد إلى أن التعوذ لأجل القراءة، وذهب أبو يوسف إلى أنه لأجل الصلاة. ويتفرع على هذين القولين فرعان:

                        الأول: أن المؤتم هل يتعوذ خلف الإمام أم لا؟ عند أبي حنيفة و محمد لا يتعوذ؛ لأنه لا يقرأ، وعند أبي يوسف يتعوذ.

                        الثاني: إذا افتتح المصلي صلاة العيد، فقال: سبحانك اللهم وبحمدك...هل يقول: أعوذ بالله، ثم يكبر أم لا؟ عند أبي حنيفة ومحمد يكبر التكبيرات، ثم يتعوذ عند القراءة. وعند أبي يوسف يقدم التعوذ على التكبيرات.

                        مقاصد الاستعاذة

                        قال ابن العربي: فائدة (الاستعاذة) امتثال الأمر؛ وليس للشرعيات فائدة إلا القيام بحق الوفاء في امتثالها أمراً، أو اجتنابها نهياً. وما قاله ابن العربي لا يمنع من القول إن للشارع مقصداً من وراء كل حكم شرعي، ومن ثَمَّ قال العلماء: فائدة (التعوذ) طلب العوذ من وساوس الشيطان عند القراءة، كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} (الحج:52)، يعني: وسوس له الشيطان في تلاوته، والله يقول: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله}، فثتب أن التعوذ طريق لدفع وسوسة الشيطان، والحد من كيده.

                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 5 يوم
                        رد 1
                        51 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة ابن الوليد
                        بواسطة ابن الوليد
                         
                        ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
                        ردود 3
                        109 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة محب المصطفى
                        بواسطة محب المصطفى
                         
                        ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
                        ردود 8
                        88 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                         
                        ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
                        ردود 9
                        148 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
                        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
                        ردود 0
                        173 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                        بواسطة *اسلامي عزي*
                         
                        يعمل...
                        X