تويت
الرد علي شبهة سورة الإسراء أية 16 ( أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي خاتم النبيين وإمام المرسلين المبعوث رحمة للعالمين
فهذا بأذن الله تعالي أولي موضوعاتي في هذا المنتدي الطيب وأرجوا من الله ان تكون بداية موفقة
وجدت في احد الصفحات التي يقوم عليها بعض النصاري شبهة ربما لا تكون جديدة علي الإخوة ولكني أحببت أن أدلو بدلوي فيها لعل الله ينفع بها
وكان مما وجدت أن أحد هؤلاء النصاري يستشهد بالأية 16 من سورة الإسراء وهي قول الله تعالي :
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴿١٦﴾
وسطر تحتها خيالاته المريضة كالأتي :
البهتان في وصف الرحمن
{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } الاسراء
ايه من القرآن تشرح لنا تكتيك اله الاسلام لتدمير قريه ما فيقول عن نفسه لو اراد ان يهلك قريه فانه يآمر مترفيها فيفسقون و هنا يحق عليها اراده الله بالدمار وقوله لسبب فسق مترافيها فيدمرها تدميرا ،،،
١- لماذا يريد اله الاسلام ان يدمر هذه القريه وهم لم يفسقوا بعد ففسقهم جاء بعد ان امرهم اله الاسلام به ؟؟؟
٢- نعلم جميعا ان الله صالح ولا يآمر بالفسق فكيف يآمر المترفين بالفسق ثم يهلكهم لأنهم فعلوا أمره و فسقوا و نجد ذلك واضحا جدا في تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
" { وَإِذَا أَرَدْنَا } وإذا دنا وقت إهلاك قوم ولم يبق من زمان إمهالهم إلا قليل، أمرناهم { فَفَسَقُواْ } أي أمرناهم بالفسق ففعلوا، والأمر مجاز لأن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم افسقوا
٣- قالوا ان الله يأمرهم بالطاعه و ليس بالفسق بان يرسل لهم رسله فان كان كذلك فهل يهتم الله فقط بالمترفين و يهمل باقي سكان القريه !!! فالنص يقول ان الله يآمر مترفيها فقط ولا يآمر فقرائها و معدوميها فهل تعتقد ان الله ارسل رسله للمترفين فقط ؟؟؟
٤- نفهم من النص ان الله امر المترفين فقط وهم فقط من فسقوا فيها و مع ذلك يدمر الله القريه كلها مترفيها مع معدوميها فلماذا يعاقب الله فقراء القريه بفسق مترفيها ؟؟؟؟
اسئله نريد اجابات عنها ... نريد لغه تفهمها عقولنا و لا نريد نسخا و لاصقا ...
(( المقال القادم عن تحريف هذه الايه ))
الي هنا انتهي كلام ذلك الجهبز الذي أتي بما لم يأت به الأوائل
وكان الرد بإذن الله وتوفيقه كالأتي :
بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
قبل اي شيء انت بتقول في نهاية كلامك
( اسئله نريد اجابات عنها ... نريد لغه تفهمها عقولنا و لا نريد نسخا و لاصقا )
لذا ارجوا ان تقرأ كل كلمة في الرد بتمعن وحيادية حتي تفهم
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)
الأية بأذن الله واضحة وليس بها شبهة ولا يحزنون
لكن القرأن الكريم وحدة واحدة لا يتجزأ فيجب فقط ربط أياته ببعض ليزول سوء الفهم
وبأذن الله تعالي سنرد علي النقاط الثلاث الأولي في اجابة واحدة توضح أنه لا يوجد لبس او اشكال ان شاء الله
قيل في معني ( أمرنا ) أكثر من معني علي قول العلماء نختصرهم في الأتي :
أكثرنا عددهم وقيل اي جعلناهم امراء وقيل امرناهم امراً قدرياً وكذلك ( امرناهم بالطاعة واتباع الرسل فعصوا)
والقول الأخير هو ان شاء الله أرجح الأقوال لعدة أسباب
أولها ان الله سبحانه وتعالي لا يأمر بشيء قبيح
فيقول تعالي في سورة الأعراف :
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)
فالله لا يأمر بالفحشاء وسبحانه عن ذلك فكيف يأمر بالفسق وهو الخروج عن طاعته ؟!!!
ثانياً وهو الأهم والذي سيوضح الإشكال بأذن الله الأية التي قبلها :
مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾
وبالتحديد قول الله تعالي :
(( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ))
فالله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه
والسؤال هنا ما هي وظيفة الرسل والأنبياء الذين يرسلهم الله الي القري ؟
هل هي الأمر بالفسق أم الأمر بطاعة الله وتوحيده واتباعه؟
الجواب بالطبع ارسال الرسل والأنبياء من الله تعالي الي القري لدعوتهم الي الطاعة والتوحيد
إذن المعني واضح لا لبس فيه فبربط الأية مع التي قبلها يتضح المعني
ان الله لا يعذب قرية الا بعد ارسال الرسل اليهم ليدعوهم الي الطاعة فمن اتبع الرسل واطاعهم في طاعة الله نجا ومن فسق اي خرج عن طاعة الله يهلكه الله وفي ذلك العدل واضح لا جدال فيه
وبالنسبة لنقطة ان الله يهتم بالمترفين فقط فهذا سوء فهم ليس الا لماذا؟
لأن الله يرسل النبي او الرسول للجميع وليس للمترفين فقط ولكن الخطاب موجه للمترفين لأنهم سادة القوم وكبراؤه وهم المؤثرين في قومهم والباقي اتباع لهم أي ان الخطاب خاص أُريد به العام والدليل علي ذلك من القرأن فيقول تعالي في سورة النازعات اية 17
اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17)
فالله تعالي ارسل موسي الي فرعون لأنه كبير القوم واكثرهم تأثيراً والباقي مجرد اتباع له ولكن رسالته كانت عامة للقوم كلهم اي من اراد الإيمان والتوحيد مثل السحرة الذين رأو ايات الله علي يد موسي ثم امنوا بالله فالخطاب موجه لهم ايضاً وليس مقصوراً علي فرعون
فيقول تعالي في سورة طه 70 : 72
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ (70) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ (71) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)
فلو كان الخطاب لفرعون فقط لماذا أمن السحرة ؟ إذن الخطاب لفرعون وعلي من شاكلته في الكفر وإنما خوطب فرعون لأنه رأس الكفر في هؤلاء القوم
دليل اخر علي الخاص المراد به العام في سورة الأحزاب أية 1
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)
فالخطاب للنبي صلي الله عليه وسلم ويراد به الأمه جميعها
فيقول بن كثير رحمه الله (هذا تنبيه بالأعلى على الأدنى ، فإنه تعالى إذا كان يأمر عبده ورسوله بهذا ، فلأن يأتمر من دونه بذلك بطريق الأولى)
ويقول البغوي رحمه الله (قيل الخطاب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد به الأمة)
فهذا أيضاً من الخاص الذي يراد به العام أي ان يكون المخاطب شخص واحد ولكن الهدف هو مخاطبة من وراءه ومن دونه ايضاً
أما بالنسبة للإهلاك الجماعي فهل يهلك الكل مؤمن ومكذب علي السواء ؟
بالطبع لا
والدليل علي ذلك من سورة النمل :
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)
فالله سبحانه وتعالي بعث صالح الي قومه فمنهم مؤمن ومنهم مكذب فأخبر الله تعالي انه اهلك قوم صالح اجمعين ثم وضح سبحانه وتعالي انه أنجي من الإهلاك الذين امنوا بصالح وكانوا يتقون وهم المؤمنون
نعود مرة اخري لسورة الإسراء الأية محل الموضوع لنطبق ذلك
فيتضح ان الإهلاك سيكون للمكذبين فقط واذا كان يوجد مؤمنين بينهم فالله سينجيهم
اما اذا كان الجميع مكذب فسيهلك حتي لو كان كما تقول انت من الفقراء والمعدومين
فالفقر ليس مبرر للكفر والفسوق بدليل ان اكثر اتباع الرسل أساساً الفقراء
والدليل بأذن الله في سورة هود 27
( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ )
فقوم نوح الكافرين عابوا عليه ان اتباعه هم الفقراء والضعفاء
اذن الفقر ليس مبرر للكفر والفسوق كما تقول وان المعيار الوحيد هو الإيمان
فمن امن نجا غني او فقير ومن كفر عوقب غني ام فقير
وهذا الرد علي النقطة الرابعة والأخيرة
ثم بعد شرح الرد حاولت الإختصار للرد علي النقاط التي سردها تحديداً :
وبعد رواية الأدلة نوضح اختصار الرد علي كل نقطة حسب قولك :
١- لماذا يريد اله الاسلام ان يدمر هذه القريه وهم لم يفسقوا بعد ففسقهم جاء بعد ان امرهم اله الاسلام به ؟؟؟
الرد : اوضحنا بحول الله وقوته ان الله امر بالطاعة وليس بالفسق وان القوم الكافرين فسقوا بعد امر الله لهم بالطاعة فأستحقوا العقوبة وهي التدمير جزاء العصيان بعد أمر الله لهم بالطاعة
٢- نعلم جميعا ان الله صالح ولا يآمر بالفسق فكيف يآمر المترفين بالفسق ثم يهلكهم لأنهم فعلوا أمره و فسقوا و نجد ذلك واضحا جدا في تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
" { وَإِذَا أَرَدْنَا } وإذا دنا وقت إهلاك قوم ولم يبق من زمان إمهالهم إلا قليل، أمرناهم { فَفَسَقُواْ } أي أمرناهم بالفسق ففعلوا، والأمر مجاز لأن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم افسقوا
الرد : راجع رد النقطة الأولي بالإضافة الي ان الزمخشري الذي تستشهد به من أئمة المعتزلة وله من البدع الكثير وسأكتفي بنقل ما قاله ابن تيمية فيه : " وأما " الزمخشري " فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن ، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد ، وغير ذلك من أصول المعتزلة ... وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها ولا لمقاصده فيها ، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ، ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13 /386 ، 387)
فهو ليس حجة علينا بالإضافة الي أن حجتنا القرأن والسنة وليس الرجال
٣- قالوا ان الله يأمرهم بالطاعه و ليس بالفسق بان يرسل لهم رسله فان كان كذلك فهل يهتم الله فقط بالمترفين و يهمل باقي سكان القريه !!! فالنص يقول ان الله يآمر مترفيها فقط ولا يآمر فقرائها و معدوميها فهل تعتقد ان الله ارسل رسله للمترفين فقط ؟؟؟
الرد : اوضحنا ان الخطاب خاص اريد به العام وان المخاطبين هم المترفين لأنهم هم كبار القوم والمؤثرين فيهم والباقي اتباع لهم كفرعون وقومه وكمثال مخاطبة النبي صلي الله عليه وسلم في أول سورة الأحزاب وأمره بالتقوي وعدم طاعة الكافرين والمنافقين مع كون الأمر هنا للأمة كلها وليس النبي فقط
٤- نفهم من النص ان الله امر المترفين فقط وهم فقط من فسقوا فيها و مع ذلك يدمر الله القريه كلها مترفيها مع معدوميها فلماذا يعاقب الله فقراء القريه بفسق مترفيها ؟؟؟؟
الرد :اوضحنا بالدليل من القرأن ان الله لا يهلك الجميع الا اذا كانوا كفار ومكذبين للرسل اما اذا كان منهم مؤمنين فالله تعالي ينجيهم برحمته ولا عبرة الا بالإيمان فالفقراء سينجوا منهم المؤمن فقط اما المكذب فليس لفقره حجة او مبرر للكفر بل ان اغلب اتباع الرسل من الفقراء
اسئله نريد اجابات عنها ... نريد لغه تفهمها عقولنا و لا نريد نسخا و لاصقا ...
ارجوا ان تكون اقتنعت باللغة وارجوا ان يكون عقلك فهمها
(( المقال القادم عن تحريف هذه الايه ))
منتظر المقال ان شاء الله للرد عليه
والي هنا تنتهي الشبهة وما كتبته مجرد اجتهاد ان وفقت فيه فمن الله وحده وان أخطأت فمن نفسي والشيطان
وأسال الله المغفرة والسداد وأن ينفعني وينفع المسلمين
وأرجوا من الأخوة تنبيهي في حالة وجود خطأ او كلام يخالف كتاب الله وسنة رسوله فيما كُتب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام علي خاتم النبيين وإمام المرسلين المبعوث رحمة للعالمين
فهذا بأذن الله تعالي أولي موضوعاتي في هذا المنتدي الطيب وأرجوا من الله ان تكون بداية موفقة
وجدت في احد الصفحات التي يقوم عليها بعض النصاري شبهة ربما لا تكون جديدة علي الإخوة ولكني أحببت أن أدلو بدلوي فيها لعل الله ينفع بها
وكان مما وجدت أن أحد هؤلاء النصاري يستشهد بالأية 16 من سورة الإسراء وهي قول الله تعالي :
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴿١٦﴾
وسطر تحتها خيالاته المريضة كالأتي :
البهتان في وصف الرحمن
{ وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً } الاسراء
ايه من القرآن تشرح لنا تكتيك اله الاسلام لتدمير قريه ما فيقول عن نفسه لو اراد ان يهلك قريه فانه يآمر مترفيها فيفسقون و هنا يحق عليها اراده الله بالدمار وقوله لسبب فسق مترافيها فيدمرها تدميرا ،،،
١- لماذا يريد اله الاسلام ان يدمر هذه القريه وهم لم يفسقوا بعد ففسقهم جاء بعد ان امرهم اله الاسلام به ؟؟؟
٢- نعلم جميعا ان الله صالح ولا يآمر بالفسق فكيف يآمر المترفين بالفسق ثم يهلكهم لأنهم فعلوا أمره و فسقوا و نجد ذلك واضحا جدا في تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
" { وَإِذَا أَرَدْنَا } وإذا دنا وقت إهلاك قوم ولم يبق من زمان إمهالهم إلا قليل، أمرناهم { فَفَسَقُواْ } أي أمرناهم بالفسق ففعلوا، والأمر مجاز لأن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم افسقوا
٣- قالوا ان الله يأمرهم بالطاعه و ليس بالفسق بان يرسل لهم رسله فان كان كذلك فهل يهتم الله فقط بالمترفين و يهمل باقي سكان القريه !!! فالنص يقول ان الله يآمر مترفيها فقط ولا يآمر فقرائها و معدوميها فهل تعتقد ان الله ارسل رسله للمترفين فقط ؟؟؟
٤- نفهم من النص ان الله امر المترفين فقط وهم فقط من فسقوا فيها و مع ذلك يدمر الله القريه كلها مترفيها مع معدوميها فلماذا يعاقب الله فقراء القريه بفسق مترفيها ؟؟؟؟
اسئله نريد اجابات عنها ... نريد لغه تفهمها عقولنا و لا نريد نسخا و لاصقا ...
(( المقال القادم عن تحريف هذه الايه ))
الي هنا انتهي كلام ذلك الجهبز الذي أتي بما لم يأت به الأوائل
وكان الرد بإذن الله وتوفيقه كالأتي :
بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله
قبل اي شيء انت بتقول في نهاية كلامك
( اسئله نريد اجابات عنها ... نريد لغه تفهمها عقولنا و لا نريد نسخا و لاصقا )
لذا ارجوا ان تقرأ كل كلمة في الرد بتمعن وحيادية حتي تفهم
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)
الأية بأذن الله واضحة وليس بها شبهة ولا يحزنون
لكن القرأن الكريم وحدة واحدة لا يتجزأ فيجب فقط ربط أياته ببعض ليزول سوء الفهم
وبأذن الله تعالي سنرد علي النقاط الثلاث الأولي في اجابة واحدة توضح أنه لا يوجد لبس او اشكال ان شاء الله
قيل في معني ( أمرنا ) أكثر من معني علي قول العلماء نختصرهم في الأتي :
أكثرنا عددهم وقيل اي جعلناهم امراء وقيل امرناهم امراً قدرياً وكذلك ( امرناهم بالطاعة واتباع الرسل فعصوا)
والقول الأخير هو ان شاء الله أرجح الأقوال لعدة أسباب
أولها ان الله سبحانه وتعالي لا يأمر بشيء قبيح
فيقول تعالي في سورة الأعراف :
وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (28)
فالله لا يأمر بالفحشاء وسبحانه عن ذلك فكيف يأمر بالفسق وهو الخروج عن طاعته ؟!!!
ثانياً وهو الأهم والذي سيوضح الإشكال بأذن الله الأية التي قبلها :
مَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ﴿١٥﴾
وبالتحديد قول الله تعالي :
(( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا ))
فالله سبحانه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه
والسؤال هنا ما هي وظيفة الرسل والأنبياء الذين يرسلهم الله الي القري ؟
هل هي الأمر بالفسق أم الأمر بطاعة الله وتوحيده واتباعه؟
الجواب بالطبع ارسال الرسل والأنبياء من الله تعالي الي القري لدعوتهم الي الطاعة والتوحيد
إذن المعني واضح لا لبس فيه فبربط الأية مع التي قبلها يتضح المعني
ان الله لا يعذب قرية الا بعد ارسال الرسل اليهم ليدعوهم الي الطاعة فمن اتبع الرسل واطاعهم في طاعة الله نجا ومن فسق اي خرج عن طاعة الله يهلكه الله وفي ذلك العدل واضح لا جدال فيه
وبالنسبة لنقطة ان الله يهتم بالمترفين فقط فهذا سوء فهم ليس الا لماذا؟
لأن الله يرسل النبي او الرسول للجميع وليس للمترفين فقط ولكن الخطاب موجه للمترفين لأنهم سادة القوم وكبراؤه وهم المؤثرين في قومهم والباقي اتباع لهم أي ان الخطاب خاص أُريد به العام والدليل علي ذلك من القرأن فيقول تعالي في سورة النازعات اية 17
اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17)
فالله تعالي ارسل موسي الي فرعون لأنه كبير القوم واكثرهم تأثيراً والباقي مجرد اتباع له ولكن رسالته كانت عامة للقوم كلهم اي من اراد الإيمان والتوحيد مثل السحرة الذين رأو ايات الله علي يد موسي ثم امنوا بالله فالخطاب موجه لهم ايضاً وليس مقصوراً علي فرعون
فيقول تعالي في سورة طه 70 : 72
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ (70) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ (71) قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)
فلو كان الخطاب لفرعون فقط لماذا أمن السحرة ؟ إذن الخطاب لفرعون وعلي من شاكلته في الكفر وإنما خوطب فرعون لأنه رأس الكفر في هؤلاء القوم
دليل اخر علي الخاص المراد به العام في سورة الأحزاب أية 1
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)
فالخطاب للنبي صلي الله عليه وسلم ويراد به الأمه جميعها
فيقول بن كثير رحمه الله (هذا تنبيه بالأعلى على الأدنى ، فإنه تعالى إذا كان يأمر عبده ورسوله بهذا ، فلأن يأتمر من دونه بذلك بطريق الأولى)
ويقول البغوي رحمه الله (قيل الخطاب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد به الأمة)
فهذا أيضاً من الخاص الذي يراد به العام أي ان يكون المخاطب شخص واحد ولكن الهدف هو مخاطبة من وراءه ومن دونه ايضاً
أما بالنسبة للإهلاك الجماعي فهل يهلك الكل مؤمن ومكذب علي السواء ؟
بالطبع لا
والدليل علي ذلك من سورة النمل :
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)
فالله سبحانه وتعالي بعث صالح الي قومه فمنهم مؤمن ومنهم مكذب فأخبر الله تعالي انه اهلك قوم صالح اجمعين ثم وضح سبحانه وتعالي انه أنجي من الإهلاك الذين امنوا بصالح وكانوا يتقون وهم المؤمنون
نعود مرة اخري لسورة الإسراء الأية محل الموضوع لنطبق ذلك
فيتضح ان الإهلاك سيكون للمكذبين فقط واذا كان يوجد مؤمنين بينهم فالله سينجيهم
اما اذا كان الجميع مكذب فسيهلك حتي لو كان كما تقول انت من الفقراء والمعدومين
فالفقر ليس مبرر للكفر والفسوق بدليل ان اكثر اتباع الرسل أساساً الفقراء
والدليل بأذن الله في سورة هود 27
( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ )
فقوم نوح الكافرين عابوا عليه ان اتباعه هم الفقراء والضعفاء
اذن الفقر ليس مبرر للكفر والفسوق كما تقول وان المعيار الوحيد هو الإيمان
فمن امن نجا غني او فقير ومن كفر عوقب غني ام فقير
وهذا الرد علي النقطة الرابعة والأخيرة
ثم بعد شرح الرد حاولت الإختصار للرد علي النقاط التي سردها تحديداً :
وبعد رواية الأدلة نوضح اختصار الرد علي كل نقطة حسب قولك :
١- لماذا يريد اله الاسلام ان يدمر هذه القريه وهم لم يفسقوا بعد ففسقهم جاء بعد ان امرهم اله الاسلام به ؟؟؟
الرد : اوضحنا بحول الله وقوته ان الله امر بالطاعة وليس بالفسق وان القوم الكافرين فسقوا بعد امر الله لهم بالطاعة فأستحقوا العقوبة وهي التدمير جزاء العصيان بعد أمر الله لهم بالطاعة
٢- نعلم جميعا ان الله صالح ولا يآمر بالفسق فكيف يآمر المترفين بالفسق ثم يهلكهم لأنهم فعلوا أمره و فسقوا و نجد ذلك واضحا جدا في تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
" { وَإِذَا أَرَدْنَا } وإذا دنا وقت إهلاك قوم ولم يبق من زمان إمهالهم إلا قليل، أمرناهم { فَفَسَقُواْ } أي أمرناهم بالفسق ففعلوا، والأمر مجاز لأن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم افسقوا
الرد : راجع رد النقطة الأولي بالإضافة الي ان الزمخشري الذي تستشهد به من أئمة المعتزلة وله من البدع الكثير وسأكتفي بنقل ما قاله ابن تيمية فيه : " وأما " الزمخشري " فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن ، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد ، وغير ذلك من أصول المعتزلة ... وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها ولا لمقاصده فيها ، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ، ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13 /386 ، 387)
فهو ليس حجة علينا بالإضافة الي أن حجتنا القرأن والسنة وليس الرجال
٣- قالوا ان الله يأمرهم بالطاعه و ليس بالفسق بان يرسل لهم رسله فان كان كذلك فهل يهتم الله فقط بالمترفين و يهمل باقي سكان القريه !!! فالنص يقول ان الله يآمر مترفيها فقط ولا يآمر فقرائها و معدوميها فهل تعتقد ان الله ارسل رسله للمترفين فقط ؟؟؟
الرد : اوضحنا ان الخطاب خاص اريد به العام وان المخاطبين هم المترفين لأنهم هم كبار القوم والمؤثرين فيهم والباقي اتباع لهم كفرعون وقومه وكمثال مخاطبة النبي صلي الله عليه وسلم في أول سورة الأحزاب وأمره بالتقوي وعدم طاعة الكافرين والمنافقين مع كون الأمر هنا للأمة كلها وليس النبي فقط
٤- نفهم من النص ان الله امر المترفين فقط وهم فقط من فسقوا فيها و مع ذلك يدمر الله القريه كلها مترفيها مع معدوميها فلماذا يعاقب الله فقراء القريه بفسق مترفيها ؟؟؟؟
الرد :اوضحنا بالدليل من القرأن ان الله لا يهلك الجميع الا اذا كانوا كفار ومكذبين للرسل اما اذا كان منهم مؤمنين فالله تعالي ينجيهم برحمته ولا عبرة الا بالإيمان فالفقراء سينجوا منهم المؤمن فقط اما المكذب فليس لفقره حجة او مبرر للكفر بل ان اغلب اتباع الرسل من الفقراء
اسئله نريد اجابات عنها ... نريد لغه تفهمها عقولنا و لا نريد نسخا و لاصقا ...
ارجوا ان تكون اقتنعت باللغة وارجوا ان يكون عقلك فهمها
(( المقال القادم عن تحريف هذه الايه ))
منتظر المقال ان شاء الله للرد عليه
والي هنا تنتهي الشبهة وما كتبته مجرد اجتهاد ان وفقت فيه فمن الله وحده وان أخطأت فمن نفسي والشيطان
وأسال الله المغفرة والسداد وأن ينفعني وينفع المسلمين
وأرجوا من الأخوة تنبيهي في حالة وجود خطأ او كلام يخالف كتاب الله وسنة رسوله فيما كُتب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق