القرآن والمسيحية سؤال أهل الكتاب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Mohamed Karm مسلم اكتشف المزيد حول Mohamed Karm
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرآن والمسيحية سؤال أهل الكتاب

    #القرآن و #المسيحية
    رابعاً : سؤال أهل الكتاب
    قالــوا: طلب القرآن من النبي أن يسأل النصارى فيما يشكل عليه ، وفيما يقع له من الريبة في دينه بقوله: ﴿ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ (يونس: 94)، وكما طلب هذا من النبي؛ فإنه طلبه من المسلمين حين أمرهم بسؤال أهل الذكر، أي الكتب السابقة في قوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ (النحل: 43).
    ----------------------
    والجـواب:أن الآية الكريمة ﴿ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ (يونس: 94)، لا تتحدث عن مشركي النصارى المنكرين لنبوته ، ولا تجعلهم مرجعاً للنبي ﷺ، بل تتحدث عن الذين يشهدون له بأنه أتاه الحق من ربه.
    كما يلزم التنويه أيضاً إلى أن النبي ﷺ لم يشك في شيء من نبوته، ولم يسأل أهل الكتاب ولا غيرهم، بل نقل عن بعض التابعين أن النبي ﷺ قال: «لا أشك ولا أسأل»(أخرجه عبد الرزاق في المصنف ح (10210)).
    فلفظة (إنْ) لا تفيد أي تحقق لوقوع الشك من النبي ﷺ، إذ قد يعلق المحال بـ (إنْ) ، كما في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ﴾ (الزخرف: 81)، وقوله: ﴿ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ﴾ (الأنعام: 35).
    وقد فسر العلماء مقصود الآية بقولين يكمل أحدهما الآخر:
    الأول:أن المقصود بالسؤال هم المؤمنون من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما: (الذين أدركوا محمداً ﷺ من أهل الكتاب فآمنوا به ..فاسألهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم)([ جامع البيان، الطبري (15/200).]).
    الثاني:أن المقصود في الآية ليس أمر النبي ﷺ بالسؤال، بل الخطاب - في ظاهره – للنبي ﷺ، والمراد به غيرُه من المشـركين، على عادة العرب في الخطاب "إياك أعني واسمعي يا جارة"([ انظر: تأويل مشكل القرآن ، ابن قتيبة، ص (270).]).
    ومثله في القرآن كثير، قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ الله وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ﴾(الأحزاب: 1)، وقال : ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ ( الزمر: 65)، وقـال: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ﴾ (الطلاق: 1).
    وهذا الوجه صححه الطبري، واستدل له الرازي بقول الله تعالى في آخر السورة: ﴿يَا أَيُهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكّ مّن دِينِي فلا أَعبُدُ الذِي تَعْبُدونَ مِنْ دُون الله﴾ (يونس: 104)، وقال: "فبين أن المذكور في أول الآية على سبيل الرمز ، هم المذكورون في هذه الآية على سبيل التصريح .. فثبت أن الحق هو أن الخطاب، وإن كان في الظاهر مع الرسول ﷺ؛ إلا أن المراد الأمة ، ومثل هذا معتاد ، فإن السلطان الكبير إذا كان له أمير ، وكان تحت راية ذلك الأمير جمع ، فإذا أراد أن يأمر الرعية بأمر مخصوص ، فإنه لا يوجه خطابه عليهم ، بل يوجه ذلك الخطاب إلى ذلك الأمير الذي جعله أميراً عليهم ، ليكون ذلك أقوى تأثيراً في قلوبهم"([التفسير الكبير ، الرازي (17/172).).
    بقي أن نشير إلى أن الأمر بالسؤال ليس على ظاهره ، فإن العرب تستخدم طلب السؤال؛ بمعنى تأكيد الأمر، ولا تريد طلب السؤال حقيقة، ومنه قول الشاعر:
    سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم هل اكتحلت بالغمض لي فيه أجفان
    وقول الآخر:
    سلوا نسمات الريح كم قد تحملت محبــــة صب شــوقه لـيس يكتـم
    فهذان وأضرابهما لا يراد منه – في لغة العرب- حقيقة السؤال ؛ إذ كيف يُسأل الليل أو نسمات الريح، إنما يراد تأكيد تلك المعاني التي طلب السؤال عنها.
    ومثله في القرآن قوله تعالى: ﴿ سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ ﴾ (القلم: 40)، وقوله: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ﴾ (الزخرف: 45)، وقوله: ﴿واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ (الأعراف: 163) وقوله: ﴿ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ﴾ (الصافات: 11)، ففي كل هذا لم يطلب الله من النبي ﷺ حقيقة السؤال، إنما قصد الإخبار وتأكيد صدق هذه المعاني والأخبار التي ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن.
    وأما قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ (النحل: 43)، فهو خطاب من الله للمشـركين المنكرين للنبوة؛ المستغربين نزول الوحي على رجل، فقد نبههم الله إلى أن نزول الوحي على بشـر أمر معهود تعرفه البشرية، ودعاهم إلى سؤال أهل الكتاب للتأكد من حقيقته والوقوف على جلائه، يقول ابن القيم: "فبقاؤهم [أي أهل الكتاب] من أقوى الحجج على منكر النبوات والمعاد والتوحيد، وقد قال تعالى لمنكري ذلك ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ .. يعني سلوا أهل الكتاب: هل أرسلنا قبل محمد رجالاً يوحى إليهم أم كان محمد بدعاً من الرسل لم يتقدمه رسول حتى يكون إرساله أمراً منكراً؟"([أحكام أهل الذمة، ابن القيم (1/97)]).
    وهكذا فالآية تجعل من شهادة أهل الكتاب دليلاً ناهضاً للاحتجاج على مشركي مكة في مسألة نبوة النبي ﷺ، وهو معنى تكرر في مواضع أخرى من القرآن، كقوله: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: 43).


    #سلسلة_قل_هاتوا_برهانكم
    #قل_هاتوا_برهانكم_ان_كنتم_صادقين
    #قُلْ_هَاتُوا_بُرْهَانَكُمْ_إِن_كُنتُمْ_صَادِقِينَ
    #Produce_your_proof_if_you_are_truthfulProduce_you r_proof_if_you_are_truthful


  • #2
    العرب (سكان الجزيرة العربية) لم يبعث لهم الله عز وجل رسول قبل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام :-

    قال الله تعالى :- (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)) (سورة القصص)

    قال الله تعالى :- (لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)) (سورة يس)


    لذلك عندما بعث لهم الله عز وجل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رفضوه ورفضوا فكرة أن الله عز وجل يبعث انسان (رجل) اليهم بل أرادوا ملاك ، وقالوا أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام افترى القرآن الكريم :-

    قال الله تعالى :- (
    وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَّسُولاً (94) قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (95)) (سورة الاسراء)


    قال الله تعالى :- (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)) (سورة السجدة)

    قال الله تعالى :- (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)) (سورة الفرقان)


    ولذلك فإن سبحانه وتعالى رد عليهم في سورة النحل :-
    بأنه يبعث رجالا ، ثم قال لهم أسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ، يعني الخطاب هنا موجه إلى مشركى قريش الذين رفضوا فكرة بعثة نبى انسان وأرادوا ملاك ، فعليهم أن يذهبوا إلى من سبقوهم من أهل الكتاب ليروا هل كان يبعث الله عز وجل للناس بشر (رجالا ) أم ملاك

    يعني الذين سيذهبوا ليسألوا هم المشركين وليس سؤال في العقيدة ولكن سؤال هل يبعث الله عز وجل رجال بشر أم لا

    ولذلك نقرأ

    قال الله تعالى :- (
    وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (37) وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40) وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)) (سورة النحل)


    وما يؤكد أن السؤال فقط حول بعثة رجال (بشر) أم لا ، هو باقي الآيات حيث يخبرنا الله عز وجل أنه سبحانه أنزل الذكر على الرسول عليه الصلاة والسلام ليبين للناس (كفار - يهود - مسيحيين ...الخ) ما نزل اليهم ، يعني سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو من سوف يبين ويفهم وليس أهل الكتاب

    والدليل من القرآن الكريم

    قال الله تعالى :- (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (77)) (سورة النمل)

    قال الله تعالى :- (وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ
    تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)) (سورة الأنعام)

    كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في زمانه يعلم ما لم يكن يعلمه اليهود والمسيحيين بل كان يعلمهم ما أخفاه أجدادهم بسبب التحريف




    ونقرأ من تفسير التحرير والتنوير :-
    (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر .

    كانت الآيات السابقة جارية على حكاية تكذيب المشركين نبوءة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وإنكارهم أنه مرسل من عند الله وأن القرآن وحي الله إليه ، ابتداء من قوله تعالى وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ، ورد مزاعمهم الباطلة بالأدلة القارعة لهم متخللا بما أدمج في أثنائه من معان أخرى تتعلق بذلك ، فعاد هنا إلى إبطال شبهتهم في إنكار نبوءته من أنه بشر لا يليق بأن يكون سفيرا بين الله والناس ، إبطالا بقياس التمثيل بالرسل الأسبقين الذين لا تنكر قريش رسالتهم مثل نوح وإبراهيم - عليهما السلام - ، وهذا ينظر إلى قوله في أول السورة ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده .

    وقد غير أسلوب نظم الكلام هنا بتوجيه الخطاب إلى النبيء - صلى الله عليه وسلم - بعد أن كان جاريا على أسلوب الغيبة ابتداء من قوله تعالى فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة، وقوله تعالى وقال الذين أشركوا الآية ، تأنيسا للنبيء - صلى الله عليه وسلم - ; لأن فيما مضى من [ ص: 161 ] الكلام آنفا حكاية تكذيبهم إياه تصريحا وتعريضا ، فأقبل الله على الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالخطاب ; لما في هذا الكلام من تنويه منزلته بأنه في منزلة الرسل الأولين - عليهم الصلاة والسلام - .

    وفي هذا الخطاب تعريض بالمشركين ، ولذلك التفت إلى خطابهم بقوله تعالى فاسألوا أهل الذكر.

    وصيغة القصر لقلب اعتقاد المشركين وقولهم أبعث الله بشرا رسولا ، فقصر الإرسال على التعلق برجال موصوفين بأنهم يوحى إليهم .

    ثم أشهد على المشركين بشواهد الأمم الماضية ، وأقبل عليهم بالخطاب توبيخا لهم ; لأن التوبيخ يناسبه الخطاب ; لكونه أوقع في نفس الموبخ ، فاحتج عليهم بقوله فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون إلخ ، فهذا احتجاج بأهل الأديان السابقين أهل الكتب اليهود والنصارى والصابئة .)

    انتهى
    التعديل الأخير تم بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام; 10 فبر, 2021, 11:52 م.

    تعليق

    مواضيع ذات صلة

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ 3 أسابيع
    رد 1
    106 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ابن الوليد
    بواسطة ابن الوليد
     
    ابتدأ بواسطة Guardian26, 22 ينا, 2024, 02:18 ص
    ردود 3
    123 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة محب المصطفى
    بواسطة محب المصطفى
     
    ابتدأ بواسطة Muslim1989, 13 ديس, 2023, 02:27 ص
    ردود 8
    105 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    ابتدأ بواسطة Muslim1989, 11 ديس, 2023, 12:39 م
    ردود 9
    164 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة أحمد عربي أحمد سيد  
    ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 أكت, 2023, 11:53 م
    ردود 0
    208 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة *اسلامي عزي*
    بواسطة *اسلامي عزي*
     
    يعمل...
    X