شهادة آباء الكنيسة في نور التاريخ_هل حقا شهد الآباء للكتاب المقدس ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أبو أصيل اليمني اكتشف المزيد حول أبو أصيل اليمني
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهادة آباء الكنيسة في نور التاريخ_هل حقا شهد الآباء للكتاب المقدس ؟

    شهادة آباء الكنيسة في نور التاريخ




    هل حقا شهد الآباء للكتاب المقدس ؟

    بقلم :رشيد المليكي .




    نموذج من استخدام موضوع شهادات الآباء في اللاهوت الدفاعي:
    } قال المعترض: لا يوجد سندٌ متَّصل لإنجيل متى.

    وللرد نقول : أشار برنابا ( الذي كان رفيقاً لبولس ) إلى إنجيل متى في رسالته سبع مرات، واستشهد به أغناطيوس ( سنة 107م ) في رسائله سبع مرات، فذكر حبل مريم العجيب، وظهور النجم الذي أعلن تجسُّد المسيح. وكان إغناطيوس معاصراً للرسل، وعاش بعد يوحنا الرسول نحو سبع سنين، فشهادته من أقوى البيانات على صحّة إنجيل متى. واستشهد بوليكاربوس (تلميذ يوحنا الرسول) بهذا الإنجيل في رسالته خمس مرات، وكان هذا الإنجيل منتشراً في زمن بابياس (أسقف هيرابوليس) الذي شاهد يوحنا الرسول. كما شهد كثير من العلماء المسيحيين الذين نبغوا في القرن الأول بأن هذا الإنجيل هو إنجيل متى، واستشهدوا بأقواله الإلهية، وسلَّمه السلف إلى الخلف.
    وفي القرن الثاني ألّف تتيانوس كتاب اتفاق الأناجيل الأربعة وتكلم عليه هيجسيبوس، وهو من العلماء الذين نبغوا في سنة 173م، وكتب تاريخاً عن الكنيسة ذكر فيه ما فعله هيرودس حسب ما ورد في إنجيل متى، وكثيراً ما استشهد به جستن الشهيد الذي نبغ في سنة 140م، وذكر في مؤلفاته الآيات التي استشهد بها متى من نبوات إشعياء وميخا و إرميا. وقِسْ على ذلك مؤلفات إيريناوس وأثيناغورس و ثاوفيلس الأنطاكي وأكليمندس الإسكندري الذي نبغ في سنة 164م وغيرهم. وفي القرن الثالث تكلم عليه ترتليان وأمونيوس مؤلف اتفاق البشيرين ويوليوس وأوريجانوس واستشهدوا بأقواله وغيرهم.
    وفي القرن الرابع اشتبه فستوس في نسبة هذا الإنجيل بسبب القول: وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً عند مكان الجباية اسمه متى، فقال له: اتبعني. فقام وتبعه (متى 9: 9). فقال فستوس: كان يجب أن يكون الكلام بصيغة المتكلم، ونسي أن هذه الطريقة كانت جارية عند القدماء. فموسى كان يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، وكذا المسيح ورسله، وزينوفون وقيصر و يوسيفوس في مؤلفاتهم، ولم يشكّ أحدٌ في أن هذه الكتب هي كتبهم. وفي القرن الرابع زاد هذا الإنجيل انتشاراً في أنحاء الدنيا.{_ الدكتور القس/ منيس عبد النور _في كتابه الشهير "شبهات وهمية حول الكتاب المقدس".


    الجواب و التوضيح


    أولا: دائما ما يعتمد القساوسة في ردودهم الدفاعية طريقة تتسم بإغراق القارئ بمعلومات تفصيلية ومتنوعة وعامة وغير مرتبة, بهدف تشكيل ضغط نفسي على القارئ " فلا يمكن أن تكون كل هذه المعلومات غير صحيحة , إن تنوع المعلومات المطروحة وكميتها مقنع إلى حد ما " , وطبعا لا يوجد أحد من القراء الكرام لديه الوقت لفحص صحة كافة الأدلة المقدمة . فاقصر طريق هو " قبول المعلومة المطروحة " طالما جاءت من رجل علم, ولم يعارضه أحد. فتتراكم مع الوقت تلك القناعات السريعة , بحيث يصل القارئ إلى خلاصة " كل شيء على ما يرام ", وهذا يكفي . ولو أن كل قارئ وباحث عن الحق فحص المعلومة قبل قبولها, لما استطاع أحد خداع أحد. ولكن كما قال الله لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الّذِينَ يُضِلّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ)_ [النحل : 25] .


    ثانيا: ما دمنا نتحدث عن " السند " فيجب أن نوضح في البداية مفهوم " السند " حتى لا يقع القارئ في " المصيدة ". فالسند يعنى نقل الخبر من مصدره الأصلي (الذي صدر منه الحدث) عبر سلسلة معتبرة من الأشخاص (الرواة) غير منقطعة, أي أنهم رؤوا ذلك أو سمعوه بأنفسهم .

    مثلاً أن يخبر تلاميذ متى - أو من لقي " متى" ورآه أو سمع منه - أنهم شاهدوا "متى" يكتب إنجيله أو أنه هو أخبرهم بذلك ، ثم يقوم تلاميذه بنقل هذه المعلومة إلى تلاميذهم أو من هم دونهم ، ويجب على الأخيرين أن يصرحوا بكل وضوح وبكلام لا لبس فيه ، أنهم سمعوا من معلميهم( الذين هم تلاميذ متّى ) أن القديس متّى هو كاتب هذا الإنجيل ، ثم يخبر هؤلاء من هم بعدهم وهكذا. (وهذا هو معنى القول " وسلمه السلف إلى الخلف" ).


    فهل ما قدمه القس الفاضل يسمى " سندا متصلاً ؟! طبعا لا. فلم يقل أحد على الإطلاق أنه شاهد "متى" يكتب الإنجيل المنسوب إليه, أو حتى سمع منه شيئا. ما قدمه القس هو بعض كتابات الآباء الأقدمين توافق بعض فقرات في إنجيل متى الحالي. الدقة العلمية أن نصفها بالقول " توافقات الآباء " وليس " السند المتصل" أو " اقتباسات الآباء". والقس يعلم تماما معنى " السند المتصل " لكنه يخالف مصلحته الدينية هنا, فأخرجه من قاموسه العلمي.



    ثالثا: لماذا افترض المسيحيون أن هناك شهادات من كتابات الآباء بالاقتباس من الكتاب المقدس؟

    الجواب: لأنهم افترضوا أصلا أن الأناجيل الثلاثة المتوافقة دونت قبل عام 60م وان الأخير - على أفضل تقدير - دُوّن بين عامي 85-90م

    ولماذا هذا الافتراض ؟ لأن كتاب الأناجيل لم يذكروا حادثة خراب هيكل أورشليم عام 70م على يد القائد الروماني تيطس . فهل هذا دليلا كافيا؟

    وبنظرة موضوعية للأناجيل, نجد بسهولة أن ما يحكم خط سير تاريخ أي إنجيل هو شيء أساسي واضح للغاية, ألا وهو تاريخ أحداث "حياة المسيح ".
    فإذا نحينا جانبا تلك العبارات المديحية التي يبتدئ بها أو يختم بها الكاتب , فان " ميلاد المسيح " هو البداية الطبيعية . كما أن " صعود المسيح " كان هو النهاية. لأن الكاتب ليس مؤرخا للأحداث, بل هو يدون سيرة شخص, فتقيد بها, من الميلاد إلى النهاية. فإذا كانت حياة المسيح تنتهي قبل عام 70م , فكيف يفترض لمن أراد أن يرويها أن يذكر أحداث العام 70م.

    بمعنى: كيف نُفرِّق بين إنجيل دوّن " حياة المسيح " قبل العام 70م وبين آخر دونها بعد العام 70م بناء على هذا المعيار؟

    ويبدع المسيحيون حين يتحدثون عن تاريخ إنجيل لوقا وأعمال الرسل. فيرجعون تاريخ التدوين إلى ما قبل العام 64م. لماذا؟ لسببين, أولهما يتعلق بعدم ذكر حادثة خراب الهيكل عام 70م والتي تحدثنا عنها سابقا. وثانيا: لأن لوقا عند حديثه عن بولس لم يذكر خبر استشهاده التي يقول التقليد عام 64م.


    لكن دعونا ننظر إلى ثلاث نقاط مهمة في الموضوع , وهي احتمالات كتابة لوقا لكتابيه بعد عام 70م أو أكثر:

    1- بما أن لوقا وعد بالاجتهاد في جمع مادته ( قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق ) فلماذا لا يجوز أن يقال أن حدود جمعه واجتهاده توقف إلى هنا.,

    أو على حد تعبير كاتب الوثيقة الموراتورية(170م) إلى حدود ما وقع تحت بصره :
    ( يبدو من إشارة ( بيان بالأسفار المعترف بها في الكنيسة في حوالي 190 م ) إلى سفر الأعمال الكتابي ، أنه ربما كان يشير إلى سفر آخر للإعمال ، فهو يقول : " أعمال كل الرسل موجودة في كتاب واحد ، فقد كتبها لوقا ببراعة لثاوفيلس ، في حدود ما وقع منها تحت بصره ، كما يظهر ذلك من عدم ذكره شيء عن استشهاد بطرس أو رحلة بولس من روما لأسبانيا " .) دائرة المعارف الكتابية " أبوكريفا_ أسفار الأعمال".
    2- بما أن لوقا يكتب على التوالي كما قال , وكلما سنحت له الفرصة . فلماذا لا يحتمل أنه لظروف لا نعلمها لم يستطع إكمال رسالته لصديقه ثاوفيلس.
    أو أن كتابته الأخرى التي على التوالي فُقِدت وضاعت؟!!.

    3- ذكر لوقا خراب أورشليم فعلا ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها) لوقا 20:21.


    أما إنجيل يوحنا فيُصِر المسيحيون على نسبته إلى يوحنا تلميذ المسيح الذي توفي قبل العام 100م. ويحق لهم أن يقولوا ما يريدونه, كما يحق لنا أن نتبع شهادة كاتب الإنجيل نفسه الذي يقول ( 24:21) : (هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونحن نعلم أن شهادته حق.)

    وعند توجيه السؤال لهم حول هذا النص, هناك من يرد عليك بأسلوب لا يحترم العلم والعقل فيقول:
    (انتقال المؤلف من الغائب إلى المتكلم هو من أساليب الكلام الفصيح ويُسمَّى الالتفاتوهو الانتقال من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب, قال السكاكي: أما ذلك فله فوائد: منها تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجر والملال، لما جُبلت عليه النفوس من حبالتنقّلات والسآمة من الاستمرار على منوال واحد) - القس / منيس عبد النور _ " شبهات وهمية".
    وهناك من يقول: يرجح أن أحد التلاميذ كتب خاتمة إنجيل يوحنا. بينما يقول آخر: ربما أدخلها من الهامش إلى النص الأصلي أحد النساخ.


    وكيف ذلك؟.... ببساطة... لأن الافتراضات لا تُعجِز البشر.



    يتبع
    6
    أكيد
    100.00%
    6
    نعم
    33.33%
    2
    لم أقرأه بالكامل
    33.33%
    2
    لا
    16.67%
    1
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 23 مار, 2008, 05:59 ص.

  • #2
    شهادة آباء الكنيسة في نور التاريخ_هل حقا شهد الآباء للكتاب المقدس ؟
    شهادة آباء الكنيسة في نور التاريخ




    هل حقا شهد الآباء للكتاب المقدس ؟
    بقلم :رشيد المليكي .

    الصفحــ(2)ـــــة








    رابعا : بينما تغيّر موقف الكاثوليك نحو الالتزام بنتائج حقائق النقد العلمي للكتاب المقدس , مازال البروتستانت متمسكون بحرفية الإيمان بان الكتاب المقدس أوحي بشكل مباشر لأناس اختارهم الله بعناية ليدونوا وحيه, ومن أجل إثبات رؤيتهم الخاصة تراهم يتنقلون بين القواعد العلمية حسب ما تقتضيه المصلحة الدينية لهم. فإذا كانت القاعدة العلمية تؤكد عقيدتهم ملؤا الدنيا بالحديث عنها , أما إن كانت ضد عقيدتهم لم يُعيروها أي اهتمام , بل ويقولون عنها أنها " لا تمس أبدا العقيدة المسيحية في شيء " ..

    لدينا مثالين رائعين هنا, أولهما الإنجيل المنسوب لمتى. والآخر لأحد الأعمال " الأبوكريفية".

    الجميع صار يعرف الآن أن " إنجيل متى" كان له أصل عبراني. كما شهد على ذلك العديد من الآباء , ومنهم بابياس . وأن مخطوطات الإنجيل الحالي باللغة اليونانية ربما كانت ترجمة من اللغة العبرية للأصل العبري المفقود. مما سبب إشكالية " الثقة في الترجمة ". فالجميع لا يعرف من هو المترجم؟, ولا مدى قدرته على الترجمة؟, فضلا عن صلاحه الديني؟. فكيف يمكن الاعتماد على ترجمة دون مطابقتها مع الأصل الذي ضاع أصلا؟.

    هذا إذا تجاوزنا رأي البعض أن إنجيل متى العبري هو إنجيل آخر لمتى إضافة إلى إنجيل متى اليوناني, فهما إنجيلان, وليس مجرد ترجمة.


    تقول الموسوعة المسيحية العربية الالكترونية ( البشارة ) تحت مادة " متى_ إنجيل":
    ( أقدم شهادة عن نشاط متّى الأدبي هي شهادة بابياس (حوالي 138) كما احتفظ بها أوسابيوس في تاريخه الكنسي(364م). قال: جمع متى الأقوال في اللغة العبرية (أي الآرامية). وكل واحد نقلها كما استطاع. كان هذا النص مناسبة جدال، لأن الشرّاح رأوا في هذا المؤلَّف الذي يتحدث عنه بابياس مجموعة من أقوال الرب استعملها الازائيون. ولكن سياق نص بابياس لا يتحدث فقط عن كلمات يسوع، بل عن أعماله أيضاً. ثم إن كتاب بابياس (عنوانه : شرح أقوال الرب) عالج أقوال يسوع وأعماله. اذًا يشهد بابياس على إنجيل لمتى دوِّن في الآرامية ( كلمة عبرية في اللغة اليونانية الشائعة تعني الآرامية : رج يو 5 :2؛ 19 :17). ضاع هذا الإنجيل باكرا، ولكن احتفظ بذكره ايريناوس واوريجانس واوسابيوس الذي نسبوا إلى متى إنجيلا آراميا. ظن بعض الكتّاب أنهم سيجدون مقاطع من إنجيل متى الآرامي في ابوكريف يحمل اسم "إنجيل إلى العبرانيين". على كل حال، تجهل الكنيسة القديمة وجود مجموعة لا تتضمن إلا أقوال يسوع. والإنجيل الذي نمتلكه الآن (متّى القانوني)، دوِّن في يونانية صحيحة تتفوق على يونانية مرقس بحيث نستطيع القول إن متى ليس ترجمة عن الآرامية.) .
    والرأي الآخر أن الإنجيل المنسوب إلى متى دوّن أقوال المسيح في بداية الأمر من لغة المسيح اليومية " اللغة الآرامية" إلى اللغة العبرية. ثم ترجمت هذه النسخة العبرية إلى النسخة اليونانية الموجودة الآن . ويمكن تصور مقدار التغيير الذي حصل أثناء النقل بين الترجمة من ثلاث لغات , خاصة في القرن الأول الذي لم يكن فيه بعد ما يقال عنه " النسّاخ المؤهلين أو المحترفين " . أي أن المخطوطة اليونانية هي مجرد ترجمة للأصل العبري المفقود. لا يعرف من ترجمها (المترجم) ولا متى ترجمها (عمر الترجمة) ولا كيف ترجمها (دقة الترجمة) وحتى أنها لم تطابق مع الأصل العبري. وأرغب هنا بنقل رأي دائرة المعارف الكتابية _والقس منيس أحد محرريها_ حول الاعتبارات الهامة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لتحديد أهمية الترجمة:
    (عند تحديد أهمية ترجمة من الترجمات، فمن الطبيعي أن يكون الاعتبار الأول هو عمر الترجمة. فترجمة العهد القديم إلى اللغة الهندية ـ مثلاً ـ هي ترجمة حديثة لا أهمية لها في تحقيق نصوص العهد القديم، ولكنها تعد دليلاً أو شهادة للنص الذي نقلت عنه الترجمة. فلكي تكون للترجمة أي قيمة، يجب أن يكون قد تمت في عصور قديمة.
    أما الاعتبار الثاني فهو مدى أصالتها. فعند ترجمة نص ما من لغة إلى أخرى، لابد أن يفقد النص كثيراً من قوته ودقته، فالكلمات لا تتطابق تماماً بين لغتين مختلفتين، كما يحدث كثير من الالتباس بين الكلمات المختلفة المستعملة، كما تختلف أنماط التعبير وصيغ الأفعال وقواعد بناء الجمل اختلافاً جذرياً في اللغات المختلفة، ومن ثم فإن كل ما تستطيعه الترجمة هو أن تنقل صورة عامة للمعنى الأصلي. أما عند الترجمة عن نص مترجم عن لغة ثالثة، فلابد أن تتسع الفجوة بين الترجمة الأخيرة والنص الأصلي، وعلى هذا فإن أحد العوامل الهامة التي تضفي قيمة على الترجمة، هو موضوع نقلها مباشرة عن النص الأصلي. ) دائرة المعارف الكتابية " مخطوطات العهد القديم" .


    القس الفاضل أدرك المشكلة . فكيف عالجها؟ انظر ماذا يقول:
    "والأغلب أن فكرة كتابة متى لإنجيله باللغة العبرية جاءت نتيجة مااقتبسه المؤرخ يوسابيوس عن بابياس أسقف هيرابوليس قال: كتب متى إنجيلهباللغة العبرية . غير أن بابياس لم يقل إنه رأى بعينيه هذاالإنجيل باللغة العبرية ".انتهى.

    فانظر أخي الكريم كيف رفض القس الفاضل الخبر لأن " بابياس " لم يقل انه رأى بعينيه هذا الإنجيل باللغة العبرية " فهو هنا لم يعتمد على كلام الآباء الأولين , بل اشترط أن يصرح الآباء أنهم رؤوا بأعينهم ذلك. فلماذا لم يطبق هذا الشرط وهذه القاعدة العلمية على كافة " توافقات الآباء " للأناجيل.

    لماذا قبل كلامهم حول الأناجيل بالرغم أنهم لم يقولوا أنهم رؤوا ذلك النص بعيونهم مكتوبا في الإنجيل الفلاني . تغيرت المصلحة الدينية فتغيرت القاعدة.



    خامسا: أن الذي يقرأ كلام القس يظن أن أغناطيوس مثلا استشهد بإنجيل متى قائلا " كما كتب في إنجيل متى ...." وهذا غير صحيح على الإطلاق.
    إن الآباء لم يكونوا يصرحون على الإطلاق بالمرجع الذي نقلوا منه النص. وهو أسلوب شائع جدا في كتابات الآباء. وعليه فلا يمكن أن يقال أن الآباء ذكروا باللفظ أنهم استسقوا نصوصهم من إنجيل معين. فلم يقل أحد من الآباء مثلا " كما هو مكتوب في إنجيل متى..." . لم يتم التصريح باسم أي إنجيل على الإطلاق. فلا دليل مادي مباشر على نقلهم من تلك الأناجيل, وبالتالي فلا يوجد ما يقال عنه " السند المتصل ".

    لنأخذ المثال الثاني للتلاعب بالقواعد العلمية لدى البروتستانت . من أحد أشهر الأعمال التي رفضتها الكنيسة في القرن الرابع هي سفر " أعمال بولس ".
    ولأن ألمع الآباء ( اوريجانوس 185م) اقتبس منها وكان يؤمن بقانونيتها, واقتبس منها أيضا صديقه العزيز (أكلمندس السكندري 150م). أما الكنائس السريانية والأرمينية فقد اعتبرت بعض أجزء " أعمال بولس" كتبا قانونية تماما. _" دائرة المعارف الكتابية _مادة " أبوكريفا".


    وللذي لا يعرف أهمية القديسين اوريجانوس و إكلمندس السكندري , فهذه بعض المعلومات عنهما من قاموس آباء الكنيسة:
    أ- ( يعتبر القديس إكلمندس أب الفلسفة المسيحية الإسكندرانية، وصفه المؤرخ يوسابيوس أنه "كان متمرنًا في الكتب المقدسة " ودعاه القديس كيرلس أنه
    "كان شغوفًا في التعلم"، "خبيرًا في التاريخ اليوناني". قال عنه القديس جيروم: "مجلداته المعروفة مملوءةعلمًا وفصاحة، يستخدم الكتب المقدسة والأدب الدنيوي ، في رأيي أنه أكثر الجميععلمًا". كما وصفه المؤرخ سقراط: "كان مملوءًا من كل حكمة". ومع هذا فقد أهملت شخصيةهذا القديس وذلك لسببين 1. الخلط بينه وبين القديس إكلمندس الروماني. 2. ارتباط شخصيته بأوريجانوس الذي نُظر إليه كهرطوقي وأبيدت أكثر كتاباته خاصة النسخ التي كتبت باللغة الأصلية اليونانية).
    ب_( أوريجانوس : تبقى شخصيته محيّرة فإن كان بعض الدارسين مثل كواستين وغيره يشهدون لدوره الفعّال في الاهتمام بالكتاب المقدس، وقد تأثر به حتى مقاوموه، لكن الكنيسة القبطية وقد شعرت بخطورة تعاليمه حرمته في حياته بينما الكنائس الخلقيدونية حرمته في أشخاص تابعيه سنة 553م وذلك لما وجد في كتاباتهم عن وجود النفس السابق للجسد، وإن جميع الخليقة العاقلة حتى الشياطين ستخلص الخ... لقب العلامة أوريجانوس بـ "أدمانتيوس" أي "الرجل الفولاذي"، إشارة إلى قوة حجته التي لاتقاوم وإلى مثابرته)
    أما المؤرخ الكبير يوسابيوس القيصري فيصف شدة إيمان اوريجانوس ويخصص له الكتاب السادس بكاملة للحديث عن عظيم إيمانه , ويصف كيف انه كان يمشي حافيا لسنين طويلة اقتداء بتعاليم المسيح , بل وصل الأمر إلى أن قام بخصي نفسه سرا .
    بل ويكفي فخرا للقديس اوريجانوس أنه هو أول من استعمل مصطلح ( قانوني) إشارة إلى الأسفار التي يجب أن يعترف بها , فهو أول من يستدعى للشهادة في هذا الموضوع
    (الموسوعة المسيحية العربية الالكترونية "البشارة"_ لائحة الأسفار القانونية).

    وحيث وجد علماء اللاهوت الدفاعي مشكلة في طريقهم في محاولة إقناع الناس أن هناك "إجماع مسيحي" على الأسفار القانونية للكتاب المقدس.


    فكيف عالجت دائرة المعارف الكتابية ( بروتستانتية) المشكلة ؟ انظر ما تقوله بالحرف الواحد :
    ( أما في الغرب حيث كان يُنظر بعين الريبة لأوريجانوس ، فيبدو أنهم رفضوا أعمال بولس . ولا يرد لها ذكر إلا في كتابات هيبوليتس صديق أوريجانوس ، وهو لا يذكرها بالاسم ولكنه يستشهد بصراع بولس مع الوحوش كدليل على صدق قصة دانيال في جب الأسود .)_ مادة " أبوكريفا" .

    فانظر أخي الكريم كيف أنهم قلّلوا من أهمية رأي القديس ( أوريجانوس ) وصديقه هيبوليتس الشهيد (توفي 253م) في اعتبارهم بقانونية "أعمال بولس"


    إلا أن ردهم لشهادة القديس هيبوليتس غريب . فهم يرفضون أن القديس استشهد بسفر " أعمال بولس " لسبب وجيه جدا , وهو أنه " لا يذكرها بالاسم"

    فهم يريدون من القديس حتى يقبلوا شهادته أن يصرح بالتالي : ( مكتوب في سفر أعمال بولس ...) .



    سادسا: بالنسبة للنصوص المتشابهة بين كتابات الآباء وبين الأناجيل الحالية " توافقات كتابات الآباء مع نصوص كتابية " , فلا يعني وجود تشابه بين النصوص التي استشهد بها الآباء وبين الأناجيل الحالية وجود سند لها. لسببين اثنين:

    أ- أنهم لم يصرحوا باسم إنجيل, ولا باسم مؤلف. فإذا لم توجد أسماء فلا معنى للقول " سند متصل ", فالسند يعني وجود اسم لراوي نقل الخبر.

    ب- يحتمل جدا أن مؤلفي الأناجيل والآباء الأولين نقلوا جميعا من مصدر آخر. أي أنهم نقلوا نفس النصوص من مصدر آخر, فتشابهت النصوص.


    ويوجد لدينا هنا أحد الأمثلة الرائعة , وهو يتعلق بتشابه نصوص من رسائل بولس مع الإنجيل العبراني الذي يبدوا أنه ضاع .

    تقول دائرة المعارف الكتابية - مادة " أبوكريفا - أبوكريفا الأناجيل" _عن هذا التشابه بينهما حول قصة ظهور المسيح ليعقوب بعد القيامة :
    (فأنه يسجل لنا ظهور الرب ليعقوب بعد القيامة ، الذي يذكره الرسول بولس ( 1كو 15 : 7 ) كأحد الأدلة على القيامة . ولكن من الطبيعي أن بولس كان في إمكانه معرفة ذلك من يعقوب شخصياً كما من الأخبار المتواترة ، وليس من الضروري أن يكون قد استقى ذلك من هذا الإنجيل ).
    كيف يمكن اعتبار التشابه بين أحد الأناجيل الأبوكريفية وبين نصوص من الكتاب المقدس الحالي دليلا غير قوي على الاقتباس , وأمكن قبول مئات الاقتباسات الأخرى لتأكيد الشهادة للكتاب المقدس ؟
    لا يمكن القبول على الإطلاق بالازدواجية في المعايير العلمية


    إننا عندما نقف عند قاضي نرضى بحكمه فإننا يجب أن نرضى بحكمه سواء لنا أو علينا. لا يمكن اعتبار هذه الطريقة في الازدواجية أنها جزء من تقديم " ماء الحياة مجانا " للناس كما علّم المسيح ابن مريم - عليهما السلام.



    سابعا: كان الآباء ومؤلفو الكتابات المسيحية الأولى في القرون الأولى ينقلون أقوالهم في الغالب من " التراث الشفهي " الذي سمعوه ووصل إليهم .

    فلم يكن هناك ما يسمى بعد بـ"العهد الجديد" الذي كان مازال في طور التأليف أصلا وخاصة في القرنين الأول والثاني. وحتى لو افترضنا انه قد كتب بعضه, فمن المستحيل الاعتقاد بأنه قد تم نسخه وتوزيعه, فالنسخ في القرون الأولى كان مهمة صعبة للغاية, فضلا عن التصديق بوجود العديد من النسخ. لقد نقل الجميع من التراث الشفهي لحياة المسيح وأقواله التي تناقلها الناس والمذاهب المسيحية المختلفة. تعترف دائرة المعارف الكتابية بوضوح:
    ( وحتى إذا أمكن تحقيق الصورة الأصلية للاقتباس في كتابات الآباء، فقد يكون الكاتب قد أعطى المعنى العام للفقرة بدلاً من نقلها حرفياً، أو إذا كان الكاتب (أو من يملي عليه) يكتب الاقتباس من الذاكرة وليس نقلاً عن مخطوطة للعهد الجديد، وبذلك تصبح قيمة هذه الفقرة محدودة فيما يختص بنقد النصوص.)_دائرة المعارف الكتابية_مخطوطات العهد الجديد.


    وهذه أمثلة على اعتماد كتاب العهد الجديد والآباء في نقلهم من الذاكرة وليس من كتب معروفة ومقدسة:

    1- ( متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ) أعمال 35:20. فهذه العبارة على لسان بولس لا توجد في أي إنجيل على الإطلاق فقد قال بولس ما وصل إليه شفهيا من كلمات وتعاليم المسيح. فلم يكن وقتها قد كتب شيء.


    2- نقل إنجيل متى الحالي خبر موت يهوذا وانتحاره. لكن القديس بابياس أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرى( حوالي سنة 80 - 160م ) ينقل رواية أخرى عن موت يهوذا. فهو يقول :
    "ولقد أصبح يهوذا مثال سيء على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , لقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجاً "Fragments of Papias- chapter 3))


    فكيف يعقل أن يخالف أحد الآباء رواية إنجيله?!. لكن الصحيح انه كان ينقل مثل غيره من " التراث الشفهي " أو من كتاب آخر.



    أما أشهر مؤرخي الكنيسة " يوسابيوس القيصري " فيقول عن بابياس(80-160م) :
    ( ويدون نفس الكاتب " يعني بابياس" روايات أخرى يقول
    أنها وصلته من التقليد غير المكتوب , وأمثالا وتعاليم غربية للمخلص )_ تأريخ الكنيسة _ الكتاب الثالث 11:39

    3- كتب أحد الآباء وهو القديس ايريناوس (القرن الثاني) كتابه الشهير ضد الهرطقة . وهو يقول في الفصل الثاني والعشرين منه أن المسيح عاش حتى من العمر أكثر من خمسين سنة. ويؤكد ذلك بأنه تسلم هذه المعلومة من تلاميذ الحواري يوحنا بن زبدي. فهل هذا صحيح؟

    إن الأناجيل الحالية تذكر أن المسيح بدء في عمله الدعوي في عمر الثلاثين وظل ثلاث سنوات بعدها فقط. فمن أين جاء القديس ايريناوس بهذا؟
    انه ببساطة ينقل من " التراث الشفهي " الغير مكتوب. فلم يكن بعد موجودا ما يقال عنه " كانت الأناجيل منتشرة في كل الدنيا ".



    4- كيرلس الأورشليمي (345م) تقول عنه دائرة المعارف الكتابية :
    ( بنى كيرلس الأورشليمي تعليماً خاصاً بالعشاء الرباني على ما يقول هو إنه نقل لعبارات الرسول بولس، مع أن اقتباساته لم تكن مأخوذة عما جاء عن العشاء الرباني في (1كو 11: 23 ـ 25) ولا في أي جزء مقابل لها في الأناجيل، بل بالحري دمج عدداً من الفقرات المختلفة نقلاً عن الذاكرة كما هو واضح في أقواله..) دائرة المعارف: "مخطوطات العهد الجديد"


    5- أوريجانوس (185-253) ذكر لنا أن في عصره كان الناس يعتقدون أن المسيح -عليه السلام - كان يستطيع أن يغير شكله إلى أي هيئة أخرى وفي ذلك تقول دائرة المعارف الكتابية :
    (من الغريب أن أوريجانوس يذكر تقليداً كان شائعاً في عهده بأن يسوع كانت يستطيع في حياته أن يغير شكله وقتما وكيفما يشاء ، ويقول إن هذا كان السبب في ضرورة قبلة يهوذا الخائن_ انظر مرقس 9:16_12 ) - مادة " أبوكريفا ".


    6- أكلمندس الإسكندري (150-215): يقول في كتابه " كيف يمكن للغني أن يخلص؟
    " استمع إلى قصة , ليست مجرد قصة, بل هي حديث عن يوحنا الرسول. وصل إلينا وحفظته الذاكرة ...)_ تأريخ الكنيسة " يوسابيوس القيصري"_ الكتاب الثالث 6:23.




    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 02:19 م.

    تعليق


    • #3
      شهادة آباء الكنيسة في نور التاريخ_هل حقا شهد الآباء للكتاب المقدس ؟
      شهادة آباء الكنيسة في نور التاريخ




      هل حقا شهد الآباء للكتاب المقدس ؟
      بقلم :رشيد المليكي .

      الصفحــ (3) ـــــة










      ثامنا: أن الفِرَق الدينية المسيحية المتنازِعَة في القرن الأول والثاني كانت منتشرة في كل مكان. لقد أخذت جميع تلك الفرق بتأليف أناجيل منسوبة للمسيح وتلاميذه من أجل تأكيد أنها هي الوريث الحقيقي لتعاليم المسيح وتلاميذه, وأن غيرها على باطل. وفي هذا يقول كاتب إنجيل لوقا في مقدمته:
      " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ". فهناك العديد من الأناجيل والرسائل التي نسبت إلى التلاميذ . وهذا من الأشياء المعروفة جدا في التاريخ المسيحي. وليس معنى أن الكنيسة رفضتها أنها بالضرورة تنقل معلومات مختلفة كليا عن الأناجيل الحالية , فقد تشترك الكتابات الأبوكريفية في الكثير من المعلومات والتعاليم مع الأناجيل المعترف بها .



      فلماذا يجب القول أن النص الذي نقله أحد الآباء في القرون الأولى هو من الأناجيل الأربعة التي اعترفت بها الكنيسة فقط؟؟ .
      لماذا لا يحتمل أنهم نقلوا من الأناجيل الأخرى الغير معترف بها. فلم يكن وقتها هناك " لائحة قانونية " الأسفار المقبولة في العهد الجديد لدى الكنيسة.. وهذا بالفعل ما حصل .فقد قبل الآباء الأولون كتبا غير معترف بها لدى الكنيسة حاليا , سواء من العهد القديم أو العهد الجديد ونقلوا منها نصوصا . فقد كانت في نظرهم كتبا مقدسة تماما يحق لهم الاستشهاد منها:


      أ_ كتاب " راعي هرماس" :
      ايريناوس أسقف ليون (120-202) كان يؤمن بأن كتاب " راعي هرماس" من الأسفار المقدسة . ويتحدث عنه المؤرخ الكنسي القديم " يوسابيوس القيصري " قائلا: ( وهو لم يعرف كتاب الراعي فقط بل يقبله , وقد كتب عنه ما يلي: حسنا تكلم السفر قائلا أن أول كل شيء آمن بان الله واحد الذي خلق كل الأشياء وأكملها )_ تأريخ الكنيسة _الكتاب الخامس 7:8. وكذلك الوثيقة الكلارومونتية (400م) ضمت رسالة الراعي هرماس بين الكتب المقدسة أيضا.

      ب_رسالة أرميا:
      وهي كتاب يرفضه البروتستانت ويقولون أنه " غير الهي ". لكن العديد من الآباء الأولين كانوا يعتبرونه " وحيا إلهيا ", وهو عندهم جزء أصيل من " الكتاب المقدس ". تقول دائرة المعارف الكتابية حول ذلك : (كان الآباء اليونانيون الأوائل ، يميلون - بوجه عام - إلى اعتبار الرسالة جزءاً من الأسفار القانونية ، لذلك تذكر في قوائم الأسفار القانونية لأوريجانوس وأبيفانيوس و كيرلس الأورشليمي و أثناسيوس ، وعليه فقد اعترف بها رسميا في مجمع لاودكية عام 360 م )_ دائرة المعارف الكتابية _ حرف " أ " _ أرميا_ رسالة أرميا.


      ج_ رسالة برنابا ورؤيا بطرس:
      كان القديس أكلمندس الإسكندري (150-215) يؤمن بهما ويعتبرهما جزء أصليا من الكتاب المقدس . ويتحدث عنه أكبر وأقدم وأشهر مؤرخ كنسي على الإطلاق " يوسابيوس القيصري " في كتابه الشهير " تأريخ الكنيسة " قائلا: ( لقد قدم في مؤلفه وصف المناظر وصفا موجزا عن جميع الأسفار القانونية. دون أن يحذف الأسفار المتنازع عليها , أعني رسالة يهوذا والرسائل الجامعة الأخرى, ورسالة برنابا والسفر المسمى رؤيا بطرس )_ تأريخ الكنيسة _الكتاب السادس 1:14.

      كما أن الوثيقة الموراتورية (170م) للقديس هيبوليتس الروماني (170-237م) ضمت رؤيا بطرس أيضا في لائحة أسفار العهد الجديد القانونية. _(موسوعة البشارة_" لائحة قانونية"). وكذلك الوثيقة الكلارومونتية (400م) ضمت الرسالتين بين الكتب المقدسة أيضا.


      د_ أعمال بولس:
      ( ويقتبس منها اوريجانوس (185-253) مرتين في كتاباته التي مازالت محفوظة ، ولعل هذا هو سبب الاعتبار الكبير الذي حظيت به في الشرق) دائرة المعارف الكتابية _ مادة " الأبوكريفا".

      هـ_ إنجيل العبرانيين:
      ويبدوا انه أقدم الأناجيل على الإطلاق حيث يرجح هارناك أنه دوّن بين (60-100م) أي بعد رسائل بولس مباشرة .

      نقل عنه القديس بابياس (80-160م). ويروي رواية عن امرأة اتهمت أمام الرب بخطايا كثيرةتضمنها إنجيل العبرانيين. _تأريخ الكنيسة_3/16:39.
      كما نقل عنه القديس جيروم (400م) كثيرا , بل وترجمه إلى اللاتينية واليونانية .

      وتقول عنه دائرة المعارف الكتابية _ مادة " أبوكريفا_أبوكريفا الأناجيل" :

      (إن التاريخ القديم المتفق عليه لهذا الإنجيل ، وأغلب الاقتباسات القليلة منه ، والاحترام الذي يذكره به الكتّاب الأوائل ، والتقدير الذي يلقاه من العلماء عموماً في العصر الحاضر ، كل هذه تجعل له اعتباراً خاصاً ، فرغم ما جاء به من أن الرب قد أمر تلاميذه بالبقاء اثني عشر عاما ً في أورشليم -وهو أمر قليل الأهمية- فإنه يبدو من المعقول أن يحتاج المسيحيون المقيمون في أورشليم وفلسطين إلى إنجيل مكتوب بلغتهم( الآرامية الغربية ).

      ويبدوا أن دائرة المعارف تؤيد أنه كان إنجيلا حقيقيا ثم فقد وضاع , مما يثير إشكالية السؤال : ( ألم يكن الله قادرا على حفظ كتابه المقدس؟ ).


      و_ أخنوخ الأول:
      نقل أحد كتاب العهد الجديد منه كـ " وحي مقدس" قائلا : " وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائلا : هو ذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه"_رسالة يهوذا 14:1. ويعلّق التفسير التطبيقي للكتاب المقدس على ذلك بالقول لقد ذكر أخنوخ بإيجاز في (تك 5: 21-24) والقول الوارد هنا مأخوذ عن سفر من الأبوكريفا يدعى "سفر أخنوخ الأول") انتهى.

      وتقول دائرة المعارف الكتابية " كما أن الكثير من كتابات الآباء تدل على معرفتهم بأخنوخ الأول ، فيكاد برنابا وترتليان ، مثلاً يعتبرانه في مستوى الأسفار المقدسة " دائرة المعارف الكتابية_ مادة " أخنوخ وأسفاره".


      ز_ صعود موسى :
      نقل عنه بوضوح مؤلف رسالة يهوذا(9:1) خبر نزاع ميخائيل والشيطان على جسد موسى وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب) .

      وتعلق الترجمة العربية المشتركة على ذلك بالقول: (الكاتب يشير إلى خبر لا يرد في الأسفار المقدسة).

      أما التفسير التطبيقي للكتاب المقدس فيقول بصراحة:
      (لم تسجل هذه الحادثة في أي موضع آخر من الأسفار المقدسة. أما موت موسى فقد ورد في سفر التثنية (أصحاح 34). ويقتبس يهوذا هنا من أحد كتب الأبوكريفا يعرف باسم "صعود موسى").


      ح_رسالة القديس أكلمندس الروماني (100م) :
      ويقال أنه المذكور في رسالة فيليبي 4/3 , ورسالته ضمت كتبا مقدسا في القانون الرسولي للكنائس السريان(380م) . واحتوت عليها المخطوطة السكندرية (القرن الخامس).


      ط_ صعود اشعياء :
      اقتبس منه جستين الشهيد "يوستينوس" (100-166م) واصفا كيف قتل اشعياء بالمناشير وعن صعوده إلى السماء السابعة . تقول دائرة المعارف الكتابية :( كما أن الشهيد يوستنيوس يتحدث عن موت إشعياء بعبارات تدل علي معرفته بهذا السفر .)_ مادة " اشعياء" .


      ويشهد اوريجانوس بان مؤلف رسالة العبرانيين(37:11) أشار إلى قصة موت اشعياء بالمناشير من هذا السفر, تقول دائرة المعارف :
      (ويقول "أوريجانوس"، إننا نجد صدى هذا الكتاب في قول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "وآخرون.. نشروا ")_ مادة "رؤى كتابات الرؤى".



      .
      ي _ أعمال يوحنا :
      نقل منها الكثير من الآباء , تقول عنها دائرة المعارف الكتابية :

      ( تأثيرها : كان لأعمال يوحنا تأثير واسع ، وعلى الأرجح هي أقدم أعمال ، وعنها أخذت سائر أسفار الأعمال التي كتبت بعدها ، فأعمال بطرس وأعمال أندراوس شديدة الشبه بأعمال يوحنا ، حتى قال البعض إنها كلها من قلم واحد ، والأرجح أننا على حق عندما نقول إن مؤلف أعمال يوحنا كان رائداً في هذا المجال من الروايات التي حيكت حول الرسل ، وأن الآخرين ساروا على الدرب الذي فتحه . ونفهم من إشارة أكليمندس الإسكندري أن أعمال يوحنا كانت تقرأ في الدوائر القويمة ، ولكن نُظر إليها بعد ذلك بعين الشك ، فأوغسطينوس يقتبس جزءاً من الترنيمة (95 ) التي قرأها في مؤلف بريسلياني أرسله إليه الأسقف سرتيوس ، ويعلق بنقد قاس عليها ، وعلى الزعم بأنها أعلنت سراً للرسل . وقد أصدر مجمع نيقيـــة الثاني ( 787 م ) حكماً شديد اللهجة ضد أعمال يوحنا . ولكن القصص التي جاءت بهذه الأعمال انتقلت إلى الدوائر القويمة وقد استخدمها بروكورس ( القرن الخامس ) في تأليف رواية عن رحلات الرسول ، كما استخدمها أبدياس ( القرن السادس ) .)_ مادة " أبوكريفا _ أعمال يوحنا".


      *ملاحظة: لاحظ كيف تقدم دائرة المعارف شهادة مجمع نيقية الثاني (القرن الثامن) ضد أعمال يوحنا , وتؤخر شهادات الآباء " بروكورس و أبدياس" وهما قبل مجمع نيقية الثاني وأحدهما قبله بثلاثة قرون كاملة.


      ك _ كتب أخرى :
      لم تكن كل استشهادات الآباء من كتب مقدسة أو حتى معروفة على الأقل حتى وان كانت من الأبوكريفا , بل وصل الأمر إلى استشهاداتهم بكتب غير معروفة أصلا. القديس أكلمندس الروماني (توفي عام 101م) ينقل نصا في رسالته إلى الكورنثيين (2:46) غير موجود في الكتاب المقدس. قائلا فخيلق بنا أيها الإخوة إذا أن نلتصق بهذه الأمثلة, لأنه مكتوب: " التصقوا بالقديسين لان الذين يلتصقون بهم يصيرون قديسين ")

      أما الكتاب الشهير المسمى بالدياتسارون (172م) الذي ألفه القديس تاتيان السرياني , هذا الكتاب تقول عنه الموسوعة المسيحية العربية الالكترونية:
      (ألّف تاتيانس الذي هو تلميذ يوستينوس، الدياتسارون بعد سنة 172. هذا الكتاب هو تناغم الأناجيل القانونيّة الأربعة مع "إنجيل خامس" قريب جدًا من إنجيل توما المنحول)_ " ترجمات سريانية".


      بل حتى كاتب إنجيل متى(23:2) ينقل من كتب مجهولة حاليا: (وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة. لكي يتم ما قيل بالأنبياء انه سيدعى ناصريا) فكاتب إنجيل متى ينسب عبارته إلى كتابات الأنبياء في العهد القديم. وهذه العبارة لا توجد على الإطلاق في كل العهد القديم , فهي نبؤة وهمية أخرى.


      ويعلق التفسير التطبيقي للكتاب المقدس على ذلك بالقول:
      ( لا يسجل العهد القديم، بصورة محددة، هذه العبارة: "سيدعى ناصريا"، ومع هذا فكثيرون من العلماء يعتقدون أن متى كان يشير إلى نبوة غير مدونة في الكتاب).


      أما ما يقال عن " رفض الكنيسة " لتلك الكتب فليس بحجة قوية : فمرجعية الآباء الأقدمين هي أقوى من مرجعية الكنيسة :
      أولا لأن مفهوم " الكنيسة الجامعة " لم يظهر إلا بعد عصر الآباء الأولين أصلا.
      وثانيا لأن رفض الكنيسة أو قبولها لأي كتاب لم يكن له معايير علمية. بل كانت الكنيسة ترفض الكتاب بمجرد احتوائه على تعليم يخالف عقيدتها. وكأن عقيدتها (التي تكونت بعد صراعات بين الآباء حسمها قسطنطين بالقوة ) هي العقيدة الصحيحة.
      وثالثا لأن المجامع التي تمثل الكنيسة كانت هي الأخرى متخبطة في قراراتها بخصوص الكتاب المقدس والعقائد المسيحية, حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن بعد قرون من التطور والصراع. فالآباء يمثلون المرحلة الأولى والأقرب إلى زمن المسيح عليه السلام.


      تاسعا: لم يكن هناك تصور واضح لدى الآباء لماهية الكتاب المقدس كما نعرفه اليوم, فلم يكن المسيحيون وقتها قد حددوا الأسفار المقبولة من الأسفار الغير مقبولة. لقد كان لدى كل قديس تصور خاص ومختلف للكتب المقدسة. فكما قلنا كانوا قد قبلوا كتبا " أبوكريفية " لم تقبلها الكنيسة بعد ذلك ( بند6)
      كما أنهم رفضوا بوضوح كتبا تعتبرها الكنيسة الآن كتبا مقدسة وإلهية, فلا يوجد حقيقة ما يقال عنه " إجماع المسيحيين الأوائل " على الكتاب المقدس. واليك أخي الكريم بعض الكتب التي تعتبر مقدسة وهي جزء من الكتاب المقدس اليوم, ولكنها كانت مرفوضة من ألمع آباء الكنيسة:

      أ- رسالة بطرس الثانية : يقول عنها اوريجانوس 185م وبطرس الذي بنيت عليه كنيسة المسيح التي لا تقوى عليها أبواب الجحيم ترك رسالة واحدة معترف بها, ولعله ترك رسالة ثانية أيضا, ولكن هذا أمر مشكوك فيه)_ يوسابيوس القيصري_تاريخ الكنيسة_الكتاب السادس 10:25.

      وتقول دائرة المعارف الكتابية بصراحة: ( لعل رسالة بطر س الرسول الثانية هي أقل أسفار العهد الجديد من جهة الأدلة التاريخية على صحتها لذلك يرفض البعض أو يشكون في موضعها من الأسفار القانونية. هناك من يؤكد نسبتها إلى العصر الرسولي وإلى الرسول بطرس بالذات، وهناك أيضاً من ينسبها إلي عصر ما بعد الرسل وينكر نسبتها إلى الرسول بطرس. ولا يتسع المجال أمامنا هنا لنقصي تاريخ المفكرين المذكورين , لسرد كل أراء المدافعين عن الرسالة أو المعارضين لها، أو محاولة البت في تلك القضية التي لم يستطع إصدار حكم قاطع فيها أحكم وأفضل رجال الكنيسة على مدى ألف عام)_ دائرة المعارف الكتابية_ "بطرس الرسول".

      وممن رفض هذه الرسالة أيضا , الوثيقة الموراتورية (170م) وترجمة البشيطة للكتاب المقدس (400م). والمؤرخ يوسابيوس القيصري(324م).

      ب_ الرسالة للعبرانيين: يقول عنها أوريجانوس185م : (إنكلمنيستطيعتمييزالفرقبينالألفاظاللغوية يدركأنأسلوبالرسالةإلىالعبرانيينليسعامياًكلغةالرسول( بولس)الذياعترف عننفسهبأنهعاميفيالكلامأيفيالتعبير.بلتعبيراتهايونانيةأكثردقة وفصاحة.)_تاريخ الكنيسة_الكتاب السادس 11:25

      أما القديس ( زفيرينوس 199-217م ): فهو يجادل بروكلوس صاحب هرطقة فريجية , وينتقد بقوة جرأة البعض على إدخال إسفار جديدة مزورة إلى الكتاب المقدس , ومنها الرسالة للعبرانيين. يقول عنه يوسابيوس في تاريخه :

      ( في هذه المحاورة يكبح جماح خصومه بسبب تهورهم وجرأتهم على إبراز أسفار جديدة. ويذكر فقط ثلاث عشرة رسالة للرسول المبارك, غير حاسب رسالة العبرانيين مع الرسائل الأخرى. والى يومنا هذا (القرن الرابع) لا يزال بين أهل روما من لا يعتبرون هذه الرسالة ضمن كتابات
      الرسول)_ تاريخ الكنيسة _ الكتاب السادس 3:20.

      ومن الذين رفضوا نسبتها إلى بولس أيضا هيبوليتس الروماني (150-237م) في وثيقته الموراتورية (170م) فقد خلت من هذه الرسالة أيضا في لائحة أسفار العهد الجديد القانونية . وأيضا العلامة ترتليان القرطاجي (145-220م).(الموسوعة المسيحية العربية "البشارة"_لائحة قانونية بالأسفار).
      وكذلك قائمة كيلتنهام (360م).

      وهذه الرسالة لا يعلم من كتبها إلى اليوم, ومع ذلك فلن تجد أحد على الإطلاق يصرخ بالحقيقة ويطالب بإخراجها من الكتاب المقدس. لماذا؟

      لأنه من يستطيع اليوم أن يقنع مليار مسيحي اليوم أن هذه الرسالة دخلت إلى الكتاب المقدس بطريق الخطأ؟. وهكذا فيتحمل الإثم الذي ادخلها في القرن
      الرابع إلى مضمون الكتاب المقدس( أخذت هذه الرسالة وضعها بين أسفار العهد الجديد ، منذ أن أدرجها – في القرن الثاني – أحد الآباء ( والأرجح أنه من أباء الإسكندرية ) في مجموعة رسائل الرسول بولس ) _دائرة المعارف الكتابية _"عبرانيون _الرسالة إلى العبرانيون".

      ومن سيخبر المسيحيين اليوم أن جميع تعاليم الرسالة حول كهنوت المسيح وتضحيته وفساد الناموس غير شرعية وليس لها أساس مقدس. وأنها كانت مجرد تصرف فردي من ( أحد الآباء ) في القرن الثاني يتحمل وحده مسؤوليته . بل حتى أن اسم هذه الرسالة غير مكتمل, فقد أضيفت عبارة ( إلى العبرانيين) في الربع الأخير من القرن الثاني, كما تقول دائرة المعارف الكتابية.

      لكن لماذا يدافع المسيحيون عنها باستماتة بالغة, برغم اعتراف الجميع برفضها من آباء لهم وزنهم في الكنيسة , وبرغم اعتراف جميع النقاد بالشكوك القوية حولها , وبرغم عدم معرفة كاتبها؟ ولا لمن أرسلت؟. ولا أي معلومة تزيل قليلا من الشك حولها؟. لماذا؟

      الإجابة ببساطة لأنها تحوي على عقائد أقرها المسيحيون بدون أي سند مقدس, ولا توجد هذه العقائد أبدا في كل الكتاب المقدس, فقط توجد في رسالة العبرانيين وحدها. وحتى لا أكون مدعيا بدون دليل, نقتبس بالحرف ما جاء في دائرة المعارف الكتابية "مادة _عبرانيون "الرسالة إلى العبرانيون"
      حيث يبين أحد أشهر قادة الإصلاح البروتستانتي " كلفن" أهمية هذه الرسالة وسبب دفاعه المستميت عنها:

      ( ليس في جميع الأسفار المقدسة، سفر يتحدث بهذا الوضوح عن كهنوت المسيح، ويعظِّم – إلى أقصى حد – قيمة وكفاية الذبيحة الحقيقية الوحيدة التي قدمها بموته، ويعالج بإسهاب موضوع الطقوس وإبطالها. وبالإيجاز، لا يوجد سفر آخر يبين – بكل جلاء – أن المسيح هو غاية الناموس. لذلك ، دعنا لا نسمح لكنيسة الله ، ولا لأنفسنا ، أن نحرم من فائدة عظيمة بهذا المقدار ، بل بالحري علينا أن ندافع عنها بكل قوانا )_انتهى.

      ولا نملك إلا أن نقول "حسبنا الله ونعم الوكيل في رسالة المسيح الصافية ". فلو أراد هؤلاء الناس الفائدة لما منعهم أحد منها, فلتظل هذه الرسالة لديهم يأخذون منها ما أرادوا لخداع شعبهم. ولكن أن ينسبونها لله _سبحانه_ ويعتبرونها " وحيا إلهيا " ويضمونها إلى " الكتاب المقدس" فهذا ما لا يستطيع قبوله صاحب كل ضمير مؤمن حر, يخاف الله فعلا.

      ج_ رسالة يعقوب : رفضها هيبوليتس في أول لائحة قانونية لأسفار العهد الجديد في الوثيقة الموراتورية (170م) واعتبرها غير قانونية .
      أما الذين اعترفوا بأنها من الأسفار المتنازع عليها _أي أن هناك من رفضها من الآباء_ فهم اوريجانوس (185م) و المؤرخ يوسابيوس القيصري (324م) , وقائمة كيلتنهام (360م) , وتقرير جيونيليوس (550م). ولا يعرف على وجه الدقة إلى من أرسلت هذه الرسالة.

      د_ أعمال الرسل: ( يبدو من إشارة كاتب الوثيقة الموراتورية(170م) ( بيان بالأسفار المعترف بها في الكنيسة في حوالي 190 م ) إلى سفر الأعمال الكتابي ، أنه ربما كان يشير إلى سفر آخر للإعمال ، فهو يقول : " أعمال كل الرسل موجودة في كتاب واحد ، فقد كتبها لوقا ببراعة لثاوفيلس ، في حدود ما وقع منها تحت بصره ، كما يظهر ذلك من عدم ذكره شيء عن استشهاد بطرس أو رحلة بولس من روما لأسبانيا " .)_ دائرة المعارف الكتابية _ " أبوكريفا".

      هـ_ رسالة يهوذا: وهي رسالة كتبت في الأساس للرد على مذهب كان منتشرا بين القرن الأول والثاني يسمى مذهب العارفين. فاستخدمها من اعترف بها للرد على أصحاب هذا المذهب. لكن الكثيرين شكوا بقانونيتها لسببين:

      1- أن كاتبها أصلا لا يعتبر نفسه من الرسل فهو يقول (17:1_18): (وأما انتم أيها الأحباء فاذكروا الأقوال التي قالها سابقا رسل ربنا يسوع المسيح. فإنهم قالوا لكم انه في الزمان الأخير سيكون قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات فجورهم.).

      ب_ اقتبس حرفيا من أسفار مشهورة بزيفها . فقد اقتبس جدال الملائكة حول جسد موسى (9:1) من سفر " صعود موسى" الذي يشهد بتوبة آدم وحواء من المعصية. ونقل خبر عقاب الملائكة الساقطين (6:1) من " سفر أخنوخ الأول" صاحب الأسطورة الشهيرة بزواج الملائكة من نساء الأرض.

      تقول الموسوعة المسيحية العربية ( البشارة) : (وإذ أراد الكاتب أن يبيّن فكرته، عاد إلى سفر أخنوخ المنحول وإلى صعود موسى. من أجل هذا السبب، شكّت كنائس عديدة بقانونية يهوذا .)_ الموسوعة: مادة "رسالة يهوذا".

      أما يوسابيوس فيعتبرها بين الأسفار المتنازع عليها بين الآباء, فهناك من يرفضها صراحة, فيقول عن القديس أكلمندس الإسكندري (150-215) ( لقد قدم في مؤلفه وصف المناظر وصفا موجزا عن جميع الأسفار القانونية. دون أن يحذف الأسفار المتنازع عليها , أعني رسالة يهوذا والرسائل الجامعة الأخرى , ورسالة برنابا والسفر المسمى رؤيا بطرس )_ تأريخ الكنيسة _6 / 1:14. أما قائمة كيلتنهام (360م) فقد رفضتها ككتاب مقدس.

      ولعل السبب أن مذهب العارفين التي كتبت الرسالة أصلا للرد على أتباعه بدأ بالذبول ولم يعد له وجود ففقدت الرسالة أهميتها عندها. لذلك أراد البعض إخراجها من الكتاب المقدس, لكن المجامع المسيحية لم ترى مشكلة في ضمها, فليست الرسالة الوحيدة التي رفضها الشعب.

      و_الرسالتين الثانية والثالثة ليوحنا: تطرق الشك إليهما مبكرا , فينقل المؤرخ الكنسي "يوسابيوس" عن القديس أوريجانوس (185م) قوله عن يوحنا:
      ( وترك أيضا رسالة قصيرة جدا, وربما رسالة ثانية وثالثة, ولكنهما ليسا معترفا بصحتهما من الجميع )_ تاريخ الكنيسة_6 /10:25


      أما ترجمة البشيتة (400م) فأخرجتها من بين أسفار الكتاب المقدس. بينما اعتبرت متنازع عليها في تقرير جيونيليوس (550م) القديس امفيلوشيوس أسقفأيقونية ( 380م) , وكذلك أوريجانوس (185م).

      ز _رؤيا يوحنا: ( كانت الكنائس في الشرق تميل إلي رفض سفر الرؤيا، فقد أنكر ديونيسيوس(248-265م) أسقف الإسكندرية، قانونية سفر الرؤيا، وانساق وراء يوسابيوس (260- 340 م)، حيث أنه في تصنيفه للأسفار القانونية، احتار بين أن يضعه بين الكتب التي يدور حولها الخلاف أو بين الكتب الزائفة، ولعله كان متأثراً برد فعله لتفسير بابياس للألف السنة. وكان ليوسابيوس تأثير كبير حتى إن كيرلس أسقف أورشليم (315- 368م) منع رجال الكنيسة من قراءة سفر الرؤيا من فوق المنابر علناً، بل ومنع قراءته في العبادة الخاصة. كما أن كنائس أسيا الصغرى- التي جاءت بعد ذلك –لم تستخدمه، إذ أنه لم يذكر في قائمة الأسفار المقدسة التي أقرها مجمع "لاودكية " (حوالي 360م) ولا في دستور الرسل، ولا في قائمة "غريغوري النازيانزي" (حوالي 398م). وقد رفض ديودور الموبسستي (حوالي 340- 428م) سفر الرؤيا مع كل الرسائل الجامعة، وتبعته في ذلك الكنيسة النسطورية، وكذلك مدرسة أنطاكية في القرن الرابع.)_ دائرة المعارف الكتابية_ مادة " رؤيا يوحنا".

      وتضيف الموسوعة المسيحية العربية الالكترونية (البشارة) : (أمّا ديونيسيوس الاسكندراني فقد رأى اختلافًا في الأسلوب والفكر والمفردات، فقال إنّ
      الرؤيا هي عمل يوحنا آخر ليس الرسول. فشكوك هذا الأسقف وتجاوزات تبّاع الألفيّة (ألفا سنة) جعلت كيرلّس الأورشليميّ وغريغوريوس النزيانزي ومدرسة أنطاكية يرفضون أن يعتبروا سفر الرؤيا في عداد الأسفار القانونيّة.)_ مادة " الرؤيا".

      أما الترجمة السريانية المعروفة بالبشيطة(400م) فتقول عنها دائرة المعارف الكتابية :

      (وثمة رأى واحد مؤكد، وهو أن أقدم كتب العهد الجديد لدى الكنيسة السريانية، كانت تنقصه الرسائل الجامعة الصغرى ( وهي 2 بط، 2، 3 يوحنا، ويهوذا ) وسفر الرؤيا.)_ دائرة المعارف الكتابية_ مادة " ترجمات الكتاب المقدس_الترجمات السريانية".

      عاشرا: أن هؤلاء الآباء الكرام كان لبعضهم عقائد وتعاليم فاسدة, ومخالفة بوضوح شديد لعقائد المسيحيين اليوم. ولو عاشوا إلى اليوم لحكم جميع المسيحيون عليهم بالكفر فورا. فكيف يمكن لنا أن نستدل بكتاباتهم واقتباسهم من الكتاب المقدس بأمانه, وهم يخالفون عقائد الكتاب المقدس الحالي؟.

      وهذه التعاليم والعقائد الفاسدة ليست مجرد خلاف فرعي أو شكلي اصطلاحي بين الآباء الكرام , بل هي عقائد مخالفة لنصوص ثابتة في الكتاب المقدس الحالي , وتخالف بصراحة عقائد معظم المسيحيين اليوم وكنيستهم . وطبعا هذه العقائد التي اعتبرت فاسدة لاحقا لم تأت من فراغ , بل بالأحرى _لو استعرنا تعبير أساتذة اللاهوت الدفاعي_ فقد " سلمها الخلف إلى السلف " ومن أشهر الآباء الذين كان لهم عقائد فاسدة ومخالفة للكتاب المقدس الحالي:

      أ_ هرماس(القرن الأول) : صاحب كتاب " الراعي " . وهو الذي قصده بولس في رسالته ( روما 14:16) كما شهد بذلك أوريجانوس . ومن عقائد هذا
      القديس الفاسدة أنه كان يعتقد أن الروح القدس هو " ابن الله" أي الأقنوم الثاني المسيحي . وهذا يعتبر كفرا في المسيحية الحالية التي تعلّم أن الروح القدس هو الأقنوم الثالث في الإله المثلث الأقانيم (الشخصيات) . يقول القديس هرماس :

      ( أريد أن أريك كل ما أظهره لك الروح القدس الذي خاطبك باسم الكنيسة , هذا الروح هو ابن الله ...)_الراعي 9/1:1_ أما العلامة ترتليان (145-220م ) فيعتبره من محبي الزناة._ المدخل في علم الباترولوجي_تادرس يعقوب ص172+150.

      ب_ القديس أوريجانوس (185م): حرمته الكنيسة القبطية بسبب تعاليمه وعقائده الفاسدة , فهو يؤمن أن الخليقة كلها سوف تنعم بالخلاص والمغفرة , جميع الخلائق , وهو لا يستثني من ذلك حتى الشياطين . يقول عنه قاموس آباء الكنيسة:

      (لكن الكنيسة القبطية وقد شعرت بخطورة تعاليمه حرمته في حياته بينما الكنائسالخلقيدونية حرمته في أشخاص تابعيه سنة 553م وذلك لما وجد في كتاباتهم عن وجودالنفس السابق للجسد، وإن جميع الخليقة العاقلة حتى الشياطين ستخلص الخ...)

      وقد وقف للقديس اوريجانوس قديسا آخر هوابيفانيوس أسقف سلاميس(367م) يقول عنه قاموس آباء الكنائس:

      (كرس وقتًا لدراسة كتب العلامة أوريجانوس، وإذ لاحظ أخطاءه انقلب ضده بعنف شديد حتىحسبه رأس كل بدعة في الكنيسة، وصار له دوره الفعّال في إثارة الكثيرين ضدأوريجانوس، بل استطاع فيما بعد أن يغير اتجاه القديس جيروم من عاشق لأوريجانوسبكونه عطية الله للكنيسة إلى مقاوم عنيف له بكونه شيطانًا ضد الحق.)

      ج_ القديس إكلمندس السكندري (150-215م) : كان له بعض العقائد الفاسدة أيضا , كيف لا وهو أحد تلاميذ القديس (أوريجانوس) المتهم بالعقائد الفاسد ة أيضا. ويتحفنا " قاموس آباء الكنيسة " عن سبب حذف اسمه من بين قائمة الشهداء في القرن السادس عشر لتعاليمه الفاسدة:

      (وفي القرن السادس عشر حذف اسمه من تراجم الشهداء Martyrology بواسطة إكلمندسالثامن (1592–1600م)، حسب تصحيحات بارونيوس Baronius. وفي عام 1748م كتب البابابندكت الرابع عشر رسالة إلى يوحنا الخامس ملك البرتغال، يبرر فيها سر هذا الحذفبحماس، مستندًا إلى وجود بعض التعاليم الفاسدة في كتاباته.)_ القاموس " أكلمندس السكندري"_ نقلا عن " القمص تادرس يعقوب ملطي : آباء مدرسة إسكندرية الأولى، ص 53 – 125. "


      أما دائرة المعارف الكتابية فتقول عن تأثره بالوثنية ( الرسل _الآباء الرسوليين) : (إلا أن الأفكار الكلاسيكية الوثنية كان لها اثر كبير في كتابات أكليمندس على وجه الخصوص ، فنجد الأفكار الأخلاقية للوثنية بادية في كتاباته)

      ورغم اعتراف دائرة المعارف بقوة تأثير الأفكار الوثنية على عقائد إكلمندس , إلا أن ذلك لم يمنعها من الفخر أنه تحدث بصراحة عن الثالوث المقدس:

      (وقد استخدم أكليمندس صيغة التثليث في قوله : " كما يحيا الله ، وكما يحيا يسوع المسيح ، وكما يحيا الروح القدس " ( رسالة أكليمندس الأولى 58 : 2 ) . والروح القدس عند أكليمندس هو المختص بالوحي ، فقد تكلم الروح القدس في العهد القديم في الأنبياء ، وكان الرسل " مملوءين من الروح القدس " ( 42 : 3 ) ، كما أن أكليمندس " كتب .. بالروح القدس " ( 63 : 2 ))


      د_ يوسابيوس القيصري (264-339م) : يوسابيوس بمفيليوس Eusebius Pamphili يُعتبر يوسابيوسالقيصري أب التاريخ الكنسي ومؤسس فكرة نشر أقوال الآباء وكتاباتهم. يُعتبر عمله "التاريخ الكنسي" أساسًا قامت عليه مدرسة المؤرخين الكنسيين في العالم كله.

      لكنه للأسف كان آريوسيا , أي من أتباع القديس آريوس _رحمه الله_ الذي كان يؤمن بأن المسيح مخلوق, وان الله الآب هو الخالق وأعظم من المسيح. ودخل في صراع من أثناسيوس السكندري الذي عارض القديس آريوس ووضع قانون الإيمان النقينوي الشهير الذي يتمسك به المسيحيون إلى اليوم . والمسيحيون يعتبرون أثناسيوس بطل مجمع نيقية الشهير(325م) . لكن الأسقف يوسابيوس وقف مع القديس آريوس ضد أثناسيوس .

      ويعرفنا عليه أكثر " قاموس آباء الكنيسة " من إعداد القمص / تادرس يعقوب ملطي :

      ( لم يكن يوسابيوس بالرجل اللاهوتي، لكنه دخل في الجدال الأريوسي، وقدم تنازلات كثيرةلكي يكسب الأريوسيين ومجاملة للإمبراطور قسطنطين، فحُسب شبه آريوسي. كان له دورهالفعّال في مجمع قيصرية المحلّي الذي أعلن أرثوذكسية (أي العقيدة المستقيمة)عقيدة آريوس، وإن كان قد طلبمن آريوس الخضوع لأسقفه. في عام 325م عُقد مجمع محلّي حُرم فيه يوسابيوس لرفضالصيغة الإيمانية المعارضة للأريوسية. وقع على قانون الإيمان النيقوي لإرضاءالإمبراطور. لكنه لم يستخدم في كتاباته عقيدة الهوموأوسيوس Homoousios، أي مساواةالآب والابن في الجوهر، وكان له دوره في مجمع صور سنة 335م الذي حرّم الباباأثناسيوس.)

      ويقول عنه القديس جيروم في القرن الرابع : ( لقد مدحت يوسابيوس إذ كتب كتابه عن تأريخ الكنيسة وكتبه الأخرى. وهل معنى هذا أنني آريوسي لأن يوسابيوس الذي كتب هذه الكتب آريوسي )_ مقدمة المترجم مرقس داود " تاريخ الكنيسة"_مكتبة المحبة ص 5.

      أما المترجم نفسه(مرقس داود) فيقول عنه في مقدمته: (وبالرغم من مقدرته الفائقة كمؤرخ , كما يشهد بذلك جميع المؤرخين في كل العصور, إلا أنه تأثر إلى حد كبير بالآراء الأريوسية التي كانت شائعة في عصره , بل انحرف عن الإيمان المستقيم, الأمر الذي نراه ظاهرا في كتابه هذا عن تاريخ الكنيسة , ولاسيما عند التحدث عن لاهوت المسيح)


      ولأن كتابه " تأريخ الكنيسة " هو أحد المراجع الهامة لتاريخ الكنيسة والآباء الرسوليين , فترى المسيحيين برغم معرفتهم التامة بأنه آريوسي ويؤمن بان المسيح مخلوق وغير مساوي لله الآب . وبان المسيح هو خادم الله الآب . إلا أنهم عند الحديث عنه يخففون من لهجة الاتهام القاسي له بقولهم " شبه آريوسي " أو " كان يتنقل بين الإيمان الصحيح والآريوسية " . لأنهم لو قالوا بحقيقته الإيمانية لقال لهم الناس "لماذا إذا تقبلون كتبه وشهادته للمسيحية والكنيسة وهو أكبر مخالف لعقائدها؟ " .

      هـ_ بابياس أسقف هيرابوليس (80-160م): كان محدود الإدراك جدا كما يصفه يوسابيوس في تاريخه (3/13:39) , بالرغم أنه تلميذ أحد التلاميذ مباشرة وهو يوحنا الرسول. ومن تعاليمه التي رفضتها الكنيسة التفسير الحرفي لملكوت المسيح, حيث اعتبر أن المسيح سيملك على هذه الأرض, وهذا طبعا يخالف قول المسيح بان مملكته ليست في هذا العالم الأرضي ( يوحنا 36:18).

      يقول عنه قاموس آباء الكنيسة: ( أول من تحدث عن المُلك الألفي بطريقة حرفية بكون السيد المسيح سيملك على الأرض،وكان يظن بذلك أنه يحقق ما ورد في النبوات، لكن الكنيسة رفضت ذلك.).

      و_ ترتليان العلامة (160-220م) : (يعتبر العلامة كوينتس سبتيموس فلورنس ترتليانوس Quintus Septimius Floren Tertulianus كاهن قرطاجنة أب علم اللاهوت في الكنيسة اللاتينية،من حيث فضله على تقدم المصطلحات اللاهوتية، وأحد المدافعين المسيحيين الأوائل) قاموس الآباء.

      لكنه بكل أسف سقط في سن الرشد في هرطقة تدعى " المونتانية " ويعرفنا أكثر على سقوط هذا العلامة قاموس آباء الكنيسة " ترتليان العلامة " :

      ( للأسف ما بين سنتي 202، 205م سقط في بدعة المونتانيين Montanism ، إذ ادعىمونتانيوس أنه البارقليط الموعود به في الإنجيل؛ ولا نعرف إن كان قد رجع إلىالكنيسة الجامعة مرة أخرى قبل وفاته أم لا ).

      وطبعا هو لم يرجع إلى عقيدة الكنيسة , وأسس كنيسة خاصة في قرطاجة تحمل فكره. ولأهمية ترتليان تقول دائرة المعارف الكتابية _مادة " الثالوث "عن ذلك وكان لترتليان اكبر الأثر ـ بقوة حواره ـ في التعبير عن عقيدة الثالوث بصيغة قوية محددة. ولعله هو أول من استخدم كلمة " الثالوث ").


      فالعلامة ترتليان إذا كان أول من ابتدع لفظ " الثالوث " من مخيلته , وبدون مرجع من أي كتاب مقدس أو منحول . وكان له الدور القوي في " التعبير عن عقيدة الثالوث بصيغة قوية محددة " كما تقول دائرة المعارف البروتستانتية , هذا العلامة العظيم كان يؤمن أن " الباراكليتوس " الذي تحدث عنه المسيح أكثر من مرة , ليس هو الأقنوم الثالث في الثالوث المقدس " الذي كان أول من اخترعه". بل كان شخصا آخر يدعى " مونتانيوس ".

      كما علينا أن نلاحظ أن هذا دليل لا يقبل الجدال, على أنه وحتى القرن الثاني على الأقل, هناك من آباء الكنيسة والذين لهم وزنهم اللاهوتي فهموا بشارة المسيح_عليه السلام_ عن" باراكليتوس آخر " أنها تعني " كائن بشري " كنبي أو مخلص , وذلك قبل أن تفرض الكنيسة سيطرتها على الكتاب المقدس الحالي , وتضع عنوان لتلك البشارة بـ ( الوعد بالروح القدس ) معتبرة ذلك يشير إلى الشخصية الثالثة في المفهوم المسيحي للإله المثلث الأقانيم .

      ز_ جستن الشهيد ( 100-166م): ويدعى أيضا يوستينوس الفيلسوفالشهيد , وقد تأثر هذا الأب بالفلسفة بشكل كبير للغاية , فقد قضى معظم حياته مهتما بالفلسفة , منتقلا بين المدارس الفلسفية المختلفة, يقول الدكتور/ علي زيعور _وهو على الأرجح مسيحي لبناني_في كتابه(أوغسطينوس) ص88:

      ( لا مجال هنا لإيراد أراء جستن كلها : رأى مثلا أن الله واحد , وهو لا يسمّى , وهو اب وخالق ورب. ورأى أن الكلمة هو المخلوق الأول من الله , والعلاقة بينهما تشبه بالعلاقة بين نار ونار أخرى تضاء منها دون أن تنقص هذه النار الأولى , وكان قبل خلق العالم ولكن في سبيل خلق العالم. الآب الخالق هو في المرتبة الأولى. أما الكلمة التي أصدرها عنه بإرادته, هي أيضا الله, لكنها في المرتبة الثانية. أما الروح القدس , الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس, فهو في المكان الثالث).انتهى.


      حادي عشر: توجد انتقائية في الاستشهاد بنصوص رسائل الآباء , فالنصوص ذات المشاكل النصية , أو بالأحرى التي تشهد ضد الكتاب المقدس لا يتم التطرق لها , وان تم ذلك فيشار إليها إشارة مبهمة ومقتضبة ويتم التقليل من أهميتها (كما تفعل دائرة المعارف الكتابية) , لدينا هنا مثاليين جيدين عن هذا النوع من النصوص التي يشهد فيها الآباء على تحريف الكتاب المقدس:

      أ_ القديس إكلمندس السكندري مثلا ينقل عبارة يفترض أنها مقتبسة من إنجيل ( يوحنا 1: 13-14 ) والتي تقول : " الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله. والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا) . لكن القديس إكلمندس ينقلها بشكل مخالف لنص إنجيل يوحنا الحالي , حيث يقول في الكتاب الثاني من مؤلفه Stromata , الفصل الثالث عشر :
      (للذين وُلِدوا مرة أخرى ليس من دم ولا من مشيئة جسد بل في الروح والتي تختص بالتوبة وعدم الرجوع لنفس الخطأ.)





      ب_ وفي أحد أقوى نصوص الآباء شهادة على تحريف الكتاب المقدس يقول أوريجانوس في رسالته إلى أفريكانوس (الفقرة 4):

      (وماذا أقول عن سفر الخروج حيث تجد التضارب في النصوص التي تتحدث عن خيمة الاجتماع ومحكمتها وكذلك ملابس الكهنة ورئيس الكهنة, هذه النصوص أحيانا لا يوجد تشابه بينهما حتى في مضمون معانيها, وعندما نلاحظ مثل هذه الأشياء علينا أن نرفض فورا النسخ المستخدمة في كنائسنا باعتبارها محرّفة, ونفرض على الإخوة أن يتركوا تلك النسخ ويتلطفوا إلي اليهود كي يعطونا نسخ لم يتلاعب بها وليس فيها تزوير!,)

      ويستمر القديس أوريجانوس في الحديث عن تحريف اليهود للكتاب المقدس في رسالته إلى أفريكانوس (الفقرة 9):

      (من أجل ذلك, أعتقد أنه لا يوجد افتراض آخر سوى أن الحكماء والقضاة وأيضا الشيوخ أخفوا عن الناس النصوص الني تسيء إليهم .. لذلك يجب أن لا نري غرابة في كون قصة الشيخان الفاجران وشرهما ضد سوسنه قصة حقيقية لكنها أخفيت ومسحت من الكتاب المقدس علي يد شيوخ اليهود

      ثاني عشر: انتشر التحريف في القرون الثلاثة الأولى انتشارا كبيرا جدا , فكلما صارت أهمية الكتاب مهمة امتدت إليه أيادي النسّاخ بالتغيير , تدفعهم الرغبة لإثبات معتقد ما في ذلك الكتاب على لسان المؤلف. ولم تنجوا كتابات الآباء من هذه العادة, فكلما صار لكتابات أحد الآباء أهمية لدى الآخرين
      كلما زاد الطلب عليها لتحريفها على لسانه. ولدينا هنا مثاليين رائعين , الأول عن رسائل القديس أوريجانوس (185م) والثاني عن رسائل القديس إكلمندس السكندري (150-215م) .وهما من أشهر الآباء الذين يستدل باقتباسهم المزعوم من الكتاب المقدس. جاء في " قاموس آباء الكنيسة " :

      أ-أوريجانوس: ( أورد روفينوس في كتابه De Adulteratione نبذة طويلة من خطاب كان قد وجّههأوريجانوس إلى أصدقاء له في الإسكندرية يشكو فيه من الملفقين الذين غيروا بعض فقراتمن كتبه وشوهوها، ومن الذين نشروا في العالم المسيحي كتباً مزورة ليس من العسير أننجد فيها ما يستحق السخط.)_قاموس آباء الكنيسة_ أوريجانوس.

      ب_ أكلمندس : (وفي القرن السادس عشر حذف اسمه من تراجم الشهداء Martyrology بواسطة إكليمنضسالثامن (1592–1600م) ، حسب تصحيحات بارونيوس Baronius. وفي عام 1748م كتب البابابندكت الرابع عشر رسالة إلى يوحنا الخامس ملك البرتغال، يبرر فيها سر هذا الحذفبحماس، مستندًا إلى وجود بعض التعاليم الفاسدة في كتاباته. لكن لم يشر أحد المؤرخينالأول أمثال يوسابيوس وجيروم إلى هذه الأخطاء. لهذا فالأرجح أن هذه الأخطاء دخيلةعلى كتبه، فمن دأب الهراطقة أن يفسدوا كتابات الآباء المشهورين لتأييد مذهبهمونشره.) نفس المرجع_ أكلمندس السكندري.

      أما دائرة المعارف الكتابية فتعترف بتحريف رسائل الآباء بالقول:

      (حيث أن هذه الاقتباسات من العهد الجديد ـ التي تضمنها كتابات الآباء ـ هي بذاتها الأجزاء التي قد يغيرها الكاتب عمداً، متى كان النص المقتبس ـ مثلاً ـ لا يتفق مع النص المألوف للكاتب.)_ دائرة المعرف الكتابية_" مخطوطات العهد الجديد".

      وتحت مادة " الرسل_الآباء الرسوليين" تقول دائرة المعارف: ( ثمة إشارات كثيرة إلى رسائل اغناطيوس حتى نهاية القرن الخامس ، وقد حاول القائلون بالطبيعة الواحدة للمسيح تأييد قضيتهم باقتباسهم من تلك الرسائل ، وبحلول القرن السادس الميلادي ، ظهرت رسائل مزورة وإضافات منحولة إلى الكتابات الأصلية)._انتهى.

      بل ولم يقتصر الأمر على تحريف رسائل الآباء لإثبات عقائد معينة , بل وصل الأمر إلى كل كتاب له أهمية لدى الناس. ومن أشهر الأمثلة على ذلك تحريف كتابات المؤرخ اليهودي الشهير ( يوسيفوس فلافيوس 38م) (Antiquities 63:18_64) :

      (في ذلك الوقت عاش يسوع, رجل حكيم, إن كان حقا يمكن أن ندعوه رجلا......كان المسيح وعندما_حسب اتهام الرجال الرؤساء بيننا_ حكم عليه بيلاطس بالصليب, لم يتوقف الذين أحبوه في البدء عن ذلك. لأنه ظهر لهم ثانية وقضى يوما ثالثا عائدا إلى الحياة, وقد سبق أن اخبر أنبياء السماء عن هذه الأشياء وآلاف الأعاجيب الأخرى عنه)_ يسوع التاريخ ص10_ لطفي حداد.

      فانظر كيف وضع النسّاخ الذين حرفوا كتابه على لسانه عقائد لا يؤمن بها سوى المسيحيون فقط. فالرجل (يوسيفوس) يهودي مشهور بتعصبه لشعبه , وكتبه طافحة بالجدل الدفاعي عن الأمة اليهودية. فهو يهودي متعصب ويرفض تماما فكرة أن شابا يهوديا مثله قد صار إلها أو حتى مسيحا مخلصا. بل ووصل الأمر بالمحرّف إلى القول على لسانه أن المسيح عاد في اليوم الثالث للحياة من جديد, وظهر للتلاميذ.

      لقد كان الأمر كله مجرد إدخال نصوص جديدة الى أحد النسخ, أو تأليف كتاب أو رسالة باسم أحد الأسماء الهامة لتكسب شرعيتها وتنتشر بسرعة.

      ولذلك صار من الطبيعي أن تسمع أن لأحد الآباء مثلا (3.000) رسالة فقط , منهم ايسيذورس الفرميالأب (360-450م) الذي يقول عنه القاموس:

      ( أورد مني Migne في مجموعته عن كتابات الآباء 2010 رسالة لهذا الآب، مقسمة إلى أربعمجموعات، كل مجموعة تحوي حوالي 500 رسالة، يشك البعض في 19 رسالة منها. يذكر القديسساويرس الأنطاكي أن لهذا الأب 3000 رسالة ). انتهى.
      ================================================== ==





      وفي ختام هذا البحث, أتساءل مع كل المهتمين بهذا الموضوع, تجاه تطرف البعض بالقول "نستطيع أن نجمع الكتاب المقدس بالكامل من كتابات الآباء". ولنفرض أن أحدا ما استطاع جمع جميع العبارات التي استخدمت بشكل مقدس في كتابات الآباء, فهل سيكون شكل الكتاب المقدس المكوّن من تلك الكتابات هو نفس شكل الكتاب المقدس الحالي ؟.
      ملخص البحث





      هناك نصوص في بعض رسائل آباء الكنيسة في القرون الأولى تتشابه مع بعض النصوص في الكتاب المقدس الحالي, كما أن هناك نصوص أخرى تختلف مع نصوص الكتاب المقدس الحالي, بل وغير موجودة فيه أصلا. و حقيقة أخرى لا يمكن إنكارها هي أن مفهوم "الكتاب المقدس" لدى الآباء كان يختلف تماما عن شكل الكتاب المقدس الموجود حاليا. كما يتضح أيضا اختلافهم العقائدي حتى بالنسبة لتلك العقائد التي يعتبرها المسيحيون اليوم أساسية , وحيث أن المسيحيون في القرون الأولى كانوا في بداية تكوين مفهوم واحد يجمعهم للكتاب المقدس ولعقائدهم الأساسية , فقد كان آباء القرون الأولى أحرارا بما فيه الكفاية للانتقال بين العقائد الهرطقية المختلفة , والإيمان بالكتب المنحولة ككتب مقدسة وكتب أخرى لا نعرفها حتى الآن .

      إذا أخذنا بعين الاعتبار كل الأسباب السابقة, فانه من الظلم للدقة العلمية أن نصف تلك الكتابات بالشهادة المفيدة للكتاب المقدس بشكله الحالي. وإذا كان جدير بنا أن نأخذ بعين الاعتبار الشكوك القوية التي تطرقت إلى أصالة نسبة تلك الرسائل إلى الآباء , وظهور الكثير من الرسائل تحمل أسماءهم ولكنها لم تدون بأقلامهم , فحينها نتأكد تماما أن ما توصلنا إليه من هشاشة الفكرة عن شهادة الآباء للكتاب المقدس بشكله الحالي كانت صحيحة تماما.
      الخلاصة





      أولا: بالنسبة لستشهادات الآباء بالنصوص المقدسة هناك على الأقل أربعة أنواع:

      أ_ نصوص تتشابه مع نصوص الكتاب المقدس الموجود حاليا.
      ب_ نصوص تتشابه مع الأسفار القانونية الثانية.
      ج_ نصوص تتشابه مع الأسفار المنحولة أو الأبوكريفية التي لا يعترف بها المسيحيون اليوم.
      د_ نصوص لا توجد في أي مصادر معروفة حتى الآن.

      ثانيا : بالنسبة للكتاب المقدس الحالي فهل يمكن اعتبار هذا التشابه دليلا على اقتباسهم المباشر من الكتاب المقدس؟

      الجواب: لا يمكن الجزم بذلك بشكل مؤكد و قطعي , لوجود الاحتمالات التالية:

      1- نقلهم النصوص من " التراث الشفهي" المتداول.
      2- نقلهم النصوص من الذاكرة.
      3- نقلهم من مصادر تعتبر منحولة حاليا.
      4- نقلهم من كتب غير معروفة.

      ثالثا : هل يمكن الاعتماد على تلك شهادات الآباء بشكل مؤثر لصالح الكتاب المقدس الحالي؟

      الجواب : من الأفضل أن تستبعد كتبات الآباء كدليل وشاهد للكتاب المقدس الحالي للأسباب التالية:

      1- عدم وجود تصور واضح لماهية الكتاب المقدس وأسفاره لدى الآباء:

      أ*. قبلوا كثير من الكتب المنحولة ككتب مقدسة وإلهية.
      ب*. رفضوا كتبا يعتبرها المسيحيون اليوم مقدسة وإلهية.

      2- العقائد الغريبة التي كان يؤمن بها الآباء والتي تعتبر فاسدة حاليا, ومخالفة لتعاليم الكتاب المقدس الحالي.
      3- وجود شهادات للآباء تعتبر ضد الكتاب المقدس الحالي, وتؤيد القائلين بالتحريف.
      4- عدم ذكرهم اسم المصدر الذي يقتبسون منه _ إن صح أنهم يقتبسون.
      5- انتشار التحريف بكثرة في رسائل الآباء الأولين , ونسبة الرسائل إليهم.



      وإذا كان من قول في نهاية هذا البحث فهو:
      ( اللهم أهدنا جميعا إليك, ونظف قلوبنا وعقولنا من الكبر حتى نتبع الحق بتواضع ومحبة)



      آمين







      ملاحظة: قد يقول البعض أن الآباء شهادة في مجموعهم و وهذا أيضا غير دقيق تاريخيا. فكثير من المجامع المسيحية التي عقدت وأقرت قائمة بالعقائد, ولكن المجامع المسيحية التي بعدها أبطلتها بكل سهولة. وهذا معروف من تاريخ المجامع الكنسية. ولا ينسى التاريخ ذلك الإجماع المسيحي العام على أسفار الكتاب المقدس حتى القرن السادس عشر. حنى ظهرت طائفة البروتستانت ولم يردعها إجماع المجامع على الأسفار القانونية الثانية , ويكل سهولة رفضتها.
      ملحق: جدول يبين خريطة الإيمان بأسفار الكتاب المقدس لدى بعض آباء الكنيسة




      [u][color=black] من موقع : : http://www.bible-researcher.com/canon5.html
      : Y مقدس / N : متنازع عليها / : Mربما كان مقدسا / : X تم رفضه ككتاب مقدس / S : لم يشر إليها على الإطلاق في قائمته, مما يعني رفضها

      اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	image.png  مشاهدات:	2  الحجم:	343.2 كيلوبايت  الهوية:	820385
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 9 نوف, 2020, 02:19 م.

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم
        بارك الله فيكم و نَفَع بِكُم
        مَجهود رائع
        جَعَله الله تعالى في مَوازينكُم

        ملحوظة:الجَدول غير واضِح
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 30 أكت, 2020, 07:44 م.
        مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

        تعليق


        • #5
          الجدول من الموقع : http://www.bible-researcher.com/canon5.html
          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 30 أكت, 2020, 07:44 م.

          تعليق


          • #6
            أكرمك الله أستاذنا الحبيب رشيد وأهلا وسهلا بك بين إخوانك داخل المنتدى ....هذا أولا
            ثانيا: بحث رائع ورصين بارك الله لك في علمك وفي وقتك...استمتعت بقراءته حتى أذن الفجر وخرجت للصلاة ثم عدت الآن مع صلاة الظهر تقريبا لكي أرحب بك بشكل خاص وأشد على يديك أن لا تحرمنا من وجودك الإيجابي في المنتدى ولا من مثل هذه الأبحاث الرائعة.
            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 30 أكت, 2020, 07:43 م.
            تفضلوا بزيارة مدونتي الشخصية على


            تعليق


            • #7
              ماشاء اللهُ تبارك الله

              ردُّ رائِع , مُحكَم ... باك اللهُ فيك وحفِظكَك

              وبعدئذنِ أستاذِنا الغالي رشيد المليكي ... فسنقوم بتكبير الخط وتلوينِهِ

              وإن وجدتُم أي شيء تُحِبون أن يُعاد تعديله في التنسيق فأبلِغونا بارك اللهُ فيكم .
              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 30 أكت, 2020, 07:43 م.
              "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
              رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
              *******************
              موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
              ********************
              "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
              وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
              والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
              (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

              تعليق


              • #8
                قُمت بتقسيم هذا السِّفْرِ الجليل حتى الآن إلى ثلاثة رسائِل , ولم أنتهي من التنسيقِ بعد ..!!

                حقيقة لا يسعُ الإنسان إلا القوْلًُ الحمدلله على نِعمةِ الإسلام , و الحمدُلِله الذي أمدّ أمة محمد بهُداة أمثال الأستاذ و المعلِّم الفاضِل رشيد المليكي .... وأنصح الإخوة الكِرام المُهتمِّين بتطوُّر النص الإنجيلي , والمهتمِّين بقضايا أناجيلِ القرونِ الأولى , وكتاباتِ الآباء وما فيها من فقرالت مزعوم قداستُها, كما يُسمِّيها إدِّعاءاً القساوسة "اقتِباسات" او كما يُسمِّها أستاذنا رشيد "توافقات" .. فأنصحُهُم جميعاً بِقراءةِ هذا المبحث الرائِع .

                وأشدُد على يدِ كل قِس وراهِب ... وكل مسيحي معانِد .... وكل باحِثْ حقٍّ مُفكِّر ... أن يقرأوا هذا البحث , وليُقسِّموه كما قسّمناه , وليأتونا برد واحِد على ما فيهِ ... والله إن الحق لأحقُّ ان يُتبّع .... فأي إنجيل تملكون , وأي سندٍ تزعُمون , وعن أي قداسةٍ لنصوصِكم تُثبِتون؟! , وأنتم متخبِّطون لا تعلمون متى ظهرت النصوص ولا كيْف ظهرت , وماذا كانت عليْهِ تِلك النصوص و الأناجيلُ في القرون الأولى , ولا تجِدون أي تبرير منطقي لاختِلاف النصوص الجزري في كِتابات الآباء والتي تشهد أنهم ما عرفوا شيئاً عن أناجيلِكم , ثم بِمَ تُبرِّرون شهاداتِهِم واقتِباساتِهِم لأناجيل لم يعُد له وجودٌ بينكُم اليوم؟!! ... بأي منطِق تكون ازدِواجيّةُ المعايير ؟!! ... ولِما يحتاج الحقُ لأن نتحايل عليْهِ إن كان حقاً ؟!ّ!

                على أي أرض تقِف صديقي المسيحي ؟!!!
                صديقي المسيحي حذار ... فأنت تقِف على جمْر جهنم ...!!
                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 30 أكت, 2020, 07:43 م.
                "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                *******************
                موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                ********************
                "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                تعليق


                • #9
                  الدكتور الفاضل / أمير عبد الله

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  لك أخي العزيز مطلق التصرف في تنسيق هذا البحث بما يخدم مصالح المسلمين جميعا

                  ولي الفخر والشرف أن تشرف بنفسك على تنسيقه أو تعديله

                  فقط كل ما أرجوه هو وضح الخط وجودته

                  ووجود المسافات المناسبة بين السطور

                  حتى يتمكن القارىء من القراءة بيسر وسهولة

                  والحقيقة أن الدافع لي على هذا البحث هو المقدمة الرائعة للاستاذ / علي الريس

                  عن شهادة آباء الكنيسة

                  في كتابه القنبلة ( تحريف مخطوطات الكتاب المقدس)

                  والذي أتمنى أن يضم هذا البحث الى طبعة الكتاب القادمة

                  أدامكم الله وبارك فيكم

                  ملاحظة هامة: ان كل نقطة في هذا البحث يمكن أن تكون محل بحث منفرد بذاتها

                  ولكننا فقط أوردنا بعض الشواهد ورؤؤس أقلام فقط

                  وأتمنى أن يرزقنا الله سبحانه بمن يتخصص في موضوع آباء الكنيسة وكتاباتهم

                  وان يكون محايدا تماما عن كل فكرة مسبقة , أو أهداف طائفية
                  التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 30 أكت, 2020, 07:42 م.

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو أصيل اليمني مشاهدة المشاركة
                    الدكتور الفاضل / أمير عبد الله

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    لك أخي العزيز مطلق التصرف في تنسيق هذا البحث بما يخدم مصالح المسلمين جميعا

                    ولي الفخر والشرف أن تشرف بنفسك على تنسيقه أو تعديله

                    فقط كل ما أرجوه هو وضح الخط وجودته

                    ووجود المسافات المناسبة بين السطور

                    حتى يتمكن القارىء من القراءة بيسر وسهولة

                    والحقيقة أن الدافع لي على هذا البحث هو المقدمة الرائعة للاستاذ / علي الريس

                    عن شهادة آباء الكنيسة

                    في كتابه القنبلة ( تحريف مخطوطات الكتاب المقدس)

                    والذي أتمنى أن يضم هذا البحث الى طبعة الكتاب القادمة

                    أدامكم الله وبارك فيكم

                    ملاحظة هامة: ان كل نقطة في هذا البحث يمكن أن تكون محل بحث منفرد بذاتها

                    ولكننا فقط أوردنا بعض الشواهد ورؤؤس أقلام فقط

                    وأتمنى أن يرزقنا الله سبحانه بمن يتخصص في موضوع آباء الكنيسة وكتاباتهم

                    وان يكون محايدا تماما عن كل فكرة مسبقة , أو أهداف طائفية
                    الشرف لي أخي الحبيب ... تم استعادة الصورة في اصل الموضوع
                    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                    *******************
                    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                    ********************
                    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                    تعليق

                    مواضيع ذات صلة

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    ابتدأ بواسطة د تيماء, 16 مار, 2024, 03:34 ص
                    ردود 0
                    32 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة د تيماء
                    بواسطة د تيماء
                     
                    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 4 ديس, 2023, 07:45 م
                    ردود 0
                    107 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة أحمد الشامي1
                    بواسطة أحمد الشامي1
                     
                    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 3 ديس, 2023, 09:45 م
                    ردود 0
                    106 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة أحمد الشامي1
                    بواسطة أحمد الشامي1
                     
                    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 30 نوف, 2023, 12:50 ص
                    ردود 0
                    69 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة أحمد الشامي1
                    بواسطة أحمد الشامي1
                     
                    ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 6 نوف, 2023, 01:29 ص
                    ردود 0
                    213 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة أحمد الشامي1
                    بواسطة أحمد الشامي1
                     
                    يعمل...
                    X