نقد سفر الخروج في التوراة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

بنت الخطاب مسلمة والحمد لله اكتشف المزيد حول بنت الخطاب
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقد سفر الخروج في التوراة

    سأبدأ بإذن الله سلسلة من الموضوعات عن نقد سفر الخروج :

    بسم الله الرحمن الرحيم :
    أولاً : الإلـه كـما يصـوره سـفر الخـروج:

    نادى نبي الله موسى  بإفراد الله عز وجل بالعبادة، وعدم عبادة غيره، وهذا ما أشار إليه القرآن، فقد روى لنا قصة الصراع بين موسى  نبي الوحدانية، وبين فرعون مدعي الألوهية وكيف أن أول ما تلقاه موسى  من وحي السماء إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي  إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى  فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى {طه:14-16}، وحينما ذهب موسى  إلى فرعون وسأله عن حقيقة الإله قال له موسـى : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى  قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى  قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنْسَى  الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَـهْدًا وَسَـلَكَ لَـكُمْ فِيهَا سُــبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّـمَاءِ مَـاءً فَأَخْـرَجْنَا بِـهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى {طه:50-53}( ).
    وقد أمر الرب بني إسرائيل ألاّ يعبدوا غيره، كما جاء في السفر، قال الرب [أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ]خروج6:3وقال [اِذْهَبْ وَاجْمَعْ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمُ: الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ] 16:3خروج وقال الرب [لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ]الخروج 20: 4- 5.
    وقـد حـذرهم الـرب مـن عـبادة آلـهة وأصـنام وثـنية، جـاء في سفر الخروج: [فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ. لاَ تَسْجُدْ لآلِهَتِهِمْ، وَلاَ تَعْبُدْهَا، وَلاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ، بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ. وَتَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ، فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ، وَأُزِيلُ الْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ].الخروج 23: 23-25
    ففي النص السابق يتضح أن الرب أمرهم بعدم السجود لآلهة الكنعانيين، بل حثهم على كسر أصنامهم، وعبادته وحده، ولكن بني إسرائيل انحرفوا عن العقيدة الصحيحة التي فُطّروا عليها، فاتبعوا أهواءهم وشهواتهم وساروا وراءها فعبدوا الأصنام وآلهة متعددة، وشكّلوا الإله حسب ما تهواه نفوسهم وترضى نزعاتهم.
    يذكر محمد علي البار: أن بني إسرائيل موحدون في الأرض، ولكنهم انحرفوا على فترات من الزمن، وأن منهم أقواماً صالحين عبدوا الله فأحسنوا العبادة لله وجاهدوا في الله حق جهاده، وإن تعاليم التوراة ما هي إلا تخرصات أحبار اليهود التي أضافوها إلى التوراة الحقيقية، فطمسوا كثيراً من تعاليم الله، وأبدلوها بتعاليمهم. يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة إيمان أحمد; 14 يول, 2010, 08:11 م. سبب آخر: تكبير الخط

  • #2
    تكملة الاله في سفر الخروج عند اليهود

    أعتذر لعدم ذكر التوثيق في آخر النقد ، فقد سقط سهوا ، لذا ارجو المعذرة

    تعليق


    • #3
      جزاكى الله خيراً اختنا الفاضلة


      ملحدون في الجنة

      لتحميل كتاب لماذا اله النصارى خروف؟ مباشرة من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا

      تعليق


      • #4
        تكملة لصفات الله في سفر الخروج
        ومن صور آلهة اليهود المعبودة في سفر الخروج:

        انحرف بنو إسرائيل عن عبادة الله وحده، ففي أثناء غياب موسى عليه السلام لميقات ربه عمد بنو إسرائيل إلى عبادة عجل [وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ، اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَاتُونِي بِهَا». فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ. فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ». فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ انْزِلْ. لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِـصْرَ. زَاغُوا سَـرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَـسْـبُـوكًـا، وَسَـجَدُوا لَهُ وَذَبَحُوا لَهُ وَقَالُوا: هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ]( 1).
        يتضح من الفقرات السابقة أن بني إسرائيل عبدوا العجل وأضافوا له صفة النفع، وذبحوا له واعتبروه إلهاً لهم بزعم أنه كان سبباً في إخراجهم من مصر، ونجاتهم من ظلم فرعون، حيث قالوا [هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ]( 2). وقد أعطى النص أيضاً شرعية لعبادة العجل، بأن جعل هارون  هو الذي أقام ذلك المعبود مـن ذهـب بـين بـني إسرائيل، وهذا انحراف واضح عن عقيدة التوحيد السليمة التي نادى بها الأنبياء من قبل ومنهم سيدنا موسى ، وهذا واضح أيضاً منذ لحظة خروج موسى  من مصر وتجاوزه البحر، حيث مر بنو إسرائيل على قوم يعكفون على أصنام لهم، فمالت نفوسهم إلى الوثنية وطالبوا موسى  أن يكون لهم مثل ذلك الصنم، وقد صور القرآن هذه الحادثة قال تعالى: وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ {الأعراف:138}. وقد بيّن لهم سيدنا موسى  كفر هذا العـمل وبطلانه، وأن الله هـو الإله الوحـيد الذي بـيده النـفع والضرر فقال تعالى: إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ {الأعراف:139-140}
        وهذه الروح الوثنية كانت متسلطة على اليهود إذ انحرفوا إلى عبادة الأصنام ومنها عبادة العجل المسبوك الذي يمثل ديانة التوتمية( 3) في تقديس الحيوانات( 4).
        لقد كانت الرغبة متأصلة في قلوبهم لعبادة صنم مرئي، حتى أنه لم تمض ستة أسابيع على غياب تأثير موسى  المباشر عنهم، حتى ارتفعت أصواتهم مطالبة بوثن يعبدونه(5 ).
        ويؤكد مدى حبهم لعبادة العجل قول الله تعالى: [وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] {البقرة:93} يقول ابن كثير في تفسيره: "أُشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم"( 6).
        فقد اعتاد بنو إسرائيل في مصر على عبادة العجول والحيوانات فما يحركهم أساساً هـو شـهواتهم، فـهذه العبادة كانت تقترن بالزنى والرقصات الخليعة( 7). جاء في السفر [وَكَانَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّهُ أَبْصَرَ الْعِجْلَ وَالرَّقْص]( 8).
        ---------------------
        (1) سفر الخروج 32: 1-8.
        (2) سفر الخروج 32: 4
        ( 3) التوتمية: أو الطوطمية وهو رمز تتخذه القبيلة أو العشيرة، وهو إشارة إلى الطيور أو الحيوانات المرتبطة بالعشيرة، ويمكن لأية عشيرة أن تتخذ طيراً أو سمكة أو حيواناً أو نباتاً أو أي شيء من الطبيعة؛ ليكون لها طوطماً. موسوعة العربية العالمية، ج15، ص657، 1419هـ-1999م، مؤسسة أعمال الموسوعة، الرياض، بتصرف.
        (4) الميزان في مقارنة الأديان، محمد عزت الطهطاوي، ص24. بتصرف.
        (5) انظر: تفسير الكتاب المقدس، جماعة من اللاهوتيين، ص265.
        (6) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج1، ص122.
        (7) انظر: الخروج، أنطونيوس فكري، ص271، د.ط، كنيسة العذراء، القاهرة.
        (8) سفر الخروج 32: 19.
        1. عـبادة العـجل:
        التعديل الأخير تم بواسطة إيمان أحمد; 14 يول, 2010, 08:14 م. سبب آخر: تكبير الخط

        تعليق


        • #5
          الاله عند اليهود في سفر الخروج

          فقد اعتاد بنو إسرائيل في مصر على عبادة العجول والحيوانات فما يحركهم أساساً هـو شـهواتهم، فـهذه العبادة كانت تقترن بالزنى والرقصات الخليعة( 1). جاء في السفر [وَكَانَ عِنْدَمَا اقْتَرَبَ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّهُ أَبْصَرَ الْعِجْلَ وَالرَّقْص]( 2).
          كان بنو إسرائيل يعبدون الإله حسب شهوات بطونهم وأجسادهم، وقد اعتادوا على أن يكون الإله منظوراً أمامهم فقد كان موسى  بالنسبة لهم شيئاً مرئياً، فحينما اختفى عن عيونهم طالبوا بأن يكون لهم إله يرونه بالعيان( 3).
          فـمع أن بـني إسـرائيل قد رأوا الله غير المنظور يعمل، إلا أنهم ما زالوا يريدون الآلهة المألوفة التي يستطيعون أن يروها وأن يشكّلوها على الصورة التي يرغبون فيها، فصوروه لـيلائم أغراضهم وأهواءهم وظروفهم القائمة، لقد اخترعوا صورة ملتوية لله ليبرروا سلوكهم الفاجر( 4).
          وقد ذكر القرآن الكريم عبادة بني إسرائيل العجل في مواضع كثيرة منها: قال تعالى: وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ {البقرة:92}، وقال تعالى: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ  أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً {طه:88-89}، وقوله تعالى: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ {الأعراف:148}.
          يقول ابن كثير في تفسير الآية السابقة من سورة الأعراف: "إنهم لما صوَّت لهم العجل رقصوا حوله وافتتنوا به، وقالوا: هذا إلهكم إله موسى فنسي، وينكر تعالى عليهم في ضلالهم بالعجل وذهولهم عن خالق السموات والأرض رب كل شيء ومليكه أن عبدوا معه عجلاً جسداً لـه خـوار، لا يـكلمهم ولا يـرشـدهم إلى خير، ولكن غطى على أعين أبصارهم عمي الجهل والضلال"(5 ).
          فبعد الانتهاء من صناعة العجل قام بنو إسرائيل بالذبح له، يقول السفر: [فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ](6 )، مع العلم أن مَنْ يذبح للأوثان فإن عقوبته (القتل) فقد جاء في السفر [مَنْ ذَبَحَ لآلِهَةٍ غَيْرِ الرَّبِّ وَحْدَهُ، يُهْلَكُ]( 7).
          وفي الإصحاح العشرين من السفر نفسه، ورد النهي عن صناعة التماثيل، وتكرر النهي في ذلك بألفاظ مخصوصة في إصحاحات عدة من سفر الخروج ومنها: [لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ]( 8)، وجاء أيضاً: [لاَ تَصْنَعُوا مَعِي آلِهَةَ فِضَّةٍ، وَلاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ آلِهَةَ ذَهَبٍ]( 9).
          ومنها: [فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلهٍ آخَرَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ](10 )، وجاء أيضاً: [لاَ تَصْنَعْ لِنَفْسِكَ آلِهَةً مَسْبُوكَةً](11 ). يتبع
          -------------------------------------------
          ( ) انظر: الخروج، أنطونيوس فكري، ص271، د.ط، كنيسة العذراء، القاهرة.
          (2) سفر الخروج 32: 19.
          (3) انظر: الخروج، أنطونيوس فكري، ص271.
          (4) التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، ص194، بتصرف.
          (5) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج1، ص758.
          (6) سفر الخروج 32: 6.
          (7) سفر الخروج 22: 20.
          (8) سفر الخروج 20: 3-5.
          (9) سفر الخروج 20: 23.
          (10) سفر الخروج 34: 14.
          (11) سفر الخروج 34: 17.
          التعديل الأخير تم بواسطة إيمان أحمد; 14 يول, 2010, 08:18 م. سبب آخر: تكبير الخط

          تعليق


          • #6
            وفقك الله يا دكتورة , وإن شاء الله تكون هذه رسالتك التالية .

            لو احتجت أي شيء , اكتبي في القسم الخاص .
            كتاب : البيان الصحيح لدين المسيح نسخة Pdf من المطبوع.
            الكتاب الجامع لكل نقاط الخلاف بين الإسلام والنصرانية .
            كتاب : هل ظهرت العذراء ؟ . للرد على كتاب ظهورات العذراء للقس عبد المسيح بسيط.
            مجموعتي الجديدة 2010 : الحوارات البسيطة القاتلة : (7 كتيبات تحتوي حوارات مبسطة).
            يمكنكم تحميل الكتب من : موقع ابن مريم

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيكى أختى : بنت الخطاب

              سبحان الله قد جاء القرآن شاهداً على هؤلاء وأمثالهم من تحريف لدينهم واستهزائ بأنبيائهم وانحرافهم عن الصراط المستقيم

              فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها والله نعمة
              أدامها الله علي جميع المسلمين ، وهدى إليه من يشاء

              ووفقك الله لخدمة دينه وبيان فساد معتقد هؤلاء وأمثالهم ، وجعل هذا فى ميزان حسناتك
              (( يُعرف الرجال بالحق
              ولا يُعرف الحق بالرجال ))

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك أختي الكريمة

                ومرحبا بك بيننا ,

                وكان لي تعليق بسيط جدا وهو تنسيق المشاركة قليلا حتى تجذب القارئ لها

                وكذلك تلوين الأيات القرانية وتلوين الأسفار التي يتم نقدها

                وبالله التوفيق

                وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
                أي لا تميلوا إلى الظالمين والكافرين بمودة أو مداهنة أو رضا بأعمالهم فتمسكم النار

                تعليق


                • #9
                  أخي / أختي الكريم : ملتقى الأحبة
                  والله اني اجد صعوبة بالغة في التنسيق لا أدري ماهيته
                  الآن وانا ادون هذه الكلمات تظهر نقاط حمراء تحت كل كلمة ، والكتابة باللون الأزرق والشواهد من الآيات والقرآن كلها مميزة كما جاءت في رسالتي الماجستير ولكن للأسف ما إن ارسلها إلا وأجد هذا الخلط العجيب . لا اعلم مصدره .ولا أستطيع فعل شيئ ازاءه ،لذلك إذا كان عندك بعض النصائح فأرجوا توجيهها لي .
                  ولك مني كل الشكر على التعديل
                  أدامك الله ذخرً للاسلام والمسلمين ونفع بك .

                  تعليق


                  • #10
                    الإله كما يصوره اليهود في سفر الخروج //عبادة العجل

                    بسم الله الرحمن الرحيم :

                    وعندما انتهى موسى من كتابة الألواح وملاقاة ربه عاد إلى قومه فوجدهم يعبدون العجل فقام بحرق العجل وذرِّه في الماء كما صرح بذلك القرآن الكريم، قال تعالى: وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً {طه:97}، ثم أكد لهم موسى أن إلههم هو الله وحده لا شريك له فهو المستحق للعبادة لا العجل، فقال تعالى: إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً {طه:98}.
                    وحَـرْق العـجـل عـلـى يـد مـوسـى أكده سفر الخروج [ثُمَّ أَخَذَ الْعِجْلَ الَّذِي صَنَعُوا وَأَحْرَقَهُ بِالنَّارِ، وَطَحَنَهُ حَتَّى صَارَ نَاعِمًا، وَذَرَّاهُ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، وَسَقَى بَنِي إِسْرَائِيلَ]( 1).
                    المراد (بالسقيا) الواردة في الفقرة السابقة هو: ماء اللعنة المر الذي يشربه المخطئون نتيجة خطيئتهم فكل خاطئ يحمل ثمار خطيئته( 2).
                    وهكذا يتضح عبادة بني إسرائيل العجل الذي لا يضر ولا ينفع، بعد أن أكد لهم موسى  وحدانية الله واستحقاقه للعبادة وحده، ولكنهم كانواً قوماً غارقين في المادية، لا يؤمنون إلا بالمحسوس، وهذا متأصل فيهم، فما إن غاب عنهم سيدنا موسى  حتى عبدوا العجل رغم رؤيتهم لآيات الله العجيبة، والمعجزات الباهرات، والأحداث الجسام التي مرت بهم، حتى تجرأوا عـلى الله وطلبوا من موسى  أن يروا الله جهرة وعياناً، قال تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ  ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {البقرة:55-56}، وقـال تعالى: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِـظُـلْمِهِمْ ثُـمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُبِيناً {النساء:153}.
                    أمـا مـصير عـبدة العـجل مـن بني إسرائيل فقد ذكره سفر الخروج حيث جاء فيه: [وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ، وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ». فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُل]( 3).
                    فقد أمر موسى بني لاوي أن يقتلوا إخوتهم الذين خارج أبواب خبائهم فقتلوا في اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل( 4).
                    قال ابن جرير حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان بن عيينة قال، قال أبو سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال موسى لقومه: يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ {البقرة:54} قال: أمر موسى قومه عن أمر ربه عز وجل أن يقتلوا أنفسهم قال: فاحتبى(5 ) الذين عكفوا على العجل فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل وأخذوا الخناجر بأيديهم وأصابتهم ظلمة شديدة، فجعل يقتل بعضهم بعضا فانجلت الظلمة عنهم وقد أجْلوا (انكشفوا) عن سبعين ألف قتيل، كل من قتل منهم كانت له توبة، وكل من بقي كانت له توبة( 6).
                    قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ {الأعراف:152}.
                    قال ابن كثير: "أما الغضب الذي نال بني إسرائيل في عبادة العجل فهو أن الله تعالى لـم يـقبل لـهم تـوبة حتى قتل بعضهم بعضاً، وأما الذلة، فأعقبهم ذلك ذلة وصغاراً في الحياة الدنيا"( 7).
                    ويرى بعض المفسرين المسيحيين أن موسى قال: "إن لم تغفر للشعب فامحني معهم من سفر الحياة"، فطلب من الرب أن يهلكه معهم أو ينجيهم معه، ولم يقبل الله طلب موسى ورفض عرضه، ثم غفر الله للشعب بعد أن عاقب الجماعة الباغية( 8)، حيث جاء في السفر على لسان موسى – بزعمهم -: [وَالآنَ إِنْ غَفَرْتَ خَطِيَّتَهُمْ، وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ.فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مَنْ أَخْطَأَ إِلَيَّ أَمْحُوهُ مِنْ كِتَابِي](9 ).

                    وكيف يُعقل أن نبي من الأنبياء يطلب من ربه إهلاكه مع الظالمين الكفرة الذين عبدوا العجل، وكيف يتشفع لهم وهم على هذه الصورة من الكفر البواح، وهو القائل: [يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ العِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ] {البقرة:54}

                    يتبع

                    ----------------------------------------------------------------
                    ( 1) سفر الخروج 32: 20.
                    (2) انظر: التفسير الحديث للكتاب المقدس، ج2، ص249، وانظر: الخروج، أنطونيوس فكري، ص276.
                    (3) سفر الخروج 32: 26-28.
                    (4) www.copticchurch.org
                    (5) احتبى: ضم رجليه إلى بطنه بجمعهما به مع ظهره يشده عليهما، جامع البيان من تأويل آي القرآن، ابن جرير الطبري، مج1، ص372، ط1، 1421 هـ - 2001م، دار الفكر، بيروت.
                    (6) جاء في نسخة ابن كثير، تحقيق: مصطفى السيد محمد، محمد السيد رشاد، محمد فضل الفحماوي، علي أحمد عبد الباقي، حسن عباس قطب، ج1، ص401، مكتبة أولاد الشيخ للتراث، أن سنده صحيح.
                    (7) تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ج2، ص759.
                    (8) موعد مع الأبطال، الأخ أندروا، ترجمة منيس عبد النور، ص24، د.ط، دار الطباعة القومية، مصر.
                    (9) سفر الخروج 32: 2-33.

                    تعليق


                    • #11
                      2-عـبادة (بـعل) إلـه الكـنعانيين:
                      ومعنى بعل: رب، إله الطقس، إله الحب والحرب، أما أبوه فكان إيل، رئيس الآلهة( 1) وكانت كل أرض مدينة بخصوبتها لبعل، كما نظر إلى دورة النبات لتجسيد ولادة البعل نفسه وحياته وموته وانبعاثه، وفي تذكار موته كان الناس يَنُوحون، وعندما يحتفلون بمولده يقيمون أعياداً يبتهجون خلالها لمجيئه، وقد بَنَت كل بلدة معبداً للبعل الخاص بها، كانوا يقدمون خلالها الهدايا من بواكير ثمار وحيوانات حتى تشدد الروابط بين الإله وخاصته وفيما بين الناس(2 ).
                      جاء في سفر الخروج: [كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْجِعُوا وَيَنْزِلُوا أَمَامَ فَمِ الْحِيرُوثِ(3 )بَيْنَ مَجْدَلَ(4 ) وَالْبَحْرِ، أَمَامَ بَعْلَ صَفُونَ( 5) مُقَابِلَهُ تَنْزِلُونَ عِنْدَ الْبَحْرِ]( 6).
                      ومنها: [فَسَعَى الْمِصْرِيُّونَ وَرَاءَهُمْ وَأَدْرَكُوهُمْ.جَمِيعُ خَيْلِ مَرْكَبَاتِ فِرْعَوْنَ وَفُرْسَانِهِ وَجَيْشِهِ، وَهُمْ نَازِلُونَ عَِنْدَ الْبَحْرِ عَِنْدَ فَمِ الْحِيرُوثِ، أَمَامَ بَعْلَ صَفُونَ](7 ).
                      وعندما نزلوا هذه المناطق عبدوا "بعل" ويؤكد ذلك ما ورد في سفر القضاة (13، 11:2)
                      [وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَعَبَدُوا الْبَعْلِيمَ. تَرَكُوا الرَّبَّ وَعَبَدُوا الْبَعْلَ وَعَشْتَارُوثَ]( 8).
                      [وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ(9 )، وَابْتَدَأَ الشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ. فَدَعَوْنَ الشَّعْبَ إِلَى ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ، فَأَكَلَ الشَّعْبُ وَسَجَدُوا لآلِهَتِهِنَّ. وَتَعَلَّقَ إِسْرَائِيلُ بِبَعْلِ]( 10).
                      لقد بقي بنو إسرائيل متعلقين بالبعل، وموسى بين ظهرانيهم، الأمر الذي أغضب الرب على إسرائيل( 11).
                      وقـد حـذرهم الرب بعد دخول كنعان أن يتجنبوا أي احتكاك بالديانة الكنعانية، ولكن بني إسـرائيل بـدأوا عبادة بعل إله الكنعانيين(12 ). جاء في السفر: [لاَ تَقْطَعْ مَعَهُمْ وَلاَ مَعَ آلِهَتِهِمْ عَهْدًا.لاَ يَسْكُنُوا فِي أَرْضِكَ لِئَلاَّ يَجْعَلُوكَ تُخْطِئُ إِلَيَّ.إِذَا عَبَدْتَ آلِهَتَهُمْ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ فَخًّا]( 13).
                      3- عـبادة يـهوه:
                      حسب اعتقاد اليهود، فإن يهوه إله للنار، فهم يرون أنه تراءى لموسى في شجيرة مشتعلة [وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ](14 ).
                      وكان يهوه أول مرة إلهاً للجبال، ثم أصبح إلهاً قبلياً مقاتلاً؛ لأن رجال القبيلة التي عبدته كانوا مقاتلين، وقد ظل هذا شأنه حتى السبي البابلي ثم شملته حركة الترقيات فأصبح عميداً للآلهة اليهودية في فلسطين( 15).
                      يعتقد اليهود أنه الأزلي، الأبدي، والسرمدي( 16)، وحسب قاموس الكتاب المقدس: هو اسم يثبت وجود الله، ولا يعني أنه ساكن أو مستقر في ذاته، بل بمعنى أنه يعمل ويؤثر، فالله موجود ليعمل ويؤثر، ليعلن ذاته، وينفذ إرادته ويرشد شعبه( 17).
                      وكانوا يكتبون اسم "يهوه" بالحروف الأربعة منفصلة لا متصلة (ي هـ.وهـ jh.v.h) دون أن يدعم بحروف العلة، أي دون أن يضبط بعلامات الشكل، لخلو اللغة العبرية منها إذ ذاك، وكان رجال المقارئ يتورعون عن النطق باسم الله إذ كان ذلك محرماً على اليهود لذلك كانوا يستخدمون بدلاً من لفظ الجلالة كلمة "أدوناي" أو "أدونا" أي: رب( 18). وذلك امتثالاً لأمر الرب، جاء في السفر [لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلاً]( 19)، لذلـك لا يستطيع التلفظ بهذا الاسم إلا رئيس الكهنة عند تلاوة الصلاة وإعطاء البركة في الهيكل( 20).
                      وقد اعتبر اليهود يهوه إلههم الخاص بهم لوحدهم [هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ](21 ).

                      -------------------------------------------------
                      (1) موسوعة الكتاب المقدس، ص265، دار منهل الحياة، بيروت، 1993م.
                      (2) انظر: الأديان الحية: نشوؤها وتطورها، أديب صعب، ص123، ط2، 1995، دار النهار، بيروت.
                      (3) فم الحيروث: منطقة مستنقعات ملحية، التفسير الحديث للكتاب المقدس، ج2، ص134
                      (4) مجدل: من الأماكن الغامضة التي لا تُعرف، انظر المرجع السابق، ج2، ص134.
                      (5) بعل صفون: هو معبد لإله كنعاني. انظر: التفسير الحديث للكتاب المقدس، ج2، ص134.
                      (6) سفر الخروج 14: 2.
                      (7) سفر الخروج 14: 9.
                      (8) عشتاروت: آلهة الكنعانيون الأم، انظر: موسوعة الكتاب المقدس، ص221.
                      (9) شِطِّيمَ: موضع في سهول موآب، عبر الأردن مقابل أريحا، موسوعة الكتاب المقدس، ص188.
                      (10) سفر العدد 25: 1-3.
                      (11) هـل لليهود حق ديني أو تاريخي في فلسطين،يوسف أيوب حداد،ج1،ص83،ط1،2004م،بيسان للنشر، بيروت.
                      (12) انظر: موسوعة الكتاب المقدس، ص265.
                      (13) سفر الخروج 23: 32-33.
                      (14) سفر الخروج 3: 2.
                      (15) انظر: الإسـلام والمـعتقدات الديـنية، أحمد إسماعيل يحيى، ص174، ط1، 1423هـ-2002م، الدار العربية، القاهرة.
                      (16) تفسير كلمات الكتاب المقدس، سعيد مرقص إبراهيم، ص22، ط4، 1999م، المركز المصري، القاهرة.
                      (17) قاموس الكتاب المقدس، ، نخبة من الأساتذة، ص1096، ط14، 2001م، دار مكتبة العائلة، القاهرة.
                      (18) الإسلام والمعتقدات الدينية، أحمد إسماعيل يحيى، ص175، بتصرف.
                      (19) سفر الخروج 20: 7.
                      (20) انظر: قاموس الكتاب المقدس، ص1097.
                      (21) سفر الخروج 3: 15.

                      تعليق


                      • #12
                        أسـماء الإلـه في سفـر الخـروج


                        أسـماء الإلـه في سفـر الخـروج:
                        أطلق اسم الله على معانٍ عديدة منها:
                        1-تطلق على القاضي الشرعي الذي ينوب عن الله في حكمه( 1):
                        جاء في سفر الخروج: [وَلكِنْ إِنْ قَالَ الْعَبْدُ: أُحِبُّ سَيِّدِي وَامْرَأَتِي وَأَوْلاَدِي، لاَ أَخْرُجُ حُرًّا..... يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ ....](2 ).
                        فقوله: [يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ إِلَى اللهِ] أي: إلى القاضي كما اتفق عليه مفسرو النصرانية( 3).
                        [وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ]( 4) إلى الله، أي: إلى القاضي نائب لله(5 ).
                        ومـثلهـا: [فِي كُلِّ دَعْوَى جِنَايَةٍ، مِنْ جِهَةِ ثَوْرٍ أَوْ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ ثَوْبٍ أَوْ مَفْقُودٍ مَا، يُقَالُ: إِنَّ هذَا هُوَ، تُقَدَّمُ إِلَى اللهِ دَعْوَاهُمَا. فَالَّذِي يَحْكُمُ اللهُ بِذَنْبِهِ، يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ بِاثْنَيْنِ]( 6).
                        2-يطلق الرب على الملاك(7 ):
                        ورد في سفر الخروج: [فَإِنَّ الرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ الْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى الدَّمَ عَلَى الْعَتَبَةِ الْعُلْيَا وَالْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ الرَّبُّ عَنِ الْبَابِ وَلاَ يَدَعُ الْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ]( 8).
                        وجاء أيضاً: [وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلاً]( 9)، وفي السفر نفسه: [فَانْتَقَلَ مَلاَكُ اللهِ السَّائِرُ أَمَامَ عَسْكَرِ إِسْرَائِيلَ وَسَارَ وَرَاءَهُمْ، وَانْتَقَلَ عَمُودُ السَّحَابِ مِنْ أَمَامِهِمْ وَوَقَفَ وَرَاءَهُمْ]( 10)، وفي السفر أيضاً: [فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى!»فَقَالَ: «هأَنَذَا»]( 11)، وجاء فيه: [ثُمَّ قَالَ: أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ]
                        ( 12) فيحمل ذلك على الملاك(13 ).
                        3-يطلق الرب على موسى(14 ):
                        جـاء في السفر: [وَهُوَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ.وَهُوَ يَكُونُ لَكَ فَمًا، وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلهًا]( 15)، وجـاء فـيه: [فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ ](16 ).
                        يلاحظ من سياق الألفاظ التي أطلقها اليهود على الله أنهم لا يستقرون على مفهوم واحد لله تعالى، بل يستخدم لفظ الله أو الرب في معانٍ عدة لا علاقة لها باسم الله الواحد الأحد، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ {الشُّورى:11}. فقد أكثر اليهود من أسماء إلههم، كما جاء في أسفارهم على الرغم من أخذ الله  عليهم المـيثاق بألا يعـبدوا غـيره، قـال تعالى: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ {البقرة:83}، ولكنهم حادوا عن الطريق الصحيح وألحدوا في أسماء الله تعالى وذكروا أسماءً له، ومنها: إيل، أدوناي، إيلوهيم، بـعل، أهـيه، شداي وغيرها.

                        ---------------------------------------------------------------
                        ( 1) النـصرانية فـي المـيزان، مـحمد عزت الطهطاوي، ص72، ط1، 1416هـ-1995م، دار القلم، دمشق، بيروت.
                        (2) سفر الخروج 21: 5- 6.
                        (3) النصرانية في الميزان، محمد عزت الطهطاوي، ص72.
                        (4) سفر الخروج 22: 8.
                        (5) النصرانية في الميزان، محمد عزت الطهطاوي، ص72.
                        (6) سفر الخروج 22: 9.
                        (7) النصرانية في الميزان، محمد عزت الطهطاوي، ص82.
                        (8) سفر الخروج 12: 22، 23.
                        (9) سفر الخروج 13: 21.
                        (10) سفر الخروج 14: 19.
                        (11) سفر الخروج 3: 4.
                        (12) سفر الخروج 3: 6.
                        (13) النصرانية في الميزان، محمد عزت الطهطاوي، ص82.
                        (14) المرجع السابق، ص160.
                        (15) سفر الخروج 4: 16.
                        (16) سفر الخروج 7: 1.

                        تعليق


                        • #13
                          أسماء إله اليهود الواردة في سفر الخروج :
                          1- يهوه:
                          يعتقد اليهود أنه الأزلي، الأبدي، والسرمدي( 1)، وحسب قاموس الكتاب المقدس: هو اسم يثبت وجود الله، ولا يعني أنه ساكن أو مستقر في ذاته، بل بمعنى أنه يعمل ويؤثر، فالله موجود ليعمل ويؤثر، ليعلن ذاته، وينفذ إرادته ويرشد شعبه( 2).
                          وأصل كلمة يهوه يرجعه بعضهم إلى "هوا" فيشبهون الله بالنسمة والريح، ويرجعها بعضهم الآخر إلى هوى (سقط، هلك)( 3).
                          وهو اسم لا يعرف اشتقاقه على التحقيق، فيصح أنه من مادة الحياة، ويصح أنه نداء لضمير الغائب؛ لأن بني إسرائيل كانوا يتقون ذكره توقيراً له، ويكتفون بالإشارة إليه( 4).
                          ويرى آخرون أن "يهوا" كلمة عبرانية مرادفة لكلمة السيد أو الإله lord أو سيدي ثم تحولت كلمة يهوا إلى ياهوفا jahovah ثم تحولت إلى "يهوه" بمعنى السيد أو الإله، ويرى فريق أنه مشتق من إله كنعاني يسمى "ياه" أو "ياهو"( 5).

                          2- أهيه:
                          [فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»]( 6).
                          ويهوه وأهيه بمعنى واحد كما صرح بذلك القس أنطونيوس فكري حيث قال: "إهيه ويهوه اسمان بمعنى واحد في صيغتين مختلفتين، فمعنى [أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ] أكون الذي أكون، كما أن يهوه هو صيغة المضارع للغائب يكون، إذاً المعنى أن الله وحده هو الإله الكائن وكل الآلهة غيره آلهة كاذبة، فهو ليس مخلوقاً وهو الأزلي الأبدي"( 7).
                          وقـد ثار جدال حول تفسير هذه الكلمة، فقيل: معنى أهيه "أنا هو" وهي صيغة المتكلم من الفعل "هايه" ومعناه "أنا الكائن" وهي صيغة الغائب من الفعل عينه ولها المعنى عينه. فـ[أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ] معناها أنه كائن بذاته، الموجود الواجب الوجود، وأنه الحي الحقيقي، ومصدر كل حقيقة، وأن فيه كل الكفاية الذاتية، والسرمدي الذي لا يتغير في مواعيده، وأنه كما هو الإله فهو كذلك إلى الأبد، وأنه يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته( 8).
                          وفي الكتاب المقدس يذكر أن معناها: "أنا هو الذي هو" أنا هو الكائن، فالله هو الكائن الوحيد حقاً، أي أنه سامٍ ويبقى سراً في نظر الإنسان كما أنه يعمل في تاريخ شعبه وفي تاريخ البشرية التي يرشدها نحو غاية معينة( 9).
                          مما تقدم يلاحظ وجود إشكال يصعب إيجاد حلٍ له، كما يصرح بذلك سهيل ديب فيقول: "لو قال موسى  للعبرانيين كما طلب منه ربه ذلك "أنا" أرسلني إليكم، يكون قد أعطى تصريحاً متضارباً يخلق إشكالاً على سامعيه، وإذا قال "هو أرسلني إليكم" يكون قد أعطى تصريحاً صادقاً وكاذباً بنفس الوقت، فإن "هو" أي إله موسى (الذي لا يعرف موسى اسمه) يقول عن نفسه أنا فقط قد أرسله، وموسى إذن صادق بتصريحه، لكنه يكون كاذباً في نفس الوقت إذ أن تعليمات ربه كانت صريحة "أنا من أنا"، قل لهم أن "أنا" أرسلني فاسمه أنا وليس هو، وهي حلقة مفرغة ولا سبيل للخلاص منها إلا بذكر الاسم الصحيح"( 10).
                          وفي فقرات التوراة تضارباً وتناقضاً في اسم الإله لا يُفسر، فقد جاء في سفر الخروج [فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «هَا أَنَا آتِي إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَقُولُ لَهُمْ: إِلهُ آبَائِكُمْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. فَإِذَا قَالُوا لِي: مَا اسْمُهُ؟ فَمَاذَا أَقُولُ لَهُمْ؟» فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»]( 11)، وفي السفر نفسه: [وَقَالَ اللهُ أَيْضًا لِمُوسَى: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلهُ آبَائِكُمْ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ.هذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ]( 12)، وجاء أيضاً: [وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِـاسْـمِي «يَهْوَهْ» فَـلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ]( 13)، وفي السفر أن موسى بنى مذبحاً سماه يهوه نسي( 14) [فَـبَنَى مُـوسَى مَذْبَحًا وَدَعَا اسْمَهُ «يَهْوَهْ نِسِّي»] (15 ).
                          الواضح من الفقرات السابقة، التذبذب في اسم الإله، فمرة يذكر أن اسمه يهوه إله آباء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، وأخرى ينفي اسمه الذي أوصى بها إبراهيم وإسحاق ويعقوب  وأنهم لا يعرفونه باسمه الحقيقي (يهوه) إذن هناك تناقضٌ بَيّنٌ؛ مما يُوجِد إشكالية في حقيقة اسم الإله عندهم.

                          3- شداي:
                          تعني "الله القدير" وقد حل اسم يهوه محل اسم الشداي الذي كان الآباء يستعملونه(16 ).
                          وقد ترجمه العبرانيون "الإله الكلي القدرة" ولكن ذلك غير ممكن من ناحية فقه اللغة ويبدو أنه اسم إلهي قديم كان يستعمله سكان بلاد النهرين(17 ).
                          واعـتاد العرب على ترجمتها إلى "إله قادر" نقلاً عن الترجمة السبعينية، اعتقاداً منهم أنها مـن مـصدر شـدّ وقـوة وقـدرة، وهـي إحـدى تـسميات الإلـه العـبري التي لم يتفق على معناها(18 ).
                          وقد جاء ذكر الاسم بمعناه في سفر الخروج [وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ....]( 19)، فتبين تعدد أسماء الإلهة عند اليهود، ولكن ما سبب ذلك التعدد؟ أوضح ذلك سهيل ديب فذكر: أن التفسير الأقرب للمنطق هو تعدد الأسماء حسب الطوائف والقبائل العبرانية وامتداد ذلك الاختلاف مئات السنين؛ مما دفع الزعماء اليهود المعروفين بسيطرتهم التامة على شعوبهم إلـى مـنع إعـطاء الجلالة أية تسمية، ريثما يتم الإجماع على واحدة منها، ولم يتم ذلك الإجماع"( 20).
                          مما تقدم عرضه اتضح أن اليهود ذكروا تلك الأسماء التي ليس لها معنى في الأصل، فكل اسم من الأسماء السابقة يُفهم من خلالها أنه مستقل بإله يختلف عن الآخر، وهذا فيه نفي لتوحيد الأسماء والصفات المنزهة عن كل نقص وعيب، الكاملة الذي لا يشبهه فيها أحد، قال تعالى: َلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ  {الأعراف:291}.

                          ------------------------------------------------------------------------------
                          (1)انـظر:تـفسير كـلمات الكـتاب المقدس،سعيد مرقص إبراهيم، ص22، ط4، 1999م، المركز المصري، القاهرة.
                          (2) قاموس الكتاب المقدس، ص1096.
                          (3) www.paulfeghali.org أبريل /2008م.
                          (4) المجموعة الكاملة لمؤلفات عباس محمود العقاد، مج9، ص117، ط1، دار الكتاب اللبناني، 1978م.
                          (5) معجم وديانات وأساطير العالم، إمام عبد الفتاح، ص458، ط4، 1999م، المركز المصري، القاهرة.
                          (6) سفر الخروج 3: 14.
                          (7) الخروج، أنطونيوس فكري، ص20.
                          (8)تفسير الكتاب المقدس، جماعة من اللاهوتيين، ص 220.
                          (9) الكتاب المقدس، ص157، ط4، 1997م، دار المشرق، بيروت.
                          (10) تـوراة بـين الوثـنية والتـوحيد، سـهيل ديـب، ص19-20، ط1، 1401هـ - 1981م، دار النفائس، بيروت.
                          (11) سفر الخروج 3: 13-14.
                          (12) سفر الخروج 3: 15.
                          (13) سفر الخروج 6: 3.
                          (14) يهوه نِسيِّ: بمعنى الرب رايتي، وقيل أنه على الأصح اسم الله نفسه الذي كُرِّس له المذبح، تفسير كلمات الكتاب المقدس، سعيد مرقص إبراهيم، ص26، والتفسير الحديث، ج2، ص155.
                          (15) سفر الخروج 17: 15.
                          (16)الكتاب المقدس، ص161.
                          (17)التفسير الحديث للكتاب المقدس، ج2، ص95.
                          (18)التوراة بين الوثنية والتوحيد، سهيل ديب، ص20، بتصرف.
                          (19) سفر الخروج 6: 3.
                          (20)التوراة بين الوثنية والتوحيد، سهيل ديب، ص22.

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة mohamed faid, 7 يون, 2023, 09:08 م
                          ردود 0
                          42 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة mohamed faid
                          بواسطة mohamed faid
                           
                          ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 28 ماي, 2023, 02:50 ص
                          ردود 0
                          59 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة Mohamed Karm
                          بواسطة Mohamed Karm
                           
                          ابتدأ بواسطة mohamed faid, 2 ماي, 2023, 01:35 م
                          ردود 0
                          60 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة mohamed faid
                          بواسطة mohamed faid
                           
                          ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 22 أبر, 2023, 01:45 ص
                          ردود 0
                          85 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة رمضان الخضرى  
                          ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 20 فبر, 2023, 03:32 ص
                          ردود 0
                          130 مشاهدات
                          0 معجبون
                          آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                          يعمل...
                          X