هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (15) :اخفاء نصوص بداية الخلق التي تتكلم عن الملائكة وخلقتهم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أكرمنى ربى بالاسلام الاسلام اكتشف المزيد حول أكرمنى ربى بالاسلام
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (15) :اخفاء نصوص بداية الخلق التي تتكلم عن الملائكة وخلقتهم

    اخفاء نصوص بداية الخلق التي تتكلم عن الملائكة وخلقتهم بالكتاب المقدس كان بسبب إنكار الصدوقيين للملائكة وشركهم بالله عز وجل


    المقدمة :-
    • استكمالا لمواضيع (كيف حرف اليهود الهلينستيين و الكهنة الصدوقيين الأسفار الخمسة الأولى)


    ومجموعة المواضيع عن تحريف الأسفار الخمسة الأولى من أجل تقنين و نشر فكرة الكهنوت بمساعدة الملوك ، والتى كان آخرها :- (هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (7) : اختراع شخصية ملكي صادق لتوطيد سلطة الملوك الكهنة المكابيين)

    وكذلك مجموعة المواضيع عن تحريف الأسفار الخمسة الأولى من أجل اخفاء أي نص يتكلم عن الحياة بعد الموت وعن الثواب والعقاب في الآخرة حتى ينشروا بين بني إسرائيل تلك الأفكار فجعلوا عقاب سيدنا آدم موتا تموت (أى الموت الأبدى بلا حياة) وكان هذا بالطبع يزيد من أهمية الثواب والعقاب الدنيوى لأعمال الانسان ، والذى جعلوه فى أيديهم (أى الكهنة) بناء على نصوص محرفةعن صناعة الكهنوت
    وكان آخر هذه المواضيع :- (هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (14) :اخفاء إحياء الميت في قصة سيدنا موسى)

    المبحث الرابع :- اليهودية الهلنستية و المصالح المشتركة كانت سبب الاتفاق في بعض القصص بين طوائف اليهود والمسيحيين :-
    • وان شاء سوف أبدأ المجموعة الثالثة لمواضيع تدول حول :-
    التحريف من أجل إنكار وجود الملائكة (الكائنات النورانية) و الشياطين كمخلوقات عاقلة لا نراها ، فلا يمكن أن يكون الرب مجسم بينما أحد مخلوقاته لا ترى بالعين المجردة ، وفى نفس الوقت يصبح الكهنة والرسل هم ملائكة الرب على الأرض ، فيزيد سلطان الكهنة
    • ومواضيع هذه المجموعة هي :-
    المطلب الخامس عشر (15 - 6) :- اخفاء نصوص بداية الخلق التي تتكلم عن الملائكة وخلقتهم
    المطلب السادس عشر (16 - 6) :- اقحام كلمة (ملاك) في بعض النصوص لاحداث خلط بينه وبين الله عز وجل ، تمهيدا للشرك بالله عز وجل
    المطلب السابع عشر (17 - 6) :- أين الملاك المخلوق ناقل الرسالة الذى نجده فى العهد الجديد ؟!
    المطلب الثامن عشر (18-6) :- اخفاء تفاصيل قصة سقوط الشيطان ودوره في دخول الموت إلى العالم بالأسفار الخمسة الأولى
    المطلب التاسع عشر (19 -6 ) :-
    تحريف سبب عرض الحيوانات على آدم ومعرفته للأسماء هو انكار الملائكة الأرواح
    هكذا حرف الصدوقيين الأسفار الخمسة (20) : الزج بقصة الحية النحاسية لمقاومة فكرة شفاء الناس عن طريق الملائكة السماويين
    • فسبق وأن ذكر كاتب سفر أعمال الرسل بأن الصدوقيين (الذين ظهروا في آخر القرن الثالث قبل الميلاد وهم امتداد لليهود الهلنستيين) ينكرون الملائكة والأرواح (أعمال 23: 8) ، وفى نفس الوقت نعرف أنهم اعتمدوا الأسفار الخمسة الأولى ككتاب مقدس لهم ، ولكن هذه مشكلة ، فكيف يكون الصدوقيين منكرين للملائكة والأرواح ومع ذلك نرى كلمة (ملاك) في الأسفار الخمسة الأولى ؟؟!!!
    • ولهذا فإن السؤال هو :- ما الذي حدث بالضبط لتلك الأسفار ؟؟

    والإجابة ببساطة هى :-
    أن كاتب سفر أعمال الرسل لم يخطئ عندما أخبرنا بعدم ايمان الصدوقيين بالملائكة والأرواح ، فبالفعل كان هذا هو السبب في التحريف الذي نراه في الأسفار الخمسة الأولى

    حيث قام الصدوقيين بالآتى :-
    1- حذف النصوص التي تتكلم عن الملائكة والشياطين كمخلوقات عاقلة وعباد لله عز وجل تختلف عنا في التكوين ، فالملائكة من نور والشياطين من نار ، ولكن لم يعد هذا موجود في الأسفار الخمسة الأولى ولذلك لم نرى (الشيطان أو ابليس) في قصة آدم وزوجته وتم استبداله بالأفعى تشبها بقصص الأمم التي سبقتهم للكفر والإنكار

    2- ثم إعطاء أكثر من معنى لكلمة (ملاك) ، فكلمة ملاك في الكتاب المقدس للمسيحيين تختلف مدلولتها عن الموجودة في القرآن الكريم ، ففى الكتاب المقدس تطلق على أي رسول ، حيث تم اطلاقها على البشر و على الكهنة ، يعني هناك كلمة (ملاك) في الأسفار الخمسة الأولى المقصود بها البشر و ليس الكائنات المختلفة عنا

    3- وفى بعض النصوص قاموا باحداث خلط بين (ملاك الرب) وبين الرب نفسه (يهو) بحيث يصبح ملاك الرب هو اله يتم عبادته مع الله عز وجل ، فقد كان (ملاك الرب) هو نفسه ما أطلق عليه التلمود (ميتاترون) وأخبرنا أن اليهود عبدوه مع الله عز وجل في فترة من الفترات ، ولكن الاشكالية أن التلمود لم يخبرنا بالاسم العبري لميتاترون هذا ، وسبق وأن كتب هذا فى موضوع :- الرد على شبهة (قالت اليهود عزير ابن الله)






    يعني ملاك الرب ليس كائن مختلف بل هو اله مع يهو و مساعد له ، ولهذا السبب لا نجد في الأسفار الخمسة الأولى (الملائكة) كمخلوقات نورانية و رسل ينقلون فقط كلمة الله عز وجل مثل الذين نراهم في العهد الجديد ، بل سنجد ملاك الرب الذي يتكلم وكأنه هو (يهو) أي الإله الخالق الذي يتم عبادته ، وهذا هو ما كان يقصده كاتب سفر أعمال الرسل (أعمال 23: 8) بإنكار الصدوقيين للأرواح ، لأنهم لا يعتقدون أن ملاك الرب مخلوق نورانى بل يعتقدون أنه إله ، وحتى الاله يعتقدون أنه يأكل ويشرب مثلنا ولذلك حرفوا الأسفار الخمسة الأولى

    لقد قاموا بذلك لأنهم فى الأصل جسموا الاله ، فكيف بعد ذلك لا يجسمون الملائكة ، لا بد وأن يجسموا أيضا الملائكة و يحولونهم لبشر ، وبالتالى تزيد أهمية الكهنة كمساعدين للاله ، فهم الملائكة ، وان شاء الله سوف نرى نصوص فى العهد الجديد والقديم كيف كان يتم اطلاق كلمة ملاك على الكهنة و الرسل ، يعنى وضع الكاهن نفسه مكان الملاك فهو مساعد الرب على الأرض وناقل كلمته للناس ، فهو ممثل الاله ولذلك يتم استبدالهم بالكائنات النورانية ، وفى نفس الوقت هم لا يؤمنوا بما لا تراه أعينهم ، فهم يريدون كل شئ مجسم


    ولذلك فالسؤال لمن يؤمن بقدسية العهد القديم وهو :-
    إذا كنت تؤمن بالأسفار الخمسة الأولى (كما كان يفعل الصدوقيين) ، فهل يمكن من خلال تلك الأسفار فقط معرفة من هم الملائكة وما هي طبيعتهم ، هل هم مثلنا مخلوقات تأكل وتشرب أم آلهة ، أم كائنات بطبيعة مختلفة ؟؟!!!!

    واذا قلت يا مسيحي أن هناك أسفار أو عهد جديد يخبرنا عنهم
    فسوف يكون الرد هو :- (من المفروض أن الفترة الزمنية بين الأسفار الخمسة الأولى التي كتبها سيدنا موسى (كما تزعمون) وبين أي سفر آخر أشار إلى طبيعة الملائكة آلاف السنين ، فهل كان بني إسرائيل يجهلون طبيعة الملائكة آلاف السنين أم ماذا ؟؟!!!)


    يا مسيحي أن كتابك ليس كتاب مقدس ولكنه عبارة عن تجميع لكتب طوائف مختلفة من بني إسرائيل في الفترة الهلينستية ، فالأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالي ليست بعيدة زمنيا عن باقي الأسفار بل أن جميعها تم تشكيلها في الفترة الهلينستية
    • إن هذا التحريف (الذي قام به الصدوقيين) جعل البعض وخاصة الملحدين يتحججون بتلك النصوص على إنكار وجود الملائكة والشيطان ويقولون أنها أفكار متأخرة تم الزج بها على النصوص و أن الأصل عدم وجودهم

    إلا أن الحقيقة غير ذلك ، فالخطأ الذي وقع فيه هؤلاء هو تجاهلهم لتاريخ تلك الأسفار وتاريخ بني إسرائيل في الفترة التي وجد فيها أقدم مخطوطات تلك الأسفار ، فهناك بالفعل نصوص أخرى في أسفار أخرى تتكلم صراحة عن الملائكة الكائنات النورانية وكذلك عن الشيطان هي في أصل القصص ، وفى نفس الوقت لا يمكن اعتبار أن الأسفار الخمسة الأولى بشكلها الحالي أقدم في الكتابة من الأسفار الأخرى التي تناولت فكرة وجود الشيطان والملائكة ككائنات نورانية لأن أقدم مخطوطات تلك الأسفار جميعها جاءت من الفترة الهلينستية التي نشر فيها اليونانيين أفكارهم الوثنية المادية بني إسرائيل وحرق كتب الأنبياء ، و لذلك فنحن لا نعرف الشكل الأصلي للأسفار الخمسة الأولى قبل نشر اليونانيين أفكارهم الوثنية ، ولا يمكن الاستدلال من الشكل الحالي لهذا الكتاب على معرفة أصل المعتقدات التي كانت لدى بني إسرائيل ، فالأكيد أن سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يكن هو كاتب هذا الشكل الذي نراه حاليا لتلك الأسفار

    حيث نقرأ من سفر التثنية :-
    34 :7 و كان موسى ابن مئة و عشرين سنة حين مات و لم تكل عينه و لا ذهبت نضارته
    34 :8 فبكى بنو اسرائيل موسى في عربات مواب ثلاثين يوما فكملت ايام بكاء مناحة موسى
    34 :9 و يشوع بن نون كان قد امتلا روح حكمة اذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو اسرائيل و عملوا كما اوصى الرب موسى
    34 :10
    و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه

    من الواضح أن هذه النصوص تم كتابتها بعد موت سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بفترة طويلة
    بالإضافة إلى عدم معقولية شكل قصة سيدنا آدم في سفر التكوين ، حيث نجد أن الحية غارت من البشر وأرادت وقوعهم في الخطيئة وكأنها كائن عاقل على نفس مستوى الندية بالبشر هو أمر يبعث على التعجب ، و التأكد من أن القصة الحقيقية لم تكن بهذا الشكل الموجود بسفر التكوين ، وأن من أراد بالبشر الوقوع في الخطيئة كان كائن آخر ولكن كانت هناك يد ترفض اعتناق فكرة وجود الشياطين قامت باستبداله بحية ، فأصل القصة كان الشيطان وليس الحية

    للمزيد راجع :-
    أهواء طوائف بني إسرائيل هي من شكلت الكتاب المقدس






    على العموم ان شاء الله سوف أتكلم عن كل هذا بالتفصيل والأدلة في هذا الموضوع

    و يشمل هذا الموضوع على النقاط الآتية :-
    الفرع الأول (1- 15 - 6) :- كاتب سفر أعمال الرسل كان يقصد بالفعل إنكار الصدوقيين للملائكة والأرواح وليس ممارسات طائفة
    الفرع الثانى (2 - 15 - 6) :- كلمة ملاك في الكتاب المقدس يتم إطلاقها على البشر

    الفرع الثالث (3 - 15 - 6) :- إيهام القارئ بأن الرب ورسله الذين جاءوا معه إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كانوا يأكلون طعام البشر هو أحد الأدلة على صحة ما ذكره كاتب سفر أعمال الرسل (أعمال 23: 8)
    التعديل الأخير تم بواسطة أكرمنى ربى بالاسلام; 27 مار, 2021, 03:27 م.

  • #2
    الفرع الأول (1- 15 - 6) :- كاتب سفر أعمال الرسل كان يقصد بالفعل إنكار الصدوقيين للملائكة والأرواح وليس ممارسات طائفة
    • 1-أعمال (23: 8) يقول أن الصدوقيين منكرين للملائكة والروح وليس ممارسات طائفة :-
    حاولت الموسوعة اليهودية إيجاد حل توافقي بين ما ورد في (أعمال 23: 8) عن إنكار الصدوقيين للملائكة والأرواح وبين وجود إشارات لكلمة (ملاك) في الأسفار الخمسة الأولى التي اعتمدها الصدوقيين ككتاب مقدس

    فنقرأ من الموسوعة اليهودية عن الصدوقيين :-
    (4) According to Acts xxiii. 8, they denied also the existence of angels and demons. This probably means that they did not believe in the Essene practise of incantation and conjuration in cases of disease, and were therefore not concerned with the Angelology and Demonology derived from Babylonia and Persia.

    الترجمة :-
    طبقا الى سفر أعمال الرسل (23: 8) فهم (أي الصدوقيين) أنكروا أيضا وجود الملائكة والشياطين وهذا ربما يعني أنهم لم يعتقدوا في ممارسة الأسينية للسحر والشعوذة فى حالات المرض ومن ثم لم يهتموا بعلم الملائكة و الشياطين المستمدة من بابل وبلاد فارس

    راجع هذا الرابط :-

    كلام الموسوعة اليهودية غير مؤكد فهي تقول ( ربما)
    و في الحقيقة أن هذا الاحتمال لتفسير سفر أعمال الرسل غير صحيح لأن النص في السفر يقول أن الصدوقيين أنكروا الملائكة والأرواح ولم يقل ممارسات الأسينيين ، كما قال أن الفريسيين يؤمنون بها ، النص نفسه في سفر أعمال الرسل يوضح خطأ الاحتمال الذي أوردته الموسوعة اليهودية

    فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
    23 :8 لان الصدوقيين يقولون ان ليس قيامة
    و لا ملاك و لا روح و اما الفريسيون فيقرون بكل ذلك

    تعليق


    • #3
      • 2- القمص تادرس يعقوب يفسر النص بأنه إنكار الملائكة والشياطين :-

      فنقرأ من تفسير القمص تادرس يعقوب :-
      (أنكر الصدوقيون القيامة من الأموات، كما أنكروا الملائكة الصالحين والأشرار)

      انتهى

      راجع هذا الرابط :-

      • 3- الأسفار الخمسة الأولى لا يوجد بها أي حديث عن الشيطان وتم استبداله بحية مما يؤكد أن المعنى المقصود هو إنكار الملائكة وليس ممارسات طائفة :-
      • أ- اليهود والمسيحيين يقولون عن الشياطين بأنهم ملائكة :-
      و المسيحيين يقولون أن الشيطان هو ملاك ساقط أو ملاك شرير

      للمزيد راجع هذا الرابط :-


      كما نقرأ من سفر رؤيا يوحنا عن الملائكة الساقطين أتباع الشيطان :-
      12 :9 فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس و الشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض ((و طرحت معه ملائكته))


      وكذلك نقرأ من رسالة كورنثوس الثانية :-
      12 :7 و لئلا ارتفع بفرط الاعلانات اعطيت شوكة في الجسد ((ملاك الشيطان)) ليلطمني لئلا ارتفع

      و كذلك في (يهوذا 1: 6) ، (بطرس الثانية 2: 4)

      لقد أطلق مسمى ملائكة على الشياطين
      و هذا يعنى أن سفر أعمال الرسل كان يقصد إنكار الصدوقيين للملائكة عموما سواء كانوا أخيار أو شياطين أي المقصود إنكار الكائنات الغير مادية والتي لا يراها البشر


      تعليق


      • #4
        • ب- في إنجيل متى أن من اتهم المسيح عليه الصلاة والسلام أنه يخرج الشياطين برئيس الشياطين هم الفريسيين و ليس الصدوقيين :-

        فنقرأ من إنجيل متى :-
        مت 12 :24 اما
        الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين الا ببعلزبول رئيس الشياطين

        الفريسيين هم من اتهموا هذا الاتهام لأنهم كانوا يؤمنون بوجود الشيطان
        ولكن لم يذكر أن الصدوقيين اتهموه هذا الاتهام لأنهم في الأصل أنكروا وجود الشيطان
        • ج- لا يوجد نص يتكلم عن الشيطان في الأسفار الخمسة الأولى بل يتم استبداله بحية :-

        و عليه فما يؤكد أن المعنى المقصود في (أعمال 23: 8) كان إنكار الصدوقيين للملائكة
        هو أنه بالفعل في الأسفار الخمسة الأولى التي اعتمدوها لا يوجد نص يتكلم عن الشيطان بل يتم استبداله بحية فتكون الحية هي من أغوت حواء (تكوين 3: 1 إلى 3: 5)

        بالإضافة إلى أننا نجد اختفاء لقصة سقوط الشيطان التي نقرأ الإشارة عنها في سفر الحكمة بالعهد القديم حيث يشير إلى عداء إبليس وحسده للإنسان وأن بهذا دخل الموت إلى العالم

        فنقرأ من سفر الحكمة (عهد قديم) :-
        2: 24 فان الله خلق الانسان خالدا وصنعه على صورة ذاته
        2: 25 لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم


        ولكن هذا النص لا يخبرنا بتفاصيل قصة هذا الحسد و أسبابه و الذي كان من المفترض أن نقرأه في سفر التكوين الذي يخبرنا ببداية الخلق و لكننا لا نقرأه
        علما بأن سفر الحكمة لم يعتمده الصدوقيين ككتاب مقدس

        و كذلك نجد اشارتين واضحتين لسقوط الشيطان فى العهد الجديد (يهوذا 1: 6) ، (بطرس الثانية 2: 4) ، و لا نعرف من خلال تلك النصوص تفاصيل هذا السقوط وقصته

        كل هذا يؤكد وجود تعمد لإخفاء الحديث عن الشيطان بالأسفار الخمسة الأولى التي اعتمدها الصدوقيين و يؤكد صحة ما ورد بسفر أعمال الرسل (23: 8) وخطأ الاحتمال الذي عرضته الموسوعة اليهودية


        ولكن يظل السؤال هو :-
        لماذا نجد إشارات إلى ملاك في الأسفار الخمسة الأولى ؟؟؟!!!!!

        الإجابة :-
        سبب وجود كلمة ملاك بالأسفار الخمسة بشكلها الحالي مرجعه إلى :-
        • هناك نصوص معنى كلمة ملاك بها أنه رسول من البشر وليس كائنات نورانية
        • هناك نصوص بها كلمة (ملاك الرب) بمعنى أنه هو (يهو) يعني اله يتم عبادته مع الله عز وجل ، فمن الواضح أن الصدوقيين كانوا مشركين ، و قيام المسيحيين بعبادة يسوع لم يكن إلا تكرار لما قام به الصدوقيين

        وفى هذا الموضوع ان شاء الله سوف أوضح أنه بالفعل كلمة الملاك في بعض النصوص بالأسفار الخمسة الأولى كانت تتكلم عن بشر و أن الله ومساعديه تم اظهارهم في صور بشرية كما كان يعتقد الصدوقيين الذين اعتنقوا الفلسفة الأبيقورية الوثنية ، وفى موضوع آخر ان شاء الله سوف أوضح أنهم كانوا مشركين وكان هذا سبب التضارب بين ملاك الرب وبين الرب نفسه

        و الدليل على ذلك في الفروع التالية :-

        تعليق


        • #5
          الفرع الثانى (2 - 15 - 6) :- كلمة ملاك في الكتاب المقدس يتم إطلاقها على البشر
          • 1- كلمة ملائكة في الكتاب المقدس لا تطلق فقط على الكائنات النورانية ولكن تطلق أيضا على الأنبياء والرسل البشر وحتى على البشر العاديين :-
          دلالة كلمة ملائكة في الكتاب المقدس للمسيحيين سواء كانت الكلمة بالعبرية أو باليونانية تختلف عن دلالتها في اللغة العربية
          • أ- فكلمة مَلَكْ (بفتح اللام) و ملائكة طبقا للقرآن الكريم لا يوجد لها إلا معنى واحد وهو كائنات نورانية :-

          من مخلوقات الله عز وجل يختلفون عن البشر لا يأكلون الطعام وهم مخلوقون قبل البشر أي أنهم كائنات غير مادية ، لهم عدة مهام منها أنهم رسله إلى الأنبياء من البشر

          قال الله تعالى :- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا (136)) (سورة النساء)

          قال الله تعالى :- (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)) (سورة فاطر)
          • ب- دلالة الكلمة العبرية التي تم ترجمتها ملاك في العهد القديم ذات دلالات واسعة وتم استخدامها كثيرا للإشارة إلى البشر :-

          الكلمة العبرية التي تم ترجمتها ملاك هي מַלְאַ֧ךְ توافق لغوي 4397

          فهي طبقا لفهم علماء المسيحية واليهود بناء على ما استنبطوه من دلالات الكلمة في أسفار العهد القديم فقالوا أنها تعني رسول وأنها تطلق على المخلوقات النورانية أي الملائكة و تطلق أيضا على البشر من الرسل (إشعياء 42: 19) ، (أخبار الأيام الثاني 36: 15 ، 36: 16) وتطلق أيضا على الكهنة (ملاخى 2: 7)

          راجع هذا الرابط :-

          يعني هذه الكلمة وجدوها في سفر يتم إطلاقها على نبى من البشر وفى سفر آخر يتم إطلاقها على كاهن وهكذا
          مما يعني أنه ليس بالضرورة ورود كلمة ملاك على أنه كائن نورانى فقد تعني رسول من البشر أو كاهن
          • د- أما الكلمة اليونانية التي تم ترجمتها ملائكة في العهد الجديد فهي أيضا تم استخدامها على البشر وعلى الملائكة ككائنات نورانية :-

          تم استخدام الكلمة للإشارة إلى البشر في نص مشترك فى إنجيل متى وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا (مت 11: 10) ، (مرقس 1: 2) ، (لوقا 7: 27) يشير إلى نبوءة ملاخي وكذلك في (لوقا 9: 52) ، (يعقوب 2: 25) وتم استخدامها كثيرا للإشارة إلى الملائكة كائنات نورانية


          تعليق


          • #6
            • 2- في نصوص بالأسفار الخمسة الأولى بها كلمة ملاك بمعنى رسل من البشر :-

            فعلى سبيل المثال :-
            • أ- كلمة ملاك جاءت في سفر التثنية بمعنى رسول من البشر العاديين :-

            نقرأ من سفر التثنية :-
            2 :26 فارسلت رسلا من برية قديموت الى سيحون ملك حشبون بكلام سلام قائلا

            الكلمة العبرية التي تم ترجمتها ( رسل ) في النص هي نفسها كلمة ملاك توافق لغوي 4397 و المقصود رسل من البشر العاديين

            راجع النص العبري :-
            • ب- كلمة ملاك في سفر العدد (20: 16) كان المقصود بها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وهو رسول الله :-

            و أيضا في سفر العدد نقرأ :-
            20 :15 ان ابائنا انحدروا الى مصر و اقمنا في مصر اياما كثيرة و اساء المصريون الينا و الى ابائنا
            20 :16 فصرخنا الى الرب فسمع صوتنا
            و ارسل ملاكا و اخرجنا من مصر و ها نحن في قادش مدينة في طرف تخومك

            الملاك بمعنى الرسول الذي أخرج بني إسرائيل من مصر كان هو سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام نفسه

            فنقرأ من سفر الخروج :-
            3 :9 و الان هوذا صراخ بني اسرائيل قد اتى الي و رايت ايضا الضيقة التي يضايقهم بها المصريون
            3 :10 فالان
            ((هلم فارسلك الى فرعون و تخرج شعبي بني اسرائيل من مصر))
            3 :11 فقال موسى لله من انا حتى اذهب الى فرعون و حتى اخرج بني اسرائيل من مصر
            3 :12 فقال اني اكون معك و هذه تكون لك العلامة اني ارسلتك حينما تخرج الشعب من مصر تعبدون الله على هذا الجبل
            3 :13 فقال موسى لله ها انا اتي الى بني اسرائيل
            و اقول لهم اله ابائكم ارسلني اليكم فاذا قالوا لي ما اسمه فماذا اقول لهم



            تعليق


            • #7
              • 3 - ملائكة الله الذين قابلهم سيدنا يعقوب وكذلك رآهم في الحلم هم بشر ، فلا يوجد دليل أنهم مخلوقات نورانية :-

              سنجد في الأسفار الخمسة الأولى نصين فقط جاء فيهما كلمة (ملائكة) بصيغة الجمع ، ولكن هذا لا يعني أنهم مخلوقات نورانية ، ولا يوجد أصلا دليل على ذلك خاصة في ظل عدم وجود نص في الأسفار الخمسة الأولى يوضح وجود مخلوقات نورانية مختلفة عن البشر و لها طبيعة مختلفة ، وكذلك في ظل ما سوف أوضحه ان شاء الله في الفرع الثالث
              • أ- ملائكة الله أي رسل الله الصالحين (من البشر) في (تكوين 32: 1) :-

              نقرأ من سفر التكوين :-
              32 :1 و اما يعقوب فمضى في طريقه و لاقاه
              ملائكة الله
              32 :2 و قال يعقوب اذ راهم هذا جيش الله فدعا اسم ذلك المكان محنايم


              لا يوجد في هذا النص أي دليل على أن كلمة (ملائكة) المقصود منها المخلوقات النورانية ، لأنه كما قلت سابقا فإن كلمة ملاك في العبرية كان يتم إطلاقها أيضا على البشر



              بل بالتأكيد أن المقصود هم البشر بسبب كلمة (محنايم) لأن :-
              كلمة محنايم מַֽחֲנָֽיִם توافق لغوي 4266 و تكتب بالانجليزية Machanayim تعنى معسكرين أي تثنية معسكر ، يعني تثنية لكلمة מַחֲנֽוֹת محنايه توافق لغوى 4264 أى معسكر

              فنقرأ من NAS Exhaustive Concordance :-
              Word Origin
              dual of machaneh
              Definition
              "two camps," a place E. of the Jordan

              راجع هذا الرابط :-

              و معسكر أي مكان تخيم فيه جماعة ما وقد يكون جيش ، وتم استخدامه عندما كان بنو إسرائيل يسافرون على الطريق بعد خروجهم من مصر فكان لكل سبط محلة أي مكان للتخييم
              والكلمة جاءت من الكلمة العبرية
              מַחֲנֶה توافق لغوى 4264 بمعنى جيش أو معسكر جيش أو قافلة المسافرين

              راجع هذا الرابط :-


              وجاءت في سفر الخروج للحديث عن تخييم بني إسرائيل

              فنقرأ من سفر الخروج :-
              16 :13 فكان في المساء ان السلوى صعدت و غطت
              المحلة و في الصباح كان سقيط الندى حوالي المحلة

              ومن الغريب جدا أن الملائكة المخلوقات النورانية تخيم في مكان على الأرض ، فهم يتواجدون على الأرض ولكن لماذا يخيموا ، فهل هم بشر بحاجة إلى أن يرتاحوا من عناء السفر و الاستظلال بخيمة تحميهم من البرد والحر
              من الواضح أن الحديث في سفر التكوين عن مقابلة سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام لمجموعة من البشر الصالحين


              ملحوظة :-
              بعض العلماء يرون أن تلك القصة في سفر التكوين هو دمج شكلين مختلفين لإيجاد أصل لتسمية هذا الموقع بــ (محنايم) ، أحد الشكلين هو أن السبب يرجع لمقابلة سيدنا يعقوب لملائكة الله في هذا المكان ، والشكل الثاني هو قصة تقسيم سيدنا يعقوب لعائلته إلى جيشين قبل ملاقاة أخيه عيسو
              وسواء كانت هذه النصوص هي نتيجة دمج شكلين لأصل تسمية المكان بــ (محنايم) أم لا ، إلا أن كما قلت فكلمة (ملائكة) في النص لا يوجد منها ما يشير إلى أنهم مخلوقات نورانية وليس بشر ، خاصة وأنه لا يوجد نص في الأسفار الخمسة الأولى يوضح أن هناك مخلوقات نورانية مختلفة عن البشر أسمهم الملائكة

              انتهى

              تعليق


              • #8
                • ب- حلم سيدنا يعقوب لملائكة الله على السلم أي بشر صالحون على السلم (تكوين 28: 11 - 22) :-

                فنقرأ القصة بسفر التكوين :-
                28 :10 فخرج يعقوب من بئر سبع و ذهب نحو حاران
                28 :11 و صادف مكانا و بات هناك لان الشمس كانت قد غابت و اخذ من حجارة المكان و وضعه تحت راسه فاضطجع في ذلك المكان
                28 :12
                و راى حلما و اذا سلم منصوبة على الارض و راسها يمس السماء و هوذا ملائكة الله صاعدة و نازلة عليها
                28 :13
                و هوذا الرب واقف عليها فقال انا الرب اله ابراهيم ابيك و اله اسحق الارض التي انت مضطجع عليها اعطيها لك و لنسلك
                28 :14 و يكون نسلك كتراب الارض و تمتد غربا و شرقا و شمالا و جنوبا و يتبارك فيك و في نسلك جميع قبائل الارض
                28 :15 و ها انا معك و احفظك حيثما تذهب و اردك الى هذه الارض لاني لا اتركك حتى افعل ما كلمتك به
                28 :16 فاستيقظ يعقوب من نومه و قال حقا ان الرب في هذا المكان و انا لم اعلم
                28 :17 و خاف و قال ما ارهب هذا المكان ما هذا الا بيت الله و هذا باب السماء


                يعني سيدنا يعقوب شاهد حلم وليس واقع حيث شاهد سلم منصوبة بين الأرض والسماء ويوجد عليها ملائكة ، ولكن كما قلت فإن كلمة ملائكة بالعبرية وفى الكتاب المقدس يتم اطلاقها على البشر ، وأيضا فإنه في الكتاب المقدس يوجد بشر صعدوا إلى السماء ، يعني حلم سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام لا يعني أنه شاهد مخلوقات نورانية ، بل شاهد بشر يصعدون وينزلون من السماء ، وهذا ما كان يعتقده اليهود
                • فنرى ايليا قد صعد إلى السماء :-
                فنقرأ من سفر الملوك الثاني :-
                2 :11 و فيما هما يسيران و يتكلمان إذا مركبة من نار و خيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا في العاصفة إلى السماء
                • وكذلك بولس صعد إلى السماء ونزل :-
                فنقرأ من رسالة كورنثوس الثانية :-
                12 :1 انه لا يوافقني ان افتخر فاني اتي إلى مناظر الرب و اعلاناته
                12 :2 اعرف انسانا في المسيح قبل اربع عشرة سنة افي الجسد لست اعلم ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم اختطف هذا إلى السماء الثالثة
                12 :3 و اعرف هذا الانسان افي الجسد ام خارج الجسد لست اعلم الله يعلم
                12 :4 انه اختطف إلى الفردوس و سمع كلمات لا ينطق بها و لا يسوغ لانسان ان يتكلم بها


                وبالتأكيد بعد أن صعد فهو نزل مرة أخرى
                • وأخنوخ صعد إلى السماء :-
                فى سفر أخنوخ 3 (سفر غير قانونى) فإن أخنوخ صعد إلى السماء وهو على قيد الحياة
                • ومن موقع الأنبا تكلا فإن اليهود كانوا يعتقدون أن سيدنا موسى بعد أن تسلم الوصايا صعد إلى السماء :-




                راجع هذا الرابط :-
                وبغض النظر عن مدى صحة اعتقاد اليهود إلا أن هذا يعني أنه كان في معتقداتهم أن البشر تصعد وتنزل من السماء ، يعني كلمة ملائكة في حلم سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام في سفر التكوين ، لا يوجد أي دليل على أن المقصود به هم المخلوقات النورانية ، بل من الواضح أن المقصود به هم البشر كما كان يعتقد اليهود بصعود ونزل البشر من السماء

                ملحوظة :-
                بعض العلماء يرون أن تلك القصة في سفر التكوين هو دمج شكلين مختلفين أحدهما كان حلم سيدنا يعقوب بأن الملائكة تصعد وتنزل على السلم ، والأخر لم يكن به ملائكة ولكن كان الرب يقف بجانب سيدنا يعقوب في الحقيقة
                انتهى

                تعليق


                • #9
                  الفرع الثالث (3 - 15 - 6) :- إيهام القارئ بأن الرب ورسله الذين جاءوا معه إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام كانوا يأكلون طعام البشر هو أحد الأدلة على صحة ما ذكره كاتب سفر أعمال الرسل (أعمال 23: 8)


                  أخبرنا كاتب سفر أعمال الرسل أن الصدوقيين كانوا منكرين للملائكة والأرواح (أعمال 23: 8) أي أنهم كانوا منكرين لوجود مخلوقات غير مادية تختلف عن الإنسان والحيوان

                  وفى نفس الوقت نعلم أن الصدوقيين اعتمدوا الأسفار الخمسة الأولى ككتاب مقدس لهم وهذا يعني استحالة وجود الملائكة كائنات نورانية غير مادية بهذه الأسفار الخمسة وإلا كانت تلك النصوص حجة عليهم ، و لذلك حاول الصدوقيين إيهام بني اسرائيل بأن الرب ورسله الذين جاءوا معه إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في سفر التكوين 18 ، 19 كانوا مثل البشر ماديين فيأكلون طعام البشر ويغسلون أرجلهم من مشقة السفر وكأنهم يسافرون مثل البشر و لكن هذه الأوصاف تتعارض مع أوصاف الملائكة الموجودة في أسفار أخرى لم يعتمدها الصدوقيين مثل سفر القضاة و سفر طوبيا ، وهذا يعني أنه كانت هناك أيادي أرادت إيهام بني إسرائيل بمادية رسل رب العالمين وأنهم ليسوا كائنات نورانية أي منكرين للأرواح والملائكة الذين نعرفهم وهذا يعني صحة ما ورد في سفر أعمال الرسل (23: 8) ويعني أن نصوص الأسفار الخمسة الأولى في زمان الصدوقيين كانت خالية من الملائكة ككائنات نورانية وبالتالي كرسل سماوية
                  • 1- الرب و الرجلان الذين معه أكلوا العجل الذي قدمه لهم سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لإيهام القارئ بعدم اختلافهم عن البشر :-

                  نقرأ من سفر التكوين :-
                  18 :1 ((و ظهر له الرب)) عند بلوطات ممرا و هو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار
                  18 :2 فرفع عينيه و نظر
                  ((و اذا ثلاثة رجال واقفون لديه)) فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة و سجد الى الارض
                  18 :3 و قال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك
                  18 :4 ليؤخذ قليل ماء و اغسلوا ارجلكم و اتكئوا تحت الشجرة
                  18 :5
                  ((فاخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون)) لانكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا نفعل كما تكلمت
                  18 :6 فاسرع ابراهيم الى الخيمة الى سارة وقال اسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا اعجني و اصنعي خبز ملة
                  18 :7 ثم ركض ابراهيم الى البقر واخذ عجلا رخصا و جيدا و اعطاه للغلام فاسرع ليعمله
                  18 :8
                  ((ثم اخذ زبدا و لبنا و العجل الذي عمله و وضعها قدامهم و اذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة
                  اكلوا))

                  ثم نقرأ :-
                  18 :16 ثم قام
                  الرجال من هناك و تطلعوا نحو سدوم و كان ابراهيم ماشيا معهم ليشيعهم

                  ثم نقرأ :-
                  18 :22 و انصرف
                  الرجال من هناك و ذهبوا نحو سدوم و اما ابراهيم فكان لم يزل قائما امام الرب

                  يوضح النص مجئ ضيوف إلى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام
                  و بالرغم من أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النص كان يعلم أن الزوار كانوا الرب وملاكان لأنه سجد لهم كما أنه جادل الرب بعد ذلك فى قوم لوط (تكوين 18: 23 إلى 18: 33)

                  و لكن مع ذلك قدم لهم الطعام !!!!
                  وهم أكلوا أمامه و لم يحاولوا أن يفهموه أنهم لا يأكلوا

                  يعنى كاتب سفر التكوين كان مقتنعا جدا أن هذا الأكل حقيقي وأن هؤلاء الزوار يأكلون ويسافرون مثل البشر يعني كائنات مادية
                  بل أن الكاتب يصر على وصفهم بالرجال وهي كلمة تطلق على البشر ولم يطلق عليهم شبه الإنسان مثلما أطلق كاتب سفر دانيال على سيدنا جبريل (الملاك)

                  فنقرأ من سفر دانيال :-
                  8 :15 و كان لما رايت انا دانيال الرؤيا و طلبت المعنى اذا
                  بشبه انسان واقف قبالتي

                  يعني ليس انسان ولكنه متمثل بشكل انسان
                  بينما سفر التكوين يصر على أنهم رجال تأكل الطعام و تسند قلوبهم من مشقة السفر

                  تعليق


                  • #10
                    • 2- و تستمر محاولة إيهام القارئ بأن هؤلاء الزوار كائنات مادية عند الحديث عن مجيئهم إلى سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام في الاصحاح 19 من سفر التكوين :-

                    فنقرأ من سفر التكوين :-
                    19 :1 فجاء
                    الملاكان الى سدوم مساء و كان لوط جالسا في باب سدوم فلما راهما لوط قام لاستقبالهما و سجد بوجهه الى الارض
                    19 :2 و قال يا سيدي ميلا الى بيت عبدكما و بيتا
                    و اغسلا ارجلكما ثم تبكران و تذهبان في طريقكما فقالا لا بل في الساحة نبيت
                    19 :3 فالح عليهما جدا فمالا اليه و دخلا بيته
                    ((فصنع لهما ضيافة و خبز فطيرا
                    فاكلا))


                    أوضحت سابقا أن كلمة ملاك بمعنى رسول أي أن في هذا النص بمعنى رسولان ولكن ليسوا كائنات نورانية ولكن كائنات مادية من البشر

                    بدليل أن الكاتب مصر على توضيح أنهم أكلوا مرة أخرى عند سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام بالرغم من أنهم أكلوا عجل عند سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وسندوا قلوبهم
                    كانت هناك رغبة شديدة لإقناع القارئ أن الملائكة هم من البشر أو على الأقل كائنات مادية مثلنا

                    ولكن قد يطلع علينا أحد المسيحيين ويقول أنهم أكلوا لأنهم قادرين على فعل أي شئ ، فما المشكلة ؟؟؟


                    المشكلة يا مسيحي أنه لديك نصوص أخرى في أسفار أخرى لم يقر بها الصدوقيين توضح استحالة أن الأرواح تأكل طعامنا ، يعني لا يوجد لديهم القدرة على أكل طعامنا في الأصل

                    وسنرى هذه النصوص ان شاء الله


                    تعليق


                    • #11
                      • 3 - نصوص من الكتاب المقدس تخبرنا باستحالة أكل الملائكة من طعام البشر :-
                      • أ- من سفر القضاة فإن منوح قدم الطعام للملاك لأنه لم يكن يعلم انه ملاك الرب ، أنه لو كان يعلم ما كان قدم له طعام :-
                      نقرأ من سفر القضاة :-
                      13 :15 فقال منوح لملاك الرب ((دعنا نعوقك و نعمل لك جدي معزى))
                      13 :16 فقال ملاك الرب لمنوح ((و لو عوقتني لا اكل من خبزك)) و ان عملت محرقة فللرب اصعدها ((
                      لان منوح لم يعلم انه ملاك الرب))

                      و من الترجمة اليسوعية نقرأ :-
                      13: 15 فقال منوح لملاك الرب: ((دعنا نستبقيك ونعد لك جديا من المعز))
                      13: 16 فقال ملاك الرب لمنوح: ((إن أنت استبقيتني، لم آكل من خبزك)). أما إن صنعت محرقة فللرب أصعدها (
                      لأن منوح لم يكن يعلم أنه ملاك الرب).

                      النصوص واضحة فإن منوح ظن الملاك رجل فأراد إكرامه وعمل طعام له
                      ولكن الملاك رفض وقال أنه لا يأكل من الطعام

                      ويعلق كاتب النص بأن هذا مرجعه لان منوح لم يكن يعلم انه ملاك
                      أي أنه لو كان يعلم أنه ملاك ما كان قدم له الطعام
                      وهذا يعنى أن منوح يعلم أن الملائكة لا يأكلون طعام البشر

                      فكلمة
                      ((لأن)) :- معنى السببية

                      فالسؤال هو :-
                      ما الشئ الذى كان إذا علمه منوح ما كان فعل فعلته ؟؟؟؟

                      الشئ هو أنه لم يعلم أن من يتكلم معه هو ملاك
                      وإذا كان منوح يعلم أنه ملاك ماذا كان سيفعل ؟؟؟؟
                      لم يكن سيعرض عليه الطعام

                      وما المشكلة فى أن منوح يعرض عليه طعام ، فلابد وأن هناك إشكالية ما فى هذا ؟؟؟؟
                      الإشكالية الوحيدة هي أن الملائكة لا يأكلون
                      وكان منوح يعلم ذلك لذلك لو كان علم أنه ملاك ما كان عرض عليه الأكل

                      يعني من المستحيل أن يأكل الملاك بأي طريقة ولا بأي شكل أبداااا

                      تعليق


                      • #12
                        • ج- من سفر طوبيا فإن الملائكة لا يأكلون طعام البشر :-

                        نقرأ من سفر طوبيا :-
                        طو 12: 15 فاني ((انا رافائيل الملاك)) احد السبعة الواقفين امام الرب
                        طو 12: 16 فلما سمعا مقالته هذه ارتاعا وسقطا على اوجههما على الارض مرتعدين
                        طو 12: 17 فقال لهما الملاك سلام لكم لا تخافوا
                        طو 12: 18 لاني لما كنت معكم انما كنت بمشيئة الله فباركوه وسبحوه
                        طو 12: 19
                        ((و كان يظهر لكم اني اكل واشرب معكم وانما انا اتخذ طعاما غير منظور وشرابا لا يبصره بشر))


                        من هذا النص نعرف أن الملائكة لا يأكلوا ولا يشربوا
                        و هذا تناقض واضح جدا بين تلك النصوص وبين النص فى سفر التكوين


                        ولكن ما الفرق بين قصة سيدنا إبراهيم مع الملائكة فى سفر التكوين وبين قصة منوح مع الملاك فى سفر القضاة وقصة الملاك رافائيل في سفر طوبيا ؟؟؟!!


                        في قصة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حول الكاتب الملائكة إلى كائنات مادية بشرية تأكل الطعام وتسافر مثلنا

                        بينما في قصة منوح في سفر القضاة وقصة الملاك رافائيل في سفر طوبيا فإن الملائكة كائنات نورانية لا تأكل الطعام أبدا بأي كل

                        في كل سفر يعرض وجهة نظر فرقتين مختلفتين في بني إسرائيل في الفترة الهلينستية

                        فالصدوقيين الذين اعتمدوا الأسفار الخمسة الأولى أنكروا وجود الكائنات النورانية الغير مادية وأرادوا تحويل النصوص التي تتكلم عنهم إلى نصوص تتكلم عن كائنات مادية بشرية بينما في سفر القضاة و سفر طوبيا كان الكاتب يؤمن بالملائكة ككائنات نورانية لذلك عرضهم في القصة على هذا الأساس
                        • د- من إنجيل لوقا فإن الأرواح لا تأكل :-

                        نقرأ من إنجيل لوقا :-
                        24 :38 فقال لهم ما بالكم مضطربين و لماذا تخطر افكار في قلوبكم
                        24 :39 انظروا يدي و رجلي اني انا هو جسوني و انظروا فان
                        ((الروح ليس له لحم و عظام كما ترون لي))
                        24 :40 و حين قال هذا اراهم يديه و رجليه
                        24 :41 و بينما هم غير مصدقين من الفرح و متعجبين قال لهم اعندكم ههنا طعام
                        24 :42 فناولوه جزءا من سمك مشوي و شيئا من شهد عسل
                        24 :43
                        ((فاخذ و اكل قدامهم))


                        النص يقول أن التلاميذ لم يكونوا مصدقين أن الذي أمامهم هو المسيح عليه الصلاة والسلام بنفسه وكانوا يعتقدون أنه روح، فأراد أن يثبت لهم المسيح عليه الصلاة والسلام أنه انسان حقيقي أخذ الطعام وأكل أمامهم مما يعني أن الأرواح ليس لديها القدرة على أكل الطعام

                        وبغض النظر عن صحة هذا الموقف ولكن هذا يوضح لنا أن كاتب هذا النص كان يعتقد أن الأرواح لا تأكل
                        مما يعني استحالة أن يأكل الملائكة فى أي وقت ولا بأي طريقة وإلا ما كان استخدم المسيح عليه الصلاة والسلام أسلوب الأكل أمامهم لإثبات أنه ليس روح

                        فلو كان هناك ذرة احتمال لأكل الملائكة بأي طريقة وفي أي وقت، ولو كان تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام يعرفون أن زوار سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أكلوا أمامه ما كان المسيح عليه الصلاة والسلام استخدم الأكل لإثبات أنه إنسان وليس روح

                        وهذا يعنى أن تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام كانوا يعرفون قصة زوار سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بشكل مختلف عن الموجود أمامنا الآن فى سفر التكوين


                        كل هذا يعني شئ واحد أن الأسفار الخمسة الأولى التي أعاد كتابتها الصدوقيين كانت بالفعل تكذب وجود الملائكة ككائنات نورانية وهذا مرجعه إلى رغبة الصدوقيين في إيهام بني إسرائيل بعدم وجود الملائكة ككائنات نورانية

                        فالأسفار الخمسة الأولى ليست مقدسة ولكنها محرفة


                        تعليق

                        مواضيع ذات صلة

                        تقليص

                        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                        ابتدأ بواسطة mohamed faid, 7 يون, 2023, 09:08 م
                        ردود 0
                        44 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة mohamed faid
                        بواسطة mohamed faid
                         
                        ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 28 ماي, 2023, 02:50 ص
                        ردود 0
                        59 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة Mohamed Karm
                        بواسطة Mohamed Karm
                         
                        ابتدأ بواسطة mohamed faid, 2 ماي, 2023, 01:35 م
                        ردود 0
                        60 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة mohamed faid
                        بواسطة mohamed faid
                         
                        ابتدأ بواسطة رمضان الخضرى, 22 أبر, 2023, 01:45 ص
                        ردود 0
                        86 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة رمضان الخضرى  
                        ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 20 فبر, 2023, 03:32 ص
                        ردود 0
                        131 مشاهدات
                        0 معجبون
                        آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                        يعمل...
                        X