مناظرة مع القس عبد المسيح بسيط حول كاتب إنجيل يوحنا

تقليص

عن الكاتب

تقليص

العميد مسلم اكتشف المزيد حول العميد
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناظرة مع القس عبد المسيح بسيط حول كاتب إنجيل يوحنا


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
    فهذه مناظرة جرت بيني وبين "القس عبد المسيح بسيط أبو الخير" في نادي الفكر حول كاتب إنجيل يوحنا ، أحببت أن أنقلها إلى هنا .
    ولقد جمعت الحوار ونقيته من مداخلات البعض الجانبية ، وحذفت ما لا علاقة له بالموضوع ، وعملت فيها بحيث تبقى متسلسلة وسهلة لدى القارئ ، ولعلي أنشط فأنقل حوارات أخرى تمت بيني وبينه بعون الله تعالى .

    والذي دفعني إلى جمع الحوار ونقله إلى هنا أمور منها :
    - أهمية المعلومات التي فيه والتي جاءت بأسلوب حواري .
    - أن يقف القارئ على ردود حذاق النصارى من كبار قساوستهم ، فالقس عبد المسيح معروف عندهم بـ "أستاذ اللاهوت الدفاعي" ، فإذا وقف المرء على مستوى ردود كبارهم علم هشاشة كتبهم وما يدافعون عنه .

    ولقد كان القس عبد المسيح يكتب في النادي المذكور باسم " الراعي " ، ومن قبله لفترة قصيرة باسم "عمانويل" ، لذلك كان يذيل مداخلاته أحيانًا بـ " الراعي عمانويل" ، وكان القس لا يود إظهار شخصيته في البداية ، حتى خاطبته مرة بـ "حضرة القس" ، فطلب مني في رسالة خاصة ألا أفعل حتى لا يُعرف ، فأجبته إلى طلبه واحترمت رغبته ، فبقي الأمر كذلك حتى التقيت به في غرفته على برنامج "البالتوك" ، فرحب بي وذكر ما حصل بيننا وقال الآن لا بأس بأن يُذكر اسمه ، فالأمر أصبح معروفًا للجميع كما قال، ولم يحصل بيننا لقاء بعدها .

    على كل حال ، لقد حصلت بيني وبين القس مناظرات وحوارات عديدة ، أنقل منها الآن ما دار حول كاتب إنجيل يوحنا ، وهذه المناظرة جمعتها وجعلتها على شكل مقال بعنوان " دراسة في إثبات أن كاتب إنجيل يوحنا مجهول" ، ويلاحظ المرء أني كنت أقول هناك (قال النصارى ، استدل النصارى ، وأجاب النصارى ) ، فهذه كنت أقصد بها القس عبد المسيح بسيط ، وكنت أبهم اسمه احترامًا لرغبته .

    وقد أضع - خارج المناظرة - تعقيبًا بسيطًا أثناء تقلي للحوار لإيضاح فكرة أو أمر غامض أو ما شابه .

    وأترككم مع المناظرة التي ساضعها تباعًا إن شاء الله تعالى ، وبه التوفيق .

    العميد

  • #2
    مداخلة الراعي
    - 03-21-2004 02:34 AM

    من هو كاتب الإنجيل للقديس يوحنا ؟

    يشكك البعض بناء على ما جاء عن نقاد مدارس النقد الأعلى في صحة نسب الإنجيل للقديس يوحنا . فيقول لنا الزميل العميد :

    " أما إنجيل يوحنا فكما يعتقد المسيحيون أن القديس يوحنا تلميذ المسيح هو من كتبه ، ولكن أين الدليل على ذلك ؟
    ليس هناك في إنجيل يوحنا أدنى ما يشير إلى أنّ يوحنا التلميذ هو كاتبه ..


    وقد تعلق الكثير بعبارة ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) .. يو ( 21 : 24 ) ، وبنوا عليها اعتقادهم بأن يوحنا هو الكاتب ، ولكن هذا مرفوض من عدة وجوه :

    أ - لا نعلم من هو القائل هنا ، ولا نعلم من هم الذين يتكلمون بصيغة الجمع ( ونعلم أن شهادته حق ) ، فالقائلون مجهولون تماماً .
    ب - ليس هناك ذكر ليوحنا ، وجل ما في الأمر أنه قال ( هذا هو التلميذ ) ، ولكن من هو هذا التلميذ المقصود وما اسمه ، فهذا الذي لا يُعرف ، والإنجيل لم يذكر اسمه ولم يحدد من هو .
    ج - ولو سلمنا جدلًا أن التلميذ هنا هو يوحنا بن زبدي ، لما كان هناك ما يدل من هذه العبارة على أن الكاتب هو يوحنا ، وكل ما في المسألة أن المقصود بالمكتوب هنا هو ما قيل قبل ذلك من أن هذا التلميذ الذي يحبه المسيح شاع عنه أنه لن يموت ، فهذا هو المقصود بما كتبه وشهد عليه ، وهو هذه القصة الأخيرة لا غير ، ولا يجزم منها أن المقصود هو الإنجيل كله .

    فهذا يجعلنا لا نثق بما يحويه هذا الإنجيل من قصة الصلب لجهالة الكاتب وعدم معرفته ، وكيف , وأن البعض ذهب إلى أن الكاتب هو يوحنا الشيخ وهو غير يوحنا التلميذ ، يقول قاموس الكتاب المقدس ( وقد ظن البعض أن كاتب هذا الإنجيل هو ( يوحنا الشيخ ) الذي ذكره بابياس أسقف هيرابوليس في أوائل القرن الثاني الميلادي، ولكن من المحتمل أن يوحنا الشيخ هو نفس يوحنا الرسول ) .
    وما قاله القاموس من الاحتمال أن الشيخ ويوحنا هو شخص واحد لا يمكن أن تبنى عليه حقائق ، فالمسألة احتمال ، ومع الاحتمال يبطل الاستدلال كما هو معروف .

    فنستنتج من ذلك أن الكاتب مجهول وغير مقطوع بمعرفته ، وأن القول أن فلان كتبه مجرد ظنون لا ترتقي إلى قمة الحقيقة ، فعلى ذلك لا يمكن أن يلتفت إلى شهادة كتاب لا يُعرف من كاتبه ، وبذلك يسقط الاستدلال على حقيقة الصلب من الناحية التاريخية في هذا الإنجيل" .


    وقبل أن نبدأ في الحوار أضع المقدمة التالية :
    بعد أن دُونت الأناجيل الثلاثة الأولى قبل سنة 70م ، دون القديس يوحنا تلميذ الرب والرسول الذي كان أحد التلاميذ الثلاثة المقربين من الرب ، بل والتلميذ الذي كان الرب يحبه والذي اتكأ على صدره وقت العشاء ، والذي سلمه السيد المسيح والدته وهو على الصليب ليرعاها كأمه . وقد دون الإنجيل في نهاية القرن الأول الميلادي حيث كان التلميذ الوحيد الباقي من تلاميذ الرب على قيد الحياة ، فقد سبق أن وعده الرب بالعمر الطويل (يو 22:21،23) . وكان القديس يوحنا بطبيعته مؤهلاً من الروح القدس ليحفظ أعمق كلمات السيد المسيح اللاهوتية والروحية ، وقد دون الإنجيل كما قال في نهايته " وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا إن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه " (يو31:20) . ولأنه دون هذا الإنجيل بهدف تأكيد الإيمان بأن يسوع هو " المسيح ابن الله " ، كما دونه بعد انتشار الأناجيل الثلاثة الأولى بسنوات ، لذا فقد تجنب ذكر أكثر ما دُون فيها وركز على تدوين أعمال السيد وأقواله التي تمت في قانا الجليل واليهودية والسامرة وبيت عنيا وحواراته مع رؤساء اليهود في أورشليم والهيكل وخطابه الوداعي الطويل بعد العشاء وصلاته الأخيرة قبل القبض عليه ، كما دون شهادة يوحنا المعمدان عن المسيح كحمل الله الذي يرفع خطية العالم وكونه ابن الله النازل من السماء . وقد بدأ القديس يوحنا هذا الإنجيل بمقدمة لاهوتية تبرهن كون المسيح " كلمة الله " الأزلي والخالق الذي نزل في ملء الزمان و" اتخذ جسداً وحل بيننا ورأينا مجده " (يو18:1) . وقد ركز على تسجيل أقوال المسيح التي تعلن إنه " كلمة الله " و" ابن الله " و " نور العالم" و " مخلص العالم " و" الواحد مع الآب " في الجوهر والإرادة والعمل، و"الطريق والحق والحياة" و"حمل الله الذى يرفع خطية العالم" و" الراعي الصالح " و" الملك السمائي " و " النازل من فوق " و " ماء الحياة " و " خبز الحياة " و" شافي الأمراض الميئوس من شفائها " و" خالق العينين للأعمى " و" محيي الميت الذي تعفن جسده " وكلى القدرة الذي لا يستحيل عليه شئ " مهما عمل ذاك (الله الآب) فهذا يعمله الابن كذلك " (يو19:5) , وكلى المعرفة الذي لا يخفى عليه شئ ، ومرسل الروح القدس ، والموجود في كل مكان ، في السماء وعلى الأرض في آن واحد 000إلخ . ومن ثم فقد وصفه بعض آباء الكنيسة مثل إكليمندس الإسكندري " بالإنجيل الروحي " ، فهو " قدس أقداس " الإنجيل بأوجهه الأربعة بل والعهد الجديد .

    وكما ركز القديس يوحنا على لاهوت المسيح فقد ركز أنها على ناسوته وإنسانيته وسجل أقوال كثيرة للرب عن تعبه وآلامه وجوعه وعطشه وأكله وشربه وكماله الجسماني كإنسان مكون من لحم ودم وعظام ، وكماله الإنساني كإنسان مكون من جسد ونفس وروح . فقد سجل القديس يوحنا أقوال السيد وأعماله التي تبرهن على أنه ابن الله وكلمة الله الذاتي الذي نزل من السماء وحل بين البشر في صورة إنسان بعد أن اتخذ جسداً " والكلمة صار جسداً وحل بيننا " ، ومن ثم فقد قدم المسيح الإله والإنسان ، الإله المتجسد ، الذي كان هو ابن الله وكلمة الله وابن الإنسان وآدم الثاني ، كلمة الله الذي صار جسداً وابن الإنسان الآتي على سحاب السماء وديان البشرية .
    وقد دون القديس يوحنا الإنجيل الرابع وكتبه بالروح القدس، والقديس يوحنا هو الوحيد من الإنجيليين الأربعة الذي ذكر ودون أقوال السيد المسيح عن إرساله للروح القدس من الآب ، ضمن خطابه الوداعي الطويل بعد العشاء الأخير وأوضح فيه عمل الروح القدس في التلاميذ والرسل أثناء شهادتهم للمسيح ودوره معهم : " يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " ، "فهو يشهد لي " ، " فهو يرشدكم إلى جميع الحق 000 ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأن يأخذ مما لي ويخبركم " (يو26:14؛ 26:15؛ 13:16،14) . وهذا ما عمل الروح القدس تماماً مع القديس يوحنا أثناء كرازته وعند تدوينه للإنجيل ، فقد علمه ما لم يكن يعلمه وذكره بما قاله وعمله الرب وشهد للسيد المسيح ومجده . كان الروح القدس هو ضامن الحق للصورة الإلهية في الإنجيل الرابع وفى كل العهد الجديد ، هذه الصورة التي لا يمكن لفنان مهما كان إيداعه في فنه أن يرسمها بدون وحي إلهي وعمل الروح القدس ، وقد أصبح الإنجيل الرابع وكل العهد الجديد، كما يقول المؤرخ الكنسي فيليب شاف لغز في تاريخ الأدب وغير قابل للحل العقلي .

    وقد آمنت الكنيسة ولمدة ثمانية عشر قرنأ تقريباً على ان كاتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا الرسول ، تلميذ المسيح الذي كان يحبه إلى أن جاء من يدعى إيفانسون Evanson الإنجليزى (1792م) وقال بناء على ما تصور إنه اختلاف بين أسلوب سفر الرؤيا وأسلوب الإنجيل الرابع وزعم امرأة هذا الإنجيل لم يكتبه القديس يوحنا بل كتبه فيلسوف أفلاطوني من القرن الثاني ، وانقسمت أراء النقاد بعد ذلك ودار بينهم صراع ما تزال آثاره موجودة ، وتلقف أراء النقاد هذه بعض المهتمين بدراسة مقارنة الأديان في العالم الإسلامي دون أن يهتموا بالمرة بالبراهين التي قدمها علماء الكنيسة أو بما تطورت إليه أراء هؤلاء النقاد بعد ذلك لأنها لا تحقق أهدافهم . وقد تراجع النقاد ومن تبعهم من العلماء عن هذه الآراء أمام البراهين الساطعة التي تأكدت تباعاً حتى وصلوا إلى حقيقة هامة ومجمع عليها ، وهى أن هذا الإنجيل ، الرابع وثيق الصلة بالقديس يوحنا ولا يبعد عنه بأي حال من الأحوال ، فقد خرج من دائرته ومن تسليمه ومن تعليمه . وانقسمت أراء هؤلاء النقاد والعلماء إلى ثلاثة اتجاهات كلها تبدأ من القديس يوحنا وتنتهي إليه ، وهى :
    1 - أن القديس يوحنا قد كتب هذا الإنجيل بمعونة أحد تلاميذه الذين كانوا معه ، وهذا التلميذ لم يذكر اسمه وتحت ضغط القديس يوحنا لم يجعل أسمه ، اسم القديس يوحنا ، واضحاً في طيات الكتاب .
    2 - أن واحداً من تلاميذ القديس يوحنا قد جمع هذا الإنجيل واستخدم في ذلك مذكرات أو مواعظ القديس يوحنا التي سمعها منه .
    3 - إنه كانت هناك مدرسة أسمها مدرسة يوحنا انتشرت فيها أفكار ومواعظ ومذكرات القديس يوحنا عن السيد المسيح ، وهذه المدرسة هي المسئولة عن جمع هذا الإنجيل وكتابته .
    4 - الرأي التقليدي للكنيسة المبني على الدليل التاريخي والتواتر والتقليد والواقع ومؤيد بالدليل والبرهان على أن مدون هذا الإنجيل ، الرابع ، وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا ، وبنفسه ، سواء كان قد كتبه بقلمه أو أملاه على أحد تلاميذه .
    والباب مفتوح للحوار .

    مع تحياتي

    الراعي / عمانوئيل

    تعليق


    • #3

      مداخلة العميد
      - 03-21-2004 04:26 pm

      الزميل الراعي

      هذه هي المقدمة وبانتظار الأدلة .

      تحيـــــــــــــاتي

      العمــيد

      تعليق


      • #4
        [align=right]مداخلة الراعي
        - 03-22-2004 07:14 PM

        عندما وقف القديس بولس الرسول يحاكم أمام الملك هيرودس أغريباس قال له " لأنه من جهة هذه الأمور عالم الملك الذي أكلمه جهارا إذ أنا لست اصدق أن يخفى عليه شيء من ذلك . لأن هذا لم يفعل في زاوية " (أع26:26) ‎.

        وما قاله القديس بولس يؤكد على حقيقة هامة نريد أن نؤكد عليها وهي أن نقّاد الكتاب المقدس والعقائد المسيحية ، لأسباب خاصة بفكرهم وعقائدهم ، يتكلمون عن الكتاب وعقائده وكأنها خرجت من زاوية مغمورة في مكان مغمور وفي زمن شبه مجهول !!!!! ويتجاهلون حقيقة أن أحداث الإنجيل تمت وسط عشرات الآلاف بل وملايين البشر ، وعلي سبيل المثال فقد جاء في الإنجيل للقديس لوقا " وفي أثناء ذلك إذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا " (لو1:12) ، والربوة في العبرية واليونانية تعني أما عشرة آلاف أو عدد كثير ، وأن أعمال الرسل تلاميذ المسيح وكرازتهم كانت تتم أما عشرت الآلاف ، وعلى سبيل المثال فقد آمن بعد أول عظة للقديس بطرس حوالي ثلاثة آلاف نفس من عشرات الألوف التي حضرت هذه العظة ، وكان يقول لهم " أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال . يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم أيضا تعلمون‎.هذا أخذتموه مسلّما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي اثمة صلبتموه وقتلتموه " (أع22:2و23) . وكانت أعمالهم ومعجزاتهم وعظاتهم مشهورة لدرجة هزت معها أركان الإمبراطورية الرومانية لا بالسيف ولكن بالكلمة والمعجزة وتقديم المسيحيين لأنفسهم للشهادة للمسيح والاستشهاد على اسمه .

        كما كان الإنجيل الشفوي منتشراً في كل الأوساط التي آمنت بالمسيح ، سواء في فلسطين أو سوريا وبقية الإمبراطورية الرومانية ، ولما كتب الإنجيل بأوجهه الأربعة كتب لهؤلاء المؤمنين ونسخوا منه نسخ لكنائسهم ولأنفسهم وأنتشر من خلالهم إلى جميع الجماعات المسيحية في كل دول حوض البحر المتوسط . أي قبلت الكنيسة الإنجيل بأوجهه الأربعة فور تدوينه واستخدمه الرسل في كرازتهم كالإنجيل المكتوب ، وكان يقرأ في الكنائس واجتماعات العبادة ، في الكنائس التي كتبت فيها ولها أولاً ، مع أسفار العهد القديم بالتساوي ، خاصة في أيام الأحد ، يقول القديس يوستينوس الشهيد في بداية القرن الثاني " وفى يوم الأحد يجتمع كل الذين يعيشون في المدن أو في الريف معاً في مكان واحد وتقرأ مذكرات الرسل (الأناجيل) أو كتابات الأنبياء بحسب ما يسمح الوقت " (Abol. 47).

        أي لم يظهر فجأة ولم يكتبه مجهولين ، بل كتب في الكنيسة وخرج منها .

        1 - التقليد المسيحي :وكان لتلاميذ المسيح ورسله خلفاء وتلاميذ ، أسمتهم الكنيسة بالآباء الرسوليين ، ومن هؤلاء من كان تلميذاً للقديس بطرس مثل أغناطيوس أسقف إنطاكية وبوليكاربوس أسقف سميرنا بآسيا الصغرى والذي كان تلميذا للقديس يوحنا الرسول تلميذ المسيح . هؤلاء استلموا منهم الإنجيل الشفوي قبل أن يكتب ، مع بقية المؤمنين ، ثم الإنجيل المكتوب ، ثم سلموه بدورهم لخلفائهم هم أيضا ، مع بقية الجماعة والكنيسة المسيحية ، وهؤلاء سلموه بدورهم لمن بعدهم حتى جاءت المجامع الكنسية سواء المحلية والتي بدأت في نهاية القرن الثاني الميلادي ، أو المسكونية التي بدأت بمجمع نيقية سنة 1325م .

        ومن أهم هؤلاء بالنسبة لدراستنا في الإنجيل للقديس يوحنا القديس بوليكاربوس والقديس أغناطيوس وإريناؤس اسقف ليون وأكليمندس الإسكندري إلى جانب بابياس وتاتيان السوري وغيرهم .

        وقد أجمع هؤلاء وغيرهم وكل آباء الكنيسة على أن القديس يوحنا هو مدون الإنجيل الرابع ، كما يؤكد لنا هذه الحقيقة الانتشار الواسع واستخدام آباء الكنيسة له منذ نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني ، وكذلك انتشاره في أوساط الهراطقة واستخدام أعداء المسيحية والوثنيين له، وكذلك ترجمته إلى أقدم الترجمات (السريانية واللاتينية والقبطية) ووجوده في أقدم المخطوطات القديمة ، بل وترجع أقدم مخطوطة له لما بين 117 و135م .

        ولم يشك أحد من المسيحيين في هذه الحقيقة مطلقا حتى جاءت مدارس النقد بآرائها التي ردت عليها الكنيسة وسرعان ما تراجعت عن معظم ما ادعته هذه المدارس .

        وفيما يلي ما جاء في دائرة المعارف الكتابية عن هذه الجزئية :
        الدليل الخارجي:
        1- في نهاية القرن الثاني :
        والدليل الخارجي، هو أنه في نهاية القرن الثاني، كانت الكنيسة المسيحية تمتلك أربعة أناجيل تستخدمها باعتبارها كتباً مقدسة تقرأ في الكنائس في العبادة الجمهورية، وتحظى بكل تقدير واحترام كأسفار مقدسة لها كل السلطان كسائر أسفار الكتاب المقدس القانونية، وكان الإنجيل الرابع أحد هذه الأناجيل، ويعترف الجميع أن كاتبه هو الرسول يوحنا. ونجد هذا الدليل في كتابات إيريناوس وترتليان وأكليمندس الإسكندري وكذلك في كتابات أوريجانوس. فأكليمندس يشهد عن معتقدات وممارسات الكنيسة في مصر والبلاد المجاورة لها، وترتليان عن كنائس أفريقية، أما إيريناوس - الذي كان قد تثقف في أسيا الصغرى، وأصبح معلماً في روما ثم أسقفاً في ليون في بلاد الغال (فرنسا) - فيشهد عن معتقدات الكنائس في تلك البلاد. ولم تكن هذه العقيدة محل تساؤل قط، حتى إن إيريناوس لم يحاول أن يقدم تبريراً لها. ولا يمكن إسقاط الدليل المستمد من إيريناوس وأكليمندس وغيرهم، علي أساس رغبتهم في إسناد أسفارهم المقدسة إلي الرسل، فليس هذا إلا مجرد زعم لا يمكن أن يؤخذ علي محمل الجد. ربما كان هناك مثل هذا الاتجاه، ولكن في حالة الأناجيل الأربعة، ليس ثمة دليل علي أنه كانت هناك ضرورة لذلك في نهاية القرن الثاني، بل هناك دليل واضح علي اعتقاد الكنائس - قبل نهاية القرن الثاني بكثير - بأن إنجيلين من الأناجيل الأربعة، قد كتبهما رسولان، وأن الإنجيلين الآخرين قد كتبهما رفيقان للرسل.
        2- إيريناوس - ثاوفيلس :
        وتتضح أهمية شهادة إيريناوس من الجهود المكثفة التي بذلت للتقليل من شأنها. ولكن كل هذه المحاولات تبوء بالفشل أمام مركزه التاريخي وأمام الوسائل التي كانت تحت يده لتأكيد معتقد الكنائس، فقد كانت هناك حلقات الربط الكثيرة بين إيريناوس والعصر الرسولي وبخاصة لارتباطه ببوليكاربوس، وهو بنفسه يصف تلك العلاقة في رسالته إلي فلورنيوس، الذي كان أيضاً تلميذاً من تلاميذ بوليكاربوس، ولكنه انحرف إلي الغنوسية التي يقول عنها: "إنني أتذكر أحداث ذلك الزمان بأكثر وضوح عن أحداث السنين الراهنة، وذلك لأن ما يتعلمه الأولاد ينمو بنمو عقولهم، ويصبح ملتصقاً بها، حتى إنني أستطيع أن أصف المكان نفسه الذي كان يجلس فيه بوليكاربوس المبارك، عندما كان يتحدث، وسيره جيئة وذهاباً ، وطريقة حياته، وهيئته، وأحاديثه إلي الناس، وقصصه عن مقابلاته مع يوحنا الرسول وغيره ممن رأوا الرب".
        ولا نستطيع أن نقول كم كان عمر إيريناوس في ذلك الوقت، ولكنه كان - بلاشك - في سن يستطيع فيها أن يستوعب الانطباعات التي سجلها بعد ذلك ببضع سنين. وقد استشهد بوليكاربوس في 155 م، بعد أن قضي 86 سنة في الإيمان. وهكذا كانت هناك حلقة واحدة فقط بين إيريناوس والعصر الرسولى. ولقد كانت هناك حلقة ربط أخري، في علاقته ببوثنيوس الذي سبقه في أسقفية ليون. كان بوثنيوس رجلاً متقدماً جداً في العمر عندما عندما استشهد، وكان يلم بكل تقاليد وتراث كنيسة بلاد الغال. وهكذا نري أن إيريناوس - عن طريق هذين وغيرهما - كانت له الفرصة لمعرفة معتقدات الكنائس، وما يسجله ليس شهادته الشخصية فحسب، بل التراث العام للكنيسة.
        ويجب أن نذكر مع إيريناوس، ثاوفيلس (أحد المدافعين عن المسيحية - 170 م) ، فهو أقدم كاتب يذكر القديس يوحنا بالاسم ككاتب للإنجيل الرابع. ففي اقتباسه لفقرة من مقدمة الإنجيل، يقول :" وهذا ما نتعلمه من الكتب المقدسة، ومن كل الناس المسوقين بالروح القدس، والذين من بينهم يوحنا .. " . ويقول جيروم إن "ثاوفيلس هذا وضع كتاباً في اتفاق الأناجيل الأربعة".
        ومن إيريناوس وثاوفيلس، نقترب من منتصف القرن الثاني حيث نجد " الدياطسرون "لتاتيان ، الذي لسنا في حاجة إلى ذكر الكثير عنه ، "فالدياطسرون" هو أيضاً "اتفاق البشائر الأربعة"، وقد صدر قطعاً قبل 170 م، وهو يبدأ بالآية الأولي من إنجيل يوحنا، وينتهي بالآية الأخيرة في خاتمة هذا الإنجيل.
        3- منتصف القرن الثاني:
        لقد كان تاتيان تلميذاً ليوستينوس الشهيد (جستين مارتر)، وهذه الحقيقة وحدها تجعل من الأرجح أن "ذكريات الرسل" التي يستشهد بها يوستينوس كثيراً، كانت هي التي جمعها تلميذه - بعد ذلك - في "الدياطسرون". أما أن يوستينوس عرف الإنجيل الرابع، فهذا يبدو واضحاً، ولكننا لا نستطيع مناقشة هذا الموضوع هنا. ومتي ثبت ذلك، فمعناه أن الإنجيل الرابع كان موجوداً في حوالي 130م.
        4- إغناطيوس :
        وهناك دليل يجعلنا نعود بالإنجيل الرابع إلي 110م. "إن أول أثار واضحة للإنجيل الرابع، علي فكر ولغة الكنيسة، نجدها في رسائل إغناطيوس (حوالي 110م)، وهي أثار لا يمكن أن يخطئها أحد، وذلك واضح من تلك الحقيقة، أنه كثيراً ما يستخدم اعتماد إغناطيوس علي يوحنا، دليلاً ضد أصالة رسائل إغناطيوس" (زاهن في مقدمته - المجلد الثالث - 176). ويمكنا استخدام هذا الدليل الآن بكل ثقة منذ أن برهن لايتفوت وزاهن علي أن هذه الرسائل وثائق تاريخية. فإذا كانت رسائل إغناطيوس قد تشبعت بنغمة وبروح كتابات يوحنا، فمعني هذا أن هذا النمط من الفكر والتعبير، كان سائداً في الكنيسة في زمن إغناطيوس. وهكذا نري أنه في بداية القرن الثاني، كان هذا النمط المتميز من الفكر والقول "المنسوب إلي يوحنا" سائداً في الكنيسة.
        وهناك دليل آخر علي صحة هذا الإنجيل، لا يلزمنا إلا الإشارة إليه، وهو استخدام الغنوسيين له، فقد أثبت دراموند أن الفالنتينيين والباسيليديين قد استخدموا هذا الإنجيل.
        5- يوحنا الشيخ :
        ولكي نقدر علي نحو صحيح، قوة الدليل السابق، يجب أن نذكر - كما سبق أن لاحظنا - أنه كان هناك كثيرون من تلاميذ يوحنا في أفسس، يعيشون في القرن الثاني، أساقفة مثل بابياس وبوليكاربوس، والشيوخ الذين يذكرهم إيريناوس كثيراً ، ويكونون سلسلة متصلة تربط بين زمن كتابة الإنجيل والنصف الأخير من القرن الثاني. وهنا يبرز السؤال الذي أثير مؤخراً بصورة واسعة حول حقيقة شخصية "يوحنا الشيخ" المذكور في وثيقة بابياس الشهيرة، والتي يحتفظ لنا بها يوسابيوس. فهل كان هناك - كما يري الكثيرون - اثنان يحملان اسم يوحنا : الرسول والشيخ؟ أم كان هناك شخص واحد فقط؟ فإن كان شخصاً واحداً فقط، فهل كان هو ابن زبدي؟ ويوجد اختلاف كبير في وجهات النظر حول هذه النقاط، فيظن هارناك أن "الشيخ" لم يكن هو ابن زبدي. ويشك ساندي في ذلك. ويعتقد موفات أن يوحنا كان هو الشيخ الوحيد في أفسس. أما زاهن ودوم تشابمان (يوحنا الشيخ والإنجيل الرابع -سنة 1911) فيعتقدان أيضاً أنه كان هناك يوحنا واحد فقط لمناقشة في أفسس ، هو يوحنا بن زبدي. ولا نري ضرورة لمناقشة الموضوع هنا، لأن التقليد المتواتر ، الذي ربط هذا الإنجيل بالرسول يوحنا في المدة الأخيرة من إقامته في أفسس، تقليد واضح وقوي، وليس ثمة أساس جدي للشك في إقامته في أفسس في ذلك الوقت.
        6- الخلاصة:
        إن النظرة العادلة إلي دليل الخارجي، لابد أن تبين أنه دليل قوي، بصورة غير
        عادية ، فمن النادر جداً أن نجد البرهان القاطع علي وجود كتاب ما وتأثيره في غيره من الكتابات، بهذه الصورة، في وقت قريب جداً من زمان نشره مثلما نجد في حالة الإنجيل الرابع. إن تاريخ نشره هو نهاية القرن الأول، ولا يمكن أن يتأخر عن بداية القرن الثاني. فهناك دلائل واضحة علي تأثيره في رسائل إغناطيوس. كما أن رسالة بوليكاربوس (الأصحاح السابع) تقتبس من رسالة يوحنا الأولي. وفكر وأسلوب الإنجيل الرابع كان لهما أثرهما الواضح في كتابات يوستينوس الشهيد. علاوة علي ذلكن إن إنجيل يوحنا منسوج مع الأناجيل الثلاثة الأخري في "الدياطسرون" لتاتيان. وقد اقتبس منه وفسره الغنوسيون. وفي الحقيقة نجد أن الدليل الخارجي علي التاريخ المبكر للإنجيل الرابع ونسبته إلي يوحنا الرسول، دليل قوي، سواء في مداه أو في تنوعه، لا يقل عن أي دليل لأي سفر آخر من أسفار العهد الجديد، وأعظم جداً من أي دليل علي أي عمل من الأعمال الكلاسيكية.
        ولن نتناول هنا تاريخ الجدل حول نسبة هذا الإنجيل ليوحنا، فباستثناء طائفة "ألوجي" الغامضة (الذين عزوا الإنجيل إلي كيرنثوس) في القرن الثاني، لم يرتفع صوت يتحدي نسبة كتابة هذا الإنجيل إلي يوحنا، حتي نهاية القرن السابع عشر، ولم يبدأ هجوم خطير حتي القرن التاسع عشر (برتشنايدر في 1820، وستراوس في 1835، ووايس في 1838، وبوير ومدرسته في 1844 وما بعدها، وكيم في 1865.. إلخ) . وقد صد الكثيرون من العلماء الآخرين هذه الهجمات بقوة (أولشوزن، تولوك، نياندر، ابرارد، بليك ... إلخ). وقد تبني البعض - بصور ودرجات مختلفة - افتراض أساس رسولي للإنجيل، مع اعتباره من إنتاج يد أخري متأخرة (فيزايكر ورينان وغيرهما). ومن هنا اتسعت دائرة الجدل، في تعنت متزايد من جانب المعارضين لأصالة وصحة الإنجيل، ولكنهم قوبلوا بنفس القوة والعزم من جانب المدافعين عنه " .
        هذا ما جاء في دائرة المعارف بصورة إجمالية ولكني مع سياق الحوار سأقدم أن شاء الرب وعشنا دراستي الخاصة تفصيلا لإثبات صحة نسب هذا الإنجيل للقديس يوحنا .
        2 - القرآن والإنجيل :ولكني أريد هنا وقبل أن نتعمق في الموضوع أن أطرح هذا الطرح ؛ وهو أن الحوار حول الإنجيل للقديس يوحنا يدور على ثلاثة محاور ، محور مسيحي إسلامي وهو الذي يثير هذه القضية لمحاولة التأكيد على الزعم القائل بتحريف الكتاب المقدس ، ومحور مسيحيي نقدي ، علماً بأن معظم النقاد تراجعوا ، مع الدراسة المستمرة عن معظم أراءهم وحصروا الإنجيل في دائرة القديس يوحنا وتلاميذه ، ومحور مسيحي إلحادي ، مبني أساسا على عدم وجود الله وبالتالي يرفض الوحي من الأساس ويعنيه أن ينفي صلة كتاب الإنجيل بالمسيح ليجعل من المسيح مجرد أسطورة أو شخص له قدرات فائقة لكن بعيدا عن الوحي والمعجزة .
        وللأسف يستغل الأخوة المسلمين أراء هؤلاء النقاد ، القديمة ، ويتمسكون بها دون الالتفات إلى ما يقدمه المسيحيين من أدلة وبراهين تدل على صحة نسب الإنجيل للقديس يوحنا ، علما بأن هذه الآراء لا تهدم المسيحية وحدها بل تهدم المسيحية والإسلام معا وتنفي عن القرآن صفة الوحي تماما بل وتضعه في موقف الذي يجهل الحقائق لو افترضنا أن ما جاء به هؤلاء هو الحق !!!
        تقولون لي الإسلام لم يذكر إلا الإنجيل فقط ولم يقل إنجيل يوحنا أو إنجيل متى أو غيره . حسنا ، ولكني أقول أن القرآن تكلم عن الإنجيل الذي كان مع المسيحيين ودعا أهل الإنجيل للحكم بما فيه " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (المائدة 46) . ووصف أهل الإنجيل بالذين في قلوبهم رأفة ورحمة " ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً " (الحديد 26) . وقال أنه كان بين يدي نبي المسلمين " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (يا محمد) الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ (التوراة والإنجيل) وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " (المائدة:48).
        " وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ . وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " (المائدة 47) ؟
        بل ويقول أيضا و " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " (النحل 42) ، وأهل الذكر هنا هم أصحاب التوراة والإنجيل .
        راجع موضوعنا "ما معني قول القرآن " يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ " ؟وهل رأى نبي الإسلام التوراة والإنجيل؟ "

        فما هو الإنجيل الذي كان بين يدي المسيحيين وشهد لصحته القرآن ؟
        وهنا نرجع للمؤرخين المسلمين بل ومن كتبوا ضد المسيحية والإنجيل ليقولوا لنا ما هو الإنجيل وما هي هذه الأناجيل التي كانت مع المسيحيين ، كما عرفوها عن المسيحيين :
        1 - قال المؤرخ الإسلامي اليعقوبي (متوفي سنة 292 هـ) " وكان الأربعة الذين كتبوا الإنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا . اثنان من هؤلاء من الاثنى عشر واثنان من غيرهم " . (تاريخ اليعقوبي ط1. ص 88 - 89) .
        2- وقال المسعودى (متوفى 346 هجرية) : قال عن كتاب الأناجيل " أما الذين نقلوا الإنجيل فهم : " لوقا ومارقس ( مرقس ) ويوحنا ومتي " (مروج الذهب للمسعودى ج 1 : 312) .
        3 - ولا المؤرخ العربي الأندلسي الشهير ابن خلدون (متوفي سنة 1406) : والذي قال في كتاب " العبر وديوان المبتدأ والخبر " (ص 232 -233) : " وافترق الحواريون شيعاً ودخل اكثرهم بلاد الروم داعين الى دين النصرانية‏.‏ وكان بطرس كبيرهم فنزل برومة دار ملك القياصرة ثم كتبوا الانجيل الذي انزل على عيسى صلوات الله عليه في نسخ اربع على اختلاف رواياتهم‏:‏ فكتب متى انجيله في بيت المقدس بالعبرانية ونقله يوحنا بن زيدى منهم الى اللسان اللاطيني وكتب لوقا منهم انجيله باللطيني الى بعض اكابر الروم وكتب يوحنا بن زبدى منهم انجيله برومة وكتب بطرس انجيله باللطيني ونسبه الى مرقاص تلميذه‏.‏ واختلفت هذه النسخ الاربع من الانجيل مع انها ليست كلها وحياً صرفاً بل مشوبة بكلام عيسى عليه السلام وبكلام الحواريين وكلها مواعظ وقصص والاحكام فيها قليلة جداً‏" .
        أنظر الرابط التالي :
        http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.as...W=الحواريين#SR1

        4 - وقال ابو الفداء الحافظ ابن كثير (متوفي سنة774 هـ) في كتابه " البداية والنهاية " عن الأناجيل " وذكر غير واحد أن الإنجيل نقله عن أربعة : لوقا ومتى ومرقس ويوحنا. وبين هذه الأناجيل الأربعة تفاوت كثير بالنسبة إلى كل نسخة ونسخة ، وهؤلاء الأربعة اثنان ممن أدرك المسيح ورآه وهما متى ويوحنا. ومنهم اثنان من أصحاب أصحابه ، وهما مرقس ، ولوقا " (البداية والنهاية جـ 2 : 100 ط مكتبة المعارف ببيروت 1990م) .
        5 - " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام " ، (والذي كتب سنة 684 هـ ) ، وقد جاء فيه " وأما هذا الكتاب الذي يدّعي النصارى أنه الإنجيل فقد توافق هؤلاء النصارى على أنه إنما تلقي عن اثنين من الحواريين وهما متاؤوس ويوحنا ، وعن اثنين من تلاميذ الحواريين وهما ماركش ولوقا . وأن عيسي لم يشافههم بكتاب مكتوب عن الله كما فعل موسى ، ولكن لما رفع الله عيسى إليه تفرق الحواريون في البلاد والأقاليم كما أمرهم عيسى فكان منهم من كتب بعض سيرة عيسى وبعض معجزاته وبعض أحواله حسب ما تذكر ، وما يسر الله عليه منه " .
        6 - " الملل والنحل " للشهرستاني (479 - 548 هـ) الذي قال : " ثم أن أربعة من الحواريين اجتمعوا وجمع كل واحد منهم جمعا سماه الإنجيل وهم : متي ولوقا ومرقس ويوحنا . وخاتمة إنجيل متي أنه قال : أنني أرسلكم الأمم كما أرسلني أبي إليكم . فاذهبوا وادعوا باسم الآب ، والابن ، وروح القدس ، وفاتحة إنجيل يوحنا : علي القديم الأزلي كانت الكلمة وهوذا الكلمة كانت عند الله . والله هو كان الكلمة ، وكل بيده " (الملل والنحل للشهرستانى ج 1 : 22) .
        7 - ابن الأثير ( متوفى 630 هجرية ) : قال أن ملك الروم " نفي يوحنا الحواري كاتب الإنجيل إلى جزيرة في البحر " (الكامل في التاريخ لأبن الأثير ج 1 : 28) .
        8 - الأمام عماد الدين (متوفى 740 هـ) قال أن " الإنجيل نقله عنه (المسيح) أربعة : لوقا ومتي ومرقس ويوحنا 000 وهؤلاء الأربعة منهم اثنان ممن أدرك المسيح ورآه وهما متي ويوحنا ومنهم اثنا من أصحاب أصحابه م قس ولوقا " (البداية والنهاية للأمام عماد الدين ج 2 : 100) .
        9 - " هداية الحياري في أجوبة اليهود والنصاري " لابن قيم الجوزية الذي عاش فى الفترة (691-751هـ) والذي قال عن الأناجيل " وأما " الأناجيل " فهي أربعة أناجيل أخذت على أربعة نفر ، أثنان منهم لم يريا المسيح أصلا وهما : مرقس ولوقا ، وأثنان رأياه واجتمعا به وهما : متى ويوحنا ، وكل منهم يزيد وينقص ويخالف إنجيله إنجيل أصحايه في أشياء ، وفيها ذكر القول ونصيبه " (هداية الحيارى دراسة وتحقيق وتعليق محمد على أبو العباس ص142) .
        10 - " الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة في الرد على اليهود والنصارى " للأمام شهاب الدين أحمد بن القرافي (626-684هـ) والذي قال عن الأناجيل " إن الأناجيل خمسة يعرف النصاري منها أربعة مشهورة ، والخامس لا يعرفه إلا القليل منهم ، فالأربعة ، الأول : إنجيل متى ، وهو من الحواريين الاثني عشر ، وبشر بإنجيله باللغة السريانية بأرض فلسطين بعد صعود المسيح إلى السماء بثمان سنين ثمانية وستون إصحاحا ، الثاني إنجيل مرقس ، وهو من السبعين وبشر بإنجيله باللغة الفرنجية بمدينة رومية بعد صعود المسيح - عليه السلام - باثنتى عشر عاما وعدد إصحاحاته ثمانية وأربعةن إصحاحا [الثالث] إنجيل لوقا وهو من السبعين ، وبشر بإنجيله بالأسكندرية باللغة اليونانية .. [الرابع] إنجيل يوحنا وهو من الاثنى عشر بشر بإنجيله في مدينة أفسس من بلاد رومية بعد صعود المسيح - عليه السلام - بثلاثين سنة وعدة إصحاحاته في النسخ القبطية ثلاثة وثلاثون إصحاحا " (الأجوبة الفاخرة ص 41و42 دراسة وتحقيق مجدي محمد الشهاوي) .
        11- " المختار في الرد على النصارى للجاحظ المتوفي سنة 255هـ والذي كتب يقول عن النصارى " إنهم إنما قبلوا دينهم عن أربعة أنفس اثنان منهم من الحواريين بزعمهم " يوحنا ومتى واثنان من المستجيبة وهما مارقس ولوقش وهؤلاء الأربعة لايؤمن عليهم الغلط ، ولا النسيان ، ولا تعمد الكذب " (تحفة الآريب ص 14) .
        12 - " تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب " والذي كتبه أنسلم تورميدا الشهير بعبد الله الترجمان الأندلسي ألف هذا الكتاب باللغة العربية سنة 823 هـ وكان هذا الرجل راهبا مسيحيا ثم أعتنق الإسلام . ويقول " أعلموا - رحمكم الله - أن الذين كتبوا الأناجيل أربعة هم : متى ، وماركوس (مرقس) ، ولوقا ، ويوحنا " (تحفة الآريب تقديم وتحقيق وتعليق محمود على حماية ط 1984 ص61) .
        فإذا كانت الأناجيل (أو الإنجيل بأوجهه الأربعة) كما كانت مع المسيحيين كما أكد التقليد المسيحي وكما شهد بذلك الكتاب المسلمين منذ فجر الإسلام هي التي لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا ، وأن القرآن شهد لسلامة الإنجيل الذي كان مع المسيحيين وكان بين يدي نبي المسلمين بتعبير القرآن وطالبهم بالحكم بما جاء فيه !! إذا فهذه شهادة من القرآن على صحة الإنجيل بأوجهه الأربعة وصحة نسب كل إنجيل منهم لكاتبه المعروف ومنهم الإنجيل للقديس يوحنا !!!!! ومن يقل بغير ذلك ينفي عن القرآن صفة الوحي وينعته بأنه جهل حقائق كشفتها مدارس النقد فيما بعد ، هذا إذ صح ما تدعيه مدارس النقد الإلحادية زمن تأثر بها بعد ذلك .

        مع تحياتي

        الراعي / عمانوئيل
        [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          [align=right] مداخلة الراعي
          - 03-25-2004 05:13 pm

          لم يرد علينا الزميل العميد ولا أحد غيره في هذا الموضوع حتى الآن كما حدث في موضوع " ما معنى قوله " يحرفون الكلم عن مواضعه" !!

          فهل معنى ذلك أن المسألة عندما تقترب من تأكيد القرآن لعدم تحريف الكتاب المقدس ، وأن الكتاب المقدس كما هو بين أيدينا ، هو نفسه الذي كان بين يديه كما يقول القرآن ، وقد طلب من المسيحيين أن يحكموا بما أنزل الله فيه ، ويقول لمحمد " كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله " يصمتون !!!!

          فلماذا الجرى وراء ما سبق أن قاله النقاد الماديون وردت عليه الكنيسة ؟؟؟
          مجرد سؤال !!

          مع تحياتي

          الراعي / عمانوئيل
          [/CENTER]

          تعليق


          • #6
            [align=right]
            مداخلة العميد
            - 03-26-2004 03:40 AM

            الزميل العزيز الراعي

            يؤسفني جداً أن تستعجلني في الرد ، ولا أدري لماذا هذا التصرف ، فهل أنت على عجلة من أمرك ؟

            على كل حال ، سوف أدخل في الموضوع مباشرة دون أيّ مقدمات .

            لقد قلت أنا اعتراضي على إنجيل يوحنا ، والذي نقلته أنت حرفيًا ، وهو :

            (( أما إنجيل يوحنا فكما يعتقد المسيحيون أن القديس يوحنا تلميذ المسيح هو من كتبه ، ولكن أين الدليل على ذلك ؟
            ليس هناك في إنجيل يوحنا أدنى ما يشير إلى أنّ يوحنا التلميذ هو كاتبه ..

            وقد تعلق الكثير بعبارة ( هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا . ونعلم أن شهادته حق ) .. يو ( 21 : 24 ) ، وبنوا عليها اعتقادهم بأن يوحنا هو الكاتب ، ولكن هذا مرفوض من عدة وجوه :
            أ - لا نعلم من هو القائل هنا ، ولا نعلم من هم الذين يتكلمون بصيغة الجمع ( ونعلم أن شهادته حق ) ، فالقائلون مجهولون تماماً .

            ب - ليس هناك ذكر ليوحنا ، وجل ما في الأمر أنه قال ( هذا هو التلميذ ) ، ولكن من هو هذا التلميذ المقصود وما اسمه ، فهذا الذي لا يُعرف ، والإنجيل لم يذكر اسمه ولم يحدد من هو .

            ج - ولو سلمنا جدلًا أن التلميذ هنا هو يوحنا بن زبدي لما كان هناك ما يدل من هذه العبارة على أن الكاتب هو يوحنا ، وكل ما في المسألة أن المقصود بالمكتوب هنا هو ما قيل قبل ذلك من أن هذا التلميذ الذي يحبه المسيح شاع عنه أنه لن يموت ، فهذا هو المقصود بما كتبه وشهد عليه ، وهو هذه القصة الأخيرة لا غير ، ولا يجزم منها أن المقصود هو الإنجيل كله .

            فهذا يجعلنا لا نثق بما يحويه هذا الإنجيل من قصة الصلب لجهالة الكاتب وعدم معرفته ، كيف وأن البعض ذهب إلى أن الكاتب هو يوحنا الشيخ وهو غير يوحنا التلميذ ، يقول قاموس الكتاب المقدس ( وقد ظن البعض أن كاتب هذا الإنجيل هو ( يوحنا الشيخ ) الذي ذكره بابياس أسقف هيرابوليس في أوائل القرن الثاني الميلادي، ولكن من المحتمل أن يوحنا الشيخ هو نفس يوحنا الرسول ) .

            وما قاله القاموس من الاحتمال أن الشيخ ويوحنا هما شخص واحد لا يمكن أن تبنى عليه حقائق ، فالمسألة احتمال ، ومع الاحتمال يبطل الاستدلال كما هو معروف .

            فنستنتج من ذلك أن الكاتب مجهول وغير مقطوع بمعرفته ، وأن القول إن فلانًا كتبه مجرد ظنون لا ترتقي إلى قمة الحقيقة )) .



            وفي الواقع لم تأت بما ينقض كلامي ، فلنبدأ بما حدثتنا عن انتشار أحداث الإنجيل وسط عشرات الآلاف من البشر ، فرحت تستشهد على ذلك من أعمال الرسل ولوقا ، وكأننا نسلم لك بصدق وحقيقة ما يحتوياه ، فما تستشهد به يا عزيزي يحتاج أيضاً إلى دليل لإثباته ، وتحتاج إلى فتح موضوع خاص لإثباتهما ، لذلك نرفض أن تستشهد بما نحن فيه مختلفون .


            كتبت تقول : (( يقول القديس يوستينوس الشهيد في بداية القرن الثاني " وفى يوم الأحد يجتمع كل الذين يعيشون في المدن أو في الريف معاً في مكان واحد وتقرأ مذكرات الرسل (الأناجيل) أو كتابات الأنبياء بحسب ما يسمح الوقت " (Abol. 47). )) .


            أقول :
            أما يوستينوس الشهيد فهو من مواليد بداية القرن الثاني [ 110 - 165 ؟]، ولم يُذكر عنه أنه رأى الرسل أو سمعهم ، وما ذكره في كتابه " الأبولوجي الأولى " هو " مذكرات " ، ولم يحدّد ما هي هذه " المذكرات " ، وما وضعته سيادتك بين قوسين هو من إضافتك أنت ورؤيتك وليس من الكتاب المذكور ، ونحن لا يهمنا هنا ما تفهمه أنت في هذا الصدد بل ما يقوله يوستينوس نفسه ..

            هذا بالاضافة إلى أن كلام يوستينوس عام وغامض لا يفيد شيئًا ، فهو لم يذكر ما هي هذه المذكرات ولم يبينها .




            وكتبت تقول : (( ومن أهم هؤلاء بالنسبة لدراستنا في الإنجيل للقديس يوحنا القديس بوليكاربوس والقديس أغناطيوس وإريناؤس اسقف ليون وأكليمندس الإسكندري إلى جانب بابياس وتاتيان السوري وغيرهم . وقد أجمع هؤلاء وغيرهم وكل آباء الكنيسة على أن القديس يوحنا هو مدون الإنجيل الرابع )) .


            الجواب : أنت تقول إنهم أجمعوا على أن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا ، وهذا تمويه كبير ، وأنا أطالبك أن تثبت لنا صحة ادعائك ، وكما أطالبك أن تذكر لنا قول بوليكاربوس وإغناطيوس وبابياس المنسوبين لتلاميذ يوحنا الرسول ومن مراجعهم أين قالوا إن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا ، أما الكلام المرسل من غير دليل فلا ينفع ، ولو كان كلامك صحيحاً لما حصل هذا الخلاف بين المسيحيين .

            كما أنك نقلت لنا من دائرة المعارف ما يدحض ادعائك ، وهو قولهم ( ويجب أن نذكر مع إيريناوس، ثاوفيلس أحد المدافعين عن المسيحية - 170 م ، فهو أقدم كاتب يذكر القديس يوحنا بالاسم ككاتب للإنجيل الرابع ) .

            فثاوفيلوس هو أقدم من ذكر كاتب إنجيل يوحنا بالاسم ، فكيف تنسب لمن قبله أنهم ذكروا ذلك ؟؟؟

            أليس هذا قلبًا للحقائق وإيهامًا للقارئ بما لا يصح ؟؟؟


            والغريب أن بوليكاربوس لم يذكر شيئًا عن إنجيل يوحنا قط ، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى وجود إنجيل ليوحنا ، ومن المفترض أنه تلميذه !!!!

            فيا ترى ، هل الآخرون أعلم به منه ؟؟؟؟

            أم أنه خفي عليه ذلك ؟؟؟


            كما أنه لا يمكن الاعتماد على قول إريناوس ، لأنه لم يذكر أنه أخذ هذه المعلومة من بوليكاربوس ، وإذا قيل ولكن إريناوس كان تلميذاً لبوليكاربوس ، نقول : ولكن يحتمل أنه أخذها عن آخر مجهول لا نعرفه ، أو أنه غلب ذلك على ظنه ..

            وكونه تلميذ بوليكاربوس لا يعني أنه أخذ كل شيء عن بوليكاربوس ، فلو صحّ ذلك لوجب أن يكون فلورينوس الغنوسي أيضاً أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ، لأنه كان تلميذه ، تقول دائرة المعارف : ( فلورنيوس الذي كان أيضاً تلميذاً من تلاميذ بوليكاربوس ، ولكنه انحرف إلي الغنوسية ) .

            فهل تقول إن فلورنيوس الغنوسي تلميذ بوليكاربوس أيضاً أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ؟؟؟

            طبعاً لا أظن أنك تقول به ...


            وكذلك لوجب أن بابياس الذي يُعتبر صديق بولكاربوس وتلميذ يوحنا قد أخذ عنه كيفية موت يهوذا الإسخريوطي ، والتي وصفها كالتالي :

            Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.
            ( Fragments of Papias - chapter 3 )

            الترجمة :
            ولقد أصبح يهوذا مثالًا سيئًا على عدم التقوى في هذا العالم , فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة , ولقد دُهس بعربة حنطور وخرجت أحشاؤه .

            فهل تستطيع يا عزيزي أن تقول إن بابياس أخذ هذه عن الرسول يوحنا لأنه كان تلميذه ؟؟

            أو هل تستطيع أن تقول إن بابياس أخذ هذه عن بولكاربوس لأنه كان صديقه ؟؟؟؟

            طبعاً لن تقول ذلك ، لأن هذا فيه تكذيب واضح لإنجيل متى 27 : 5
            ( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ، ثم مضى وخنق نفسه ) .وكذلك فيه تكذيب واضح لأعمال الرسل 1 : 18

            إذن ، الجزم بأن أيريناوس أخذ هذه المعلومات عن بوليكاربوس فيه مجازفة كبيرة وبعداً عن المنطق والحقيقة .


            أما بالنسبة لاقتباسك من دائرة المعارف الكتابية ، فهي نفسها التي قالت : ( أما فيما يختص بالزمن الذى ظهرت فيه كتابات يوحنا [ بغض النظر عن الكاتب ] فهناك الآن اتفاق متزايد فى الرأى على أنها ظهرت فى نهاية القرن الأول أو فى بداية القرن الثاني . وهذا هو الرأي الذى يعتنقه أولئك الذين ينسبون كتابة الإنجيل لا إلى كاتب مفرد بل إلى مدرسة فى أفسس استعانت بمادة تعليمية كانت موجودة ) .

            وطبعاً هذا الرأي هو رأي الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا ، فلقد قالت ( باللغة الألمانية ) على موقعها على الانترنت :

            Das Evangelium des Johannes ist in seiner endgültigen Gestalt wahrscheinlich nicht von einer Einzelperson, sondern von einer Gruppe herausgegeben worden, die sich als Anh?nger dieses einzelnen verstanden - so jedenfalls l?sst sich Johannes 21,24 verstehen. Dieser Einzelne wird nur in der ?berschrift des Evangeliums Johannes genannt, im Evangelium selbst wird er immer nur mit der Wendung "der Jünger, den Jesus liebte" bezeichnet.

            Evangelische Kirche in Deutschland


            وهذه ترجمته إذا كنت لا تعرف الألمانية :
            ( يُحتمل أن إنجيل يوحنا في شكله النهائي ليس من وضع شخص واحد ، بل من مجموعة أشخاص ، الذي يتبين أنهم من رفاق هذا الفرد ، وهذا ما يتضح من تلقاء نفسه من يوحنا 21 : 24 . وهذا الفرد يدعى في الإنجيل " يوحنا " ، وفي الإنجيل نفسه يُوصف بالتلميذ الذي أحبه يسوع ) .

            وكما ترى فليس هناك اتفاق بين المسيحيين أنفسهم على هذا الإنجيل ، فهذا يقول : إنه يوحنا وهذا يقول : لا ، بل هم مجموعة ، وغيرهم يدّعي أنه يوحنا الشيخ الذي ذكره بابياس أسقف هيرابوليس كما جاء في قاموس الكتاب المقدس :
            (( وقد ظن البعض أن كاتب هذا الإنجيل هو "يوحنا الشيخ" ، الذي ذكره بابياس أسقف هيرابوليس في أوائل القرن الثاني الميلادي ، ولكن من المحتمل أن يوحنا الشيخ هو نفس يوحنا الرسول )) انتهى.

            فكما نرى جميعًا أن كل الأقوال هي احتمالات ولا يوجد يقين ، ولذلك تقول الكنيسة الانجيلية في المانية في الموقع السابق ذكره :

            Daneben wird noch von einem anderen Jünger Johannes berichtet, der ausdrücklich von Johannes, dem Sohn des Zebed?us unterschieden wird und den Beinamen "der ?ltere" bzw. "der ?lteste" tr?gt. Mit diesem Titel bezeichnet sich auch der Verfasser des zweiten und dritten Johannesbriefes (2. und 3. Johannes 1,1), die beide eine besonders enge sprachliche und thematische N?he zum Johannesevangelium aufweisen. Ob es sich bei diesem ?ltesten Johannes selbst um den Verfasser des Evangeliums handelt oder ob er lediglich zum Kreis der Anh?nger um den "Lieblingsjünger" geh?rt, l?sst sich jedoch nicht mit Sicherheit sagen.

            ترجمته :

            ( إلى جانب ذلك يُذكر "يوحنا" آخر ، والذي يختلف بوضوح عن يوحنا بن زبدي ، ويكنى باسم ( الشيخ ) ، وبهذه الكنية يصف نفسه أيضاً كاتب رسائل يوحنا الثانية والثالثة ، وكلتاهما تشير إلى تقارب وثيق للغة و نقاط موضوع إنجيل يوحنا . وإذا ما كان يوحنا الشيخ هذا هو نفسه كاتب إنجيل يوحنا أو أنه من أتباع التلميذ الحبيب ، فهذا ما لا يمكن قوله بيقين ) .


            فكما نرى عزيزي أن محاولات تحديد هوية كاتب إنجيل يوحنا كلها ضروب من الظن ، والظن لا يغني من الحق شيئاً ، ويبقى كاتب إنجيل يوحنا مجهولاً لا يعرف ، وكتاب حاله كهذا لا يمكن نسبته إلى الله بالتكهنات والظنون التي لا تسمن ولا تغني من جوع .

            العميد

            ==========================================


            تعقيب خارج المناظرة :

            قال القس : (( هو الإنجيل الذي كان بين يدي المسيحيين وشهد لصحته القرآن ؟ وهنا نرجع للمؤرخين المسلمين بل ومن كتبوا ضد المسيحية والإنجيل ليقولوا لنا ما هو الإنجيل وما هي هذه الأناجيل التي كانت مع المسيحيين ، كما عرفوها عن المسيحيين ))

            وقال أيضًا : (( فإذا كانت الأناجيل (أو الإنجيل بأوجهه الأربعة) كما كانت مع المسيحيين كما أكد التقليد المسيحي وكما شهد بذلك الكتاب المسلمين منذ فجر الإسلام هي التي لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا )) .

            قلت : لم أرد على كلامه هذا أثناء المناظرة ، لأن الهدف منه أن يبعدنا القس عن صميم الموضوع في إثبات هوية الكاتب ليدخلنا في الإسلاميات ، ولو جاريناه لما عدنا إلى موضوعنا أبدًا ، فإنك لن تنتهي من شرح ما سأل عنه إلا وأدخلك في أضعافه .

            ولكن لا بأس أن نجيب هنا ، فإن ما طرحه القس إجابته سهلة وواضحة ، وربما هو يعلم ذلك ، ولكنه يتعمد طرحه ليبعد كتابه عن موضع النقد .

            فالكتاب المسلمون الذين أتى بهم القس لم يعترفوا بأن الإنجيل كتبه هؤلاء كما أراد أن يلبس على القارئ ، بل كانوا يذكرون اعتقاد النصارى في كتبهم ، أي أن النصارى يعتقدون أن الأناجيل كتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنا ، وهذا واضح مما نقله القس بنفسه ، مثالًا على ذلك يقول :
            (( - " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام " ، (والذي كتب سنة 684 هـ ) ، وقد جاء فيه " وأما هذا الكتاب الذي يدّعي النصارى أنه الإنجيل فقد توافق هؤلاء النصارى على أنه إنما تلقي عن اثنين من الحواريين وهما متاؤوس ويوحنا ، وعن اثنين من تلاميذ الحواريين وهما ماركش ولوقا )) .

            فهل رأيتم قوله (( وأما هذا الكتاب الذي يدّعي النصارى أنه الإنجيل )) ؟؟

            فهذا القول وحده يكفي لدحض تلبيس القس .


            ومثال آخر قول القس : " المختار في الرد على النصارى للجاحظ المتوفي سنة 255هـ والذي كتب يقول عن النصارى " إنهم إنما قبلوا دينهم عن أربعة أنفس اثنان منهم من الحواريين بزعمهم " يوحنا ومتى واثنان من المستجيبة وهما مارقس ولوقش وهؤلاء الأربعة لا يؤمن عليهم الغلط ، ولا النسيان ، ولا تعمد الكذب " (تحفة الآريب ص 14) .

            يقول الجاحظ (بزعمهم) ، ويقول ( وهؤلاء الأربعة لا يؤمن عليهم الغلط ، ولا النسيان ، ولا تعمد الكذب )


            ومثال آخر قول القس : (( " هداية الحياري في أجوبة اليهود والنصاري " لابن قيم الجوزية الذي عاش فى الفترة (691-751هـ) والذي قال عن الأناجيل " وأما " الأناجيل " فهي أربعة أناجيل أخذت على أربعة نفر ، أثنان منهم لم يريا المسيح أصلا وهما : مرقس ولوقا ، وأثنان رأياه واجتمعا به وهما : متى ويوحنا ، وكل منهم يزيد وينقص ويخالف إنجيله إنجيل أصحايه في أشياء ، وفيها ذكر القول ونصيبه " (هداية الحيارى دراسة وتحقيق وتعليق محمد على أبو العباس ص142) . )) .

            فقول ابن القيم رحمه الله (( وكل منهم يزيد وينقص ويخالف إنجيله إنجيل أصحابه)) فيه تكذيب لهذه الأناجيل ، كيف وابن القيم ذكر بعد نصه هذا مباشرة طرفًا من تناقضات الأناجيل ، وهو ما عناه بقوله (( وفيها ذكر القول ونقيضه )) ، وما نقله القس (( وفيها ذكر القول ونصيبه )) فخطأ .

            فكل هذا يدلك على أن من ذكرهم القس لا يعترفون بما يزعمه بل منهم من ينقلها منتقدًا ، ومنهم من ينقلها على سبيل حكاية أقوال النصارى وبيان اعتقادهم .

            وكما قلت : تركنا الرد على هذ الكلام لئلا يخرج بنا عن موضوع كاتب إنجيل يوحنا ، وأغلب ظني أنه يعلم أن ما أتى به من المضحكات ، وأن الهدف منه تشتيت الموضوع لا غير .
            [/CENTER]

            تعليق


            • #7
              [align=right]
              مداخلة الراعي
              - 03-27-2004 02:42 pm
              الزميل العميد

              تحية ومحبة وسلام

              الأخ العميد تجاهل كلامي تماما عما قاله القرآن عن الإنجيل !!!

              وأنا ... أسأل الأخ العميد وكل علماء المسلمين :

              أين هو الإنجيل الذين تقولون أنه نزل على عيسى ؟؟؟!!!! هل تدلونا عليه ؟؟!! وهل يدلنا قرآنكم عليه ؟؟؟!!!

              القرآن يخاطب المسيحيين في القرن السابع الميلادي ، ويقول لهم " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه " ولم يكن مع المسيحيين في ذلك الوقت ما يسمونه بإنجيل عيسى ولم يعرفوا عنه أي شيء ، ولم يكن معهم سوى العهد الجديد كما هو معروف لنا اليوم ، إذا فهو يخاطبهم عن الإنجيل الموجود معهم وليس عن إنجيل عيسى الذي تزعمونه !!!

              أعلم أنكم ستقولون لي الإسلام لم يذكر إلا الإنجيل فقط ولم يقل إنجيل يوحنا أو إنجيل متى أو غيره . حسنا ، ولكني أقول أن القرآن تكلم عن الإنجيل الذي كان مع المسيحيين ودعا أهل الإنجيل للحكم بما فيه " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (المائدة 46) . ووصف أهل الإنجيل بالذين في قلوبهم رأفة ورحمة " ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً " (الحديد 26) . وقال أنه كان بين يدي نبي المسلمين " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ (يا محمد) الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ (التوراة والإنجيل) وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " (المائدة:48).

              " وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ . وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ . وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ " (المائدة 47) ؟

              بل ويقول أيضا و " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ " (النحل 42) ، وأهل الذكر هنا هم أصحاب التوراة والإنجيل . راجع موضوعنا " ما معنى يحرفون الكلم عن مواضعه "

              وأسأل ثانية : ما هو الإنجيل الذي كان بين يدي المسيحيين وشهد لصحته القرآن ؟
              وهنا نرجع للمؤرخين المسلمين بل ومن كتبوا ضد المسيحية والإنجيل ليقولوا لنا ما هو الإنجيل وما هي هذه الأناجيل التي كانت مع المسيحيين ، كما عرفوها عن المسيحيين ، وقد أجمعوا على الإنجيل الذي كان بين يدي المسيحيين هو الذي لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا !!

              فإذا كانت الأناجيل (أو الإنجيل بأوجهه الأربعة) كما كانت مع المسيحيين كما أكد التقليد المسيحي وكما شهد بذلك الكتاب المسلمين منذ فجر الإسلام هي التي لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا ، وأن القرآن شهد لسلامة الإنجيل الذي كان مع المسيحيين وكان بين يدي نبي المسلمين بتعبير القرآن وطالبهم بالحكم بما جاء فيه !! إذا فهذه شهادة من القرآن على صحة الإنجيل بأوجهه الأربعة وصحة نسب كل إنجيل منهم لكاتبه المعروف ومنهم الإنجيل للقديس يوحنا !!!!!
              ومن يقل بغير ذلك ينفي عن القرآن صفة الوحي وينعته بأنه جهل حقائق كشفتها مدارس النقد فيما بعد ، هذا إذ صح ما تدعيه مدارس النقد الإلحادية ومن تأثر بها بعد ذلك .
              وأعيد السؤال مرة أخرى بعدة صيغ :
              1- تكلم القرآن عن الإنجيل الذي كان بين يدي المسيحيين وبين يديه هو ، كما يقول القرآن وقال أنه المنزل من عند الله ، ولم يكن بين يدي المسيحيين سوى الإنجيل المعروف منذ فجر المسيحية وإلى الآن وهو الذي لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا وبقية أسفار العهد الجديد ، ولم يقل القرآن أن ما بأيدي المسيحيين ليس هو الإنجيل الصحيح ، كما لم يقل أنه ليس إنجيل عيسى وإنما هذا ما كتب عنه ، فهل كان يجهل هذه الحقيقة التي تتمسكون بها أنتم اليوم ؟
              2 - لم يتكلم القرآن مطلقا عن الإنجيل سوى أنه المنزل من عند الله ولم يقل أن ما بأيدي المسيحيين ليس هو الإنجيل الصحيح ، ولا أن ما بأيدي المسيحيين هو عدد من الأناجيل لم يكتبها تلاميذه وحوارييه ، ولم يقل أنها غير صحيحة ومنسوبة إليهم خطأ ، ولم يشر إلى ذلك من قريب أو بعيد !!!!! فهل كان القرآن على خطأ أم على صواب ؟؟؟!!
              لو قلتم أنه تكلم عن الإنجيل الأصلي الذي نزل على عيسى أقول لكم ثانية لم يكن مع المسيحيين مثل هذا الكتاب وأن المسيح لم يكتب مثل هذا الإنجيل ولم ينزل عليه إنجيل لأنه هو نفسه كلمة الله وبشارته هي الإنجيل حسب الإيمان المسيحي ، ويشهد التقليد المسيحي والتاريخ العام والتاريخ الإسلامي أن ما كان بأيدي لمسيحيين منذ البدء هو الإنجيل بأوجهه الأربعة التي لمتى ومرقس ويوحنا ، فكيف يتكلم القرآن عن كتاب لا وجود له على الأقل في أيامه ، وكيف يخاطب المسيحيين ، المعاصرين لمحمد بقوله " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه " ولم يكن مع المسيحيين ، في أيام محمد ، سوى الإنجيل بأوجهه الأربعة وبقية أسفار العهد الجديد !!!
              3 - لم يشر القرآن من قريب أو بعيد إلى تحريف المسيحيين للإنجيل ، ولم يقل أتهم غيروا أو بدلوا الإنجيل بمجموعة من الأناجيل التي كتبت عنه ، ولم يقل للمسيحيين يا محرفي الإنجيل أو يا مبدلي الإنجيل ، بل وصف أهل الإنجيل بالذين في قلوبهم رأفة ورحمة " ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً " (الحديد 26) .
              فهل كان القرآن على صواب أم على خطأ ؟؟؟؟!!!!

              أجيبوني على هذه الأسئلة البسيطة قبل أن نواصل الحوار حول الإنجيل للقديس يوحنا .
              مع تحياتي ومحبتي

              الراعي / عمانوئيل
              [/CENTER]

              تعليق


              • #8
                [align=right]
                مداخلة العميد
                - 03-27-2004 03:59 pm

                الزميل الراعي

                هل عجزت عن إثبات هوية كاتب إنجيل يوحنا من المصادر المسيحية حتى تحولها إلى إسلاميات ؟؟؟

                ثم تطلب منا أن نجيبك عن المسائل الاسلامية ، بل تجعلها شرطاً لمتابعة الحوار عن إنجيل يوحنا ؟؟؟؟؟؟

                هل يتوافق هذا مع عنوان الموضوع ( من هو كاتب الإنجيل للقديس يوحنا ؟ ) ؟؟؟؟

                افترض أن محاورك ملحد أو بوذي ، فماذا ستقول له ؟؟؟

                هل ستقول له : قال القرآن وقال ابن كثير واليعقوبي وابن خلدون ؟؟؟


                نحن ننتظر منك أن تثبت لنا أن يوحنا بن زبدي هو كاتب إنجيل يوحنا وليس ما قاله القرآن !!!

                وقلت لك سابقًا في مواضيع أخرى أننا لو سلمنا جدلًا وفرضنا - كما تزعمون - أن القرآن كتاب ليس من الله ومن تأليف البشر ، فماذا بعد هذا ؟؟؟؟

                هل نقول عندها : إن القرآن ليس وحيًا الهيًا ، إذن يوحنا هو كاتب انجيل يوحنا ؟؟؟؟

                هل تريد أن تسير على هذا المنطق ؟؟؟

                إن تحويلك الموضوع إلى إسلاميات هو دليل عجز ، ومعنى ذلك أن المصادر المسيحية المتوفرة عاجزة عن تقديم أدلة في هذا الصدد ، فلذلك أنا أطالبك أن تلتزم بالموضوع وتحصره بالأدلة من المصادر المسيحية أو المصادر التاريخية المتوفرة في ذلك العصر ، ولا تخرج به الى مواضيع إسلامية ، لأن هذا لن يفيدك شيئًا ، ولن يثبت من هو كاتب انجيل يوحنا .

                أما المواضيع الإسلامية فلن أناقشها معك هنا إلا أن تقر بالعجز عن إثبات هوية كاتب إنجيل يوحنا ، فعندها سوف أناقشك فيها وأرد تساؤلاتك بكل رحابة صدر .

                وأتمنى من الأخوة الذين يودون المشاركة معنا أن يلتزموا بهذا .


                تحيـــــــــــــــاتي

                العمــيد
                [/CENTER]

                تعليق


                • #9
                  [align=right]مداخلة الراعي
                  - 03-29-2004 04:56 AM

                  عزيزي الزميل العميد
                  تحية وسلام

                  أقول لك يا سيدي الفاضل أنا لم أعجز ولم نعجز ، بأذن الله . بالعكس أنت الذي عجزت عن الرد على كلامي ، لأنني أناقشك كمسلم لا كملحد أو من أي دين آخر ، ولديك كتاب تؤمن أنه منزل من السماء ، وكتابك هذا يشهد لكتابي كما كان بين يديه وهو كما هو كائن الآن بين يدينا ، وقد كانت الكنيسة وما تزال تؤمن بصحة نسب كل إنجيل إلى كاتبه المعروف إلى أن جاءت مدارس النقد ذات الصبغة الإلحادية في القرن الثامن عشر وتأثر بها البعض ، وتلا ذلك عصر الاكتشافات الأثرية التي كشفت عن آلاف المخطوطات الخاصة بالكتاب المقدس بعهدية ، كما كشفت عن كتب أخرى سبق أن رفضتها الكنيسة ، وأثبتت هذه الاكتشافات عكس ما ادعاه هؤلاء النقاد ولكن للأسف تأثر البعض بما قالته هذه المدارس .
                  وهنا أقول لك كمسلم أن كتابك شهد لصحة كتابي كما هو ، بصرف النظر عن أنه لم يذكر أسماء الأناجيل أو كتابها ، فما كان مع المسيحيين وقت نبي المسلمين وبين يديه وطالب المسيحيين أن يحكموا بما أنزل الله فيه ، هو نفس ما كان قبله بمئات السنين وهو نفس ما هو موجود معنا ، فلماذا تهرب من هذه الحقيقة ؟؟؟؟!!!
                  يا عزيزي أريد أن أقول لو افترضنا أن الإنجيل بأوجهه الأربعة لم يكتبه الحواريين تلاميذ المسيح وإنما كتبه آخرين لا صلة لهم بالمسيح ، و قال كتابك أن ما مع المسيحيين هو الكتاب المنزل من عند الله ، ولم يكن مع المسيحيين سوى هذا الكتاب الذي لا صلة له بالمسيح ، يكون الكتابان قد سقطا معاً ، الأول بتهمة أنه غير مكتوب عن طريق شهود المسيح ، والثاني لأنه أخطأ وقال أنه الكتاب المنزل من عند الله !!!!!
                  هذا ردي على كلامك .

                  أما عن إثبات أن كاتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا ، فيجب أن نضع في اعتبارنا هذه الحقائق :
                  1 - تواصل سلسلة الشهود من المسيح إلى التلاميذ إلى تلاميذهم وخلفائهم ومن أتي بعدهم وهكذا . فمثلا كان القديس يوحنا تلميذا للمسيح وكان من ضمن تلاميذ يوحنا القديس بوليكاربوس ومن تلاميذ القديس بوليكاربوس القديس أريناؤس أسقف ليون بفرنسا ، وبالتالي ما يقوله الواحد هو ما نقله عن الآخر ، فقد نقل بوليكاربوس عن يوحنا ونقل أريناؤس عن بوليكاربوس وبالتالي ما كتبه أريناؤس هو شهادة القديس يوحنا المنقولة عبر بوليكاربوس .
                  2 - لم يكن هؤلاء يتكلمون في الخفاء وإنما كانوا هم قادة الكنيسة ، فقد كان القديس يوحنا هو الكارز في أسيا الصغرى ، وخاصة أفسس ، وكانت كرازته لآلاف من الناس ، سواء الذين آمنوا على يديه ، أو الجيل الذي تربى على يديه ، ومن المعروف أن القديس يوحنا قد عاش حوالي 100 سنة ، وكان تعليمه معروفا عند جميع من كرز بينهم وفي كل الكنائس التي أسسها وأقام عليها أساقفة وقسوس وشمامسة ، وكان أحد هؤلاء القديس بوليكاربوس وما كتبه القديس بوليكاربوس للشعب في الكنيسة كان معلوما لكل المؤمنين هناك .
                  3 - أجمع الدارسون على أن الإنجيل للقديس يوحنا كتب في نهاية القرن الأول ، خاصة الفترة ما بين 80 إلى 95 م وبالتالي لم ينتشر هذا الإنجيل ، كإنجيل مكتوب برغم أنه كتعليم شفوي كان معروفا ومحفوظا في قلوب المؤمنين هناك ، إلا ابتداء من هذه الفترة ، لذا لم يعرف هذا الإنجيل في الكنائس الأخرى إلا في السنوات القليلة الأخيرة من القرن الأول وبداية القرن الثاني الميلادي .
                  4 - نظرا لأن القديس يوحنا كان آخر من كتب في العهد الجديد ، فقد كان في اعتباره عدة عوامل أهمها ؛
                  (1) أنه كان قد رأى الأناجيل الثلاثة الأخرى وقرأها ولذا فقد أشار إلى بعض ما جاء بها كأمور معروفة ، وركز هو على جوانب أخرى لم تكتب في هذه الأناجيل ، خاصة خدمة المسيح في اليهودية وأورشليم .
                  (2) كما كانت هناك مستجدات قد طرأت على الكنيسة وتساؤلات كثيرة في أمور الدين والعقيدة والممارسات المسيحية ، بعد حوالي 50 من صعود المسيح وانتشار المسيحية ، كان لابد أن يجيب عليها من خلال أقوال ومواقف وتعاليم للسيد المسيح تتناسب مع هذه المستجدات .
                  (3) ظهر جيل من المسيحيين يعيش بعيدا عن اليهودية وفي بلاد لا تعرف الكثير عن اليهودية والطقوس اليهودية التي تعامل معها المسيح ، لذا كثيرا ما كان يشرح المفاهيم اليهودية بأفول مثل ، كما كانت عادة اليهود ، لأن اليهود لا يعاملون السامريين 000 ألخ .
                  (4) كما بدأت بعض الهرطقات في الظهور ، ومن هنا كان عليه أن يختار من أعمال المسيح وأقواله وتعاليمه ما يناسب للرد عليها .

                  وفيما يلي البراهين على أن كاتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا :

                  1- البرهان الخارجي على أن كاتب الإنجيل هو القديس يوحنا :
                  والبرهان الخارجي على أن القديس يوحنا هو مدون الإنجيل الرابع يتأكد لنا من الانتشار الواسع واستخدام آباء الكنيسة له منذ نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني وكذلك انتشاره في أوساط الهراطقة واستخدام أعداء المسيحية والوثنيين له ، وكذلك ترجمته إلى أقدم الترجمات (السريانية واللاتينية والقبطية) ووجوده في أقدم المخطوطات القديمة ، بل أن من أقدم مخطوطات العهد الجديد على الإطلاق هي مخطوطة لهذا الإنجيل وترجع لما بين 117 و135م .

                  أولاً : الآباء الرسوليين :كان مضمون وجوهر الإنجيل للقديس يوحنا في فكر هؤلاء الآباء وعقولهم ، وعلى الرغم من انهم لم يقتبسوا من آياته مباشرة إلا أنهم استخدموا جوهرها ومضمونها مما يدل على وجود الإنجيل نفسه في محيطهم ووسطهم .
                  (1)- إكليمندس الروماني (95م) : والذي نجد في رسالته إلى كورنثوس أربعة نصوص متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا :
                  " يتمجد اسم الرب الحقيقي الوحيد " (1:43) مع (يو28:12) " أيها الآب مجد أسمك " (يو3:17) " أنت الإله الحقيقي وحدك " . " من كان له حب في المسيح فليحفظ وصايا المسيح " (1:49) مع (يو15:14) " إن كنتم تحبوني فاحفظوا وصاياي " .
                  يسوع أعطى من جسده من أجل أجسادنا " (6:49) مع (يو51:16) " والخبز الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم " .
                  " طهرنا بتطهير حقك " (2:60) مع (يو17:17) " قدسهم في حقك " .
                  (2) - رسالة برنابا (حوالي 100م) : يستخدم كاتب الرسالة نفس فكر المسيح في حديثه مع نيقوديموس في شرح العلاقة الرمزية بين الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية وبين مجد المسيح على الصليب " فقال لهم موسى : عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحية المرفوعة على الخشبة وليأمل في إيمان بأنه رغم ميته قادرة أن تعطى حياة وسيخلص في الحال . وفعلوا هكذا . في هذا أيضا لديكم مجد يسوع ثانية ، لأن كل الأشياء فيه وله " (17:12) مع (يو14:3) " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي امرأة يرفع ابن الإنسان " .
                  (3) - أغناطيوس الأنطاكى : تلميذ القديس بطرس الرسول وقد استخدم جوهر آيات القديس يوحنا ونفس لغته يقول في رسالته إلى مجنيسيا (1:7) " وكما كان الرب متحداً مع الآب ولم يفعل شيئاً بدونه سواء بذاته أو من خلال الرسل ، كذلك أنتم لا تفعلوا شيئاً بدون الأسقف والقسوس " مع (يو19:5) " لا يقدر الابن أن يفعل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل " (يو28:8) " ولست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبى " .
                  ويقول في رسالته إلى روما " رئيس هذا العالم يريد أن يخطفني 000 لا يوجد في نار الحب للأشياء المادية ولكن فقط ماء حي 000 أريد خبز الله الذي هو جسد يسوع المسيح " . وهذه التعبيرات " رئيس هذا العالم " ، " ماء حي " ، " خبز الله " مأخوذة من أقوال السيد المسيح المدونة في الإنجيل للقديس يوحنا (يو30:14؛31:12؛11:16؛10:4؛38:7؛36:36) . ويقول في الرسالة إلى فيلادلفيا (1:9) "هو باب الآب " مع (يو9:10) " أنا هو الباب " .
                  ويقول في الرسالة إلى أفسس (1:6) " لأن كل من يرسله رب البيت ليدبر شئونه يجب امرأة نقبله كما نقبل الذي أرسله " مع (يو20:13) " الذي يقبل من أرسله يقبلني . والذي يقبلني يقبل الذي أرسلني " .
                  (4) - كتاب الراعي الهرماس (100-145م) : يستخدم روح وجوهر الإنجيل في قوله " لا يقدر الإنسان أن يدخل ملكوت الله إلا من خلال اسم أبنه ، الذي هو محبوبه 000 الباب هو ابن الله ، هذا هو المخل الوحيد للرب . لا يمكن لإنسان امرأة يدخل إليه إلا من خلال أبنه " (مثل9ف5:2) مع (يو6:14) " أنا هو الطريق والحق والحياة . ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي " .
                  ويقول في مثل (5ف3:6) " عندما طهر خطايا الشعب أراهم طريق الحياة وأعطاهم الناموس الذي تسلمه من أبيه " .
                  (5) - الدياديكية (100م) : والتي نجد فيها ظلال الإنجيل الرابع إذ أن كليهما يستخدمان لغة واحدة في الافخارستيا ، وقد جاء فيها " وكما أن هذا الخبز كان منثوراً فوق الجبال ولكنه جمع معاً وصار خبزاً واحداً " (4:9) مع (يو52:11) " ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد " ، وجاء " نقدم لك الشكر أيها الآب القدوس من اجل أسمك القدوس الذي جعلته يسكن في قلوبنا " مع (يو11:17) " أيها الآب القدوس أحفظه في أسمك " . وجاء في (5:10) " تذكر يا رب كنيستك لتخلصها من كل شر وتكملها في حبك " مع (يو15:17) " أسأل 000 أن تحفظهم من الشرير 000 ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به " .

                  ثانياً : تلاميذ القديس يوحنا (الشيوخ) :
                  (1) يقول إريناؤس أسقف ليون (Adr. Haer. 2:22) وينقل عنه يوسابيوس القيصري أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " جميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ الرب في آسيا يحملون الشهادة أن يوحنا سلمه (أي الإنجيل) إليهم . لأنه بقى معهم حتى حكم تراجان " (ك3 ف2:23) .
                  (2) ومن هؤلاء التلاميذ بوليكاربوس الذي أقتبس من رسالة القديس يوحنا الأولى وكانت روح الإنجيل متجلية بوضوح في رسالته .

                  ثالثاً : البردية إيجرتون 2 Pap. Egerton 2: والتي يرى غالبيه العلماء إنها ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني وأكثرهم تطرفاً رجع بها إلى ما قبل سنه 150م ، ومحفوظة في المتحف البريطاني بلندن وتتكون من ورقتين وثالثه تالفة وتحتوى على نصوص من الأناجيل الأربعة منها أربعه نصوص تتطابق مع (يوحنا39:5،45،29:9،30:7،39:10 ) وهذه هي: " قال ( يسوع ) لحكام الشعب هذه الكلمة فتشوا الكتب التي تظنون أن لكم فيها حياه . فهي التي تشهد لي " ، " لا تظنوا أني جئت لأشكوكم إلى الآب ، يوجد الذي يشكوكم وهو موسى الذي عليه رجاؤكم " ، " نحن نعلم إن موسى كلمه الله ، وأما أنت فلا نعلم ( من أين أنت ) فأجاب يسوع وقال لهم لقد قام الاتهام الآن على عدم إيمانكم 000 " ، لأنكم لو كنتم تصدقون موسى، لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عنى لآبائكم " .

                  رابعاً: مخطوطة جون ريلاندز ( ب 52 ) P 52: والتي تحتوى على ( يوحنا 31:18 - 34، 37-38) وقد اكتشفت في صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بين سنه 117 إلى 135م ، وهى من أقوى الأدلة على سرعة وكثافة انتشار الإنجيل للقديس يوحنا وعلى إنه قد كتب قبل نهاية القرن الأول ، فإذا كان الإنجيل قد كتب في أفسس بآسيا الصغرى وأنتشر في مصر في مثل هذا التاريخ ، فهذا يعنى إنه كتب قبل ذلك على الأقل بحوالي 30 سنه أو أكثر .

                  خامساً: يوستينوس الشهيد : والذي كتب في النصف الأول من القرن الثاني والذي يعتبر اقتباسه من الإنجيل للقديس يوحنا برهاناً حاسماً على انتشار هذا الإنجيل في بداية القرن الثاني وبالتالي وجوده قبل ذلك في نهاية القرن الأول . وقد حاول بعض النقاد أن يبطلوا هذا البرهان ، الذي برهن عليه بصوره حاسمة وقاطعه ساندى Sanday في إنجلترا وعذار ابوت Ezra Abbot في أمريكا ، ولم يستطيعوا . وفيما يلي أهم اقتباساته من الإنجيل للقديس يوحنا ، وإن كان يعتمد على الذاكرة في اقتباسه أكثر من النقل من الإنجيل مباشرة :
                  (1) يقول في الدفاع 61:1 " لأن المسيح قال أيضا : أن لم تولدوا ثانية لن تدخلوا ملكوت السموات ، وهذا يعنى إنه من المستحيل لأولئك الذين ولدوا مرة أن يدخلوا أرحام أمهاتهم " .
                  وهذا النص مأخوذ مباشرة من (يو3:3-5) ، " إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله . قال له نيقوديموس كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانيه ويولد ؟ أجاب يسوع 000 أن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله " .
                  وقد حاول بعض النقاد أن يوهموا بأن يوستينوس قد استعان بما جاء في (متى 3:18) " أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات " ، ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل لأن نص يوستينوس ينفق في المعنى والمضمون والنص مع القديس يوحنا لأن كليهما يتكلمان عن الولادة من الماء والروح ، كما أن يوستينوس يلمح لقول نيقوديموس عن فكره الرجوع لبطن الأم أو الأرحام ، في حين أن نص الإنجيل للقديس متى يتكلم عن البساطة ونقاوة القلب ، إذ يقول " في تلك الساعة تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين فمن هو أعظم في ملكوت السموات . فدعا يسوع إليه ولداً وأقامه في وسطهم . وقال الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات . فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السموات " (متى 1:18-4) .
                  (2) جاء في حوار 88 " ولكنه (يوحنا المعمدان) صاح لهم : أنا لست المسيح ، بل صوت صارخ ، لأن الذي هو أقوى منى سيأتي الذي لست بمستحق أن أحمل حذاءه " . وهذا النص مأخوذ من (يو20:1و43) " وأقر أنى لست المسيح 000 أنا صوت صارخ في البرية " و (ع27) " هو الذي يأتى بعدى الذي صار قدامى الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه " .
                  وبرغم تقارب نص يوستينوس مع الأناجيل الثلاثة الأولى ، إلا إنه متفق بصوره أدق وأقوى مع القديس يوحنا لأنه استخدم عبارات جاءت في الإنجيل الرابع فقد " أنا لست المسيح " ، " لأن الذي هو أقوى منى سيأتي " .
                  (3) جاء في دفاع 63:1 " لا يعرفون الآب ولا الابن ، أي اليهود ، وهذا يتفق مع ما جاء في (يوحنا 19:8) " لستم تعرفونني أنا ولا أبى " و (يوحنا 3:16) " لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني " .
                  (4) جاء في دفاع 22:1 أن المسيح " شفى كل المقعدين والمشلولين والذين ولدوا عميان " ولم تذكر الأناجيل الثلاثة الأولى أن المسيح شفى أحد المولودين عميان ، بل هذا ما جاء في الإنجيل للقديس يوحنا فقط وبه فصل كامل (ص9) عن المولود أعمى الذي صنع له عينان من طين .
                  (5) جاء في دفاع 13:1 "معلمنا هذه الأمور هو يسوع المسيح ولد لهذا الغرض أيضاً وصلب في حكم بيلاطس البنطى " ، واضح هنا إنه يشير لقول المسيح لبيلاطس " لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم " (37:18).
                  (6) جاء في دفاع 66 " تعلمنا أن الخبز والخمر كانا جسد ودم يسوع الذي صار جسداً " والعبارة الأخيرة " صار جسداً " مأخوذة مباشرة من (يوحنا 14:1) " والكلمة صار جسداً وحل بيننا " .
                  (7) جاء في دفاع 60:1 " أخذ موسى بإلهام الله وتأثيره نحاس وصنع (الحية) على شكل الصليب " ، وفى (حوار 91) يشير إلى الحية النحاسية كرمز للصلب والصليب ، ويقول أن الحية النحاسية لم تكن هي سبب نجاة من لدغتهم الحيات بل كانت مقصودة " لخلاص أولئك الذين يؤمنون أن الموت قد أعلن أنه سيأتي في الحية خلال آذى سيصلب " لأن الله " أرسل أبنهُ للعالم ليُصلب . لأن روح النبوة في موسى لم تعلمنا أن نؤمن بالحية " . وهذا مبنى على قول السيد المسيح الذي جاء في (يوحنا 14:3) " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع أبن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل له الحياة الأبدية " .
                  وهناك برهان حاسم يؤكد لنا وجود الإنجيل للقديس يوحنا بين يدي يوستينوس ، وهذا البرهان الحاسم هو شرحه لعقيدة " الكلمة Logos " كما جاء في مقدمة الإنجيل للقديس يوحنا تماماً .
                  (أ) يقول في دفاع 23:1 " يسوع المسيح بمعنى أوضح هو أبن الله الوحيد كونه كلمته (Logos) وبكر قوته الذي خلق كل شئ وأقامه به " .
                  (ب) ويقول في 63:1 "كلمة (Logos) الله هو ابنه…".
                  (ج) ويقول في 13:2 " نعبد ونحب الكلمة (Logos) الذي من الله وغير المولود وغير المنطوق به ، فقد صار بشراً لأجلنا " .
                  (د) ويقول في 5:1 " الكلمة (Logos) ذاته الذي اتخذ شكلاً وصار بشراً ودعي يسوع المسيح " .
                  (ر) ويقول في 6:2. " الكلمة الذي كان معه أيضاً " .
                  وهذه التعبيرات " الكلمة " و " أبن الله الوحيد " ، الذي خلق كل شئ وأقامه به " و " صار بشرأً " و " أتخذ شكلاً وصار بشراً " خاصة بالإنجيل للقديس يوحنا ، وكلها مأخوذة من الإصحاح الأول . ونظراً للتطابق التام بين هذه النصوص فقد أقر كثيرون من النقاد بصحة استشهاد يوستينوس بالإنجيل للقديس يوحنا .

                  سادساً: هيراكليون وتفسير الإنجيل للقديس يوحنا:
                  كتب هذا الرجل الهرطوقي ، الذي أشرنا إليه أعلاه ، تفسيراً للإنجيل للقديس يوحنا في النصف الأول من القرن الثاني ، هذا التفسير علق عليه أوريجانوس فيما بعد . وهذا يدل على انتشار الإنجيل في بداية القرن الثاني بصورة واسعة حتى دعت الحاجة لتفسير آياته . ويعلق على ذلك أحد العلماء ويعدى فولكمار Volkmar بقوله " أيها الإله العظيم إذا كان قد تألف تفسيراً لإنجيل يوحنا فيما بين 125 و 155م ومثل هذا التفسير قد حفظ منه أوريجانوس قطعاً معتبرة ، فماذا يبقى لنا للمناقشة ؟ " .

                  سابعاً : ثاؤفيلس أسقف إنطاكية (170-180م) :الذي أقتبس من الإنجيل لقديس يوحنا بالاسم " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله ، كقول يوحنا ، الذي كان أحد الرجال حاملي الروح القدس" (To Auto Lycus 2, 22.) .

                  ثامناً : إيريناؤس أسقف ليون :والذي تعتبر شهادته حاسمة ولا جدال فيها لأنه تسلمها من بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا مباشرة . وكانت شهادته هي شهادة الكنيسة الجامعة فقد كانت مبنية على الرسول يوحنا ذاته الذي لم يكن بينهما سوى حلقة واحدة فقط .
                  ونظراً لما لشهادته من قيمة فقد حاول النقاد بكل جهدهم أن يقللوا من شأنه ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً أمام مركزه التاريخي وما كان لديه من وسائل ووثائق كتب بناء على ما جاء فيها دفاعه عن العقيدة في كتبه ضد الهراطقة . ويقول عن كتابة القديس يوحنا للإنجيل الرابع " نشر يوحنا تلميذ الرب الذي اتكأ على صدره الإنجيل عندما كان في أفسس في أسيا " .

                  وقد شهد أيضاً لكتابة القديس يوحنا للإنجيل الرابع تاتيان تلميذ يوستينوس الذي ضم آياته في كتابه الدياتسرون والوثيقة الموراتورية وترتليان في شمال أفريقيا وأكليمندس الإسكندري وأوريجانوس وغيرهم من آباء كنيسة الآرامي ويوسابيوس في قيصرية وجيروم في روما وغيرهم من آباء الكنيسة وعلمائها فى القرن الأولى.

                  تاسعاً: شهادة الكتب الأبوكريفية والهراطقة وأعداء المسيحية :
                  (1) العظات الكليمندية : والتي كتبت في بداية القرن الثاني ، والتي أشارت إلى الأناجيل الأربعة بعبارة " أناجيلنا " ، ثم اقتبست النصوص التالية من الإنجيل للقديس يوحنا :
                  " خرافي تسمع صوتي " وأيضاً " أنا هو باب الحياة ، الذي يدخل بي يدخل إلى الحياة " Hom. 3:52 (يو 7:10،3،9) .
                  " أجاب رّبنا على الذين سألوه بخصوص الرجل الأعمى منذ ولادته ، الذي وهب له البصر ، والذين سألوا أن كان هذا الرجل قد أخطأ أم أبواه حتى ولد أعمى ، فأجاب لا هذا الرجل أخطأ ولا أبواه ، بل لكي تظهر بواسطته قوة معالجاً خطايا الجهل 000 " hom. 19 وهذا ما جاء في (يو2:9،3).
                  (2) كتاب البطاركة الأثنى عشر: والذي كتب في بداية القرن الثاني وقبل الدمار الثاني لأورشليم سنة 130م هذا الكتاب يتحدث عن المسيح بألقابه التالية " نور العالم " ، " المخلص " ، " ابن الله " ، " الابن الوحيد " ، " حمل الله " ، " الله الآتي في الجسد " ويقول " الروح يشهد للحق" وهذه كلها مأخوذة مباشرة من الإنجيل للقديس يوحنا .
                  (3) مونتانوس الذي ظهر في فريجيا سنة 140م وزعم أنه اللوجوس والباراقليط بناء على ما جاء في الإنجيل للقديس يوحنا . ويرى العلماء إنه كتب فيما بين 120 و 140م .
                  (4)- مارسيون (140م) الذي قبل الإنجيل للقديس لوقا ورفض الأناجيل الثلاثة الأخرى ، يقول ترتليان مؤكداً وجود الإنجيل للقديس يوحنا في أيامه وقبل أيامه " إذا لم ترفض الكتابات المعارضة لنظامك فقد كان هناك إنجيل يوحنا ليقنعك " (Decame Christic 100:3.) . وأكد في رده عليه أنه كان يعرفه ولكنه رفضه (Adv. Marc. 4:3.) .
                  (5) فالنتينوس (136- 155م) الذي تأثر كثيراً بالإنجيل للقديس يوحنا وأقتبس منه (5:3،6، 12:9، 11:14) ويقول إيرناؤس أن أتباع فالنتينوس " يفندون أنفسهم في المسألة الأكمل للإنجيل بحسب يوحنا " (Ag. Haer. 3:2,1.) .
                  (6) باسيليدس (117 - 138م) : يقول العلامة هيبوليتوس أن باسيليدس أقتبس من الإنجيل للقديس يوحنا قوله " كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم " (يو9:1) ، يقول متى ارنولد M. Arnold في كتابه " الله والكتاب المقدس " أن باسيليدس كان أمامه الإنجيل للقديس يوحنا (سنة 125م) .
                  (7) جماعة الاوفايتس والذي يقول عنهم إيرناؤس أنهم من أقدم الجماعات الغنوسية ويتحدث عنهم كأسلاف مدرسة فالنتينوس " آبائها وأمهاتها " (Ag. Haer. 1 eh. 29, 1 and 31,3.) . ويقول عنهم هيبوليتوس أنهم من أقدم الغنوسيين ، ويقول أنهم استخدموا شهادات من الإنجيل للقديس يوحنا وهى (يوحنا 6:3،3:1،4،1:2-11، مع إشارات قوية إلى
                  ص35:6،21:8،33:13،9:10،21:4،21:9) ويقتبس أجزاء من كتب The Peratae التي تقتبس تكراراً من الإنجيل للقديس يوحنا (Ref. Haer. B. 5.) .
                  (8) كلسس الأبيقورى : الذي هاجم المسيحية سنة 178م ورد عليه فيما بعد أوريجانوس ، وقد هاجم الأناجيل الأربعة والفكر المسيحي والعقيدة المسيحية ككل وأقتبس كثيراً من الإنجيل للقديس يوحنا تضمنها رد أوريجانوس عليه . ويدل وجود الإنجيل بين يدى هذا الرجل الوثني سنة 178م على أن هذا الإنجيل كان منتشراً قبل أيامه بكثير .

                  عاشراً : قانون أسفار العهد الجديد:كان للإنجيل للقديس يوحنا مكانة ثابتة بين الأناجيل الأربعة التي لم يشك أحد مطلقاً في وحيها وقانونيتها ، فقد وُجد في أقدم المجموعات ، وفى أقدم الترجمات ، فقد ترجم إلى السريانية واللاتينية والقبطية في أقدم ترجماتها ، ووجد في قوائم الكتب القانونية الموحى بها والمقدسة ، وأقرته جميع المجامع التي ناقشت قوائم الأسفار القانونية .
                  حادي عشر : أقدم المخطوطات :
                  ومن أقدم ما يقدم كبرهان حاسم على كتابة الإنجيل للقديس يوحنا في القرون الأولى وانتشاره بكثافة في بداية القرن الثاني هو أن أقدم المخطوطات التي وجدت هي لهذا الإنجيل الرابع فتوجد له البردية (ب52) وترجع لما بين 117 و 135م والبردية (ب66) وترجع لسنة 150م وتشتمل على الإنجيل بالكامل عدا بعض أجزاء تلفت صفحاتها ، والبردية (ب75) وترجع لسنة 180م وتضم الجزء الأكبر من الإنجيل للقديس يوحنا والإنجيل للقديس لوقا ، والبردية (ب45) وترجع لسنة 220م وتحتوى على أجزاء من الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل .
                  وهكذا تدل جميع الأدلة والبراهين على أن الإنجيل الرابع قد كُتب في نهاية القرن الأول وكان منتشراً وبصورة كبيرة في بداية القرن الثاني ، وكان موجوداً مع أباء الكنيسة والهراطقة وأعداء الكنيسة ، وأنه لم يشك أحد ولو للحظة أن مدونه وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا الحبيب تلميذ السيد المسيح ورسوله .

                  مع تحياتي

                  الراعي / عمانوئيل

                  [/CENTER]

                  تعليق


                  • #10
                    [align=right]مداخلة العميد
                    - 03-31-2004 03:10 AM

                    الزميل الراعي

                    أولًا: أشكرك على عودتك لإكمال ما بدأت به من تقديم أدلة على هوية كاتب انجيل يوحنا.

                    ثانيًا : لم ترد على شيء مما كتبته لك في تفنيدي لأدلتك، بل مررت عليها وكأن شيئًا لم يكن ، ومع ذلك سوف أتعقب ما أتيت به من جديد .

                    كتبت تقول :
                    (( كان القديس يوحنا تلميذا للمسيح وكان من ضمن تلاميذ يوحنا القديس بوليكاربوس ومن تلاميذ القديس بوليكاربوس القديس أريناؤس أسقف ليون بفرنسا )) .
                    أقول : لا بأس بهذا الكلام

                    ثم تابعت قائلاً :
                    (( وبالتالي ما يقوله الواحد هو ما نقله عن الآخر )) .

                    وأنا أسألك :
                    لماذا يوجب عندك أن ما قاله الواحد هو ما نقله عن الآخر ؟؟؟
                    لماذا لا يحتمل أن أحدهم نقله عن شخص آخر غير صاحبه ؟؟؟

                    لا يمكنك أن تقول إن اريناؤس نقل معلوماته عن بولكاربوس إلا إذا صرّح هو بذلك ببيان واضح لا يدع مجالًا للشك ، ولقد قلت لك سابقًا :
                    ( وكونه تلميذًا لبوليكاربوس لا يعني أنه أخذ كل شيء عن بوليكاربوس ، فلو صحّ ذلك لوجب أن يكون فلورينوس الغنوسي أيضًا أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ، لأنه كان تلميذه ، تقول دائرة المعارف :
                    ( فلورنيوس الذي كان أيضًا تلميذًا من تلاميذ بوليكاربوس ، ولكنه انحرف إلي الغنوسية ) .
                    فهل تقول أن فلورنيوس الغنوسي تلميذ بوليكاربوس أيضًا أخذ أفكاره الغنوسية عن بوليكاربوس ؟؟؟
                    طبعًا لا أظن أنك تقول به ...

                    وكذلك لوجب أن بابياس الذي يُعتبر صديق بولكاربوس وتلميذ يوحنا قد أخذ عنه كيفية موت يهوذا الاسخريوطي ، والتي وصفها كالتالي :

                    Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed out.

                    ولقد أصبح يهوذا مثالًا سيئًا على عدم التقوى في هذا العالم ، فلقد تضخّم جسده حتى أنّه لم يكن بمقدوره المرور حيث يمكن أن تمرّ عربة حنطور بسهولة ، ولقد دُهس بعربة حنطور حتّى انسكبت أحشاؤه خارجًا .( Fragments of Papias - chapter 3 )

                    فهل تستطيع أن تقول إن بابياس أخذ هذه عن الرسول يوحنا لأنه كان تلميذه ؟؟
                    أو هل تستطيع أن تقول إن بابياس أخذ هذه عن بولكاربوس لأنه كان صديقه ؟؟؟؟
                    طبعًا لن تقول ذلك ، لأن هذا فيه تكذيب واضح لإنجيل متى 27 : 5
                    ( فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه ) .
                    وكذلك فيه تكذيب واضح لأعمال الرسل 1 : 18

                    إذن ، الجزم بأن أيريناوس أخذ هذه المعلومات عن بوليكاربوس فيه مجازفة كبيرة وبعدًا عن المنطق والحقيقة . ))) انتهى اقتباس كلامي السابق ....

                    ولكنك مررت على كل هذا بصمت ، وعدت لتكتب في نفس النقطة دون أن تعالج اعتراضي .

                    وكتبت تقول :
                    (( أجمع الدارسون على أن الإنجيل للقديس يوحنا كتب في نهاية القرن الأول ، خاصة الفترة ما بين 80 إلى 95 م )) .

                    أقول :
                    كلامك غير دقيق ، فليس هناك إجماع في هذا الشأن ، بل هناك من يرجح أنه كتب ما بين سنة 100 و110 بعد الميلاد ، ويؤيد قولي ما جاء في دائرة المعارف الكتابية :
                    (( أما فيما يختص بالزمن الذى ظهرت فيه كتابات يوحنا - بغض النظر عن الكاتب - فهناك الآن اتفاق متزايد فى الرأى على أنها ظهرت فى نهاية القرن الأول أو فى بداية القرن الثاني )) .
                    فليس هناك إجماع كما تدّعي ، ونلاحظ أنك لست دقيقًا في نقل مثل هذه المسائل ، بل أحياناً تبالغ على حساب الحقيقة مثل ما ادعيت أنّ بوليكاربوس وأغناطيوس وإريناؤس وأكليمندس الإسكندري إلى جانب بابياس وتاتيان السوري وغيرهم أجمعوا على أن القديس يوحنا هو مدون الإنجيل الرابع .

                    ولقد طالبتك أن تأتي لي بالدليل على قولك هذا ، وهذا كلامي : (( أطالبك أن تذكر لنا قول بوليكاربوس واغناطيوس وبابياس بصفتهم منسوبون لتلاميذ يوحنا الرسول ومن مراجعهم أين قالوا إن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا )) .
                    ولكنك مررت على كلامي وكأنه غير موجود .

                    وكتبت تقول :
                    (( نظرا لأن القديس يوحنا كان آخر من كتب في العهد الجديد ، فقد كان في اعتباره عدة عوامل أهمها ؛
                    (1) أنه كان قد رأى الأناجيل الثلاثة الأخرى وقرأها ولذا فقد أشار إلى بعض ما جاء بها كأمور معروفة ، وركز هو على جوانب أخرى لم تكتب في هذه الأناجيل ، خاصة خدمة المسيح في اليهودية وأورشليم .
                    (2) كما كانت هناك مستجدات قد طرأت على الكنيسة وتساؤلات كثيرة في أمور الدين والعقيدة والممارسات المسيحية ، بعد حوالي 50 من صعود المسيح وانتشار المسيحية ، كان لابد أن يجيب عليها من خلال أقوال ومواقف وتعاليم للسيد المسيح تتناسب مع هذه المستجدات .
                    (3) ظهر جيل من المسيحيين يعيش بعيدا عن اليهودية وفي بلاد لا تعرف الكثير عن اليهودية والطقوس اليهودية التي تعامل معها المسيح ، لذا كثيرا ما كان يشرح المفاهيم اليهودية بأفول مثل ، كما كانت عادة اليهود ، لأن اليهود لا يعاملون السامريين 000 ألخ .
                    (4) كما بدأت بعض الهرطقات في الظهور ، ومن هنا كان عليه أن يختار من أعمال المسيح وأقواله وتعاليمه ما يناسب للرد عليها )) .


                    وأنا أقول :
                    تستفتح كلامك بعبارة ( نظرا لأن القديس يوحنا كان آخر من كتب في العهد الجديد ) ، وكأن هذه حقيقة مطلقة مسلّم بها ، وتتناسى أن هذا هو موضوعنا ، وأنّ الحوار يدور كله من أساسه حول إثبات ذلك ، فنراك تأتي وتفرضها علينا باللون الأزرق في العنوان وتقول يجب أن نضع في اعتبارنا هذه الحقائق !!!!

                    فيا للعجب !!! ....
                    أيّ حقائق تريدنا أن نضع في اعتبارنا ؟؟؟ ، تريد أن نضع في اعتبارنا أنّ يوحنا هو مدون الإنجيل ، فما فائدة النقاش إذن ؟؟؟

                    والآن نأتي لما تسميه البرهان الخارجي ..

                    كتبت تقول :
                    (( أولاً : الآباء الرسوليين :كان مضمون وجوهر الإنجيل للقديس يوحنا في فكر هؤلاء الآباء وعقولهم ، وعلى الرغم من انهم لم يقتبسوا من آياته مباشرة إلا أنهم استخدموا جوهرها ومضمونها مما يدل على وجود الإنجيل نفسه في محيطهم ووسطهم )) .

                    أقول :
                    إن وجود عبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل يوحنا لا تعني أن يوحنا هو كاتب الإنجيل ، كما أنها لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل يوحنا ، فيحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان ، كما أننا يمكنا عكس الاستدلال هنا عليك ، ونقول لك مثلاً إن الاقتباسات التي استشهدت بها من كتب الآباء الرسوليين أمثال اكلمندس وإغناطيوس ليست مقتبسة من إنجيل يوحنا بل إن كاتب إنجيل يوحنا هو من اقتبسها من كتب هؤلاء ..

                    أليس هذا القول أقرب للتصديق مما تقول ؟
                    وخصوصًا لو أنّ كلامك كان صحيحًا لوجب على هؤلاء الآباء أن يشيروا إلى المصدر ، كأن يقولوا مثلًا ( هذا ما قاله معلمنا يوحنا ) أو ( هذا ما قاله يوحنا في إنجيله ) ولكننا لا نجد مثل هذه الأشياء ، فهذا شيء جدير بالملاحظة .
                    فأعود لأذكرك أننا نطلب منك دليلاً على أن القديس يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا ، وورود عبارات قصيرة تتشابه مع عبارات الإنجيل لا يثبت أن يوحنا هو الكاتب ، فأرجو ألا تطيل ردّك بما لا طائل من ورائه .

                    وكتبت تقول :
                    (( ثانياً : تلاميذ القديس يوحنا (الشيوخ) :
                    (1) يقول إريناؤس أسقف ليون (Adr. Haer. 2:22) وينقل عنه يوسابيوس القيصري أن القديس يوحنا سلم لتلاميذه ، الشيوخ ، الإنجيل مكتوباً " جميع الشيوخ الذين رافقوا يوحنا تلميذ الرب في آسيا يحملون الشهادة أن يوحنا سلمه إليهم . لأنه بقى معهم حتى حكم تراجان " (ك3 ف2:23) ..)) .


                    أقول :
                    إن كلمة (أي الإنجيل) التي وضعتها سيادتك بين قوسين ليست من كلام إريناؤس ، بل هي من إضافتك أنت وفهمك ، أما إريناؤس فقال التالي : ( سلمهم تلك المعلومات ) ، ولم يقل سلمهم الإنجيل .
                    وهذا هو النص بالانكليزية ، وأعتقد أنك تجيد الانكليزية وليس مثلي :
                    those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord , that John conveyed to them that information . And he remained among them up to the times of Trajan

                    وحتى لا تقول لي إنّ المراد بهذه المعلومات هي إنجيله ، أقول :
                    حتى نفهم ماذا يعني إريناوس بهذه المعلومات ، يجب علينا قراءة الكلام في سياقه ونرجع قليلًا إلى الوراء لنرى أن إريناوس كان يتحدث عن سن يسوع ، ويحاول أن يناقش ويثبت أن يسوع كان قد بلغ ثلاثين عاماً حين عُمّد ، ثم يحاول أن يثبت أن يسوع عندما مات كان قد تجاوز الخمسين عاماً ...

                    فهذه هي المعلومة التي يتحدث عنها إريناوس ، والتي يقول إن الرسول يوحنا سلمها للتلاميذ ، ولم يعنِ الإنجيل كما ظننت سيادتك .

                    بل حتى في التعليق على الهامش رقم ( 155 ) نجد الآتي :
                    (( مع الاحترام لهذا التّأكيد العجيب من إيريناؤس , يعلّق هارفي : قد يدرك القارئ هنا سمة التقليد غير المقبول , حيث أن الحقيقة المجرّدة مضطربة .فمن خلال التّدبّر المبني على التّاريخ الانجيلي , وبالإضافة إلى شهادة خارجيّة , نجد أنه من المؤكد أن عمل المسيح إمتدّ قليلاً فوق ثلاث سنوات , لكن هنا يصرّح إيريناوس أن هذا بلغ أكثر من عشر سنوات , و يدعو إلى تقليد مبني - كما يقول - من خلال هؤلاء الذين رافقوا الرسول )) .

                    With respect to this extraordinary assertion of Irenaeus, Harvey remarks: "The reader may here perceive the unsatisfactory character of tradition, where a mere fact is concerned. From reasonings founded upon the evangelical history, as well as from a preponderance of external testimony, it is most certain that our Lord's ministry extended but little over three years; yet here Ireneaus states that it included more than ten years, and appeals to a tradition derived, as he says, from those who had conversed with an apostle" .

                    فالتعليق هنا يؤكد أن المعنى بـ " المعلومات " هنا هو الكلام عن سن المسيح ، وأن ذلك نقله الرسول يوحنا إلى تلاميذه ، ويعتبر التعليق أنّ رأي إريناوس بهذا الصدد غير مقبول .

                    وهذا هو السياق كاملاً لكلام إريناؤس ليكون واضحاً أمام الجميع ، وليحكم القارئ من خلاله :
                    They, however, that they may establish their false opinion regarding that which is written, "to proclaim the acceptable year of the Lord," maintain that He preached for one year only, and then suffered in the twelfth month. [In speaking thus], they are forgetful to their own disadvantage, destroying His whole work, and robbing Him of that age which is both more necessary and more honourable than any other; that more advanced age, I mean, during which also as a teacher He excelled all others. For how could He have had disciples, if He did not teach? And how could He have taught, unless He had reached the age of a Master? For when He came to be baptized, He had not yet completed His thirtieth year, but was beginning to be about thirty years of age (for thus Luke, who has mentioned His years, has expressed it: "Now Jesus was, as it were, beginning to be thirty years old,"153 when He came to receive baptism); and, [according to these men, ] He preached only one year reckoning from His baptism. On completing His thirtieth year He suffered, being in fact still a young man, and who had by no means attained to advanced age. Now, that the first stage of early life embraces thirty years,154 and that this extends onwards to the fortieth year, every one will admit; but from the fortieth andfiftieth year a man begins to decline towards old age, which our Lord possessed while He still fulfilled the office of a Teacher, even as the Gospel and all the elders testify; those who were conversant in Asia with John, the disciple of the Lord, [affirming] that John conveyed to them that information.155 And he remained among them up to the times of Trajan.156 Some of them, moreover, saw not only John, but the other apostles also, and heard the very same account from them, and bear testimony as to the [validity of] the statement. Whom then should we rather believe? Whether such men as these, or Ptolemaeus, who never saw the apostles, and who never even in his dreams attained to the slightest trace of an apostle?

                    وبهذه المناسبة اسمح لي أن أطرح عليك هذا السؤال الجانبي للمعلومات فقط :
                    ما رأيك أنت شخصياً في ما استنتجه إريناوس من أن المسيح جاوز الخمسين عند موته ؟

                    وكتبت تقول :
                    (( ثالثاً : البردية إيجرتون 2 Pap. Egerton 2:والتي يرى غالبيه العلماء إنها ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني وأكثرهم تطرفاً رجع بها إلى ما قبل سنه 150م ...

                    رابعاً: مخطوطة جون ريلاندز ( ب 52 ) P 52:والتي تحتوى على ( يوحنا 31:18 - 34، 37-38) وقد اكتشفت في صحراء الفيوم بمصر سنه 1935م ويؤرخها معظم العلماء بين سنه 117 إلى 135م )) .


                    أقول :
                    أولاً : ما علاقة ما تقول في كشف هوية الكاتب ؟؟؟
                    هل أنا أطلب منك أن تثبت أن الانجيل كان موجوداً في ذلك الزمان أم أطلب منك أن تثبت لي أن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا ؟؟؟؟؟
                    ثانياً : حتى لو جاريناك فيما تقول ، فأقصى ما يمكن أن تستفيد من هذه البردية والمخطوطة هو أن الإنجيل كان موجودًا في ذلك الوقت ليس أكثر ، ولا يثبت من هو الكاتب أبدًا ، فضلًا عن أن يذكر اسم يوحنا من الأصل ، فكلامك هنا هو مجرد تمويه ، ومحاولة لتطويل الرد ، حتى يظن القارئ أن طول الرد يعني قوة الدليل .

                    ثالثاً : لقد قلنا سابقًا أن وجود بعض العبارات في المخطوطة أو البردية متشابهة مع عبارات في الإنجيل ، لا يعني بالضرورة أنها مقتبسة منه ، بل جائز أنهم اقتبسوا من مصدر آخر ، كما أنه من الجائز أن هذه البردية والمخطوطة والإنجيل كلهم اقتبسوا من نفس المصدر ، أو أن هذه العبارات المقتبسة هي من الأقوال الشائعة في ذلك الوقت والتي تناقلتها الألسن من شخص لآخر ، فلا تحمل المسألة فوق ما تحتمل .

                    خامساً : هناك أشياء ذكرت عن المسيح وليس لها وجود في الأناجيل ، فكيف تفسر هذا ؟؟؟
                    ألا يعني هذا أن هناك مصدرًا آخر استقى الكاتب منه معلوماته ؟؟؟

                    وهذه نبذة عن بعض ما جاء عن المسيح في بردية إيجرتون 2 :
                    And when they where perplexed at the strange question, Jesus, as he walked, stood on the lip of the Jordan river, stretching out his right hand, filled it with (...) and sowed upon the (...). And the (...) water (...) the (...). And (...) before them, he brought forth fruit (...) much (...) for joy (...)
                    ( Papyrus Egerton 2:Fragment 2 Recto )
                    الترجمة :
                    عندما كانوا محتارين بسبب سؤاله الغريب ، ذهب يسوع إلى ضفاف نهر الأردن ، ومدّ يده اليمنى وملأها من (...) وبذر (...) وال (...) ماء (...) ال (...) أمامهم ، وأخرج ثمر (...) كثير (...) للسعادة .

                    وطبعاً الذي بين قوسين هو ما سقط من البردية ، وهناك محاولات من العلماء لوضع احتمالات تتوافق مع السياق ، ولكن هذا لا يهم الآن ، المهم أن المعنى العام مفهوم ، وهو أن المسيح سار إلى نهر الأردن وبذر شيئاً ( حبوب مثلاً ) ، ثم أخرج ثمراً ...
                    فالسؤال الآن : أين توجد هذه القصة في الأناجيل ؟؟؟
                    ومن أين استقى الكاتب هذه المعلومات ؟؟؟؟
                    فلو قلت لي اقتبسها من الإنجيل فأرجو أن تدلنا أين هي ..
                    وإن قلت اقتبسها من مصدر آخر أو أن هذه الحكاية ربما مما اشتهر على ألسنة الناس ، نقول عندها : لم لا تقول نفس الشيء عن ما اقتبسته سيادتك من البردية ؟؟؟؟
                    فبطل استدلالك جملة بهذه البردية ولله الحمد والمنة أولًا وآخرًا .

                    وكتبت تقول :
                    (( خامساً: يوستينوس الشهيد :والذي كتب في النصف الأول من القرن الثاني والذي يعتبر اقتباسه من الإنجيل للقديس يوحنا برهاناً حاسماً على انتشار هذا الإنجيل في بداية القرن الثاني وبالتالي وجوده قبل ذلك في نهاية القرن الأول )) .

                    الجواب :
                    نعود لنفس السؤال ، ما علاقة ما اقتبسه يوستين الشهيد من يوحنا ؟؟؟
                    السؤال أكرره عليك ، ما هو الدليل على أن يوحنا كتب إنجيل يوحنا ؟؟؟؟
                    هل يوجد في كل ما اقتبسته سيادتك ما يثبت أن يوحنا هو الكاتب ؟؟؟

                    فأنت تبتعد كثيرًا عن لبّ الموضوع ، فكل ما تقتبسه سيادتك يؤكد في أحسن أحواله وعلى أعلى تقدير أن يوستين الشهيد اقتبس من الإنجيل ، ولكن السؤال يبقى من هو كاتب هذا الإنجيل ، وهذا ما لم تستطع أن تثبته بالرغم من طول الرد الذي نراه !!!
                    فكل ما نراه هو تطويل وحشو كلام لا يقدم ولا يفيد شيئًا في كشف هوية الكاتب .

                    ويجب ألا يغيب عن بالنا أن يوستين هو من مواليد القرن الثاني ( 110 - 165 ب م ) ، يعني أنه لا يعرف يوحنا ولم يلتق به ، ولو فرضنا جدلًا أنه قال بوضوح إن إنجيل يوحنا كتبه يوحنا ، يبقى السؤال مطروحًا : من أين حصل على هذه المعلومة وهو لم ير يوحنا ولا سمع منه ؟؟؟

                    وهكذا تبقى عندنا حلقة مفقودة - على الأقل - لا يمكن تقييمها إلا بمعرفة الواسطة التي عرف بها ذلك ، أما الكلام هكذا بالظنون فلا ينفع ، والظن لا يغني من الحق شيئًا .
                    وهذا الكلام ينطبق أيضًا على هيراكليون وثاوفيلوس ، فكلاهما من القرن الثاني ولم يريا يوحنا ولا سمعا منه .

                    وكتبت تقول :
                    (( ثامناً : إيريناؤس أسقف ليون :والذي تعتبر شهادته حاسمة ولا جدال فيها لأنه تسلمها من بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا مباشرة . وكانت شهادته هي شهادة الكنيسة الجامعة فقد كانت مبنية على الرسول يوحنا ذاته الذي لم يكن بينهما سوى حلقة واحدة فقط )) .
                    أقول :
                    الكلام على إريناوس عالجناه أعلاه ، ولكن لفت نظري هنا أنك تقول إن بين إريناوس ويوحنا حلقة واحدة ، وهذا صحيح ( على الأقل واحدة )، ولكن هذه الحلقة مفقودة ، أي لا يُعرف من هو هذه الحلقة الذي أخبر إريناوس أن يوحنا هو الذي كتب انجيل يوحنا ، ولا تستطيع أن تقول إن بولكاربوس هو الحلقة هنا ، لأن إريناوس لم يصرح باسم من أخبره بذلك ، فهذا منك مجرد ظن وتخمين ، ولا تستطيع أن تثبت عكس ذلك ، كما أن بوليكاربوس نفسه لم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى وجود إنجيل ليوحنا ، فيستحيل أن تلاميذ يوحنا كبوليكاربوس وبابياس لا يعرفون أن ليوحنا إنجيلاً حتى يأتي من هم بعدهم ليخبروا بذلك .
                    ويكفي أن أقول لك إن إريناوس لم يقل من أين حصل على هذه المعلومة ، فيُحتمل أنه نقلها عن آخر مجهول ، ويُحتمل أنه ظن منه وتخمين ، وفي مثل هذه الحالة لا يمكن أن ننهض بهذه الأدلة الواهية لندلل على أن يوحنا هو الكاتب ، بل هذا يحتاج إلى أدلة قاطعة بيّنة لا تحتمل الشك ولا يتطرأ إليها الاحتمال ، وإلا فسدت ، لأنه من المعلوم إذا تطرق الاحتمال على الدليل بطل الاستدلال به ، والله المستعان .

                    أما الأشياء الأخرى التي تذكرها مثل ( شهادة الكتب الأبوكريفية والهراطقة وأعداء المسيحية ) ، فلا يمكن أن نصنفها ضمن الأدلة ، وأنا أعجب من زجّك لهذه الأشياء هنا وتقديمها كأدلة على أن الكاتب هو يوحنا !!!!!

                    فإذا كان تلاميذ يوحنا لم يذكروا الإنجيل ، فهل يمكن أن نعتمد على الهراطقة والأبوكريفا ؟؟؟
                    وإذا كنا فحصنا شهادة إريناوس تلميذ بوليكاربوس - والتي هي من أقوى ما يمكنك أن تقدمه - وأثبتنا أنها غير صالحة لإثبات الكاتب ، فهل تظن أن الهراطقة وكتب الأبوكريفا يصلحون لذلك ؟؟

                    حسنًا ، دعنا نجاريك في الكلام قليلاً :
                    تقول :
                    (( 1) العظات الكليمندية : والتي كتبت في بداية القرن الثاني ، والتي أشارت إلى الأناجيل الأربعة بعبارة " أناجيلنا " ، ثم اقتبست النصوص التالية من الإنجيل للقديس يوحنا :
                    " خرافي تسمع صوتي " وأيضاً " أنا هو باب الحياة ، الذي يدخل بي يدخل إلى الحياة " Hom. 3:52 (يو 7:10،3،9) .
                    " أجاب رّبنا على الذين سألوه بخصوص الرجل الأعمى منذ ولادته ، الذي وهب له البصر ، والذين سألوا أن كان هذا الرجل قد أخطأ أم أبواه حتى ولد أعمى ، فأجاب لا هذا الرجل أخطأ ولا أبواه ، بل لكي تظهر بواسطته قوة معالجاً خطايا الجهل 000 " hom. 19 وهذا ما جاء في (يو2:9،3).. )) .


                    بالله عليك ما نفع ما تستشهد به هنا ؟؟؟؟
                    يعني إذا قالت العظات الكلمندية ( أناجيلنا ) ، تستنتج من ذلك أن يوحنا هو كاتب إنجيل يوحنا ؟؟
                    ماذا لو قال لك قائل ، بل نستنتج منها أن يوحنا ليس هو الكاتب ، فبمَ تجيبه ؟؟؟
                    أو ماذا لو قيل لك بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا ، فإما أن تطرح إنجيل يوحنا وترفضه أو تقبل العظات الكلمندية على أنها وحي أيضًا وليست أبوكريفا ؟؟؟
                    أليس هذا الكلام أوجه وأحق بالاعتبار من كلامك ؟؟؟
                    استدلال غريب فعلاً ، وما هو إلا لتطويل الرد .

                    وتقول :
                    (( كتاب البطاركة الأثنى عشر: والذي كتب في بداية القرن الثاني وقبل الدمار الثاني لأورشليم سنة 130م هذا الكتاب يتحدث عن المسيح بألقابه التالية " نور العالم " ، " المخلص " ، " ابن الله " ، " الابن الوحيد " ، " حمل الله " ، " الله الآتي في الجسد " ويقول " الروح يشهد للحق" وهذه كلها مأخوذة مباشرة من الإنجيل للقديس يوحنا )) .

                    ما هذا الدليل ؟؟؟
                    هل تسمي هذا دليلاً ؟؟؟
                    هل إذا ذكر كتب البطاركة هذه الألقاب تستنتج سيادتك أن كاتب إنجيل يوحنا هو يوحنا بن زبدي ؟؟؟؟
                    هل تريدنا أن نصدق هذا الكلام المرسل ؟؟؟

                    وأسألك هنا أيضاً السؤال السابق :
                    ماذا لو قيل لك بل الذي كتب هذا هو نفسه كاتب يوحنا لوجود التشابه بينها ، فإما أن تطرح إنجيل يوحنا وترفضه أو تقبل كتاب البطاركة على أنه وحي أيضًا وليس أبوكريفا ؟؟؟

                    وهكذا حال الباقي ، فرحمة بعقولنا ، ألهذه الدرجة تحسب أننا سنقرأ دون وعي لما تكتبه ؟؟؟

                    وكتبت تقول :
                    (( عاشراً : قانون أسفار العهد الجديد:كان للإنجيل للقديس يوحنا مكانة ثابتة بين الأناجيل الأربعة التي لم يشك أحد مطلقاً في وحيها وقانونيتها ، فقد وُجد في أقدم المجموعات ، وفى أقدم الترجمات ، فقد ترجم إلى السريانية واللاتينية والقبطية في أقدم ترجماتها )) .

                    أقول :
                    وهل هذا دليل على أن يوحنا هو الكاتب ؟؟؟
                    هل وجوده في الأسفار القانونية يعني أن الكاتب هو يوحنا ؟؟؟
                    وهؤلاء إخوانك في الكنيسة الإنجيلية والذي نقلت لك كلامهم من الرابط سابقاً يقولون :
                    (( إنجيل يوحنا في شكله النهائي ، يُحتمل أنه ليس من وضع شخص مفرد ، بل موضوع من مجموعة أشخاص ، الذين يُفهم منهم أنهم من رفاق هذا الشخص المفرد ، وهذا ما يتضح من تلقاء نفسه من يوحنا 21 : 24 .
                    وهذا الفرد يسمى في الانجيل بـ يوحنا ، وفي الانجيل نفسه يُوصف بالتلميذ الذي يحبه يسوع )) .


                    فهؤلاء وبالرغم من أنهم يؤمنون بأنه من الأسفار القانونية يؤكدون على وجود احتمال أن الذي وضعه هم عدة أشخاص غير يوحنا ، ولم يمنعهم قانونية السفر من أن يقولوا ذلك ؟؟؟؟

                    وتقول :
                    (( حادي عشر : أقدم المخطوطات :
                    ومن أقدم ما يقدم كبرهان حاسم على كتابة الإنجيل للقديس يوحنا في القرون الأولى وانتشاره بكثافة في بداية القرن الثاني هو أن أقدم المخطوطات التي وجدت هي لهذا الإنجيل الرابع )) .


                    وأنا أقول :
                    وجود مخطوطات له لا تثبت من هو الكاتب ، فكون الإنجيل كتبه يوحنا أو كتبه آريوس أو يهوذا لن يغيّر من المخطوطة ، فالمخطوطة لا تقدم لك دليلًا عن هوية الكاتب .

                    سأضرب مثلاً بسيطاً :
                    لو أنا كتبت الآن كتاباً ونسبته إلى الراعي ، وبعد ألف سنة وجد الكتاب ، فهل يستطيع أهل ذلك الزمان أن يقولوا وجدنا مخطوطة قديمة جداً ، إذن الراعي هو الكاتب ؟؟؟؟؟

                    فهل هذا يُسمى دليلاً ؟؟؟؟
                    ولو أردنا أن نتبع منطقك هذا سنصل إلى أن الأبوكريفا هي أيضاً وحي .

                    وفي النهاية تقول :
                    (( وهكذا تدل جميع الأدلة والبراهين على أن الإنجيل الرابع قد كُتب في نهاية القرن الأول وكان منتشراً وبصورة كبيرة في بداية القرن الثاني ، وكان موجوداً مع أباء الكنيسة والهراطقة وأعداء الكنيسة ، وأنه لم يشك أحد ولو للحظة أن مدونه وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا الحبيب تلميذ السيد المسيح ورسوله )) .

                    وأنا أقول :
                    وهكذا نرى أن جميع ما أتيت به لا يمكن تسميته دليلًا ، وأغلب ما تقدمه هو اقتباسات شبيهة ، أو شهادة مقطوعة ممن لم ير يوحنا ولم يسمع منه وهكذا ، ولا أدري كيف ترددون أنكم تثقون بأن هذه الكتب كلمة الله وأنتم عاجزون عن تقديم السند المتصل لهذا الإنجيل ، والمفروض أن يكون السند ليس فقط متصلاً بل متواتراً عن الجمع الغفير من أول السند إلى منتهاه بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب ، مثل أن ينقل جمع من تلاميذ يوحنا أنه كتب إنجيله وأنهم رأوه أو سمعوه يصرح بذلك بعبارات واضحة صريحة ، ثم ينقل هذا الإنجيل جمع آخر من تلاميذ التلاميذ عنهم نفس الخبر ويقولون إنهم سمعوه منهم وبعبارات واضحة صريحة وبنفس الدقة إلى من بعدهم وهكذا ، فعندها تستطيع أن نقول إننا على يقين أن هذا الإنجيل كتبه يوحنا ..
                    وأنت حتى الآن لم تستطع أن تثبت وجود قول واحد - لا أقول واحد من تلاميذ يوحنا بل واحد من تلاميذ تلاميذه - يقول فيه بصراحة ووضوح أنه سمع تلميذ يوحنا أو أخبره أنه رأى يوحنا يكتب إنجيله أو أن يوحنا أخبره بذلك .


                    تحياتي

                    العميد

                    ============

                    تعقيب خارج المناظرة :

                    لقد قلتُ للقس : (( إن كلمة (أي الإنجيل) التي وضعتها سيادتك بين قوسين ليست من كلام إريناؤس ، بل هي من إضافتك أنت وفهمك ، أما إريناؤس فقال التالي : ( سلمهم تلك المعلومات ) ، ولم يقل سلمهم الإنجيل ))


                    وفي الحقيقة لقد تلطفت بالعبارة معه أملًا في رجوعه إلى الحق دون إحراجه ، فالهدف هو الحق وليس إحراج الخصم ، بينما فعلته تحريف شنيع وتدليس مريع ، ولكنه تجاهل ذلك دون أن يأبه لهأو يعتذر عنه، ثم كررت عليه ذلك مرارًا وهو يتجاهل الاعتذار ، والله المستعان .
                    [/CENTER]

                    تعليق


                    • #11
                      [align=right]مداخلة العميد
                      - 04-03-2004 04:36 pm

                      في الحقيقة أستغرب من زميلي الراعي أن يستعجلني في الرد وفي نفس الوقت هو من يتأخر !!!!

                      وأنا لا أقصد أن استعجلك الآن ، بل خذ وقتك ، ولكن أحببت أن أذكرك بما تفعله وتعيبه على غيرك .

                      على كل حال أتمنى أن يكون غيابك لخير .

                      العمــيد
                      [/CENTER]

                      تعليق


                      • #12
                        أرجو من المشرفين الكرام تعديل عنوان الموضوع وذلك بحذف " رد على " من بدايته ، ليصبح هكذا "مناظرة مع القس عبد المسيح بسيط حول كاتب إنجيل يوحنا"

                        والموضوع يتبع إن شاء الله

                        تعليق


                        • #13
                          مناظرة رائعة جداً
                          القس في خانة اليك
                          أتشوق لسماع رده


                          ملحدون في الجنة

                          لتحميل كتاب لماذا اله النصارى خروف؟ مباشرة من هنـــــــــــــــــــــــــــــــــا

                          تعليق


                          • #14
                            أهلاً وسهلاً بأخينا العميد ..غيبة طويلة وعودً حميد .. وحوار شيق مميز جديد .. متابع معكم إن شاء الله .. ولا تحرمنا من مشاركاتك المتميزة . بارك الله فيكم .
                            [frame="10 98"]
                            ـ لقد كنا العلمـاء والمعلِّمين .. يوم كانوا يعيشون في ظلام العصور الوسطى ويدفعون ثمن إلغاء (الكنيسة) لدور العقل .. بينما كنا على الضدّ .. فقد كان (المسجد) في حضارتنا .. جامعاً وجامعةً معاً ..

                            ـ وما زال الطريق مفتوحاً أمامنا للعودة إلى قيادة الحضـارة .. وما زلنا نملك المؤهلات ..

                            وإننـا بإذن الله ـ لعـــائدون ...
                            [/frame]

                            تعليق


                            • #15
                              تسجيل متابعة
                              بارك الله فيك استاذنا العميد

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ينا, 2024, 02:35 ص
                              رد 1
                              46 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة abubakr_3, 12 ديس, 2023, 08:24 ص
                              ردود 2
                              93 مشاهدات
                              1 معجب
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة تقي احمد, 18 نوف, 2023, 01:51 ص
                              ردود 0
                              26 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة تقي احمد
                              بواسطة تقي احمد
                               
                              ابتدأ بواسطة Abubra, 2 نوف, 2023, 08:21 ص
                              رد 1
                              54 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 27 سبت, 2023, 02:01 ص
                              ردود 8
                              33 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              يعمل...
                              X