مناظرة حول نسخ التلاوة في القرآن

تقليص

عن الكاتب

تقليص

وليد غالب لا ديني اكتشف المزيد حول وليد غالب
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    فما معنى أن تُحذف آية رجم الزاني المحصن غير المنسوخة الحكم، وتبقى آية سجن الزانية حتى الموت المنسوخة الحكم؟
    (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
    (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا)
    النساء

    أمورٌ وجَبَ التنبيهُ لها :

    أوّلاً :"ما معنى أن ... " ... هذا سؤال لا شأن للاديني بِه ... أو تسْأله لإلهك الذي ظلْتَ عليْهِ عاكِفاً !! أما ربُّ السماواتِ ... فقد عزّ وجلّ عن أن يُسائِلَهُ أحَدٌ من خلْقِه ... لا يُسْأل عما يفْعَل وهم يُسْألون .. وهذه قاعِدةٌ عامة ... فكُلُّ ما ثبَتَ بالنصِّ الصحيح .. ليْس لكَ أن تسْأل عن حِكْمَتِهِ ولِماذا .. وليْسَ لكَ وأنت تُحاوِرُنا إلا بالتسْليمِ للنصِّ لأنهُ مذْهَب من تُحاوِر ... فهذهِ أسْئِلَة الردُّ عليْها مِن قبيلِ الردِّ على من يتساءَل لماذا جعل الله أمَّهُ تحْمَلُ بِه تسْعَةَ أشْهر وليْسَ عشْرين .. ولِماذا الشمس صفراء ولما لا تكون خضراء .. ولما لا يكون الإنسان بأربعة أرْجُل .. الخ ,
    وأسْئِلة من هذا القبيل .. ينأى أطْفال المسْلِمين عنها ...!!! , وكما يسْتحيل أن يقْبَل عاقِلٌ هذه التساؤلات لأنها سُننٌ كوْنِيّة لا تقْبَلُ جدَلاً ... فهكذا الأمْر بالنسْبةِ للنصِّ عِنَْ المُسْلِمين ... ولا داعِي لِتِكْرارِ ذلِكَ كُلّ مرّة.

    ثانِياً : سمّاها اللهُ نسْخاً أو إنْساءاً وليْسَ حذْفاً.. وأنت في حوارٍ مسئول مع منتدى يعُجُّ بالعلماءِ ... فيجِب الْتِزامُ الدِّقَة المتناهِيَة ... واحتِرامِ من تُحاوِر باستِخْدامِ الألفاظِ الإسْلامِيّةِ كما هِيَ !


    ثالثاً :
    قبْل السؤْال عن ناسِخ ومنْسوخ لآية في مناظرَة .. يجِبُ أن تتعلّم الفارِق بيْن مفْهومِ النسْخ في القرن الأول ثم النسْخ في القرون الثلاثةِ الأولى ثم النسْخ بعْدَ القرْن الرابِع ثم السابِع...؟!!.. حتى تسْأل بكل هذه الجُرْأة عن نسْخِ هذه الآية .. !! .. إن لا تعْلَم ... فعلى أي أساس تتساءل عن نسْخِ هذه الآية؟!! .. بأي مفْهوم؟!! ... فلا داعي لإقحام نفْسِكَ فيما تجْهل .


    أخيراً هناكَ تساؤلاتٍ .. لا تخُصُّكَ كلادينِيِّ ... وهناك تساؤلاتٍ لا تخُصُّكَ ولا تخصني كمخْلوقٍ ... وهناكَ تساؤلاتٍ يجِبُ أن تسْألها .... وهناكَ امورٌ في لغة أهلِ النظرِ يجِبُ أن لا تسألها .... وحقيقة ... بعْدَ حالِكَ :
    هنا على هذا الرابِط ... نحْتَسِبُ أجْر الوقْتِ المهْدورِ معَكَ عِنْد الله ... ولكِن بالتأكيدِ نسْعَد بِمحاولاتِكَ برغْمِ حالِكَ .. وما سنشْعُر بوجاهتِهِ نُجيبُكَ عليْهِ .. وما نشْعُر بسذاجتِه نضرب عنه صفحاً.


    وأرى بأن منشأ مبدأ نسخ التلاوة هو ضياع آيات في الفترة المكية فنزلت الآية كنوع من المواساة بأن الآيات ليست ضائعة بل الله أنساها وبأنه سيعوضها، إلا أنني لا أملك أدلة كافية على ذلك، لذلك لا أريد نقاشه في هذا الحوار خاصة في ظل وجود أمثلة تخالف القانون الذي أقرته الآية، فالنقاش في ذلك أولى.
    ومن يأبَه برأيِك ؟!! ...

    ويكْفينا إقْرارُكَ بالعجِْز عن إثباتِ هذه الرؤى والخُزَعْبلات .!! .. ونشْكُرُك.



    ____________________


    أخيراً أظُنُّ بقي أن تُوافِقُنا على هذه المُقدِّمة ... لانتفاء القيد الذي لا يقر به مذهبنا


    1- المقدِّمة الأولى :
    نسْخَ التِّلاوةِ والحُكم ... يخْرُجُ (وحْدَهُ ) من نِطاقِ اتِّهامِكَ بالفقْدِ والضياع
    - تزعُم : أنّ نسْخَ التِّلاوةِ والحُكم له ما يُبرِّرُهُ من النص القُرْآنِيِّ.
    - وتزْعُمُ : أنّ هذا ليْسَ هو الحال مع نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم .


    فيكونُ نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... غير مُبرر بالآيةِ القُرْآنِيّة ... وبالتالي هو الذي تُوجِّهُ لهُ أصابِعَ الإتِّهامِ .. وستُثبْتُ أنه دليلٌُ على التحْريفِ وفُقْدانٍ القرآنِ...

    فبانتِفاءِ الشرْطِ و القيْدِ الذي وضعته فهو ليْسَ شرْطا مُلْزِماً لأهلِ السنةِ والجماعة ... رُبما صحّ لو وجدْتَ من يقول بهذا المذْهَب .. وليْسَ لكَ إلا أن تحاوِرنا بما نعْتَقِد ... وإلا فهذا القيْدُ مُغالطة ...... توهِمُ أن هذا الشرْطَ من لوازِمِ مذْهبِ أهْل السنةِ والجماعةِ .. وأنه إن انتفى قامت حُجّتُك .. وهذا مُغالطةٌ ظاهِرة ... وتقييد غيْر صحيح .!! فرُبما يلَْزمُ حِواراً آخَر وجدلا بيزنطيا ثانيا ...!!



    ونتذكر أن "النصُّ المُعْتَبَرُ مِن بدهِيّاتِ المذاهِبِ لا يُعْتَرَضُ عليْهِ"


    وكذلِكَ "أن الحجّة الجدليّة يجِبُ أن تكونَ مُقدِّمَتُها مُلزِمَةٌ للطرَفِ الآخَر , ومِن لوازِم مذْهَبِهِ"


    ولذا بانتِفاء القيْدِ وغلطِهِ .. نترك تلْخيص الموْضوع مرة ثانية...لي , ولكَ وللقارىء الكريم ...


    دعْني أُصيِغَ مِنْ موْضوعِك هذا
    -إن صحّ فهمي له - صِياغةً مُبسّطَة نتّخِذُها كقاعِدةٍ أبْدأ مِنها الرد :



    1- المقدِّمة الأولى :

    نسْخَ التِّلاوةِ والحُكم ... يخْرُجُ (وحْدَهُ ) من نِطاقِ اتِّهامِكَ بالفقْدِ والضياع
    - تزعُم : أنّ نسْخَ التِّلاوةِ والحُكم له ما يُبرِّرُهُ من النص القُرْآنِيِّ.
    - وتزْعُمُ : أنّ هذا ليْسَ هو الحال مع نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم .

    فيكونُ نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... غير مُبرر بالآيةِ القُرْآنِيّة ... وبالتالي هو الذي تُوجِّهُ لهُ أصابِعَ الإتِّهامِ .. وستُثبْتُ أنه دليلٌُ على التحْريفِ وفُقْدانٍ القرآنِ...



    2- المقدِّمَة الثانِيَة :


    نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم .. ليْسَ مجرد فقْدانِ بعضِ آياتٍ ... بل سُوَر كامِلَة.. زادَت عن قرابةِ ما بيْن 121- 179 صفْحَة ... وأرْفَقت الأدِلّة وبعْض أقوال العلماء المرجِّحَة - من وجْهةِ نظرِكَ - لما ذهَبْتَ إليْهِ.



    3- المُقدِّمة الثالِثة :

    نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم .. غير مُبرر برأي العلماء ... فلايعْرِف تفسيرَهُ أحد ...!!!



    4- الإسْتِنتاج :


    من1) .. نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... غير مُبرر بالآيةِ القُرْآنِيّة ...
    من 2)..
    نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... غير مُبرر بأقوال العلماء ...
    إذاً ) ...نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... لايوجَد له إلا تفْسير منطِقي وحيد .. هو الفقْد والضياع .!!



    س1 تتفِق على التلْخيصِ السابِق (المقدمات الثلاثة والإسْتِنتاج) ؟!

    (نعَم , أو لا )


    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
    *******************
    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
    ********************
    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

    تعليق


    • #17
      طوال هذا الحوار وأنا أخاطب السيد أمير بكل احترام وبدون أي إساءة أو غمز ولمز، ولكن السيد أمير أفسد جو الاحترام، وقد ابتدأت ملامح ذلك من قبل، ولكنها ظهرت جلياً في الرد الأخير له حين يقول:
      أو تسْأله لإلهك الذي ظلْتَ عليْهِ عاكِفاً !!
      نحْتَسِبُ أجْر الوقْتِ المهْدورِ معَكَ عِنْد الله ...
      وما نشْعُر بسذاجتِه نضرب عنه صفحاً.
      ومن يأبَه برأيِك ؟!! ...

      ويكْفينا إقْرارُكَ بالعجِْز عن إثباتِ هذه الرؤى والخُزَعْبلات .!!
      وهذا شيء مؤسف، وإن كان السيد أمير يريد للحوار أن يكون بمثل هذه اللغة، فليكن، والقارئ يعلم من البادئ.
      أوّلاً :"ما معنى أن ... " ... هذا سؤال لا شأن للاديني بِه ... أو تسْأله لإلهك الذي ظلْتَ عليْهِ عاكِفاً !! أما ربُّ السماواتِ ... فقد عزّ وجلّ عن أن يُسائِلَهُ أحَدٌ من خلْقِه ... لا يُسْأل عما يفْعَل وهم يُسْألون .. وهذه قاعِدةٌ عامة ... فكُلُّ ما ثبَتَ بالنصِّ الصحيح .. ليْس لكَ أن تسْأل عن حِكْمَتِهِ ولِماذا .. وليْسَ لكَ وأنت تُحاوِرُنا إلا بالتسْليمِ للنصِّ لأنهُ مذْهَب من تُحاوِر ... فهذهِ أسْئِلَة الردُّ عليْها مِن قبيلِ الردِّ على من يتساءَل لماذا جعل الله أمَّهُ تحْمَلُ بِه تسْعَةَ أشْهر وليْسَ عشْرين .. ولِماذا الشمس صفراء ولما لا تكون خضراء .. ولما لا يكون الإنسان بأربعة أرْجُل .. الخ , وأسْئِلة من هذا القبيل .. ينأى أطْفال المسْلِمين عنها ...!!! , وكما يسْتحيل أن يقْبَل عاقِلٌ هذه التساؤلات لأنها سُننٌ كوْنِيّة لا تقْبَلُ جدَلاً ... فهكذا الأمْر بالنسْبةِ للنصِّ عِنَْ المُسْلِمين ... ولا داعِي لِتِكْرارِ ذلِكَ كُلّ مرّة.
      تتحدث وكأنني لم أكتب في هذا المنتدى سوى هذا التساؤل هكذا فجأة وبدون أي مقدمات!
      هدفي من هذه الأسئلة هو أن نسخ التلاوة في الإسلام يحوي إشكالات وتناقضات ليس لها حل، مما يعني استبعاد خيار "نسخ التلاوة" كتفسير لعدد من الظواهر المشكلة كظاهرة ذهاب سدس القرآن، فيؤدي ذلك إلى مزيد من التأكيد للخيار الآخر وهو الفقدان.
      لذلك فسؤالي هو في صلب الموضوع، وحين ترد عليه بهذا الرد، فإنك بذلك تهدم الأساس الذي بُني عليه هذا الموقع "حراس العقيدة"، فلو كان لا يحق لغير المسلم أن يسأل هذه الأسئلة فما معنى هذه الأرتال من المقالات التي ترد على الشبهات وقسم كبير منها يتعلق بالنصوص وبأحكام شرعية كالأحكام حول المرأة والحدود وغير ذلك؟
      لماذا أتعبتم أنفسكم بكتابة كل هذه الردود وقد كان بإمكانكم أن تردوا عليها بكل بساطة عبر القول بأن هذه نصوص مسلم بها إسلامياً وليس لغير المسلم أن يتحدث فيها؟
      زعمك المتهالك يرده قول القرآن (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، فالقرآن هنا يجيز للإنسان أن ينطلق من الفروع لنقض الأصول، فاختلاف واحد في القرآن يثبت بأنه ليس من عند الله، وأنه أجده اختلافاً أن تقول آية (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) ثم لا نجد بديلاً لعدد من الآيات المنسوخة التلاوة، وأجده اختلافاً أن يُنسخ سدس القرآن ومع ذلك تبقى بعض الآيات المنسوخة الحكم، وأجده اختلافاً أن يقول (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) ثم يذهب سدس هذا القرآن المعجز إلى الأبد.
      لذلك أقول لك: أشكرك!، فقد أثبت لي ما أريد إثباته وهو أن هناك إشكالات في نسخ التلاوة ليس لها تفسير إلا تفويض أمرها إلى الله الذي يفعل ما يشاء ، وليس بغريب منك أن تقول ذلك فقد سبقك إليه علماء القرآن كالزرقاني والسعدي.
      وهذا قطعاً يصب في صالح إثبات حصول الفقدان، ففي خيار الفقدان لا يوجد شيء اسمه "لا تفسير لهذه النقطة، وعلمها عند الله"، بينما خيار نسخ التلاوة زاخر بهذه التفويضات، وهذا يعطي تفوقاً كبيراً لخيار الفقدان.

      حالي وحالك كمن يقدم تفسيراً علمياً لظاهرة طبيعية، فيرفض الآخر هذا التفسير مصراً على أن هذا خلق الله وله حكمته فيما يفعل.
      فنحن لدينا ظواهر مشكلة ضمن إطار "نسخ التلاوة"، انا أقدم تفسيراً لها، وأنت تقول (لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون)!!!
      ولو ساغ لنا أن نتعامل مع الأمور كما تفعل، لكنا إلى عصرنا هذا نعتقد بأن الأرض مسطحة وبأن الشمس تدور حولها، ولما وُجدت هذه الحضارة ولما كان هناك هذا الإنترنت الذي "نتحاور" من خلاله، فلمَ يسأل الإنسان عن سبب شروق ومغيب الشمس؟ فهذه خلقة الله يفعل ما يشاء. البحث عن إجابة للأسئلة التي لا يُعرف جوابها هو الرحم الذي يولد منه العلم.
      ولله در الشاعر الذي يقول:
      وليس يصح في الأذهان شيء
      إذا احتاج النهار إلى دليل

      هذا سؤال لا شأن للاديني بِه ... أو تسْأله لإلهك الذي ظلْتَ عليْهِ عاكِفاً !!
      إلهي لم يزعم أحد بأنه أنزل كتاباً قال عنه بأنه لا يأتي البشر والجن بمثله ومع ذلك يمحو سدسه.
      ثالثاً : قبْل السؤْال عن ناسِخ ومنْسوخ لآية في مناظرَة .. يجِبُ أن تتعلّم الفارِق بيْن مفْهومِ النسْخ في القرن الأول ثم النسْخ في القرون الثلاثةِ الأولى ثم النسْخ بعْدَ القرْن الرابِع ثم السابِع...؟!!.. حتى تسْأل بكل هذه الجُرْأة عن نسْخِ هذه الآية .. !! .. إن لا تعْلَم ... فعلى أي أساس تتساءل عن نسْخِ هذه الآية؟!! .. بأي مفْهوم؟!! ... فلا داعي لإقحام نفْسِكَ فيما تجْهل .
      وهل اختلف عند أهل القرن الأول أو عند أهل القرن العشرين أن نص آية الرجم مضمونها ما يزال يسري العمل به ونصها لم يعد يُتلى، وأن آية حبس الزانية مضمونها لا يُعمل به ونصها يُتلى؟؟؟
      إن كان هناك اختلاف يؤثر على ما سبق، فأتحفنا به.

      اقتباس:
      وأرى بأن منشأ مبدأ نسخ التلاوة هو ضياع آيات في الفترة المكية فنزلت الآية كنوع من المواساة بأن الآيات ليست ضائعة بل الله أنساها وبأنه سيعوضها، إلا أنني لا أملك أدلة كافية على ذلك، لذلك لا أريد نقاشه في هذا الحوار خاصة في ظل وجود أمثلة تخالف القانون الذي أقرته الآية، فالنقاش في ذلك أولى.
      ومن يأبَه برأيِك ؟!! ...

      ويكْفينا إقْرارُكَ بالعجِْز عن إثباتِ هذه الرؤى والخُزَعْبلات .!! .. ونشْكُرُك.
      أي تفسير مهما كان "خزعبلاتياً" عندك، فهو أولى من "اللاتفسير" الذي تحيلني إليه حين تقول بأن الله يفعل ما يشاء.
      فبانتِفاءِ الشرْطِ و القيْدِ الذي وضعته فهو ليْسَ شرْطا مُلْزِماً لأهلِ السنةِ والجماعة ... رُبما صحّ لو وجدْتَ من يقول بهذا المذْهَب .. وليْسَ لكَ إلا أن تحاوِرنا بما نعْتَقِد ... وإلا فهذا القيْدُ مُغالطة ...... توهِمُ أن هذا الشرْطَ من لوازِمِ مذْهبِ أهْل السنةِ والجماعةِ .. وأنه إن انتفى قامت حُجّتُك .. وهذا مُغالطةٌ ظاهِرة ... وتقييد غيْر صحيح .!! فرُبما يلَْزمُ حِواراً آخَر وجدلا بيزنطيا ثانيا ...!!
      تقول الآية التي أقرت النسخ (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) ، فهذه الآية ظاهرها أن ما يُنسخ يتم تعويضه، والخروج عن هذا الظاهر يحتاج لقرائن، وأنت لا تقر بهذا الظاهر، فأعطني التفسير الذي يراه مذهبك للآية وأعطني القرائن التي تجيز الخروج عن ظاهر نص الآية.
      فأنا أتناول هذه المسألة لأنني أثبت من خلالها ووجود ظواهر يصعب تفسيرها بنسخ التلاوة، الأمر الذي يستلزم إيجاد بديل.
      الظاهرة: وجود آيات منسوخة التلاوة دون الحكم لم يتم تعويضها وفقاً للمبدأ الذي أقرته الآية كما أفهمه.

      س1 تتفِق على التلْخيصِ السابِق (المقدمات الثلاثة والإسْتِنتاج) ؟!

      (نعَم , أو لا )


      سبق أن أبديت اعتراضي على إحدى النقاط، ولكن اختصاراً للحوار فجوابي هو "نعم".
      وبما أنك ستبدأ بكتابة رد شامل، فأنا سأضع بقية الدلائل التي أراها تدل على حصول الفقدان، وبذلك أكون قد قدمت كل ما عندي، فيكون ردك أتم وأكثر شمولاً.
      وإن كنت ترى بأن أوان ما سأضعه لم يحن بعد، فلا مانع عندي أن تحذفه.
      ************************
      من المسلم به أن أول جمع للقرآن حصل بعد معركة اليمامة، وأن الذي دفع إليه ما حصل من مقتل لكثير من الحفاظ في هذه المعركة حيث بلغوا 500 حافظ (فضائل القرآن لابن كثير ص25). في هذه المعركة ضاع مع من سقط من الحفظة قرآن، حيث نجد شهادات من أربعة من كبار التابعين يصرّحون فيها بذلك.
      .
      الشهادة الأولى والأهم هى من مجاهد بن جبر (21هـ 104 هـ) شيخ القراء والمفسرين، أخذ القرآن والتفسير عن ابن عباس و: (حدثني الفضل بن ميمون أبو الليث قال سمعت مجاهدا يقول عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة) سير أعلام النبلاء 4/450
      وهو من رواة القرآن، إذ يمر به إسناد قراءتين من القراءات العشر القانونية قراءة ابن كثير المكي وقراءة أبي عمرو البصري (القراءات المتواترة لمحمد حبش ص43).
      إذاً مجاهد هو تابعي كبير وإمام في القراءة والتفسير، فلا بد أن ننصت إليه جيداً حين يقول:
      قال الحافظ ابن عبد البر الأندلسي :(( وروى أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا سيف عن مجاهد قال : كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ، ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير ، ولم يذهب منه حلال ولا حرام )) ( 2 ) . (التمهيد في شرح الموطأ ج 4ص275 شرح حديث رقم 21)

      الشهادة الثانية من ابن شهاب الزهري (58هـ - 124هـ)الذي قال عنه الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز (عليكم بابن شهاب هذا فإنكم لا تلقون أحدا أعلم بالسنة الماضية منه .) سير أعلام النبلاء 4/326
      أخرج ابن أبي داود في كتاب المصاحف ص208 وصححه محقق الكتاب محب الدين واعظ:
      81- حدثنا أبو الربيع قال : أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب قال : « بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير ، فقتل علماؤه يوم اليمامة ، الذين كانوا قد وعوه فلم يعلم بعدهم ولم يكتب ، فلما جمع أبو بكر وعمر وعثمان القرآن ولم يوجد مع أحد بعدهم ، وذلك فيما بلغنا ، حملهم على أن يتبعوا القرآن فجمعوه في الصحف في خلافة أبي بكر خشية أن يقتل رجال من المسلمين في المواطن معهم كثير من القرآن ، فيذهبوا بما معهم من القرآن ، ولا يوجد عند أحد بعدهم ، فوفق الله عثمان فنسخ تلك الصحف في المصاحف ، فبعث بها إلى الأمصار (1) ، وبثها (2) في المسلمين »

      الشهادة الثالثة من من سفيان الثوري (97هـ - 161 هـ) الذي هو (قال شعبة وابن عيينة وأبو عاصم ويحيى بن معين وغيرهم : سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث .) سير أعلام النبلاء 7/230
      أخرج عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه:
      13363 - عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال : قال لي أبي بن كعب : كأين (1) تقرؤن سورة الاحزاب ؟ قال : قلت : إما ثلاث وسبعين ، وإما أربعا وسبعين ، قال : أقط ؟ إن كانت لتقارب سورة البقرة ، أو لهي أطول منها ، وإن كانت فيها آية الرجم ، قال : قلت : أبا المنذر ! وما آية الرجم ؟ قال : " إذا زنيا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله ، والله عزيز حكيم " (3).
      قال الثوري : وبلغنا أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقرؤن القرآن ، أصيبوا يوم مسيلمة ، فذهبت حروف من القرآن.


      الشهادة الرابعة من الحسن البصري (21هـ - 110هـ) الذي هو إمام في القراءة وصاحب قراءة من القراءات الأربع الشاذة المتممة للعشرة.
      جاء في كتاب المصاحف لابن أبي داود:
      26 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد قال : حدثنا يزيد قال : أخبرنا مبارك ، عن الحسن ، أن عمر بن الخطاب سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامة فقال : « إنا لله وأمر بالقرآن فجمع ، وكان أول من جمعه في المصحف ».

      وبهذه الشهادات تتضح حقيقة الأمور.

      الأخبار الأربعة السابقة جميعها مرسلة، وقد اختلف العلماء في المراسيل بين قبول ورفض، ولكن حتى لو افترضنا بأن الصواب هو رفض المرسل، فإن الأخبار السابقة لها ميزات تجعلها تتغلب على هذا العيب المفترَض وهى:
      1- اثنتان منهما جاءتا من إمامين في قراءة القرآن، وذلك يعزز من مصداقية ما نقلاه، تماماً كما فعل الألباني مع عاصم بن أبي النجود في الخبر عن أصل سورة الأحزاب.
      2- حين يقول سفيان الثوري والزهري "بلغنا" فهما فقط يخبران بما بلغهما، ولا يستلزم ذلك من الثوري أو من الزهري أن يصدقا بما بلغهما، ولكن الخبر عن مجاهد بن جبر لم يأت بصيغة الرواية بل بصيغة حديثه عما يعتقد به، فهو لا يروي أن قرآناً كثيراً قد ذهب، بل يقرر هذه الحقيقة كما قرر حقيقة أن الأحزاب كانت بطول البقرة، فكما ثبت عنده خبر الأحزاب وصدق به، فقد ثبت عنده ضياع القرآن يوم اليمامة وصدق به، بل وقدم عزاءً عن هذا الضياع بأنه لم يشمل حلالاً ولا حراماً. وهذا يعني أن ضياع قرآن يوم اليمامة قد ثبت وقوعه لدرجة أن شيخ القراء والمفسرين قد صدّق به.
      2- ضياع قرآن في اليمامة لم يُنقل من خبر مرسل واحد، بل أربعة مراسيل، وهذا التعدد يقوي بعضه بعضاً ويشهد بأن للخبر أصل صحيح، جاء في النكت على مقدمة ابن صلاح 1/467 تعليقاً على قول ابن صلاح ((" ثم اعلم أن حكم المرسل حكم الضعيف إلا أن يصح مخرجه بمجيئه من وجه آخر كما سبق بيانه في نوع الحسن "))
      الرابع أن كلامه صريح في أنه لا يحتج بالمرسل إلا في حالة واحدة وهو أن يصح مخرجه لمجيئه من وجه آخر وليس كذلك بل يحتج به في مواضع ذكرها الشافعي في الرسالة مرتبة فقال رضي الله عنه " المنقطع ( أ / 72 ) يختلف فمن شاهد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فروى حديثا منقطعا عن النبي صلى الله عليه و سلم اعتبر عليه بأمور منها أن ينظر إلى ما أرسل من الحديث فإن شركه الحفاظ المأمونون فأسندوه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل معنى ما روى كانت هذه دلالة [ واضحة ] على صحة من قبل عنه وحفظه
      وإن انفرد به مرسلا لم يشركه فيه من بعده قبل ما ينفرد به من ذلك ويعتبر عليه بأن ينظر هل يوافقه مرسل آخر فإن وجد ذلك قوي وهي أضعف من الأولى وإن لم يوجد ذلك نظر إلى بعض ما روى عن بعض الصحابة قولا له فإن وجدنا ما يوافق ما روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت شاهدة دلالة على أنه لم يأخذ مرسله إلا عن أصل يصح إن شاء الله تعالى.)) اهـ

      هنا يضع الشافعي ثلاثة معايير يتقوّى بها الخبر المرسل: أن يرد الخبر من طريق آخر متصل لا انقطاع فيه، وأن تتعدد المراسيل فلا ينفرد بها واحد، وأن يوافق المرسل ما رُوي عن بعض الصحابة وعن الرسول. المعيار الأول غير متحقق، أما الثاني فمتحقق، وأما الثالث فمتحقق ولكن ليس في عين الخبر عن يوم اليمامة بل في حصول ضياع لقرآن، وذلك في الرواية عن عائشة في صحيح مسلم:
      3670 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ. ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ فَتُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ.

      فهذه دليل صريح على وجود آيات فُقدت من القرآن، وهذا هو الأصل الذي قامت عليه المراسيل الأربعة التي حددت الحادثة التي حصل فيها هذا الضياع وهى معركة اليمامة.

      الأمر الرابع والأهم الذي يشهد على صحة هذه المراسيل هو:

      4- أنها تقدم التفسير الوحيد لأخبار ذهاب الكثير من القرآن، أي أننا أمام خيارين: إما القبول بهذه المراسيل، أو أن نسخ التلاوة مع بقاء الحكم لا يدرك البشر حكمته!، وهذا في الحقيقة يعني أننا لا نملك إلا خياراً واحداً فقط وهو قبول هذه المراسيل.

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد غالب
        طوال هذا الحوار وأنا أخاطب السيد أمير بكل احترام وبدون أي إساءة أو غمز ولمز، ولكن السيد أمير أفسد جو الاحترام، وقد ابتدأت ملامح ذلك من قبل، ولكنها ظهرت جلياً في الرد الأخير له حين يقول:


        أو تسْأله لإلهك الذي ظلْتَ عليْهِ عاكِفاً !!
        نحْتَسِبُ أجْر الوقْتِ المهْدورِ معَكَ عِنْد الله ...
        وما نشْعُر بسذاجتِه نضرب عنه صفحاً.

        ومن يأبَه برأيِك ؟!! ...

        ويكْفينا إقْرارُكَ بالعجِْز عن إثباتِ هذه الرؤى والخُزَعْبلات .!!
        هدىء من روْعِك يا وليد ... أنتَ شخْصكَ لكَ كُلّ الإحْتِرام ... فلن يفْسَد جوُّ الإحْترام من طرفِنا ... لأن أكْثَر النصارى و اللادينيين لا يهمهم إلا أنفْسُهم ... ولذا نُحافِظ لكَ على هذه النٌّْقْطَة لهُم .. فشخْصُكَ لا مساسَ بِهِ ..

        أما الحقّ فلم نجِدْهُ يعْني عِنْدَهُم شيء .. والمغالطات عندهم هي وقْت ثمين .. والرد عليْها ضياعُ وقْتٍ ... وتوْجيهُ المُغالطةِ والتوهيم لعقيدة المُسْلِم ليْسَت عنْدَهُم من قبيل الإهانة ... بيْنما أن يُعرِّّي المُسْلِم هذه المغالطة ضياعُ وقْت ... وأن يُعلِّق المسْلِم على هذه المغالطات - وليْسَ شخْصُك - بأنها مغالطاتٌ مفْضوحة , أو أنها "عجْز" , و "سذاجَةُ طرْح" ... ودليل فشلٍ على الإتيانٍ بالحقِّ .. هو عِنْدَكُم إهانة وإفْساد جوٍّ الحِوار ..!!

        لكِن لم ينْطبِق على ما حدَثَ شروطُ إفْسادِ الحِوار أو التجوّزات

        وكُلُّها أمورٌ بسيطة يُمكِن حلُّها .. ويعود للحوار صفْوُه.



        فما تُسمِّيهِ إقْسادُ جوِّ الحِوار هو في الحقيقة مُصْطلحاتٌ عِلْمِيّة مُتّفَقٌ عليْها ...
        1- الخُزَعْبلة (رؤْيا وأوْهام في عقل صاحِبِها لم تثْبُت بالدليل او النظر) ..
        2- الوهْم (ظنٌّ مرْجوح نفاهُ الدليل) ...!!
        3- الوقت المهدور ( جدل بيزنطي ومكابرة بعْد إقامة حقٍ أوحجة منطِقية)
        4- سذاجةُ الشُّبْهةِ أي تهافُتُها .

        أما الألْفاظ التي اسْتخْدَمْتها .. فهُما في جُمْلتيْنِ :

        1- فالجُمْلَةُ الأولى هي قولي "إلهِكَ الذي ظلْتَ عليْهِ عاكِفاً ... " وهو قول بليغٌ تعلّمناهُ من القُرْآنِ الكريم .. الذي تعْترِفُ أنتَ ببلاغتِه ... وإلهُكَ هنا هو كُلًّ ما تُقدِّسُهُ وتعْبُدُه .. وإلهُكَ كذلِكَ قد يكون الهوى والمكابرة ..
        أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ... وهذا القوْلُ يُغْضِبُكَ وليْس لكَ معْبود تُقدِّسُه ... فما بالُكَ حين تُوجِّه لإلهِ الأكوان تساؤلاً ونحنُ نُقدِّسُه؟!!... أفلا يحِقُّ لنا أن نغْضَب؟!!

        2- والجُمْلَةُ الثانيَة هي قوْلي "ويكْفينا إقْرارُكَ بالعجِْز ..." وهذا خطأ مِنِّي اعتذِرُ لكَ عليْه ... فإقرارَكَ يُحْسَبُ لك .. وسمّيْتُهُ أنا عجْزاً .


        أما إفْسادُ الحِوار ... فحدث مِنْكَ أنتَ لا مِنِّي .. وما قُلْتُه ليْسَت إلا تعْليقاتٍ هادِئَة ... أنبِّهُكَ بِها إلى ما أنت مُقْدِمٌ عليْهِ


        وهنا أمْثِلةٌ على إفْساد الحِوار :
        1- حينَ يتِم التشْخيص وهذا لم يحْدُث مني ..
        أو حينَ يتكلّم أحدٌ بغيْرِ علمٍ .. وهذا لم يحْدُث مِنِّي ..
        3- أو حينَ يُغالِط المحاوِر مغالطاتٍ متتالِيَة غلطاً أقامَ الحجة عليْهِ البرهان.
        4- أو حينَ يحْدُث غصْبٌ أو مُصادرة ... ولم يحْدُث مني.
        5- أوحين يُدْرَجُ القيل والقال كدليلٍ مُعْتَمَد تتقدّمُ بِهِ لأهل النظَر ..!!!
        6- أو حينَ ينتفي إثْباتُ صِحّةِ المنقول ..!
        7- أو حينَ يتعسّفُ المخالِف أصولاً لا يُقِرُّ بِها محاوِرُه أصْلاً ...!!


        فهدِّىء مِن روْعِكَ فلم نبْدأ الحِوار بعْد لكي تخْرُجَ عن طوْرِكَ هكذا .. وتأكّد أن كل ما يُغْضِبُكَ سنتحاشاه... لأن همنا هو أن لا يُنْتَهَك قدْرُكَ وأنتَ ضيْفنا.

        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
        *******************
        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
        ********************
        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

        تعليق


        • #19


          لذلك فسؤالي هو في صلب الموضوع،؟

          لا ليْسَ في صُلْب الموْضوع ...

          الموْضوع عن نسْخ التلاوةِ دون الحكم كدليلِ فقدان النص ... وليٍْس عن مشْروعِيّةِ أو عدم مشْروعِيَةِ نسْخ التلاوة دون الحُكْم .. وهذا السؤال بهذه الصيغة عن المشْروعِيّة ... فيُمْكِن أن يطْرَحَهُ شيعي مثلاً ... ونقبله منه ... لكِن غير مقبول من اللاديني ... فالشيعي قد يُريد أن يُْثْبِت عدَم مشْروعِيّة أو فقد ... بيْنما ليْس لك أنت كلاديني إلا أن تُثْبِت الفقْدَ فقط .!


          اقتباس:
          حين ترد عليه بهذا الرد، فإنك بذلك تهدم الأساس الذي بُني عليه هذا الموقع "حراس العقيدة"، فلو كان لا يحق لغير المسلم أن يسأل هذه الأسئلة فما معنى هذه الأرتال من المقالات التي ترد على الشبهات وقسم كبير منها يتعلق بالنصوص وبأحكام شرعية كالأحكام حول المرأة والحدود وغير ذلك؟


          ردِّي موجّه خصِّيصاً لكَ في هذا الحِوار ... لأنهُ يْمِكِن للمسيحي أن يتسائِل لأن لديْهِ كتاب ونصوص وإله ... وعِنْدَهُ بالتالي تقْدير للخطاب الديني الإلهي فهنا ينْتُجُ الحِوار المتبادَل في هذه المسْألة .. ويمكِن للملْحِد أن يُقدّمهُ كسؤال اسْتِفْسارِي لا جدلي .. لأهل العلم ... لا أن يتحاور فيه بلا علم ...
          ولِذا نقول مرّة أخر لم تُعْدَمِ الأمّةُ علماءها ليتحاوروا فيه .. وهذا ما أعْنيهِ .

          كما يُمكِن أن يسْألهُ المُسْلِم المُتشكِّك أو الذي يحْتاجُ مزيدَ عِلْم في المسْألة ...

          كما يُمكِن أن أفرِد له موْضوعاً خاصّاً أوضِّحُ أبْعادَه ...

          لكِن لا يَصِحُّ أن يتحاور فيه لاديني .. وإلا فانظُر نِتاجَ ذلِكَ .. وهو أن تتجرّأ بمسائَلَة اللهِ في منتدى حراس العقيدة ... وهذا فِكْْرٌ فاسِد لا يقْبلها من يقول لا إله إلا الله ... مُسْلِم كان أو مسيحي .!! .. فاحتِرام النصِّ والقداسةِ أمورٌ مُسلّمة .. فإن كُنْتَ لا تُدْرِكها فقولي
          لك أنهُ شأن إسْلامي - إسْلامي ... هو نوْع من التلطيفِ في الرد .. يُحْسَبُ لي لا عليّ ..

          لعلّ الأمر يكونُ قد وضُحَ لك .
          "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
          رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
          *******************
          موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
          ********************
          "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
          وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
          والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
          (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

          تعليق


          • #20
            السلام عليْكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته ...

            هدفُ الكاتِبِ من هذا الحِوار : هو إثْبات أن " نسْخ التلاوة مع بقاءِ الحُكْمِ " هو دليلٌُ على التحْريفِ وفُقْدانٍ القرآنِ ... وأن المُسْلِمينَ برّروا هذا النوع من التحريف باختِراعِ ما يُسمّى "نسْخ التلاوةِ دونَ الحُكْم" ... فإذا سقَطَ هذا النوْع وبانَ زيفُهُ بان الفقْدُ والتحْريف ...

            وسأقومُ بتلْخيصِ وِجْهة نظر صاحِبِها والله أسأل ان يُوفِّقني في تلْخيصِها حتى يسْهُل على القارىء مُتابعة الحوار وتتبُّعِ مُجْرياتِه..

            فالتلخيص التالي وما فيه من مقدمات واستنتاج .. هو حسْب وجهة نظر المحاور اللاديني .. " وليد غالب" , لنقرب المسافات ونتفهم ما يريد قوله :



            ________________________________________



            1- المقدِّمة الأولى :

            نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... غير مُبرر بالآيةِ القُرْآنِيّة (ما ننسَخ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بِخَيْرٍ منها أو مِثْلِها ) ... وبالتالي تُوجِّهُ لهُ أصابِعَ الإتِّهامِ .. وذلِكَ أن الآيَةَ اشْتَرَطَت وجود بديلٍ للنسْخ وهذا ما لا يتوافر لكثيرٍ من السُّوَرِ المنْسوخة...


            تقول آية (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) ثم لا نجد بديلاً لعدد من الآيات المنسوخة التلاوة
            .................................................. .......................
            تقول الآية التي أقرت النسخ (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) ، فهذه الآية ظاهرها أن ما يُنسخ يتم تعويضه، والخروج عن هذا الظاهر يحتاج لقرائن، وأنت لا تقر بهذا الظاهر، فأعطني التفسير الذي يراه مذهبك للآية وأعطني القرائن التي تجيز الخروج عن ظاهر نص الآية.



            2- المقدِّمَة الثانِيَة :


            نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم .. يحْوي إشْكالات وتناقُضات عدة لا يعْرِفُ تفْسيرَها أحَد ....!!!

            نسخ التلاوة في الإسلام يحوي إشكالات وتناقضات ليس لها حل،
            ..................
            دعني أضيف ثلاثة تناقضات أخرى في نسخ التلاوة عند المسلمين:
            1- فنسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم .. ليْسَ مجرد فقْدانِ بعضِ آياتٍ ... بل سُوَر كامِلَة.. زادَت عن قرابةِ ما بيْن 121- 179 صفْحَة ... ومرْفق الأدِلّة وبعْض أقوال العلماء المرجِّحَة - من وجْهةِ نظرِ وليد - لما ذهَبَ إليْهِ.


            على كل حال لا يهم كثيراً المقدار الدقيق لما نُسخ، بقدر ما يهمني إيصال الغاية من هذه الحسابات وهو: أن ما نُسخت تلاوته من القرآن هو كثير لدرجة تقارب سدس القرآن.
            ..................
            ينسخ سدس القرآن ومع ذلك تبقى بعض الآيات المنسوخة الحكم
            ..................
            كلما زاد مقدار ما نُسخت تلاوته، دل ذلك على حجم الخسارة التي لا يبررها شيء، فتؤكد كثرة ما ذهب على أن ما حصل كان قسرياً خارجاً عن إرادة المسلمين


            2- وجود الكثير من الآيات المنسوخة الحكم في القرآن، ومع ذلك يُمحى سدس القرآن على ما يحويه من أحكام ومعان غير منسوخة ... تحت مسمى نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم .. ومثاله آية رجم الزاني المحصن... كما سبق.


            3- وفقاً للآية التي تشرع النسخ فلا بد أن يكون هناك بديل للآية المنسوخة ... وقد ثبت حصول نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم في صحيح مسلم مع عدم تعويض نص الآية .... فأين الآية التي عوضت آية الرضاعة؟ وأين الآية التي عوضت آية الرجم؟.


            4- نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم يُبيِّن ذكر الصحابة لنص عدد من الآيات المنسوخة على الرغم من أن الصواب فيما رفعه الله وانساه ان لا يتذكره أحد كما جاء في الإتقان 2/69 .. وكما جاء في المعْجَمالأوسط للطبراني حديث رقم 4637

            3- المُقدِّمة الثالِثة :

            نسْخَ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم .. غير مُبرر برأي العلماء ... فلايعْرِف تفسيرَهُ أحد.. وليس لها تفسير الا افوض الامر الى الله .. كما فعل من قبل علماء كالزرقاني والسعدي .!!!


            لذلك أقول لك: أشكرك!، فقد أثبت لي ما أريد إثباته وهو أن هناك إشكالات في نسخ التلاوة ليس لها تفسير إلا تفويض أمرها إلى الله الذي يفعل ما يشاء ، وليس بغريب منك أن تقول ذلك فقد سبقك إليه علماء القرآن كالزرقاني والسعدي.
            ................
            وهذا قطعاً يصب في صالح إثبات حصول الفقدان، ففي خيار الفقدان لا يوجد شيء اسمه "لا تفسير لهذه النقطة، وعلمها عند الله"، بينما خيار نسخ التلاوة زاخر بهذه التفويضات، وهذا يعطي تفوقاً كبيراً لخيار الفقدان.




            من 1) .. نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... غير مُبرر بالآيةِ القُرْآنِيّة ...
            من 2) .. نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... غير مُبرر بأقوال العلماء ...
            من 3) .. نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... يحْوي إشْكالات وتناقُضات..
            إذاً 4) .. نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم ... تفْسيره المنطِقي الوحيد .. الفقْد والضياع .!!


            أخيراً الأسْباب التي تُرجِّح اختيار الفقْد والضياع كحل وحيد :

            1- معركة اليمامةِ ومقْتَل 500 من القراء والحفَظَةِ ..

            2- أربع شهاداتٍ "مراسيل" من التابِعين تُصرِّحُ بِفقدان قرآن أثناء هذه المعْرَكَة.
            أ ) شهادة ابن شهاب الزهري (كتاب المصاحِف)

            ب) شهادة مجاهد بن جبر (التمهيد لابن عبدالبر )

            ج) شهادة سفيان الثوري (مصنف عبدالراق)

            د) شهادةُ الحسن البصْرِيّ (كتاب المصاحِف)

            ولا يصِح ردُّ الشهادات الأرْبَعَةِ بحُجّة الإرْسالِ لأسْباب:

            1 ) أن هذا التعدد يقوي بعضه بعضاً ويشهد بأن للخبر أصل صحيح
            2 ) تحقُّق معياريْنِ من معايير الشافِعِيِّ الثلاثةِ في قبول الخبر المُرْسَل
            3 ) أخيراًً تأكيد الفقْدِ من صحيحِ مُسْلِم وحديثِ عائِشة.
            4 ) أنها تُقدِّم التفسير الوحيد لأخْبارِ ذهاب الكثيرِ من القُرْآنِ والذي لا يسعنا إلا قبولُه بعْدَ سقوطِ التفسير الآخر وهو نسْخ التلاوةِ بالمقدِّماتِ الثلاثةِ أعْلاهُ.
            الفاضل "وليد غالب" ... قُمْت الآن بإعادة التلْخيصِ النهائِيِّ للحوار بحيث أبدأ بعوْنِ اللهِ ونُصْرَتِهِ الرد نُقْطَة , نُقْطَة ..
            1 ) فإن سقَطَت مُقدِّماتُه الثلاثة بطُل الإسْتِنتاج .. لأنّه صار هناكَ شرْعِيّة تُلْزِمُكَ بقبول نسْخِ التلاوة مع بيانِ الحُكْمِ كحل آخر.

            2 ) ثم يبقى الترْجيحُ بيْنَ نسْخِ التلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم أو الفقد المزْعوم للقرآنِ الكريم .. بجميع طُرُق الترجيح التي يُجيزُها الحِوار الشريف ومنطِقُ أهْلِ النظر ..

            ________________________________________



            وأظنّني لخّصتُ لك الحِوار بأحسَن مما كنت ستفْعَل أنت 16 مرة ونص (دعابــة ) .. وأصّلت ورتّبتُ لكَ مسائِلها ترتيباً ... وأضَفْتُ كل ما كُنْتُ قد طرحْتهُ أنتَ أعلاهُ وقلتُ أنا لكَ عنه أنه لا يعنيك ... بحيث لا أبْخَسْكَ أي وسيلة صغيرة كانت أو كبيرة في إظْهارِ فِكْرَتِك .. فإن اتفقت معي على ما سطّرْتُهُ لكَ وللقارىء الكريم من تسلْسُل .. ودِقّةِ كُلِّ ما سبق - أحسبُها كذلِك - من مقدِّماتٍ واستِنْتاجٍ وترْجيحٍ فنبدأ على بركةِ الله الرد كامِلاً ... نُقطة , نُقطة ... على أن يتِمّ عمل حِوار مُنْفصِل لجميع اعتِراضاتِك طيلة سيْر الرد ... بحيث يتِم المناقشةُ فيهِ حوْلَ اعتِراضاتِكَ إن ظهرت ... ووضْعِ رابِطِ كل حِوارٍ حول الإعْتراضاتِ هنا في المناظرة الأصْلِيّة .....

            وبقِيَ طلبانِ , وتقرير وسؤال ..

            فأما الطلَبان ..
            1- هو أن تُطيلَ نفَسَكَ معنا إن تأخّرْنا قليلاً .. وأن تتصبّر على إطالتِنا إن أطلنا.
            2- أن تُعاهِد اللهَ ربّكِ أن لا تجْنَحَ للجدل المذْموم إن قامت الحُجّة

            وأما التقرير :
            1- فهو اليقينُ الكامِل من توفيقِ الله ونُصْرَتِهِ بِضَحْدِ تِلْكَ الشُّبُهاتِ التي أقضّت مضْجَعَك ... وهذا وعْدُ الله شِئْنا أو أبيْنا لا دخْلَ لنا فيه... فادْعو الله أن يشْرَح صدْرَك للحقِّ .

            وأما السؤال:
            1- فلو أعاننا الله بالحُجَج الدامِغاتِ في هذا الموْضوع ... فكنتُ أتسائَل سؤال شخْصي ... ياترى أيُّ الصِّنْفَيْنِ أنتَ : هل أنتَ ممّن يخدِّر نفْسَهُ بالأماني ويسْتَصْعِبُ جُهْدَاً ضخْماً قد بذل , ربما يدْفَعُه لأن يقول في قرارةِ نفْسِه "لا ولن أسلِّم , لا ولن أتْرُكَهُ يضيعُ سُدى؟!" .. أم أنك من هؤلاء الرِّجال الذينَ لا يأخُذُهُم في الحقِّ لوْمَةَ لائِم ؟!! فتتمنى أن يبين الحقّ الذي لا حقّ بعْدَه؟!!...


            وأخيراً .... نسأل الله تعالى أن يُطهِّر حواري وحِوارَك من المكابرةِ والتحايُلِ على الحقِّ , وأن يرزُقنا وإيّاك خُطى ثابِتَة نحو الحقِّ لا تتَزَعْزَع .. والله أسأل أن يجْعَل حوارنا هذا سبباً لهدايةِ من اهتدى وأن لا يجْعَلَهُ سبباً في ضلالِ من ضلّ , آمين آمين آمين.
            "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
            رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
            *******************
            موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
            ********************
            "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
            وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
            والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
            (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

            تعليق


            • #21
              ملاحظة مهمة: الفقدان هو تفسيري فقط لحالة الكثير الذي ذهب من القرآن، ولا أتبنى هذا الخيار مع جميع حالات نسخ التلاوة وبقاء الحكم خاصة مع آية الرجم، فآية الرجم بالذات تفسيري لسبب إسقاطها هو أن صياغتها غير دقيقة ومضللة، وهذا بدى واضحاً في قول عمر:
              المستدرك على الصحيحين للحاكم
              8071 - حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسين بن محمد بن زياد ثنا محمد بن المثنى و محمد بن بشار قالا : ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن يونس بن جبير عن كثير بن الصلت قال : كان ابن العاص و زيد بن ثابت يكتبان المصاحف فمرا على هذه الآية فقال زيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : الشيخ و الشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فقال عمرو : لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت أكتبها فكأنه كره فقال له عمرو : ألا ترى أن الشيخ إذا زنى وقد أحصن جلد و رجم و إذا لم يحصن جلد و أن الثيب إذا زنى وقد أحصن رجم
              هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
              تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح
              فالنبي حين وجد الآية بهذا العيب أوحى له عقله الباطن إسقاطها من القرآن.
              إذاً الفقدان هو تفسيري الوحيد مع النسخ الكثير فقط، ولكن هناك خيارات أخرى متاحة لتفسير بعض الحالات الخاصة في نسخ التلاوة، بعضها لا يمكن معرفته لعدم كفاية المعطيات مثل نسخ ما نزل في أصحاب بئر معونة، وأحدها وهى آية الرجم تكفلت الروايات بتوضيح سبب إسقاطها.
              مع الأخذ بعين الاعتبار الملاحظة السابقة، فليس عندي أي اعتراض على تلخيصك، باستثناء قولك:
              ولا يصِح ردُّ الشهادات الأرْبَعَةِ بحُجّة الإرْسالِ لأسْباب:

              1 ) أن هذا التعدد يقوي بعضه بعضاً ويشهد بأن للخبر أصل صحيح

              2 ) تحقُّق معياريْنِ من معايير الشافِعِيِّ الثلاثةِ في قبول الخبر المُرْسَل
              3 ) أخيراًً تأكيد الفقْدِ من صحيحِ مُسْلِم وحديثِ عائِشة.
              4 ) أنها تُقدِّم التفسير الوحيد لأخْبارِ ذهاب الكثيرِ من القُرْآنِ والذي لا يسعنا إلا قبولُه بعْدَ سقوطِ التفسير الآخر وهو نسْخ التلاوةِ بالمقدِّماتِ الثلاثةِ أعْلاهُ.
              فأنا أضيف إلى رأس القائمة:
              1- مجاهد بن جبر لا يروي حصول الفقدان فقط بل يعتقد بوقوعه.
              2- شهادتان من الشهادات الأربع جاءتا من إمامين في القرآن.
              ثم لا تنس أن كل هذه الترجيحات هى على فرض عدم صحة قبول المرسل، فهذا محل خلاف بين العلماء.
              ودعني أستدرك شيئاً على شهادة الحسن البصري، حيث فاتني أن أنقل تعليق محقق كتاب المصاحف محب الدين واعظ:
              إسناده: فيه عبد الله بن محمد لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأيضاً الإسناد منقطع لأن الحسن البصري لم يدرك عمر. (كتاب المصاحف ص171)
              فأما الطلَبان ..
              1-
              هو أن تُطيلَ نفَسَكَ معنا إن تأخّرْنا قليلاً .. وأن تتصبّر على إطالتِنا إن أطلنا.
              2- أن تُعاهِد اللهَ ربّكِ أن لا تجْنَحَ للجدل المذْموم إن قامت الحُجّة
              لك ما طلبت، وأنا بدوري أطلب منك الطلب الثاني.
              وأما السؤال:
              1-
              فلو أعاننا الله بالحُجَج الدامِغاتِ في هذا الموْضوع ... فكنتُ أتسائَل سؤال شخْصي ... ياترى أيُّ الصِّنْفَيْنِ أنتَ : هل أنتَ ممّن يخدِّر نفْسَهُ بالأماني ويسْتَصْعِبُ جُهْدَاً ضخْماً قد بذل , ربما يدْفَعُه لأن يقول في قرارةِ نفْسِه "لا ولن أسلِّم , لا ولن أتْرُكَهُ يضيعُ سُدى؟!" .. أم أنك من هؤلاء الرِّجال الذينَ لا يأخُذُهُم في الحقِّ لوْمَةَ لائِم ؟!! فتتمنى أن يبين الحقّ الذي لا حقّ بعْدَه؟!!...
              أنا من الصنف الثاني، فماذا عنك؟
              شكراً جزيلاً

              تعليق


              • #22
                يعني كل مرة ألخّص ... إمّا تُضيف شيء جديد ... أو تعيد تنْقيح شيء ... وهذا أجوُِّزُهُ لك ...

                لا مُشْكِلة ... لكِن من سيحاسِب على التلخيص كُل مرة ؟!! .. مش معقول المنتدى .!

                عموما سأضَع كل ما اضفته في الحسْبان عِنْدَ الرد ... ولن أضيف أي شيء للتلْخيص السابِق

                فسيبقى كما هو عليه لأن كل ما أضفته شيء ثانوي مفهوم بدهي ... وسنُوضِّحُهُ في حينه.


                _________

                لكِن ما لا أجوُِّزهُ لك ... ولا أقْبلْهُ .. هو أن تعود لنُقطة منتهِيَّة لا يُسْتساغ العوْدَةُ لها ... طعْمُها قبيح !!

                ورائِحةُ العوْدةِ لها كريهة.!! ..
                وهي وجهة نظرَك في الله ورسولِه .. فاحتفِظ بها لنفْسِك أوْلى بك ....

                فالنبي حين وجد الآية بهذا العيب أوحى له عقله الباطن إسقاطها من القرآن.

                _________

                نحن رِجال لا تسقطُ منا المبادىء والأصول .. ونحْترِمُ أنفُسنا

                ولِذا دوْما نضع خطوطا عريضَة حتى يتعلّم منا غيْرنا معنى الإلتِزام بالكلمة

                ولِذا لا أجيز ولا يُجيُز لك عرف المناظرات ذلِكَ أبداً ..!! ..

                أما وقد قبِلْتَ وفهِمت وأدْرَكت كلامي جيِّدا ..



                فنُعيدُ لكَ الشرْط :
                قيِّد الموْضوعَ بالأمّةِ لا بالله ورسولِهِ - هدانا اللهُ وإيّاك.


                وما أتحفّظُ عليْهِ :



                1- التحفُّظ الأوّل والرفْض التام لِقوْلُكَ : "ونبيِّهِم" ...

                اقتباس:
                كان قسرياً خارجاً عن إرادة المسلمين ونبيهم أي الفقدان والضياع.


                إذا كُنْتَ لاديني ... فنرْفُضُ أن تتطرّقَ إلى ما نسِيَهُ النبيُّ في هذا الحِوار ... لأنّ النِسْيانَ أو النسْخَ من النبيِّ - صلى اللهُ عليْهِ وسلّم - خارِج عن موْضوعِ حِوارِنا , ولا دخْلَ لكَ بِهِ .. فهو أمْرٌ مُسلّمٌ بالنصّ , وما أقامَهُ النصُّ بطُل الحِوار فيهِ ... ويبْقى شأن إسْلامِي - إسْلامي , لادخْلَ للادينِيِّ لا يؤْمِنُ بالنصوصِ بِهِ ... لأنّهُ إيمانٌ بحْت .. ونُسلِّم بِهِ تسْليما ... ومُنْكِرُهُ كافِر ...


                وهذا أصْلٌ أصيلٌ يؤصِّلُهُ قوْلُهُ تعالى
                "سنقرئك فلا تنسى إلا ماشاء الله" ...
                - ( فلا تنسى ) لا نافية أي يحفظه الله عليك فلا يفوتك منه شيء ...

                - ( إلا ما شاء الله ) إلا ما نسخ الله تعالى تلاوته لحكمة يعلمها فيذهب من قلبك...

                ويشْهَدُ بِحِفْظِهِ وكمالِ تبْليغِهِ قوْلُهُ تعالى
                "
                اليومَ أكْمَلْتُ لكُم دينَكُم , وأتْمَمْتُ عليْكُم نِعْمَتي ورضيتُ لكُم الإسْلامَ دينا" ....


                وهذا كُلُّه مِصْداقُ قوْلِهِ " ما ننسَخ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بِخَيْرٍ منها أو مِثْلِها "
                ... وقوْلُهُ تعالى " " يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ "وقوْلُهُ تعالى "وإذا بدلنا آية مكان آية والله اعلم بما يُنزل قالوا إنما أنت مفتر"وفي تفسير قوله تعالى "ماننسخ من آية او ننسها "..قال الحسن "ان نبيكم اقرىء قرآنا ثم نسيه"[2] ....


                إذاً قيِّد الموْضوعَ بالأمّةِ لا بالله ورسولِهِ - هدانا اللهُ وإيّاك.



                مِن أوّلُ قواعِدِ التنظيرِ المنْطِقِيّة:
                "أن النصُّ المُعْتَبَرُ مِن بدهِيّاتِ المذاهِبِ لا يُعْتَرَضُ عليْهِ"


                موْضوعنا هو :

                "النسْخِ كدليل على الفقدان " بدهيٌّ , أي فيما يخُص الأمة ...


                وليْس المشرِّع : اللهُ ورسوله ...




                مِن شروطِ المناظرةِ المنْطِقِيّة:


                "أن يُجْرِيَ المتناظِرانِ مناظرتهما على عُرْفٍ واحِد "





                ما نتناقَشُ فيهِ هو النسْخُ فيما ضيّعَتْهُ الأُمّة

                إن كان هناكَ في زعْمِكَ ما ضاع ..!!!!




                فإذا أتى الله بِهِ مليون صفحة وترَك صفْحَة , فلا شأنَ لكَ بِهذا ...
                فإذا قال تعالى "ما ننسخ من آيةٍ أو ننسِها" ...
                قُلْنا سمِعنا وأطعنا ... ولا يُسْأل اللهُ عما يفْعل ..







                نُذكِّر مرّة أخرى موْضوعنا هو:
                "النسْخِ كدليل على الفقدان " فيما يخُص الأمة ...
                وليْس فيما يخُصُّ المشرِّع : اللهُ ورسوله ...




                ونُعيدُ لكَ موافقَتَك . فلعل السهو نال منك:

                https://www.hurras.org/vb/showpost.p...1&postcount=22

                الدكتور أمير.. شكراً جزيلاً لك.

                اقتباس:
                1- التحفُّظ الأوّل والرفْض التام لِقوْلُكَ : "ونبيِّهِم" ...
                اقتباس:
                كان قسرياً خارجاً عن إرادة المسلمين ونبيهم أي الفقدان والضياع.
                .....
                إذاً قيِّد الموْضوعَ بالأمّةِ لا بالله ورسولِهِ - هدانا اللهُ وإيّاك.



                موافق.




                أي إضافات أخرى؟!!


                "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                *******************
                موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                ********************
                "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                تعليق


                • #23
                  أي إضافات أخرى؟!!

                  لا إضافات أخرى.

                  تعليق


                  • #24
                    السلام عليْكُم ورحمة الله وبركاته ..


                    اعْتِذار , رجاء , توْضيح

                    الإخوة الكِرام .... أعْتَذِرُ عن التأخُرِ عليْكُم والتقصير .. فيعْلَمُ الله وحْدَه كيْفِيّة التوْفيقِ بين حقِّ المنتدى والدعوةِ وبيْنَ حقوقِ الأهْلِ والعمل .. ولا أُبرِّىء نفْسي .. وأما عن الرد فقد جهّْزْتُهُ حقيقة منذ أيّام .. ولكِن كُلّما أردتُ إرْسالهُ أحيطَ بِي , فيأخذني التردُّدُ بيْنَ أمْريْنِ ... هل أقْتصِرُ على التعاملُ فيهِ مع المُحاوِرِ وحْدَهُ كحِوارٍ مُفْحِمٍ لا يخْلو مِن معْمعَةِ الجدلِ والخصومة .. أم أتقرّبُ بِهِ إلى اللهِ عزّ وجلّ واصافِحُ بِهِ عقْلِ القارىء الكريمِ وقلْبِهِ فأشاركُهُ ويُشاركُني عِلْماً سطّرَهُ رِجالُ الأمةِ قرْناً بعْدَ قرْن .. هذا العِلْمُ الذي اسْتقوْهُ من أشْرَفُ كِتابٍ في الوجود " القرآن الكريم" ... والعلم بكِتابِ اللهِ عزّ وجلّ أشْرَفُ العلوم ... وقضِيّةُ الناسِخِ والمنْسوخِ مِنهُ موْضوعٍ حيوِيٍّ كان دوْماً محطّ أنظارِ أعداء الإسْلام في الماضي والحاضِر ... فحاولتُ أن أعيدَ صِياغة الردِّ أكْثَرَ مِن مرّة ... فتارةً أحاوِلُ تخْفيفَ "لعْبكة" الكلِمات , وتارة أحاوِلُ جاهِداً الإخْتِصار مِنْهُ , وتارةً أعكِفُ على شرْحِ بعْضِ ألْفاظِهِ ومُصْطلحاتِهِ ... ليُلائِمَ القارىء الكريم الذي قد يحْتاجُ قراءة سريعة سيرة , ولا يعنيه الإطالة والتفْصيل أو الخوْض في شبكة المُصْطلحات التي فْرِضَها فرْضاً اقْتِحامُ الأصولِيّين لِهذا الموْضوعِ وعنوا بِهِ أيما عِناية ... فخرجت أكْثَرُ ألفاظِهِ ومُصْطلحاتِهِ من الصعوبةِ التي جعَلت القارىء يعْزِفُ عن القراءةِ فيه .. وتُرِكَ هذا الموْضوعٌُ للعلماء ..

                    واسْتَغَلّ أعداءُ الدينِ جهْلَ العامةِ بهذا الموْضوعِ , وجهلهم - هم - خاصّةً بِهِ ... فبدأو التلبيس والتشْنيعَ والمغالطاتِ التي لا تنتهي ..
                    ولِذا فقد اسْتَعنتُ باللهِ وعزَمتُ النيّةَ أن يخْدِمَ هذا الموْضوعُ اتِّجاهيْنِ : إفْحامُ الخصْمِ وإلْزامُهُ ... جنْباً إلى جنْب مع نشْرِ عِلمٍ ووعْيٍ واجِبيْنِ ... مع تيسير وتسهيل الأمر قدْرَ الإمْكان .. فأي مُصْطَلَحٍ يسْتَصْعِبُهُ أخُ كريم , فليسْتفْسِر عن معناهُ مُباشرةً ليعُمّ النفْعُ إن شاء الله , كما أتمنّى من كُلِّ أخٍ كريم أراد الردّ على الشُّبُهاتِ أن يُتابِعَ هذا الحِوار وأن يُدقِّق في مافيهِ وأن يُحاوِرني فيهِ على العام ليعُمّ النفْعُ إن شاء الله .. وأسأل اللهَ تعالى أن يهدِي بهذا الحِوارِ مُحاوِرنا , وأن يُمكِّنه من نفْسِهِ بالحقِّ , وأن يجْعَلَ كيْدَ أعدائِهِ في نحورِهِم آمين , آمين , آمين

                    والله اسأل أن يسْتَعْمِلني وإياكم - ولا يسْتبدلنا - في إظْهارِ الحق , و تقريبه للخلق ما وسِعنا ، وأن يرزُقنا الإخْلاصَ في القوْلِ والعمل .. فإن أصبت فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، و إن أخطأتُ فمِن نفسي و من الشيطان ، و اللهَ تعالى أسألُ أن يغفر زلّتي ، و يقيل عثرتي ... ورحِمَ الله امرأ أهدى إليّ عيوبي وأخطائي .. و أفوّض أمري إلى الله ، إنّ الله بصير بالعباد .. و الحمد لله ربّ العالمين ... و صلّى الله و سلّم على نبيّنا محمّد ، و على آله و صحبه أجمعين

                    "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                    رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                    *******************
                    موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                    ********************
                    "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                    وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                    والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                    (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                    تعليق


                    • #25


                      الشيعة الرافِضةُ وأصْلُ هذه الدّعْوى
                      "دعْوى أن القرآن ذهَبَ مِنْهُ شيْء بِذهابِ حملتِهِ .."




                      دعوى اختلقها الرّوافِض .. وينْقُلُها عنهم الملاحِدَةُ والنصارى:

                      قبْل بدْءِ الحِوار , يجِبُ أن يُدْرِكَ كُلُّ مُسْلِمٍ .. أنّ هذا الحِوار الذي يُسطِّرُهُ وليد ... ليْسَ وليدَ هذه اللحْظَة ... بل هو حِوارٌ خاضَتْهُ الأمّة مع أعداء الدينِ والمُنْتَسِبينَ إليْهِ من أهل البِدَعِ والاهواء ... فحينَ قسّمَ وأصّلَ عُلماء الأمّةِ ما وصلهم من علم الدين .. سهُل على طلاب العلم البحثُ والحِفْظُ والتقصِّي ... لكِن كما سهُل على طُلّاب العلم البحْث والحِفظ ... فقد سهُل على أعداء الدين الوصول بِسهولةٍ بعْدَ هذه التقْسيماتِ إلى بعْض ما ظنّوُهُ إشارة إلى عودةِ الحياةِ إلى جسدِ باطِلِهم المُحْتَضِر, المُترهِّل ...

                      وحينَ وضع الأصولِيّون أقْسامَ النسْخِ , وصنّفوا تحْتَ كُلِّ قِسْمٍ ما يُناسِبُهُ من الأدِلّة الثابِتةِ الصحيحة ..
                      فإذ بالشيعة والروافِضِ مالبِثوا أن تطاولوا على كِتابِ اللهِ وسُنّةِ رسولِ اللهِ .. وهاجموا قسْماً من هذه الأقْسامِ وهو ما يُسمّى "نسْخُ التلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم" ... وحاولوا إثْباتَ تحريفِ القٌرْآنِ بالطّعْنِ في هذا القِسْم ... ولكِن لأنهم يعْلمون أن النسْخ أصْل أصيل من أصول الدينِ في القرآنِ الكريمِ .. فإنّهُم علِموا أن الامةَ ستلْفَظُهُم وتدوسُهُم تحْت أقدامِهِم ولن تُعيرَهُم سمْعاً .. فماذا فعلوا؟!! .. قاموا بإخْراج الأدِلّةِ مِن سياقِها .. ثمّ قاموا بالطّعْنِ في دعوى نسْخِها .. حتى إذا انقادَ وراءَهم بعْضَ من انْقادَ وانْكرَ نسْخَها ... فإذ بِهِم يُعاجِلونَهُ بالدعوة التالِية " وطالما ليْسَت نسْخاً فليْس لها معنى آخر إلا أنه قرآنٌ قدْ سقط "... فيُسارِعُ المِسْكين في الدِّفاعِ , فلايجِدُ له قاعِدَة لأنه صار حانِقاً دونَ عِلْمٍ على النسْخِ .. فيلْجأُ إلى إنْكارِ كُلِّ ما صحّ جُمْلَةً وتفْصيلاً دون أن يُكلِّف نفْسَهُ عناء البحْثِ في مغالطاتِ الرافِضِيِّ , ومن نقَلَ عنُهُ من النصارى واللادينِيِّين !!!



                      وقد يتسائَلُ بعْضُ الإخوَة .. مُسْتنكِراً , وماهدفُ الشيعةُ المُسْلِمين مِن إثْباتِ فقدانِ قُرْآنٍ يا رجُل؟!! ..

                      أقول.. أنّ أوّل من اختَلَق وَزَعَم أن كثيراً من القرآن ذهب لذها
                      ب حملته في معْركةِ اليمامةِ هم الشيعَةُ الرّوافِض ... لا غيْرُهُم ... وبدأوا بِتَرْويجِ هذه الرِّواياتِ مُنْذ عصر التابِعينَ , وبثِّها في كُتُبِهِم ..

                      وغرضُهُم مِن إثْباتِ ذلِكَ هو إثْباتُ صِحّةِ دعواهم بــــ :
                      التنصيص على إمامة علي - كرّمَ اللهُ وجْهَه - واستحقاقه الخلافة عند موت النبي صلى الله عليه وسلم كان ثابتا في القرآن وأن الصحابة كتموه، وذهَبَ وفُقِدَ ضِمْنَ ما فُقِد ...



                      ولِذا هذا الرّدُّ المُفصّلُ بِحوْلِ اللهِ تعالى ...

                      هو ردٌّ على من انتسبوا للإسْلامِ , وعلى من قلّدَهم من الملاحِدة والنصارى فاعتقدوا وزعَموا :

                      1- أن نسْخَ التلاوة هو مجرد تسْمِيَة للآيات التي سقطَت لإثْباتِ ولايةِ علي.
                      2- أن نسْخَ التِّلاوةِ هو مجّرّدُ تسْمِيَةٍ للآياتِ التي سقَطَت عنْوةً دونَ إرادةِ الصحابةِ
                      3- أن نسْخَ التلاوةِ هو مُجرّدُ تسْمِيَةٍ للآياتِ التي سقطت وقال إلهُ محمدٍ عنها " إنا نحن نّزّلنا الذِكْر وإنّا لهُ لحافِظون"


                      ولِلّهِ درُّ البُخارِيِّ
                      حينَ نقَل عن عبداللهِ ابنِ العبّاسِ , وعن ابن الحنفِيّة بن عليِّ بن أبي طالِبٍ - وهو من هو- بالنسْبةِ للشيعة ... فقال البخاري في صحيحِهِ
                      .... قال ابن عباس لما سئل : أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء ؟ فقال : " ما ترك إلا ما بين الدفتين " .. وقال محمد بن الحنفية حين سُئِل " فقال ما ترك إلا ما بين الدفتين"
                      رواه البخاري ( 5019 )

                      فما ترَكَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ شيْئاً من القرآن المتْلُوِّ المُتَعَبَّدِ فيهِ ... إلا ما بيْنَ الدفتيْنِ .. أما ما نُسِخَ من الوحْيِ , وكان فيما يُقْرأ ... فقد نهاهُم رسولُ اللهِ عن كِتابتِهِ أو تِلاوتِه ... فوصَلنا كِتابُ الله الذي " لا يأتيهِ الباطِلُ مِنْ بيْنِ يديْهِ ولا مِن خلفِه" كما ترَكَهُ رسولُ اللهِ لِصحابتِهِ بِشهادةِ إمامٍ من أئِمّةِ الشيعةِ (ابن الحنفِيّة) وإمامِ من أئِمّةِ أمةِ محمد (ابن العبّاس)..

                      "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                      رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                      *******************
                      موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                      ********************
                      "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                      وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                      والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                      (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                      تعليق


                      • #26

                        مُقدِّمَةٌ لابُدّ مِنْها



                        من وضَعَ أقْسامَ النسْخِ وأنواعَهُ هم
                        العلماءِ والأصوليون ...
                        فقد وضعوهُ بناءاً
                        على اجتِهادِهِم لتسْهيلِ حِفْظِ الأدلة لطلابِ العلْمِ ... فارتأوا تقسيمَهُ إلى ثلاثةِ أقْسامٍ وراعوا في التقْسيمِ أن لا يُخِلّ قِسْمٌ مِنْ هذه الأقْسامِ بشروطِ النسْخِ ووضعوا تحْتَ كل قِسْمٍ كلِّ ما صحّ أمامهم من أخبارٍ النسْخ .. ولِذا فلو قسّموهُ ثلاثة أو قسّموه عشرة ... أورأى عالِم أن التقسيم إلى أرْبعة أفضَل أو رأى آخر أن التقسيم إلى اثْنيْنِ أوْقَع ... فإنّهُم سواءاً قسّموه ثلاثة , أو أربعة , أو ألف ... فالأدِلّةُ واحِدة لا تتغيّر وتتوزّّع وتدور مع هذه الأقْسام ... فعالِمٌ يضَعُ أدِلّة في قِسْم , بيْنما يضَع أصولِيُّ نفْس الأدِلة في قِسْمٍ آخَر باسْمٍ آخر , أو أن يأتي ثالِث ويضُم أدلة قِسْمين في قِسْم واحد ويُطْلِق عليْه اسم واحِد جديد ... فهذا كُلُّهُ اجْتِهاد أكاديمي بيْنَ العُلماءِ طالما لم يُُنْكِر أحَدٌ مِنْهُم أدِلّةَ النسْخِ ...

                        إذاً فالخِلافاتُ إذاً ليْسَت في وقوعِ النسْخِ ولا في الأحاديثِ التي تُثْبِتُ النسْخَ ... بل جميعُ عُلماءِ أهل السُّنّةِ والجماعةِ - إلا من شذّ وشابه المعْتزِلَة والعلْمانِيين - يؤْمِن جازِماً بوقوعِ النسْخ ... ويؤْمِنُ جازِماً بصِحّةِ الأدِلّةِ التي صحّت الموْجودةِ تحْتَ كُلِّ قِسْمِ ..

                        مغالطات وأوْهام:
                        1- أما المغالطةُ الشائِعَة هو أن يأتِي أحدُهُم ولِأنه أراد الغاءَ قِِسْم فإنّه يلْغي ما تحْتَهُ من أدِلّة معه بالجملة , ويُنْكِرها ... فيخْلِط الحابِل بالنابِل ... ويخْلِط الخِلاف الأكاديمي بالدينِ .... وهذا الإنْكار إما غلط يقَعُ فيهِ الشيْخ عن جهْلٍ أو تغرير .. أو مغالطة ينْسِجُها أعْداءُ الدين ..

                        2- المغالطة الثانِيَة : أن يأتي أحدهم ويقوم بإنكار قِسْمٍ من أقْسام النسْخِ , وإن اكتَفى بِذلِكَ - لقُلنا ربما له وجاهتُه .... وما أنْكَرْنا عليْهِ .. وقُلنا رأي أكاديمي نحْترِمُه .. أما أن ينفي ويُكذِب كل ما ينْدرِجُ تحْتَ هذا القِسْم من أدِلّة بالجُملة , ولا يقْبَل النِّقاشَ فيها .. ثم يقول أنّ هذا غيْرُ قادِحٍ في العقيدة لأنّ أقْسامَ النسْخِ من وضْعِ الأصولِيِّين .!! ... فعجباً ثم عجبا ثم عجبا إلى أن ينْقطِعَ بِنا وبِه العمر ...! ما هذا التبجُّحِ والتهجُّمٌ السافِرِ على الدين ؟!!...

                        3- المغالطةُ الثالِثة : الجزْمُ بأنّ آية "
                        الشيخ والشيْخَةُ..." أو آية " لو أنّ لابنِ آدَم ...." , كانت من القُرْآنِ المتلُوِّ .. والجزْمُ بِذلِكَ على اللهِ هو نوْعٌ من التعسُّفِ والتطاوُل ... فأقْصى ما نسْتفيدُهُ من تِلْكَ الآثار هو إثْباتُ النسْخِ والذي لا يحْتاج إلا إلى أخبارٍ ظنّيّةٍ لكي يثْبُت... أما إثْباتُ القُرْآنِيّة ؟! فلا تثْبُتُ إلا بيقينٍ وإجْماعٍ وتواتُر ... وكل رِوايةٍ صحّت ووردَتنا عن صحابةِ رسولِ اللهِ بأنها كانت مما يُقرأ ويُتَعَبّدُ بِها .. فهي أدِلّةَ على نسْخِ التِّلاوةِ كُلِّها , ولا تعْدو كوْنها أدِلّة على حدوثِ النسْخِ ... ويجِبُ العمَلُ بأحكامِها قطْعاً .. لكِن لا نقْطَعُ بأنّها كانت قُرْآناً على الله .. فالقُرآنِيّة لا تثْبُت إلا بالتواتُر واليقينِ وليْسَ بخبر الآحاد والظن .... بينما يثْبُتُ النسْخُ وتثْبُتُ الأحكام والعقائِد بأحاديثِ الآحاد.

                        4- المُغالطةُ الرابِِعة : وهو خِلاف المغالطةِ السابِقةِ ... وهو إنْكار رِواياتِ النسْخِ بدعْوى أنها أخْبارُ آحاد , ولا يجوز القطع على إنزال القرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حُجة فيها تفيد القطع، ولكنها ظنية
                        ... ونقول أن : ثبوتُ النسْخِ شيء , وإثْباتُ قُرْآنِيّةِ هذه الرواياتِ شيء آخر ... هل فاتَ القائِلون بِذلِك أن العقائِد والأحكام تثبُت بأحاديثِ الآحاد ؟!!.. فثبوتُ النسْخِ إذاً يكفي فيهِ الدليلُ الظنّيُّ بِخَبَرِ الآحاد ....
                        ولكِن ثبوت نزول القرآن شيء آخر , فهو الذي يُشترط فيه الدليل القطعي بالخبر المتواتر، وما معنا مِن رواياتٍ في "نسْخ التلاوة مع بقاء الحكم" تُفيدُ ثبوت النسخ , ولا تُفيدُ ثبوت القرآن ... ولو رفَضَ أحدٌ قُرْآنِيّةَ ما فيها لأنّها لم تثبت بالتواتر لصح ذلك.... لكِن يُنْكِر إثبات الصحابةِ والرِّوايةِ للنسْخِ.

                        5- المغالطات من واحِد إلى مالا نِهاية: هي ما تعِجُّ بِهِ حواراتُ كُلِّ من خالفَ الحقّ , وخالفَ أهل الحقّ وناصبهم العداء ... وسيتِم تِبْيانُها والتفْصيلُ فيها طيلة هذا الحِوار , ليكون المسْلِمُ مِنْها على بيِّنة وبصيرة .. والحمدُلِلّهِ على نِعْمةِ الإسْلام.


                        "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                        رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                        *******************
                        موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                        ********************
                        "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                        وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                        والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                        (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                        تعليق


                        • #27
                          أحاديثُ نسْخِ التلاوة وبقاء الحُكْمِ
                          (ما بيْنَ النسْخِ والقُرْآنِيّة )


                          إنْكارُ ما صحّ عن رسولِ اللهِ وصحابتِه ليْسَ منهاجُ أهْلِ السُّنّةِ والجماعةِ:

                          فالكُفْرُ بالأحاديثِ الثابِتةِ والتنكُّرِ لِصِحّتُها , او التنكُّرُ لما اسْتفاضَ من صحيحِ الحديثِ .. لا لِِشيٍْ إلا لأنّ عقْلَك لم يفْهَمْهُ بعْد أو لم يستَصِغْه .. فهو تهاونٌ في حقِّ الوحْيِ ... وإنْكارٌ لسُنّةِ رسولِ اللهِ ... وترْجيحٌ لمذْهَبِ العقْلِ على الدين ... وتشْكيك في نقْلِ الأمّةِ لِدينِها عن صحابةِ رسول اللهِ ... وموافقة لمذْهَبِ من ذهبوا إليْهِ من المعْتزِلَةِ في القديمِ ودُعاةِ التجْديدِ من العلْمانيين ... ونعوذُ باللهِ مِنْ ذلِك.



                          وإثْباتُ القُرْآنِيّةِ لا يكون إلا عن يقين ...
                          - فالقرآن كلام الله , ثابِتٌ باليقينِ والتواتُر .. ولا يُمْكِن إثبات أي قرآنِيّة إلا بالتواتُرِ والإجْماعِ واليقين الجازِم لِذا الكُفْر بآيةٍ واحِدة من القُرآن هو كُفْر مخْرِجٌ من الملّة ... لأنّهُ كُفْرٌ بأمرٍ مُسْتيْقَنٍ ثبُت يقيناً صِحّةُ ما فيهِ من آياتٍ ..

                          ولِذا قال أكْثَرُ العلماء ... في كل ما وصلنا من رواياتٍ وضعها العلماء تحت قِسْم "منسوخ التلاوة باقي الحُكْمِ" أنه :
                          1- مُثِبِتة لوقوعِ نسْخِ التلاوة مع بقاءِ الحُكم .. ولثبوتِ صحة الخبر عن الصحابِيِّ... مما يعْني جوازَهُ.

                          2- غير مُثْبِتة للقرآنِية لأن القرآنِيّة لا تثْبُتُ الا بالتواتر ..

                          والإعتِقاد بما في القرآن ... يجِب أن يكون اعتِقاد جازِم بصحته وصدقه ...

                          1- اعتِقاد جازِم في وقوعِ النسْخِ " ما ننسَخ مِن آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بخير منها أو مثلها" ... ولِذا الكفر بالنسْخِ جملة مخْرِجٌ من الملةِ ... لأنّهُ كُفْرٌ بآيةٍ من كِتابِ الله

                          2-واعتِقادٌ جازِمٌ في حِفْظِهِ .. " إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافِظون" .. لأنها آية قرآنِيّة , ثابته يقيناً عن الله .. فتكْذيبُ حِفْظِ القُرْآن .. كفر مخرِج من الملة.


                          ولِذا الإيمان بالنسْخِ يمشي جنْباً إلى جنْب مع الإيمانِ بالحِفْظِ ...

                          وكلاهما أمر يقيني ثابِتٌ بكتاب الله لا جدال فيه
                          والإعتِقاد فيهِ إعتِقاداً جازِماً لا يخْتلف عليْهِ اثنانِ..




                          الخُلاصة:


                          لا يجوز الإعْتِقاد الجازِمُ في أن أيٍّ من هذه الأحاديثِ كانت قُرْآناً يقيناً ..!! .. لأنها وارٍدة بخبر الآحاد و القُرْآنِيّة لا تثْبُت إلا بالتواتر ... فإن كانت هِيَ مظْنونة فكيْف نجْزِمُ بِها نحْنُ على الله؟!! .. إذاً فالإيمان بانها كانت بِلفظِها وحرْفها من القُرْآنِ والجزْم بذلِكَ فيقيناً ليْسَ مِن الصوابِ .. لأن القرآن لا يثْبُتُ إلا بالتواتُر... وكيف يجْزِم من يجْزم والصحابة أنسوها ؟!!... فتجِدُ كُلٌُّ يتلو ما يتذكّرْهُ وتجِد رواية أحدِهِم مختلِفة عن الآخر قل أو كثُر... فأيُّها كان قرآناً ونُسِخ؟!!! ... . وإذا اختلفَ لفْظُ الآية فهو يقينا ليْس قُرْآنا , واختلاف الألفاظِ بيْن الرواياتِ يجْعلنا لا نجْزِمُ ولا نقْطَعُ بِذلِكَ على الله عزّ وجلّ ....
                          أما الأحاديث التي أثْبتت هذا حدوث وقائِعِ هذا النوْع من النسْخِ فلا يُنْكِرُها إلا مُسْتَهتِر غير مُكْترِثٍ لا يعْلَم كيف وصل الحديثُ لهذه الأمة ... والقول بأن أحاديث صحّت عن قائِليها تروي أن هناكَ قُرْآناً ونُسِخَ وضربوا أمثِلَةٍ مما يتذكّرونه .... ومنها حُكْم الرجم الواجِبُ العمل بِه لا يوجَد مصوغ لإنْكارِه ... ونحن لم نقُل أن اثباتَ صِحّتِها واثبات وقوعِ النسْخِ يعني أن الأمْثِلَةُ عيْنُها قُرْآنا فهذا ما لم يقلُهُ أحَد ....
                          وهذا هو السبب الذي جعَل بعْض العلماء لا يجِدون أهمِّيّة أكاديمِيّة في تقسيمِ هذا القِسْم ... مع قبول ما تأتي بهِ من أخبار وتأويلِها بغيْرِ النسْخ... أو يجْعَل البعْض الآخر يعيد تقْسيمها سواءاً وضعوه ضِمْن اسْم النسْخ عموماً أو جعلوها منسوخ التلاوة باقي الحكم , أو أسموها منسوخ التلاوة والحكم..!! .... فلنُثْبِت وقوعَ النسْخ مهما كانت تسْمِيَتهُ ...
                          "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                          رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                          *******************
                          موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                          ********************
                          "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                          وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                          والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                          (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                          تعليق


                          • #28
                            خُطّةُ الرّدِّ:


                            1- رِسالة مُلخّصة في كُلِّ تفْنيدٍ , أضَعُها للقارىء الكريم المتسرِّع أو الذي لا يعنيه التفاصيل... ثم أتبِعها بـــ :

                            2- رسالة مُفصّلَة للرد على المحاوِر وتِبيان غلطِهِ ومغالطاتِهِ , جنْباً إلى جنْب مع تأصيلِ الأصولِ لإخوانِنا الذين وثقوا فينا.


                            وأتْرُكُكم مع الردِّ ...
                            "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                            رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                            *******************
                            موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                            ********************
                            "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                            وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                            والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                            (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                            تعليق


                            • #29
                              الرد الموجَز :



                              النسْخُ هو : رفْعُ الحُكْمِ الشرْعِيِّ بخطابٍ شرْعِيٍّ متراخٍ عنه ..
                              إذاً من التعريفِ فالنسْخُ لا يكونُ إلا للأحكامِ فقط .!!

                              مِثاله:

                              قولِهِ صلى اللهُ عليْهِ وسلّمَ " إني كنت نهيتكم أن تأكلوا لحوم الأضاحي إلا ثلاثاً فكلوا وأطعموا وادخروا ما بدالكم " ... وهكذا يكونُ النسْخُ بنصٍّ توقيفِيٍّ أي خِطاب شرْعِيِّ (قرآن او سنّة) ...
                              ولا يجوز نسْخ الأحكام لا بالهوى ولا بالرؤْيَة ولا بالظن ولا بالإجْماع ولا بالقياس , وإنما الأصْل هو الوحْي قرآن وسنّة ..


                              وقد قسّمَ العلماء النسْخَ إلى أقسام ثلاثة ... والقِسْم الثالِث مِنْها هو محلُّ الحِوار .. وقد وجَدَ جمهور العلماء أن النسْخَ جميعه إما أن يكونَ إلى بدلٍ (أي يرْفَع الله الحكم ويسْتبدِله بحكم مثله او خير منه ) ... أو بدونِ بدَل (
                              كأن يرفْعَ حكم الوجوبِ , فيُصْبِح مباح ... مما يعْني عودة الأمْر للإباحةِ والإخْتيار .. ويجوزُ اعتِبارُ أن الإباحةَ التي نتجَت تِلْقائِيّاً من رفْعِ الحكم هو الحكم البديل ...


                              وقد وجَدَ العلماءُ
                              أن كلّ ما نسَخَهُ اللهٌ عزّ وجلّ قد أبْدَلَهُ .. وإن لم يمْنَعوا الجواز العقْلي للنسْخ بلا بدل...

                              فقال وليد أنه طالما أن الآيةَ تشْترِطُ البدل, فقد سقَطَ حُكْمُ التِّلاوةِ ... لأن الآيةَ المنْسوخَة لم تُسْتَبْدَل بآيةٍ مِثْلها او خير منها .. مما يعني أن "نسخ التلاوة دون الحُكْم" ليْسَ من النسْخِ في شيْ ...


                              ونحْنُ نمْنَعُ هذه الدعوى .... لأسْباب:

                              1- أن النسْخ لا يكونُ إلا للأحكام وهذا إجْماع... وليْس للنصِّ.

                              2- طالما أن النسْخ للأحكامِ فقط , فحينَ ينْسَخِ الله آية , فهذا يعْني أن اللهَ نسَخَ حكْمها واسْتبدله بحكم آخر
                              ... فلا يصِح القول وحي خير من آية , وإنما يعني حكم أتى بالوحْيِ خيْرٌ من حكم أتت بِهِ آية .. فكلام الله لا يتفاضَل .. وكلامُ اللهِ كُلُّه خيرْ ... فالصواب إذاً هو المفاضلةُ بيْن حكمٍ منسوخ و حكمٍ ناسِخ له , وأن تُصْرَف خيْرِيّتُهُ للعباد فالله ينسَخ لخيْر العباد وليْس لخيْر الآية ...

                              3- وأحكام الآيةِ التي يقع عليها نسْخ إما أن تكون حكم مُطلق او حكم خاص
                              1 - حُكْم مُطْلَق ...
                              يتعلّقُ بألفاظِها وقُرْآنِيّتها .. فوجوب قُرْآنِيّتِها يعني وجوب تِلاوتِها , أو كِتابتِها, والتعبُّدِ , و الصلاةِ بِها ... وحينَ يُنْسَخُ هذا الحُكْمُ اصطَلَح الأصولِيّون تسْمِيَته ( نسْخُ التلاوةِ )

                              2- حُكْمٌ خاص ...
                              دلّت عليهِ الآية .. من تحليل وتحريم , والوجوب والنهْي .. وغير ذلك من الأحكام الشرْعِيّة .... وحينَ يُنْسَخُ هذا الحُكْمُ اصطَلَح الأصولِيّون تسْمِيَته (نسْخُ الحُكْم)

                              4- فحينَ ينسَخَ اللهُ عزّ وجلّ الآية تلاوة ويبقى حُكْمها ... فإنّهُ في الحقيقةِ نسَخَ الحكم المطْلَق , وأبْقى الحكم الخاص ...

                              5- وهذا نسْخُ إلى بدَل .. لأن حكم الآيةِ قبْل النسْخِ هو وجوب قرآنِيّتِها وتلاوتها وقراءتِها ... أما بعْدَ النسْخِ , فقد أبْدَلَ اللهُ حُكْمَ الوجوب بحُكْمٍ آخَر وهو التحريم ... فصار يحْرُم تلاوتها والصلاة بِها .

                              6-
                              ثم أن اللهَ حينَ سمّى دليلَ الحكم المنسوخ بالآية "ما ننسخ من آيةٍ" .... فإنّهُ لم يُسمِّ دليلَ الحكم الناسِخ بأنه آيضة بل قال الآتِي من عِنْدِ الله "نأتِ".. ومعلوم أن ما يأتِ من الله هو الوحْي إما متلوا أو غيْرَ متلو .. فالمتلو هو القرآن وغير المتْلواً هو سنة نبيِّه...

                              7- إذاً ف
                              الحُكْمَ الناسِخ يأتِ بِهِ الله سواءاً بالقُرآنٍِ أو السُّنّة .. لأن الله تعالى قال "نأتِ بخير" ولم يقُل نأتِ بآية أفضل منها .. والآتي من الله


                              فثبُتَ أن دليلَ الناسِخِ في الآيةِ هو الوحْي


                              وما يقولُه النبي - صلى الله عليه وسلم - هو من الوحْيِ ..
                              فلو قال لعمر ولصحابتِهِ - رضِيَ اللهُ عنْهُم - لا تكتبوا آية كذا لأنها نُسِخَت .. فهذا بالوحْي وليْسَ بالهوى .. "وما ينْطِقُ عن الهوى " .. ومن خالَفَ أمْرَهُ أو شكّكَ فيهِ , فهو مخالِفٌ لأمْرِ الله .. قال تعالى "وما آتاكُم الرسول فخذوهُ وما نهاكُم عنهُ فانتهوا" .. فهذه أصولٌ ثوابِتٌ رواسِخ ... والقُرآن الكريمُ كُلُّه ما جاءَ إلا عن طريقِه.


                              فجعل الله تعالى إذاً
                              الحكم المنسوخ هو حكم آية
                              وجعل
                              الحكم الناسِخ هو حكمٌ نزلَ بِهِ الوحْي (متلو أو غير متلو ) ....



                              8- ثمّ بيّنا تفاصيل الأمور في الرد المُفصِّل , وتعرّضنا لكمٍ من المغالطاتِ أوردها وليد والله أعلم هل أوردها متعمِّداً أم أنه وقعَ فيها بالخطأ.

                              9- ثمّ ختمنا باسْتِخْراجِ تعْريفِ النسْخِ إصْطِلاحاً من الآيةِ القُرآنِيّةِ

                              أنّ النسْخُ شرْعاً : رفْعُ حُكْمِ شرْعِيٍ بخِطابٍ شرعِيِّ متراخٍ....




                              "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                              رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                              *******************
                              موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                              ********************
                              "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                              وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                              والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                              (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                              تعليق


                              • #30
                                الرد بالتفْصيل


                                1- تفنيد المقدِّمة الأولى :



                                يرى " وليد غالِب" أن نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْم
                                ... غير مُبرر بالآيةِ القُرْآنِيّة (ما ننسَخ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بِخَيْرٍ منها أو مِثْلِها ) ... وبالتالي تُوجِّهُ لهُ أصابِعَ الإتِّهامِ .. وذلِكَ أن الآيَةَ اشْتَرَطَت وجود بديلٍ للنسْخ وهذا ما لا يتوافر لكثيرٍ من السُّوَرِ المنْسوخة...

                                تقول آية (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) ثم لا نجد بديلاً لعدد من الآيات المنسوخة التلاوة
                                .................................................. .......................
                                تقول الآية التي أقرت النسخ (مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) ، فهذه الآية ظاهرها أن ما يُنسخ يتم تعويضه، والخروج عن هذا الظاهر يحتاج لقرائن، وأنت لا تقر بهذا الظاهر، فأعطني التفسير الذي يراه مذهبك للآية وأعطني القرائن التي تجيز الخروج عن ظاهر نص الآية



                                دحْض المقدِّمة الأولى :


                                المقدِّمةٌ الأولى باطِلة .. لا تحْتاج لطويلِ عِبارةٍ لكي يسْتبينَ زيفُها ..!!
                                وما بُنِيَ على باطِلٍ فهو باطِل .!! , ومع ذلِكَ نُفصِّل فيها تفْصيلاً بحوْلِ الله , بحيْثُ لو لم يرُق للكريم - هداه الله - نُقْطَة منعه غيْرُها .. ودحْضُ المقدِّمةِ الأولى بطريقٍ واحِدٍ فيهِ الكِفاية ... ولكِن تعّدُدِ الطُّرُقِ الصحيحةِ وحدها حُجّة , وفيهِ وجاهة.!



                                لماذا بطُلَت المُقدِّمةُ الأولى؟!

                                1- أوّلاً : المغالطةُ بالزامِ ما لايلْزَم ... فاشْتِراطُ الآيةِ للبدَلِ لا يلْزَمُ مِنْها منع أي نسْخٍ ان يأتِي بدونِ بدل.

                                2- ثانِياً : أنّ النسْخَ بدونِ بدلٍ مسْألة أكاديمِيّة لا تصْلُح للإحْتجاجِ في هذا الحِوار ... لأنه أساساً لم يقعَ أيُّ "نسْخٍ بدونِ بدلٍ " شرْعاً ... وإن جوّزَهُ الجمْهورُ عقْلاً

                                3- ثالِثاً: لأنّهُ لا علاقةَ لنسْخِ التلاوةِ مع بقاءِ الحُكْمِ بكونِه بالبدل او بِدون .. وإلا فأكْثَرُ من اشْتَرَط البدلَ كشرْط رئيسي من شروطِ النسْخِ أقرّوا بِنسْخِ التلاوةِ دون الحُكْمِ

                                4- رابِِعاً : لأنّهُ كان على المحاورِ أن يلْتزِمَ في المسائِلِ الخِلافِيّةِ بِمذْهبِ من يُحاوِرُه لأن الحِوار ليْسَ مذْهَبِيّاً ....

                                5- خامِساً : مُغالطاتٌ وقَعَ فيها المعترِضُ ووجَب التوقُّفُ عِنْدها :


                                1- لأنّ المعْترِض حصَر أدِلّةَ النسْخِ كُلِّها في دليلٍ واحِد وهذا باطِل (مغالطة 1)

                                2- لأن المعترِضَ صوّرَ أقْسامِ النسْخِ الثلاثةِ على أنها الإيمان المُسلّمُ الذي لا جدال فيهِ ... بحيث لو بطُلَ أحدُهُم بان التحْريفُ وظهر ...(مغالطة بالمصادرة 2)!!!!

                                3- توْضيحُ الغلطِ أو المغالطة الثالِثة : المصادرة ... بزَعْمِ أن النسْخَ لا يكونُ إلا إلى بدل شرْط من لوازِم مذْهب أهل السنة والجماعة ..!!!

                                4- توْضيحُ المغالطة الرابِعة : إلْزام فاسِد و فرْضِيّة ممنوعة , فنتيجة فاسِدة ...


                                6- سادِساً : " نأتِ بِخَيْرٍ مِنها أو مِثْلِها" هل يُشترَط فى النسخ إلى بدل أن يكون البديل آية ؟!!!


                                7- سابِعاً : نسْخُ التِّلاوةِ مع بقاءِ الحُكْمِ هو نسْخٌ إلى بدل .!!


                                يتْبع


                                "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
                                رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
                                *******************
                                موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
                                ********************
                                "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
                                وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
                                والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
                                (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                مغلق: علوم الاجنة بواسطة Momen Abedi
                                ابتدأ بواسطة Momen Abedi, 12 ديس, 2021, 07:30 ص
                                ردود 5
                                138 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                                ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 1 ديس, 2021, 08:18 م
                                ردود 9
                                289 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة طالب علم مصري  
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 13 يول, 2021, 12:17 ص
                                ردود 5
                                320 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 20 ماي, 2021, 11:43 م
                                رد 1
                                185 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                 
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 15 ماي, 2021, 02:16 ص
                                ردود 0
                                141 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                 
                                يعمل...
                                X