عذراً... الجلسة سرية..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عذراً... الجلسة سرية..

    عذراً... الجلسة سرية..




    مقدمة
    أنتم تعرفون أن السيدة مريم عليها السلام كانت قد ولدت عيسى عليه السلام وهي خطيبة ليوسف النجار ولم يتصل بها..
    وبعد أن تم نفاسها أتم زواجه بها، وأنجب منها كما يقول متى(13/54ـ56) أربعة أبناء آخرين هم يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا :[ 54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ كُلُّهَا؟»].
    فماذا يحدث لو قام أحفاد يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا بعد إطلاعهم على مناظرتي الدكتور أمير مع القس ماراناثا و العلامة الفيتوري مع القس فادي، وبعد حضورهم الجلسة العلنية في محكمة الشعب برياسة القاضي مهندس الدخاخني.
    قرروا إعادة فتح قضية قتل عمهم الأكبر يسوع من جديد.
    ونظراً لحساسية القضية، سوف يتم عرض القضية في جلسة سرية على أن يحضرها بابا الطائفة الأرثوذكسية وبابا الطائفة الكاثوليكية أو من ينوب عنهما، بالإضافة إلى ممثل عن الطائفة الإنجيلية على الرغم من حساسية مشاركة الأخير لأنه يكفر كلا الطائفتين وكلاهما يكفرانه، ولكنهم يشتركون جميعاً في إدعائهم مقتل عمهم على الصليب، فكلهم مدانون، وقد تأكدوا من براءته وأنه أبداً لم يصلب، ولم يقتل والأهم من ذلك هو التزوير في نسب عمهم الذي يعرفونه جيداً ، فلماذا يحاولون تزوير النسب؟..وهاهم قد فشلوا في استخراج هوية لعمهم.
    لذا تراهم وقد انتدبوا محامياً عنهم والذي قام بتجميع الأدلة وعرضها في مذكرة لرفع قضية على أصحاب القداسة مضللوا شعب الكنيسة، وقد أرفقوا بالمذكرة المعروضة على القضاء المرفقات التالية:
    1ـ المخطوطات التالية:الفاتيكانية، السينائية، البيزية، الأرمينية، الجيورجية، الترجمات اللاتينية القديمة، الفولجات السريانية، القبطية الصعيدية، القبطية البحيرية.
    2ـ الكتب التالية:
    ـ شبهات وهمية حول الكتاب المقدس للدكتور القس منيس عبد النور.
    ـ الكتاب المقدس يتحدى نقاده للقس عبد المسيح بسيط أبو الخير.
    ـ استحالة تحريف الكتاب المقدس للقمص مرقس عزيز.
    ـ عصمة الكتاب المقدس للقس صموئيل حبيب مشرقي.
    ـ تحريف الإنجيل حقيقة أم افتراء للقس فريز صموئيل.
    ـ النقد الكتابي للبابا شنودة الثالث.
    ـ قاموس الكتاب المقدس، بطرس عبد الملك وجون طمسن.
    ـ مجموعة من الكتب باللغة الفرنسية والإنجليزية تعالج نفس الموضوع.
    3ـ مناظرة الشيخ رحمت الله الهندي والدكتور بافندر.
    4ـ مناظرات الشيخ أحمد ديدات مع العديد من القساوسة.
    5ـ مناظرة الدكتور أمير والقس ماراناثا.
    6ـ مناظرة العلامة الفيتوري والقس فادي.
    7ـ الجلسة العلنية المنعقدة برياسة القاضي مهندس الدخاخني في محكمة الشعب الكبرى.
    ونظراً لأن الجلسة سرية ولا يحضرها أحداً من المسلمين، كان عليهم عقد المحاكمة بعيداً عن محكمة الشعب الكبرى وضرورة عزل القاضي مهندس الدخاخني عن نظر القضية لا لشئ فهم يؤمنون بنزاهته ولكنه مسلم، ونظراً لحساسية القضية ، كان لزاماً عليهم البحث عن قاض آخر ذي هوية مسيحية..فالقضية كبيرة جداً وتحتاج إلى قاض عتويل يفهم في قضايا الشرق الأوسط الجديد.. عفواً.. نقصد يفهم في قضايا العهد الجديد وليس الشرق الأوسط الجديد.
    ترى من يصلح للنظر في هذه القضية..
    الدكتورة كوكي..رفيعة ومسلوعة.. ما تنفعش..
    الأنسة مادلي.. تخينة ومكعبرة..ما تنفعش..
    الدكتور هنري..يهودي متعصب ..ما ينفعش..
    إذن فليكن حامي المسيحية المتعصب والناطق بلسان عمنا والذي يطلق عليه كذباً وزوراً وبهتاناً:الرب القدير.
    إذن فليكن القاضي هو المسيحي المتصهين: جورج بوش..
    ونقدم الاعتذار مرة أخرى للقاضي مهندس الدخاخني فالجلسة عائلية وكلها مسيحية فنحن نعالج أمورنا بسرية تامة وفي جو من الود والمحبة.. فالله محبة..
    ما هو رأيكم دام فضلكم؟.. هل نفتح هذا الملف..ونستأنف القضية أم لا..

    زهدي
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:54 ص.

  • #2
    الحاجب ينادي ...محكمه...

    محكمة الحقائق الغائبة

    سعادة رئيس محكمة الحقائق الغائبة المحترم
    مقدمه لسعادتكم:
    يَعْقُوبَ بن يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ وشهرته النَّجَّارِ.
    يُوسِي بن يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ وشهرته النَّجَّارِ.
    سِمْعَانَ يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ وشهرته النَّجَّارِ.
    يَهُوذَا بن يُوسُفُ ابْنَ وشهرته دَاوُدَ النَّجَّارِ.
    بصفتهم أبناء يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ النَّجَّارِ
    مدعين
    ضد
    المذكرة التفسيرية المقدمة من:
    الأفاضل
    يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا أولاد يُوسُفَ النَّجَّارِ
    ضد

    1ــ الكنيسة/ الأرثوذكسية، ويمثلها البابا شنودة الثالثة أو من ينوب عنه.
    وعنوانه الكرازة المرقسية بالقاهرة ـ جمهورية مصر العربية...
    مدعى عليه أول.

    2ـ ـ الكنيسة/الكاثوليكية, ويمثلها البابا يوحنا السابع أو من ينوب عنه.
    جمهورية الفاتيكان ـ روما....
    مدعى عليه ثان.

    3ـ الكنيسة /الإنجيلية ويمثلها الدكتور القس منيس عبد النور أو من ينوب عنه
    وعنوانه 7 شارع قصر الدوبارة ـ مصر الجديدة، جمهورية مصر العربية..
    مدعى عليه ثالث.
    نتشرف بعرض التالي

    بداية نود ان ننوه إلى أن عم المدعيين هو رسول الله عيسى عليه السلام ويسمى في الأناجيل بيسوع بن داوود، والمرسل إلى خراف بني إسرائيل الضالة في فلسطين.
    حيث نسب المدعى عليهم زوراً وبهتاناً إلى عمنا رسول الله أنه قتل مصلوباً بعد سبه ولعنه علانية..وهذا ما يتناقض مع الحقيقة.
    والواقع أنه لم يقتل ولم يصلب والدليل على ذلك نسوقه لسعادتكم كالتالي:
    أولاً :نسب عمنا السيد المسيح عليه السلام

    بداية : أبناء من نحن؟..إلى من ينتسب أبونا يوسف؟..نحن نعرف إلام تنتسب أمنا، إن سلسلة نسبها يرتفع إلى نبي الله هارون..كما أنه وطبقاً لشريعة التوراة لابد وأن يتزوجها من نفس السبط لذلك فإننا نعرف أن أبينا يوسف لاوي ويتصل نسبه إلى نبي الله هارون، فلماذا تم التزوير في سلسلة نسبه؟.. وقد نسبوه إلى نبي الله داود الأمر الذي رفض معه استخراج هوية له كما هو وارد في محكمة الشعب الكبرى برياسة القاضي مهندس الدخاخني بك.
    لقد تناقض متى ولوقا في نسب والدنا يوسف النجار ، كما تناقض لوقا ومتى مع ما جاء في سفر الأيام الأول وهو يتحدث عن بعض ملوك إسرائيل الذين جعلهم متى من أجداد عمنا السيد المسيح .
    1ـ يقول متى: ( متى 1/1 - 17 )[ هذا نسَبُ يسوعَ المسيحِ اَبنِ داودَ اَبنِ إبراهيمَ: 2إبراهيمُ ولَدَ إسحق. وإسحق وَلَدَ يَعقوبَ. ويَعقوبُ ولَدَ يَهوذا وإخوتَه. 3ويَهوذا ولَدَ فارِصَ وزارَحَ مِنْ ثامارَ. وفارِصُ ولَدَ حَصْرونَ. وحَصْرونُ ولَدَ أرامَ. 4وأرامُ ولَدَ عَمَّينادابَ. وعَمَّينادابُ ولَدَ نَحْشونَ. ونَحْشونُ ولَدَ سَلَمونَ. 5وسَلَمونُ ولَدَ بُوعَزَ مِنْ راحابَ. وبُوعَزُ ولَدَ عُوبيدَ مِنْ راعُوثَ. وعُوبيدُ ولَدَ يَسّى. 6ويَسّى ولَدَ داودَ المَلِكَ.وداودُ ولَدَ سُلَيْمانَ مِن اَمرأةِ أوريَّا. 7وسُلَيْمانُ ولَدَ رَحْبَعامَ. ورَحْبَعامُ ولَدَ أبيّا. وأبيّا ولَدَ آسا. 8وآسا ولَدَ يوشافاطَ. ويوشافاطُ ولَدَ يُورامَ. ويُورامُ ولَدَ عُزَّيّا. 9وعُزَّيّا ولَدَ يُوثامَ. ويُوثامُ ولَدَ أحازَ. وأحازُ ولَدَ .حَزْقِيّا. 10وحَزْقِيّا ولَدَ مَنَسّى. ومَنَسّى ولَدَ آمونَ. وآمونُ ولَدَ يوشِيّا. 11ويوشِيّا ولَدَ يَكُنيّا وإخوَتَه زَمَنَ السبْـيِ إلى بابِلَ. 12وبَعْدَ السّبْـي إلى بابِلَ يَكُنِيّا ولَدَ شَأَلْتَئيلَ. وشَأَلْتيئيلُ ولَدَ زَرُبابِلَ. 13وزَرُبابِلُ ولَدَ أبيهُودَ. وأبيهُودُ ولَدَ ألِياقيمَ. وألِياقيمُ ولَدَ عازُورَ. 14وَعازُورُ ولَدَ صادُوقَ. وصادُوقُ ولَدَ أَخيمَ. وأخيمُ ولَدَ أليُودَ. 15وأليُودُ ولَدَ أليعازَرَ. وأليعازَرُ ولَدَ مَتّانَ. ومَتّانُ ولَدَ يَعقوبَ. 16ويَعقوبُ ولَدَ يوسفَ رَجُلَ مَرْيمَ التي ولَدَتْ يَسوعَ الذي يُدعى المَسيحَ. 17فمَجْموعُ الأجْيالِ مِنْ إبراهيمَ إلى داودَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ داودَ إلى سَبْـيِ بابِلَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ سَبْـيِ بابِلَ إلى المَسيحِ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً.]
    2ـ لكن لوقا يورد نسباً آخر للمسيح يختلف تمام الاختلاف عما جاء في متى يقول لوقا : " 23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ بْنِ هَالِي 24بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي بْنِ مَلْكِي بْنِ يَنَّا بْنِ يُوسُفَ 25بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ عَامُوصَ بْنِ نَاحُومَ بْنِ حَسْلِي بْنِ نَجَّايِ 26بْنِ مَآثَ بْنِ مَتَّاثِيَا بْنِ شِمْعِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَهُوذَا 27بْنِ يُوحَنَّا بْنِ رِيسَا بْنِ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ بْنِ نِيرِي 28بْنِ مَلْكِي بْنِ أَدِّي بْنِ قُصَمَ بْنِ أَلْمُودَامَ بْنِ عِيرِ 29بْنِ يُوسِي بْنِ أَلِيعَازَرَ بْنِ يُورِيمَ بْنِ مَتْثَاتَ بْنِ لاَوِي 30بْنِ شِمْعُونَ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونَانَ بْنِ أَلِيَاقِيمَ 31بْنِ مَلَيَا بْنِ مَيْنَانَ بْنِ مَتَّاثَا بْنِ نَاثَانَ بْنِ دَاوُدَ 32بْنِ يَسَّى بْنِ عُوبِيدَ بْنِ بُوعَزَ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ نَحْشُونَ 33بْنِ عَمِّينَادَابَ بْنِ آرَامَ بْنِ حَصْرُونَ بْنِ فَارِصَ بْنِ يَهُوذَا 34بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ بْنِ نَاحُورَ 35بْنِ سَرُوجَ بْنِ رَعُو بْنِ فَالَجَ بْنِ عَابِرَ بْنِ شَالَحَ 36بْنِ قِينَانَ بْنِ أَرْفَكْشَادَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لاَمَكَ 37بْنِ مَتُوشَالَحَ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَارِدَ بْنِ مَهْلَلْئِيلَ بْنِ قِينَانَ 38بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيتِ بْنِ آدَمَ ابْنِ اللهِ. " ( لوقا 3/23 - 38 ).
    والنص بتمامه في موقع http://elkalima.com/gna/ot/genesis/chapter38.htm
    به اختلاف هكذا:
    [ 23وكانَ يَسوعُ في نحوِ الثلاثينَ مِنَ العُمرِ عِندَما بدَأَ رِسالتَهُ. وكانَ النـاسُ يَحسِبونَهُ اَبنَ يوسُفَ، بنِ عالي، 24بنِ مَتْثاثَ، بنِ لاوِي، بنِ مَلْكي، بنِ يَنَّا، بنِ يوسُفَ، 25بنِ متَّاثِـيا، بنِ عاموصَ، بنِ ناحومَ، بنِ حَسْلي، بنِ نَجّايِ، 26بنِ مآتَ، بنِ متَّاثيا، بنِ شَمْعي، بنِ يوسفَ، بنِ يَهوذا، 27بنِ يوحنَّا، بنِ رِيسا، بنِ زرُبَّابِلَ، بنِ شأَلْتيئيلَ، بنِ نيري، 28بنِ مَلِكي، بنِ أدّي، بنِ قوصَمَ، بنِ المُودامِ، بنِ عِيرِ، 29بنِ يشوعَ، بنِ أليعازارَ، بنِ يوريَمَ، بنِ مَتثاثَ، بنِ لاوي، 30بنِ شَمعُونَ، بنِ يَهوذا، بنِ يوسُفَ، بنِ يونانَ، بنِ ألياقيم، 31بنِ مَلَيا، بنِ مَيْنانَ، بن متَّاثا. بنِ ناثانَ، بنِ داودَ، 32بنِ يسَّى، بنِ عُوبـيدَ، بنِ بُوعزَ، بنِ شالح، بنِ نَحْشونَ، 33بنِ عَمِّينادابَ، بنِ أدمي، بنِ عرني، بنِ حَصرونَ، بنِ فارِصَ، بنِ يَهوذا، 34بنِ يَعقوبَ، بنِ اَسحَقَ، بنِ إبراهيمَ، بنِ تارَحَ، بنِ ناحورَ، 35بنِ سَروجَ، بنِ رَعُو، بنِ فالجَ، بنِ عابرَ، بنِ شالحَ، 36بنِ قَينانَ، بنِ أرفكْشادَ، بنِ سامِ، بنِ نوحِ، بنِ لامِكَ، 37بنِ مَتوشالِـحَ، بنِ أخنوخَ، بنِ يارِدَ، بنِ مَهلَلْئيلَ، بنِ قينانَ، 38بنِ أنوشَ، بنِ شيتَ، بنِ آدمَ، اَبنِ الله.] لاحظ أيضا الاختلاف في بعض الأسماء.
    توقف المحققون ملياً عند التناقض في نسب المسيح، وقد استوقفتهم ملاحظات منها:
    - أن متى ولوقا اتفقا فيما بين إبراهيم وداود ، ثم اختلفا بعد ذلك اختلافاً كبيراً ، فقد جعل متى المسيح من ذرية ملوك بني إسرائيل سليمان ثم رحبعام ثم أبيا ثم آسا ثم يهوشافاط .... ، بينما يجعله لوقا من نسل ناثان بن داود وليس في أبنائه من ملك على بني إسرائيل .
    - ولا يعقل أن يكون المسيح من ذرية أخوين أي سليمان وناثان ابنا داود عليه السلام .
    - وأيضاً بلغ الاختلاف بين القوائم الثلاث مدى يستحيل الجمع فيه على صورة من الصور، فالاختلاف في أعداد الأجيال كما الأسماء، وثمة خلل في الأنساب وإسقاط لعدد من الآباء.
    - وقد حرص متى على تقسيم سلسلة الأنساب التي ذكرها إلى ثلاثة مجموعات في كل منها أربعة عشر أباً فيقول متى 1/17: [ 17فمَجْموعُ الأجْيالِ مِنْ إبراهيمَ إلى داودَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ داودَ إلى سَبْـيِ بابِلَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ سَبْـيِ بابِلَ إلى المَسيحِ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً.] .لكن متى لم يوف بالأرقام التي ذكرها إذ لم يذكر بين المسيح والسبي سوى إثني عشر أباً. وقد تصرف متى في المجموعة الثانية فأسقط عدداً من الأسماء ليحافظ على الرقم 14 فأسقط ما بين يورام وعزيا ثلاثة آباء ، هم أخزيا بن يورام وابنه يواشى وابنه أمصيا والد عزيا .
    - وأما ما جاء في مقدمة لوقا " وهو على ما كان يظن " فقد يظن فيه النصارى مهرباً من الاعتراف بهذا التناقض لكن هذه العبارة قد وضعت في النسخ الإنجليزية بين قوسين ( ) للدلالة على عدم وجودها في المخطوطات القديمة، أي أنها دخيلة وتفسيرية.
    لكن العبارة في سائر اللغات العالمية موجودة من غير أقواس، أي أصبحت جزءاً من المتن (الوحي ).
    سعادة القاضي المبجل...حضرات المستشارين
    أسمحوا لي أن أذكر الملاحظات الهامة التالية حول نسب السيد المسيح عليه السلام:

    إن التأمل في سلسلتي نسب السيد المسيح عليه السلام يتبين للمحققين بعض الملاحظات.
    1 ) ما علاقة يوسف النجار بالمسيح :
    عند التأمل في سلسلة نسب السيد المسيح عليه السلام نجد أن النصارى جعلوا نسب والد المدعين يوسف النجار نسباً لعمهم السيد المسيح عليه السلام الذي لا أب له ، وليس ثمة علاقة بينه وبين أبيهم يوسف النجار، ولو كان المذكور نسب مريم لكان له وجه أما يوسف النجار فلا . ثم إن نسبة المسيح ليوسف النجار تؤكد ما كان اليهود يشيعه عن أمهم السيدة مريم وابنها، إذ هي نسبة غير حقيقية ، ثم إن اشتهار السيد المسيح عليه السلام بأنه ابن يوسف النجار يجرد السيد المسيح عليه السلام من إحدى أعظم المعجزات التي اختص بها عليه السلام، فلم يصر عليها النصارى ؟ ،وإن أصر النصارى على قدم هذه النسبة التي أوردتها الأناجيل فإنا حينذاك نراها دالة على عبوديته لله ، وأن معاصريه كانوا يرونه بشراً عادياً جاء من سلالة بشرية، وكانوا يسمونه ابن النجار، وهذا يدل على أن دعوى الإلوهية التي أحدثها بولس لم تكن قد سرت حينذاك وإلا لما احتيج إلى نسب للمسيح الإله .
    وبناء على هذا الادعاء الباطل والمنسوب زوراً لعم المدعين فإن الباحث المنصف إذا نظر في نسل داوود كما جاء في العهد القديم،يجد أن جدات المسيح المذكورات في نسب السيد المسيح عليه السلام كما هو وارد في إنجيل متى من الزنا حيث ذكر في نسب المسيح أربع جدات هن ثامار ، وزوجة داود بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ التي كانت لأوريا الحثي ، و اَمرأةٍ زانيةٍ اَسمُها راحابُ ، وراعوث، فما السر في ذكر هؤلاء الجدات دون سائرهن ؟ هل كن نساء فوق العادة حتى خلدهن الإنجيل؟.
    إن لكل واحدة من الأربع سوءة تذكرها التوراة ، فأما ثامار فهي التي ولدت فارص زنا من والد أزواجها الذين تعاقبوا عليها واحداً بعد واحد تنفيذاً لما جاء في الناموس عن زواج الرجل من أرملة أخيه ، وهكذا ولدت ثامار فارص من والد أزواجها يهوذا وهذا هو الدليل:كما أورده سفر التكوين 38/2 - 30 هكذا:
    زواج يهوذا من ثامار :
    وفي ذلِكَ الوقتِ فارقَ يَهوذا إخوتَه وذهَبَ إلى رجلٍ عَدُلاَميٍّ اَسمُه حيرَةُ. 2ورأى يَهوذا هُناكَ بنتَ رجلٍ كنعانيٍّ اسمُه شُوعٌ، فأخذَها ودخل علَيها 3فحَبِلت ووَلَدَتِ اَبنًا فسَمَّاه عيرًا. 4وحَبِلَت أيضًا ووَلَدَت اَبنًا فَسَمَّتْهُ أونانَ. 5وعادَت فوَلَدَتِ اَبنًا وسمَّتْهُ شيلَةَ. وكانَ في كَزيبَ حينَ ولَدَتْهُ. 6وأَخذَ يَهوذا زوجةً لِعيرَ اَبنِهِ البِكْرِ، اَسمُها ثامارُ. 7وكانَ عيرُ هذا شرِّيرًا في نظَر الرّبِّ، فأماتَهُ الرّبُّ. 8فقالَ يَهوذا لأونانَ: «أدخلْ على اَمرأةِ أخيكَ فتَزَوَّجها وأقِمْ نسلاً لأخيكَ». 9وعَلِمَ أونانُ أنَّ النَّسلَ لا يكونُ لَه، فكانَ إذا دخل على اَمرأةِ أَخيهِ أَفرَغَ مَنيَّهُ على الأرضِ لئلاَ يَجعَلَ نسلاً لأخيهِ. 10فاَستاءَ الرّبُّ بِما فعَلَهُ أُونانُ، فأماتهُ أيضًا. 11فقالَ يَهوذا لِتامارَ كَنَّتِه: «بِما أَنَّكِ أرملةٌ أقيمي في بَيتِ أَبيكِ حتى يكبُرَ شيلَةُ اَبني». قالَ هذا مَخافةَ أَنْ يموتَ شيلةُ أيضًا كأخوَيهِ. فذَهَبَت تامارُ وأقامت في بَيتِ أبيها. 12ولمَّاطالتِ المُدَّةُ وماتتِ اَبنةُ شُوعَ، اَمرأةُ يَهوذا، صَعِدَ يهوذا بَعدَ أيّامِالعزاءِ إلى حيثُ كانَ غنَمُه يُجزُّ في تِمْنَةَ، هوَ وصاحِبُهُ حِيرَةُالعَدُلاَميُّ. 13وقِيلَ لتامارَ: «ها حَمُوكِ صاعِدٌ إلى تِمْنَةَ لِجزِّغنَمِهِ». 14فخلَعَت ثيابَ ترَمُّلِّها، وتَغَطَّت بالبُرقُعِ واستَتَرت وجلسَت فيمدخل عَينايِمَ، على طريقِ تِمنَةَ. فعَلَت ذلِكَ لأنَّها رأت أنَّ شيلةَ اَبنَيهوذا كَبُرَ ولم تُزوَّج بِهِ. 15فرآها يَهوذا فحَسِبَها زانيةً لأنَّها كانتتُغطي وجهَها. 16فمالَ إليها في الطَّريقِ وقالَ لها: «تعالَي أدخلْ علَيكِ» وكانَلا يَعلَمُ أنَّها كَنَّتُه. فقالت: «ماذا تُعطيني حتىتدخلَعليَّ؟» 17قالَ: «أُرسِلُ لكِ جديًا مِنَ الماشيةِ». قالت: «أعطِني رَهْنًا إلى أنْ تُرسِلَهُ». 18قالَ: «ما الرَّهنُ الذي أُعطيكِ؟» قالت: «خاتَمُكَ وعِمامَتُكَ وعصاكَ الَّتي بيدِكَ». فأعطاها ودخلَ علَيها، فحَبِلت مِنهُ. 19ثُمَ قامت، فذَهبت إلى بَيتها وخلَعَت بُرْقُعَها ولَبِسَت ثِيابَ ترَمُّلِها. 20وأَرسلَ يَهوذا جديًا معَ صاحِبهِ العَدُلاَميِّ لِيَفُكَ الرَّهْنَ مِنْ يدِ المَرأةِ فلم يَجدْها. 21فسأل المُقيمينَ هُناكَ: «أينَ البَغيُّ التي كانت في عَينايِمَ على الطَّريقِ؟» قالوا: «ما كانت هنا بَغيٌّ». 22فرَجعَ إلى يَهوذا وقالَ لَه: «لم أجدْها، والمُقيمونَ هُناكَ أيضًا قالوا: ما كانت هنا بَغيٌّ». 23فقالَ يَهوذا: «لِتَحتَفِظْ بِما لي عِندَها لِئلاَ تلحقَنا المهانَةُ كيفَ أرسلتُ أنا الجديَ، وأنتَ لم تَجدْها». 24وبَعدَ مُرورِ نحوَ ثلاثةِ أَشهرٍ قِيلَ لِيهوذا: «زَنَت تامارُ كَنَّتُكَ، وها هيَ حُبلى مِنَ الزِّنى». فقال يَهوذا: «أَخرِجوها وأحرِقُوها». 25وبَينَما هُم يُخرجونَها أرسَلَت إلى يَهوذا حَميِّها تقولُ: «تحَقَّقْ لِمَنْ هذا الخاتَمُ والعِمامَةُ والعصا، فأَنا حُبلى مِنه». 26فتَحَقَّقَها يَهوذا وقالَ: «هيَ أَصدَقُ منِّي. كانَ عليَ أنْ أُزوِّجها لِشيلَةَ اَبني». ولم يَعُدْ أيضًا يُضاجعُها. 27ولمَّا جاءَ وقتُ وِلادَتِها كانَ في بَطنِها تَوأَمانِ. 28وبَينَما هيَ تَلِدُ أَخرَج أحدُ التَّوأَمَينِ يَدَهُ، فأمسَكَتْها القابِلَةُ وعَقَدَت علَيها خيطًا قِرْمِزِيُا وقالت: «هذا خرَج أوَّلاً». 29فلمَّا رَدَ يَدهُ خرَج أخوهُ فقَالت: «لماذا قَطَعْتَ الخيطَ؟ علَيكَ القَطِيعَةُ». فَسُمِّيَ فارِصَ. 30ثُمَ خرَج أَخوه وعلى يَدِهِ خيط القِرمِزِ، فَسُمَّيَ زارَحَ. ].

    وأما زوجةُ أوريَّا الحِثِّيِّ (بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ،) فهي التي تتهم التوراة زوراً داود بأنه فجر بها، وهي زوجة لأحد قادته فحملت ، ثم دفع داود بزوجها إلى الموت ، وتزوجها بعد وفاته ، وكان حملها بالنبي سليمان أحد أجداد المسيح ( انظر القصة في صموئيل (2) 11/1 - 4 ):
    [ولمَّا جاءَ الرَّبيعُ، وهوَ وقتُ خروج المُلوكِ إلى الحربِ، أرسلَ داوُدُ يوآبَ والقادةَ معَهُ على رأسِ كُلِّجيشِ بَني إِسرائيلَ، فسحقوا بَني عَمُّونَ وحاصروا مدينةَ رِبَّةَ. وأمَّا داوُدُ فبَقيَ في أورُشليمَ.2وعِندَ المَساءِ قامَ داوُدُ عَنْ سريرهِ وتمشَّى على سطحِ القصرِ، فرأى على السَّطحِ اَمرأةً تَستحِمُّ وكانَت جميلةً جدُا. 3فسألَ عَنها، فقيلَ لَه: «هذِهِ بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ، زوجةُ أوريَّا الحِثِّيِّ». 4فأرسَلَ إليها رُسُلاً عادوا بها وكانَت اَغتَسلت وتَطهَّرت، فدخلَ علَيها ونامَ معَها، ثُمَ رجعت إلى بَيتِها. 5وحينَ أحسَّت أنَّها حُبلى أعلَمتهُ بذلِكَ.6فأرسَلَ داوُدُ إلى يوآبَ يقولُ: «أرسِلْإليَ أوريَّا الحِثِّيَّ» فأرسَلَهُ. 7فلمَّا جاءَ سألَهُ داوُدُ عَنْ سلامةِ يوآبَ والجيشِ وعَنِ الحربِ، 8ثُمَ قالَ لَه: «إنزِلْإلى بَيتِكَ واَغسِلْرِجلَيكَ واَسترِحْ». فخرج أوريَّا مِنَ القصرِ وتَبِعتْهُ هديَّةٌ مِنْ عِندِ داوُدَ. 9فنامَ على بابِ القصرِ معَ الحرَسِ ولم ينزِلْإلى بَيتِهِ. 10فلمَّا قيلَ لداوُدَ: «أوريَّا لم يَنزِلْإلى بَيتِهِ»، دَعاهُ وقالَ لَه: «أما جئتَ مِنَ السَّفرِ؟ فما بالُكَ لا تنزِلُ إلى بَيتِكَ؟» 11فأجابَهُ أوريَّا: «تابوتُ العَهدِ ورِجالُ إسرائيلَ ويَهوذا مُقيمونَ في الخيامِ، ويوآبُ وقادَةُ سيِّدي المَلِكِ في البَرِّيَّةِ، فكيفَ أدخلُ بَيتي وآكُلُ وأشربُ وأنامُ معَ زوجتي؟ لا وحياتِكَ، لا أفعَلُ هذا». ].
    وأما راحاب زوجة سلمون ، وأم بوعز ، وكلاهما من أجداد المسيح ، حسب متى و هي التي قال عنها يشوع: "امرأة زانية اسمها راحاب " كما جاء في يشوع 2/1 هكذا:
    [ فأرسَلَ يَشوعُ بنُ نُونٍ رَجلَينِ مِنْ شِطِّيمَ في الخفاءِ، قائلاً: «إذْهَبا واَستَطْلِعا الأرضَ خصوصًا مدينةَ أريحا». فذَهَبا إلى المدينةِ ودخلا بَيتَ اَمرأةٍ زانيةٍ اَسمُها راحابُ وباتا هُناكَ. 2فقيلَ لِمَلِكِ أريحا: «جاءَ إلى هُنا هذِهِ اللَّيلةَ رَجلانِ مِنْ بَني إِسرائيلَ لِيَستَطلِعا الأرضَ». 3فأرسلَ مَلِكُ أريحا إلى راحابَ يقولُ لها: «أخرِجي الرَّجلَينِ اللَّذَينِ في بَيتِكِ، فهُما أتيا لِيَستَطلِعا الأرضَ كُلَّها». 4فأخذَتِ المَرأةُ الرَّجلَينِ وأخفَتهُما وقالَت: «نعَم جاءَني الرَّجلانِ لكنِّي لَم أعلَمْ مِنْ أينَ هُما. 5وعِندَ إغلاقِ بابِ المدينةِ وقتَ الظَّلامِ خرَجا ولا أعرفُ أينَ ذهَبا. فأسرِعوا واَلحَقوا بهِما». 6وكانَت أصعَدَتهُما إلى السَّطحِ وخبَّأتهُما بَينَ عيدانِ كتَّانٍ مُصفَّفةٍ هُناكَ. 7فتَبِعَهُما رِجالُ المَلِكِ في طريقِ الأردُنِّ إلى المَعابرِ، وحالما خرَجوا مِنَ المدينةِ أُغلِقَ البابُ.] وذكر قصة زناها في سفره .
    وأما راعوث فهي راعوث المؤابية زوجة بوعز وأم عوبيد ، والتوراة تقول في التثنية 23 / 3: [4ولا يدخلْعَمُّونيًّولا مُوآبيٌّولا أحدٌ مِنْ نسلِهِ في جماعةِ المُؤمنينَ بالرّبِّ، ولو في الجيلِ العاشِرِ وإلى الأبدِ ].
    ولحسن الحظ هذه المرة فإن المسيح ليس داخلاً في هذا الطرد، إذ هو الجيل الثاني والثلاثون لها.
    فماذا عن أجداد السيد المسيح عليه السلام:

    أما أجداد المسيح الذكور الذين ذكر متى منهم اثنان وثلاثون أباً ( إلى داوود ) وذكر لوقا اثنان وأربعون أباً ، فهؤلاء أيضاً لا يتشرف السيد المسيح عليه السلام بأن يكونوا من آبائه لو كان ما تذكره التوراة صحيحاً ، وحاشا أن يكون ذلك صحيحاً، وبعد عصر السيد المسيح عليه السلام أراد النصارى إثبات دعوة المسيح أمام اليهود، فألحقوا السيد المسيح عليه السلام بنسل داوود، ليجعلوا اليهود بهذا الإلحاق من الخارجين على السيد المسيح عليه السلام، وترتب على هذا الإلحاق إشكال، هو أنهم جعلوا للسيد المسيح عليه السلام أربعة أجداد من الزنا، ومن كان كذلك فقد خرج من حزب الله كما صرح العهد القديم، والأجداد الأربعة هم: مؤاب. فارص. بن عمي. سليمان.
    1ـ (أما مُوآبَ و بِنْ عَمِّي) فهما ابنا لوط،وذلك طبقا لما هو مذكور في العهد القديم،. أن لوطا زنا سكرانا بابنتيه [37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى اْليَوْمِ. ]. ومن الأول جاء المؤابيون ومن الثاني جاء العمونيون.
    والقصة بتمامها في تكوين 19 / 30 – 38:
    [30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ \لْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ الَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى اْليَوْمِ. ]
    والعهد القديم يقول [4ولا يدخلْعَمُّونيًّولا مُوآبيٌّولا أحدٌ مِنْ نسلِهِ في جماعةِ المُؤمنينَ بالرّبِّ، ولو في الجيلِ العاشِرِ وإلى الأبدِ ]. "تثنية 23 / 2 – 3".
    2ـ (وأما فارص) فولد من ثامارا بعد أن زنى بها يهوذا "تكوين 38 / 6 - 0 3":
    24وبَعدَ مُرورِ نحوَ ثلاثةِ أَشهرٍ قِيلَ لِيهوذا: «زَنَت تامارُ كَنَّتُكَ، وها هيَ حُبلى مِنَ الزِّنى». فقال يَهوذا: «أَخرِجوها وأحرِقُوها». 25وبَينَما هُم يُخرجونَها أرسَلَت إلى يَهوذا حَميِّها تقولُ: «تحَقَّقْ لِمَنْ هذا الخاتَمُ والعِمامَةُ والعصا، فأَنا حُبلى مِنه». 26فتَحَقَّقَها يَهوذا وقالَ: «هيَ أَصدَقُ منِّي. كانَ عليَ أنْ أُزوِّجها لِشيلَةَ اَبني». ولم يَعُدْ أيضًا يُضاجعُها. 27ولمَّا جاءَ وقتُ وِلادَتِها كانَ في بَطنِها تَوأَمانِ. 28وبَينَما هيَ تَلِدُ أَخرَج أحدُ التَّوأَمَينِ يَدَهُ، فأمسَكَتْها القابِلَةُ وعَقَدَت علَيها خيطًا قِرْمِزِيُا وقالت: «هذا خرَج أوَّلاً». 29فلمَّا رَدَ يَدهُ خرَج أخوهُ فقَالت: «لماذا قَطَعْتَ الخيطَ؟ علَيكَ القَطِيعَةُ». فَسُمِّيَ فارِصَ. 30ثُمَ خرَج أَخوه وعلى يَدِهِ خيط القِرمِزِ، فَسُمَّيَ زارَحَ. ].

    3ـ (وأما سليمان) فولد من بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ امرأة أوريا حيث زنا بها داوود ":
    صموئيل 12 / 7 – 23"، وحاشاه!.
    2[وعِندَ المَساءِ قامَ داوُدُ عَنْ سريرهِ وتمشَّى على سطحِ القصرِ، فرأى على السَّطحِ اَمرأةً تَستحِمُّ وكانَت جميلةً جدُا. 3فسألَ عَنها، فقيلَ لَه: «هذِهِ بَتشابَعُ بنتُ أليعامَ، زوجةُ أوريَّا الحِثِّيِّ». 4فأرسَلَ إليها رُسُلاً عادوا بها وكانَت اَغتَسلت وتَطهَّرت، فدخلَ علَيها ونامَ معَها، ثُمَ رجعت إلى بَيتِها. 5وحينَ أحسَّت أنَّها حُبلى أعلَمتهُ بذلِكَ].
    والعهد القديم يقول " لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر " "تثنية 23 / 1 – 2".
    فوفقا لهذه النصوص يكون الذين ألحقوا المسيح u بنسل داوود، قد أخرجوه في الحقيقة من جماعة الرب إلى الأبد، لأنه لا يدخل جماعة الرب كل ولد زنا ولا سيما المؤابيين وبني عمي وهو منهما، ومما يزيد الإشكال إشكالا أنهم على الرغم من هذا النسب اعتبروا المسيح عليه السلام ابنا لله أو إلها متجسدا في الناسوت وتلك مصيبة كبرى.
    4ـ وأما( يهوياقيم) أحد أجداد السيد المسيح عليه السلام:
    نجده مذكور في سفر الأيام الأول 3/14-15:
    [ 12وأمَصْيا وعزَرْيا ويوثامُ 13وآحازُ وحَزْقِيَّا ومنَسَّى 14وآمونُ ويوشيَّا. 15وبَنو يُوشيَّا: يوحانانُ بِكْرُه، ويوياقيمُ (يهوياقيم) وصِدقيَّا وشَلُّومُ. 16واَبنا يوياقيمَ (يهوياقيم): يَكُنيا وصِدْقيَّا].
    إلا أن متى قد أسقطه من نسبه للمسيح، بين يوشيا وحفيده يكنيا،هكذا:
    [10وحَزْقِيّا ولَدَ مَنَسّى. ومَنَسّى ولَدَ آمونَ. وآمونُ ولَدَ يوشِيّا. 11ويوشِيّا ولَدَ يَكُنيّا وإخوَتَه زَمَنَ السبْـيِ إلى بابِلَ.].
    ولا يخفى على المحققين سبب إسقاطه لاسمه ، فحسب سفر الأيام فقد ملك يهوذا، فأفسد فقال الله فيه كما جاء في ( إرميا 36/30 - 31 ):
    [29وقُلْليوياقيمَ: قالَ الرّبُّ: أنتَ أحرَقتَ هذِهِ الصَّحيفةَ وقُلتَ لإرميا، لِماذا كتَبتَ فيها أنَّ مَلِكَ بابِلَ لا بُدَ أنْ يأتيَ ويُدَمِّرَ هذِهِ الأرضَ ويُبيدَ فيها النَّاسَ والبَهائِمَ؟ 30فلذلِكَ قالَ الرّبُّ على يوياقيمَ مَلِكِ يَهوذا: لا يَجلِسُ أحدٌ مِنْ نَسلِهِ على عرشِ داوُدَ، وتُطرَحُ جثَّتُهُ لِلحَرِّفي النَّهارِ وللصَّقيعِ في اللَّيلِ. 31وأُعاقِبُهُ هوَ وذُرِّيَّتهُ وعبيدهُ على ذُنوبِهِم، وأجلِبُ علَيهِم وعلى سُكَّانِ أُورُشليمَ ورِجالِ يَهوذا جميعَ الشَّرِّالذي تَكَلَّمتُ بهِ لأنَّهُم لم يَسمَعوا». ].
    كما أن هذه المقدمة لا تؤهل النسل في الدخول في جماعة الرب كما ذكر العهد القديم أيضا، وهو قوله: [ 2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 3لا يَدْخُل عَمُّونِيٌّ وَلا مُوآبِيٌّ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ إِلى الأَبَدِ ". تثنية 23 / 2 ـ 3..

    سعادة القاضي المبجل.. حضرات السادة المستشارين..
    أن لم يكن هذا قذفاً في العرض وتزويراً في النسب فماذا تسمونه..إننا سوف نحتفظ بحقنا المدني هذا القذف العلني والتزوير المتعمد في سلسلة نسب عمنا يسوع عليه السلام والتزوير المتعمد في سلسلة نسب أبونا يوسف رحمه الله .

    سعادة القاضي المبجل .. حضرات السادة المستشارين..
    لقد عمدت الكنائس بمختلف أطيافها على قذف عم المدعين فراحوا يصرخون بأعلى أصواتهم:
    هل عمنا السيد/ المسيح عيسى عليه السلام ملعون أم مبارك؟

    إن الإيمان بيسوع مصلوباً يعني الإيمان به ملعوناً ! ففي رِسَالَة بُولُسِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ كان أتباعه يَلعَنُونَه ، بشكل عفوي و نهاهم بولس عن ذلك في رسالته إليهم و التي كتبها في ربيع 56 م:[3لِذلِكَ أُعَرِّفُكُمْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ اللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا». وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ:«يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. ].. ( أنظر1 كُورِنْثُوسَ 12/3).
    ثم بعد أقل من سنة يَنقلِبُ بولس رأساً على عقب ، و يكتب رسالته إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ في شتاء 57 م لِيُعْلِنَ بوجهٍ لا يقبَلُ التأويل ، أنّ المسيحَ يسوع ملعونٌ كما جاء في (غلا 3/13) :
    [13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ. ].
    هذه فضيحة! و بالخصوص أنّ يسوع هو الله المتجسّد في دين بولس .
    لا يوجد في كلّ أديان الدنيا منذ أن ذرأ الله ذرية آدم على الأرض دينٌ يلعن رّبه و إلهه إلا بولس و أتباعه، حتّى عابد البقر لا يلعنُ بقرتَه.
    والآن دعوني أوجه كلامي إلى كل مسيحي في جميع أنحاء العالم فأقول له:
    أخي المسيحي.. هل تعلم أنّ علماءَك لا يَجرؤون أن يُصارِحوك أنّك تَلعَنُ المسيح ؟ ! هل تعلم أنّ لاعِنَ المسيح عيسى ملعونٌ، و مُبارِكَه مُباركٌ، قياساً على قول الله تعالى لعبده إِبْرَاهِيمَ ففي تك 12/3؛ 27/29:[ 2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ». ].
    النص من موقع الكلمة:[ و أبَارِكُ مُبارِكِيك و ألعَنُ لاَعِنِيكَ ]..
    و أوحى الله لبلعام بن باعور :[ 12فَقَالَ اللهُ لِبَلْعَامَ: «لاَ تَذْهَبْ مَعَهُمْ وَلاَ تَلْعَنِ الشَّعْبَ، لأَنَّهُ مُبَارَكٌ».]..وفي النت [ لا تَلعَن الشّعبَ ( إسرائيل ) لأنّه مُبَارَكٌ ] ( عد 22/12).
    هل وعيتم حضرات السادة المستشارين..!. أنّ اللعنة و البركة لا تجتمعان إلاّ في فكر بولس السقيم، و قد علّم يسوع عليه السلام في إشارة لطيفة إلى أولي الألباب الذين تنَفعُهم الذكرى أنّ اللّعنةَ طردٌ من رحمة الله ، و ذهابٌ بالبركة و أنّ لاعنيه في ضلال مبين .
    يذكر إنجيلا متى و مرقس أنّ يسوع جاع فرأى شجرةَ تينٍ من بعيد عليها ورقٌ ، ووصل إليها لعلّه يجد فيها شيئا ، فلمّا وصلها لم يجد شيئا لأنّه لم يكن وقت التين، فقال لها :
    [ لا يَأكُل أحدٌ مِنك ثمرا بعدُ إلى الأبد ] ، و في اليوم الآخر إذ كان يسوع و تلاميذه مجتازين رأوا التّينة قد يَبِست من الأصول، فقال الحواري بطرس:[ يا سيدي أنظر التينةَ التي لَعَنتَها قد يَبِسَتْ]. ففي مرقس 11/12ـ 14:[12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلاَّ وَرَقًا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا:«لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُون.].
    وفي مرقس 11/ 20ـ 21 [20وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأُصُولِ، 21فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ:«يَا سَيِّدِي، انْظُرْ! اَلتِّينَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» 22فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ :«لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ. ]..
    يقول المدعين وأنا معهم من القائلين :إننا ونحن نتصفح الكتاب المقدس أبصرنا قصة عمنا يسوع والتينة, ولقد قدرناها لأول وهلة أنّها قصّة " سخيفة"، فلقد جاء يسوع إلي تينة، والوقت ليس وقت تين .. فهل جاء ليأكل ؟.. لا..لا.. بل جاء ليلعن!..أيعقل هذا؟..
    و عرفنا بعد تمهّلٍ ، أنّ هذه القصّة التي لا تزيد مثقال ذرة إلى العجائب التي صنعها يسوع بإذن الله ـ فأين مكانها من معجزة إحياء الموتى و إبراء الأكمه و الأبرص و العرج و ألعمي و تكثيره الطعام ـ أتت لتخبر أنّ لاعني المسيح ملعونون.
    و قد ذكرها متى و مرقس و تجنّبها لوقا تلميذ بولس لاعنُ المسيح .
    فمن هم أتباع المسيح؟.. أالذين يلعنونه؟.. أم الذين يباركونه !؟..
    قال تعالى في القرآن الكريم على لسان عيسى عليه السلام في سورة مريم/ 30ـ31:
    [قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) ].
    لاحرج ..لا حرج من الاستشهاد بما هو موجود في كتاب المسلمين ، فلقد قرأناه وعرفنا أنه هو الكتاب الوحيد الذي فيه براءة أمنا الطاهرة السيدة مريم من تهمة الزنا.. وفيه الدليل على المعجزة الخالدة حينما نطق عمنا ببراءتها وهو مازال بعد رضيعاً..ثم أنه مستند في أيدينا ولم نقدمه لعدالة المحكمة ضمن المستندات المرفقة حتى لا نسبب إحراجاً لأحد.

    يا حضرات السادة المستشارين:
    ما هي دوافع بولس في تغيير موقفه من النهي عن لعن يسوع إلى الأمر به ؟..
    اقرأ، يا سيادة القاضي رسالة بولس إلى أهل غلاطية(أهل غلاطية هم أهل شمال تركيا الحالية) !.و تمعّن فيها جيدّاً تجد أنّ أول شيء استهلّ به رسالته هو توبيخ الغلاطيين الذين تحوّلوا إلى إنجيل آخر غير إنجيل النعمة(إنجيل النعمة يعني به بولس أنّ شريعة موسى نسخت بموت يسوع الكفاري فلا خطيئة تتبعنا ، و لا محرّمات و لا قوانين و لا طقوس، و يذكره بولس في مقابل الإنجيل الذي يتمسك بشريعة موسى .) الذي يعلّمُه بولس؛ ثانيا يُدافع عن رَسُولِيَته بأنّه ليس كاذبا، وثالثا يهاجم أمير الحواريين بطرس عليه السلام هجوما عنيفا.
    و أخيرا يؤكّد أنّ الشريعة نُسِخَت بنِعمة الصليب .. و يحرّضهم للرجوع إلى إنجيله، بكلمات شديدة الوقع. . فمن مضمونها نستطيع قراءة السّبب الذي كان من وراء كتابتها.
    إذ لكلّ ردّ فعلٍ فعلٌ سَبِقه ."و لا دخان بدون نار" كما يقول المثل الفرنسي.
    لقد عرّج إمام الحواريين إلى غلاطية حاملا البشارة بملكوت الله، داعيا للإيمان بالله و رسوله و العمل الصالح الذي تأمر به شريعة موسى عليه السلام ، بما في ذلك الختان، مُكذِّبا صَلب عمنا يسوع، لأنّ صَلبه يعني لعنه، فلم يجد رسول الأمم مخرجاً من ورطته التي وقع فيها بتعليمه : [ أنّ المسيحَ مات من أجل خطايانا ] إلاّ أن يهرب إلى الأمام بقوله :
    [13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ. ].
    و الكلام هذا فارغ المضمون، و لا يُقنع إلاّ من عَمِيَت بصيرتُه إذ كيف تتبارك الأمم في مَلعُونٍ مَمْحُوق البَركة ؟!.

    سعادة القاضي المبجل.. حضرات السادة المستشارين

    دعوني أروي لحضراتكم أحداث الليلة الحاسمة ليلة القبض على السيد المسيح عليه السلام:

    تروي الأناجيل الأربعة أنّه لمّا احتفل السيد المسيح عليه السلام بعيد الفصح مع تلاميذه في بيت الحواري مرقس بأورشليم ،خرج إلى جبل الزيتون في العَتَمَة ليقضي ليله في بستان جتسيماني. وكان يأوي إلى هذا المكان حَذراً من غدر اليهود ، و بطلبٍ من رئيس الكهنة أرسل بيلاطس جنده يصحبُهم يهوذا الإسخريوطي ـ و كان قد كفر برسول الله يسوع ـ لِيَدُلّهم عليه إذ لا أحدٌ يعرف أين اعتاد أنّ يبيت ليله و أصحابه غيره، ابتداء من اللحظة التي وصل فيها يهوذا بصحبة العسكر إلى بستان جتسيماني بجبل الزيتون في ظلمة الليل البهيم ، تحدث الحادثة العجيبة التي أشارت إليها الأناجيل! لقد أُلْقِي القبضُ على الرجل الذي ألقى الله عليه شَبَهَ عمنا يسوع! واقتيدَ إلى قصر الكاهن الأعظم، و تَبِعَهُم الحواري بطرس من بعيد و استطاع الدخول إلى فناء القصر و الحضور لجلسة المحاكمة.
    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:54 ص.

    تعليق


    • #3
      تابع المحاكمة

      حضرات السادة المستشارين:
      إن كيفية دخول إمام الحواريين إلى القصر هي المفتاح الذي يحلّ اللغز العجيب، إذ لا تخبرنا الأناجيل المتشابهة كيف دخل بطرس، وتتّفق في أنّه لمّا قيل له أنّك أنت أيضا مع يسوع الناصري أنكر و لعن و حلف بالله أنّه لا يعرف هذا الرجل
      ففي مرقس 14/71:[ وَبَعْدَ قَلِيل أَيْضًا قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ:«حَقًّا أَنْتَ مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضًا وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ!». 71فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ!»]..وفي متى26/71ـ 74:[ 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ:«وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ:«إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» 73وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ:«حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» 74فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ:«إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!»]..
      و تريد هذه الأسفار أنّ تقنعنا أنّ نكران بطرس كان بسبب الخوف على نفسه من أن يلقى نفس مصير مُعَلّمه، لكن القصّة، في سفر يوحنا، رغم ما تبديه من تشابه يكاد يكون مطابقا مع تلك التي ترويها الأناجيل الثلاثة الأولى فإنّها، في الحقيقة، بعيدةٌ عنها بعد المشرق عن المغرب. ففي هذا السفر ، يُفسّر دخول بطرس إلى فناء القصر بتدخلّ تلميذ آخر لدى رئيس الكهنة ، و الذي كان يعرفه جيدا ، ليسمح لأخيه ـ الذي كان واقفا لحدّ تلك الساعة عند الباب في الخارج ـ أن يدخل إلى القصر و يحضر للمحاكمة
      ففي يوحنا 18/15 17:[ 15وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. 17فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ:«أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ:«لَسْتُ أَنَا!».].
      إذن لمّا أنكر بطرس معرفة هذا الرجل الذي يُحاكم أمام السنهدرين لم يكن بسببالخوف على نفسه ، لإنّه كان سلفا معروفاً هو والتلميذ الآخر من قِبَلِ الكاهن الأعظم من أنّهما تلميذان ليسوع ؟.. فبطرس الحواري لم يَكذِبْ و لم يَحْلِفْ باطلا، فالرجل الذي أمامه ليس له من يسوع إلا الصورة.!..
      و أدعوكم حضرات السادة المستشارين للتأمل في سؤال حاشية القصر لبطرس و جوابه :
      تقول له الجارية أنت كنت مع يسوع الناصري .
      وهو يجيب باليمين أنّه لا يعرف هذا الرجل.
      و لم يقل : لا أعرف يسوع الناصري.
      أنظر مرقس 14/67 :[ 66وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ فِي الدَّارِ أَسْفَلَ جَاءَتْ إِحْدَى جَوَارِي رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 67فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 68فَأَنْكَرَ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!»]..
      وفي متى 26/69-72:[ 69أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً:«وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ!». 70فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلاً: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» 71ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ:«وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 72فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ:«إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!»] .
      والتاريخ يؤكد هذه الرواية، فلقد ظهر في الصدر الأول للمسيحية مذهبٌ عُرِف بالمذهب الدوكيتي، تشعّبت بأهله الأهواء لكنّها تجمع أنّه لم يُصلَب من يسوع إلاّ صورَتُه.و رفضت الكنيسة الاعتراف بالأناجيل المنسوبة للحواري بطرس لسبب أنّ فيها مسحة دوكيتية.
      (و يعترف دانيال روبس في كتابه " كنيسة الرسل و الشهداء " أن إنجيل بطرس كان منتشرا بين مجموعات كثيرة نصرانية. و ينقل عن أوسابيوس أنّ سيرابيون أسقف أنطاكية عُرض عليه إنجيل بطرس و سمح بتلاوته و لمّا عرف أنّه مصبوغ بالصبغة الدوكيتية حرّم قراءته.ومرفق بالطي نسخة من كتاب دانيال روبس الموالي .. L’Eglise des Apôtres et des martyrs p 310.).
      و لقد تأثرت الكنائس القديمة بهذا الرأي القائل أنّ يسوع لم يُصلب حقيقة إنّما صُلبت صورته. و من بين القائلين بهذا القول كنيسة فالنتين و سيرانت و مرقيون و باسيليد (ظهر مرقيون و باسيليد في منتصف القرن الثاني للميلاد. بعني أنّه كان قريبا من مصادر الخبر. و هو الذي اضطر الكنيسة لتحديد موقفها من الأسفار المقدّسة.).
      و قد ظهر هذا المذهب قديما، و لقد ظهر يقينا قبل نهاية القرن الأول، وقبل كتابة الإنجيل الرابع . وتذرّع هذا المذهب، لدعم معتقده، بأنّ حامل الصليب هو سمعان القيرواني كما تروي الأناجيل المتشابهة:
      لوقا 23/26 :[ 26وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ، رَجُلاً قَيْرَوَانِيًّا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ الصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ.].
      ومرقس 15/21 :[21فَسَخَّرُوا رَجُلاً مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ.]..
      و متى 27/32:[ 32وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ وَجَدُوا إِنْسَانًا قَيْرَوَانِيًّا اسْمُهُ سِمْعَانُ، فَسَخَّرُوهُ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ.] .
      و المحكوم عليه بالموت صلبا، في القانون الروماني، هو الذي يجب أن يحملَ صليبَه كما كان معروفا.
      و لأجل تجريد خصُومه من السلاح الذي قد يدعمون به مُعتقدهم وجد يوحنا اللاهوتيكاتب الإنجيل الرابع نفسَه في مأزق و اضطرّ أن يُخَالف ما أجمع عليه الإنجيليون الثلاثة الذين سبقوه، و يكتب أنّ حامل الصليب هو يسوع نفسه:
      يوحنا 19/ 16، 17:[ 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. 17فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ «جُلْجُثَةُ»].
      و كَشَفت الآثار في نجع حمادي بمصر سنة 1945عن أناجيل من بينها إنجيل باسيليد التي تقول أنّ سمعان القيرواني هو الذي صُلِب مكان يسوع(مقدمة د/عمار الطالبي لكتاب محضرات نصرانية ص 59 .)، و تعترف الترجمة المسكونية قي هذا الصدد أنّ إنجيل يوحنا متأثرٌ بالمذاهب الدوكيتية حيث تكتب :
      [ حسب القوانين المعمول بها أيّام الرومان فإنّ المحكوم عليه يُكلّفُ بحمل صليبه ، و في الأناجيل المتشابهة فإنّ سمعان القيرواني هو حامل الصليب بينما في إنجيل يوحنا هو يسوع نفسه".و تتساءل :[ هل يمكن أن نفهمَ من التجَاهلِ المتعمّد ليوحنا الإنجيلي لسمعان القيرواني محاولةً منه لقطع الطريق على المذاهب الدوكيتية التي ترى إمكانية صلب سمعان القيرواني مكان يسوع ] المرجع:
      "Selon la législation courante, le condamné devait porter lui même l'instrument de son supplice ; Jean omet intentionnellement la notice des synoptiques concernant l'intervention forcée, à un moment donné, de Simon de Cyrène ( Mt 27/32; Mc 15/21; Lc 23/26 ) ; jusqu'au bout, Jésus assume pleinement et seul sa Passion et sa mort. Faut-il voir ici une réaction contre une interprétation docète suivant laquelle Simon de Cyrène aurait été crucifié à la place de Jésus ? " voir Traduction oecumènique de la Bible p 2599 note t.(

      و هذه المذاهب ظهرت يقينا قبل نهاية القرن الأول و هو أمرٌ معروفٌ في التاريخ الكنسي كما جاء في الصفحة رقم 72 من كتاب شَعْبُ القرآن ـ وهو كتاب للكنيسة الإنجيلية تقترحه على أتباعها في نقاشهم مع المسلمين لأغراضٍ تبشيرية ـ فمِنْ أين أتت فكرةٌ مثل هذه عند قـوم لم يَفصِلهم عن رفع يسوع إلى السماء إلاّ خمسون سنة على أقصى تقدير إن كان المصلوب هو عمنا يسوع ؟.
      المرجع: [ -voir encore Le peuple du Coran p72.: "L'idée que Jésus aurait été remplacé sur la croix par un sosie a circulé bien avant l'Islam dans les cercles gnostiques. ].

      و يعترف التاريخ من جهة أخرى أنّ قصّة آلام المسيح وصلبه لم تكـن في بادئ الأمـر في إنجيـلي متىّ ومرقس بل كانت في كتيبات مستقلّة أُدمِجت للسفرين عند ترجمتهما إلى اليونانية .
      يقول دانيال روبس في كتابه كنيسة الرسل و الشهداء ما يلي:
      " بطلبٍ من جماعة المؤمنين في روما دوّن مرقس إنجيله كـمـا سمعه من معلّمه الحواري بطرس. و أضاف إليه ما كان بحوزته من كتيبات مستقلّة تقصّ ألام المسيح".المرجع:
      -Daniel Rops rapporte dans son livre "l'Eglise des Apôtres et des martyrs"p 296: Sur la demande de la communauté romaine, entre 55 et 62, Marc met par écrit ce qu'il a entendu de Pierre. Il dispose, en outre, de quelques livrets aide-mémoire, notamment d'un récit de la Passion du Christ".


      ومن خلال هذه الشهادة من المؤرخين المسيحيين يتّضح أنّ بطرس الحواري لم يكن يعلم شيئا عن ألام المسيح وموته.

      سعادة القاضي المبجل حضرات السادة المستشارين
      ماذا حدث عند محاكمة المقبوض عليه:

      إن المقبوض عليه قد مثُلَ أمام محكمة جنائية حسب توصيف شريعة التوراة و القانون الروماني.
      و ككلّ قضية جنائية فإنّها تتركب من خمس عناصر، حتى و لو كانت السلط والاختصاصات في ذلك الزمان غير مستقلّة بعضها عن بعض، هي الادّعاء العام و قاضي التحقيق و قاضي الحكم والمتّهم والتهمة.
      ولغرض التحقّق من سلامة الإجراءات علينا معرفة ما هي التُهمة و من هم قضاة المحكمة و المدّعي العام.
      و نعود إلى سير المحاكمة لِنَثبُتَ أو نَنْفي أنّ المصلوب هو يسوع أو غيره.
      تتّفق الأناجيل المتشابهة في أنّ اليهود لمّا لم يتّفِقوا على تُهمة معينة لإدانة عمنا عليه السلام والذي ألقي عليه القبض ، قام رئيس الكهنة ليسأل : " أأنت المسيح ابن الله الحي ؟ " ؛ لكنها تباينت جدًّا في الإجابة .
      و هذه إحدى الصعوبات الكبيرة التي تُقلِق علماء النصرانية ، كما يعترف بذلك شارل دود في كتابه مؤسس المسيحية حيث يقول ص 160:
      وقد أجمعت الأناجيل على أنّ المقبوض عليه أنكر أنّه المسيح،أمام الكاهن أوّلا إذ أجاب :"أنت الذي تقول هذا". متى 26/ 62-64 [62فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟» 63وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» 64قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ».].
      وفي نص لوقا 22/70من الترجمة المسكونية أنظر النص الأصلي:[ 69مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ». 70فَقَالَ الْجَمِيعُ:«أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». 71فَقَالُوا:«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ».].
      فعلّق اليهود:" إذن أنت ابن الله!". فقام الكاهن و مزّق ثيابه و قال :لقد كفر! ... لقد كفر! و ما حاجتنا إلى شهود".كما هو في رواية متى 26/65ـ 68 : [65فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلاً:«قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا :«إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ».67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68قَائِلِينَ:«تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟».]
      و الترجمة المسكونية التي أعدّها 139 عالماً يمثّلون مختلف الكنائس الناطقة بالفرنسية تكتب في الصفحة 2526 المذكرة d ، معلّقة على نص لوقا السالف الذكر وهو اعترافٌ لا يُقدّرُ بثمن:
      [ مقبولٌ أن نُترجم : أنتم الذين تقولون هذا. ممّا يعني أنّ يسوع قد رفض هذا اللّقب]..
      TOB p 2526 note d n pourrait traduire : "C'est vous qui le dites; et cela signifierait que jésus refuse ce titre."

      ويعني هذا أنّ المقبوض عليه لم يعترف أنّه يسوع ." أنت الذي تقول هذا !" تعني هذا ما تقوله أنت !أمّا أنا فأقولُ لسْتُ المسيح!".
      و لا يوجد استثناء إلا في نص مرقس 14/61 ـ 65حيث أجاب:[ 61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتًا وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ:«أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» 62فَقَالَ يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ». 63فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ:«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ 64قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟» فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ:«تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ. ].
      " 62فَقَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ "..والشّاذ لا يُقاس عليه.
      و قد أنكر شارل جينيبر وجود هذا النصّ في البدء في السفر.
      ويجب ألا نمرّ حتى نبيّن العيوب الجوهرية في المحاكمة أمام الكاهن والتي تمسّ بمصداقيتها من الأساس.
      حسب نصوص التوراة يجب أن يكون الحُكم مؤسّسا على التحقيق و الفحص العميق، و كما هو واضحٌ من تصريحات المحبوس أنّه لم يعترف بالتّهَم المنسوبة إليه بل لم يعترف أصلا أنّه من يريدون، و لقد كان الأولى أن يتحقّقوا من هويته أولا و هذا لم يتمّ، كما يبدو واضحا أنّ الكاهن ، والذي لم يسبق له أن التقى مع يسوع و لا سمع منه مباشرة من قبل ، كان يمثّل الإدّعاء العام و قاضي الحكم و الخصم في نفس الوقت.
      وإذا كان الحال هكذا فلا يمكن للحكم أبدا أن يكون نزيها, وأخيرا التّهمة التي انبنى عليها الحُكم بكُفرالمتّهم ومن ثمّ الإعدام لم تثبت على السجين، إنّما استنتجها الكاهن و مجلس شيوخ إسرائيل، كما هو واضح جليٌ من نصّ لوقا.
      ولهذا يا حضرات السادة المستشارين نجد أن المحاكمة كانت صورية لا حقيقية. و قد كان اليهود بيّتوا النيّة الأكيدة سلفا على قتل من ظنّوه أنّه يسوع. و رغم المحاولات اليائسة للسجين في الدفع بأنّه ليس المسيح و لا ابن الله لكن من يُصدّقه!
      ثمّ أجمعت الأناجيل مرّة أخرى أنّه أنكر أنّه المسيح أمام بيلاطس البنطي.
      قال الوالي الروماني للرجل :" أأنت ملِكُ اليهود؟".فأجاب:"أنت الذي تقول هذا!"
      اقرءوا معي ما هو مدون في الأناجيل الآتية:
      ففي متى27/11:[ 11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قِائِلاً:«أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ تَقُولُ».].
      وفي مرقس 15/2 :[ 2فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ:«أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ:«أَنْتَ تَقُولُ».].
      وفي لوقا 23/3: [3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ قِائِلاً:«أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ وَقَالَ:«أَنْتَ تَقُولُ». ].
      وفي يوحنا 18/37:[ 37فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ:«أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا،].الإجابة نفسها أمام رئيس الكهنة.
      وقد فَهِم بيلاطس هكذا بدليل أنّه برّأه ممّا نسبه إليه اليهود،فخرج ليقول : "إنيّ لا أجد في هذا الإنسان علّة ممّا تشتكون به عليه.و لا شيء يستحقّ الموت من أجله" (لو 23/4 ؛ مر 15/14 ؛ متى27/23 24،يو18/38). و لا أحدٌ يستطيع أن يُشكّكَ في نزاهة حكم بيلاطس. فهو المسئول الأول عن الأمن و الاستقرار في اليهودية، أضف إلى ذلك أنّه لم يكن طرفا من هذه الشيعة و لا من تلك.
      و قد عمِل، بدافع الخوف من اليهود، كلّ ما من شأنه حتى يعدلَ اليهود عن مشروعهم، فلمّا وجد من إصرارهم على قتله ما وجد، لجأ إلى حيلة قانونية حتى لا يكون مسئولا عن سفك دمٍ برئٍ، و قال لهم لست مختصًّا إقليما، فهذا الرجل جليلي و الجليل من اختصاص هيرودس(لو 23/7)، وأرسله إلى والي الجليل و كان يومئذ في أورشليم، و لسوء حظّ بيلاطس رُدّ إليه الرّجلُ بعدما أُلبس لباساً يلخّص معاني الاحتقار و السخرية منه
      لكنّ الحاكم أعاد الكرّة لعلّ اليهود يثوبون إلى رُشدهم قائلا ـ بمناسبة عيد الفصح ،و كان من عادته أن يطلق لهم سراح مسجون في هذه المناسبة ـ " أفتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود" (يو 18/39 40 ؛ لو 23/16 18 ؛ مر 15/9 11 ؛ متى 27/20 22 ).
      فصرخوا جميعهُم لا نريد هذا بل باراباس !..و أشتدّ الخلاف بين الوالي و اليهود إلى درجة نفَذَ فيها صبُرُه ، و خاف على نفسه و منصبه لما هدّدوه برفع شكوى إلى قيصر إن هو أطلق من ظنّوه يسوع ، لأنّ كلّ من يتسامح مع رجل يدّعي أنّه ملك اليهود فهو متآمر على مُلك قيصر و على استقرار الإمبراطورية ( أنظر يو 19/12) . و ما كان منه أخيراً إلاّ أن أذعن لإرادة اليهود،و غسل يديه أمام الملأ،لِيُعلِنَ براءته من دم المقبوض عليه،وأسْلَمَهُ للصلب (متى 27/24 ).
      وإدّعاء المُلكِ تُهمَة سيّاسية خطيرة من شأنها أن تزعزع استقرار الإمبراطورية الرومانية وتدعو إلى العصيان المدني..و هو الأمر الذي لم تتسامح معه روما أبدا.
      إن الصلب عقوبة السرقة والقتل والخيانة وزعزعة الإستقرار في القانون الروماني زمن المسيح عيسى عليه السلام .وفي فلسطين ,زمن الرومان ,أعدم ألفان من اليهود الثائرين من قبل القائد العسكري كوانتيليوس فاروس ­­­­­­(50ق م 9 م) بعد موت هيرودس الأكبر.وفي السنة 7م صلب يهوذا الجليلي الذي قاد حركة التمرد ضد الرومان.(أنظر2433TOBP ).
      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:54 ص.

      تعليق


      • #4
        مازالت الجلسة منعقدة

        يا حضرات السادة المستشارين:
        ما هو مبرر نكران المقبوض عليه أنّه المسيح ؟

        فَلِمَ يُنكر يسوع أنّه المسيح أمام السنهدرين و بيلاطس إن كان المقبوض عليه هو يسوع حقا ؟وللإجابة عن هذا السؤال نفترض ثلاثة فرضيات، ولا أعتقد أنّه يوجد أكثر, ثم نناقش كلّ واحدة لِنَرَ أيّها أصحّ .
        ـ الفرضية الأولى: يسوع لم يدّع أبدا أنّه المسيح قبل موتـه كـما افترض لوقا في سِفْرَيه: أنظر لو 24/12ـ 26
        [13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. ].
        وأيضا سفر الأعمال 2/36 [36فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا».].
        وهذه الفرضية باطلة من الأساس، لأنه لا نستطيع حينئذ أن نفسّر كيف أتت فكرة اتهام اليهود ليسوع بالمسيح، و لما تقاطعت التُهمَتان الدينية والسياسية في كلمة "المسيح"، فمعناها الديني هو "ابن الله" ولقد جدّف بإدعائه أنّه "ابن الله " هو الذي وُلِدُ من غيرأب ـ على كل حال هكذا أرادوا أن يفهموها ـ، ومعناها السياسي"الملك" وقد يثير الفوضى وعدم الاستقرار في الإمبراطورية .
        إذن خلاصة القول لو لم يقل عليه السلام أنّه المسيح بشكل أو بآخر) وهواسمه الثاني( لما وجد اليهود مبرّرا لاتهامه بالتجديف على الله من جهة، ولما استطاعوا إقحام الوالي الروماني في قضية لا تعنيه مبدئيا من جهة أخرى.
        ـ الفرضية الثانية :
        أنّه تحت وطأة الخوف من السنهدرين وبيلاطس أنكر أنّه المسيـح أو اسمه المسيح .
        وهذه أيضا فرضية باطلة, ويستحيل حتى في حقّ رجل شهم كريم أن يتنكّر لمبادئه وتعاليمه التي من أجلها ناضل طول حياته، ‎ليتخلّى عنها في لحظة خوفه، وبخاصة من رجل علّم الاتكال على الله وحده والخوف منه وحده قال :[ 28وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ.](متى 10/28 ).ولوقا 12/4[4وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ.].
        ـ الفرضية الثالثة:
        إذا تبيّن بطلان الاحتمالين السابقين بقيالاحتمال الأخير وهو أنّ الرجل المقبوض عليه ليس له من يسوع الاّ الصورة.
        ويذكر إنجيلا متى ومرقس أنّ الرجل المقبوض عليه كان جباناً شارد الفكر مُشَتّت القُوى مُنهَارُ الأعصَاب ،لا يُجيب بأيّ كلمة كأنّه مجنون.
        وبيلاطس نفسُه جَزَم أنّ تَبَكّم الرجل لا يتّفق مع شخصية يسوع الجذّابة وخطاباته القوية التي كانت تؤذي الذين كفروا به ولهذا تَعَجّبَ عجبا شديدا !.
        أنظر متى 27/11-14[11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قِائِلاً:«أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنْتَ تَقُولُ». 12وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ:«أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟» 14فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدًّا.]..
        مرقس15/2ـ 5[2فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ:«أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ:«أَنْتَ تَقُولُ». 3وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ كَثِيرًا. 4فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ أَيْضًا قِائِلاً:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ اُنْظُرْ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ!» 5فَلَمْ يُجِبْ يَسُوعُ أَيْضًا بِشَيْءٍ حَتَّى تَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ. ]
        كيف لا يتعجّب من رجل صنع به الله عجائب لم يصنعْها أحَدٌ قَبْلَهُ : أحيا الموتى ، أبرأ البرص و العمى و العرج… و ملأت تعاليمه الأرض المقدسة، و منذ يومين فقط دخل الهيكل في عيد الفصح و طَرَد البَاعَة و قَلَب موائد الصَيارِفَة و كراسي بَاعَة الحمَام و قال لهم كما هو وارد في متى 21/3 :[12وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ 13وَقَالَ لَهُمْ:«مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!» 14وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي الْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ.].وكذا في (مرقس 11/17 ؛ لوقا 19/46).
        منذ يومين فقط ، صَدَع بالحقّ و جَابَهَ الفرّيسيين و الكَتَبَة بأغلظ الكلمات :
        [ لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ. 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا. 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ. 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ 18وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ. 19أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ 20فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ! 21وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ، 22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ. 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ. 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا. 29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ، 30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ. 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟ 34لِذلِكَ هَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ أَنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَكَتَبَةً، فَمِنْهُمْ تَقْتُلُونَ وَتَصْلِبُونَ، وَمِنْهُمْ تَجْلِدُونَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتَطْرُدُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ، 35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ. 36اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا كُلَّهُ يَأْتِي عَلَى هذَا الْجِيلِ!]( متى23/13-36؛ لو11/39-52؛ مر12/40 ).
        فرجلٌ هذه شيّمه و خصالُه لا يخاف من الموت و لا يجزع منها.
        من هو الذي صُلب مكان عيسى عليه السلام ؟
        ينقل علي بوعمامة و د.شرفي عبد المجيد في كتابيهما
        ] -La littérature polémique musulmane contre le christianisme depuis ses origine jusqu’aux XIII siècle. P189 .
        وأنظر أيضا الفكر الإسلامي في الرد على النصارى ص385]..

        عن أصحاب الردود المسلمين قولهم :" ألقِيَالشَبَهُ على تلميذ من تلاميذ عيسى عليه السلام فظنّه اليهود أنهّ صاحبهم الذي يريدونه ".
        والفكرة هذه لا تُقنع، إذ كيف يخّلص الله يسوع ويُطهّره من الصلب لِيصلِبَ صِدِّيقا آخر مكانه ؟ أ هكذا يكون مكر الله؟..و إلقاء الشَبَه على رجل بريء ظُلمٌ ويستحيل الظلم على ربّ العالمين، وهو تعالى حرّم الظلم على نفسه، وجعله محرمّا فيما بيننا إذن يجب أن نصل مبدئيا ،على أساس الإيمان بعدالة الله ،أنّ الذي ألقي عليه شبه يسوع يستحقّ الصلب واللعن جزاء بما كسبت يداه :[ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ]) النحل33(.
        تذكر الأناجيل وسفر الأعمال بالإجماع أنّ تلميذًا من تلاميذ سيّدنا عيسى عليه السلام كفر بعد إيمانه وازداد كفرا،اسمه يهوذا الإسخريوطي، وتذكر أيضا أنّه اختفى، واختفاؤه يبدو من الأناجيل، أنّه كان لغزاً محيّراً.
        ولهذا السبب اختلفت الروايات وتضاربت الأخبار في هذا الشأن، وكان المفروض أن لا يُذكر خبر موته وجريمته لأنه لم يفعل إلاّ ما أراد الله في مشروعه الأزلي الذي قررّ أن يُرسل ابنه،ولا يشفق عليه، ليموت على الصليب كفّارة عن خطايا البشر حسب معتقد بولس فلماذا يُجهد لوقا و مترجم متّى نفسيهما لِيقُصّا خبراً متنا قضا عن نهاية هذا الخائن الأثيم ؟..
        يورد مترجم متىّ خبر موت يهوذا قبل خبر محاكمة يسوع أمام بيلاطس. ممّا يدلّ على أنّ اختفاءه كان متزامنا مع اختفاء يسوع.
        أمّا لوقا فيورد خبره في سفر الأعمال و يتناقض مع مترجم متىّ في أنّ الذي اشترى الحقل بدارهم الجريمة هو يهوذا نفسه الذي سقط فيه على رأسه و اندلقت أمعاؤه،و لهذا سمُيّ الحقل بحقل الدّم.
        أمّا في مترجم متىّ فالكهنة هم الذين اشتروا الحقل بدراهم الجريمة التي رماها يهوذا بعد ندمه ثم شنق نفسه (متى 27/3-8[3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً:«قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا:«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:«لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. ]..
        وفي أعمال 1 /18-19[18فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. 19وَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، حَتَّى دُعِيَ ذلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقَلْ دَمَا» أَيْ: حَقْلَ دَمٍ.].
        ويذكر شارل دود أنه كانت للكنسية الأولى قصّة أخرى مختلفة تماما عن هذه التي تروي نهاية هذا الشقي[Le fondateur du christianisme. P160].

        سعادة القاضي المبجل .. حضرات السادة المستشارين

        كلّ هذه الراويات المتناقضة،و معتقدات المذهب الدوكيتي القديم،و الحجج الإنجيلية التي أوردناها،وعلى أساس إيماننا بعدالة الله تعالى و مكره الشديد،نرشّح يهوذا أن يكون هو المصلوب و بالتالي الملعون الذي يستحقّ ذلك بعدل الله تعالى لأنّه أراد أن يسلم بارّاً للأثمة ، تكذبيا له و صدّاً عن سبيل الله .
        و خبرُ صلب يهوذا الإسخريوطي مَكَانَ يسوع معروفٌ لدى المسلمين من أهل الكتاب الذين أسلموا ـ و الذين كانوا يقينا على غير مذهب بولس ـ منذ القرن الثالث للهجرة و ليس كما يدّعي المسيحيون منذ اكتشاف إنجيل بارنابا فقط حيث أورده ابن جرير الطبري المتوفى سنة 310 هجرية في تفسيره باسم " يودس زكريوطا" [ الجزء السادس ص 11- 12.في تفسير قوله تعالى و ما قتلوه وما صلبوه و لكن شبه لهم.].
        و واضحٌ إنّ ابن جرير رحمه الله كان ينقل الاسم مباشرة عن اللّغة اليونانية، لكن المسلمين المعاصرين أُشكِلَ عليهم هذا الاسم كأنّه لا يعني يهوذا الإسخريوطي. و الأمر يسهل تفسيره ذلك لأنّه في زمن الطبري لم تكن الترجمات العربية للكتاب المقدس[لا توجد ترجمة عربية للكتاب المقدس قبل 737م] إلا في بدايتها و لم يكن إجماع على ترجمة الأسماء، و مثل هذا حدث كثيراً عند المسلمين كاسم " يوحنّس" بدل "يوحنا" في سيرة ابن هشام.
        و لو كان السنهدرين مُنصفاً عادلا خائفا من الله ، لكان هو القاضي بين يسوع و تلميذه المرتدّ ليقضي لصالح البارّ و يفعلَ بِشاهدِ الزّور مثلما نوى أن يفعل بالبريء بحسب حكم الله في التوراة كما في تثنية 19/16-20 :
        [16إِذَا قَامَ شَاهِدُ زُورٍ عَلَى إِنْسَانٍ لِيَشْهَدَ عَلَيْهِ بِزَيْغٍ، 17يَقِفُ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ بَيْنَهُمَا الْخُصُومَةُ أَمَامَ الرَّبِّ، أَمَامَ الْكَهَنَةِ وَالْقُضَاةِ الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. 18فَإِنْ فَحَصَ الْقُضَاةُ جَيِّدًا، وَإِذَا الشَّاهِدُ شَاهِدٌ كَاذِبٌ، قَدْ شَهِدَ بِالْكَذِبِ عَلَى أَخِيهِ، 19فَافْعَلُوا بِهِ كَمَا نَوَى أَنْ يَفْعَلَ بِأَخِيهِ. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ وَسْطِكُمْ. 20وَيَسْمَعُ الْبَاقُونَ فَيَخَافُونَ، وَلاَ يَعُودُونَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذلِكَ الأَمْرِ الْخَبِيثِ فِي وَسَطِكَ. 21لاَ تُشْفِقْ عَيْنُكَ. نَفْسٌ بِنَفْسٍ. عَيْنٌ بِعَيْنٍ. سِنٌّ بِسِنٍّ. يَدٌ بِيَدٍ. رِجْلٌ بِرِجْل.].لكن لماّ يكون الحَكَمُ خصمًا فَمن يقضي بين الناس ؟ أليس هو الله العدل الذي يحبّ الاستقامة ويمقتُ الشرّ ؟ ! فالملعون وممحوق البركة و المطرود من رحمة الله هو يهوذا لا يسوع البارّ .

        سعادة القاضي المبجل.. حضرات السادة المستشارين
        دعونا ننتقل إلى نقطة هامة، نطرحها في سؤال مهم، إذ أنها محط اتفاق بيننا و بين إخواننا المسلمين..
        من أضلّ الله تعالى و ما الحكمة؟..


        يتعجّب ويليام كامبل من هذا الإله الذي يضلّ!..يهيئ للنّاس أنهـم صَلبوا يسوع وفي الحقيقة لم يصلبوه !لقد ردد المسيحيين كلمته حتى أنها أصبحت كالنصوص المقدسة.. ونحن نرد عليه وعلى كل من هم على شاكلته: نعَمْ الله يَخدعُ ويُضلّ الظالمين لا المؤمنين.
        جاء في القرآن الكريم:[إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ](النساء 142).
        وقال تعالى:[ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ]( إبراهيم 27.) .
        وورد مثل هذا في الكتاب المقدس، تقول الرسالة الثانية لأهل تسالونيكي2/11-12):
        [11وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ. ].
        فلم يُشبّه للذين آمنوا بعيسى،لأنهم كانوا يعرفون أن المصلوب هو يهوذا الاسخريوطي،إنّما شُبّه للذين كفروا به ليزدادوا ضلالا و إثما.
        وقد شاءت حكمة الله أن يكون عبده عيسى عليه السلام حَجَرَة المَعْثَرَة التي وُضِعت في صِهيون لِسُقوطِ وقِيّام كثيرين في إسرائيل ففي رسالة بطرس الأولى 2/6:
        [6لِذلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِي الْكِتَابِ:«هنَذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى».].
        كما تنبأ بذلك أشعيا النبي 28/16 [16لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُؤَسِّسُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرًا، حَجَرَ امْتِحَانٍ، حَجَرَ زَاوِيَةٍ كَرِيمًا، أَسَاسًا مُؤَسَّسًا: مَنْ آمَنَ لاَ يَهْرُبُ.].
        لكنّ اليهود كفروا به فتحتّم عليهم تصديق الكاذبين بعدما كذّبوا الصادقين.
        فظهر فيهم دجّالون و مسحاء كذبة سني 66 م و 132 م لعلّ أشهرهم سمعان باركوكبا الذي إدّعى أنّه المسيح و لقي اعترافا من الكاهن عقيبة بن يوسف، فقاد الثورة اليهودية ضد روما، التي انتهت بخراب أورشليم و زوال إسرائيل كشعب من فلسطين،و دفعوا ثمنا باهظا لضلالتهم.

        حضرات السادة المستشارين
        دعوني أتوجه بسؤال مهم لكل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية ..
        هل بشّر يسوع بصلبه وقيامته من بين الأموات ؟

        حسب تعاليم بولس أنّ المسيح نزل من السمّاء في شِبهِ بَشَر، طاعة لأبيه، ليموت على الصليب،لأجل مغفرة الخطايا .ونُظّمت كلّ أسفار الإنجيل حول هذه العقيدة والأناجيل بالخصوص ترتّب أحداث حياة يسوع بالشكل الذي تُبرز فيه موته الخلاصي في أورشليم. تبدأ بخبر اعتماده من يوحنا ، ثم كِرَازَتٍه في الجليل وسفره المفصّل إلىأورشليم لتبدأ أخبار ألآمه من ليلة الفصح الأخير حيث يّرسم سرّ الافخارستيا، فالقبض عليه، ومحاكمته ونكران بطرس له,و صلبه و قيامته من بين الأموات.
        والأّناجيل تؤكّد بشدّة على أنّ المسيح عيسى بشّر بصلبه و قيامته من بين الأموات، فإنجيل متىّ يورد خبر هذه البشارة ثلاث عشرة مرّة؛ مرقس تسع مرات، لوقا ثماني مرات، يوحنا ثلاث مرات.
        وأوّل إعلان، لهذا الخبر العظيم في معتقدات بولس، ورد في مترجم متىّ، حيث طلب الفرّيسيون من يسوع عليه السلام آية ليجرّبوه. فتنهّد و قال :
        [38حِينَئِذٍ أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال.] متى 12/38ـ40.
        و يقصد مترجم متىّ أنّ يسوع سيموت و يبقى في بطن الأرض ثلاث أيام و ثلاث ليال ثم يقوم قاهراً لألام الموت.
        إلا أنّ أول إعلان واضح و صريح كان في قيسارية فيليبُسّ حيث بدأ يسوع يبيّن لتلاميذه أنّه ينبغي أنّ يمضي إلى أورشليم و يتألّم كثيراً من المشايخ و الرؤساء و الكهنة و الكتبة،و يُقتل و يقوم في اليوم الثالث. [21مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ. 22فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً:«حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!» 23فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ:«اذْهَبْ عَنِّي يَاشَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».].
        ( متى 16/21 23 ؛ مرقس 8/31 9/1 ؛ لوقا9/22).
        ثم بعد ستة أيام بالتمام من هذا الإعلان العظيم ، صعِد يسوع عليه السلام وتلاميذه إلى جبل في الجليل وأضاء وجهُه كالشمس و صارت ثيابُه بيضاء كالثلج.
        و تراءى له موسى و إيليا عليهما السلام. فلمّا نزلوا من الجبل أوصاهم يسوع ألاّ يقولوا لأحد شيئا مّما حدث حتى يقوم ابن البشر من بين الأموات[9وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً:«لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ». 10وَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«فَلِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟» 11فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«إِنَّ إِيلِيَّا يَأْتِي أَوَّلاً وَيَرُدُّ كُلَّ شَيْءٍ. 12وَلكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ إِيلِيَّا قَدْ جَاءَ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ، بَلْ عَمِلُوا بِهِ كُلَّ مَا أَرَادُوا. كَذلِكَ ابْنُ الإِنْسَانِ أَيْضًا سَوْفَ يَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ».] متى 17/9 12.
        و يزيد إنجيل مرقس9/8 9:[ 8فَنَظَرُوا حَوْلَهُمْ بَغْتَةً وَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا غَيْرَ يَسُوعَ وَحْدَهُ مَعَهُمْ.9وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ، أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يُحَدِّثُوا أَحَدًا بِمَا أَبْصَرُوا، إِلاَّ مَتَى قَامَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 10فَحَفِظُوا الْكَلِمَةَ لأَنْفُسِهِمْ يَتَسَاءَلُونَ:«مَا هُوَ الْقِيَامُ مِنَ الأَمْوَاتِ؟» 11فَسَأَلُوهُ قَائِليِنَ:«لِمَاذَا يَقُولُ الْكَتَبَةُ: إِنَّ إِيلِيَّا يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ أَوَّلاً؟»].
        فَكَتَمَ التلاميذ هذا الكلام في نفوسهم سائلين بعضهم البعض ماذا يعني إذا قام من بين الأموات!..وبعد ستّة أيام فقط ينسى الحواريون أعظم خبر أخبره يسوع! خبرٌ نزل على الحواريين، في شدّته، كأنّه طوفان نوح، ينساه التلاميذ بعد أسبوع واحد!...صحيح قد لا يتنبّه كثير من الناس للخلل في هذا الخبر. لكن الذي يعرف من هو المسيح في الكتب، ورجاء إسرائيل الذي تعلّق به و الحماسة التي تتّقد في قلب الشعب شوقا إليه و انتظارا له، لا يصدّق خبراً مثل هذا.
        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:54 ص.

        تعليق


        • #5
          ترفع الجلسة

          القاضي
          ترفع الجلسة على أن تنعقد بعد يومين من تاريخه، في تمام الساعة العاشرة صباح السبت الموافق 10 فبراير 2007م الموافق 22 محرم 1428هجرية.
          الحاجب ينادي: محكماااه.
          يقف الكل ويستعدون لمغادرة القاعة، بدون تعليق..
          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:54 ص.

          تعليق


          • #6
            تعليق على إيه بس يا أستاذنا الغالي ؟!!!


            وهل يستطيع المهندس الدخاخني ...أو الفيتوري ...أو الدكتور أمير التعليق بعد أن يُذكر اسمهم في مقال سطرته يداكم الكريمة؟!!!

            أم هل يستطيع أن يُعلّق أحد أتباع الطرف المهزوم المغضوب عليه في القضية؟
            أقسم بالله انه تحدي مفتوح لكل مسيحي مُضلل من قساوسة النصارى ....لا ولن يستطيعوا له ردا

            _____________________

            لم أكمل كامل القضية بعد ...إلا أنه استوقفتني هذه الجُملة ...... هل قرأها أحد من قبل ؟!!!

            أفادك الله وزادك علماً أستاذنا ....

            اقرأوا يا إخوة هذه الشهادة ...وهذه الوثيقة ......

            وهذا العار ...... والذي كشفه لنا أستاذنا الكريم :

            يقول دانيال روبس في كتابه كنيسة الرسل و الشهداء ما يلي:
            " بطلبٍ من جماعة المؤمنين في روما دوّن مرقس إنجيله كـمـا سمعه من معلّمه الحواري بطرس. و أضاف إليه ما كان بحوزته من كتيبات مستقلّة تقصّ ألام المسيح".المرجع:

            -Daniel Rops rapporte dans son livre "l'Eglise des Apôtres et des martyrs"p 296: Sur la demande de la communauté romaine, entre 55 et 62, Marc met par écrit ce qu'il a entendu de Pierre. Il dispose, en outre, de quelques livrets aide-mémoire, notamment d'un récit de la Passion du Christ".
            ولا تعليق ..........حالياً
            هل يضع أحد النصارى اعتراضه على ما قاله الأستاذ الكريم ...وأراد استئناف القضية بأوراق دفاع جديدة ....!!

            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:53 ص.
            "يا أيُّها الَّذٍينَ آمَنُوا كُونُوا قوَّاميِنَ للهِ شُهَدَاء بِالقِسْطِ ولا يَجْرِمنَّكُم شَنئانُ قوْمٍ على ألّا تَعْدِلوا اعدِلُوا هُوَ أقربُ لِلتّقْوى
            رحم الله من قرأ قولي وبحث في أدلتي ثم أهداني عيوبي وأخطائي
            *******************
            موقع نداء الرجاء لدعوة النصارى لدين الله .... .... مناظرة "حول موضوع نسخ التلاوة في القرآن" .... أبلغ عن مخالفة أو أسلوب غير دعوي .... حوار حوْل "مصحف ابن مسْعود , وقرآنية المعوذتين " ..... حديث شديد اللهجة .... حِوار حوْل " هل قالتِ اليهود عُزيْرٌ بنُ الله" .... عِلْم الرّجال عِند امة محمد ... تحدّي مفتوح للمسيحية ..... حوار حوْل " القبلة : وادي البكاء وبكة " .... ضيْفتنا المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة .... يعقوب (الرسول) أخو الرب يُكذب و يُفحِم بولس الأنطاكي ... الأرثوذكسية المسيحية ماهي إلا هرْطقة أبيونية ... مكة مذكورة بالإسْم في سفر التكوين- ترجمة سعيد الفيومي ... حوار حول تاريخية مكة (بكة)
            ********************
            "وأما المشبهة : فقد كفرهم مخالفوهم من أصحابنا ومن المعتزلة
            وكان الأستاذ أبو إسحاق يقول : أكفر من يكفرني وكل مخالف يكفرنا فنحن نكفره وإلا فلا.
            والذي نختاره أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة "
            (ابن تيْمِيَة : درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 )

            تعليق


            • #7
              استئناف الجلسة

              كان شعب إسرائيل ، زمن يسوع، قد انتظر المسيح منذ ألف و خمسمائة سنة، والمسيح أعظم شخصية في أسفار الكتاب المقدس ؛ تنبّأ به كل الأنبياء ابتداءً من موسى عليه السلام، ولا يوجد إسرائيلي واحد قديما أو حديثا لم تُحدّثه نفسُه عن هذه الشخصية التي تتمّ فيها بركات الله.و هو الذي يخلّص إسرائيل من مضايقيه ، و يكسر نير العبودية التي خضع لها شعب الله المختار منذ حملة نبوخذ نصّر البابلي إلى زمان يسوع، و يَرُدّ لهم سلطانَهم المغتصب، ويحكم من النهر إلى النهر و ينتقم الله على يديه من الظالمين و يكونون أمامه كالعُصَافة ، و تلحَسُ الدنيا غبار نعليه و تعطي له الأمم الجزية ، و يُزهر العدلُ و يَكثرُ الرّخاء في زمانه،و يقضي بالحقّ و يرفع الظلم عن البائسين،و يستحيي الوثني بوثنيّته و لا يُقال في زمانه : خَفِ الربّ! لأنّ الكلّ يعرف الربّ و تمتلئ الدنيا بالأتقياء.
              فلو قال عيسى عليه السلام أنّه سيتألم ابن البشر من المشايخ و الكهنة و الكتبة و يُصلب،لكان هذا الخبر صدمة رهيبة على عقول الحواريين أشدّ من وقع قنبلتي ناجازاكي و هيروشيما على أبناء القرن العشرين، يستحيل نسيانه مدى الدهر.
              فكيف ينُسى بعد ستة أيام ؟!و ذلك للبون الشاسع بين المسيح الجبّار كما تنبّأت به الكتب و يسوع الذي يعلن عن نهايته الحقيرة الملعونة و يموت و شعبه يئنّ تحت وطأة الوثنيين .
              كيف ينسى الحواريون خيبة الأمل في ملك الملوك على الأرض ألا و هو المسيح ؟..
              ويذكر مترجم متىّ أنّ يسوع أعلن لرابع مرّة هذه البشارة في الجليل و يبدو من حزن الحواريين أنّه فهموا قصده جيّداً
              ففي متىّ 17/22 23 :[22وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ 23فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». فَحَزِنُوا جِدًّا.].
              ومرقس 9/30 31 [30وَخَرَجُوا مِنْ هُنَاكَ وَاجْتَازُوا الْجَلِيلَ، وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ، 31لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ تَلاَمِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ:«إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ. وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ». 32وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا الْقَوْلَ، وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ.].
              ولوقا 9/44 45[44«ضَعُوا أَنْتُمْ هذَا الْكَلاَمَ فِي آذَانِكُمْ: إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ». 45وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا هذَا الْقَوْلَ، وَكَانَ مُخْفىً عَنْهُمْ لِكَيْ لاَ يَفْهَمُوهُ، وَخَافُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ هذَا الْقَوْلِ.].
              و لمّا بدأ رحلته الخلاصية إلى أورشليم أعلن لخامس مرّة هذا الخبر و يبدو من طلب أم ابني زبدى ، أن يجعل أحد ابنيها عن يمينه و الآخر عن يساره و مساءلة يسوع لها هل يستطيعان أن يشربا من الكأس التي هو مُزمعٌ أن يشربها ، أنّ التلاميذ فهموا جيدا.
              ففي متىّ 20/20 24 [20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا، وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئًا. 21فَقَالَ لَهَا:«مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ:«قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». 22فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ:«نَسْتَطِيعُ». 23فَقَالَ لَهُمَا: «أَمَّا كَأْسِي فَتَشْرَبَانِهَا، وَبِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبِغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِيني وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي». 24فَلَمَّا سَمِعَ الْعَشَرَةُ اغْتَاظُوا مِنْ أَجْلِ الأَخَوَيْنِ.].
              وفي مرقس 10/33 40 [33«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، 34فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
              35وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبْدِي قَائِلَيْنِ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كُلَّ مَا طَلَبْنَا». 36فَقَالَ لَهُمَا:«مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟» 37فَقَالاَ لَهُ:«أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ». 38فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» 39فَقَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ:«أَمَّا الْكَأْسُ الَّتِي أَشْرَبُهَا أَنَا فَتَشْرَبَانِهَا، وَبَالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا تَصْطَبِغَانِ. 40وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ».].

              وفي لوقا 18/31 - 34[31وَأَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ:«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ، 32لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى الأُمَمِ، وَيُسْتَهْزَأُ بِهِ، وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْهِ، 33وَيَجْلِدُونَهُ، وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ». 34وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا مِنْ ذلِكَ شَيْئًا، وَكَانَ هذَا الأَمْرُ مُخْفىً عَنْهُمْ، وَلَمْ يَعْلَمُوا مَا قِيلَ.].
              و قبل عيد الفصح بيومين فقط أعلن لهم لسادس مرّة أنّه يُصلب، و لمّا زار امرأةً في بيت عانيا سكبت طيبا على رأسه.

              و تقول الأناجيل أنّه قال : " إنما إِنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي "و هو سابع إعلان، راجع متىّ 26/12 [12فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي. 13اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَارًا لَهَا».].
              ومرقس 14/8 [8عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ. 9اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا».].
              ولوقا 7/36 37[36وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. 37وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ] .
              و من مكانه هذا أرسل تلميذين له إلى أورشليم لتحضير عشاء الفصح الأخير و قال لهم ـ كما تقول الأناجيل ـ " وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ " كما هو في متىّ 26/18 [18فَقَالَ:«اذْهَبُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ: إِنَّ وَقْتِي قَرِيبٌ. عِنْدَكَ أَصْنَعُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». 19فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ كَمَا أَمَرَهُمْ يَسُوعُ وَأَعَدُّوا الْفِصْحَ.].وهو ثامن إعلان له. ولما احتفل بعيد الفصح مع خاصته عليهم السلام ـ تقول الأناجيل ـ أنّه قال [ 24إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!»]. كما هو في متىّ 26/24.
              ومرقس 14/21 [21إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!».].
              ولوقا 22/21[21وَلكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ!».].وهو تاسع إعلان له .
              ورسّم سرّ الافخارستيا وهو أعظم سرّ بعد التعميد و لا يوجد اختلاف بين مسيحيين في أنّهما الرُّكنان الأساسيان في المسيحية وهو السرّ الذي يُذكّر المؤمنين بموته الخلاصي الذي جاء من أجله و لما خرج عليه السلام إلى جبل الزيتون ، بعد تناول عشاء الفصح تقول الأناجيل أنّه قال كما في متىّ 26/32 [32وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ».].
              وفي مرقس 14/27 28 [27وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ. 28وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ».]. وهو عاشر إعلان له.
              ونام أصحابه عليهم السلام، وكان الليل قد لفّهم بظلامه البهيم ورَغِبَ عليه السلام في الصلاة، وكان يصلّي في مكان بعيد بعض الشيء عن تلاميذه، فلما رجع تقول الأناجيل أنّه قال:
              [ 45ثُمَّ جَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. 46قُومُوا نَنْطَلِقْ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُني قَدِ اقْتَرَبَ!».]. متىّ 26/45 . وفي مرقس 14/41 42 [41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ:«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ! هُوَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. 42قُومُوا لِنَذْهَبَ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ اقْتَرَبَ!».]. وهو الإعلان الحادي عشر له.
              و لما حضر يهوذا التلميذ الخائن تقول الأناجيل عن يسوع أنّه قال: [50فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ.] متى26/50. وهو الإعلان الثاني عشرله.
              واستلّ أحد التلاميذ سيفه و ضرب أذن خادم الكاهن و تقول الأناجيل أنه قال:[ 51وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. 52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! 53أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ 54فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟».] متىّ 26/51ـ 54.
              ومرقس 14/48 49[48فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«كَأَنَّهُ عَلَى لِصٍّ خَرَجْتُمْ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ لِتَأْخُذُونِي! 49كُلَّ يَوْمٍ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي الْهَيْكَلِ أُعَلِّمُ وَلَمْ تُمْسِكُونِي! وَلكِنْ لِكَيْ تُكْمَلَ الْكُتُبُ».]. وهو الإعلان الثالث عشر عن موته مصلوبا و قيامته.
              ورغم أنّ السلطات الدينية اليهودية كانت تخشى الجماهير الواسعة التي أتت مع يسوع من الجليل أو حضرت من كلّ مكان لتحتفل بعيد الفصح كما هو في مرقس14/1-2[1وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ، 2وَلكِنَّهُمْ قَالُوا:«لَيْسَ فِي الْعِيدِ، لِئَلاَّ يَكُونَ شَغَبٌ فِي الشَّعْبِ».].
              وفي لوقا 19/47 48[47وَكَانَ يُعَلِّمُ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ، وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ مَعَ وُجُوهِ الشَّعْبِ يَطْلُبُونَ أَنْ يُهْلِكُوهُ، 48وَلَمْ يَجِدُوا مَا يَفْعَلُونَ، لأَنَّ الشَّعْبَ كُلَّهُ كَانَ مُتَعَلِّقًا بِهِ يَسْمَعُ مِنْهُ.].. هذه الجماهير التي استقبلت يسوع لما دخل أورشليم استقبالا حاراً حيث فرشوا ثيابهم و قطعَ بعضُهم أغصانا من الشجر وهم يصرخون قائلين [ 9وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ:«أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!».].متى21/9
              ومرقس11/9-10 [9وَالَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ:«أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! 10مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!».].
              ولوقا 19/38[38قَائِلِينَ:«مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي!».].
              إلاّ أن الأناجيل تتّفق في أنّ إلقاء القبض على الرجل كان في عيد الفصح.
              ورغم أنّ شعبية يسوع كانت واسعة، لكنّ الأناجيل لم تذكر أيّ اضطراب حدث في تلك الليلة، ومرّت هادئة كأنّ شيئا لم يحدث.
              والأعجب من هذا أنّ محاكمة الرجل لم يحضرها إلاّ اثنان من التلاميذ[57وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. 58وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ إِلَى دَاخِل وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ.].متىّ 26/58. ومرقس 14/54 [53فَمَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ. 54وَكَانَ بُطْرُسُ قَدْ تَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَاخِلِ دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَانَ جَالِسًا بَيْنَ الْخُدَّامِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ النَّارِ.].
              ولوقا 22/55 [54فَأَخَذُوهُ وَسَاقُوهُ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ. 55وَلَمَّا أَضْرَمُوا نَارًا فِي وَسْطِ الدَّارِ وَجَلَسُوا مَعًا، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ.].
              ويوحنا 18/15[15وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ.].
              ومحاكمة يسوع حسب عقيدة بولس، هي بداية مَجْدِه الذي يبلغ أوُجّه على الصليب فهل هذا الموقف يتّفق و يتناسب مع الخبر الذي ما انفكّ يسوع أن بشّر به و الذي من أجله نزل من السماء؟!..لاشكّ أنّ هذا الهدوء له ما يبرّره.
              فالمؤمنون علموا يقينا أّن المقبوض عليه ليس يسوع... فهل نُصدّق بعد هذا أنّ يسوع بشّر بآلامه على يد المشايخ و الكهنة والكتبة وصلبه وقيامته ؟! والمسيح الذي جاء خصّيصا ليتألّم على الصليب طواعية لا مُكرهًا إرضاءً للآب، وخلاصـا للبشرية التي ورثت الخطيئة جزِعَ من الموت وصرخ وهو يقول : "إلهي إلهي لماذا تركتني" فهل يقول هذا ابن الله الذي وَطّنَ نفسَه منذُ الأزل لهذه المهمّة.
              وقد تفطّن لوقا لخطر هذا الجزَعِ على عقيدة الخلاص فبدّل مقولة الضَجَر بمقولة الرِّضا وجعل في فم المصلوب قوله : "يا أبتاه اغفر لهم فإنّهم لا يعلمون" ولم يحضر له أحدٌ من الحواريين في آلامه لِيُعَاينَ ذِروة سنام عمله الخلاصي!.. ولم يخص متىّ بالذكر إلاّ مريم المجدلية و مريم أم المدعيين و أم ابني زبدى ؛ أمّا في نص يوحنا فلم يزد عدد الواقفين على صليبه عن أربعة : ثلاث نساء ، أمه السيدة مريم عليها السلام ؛ و أخت أمه زوجة كِلُوبَا و السيدة مريم المجدلية و التلميذ الذي يحبّه.
              ففي كلّ نصوص الأناجيل المتشابهة لم يحضر تلميذ واحد إلى خشبة الصليب، إذا استثنينا إنجيل يوحنا الذي يذكر أنّه حضر تلميذ واحد مع ثلاث نسوة..
              ففي متىّ 27/55 56 [55وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ، 56وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي.].
              وفي مرقس 15/40 41 [40وَكَانَتْ أَيْضًا نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي، وَسَالُومَةُ، 41اللَّوَاتِي أَيْضًا تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَلِيلِ. وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ.].
              وفي لوقا 23/27 30 [27وَتَبِعَهُ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، وَالنِّسَاءِ اللَّوَاتِي كُنَّ يَلْطِمْنَ أَيْضًا وَيَنُحْنَ عَلَيْهِ. 28فَالْتَفَتَ إِلَيْهِنَّ يَسُوعُ وَقَالَ:«يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيَّ بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ،].
              وفي يوحنا 19/25 26[25وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. 26فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا، قَالَ لأُمِّهِ:«يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ». 27ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ:«هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ.].
              فهل نصدّق أنّه بشّر بموته كفارة عن خطايا البشر؟ هذا الموت الذي فيه مُجّدَ الابن وصار ربّا و مسيحا، و إيذاناً بمجيء ملكوت الله..[ 36فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا».].(أعمال الرسل 2/36 ).
              و تقول الأناجيل أنّ المسيح صُلب يوم الجمعة في عيد الفصح بعد الظهيرة ، و قُبِر في اليوم نفسه ، ومضى عليه السبت ميّتا ولكن كما بشّر أربع عشرة مرّة يجب أن يقوم في اليوم الثالث كما في الكتب أي (بعد ستا وثلاثون ساعة فقط).
              لكن لسوء حظ كنيسة بولس ،أنه لم يحضر أحد من تلاميذه لمعاينة قيامة المسيح المجيدة ، ولم يحضر إلى قبره غير ثلاث نسوة : مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ ، لا لمعانية مجد يسوع لمّا يقوم من بين الأموات، لكن لأجل تحنيطه .
              ولم يذكر متّى إلا امرأتين ؛ وأمّا لوقا فذكر عددًا من النساء اللاتي زرن القبر وخصّ بالذكر منهن: مريم المجدلية و يوّنا ومريم أم يعقوب لكن ليس لمشاهدة قيامة المسيح ، لكن لتحنيطه.
              أما يوحنا فلم يذكر إلا زيارة مريم المجدليةلغرض الزيارة،لأنّها اندهشت لما رأت القبر فارغا وكانت تبكي لأنّهم أخذوا سيّدها ولم تعلمْ أين وضعوه!.
              ففي مرقس16/1-2[1وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ.].
              وفي متى28/1 [1وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ.].
              وفي لوقا24/1 [1ثُمَّ فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ، أَوَّلَ الْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ حَامِلاَتٍ الْحَنُوطَ الَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.].
              وفي يوحنا20/1[1وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ.].
              وهذا يبّين بشكل قاطع أنّ فكرة قيامته لم تَدُر أبداً في خلدها.
              كلّ هذه النصوص تكذّب تكذيباً قاطعا أنّه بشّر بموته.
              ولمّا قام من بين الأموات وتراءى لمريم المجدلية و أخبرت التلاميذ لم يصدّقها أحد.و تراءى لأثنين من الحواريين و لم يصدّقهما أحد. ولم يصدّق الحواريون كلّهم خبر ظهور يسوع للنساء.ومريم المجدلية نفسها لمّا تراءى لها يسوعلم تصدّق هي أيضا عينيها.
              وتوما هو أيضا لم يصدّق خبر قيامة يسوع حتى يضع أصبعه في موضع المسامير وحتى يلمس أضلعه:
              ففي مرقس16/11-13[11فَلَمَّا سَمِعَ أُولئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ، وَقَدْ نَظَرَتْهُ، لَمْ يُصَدِّقُوا.12وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى لاثْنَيْنِ مِنْهُمْ، وَهُمَا يَمْشِيَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى الْبَرِّيَّةِ. 13وَذَهَبَ هذَانِ وَأَخْبَرَا الْبَاقِينَ، فَلَمْ يُصَدِّقُوا وَلاَ هذَيْنِ.].
              ولوقا24/11[11فَتَرَاءَى كَلاَمُهُنَّ لَهُمْ كَالْهَذَيَانِ وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ. 12فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ، فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا، فَمَضَى مُتَعَجِّبًا فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ.].
              ويوحنا20/14[14وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ.].
              ويوحنا20/24-26[24أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. 25فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ:«قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ:«إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ».].
              كلّ هذا التكذيب من الحواريين لخبر قيامة يسوع كان بعد يومين فقط من ترسيم يسوع الرسم الأعظم في الكنائس كلّها ألا وهو رسم الأفخاريستيا، و بعد ستٍ و ثلاثين ساعةٍ فقط من صلبه تقول الأناجيل كما هو وارد في مرقس14/22-24: [22وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ،(الحواريون) أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا، هذَا هُوَ جَسَدِي».23ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهمْ. 24وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ.].
              ومتى26/26-28[26وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». 27وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً:«اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، 28لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا].
              ولوقا22/15-20[15وَقَالَ لَهُمْ:«شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، 16لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ». 17ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ:«خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ،18لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ».19وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». 20وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً:«هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ.].
              ويوحنا6/51-54[54مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، 55لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَق وَدَمِي مَشْرَبٌ حَق.56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. 57كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. 58هذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».].
              ويجب أن نؤكّد أنّ يوحنا لم يذكر سرّ الأفخارستيا لكن ذكر ما يقابله في غير ليلة الفصح.حيث يضع في فم يسوع: [51أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ».].
              فهل يُعقلُ أن ينسى جميع التلاميذ هذا الخبر بعد يوم و نصفٍ فقط؟ و هل تصمدُ هذه النصوص أمام النقد؟.

              سعادة القاضي المبجل..حضرات السادة المستشارين

              إنني لا أشكّ من جانبي أنّ يسوع عليه السلام قد تراءى للتلاميذ بعد حادثة الصلبِ وعلى رأسهم السيّدة مريم المجدلية وذلك ليُكذبَ أنّه صُلبَ، ودلائلُ صدقِ الرواية قوية لأنّ الأناجيل أجمعت على أنّ السيّدة مريم هي التي وقفت على الصليب ( يو 19/25 ؛ مر 15/40 ؛ متى 27/56) و هي التي زارت القبرَ في صبيحة يوم الأحد ( يو 20/1 ؛ لو 24/10؛ مر 16/1 ؛ متى 28/1) و هي التي ترآى لها يسوع ( يو 20/15-18 ؛ مر 16/9 ، متى 28/9).
              و يبدو أنّ القصّة منسجمة و متناسقة و تُفسّرُ بأنّ السيّدة كانت بالفعل تعتقدُ أنّ المصلوبَ هو يسوع ذلك أنّه لم يكن لديها علمٌ عن ملابسات القضية لأنّها قضت ليلتها في أورشليم و ليس مع يسوع والإحدى عشر عليهم السلام في جبلِ الزيتون.
              لهذا كان واجبا على نبي الله أن يبيّن لتلاميذه أنّه لم يُصلب، إذ لو تُرِكَ الأمرُ كذلك لكفرَ التلاميذُ كلّهم بيسوع ووُئدَت دعوتهُ في المهدِ وهذا ما كان يريده خصومُه إذ يستحيلُ أن يؤمنَ يهوديٌ بصلاح وعدالة رجُلٍ مصلوبٍ مثلما يستحيلُ أن يؤمنَ مسلمٌ بصِدقية رجلٍ مرجومٍ.

              والآن دعوني أتساءل :هل عقيدة الفداء كتابية؟...
              علّم بولس: "لأنّه بِمَا أنّ المَوتَ بإنسانٍ فَبإنسانٍ قِيامةُ الأمواتِ.فَكَمَا في آدم يَمُوت الجميعُ كذلك في المسيح يَحْيا الجميعُ".
              وهذه الفكرة الأساسية في معتقدات بولس وقد وردت بوتيرة كبيرة في الإنجيل[1كو15/1-21؛ متى26/28؛ مر14/24؛ لو22/20؛أع13/27، أع13/38-39؛ رو3/25-26؛ 5/9؛ 15/12-13؛ 5/14؛ 5/19؛ 5/20؛ 6/6-7؛ 8/3؛ 8/32؛ 1كو10/16؛ 15/3-8؛ غلا1/4؛ 3/13؛ أف1/7؛ 5/2؛ يو1/29.]
              ويقصد بكلامه أنّ الجنس البشري وَرِثَ الخطيئة عن أبيه آدم، فالإنسان في المسيحية ليس مسئولا عن خطيئته ولا عن تبريره..فخطئ لِخَطأ آدم و بُرّر بموت يسوع..!!.
              ولو وَرِثَ البشَرُ خطيئةَ أبيهم آدم لكان أول من يَتَكَلّم عنها التوراة والأنبياء والمزامير، فهل ورد شيء من هذا يؤكّد مقولة بولس؟..لا يوجد نبي واحد أو سفرٌ واحدٌ يقول أنّ الإنسانَ مَدينٌ منذ ولادته، بما فيهم يسوع عليه السلام، وتؤكّد التوراة على أنّ الإنسانَ مسؤولٌ عن خطيئتِه لوَحده؛ وأنّه لا يَحلّ أن يعاقب الأبناء بذنب أبائهم ؛أو الآباء بذنب أبنائهم ففي تثنية 24/ 16:
              [16«لاَ يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلاَدِ، وَلاَ يُقْتَلُ الأَوْلاَدُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.].
              و يؤكّد النبي حزقيال (حز18/19-20) هذه العقيدة العادلة بقوله:
              [19«وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الابْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الابْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقًّا وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.].
              و يُكذّب النبي داوود ادّعاء بولس الباطل، كأنّه عاَش في زمانه قال : [7الأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلاَ يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ.] (مز49/7 ) .
              وهذا المزمور يدعّم ما جاء في التوراة والإنجيل من أنّ الإنسان رهينٌ بما كسبَ، ولا يحمل خطيئة غيره، ففكرةُ الخطيئة والفداء والخلاص والمخلّص لا توجد رائحتها في الكتب المقدّسة مطلقا فمن أين أتت؟ يجب ألاّ ننسى أنّ مُعلّم النصرانية، التي تعيش اليوم، هو بولس الهِلِنِسْتي، لا يسوع الناصري عليه السلام.
              وقد استقى بولس من بيئته الوثنية في طرسوس وما حولها من العالم الإغريقي الروماني المّادة الخام التي على ضوئها فسّر حياة يسوع حتى تلقى صدًا عند الوثنيين ويسهل عليه بالتالي تَلْمَذَتهم على يديه.
              ويعترف النصارى حتى الأقدمون منهم بوجود شَبَهٍ سَاطِعٍ بين عقيدتي التعميد والإفخارستيا و شعائر الديانات التي عاشت بين بلاد ما بين النهرين وآسيا الصغرى.
              وقد نقل جوستين الشهيد(170م) أنّ أسرار ميثرا احتوت على نوع من الشعائر تفرض تقديم كأسٍ و قطعة خبزٍ إلى المؤمنين مع النُطق ببعض العبارات، وهو ما يفعله النصارى تماماً في تناول القربان، فالإله المنقذ في هذه الديانات يتعذّب و يموت لكنّه يقهر ألام الموت إذ يقوم من جديد.
              وحتى ينجو المؤمن يجب أن يشارك إلهه العذاب والموت ثم القيامة ليجد معه الحياة الأبدية السعيدة.

              سعادة القاضي المبجل.. حضرات السادة المستشارين


              دعوني أطرح سؤالاً في منتهى الأهمية:

              هل بشّر الأنبياء بصلب المسيح؟

              قبل أن نبحث في هذا الأمر، نقول أنّ القول بأنّ الكتب المقدّسة تنبّأت بصلب المسيح حماقةٌ و ليس خطأٌ، إذ أن صلب يسوع عليه السلام كان مبادرة يهودية، فالحاكم الروماني لمّا اقترح لليهود بمناسبة عيد الفصح من يريدون أن يطلق سراحه بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ ، قالوا نريد بَارَابَاسَ فسألهم وماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟..
              فأجابوه أصلبه!...أصلبه!..
              ورد هذا فيمتى 27/15-22[15وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَادًا فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ أَرَادُوهُ. 16وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:«مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟».....21فَأجَابَ الْوَالِي وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ مِنْ الاثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟» فَقَالُوا: «بَارَابَاسَ!». 22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: «لِيُصْلَبْ!»].
              ومرقس15/6-15[6وَكَانَ يُطْلِقُ لَهُمْ فِي كُلِّ عِيدٍ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ طَلَبُوهُ. 7وَكَانَ الْمُسَمَّى بَارَابَاسَ مُوثَقًا مَعَ رُفَقَائِهِ فِي الْفِتْنَةِ، الَّذِينَ فِي الْفِتْنَةِ فَعَلُوا قَتْلاً. 8فَصَرَخَ الْجَمْعُ وَابْتَدَأُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا كَانَ دَائِمًا يَفْعَلُ لَهُمْ. 9فَأَجَابَهُمْ بِيلاَطُسُ:«أَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». 10لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا. 11فَهَيَّجَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْجَمْعَ لِكَيْ يُطْلِقَ لَهُمْ بِالْحَرِيِّ بَارَابَاسَ. 12فَأجَابَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا وَقَالَ لَهُمْ:«فَمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ أَفْعَلَ بِالَّذِي تَدْعُونَهُ مَلِكَ الْيَهُودِ؟» 13فَصَرَخُوا أَيْضًا:«اصْلِبْهُ!» 14فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:«وَأَيَّ شَرّ عَمِلَ؟» فَازْدَادُوا جِدًّا صُرَاخًا:«اصْلِبْهُ!» 15فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ.].
              ولوقا23/13-25[13فَدَعَا بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ، 14وَقَالَ لَهُمْ:«قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. 15وَلاَ هِيرُودُسُ أَيْضًا، لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ. 16فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». 17وَكَانَ مُضْطَرًّا أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ وَاحِدًا، 18فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ:«خُذْ هذَا! وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!» 19وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي الْمَدِينَةِ وَقَتْل. 20فَنَادَاهُمْ أَيْضًا بِيلاَطُسُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُطْلِقَ يَسُوعَ، 21فَصَرَخُوا قَائِلِينَ:«اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» 22فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً:«فَأَيَّ شَرّ عَمِلَ هذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ، فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ». 23فَكَانُوا يَلِجُّونَ بِأَصْوَاتٍ عَظِيمَةٍ طَالِبِينَ أَنْ يُصْلَبَ. فَقَوِيَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. 24فَحَكَمَ بِيلاَطُسُ أَنْ تَكُونَ طِلْبَتُهُمْ. 25فَأَطْلَقَ لَهُمُ الَّذِي طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ وَقَتْل، الَّذِي طَلَبُوهُ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ.].
              ويوحنا18/39[39وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». 40فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: «لَيْسَ هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا.].
              ويوحنا19/14 [14وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ:«هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». 15فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ:«لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!». 16فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ.].
              فكيف يُعقلُ أنّ مجلس علماء إسرائيل وعلى رأسهم الكاهن الأعظم يصلُبُ يسوع، و قد كفروا به وعملوا كلّ ما من شأنه التشكيك في دعوته،إن كانوا موقنين من التوراة والكتب المقدّسة أنّ المسيح يُصلب؟ هل تصل بهم الغباوة والحماقة حتّى يؤكّدوا بجريمتهم هذه أنّ يسوع هو بالفعل المسيح المنتظر؟ .
              في تعاليم بولس و كنيسته، بشّر الأنبياء بصلب المسيح وقيامته، وهذه سخافة، إذ كيف يبشّر الأنبياء بنبي ملعون؟
              فالملعون لن يكون إلاّ مجرماً مفتريا كذّاباً على الله و حاشا لسيّدنا عيسى عليه السلام أن افترى على الله كذباً، بل كان مَرجِع الطُهر والإيمان وخشية الله وكان مَثَلا لبني إسرائيل. فأين هي تلك النصوص من العهد القديم التي تتنبّأ أنّ المسيح يُصلب ويقوم من بين الأموات في اليوم الثالث؟.
              قال لوقا:[ 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ]. (لو22/22).
              و تعلّق الترجمة المسكونية على هذا النصّ بقولها: " إنّ لوقا بهذه العبارة يفسّر فكرة اليهود عن الكتابات التي تتمّ"( الترجمة ******ية ص537).
              وبدل أن تذكر لنا الكتابات التي يمضي حسْبَها ابن الإنسان مصلوبا، آثرت أن تسلك هذا السبيل حتى تُغطّي على المشكلة القائمة.
              وإذا كان اليهود يعرفون من الكتابات أنّ المسيح سيموت مصلوبا، فلن يكونوا أبداً أغبياء لهذه الدرجة ليعطوا يسوع سلاحا يستعمله ضدّهم: وهو صلبه.
              وهم الذين كفروا به وعمِلوا المستحيل للصدّ عن سبيله.
              وتعترف الترجمة المسكونية أنّه لا يوجد نص في العهد القديم يمسّ خيانة ابن الإنسان من قِبَلِ تلميذه، ولكن تقول قد يشير المزمور41/10 إليها بشكل عام:
              [9أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!10أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَارْحَمْنِي وَأَقِمْنِي، فَأُجَازِيَهُمْ.].
              و لا أسهل من بتر النصوص من أيّ كتاب دون مراعاة لسياقها التاريخي و النصّي وتفسيرها كيف ما يروق لنا.
              والتفسير المعتسف للنصوص و التأويل الباطني لها حِرفةٌ يُتقنها بولس و أتباعه كما سنرى. ولكن إذا أكملنا النصّ نجد: [10أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَارْحَمْنِي وَأَقِمْنِي، فَأُجَازِيَهُمْ. 11بِهذَا عَلِمْتُ أَنَّكَ سُرِرْتَ بِي، أَنَّهُ لَمْ يَهْتِفْ عَلَيَّ عَدُوِّي. 12أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي دَعَمْتَنِي، وَأَقَمْتَنِي قُدَّامَكَ إِلَى الأَبَدِ. ]. والنبي داوود يتكلّم عن تجربته التي خرج منها منتصراً بتأييد الله، لكن يسوع أُسْلِمَ و شمَتَ به أعداؤه حسب الأناجيل.
              وأشهر نص يستدلّ به النصارى على ألآم المسيح هو نص أشعيا53/1-13 :
              [1مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ.4لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ.10أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. 12لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.].
              وهذا النصّ ورد كثيراً أو أشارت إليه أسفار الأناجيل.
              تقول الترجمة ******ية:" هذا النصّ يتنبّأ بإهانات المسيح و ألآمه وما يتلوها من تمجيد وعَقدِ مُلكِه على جميع الشعوب"( الترجمة ******ية ص540)..
              أمّا الترجمة المسكونية فتقول: "عند البعض و خاصة في التقليد اليهودي النص52/13-53/12 يتكلّم عن شعب إسرائيل الوفيّ الـذي سُحق في الجلاء ببابل ثم افتقده الربّ برحمته و كرمه. أمّا يوحنا المعمدان و التقليـد الكنسي فيطبّق هذا النصّ على يسوع خادم الربّ البارّ القادر على حمَلِ وتحمّلِ ومَحوِ الخطايا لجميع الناس وأخيراً مُنتَصِرًا على الموت و جاذبا إليه ناسا كثيرين لأجل خلاصهم"( الترجمة المسكونيةTOB p875).
              وفي رأينا لا هو شعب إسرائيل ولا يسوع المتنبّأ به في هذا النصّ، والنصّ يرسم صورة متكاملة للنبي إرميا عليه السلام، و كثير من نصوص هذه البشارة نسبها النبي إرميا لنفسه.
              وحجّتنا أقوى إن شاء الله، ولنحلل هذه النبوة إلى جزئياتها وسنرى إذا كانت تنطبق على شعب إسرائيل أو عيسى أو النبي إرميا عليهما السلام.
              [ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ] نصّ مثل هذا لا ينطبق على يسوع عليه السلام لأنّه كان ذائع الصيت و قد ثبت أنّه وُلِد ميلاداً معجزاً، وبَكّتَ علماء الشريعة وهو في السنّ الثانية عشرة من عمره، وعمل المعجزات العجيبة، فقد أطعم من أربعة ألاف إلى خمسة ألاف من خبزتين و خمس سمكات، وأحيا الموتى وأبرأ البُرص والعُمي والعُرج ومشى فوق الماء وأسكت الرياح، ومن كلّ مكان أتت إليه الجموع لتطلب بركته وعلمه. وكان الناس يسمّونه معلّما. فهل تصحّ هذه النبوة على عيسى عليه السلام؟..بينما إرميا عليه السلام لم يفعل ولا معجزة واحدة، وكان يتنكّر له كلّ الشعب، وحتى خاصة أهل بيته [6لأَنَّ إِخْوَتَكَ أَنْفُسَهُمْ وَبَيْتَ أَبِيكَ قَدْ غَادَرُوكَ هُمْ أَيْضًا. هُمْ أَيْضًا نَادَوْا وَرَاءَكَ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تَأْتَمِنْهُمْ إِذَا كَلَّمُوكَ بِالْخَيْرِ. ].( إرميا12/6)..
              ولمّا كتب نبوته إلى الملك مُنذرا له من العقاب المحُقّ على أورشليم مزّق كتابه و رماه في النار[23وَكَانَ لَمَّا قَرَأَ يَهُودِيُ ثَلاَثَةَ شُطُورٍ أَوْ أَرْبَعَةً أَنَّهُ شَقَّهُ بِمِبْرَاةِ الْكَاتِبِ، وَأَلْقَاهُ إِلَى النَّارِ الَّتِي فِي الْكَانُونِ، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الدَّرْجِ فِي النَّارِ الَّتِي فِي الْكَانُونِ. 24وَلَمْ يَخَفِ الْمَلِكُ وَلاَ كُلُّ عَبِيدِهِ السَّامِعِينَ كُلَّ هذَا الْكَلاَمِ، وَلاَ شَقَّقُوا ثِيَابَهُمْ. 25وَلكِنَّ أَلْنَاثَانَ وَدَلاَيَا وَجَمَرْيَا تَرَجَّوْا الْمَلِكَ أَنْ لاَ يُحْرِقَ الدَّرْجَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ. 26بَلْ أَمَرَ الْمَلِكُ يَرْحَمْئِيلَ ابْنَ الْمَلِكِ، وَسَرَايَا بْنَ عَزَرْئِيلَ، وَشَلَمْيَا بْنَ عَبْدِئِيلَ، أَنْ يَقْبِضُوا عَلَى بَارُوخَ الْكَاتِبِ وَإِرْمِيَا النَّبِيِّ، وَلكِنَّ الرَّبَّ خَبَّأَهُمَا.](إر36/23-26) .
              وكانالشعب كلّه يُهدّده بالموت، وأيضا سلطات الهيكل، وضُرب ضرباً مبرّحا..[أنظر على الترتيب إر12/1-6 ؛ إر26/6-12 ؛ إر37/15.].
              وهُجّر بالقوة إلى مصر[6الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَبَنَاتِ الْمَلِكِ، وَكُلَّ الأَنْفُسِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ، مَعَ جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ، وَإِرْمِيَا النَّبِيِّ وَبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا، 7فَجَاءُوا إِلَى أَرْضِ مِصْرَ لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ وَأَتَوْا إِلَى تَحْفَنْحِيسَ. ](إر43/6-7).
              [ 5وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا]. لأنّ الربّ قال لإرميا :
              [17وَرَبُّ الْجُنُودِ غَارِسُكِ قَدْ تَكَلَّمَ عَلَيْكِ شَرًّا، مِنْ أَجْلِ شَرِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَبَيْتِ يَهُوذَا الَّذِي صَنَعُوهُ ضِدَّ أَنْفُسِهِمْ لِيُغِيظُونِي بِتَبْخِيرِهِمْ لِلْبَعْلِ] إر11/17.
              وكان قد سمّاه الربّ عزّ و جلّ بالزيتونةالخضراء الجميلة ذات الثمر الأنيق.
              و يقول إرميا: [19وَأَنَا كَخَرُوفِ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا، قَائِلِينَ: «لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا، وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ».].إر11/19 ولهذا قال النبي أشعيا:
              [ 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ ]. فجذرُ شجرة الزيتون في أرض قاحلة تمثّل جَفَاء إسرائيل الذي رفض الزيتونة الطيّبة المباركة التي يُستضاء بزيتها.
              [ 6كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثمَ جَمِيعِنا.].لأنّ بني إسرائيل في زمانه انقسموا فئتين عظيمتين تجاه الخطر البابلي الذي يهدّد الأرض المقدّسة، فئة رأت من صالح إسرائيل أن تتحالف مع الفراعنة، و فئة أخرى تبنّت المقاومة الداخلية لانتزاع الحرية و كان على رأسها إسماعيل بن نتانيا بن أليشاماع ، من عائلة ملكية. فاختلف بنو إسرائيل كالغنم التي ضلّت الطريق.
              وكان النبي إرميا وحده مع كاتبه باروك بن نيريا بن معسيا يريان في بابل عصا الربّ لتأديب شعبه، ولهذا فلا مناص من التسليم بها و قبولها.
              [ 7ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.]. وقد قال النبي إرميا عن نفسه مطبّقا كلام أشعيا عليه السلام: [ 19وَأَنَا كَخَرُوفِ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا، قَائِلِينَ: «لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا، وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ». ]( إر11/19).
              [8مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟]. وقد قال إرميا عليه السلام عن نفسه مصوّراً الظّالمين الذين تآمروا على قتله:
              [19وَأَنَا كَخَرُوفِ دَاجِنٍ يُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَلَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُمْ فَكَّرُوا عَلَيَّ أَفْكَارًا، قَائِلِينَ: «لِنُهْلِكِ الشَّجَرَةَ بِثَمَرِهَا، وَنَقْطَعْهُ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، فَلاَ يُذْكَرَ بَعْدُ اسْمُهُ».]( ار11/19).
              والكلام غني عن كلّ تعليق.[ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ.].
              وقال ارميا :[ 10وَيْلٌ لِي يَا أُمِّي لأَنَّكِ وَلَدْتِنِي إِنْسَانَ خِصَامٍ وَإِنْسَانَ نِزَاعٍ لِكُلِّ الأَرْضِ. لَمْ أَقْرِضْ وَلاَ أَقْرَضُونِي، وَكُلُّ وَاحِدٍ يَلْعَنُنِي. 11قَالَ الرَّبُّ: «إِنِّي أَحُلُّكَ لِلْخَيْرِ. إِنِّي أَجْعَلُ الْعَدُوَّ يَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ فِي وَقْتِ الشَّرِّ وَفِي وَقْتِ الضِّيقِ.](إر15/10).
              وهذا الكلام يفسره قول أشعيا أيضا :[ 9وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ.].
              [لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ. 3مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ.] كأنّه عليه السلام صاحب عاهة،انعزل عن الشعب،وحمل في قلبه ألآم شعبه الذي أراد له الخير لكنّه كافأه بالشَرّ. ولشدّة عزلته عن الشعب حتى كان كأنّه أبرص ـ[وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً.]. و الأبرص نجِسٌ في شريعة التوراة لا يقربه أحد حتى لا يتنجّس ـ وقد أمره الربّ عزّ و جلّ أن ينعزل عن الشعب :
              [1ثُمَّ صَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 2«لاَ تَتَّخِذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةً، وَلاَ يَكُنْ لَكَ بَنُونَ وَلاَ بَنَاتٌ فِي هذَا الْمَوْضِعِ. 3لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنِ الْبَنِينَ وَعَنِ الْبَنَاتِ الْمَوْلُودِينَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، وَعَنْ أُمَّهَاتِهِمِ اللَّوَاتِي وَلَدْنَهُمْ، وَعَنْ آبَائِهِمِ الَّذِينَ وَلَدُوهُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ](إر16/1) .
              وأمره الربّ عزّ و جلّ أيضاً:[8وَلاَ تَدْخُلْ بَيْتَ الْوَلِيمَةِ لِتَجْلِسَ مَعَهُمْ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ.](إر16/8).
              وقال له أيضاً: [. 5لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ تَدْخُلْ بَيْتَ النَّوْحِ وَلاَ تَمْضِ لِلنَّدْبِ وَلاَ تُعَزِّهِمْ، لأَنِّي نَزَعْتُ سَلاَمِي مِنْ هذَا الشَّعْبِ، يَقُولُ الرَّبُّ، الإِحْسَانَ وَالْمَرَاحِمَ.](إر16/5) .
              وهذا هو معنى نبوة أشعيا: [وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً.].
              ويصف النبي صبره على إيذاء الظّالمين، و احتساب أجره عند الله بقوله:
              [ 17لَمْ أَجْلِسْ فِي مَحْفَلِ الْمَازِحِينَ مُبْتَهِجًا. مِنْ أَجْلِ يَدِكَ جَلَسْتُ وَحْدِي، لأَنَّكَ قَدْ مَلأْتَنِي غَضَبًا. 18لِمَاذَا كَانَ وَجَعِي دَائِمًا وَجُرْحِي عَدِيمَ الشِّفَاءِ، يَأْبَى أَنْ يُشْفَى؟ أَتَكُونُ لِي مِثْلَ كَاذِبٍ، مِثْلَ مِيَاهٍ غَيْرِ دَائِمَةٍ؟](إر15/17-18).
              و:[ 7قَدْ أَقْنَعْتَنِي يَا رَبُّ فَاقْتَنَعْتُ، وَأَلْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ. صِرْتُ لِلضَّحِكِ كُلَّ النَّهَارِ. كُلُّ وَاحِدٍ اسْتَهْزَأَ بِي.]( إر20/7).
              وتجربة النبي تفسّر قول أشعيا :[ وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟.].
              أفاض للموت نفسَه و أُحصِي مع العصاة لأنه مات في ظروف غامضة في مصر أين هُجّر بالقوة.
              وتحقّقت نبوته عليه السلام في أورشليم والممالك المجاورة لها على يد بابل و اعترف الشعب أنّه كان بارّاً صدّيقاً فجزاه الله تعالى خير الجزاء.
              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:53 ص.

              تعليق


              • #8
                حضرات السادة المستشارين

                دعوني أكشف لكم عملية التزييف في كافة الأناجيل كيف تمت.
                كتبة النصارى لا يعلمون شيئاً حول اعتقادهم وقولهم بصلب المسيح، فحتى هذه الكلمات الأخيرة التي عزوها للمسيح وألقموها فاه، ليست سوى استعارة توراتية واقتباس مفضوح من المزمور الثاني والعشرين.
                ـ متّى 27: 46وَنَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: [«إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟»] .. 50فَصَرَخَ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.
                ـ مرقس 15: 34وَفِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: [«أَلُوِي أَلُوِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟»].
                ـ ولكن هذه العبارة (المُقْحَمة إلى فم المسيح ) هي بالنص والحرف ،مأخوذة من المزمور 22 المنسوب لداود عليه السلام (والذي عاش قبل حوالي ألف سنة من زمن المسيح):
                [1إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟] لِمَاذَا تَبَاعَدْتَ عَنْ خَلاَصِي وَعَنْ سَمَاعِ صَوْتِ تَنَهُّدَاتِي؟ 2إِلَهِي، أَصْرُخُ إِلَيْكَ مُسْتَغِيثاً فِي النَّهَارِ فَلاَ تُجِيبُنِي،.. 11لاَ تَقِفْ بَعِيداً عَنِّي، ... 12حَاصَرَنِي أَعْدَاءٌ أَقْوِيَاءُ، كَأَنَّهُمْ ثِيرَانُ بَاشَانَ الْقَوِيَّةُ. .. 16أَحَاطَ بِي الأَدْنِيَاءُ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ طَوَّقَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. 17صِرْتُ لِهُزَالِي أُحْصِي عِظَامِي، وَهُمْ يُرَاقِبُونَنِي وَيُحْدِقُونَ فِيَّ. [18يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً.]..19يَارَبُّ، لاَ تَتَبَاعَدْ عَنِّي. يَاقُوَّتِي أَسْرِعْ إِلَى نَجْدَتِي. 20أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي، وَمِنْ مَخَالِبِ الأَدْنِيَاءِ حَيَاتِي. 21خَلِّصْنِي مِنْ فَمِ الأَسَدِ، وَمِنْ بَيْنِ قُرُونِ اَلثِّيرَانِ الْوَحْشِيَّةِ اسْتَجِبْ لِي.].
                ـ فبدلاً من أن ينقل لنا الكتبة ما شاهدوه وسمعوه من مستجدات من أقوال للمسيح أو مواقف خاصة بهساعة صلبه المشهود كما زعموا ،نقلوا لنا [اقتباسات قديمة ومعروفة] من مزمور داود.
                ـ ويتضح الاقتباس النصي أيضاً في أخذ عبارة: [18يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً.]..
                يوحنا 19: 23[ وَلَمَّا صَلَبَ الْجُنُودُ يَسُوعَ أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَ[قَسَّمُوهَا] إِلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ، فَأَخَذَ كُلُّ جُنْدِيٍّ [قِسْماً]. وَأَخَذُوا الْقَمِيصَ أَيْضاً، .. 24فَقَالَ الْجُنُودُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لاَ دَاعِيَ لِتَمْزِيقِهِ، بَلْ [لِنَقْتَرِعْ] عَلَيْهِ فَنَرَى مَنْ يَكْسِبُهُ!» وَقَدْ حَدَثَ ذلِكَ لِيَتِمَّ مَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ: «اقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى قَمِيصِي اقْتَرَعُوا». وَهَذَا هُوَ مَا فَعَلَهُ الْجُنُودُ. ].
                متّى 27: [35فَصَلَبُوهُ، ثُمَّ [تَقَاسَمُوا ثِيَابَهُ] فِيمَا بَيْنَهُمْ [مُقْتَرِعِينَ] عَلَيْهَا. ].
                ـ أليس الأولى أن ينقل لنا الشهود وقائع الصلب المزعوم من أحداث وأقوال خاصة بالمسيح ؟ ولكن لأن خبر الصلب إفك وكذب ،لم يجد الكتبة الفقراء سوى تلاوة مزمور داود.
                هذا ما عرفه كتبة أناجيل النصارى عن وهم صلب المسيح عليه السلام ،فهم لم يعرفوا شيئاً سوى [اقتباسات توراتية] انتزعوها من التوراة انتزاعاً ثم قاموا بترتيبها وفرضها على حادثة صلبه المزعومة ـالتي ليس لهم بها علم إلاّ اتّباع الظنـ حسب ما يمليه هوى الكنيسة والأساقفة وزمرة كتبة الأناجيل، وإلى هذا أشار سبحانه وتعالى بقوله جل علاه في سورة النساء 157 حيث لخص لنا ما قلناه في جلستنا السابقة وذلك في آية واحدة لا يتعدى عدد سطورها أكثر من سطرين فقط يقول عز وجل:pوَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157)i.
                سعادة القاضي المبجل..حضرات السادة المستشارين
                نظراً لاقتباسات كتبة الأناجيل لأسطورة الصلب من كتابات العهد القديم جعلهم يوقعوننا في حرج بّين أمام علماء المسلمين الدارسين لكتابنا المقدس الأمر الذي جعل أبناء القديس يوسف النجار يقومون بفتح الملفات القديمة بعد أن هالهم ما رأوه من نقل وتزييف وتحريف للوقائع فضلاً عن تشويه صورة عمهم يسوع رسول الله عليه السلام حيث أصبغوا عليه صفة الإلوهية ولم يكتفوا بذلك بل لقد لصقوا هذه التهمة بأمهم فجعلوها إلهة وهذا كذب وبهتان ، ولقد هالنا جميعا أن هذا الأمر قد ورد في كتاب المسلمين المقدس القرآن الكريم ففي سورة المائدة 116ـ 117:[ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) ].وفي هذه الآية تبرئة له ولأمه كما سبق وأن برأ أمنا من تهمة الزنا يوم أن جاءت به قومها تحمله وهو مازال بعد رضيعاً والعجيب أن معجزة نطق السيد المسيح في المهد تخلوا منها جميع الأناجيل المعتمدة لدى كافة الكنائس في حين أن هذه المعجزة وهي نطقه في المهد هي دليل إلوهية السيد المسيح ، فلماذا تم حذفها من كافة الأناجيل ؟..وواقع الأمر أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي أثبت له هذه المعجزة فقال حينما أشارت السيدة مريم إليه طالبة منه أن يكلمهم بعد أن اطمأنت إلي ذلك الأمر إذ أنه عليه السلام كان قد تحدث معها فور ولادتها فقال لها في سورة مريم:[ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)].
                وآية البراءة هي:[فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)].
                أرأيتم لماذا تم حذف معجزة النطق في المهد من كافة الأناجيل [قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا].وهذا ما يتنافى مع الإدعاء بأنه إله.
                ويؤكد هذا الأمر مرة أخرى في سورة المائدة /75:[مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)].
                أرأيتم كيف شهد القرآن الكريم ليسوع وأمه؟..بل إن هناك آية في سورة آل عمران تتحدث عن السيدة مريم لم أجد لها مثيلاً في كافة الأناجيل أنها تقول على لسان رب العزة عز وجل في سورة آل عمران آية 42:[وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) ].أرأيتم إنها ساندويتش طهارة، طهارة شطراها الاصطفاء.
                اصطفاء.. ثم طهارة..ثم اصطفاء..ما هذا؟..ما هذا؟.. ما هذا؟..
                سامحوني واغفروا لي انفعالي.. فهذا جمال لم أعهده وتأثر به أصحاب الدعوى أبناء السيدة مريم..
                يا حضرات السادة المستشارين يقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة آية 77 [قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)].
                ومعذرة سعادة القاضي المبجل فهذه الآيات يحتفظ بها أبناء السيدة مريم في خزاناتهم وعلى جدران حجراتهم كدليل إعلان عن براءة أمهم وعمهم عليهما السلام، وما دفعني بالاستشهاد بها في هذا الموقع إلا لأنها بصدقها قد كشفت لنا التناقضات في قصة الصلب،والتي ورد ذكرها في كافة الأناجيل إذ أنه كيف تحدث الــ:
                التناقضات في القصة الواحدة
                دعوني أكشف لكم الحقائق التالية:
                1 ـ وقت الإعلام بالإنكار
                ـ المسيح عليه السلام أعلم بطرس أنه سينكره ،وكان الإعلام أثناء العشاء (أي عشاء فصح اليهود السنوي الذي ينبغي أن يصادف وقتئذ ليلة السبت) وفي داخل الغرفة وقبل مغادرتها :
                لوقا 22: 13 [.. وَجَهَّزَا الْفِصْحَ. .. 15وَقَالَ لَهُمْ: «اشْتَهَيْتُ بِشَوْقٍ أَنْ آكُلَ هَذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ... 34فَقَالَ: «إِنِّي أَقُولُ لَكَ يَابُطْرُسُ إِنَّ الدِّيكَ لاَ يَصِيحُ الْيَوْمَ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي!».. 39ثُمَّ انْطَلَقَ وَذَهَبَ كَعَادَتِهِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ التَّلاَمِيذُ أَيْضاً.].
                يوحنا 13 : 38[ أَجَابَهُ يَسُوعُ: .. أَقُولُ لَكَ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تَكُونَ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ!» .. (يوحنا 18/1) : بَعْدَمَا انْتَهَى يَسُوعُ مِنْ صَلاَتِهِ هَذِهِ، خَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَعَبَرُوا وَادِي قِدْرُونَ.].
                ـ ولكن نجد اختلافاً في مرقس ومتّى، فالإعلام بالإنكار، كان بعد العشاء وبعد مغادرة الغرفة وفي الخارج بالطريق:
                مرقس 14: 26 [ ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. .. 30فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ، فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».].
                متّى 26: 30[ ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. .. 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ!»] .
                2 ـ الإنكار الثالث،ثم بعد ذلك صياح الديك:
                ـ حسب (متّى،يوحنا،لوقا) كما سبق،لا ينبغي صياح الديك إلا بعد الإنكار ثلاثاً.أي أن الديك لن يصيح (حسب أناجيلهم) إلا بعد أن ينكر بطرس المسيح للمرة الثالثة.
                ـ لكن مرقس كذّبهم جميعاً وجعل الديك يصيح بعد أول إنكار:
                مرقس 14: 66[ وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ تَحْتُ فِي سَاحَةِ الدَّارِ، جَاءَتْ إِحْدَى خَادِمَاتِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، 67فَلَمَّا رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِيءُ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالَتْ: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» 68وَلكِنَّهُ أَنْكَرَ قَائِلاً: «لاَ أَدْرِي وَلاَ أَفْهَمُ مَا تَقُولِينَ!» [ملاحظة: الإنكار الأول] ثُمَّ ذَهَبَ خَارِجاً إِلَى مَدْخَلِ الدَّارِ. فَصَاحَ الدِّيكُ] .
                3 ـ هل تناول السيد المسيح عليه السلام عشاء الفصح أم لم يتناوله
                ـ في متى 26، وكذلك في لوقا ومرقص نجد أن السيد المسيح عليه السلاميتناول عشاء الفصح (ليلة أول بدر في السنة لدى اليهود=ليلة 15 أول شهر،وصادفت ليلة السبت) مع تلاميذه (قُبيل صلبه) :
                عشاء الفصح مع التلاميذ:[ 17وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ [ ملاحظة: ينبغي أن يصادف يوم الجمعة] مِنْ أَيَّامِ الْفَطِيرِ، تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ يَسْأَلُونَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ لَكَ الْفِصْحَ لِتَأْكُلَ؟» 18أَجَابَهُمْ: «اُدْخُلُوا الْمَدِينَةَ، وَاذْهَبُوا إِلَى فُلاَنٍ وَقُولُوا لَهُ: الْمُعَلِّمُ يَقُولُ .. وَعِنْدَكَ سَأَعْمَلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي». 19فَفَعَلَ التَّلاَمِيذُ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ يَسُوعُ، وَجَهَّزُوا الْفِصْحَ هُنَاكَ.].
                ـ لكن في يوحنا ، كان المسيح وقتئذ (وقت عشاء الفصح عند اليهود=كان ليلة السبت) قد صُلب ودُفن (الصلب عند يوحنا، فُرغ منه قبل تناول اليهود عشاء الفصح بالنسبة لإنجيله)،ويحدد يوحنا ساعة الصلب (يوم الجمعة ظهراً،وهو يوم ذبح اليهود حمل/خروف الفصح) :
                يوحنا 19: 14[ وَكَانَ الْوَقْتُ نَحْوَ السَّادِسَةِ [=12 ظهراً] فِي يَوْمِ الإِعْدَادِ لِلْفِصْحِ.[ ملاحظة: أي يوم الجمعة حيث يذبح اليهود الخرفان ليتعشوا بها ليلاً،أي أن اليهود ساعة الصلب لم يتناولوا عشاء الفصح بعد] .
                وبالتالي يستحيل أن يكون هناك عشاءان للفصح (الأول كان فيه المسيح حياً والثاني كان فيه ميّتاً) ، فيتبين من هذا التضارب الواضح، عدم علم الكتبة بالصلب وإتباعهم الظن فيه.
                يوحنا 19: 31[ وَلَمَّا كَانَ الإِعْدَادُ [ملاحظة: أي الإعداد للفصح =الجمعة] يَتِمُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ [ملاحظة: أي الجمعة]، طَلَبَ الْيَهُودُ مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ الْمَصْلُوبِينَ، فَتُؤْخَذَ جُثَثُهُمْ لِئَلاَّ تَبْقَى مُعَلَّقَةً عَلَى الصَّلِيبِ يَوْمَ السَّبْتِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَنَّ ذلِكَ السَّبْتَ [ملاحظة: لمصادفته يوم الفصح] كَانَ يَوْماً عَظِيماً.].
                فنجد أن العشاء بالغرفة كان حسب الأناجيل الثلاثة (قبل القبض على المسيح وقبل صلبه)،والتي لو صدّقناها ، يكون يوحنا كاذباً لأنه جعل المسيح مصلوباً قبل تناول اليهود لعشاء فصح روايته [بينما تشهد الأناجيل الثلاثة الأخرى أن المسيح قد تناول عشاء الفصح مع تلاميذه ].
                فعشاء المسيح مع تلاميذه،لم يكن عشاء الفصح عند يوحنا: [يوحنا 13: وَقُبَيْلَ عِيدِ الْفِصْحِ،.. 2فَفِي أَثْنَاءِ الْعَشَاءِ،.].
                لكن لو صدّقنا يوحنا ،أن المسيح كان قد صُلب قبل عشاء فصح اليهود،تكون الأناجيل الأخرى كاذبة ،إلا إذا كان التلامذة الاثنا عشر يتعشون الفصح مع المسيح في قبره.
                ويبدو أنه قد أضيف للأناجيل فيما بعد ما يصدّق يوحنا،لكنه أكّد خطأ الأناجيل الثلاثة :
                مرقس 15: 42[ وَإِذْ كَانَ الْمَسَاءُ قَدْ حَلَّ، وَالْيَوْمُ يَوْمُ الإِعْدَادِ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ..].
                متّى 27: 62 [وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، أَيْ بَعْدَ الإِعْدَادِ لِلسَّبْتِ .. ].
                لوقا 23 : 54 [وَكَانَ ذَلِكَ النَّهَارُ يَوْمَ الإِعْدَادِ لِلسَّبْتِ .. ]..
                والإعداد هو للفصح (تجهيز اليهود للذبيحة السنوية).
                ـ وعيد الفصح (أصله فصح اليهود،يريدون به ذكرى نجاتهم من فرعون،وهو ليلةأول بدر في سنتهم، ويبدأ عندهم بعد غروب شمس 14إبريل/ نيسان أو في ليلة 15إبريل/ نيسان أوّل شهورهم،ويذبحون فيه حملاً شكراً لله) قد أصبح بعد ذلك فصح النصارى (أي عيد القيامة والشروق من الموت للمسيح بعد صلبه،فالمسيح قد جعله النصارى هو الحمل الذي كان يذبحه اليهود ويتعشّون به ليلة أول بدر من كل سنة ).
                وسبب التناقض في الأناجيل وجعل الفصح مرتين ،في يومين مختلفين، أن الفصح الأول المُفتعل (لدى الأناجيل الثلاثة) بالغرفة قبيل الصلب أراده النصارى أن يكون فصحاً خاصاً للتلاميذ يأكلون فيه جسد المسيح ويشربون دمه من خلال أكل الخبز (جسد المسيح) والشرب من الكأس (دم المسيح).
                وأمّا الفصح الثاني اليهودي عند يوحنا لأن المسيح قد جعله النصارى هو الخروف والحمل الذي يتعشّى به اليهود في تلك الليلة السنوية ،فذُبح الخروف (المسيح مصلوباً) يوم الجمعة واُكل الخروف (المسيح ببطن الأرض كما يونس ببطن الحوت) ليلاً [ ليلة أول بدر في السنة].
                فيتبين أن تفاصيل قصة صلب المسيح مُفتعلة ومصطنعة عن الأصل اليهودي، وليست إلاّ اقتباساً وتعديلاً في الأصل وهو عيد احتفال اليهود بنجاتهم من فرعون كما ظنّت اليهود، والذي احتفل به النصارى معهم .
                ثم تأفّك النصارى، بعد زعم اليهود أنّهم قتلوا المسيح، تفاصيل قصّة الصلب على نفس السياق ونفس التوقيت (أول أحد بعد [ليلة أول بدر ربيعية=خروجبني إسرائيل من مصر،لدى اليهود]= خروج المسيح من القبر) ونفس الحدث (ذبح الحمل [صلب المسيح] في ذلك اليوم وأكله ليلاً [المسيح ببطن الأرض،كيونس ببطن الحوت]).
                وعيد الفصح [الذي يقع لدى اليهود مساء يوم 14/ ليلة 15 من أول شهر عندهم،أي ليلة أول بدر في السنة،قد صادف يوم السبت بالأناجيل]،كما قد يصادف أي يوم في الأسبوع،لكن جعله النصارى ثابتاً عند أول يوم أحدSunday (يوم الشمس =شروق المسيح) بعد ليلة بدر أول شهر عند اليهود،وذلك لأن المسيح قام يوم الأحد .
                فريضة الفصح كما هو وارد في سفر الخروج 12:
                [ وَخَاطَبَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَرُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً: 2«مُنْذُ الآنَ يَكُونُ لَكُمْ هَذَا الشَّهْرُ رَأْسَ الشُّهُورِ وَأَوَّلَ شُهُورِ السَّنَةِ. .. عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ أَنْ يَأْخُذَ فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ حَمَلاً لِعَائِلَتِهِ، .. 6وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ مَحْفُوظاً حَتَّى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ.[ملاحظة: = يوم صلب المسيح] ثُمَّ يَقُومُ كُلُّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ بِذَبْحِ الْحُمْلانِ عِنْدَ الْمَسَاءِ.[ملاحظة: = وقت دفن المسيح بالمساء،وهو وقت متردد عند النصارى بين ما قبل الغروب (لانتزاع لُحيظات من الجمعة تكون يوماً،والسبت يوماً وليلة الأحد يوماً،ليقنعوا أنفسهم بحسابهم الثالوثي الفريد الذي يجعل المسيحعليه السلام قد مكث بالقبر 3 أيام،كيونس ببطن الحوت) وبين ما بعد الغروب (ليوافقوا التوراة في أكل لحم الخروف/دفن المسيح، ليلاً)] .. 8ثُمَّ فِي نَفْسِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ يَتَنَاوَلُونَ اللَّحْمَ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ،.. 10وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، ..15سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَحْتَفِلُونَ،.. 18وَمُنْذُ مَسَاءِ الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ وَحَتَّى مَسَاءِ الْيَوْمِ الْحَادِي وَالعِشْرِينَ مِنْهُ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. 19سَبْعَةَ أَيَّامٍ ..4الْيَوْمَ فِي شَهْرِ أَبِيبَ (أَيْ فِي شَهْرِ آذَارَ / مَارِسَ) أَنْتُمْ خَارِجُونَ،.. 10فَتُمَارِسُ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ فِي مِيعَادِهَا مَرَّةً كُلَّ سَنَةٍ.].
                [وقد ترك اليهود ذبح الحُملان بعد دمار الهيكل]
                ـ وعيد قيامة السيد المسيح عليه السلام (أصبح أول يوم أحد مباشرة بعد أول ليلة ربيع/سنة يكون فيها القمر بدراً) بالإضافة إلى أنه تحوير نصراني في عيد فصح اليهود الذي هو بزعمهم حفل ذكرى نجاتهم من بطش فرعون [فسح: فَسَحَ له الأمير في السَّفَرِ: كتَبَ له الفَسْحَ، وهو أيضاً مُباعَدَةُ الخَطْوِ (القاموس)، فصى:فصل/خلص].
                ـ ودين موسى عليه السلام هو الإسلام ،وعدّة الشهور في دين الله تدل على السنة القمرية ،كما تدل على ذلك الأشهر الحرم،وبناء عليه ينبغي أن يُحسب وقت خروج موسى وقومه من مصر يقول سبحانه وتعالى في سورة التوبة 36 :
                [إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)].
                لكنه عند اليهود قد أصبح الفصح عيداً ربيعياً [يأتي دائماً في بداية الربيع] مرتبطاً بالسنة الشمسية (رغم أن أشهر اليهود قمرية)،لكنهم أنسئوه ليواطئوا الربيع (جعلوا سنتهم كالشمسية) ،وهو كذلك عند النصارى،واسمه بالأعجمية ‏‏Easter من أصل star (نجم )،أو east (شرق/شروق) مما قد يدل على تحويل اليهود له نحو الإله عثتر الشارق (عشتار،أسر) وهو أوزريس مصر، رمز الشموس والشروق والماء والحياة بعد الموت والتجدد والربيع والخصب الذي عبدته الشعوب القديمة وعلى رأسها مصر.
                وقد جعل النصارى البيضة (رمز تجدد الحياة وبدايتها،وهو رمز ولادة وانبثاق يتضمن الأصل الوثني) رمزاً لهذا العيد (قيامة المسيح عليه السلام) وكذلك جعلوا رمزه الأرنب،وهذا الرمز (الأرنب) يرجّح الأصل المصري القديم لدى النصارى حيث سمّى المصريون عثترهم (أوسريس) باسم (أون نوفر) أي النجم (نوء،عنّ=ظهر) الجميل (نوفل)،وقد كتب المصريون لفظة (أون) بصورة الأرنب الذي يُسمّى بالمصرية أون[رسم الأرنب بنقوش مصر يُلفظ: أون]، فارتبطت الصورة (أون :venus ) بالمسمّى (أسر/عثتر).
                ولفظة الطفولة : bunny (بني، ب=الـ/أبو، أون=أرنب) قد تكون مصرية،ونجد تأثر النصارى بعثتر الشمس/نجمة الصباح (أون نوفر) واضحاً بسفر الرؤيا 22 [16أَنَا يَسُوعُ.. أَنَا أَصْلُ دَاوُدَ وَنَسْلُهُ. أَنَا كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».].
                وفي ليلة الأحد من كل سنة تُطفي الكنائس أنوارها (رمز موت المسيح عليه السلام) ،ثم في منتصف الليل أو خلاله تُضاء أطول شمعة ـ رمز قيامة السيد المسيح عليه السلام ـ والتي مع القسيس وتُضاء بها بقية الشموع (رمز سطوع نور المسيح للعالم) التي مع الحضور عُبّاد المسيح ، ليبدأ بعدها الغناء والصخب.
                التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:53 ص.

                تعليق


                • #9
                  4ـ يهوذا وشيطانه
                  ـ في يوحنا: الشيطان دخل يهوذا أثناء العشاء :
                  يوحنا 13/26ـ27:[ ثُمَّ غَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. 27وَبَعْدَ اللُّقْمَةِ، دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ.].
                  ـ لكن في لوقا،دخل الشيطان يهوذا قبل العشاء :
                  لوقا 22: [وَاقْتَرَبَ عِيدُ الْفَطِيرِ،..3وَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا الْمُلَقَّبِ بِالإِسْخَرْيُوطِيِّ، وَهُوَ فِي عِدَادِ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 4فَمَضَى وَتَكَلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ حَرَسِ الْهَيْكَلِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ. 5فَفَرِحُوا، وَاتَّفَقُوا أَنْ يُعْطُوهُ بَعْضَ الْمَالِ. 6فَرَضِىَ، وَأَخَذَ يَتَحَيَّنُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ بَعِيداً عَنِ الْجَمْعِ.].
                  ـ وفي متّى كان يهوذا يخون المسيح عليه السلامدون ما حاجة لشيطان:
                  متّى 26 :14[ عِنْدَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَهُوَ الْمَدْعُوُّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ، 15وَقَالَ: «كَمْ تُعْطُونَنِي لأُسَلِّمَهُ إِلَيْكُمْ؟» ... 16وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ، أَخَذَ يَهُوذَا يَتَحَيَّنُ الْفُرْصَةَ لِتَسْلِيمِهِ. 17وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ أَيَّامِ الْفَطِيرِ، تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ يَسْأَلُونَ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ لَكَ الْفِصْحَ لِتَأْكُلَ؟» ].
                  5 ـ الرداء
                  ـ في الأناجيل الثلاثة نجد أن جنود الحاكم الروماني (بيلاطس) ،هم من وضع الرداء على المسيح عليه السلام:
                  متّى 27: 27 [ فَاقْتَادَ جُنُودُ الْحَاكِمِ يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْحُكُومَةِ، وَجَمَعُوا عَلَيْهِ جُنُودَ الْكَتِيبَةِ كُلِّهَا، 28فَجَرَّدُوهُ مِنْ ثِيَابِهِ، وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيّاً، ].
                  مرقس 15: 16 [ فَاقْتَادَهُ الْجُنُودُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ، أَيْ دَارِ الْحُكُومَةِ، وَجَمَعُوا جُنُودَ الْكَتِيبَةِ كُلَّهُمْ. 17وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءَ أُرْجُوَانٍ، وَوَضَعُوا عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلاً جَدَلُوهُ مِنَ الشَّوْكِ. ].
                  يوحنا 19: [ عِنْدَئِذٍ أَمَرَ بِيلاَطُسُ بِأَنْ يُؤْخَذَ يَسُوعُ وَيُجْلَدَ. 2وَجَدَلَ الْجُنُودُ إِكْلِيلاً مِنَ الشَّوْكِ وَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءَ أُرْجُوَانٍ. john (19:2): and they put on him a purple robe].
                  ـ لكن في لوقا،نجد أن هيرودس ملك اليهود هو من ألبس المسيح عليه السلام الرداء:
                  ـ لوقا 23 : 11 [فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ وَجُنُودُهُ، وَسَخِرَ مِنْهُ، إِذْ أَلْبَسَهُ ثَوْباً بَرَّاقاً وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ.luke (23:11) : and arrayed him in a gorgeous robe].
                  6ـ مزمور داود
                  ـ في يوحنا ،جعلوا المسيح عليه السلام يؤكد أنه والله شيء واحد:
                  يوحنا: 10 : 30 [أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ!»].
                  يوحنا 14 : 10[ أَلاَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ، وَأَنَّ الآبَ فِيَّ؟ .. وَإِنَّمَا الآبُ الْحَالُّ فِيَّ .. 11صَدِّقُوا قَوْلِي: إِنِّيِ أَنَا فِي الآبِ وَإِنَّ الآبَ فِيَّ .. ].
                  يوحنا 16: 32 [ سَتَأْتِي سَاعَةٌ وَهَا قَدْ حَانَتِ الآنَ فِيهَا تَتَفَرَّقُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَلكِنِّي لَسْتُ وَحْدِي، لأَنَّ الآبَ مَعِي. ].
                  ـ ولكن يبدو أن كتبة إنجيلي مرقس ولوقا لم ينتبهوا إلى ما كتبه يوحنا،فاستعاروا مزمور داود وجعلوا المسيح عليه السلاموحيداًمخذولاً ،يصرخ بأعلى صوته:
                  [ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «أَلُوِي أَلُوِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: «إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ ].
                  7ـ صلب اللصوص
                  ـ في متّى ومرقس ذُكر أن المصلوبين مع المسيح عليه السلام كانا لصين:
                  متّى 27: 38 [ وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ، وَاحِداً عَنِ الْيَمِينِ، وَوَاحِداً عَنِ الْيَسَارِ.].
                  مرقس 15: 27 [وَصَلَبُوا مَعَهُ لِصَّيْنِ، وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ، وَوَاحِداً عَنْ يَسَارِهِ. ].
                  ـ ولكن هذا ضعيف احتماله أو معدوم، حيث صلب اللصوص يبدو عجيباً، ولو نفّذه الروم أو الحكّام لأبادوا اليهود في سنين قليلة.
                  ـ كما نجد التلميذ ومريم أم المسيح عليهما السلام وأختها ومريم المجدلية عند الصليب يُكلّمهم المسيح عليه السلام مصلوباً،وهذا مُستبعد من الجند والحرّاس المسئولين عن الصلب،أن يسمحوا بالاقتراب من المصلوب أثناء صلبه،خاصة وهم أهل المصلوب وذويه.
                  8ـ إقحام ليس في محلّه (أنقذه تصحيح)
                  ـ متّى 27 : 50 [ فَصَرَخَ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. 51وَإِذَا سِتَارُ الْهَيْكَلِ قَدِ انْشَقَّ شَطْرَيْنِ، مِنَ الأَعْلَى إِلَى الأَسْفَلِ، وَتَزَلْزَلَتِ الأَرْضُ، وَتَشَقَّقَتِ الصُّخُورُ، 52وَتَفَتَّحَتِ الْقُبُورُ، وَقَامَتْ أَجْسَادٌ كَثِيرَةٌ لِقِدِّيسِينَ كَانُوا قَدْ رَقَدُوا؛ 53وَإِذْ خَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ، دَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ بَعْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ، وَرَآهُمْ كَثِيرُونَ. ].
                  فنجد أن النص العربي يحاول الإصلاح ما استطاع، ولكن النصّ الإنجليزي يُصرّح بوضوح أن الموتى القائمين لم يخرجوا من قبورهم إلاّ بعد قيامة المسيح عليه السلام:
                  52: And the graves were opened; and many bodies of the saints which slept arose,
                  53: And came out of the gravesafter his resurrection, and went into the holy city, and appeared unto many.
                  ـ نلاحظ أن الكاتب (متّى) دون غيره،قد أقحم مباشرة (بعد سياق موت المسيح وأحداث الزلازل)،تشقق القبور وقيام الموتى ،ويبدو أنه استطرد [وخروجهم من القبور ودخولهم المدينة] ،ويبدو أن هذا هو الأصل،لولا التصحيح المنقذ :after his resurrectionأي ( بَعْدَ قِيَامَةِ المسيح) ،الذي حشره كتبة آخرون فيما بعد على الأرجح، ورغم التصحيح، يُعطي النص [بسبب موقعه الخاطئ] انطباعاً أن الكاتب قد نسى موتاه الذين قاموا ولم يُخرجهم من قبورهم إلاّ بعد قيامة المسيح .
                  9ـ من دفن المسيح عليه السلام ؟
                  ـ في أعمال الرسل ،الذين دفنوا المسيح عليه السلامهم من اتهمه وتسببوا في قتله :
                  أعمال الرسل 13: 27 [فَإِنَّ أَهْلَ أُورُشَلِيمَ وَرُؤَسَاءَهُمْ.. إِذْ حَكَمُوا عَلَى يَسُوعَ بِالْمَوْتِ.. طَلَبُوا مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 29وَبَعْدَمَا نَفَّذُوا فِيهِ كُلَّ مَا كُتِبَ عَنْهُ، أَنْزَلُوهُ عَنِ الصَّلِيبِ، وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرٍ.].
                  ـ لكن الأناجيل الأربعة لا تقر بذلك، فنجد أن الذي دفن المسيح عليه السلام كان تلميذه يوسف والرجل الصالح البار:
                  لوقا 23: 50 [ وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ الأَعْلَى إِنْسَانٌ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَهُوَ إِنْسَانٌ صَالِحٌ وَبَارٌّ 51لَمْ يَكُنْ مُوَافِقاً عَلَى قَرَارِ أَعْضَاءِ الْمَجْلِسِ وَفِعْلَتِهِمْ، وَهُوَ مِنَ الرَّامَةِ إِحْدَى مُدُنِ الْيَهُودِ، .. 53ثُمَّ أَنْزَلَهُ (مِنْ عَلَى الصَّلِيبِ) وَكَفَّنَهُ بِكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ ].
                  متّى 27: 57 [ وَلَمَّا حَلَّ الْمَسَاءُ، جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنْ بَلْدَةِ الرَّامَةِ، اسْمُهُ يُوسُفُ، وَكَانَ أَيْضاً تِلْمِيذاً لِيَسُوعَ. .. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجُثْمَانَ، وَكَفَّنَهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ، 60وَدَفَنَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ حَفَرَهُ فِي الصَّخْرِ؛ وَدَحْرَجَ حَجَراً كَبِيراً عَلَى بَابِ الْقَبْرِ، ثُمَّ ذَهَبَ.].
                  ـ [الدفن يُفهم أنه كان ليلاً، رغم أن الدفن غير مسموح به ليلة السبت،لذا يزعم النصارى أن الدفن كان قبيل غروب يوم الجمعة.رغم أن المساء كان قد حلّ كما قال مرقس،والمسيح ما زال على الصليب].
                  مرقس 15: 42 [ وَإِذْ كَانَ الْمَسَاءُ قَدْ حَلَّ،.. 43جَاءَ يُوسُفُ .. فَتَجَرَّأَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ، وَطَلَبَ جُثْمَانَ يَسُوعَ. ].
                  ـ ورواية وضع الحجر الثقيل على القبر والحراس لحراسته ،رغم سذاجتها، فهدفها بسيط وهو إبطال القول أن خلو القبر من الجثة كان بسبب سرقتها [ المسيح لم يُدفن أصلاً،لأنه لم يُقتل]،لذلك تأفّك الرواة قصة الحجر الثقيل ووضع حراس للقبر لإبطال ذلك،وتأكيد أن خلو القبر من الجثة سببه خروج المسيح من القبر بنفسه بعدما قام .
                  مرقس 15: 46 [ وَإِذِ اشْتَرَى يُوسُفُ كَتَّاناً وَأَنْزَلَ الْجُثْمَانَ، لَفَّهُ بِالْكَتَّانِ، وَدَفَنَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ قَدْ نُحِتَ فِي الصَّخْرِ، ثُمَّ دَحْرَجَ حَجَراً عَلَى بَابِ الْقَبْرِ.].
                  متّى 27: 64 [ فَأَصْدِرْ أَمْراً بِحِرَاسَةِ الْقَبْرِ بِإِحْكَامٍ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ وَيَسْرِقُوهُ،.. 66فَذَهَبُوا وَأَحْكَمُوا إِغْلاَقَ الْقَبْرِ، وَخَتَمُوا الْحَجَرَ، وَأَقَامُوا حُرَّاساً.].
                  ورواية الحجرالثقيل والحُرّاس يُضعفها خبر الحنوط ،الذي أحضرنه النسوة اللاتي شاهدن عملية الدفن، وقد تنبّه الكتبة فيما بعد لمشكلة الحجر الثقيل الذي يحول دون دخول النسوة،مرقس 16: 3 [وَكُنَّ يَقُلْنَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ مِنْ عَلَى بَابِ الْقَبْرِ؟»]، وحلّ المشكلة ،يُبيّن لنا بوضوح كيف ظهرت قصة الملكين بالقبر.
                  10ـ الشراء قبل أو بعد السبت
                  ـ النسوة اشترين الطيوب للمسيح بعد السبت :
                  مرقس 16: [ وَلَمَّا انْتَهَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ طُيُوباً عِطْرِيَّةً لِيَأْتِينَ وَيَدْهُنَّهُ.].
                  ـ ولكن في لوقا،كن قد جهّزنها ليلة السبت (يتضمن شرائهن لها قبل السبت):
                  لوقا 23: 55 [وَتَبِعَتْ يُوسُفَ النِّسَاءُ اللَّوَاتِي خَرَجْنَ مِنَ الْجَلِيلِ مَعَ يَسُوعَ، فَرَأَيْنَ الْقَبْرَ وَكَيْفَ وُضِعَ جُثْمَانُهُ. 56ثُمَّ رَجَعْنَ وَهَيَّأْنَ حَنُوطاً وَطِيباً، وَاسْتَرَحْنَ يَوْمَ السَّبْتِ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ.].
                  11ـ أول من أتى القبر
                  ـ مريم المجدلية فقط :
                  يوحنا 20: [ وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، بَكَّرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى قَبْرِ يَسُوعَ، وَكَانَ الظَّلاَمُ لاَيَزَالُ مُخَيِّماً، فَرَأَتِ الْحَجَرَ قَدْ رُفِعَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ. 2فَأَسْرَعَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَالتِّلْمِيذِ الآخَرِ..].
                  لكن في مرقس 16: [ وَلَمَّا انْتَهَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ طُيُوباً عِطْرِيَّةً لِيَأْتِينَ وَيَدْهُنَّهُ. 2وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً جِدّاً مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. 3وَكُنَّ يَقُلْنَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ مِنْ عَلَى بَابِ الْقَبْرِ؟» 4لكِنَّهُنَّ تَطَلَّعْنَ فَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ كَبِيراً جِدّاً.].
                  نلاحظ أن بينهن مريم المجدلية التي كانت قد بكّرت (الظَّلاَمُ لاَيَزَالُ مُخَيِّماً) وحدها قبلهن (حيث أتين مع طلوع الشمس) والتي رأت الحجر قد اُزيح عن القبر ،لكنها مع ذلك لم تعلمهن،وتركتهن حائرات بشأن الحجر،مما يشكك في إحدى الروايتين.
                  ـ مريم المجدلية ومريم الأخرى:
                  متّى 28: [ وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، بَعْدَ انْتِهَاءِ السَّبْتِ، ذَهَبَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى تَتَفَقَّدَانِ الْقَبْرَ.].
                  ـ مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسلمى:
                  مرقس 16: [وَلَمَّا انْتَهَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ طُيُوباً عِطْرِيَّةً لِيَأْتِينَ وَيَدْهُنَّهُ.].
                  ـ مريم المجدلية وحنّة ومريم أم يعقوب ونسوة أخريات:
                  لوقا 24: 10وَكَانَتِ اللَّوَاتِي أَخْبَرْنَ الرُّسُلَ بِذلِكَ هُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَيُوَنَّا، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ، وَالأُخْرَيَاتُ اللَّوَاتِي ذَهَبْنَ مَعَهُنَّ.
                  12ـ من وجدنه بالقبر
                  ـ ملاك،خارج القبر:
                  متّى 28: ..[ لأَنَّ مَلاَكاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، وَجَاءَ فَدَحْرَجَ الْحَجَرَ وَجَلَسَ عَلَيْهِ. 3وَكَانَ مَنْظَرُ الْمَلاَكِ كَالْبَرْقِ، وَثَوْبُهُ أَبْيَضَ كَالثَّلْجِ.... .. 8فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ.. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُبَشِّرَا التَّلاَمِيذَ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ الْتَقَاهُمَا [أي مريم المجدلية ومريم الأخرى].. فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ [أي أنهما قد عرفتاه].
                  ـ رجل شاب، داخل القبر:
                  مرقس 16: 5 [وَإِذْ دَخَلْنَ الْقَبْرَ، رَأَيْنَ فِي الْجِهَةِ الْيُمْنَى شَابّاً جَالِساً، لاَبِساً ثَوْباً أَبْيَضَ، فَتَمَلَّكَهُنَّ الْخَوْفُ. .. 8فَخَرَجْنَ هَارِبَاتٍ مِنَ الْقَبْرِ،..].
                  ـ رجلان، واقفان داخل القبر: [أمّا بقية الأناجيل فجلوس]:
                  لوقا 24: 4 [ وَفِيمَا هُنَّ مُتَحَيِّرَاتٌ فِي ذلِكَ، إِذَا رَجُلاَنِ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ قَدْ وَقَفَا بِجَانِبِهِنَّ.].
                  ـ لا أحد (خلال أول زيارتين):
                  يوحنا 20: .. [ بَكَّرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى قَبْرِ يَسُوعَ، وَكَانَ الظَّلاَمُ لاَيَزَالُ مُخَيِّماً، فَرَأَتِ الْحَجَرَ قَدْ رُفِعَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ. 2فَأَسْرَعَتْ وَجَاءَتْ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَالتِّلْمِيذِ الآخَرِ .. وَقَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا الرَّبَّ مِنَ الْقَبْرِ، وَلاَ نَدْرِي أَيْنَ وَضَعُوهُ!»].
                  [ نجد أن الزيارة الأولى لم يرد فيها ذكر أن مريم رأت شيئاً ولا حتى المسيح]
                  [ 3فَخَرَجَ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ وَتَوَجَّهَا إِلَى الْقَبْرِ. 4وَكَانَا يَرْكُضَانِ مَعاً. وَلكِنَّ التِّلْمِيذَ الآخَرَ سَبَقَ بُطْرُسَ فَوَصَلَ إِلَى الْقَبْرِ قَبْلَهُ، 5وَانْحَنَى فَرَأَى الأَكْفَانَ مُلْقَاةً عَلَى الأَرْضِ، وَلكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ. 6ثُمَّ وَصَلَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ فِي إِثْرِهِ إِلَى الْقَبْرِ وَدَخَلَهُ، فَرَأَى أَيْضاً الأَكْفَانَ مُلْقَاةً عَلَى الأَرْضِ.. 8عِنْدَ ذَلِكَ دَخَلَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ. .. 10ثُمَّ رَجَعَ التِّلْمِيذَانِ إِلَى بَيْتِهِمَا.].
                  [لا نجد في الزيارة الثانية كذلك،أي ذكر لملائكة أو حراس ولا حتى ملاقاة للمسيح].
                  ـ ملاكان، داخل القبر:
                  يوحنا 20: 11 [أَمَّا مَرْيَمُ فَظَلَّتْ وَاقِفَةً فِي الْخَارِجِ تَبْكِي عِنْدَ الْقَبْرِ. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي، انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ. 12فَرَأَتْ مَلاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ، جَالِسَيْنِ.. 14قَالَتْ هَذَا وَالْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَرَأَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً، وَلكِنَّهَا لَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15.. فَظَنَّتْ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ،].
                  [وعدم معرفتها للمسيح وهي وحدها واقفة عند القبر، يناقض معرفتها له في الرواية المتقدمة، حيث لم تكن وحدها ووجدته وهي منطلقة بالطريق:
                  متّى 28: 8 [ فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ، .. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُبَشِّرَا التَّلاَمِيذَ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ الْتَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ!» فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ، وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا! اذْهَبَا قُولاَ ِلإِخْوَتِي أَنْ يُوَافُونِي إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي! ].
                  13ـ لم يقلن شيئاً لأحد
                  ـ رواية مرقس تكذّب بقية الأناجيل ،حيث قطع مرقس أن النسوة لم يقلن شيئاً لأحد :
                  مرقس 16: 8 [ فَخَرَجْنَ هَارِبَاتٍ مِنَ الْقَبْرِ، وَقَدِ اسْتَوْلَتْ عَلَيْهِنَّ الرِّعْدَةُ وَالدَّهْشَةُ الشَّدِيدَةُ. وَلَمْ يَقُلْنَ شَيْئاً لأَحَدٍ، لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ. ].
                  ـ بينما بقية الأناجيل تدوي بزفّ البشرى:
                  متّى 28: 8 [ فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ، وَقَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِمَا خَوْفٌ شَدِيدٌ وَفَرَحٌ عَظِيمٌ، وَرَكَضَتَا إِلَى التَّلاَمِيذِ تَحْمِلاَنِ الْبُشْرَى.].
                  لوقا 24: . 9 [ وَإِذْ رَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ، أَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَالآخَرِينَ كُلَّهُمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ جَمِيعاً.].
                  يوحنا 20: 18 [ فَرَ جَعَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَبَشَّرَتِ التَّلاَمِيذَ قَائِلَةً: «إِنِّي رَأَيْتُ الرَّبَّ!» وَأَخْبَرَتْهُمْ بِمَا قَالَ لَهَا.].
                  ـ الجليل وسوء الفهم
                  يبدو أن فكرة الذهاب إلى الجليل سببها سوء فهم أحد الكتبة لعبارة قالها من كانا بالقبر للنسوة:
                  لوقا 24 : 6 [ اذْكُرْنَ مَا كَلَّمَكُمْ بِهِ إِذْ كَانَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ .. فَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».].
                  فالعبارة تريد تذكّر ما قاله المسيح لتلاميذه عندما كان معهم بالجليل،أنه سيقوم في اليوم الثالث،ولكن التبس المعنى أن المسيح أخبرهم أنه سيقوم في اليوم الثالث بالجليل.
                  14ـ أول القائمين
                  ـ قال رواة الصليب أن المسيح بعد صلبه كان أول من قام من الأموات:
                  أعمال الرسل : 26: 23 [ مِنْ أَنَّ الْمَسِيحَ سَيَتَأَلَّمُ فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَقُومُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ..].
                  الرؤيا 1: 5 [ وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ..، بِكْرِ الْقَائِمِينَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ].
                  ـ ولكن نجد ما يُكذّب زعمهم، لأن غير المسيح كان قد سبقه في القيام من الموت:
                  * كِتَابُ صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ، 28 : 3 [ وَكَانَ صَمُوئِيلُ قَدْ مَاتَ ..15فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَزْعَجْتَنِي بِإِصْعَادِكَ لِي؟».].
                  * كِتَابُ المُلُوكِ الأَوَّلُ، 17: موت ابن الأرملة وإحياؤه [إيليا]:
                  [ 17وَحَدَثَ بَعْدَ زَمَنٍ أَنَّ ابْنَ الْمَرْأَةِ صَاحِبَةِ الْبَيْتِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْمَرَضُ، وَمَاتَ،.. 19فَقَالَ لَهَا: «أَعْطِينِي ابْنَكِ». وَأَخَذَهُ مِنْهَا .. وَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَيْهِ فَعَاشَ. .. وَسَلَّمَهُ إِلَى أُمِّهِ، وَقَالَ لَهَا: «انْظُرِي، إِنَّ ابْنَكِ حَيٌّ»..].
                  * كتاب الملوك الثاني 4: 32 [ وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ فِي سَرِيرِهِ. .. فَعَطَس هَذَا سَبْعَ مَرَّاتٍ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. .. قَالَ: «احْمِلِي ابْنَكِ!» 37فَسَجَدَتْ عَلَى وَجْهِهَا إِلَى الأَرْضِ عِنْدَ قَدَمَيْهِ ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَانْصَرَفَتْ.]
                  * كِتَابُ الْمُلُوكِ الثَّانِي،13: 20 [20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ... 21فِيمَا كَانَ قَوْمٌ يَقُومُونَ بِدَفْنِ رَجُلٍ مَيْتٍ... حَتَّى طَرَحُوا الْجُثْمَانَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ، وَمَا كَادَ جُثْمَانُ الْمَيْتِ يَمَسُّ عِظَامَ أَلِيشَعَ حَتَّى ارْتَدَّتْ إِلَيْهِ الْحَيَاةُ، فَعَاشَ وَنَهَضَ عَلَى رِجْلَيْهِ.].
                  * يوحنا 11: 44[ فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَالأَكْفَانُ تَشُدُّ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَالْمِنْدِيلُ يَلُفُّ رَأْسَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِمَنْ حَوْلَهُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ!»].
                  * لوقا 7: 12[ وَلَمَّا اقْتَرَبَ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ، .. وَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ: قُمْ!» 15فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَبَدَأَ يَتَكَلَّمُ،..].
                  * متّى11 : 4 [فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: .. 5الْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يُقَامُونَ،].
                  * لوقا 9: 28[ وَحَدَثَ بَعْدَ هَذَا الْكَلاَمِ بِثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ تَقْرِيباً أَنْ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ، .. 30وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَحَدَّثَانِ مَعَهُ، وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا، 31وَقَدْ ظَهَرَا بِمَجْدٍ وَتَكَلَّمَا عَنْ رَحِيلِهِ .. ].
                  * متّى 1:17ـ 13: وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ، أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ،... 3وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَحَدَّثَانِ مَعَهُ. .. 10فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ: «لِمَاذَا إِذَنْ يَقُولُ الْكَتَبَةُ إِنَّ إِيلِيَّا لاَبُدَّ أَنْ يَأْتِيَ قَبْلاً؟» 11فَأَجَابَهُمْ قَائِلاً: .. 12عَلَى أَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: قَدْ جَاءَ إِيلِيَّا، وَلَمْ يَعْرِفُوهُ،.. 13عِنْدَئِذٍ فَهِمَ التَّلاَمِيذُ أَنَّهُ كَلَّمَهُمْ عَنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ.
                  فيتبين أن القول بأن المسيح أول من قام من الأموات،هو قول زائف،يدل على تخرّص الكتبة، فالمسيح لم يُقتل ولم يُقبر أصلاً،حتى يقوم بعد ذلك من قبره.الحقّ أن الله توفّاه ورفعه إليه .
                  14ـ المُكث منذ القيامة حتى الإصعاد
                  ـ نفس اليوم:
                  في لوقا في نفس يوم قيامته (آخر يوم الأحد أو ليلة الاثنين):
                  لوقا 24:51 [ وَبَيْنَمَا كَانَ يُبَارِكُهُمْ، انْفَصَلَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.].وهذا يجعل كل الروايات الأخرى التي أخّرت صعوده ،روايات مُستحيلة.
                  ـ 40 يوماً:
                  لكن في أعمال الرسل فقد ظل معهم 40 يوماً منذ قيامته حتى إصعاده:
                  أعمال الرسل 1: 3 [ وَخِلاَلَ فَتْرَةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً بَعْدَ آلامِهِ، ظَهَرَ لَهُمْ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً،... 9قَالَ هَذَا وَارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ بِمَشْهَدٍ مِنْهُمْ.].
                  والسبب في هذا التناقض وبقاء المسيح معهم 40 يوماً (العهد الجديد) ثم أمرهم بالبقاء بأورشليم بعد صعوده حتى حلول روح القدس فيهم (تمام 50 يوماً) ،هو تقليد النصارى لبني إسرائيل في الاحتفال بمدة بقاء موسى لتلقي الألواح (التوراة) بطور سيناء خلال 40 ليلة (العهد القديم) ثم حوزهم على التوراة كما لدى اليهود في يوم 50 منذ خروجهم من مصر.
                  أعمال الرسل 2: [ وَلَمَّا جَاءَ الْيَوْمُ الْخَمْسُونَ، كَانَ الإِخْوَةُ مُجْتَمِعِينَ مَعاً فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، 2وَفَجْأَةً حَدَثَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ دَوِيُّ رِيحٍ عَاصِفَةٍ، فَمَلَأَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانُوا جَالِسِينَ فِيهِ. 3ثُمَّ ظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ، وَقَدْ تَوَزَّعَتْ وَحَلَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، 4فَامْتَلَأُوا جَمِيعاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ أُخْرَى، مِثْلَمَا مَنَحَهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.].
                  فنجد أن أناجيل النصارى تكاد تكون غير متعلّقة بالإنجيل الحقّ ولكن أكثرها كتابات مُفتعلة ومُتكلفة يكثر فيها التقليد الساذج والاقتباسات المفضوحة.
                  ـ حتّى بلوغ الجليل (من أورشليم) :
                  [10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا! اذْهَبَا قُولاَ ِلإِخْوَتِي أَنْ يُوَافُونِي إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي! » ..16وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ الأَحَدَ عَشَرَ، فَذَهَبُوا إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ يَسُوعُ.].
                  متّى 28: 16[ وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ الأَحَدَ عَشَرَ، فَذَهَبُوا إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ يَسُوعُ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ، سَجَدُوا لَهُ.]. وهذا يناقض الأمر بالمكث بأورشليم حتى حلول الروح.
                  وهي مسافة بعيدة، حوالي مرحلتين، فلن يتمكنوا من رؤية المسيح بالجليل الذي صعد في نفس اليوم عند لوقا 24:50[ ثُمَّ اقْتَادَهُمْ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا. وَبَارَكَهُمْ رَافِعاً يَدَيْهِ. 51وَبَيْنَمَا كَانَ يُبَارِكُهُمْ، انْفَصَلَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ ].
                  فالصعود حسب لوقا من بيت عنيا ضواحي أورشليم،لكن بأعمال الرسل 1 (12) كان الصعود من جبل الزيتون:[ ثُمّرَجَعَ الرُّسُلُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَبَلِ الْمَعْرُوفِ بِجَبَلِ الزَّيْتُونِ].
                  كذلك تناقض رواية الذهاب للجليل، الأمر بالبقاء بأورشليم منذ قيامة المسيح حتى حلول الروح القدس :لوقا 24: 49 [ وَلَكِنْ أَقِيمُوا فِي الْمَدِينَةِ حَتَّى تُلْبَسُوا الْقُوَّةَ مِنَ الأَعَالِي].
                  ـ 7-8 أيام:
                  [أسبوعاً،8 أيام ،وهي مدة عيد فصح اليهود،فاقتبسها النصارى]
                  يوحنا 20: 26 [ وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، إِذْ كَانَ تَلاَمِيذُهُ مُجْتَمِعِينَ ثَانِيَةً دَاخِلَ الْبَيْتِ وَتُومَا مَعَهُمْ، حَضَرَ يَسُوعُ...].
                  وفي يوحنا21 :13 [ بَعْدَ ذلِكَ أَظْهَرَ يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ مَرَّةً أُخْرَى عِنْدَ شاطئ بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ.]. ..14هَذِهِ هِيَ الْمَرَّةُ الثَّالِثَةُ الَّتِي أَظْهَرَ فِيهَا يَسُوعُ نَفْسَهُ لِتَلاَمِيذِهِ بَعْدَمَا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. [وهذا مناقض للصعود بنفس يوم القيامة لدى لوقا].
                  15ـ أول من ظهر له المسيح (بعد قيامته)
                  ـ بطرس :
                  الرِّسَالَةُ الأُولَى إِلَى مُؤْمِنِي كُورِنْثُوسَ : [ 3فَالْوَاقِعُ أَنِّي سَلَّمْتُكُمْ، فِي أَوَّلِ الأَمْرِ، مَا كُنْتُ قَدْ تَسَلَّمْتُهُ، وَهُوَ أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَفْقاً لِمَا فِي الْكِتَابِ، 4وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَفْقاً لِمَا فِي الْكِتَابِ، 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِبُطْرُسَ، ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. 6وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ مَعاً مَازَالَ مُعْظَمُهُمْ حَيّاً، فِي حِينِ رَقَدَ الآخَرُونَ. 7ثُمَّ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، وَبَعْدَ ذلِكَ لِلرُّسُلِ جَمِيعاً. 8وَآخِرَ الْجَمِيعِ، ظَهَرَ لِي أَنَا أَيْضاً، وَكَأَنِّي طِفْلٌ وُلِدَ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ!].
                  وذكر الاثني عشر يدل على جهل بولس بخبر (يهوذا) الخائن،الذي حيك فيما بعد.
                  ـ مريم المجدلية:
                  مرقس 16: 9 [وَبَعْدَمَا قَامَ يَسُوعُ بَاكِراً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الَّتِي كَانَ قَدْ طَرَدَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ. 10فَذَهَبَتْ وَبَشَّرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ،].
                  هذه الزيادة لم تتضمنها النسخة السينائية،التي تكاد تكون بنفس تاريخ النسخة اليونانية الأصل.
                  ـ مريم المجدلية ومريم الأخرى:
                  متّى 28 : 8 [ فَانْطَلَقَتِ الْمَرْأَتَانِ مِنَ الْقَبْرِ مُسْرِعَتَيْنِ.. 9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُبَشِّرَا التَّلاَمِيذَ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ الْتَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ!» فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ، وَسَجَدَتَا لَهُ. 10فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لاَ تَخَافَا!].
                  ـ تلميذان بالطريق:
                  لوقا 24: يسوع يظهر لتلميذين :[ 13وَكَانَ اثْنَانِ مِنْهُمْ مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ .. 15وَبَيْنَمَا هُمَا يَتَحَدَّثَانِ وَيَتَبَاحَثَانِ، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا وَسَارَ مَعَهُمَا. 16وَلكِنَّ أَعْيُنَهُمَا حُجِبَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ.. فَالْيَوْمَ هُوَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ مُنْذُ حُدُوثِ ذلِكَ. . 33ثُمَّ قَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ وَالَّذِينَ مَعَهُمْ مُجْتَمِعِينَ، ..36وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ بِذَلِكَ، وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسَطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»].
                  لكن يوحنا كذّب لوقا،فغيّب عنهم توما،مما يجعلهم عشرة فقط:
                  يوحنا 20 :19[ وَلَمَّا حَلَّ مَسَاءُ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ الْيَوْمُ الأَوَّلُ مِنَ الأُسْبُوعِ، كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ فِي بَيْتٍ .. وَإِذَا يَسُوعُ يَحْضُرُ وَسْطَهُمْ قَائِلاً: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» ..24وَلكِنَّ تُومَا، أَحَدَ التَّلاَمِيذِ الاثَنْي عَشَرَ، وَهٌوَ الْمَعْرُوفُ بِالتَّوْأَمِ، لَمْ يَكُنْ مَعَ التَّلاَمِيذِ، حِينَ حَضَرَ يَسُوعُ.].
                  ومرقس حسب النسخة المكتشفة بسيناء لم يمحو هذه الزيادات التالية،وهذه النسخة السينائية بنفس عمر النسخة الفاتيكانية تقريباً،ونلاحظ أن هذه الإضافة كأنها تريد تصحيح بعض الاختلافات في ترتيب الظهور:
                  [ 9وَبَعْدَمَا قَامَ يَسُوعُ بَاكِراً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ، ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ ..12وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ بِهَيْئَةٍ أُخْرَى ِلاثْنَيْنِ مِنْهُمْ وَهُمَا سَائِرَانِ مُنْطَلِقَيْنِ إِلَى إِحْدَى الْقُرَى...14أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذاً ]..
                  رواة الصليب لا يعلمون

                  تقول التوراة في سفر التثنية (21 /22) :
                  [ إِنِ ارْتَكَبَ إِنْسَانٌ جَرِيمَةً عِقَابُهَا الإِعْدَامُ، وَنُفِّذَ فِيهِ الْقَضَاءُ وَ(عَلَّقْتُمُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ)، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلِ (ادْفِنُوهُ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ)، لأَنَّ (الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ). فَلاَ تُنَجِّسُوا أَرْضَكُمُ الَّتِي يَهَبُهَا لَكُمُ الرَّبُّ مِيرَاثاً.].
                  ـ وقد أكّد ذلك إمام النصارى وأستاذهم الأعظم (شاول اليهودي) :
                  غلاطية 3 : 13إِنَّ الْمَسِيحَ حَرَّرَنَا بِالْفِدَاءِ مِنْ (لَعْنَةِ الشَّرِيعَةِ)، إِذْ (صَارَ لَعْنَةً ) عِوَضاً عَنَّا، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: («مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»).
                  ورغم ذلك يؤمن كثير من النصارى بصلب المسيح (رغم أن التوراة تنصّ على أن المصلوب ملعون ونجس) ،بل ويقدّسون قول اليهودي شاول (بدلاً من لعنه والبراء منه وأقواله ) الذي كذب عليهم وجعل المسيح لعنة («مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»). أو كما تأفّك : إِذْ (صَارَ لَعْنَةً ) عِوَضاً عَنَّا .
                  ـ يوحنا 19:36[ وَقَدْ حَدَثَ هَذَا لِيَتِمَّ مَا جَاءَ فِي الْكِتَابِ: «لَنْ يُكْسَرَ مِنْهُ عَظْمٌ!».].
                  هذه العبارة في الإنجيل يُقصد بها المسيح، وهي لعمري كافية لإثبات عدم صلبه كدليل مستخرج من كتب اليهود والنصارى.
                  فالمصلوب لابد أن تخترق المسامير الحديدية الغليظة يديه وقدميه على الأقل، وبالطرق العنيف الشديد المتواصل، وبعد ذلك على ثقوب جسده التي أحدثتها هذه المسامير الغليظة المطروقة أن تتحمل كل وزنه وثقله لبضع ساعات على الأقل (كما في صلب المسيح بالأناجيل).
                  فكيف بعد ذلك لا يُخدش فيه عظم ولا يرتضّ ولا يُشرخ ولا يُثقب ولا يُخرق ولا يُكسر ؟
                  فهل المصلوب بلا عظام في يديه وقدميه أم أن عظامه أصلب من الحديد (الذي واصل مساره حتى نفذ بالخشب) ؟
                  ـ يزعم محرفوا الأناجيل أن المسيح أخبرهم أنه : يُقتل و(بعد ثلاثة أيام) يقوم :
                  مرقس 8: 31وَأَخَذَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لاَبُدَّ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً، وَيَرْفُضَهُ الشُّيُوخُ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ، (وَيُقْتَلَ)، (وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ).
                  وقد يراوغ النصارى كعادتهم في تفسير الثلاثة أيام فيقولوا مثلاً أن (اليوم الأول = كان يوم الجمعة وهو يوم الصلب ثم دفنه ليلاً، واليوم الثاني = كان يوم السبت وهو يوم بقاء المسيح في القبر،واليوم الثالث = كان يوم الأحد وهو يوم قيامته ) ، رغم أن النص واضح وأن الثلاثة أيام ينبغي أن تكون (بعد) يوم الصلب أو على الأقل بعد وقت تنفيذه .
                  ومع ذلك لن نجادل في ذلك، وسنستشهد بنص واضح لا لبس فيه ولا يدع مجالاً للالتفاف والدوران. حيث يزعم محرفوا الأناجيل، صراحة وبوضوح تام، أن المسيح أخبرهم أنه سيبقى في جوف الأرض (ثلاثة أيام وثلاث ليال)،تماماً كما بقى يونس في بطن الحوت :
                  متى 12: 38 [ عِنْدَئِذٍ أَجَابَهُ بَعْضُ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، قَائِلِينَ: «يَامُعَلِّمُ، نَرْغَبُ فِي أَنْ نُشَاهِدَ آيَةً تُجْرِيهَا!» 39فَأَجَابَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ خَائِنٌ يَطْلُبُ آيَةً؛ وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. 40فَكَمَا بَقِيَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا (سَيَبْقَى ابْنُ الإِنْسَانِ فِي جَوْفِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.).
                  وهذا النص فيه تصادم وتضارب عنيف وتام مع روايات الأناجيل ومعتقد النصارى بأن المسيح صُلب في يوم الجمعة (أول ليلة في جوف الأرض) ودفن فيها ،وظل كذلك يوم السبت (أول يوم وآخر ليلة في جوف الأرض ) وقام يوم الأحد (وربما قبله). فالمسيح ،حسب الأناجيل ، لم يبق في جوف الأرض إلا [ يوماً واحداً وليلتين ] (وربما أقل).
                  التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:53 ص.

                  تعليق


                  • #10
                    عمليات جمع سهلة :
                    لو كان عامل الوقت هو ما كان يركز عليه يسوع في نبوءته موضع البحث ، فهيا بنا إذن لنرى ما إذا كان ذلك قد تحقق حسب النصوص المقدسة ( الموجودة بالإنجيل ) كما يفاخر المسيحيون .
                    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	image.png 
مشاهدات:	72 
الحجم:	14.1 كيلوبايت 
الهوية:	813784


                    فترة الدفن حسب الأناجيل:
                    يوم الجمعة: صُلب (الساعة 9 صباحاً أو 12 ظهراً ) ـ مات (الساعة الثالثة بعد الظهر) ـ دُفن (ليلاً).
                    يوم السبت: مدفون بالقبر
                    يوم الأحد : ليس بالقبر. (عندما ذهبت مريم المجدلية إلى المقبرة فجر يوم الأحد لم تجد جثمان يسوع كما يرددون !.)
                    1ـ يوم الجمعة : صُلب صباحاً / ظهراً ومات قبل العصر :
                    مرقس 15 : 25وَكَانَتِ السَّاعَةُ (التَّاسِعَةَ صَبَاحاً) حِينَمَا صَلَبُوهُ.
                    مرقس 15: 33وَلَمَّا جَاءَتِ السَّاعَةُ (الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ ظُهْراً)، حَلَّ الظَّلاَمُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا حَتَّى السَّاعَةِ (الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْرِ). 34وَفِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ،..37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.
                    لوقا 23: 44 [ وَنَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ (الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ ظُهْراً)، حَلَّ الظَّلاَمُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا حَتَّى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ (الثَّالِثَةِ بَعْدَ الظُّهْرِ). .. وَإِذْ قَالَ هَذَا، أَسْلَمَ الرُّوحَ.].
                    يوحنا 19: 14 [ وَكَانَ الْوَقْتُ نَحْوَ (السَّادِسَةِ = الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ ظُهْراً) فِي يَوْمِ الإِعْدَادِ لِلْفِصْحِ. .. 16فَسَلَّمَهُ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ.].
                    إنزاله من على الصليب (الجمعة مساءً) ودفنه (الجمعة والسبت) :
                    يوحنا 19 : 31 [ وَلَمَّا كَانَ الإِعْدَادُ يَتِمُّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، طَلَبَ الْيَهُودُ مِنْ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ الْمَصْلُوبِينَ، فَتُؤْخَذَ جُثَثُهُمْ (لِئَلاَّ تَبْقَى مُعَلَّقَةً عَلَى الصَّلِيبِ يَوْمَ السَّبْتِ)، وَلاَ سِيَّمَا لأَنَّ ذلِكَ السَّبْتَ كَانَ يَوْماً عَظِيماً. .. 33أَمَّا يَسُوعُ، فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَيْهِ وَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ،] ..
                    يوحنا 19 : 38[ بَعْدَ ذَلِكَ طَلَبَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ إِلَى بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ بِأَخْذِ جُثْمَانِ يَسُوعَ،.. فَأَذِنَ لَهُ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ يُوسُفُ وَأَخَذَ جُثْمَانَ يَسُوعَ. 39وَجَاءَ أَيْضاً نِيقُودِيمُوسُ .. (لَيْلاً)، .. 40فَأَخَذَا جُثْمَانَ يَسُوعَ .. 42فَدَفَنَا يَسُوعَ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ لأَنَّهُ كَانَ قَرِيباً، وَلأَنَّ ذلِكَ الْيَوْمَ كَانَ (يَوْمَ الإِعْدَادِ) عِنْدَ الْيَهُودِ.].
                    مرقس 15 : 42 [ وَإِذْ كَانَ (الْمَسَاءُ) قَدْ حَلَّ، وَالْيَوْمُ يَوْمُ الإِعْدَادِ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ، 43جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، .. 46وَإِذِ اشْتَرَى يُوسُفُ كَتَّاناً وَأَنْزَلَ الْجُثْمَانَ، لَفَّهُ بِالْكَتَّانِ، وَدَفَنَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ قَدْ نُحِتَ فِي الصَّخْرِ،]..
                    خارج القبر يوم الأحد، وهو (الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ) و (الْيَوْمُ الثَّالِثُ) :
                    لوقا 24: 20 [ وَكَيْفَ سَلَّمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا إِلَى عُقُوبَةِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. .. فَالْيَوْمَ هُوَ (الْيَوْمُ الثَّالِثُ) مُنْذُ حُدُوثِ ذلِكَ. 22عَلَى أَنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ .. قَصَدْنَ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِراً 23وَ(لَمْ يَجِدْنَ جُثْمَانَهُ)،.].
                    لوقا 24: [ وَلكِنْ فِي (الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنَ الأُسْبُوعِ)، بَاكِراً جِدّاً، جِئْنَ إِلَى الْقَبْرِ. 2فَوَجَدْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ عَنِ الْقَبْرِ. 3وَلكِنْ لَمَّا دَخَلْنَ (لَمْ يَجِدْنَ جُثْمَانَ الرَّبِّ يَسُوعَ) . .. عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُنَّ الرَّجُلاَنِ: .. 6إِنَّهُ لَيْسَ هُنَا، وَلَكِنَّهُ (قَدْ قَامَ!).].
                    فالمجموع = [ يوم واحد وليلتان ]، بينما تنص رواية مرقس حرفياً أنه : يُقتل (وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ).
                    وتنص رواية متّى بوضوح بالغ أن المسيح سبقى في (جَوْفِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ ).
                    وعلينا أن ننتبه أيضاً لضعف التشبيه في رواية متّى بين بقاء المسيح في جوف الأرض (ميّتاً) وبقاء يونس في جوف الحوت (حيّاً).
                    أما إنجيل مرقس (وهو الأقدم) فإنه يتناقض مع متّى ويجعل المسيح لا يعطي لمجربيه أي آية ( وهذا يبيّن أن المحرفين فيما بعد ،بسبب اختلاف النصارى وشكّهم حول مسألة الصلب،فقد حشوا إنجيل متّى بتلك الآية للكذب على الناس ولحسم الخلاف،بفرية أن المسيح قد أخبرهم مسبقاً بأنه سُيصلب.].
                    مرقس 8 : 11[ فَأَقْبَلَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَأَخَذُوا يُجَادِلُونَهُ، طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ مُتَضَايِقاً، وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: (لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً! )» 13ثُمَّ تَرَكَهُمْ .].
                    ـ اختلف مرقس ويوحنا في تحديد ساعة صلب المسيح :
                    مرقس 15 : 25 [ وَكَانَتِ السَّاعَةُ (التَّاسِعَةَ صَبَاحاً) حِينَمَا صَلَبُوهُ.].
                    يوحنا 19: 14 [ وَكَانَ الْوَقْتُ نَحْوَ (السَّادِسَةِ =12 ظهراً) فِي يَوْمِ الإِعْدَادِ لِلْفِصْحِ. .. 16فَسَلَّمَهُ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ.].
                    ـ خالف يوحنا الذي (جعل المسيح يحمل صليبه بنفسه) بقية الأناجيل التي (جعلت سمعان يحمل الصليب عنه) :
                    يوحنا 19 : 17 [ فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَكَانِ الْمَعْرُوفِ بِمَكَانِ الْجُمْجُمَةِ، وَبِالْعِبْرِيَّةِ: «جُلْجُثَةِ»، 18وَهُنَاكَ صَلَبُوهُ ].
                    مرقس 15 (وبقية الأناجيل) : 21 [ وَسَخَّرُوا وَاحِداً مِنَ الْمَارَّةِ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ، وَهُوَ سِمْعَانُ مِنَ الْقَيْرَوَانِ، أَبُو إِسْكَنْدَرَ وَرُوفُسَ، وَكَانَ آتِياً مِنَ الْحَقْلِ.].
                    ـ لم يتفق مرقس ومتّى على نوع الشراب الذي قُدّم للمسيح ساعة صلبه ( خمر أم خلّ) :
                    مرقس 15 : 23 [ وَقَدَّمُوا لَهُ (خَمْراً) مَمْزُوجَةً بِمُرٍّ، (فَرَفَضَ) أَنْ يَشْرَبَ.].
                    متى 27 : 34 اعطوه (خلا) ممزوجا بمرارة ليشرب ولما (ذاق) لم يرد ان يشرب .
                    ـ يناقض لوقا ، متّى ومرقس في شأن موقف أحد اللصين المصلوبين مع المسيح:
                    ( حيث في لوقا لم يسخر أحد اللصين من المسيح ) بينما في متّى ومرقس (سخر كلا اللصين من المسيح ) :
                    لوقا 23 : 39 [ وَأَخَذَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُجْرِمَيْنِ الْمَصْلُوبَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ؟ إِذَنْ خَلِّصْ نَفْسَكَ وَخَلِّصْنَا!» 40وَلكِنَّ الآخَرَ كَلَّمَهُ زَاجِراً فَقَالَ: «أَحَتَّى أَنْتَ لاَ تَخَافُ اللهَ ، وَأَنْتَ تُعَانِي الْعُقُوبَةَ نَفْسَهَا؟ 41أَمَّا نَحْنُ فَعُقُوبَتُنَا عَادِلَةٌ لأَنَّنَا نَنَالُ الْجَزَاءَ الْعَادِلَ لِقَاءَ مَا فَعَلْنَا. وَأَمَّا هَذَا الإِنْسَانُ، فَلَمْ يَفْعَلُ شَيْئاً فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ!» 42ثُمَّ قَالَ: «يَايَسُوعُ، اذْكُرْنِي عِنْدَمَا تَجِيءُ فِي مَلَكُوتِكَ!» 43فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: الْيَوْمَ سَتَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ!»].
                    متّى 27 : 44 [ وَكَانَ اللِّصَّانِ الْمَصْلُوبَانِ مَعَهُ يَسْخَرَانِ مِنْهُ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ!].
                    مرقس 15: 32 .. [ وَعَيَّرَهُ أَيْضاً اللِصَّانِ الْمَصْلُوبَانِ مَعَهُ.].
                    ـ اختلفت الروايات حول عدد الذين ظهر لهم المسيح بعد قيامته:
                    متّى 28 : 16 [ وَأَمَّا (التَّلاَمِيذُ الأَحَدَ عَشَرَ) ، فَذَهَبُوا إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ يَسُوعُ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ، سَجَدُوا لَهُ.].
                    كُورِنْثُوسَ 15 : 3 [.. وَهُوَ أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ.. 4وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ..، 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِبُطْرُسَ، ثُمَّ (لِلاثْنَيْ عَشَرَ)] .
                    وهناك تناقضات في الروايات حول أمور عن مقبرة المسيح وقيامته ، وهذا يبيّن بوضوح أن القول بصلب المسيح ليس خبراً يقينياً ولا يقوم على أي أساس من علم ولا دقّة ، وإنما تخبّطات وظنون وأمر شُبّه للنصارى والتبس عليهم وهم حتى اليوم في اختلاف وشكّ منه.
                    [ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا {157} بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {158}].النساء
                    ورغم ذلك سيظل العديد من أهل الكتاب مؤمنين برواية صلب المسيح وبإلوهيته قبل أن تأتيهم المنيّة، ويوم القيامة يكون المسيح عليهم شهيداً.
                    [ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا].النساء/159.

                    سعادة القاضي المبجل..حضرات السادة المستشارين

                    في الختام أعرض لكم خلاصة ما تقدمنا به من دعوى حول مسألة صلب السيد المسيح عم المدعيين.
                    الخُلاصة




                    و إليكم مُلخّصاً للحجج الداحضة لمسألة صلب السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام:
                    1ـ أناجيل النصارى لا علم لها بتفاصيل صلب المسيح [وإنما أصله قول اليهود أنهم قتلوه،فلمّا صدّقهم النصارى ،اقتبسوا واستعاروا التفاصيل من عيد فصح اليهود السنوي الذي كان عمره وقتئذ أكثر من ألف سنة،ذكرى نجاتهم من فرعون، يقوم اليهود فيه سنوياً بتجهيز خروف العيد وذبحه (قصّة الصلب يوم الجمعة ) وأكله ليلاً (قصة دفن المسيح ليلة السبت ببطن الأرض،كيونس ببطن الحوت) ، ولا علم لها بقيامته، ولكن لمّا صدّق النصارى بقتله كان لابد من قيامته، فاستعاروا ذلك من عثاتر الشعوب القديمة وعلى رأسها عثتر (أسر) مصر ،آلهة الشموس والأقمار والنجوم التي كلّما أفلت ،يراها الناس تبزغ وتشرق من جديد،ولا علم لهم حتّى بفترة ما بين قيامته إلى رفعه [ الأولى قدر شروق الشمس وغروبها،والثانية قدر أسبوع فصح اليهود،والثالثة قدر مُكث موسى بالطور 40 ليلة] وأخيراً تلقّى التلاميذ الروح القدس في اليوم 50، كما قالت بنو إسرائيل من قبل ،أنهم تلقّوا التوراة من موسى في نفس اليوم.
                    2ـ نكران المقبوض عليه أمام الكاهن أنّه المسيح، ممّا يدلّ على أنّه ليس يسوع .
                    3ـ تبرئة بيلاطس البنطي للمقبوض عليه من التُهمة أنّه الملك يعني المسيح. و هذا تأكيدٌ للحجة الأولى و هذه حجّة قويةٌ لأنّه من صالح بيلاطس ألا يدخل في مواجهةِ مفتوحة مع اليهود .
                    4ـ نكران الحواري بطرس عليه السلام أنّه تلميذٌ للمقبوض عليه و لا يوجد ما يبرّر هذا النكران سوى أنّ المقبوض عليه ليس يسوع عليه السلام.
                    5ـ شخصية المقبوض عليه جبانة منهارة خرساء لا تتّفق مع شخصية يسوع.
                    6ـ ليلة القبض على المتّهم مرّت هادئة دون شغبٍ أو أي اضطراب.
                    7ـ لم يحضر لمحاكمة المتّهم غير إثنان و هذا لا يتّفق مع تأكيده لخبر موته و قيامته.
                    8ـ لم يقف على الصليب إلا ثلاث نسوة و يوحنا.
                    9ـ لم يذهب تلميذٌ واحدٌ إلى القبر صبيحة الأحد لمعاينة قيامة يسوع المجيدة.
                    10ـ ثلاث نسوة فقط ذهبن إلى القبر لا لمعيانة قيامته بل لتحنيطه.
                    11ـ تكذيبُ السيّدة مريم المجدلية لعينها لمّا ظهر لها يسوع و تكذيب جميع التلاميذ لهذا الخبر بعد ستٍ و ثلاثين ساعة من الصلب و بعد يومين فقط من رسم الإفخارستيا.
                    12ـ المعلّق على خشبة ملعونٌ في شريعة التوراة.
                    13ـ ظهور و شيوع المذاهب الدوكيتية في الصدر الأول للمسيحية و التي لا تعترف أنّ يسوع صُلِبَ بالحقيقة ، إنّما صُلِبت صورتُه.

                    وبناء عليه:
                    أولاً: فإننا نطالب عدالتكم بحذف كافة النصوص المتعلقة بلعن عم المدعيين من كافة الأناجيل، على أن يكف النصارى عن ترديد اللعنات عليه.ولسوف نحتفظ بحقنا المدني على أباء الكنيسة باعتبار أن هذا قذف علني ودائم.
                    ثانياً: تبرئة عم المدعيين من عملية الصلب وأن الله سبحانه وتعالى قد رفعه إليه معززاً مكرماً بدون أدني مس لبدنه الشريف.
                    ثالثاً: إصدار هوية لعم المدعيين، استناداً لما ورد في محكمة القاضي مهندس الدخاخني.
                    رابعاً: إثبات بشرية عم المدعيين ونفي الإلوهية عن ذاته الشريفة، كما هو وارد في المناظرات المرفقة[مناظرتا الدكتور أمير مع القس ماراناثا و العلامة الفيتوري مع القس فادي]، والتي اطلعتم عليها واطلع عليها كل الجلوس بالقاعة المحترمة.وكما أورد نتيجتها مسبقاً رب العزة سبحانه وتعالى في محكم كتابه: [ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {78} مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {79} وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ {80}]. آل عمران
                    خامساً: وبعد كل ما قدمت من أدلة فإنه وطبقاً لما هو وارد في القرآن الكريم يتحتم علينا أن نؤمن برسول الله محمد كنبي مرسل من رب العالمين:
                    [ وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا].النساء/159.
                    والمقصود بقوله [بِهِ] في قوله تعالى أي [رسوله محمد صلى الله عليه وسلم].وقبل أن يشهد علينا عم المدعيين ببراءته منا فلقد برا نفسه وأمه أما ربه جل علاه بقوله :[ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) ] المائدة.
                    فها هي الفرصة أمامكم جميعاً لأن تؤمنوا به صلى الله عليه وسلم قبل موتكم..وقبل أن يشهد عليكم يسوع عبد الله ورسوله.
                    وأنا هنا أعلنها بصوت عال وجهوري غير عابئ بما تفعلون:
                    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
                    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
                    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
                    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
                    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..

                    وهنا رفعت الجلسة للحكم...بعد المداولة...
                    ترى بماذا سيحكم القاضي...
                    لا نعرف .....
                    فالجلسة....كانت... سرية...وستظل..
                    زهدي جمال الدين
                    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:38 ص.

                    تعليق


                    • #11
                      انت العلامه اخي الحبيب ونحسبكم كذلك فأنا لست الا جاهل ناقل اخي ونتعلم منكم وها أنت تظيف لنا الجديد وكم افتخر بك اخي واستاذي
                      اللهم اغفر لي يارب
                      اللهم اجمعنا في الفردوس الأعلى .
                      التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:37 ص.

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم والحمد له رب العالمين
                        وبعــــــــــــــــــد

                        بارك الله فيك أستاذنا الحبيب المهندس / زهدي جمال الدين

                        هذه الجلسة تعتبر مرجع هام للباحث الحقيقي عن حقيقة المسيح وتزوير كتاب الاناجيل .
                        لم أتمكن من قراءة كامل الموضوع اليوم .
                        فهو يحتاج مني بعض الوقت والهدوء لأتمعن في كل نقاطه . وسيتم ذلك لاحقا إن شاء الله تعالي .

                        ولكن أعجبتني جدا هذه الكلمات وكثيرا ما أستوقفتني وحدثت بها النصاري .
                        ولكن لا أجد عندهم رد
                        هذه فضيحة! و بالخصوص أنّ يسوع هو الله المتجسّد في دين بولس .
                        لا يوجد في كلّ أديان الدنيا منذ أن ذرأ الله ذرية آدم على الأرض دينٌ يلعن رّبه و إلهه إلا بولس و أتباعه، حتّى عابد البقر لا يلعنُ بقرتَه.

                        وأقول مقوله أخي الحبيب / م عمرو المصري . وأطلب السماح من مديرنا الحبيب / ياسر جبر
                        فأدعوا الله
                        اللهم أعطي النصاري عقول .
                        اللهم أعطي النصاري عقول .
                        اللهم أعطي النصاري عقول .

                        فوالله الذي لا إله غيره لو وصل تفكيرهم لمستوي تفكير عابدي البقر ( من تقديسهم لمعبودهم ) لكفروا بهذه الأناجيل التي جعلتهم يعبود شخصية وهميه أهم صفاتها أنها ............
                        مسخرة فـي أيدي البشر
                        بصـق وركــل وإستهزاء ولــعنة
                        لعنهم الله في الدنيا قبل الآخرة

                        والآن دعوني أوجه كلامي إلى كل مسيحي في جميع أنحاء العالم فأقول له:
                        أخي المسيحي.. هل تعلم أنّ علماءَك لا يَجرؤون أن يُصارِحوك أنّك تَلعَنُ المسيح ؟ ! هل تعلم أنّ لاعِنَ المسيح عيسى ملعونٌ، و مُبارِكَه مُباركٌ، قياساً على قول الله تعالى لعبده إِبْرَاهِيمَ ففي تك 12/3؛ 27/29:[ 2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ». ].

                        قال تعالي
                        (( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ))
                        هود 18
                        التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:36 ص.
                        بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .

                        (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ))

                        تعليق


                        • #13
                          تعليق على مسألة صلب المسيح


                          لعلّ أهمّ مسألة خلافية بين الإسلام و المسيحية هي الصلب. والرهان بين الدّيانتين العالميتين المؤثرتين في حياة النّاس هو نفي أو إثبات صلب عيسى عليه السلام.
                          والمحقّق في ما يسمّى بأسفار العهد الجديد يجد بخصوص هذا الشأن نوعين من النصوص:
                          1ـ تصريحات عقدية تعكس رؤية بولس الطرسوسي تقول بصلب يسوع.
                          2ـ كما يجد وقائع تاريخية تُعتبر بحقّ حججا دامغة وحاسمة عن نهاية عيسى عليه السلام في هذه الأرض والتي تثبت عكس ما ذهبت إليه تعاليم بولس.
                          حادثة الصلب حادثة تاريخية أجمع عليها الإنجيل والقرآن وأيّدها التلمود البابلي ولا خلاف فيها إلاّ في هوية المصلوب.
                          فهو يسوع الناصري عند اليهود وكنيسة بولس، وهو رجل ألقى الله عليه شبه يسوع عند المسلمين.
                          والشيء الذي يمكن أن نستخلصه بدون منازع هو: أنّ اليهود حرصوا على قتل يسوع صلباً.

                          ولتفسير ذلك بإيجاز نقول : أنّ اغتياله كان سيجعل منه شهيدا، مما يؤجج مشاعر الفخر و الاعتزاز به وهذا ما سيؤدي حتما لاستمرار دعوته؛ أمّا صلبه فسيجعل منه ملعونا وهذا ما من شأنه أن يصرف النّاس عن إتباعه.

                          قالت التوراة في تثنية21/22:
                          [22«وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا.].
                          ولكن كان يوجد عائقان كبيران يحولان بين اليهود ومبتغاهم هما:
                          ـ أولا: عائق ديني:إذ كيف يستطيع مجلس الشيوخ إقناع اليهود بأنّ يسوع يستحق الموت؟. فبأي حقّ يقتلُ رجلاً إسرائيليا لم يعمل شيئا مُدانٌ...لذلك فكّر اليهود في شبهة تفتح الطريق أمام مبتغاهم.وأعلن اليهود فكرهم جلياً في هذا الأمر
                          ـ ثانيا: عائق سياسي:فلكي يتم قتل رعية من رعايا الإمبراطورية الرومانية بهذه الطريقة ـ الصلب ـ وإقحام الوالي الروماني في قضية لا تعنيه مبدئيا، وعليه فيجب للقضية أن تستند لِتُهمَة يُجرّمُها القانون الروماني. وأعمل اليهود فكرهم جلياً في هذا الأمر كذلك.
                          ومن غرائب الصُدَفِ أنّ اسم "المسيح" تتقاطع فيه التُهمَتَان السيّاسية و الدينية.
                          التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:36 ص.

                          تعليق


                          • #14
                            جزاك الله خيرا على هذه التوضيحات الرائعة البالغة الحجة
                            والله أكبر
                            والحمد لله رب العالمين .
                            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:36 ص.

                            تعليق


                            • #15
                              حول صلب السيد المسيح

                              لماذا يرفضُ القرآنُ الكريم صلبَ عيسى عليه السلام.
                              وللإجابة نقول يجب أن ننظرَ للمسألة في سياقها الدّيني الاجتماعي، فنبي النّاصرة عليه السلام إسرائيلي بعثه الله إلى شعبه إسرائيل، و الفكرة المحورية في هذه القضية هي أنّ شريعة التوراة التي هي ضمير الشعب لا تُعَلّقُ رجلا على خشبةٍ إلاّ إذا كان مُجرماً عاتياً أو كافراً بالله تعالى مُجدّفاً.
                              فإذا نجحَ خصُومُه في صلبِه فقد مَسّوا بمصدَاقيته وأقنعوا النّاس من شعبِهم أنّ هذا الرجلَ ليسَ إلا تلميذا للشيطان ، لم يفعلْ عجيبةً من عجائبهِ إلا بقوة بعل زبول .
                              وإذا ثبتَ لنا يقيناً من التاريخ أنّ رسالة سيّدنا عيسى عليه السلام استمرّت و اشتدّ عودُها بعده فلا تفسير لها سوى أنّه لم يُصلبْ.
                              ولتقريب الفكرة دعوني أضرِبُ هذا المثل، هبْ أنّ رجلا مسلماً ادّعى الصلاح والكرامات بين المسلمين فتَبِعهُ البُسطاء والسذّجُ واستطاع أن يصنع لنفسه مكانة مقدّسةً بينهم، ثم بمرور الأيام بدأت تُرفعُ إلى النائب العام شكاوى مِن مريديه تتّهِمُه بالنصبِ والاحتيال وخيانة الثقّة والشعوذة والأخلاق الفاحشة، وأُوكِلَ التحقيقُ للشرطة و القضاة و جُمِعت عناصرُ الجريمة و اعترفَ المتّهمُ بجرائمه وقضتِ المحكمة الشرعية برَجْمِه جزاء بما قدّمتِ يداه.
                              لا شكّ أنّ هذا الرجلَ سيسقطُ في عيني النّاس ولا ريبَ أنّ ادّعاءاته ستنفضح، وسيتّضحُ لأتباعه أنّه كان مُغرّراً بهم.
                              ولنفرضْ أيضاً أنّ رجُلا قام بعدَه و قال:
                              ماتَ هذا المرجومُ من أجلِ خطايانا، فهل تجدُ هذه الدعوى بين المسلمين آذانا مُصغيةً ؟.
                              لا شكّ أنّ محاولةً مثلَ هذه ستفشلُ فشلا ذريعاً، إذ كيف يموت هذا الفاسقُ المجرِمُ من أجلِ خلاصنا؟؟ وإذا نجحت هذه الدعوة فإنّها ستنجحُ لا محالةً بين غيرِ المسلمين من وثنيين و غيرهم، وهذا ما حدثَ بالفعلِ ففكرةُ المسيح المصلوب نجحَت لا بين اليهود وإنّما بين الوثنيين من الإغريق و الرومان لأنّها فكرةٌ قريبةٌ من عقائدهم لكنّها بين شعب يسوع عليه السلام فضيحةٌ و جهالةٌ .
                              وهكذا نستطيعَ تلخيص هذه المعادلة كالتالي:
                              يُسلِّمُ اليهودي المؤمنُ بمسيحٍ مصلوبٍ لمّـا يسلِّمُ المسلمُ بصلاح وتقوى رجلٍ مَرجُومٍ.
                              والسؤال الآن ..ما مصلحة رسول الله صلى الله عليه وسلم من رفضه للصلب:
                              رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّيٌ خرج من قرية أمّية و كانت المسيحية منتشرة في ثلاث قارات:شمال إفريقيا ، أوروبا وآسيا. وجدهم متّفقين جميعا على أنّ عيسى مات مصلوبا تكفيرا عن خطايا البشر، و كان صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يؤمن به الناس فهل من الدبلوماسية المعهودة في الحسابات البشرية أن يواجه وحده جميع المسيحيين و يخسر تعاطفا ممكنا إن لم يكن من الكلّ فعلى الأقل من البعض .
                              المنطق يقول أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن لديه أيّة مصلحة في نكران صلب عيسى و لو لم يكن لديه اليقين العميق من أنّ مصدره متين، أقوى من اعتقاد جميع المسيحيين آنذاك، ما أقدم على قول شيء قد يظهر خطئه بعد حين، خصوصا أنّه عليه الصلاة و السلام لم يكن لديه أيّ دليل تاريخي أو نصّي أو أيّ شيء آخر يدعم به موقفه سوى اعتقاده أنّه ينقل خبرا من لدن الحكيم الخبير.
                              ولتوضيح الأمر على ما يمكن أن تكون عليه خيبة المسيحي من عقيدة المسلم نضرب هذا المثل:لنفرض أنّ سياسيا من انجلترا أراد أن يكسب الشعب المصري صديقا لقضيته ، فهل يجرؤ على التشكيك في أعزّ ما يفخرُ به المصريون وهو انتصارهم على إسرائيل في حرب أكتوبر، ويقول لهم: ما انتصرتم ولا حاربتم وإنّما شبّه لكم؟.
                              فتصوّر أخي القارئ كيف يستحيل في منطق البشر ويتعذّر أن تجمع بين إرادتك في كسب أصدقاء مع تكذيبك لأعزّ ما يتمسّكون به.
                              والحقيقة الجلية أنّ تكذيب القرآن لصلب عيسى عليه السلام كان من شأنه أن يصنع أعداءً لرسولنا صلى الله عليه وسلم و لا يمكن أن يصنع له أصدقاء.
                              وهذا دليلٌ حاسم في أنّ محمد صلى الله عليه وسلم كان مُبلّغا عن ربّه ليس إلا، لا يرجو مصلحة خاصّة من ذلك.
                              التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 15 يون, 2020, 08:36 ص.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              مغلق: علوم الاجنة بواسطة Momen Abedi
                              ابتدأ بواسطة Momen Abedi, 12 ديس, 2021, 07:30 ص
                              ردود 5
                              136 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                              ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 1 ديس, 2021, 08:18 م
                              ردود 9
                              281 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة طالب علم مصري  
                              ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 13 يول, 2021, 12:17 ص
                              ردود 5
                              314 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Mohamed Karm
                              بواسطة Mohamed Karm
                               
                              ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 20 ماي, 2021, 11:43 م
                              رد 1
                              175 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Mohamed Karm
                              بواسطة Mohamed Karm
                               
                              ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 15 ماي, 2021, 02:16 ص
                              ردود 0
                              135 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Mohamed Karm
                              بواسطة Mohamed Karm
                               
                              يعمل...
                              X