نقاش مع الزميل Hector في الإسلاميات

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Hector مسيحى اكتشف المزيد حول Hector
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقاش مع الزميل Hector في الإسلاميات


    النقاش مَعَ الزميل Hector في النصرانيات هُنا
    http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=49006

    أحمد.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    المشاركة الأصلية بواسطة wael_ag مشاهدة المشاركة


    تفضل زميلنا المحترم :
    ماذا تعرف عن نبي الإسلام .. (محمد صلى الله عليه وسلم)

    وإن احتجت المزيد نحن تحت أمرك
    لقد قرأت الموضوع وأزداد اعجابى بمحمد صلى الله عليه وسلم فهـو الصادق الامين الأب الرحيم والكثير من الصفات المبهرة

    مثل يســوع المسيح فهو الذى أقام الموتى وهو الذى ضحى بأبنه من أجل خطايا العالم الرب يباركلك أخى وائل
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد.; 5 سبت, 2013, 07:20 ص. سبب آخر: إضافة تنبيه.

  • #2
    أخي هيكتور، أولا اسمَحْ لي أنْ أُرَحِّبَ بكَ بيننا وألا أُخفي سعادَتي بانضمامِكَ لمُنتدانا،ة فمُنذُ وَقتٍ طويلٍ لمْ يَدْخُل إلينا ضيْفٌ عَلى هذا القَدْرِ مِن الخُلُقِ والأدبِ وسعَةِ الصدْرِ، لا أتكلَّمُ طبعا عَن رَغبَتِكَ فِي مَعرِفَةِ الإسلامِ فهَذِهِ تخصُّكَ أنتَ وهِيَ بينك وبينَ ربِّك، فمَنْ شاءَ فليؤمِن ومَنْ شاءَ فليَكْفُر، ولكِنِّي أتكلَّمُ عَن تهذيبِكَ فِي الحِوارِ والسؤالِ الذي وَصلَ إلى كِتابَتِكَ صيغَةَ الصلاةِ على نبيِّنا فقط لكيلا تجرَحَ مَشاعِرنا، واللهِ يا أخي هذا شعورٌ وخُلُقٌ نادِرٌ جدًّا فِي هذا الزمانِ، وفِي ضيوفِنا - للأسفِ - أشدُّ نُدْرَة، تقولُ إنَّك لستَ عالِما ولكني واللهِ قدْ رأيتُ كثيرا مِن عُلماءِ النصرانيَّةِ لا يُدانونكَ أدبا وخُلقا - وَكثيرٌ مِنْهُم أهلُ أدبٍ بلا شك - ولكِنَّك يَكفيكَ أنَّكَ إنسانٌ بحَقٍّ، النوعُ الذي يكادُ يَنقَرِضُ مِنْ عالَمِ الأحياءِ. أرجو أنْ تقبلَ صداقتي أخي، وألا تحْرِمنا مِن تواجُدِكَ مَعنا فِي المُنتدى سواءٌ اتفقنا فِي الحوارِ والنقاشِ أو لمْ نتَّفِق.

    مثل يســوع المسيح فهو الذى أقام الموتى وهو الذى ضحى بأبنه من أجل خطايا العالم الرب يباركلك أخى وائل

    اسمَحْ لِي أخي أنْ أسألَك شيئا بخصوصِ هذهِ العِبارَةِ: تقول عَن المَسيحِ عليهِ السلامُ "وهو الذى ضحى بأبنه من أجل خطايا العالم"، لكِن ما أعرِفُه أنَّ يَسوعَ ماتَ ولمْ يَتزوَّج أو يُنجِبْ، فكيفَ ضحَّى بـ"ابنِهِ" كما تقولُ ؟

    لِي سؤالٌ آخر: هلْ تَعرِفُ ماذا قالَ القرآنُ وماذا قالَ نبيُّنا مُحمَّدٌ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَنْ مَريَمَ العذراءَ ؟
    وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

    رحِمَ
    اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد. مشاهدة المشاركة
      أخي هيكتور، أولا اسمَحْ لي أنْ أُرَحِّبَ بكَ بيننا وألا أُخفي سعادَتي بانضمامِكَ لمُنتدانا،ة فمُنذُ وَقتٍ طويلٍ لمْ يَدْخُل إلينا ضيْفٌ عَلى هذا القَدْرِ مِن الخُلُقِ والأدبِ وسعَةِ الصدْرِ، لا أتكلَّمُ طبعا عَن رَغبَتِكَ فِي مَعرِفَةِ الإسلامِ فهَذِهِ تخصُّكَ أنتَ وهِيَ بينك وبينَ ربِّك، فمَنْ شاءَ فليؤمِن ومَنْ شاءَ فليَكْفُر، ولكِنِّي أتكلَّمُ عَن تهذيبِكَ فِي الحِوارِ والسؤالِ الذي وَصلَ إلى كِتابَتِكَ صيغَةَ الصلاةِ على نبيِّنا فقط لكيلا تجرَحَ مَشاعِرنا، واللهِ يا أخي هذا شعورٌ وخُلُقٌ نادِرٌ جدًّا فِي هذا الزمانِ، وفِي ضيوفِنا - للأسفِ - أشدُّ نُدْرَة، تقولُ إنَّك لستَ عالِما ولكني واللهِ قدْ رأيتُ كثيرا مِن عُلماءِ النصرانيَّةِ لا يُدانونكَ أدبا وخُلقا - وَكثيرٌ مِنْهُم أهلُ أدبٍ بلا شك - ولكِنَّك يَكفيكَ أنَّكَ إنسانٌ بحَقٍّ، النوعُ الذي يكادُ يَنقَرِضُ مِنْ عالَمِ الأحياءِ. أرجو أنْ تقبلَ صداقتي أخي، وألا تحْرِمنا مِن تواجُدِكَ مَعنا فِي المُنتدى سواءٌ اتفقنا فِي الحوارِ والنقاشِ أو لمْ نتَّفِق.



      اسمَحْ لِي أخي أنْ أسألَك شيئا بخصوصِ هذهِ العِبارَةِ: تقول عَن المَسيحِ عليهِ السلامُ "وهو الذى ضحى بأبنه من أجل خطايا العالم"، لكِن ما أعرِفُه أنَّ يَسوعَ ماتَ ولمْ يَتزوَّج أو يُنجِبْ، فكيفَ ضحَّى بـ"ابنِهِ" كما تقولُ ؟

      لِي سؤالٌ آخر: هلْ تَعرِفُ ماذا قالَ القرآنُ وماذا قالَ نبيُّنا مُحمَّدٌ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَنْ مَريَمَ العذراءَ ؟
      أشكرك كثيرا أخى أحمد على المقدمة الطيبة ثانيا يسوع لم يمت فالذى مات هو الناسوت فالله كان متجسد فى جسد أنسان فالجسد مات الى هو الناسوت والله لم يمت الى هو اللاهوت

      ثالثا يسوع لم يتزوج ولم ينجب فاللة هو واحد لكنة في ثلاثة اقانيم فاللة الاب هو اللة بحد ذاتة والابن هو ايضا اللة ولكن صورة ثانية للة والروح القدس هو روح هذا الالة اي ان الروح القدس هو اللة ايضا بحد ذاتة مثلا ان الشمس هي شمس فشبة ان اللة الاب بالشمس كلها والابن باشعة الشمس والروح القدس بنور وحرارة الشمس ولكنهم واحدة شمس واحدة وهكذا الاب هو اللة والابن هو المسيح وهو نور الاب للعالم والروح القدس هو روح اللة القدوس وطعم الحياة =اللة واحد لا شريك لة

      اما بالنسبة لسؤالك الاخر الصراحة لا أعرف لكن أخوتى فى المنتديات المسيحية يقولون لى ان القرأن اهاان السيد يسوع المسيح له كل المجد واهان السيدة مريم لا اعرف هل هذا الكلام صحيح ولكنى سألتهم عن ايات فى القرأن الكريم جابولى احدايث واياات ليس لها علاقة بالموضوع أتمنى ان انتا تقول لى ماذا يقول القران عن السيدة مريم

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة Hector مشاهدة المشاركة

        اما بالنسبة لسؤالك الاخر الصراحة لا أعرف لكن أخوتى فى المنتديات المسيحية يقولون لى ان القرأن اهاان السيد يسوع المسيح له كل المجد واهان السيدة مريم لا اعرف هل هذا الكلام صحيح ولكنى سألتهم عن ايات فى القرأن الكريم جابولى احدايث واياات ليس لها علاقة بالموضوع أتمنى ان انتا تقول لى ماذا يقول القران عن السيدة مريم

        بدايَة يجبُ أنْ نعلمَ أنَّ القرآنَ لمْ يُجامِلْ النصارى قط، بل على العَكسِ فإنَّ سببَ عداوةِ النصارى للإسلامِ هوَ أنَّ القرآنَ فضحَ - بمُنتهى القوَّةِ - مُعتقداتِهِم وشرْكَهُم وهاجمَهُم لعبادَتِهِم المسيحَ عليهِ السلام، وأعلن صراحَةً أنَّهُ عبدٌ مِن عِبادِ اللهِ، عبدُ اللهِ وكلِمَتُهُ ألقاها إلى مَريمَ وروح مِنه.

        وبالرغمِ مِن ذلِكَ عِندما يأتي القرآنُ للحديثِ عَن العذراءِ وابنِها يختلفُ الأمرُ اختلافا عظيما.

        السيِّدَةُ مَريمُ عليها السلامُ هِيَ المرأةُ الوَحيدَةُ التي ذُكِرَت باسْمِها فِي كِتابِ اللهِ تعالى، ذكرَها اللهُ فِي كِتابِهِ أربعا وثلاثينَ مرَّةً باسمِها صريحا بخِلافِ المرَّاتِ التى ذُكِرَت فيها دونَ ذِكرِ اسمِها، لمْ يَذكُرْ اللهُ سُبحانه امرأة غيرَها باسمِها لا مِن نساءِ الأنبياءِ ولا مِن الصالِحاتِ ولا المؤمناتِ رغمَ أنَّ بَعضَهُنَّ ذُكِرنَ فِي القرآنِ ولكِن دونَ التصريحِ بأسمائِهِنَّ.

        سمَّى اللهُ تعالى سورَةً مِن أعظمِ وأجلِّ وأجمَلِ سوَرِ القرآنِ الكريمِ باسمِها - عليها السلامُ - وهِيَ سورَةُ "مَريمَ"، ولمْ يَكتَفِ بهذا بل سمَّى سُبحانه سورَةً مِن أكبرِ سوَرِ القرآنِ الكريمِ باسمِ عائِلتِها، وهِيَ السورَةُ الوحيدَةُ التي سُميَّتِ باسمِ عائلةٍ فِي كِتابِ اللهِ وَهِيَ سورَةُ "آلِ عِمران" أي "أهل عمران" والد مريمَ عليها السلام. لمْ يُسمِّ اللهُ تعالى فِي كِتابهِ سورَة باسمِ "آل إبراهيم" ولا "آل موسى" ولكِنْ سمَّى "آل عِمْران".

        والغريبُ فِي سورَةِ "مريمَ" أنَّ السورَةَ تبدأ بقصَّةِ "زكريا" وَ"يحيى" عليهِما السلامُ ثمَّ تأتي قِصَّةُ "مريمَ" ثمَّ قِصَّةُ "إبراهيمَ" عليهِما السلامُ وَهكذا، ومِن بينِ جميعِ الأنبياءِ الذينَ ذُكِروا فِي هذهِ السورَةِ يختارُ اللهُ تعالى لها اسمَ البتولِ عليها السلامُ.

        تبدأُ قِصَّةُ "مريم" عليها السلامُ فِي سورتِها بقولِ اللهِ تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ .... (16)} وَهِيَ عِبارَةٌ جليلَةٌ فِي التشريفِ والتعظيمِ، فقدْ ذكرَ اللهُ تعالى القرآنَ الكريمَ بلفظِ "الكِتاب" مُعرَّفا بالألفِ واللامِ تشريفا لهُ وتعظيما فكأنَّهُ سُبحانهُ قال: اذكُر يا مُحمَّدُ فِي هذا الكِتابِ الجليلِ العظيمِ مريم .. رِفعَة لها وإجلالا لقدْرِها، وذاتُ العِبارَةِ استُخدِمَت فِي هذهِ السورَةِ فِي أربعةِ مواضِعَ أُخرَ مَع الأنبياء الأطهارِ العِظامِ الأبرارِ إبراهيمَ وموسى وإسماعيلَ وإدريسَ عليهِمُ السلامُ.

        وتمضي السورةُ فِي قصِّ حِكايَةِ حملِها وَكيفَ أتاها المَلكُ وبشَّرَها بالمسيحِ عليهِ السلامُ، حتى وَضَعَتْهُ وأتَتْ بهِ قومَها، وكَيفَ أنطقَهُ اللهُ تعالى وهوَ فِي المَهدِ ليُدافِعَ عَنها وَعَنْ شرَفِها، ورَغمَ أنَّ القِصَّة كلَّها تشريفٌ وتنزيهٌ لها مِمَّا ادَّعاهُ عليها يهودٌ لعنَهُم اللهُ إلا أنَّها تضمَّنت ثلاثَ شهاداتٍ صريحاتٍ لها رضِيَ اللهُ عَنها، إحداها على لِسانِها لمَّا بشَّرَها المَلَكُ {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)} والأخرى على لِسانِ قَومِها، فرَغمَ اتِّهامِهِم لها إلا أنَّ اللهَ تعالى سجَّلَ عليهِم قولَهُم لها {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)} والثالثةُ على لِسانِ وليدِها لمَّا أشارَت إليهِ عليهِما السلامُ{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}.

        ولكِنْ انظُرْ إلى مُواساةِ المَلَكِ لها وحِرصِ اللهِ عليها لمَّا جزَعَت حين حضرتْها الوِلادَةُ، كما حكى اللهُ {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)} انظر لرَوعَةِ التعبيرِ "فكلي واشربي وقرِّي عَينا".

        وفِي سورَةِ آلِ عِمرانَ يذكرُ اللهُ تعالى عائلة أبيها مَقرونة بآدمَ ونوحٍ وآلِ إبراهيمَ وأنَّ اللهَ تعالى قدْ اصطفاهُم على العالمينَ، يقولُ اللهُ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}، ثمَّ يحكي لنا ربُّنا تبارَكَ وتعالى قِصَّتَها عليها السلامُ مُذْ كانتَ جنينا فِي بطنِ أمِّها البارَّةِ الطيِّبةِ التي نذَرَت ما فِي بطنِها للهِ لِخدمَةِ الهيكلَ، قال اللهُ {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)} فلمَّا وَضعَت إذ هِيَ وَضعَت أنثى، وشريعَةُ موسى كانَت تحظرُ على الإناثِ الخِدْمَة فِي الهَيكلِ، ورَغمَ ذلِك إلا أنَّ اللهَ تعالى قبِلَ مَريمَ عليها السلامُ وكفَّلها نبيَّهُ الكريمَ "زكريا" ولمْ يَسمَحْ لأحَدٍ غيرهُ بكفالَتِها مِصداقا لقولِ اللهِ سُبحانه {.... وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)}، حتى أنَّ اللهَ تعالى كانَ يأتيها بالطعامِ حتى اندَهَشَ نبيُّ اللهِ مِن حالِها فأعطتْهُ درسا بليغا كانَ سببا في أنْ يقومَ عليهِ السلامُ بالدعاءِ للهِ أنْ يهبَهُ الولدَ وهوَ الذي قدْ بلغَهُ الكِبرُ وامرأتُه عاقِرٌ، فكانَت النتيجَةُ أنْ جاءَ نبيٌّ عظيمٌ لمْ يُجعل لهُ مِن قبلُ سميًّا، قالَ اللهُ عَنهُ {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)} (مريم)، قالَ اللهُ {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)}.

        ثمَّ وفِي تشريفٍ وتكريمٍ لمْ تنلْهُ امرأةٌ غيرُها مِن نساءِ العالمينَ فِي كِتابِ ربِّ العالمينَ يذكرُ لنا سُبحانه قولا قالتْهُ لها الملائِكَةُ مِن أعظمِ ما قيلَ لبشرٍ قط، وهنيئا لها سيِّدَةُ نساءِ العالمينَ، قالَ اللهُ {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}.

        وَبلغَ مِن شريفِ قدْرِها وعَظيمِ أمرِها أنْ ذمَّ اللهُ تعالى يهودَ لأجلِها، قالَ ربِّي {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)} (النساء)

        وَفي سورَةِ المائِدَةِ يَصِفُها ربُّنا تبارَكَ وتعالى بأنَّها "صِدِّيقةٌ"، يقولُ {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)}.

        ولمْ يَقِفْ التشريفُ والتكريمُ عِندَ هذا الحَدِّ بلْ قدْ بلغَتْ البتولُ عِندَ اللهِ شأوا أنْ ضربَها اللهُ تعالى مَثلا للذينَ آمنوا مَع أُختٍ لها هِيَ امرأةُ فِرعونَ التي ربَّت موسى عليه السلامُ والتي لمْ يَمنَعْها طغيانُ زوجِها أنْ تؤمِنَ باللهِ، وَفي هذا المثلِ يصفُها اللهُ تعالى بأنَّها أحصَنَت فرْجها وَصدَّقت بكلماتِ ربِّها وكُتبِهِ وكانت مِن القانتين، قالَ اللهُ {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} (التحريم).


        أقفُ هُنا وأعتذرُ مِنكَ إنْ كنتُ أطلتُ عليكَ، وإنْ شِئتَ أخبَرْتُكَ ماذا قالَ عَنها نبيُّنا صلى اللهُ عليهِ وسلَّم.

        وَلكِن، هَلْ نجدُ مِثلَ هذا التكريمِ لها فِي الكِتابِ المُقدَّسِ ؟

        وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

        رحِمَ
        اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أحمد. مشاهدة المشاركة


          بدايَة يجبُ أنْ نعلمَ أنَّ القرآنَ لمْ يُجامِلْ النصارى قط، بل على العَكسِ فإنَّ سببَ عداوةِ النصارى للإسلامِ هوَ أنَّ القرآنَ فضحَ - بمُنتهى القوَّةِ - مُعتقداتِهِم وشرْكَهُم وهاجمَهُم لعبادَتِهِم المسيحَ عليهِ السلام، وأعلن صراحَةً أنَّهُ عبدٌ مِن عِبادِ اللهِ، عبدُ اللهِ وكلِمَتُهُ ألقاها إلى مَريمَ وروح مِنه.

          وبالرغمِ مِن ذلِكَ عِندما يأتي القرآنُ للحديثِ عَن العذراءِ وابنِها يختلفُ الأمرُ اختلافا عظيما.

          السيِّدَةُ مَريمُ عليها السلامُ هِيَ المرأةُ الوَحيدَةُ التي ذُكِرَت باسْمِها فِي كِتابِ اللهِ تعالى، ذكرَها اللهُ فِي كِتابِهِ أربعا وثلاثينَ مرَّةً باسمِها صريحا بخِلافِ المرَّاتِ التى ذُكِرَت فيها دونَ ذِكرِ اسمِها، لمْ يَذكُرْ اللهُ سُبحانه امرأة غيرَها باسمِها لا مِن نساءِ الأنبياءِ ولا مِن الصالِحاتِ ولا المؤمناتِ رغمَ أنَّ بَعضَهُنَّ ذُكِرنَ فِي القرآنِ ولكِن دونَ التصريحِ بأسمائِهِنَّ.

          سمَّى اللهُ تعالى سورَةً مِن أعظمِ وأجلِّ وأجمَلِ سوَرِ القرآنِ الكريمِ باسمِها - عليها السلامُ - وهِيَ سورَةُ "مَريمَ"، ولمْ يَكتَفِ بهذا بل سمَّى سُبحانه سورَةً مِن أكبرِ سوَرِ القرآنِ الكريمِ باسمِ عائِلتِها، وهِيَ السورَةُ الوحيدَةُ التي سُميَّتِ باسمِ عائلةٍ فِي كِتابِ اللهِ وَهِيَ سورَةُ "آلِ عِمران" أي "أهل عمران" والد مريمَ عليها السلام. لمْ يُسمِّ اللهُ تعالى فِي كِتابهِ سورَة باسمِ "آل إبراهيم" ولا "آل موسى" ولكِنْ سمَّى "آل عِمْران".

          والغريبُ فِي سورَةِ "مريمَ" أنَّ السورَةَ تبدأ بقصَّةِ "زكريا" وَ"يحيى" عليهِما السلامُ ثمَّ تأتي قِصَّةُ "مريمَ" ثمَّ قِصَّةُ "إبراهيمَ" عليهِما السلامُ وَهكذا، ومِن بينِ جميعِ الأنبياءِ الذينَ ذُكِروا فِي هذهِ السورَةِ يختارُ اللهُ تعالى لها اسمَ البتولِ عليها السلامُ.

          تبدأُ قِصَّةُ "مريم" عليها السلامُ فِي سورتِها بقولِ اللهِ تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ .... (16)} وَهِيَ عِبارَةٌ جليلَةٌ فِي التشريفِ والتعظيمِ، فقدْ ذكرَ اللهُ تعالى القرآنَ الكريمَ بلفظِ "الكِتاب" مُعرَّفا بالألفِ واللامِ تشريفا لهُ وتعظيما فكأنَّهُ سُبحانهُ قال: اذكُر يا مُحمَّدُ فِي هذا الكِتابِ الجليلِ العظيمِ مريم .. رِفعَة لها وإجلالا لقدْرِها، وذاتُ العِبارَةِ استُخدِمَت فِي هذهِ السورَةِ فِي أربعةِ مواضِعَ أُخرَ مَع الأنبياء الأطهارِ العِظامِ الأبرارِ إبراهيمَ وموسى وإسماعيلَ وإدريسَ عليهِمُ السلامُ.

          وتمضي السورةُ فِي قصِّ حِكايَةِ حملِها وَكيفَ أتاها المَلكُ وبشَّرَها بالمسيحِ عليهِ السلامُ، حتى وَضَعَتْهُ وأتَتْ بهِ قومَها، وكَيفَ أنطقَهُ اللهُ تعالى وهوَ فِي المَهدِ ليُدافِعَ عَنها وَعَنْ شرَفِها، ورَغمَ أنَّ القِصَّة كلَّها تشريفٌ وتنزيهٌ لها مِمَّا ادَّعاهُ عليها يهودٌ لعنَهُم اللهُ إلا أنَّها تضمَّنت ثلاثَ شهاداتٍ صريحاتٍ لها رضِيَ اللهُ عَنها، إحداها على لِسانِها لمَّا بشَّرَها المَلَكُ {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)} والأخرى على لِسانِ قَومِها، فرَغمَ اتِّهامِهِم لها إلا أنَّ اللهَ تعالى سجَّلَ عليهِم قولَهُم لها {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)} والثالثةُ على لِسانِ وليدِها لمَّا أشارَت إليهِ عليهِما السلامُ{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}.

          ولكِنْ انظُرْ إلى مُواساةِ المَلَكِ لها وحِرصِ اللهِ عليها لمَّا جزَعَت حين حضرتْها الوِلادَةُ، كما حكى اللهُ {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)} انظر لرَوعَةِ التعبيرِ "فكلي واشربي وقرِّي عَينا".

          وفِي سورَةِ آلِ عِمرانَ يذكرُ اللهُ تعالى عائلة أبيها مَقرونة بآدمَ ونوحٍ وآلِ إبراهيمَ وأنَّ اللهَ تعالى قدْ اصطفاهُم على العالمينَ، يقولُ اللهُ {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}، ثمَّ يحكي لنا ربُّنا تبارَكَ وتعالى قِصَّتَها عليها السلامُ مُذْ كانتَ جنينا فِي بطنِ أمِّها البارَّةِ الطيِّبةِ التي نذَرَت ما فِي بطنِها للهِ لِخدمَةِ الهيكلَ، قال اللهُ {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)} فلمَّا وَضعَت إذ هِيَ وَضعَت أنثى، وشريعَةُ موسى كانَت تحظرُ على الإناثِ الخِدْمَة فِي الهَيكلِ، ورَغمَ ذلِك إلا أنَّ اللهَ تعالى قبِلَ مَريمَ عليها السلامُ وكفَّلها نبيَّهُ الكريمَ "زكريا" ولمْ يَسمَحْ لأحَدٍ غيرهُ بكفالَتِها مِصداقا لقولِ اللهِ سُبحانه {.... وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)}، حتى أنَّ اللهَ تعالى كانَ يأتيها بالطعامِ حتى اندَهَشَ نبيُّ اللهِ مِن حالِها فأعطتْهُ درسا بليغا كانَ سببا في أنْ يقومَ عليهِ السلامُ بالدعاءِ للهِ أنْ يهبَهُ الولدَ وهوَ الذي قدْ بلغَهُ الكِبرُ وامرأتُه عاقِرٌ، فكانَت النتيجَةُ أنْ جاءَ نبيٌّ عظيمٌ لمْ يُجعل لهُ مِن قبلُ سميًّا، قالَ اللهُ عَنهُ {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)} (مريم)، قالَ اللهُ {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)}.

          ثمَّ وفِي تشريفٍ وتكريمٍ لمْ تنلْهُ امرأةٌ غيرُها مِن نساءِ العالمينَ فِي كِتابِ ربِّ العالمينَ يذكرُ لنا سُبحانه قولا قالتْهُ لها الملائِكَةُ مِن أعظمِ ما قيلَ لبشرٍ قط، وهنيئا لها سيِّدَةُ نساءِ العالمينَ، قالَ اللهُ {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}.

          وَبلغَ مِن شريفِ قدْرِها وعَظيمِ أمرِها أنْ ذمَّ اللهُ تعالى يهودَ لأجلِها، قالَ ربِّي {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)} (النساء)

          وَفي سورَةِ المائِدَةِ يَصِفُها ربُّنا تبارَكَ وتعالى بأنَّها "صِدِّيقةٌ"، يقولُ {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)}.

          ولمْ يَقِفْ التشريفُ والتكريمُ عِندَ هذا الحَدِّ بلْ قدْ بلغَتْ البتولُ عِندَ اللهِ شأوا أنْ ضربَها اللهُ تعالى مَثلا للذينَ آمنوا مَع أُختٍ لها هِيَ امرأةُ فِرعونَ التي ربَّت موسى عليه السلامُ والتي لمْ يَمنَعْها طغيانُ زوجِها أنْ تؤمِنَ باللهِ، وَفي هذا المثلِ يصفُها اللهُ تعالى بأنَّها أحصَنَت فرْجها وَصدَّقت بكلماتِ ربِّها وكُتبِهِ وكانت مِن القانتين، قالَ اللهُ {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)} (التحريم).


          أقفُ هُنا وأعتذرُ مِنكَ إنْ كنتُ أطلتُ عليكَ، وإنْ شِئتَ أخبَرْتُكَ ماذا قالَ عَنها نبيُّنا صلى اللهُ عليهِ وسلَّم.

          وَلكِن، هَلْ نجدُ مِثلَ هذا التكريمِ لها فِي الكِتابِ المُقدَّسِ ؟

          بأسم الاب والأبن والروح القدس اله واحد امين أما بعد

          الصراحة أخى احمد كلام القران عن السيدة مريم جميلا جدا وفى غاية الابهار



          ثانية أما عن سؤالك

          وَلكِن، هَلْ نجدُ مِثلَ هذا التكريمِ لها فِي الكِتابِ المُقدَّسِ ؟

          اقول لك نعم نجد فالكتاب المقدس كرم السيدة مريم كثيرا

          وشــكرا

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة Hector مشاهدة المشاركة

            لقد قرأت الموضوع وأزداد اعجابى بمحمد صلى الله عليه وسلم فهـو الصادق الامين الأب الرحيم والكثير من الصفات المبهرة
            مرحباً بالزميل الكريم هيكتور بمنتدى حراس العقيدة

            إن كنتَ تقر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق والأمانة فإنك تقر إذًا أنه لم يكذب فيما بلغ عن ربنا جل في علاه
            أليس كذلك ؟ أم أنك تحتاج مزيداً من الأدلة للتوثق من حقيقة صدقه صلى الله عليه وسلم ؟

            ونشكر لك حُسن أدبك في الحوار ..
            فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
            شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
            مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
            لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
            إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
            أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
            خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
            الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

            أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
            <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
            ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

            تعليق


            • #7
              للرفع، انتظارا لزميلنا للسؤالِ عمَّا يوَدُّ مَعرِفتَه.
              وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

              رحِمَ
              اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

              تعليق


              • #8
                الله يبارك بك يا أخ أحمد
                بحق سيدة العالمين مريم البتول الصديقة وابنها النبي الصادق عليهما وعلى نبينا أفضل الصلوات وأزكى التسليمات.
                وبعد إذنك اخي أحمد
                أرحب بالأخ الكريم المسيحي
                Hector
                وأسأله للمعرفة , في قوله
                يسوع لم يمت فالذى مات هو الناسوت فالله كان متجسد فى جسد أنسان فالجسد مات الى هو الناسوت والله لم يمت الى هو اللاهوت

                على ما فهمت من قولك اخي العزيز أن الله مركب من أبعاض هو خالقها , وهي الناسوت واللاهوت والجسد ؟؟ , فهذه الثلاثة تساوي عندكم الله الواحد , 1+1+1=1 ! فهل هذا الله المركّب من ثلاثة حين نقص منه واحد الذي هو " الناموس الميت" نقص أم بقي كاملا ؟.
                وشكرا

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فرحات الجزائري مشاهدة المشاركة
                  الله يبارك بك يا أخ أحمد
                  بحق سيدة العالمين مريم البتول الصديقة وابنها النبي الصادق عليهما وعلى نبينا أفضل الصلوات وأزكى التسليمات.
                  وبعد إذنك اخي أحمد
                  أرحب بالأخ الكريم المسيحي
                  hector
                  وأسأله للمعرفة , في قوله

                  على ما فهمت من قولك اخي العزيز أن الله مركب من أبعاض هو خالقها , وهي الناسوت واللاهوت والجسد ؟؟ , فهذه الثلاثة تساوي عندكم الله الواحد , 1+1+1=1 ! فهل هذا الله المركّب من ثلاثة حين نقص منه واحد الذي هو " الناموس الميت" نقص أم بقي كاملا ؟.
                  وشكرا

                  بارَكَ اللهُ فيكَ أخي.

                  النقاش مَعَ الزميل hector في النصرانيات هُنا
                  وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                  رحِمَ
                  اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                  تعليق


                  • #10
                    تحيّة للصّديق Hector و لـحواره الرّاقي
                    لكنّني لاحظت في كلامه .. أنّه قال أنّ سيّدتنا مريم البتول مكرّمة أيضا في النصرانيّة !!
                    وهذا ما لم أراه صراحة.. حيث ابنها يسوع.. لم يتعامل معها بـطريقة محترمة.. حيث قال لها عندما طلبت منه أن يسقي النّاس خمرا ..
                    قال لها : ما لي و لكي يا امرأة ؟ لم تأتي ساعتي بعد !

                    و هنا.. أخطـء يسوع خطـئين.. فـهو لم يحترم أمّه من ناحية اجابته لها التي كان فيها قلّة الاحترام و الأنفعال.. و هو كما أعلم لم يقل لها ( أمّي ) في أيّ موقع من الكتاب المقدّس.. بل جاوبها و نعتها بالأمرأة و بـطريقة انفعاليّة.. و هو وصف غيرها بـالأمرأة.. عندما تكلّم مع احدى الزّانيات !!
                    و في النّاحية الأخرى.. كيف له أن يكون كلمة الله من البداية.. و هو كان مشغول مع تلاميذه في الحفلة.. لـدرجة أنّ الحفلة ألهته عن الألوهيّة ؟
                    هل الأله يلتهي و يستمتع بـأمور دنيويّة ؟ و كيف يستمتع بها و يكون فرحان.. وهو العارف بها و بـكلّ ما في الدّنيا من أمور ؟

                    أمّا الأسلام.. فـهو احترم سيّدنا عيسى عليه الصلاة و السلام و احترم أمّه.. فـهو لم يلتهي عن ربّه في شيء.. بل قال بعد ولادته مباشرة .. بعد بسم الله الرحمن الرحيم :
                    قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا .. فـهو حكم على نفسه بـالعبوديّة لله تعالى و بـأنّه نبيّ جاء بـالكتاب لـكي ينشر دين الله تعالى.. أمّا يسوع فـلاحظنا أنّه كان يتجنّب الدّعوة و العبوديّة و نشر الدّين.. بل تحجّج بـالوقت الذي لم يأتي بعد لـيبدأ بـنشر الرّسالة !!

                    و قال سيّدنا عيسى عليه الصلاة و السلام بعد بسم الله الرحمن الرحيم :
                    وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا .. حيث هو أعلن عن احترامه و طاعته المطلقة لأمّه التي وصفها بـوالدته.. حيث قال ( و برّا بوالدتي ) أي طاعة و احترام لـوالدتي... و جعل رضى الله في الطّليعة.. ثمّ رضى أمّه في المرتبة الثانية............ و أعلن أنّه عبد الله و رسوله و مكلّف بـالرسالة و طاعة الله و طاعة أمّه و أنّه ليس شقي ( لم يجعلني جبّارا شقيّا ) ....... في الوقت الذي كان فيه يسوع متهوّر مع أمّه و لم يحترمها.. و تحجّج بـعدم مجيء وقته.. حيث كان مستمع بـالشقاوة و اللّهو في الحفلة مع تلاميذه و ما كان فيها من خمر و لهو و لعب


                    الأمر الأخر.. أنّ كثير من النصارى لم يحترموا سيّدتنا مريم البتول.. حيث نصف النّصارى مثل البروتستانت.. زوّجوها لـيوسف النجّار.. زواج نكاح .. فيما جميع المسلمين يعترفون بـعذريّة سيّدتنا مريم البتول..

                    تعليق


                    • #11
                      رد: نقاش مع الزميل Hector في الإسلاميات

                      للرفع ...
                      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                      ،،،
                      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                      أحمد .. مسلم

                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      مغلق: علوم الاجنة بواسطة Momen Abedi
                      ابتدأ بواسطة Momen Abedi, 12 ديس, 2021, 07:30 ص
                      ردود 5
                      136 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة د.أمير عبدالله  
                      ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 1 ديس, 2021, 08:18 م
                      ردود 9
                      281 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة طالب علم مصري  
                      ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 13 يول, 2021, 12:17 ص
                      ردود 5
                      312 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة Mohamed Karm
                      بواسطة Mohamed Karm
                       
                      ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 20 ماي, 2021, 11:43 م
                      رد 1
                      175 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة Mohamed Karm
                      بواسطة Mohamed Karm
                       
                      ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 15 ماي, 2021, 02:16 ص
                      ردود 0
                      134 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة Mohamed Karm
                      بواسطة Mohamed Karm
                       
                      يعمل...
                      X