(من الحياة ) أبناء أحلام ...وعائله جاسر قصه حقيقه

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أم رودي مسلمه اكتشف المزيد حول أم رودي
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد. مشاهدة المشاركة



    ما رأيكم لو قمنا بتظاهرة سلمية - بالملوتوف - لإجبار إدارة المتندى على إيقافكم ثلاثة أيامٍ أو تتوبون عَن طرح هذا السؤال ؟

    سلميه .........لا سلميه ......لا

    دة أنا كنت بقول أني هنقل كل القصه كلها حالا لكن مظاهرة سلميه لا أنا عندي عيال

    جزاكم الله خيرا علي الرد والتشجيع أستاذ أحمد فقد كنت أخشي ان القصه لم تلاقي متابعه فلا داعي للاثقال علي سيرفر المنتدي
    اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

    تعليق


    • #17
      الفصل السادس

      أصرت ام عبد الرحمن على استقبالهم بنفسها عند بوابة المنزل الداخليه ورأتهم وهم يخطون أول خطواتهم فى حديقة المنزل الكبير .. رحبت أم عبد الرحمن بهم أشد ترحيب وأحتضنت مريم وايمان فى حنان وأكتفت أم وليد :بلقاء بارد وتحيه مصطنعه

      كانت دهشة الاخوه الثلاثه بالغه حينما رأوا الطابق الخاص بهم وشاهدوا ما اعده لهم أعمامهم فيه ..لا ينقصه شىء الشقق بها جميع الكماليات والاثاث الفاخر مما زاد انبهار مريم بصفه خاصه

      كانت الفتيات تتعامل ببهجه وهم يضعون الملابس فى خزاناتها الخاصه ويجهزون كل شىء وكانت أم عبد الرحمن تعد الطعام فى شقتها وعلى وجهها علامات السرور فلقد احبتهم كثيرا وشعرت انهم ابنائها التى لم تنجبهم وكانت تساعدها أم وليد التى ما لبثت ان قالت فى ضيق:البت الصغيره دى شكلها مش مريحنى ابدا شبه امها كده

      أم عبد الرحمن:بقولك ايه يا ام وليد دول مش جايين يومين وماشين لا دول جايين يعيشوا هنا يعنى انسى بقى أنك بتكرهى أمهم الله يسامحها أفتكرى بس أنهم يبقوا ولاد علي الله يرحمه

      ام وليد:انا عارفه انك علانياتك يا عفاف..حتى لو احنا نسينا امهم ...هما مش هينسوا والله اعلم ناوين على ايه وابقى افتكرى كلامى ده كويس
      دخلت فرحه مقاطعة حديثهم:ماما خلصنا خلاص كله تمام

      ام وليد :واحنا كمان خلصنا روحى نادى وفاء علشان نجهز السفره
      وفى غرفه المكتب كان يوسف يداعب ايهاب قائلا:بما انك بقى مهندس ديكور عاوز اعرف ينفع اعمل شقتى كلها مرايات
      ضحك الجميع وقال ايهاب :اه طبعا ينفع اهو بالنهار تبقى شقه وبالليل ممكن نقلبها ملاهى

      ضحك عبد الرحمن وقال:اصل يوسف تقريبا كان ناوى يحط كاميرات مراقبه لمراته لما يتجوز ..شكله كده غير رأيه وقال المريات ارخص
      كان وليد متجهما بعض الشىء فلم يشاركهم داعاباتهم

      نظر الحاج ابراهيم لاخيه وقال:شكلنا كده مش هنخلص منهم يا حسين انا جعت ايه مفيش اكل النهارده ولا ايه
      الحاج حسين موجها حديثه ل يوسف :لو سمحت يا يوسف روح شوف جهزوا السفره ولا ايه

      خرج يوسف متجها الى المطبخ وكانت فرحه آتيه بصحبه ايمان ومريم
      نادت فرحه على يوسف قائله:يوسف تعالى انت لسه مشوفتش ايمان ومريم ولاد عمى وأشارت الى ايمان وقالت :دى ايمان الكبيرة اما دى بقى مريم
      تلاقة نظرات يوسف بمريم عرفها وعرفته فقال بقتضاب :اهلا وسهلا وحمد الله على السلامه ثم التفت الى أخته وقال لو سمحتى يا فرحه جهزوا الاكل بسرعه
      فرحه بسعاده:خلاص الاكل جاهز خمس دقايق وتلاقوا السفره جاهزة

      عاد يوسف ادراجه الى المكتب مصدوما ومتعجبا كيف تكون هذ أخت ايهاب الذى اعجب برجولته الواضحه فى اقواله وتصرفاته منذ لحظات
      بعد عشر دقائق خرج الرجال الى حجرة الطعام

      لم تقل صدمة وليد عن صدمة يوسف حينما رأى مريم وتعرف عليها فأنحنى على اذن يوسف وقال ساخرا :شكل الترزى اياه مش محتاج يفصل الفستان من بعيد لبعيد ..نهره يوسف بنظرة صامته وجلس الجميع حول المائدة
      حيث نظر الحاج حسين الى الجميع فى سعاده وقال:انا كده بقى مش محتاج حاجه خالص من الدنيا
      رد عليه الحاج ابراهيم مؤكدا:اى والله يا حسين صدقت

      ابتسم الجميع برغم ان بداخل كل واحد فيهم مشاعر مختلفه ما بين سعادة ونشوة وحذر وخجل
      لم تحتمل ام وليد ان تكمل هذه الجلسة بخير فقالت موجهة كلامها لايمان:بس انا مستغربه يا ايمان ازاى امك دخلتك مدارس ازهرى مع ان احلام مالهاش فى الحاجات دى خالص

      نظر لها ابراهيم بصرامه :فاطمة
      فاطمة بتوتر:انا مقصدش حاجه انا قصدى يعنى ان اخوتها كلهم تعليم عادى يعنى

      وهنا قال ايهاب:واحنا فى الروضه كانت دايما مدرسة القرآن تقول ايمان ليها مستقبل فى العلم الشرعى لانها كانت متفوقه فى الحفظ جدا
      وكانت دايما تقولها انتى لازم تدخلى ازهرى لدرجة ان ايمان كانت بتحلم بالمدرسه من قبل ما تبدأ
      نظرت لها ايمان وكأنها فهمت ما تقصده من كلام على والدتها فقالت:وماما مكنش عندها مانع ابدا يا طنط بالعكس


      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""

      وفى نهاية اليوم صعد الاخوه الثلاثه الى شقتهم الخاصه ذهبت ايهاب للنوم ليستيقظ لعمله صباحا وجلست ايمان ومريم فى الشرفه يحتسيان الشاى ويتحدثان
      كان عبد الرحمن فى شرفة غرفته يتحدث فى الهاتف بانفعال شديد مع هند
      عبد الرحمن:بقولك مكنش ينفع اجى النهارده هفضل اكررها كتير يا هند
      هند: خلاص مبقش فاضيلى يا عبد الرحمن شفت بنات عمك نسيتنى
      عبد الرحمن:استغفر الله العظيم هنبدأ بقى الكلام الفارغ ..تنفس قليلا ليهدأ ثم قال:يا حبيبتى انا عارف انى مقصر معاكى بس عاوزك تعذرينى انا الكبير ولازم ابقى جنب ابويا دايما

      هند:كويس انك اعترفت انك مقصر معايا علشان تعرف بس انى مستحمله
      عبد الرحمن:هو حد قال حاجه تانيه يا قمر ..بصى ليكى عندى حتة تعويض بكره انما ايه هيعجبك اوى
      هند بابتسامه:تعويض ايه
      عبد الرحمن: هنتغدى مع بعض بكره فى المكان اللى تختاريه
      ابتسمت وقالت:موافقه
      عبد الرحمن :بحبك

      """"""""""""""""""""""""""""""""""""""
      كانت مريم تتابع بشغف وتستمع لبعض الكلمات وقالت لاختها تعرفى انه خاطب السكرتيرة بتاعتهم
      نظرت لها ايمان وهى تحتسى الشاى:وفيها ايه

      مريم بتكبر:ازاى واحد زى ده يتجوز السكرتيره بتاعته وازاى عمى يوافق على كده اصلا
      ايمان بايتسامه:اهلا يا مريم ..انتى لسه ما كملتيش يوم وليله هنا هتبدأى تتكبرى على الناس من اولها
      وبعدين الانسان مش بفلوسه الانسان بدينه واخلاقه

      تابعت مريم وكأنها لم تسمعها:تعرفى انكم لايقين على بعض اوى يا ايمان
      نظرت لها ايمان بدهشه وقالت:مين؟
      مريم:انتى وعبد الرحمن

      ضحكت ايمان وقالت:انتى بتهزرى ولا ايه؟ انتى عارفه يا مريم انا مش هتجوز الا راجل ملتزم ولا يمكن ارضى بديلا يا اموره انتى
      ابتسمت لها اختها وقالت:طول عمرك فقريه يا ايمان ربنا يكملك بعقلك يابنتى

      """""""""""""""""""""""""""""""""""
      فى الصباح كانت مريم تقف امام البوابه الخارجيه بجوار سيارة يوسف وتتحدث فى الهاتف خرج يوسف ليركب سيارته فوجدها تتحدث فى عصبيه :يعنى ايه مش هتيجى تاخدينى اروح انا الكليه ازاى دلوقتى المكان هنا غريب عليه ولسه مش عارفه المواصلات خلاص خلاص انا هتصرف
      استدارت فوجدت يوسف يقف خلفها فقالت بحرج:انا اسفه عطلتلك ولا حاجه

      يوسف :لا ابدا ميش حاجه..ثم تنحنح بحرج وقال:انا اسف مكنتش اقصد اسمعك وانتى بتتكلمى بس صوتك كان عالى شويه..على فكره انا ممكن اوصلك

      مريم بتصنع الحرج:لالا مفيش داعى انا هتصرف هشوف اى مواصلات هنا
      يوسف لا طبعا ميصحش بس ثوانى ..اخرج الهاتف واتصل على فرحه :انتى مش رايحه الكليه يا فرحه
      :انا بلبس اهو ونازله
      :طب انا مستنيكى تحت علشان اوصلك انتى ومريم

      أستقلت مريم السياره بجوار فرحه وهى تشعر بالهزيمه من اول جوله

      توقف يوسف بالسيارة امام كليه مريم ..صدمت سلمى وهى ترى مريم تهبط من سياره يوسف فهى لم تنسى شكله منذ يوم السفينه العائمه
      أقبلت سلمى عليها قائله:يابنت اللذينه اتلميتى على الواد ده ازاى
      مريم بزهو:هو اللى عرض عليا يوصلنى وبعدين ده شىء طبيعى مش ابن عمى
      سلمى:نعم ياختى بقى الواد الجامد ده ابن عمك انتى

      مريم وهى تخطو وتترك سلمى خلفها:انتى ناسيه انا من عيلة مين ولا ايه وعلى فكره مش هو لوحده اللى كان قاعد معاه كمان ابن عمى ابراهيم

      جلست مريم فى الكافتريا مع سلمى وقصت عليها ما حدث وانهم قد انتقلوا للعيش مع اعمامهم
      كانت سلمى تستمع لها باهتمام ثم قالت بمكر:انا شكلى كده هبقى ازورك كتير يا مريم

      """"""""""""""""""""""""""""

      دخل يوسف مكتب والده الذى نظر له وقال:أتأخرت ليه
      يوسف :كنت بوصل فرحه ومريم لكليتهم

      والده:طب خدت رقم مريم علشان تبقى تعرف هتخلص امتى وتروح تجيبها
      نظر له يوسف فى دهشه واستنكار قائلا:ايه يا بابا هو انا هشتغل موصلاتى على اخر الزمن مترجع البيت بتاكسى ايه المشكله

      والده بابتسامه:طب ومتعصب ليه كده
      يوسف:بعد اذنك يا بابا حضرتك انا اتبرعت بس النهارده كده جدعنه منى يعنى لكن بعد كده حضرتك ممكن تبعت معاهم السواق للمكان اللى عاوزينه
      والده بابتسامه:معلش يا يوسف علشان خاطرى هاتهم النهارده ومن بكره السواق يوصلهم ..كلم فرحه اكيد خدت رقم بنت عمها خاليها تكلمها وتشوفها هتروح امتى

      خرجت مريم بصحبة سلمى من الكليه فوجدت يوسف ينتظرها مع فرحه داخل السياره على حسب اتفاقها مع فرحه فأتجهت اليهم القت سلمى التحيه على يوسف وفرحه التى قالت:انتى صاحبة مريم الانتيم مش كده

      سلمى وهى مصوبه نظرها ل يوسف :جدا يا فرحه انا ومريم اخوات من زمان أشاح يوسف بعيدا عنها فى تقزز
      وفى الطريق كانت مريم تجلس فى الخلف وتنظر من الحين لأخر نظره خاطفه ل يوسف الذى تكلم بدون سابق انذار قائلا:هى البنت دى صاحبتك من زمان؟

      مريم بانتباه :لا مش من زمان اوى من ساعهة ما دخلت الكليه بس
      هز يوسف رأسه فى صمت فقالت مريم :ليه فى حاجه
      يوسف بلا مبالاه :لا ابدا مجرد سؤال

      """""""""""""""""""""""""""""""""""""""
      ها يا ستى خلاص صافى يا لبن
      هند بدلع:خلاص سماح المره دى

      عبد الرحمن وهو يرفع يديه للسماء:اللهم لك الحمد
      نظرت له وقالت: أنت بتحبنى بجد يا عبد الرحمن
      عبد الرحمن:تانى يا هند ارحمينى بقى قلتلك بحبك والله بحبك ولو مش بحبك خطبتك ليه يعنى كنت فاضى ومش لاقى حاجه اعملها قلت اخطب شويه ولا ايه

      هند :طب ليه مش عاوز تحدد معاد كتب الكتاب
      عبد الرحمن بنفاذ صبر:تانى يا هند لا قصدى عاشر يا هند انا قلتلك اصبرى شويه لما موضوع ولاد عمى ده يستقر كده وبعدين هفاتح بابا فى الموضوع

      نظرت اليه نظرة جريئه كما تعلمتها من اختها وقالت:لا يبقى انا بقى موحشتكش
      اكمل طعامه فى صمت وكأنه لم يسمعها مما استفزها فقالت:يبقى انا فعلا موحشتكش ولا هوحشك
      القى عبد الرحمن الملعقه على المائده فى عصبيه وقال:هند انتى كده هتخلينى اغير رأيى فيكى ..انتى ايه اللى حصلك بقيتى تعملى حركات غريبه كده انتى مكنتيش كده يا هند

      قالت :خلاص انت افتكرت ايه انا كان قصدى يعنى انك تهتم بيا شويه مش اكتر
      عبد الرحمن دون ان ينظر اليها :كلى يا هند خالينا نرجع الشركه

      """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
      فى المساء التف الجميع للعشاء حول المائده الكبيرة
      نظرت ام عبد الرحمن الى زوجها قائله:عارف يا حاج حسين ايمان صممت تنزل شغلها النهارده
      نظر لها قائلا:انتى بتشتغلى يا ايمان

      أومأت ايمان برأسها :ايوا يا عمى بشتغل فى مدرسة قريبه من شقتنا القديمه
      الحاج حسين:روحتى المشوار ده كله ورجعتى لوحدك
      ايمان بابتسامه:وفيها ايه يا عمى انا بركب مواصلات عامه متقلقش عليا
      الحاج حسين:اظن يابنتى خلاص مفيش داعى للشغل بعد كده
      ايمان:ياعمى انا مش بشتغل علشان الفلوس وان ده سبب من اسباب الشغل لكن الاساس انى بحب مهنة التدريس للبنات اوى وبحس انى بعمل حاجه مبحبش ابقى قاعده كده

      الحاج حسين:عاوز اتكلم معاكى شويه يا ايمان ابقى تعاليلى اوضة المكتب بعد العشاء
      دخلت ايمان خلف عمها واغلقت الباب اشار لها ان تجلس بالمقعد المقابل لمكتبه فقالت:خير يا عمى

      الحاج حسين:بصى يا ايمان انتى دلوقتى بقيتى زى فرحه بالظبط عندى انا عاوزك تكلمينى زى ابوكى متكسفيش من حاجه
      أومأت ايمان برأسها وأنتظرته يتحدث فقال:ايمان انتى ليه مصممه على الشغل يابنتى
      ايمان:زى ما قلتلك ياعمى انا بحب شغلى
      الحاج حسين :بس انا متأكد ان ده مش السبب الرئيسى

      صمتت ايمان فاستكمل حديثه قائلا:ام عبد الرحمن قالتلى انك صممتى تتغدى فى شقتك فوق ليه كده يابنتى
      ايمان باحراج:بصراحه ياعمى انا مبحبش أتقل على حد
      الحاج حسين باهتمام :حد قالك كلمه زعلتك او حسستك انك مش فى بيتك
      ايمان:لا ياعمى مش كده ...انا ده طبعى وبعدين يا عمى بعد اذنك احنا وافقنا نعيش هنا لكن هنفضل نشتغل وتبقى لينا مصاريفنا الخاصه زى ما كنا

      نظر لها بتركيز وقال:للدرجادى شايفانى غريب عنكوا يابنتى
      ايمان:مش قصدى والله يا عمى لكن معلش سبنا على راحتنا
      هز راسه وقال:وطبعا ده راى ايهاب كمان علشان كده رفض يجى يشتغل معايا فى الشركه

      صمتت ايمان فقال:عموما يابنتى انا مش عاوز اضغط عليكم فى حاجه بس انا مش مستريح كده ولو على الشغل وانك عاوزه تحسى انك بتعملى حاجه تعالى اشتغلى معانا
      :ياعمى اشتغل معاكوا ايه بس انا مليش فى شغلكوا خالص
      وقامت واستأذنت فى الانصراف

      جلس الحاج حسين شاردا فى غرفة مكتبه يبحث عن مخرج مناسب
      """"""""""""""""""""""""""""""""""
      فى صباح اليوم التالى دخلت هند مكتب الحاج حسين وعرضت عليه ملف احدى الموظفات فى الشركه وهى مديرة مكتب يوسف نظر الحاج حسين الى الملف وقال لهند:عملت ايه الموظفه دى

      هند:ضيعت ملف مهم جدا يا فندم والاستاذ يوسف اضايق اوى وبيستأذن حضرتك فى نقلها مكان تانى
      أمسك قلمه الخاص وذيل الملف بأمضته ليتم نقلها مكان آخر ثم وضع القلم وقال ل هند:فى حد هيمسك مكانها
      هند:انا هقوم بشغلها يا فندم لحد ما نعمل اعلان

      الحاج حسين:تقومى بشغلها ازاى ده هيبقى مجهود كبير اوى كده مش هتبقى مركز كفايه فى شغلك هنا
      هند باستسلام:مفيش حل تانى يا فندم ..ثم استدركت ببطىء قائله :ياريتنى كنت اعرف حد ثقه كانت هتوفر علينا الاعلان والوقت الطويل اللى هيضيع ده كله
      الحاج حسين فى تفكير:طيب سيبى الاعلان ده لحد بكره ......فلقد وجدها الفرصه المناسبه التى كان يبحث عنها

      وفى المساء جلس الى ايمان ومريم فى شرفة شقتهم وعرض الامر على ايمان فرفضت قائله:ما انا قلتلك قبل كده يا عمى انا ماليش فى شغلكم ده ...ردت مريم بسرعه :ينفع انا ياعمى
      نظر لها بدهشه وقال:بس انتى لسه بتدرسى يا مريم هتوفقى ازاى بين الشغل والدراسه
      مريم بشغف:انا هعرف اوفق يا عمى سبنى اجرب علشان خاطرى
      هز كتفيه قائلا:خلاص زى ما تحبى ..تحبى تبداى من بكره
      مريم بإانتصار :اتفقنا
      اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة قاهر الضلال مشاهدة المشاركة
        تمام اخي الكريم احمد وكما يقول المثل دخول الحمام مش زي خروجه نعتذر منكي اختنا ام رودي اما ان تكملي القصه حتى النهايه او يتم حبسك بعيدا عن المنتدى ثلاثه اشهر مع الشغل والنفاذ
        هيا اختاري نحن في عصر الديمقراطيه عصر عمونا مرسي

        بما أني سأختار يعني بحريتي الشخصيه ولا هناك اي اكراة او تهديد او او





        بقول اني هضيف جزء جديد اليوم كمان للاستاذ قاهر بما ان احكامه اكثر سلميه من استاذ أحمد ما شاء الله

        جزاكم الله كل خيررررررر
        اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

        تعليق


        • #19
          الفصل السابع



          دلف ايهاب من بوابة الحديقة عائدا الى المنزل بعد أداء صلاة الفجر وأثناء سيره شاهد فرحه اعدت ادوات الرسم الخاصه بها وبدأت فى رسم منظر شروق الشمس

          أتخذت فرحه موقعا مميزا وهى تضع لماستها الفنيه لأشعه الشمس وهى تنتشر وتتخلل بين أغصان الشجر وبين أحواض الزهور وبتناغم بين الالوان وباستخدام دقيق لدرجاتها جسدت خيوط الضوء وهى تتسلل غير مباليه من خلف خيوط الظلام لتتكون لوحه فنيه رائعه تشعر معها بالدفىء

          لم يشعر ايهاب بنفسه الا وهو واقف يتأمل هذه اللوحه الفنيه المعبرة ويقول:الله

          تفاجأت فرحه بوجوده فى هذا الوقت واستدارت فى سرعه كادت ان توقعها هى وادواتها تراجع خطوه الى الوراء وهو يشير لها ان تهدأ قليلا ويقول:انا اسف والله مقصدش اخضك كده
          فرحه وهى تضع يدها على قلبها من اثر انتفاضتها وقالت:انا اللى اسفه معلش اصلى كنت مركزة اوى

          ايهاب وهو يتمعن فى اللوحه مره اخرى:حقيقى انتى موهوبه يا انسه فرحه
          فرحه بسعاده:بجد ..حقيقى والله

          ايهاب مؤكدا:الا حقيقى ده انا حسيت بالدفى وانا ببص على اللوحه كأن اشعه الشمس طايلانى منها
          راقب خجلها وهى تقول:متشكره اوى الحقيقه دى شهاده اعتز بيها جدا
          ثم رفعت رأسها متسائله:هو انت كنت فين
          ايهاب:ابدا كنت بصلى الفجر وقعدت شويه فى المسجد أقرأ الورد بتاعى بعد الصلاة

          ابتسمت وقالت:تعرف انك شبه ايمان اوى أنتوا حقيقى توأم؟
          ايهاب :ايوا توأم بس مش شبه بعض يعنى ثم ابتسم مداعبا بس على فكره انا نزلت قبلها بخمس دقايق

          كانت مريم تقف فى الشرفه تراقب هذا الحديث بابتسامه مرسومه على شفتيها حين دخلت عليها اختها وهى تقول:ايه ده ايه اللى مصحيكى بدرى كده ايه النشاط ده كله
          مريم وهى تشير لها على ايهاب وفرحه:شايفه
          ايمان:شايفه ايه ده ايهاب
          مريم:منا عارفه انا قصد شايفه منسجمين ازاى

          ايمان بضحكه رقيقه:والله انتى دماغك مريحاكى مره تقوليلى انتى وعبد الرحمن لايقين على بعض ومره تقوليلى ايهاب وفرحه منسجمين ..انتى ايه ناويه تسيبى السياحه وتشتغلى خاطبه
          التفتت مريم اليها وامسكتها من ذقنها بخفه وقالت لا يا اموره ناويه اشتغل فى شركة عمى انتى ناسيه ولا ايه

          """"""""""""""""""""""""""""""""""

          خطت مريم اول خطواتها داخل مكتب الحاج حسين وهى منبهره بما ترى من امكانيات فلم تكن تتوقع ان تكون الشركه بكل هذه الضخامه وخصيصا انها علمت انها تعمل فى اكثر من اتجاه وليس فى اتجاه المقاولات فقط

          رحبت بها هند بشدة وادخلتها داخل مكتب الحاج حسين الذى ارتسمت علامات السرور على وجهه واشار لها بالجلوس قائلا لها:تعالى يا مريم نورتى شركتك يا بنتى ها تشربى ايه
          مريم :شكرا يا عمى افضل نبدأ فى الشغل على طول
          رفع حاجبيه متعجبا وقال:لالا ده انا كنت فاكرك دلوعه طلعتى بتاعة شغل اهو

          مريم بابتسامه مرحه:طبعا يا عمى ده انا اعجبك برضه
          ضحك لداعباتها واتصل على يوسف وطلب منه ان يأتى اليه فى الحال

          بعد لحظات طرق يوسف الباب ودخل وأغلق الباب خلفه وهو ينظر الى مريم متعجبا من وجودها فى هذا التوقيت المبكر
          أشار له والده ليجلس ثم قال له: أحب اقدملك مديرة مكتبك الجديده وأشار الى مريم

          نظر اليها يوسف غير مصدق ثم نظر الى ابيه واخيرا تكلم قائلا:ازاى يعنى يا بابا مش فاهم
          والده:مش انت مديرة مكتبك اتنقلت مكان تانى ..انا بقى قلت بدل ما نضيع وقت فى الاعلانات ونطلب مديرة مكتب جديده أهو عندنا مديرة مكتب نشيطه وزى القمر

          نهض يوسف معترضا وقال:ايوا يا بابا بس انا مبحبش اشتغل مع حريم
          انا مصدقت البنت اللى كانت شغاله مشيت انا بصراحه عاوز راجل يمسكلى السكرتاريه

          قام الحاج حسين من مكانه وأتكأ على مكتبه ونظر الى يوسف نظره جعلته يشعر انه يخترق تلافيف عقله ليحذره من الرفض مره اخرى وقال :بس مريم هتفهم الشغل بسرعه ومش هتضايقك
          كان يوسف يشعر بالحنق والغضب ولكنه لم يستطع الرفض بعد تلك النظرة من ابيه فقال:زى ما تحب يا بابا ثم نظر لها وقال..تحبى تبدأى شغلك امتى
          نهضت مريم فى نشاط وأنتصار وقالت:دلوقتى لو حضرتك معندكش مانع
          أومأ براسه واشار اليه ان تسبقه وذهب خلفها وهو يشير ل هند ان تتبعهم

          قضت معها هند بعض الوقت تشرح لها طبيعة العمل التى فهمته مريم فى سرعه ..تركتها هند وانصرفت الى مكتبها وبدأت مريم تضع اول لمساتها فى مكتبها الخاص
          بذلت مريم مجهودا شاقا من اول يوم عمل لها حتى تكون دقيقه وسريعه وحتى تستوعب كل شىء فى يوم واحد

          جاء وقت الراحه فى منتصف اليوم وخرج يوسف من مكتبه ولكنه فتح الباب بقوة فأصدر صوتها عاليا مما جعل مريم تنتفض وتصرخ صرخه خفيفه
          لم يكن الموقف يحتمل اى مداعبات ولكنه وجد نفسه يبتسم رغما عنه فلقد صرخت صرخه طفوليه جدا .....وضعت يدها على رأسها وقد شعرت بالدوار نتيجه ما حدث وجلست على مقعدها

          اقترب منها بضع خطوات وقال:انتى كويسه اجيبلك ميه ولا حاجه
          مريم باعياء:لالا شكرا انا دلوقتى هبقى كويسه
          يوسف :طيب الحمد لله ...انا هروح اتغدى مش عاوزه حاجه

          مريم وهى تقف وتبحث عن حقيبتها لا شكرا انا هروح اشوف اى مطعم اتغدى فيه
          دخل وليد مقاطعا وكأنه كان يستمع لهذا الحوار:واحنا روحنا فين تعالى اتغدى معانا
          مريم :لا شكرا اتفضلوا انتوا
          وليد بتصميم :لا والله ما ينفع تبقى بنت عمنا وتروحى تدورى على مطعم
          يوسف :سبها على راحتها يا وليد يمكن هتروح تتغدى مع هند

          وليد:يا عم هند قالتلى انها بتتغدى مع خطيبها..ثم تابع وعمى بيروح البيت يتغدى هناك
          نظرت مريم الى يوسف وكأنها تنتظر قراره فقال:طيب اتفضلى يا انسه مريم معانا
          قالت مريم بصوت خفيض:طيب ثوانى اتصل بعمى أسأله وأخرجت هاتفها وتحدثت الى الحاج حسين تستأذنه

          أقترب وليد من يوسف وغمز له وقال:هتصل بعمى استاذنه ..يا سلام على الافلام
          جلست مريم معهما على أحدى الطاولات فى المطعم وهى تشعر بالحرج الشديد ولكنها لا تعلم سبب هذا الحرج فلقد حققت خطوتين نحو هدفها فى يوم واحد فمن المفروض ان تشعر بالانتصار ولكنها فى نفس الوقت تشعر بالحرج والخجل

          انتهت مريم من تناول طعامها وقالت: الحمد لله
          وليد:ايه مكلتيش ليه
          مريم بحرج:لا كلت والله الحمد لله
          وليد :انتى مكسوفه مننا ولا ايه ..لالا بكره هناخد على بعض ده احنا ولاد عم يا مريم

          يوسف:تشربى ايه يا انسه مريم شاى ولا عصير
          مريم:لو ممكن يعنى قهوة مظبوط

          وليد باندهاش وهو ينظر الى يوسف:ايه ده بتشربى قهوة مظبوط بعد الاكل زى يوسف ...يا محاسن الصدف
          رفع الجرسون الطعام واتى بالمشروبات ..نظر وليد الى مريم قائلا:هى صاحبتك اللى كانت معاكى فى المركب اسمها ايه
          شعرت مريم بالارتباك من ذكر هذا الموقف فى حين قال يوسف مالناس دعوه يا وليد متدخلش فى خصوصياتها

          وليد:وفيها ايه يا يوسف متحبكهاش كده دى بنتى عمنا عادى يعنى
          قالت مريم بارتباك:هى مش صاحبتى اوى يعنى دى زميلتى فى الكليه
          قال وليد وهو يتصنع الدهشه:لا..بجد ..انا قلت كده برضه

          يوسف :أظن يالا بقى ساعة الراحه خلصت
          انتهى يوم وعادت مريم بصحبة عمها فى سيارته ولم تستطع ان تتناول العشاء من شدة الارهاق ودخلت لتنام

          """""""""""""""""""""""""""""""""
          فى صباح اليوم التالى استيقظ يوسف مبكرا وخرج بدون تناول طعام فطوره ..كان يخشى ان يطلب منه والده ان يأخذ مريم معه الى العمل
          ذهبت مريم فى معاد عملها تماما وطرقت الباب ودخلت وهى مبتسمه:صباح الخير يا استاذ يوسف
          يوسف باقتضاب ودون ان ينظر اليها:صباح النور

          كانت تحمل فى يديها صينية عليها فنجان شاى وبعض قطع الكيك
          وضعتهم على المكتب وقالت:انت نزلت من غير ما تفطر
          نظر الى الكيك وابتسم قائلا:متشكر اوى يا مريم

          ابتسمت وهى تغادر الحجره ولكنها اصدمت بوليد الذى قال مبتسما :وانا ماليش فطار انا كمان ولا ايه
          ابتسمت ابتاسمه خفيفه وخرجت دون ان ترد عليه

          جلس وليد امام مكتب يوسف وقال وهو يمسك بأحد قطع الكيك:ناس ليها كيك وناس ليها وش خشب
          يوسف:عاوز ايه يابنى على الصبح كده سايب شغلك ليه
          وليد:اه طبعا بقيت تضايق من وجودى منا اللى بحجب عنك الرؤيه
          ثم غمز ليوسف وقال:بس حلو الجو ده قهوة مظبوط وفطار وحركات

          يوسف :انا مش فاضى للكلام ده يا وليد وانت عارف انى مش بتاع الحاجات دى
          وليد :انت مش بتاع الحاجات دى لكن هى بتاعتها وحطاك فى دماغها ولا انت دخلت عليك الافلام دى
          يوسف :عيب كده يا وليد دى برضه بنت عمنا

          وليد :ونسيت صاحبتها ونسيت الفيلم اللى اتعمل فى المركب ونسيت رأيك فيهم
          يوسف بعصبيه:لا منستش بس انت كمان متنساش انها بنت عمنا يعنى سمعتها من سمعتنا وقفل بقى على السيرة دى فورت دمى يا اخى

          """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
          فوجىء الحاج حسين باتصال ايمان به وصوتها وكأنها تبكى وهى تقول:معلش يا عمى لو ممكن تبعتلى حد ياخدنى اصل ..اصل شنطتى اتسرقت منى فى المواصلات
          الحاج حسين:اوصفيلى انتى فين بالظبط وخاليكى عندك

          أنتظرت ايمان ما يقرب عن النصف ساعه حتى وجدت سيارة تقف اماها ويخرج منها عبد الرحمن بسرعه ليقف امامها قائلا:انسه ايمان انتى بخير
          اومأت برأسها فى أحراج شديد وهى تقول:الحمد لله

          اشار لها ان تركب السياره ولكنها تسمرت مكانها فأعاد كلماته مره اخرى:اركبى يالا
          صمتت مره اخرى وبعد لحظات قالت:مش هينفع اركب مع حضرتك
          نظر لها بتفحص وقال:ليه
          ايمان:مينفعش اركب معاك لوحدى

          ابتسم وقال:هو انتى لما بتركبى تاكسى مش بتبقى انتى والسواق لوحدكم خلاص يا ستى اعتبرينى السواق
          هزت راسها نفيا:انا مش بركب تاكسى علشان كده انا بركب مواصلات عاديه

          وضع عبد الرحمن يده فى جنبه واستند بالاخرى على باب السياره المفتوح وقال:اممم طب والعمل دلوقتى ايه ..تحبى نركب العربيه ونسيب الابواب مفتوحه
          ورغم صعوبة الموقف ولكنها ابتسمت ثم اختفها سريعا وقالت :طب ممكن التليفون اكلم ايهاب تانى ..اصلى كلمته قبل ما اكلم عمى وتليفونه كان مقفول

          ثم قالت باحراج :لو سمحت ممكن تدفع لصاحب الكشك ده تمن المكالمه
          اعطاها عبد الرحمن هاتفه لتتصل باخيها وذهب ليدفع ثمن المكالمه وعاد سريعا فوجدها واضعه الهاتف على اذنها وتنقر على السياره بتوتر بالغ وبعد لحظات قالت:شويه يدى مشغول وشويه يقول خارج الخدمه

          عبد الرحمن:والعمل ..معلش بقى تعالى على نفسك
          ايمان بعد تفكير طويل :طب ممكن اركب هنا واشارت للمقعد الخلفى

          ابتسم وفتح لها الباب الخلفى وفى الطريق نظر لها فى المرآه قائلا:انا مكنتش اعرف انك بتتكسفى اوى كده لو كنت اعرف كنت جبت هند معايا
          ايمان بصوت يشبه الهمس:مش موضوع بتكسف ..بس مينفعش اركب عربيه مع راجل مش محرم ليا ثم اكملت حتى خطيبتك مينفعش تركب معاك لوحدها

          أومأ براسه وهو يقول فى نفسه مينفعش تركب معايا لوحدها تعالى شوفى ياختى دى بتقولى كلام بيخلى وشى يحمر يفضحتى يااما

          """""""""""""""""""""""""""
          وفى المساء جلس عبد الرحمن يقص على الجميع ما حدث وهم يضحكون ماعدا ايهاب الذى كان ينظر الى اخته بأعجاب لانها احسنت التصرف
          نظرت عفاف ام عبد الرحمن الى ايمان بحب وقالت:والله يا ايمان لو البنات كلها زيك كان الشباب حالهم اتصلح

          التقت الحاج حسين طرف الخيط من كلام زوجته ونظر الى عبد الرحمن وقال:صحيح يا عبده أخبار هند معاك ايه
          أنتبه عبد الرحمن على سؤال والده وقال:هند..اه الحمد لله كويسين

          كان عبد الرحمن فى داخله يتمنى ان تتصرف هند مثل ايمان وتتعامل بنفس طريقتها ولكن عزائه انه يعلم انها لا تفعل ذلك الا معه لانها تحبه وهو ايضا يحبها ولكنه بداخله صراع ..وضع رأسه على الوساده وقد اشتعل الصراع داخله نفسه تسول له وتقول:وفيها ايه انت خطيبها وبتحبوا بعض وكل المخطوبين كده خروج وحب وكلام حلو ولو مش هتعمل كده مع خطيبتك هتعمل كده مع مين

          ولكنه طبيعته الشرقيه وطبيعة تربيته كان يود ان تكون خطيبته متحفظه معه اكثر من هذا فهذه ستكون ام اولاده ومن تحمل اسمه فى المستقبل هذا الى جانب الدين والحلال والحرام ...لقد لفتت ايمان انتباهه دون قصد منها انه توجد حدود بين الخاطب والمخطوبه حتى انها لا تحل له ان تركب معه سيارته وحدها

          لم يكن امام عبد الرحمن بعد هذا الصراع الا شىء واحد هو ان يتكلم مع هند ويشرح لها طبيعة مشاعره ويضع بينهما الحدود المفروضه بينهما حتى يتم تحديد ميعاد كتب الكتاب وكان يتوقع ان ترحب هند بهذه الفكره بل وكان يتمنى ان تساعده عليها فهو يحبها بصدق

          """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""""""""

          كان اليوم التالى هو الجمعه وكان هناك ميعاد بين سلمى ومريم ان تأتى الاولى لزيارتها لتعطيها تفريغ المحاضرات التى غابت عنها
          اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

          تعليق


          • #20
            في كل صباح ومساء ضع قلبك يتجدّد ..
            أخبره أن ثمّـة أمور كثيرة بالحياة تجلب له الحياة ..
            علمه كيف يهب لخدمة الناس وكيف يبتسم في أوجه العابرين ..
            كيف يعطي لله ويتحدث لله ويعيش لله ..
            أخبره أن الحياة تريده [ حيًا ] ..

            مساكم قطرات وضياء
            اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

            تعليق


            • #21
              الفصل الثامن



              جاءت سلمى لزيارة مريم يوم الجمعة بحجة ان تعطيها تفريغ المحاضرات التى غابت عنها رحبت بها مريم وأجلستها فى الحديقة تحت المظله ..ظلت سلمى تجول بنظرها فى اركان الحديقه وهى تقول لمريم:ايه ده كله اومال البيت من جوه شكله ايه..يا بختك يا مريم

              مريم :انتى جايه تزورينى ولا جايه تقرى عليا اشربى العصير بتاعك
              اخذت سلمى كأس العصير ورشفت منه وهى تقول :قوليلى اخبار ولاد عمك ايه

              نظرت لها مريم باستفهام :تقصدى مين فيهم
              سلمى:يعنى مش عارفه اقصد مين

              رفعت مريم رأسها من اوراق المحاضرات اليها قائله:سلمى ابعدى عن وليد ده مش سهل ابدا مش بتاع خروجه وفسحه زى ما انتى فاكره ده انا بنت عمه وبخاف منه ومن نظراته

              ضحكت سلمى وقالت:انتى تخافى علشان انتى قطه يا ماما لكن انا لا انا اعرف اخاليه يدوخ حوالين نفسه وفى الاخر يرجع ايده فاضيه
              ثم وضعت كأس العصير من يدها وقالت :بقولك ايه مش هتفرجينى على بيتكوا من جوا ولا ايه

              أخذتها مريم للداخل ولكن سلمى استوقفتها وهى تشير الى ركن ما فى الحديقه وهى تسأل: ايه ده يا مريم
              نظرت مريم الى حيث أشارت سلمى فوجدت ما يشبه حلبة الملاكمه وقالت:مش عارفه اول مره أشوفها

              أستكملا طريقهما الى البوابه الداخليه للمنزل ووقفت مريم تطلب المصعد فتح الباب وخرج منه وليد ويوسف وهما يرتديان حلة رياضية فى طريقهما للخارج وقف وليد بابتسامه كبيرة امام باب المصعد وهو يرحب بسلمى ..صافحها وضغط على كفها وهو يقول :انا اعرف ان القمر بيطلع فى السما مش فى الاسانسير

              ضحكت سلمى بميوعه وقالت :ميرسى اوى لزوقك
              تحرك يوسف وهو يجذب وليد من يده يالا يا وليد
              قالت له سلمى :أزيك يا أستاذ يوسف
              أشاح بوجهه بعيدا وهو يقول:كويس ..أنا هسبقك يا وليد ثم أنصرف تبعته مريم بعينيها وقالت سلمى لوليد:انتوا رايحين فين كده
              وليد :عندنا ماتش ملاكمة تيجى تتفرجى

              قالت مريم بتعجب:ملاكمة انتوا بتلعبوا ملاكمة مع بعض
              ضحك وقال:يعنى حاجه كده خفيفه كل شهر مره علشان مننساش ثم اقترب من سلمى وقال:لازم الواحد يتدرب علشان يحتفظ بلياقته
              مريم:طب يالا نطلع احنا يا سلمى

              اقتربت خطوة اخرى من وليد وقالت:لا انا عايزة أتفرج
              وهنا عاد يوسف مره اخرى وصاح فى وليد:يالا بقى يا عم انت
              ذهبت اليه مريم وقالت برجاء:ممكن نتفرج يا استاذ يوسف

              يوسف:تتفرجوا على ايه هى سيما ..شعرت مريم بأحراج شديد احمر له وجهها ودخلت ووصلت الى الدرج وصعدت بسرعه وهى تقول حصلينى يا سلمى
              وقفت امام باب شقتها وهى تكاد تبكى مما فعل بها فى الاسفل كانت تشعر بالحنق الشديد حتى انها لم تسمع فرحه وهى تلقى عليها السلام اثناء صعودها ..

              صعدت خلفها فرحه ووجدتها هكذا فقالت وهى تربت على كتفها:مالك يا مريم عنيكى مالها كنتى بتعيطى ولا ايه
              :مفيش حاجه يا فرحه انا كويسه
              :كويسه ازاى انا شفتك وانتى طالعه واخده فى وشك سلمت عليكى مردتيش عليا
              :معلش يا فرحه مخدتش بالى
              :قوليلى مين زعلك يا حبيبتى وانا اخلى بابا ياخدلك حقك منه
              ابتسمت مريم لطريقتها الطفوليه وأحتضنتها وقالت:تسلميلى يا حبيبتى انا كويسه ثم قالت بتردد:أخوكى بس احرجنى شويه
              فرحه:مين فيهم
              مريم:يوسف...قلتله ممكن اجى اتفرج كلمنى بطريقه وحشه اوى

              فرحه بسعاده:ايه ده هما هيبدأوا دلوقتى مشوفتوش وهو نازل يعنى
              خرجت سلمى من المصعد واتجهت الى مريم وقالت:كده برضه تسيبينى وتمشى ..مالك ؟
              نظرت لها مريم بضيق:لسه فاكره تيجى تشوفينى مالى

              اقبلت فرحه على مريم وصافحتها ورحبت بها ثم استدارت الى مريم وقالت ولا يهمك تعالى اوريكى حــ بترت عبارتها لأصطدامها بأيهاب على باب الشقه ..شعرت بالخجل الشديد واحمرت وجنتاها ..قال بابتسامه :انا اسف يا انسه فرحه مكنتش عارف انك داخله
              ايهاب بابتسامه عذبه:ولا يهمك خبطى فيا براحتك لو عاوزه تتعلمى السواقه فيا انا جاهز

              ابتسمت فرحه برقه ومريم تنظر اليهم باندهاش فهى لم تعتاد اخيها يتكلم بهذه الطريقه الا معهم فقط
              قاطعت افكارها سلمى وهى تتحدث الى ايهاب قائله:ازيك يا ايهاب

              ايهاب باقتضاب:كويس الحمد لله عن أذنكم وتركهم ونزل الى الاسفل
              تابعت فرحه عبارتها وقالت :تعالوا نتفرج من البلكونه

              استقبلتهم ايمان بالداخل وصافحت سلمى التى انبهرت بالشقه الكبيرة وأثاثها الفخم ودخل الاربعه الى الشرفه ليشاهدا هذه المباراه الصاخبه بين وليد ويوسف وتشجيع ايهاب وعبد الرحمن المستمر مما زاد جو الالفه بين ايهاب واولاد اعمامه كانت تتمنى ان تكون مكان وليد لتوجه الى يوسف لكمه فى انفه مقابل ما فعله بها

              أستأذنت ايمان ونزلت الى عفاف زوجة عمها حسين لتساعدها فى تحضير طعام الغذاء فاليوم هو الجمعه والحاج حسين لا يرضى بديلا الا ان تجتمع الاسرة كلها على مائده واحده
              طرقت ايمان باب شقه عمها ففتحت لها فاطمة زوجة عمها ابراهيم عندما رأتها فاطمه قالت ببرود:اهلا يا ايمان فى حاجه؟
              ايمان: ازيك يا طنط عمله ايه ..ممكن لو سمحتى ادخل لطنط عفاف أشارت لها فاطمه بالدخول

              دخلت ايمان ولكنها تفاجأت بوجود هند التى تعرفت عليها ساد جو البهجه فى المطبخ وخصوصا بعد تواجد وفاء واصبحت تتجاذب المداعبات مع ايمان التى تتمتع بشخصيه مرحه عكس ماكان يتوقع الجميع

              بعد ساعة أنصرفت سلمى وكانت معها مريم التى اوصلتها الى باب الحديقة الخارجى وودعتها وهى تركب سيارتها الصغيرة وتنطلق بها
              عادت مريم وقطعت الحديقة وراتهم وهم يجمعون احبال حلبة الملاكمة ..نظرت الى يوسف وهو يجمع الاحبال بصحبة ايهاب ويتمازحان وكأنهم اصدقاء منذ زمن
              ظلت واقفه لبرهه تنظر اليهم فى حيرة وضيق ..لا تعلم لماذا يتعامل معها هكذا اذا كان غير مرحب بوجودهم فلماذا اذن يحب ايهاب ويصادقه ويتعامل مع ايمان باحترام
              اما هى فدائما يعاملها باقتضاب ونادرا ما ينظر اليها وهى تحدثه نفضت افكارها جانبا وأكملت طريقها للداخل

              وأخيرا التف الجميع حول المائدة الكبيرة وجلست هند بجوار خطيبها عبد الرحمن حيث قال الحاج حسين منوره يا هند بقالك كتير مجتيش عندنا
              هند :الله يخاليك لينا يا حاج ..ثم التفتت الى عبد الرحمن وقالت اصل عبد الرحمن بقاله فترة مشغول عنى
              اكمل الحاج حسين طعامه وهو يقول:معلش انتى عارفه بقى مشغولياته هو انا اللى هقولك والتفت الى يوسف قائلا:صحيح يا يوسف اخبار العماره الجديده ايه والمقاول ده مريحك ولا منتعاملش معاه تانى

              يوسف :بصراحه يا بابا هو متعب وعاوز حد يبقى على دماغه دايما مبيجيش غير بالدق على دماغه
              نظرت له مريم وفى نفسها مندهشة من تصرفاته فهو احيانا رقيق ومهذب واحيانا اخرى لا يحتمل

              تابع الحاج حسين وهو ينظر الى ايهاب:بقولك ايه يا ايهاب يابنى تاخد الشغلانه دى
              ابتسم ايهاب وقال:يا حاج ده شغل مهندس مدنى انا مهندس ديكور
              الحاج حسين:طبعا فى مهندس مدنى مسؤل بس طبعا قلبه مش هيبقى على الشغل ده مجرد موظف عامل الوقت ميفرقش معاه بالعكس الوقت لصالحه... وزى ما انت شايف عبد الرحمن ووليد ويوسف مش فاضين ..ايه رايك ممكن تساعدنى انا محتاجلك بجد وبعد العماره ما تخلص تمسك انت تشطيبها ها ايه رايك

              نظر له ايهاب وقد شعر بالصدق فى كلماته وانه بالفعل يحتاج مساعدته ولكنه ملتزم بالعمل فى مكان اخر فقال:طيب وشغلى يا عمى
              ابتهج الحاج حسين وقال:يا سيدى خد اجازه ولو الشغل معانا تعبك ارجعله تانى
              صمت ايهاب لبرهه ثم ابتسم وقال لعمه:خلاص يا عمى هرد عليك بكره بأذن الله

              وهنا نظر الحاج ابراهيم الى يوسف وقال له:ها يا يوسف مريم عامله معاك ايه
              يوسف :الحمد لله
              :طيب الحمد لله ..وانتى يا مريم مستريحه فى شغلك ولا معطلك..انا اصلى عارف يوسف طلباته كتيرة ومتعب فى شغله
              مريم :لا يا عمى الحمد لله ثم نظرت ليوسف وقالت:هو اصلا مبيكلمنيش كتير علشان تبقى طلباته كتير
              :ازاى الكلام ده انتوا ولاد عم مش مجرد مديرة مكتب ومديرها

              نظر لها يوسف بحده وقال:ايه المطلوب يعنى نسيب الشغل ونقعد نتساير..لمعت عيناها وكادت ان تبكى من حدته
              قال ايهاب بعصبيه:ايه يا يوسف بتكلمها كده ليه

              تدخل الحاج حسين قائلا:بتكلموا بعض كده وانا قاعد انا وعمكوا ..ثم نظر الى يوسف بحده وقال:بعد الاكل نقعد فى المكتب نشوف ايه الحكايه دى
              حاولت وفاء كعادتها تغير مسار الحديث فقالت بشغف:تعرف يا بابا امبارح كان عندنا محاضرة والدكتور كان بيشرحلنا فى قانون العقوبات وجابلنا قضيه حقيقيه من قضايا الزنا بس القضيه كانت صعبه اوى تقريبا محدش فينا عرف يكتب فيها مرافعه تمام زى ما الدكتور عاوز تخيل الراجل لبس مراته قضية زنا وكمان ساومها يا اما تتنازل عن كل حاجه يا اما يحرك دعوه الزنا ضدها وتتحبس ويتعملها ملف كمان

              الحاج ابراهيم:اعوذ بالله معقوله فى راجل يعمل كده وازاى اصلا يبقى حاجه زى كده فى القانون

              كانت ايمان هى الاخرى ترغب فى تغير مجرى الحديث فقالت :طبعا يا عمى هو ده القانون الوضعى جريمة الزنا الزوج هو بس اللى يقدر فى اى وقت يوقف الحكم عليها ويتنازل وساعتها بتطلع براءة

              ام عبد الرحمن:اومال يا بنتى دينا بيقول ايه فى الحكايه دى
              ايمان:لا يا طنط الاحكام الشرعيه فى الموضوع ده لو فى اربعة شهداء كلهم اقروا بالجريمه دى وكلهم عدول وموثوق فيهم بيتنفذ فيها الحكم حتى لو الزوج اتنازل

              ام عبد الرحمن:ياه اربعه
              بس دى لو اربعه بحالهم شهدوا عليها وهى كده تبقى لامؤاخذه بقى

              ايمان:طبعا يا طنط ماهو ده علشان احكام دينا بتدعو للستر علشان اللى غلط وربنا ستره من غير ما حد يشوفه يتوب ويستر على نفسه لكن لو وصلت لدرجه ان اربعه يشوفوها تبقى تستحق الرجم يعنى مش زى ما الناس فاكره ان تطبيق الحدود يعنى قتل وموت وتقطيع ورجم عمال على بطال
              وفاء:تعرفى يا ايمان انتى خلتينى اخد بالى من حاجات كتير وانا بقى كده نويت اعمل دراسه بالمقارنه بين القوانين الوضعيه واحكام الشريعه
              ابتسمت ايمان وقالت:يالا توكلى على الله وانا مستعده اساعدك بكل جهدى والكتب اللى عندى

              نظرت هند الى عبد الرحمن فوجدته يتابع الحديث باهتمام :ايه يا عبد الرحمن مش بتاكل ليه مركز اوى يعنى
              :بصراحه انا اول مره اسمع الكلام ده ايه الجهل اللى الواحد فيه ده
              قال الحاج حسين موجها حديثه ل ايمان:تعرفى يا ايمان انا كل يوم بيزيد اعجابى بيكى اكتر من اليوم اللى قبله
              قالت له مداعبه:لا معلش يا عمى انا اصلى مش ناويه ارتبط دلوقتى يعنى هيبقى حب من طرف واحد

              ضحك الجميع وشرعوا فى اتمام طعامهم حتى نهض الحاج حسين من مكانه وأشار الى يوسف ومريم قائلا:يوسف ومريم تعالوا ورايا على المكتب دلوقتى نهض وليد من مكانه فاستدار اليه الحاج حسين وقال بقول يوسف ومريم بس
              اظن الكلام واضح للكل

              نهضت مريم بعد يوسف بلحظات ورغم مشاعر الحنق التى توجد بداخل كل منهم الا انهم عندما وصلوا لباب المكتب تبادلوا النظرات وكأنهم طفلين تم استدعائم لمكتب الناظر لينالوا عقابهم
              اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

              تعليق


              • #22
                سؤال للمتابعين والقارئين

                هل تفضلون اضافه حلقه واحدة يوميا ام نجعلها حلقتين باليوم الواحد ؟

                اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                تعليق


                • #23
                  ليتها تكون حلقتين يوميا للشعور باثاره القصه اكثر لان الحلقه الواحده عندما انتهي من قرائتها اشعر انها قصيره

                  تعليق


                  • #24
                    لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

                    الفصل التاسع


                    نهضت مريم بعد يوسف بلحظات ورغم مشاعر الحنق التى توجد بداخل كل منهما الا انهم عندما وصلوا لباب المكتب تبادلوا النظرات وكأنهم طفلين تم استدعائم لمكتب الناظر لينالوا عقابهم

                    تنهد يوسف بعمق وطرق الباب فتقدمت مريم خطوة ونظرت له بتحدى وكأنها تقول :من الذوق انى ادخل قبلك
                    زفر بقوة وتراجع خطوة ليسمح لها بالدخول اولا

                    دخلت مريم ودخل بعدها وهم وجلون ..أشار لهم بالجلوس
                    امام المكتب ..نظر لهم نظرات صامتة ثم قال:فى ايه بقى عاوز افهم

                    وفجأه انقلب الصمت الى معركه تدافع الاثنين فى الحديث
                    :من ساعة ما شافنى وهو مش طايقنى
                    :مش طايقك ازاى يعنى مش فاهم
                    :بتكشر فى وشى وبتعاملنى وحش
                    :المفروض اعمل ايه يعنى افرشلك الارض رمله لما اشوفك
                    :لا بس تعاملنى معامله كويسه
                    :والله ده شىء زاد عن حده هتعلمينى اتعامل ازاى

                    بـــــــــــــس والله عال اومال لو مش موجد معاكوا هتعملوا ايه

                    مريم :انا اسفه يا عمى
                    يوسف :اسف يا بابا بس هى اللى نرفزتنى
                    نظرت له بحدة:انا اللى نرفزتك ...ثم التفتت الى عمها وقالت:بص بقى يا عمى علشان تعرف بيتعامل ازاى
                    :كسفنى قدام صاحبتى لما طلبت منه اتفرج عليه هو ووليد اتريق عليا وقالى هى سيما..ده غير طبعا طريقة معاملته ليا دايما

                    :صاحبتك .......بص يابابا صاحبتها دى والله لو شفتها لتحكم عليها متكلمهاش تانى انا مش عارفه مصاحباها ازاى
                    :هو انت كمان هتتحكم فى اصحابى

                    ضرب الحاج حسين المكتب بيده ونهض بحده موجها كلامه لكلاهما:لتانى مره صوتكوا يعلى قدامى

                    وقف يوسف فى اسف وقال:بابا انا قلتلك من زمان انا ماليش فى معاملة الحريم انا اسف يعنى
                    هدأ والده قليلا وقال:براحه كده ومحدش يقاطع التانى
                    ايه اللى مضايقك
                    يوسف:يا بابا انا عاوز راجل يمسك مكتبى بعد اذنك
                    وقفت هى الاخرى وقالت:وانا مش عاوزه اشتغل معاك

                    نظر لها عمها وقال بانفعال:هو انا مش قلت محدش يقاطع التانى
                    انكمشت وجلست مكانها فى صمت التفت اليه مره اخرى قائلا:ايه اللى مش عاجبك فى شغلها

                    نظر لها قائلا:بص حضرتك على طريقة لبسها انا محبش العملاء اللى داخل واللى خارج يقعد يتفرج على بنت عمى وهى لابسه كده
                    والده: ده بس اللى مضايقك فى شغلها
                    يوسف:ايوا
                    ربت على كتفه قائلا :اقعد

                    نظر اليها وقال:بصراحه يا بنتى انا كمان مش عاجبنى اللبس ده وكنت هكلمك عليه من بدرى بس محبتش تضايقى منى وتفتكرى انى عاوز اتحكم فيكى
                    قالت بخفوت:ياعمى انا بلبس كده من زمان ومحدش بيبصلى عادى يعنى لبسى مش اوفر
                    تدخل يوسف قائلا:وعرفتى منين ان محدش بيبصلك

                    نظرت له بغضب:يعنى ايه عرفت منين..كل البنات اللى حواليا بيلبسوا كده وزمايلى فى الكليه كلهم لبسهم كدا
                    يوسف: لا يا بابا مش حقيقى انا لما وصلتها الكلية شفت البنات داخله وخارجه من كليتها فيهم بنات اه لابسين زيها واكتر لكن برضه شفت كمان بنات كتيرة لابسين لبس محترم زى اى كليه فى الدنيا فيها كده وفيها كده

                    مريم بانفعال:يعنى انا مش محترمه وبعدين هما حرين كل واحد حر
                    قال لوالده:شايف الرد يا بابا

                    الحاج حسين:بصراحه انتوا الاتنين غلطانين..انتى يا مريم لازم تاخدى بالك من طريقة لبسك ومفيهاش حاجه لو لبستى حاجه شكلها حلو برضه بس مش مجسماكى اوى كده ده انتى حتى يا بنتى محجبه

                    :زى ما حضرتك قلت ياعمى انا محجبه اعمل ايه تانى
                    الحاج حسين:تعملى ايه ..الحجاب يابنتى يعنى زى ما غطيتى شعرك تغطى جسمك شروط الحجاب انه ميجسمش الجسم ولا يبقى شفاف ..هنعمل ايه بطرحه على الشعر والجسم ملامحه واضحه ده ميبقاش حجاب يابنتى ده يبقى موضه

                    أطرقت برأسها وقالت:حاضر يا عمى هحاول اغير لبسى شويه
                    يوسف :شوية
                    :ايوه شويه وده علشان خاطر عمى بس

                    عمها:ربنا يكرمك يا بنتى متتصوريش فرحتينى ازاى علشان عملتيلى خاطر وأكمل هو ينظر ل يوسف: وانت يا يوسف طريقة النصح مش كده اهدى علشان الناس تفهمك

                    وتابع بابتسامه وهو ينظر لمريم يابنتى لو مكنش بيخاف عليكى مكنش زعل منك ..ها خلاص صافى يا لبن
                    يوسف:اللى تؤمر بيه يا بابا

                    والده :طب يالا اعتذر لبنت عمك علشان احرجتها قدام صاحبتها
                    رمقها يوسف بنظر ناريه والتفت الى ابيه :انا اللى اعتذر يا حاج
                    أومأ له ولو معتذرتش هخاليك تبوس راسها

                    أحمر وجهه وهو ينظر لها بضيق ثم قال بسرعه:اسف

                    رمقته بنظرة مستفزة ..فانفعل مره اخرى :شايف يا بابا بتبصلى ازاى
                    الحاج حسين:تعالى يا مريم:اعتذرى لابن عمك علشان رفعتى صوتك عليه
                    :ياعمى هو اللى بدأ
                    عمها :مريم اعتذرى

                    نظرت له فرمقها بنفس النظرة المستفزة التى نظرتها له من قبل وزاد عليها ابتسامة سخريه نظرت الى عمها ثم نظرت اليه وقالت :سورى
                    يوسف وهو يعقد ذراعيه امام صدره :لا سورى ايه انا مبعرفش لغات
                    القت اليه نظراتها الحارقه وقالت بسرعه:اسفه..عن اذنك يا عمى وخرجت مسرعه

                    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

                    خرجت مندفعه الى باب الشقه ومنه الى الدرج لتصعد شقتها فاصطدمت بوليد الذى قال:ايه واخده فى وشك كده ورايحه فين
                    مريم:ابعد عنى دلوقتى لو سمحت انا مش طايقه روحى

                    :مالك بس مين اللى زعلك ياقمر
                    نظرت له وكأنها لا تراه وقالت :انا لبسى وحش
                    تصنع وليد نظرات الدهشه وقال:مين اللى قال كده ده انتى اخر شياكه وحلاوة

                    قالت بمرارة:يوسف
                    وليد بغضب زائف:ولا ابن عمى ولا اعرفه يا شيخه ده راجل معقد سيبك منه

                    تركته واكملت طريقها حاول ان يوقفها بصوته ولكنها لم تعره اهتماما ..ارتمت على فراشها وأخذت تبكى ..بعد لحظات وجدت ايهاب وايمان واقفين امامها فى وجوههم نظرات تساؤل قال ايهاب:ايه اللى حصل مع عمك ..قالك حاجه زعلتك
                    مريم وهى تجفف دموعها:لا

                    جلست ايمان بقربها وقالت:طيب بتعيطى ليه يا حبيبتى
                    قال ايهاب بانفعال:لو حد زعلك قوليلى احنا مش بنشتغل عند حد
                    ايمان:اهدى يا ايهاب لما نعرف فى ايه

                    اعتدلت مريم فى جلستها وقصت عليهم ما دار فى حجرة المكتب
                    انفعل ايهاب اكثر وقال:شايفه يا هانم ياما قلتلك ياما اتخانقت معاكى على لبسك شويه وعلى البت اللى ماشيه معاها شويه وانتى ولا انتى هنا وادي النتيجه الناس بقت تبصلك زيك زيها..واكيد طبعا بيقولوا عليا مش راجل ما انا سايبك بقى تلبسى اللى تلبسيه

                    بكت مريم بشدة وقالت:خلاص بقيتوا كلكوا عليا دلوقتى
                    وحاولت ايمان تلطيف الجو بينهم ولكنها فشلت خرج ايهاب مندفعا فى غضب قطع الحديقة بخطوات واسعه وسريعه رأته فرحه حاولت ان توقفه لكنه لم يسمعها وقفت حائرة لا تعلم ما الم به صعدت تبحث عن ايمان
                    فوجدتها تهبط الدرج الى الحديقه فستوقفتها والقلق بادى على
                    وجهها:هو ايهاب ماله كان ماشى وشكله زعلان اوى حاولت انده عليه مردش ومشى بسرعه هو حصل حاجه يا ايمان
                    نظرة لها ايمان بتمعن ثم وضعت يدها خلف ظهرها وصمتت زاد قلق فرحه وقالت:ايه يا ايمان بتصيلى كده ليه

                    ايمان:امممممم ..وانتى مالك قلقانه كده ليه
                    ارتبكت فرحه وقالت:ابدا عادى يعنى بسأل بس
                    وجهت ايمان سبابتها الى وجه فرحه وقالت:أعترفى يا فرحه الانكار مش هيفيدك

                    أحمرت وجنتاها وقالت:ايه يا ايمان اعترف بأيه مالك كده عامله زى المحققين اللى بيطلعوا فى الافلام
                    ابتسمت ايمان لها وقالت بحنان بالغ:هو كمان مهتم بيكى على فكره ده اخويا وانا عارفاه
                    ابتسمت فى خجل وقالت:هو اللى قالك انه مهتم بيا

                    ضحكت ايمان فى سعاده واحتضنت فرحه كان عبد الرحمن يهبط على الدرج فوجدهما هكذا فوقف ووضع يديه على وجهه وقال بطريقة مسرحيه:لا مش ممكن مش مصدق عنيه أختى وبنت عمى وفين ..على السلم ..ثم رفع يديه وتهدج صوته وهو يقول :رحمتك ياااااااااا رب
                    ضحكت فرحه ضحكه عاليه واستدارت ايمان لتخفى ضحكتها

                    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::

                    يوم الاحد كان يوم الصدام الحقيقى فى الشركة بين يوسف ومريم وهند وعبد الرحمن

                    كان عبد الرحمن قدر قرر ان يتكلم مع هند فى طبيعة علاقتهما وان يضع لها حدود حتى يتم عقد القران
                    وكانت مريم تنوى ان تنتقم من يوسف شر انتقام

                    دخلت عليه وهى معها بعض الملفات وجدته واضع سماعات الهاتف فى أذنيه ومغمض العينين وفى حالة استرخاء شديد ..خطت نحوه ببطء وتناولت مج النسكافيه من امامه.. قذفته على الارض بقوة

                    فزع يوسف ونزع السماعات من اذنيه وصرخ فيها :فى ايـــه
                    قالت ببرود :ولا حاجه الملف خبط فى المج وقعه على الارض وابتسمت باستفزاز وأكملت طب اجيلك بعدين بقى تكون الخضه راحت وخرجت واغلقت الباب خلفها

                    جلس يوسف ومازال وجهه عليه اثر المفجأة ثم ابتسم وهو يضرب كفا بآخر ويقول:البت دى مش هتجيبها لبر معايا
                    بس اظاهر انها متعرفنيش كويس ..ماشى يا مريم واحده بواحده والبادى اظلم

                    ::::::::::::::::::::::::::::::::

                    انتظر عبد الرحمن وقت الراحه وذهب الى هند ليتحدث معها عندما رأته تهلل وجهها وقالت:كنت متأكده انك جاى ...وحشتنى
                    ابتسم بارتباك وقال:هند عاوز اتكلم معاكى فى موضوع مهم
                    لاحظت الارتباك على وجهه فقالت بقلق:خير يا عبده مالك

                    :بصى يا هند عاوزك تفهمينى كويس اوى ..انا والله بحبك وهفضل احبك ونفسى تبقى مراتى النهارده قبل بكره لكن لحد ما نكتب الكتاب لازم علاقتنا تبقى بحدود
                    اقفهر وجهها وقالت:يعنى ايه بحدود

                    :يعنى مش هينفع نخرج مع بعض لوحدنا ولا تركبى معايا لوحدك وبرضه يعنى كلام الحب يبقى بحدود...فاهمانى
                    نظر لها ليراقب تأثير كلماته عليها فوجدها تنظر اليه بدهشه وتعجب وترقب..فأكمل:اللى بقلهولك ده لمصلحتك انتى قبلى
                    علشان عاوز اشوفك فى احسن صورة

                    هند:من امتى الكلام ده يا عبد الرحمن
                    :من زمان يا هند وانا بضايق من بعض تصرفاتك معايا لكن كنت بتغاضى عنها لكن اخيرا عرفت ان فى حاجات حرام فى علاقتنا لازم نتجنبها والحرام مش هينفع نغالط فيه
                    قالت بسرخيه:وانت من امتى بتقول حرام وحلال

                    نظر لها بانزعاج وقال:يعنى ايه هند هو انا مش مسلم يعنى ولازم الحلال والحرام فى بند يومنا ولا ايه
                    اومأت برأسها وقالت :بس بس انا دلوقتى فهمت
                    :فهمتى ايه

                    هند:فهمت انك بتتهرب من الجوازه ..عاوز تطفشنى يعنى بس بالذوق
                    :لا يا هند متقوليش كده انا ناوى اكتب الكتاب قريب لكن لحد ما نكتب الكتاب لازم نراعى النقطه دى
                    هند:وايه اللى مانعك ما نكتب الكتاب
                    عبد الرحمن:مستنى بابا يحدد معاد كل ما افاتحه فى الموضوع يقولى استنى شويه
                    قالت بانفعال:وانا بقى هستنى لما ابوك يحن عليا
                    :اتكملى عن ابويا كويس يا هند احسنلك

                    هوت الى مقعدها وظلت تبكى ..وقف بجوارها واستند الى مكتبها وقال:انا مش عارف انتى قلقانه من ايه هنتجوز والله بس اصبرى عليا شويه ابويا مبيجيش بالضغط بالعكس
                    قالت وهى تبكى:مش ملاحظ ان الحاج حسين ابتدى يأخر معاد الجواز من ساعة ما ولاد عمك رجعوا

                    :طب وولاد عمى مالهم بس
                    :وانت كمان اهو ابتديت تقولى حرام وحلال
                    :طب وفيها ايه
                    :لا فيها كتير وانا اللى غلطانه
                    :مش فاهم
                    :مش لازم تفهم دلوقتى لو سمحت سبنى لوحدى عاوزه اقعد مع نفسى شويه قبل ما والدك يرجع المكتب تانى

                    نظر لها بأسى فهى لم تفهمه كما كان يتوقع..... وتركها وغادر الى مكتبه وقف امام المصعد لبرهه ثم شعر انه أخطأ بحقها وقلبه آمره ان يرجع لها فلم يكن يجب ان يتركها هكذا فى هذه الحاله ابدا ....لابد ان يثبت لها انه يحبها وشغوف بها ولن يتزوج غيرها ابدا .... لابد ان يطمئنها على مستقبلها معه اكثر من هذا

                    عاد اليها ولكنه وجد باب مكتبها مغلق فظن انها اغلقته لتبكى وحدها دون ان يسمعها احد وحتى لا يفاجأها والده بدخوله عليها وهى تبكى..
                    فتح الباب ببطء ليطمئن عليها ولكنه سمعها تتحدث فى الهاتف ..استمع لما تقول ..كادت عينيه ان ان تخرج من مكانهما وكاد وجهه ان ينفجر غضبا وبغضا من هول ما يسمع

                    اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                    تعليق


                    • #25
                      يقول الحسن البصري :

                      "صلوا أصحابكم؛ فالصاحب الوفي مصباح مضيء قد لا تدرك نوره إلا إذا أظلمت بك الحياة"
                      اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                      تعليق


                      • #26
                        الفصل العاشر



                        عاد اليها ولكنه وجد باب مكتبها مغلق فظن انها اغلقته لتبكى وحدها دون ان يسمعها احد وحتى لا يفاجأها والده بدخوله عليها وهى تبكى..فتح الباب ببطء ليطمئن عليها ولكنه سمعها تتحدث فى الهاتف ..استمع لما تقول ..كادت عينيه ان ان تخرج من مكانهما وكاد وجهه ان ينفجر غضبا وبغضا من هول ما يسمع

                        وقف دقائق يستمع ويستمع وعندما انتهت عاد الى المصعد مره اخرى وهبط الى اسفل واستقل سيارته ..أستند رأسه الى المقعد واغلق عينيه وهو لا يكاد يصدق مع سمع ..كلمات زلزلت كيانه وفطرت قلبه ضرب ..لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو فى هذا الوضع فلم يعد يشعر بشىء غير التجمد
                        حتى سمع طرقات على زجاج سيارته فتح عينيه والتفت فوجد والده قد عاد ...قلق الحاج حسين بشده وهو يرى ابنه فى هذا الوضع فهو يعلم انه لا يجلس هكذا الا اذا كان يشعر بالالم الحقيقى..فتح الباب وجلس بجواره قائلا:مالك يا عبد الرحمن قاعد كده ليه يابنى
                        :تعبان يا بابا
                        :تعبان ازاى يعنى ...فهمنى
                        :هحكيلك كل حاجه... وقص عليه كل ما دار بينه وبين هند وكيف عاد حتى لا يتركها بمفردها متألمة منه وماذا سمع منها وهى تتحدث فى الهاتف
                        انهى حديثه قائلا بأسى: انا آسف يا بابا مكنتش اعرف انها كده
                        ربت والده على كتفه بقوة وقال:أجمد يا عبد الرحمن الدنيا فيها ناس كتير بالشكل ده يابنى وانت مش صغير واللى حصل ده يعلمك مش يزعلك كده يابنى
                        أومأ عبد الرحمن برأسه فى صمت حزين قاطعه والده قائلا:تعالى معايا
                        :لا يا بابا ...مش عاوز اشوفها تانى بعد النهاردة
                        أمسك والده ذراعه قائلا:لا هتيجى معايا ..عاوزك تسمع بس متعلقش على حاجه..تعالى

                        قطع الحاج حسين الممر الطويل المؤدى الى ردهة مكتبة الخاص مكتبه بصحبة عبد الرحمن .. نهضت هند عندما رأتهما ...فاشار لها ان تلحقهما الى المكتب
                        جلس الحاج حسين خلف مكتبة وأشار الى عبد الرحمن ان يجلس فى المقعد المقابل له...دخلت هند لتقف امامه وكانت تتوقع امرا من امور العمل طلبها لاجله .. ولكنها تفاجأت به يقول:لو سمحتى روحى هاتى شنطتك
                        نظرت له فى دهشة واستنكار ..فأعاد كلامه مره اخرى:هاتى شنطتك يا هند
                        خرجت بخطوات بطيئة ..يدور بخلدها ألف سؤال وسؤال

                        أحضرت حقيبتها وعادت اليهما ..فمد يده امامه قائلا بلهجة آمره:هاتى تليفونك
                        أخرجت هاتفها واعطته اياه:ضغط عدة ضغطات على لوحة المفاتيح ثم ادار شاشته لها وقال بجدية:رقم مين ده اللى كنتى بتكلميه من شويه
                        ارتبكت بشدة وزاغت نظراتها وهى تقول:دى واحده صاحبتى..نظرت الى عبد الرحمن فوجدته يشيح بوجهه عنها ويكسو وجهه الحزن والضيق
                        فقالت : خير يا فندم
                        نظر لها الحاج حسين وقال بثقة:كدبتى ليه عليا وقولتى ان الجواب كان فى صندوق البريد بتاع الشركة
                        هوى قلبها الى قدميها واحمر وجهاخوفا لا تعلم ماذا تقول وكيف تفعل فلجأت الى الكذب مره اخرى وقالت:ماهى هى دى الحقيقه يا حاج ..انا فعلا لقيته فى الصندوق
                        خبط على المكتب فانتفض جسدها وقال محذرا:هتكدبى تانى
                        ..الجواب ده وصلك بالايد ...صح
                        ظهر الرعب على وجهها وقالت مدافعه عن نفسها:مين اللى وصلك الكلام ده يا حاج اللى قالك كده كداب
                        أشار الى عبد الرحمن الذى كسا وجهه الحزن وجهه أكثر وأكثر وقال:عبد الرحمن هو اللى قالى

                        صمتت فى دهشة وخوف لا تدرى ولا تفهم كيف عرف عبد الرحمن بالامر
                        تابع الحاج حسين كلامه:عبد الرحمن سمعك وانتى بتتكلمى فى التليفون يا هند ده أجابة السؤال اللى بيدور فى دماغك دلوقتى
                        أستندت الى اقرب مقعد لها فلقد تخلت عنها قوتها وأصفرت الدنيا امامها وكادت ان يغشى عليها من الصدمه وبدأت فى البكاء

                        نهض عبد الرحمن قائلا:انا مروح يا بابا عن اذنك أومأ له والده بالموافقه فانصرف دون ان يلتفت وراءه ليخفى ألمه وندمه ويداوى جرحه العميق
                        نهض حسين من مقعده ووقف بالقرب منها وقال:معقوله يا هند ..ده انا كنت بعتبرك زى بنتى بالظبط تقومى تخونينى كده

                        بكت بشدة اكبر وقالت بمرارة:والله يا حاج انا مكنت اقصد انى اخونك انا قلت يعنى ده مجرد جواب هوصلهولك وخلاص وبعدين هى فهمتنى ان الجواب ده فى معلومات حضرتك بتدور عليها بقالك سنين وقالتلى ان ده عمل خير

                        ابتسم فى سخريه قائلا:وهو عمل الخير اليومين دول بياخدوا له مقابل...
                        :والله يا حاج انا مطلبتش منها فلوس هى اللى عرضت عليا الفلوس علشان تتأكد انى ههتم واوصلك الجواب بنفسى لحضرتك لانها كانت خايفه حد تانى يشوفه وميوصلهوش وانا كنت محتاجه مبلغ كده فى الوقت ده وكنت مكسوفه اطلب سلفه من حضرتك ..وهو ده كل غلطى ..انا اسفه يا حاج انا اسفه

                        أنفعل عليها قائلا:انتى لسه بتكدبى يا هند انتى خدتى منها رقمها علشان تقوليلها اخبارى اول بأول صح ..انا مش عارف انت مستمرة فى الكدب ازاى وانا بقولك عبد الرحمن سمعك وانتى بتكلميها
                        :لا والله يا حاجه انا منقلتش اخبارك لحد هى لما ادتنى الرقم قالتلى علشان لو حصل وحضرتك مقرتش الجواب لاى سبب ابلغها
                        وبعد كده كانت بتتصل عادى تقولى ازى الحاج عامل ايه وازى عبد الرحمن ويوسف وانا كنت بتعامل معاها على اساس انها قريبتكوا يعنى فبقولها كويسين وخلاص

                        كاد ان ينفعل عليها مرة اخرى ولكنه قال فجأة :خلاص يا هند انا مصدقك ..بس انتى عارفه طبعا انك غلطتى والغلط ده مينفعش يعدى كده
                        قالت بلهفة:الله يخاليك يا حاج مترفدنيش انا محتاجه الشغل ده اوى
                        نظر لها بتفكير وقال:انا مش هرفدك بس ابنى مجروح منك اوى ومش هيستحمل يشوفك هنا تانى ..انا هنقلك مكان تانى تكونى بعيده شويه عنه مش عاوزه يضايق كل ما يشوفك
                        :يعنى يا حاج هو قرر.....

                        الحاج حسين سيبيه شويه كده لما يفوق من صدمته شهرين تلاته كده يكون نسى وهدى وبعدين ابقى اتكلمى معاه..يالا دلوقتى خدى شنطتك وروحى وبكره ان شاء الله تيجى على شغلك الجديد


                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""

                        معقوله يا حاج ايه اللى انت بتقوله ده ازاى تسيبها فى الشركة بعد اللى عملته
                        الحاج حسين:اهدى بس يا ام عبد الرحمن انا عارف بعمل ايه كويس...هند بتشتغل معانا من زمن ومعاها اسرار كتير عن شغلنا متنسيش انها مديرة مكتبى ومسؤله عن ملفات كتيرة..لو طردتها وقطعت عيشها هتقول عليا وعليا اعدائى ..اذا كانت خانتنى وهى شغاله معايا ومخطوبه لابنى يبقى هتعمل ايه لما الخطوبه تتفسخ وكمان اطردها من الشغل

                        قالت عفاف بتفكير:طب وبعدين
                        :ولا قابلين انا قلتلها تسيب عبد الرحمن شهرين تلاته على ما يهدى ..اكون انا غيرت تفاصيل وحاجات كتير فى الشغل وساعتها تبقى المعلومات اللى هى تعرفها قديمه ومالهاش لازم وضررها هيبقى قليل اوى اذا مكنش معدوم يعنى..والمكان اللى نقلتها فيه مفيهوش حاجه تعرف تضرنا بيها ولا تستعملها مع شركات معندهمش ذمه عاوزه تضربنا فى السوق

                        عفاف:والله يا حسين انا مش عارفه انت بتعرف تمسك اعصابك كده ازاى مع واحده خانتك بالشكل ده
                        ضحك وقال:اصلها بصراحه خدمتنى مرتين تلاته كده من غير ما تحس

                        نظرت له بتعجب:فأومأ برأسه قائلا:زى ما بقولك كده خدمتنى وضرت نفسها ..تنهد بقوة وتابع كلامه:أحلام كانت بتستخدمها علشان تعرف اخبارنا وأخبار يوسف علشان تعرف تقرب منه مريم وابتسم قائلا:وانا معنديش مانع انا نفسى فى كده انا كمان
                        بس هند بقى بغبائها لما لاقت عبد الرحمن معجب بكلام ايمان وكمان راح قالها حلال وحرام افتكرت انه بيطفشها علشان خاطر ايمان :فاتصلت باحلام وجابت اللى عندها كله

                        قالتلها انا اقدملك يوسف على طبق من دهب وانتى عاوزه تطلعينى من المولد بلا حمص
                        تنهدت عفاف بألم وقالت:ياعينى عليك يا عبد الرحمن..ده كان بيحبها اوى ..علشان كده يا عين امه مخرجش من اوضته من ساعة ما رجع وقاعد فى البلكون من ساعتها حتى مرضيش يتعشا

                        ثم نظرت له وكأنها انتهبت لحديثه وقالت:يعنى ايه انت كمان عاوز كده
                        حسين:يعنى هى خططت علشان تقرب مريم من يوسف وتشغلها معاه وانتى عارفه يا عفاف انى عاوز ولاد اخويا يفضلوا فى حضنى علشان كده بقولك وانا معنديش مانع

                        المهم عندى ان مريم تحب يوسف مش تبقى عاوزه تتجوزوا علشان تنفذ خطت امها وخلاص
                        عفاف:وتفتكر مريم متفقه مع امها يعنى
                        حسين :مش متأكد يا عفاف...لما كانت متحمسه فى الاول علشان تشتغل معاه كان ممكن اقول اه عارفه
                        لكن بعد المشاكل اللى حصلت بينها وبين يوسف مبقتش متأكد
                        لانها لو كانت بتنفذ كلام امها كان زمانها بتسمع كلامه وانتى عارفه يوسف بيتبسط من الست اللى بتسمع الكلام واكيد احلام وصلت المعلومه دى لمريم

                        وطالما مريم منفذتهاش يبقى اللى انا حسيته امبارح فى المكتب وهما بيتخانقوا قدامى كان صح
                        عفاف بتسائل:ايه اللى انت حسيته.... وهى احلام يعنى بتعمل كل ده ليه
                        حسين بلا مبالاه:مش مهم دلوقتى ..أهم حاجه عندى دلوقتى عبد الرحمن عاوزه يخرج من الحاله دى قلبى وجعنى اوى عليه الله يكون فى عونه مش سهل عليه اللى حصل ده

                        """"""""""""""""""""""""""""""""""""


                        كانت هند تجلس فى فراشها وتبكى بشده وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء
                        جلست اختها علا بجوارها وسحت على ذراعها وحاولت ان تهدئها لكن هند نفضت يد اختها فى قوة قائله:ابعدى عنى انتى السبب ..انتى السبب

                        وقفت علا ووضعت يديها فى خصرها قائله:نعم يا ماما انا السبب ازاى يعنى
                        انا بس شجعتك انك توصلى الجواب وتاخدى الفلوس لكن مقلولتلكيش تقوليلها اخبار اخو خطيبك يا هانم
                        وانتى اصلا غبيه لو كنتى قلتيلى كنت هقولك لاء لان اللى ترسم على واحد ممكن اوى ترسم على اخوه وتطلعى انتى من المولد بلا حمص واهو ده اللى حصل يا ناصحه

                        قالت هند برجاء:لا لا عبد الرحمن مضعش منى هو بس مصدوم وعاوز فرصه يهدى وبعدين مش هيقدر يبعد عنى انا متأكده ..متأكده
                        علا:وانتى فاكره ان ابوه هيسمحلك تدخلى عيلتهم بعد اللى عرفه ..والله انا لو منك انتقم منه ده انتى تعرفى عنهم بلاوى

                        هند:لالا الحاج حسين نقلنى بس علشان ميحصلش صدام بينى وبين عبد الرحمن لكن انا متأكده انه مش هيعارض لو عبد الرحمن عاوزنى ..ليه اروح اعاديه واخسره للأبد

                        علا:وتفتكرى يعنى اللى اسمها احلام دى وبنتها هيفوتوا الفرصه دى اكيد هيستغلوا بعدك عنه ويفضلوا وراه لحد ما يتجوزها
                        نظرت لها هند نظرات شارده وقالت :خاليها بس تحاول تاخده منى وانا هوريكى هند ممكن تعمل ايه

                        """""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""


                        كان عبد الرحمن يجلس على مقعده الخاص به فى الشرفه مغمض العينين يستعيد كل ذكرياته مع هند كل كلمة حب قالها لها وكل نبضه قفز بها قلبه لاجلها ..فتح عينيه ببطىء لينظر الى الحديقة المظلمه وكأنه ينظر الى الظلام المحيط بقلبه فلقد أنطفأت شمس حبه

                        رأى الرياح تعبث ببعض اوراق الشجر فتقاوم بعضها ويستسلم البعض الاخر فتسقطها ارضا ..نعم من يستسلم للرياح يسقط فيصبح جزءا من الارض ليداس بالاقدام كما تداس الارض التى سقط اليها راضيا
                        لمعت عيناه وقاتلة الدموع بضراوة من اجل ان تهبط الى مجراها لتروى ظمأ محنته

                        ولكنها وجدته مقاتل من الدرجة الاولى لم يسمح لها وسجنها فى محبسها ليحتفظ بها ويجعلها مدادا لحياته القادمه والتى قرر ان تكون بلا حب وبلا مشاعر وبلا قلب >>>>المعنى الحقيقى للجمود...نظر الى الدبله التى تطوق أصبعه فشعر بها تخنقه وكأنها تطوق عنقها فأنتزعها بقوة وقذفها بعيدا الى حيث سقطت أوراق الشجر
                        اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                        تعليق


                        • #27
                          رااااااائع حاسس اني عايش داخل القصه من اندماجي فيها جزاكي الله خيرا في انتظار المزيد ....

                          تعليق


                          • #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة قاهر الضلال مشاهدة المشاركة
                            رااااااائع حاسس اني عايش داخل القصه من اندماجي فيها جزاكي الله خيرا في انتظار المزيد ....
                            جزاها الله خيرا كاتبه القصه وبارك اللهم فيمن نقلت واسعد اللهم كل من قرأ وزاد اللهم في رزق كل من رد وعلق
                            اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                            تعليق


                            • #29
                              اللهم إنى أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفذ ومرافقة نبيك محمد فى أعالى جنان الخلد ي

                              الفصل الحادى عشر


                              دخلت مريم صباحا الى مكتبها فوجدت حاله غير طبيعيه فى مكتب يوسف ثم سمعته يصرخ فى بعضهم من الداخل قائلا:الملف ده لو ضاع هتبقى كارثه

                              أطلت برأسها الى الداخل لترى ما يحدث فوجدت أثنان من الموظفين يقفان امامه وهو منفعل بشدة فى الحديث
                              عندما رآها فجأة نظر لها نظرة حاده وقال بعصبيه:تعالى هنا يا هانم فى ملف ضايع وحضرتك لسه واصله

                              قال الموظف الاول:يافندم حضرتك مضيت الملف ده امبارح
                              قال الاخر:وقلت حضرتك هتبعته للحاج ابراهيم يمضيه ويراجعه

                              قال فى عصبيه أتفضلوا انتوا دلوقتى ثم استدار لها وهى تقول :ملف ايه بس واحنا ندور عليه
                              يوسف :لسه بتسألى ..الملف اللى أخدتيه امبارح قبل ما نمشى وقلتى هتبعتيه للحاج ابراهيم

                              ارتبكت مريم وهى تفكر بصوت عالى:مش فاكره طيب استنى افتكر
                              انفعل اكثر قائلا:الملف ضاع وانتى لسه هتفكرى..اكيد نسيتى تبعتيه اتفضلى يالا دورى عليه فى مكتبك وفى الدولاب اقلبى الدنيا عليه
                              خرجت مريم فى أضطراب شديد تبحث بتوتر وسرعه لم تجد شيئا ولا تذكر ايضا شكل الملف

                              خرج اليها بعد دقائق:ايه لسه مش لاقيه حاجه...انتى عارفه لو الملف ده ضاع هيحصل ايه
                              حاولت مريم ان تركز تفكيرها لعلها تتذكر اين هو ولكنه لم يعطيها فرصه صوته العالى اربكها جدا وشتت تفكيرها ظلت تبحث أكثر من نصف ساعه وهو واقف ينظر اليها ويشتت تفكيرها بصوته ويربكها حتى جلست خلف مكتبها وهى تتنفس بصعوبه ولفت يدها الى ظهرها لتمسك به وهى تقول بألم :خلاص مش قادره ظهرى اتكسر
                              يوسف بانفعال:يعنى ايه مش قادره قومى دورى تانى

                              مريم تكاد تبكى وهى تقول:خلاص مش قادره ظهرى هيموتنى ..مش هدور تانى واعمل اللى تعمله يارب حتى ترفدنى
                              تركها ودخل مكتبه ثم عاد بعد لحظه وفى يده الملف الضائع ..وقف امامها وقال مبتسما:الملف اهو ..ثم وضعه امامها وقال بانتصار فاكره المج اللى وقع اتكسر لوحده ...واستدار لينصرف وهو يقلد طريقتها المستفزة فى الكلام ..طب عن اذنك انا بقى لحد ما ضهرك يرتاح ..ثم اطلق ضحكات عاليه مستفزة واستدار لها وقال:متلعبيش مع الاسد تانى يا قطه اتفقنا ...

                              نظرت الى المكان الذى كان يقف فيه بذهول ثم ضربت المكتب بقدمها فى غيظ شديد فآلمتها قدمها فجلست تبكى وهى تشعر بالضيق والحنق منه
                              ها هو قد وفى بوعده ولم يتركها تنعم بما فعلته به فى المره الاخيره ورد لها فعلها أضعاف مضاعفه بكت اكثر وهى تقول فى ضيق:والله لوريك يا يوسف والله لوريك واستمرت فى البكاء كالاطفال


                              """""""""""""""""""""""""""""""""""

                              عادت ايمان من عملها وقت الظهيرة وعبرت الحديقة بخطوات واسعه وقبل ان تصل للداخل لفت نظرها وجود عبد الرحمن فى ركن بعيد نسبيا يقف امام حوض معين من احواض الزهور ..كان يحبه ويرويه دائما بنفسه..تعجبت ايمان فهى لم تعتاد على وجود عبد الرحمن فى البيت فى مثل هذا الوقت فمن المفترض ان يكون فى العمل وقفت متأمله للحوض الذى يتأمله ..كان اجمل حوض للزهور فى الحديقه كلها وكان يحوى زهرة بيضاء ملفته للأنتباه ومميزة جدا عن بقية الزهور ..

                              كان عبد الرحمن يقف امام تلك الزهره الرائعه نعم هذه الزهرة كانت هند معجبة بها وهمت ان تقطفها ولكنه طلب منها ان تتركها على ان يسميها باسمها وبالفعل كان يسمى تلك الزهره "هند "

                              وضع أطراف اصابعه على تلك الزهره فظنت ايمان انه يتحسسها ويلامس شذاها ولكنها تفاجأت به يقطفها فى عنف ويرمى بها بغضب خلف ظهره

                              سقطت الزهرة فأقتربت منها خطوات وجعلت تنظر اليها وهى ملقاه على الارض وتنظر له باستنكار
                              كيف يفعل هذا كيف يرمى تلك الزهرة الرائعه المميزة هكذا انها لم تراه من قبل يفعل ذلك

                              أستدار لينظر الى موقع السقوط فلم يلاحظ وجود ايمان رغم اقترابها منها لقد كان الغضب مسيطر عليه وهو ينظر الى الزهرة وخطى اليها بسرعه ليدهسها بقدميه وقبل ان يقوم بدهسها بلحظه ألتقطتها فى سرعه
                              ووقفت تنظر له بصمت متسائل ..قال فى غضب ارمى الورده دى على الارض

                              قالت له بتعجب :ليه حرام عليك ..عاوز تدوسها ليه
                              عبد الرحمن فى عصبيه :بقولك ارميها
                              ففتحت حقيبتها فى سرعه ووضعتها بداخلها وقالت له بتحدى:مش هرميها لو انت مش عاوزها انا عاوزاها يا اخى

                              تطايرت شرارات الغضب من عينيه وصرخ فى وجهها:وانتى مالك انتى بتدخلى فى اللى ملكيش فيه ليه عاوزها ولا مش عاوزها يخصك ايه انتى
                              لما اقولك ارميها تسمعى الكلام وانتى ساكته فاهمه ولا لاء
                              اياكى تدخلى فى حاجه تخصنى تانى ولا حتى تقفى فى مكان انا فيه
                              كانت نظراته حادة جدا والغضب يطل من عينيه فعلمت انه ليس فى حالته الطبيعيه وتراجعت للخلف خوفا من اى تطاول من الممكن ان يحدث ثم استدارت وخطت خطوات سريعة اقرب الى الجرى للداخل

                              لم تنتظر المصعد ولم تفكر به وصعدت فى سرعه دخلت غرفتها وألقت نفسها على الفراش وظلت تبكى وقلبها يخفق بشدة
                              كانت اول مره فى حياتها تستشعر الخوف من أحد وتتراجع من امامه خوفا من بطشه ..شعرت بمهانه كبيرة وبأنها شخص غير مرغوب فيه وانها فى بيت غريب عنها من السهل ان تطرد منه فى اى وقت

                              نهضت وكفكفت دموعها وجمعت ملابسها فى شنطه صغيرة هبطت الى الاسفل وخرجت للخارج فى سرعه دون ان يلاحظها احد.... وعادت من حيث أتت

                              """""""""""""""""""""""""""

                              ظلت ام عبد الرحمن تطرق الباب ولكن لم يستجيب لها احد قلقت بشده وعادت الى شقتها ووقفت تفكر فى حيرة التقطت الهاتف وحاولت الاتصل بأيمان عدة مرات ولكنها لم تلقى اى أجابة

                              زاد قلقها وتحدثت الى زوجها هاتفيا وأخبرته بقلقها على ايمان وانها لا تستجيب لطرقاتها فطلب منها ان تدخل لعبد الرحمن ليحاول فتح باب الشقه لعلها حدث لها شىء فى الداخل وهى بمفردها

                              فذهبت اليه مسرعه وطلبت منه ذلك حاول عبد الرحمن ان يتملص من امه فهو لا يريد ان يحتك بها بعد ما فعله معها ولكن أمه اصرت
                              فصعد معها وطرق الباب ثم أضطروا فى النهايه الى فتح الباب عنوة

                              وقف فى الخارج ودخلت هى تبحث عن ايمان فلم تجدها دخلت غرفة نومها فوجدت خزانة ملابسها خاويه فخرجت فى سرعه وهى تهتف به:ايمان خدت هدومها ومشيت يا عبد الرحمن ياترى ايه اللى حصل خلاها تعمل كده

                              طأطأ رأسه وقال فى اسف:انا السبب
                              وقص عليها ما حدث بينهما فى الحديقة ..نظرت له مؤنبة وقالت :ليه كده يا عبد الرحمن ملقتش غير ايمان وتعمل معاها كده دى أمانه عندنا يابنى حرام عليك

                              :اهو اللى حصل بقى ..اعصابى فلتت مني غصب عنى مكنش قصدى
                              هاتفت زوجها مرة أخرى وأخبرته بما حدث فثار فى غضب وتوقع ان تكون عادت الى شقتهم فى السيدة زينب ..خرج من مكتبه دون ان يخبر احدا وتوجه اليها

                              فتحت الباب فوجدته امامها ..أخذها بين ذراعيه فبكت ..ربت على ظهرها فى حنان وجلس بجوارها وقال:حقك عليا يابنتى متزعليش
                              قالت وهى تبكى :لا يا عمى انت مغلطش فيا بالعكس انت كان نفسك تلمنا حواليك لكن اظاهر ان احنا مش مرغوب فينا

                              قال مشفقا:لا يا ايمان متقوليش كده ده انتوا عندى احسن من عيالى ده البيت ده ليكوا قبل ما يبقى لولادى يا بنتى
                              ايمان:معلش يا عمى انا مش هقدر ارجع هناك تانى انا اقعد فى جحر بس بكرامتى

                              :وكرامتك متصانه يابنتى وانا هجبهولك لحد عندك يعتذرلك واعملى فيه اللى انتى عاوزاه
                              حركت رأسها نفيا وقالت:مش عاوزه حد يعتذرلى ..معلش يا عمى سبنى هنا كام يوم اريح اعصابى وبعدين نبقى نتكلم
                              :حتى لو انا اتأسفتلك يابنتى بالنيابه عنه

                              :لا يا عمى ارجوك متعملش كده وبعد اذنك متقولش حاجه لايهاب حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع ..انا هقوله ان المشوار من المدرسه للبيت عند حضرتك متعب شويه خصوصا اننا عندنا امتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله انى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص

                              :يعنى كمان عاوزه تقعدى لوحدك هنا
                              :معلش يا عمى سبنى على راحتى وبعدين شغل ايهاب ومريم مش هيسمحلهم يخبطوا المشوار ده كل يوم لكن انا سهله المدرسه قريبه من هنا
                              حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فأضطر ان يسمح لها بالبقاء يومين لا اكثر

                              فى المساء ذهب اليها ايهاب ومريم كان ايهاب غير مقتنع بما تقول
                              :يا ايمان انا مش مقتنع باللى بتقوليه ده امتحانات شهر ايه اللى تقعدك هنا لوحدك
                              :معلش يا ايهاب سبنى براحتى انا كده هبقى مرتاحه اكتر ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
                              :وفجأه كده من غير ما تقوليلى

                              ابتسمت ابتسامه زائفه وقالت:منا قلت اهرب بقى قبل ما تمنعنى
                              :والله..وفكرانى هصدقك ده انتى تؤأمى يا ايمان يعنى احس بيكى من قبل ما تتكلمى
                              :لمعت عيناها فقاطعتهم مريم قائله:بصى يا ايمان لو مصممه يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك

                              ابتسمت لها ايمان وقالت:ياسلام بقى الست البرنسيسه هترجع تقعد هنا تانى
                              بادلتها الابتسامه وقالت مريم:يالا بقى معلش كلوا بثوابه
                              :طب والشغل يا مريم

                              شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن :لا انا مش هروح الشغل ده تانى
                              : ليه انتى كمان حد زعلك ولا ايه
                              :لا يا ايهاب متقلقش انا بس حاسه انى اهملت مذاكرتى وعاوزه ارجع اذاكر تانى واحضر محاضراتى..متنساش اننا عندنا عملى ولسه كمان فى تدريب فى الصيف عليه درجات

                              ضمها اليه قائلا:احبك وانتى عاقله كده ..قالت ايمان بطريقه طفوليه ياسلام وانا يعنى ماليش فى الاحضان الدافئه دى ..ضمها ضاحكا تحت ذراعه الاخر وهو يقول فى حنان:ربنا يخاليكوا ليا يارب ...ايه فيلم الحرمان اللى احنا عاملينه ده

                              نظرت ايمان الى مريم وهما تحت ذراعيه نظرة ماكرة وأشارت لها مريم ..واحد ..اثنين ..ثلاثه ..وفجأه أنقضوا عليه باللكمات ..ظل يجرى منهما فى مرح ويقفز من المقعد للمائده وهما يلاحقانه و يتضاحكان

                              """""""""""""""""""""""""""""""""""

                              دخل الحاج حسين الى غرفة عبد الرحمن ووقف امامه وقال فى غضب:ولاد عمك كلهم هيقعدوا هناك مع ايمان شايف انت عملت ايه ....اللى انا تعبت فيه جيت فى لحظه هديته

                              نهض ووقف امام ابيه فى حزن شديد وقال:انا اسف يا بابا والله ماكنت اقصد اى حاجه من اللى حصلت دى انا خرجت عن شعورى
                              أكمل والده بانفعال:عارف البنت قالت لاخوتها ايه قالتلهم انها قاعده هناك علشان امتحانات الشهر بتاعة مدرستها مجابتش سيرتك خالص طلعت احسن منك يا عبد الرحمن

                              جلس عبد الرحمن الى فراشة ووضع رأسه بين كفيه فى حزن عميق
                              نظر له والده فى شفقه ولان صوته قائلا:كل ده ليه يابنى الدنيا مبتوقفش على حد .....انت لسه فى عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى انت عاقل ولازم توزن الامور احسن من كده ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه فى حب وقال :انا عارفك يا عبد الرحمن انت راجل يابنى وهتعدى اى محنه قدامك وهتبقى اقوى من الاول مليون مره ....يابنى الضربه اللى متكسركش هتقويك
                              وانت عضمك ناشف ده انت اللى هتشيل الشيله كلها من بعدى يابنى

                              تناول كف ابيه وقبله وقال:ربنا يديك طولت العمر يا بابا ده احنا من غيرك منسواش حاجه ..ارجوك متزعلش منى اوعدك انى ارجع لحياتى تانى اقوى من الاول
                              :وعد يا عبد الرحمن
                              : وعد يا بابا
                              وقف والده وهو يقول :ربنا يبارك فيك يابنى انا كنت عارف انك راجل وانك مش هتعمل غير كده
                              أنتبه عبد الرحمن فجأه وكأنه قد تذكر شيئا فنظر الى والده وقال:متعرفش يا بابا المدرسه اللى ايمان بتشتغل فيها اسمها ايه

                              """"""""""""""""""""""""""""""""""

                              فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم فظن انها ستأتى متأخره وبعد حوالى الساعه أتصل به والده وطلب منه الحضور اليه
                              قطع يوسف الممر الى مكتب والده ودخل اليه فأشار له بالجلوس وهو يقول:اقعد يا يوسف وبدون مقدمات قال:ها قولى بقى عملت ايه فى بنت عمك انت كمان

                              قطب جبينه وقال :يعنى ايه يا بابا مش فاهم قصد حضرتك
                              :قصدى مريم يا يوسف زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى وأكمل بانفعال:مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى ولما سألتها ليه قالتلى على اللى عملته فيها وصممت مترجعش تانى وأتحججت بمذاكرتها والمحاضرات

                              :يا بابا هى اللى ابتدت وانت عارفنى مبحبش اسيب حقى
                              :هو انا مش هخلص من حركات العيال دى هو انا مخلف رجاله ولا عيال فهمونى هو احنا فى شركة ولا فى حضانه
                              :انا اسف يا بابا خلاص اوعدك مش هضايقها تانى ولو عملتلى حاجه هبعت جواب لولى امرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هى اشتكتلك منى ابقى ذنبنى على السبورة

                              ابتسم الحاج حسين لمزاحه وقال:مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح ...
                              :أطمن يا بابا انا هعرف اخليها ترجع الشغل تانى

                              أشاح وجهه وقال بمكر:دى مش طايقه تشوفك ومهما عملت مش هتصفالك ..انا متأكد انك مش هتقدر
                              نهض يوسف بشغف وقال بتحدى :ماشى يا حاج افتكر بس الكلام ده علشان لما تلاقيها رجعت تتأكد انى اقدر ولما بحط حاجه فى دماغى بعملها ..ماشى
                              :طب يالا روح شوف شغلك.. لما نشوف

                              أنصرف يوسف وبمجرد ان اغلق الباب خلفه أبتسم والده ..فهو يعلم جيدا أبناءه ويعلم الطريق الى قلب كل منهم ويسلك هذا الطريق فى ذكاء شديد

                              جلست ايمان فى المساء على فراشها وهى تنظر الى الزهرة المسكينة التى القى بها على الارض وتناولت الكوب الذى وضعتها به وجعلت تنظر اليها فى شفقة وهى تتخيل شكلها وهى تدهس بالاقدام .......مررت عليها اطراف اصابعها فى رقة وتهمس لها همسا :متزعليش مش كل الناس معندهاش رحمه زيه

                              رفعت مريم الوساده من على رأسها وهى تقول بتثاءب:بتقولى حاجه يا ايمان
                              ايمان:لالا نامى انتى
                              مريم:ازاى بقى انا سمعتك بتقولى حاجه
                              ايمان:اوف انتى يابنتى ودانك دى ايه ده انتى ينفع تشتغلى مقياس للزلازل..كنت بكلم الورده خلاص ارتحتى
                              مريم وهى تفتح عين وتغمض الاخرى:والنبى انتى اتهبلتى بتكلمى الورده
                              ايمان:ايه والنبى دى ..مش انا قلتلك مية مره قبل كده لما تحلفى احلفى بالله ..يا الله قولى لا اله الا الله
                              مريم :لا اله الا الله...

                              قامت ايمان وأطفأت المصباح وأستسلمت للنوم ..نامت الفتاتان وهما لا يعلمان ماذا ينتظرهما فى الغد
                              اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                              تعليق


                              • #30
                                ،،

                                (( مِنْ أشدّ عيوبِ الإنسانِ إخفاءُ عيوبهِ عليه ،،
                                فإنّ مَنْ خفيَ عليهِ عيبهُ خفيتْ عليهِ محاسنُ غيره ،،
                                فلن يُقلعَ عنْ عيبهِ الذي لا يعرفه ،،
                                ولنْ ينالَ مَحاسنَ غيره ))

                                - عبد الله بن المقفع -
                                اذكروا الله يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم و لذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, منذ أسبوع واحد
                                ردود 0
                                14 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                ابتدأ بواسطة د تيماء, 12 فبر, 2024, 07:30 م
                                ردود 0
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د تيماء
                                بواسطة د تيماء
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:01 ص
                                ردود 0
                                6 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 ينا, 2024, 12:00 ص
                                ردود 0
                                2 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:05 ص
                                ردود 0
                                9 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                 
                                يعمل...
                                X