مشروع دراسة الغرب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

sara94 مسلم اكتشف المزيد حول sara94
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشروع دراسة الغرب

    مشروع دراسة الغرب-1-

    كتبهاطارق منينه ، في 23 أبريل 2007 الساعة: 10:36 ص


    مقدمة لمشروع دراسة الغرب من الداخل والخارج-1-


    لدراسة الغرب دراسة ميدانية اهمية بالغة في علم الاجتماع البشري عموما والاسلامي خصوصا بل أزعم ان دراسة الغرب دراسة اسلامية واعية لها اهمية بالغة في كل العلوم الانسانية والكونية والحضارية
    بل اهميتها تكمن ايضا في متابعة الواقع الغربي عن قرب وتحليل مستوياته ونقل الصورة الواقعية الحقيقة من الداخل الي القاريء المسلم الواعي بل القاريء العالمي حتي يتبين له عالم الغرب الداخلي والتغيرات التي طرأت عليه والقيم التي تحكمه والواقع المعاش بتفاصيله كما هو بلاتشويه ولاتزييف للحقائق ولاتخريب للوقائع
    ان خبرا كالذي نسوقه حالا يدل علي مدي التغيرات الضخمة في حياة الانسان الغربي والمجتمع الغربي ومدي هيمنة الفكر الفلسفي المتحرر من الدين والمستقل عن الله

    إباحة الحيوان

    تنشر دي فولكس كرانت -يوم 28-09-2007 -تقريراً حول الممثلة الإباحية تشاريسما غولد، التي نفذت حملة ضد إباحة الحيوانات. قالت الصحيفة إساءة معاملة الحيوان جريمة وفقاً للقانون الهولندي، لكن ممارسة الجنس مع الحيوان ليست جريمة، على الأقل ليس الآن. نتيجة لذلك، نجد أن معظم ما ينتجه العالم من مواد إباحية للحيوان تأتي من هولندا. قالت الممثلة تشاريسما غولد ليس لديها إلا القليل من المحرمات في عملها، لكنها تضع خطاً بينها وبين ممارسة الجنس مع الحيوان: " طُلب مني ذلك كثيراً، لكنني أجده مقززاً!" قالت إنها متضايقة بالفعل مما تنغمس فيه الشركات الإباحية الهولندية: " الخيول، الكلاب، الضأن، الدجاج وحتى الخنازير تساء معاملتها وتُغتصب من أجل المال". الآنسة غولد التي تستخدم 77 موقعاً إلكترونياً للجنس وتنتج أفلامها الخاصة، شنت حملة ضد إباحة الحيوان وبحثت مع أحزاب سياسية عديدة إمكانية فرض حظر قانوني. خسرت عدداً من عقود العمل منذ أن بدأت حملتها هذه، كما تلقت العديد من التهديدات بالقتل. " هذا يوضح أهمية ممارسة الجنس مع الحيوان بالنسبة لشركات صناعة الجنس الهولندية". أقسم ناشر لمجلات وأشرطة للجنس مع الحيوان بأنهم في إنتاجهم لهذه المواد لا يقومون بإجبار أي حيوان على ممارسة أي فعل لا يرغب في ممارسته. على أي حال لا يرغب هذا الناشر في نشر اسمه في الصحف: " لا أخجل من القذارة التي أنتجها، لكن لديّ طفلة صغيرة تذهب إلى المدرسة يجب أخذ مشاعرها في الاعتبار". قالت دي فولكس كرانت في نهاية هذا العام سيصوّت البرلمان على مشروع قرار يحظر إنتاج، توزيع، وحيازة المواد الإباحية مع الحيوانات

    -وترجمة الخبر مأخوذة من موقع اذاعة هولندا العالمية

    http://arabic.rnw.nl/pressreview/press28090701.


    سقت هذا الخبر للاستشهاد به علي خطورة التطورات في عالم الانسان الغربي والناتجة عن حدوث تغيرات ضخمة في الغرب المتعالي الذي رفض القيم والمبادي الدينية والشرائع الالهية وانطلق مستقلا عن الله رافضا اية وصاية خارجية علي اقواله واعماله وانطلق رافضا كافة المقدسات ومزعزعا كافة المسلمات ومزحزحا لكافة العقائد والقيم الثابتة بلاتفرقة بين الصحيح والخطأ او الصالح والفاسد منتهجا نهج نسبية القيم والعقائد ماجعله تائها في الحياة محطما لقيمة الانسان وغاية وجوده ومسؤوليته المكرمة

    وفي ذلك يقول محمد الغزالي في كتابه ظلام من الغرب ص25
    (ماطفحت بلاد الغرب بالشهوات الجامحة الا لعجز الدين عن المواءمة بين أصوله وبديهيات الفكر الانساني)

    لقد كان الاحتكاك بالغرب –او بالاحري احتكاك الغرب بنا- في القرون السابقة قد حدث عن طريق الحضارة الاسلامية التي اقيمت في اوربا في الاندلس وغيرها من مراكز العلم التي اخرجت اوروبا -كما يقول الاستاذ انور الجندي-من الوثنية والرهبانية الي المنهج العلمي التجريبي كما ان الحروب الصليبية والتجارة(ففي نهاية القرن الحادي عشر ومابعده كانت اروبا تحصل علي سلعها التجارية الاسيوية من اسواق الشام ومصر وآسيا الصغري عن طريق التجار المسلمين-انظر مقدمة كتاب مكتشفوا العالم الجديد لجوزيف برجر ص3)- وكذلك الحوار والتعايش السلمي والمناظرات والردود كالتي ذاعت في الاندلس والتعلم ونقل العلوم من قبل الطلبة الغربيون وكان منهم اكابر القساوسة وصار منهم فيما بعد اكابر العلماء في العلوم الكونية مثل روجر بيكون وغيره ،كل هذه الامور ادت الي تغيير الغرب-والعالم بأسره- في اتجاه جديد في التعامل مع السنن الكونية التي استولت المناهج الفلسفية في النهاية علي مناهج النظر فيها خصوصا في العلوم الاجتماعية والانسانية ماادي الي تخريب الانسان وقتله حيا بعد قتل الرب المزعوم علي صليب متخيل!
    لقد اخذ الغرب من حضارتنا اغلي ماعندنا من مناهج عقلية ومادية تجريبية تحرك العقل وتتوجه به الي السنن الكونية بعد ان كان معتزلا للحياة مترهبنا تارة وغارقا في ظلام الوثنية تارة اخري بيد انه لم يفلح في التعامل مع الانسان ومنحه السعادة كما لم ينجح في التعامل مع البيئة الطبيعية للارض والانسان ماادي الي افسد الارض وافساد المجتمعات !!!
    عند هذه النقطة لابد لي من ان ابرز كلمات الفارو القرطبي وهو يري اقبال الشباب الاوروبي علي العلم الاسلامي والعربي في الاندلس وغيرها من البلدان الاخري-مراكز الحضارة الاسلامية- كقرطبة وغيرها وهي كلمات دالة لاتحتاج الي شرح لانها تفتحك علي التاريخ ويراث الحقد الديني والعلماني علي السواء
    يقول:ان إخواني في الدين الذين يجدون لذة كبري في قراءة شعر العرب وحكاياتهم ويقبلون علي دراسة فلاسفتهم -لاليردوا عليها وينقضوها وإنما لكي يكتسبوا من ذلك اسلوبا عربيا جميلا صحيحا—ياللحسرة إن الموهوبين من شباب النصاري لايعرفون اليوم إلا فقه لغة العرب وآدابها — وياللاسف فقد لاتجد بين الألف من هؤلاء واحدا يستطيع أن يكتب إلي صاحبه كتابا سليما من الخطأ
    كان هذا الشباب الاوروبي يسمي موزعرب كما قالت كارين آرمسترونغ التي قالت في كتابها الاسلام في مرآة الغرب :وكان معظم الاسبان يشعرون بالاعتزاز لانتسابهم الي الثقافة العربية الاسلامية الرفيعة التي كانت متقدمة علي غيرها بسنوات مشرقة كثيرة وكانوا يسمون موزعرب وقد كتب العلماني الاسباني بول ألفاروbaul alfaro mozarabs الهجوم التالي علي الموزعربmozarabsاو المستعربين arabiesers في تلك الفترة :يحب المسيحيون قراءة القصائد والرومنسيات العربية ويدرسون الاهوتيين والفلاسفة العرب لالكي يفندوا أقوالهم بل ليكتسبوا لغة عربية صحيحة انيقة أين هو العلماني الذي يقرأ الان الشروح الاتينية للكتب المقدسة او الذي يدرس الانجيل او الانبياء او الرسل ؟ياإلهي جميع المسيحيين الشبان الموهوبين يقرؤون الكتب العربية ويدرسونها بحماسة

    -الاسلام في مرآة الغرب ص22

    تؤكد كارن آرمسترونغ ان كان ومازال الغرب ينظر للاسلام والمسلمين بدونية-ص40- ومن عل-واحيانا من خلال عقلية فصامية اوروبية ص34- وينظرون الي المسلمين بخوف واحتقار كما في حالة الاستعمار ص47- -وانهم كما زعم ارنست رينان-ص44-تركيبة سفلي من الطبيعة البشرية-واحيانا باضطراب غير صحي وعن مرض في النفسية الغربية-ص30

    تقول :ان خوف المسيحيين هذا قد افقدهم القدرة علي ان يكونوا عقلانيين او موضوعيين حيال الدين الاسلامي لقد نسجوا في وقت واحد صورا مخيفة عن اليهود وصورة مشوهة عن الاسلام وكان هذا يعكس مخاوفهم الدفينة منه لقد شجب العلماء الغربيون الاسلام بدعوي أنه دين تجديفي وشجبوا نبيه محمد بدعوي أنه المدعي الاكبر الذي اسس دينا عنيفا استخدم السيف كي يفتح العالم وهكذا فقد اصبح محمد- الذي حرف الي ماهوند- بعبعا في اوروبا تستخدمه الامهات اخافة اطفالهن عندما لايمتثلون لاوامرهن كما صور ي المسرحيات الصامتة انه عدو الحضارة الغربية الذي حارب قديسنا الشجاع جورج أصبحت هذه الصورة غير الصحيحة للاسلام إحدي المثل المتوارثة في أوروبا وهي ماتزال تؤثر علي مفاهيمنا عن العالم الاسلامي ومافاقم هذه المشكلة هو الحقيقة التالية : بدء تنامي كراهية المسلمين الشديدة-ولأول مرة في تاريخهم- تجاه الغرب وإلي حد مايعود جزئيا الي السلوك الاوروبي والامريكي في العالم السلامي-الاسلام في مرآة الغرب لكارن آرمستورنغ ص14-15
    وتكشف كارن آرمسترونغ مدي التشويه الذي يقوم به الاعلام الغربي تجاه الاسلام والمسلمين
    تقول :يبدو ان الصحافة تحرك فينا احيانا نوازع تعصبنا التقليدية القديمة كانت الصور المستخدمة في رسوم الكاريكاتير والاعلانات والمقالات الشعبية نابعة أصلا من مخاوف غربية قديمة عميقة الجذور من وجود مؤامرة اسلامية للاستيلاء علي العالم—هناك رغبة-تقول- احيانا لالقاء اللوم علي الدين ذاته في كل اضطراب في العالم الاسلامي-15-16

    في حين كما تقول كارن آرمسترونغ ان :
    السبب الكامن وراء الانزعاج والغضب في العالم الاسلامي كان اكتشافه التدريجي للعداوة والحقد علي النبي ودينه الذين كانا متاصلين في الثقافة الغربية ولايزالان يؤثران علي سياسة الغرب في البلدان الاسلامية حتي في الفترة التالية للفترة الاستعمارية-ص47
    اننا في الغرب ننتج باستمرار أنماط جديدة كي نعبر عن كراهيتنا المتأصلة تجاه الاسلام-ص49
    في حين يتم ابعاد الحقيقة المختفية والمحجوبة والمكتومة والاصيلة عن الاسلام من انه هو من جعل المسلمين يقدمون للعالم اعظم منهج تجريبي في حياة البشرية وذلك بعد ان ازاح -بالوحي القرآني!!!-التصورات الاسطورية عن الكون وجعل العالم مسخرا للانسان وجعل الانسان خليفة وسيدا للارض

    فالغرب لم يكن يوما بعيدا عن تاثره العظيم بنا وبقيمنا العقلية ومناهجنا العلمية والفكرية حتي انه ليمكننا الجزم بان انتفاضته وثورته العقلية الاولي والعلمية انما حدثت بعلومنا وخلاصة عقولنا ونتائج بحوثنا ومناهجنا ونظرياتنا بل وروحنا الحركية والعلمية معا

    ولولا تعاليم القرآن ومفاهيم الوحي لما تغير العالم خطوة واحدة ولما تغيرت نظرته الي الكون والمادة التي كانت تعبد في صور مختلفة او تعتبر اسبابها حكرا علي كهنة الاسرار تموت بموت كهنتها -الذين عاشوا للخرافة وعبادة الفرد والكواكب!- لاتفيد الانسان ولاتنفع في تطوره وازدهار حياته علي الارض !!
    وحين نستقرأ التاريخ نجد ان الشعلة الاوروبية أوقدت من شجرة الاسلام-يقول الاستاذ أنور الجندي- فقد عاشت اوروبا منطوية علي اساطيرها ومفاهيمها المضطربة المختلطة التي اوصلتها الي عصر الرهبانية التي توقف فيه كل شيء حتي عبرت اليه حضارة الاسلام ومنهجه التجريبي عن طريق الاندلس ومن ثم انتفضت الحياة وحررت نفسها العقول ولكنها صاغت تجربة الاسلام في اطارها القديم اليوناني -الروماني-اليهودي- المسيحي وأنشأت من خلال ذلك تلك المفاهيم الجديدة من العلم التي سرعات مااصطدمت بمفاهيم الكنيسة في حرب شديدة الاوار انتهت بعزل الدين عزلا كاملا وسيطرة مفاهيم العلم -العقل-المادة،الفلسفة علي النحو التي صارت به اوروبا نحو الرأسمالية الليبرالية-جدل هيجل ونظرية التطور والوضعية المنطقية والماركسية والبرجمانية والوجودية- الفكر الغربي دراسة نقدية انور الجندي ص32
    وهكذا بعد الانتصار علي الكنيسة وسيطرة الفكر العلماني علي مجريات الحياة تدريجيا *>*الهامش-حتى لقد جعلت الذين يؤمنون ـ في أوروبا ـ بوجود إله لا يتجاوزن 14% من السكان.. والذين يذهبون إلى القداس لا يتجاوزون 10%، وهم في فرنسا ـ أكبر بلاد الكاثوليكية الأوروبية ـ لا يتجاوزون 5% .. أي أقل من تعداد المسلمين الفرنسيين!!..
    كما قال الدكتور محمد عمارة في مقالته في صحيفة المصريون بتاريخ 29 - 9 - 2007 في مقال بعنوان (1)الفاتيكان والإسلام < وبروز هيمنته المركزية التي نتج عنها استعماره لبلاد كثيرة في العالم منها بلاد المسلمين وظهور الرأسمالية -والاشتراكية-والتطور التكنولوجي والتقني الذي نتج عنه مع التحرر من الدين والقيم الثابتة ، بدأ الغرب بعد هذا التحول الضخم يتغير في صوره الاجتماعية وتركيبته الاسرية وعلاقاته الانسانية فضلا عن نظرته الي الحياة والدين والانسان والكون المحيط به فظهرت صور جديدة في عالم الاجتماع الانساني-وكتابنا هذا سوف يعرض الصور الجديدة كما هي- وانماط غير مسبوقة من العلاقات الانسانية والميول الجماعية والمناداة الحزبية او المجتمعية حتي ظهرت اخر التقاليع الحزبية -بصورة علنية!-التي تطالب بممارسة الجنس مع الاطفال كما حدث منذ سنة واحدة في هولندا ورفض القضاء الهولندي-مشكورا- السماح لهذا الحزب بالعمل بصورة قانونية كبقية الاحزاب الشرعية الاخري التي قننت لزواج الجنس الواحد او شرعية مضاجعة النظير والعلاقات الجديدة من زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمراة وسياتي الكلام عن هذا الامر بالتفصيل في كتابنا هذا الذي هو دراسة للغرب من الداخل ومحاولة فهم التطورات الجديدة فيه والاسباب التي ادت الي خلق هذا المناخ الجديد بكل تداعياته في عالم الاجتماع البشري وكل العوالم الاخري الفكرية والثقافية التعليمية والسياسية والاقتصادية والمالية


    ان دور الاستغراب اليوم ضرورة حتي نستوعب ليس فقط التطورات الحديثة السريعة جدا -ومنها تطورات سلبية لاقصي درجة أدت الي اعلان فيلسوف من فلاسفة الغرب-وهو ميشل فوكو- ان الانسان قد مات وان زمننا هو زمن إختفاء الانسان!!- في نواحي الحياة المتنوعة في الغرب وانما نستوعب الآليات التي أدت اليها حتي نتجنب الاليات الخطيرة علي الانسان والبيئة في محاولة للعودة بالبشرية-والبيئة التي تعيش فيها!- الي غاية وجودها وبيان حقيقتها ومكانتها في الكون وطبيعتها الانسانية المكرمة إلهيا كما في الاية70 من سورة الاسراء
    لقد كان الاستشراق ايضا -ومازال-يعني بدراسة الشرق دراسة ميدانية ومن خلال التواجد في الشرق-او الكتابة عنه من الغرب!!- والاحتكاك باهله وتصويره -بل تزويره!- وكان هو في الغالب الذراع الايمن للاستعمار الغربي لانه -كان ومايزال!-يقدم دراسة شاملة عن السكان وتقاليدهم وعاداتهم ودينهم وتاريخهم وميولهم النفسية والفكرية –مع القيام بعملية تزويرللنتائج وترسيخ مفاهيم واحكام مسبقة تقوم بها الدراسة الاستشراقية-غالبا!- لاغراض شتي واهواء متعددة واهداف سياسية واقتصادية ودينية ونفسية -الي القوي الغربية المعنية بالاستعمار والتوسع واستغلال هذه الشعوب الشرقية استغلالا سيئا
    بل وترويح صور خاطئة عنها وعن دينها وتاريخها ونظرتها الي العالم كان المبشرون -ومن قبلهم كتاب المسيحية الغربية الذين كتبوا اساطير ماانزل الله بها من سلطان عن الاسلام ونبي الاسلام وتاريخ الاسلام–يقومون بمهمة كبيرة في هذا الصدد والان يقوم بالمهمة علماء اجتماع وعلماء مذاهب مابعد الحداثة وماقبلها واتباعهم من المستشرقين العرب امثال محمد اركون وحسن حنفي وهاشم صالح وصادق جلال العظم وأنور عبد الملك وعلي حرب وغيرهم ممن تبعهم او سبقهم-مثل طه حسين الذي سبقهم-من الذين تلقوا مناهج الغرب سواء مناهج الاستشراق او الحداثة او مابعد الحداثة بلافحص ولانقد وانما ساروا علي نهجهم وتقبلوا مسلماتهم كل في مجاله قبولا مطلقا كانهم لاعقل لهم ولا راي!
    لقد فضح الدكتور ادوارد سعيد الهيمنة الكبري للمركزية الغربية واستعلاءها الموروث واخطبوطها الفكري والعملي في كتابه الاستشراق الشيء الذي جعل المستشرقين الغربيين يقومون بالرد علي عملية الكشف التي قام بها للعقلية المركزية الغربية المتعالية
    ولاشك ان دراسة ادوارد سعيد تصب في علم الاستغراب أي دراسة الغرب لكنها وان كانت دراسة ثمينة حقا الا انها تعد قاصرة من وجهة نظرنا لانها تقتصر علي عملية الفضح والكشف بدون تقديم البديل الحقيقي للخروج من المأزق الكوني كما انها تتحرك داخل اطار الفكر الغربي ذاته والجديد من أدواته الفلسفية ورؤاه الفكرية -بل يمكننا القول بانها دراسة تميل بجعل مرد الاشكال-جذور الاستشراق- الي التفسير العرقي والجنسي ومن ثم العقل الغربي الثابت!
    فعنده ان العقلية الغربية هي هكذا من التاريخ القديم-نظرية الطبائع الثابتة!- وانها عقلية ثابتة بالطبيعة لاتتغير -ولايمان سعيد ببعض النظرات والنظريات الحديثة في تفسير الحياة والتاريخ فانه اغفل عامل الوثنية والخرافة-المنتقلة عبر التاريخ من اليونانية الي المسيحية الي العلمانية واساطيرها عن الكون والحياة والانسان - التي اذا اجتمعت مع العنصرية وحب السيطرة فانها لاشك تؤدي الي تموذج استعلائي لاتوازن فيه في النظر الي الحياة وغاية الوجود الانساني علي الارض بل وعن حقيقة الانسان
    وفي المقابل جعل اسماعيل ادهم -الذي كتب قبل ان ينتحر لماذ انا ملحد!-العقلية الشرقية قاصرة بطبيعتها كما العقلية الغربية متفوقة بطبيعتها وذكية بفطرتها وجبلتها كما ذهب بعض فلاسفة اوروبا!!- بل ان قاسم امين الذي نقد يوما ما تحامل الغرب علي الاسلام ومصر والمصريين -في رده علي الدوق داركور-قد اثبت للغرب-كما يقول جورج طرابيشي العلماني-كل الايجابيات التي سلبها عن مصر والاسلام والشرق-انظر كتاب من النهضة الي الردة لطرابيشي ص34
    اما نحن بخلاف سعيد وغيره فنميل الي التفسير التاريخي والواقعي وليس للتفسير العرقي او رد الامر الي مرجع اعراق واجناس تنتج ماتنتج من مواقف حضارية وعقلية
    ولايعني ذلك ان منهجنا في التحليل ينفي سيطرة فكر الاستعلاء علي الفكر الغربي من ايام اليونان والرومان الي اليوم
    ذلك ان الاستعلاء بالعنصر والدم والعقل والسلطة مرتبط بالوثنية والصراع في كل صوره الاانسانية ، البعيد عن توازن الحقيقة الكونية والايمان الرباني والشريعة الالهية والمعرفة بالانسان وتناول اموره بما يحقق له الامن والرحمة -كما ان هذا الاستعلاء المرتبط بالجهل بالانسان والاستغراق بالوثنية او الالحاد غالبا مايرتبط بنزعة السيطرة والاستعمار لاجل التوسع والتملك والتفاخر الذي ورثه الفكر المسيحي الغربي-ومن بعده الفلسفة الغربية- عن الرومان واليونان -بل هذا الاستعلاء البغيض موجود في كل المدنيات الوثنية والمنحرفة عن المنهج الرباني -ماادي عند سعيد الي تحليل العقلية الغربية بانها عقلية لاتتغير داخلها الايمان ام حطمتها الوثنية

    ان ادوارد سعيد قال بحق كلمة تاريخية مدوية
    قال: وإنها لصدمة موقظة ان نجد عشرات من المنظمات لدراسة الشرق العربي الاسلامي في الاولايات المتحدة وليست ثمة مؤسسة واحدة في الشرق لدراسة الولايات المتحدة.

    ولاعجب فقد قال الكسندر هيج لايوجد مكان آخر أهم من الشرق الاوسط لحفظ التوازن بين العناصر المختلفة لسياستنا الخارجية–فيها مصالح اقتصادية وسياسية وحتي روحية

    ايضا قام الدكتور حسن حنفي بكتابة كتابه مقدمة في علم الاستغراب وهو كتاب يوحي بانه كتب لدراسة الغرب دراسة مستقلة هذا مايرد علي ذهن القاريء عند قراءة العنوان للوهلة الاولي بيد انه دعوة الي المضي قدما في طريق الفكر النقدي الغربي الاحادي النظرة الضعيف الاسباب رغم كشفه للمناهج الفلسفية والفكرية وتطوراتها علي مختلف القرون والعقود
    ان دراسة حنفي انما هي في التأريخ للوعي الاوروبي وتطوراته الداخلية الذي يحاول حنفي جرنا لبعض اجنحته كمناهج مستنيرة
    وانك لتجد الفرق واضح بين الدراستين فدراسة حنفي هي دراسة المستقبل الذي يرنو اليه بإتجاه بعض الحلول العلمانية والفلسفات الغربية ص12 مستقبل التحليل الشائه والادوات القاصرة والواقع المخرب للانسان والكون والحياة
    و مستقبل النقل المقلد الذي لاانفكاك عنه للفكر الغربي بمختلف تناقضاته ونظرياته الهشة مع ادعاء الابداع من قبل هؤلاء النقلة وان كان يحاول ان يستقل وأني له ذلك وهو غارق في التقليد والنقل المستمر و الكبير
    فحنفي يريد اعادة بناء التراث القديم-الذي يزعم ان الانسان المسلم مغترب فيه!- بناء علي الفكر الذي نقله من الغرب وتلون به وتلفقت نفسه المتغيرة علي الدوام والمتناقضة بصوره المتبدلة المأزومة كما صرح بذلك فؤاد ذكريا وجورج طرابيشي وغيرهما من اهل النقل عن الغرب ايضا
    يزعم حنفي في دراسته ان اعادة بناء التراث القديم لنا يساعد علي وقف التغريب والدخول في تحديات العصر انظر ص 12 من مقدمة في علم الاستغراب !
    مع انه لايفحص التراث الا بادوات هذا الفكر وبنظرة العقل الغربي الجزئية المادية المحدودة بحدود ضعيفة وهشة وبادوات تحليل مجتزئة وقاصرة ومحرفة للبديهيات والكاتمة للحقائق
    ان مقدمة في علم الاستغراب لحنفي مع كل مشاريعه الاخري انما تصب في تمديد الهيمنة الغربية في بلادنا لانها تعمل علي تقييم عقلنا الاسلامي وثراثنا الديني ووحي الله تعالي من خلال نظرة استشراقية او نظرة عقلية غربية ضيقة الافق قاصرة عن التحليل الشامل بداوات تحليل صحيحة تجمع بين الغيب والشهادة الروح والمادة والانسان والغيب والوحي والرسالة الشريعة والهداية كما تجمع بين جميع ظواهر الاجتماع البشري مع دقائق الايات الكونية واستخلاص الدروس الانسانية والنتائج العلمية في نظرتها الصادقة والواسعة الي الكون والحياة والانسان والوحي والشريعة والحكمة
    ففلسفة الواقع المادي لحنفي تمنعه من رؤية ابعاد النظرة الغربية وطبيعة قصورها عن رؤية الاسباب الحقيقية لحقيقة الانسان وحقيقة الوحي وحقيقة الواقع وصور تغييره بمايحقق للانسان السعادة ويقيم العمران البشري علي اسس كريمة وبمسؤولية فريدة وبعقلية تلامس السماء وهي تمشي علي الارض اما دراسة ادوارد سعيد فهي عملية كشف للعقل الغربي وان كان الرجل لم يتحرر تماما من رواسب الفكر المادي الذي امن به ولا جره الهجوم علي ماركس في كتابه الي نفض علائقه من الفكر الغربي ونظرياته القاصرةوالمدهش ان حنفي يقوم احيانا بمثل ذلك!
    وسعيد علي كل حال ليس له مشروع تغريبي كالذي قام به حنفي وجند له عشرات السنين ليقوم بعملية هدم لمقومات الاسلام لصالح الفكرة المادية الغربية المتغيرة داخل صورها المتحركة في دائرة ضيقة هي دائرة المادة والواقع المادي فقط!وبزعم عدم الرفض المطلق للفكر الغربي كما في مقدمته ص 12 فان حنفي يريد دراسة الغرب واحتواؤه علي الرغم من ان الغرب هو من احتوي حنفي وليس حنفي هو من احتوي الغرب وماحنفي الا مكمل للفكرة الغربية المادية فهو يريد اعادة بناء وعينا بناءا يقوم علي قناعاته الغربية وعلومه العقلية التي لاتخرج عن اصارها المادي وأصارها الاحادية وغلافها الارضي المتهريء بسبب افعالها في الطبيعة والعقل!
    http://tarek1963.maktoobblog.com/294...D8%B1%D8%A8-1/

  • #2
    مشروع دراسة الغرب-2-

    كتبهاطارق منينه ، في 24 مايو 2007 الساعة: 04:17 ص

    مقدمة لمشروع دراسة الغرب من الداخل والخارج-2-

    ان ماقام به الاستشراق من دراسات وعمل في مجالات الانشطة المعرفية والتوجيهية العليا قام به لغرض السيادة علي الشرق وتوجيهه من خلال رؤية مركزية متعالية تدعي الكونية
    والمثير للدهشة والتسائل والغثيان في آن واحد ان نري اتباعهم -واتباع الفكر الغربي بفلسفاته المختلفة والتي تكون في النهاية نظرة مادية شاملة للحياة -من المستشرقين العرب او بالاخري العلمانيون العرب وهم ذراع الاستشراق الفكري، ان نراهم يحققون الامتداد الغربي في التصور والاتساع والانتشار للفكرة والحركة الماديين!
    ان الاستشراق بتوابعه وصوره المختلفة وشخوصه المتبدلة -من مستشرق تقليدي الي عالم اجتماع الي مستشرق عربي -انما يحقق امتداد الرؤية الغربية في النظر الي الحياة وتناولها في كافة مجالاتها المختلفة كما انه يحقق امتداد شبكة المصالح الكلية التي لها تاثير علي اصحاب القرارات وتعليب تبريرات الاستعمار والاستعلاء والمركزية الغربية المتبجحة كما اشار ادوارد سعيد في الاستشراق في اكثر من موضع
    ولنضرب مثلا للدلاله علي قولنا بمشروعات حسن حنفي-وهو من طلع علينا بكتابه علم الاستغراب!!- وصادق جلال العظم -وهو من كتب الاستشراق والاستشراق معكوسا-وادونيس وطيب تيزيني وغيرهم
    فحسن حنفي صنع موسوعات اخطر في التأثير والتمرير من موسوعات المستشرقين كما انه قام بحملة علي الاسلام اعظم مما قام بها الاستشراق الكلاسيكي القديم
    ويكفي للدكتور العظم حظوة عند الغربيين والمستشرقين واصحاب القرار في الغرب انه صنع كتابي ذهنية التحريم ومابعد ذهنية التحريم بصورة لم يجرؤ مستشرق في التاريخ ان يقوم به وهو مشروع تنجيس الاسلام واستحلال تشويه صورة النبوة الكريمة والرسول العظيم ويكفي ان العظم حصل علي جوائز غربية كبيرة ومغرية من رؤساء وملوك غربيون ومؤسسات كبيرة ومؤثرة !
    اما ادونيس فيكفيه منزلة عند الغرب انه سعي لخلخلة الثوابت وتدمير القيم واستحلال كل محرم وانتهاك كل مقدس وتشويه التاريخ وقلب موازينه ودلالاته وزيادة علي شعره الباهت المدمر للفطرة العاري من العفة فان كتابه الثابت والمتحول صب في عمل الهيمنة الاستشراقية وكان امتدادا عجيبا للاستشراق الغربي واعماله المشوهة للحقائق المزيفة للتاريخ
    http://tarek1963.maktoobblog.com/337...D8%B1%D8%A8-2/

    تعليق


    • #3
      مشروع دراسة الغرب-3-

      كتبهاطارق منينه ، في 27 مايو 2007 الساعة: 05:38 ص

      مقدمة لمشروع دراسة الغرب من الداخل والخارج-3-


      ولذلك يصعب جدا ان نتخيل ان واحدا من هؤلاء العلمانيين العرب الذين تصب مشاريعهم في احتقار الشرق الاسلامي ودين الاسلام وتغليب الغرب وعلمانيته وعقله المادي السرطاني الامتدادي المتنامي ، الضعيف الاسباب والقاصر عن بلوغ الكليات الكونية والانسانية بتجلياته الشاملة ورؤيته العامة الخطيرة النتائج ، علي اختلاف مشاريعه الفلسفية الحديثة القائمة علي نموذج تفسيري للحياة مادي وقاصر، يصعب ان نتصور ان احد هؤلاء يفهم نتائج العبودية للغرب وانتاجه الفلسفي المادي ذلك اننا نراهم يحاربون الاسلام محاربة اشنع في الصورة واجرأ في الحدود من اي مستشرق حديث او قديم!
      ان شبكة الاستشراق الغربي والشبكات الاخري المتطورة و المتعددة-فلسفات الحداثة ومابعدها!-المستعلية داخل وحدة الرؤية الغربية الكامنة وراء الاختلاف والتعدد -والمصطلح للدكتور المسيري-في صوره وانماط افكاره انما يحاول الامتداد جهة الشرق عموما والشرق الاسلامي خصوصا للسيطرة الفكرية والهيمنة المادية عليه
      وكما تم استعمار الحياة الخاصة والعامة في الغرب علي الانسان الغربي من خلال هذه الرؤية المادية للحياة فان المجال بفعل الهيمنة والتعالي والقوة مفتوحا الان -ومنذ زمن!-للسيطرة علي عالم الشرق ومحاولة تغييره وتفكيكه وربطه بالمرجعية المادية النهائية القائمة علي تفكيك المجتمعات والافراد والحياة الخاصة والعامة وتغيير عالم الاسلام المقاوم والشرق الاسلامي المستعصي علي السيطرة
      ان الغرب المادي الحالي يتحرك تجاه العالم كله ليجعله ذرات متناثرة وصور هشة من الانسانيات والعلاقات حتي علاقة الانسان مع نفسه في فلسفة مابعد الحداثة انما هي علاقة الموت والنبذ وليس ذلك الا لان فلسفات الغرب الخارجة من رؤيته التفسيرية الشاملة المادية تعامت عن رؤية الانسان علي حقيقته والكون علي طبيعته والروح علي فرادتها والحقائق علي اتساع مجالاتها
      وعلي ذلك تم النظر الينا ايضا بصورة احادية قاصرة ،النظر الي التاريخ الاسلامي والمجتمعات الاسلامية والاسلام العظيم والنصوص الاسلامية بصورة مادية ضعيفة الرؤية فحرفت كلياتها واغفلت حقائق ودلالات عوامل التقدم الانساني فيها والعمران البشري الحقيقي الذي يربط مركزها بحدودها يربط الروح بالجسد في مناهجها ومقاصدها و رؤية الدنيا والاخرة في علومها وكلياتها ومدي اتساع ذلك في اوج مجدها وعز حضارتها وظهور ذلك في انتاجاها المادي والروحي العظيم
      وبالنظرة الفاحصة لادبيات العلمانيين العرب نجد انهم انما يمثلون هذه الرؤية ويعملون علي نسخها بلاروية ولاحكمة ولاعدل ولاعقل وبلانظر للعواقب الخطيرة التي ظهرت نتائجها وصورها في عالم الغرب نفسه والمثير للسخرية والدهشة ان بعض هؤلاء العلمانيين عاشوا -او مازالوا-عقودا في الغرب ويرون الاثار السلبية لهذه النظرة المادية الشاملة للحياة وفلسفاتها الخطيرة علي عالم الانسان والكون المحيط به
      ان التبرير الذي يقدمه هؤلاء كما عبر حنفي في الاستغراب هو الرغبة في استعمال ثقافة الاخر من اجل تجديد مسار الانا
      وهو الغاء لمنبع التجديد الحقيقي الذي ارجعته الماركسية العربية الي ظاهرة مادية خاضعة لشروطها التاريخية لاتتجاوز واقعها بزعمهم
      وهل سيكون من هؤلاء من يجدد الانا دون الاستعانة بثقافة الاخر
      الاجابة ان فاقد الشيء لايعطيه وان من تشبع بالسموم لايستطيع تجديد طبيعته واستنشاق الهواء والاكسجين النقي فضلا عن تجديد امة ودراسة مجتمعات وتحليل مستويات

      يقول حنفي في الاستغراب ص 536
      : وبالرغم من ان المشاريع العربية المعاصرة في كثير منها مازالت مرتبطة بثقافة المركز الا انها ليست تابعة لها احيانا تأحذ مذاهبه او مناهجه كأداة للتحليل ومع ذلك فهي تدل علي رغبة دفينة في الابداع وفي التعبير عن الواقع المحلي وعن استعمال ثقافة الاخر من احل تجديد مسار الانا ولكن جيلا جديدا قد يكون اقدر علي الابداع الذاتي الخالص دون استعانة بثقافة الاخربعد ان يكون قد تملك ادوات تحليله

      ايضا فان مشروع دكتور السوربون محمد اركون الفكري قائم هو الاخر علي التوغل في دراسة الاسلام والعقل الاسلامي والمجتمعات الاسلامية الحديثة بادوات وعيون غربية
      ومن ادواته واسلحته الاستشرقية في مجال علم الاجتماع كمثال في تحليل النصوص الاسلامية والمجتمعات الاسلامية عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو الذي عاش في الجزائر فترة وكتب عن قبائلها بمنهج غربي ملتوي وقاصر ومع ذلك فقد انتقد محمد اركون-في كتابه الفكر الاصولي واستحالة التأصيل - الاستشراق العصري لان الاستشراق الكلاسيكي وقف عند تخوم الترتيب والتبويب والتصنيف والوصف والسرد والنقد القائم علي معرفة دينية ومناهج قديمة للنصوص الاسلامي وتجميع المعلومات عن الموضوع المدروس دون ان يقوم بعملية نقد حقيقية باستعمال ادوات المناهج الحديثة وتطبيق العلوم الاجتماعية والمعرفية الجديدة علي دراسة الماضي ومنها علوم التفكيك الحديثة ومناهج النقد العصرية كعلم النفس التاريخي وعلم الاجتماع التاريخي وعلم الانتربولوجيا التاريخية

      فكل المستشرقين يقول اركون ص20-ماعدا استثناءات قليلة جدا لم تترك أي اثر دائم-يزدرون المناقشات المنهجية والقلق الابستمولجي ولايهتمون الا بدراسة الوقائع المادية المحسوسة بالمعني الذي يقصدونه وضمن الاطار المعرفي الذي يختارونه
      هناك نوعان من المستشرقين-والكلام مازال لاركون- من العلماء المستشرقين المؤمنين وغير المؤمنين والمؤمنون يحملون معهم عندما يدرسون التراث الاسلامي ثقافتهم الاهوتية اليهودية والمسيحية واما غير المؤمنين من لاأدريين وملاحدة او حتي مجرد علمانيين فانهم يطمسون تماما مسألة المعني في الخطاب الديني او يتحاهلونها تماما وهكذا يرفضون الدخول في مناقشات حول مضامين الايمان ليس بصفتها قواعد حياة وسلوك مستبطنة من قبل كل مؤمن وانما بصفتها تركيبات نفسية –لغوية واجتماعية وتاريخية!!!!!!!

      يقول هاشم صالح معلقا علي كلام اركون ص33 ان المستشرقون لايريدون ان يجلبوا لانفسهم أي مشكلة –يقصد مع مااسماه بالاسلام السني- فانهم يراعونه اكثر من غيره وهذا شيء مفهوم الي حد ما لكنه ضار بالدراسة العلمية وهذا ناتج يقول اركون عن: حذر المستشرقين وحيطتهم عندما يدرسون النص المؤسس للاسلام لهذا السبب فاني انتقدهم !!ص 48
      وينقل لنا اركون كلاما للمستشرق فان ايس-ص34- كدليل علي الخوف الاستشراقي والوقوف برهبة امام الاسلام واهله!! : فاني لااستطيع -يقول المستشرق-او لااريد ان اقلب وجهة النظر الاسلامية للتاريخ رأسا علي عقب هذا شيء ينبغي علي المسلمين انفسهم ان يقوموا به وليس علي أنا!!!!!
      اذن علي اركون ان يقوم بالمهمة الاستشراقية الاوغل في التزوير وتعليقا علي كلام المستشرق ايس يقول اركون انه سوف يقدم للقاريء اضاءات ابستمولوجية أي معرفية!!!!ويكون الامر:بعودة نقدية علي الذات ثم يعرض ادوات منهجه وهي
      –اولوية القراءة التاريخية – الانتربولوجية
      -القراءات الالسنية والدلالة السيميائية والادبية
      - اسهامات القراءات الايمانية وتوظيفاتها او استثماراتها ص39

      وبالنسبة للقرآن ونقده يلمز اركون الاستشراق الحديث بان المعركة التي جرت من اجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني لم يعد الباحثون يواصلونها اليوم بنفس الجرأة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة الالماني او بلاشير الفرنسي —-ولكن المعركة من اجل تحقيق القرآن لم تفقد اليوم اهميتها العلمية علي الاطلاق !!!!! ص44

      ويستعدي محمد اركون العلماني العربي في كفاحه السياسي والاجتماعي والفكري ليقوم بعملية تحليل وطبعا بتطبيق ادوات غربية ومناهج نقد معرفي ناتجه عن العقل الغربي المادي علي المجتمعات الاسلامية والنصوص القرآنية والاسلامية فالباحث المفكر –يقول اركون في كتابه الفكر الاصولي واستحالة التأصيل ص13-لايصح له ولايقبل منه الا ان يتلقي مايشاهده في المجتمعات البشرية لكي يضعه علي محك البحث والتسائل ولكن لايحق له معرفيا ان يوقف بحثه عند حدود الوصف السطحي او مجرد النقل لما سمع وراي وجمع من وثائق وانما من واجبه كمحلل ومفكك ان يستنطق المسكوت عنه في الخطاب الاجتماعي وان يكشف الغطاء عما يلبسه الممثلون الاجتماعيون أي البشر وان يضع علي محك النقد والاشكال مايستهلكه المناضلون السياسيون والممثلون الاجتماعيون بصفة عامة وكأنه حقائق يقينية بل إلهية!
      ولم يقم محمد اركون بمحاولة تطبيق منهجه التفصيلي هذا علي المجتمعات الغربية وكان اولي به ان يفعل ، ذلك ان الاشكاليات والمنهجيات التي يستعملها انما هي نتاج ظروف المجتمعات الغربية ومقدساته وافرازات بيئاتها وتطورات نسقها المعرفي والاجتماعي والفلسفي القائم علي الانقلابات العنيفة والتغيرات السريعة والتحولات الخطيرة

      ان عملية التغريب العنيفة الاكثر عنفا مما قام به الاستشراق عند اركون انما هدفها الاساسي الذي لاتقوم الا به لاتكون الا بتقديم نموذج اخر غير القرآن كما يقول ليكون المرجعية العليا في المجتمعات الاسلامية
      يقول وسوف يؤدي تقديم هذا النموذج علي المدي البعيد الي الغاء النموذج الالهي لتوليد التاريخ كما حدث في الغرب الحديث!-ص23
      وغالبا مايهتاج اركون فيكتب قائلا
      ان المسلمين يتصرفون الان كما تصرف المسيحيون الاوربيون اثتاء الازمة الحداثية التي حصلت في القرن التاسع عشر نقصد بذلك ردود فعلهم الهائجة تجاه البحوث الاستشراقية القديمة —كما ويقومون بردود فعل سلبية ضد البحوث الاستشراقية الحديثة المتحررة نسبيا من مسلمات هذا العصر المغرور بل وحتي غير المتسامح او المتعصب ص25
      وبدل ان يقوم هؤلاء بتحليل المجتمعات الغربية علي كافة المستويات وفي جميع مجالات الحياة والتطورات التي حدثت للانسان الغربي حتي صار الي ماهو عليه الان ومدي تأثير الفلسفات والتحولات والهيمنات الفكرية والمادية والفلسفية عليه وعلي حقيقته كانسان وطبيعته ككائن يحتاج الي سعادة وامن تجدهم يسلطون اسلحتهم الفاسدة علي مالايعرفون من العلوم والنصوص ويبترون السياقات التاريخية والدلالات العقلية لها ويزيفون دلالات النشاطات الروحية والنفسية والفكرية والمادية ويعرضون الحقائق الموحي بها من الله تعالي بحيث تفقد دلالاتها الحقيقية وتطمس معانيها الضرورية وتعزل مبادئها الكلية وتحرف شموليتها المتكاملة المرتبطة بالوحي الالهي المهيمن والاسباب الارضية المختلفة وكما يزيفون حقيقة الانسان وطبيعة الوحي وكلية المنهج الانساني في تفسير حقيقة الانسان وحقيقة الكون وحقيقة الوحي الالهي
      http://tarek1963.maktoobblog.com/341...D8%B1%D8%A8-3/

      تعليق


      • #4
        مشروع دراسة الغرب 4-

        كتبهاطارق منينه ، في 1 أكتوبر 2007 الساعة: 03:54 ص

        والشيء المثير حقا والداعي الي التأمل هو ان اغلب الدعوات المطالبة بالقيام بعملية الاستغراب انما جاءت ممن يمكن تسميتهم بالمستشرقين العرب!
        في نفس الوقت الذي يقومون بتمرير المذاهب الغربية في حقل علومنا وثقافتنا ووسائل الاعلام والتوجيه والتأثير بلاوعي حقيقي بالنتائج الخطيرة والآثار السلبية لعملية التمرير هذه كما انهم يسعون مع اصحاب المناصب العليا -منهم -في تدشين معالم ثقافة غريبة علي الاسلام واهل الاسلام بحجة التنوير والتطوير والتحديث !!
        فكيف يدعونا هؤلاء الي القيام بعملية استغراب من دراسة وتحليل للاليات والمتغيرات والمجتمعات والسياسات فيما هم لايستطيعون النظر الي المدروس من الخارج ولا الي المفحوص من خلال نظر القاصرة الي نفسه
        وهل يدرس التلميذ استاذه وهوفي حقيقة الامر نسخة منه وفيما هو شبحه وظله
        يمكنك أن تري ذلك الظل في كلمات طه حسين الذي ردد في بلادنا مفتريات المستشرقين علي ديننا وتراثنا كما قال الشيخ محمد الغزالي في ظلام من الغرب ص25
        يقول طه حسين عن فكرته في اقتفاء أثر الغرب :ان نسير سير الغربيين ونسلك طريقهم لنكون لهم انداداد ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها ومايحب منها ومايكره وما يحمد منها ومايعاب-من كتابه مستقبل الثقافة في مصر ص45!!
        لندع الدكتور طيب تزيني العلماني الفكرة والذي له مشروع لترويج الفكر المادي الجدلي في مجتمعاتنا لندعه يعرض لنا الامر وهو من اهله ودعاته!!
        يقول في مقال له بجريدة الاتحاد يوم الثلاثاء 6-11 لسنة2007
        يقول الكاتب:"صدّقني يا سيدي القارئ أن الواجب الوطني الصحيح، بعد أن حققنا الاستقلال وأقررنا الديمقراطية في مصر، إنما هو أن نبذل ما نملك وما لا نملك. لنُشعر المصريين أن الله قد خلقهم للعزة، وأن نمحو من قلوب المصريين هذا الوهم الآثم الشنيع الذي يصور لهم أنهم خلقوا من طينة غير طينة الأوروبيين، وفُطروا على أمزجة غير الأمزجة الأوروبية، ومنحوا عقولاً غير العقول الأوروبية. علينا أن نصبح أوروبيين في كل شيء، قابلين ما في ذلك من حسنات وسيئات".
        وكان طه حسين، في ذلك وعلى نحو مضمر أو معلن، يرد على تجاهلات الإخفاق في المشروع النهضوي، خصوصاً في مصر، ويستجيب - في الآن نفسه- لما سمّاه بعضهم "صدمة الحداثة" وربما إضافة لبعض أطروحات المستشرقين حول "المركزية الأوروبية". ومن الناحية الإيديولوجية، قد يمكن القول إن طه حسين وقع في خُلف منطقي، حين تحدث عن "أمزجة وعقول مصرية-أوروبية"، لكن القول إن المصريين قد حققوا ما حققه الأوروبيون — أما ما طرحه طه حسين، فقد كان تعبيراً عن أحد اتجاهات الفكر المصري في مرحلة الاستقلال والعزم على البناء. وثمة اتجاهات أخرى، منها الدعوة إلى الفرعونية وكذلك الإصرار على النزعة الشرقية. وقد كان أحمد أمين في كتابه "الشرق والغرب" أحد من دافعوا عن هذه الأخيرة وعن التمايز بين الفكر الغربي والآخر الشرقي، بحيث نظر إلى الأول بمثابة مهد للعلم والتفكير العلمي النّسبي، وإلى الثاني على أنه "مهد الأديان والروحانيات، وبالتالي تتلخص مهمة المصريين (الشرقيين) بتلقّفهم علم الغرب مقابل تقديم "الحياة الروحانية" للغرب.
        —- وكان ممن أخذ بالموقف المذكور، أي الانحياز للغرب أو لأوروبا تحديداً وضمن الفكر العربي، وإن بحيثيات مختلفة، ولأسباب أخرى، زكي نجيب محمود في كتابه "تجديد الفكر العربي"، وعبدالله العروي في كتابه "الأيديولوجية العربية المعاصرة"، ومحمد عابد الجابري في كتابه "تكوين العقل العربي". أما الكتّاب العرب الذين أخذوا مواقف إيجابية أو منحازة من الغرب العولمي الراهن، فمنهم -مثلاً- برهان غليون في بحثه "الاجتماع السياسي للحركة الإسلامية -محاولة للفهم والتفسير"، ومصطفى حجازي في بحثه "العولمة والتنشئة المستقلة". وإذا كان الكتّاب السابقون -من طه حسين إلى محمد عابد الجابري مروراً بزكي نجيب محمود وعبدالله العروي وغيرهما- قد حددوا الحقل الجيوسياسي والسوسيوثقافي الذي ينطلقون منه في مقارنتهم بالشرق عموماً، والعرب من ضمنهم، بـ"أوروبا" التي اعتبرها مسؤولون في الإدارة الأميركية "القارة العجوز"، إذا كان ذلك كذلك، فإن الأمر يختلف بالنسبة إلى الكاتبين الأخيرين حجازي وغليون. فهذان ينطلقان من النظام العالمي الجديد، الذي تقوده الآن الولايات المتحدة الأميركية. أما الأول فينفي "أن العولمة ساحقة ماحقة للكيانات الوطنية سياسياً وثقافياً"، في حين أن الثاني (غليون) يؤكد أننا "عندما نقول إن العولمة تعني خضوع البشرية لتاريخية واحدة، فهذا يعني أيضاً أنها تجري في مكانية ثقافية واجتماعية وسياسية موحّدة أو في طريقها إلى التوحيد"، مما يُنتج خطّ تقاطع بين غليون وأمثال فوكوياما في القول إن التاريخ انتهى إلى النظام الجديد بقيادته الأميركية الراهنة، مع الإشارة إلى أن الكاتب المذكور، وفي ندوة عُقدت في جريدة "الاتحاد" مؤخراً ضمت مجموعة من كتاب الجريدة (وأنا منهم)، جعل مفهوم "الهيمنة الأميركية العولمية" موضع سخرية وتندّر ونفْي". بهذا نلاحظ أن طه حسين أرسى اتجاهاً تغريبياً في صفوف مجموعات من المفكرين والكتاب العرب، مع الاختلاف في المسوغات التي قدمها كل من هؤلاء.-انتهي كلام طيب تزيني وهذا هو رابط المقال

        http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=32227

        وهكذا فالمستشرق العربي انما هو صورة باهتة للاستاذ مكررة او مصورة!صورة غير مستقلة في البحث ولامبدعة في التقييم بل هي تابعة مقلدة-كما حكم ارنولد توينبي(انظر كتاب طه حسين في ميزان العلماء والادباء ص28) ينقلون افكارا وفلسفات بلامعرفة حقيقية بالاسباب التي اخرجتها الي العالم والظروف التي انشأتها ولبريق صورها ولمعان حروفها يقبلونها بخيرها وشرها حلوها ومرها

        وكما قال الاستاذ محمد الغزالي في مقدمة ظلام من الغرب
        هناك مستشرقون مصريون ولدوا في بلادنا هذه ولكن عقولهم وقلوبهم تربت في الغرب ونمت أعوادهم مائلة إليه ،فهم أبدا تبعا لما جاء به-ص3

        ان هؤلاء في الحقيقة هم في الداخل الغربي مضمونا وصورة وفي المربع الغربي حقيقة و عقلا وحضورا انهم متاثرون به و بفلسفاته ونظرياته وآلياته(انظر الهامش) وكما اشرنا من قبل فان هؤلاء انفسهم لايملون من دعوتنا الي تطبيقها في واقعنا -في كل مجالات الحياة-وعلي نصوصنا ومسلماتنا وديننا ووحي ربنا فضلا عن تركيبة مجتمعاتنا ونظام حياتنا
        (في الهامش: يقول طه حسين عن مدي علاقته بدوركاييم عالم الاجتماع الغربي بانه كان شديد التأثر بدروس الاستاذ دوركاييم في علم الاجتماع)

        انظر-في النص التالي- كيف حطم عالم الاجتماع الغربي عالم الاسرة وعالم القيم والاخلاق
        يقول((— ومن هذا القبيل أن بعض هؤلاء العلماء يقول بوجود عاطفة دينية فطرية لدي الانسان وبأن هذا الاخير مزود بحد أدني من الغيرة الجنسية والبر بالوالدين ومحبة الابناء وغير ذلك من العواطف
        وقد أراد بعضهم تفسير نشأة كل من الدين والزواج والأسرة علي هذا النحو ولكن التاريخ يوقفنا علي أن هذه النزعات ليست فكرية في الانسان،وحينئذ فإنه يمكن القول بناء علي الرأي السالف بأنه لاوجود لتفاصيل القواعد القانونية والخلقية في ذاتها اذا صح التعبير – ومن ثم فليس من الممكن تبعا لهذا الرأي أن تصبح مجموعة القواعد الخلقية التي لاوجود لها في ذاتها موضوعا لعلم الاخلاق-من كتابه قواعد المنهج ص 15)
        فالدين والخلاق والاسرة عند دوركاييم ظواهر ليست فطرية في حياة البشر كما ان الفرد يخضع بصورة حتمية قهرية للمجتمع فهذا مثال الاستاذ والتلميذ !
        فكيف يدرسونه -بعلم استغراب او منهج استقراء!-وهم عبيده واماءه وكيف يفحصون ظواهره ويرصدون اسباب انتصاره او احتضاره وهم لايعرفون لا مكمن قوته وعظمته ولااعراض الشيخوخة او اعراض الايدز عند انتكاسته او موت الانسان فيه
        فاركون وحنفي وحروب وغيرهم يدعون منذ زمن الي البدء في عملية الاستغراب
        بيد اننا نري انهم انفسهم تورطوا في دراسة الغرب بعيون غربية تلك العيون التي تاثروا بها في النظرة الي التراث والدين والاوضاع والاعراف والتقاليد والقيم وحتي الضمير والوجدان والشعور والخيال!
        اليوم نري خالد الحروب يدعو الي دراسة الغرب في مقال له بجريدة الاتحاد بتاريخ1-10-2007
        فيعلق علي مؤتمر لدراسة السلفية في مدينة غربية من قبل باحثون شبان عرب وذلك في مقاله بعنوان العرب بين "الاستشراق" و"الاستغراب"
        وقد عُقد المؤتمر-كما يقول- مؤخراً في جامعة "نايميخن" الهولندية حول "صعود السلفية في العالم" قُدمت أوراق كثيرة, ستنشر لاحقاً في كتاب, غالبيتها من قبل باحثين أوروبيين شبان في العشرينات من أعمارهم. ينتمي هؤلاء الباحثون إلى جيل جديد من "المستعرِبين" الذين يتقنون اللغة العربية, وتستند أبحاثهم إلى مصادر أولية ونتائج زيارات قاموا بها للمنطقة حيث أقاموا لفترات متفاوتة في هذا البلد أو ذاك. في هذا المؤتمر ربما لم تبق قضية لها علاقة بالسلفية إلا ونوقشت بعمق ومعرفة مثيرين. هؤلاء الباحثون، من فرنسا والنرويج وهولندا وبريطانيا وغيرها، يعرفون كل "أبوات التيار السلفي" عن قرب,,ويقول الدكتور كمال حبيب الذي سافر الي هولندا لحضور مثل هذا المؤتمر
        فهمت من نمو الراديكالية التي عقد المؤتمر لأجلها أن المقصود هنا هو " الراديكالية الإسلامية " خاصة التيار السلفي ويبدو أن المقولات السائدة في التاريخ والتي تعكس أخطاء المؤرخين ثم تراكم هذه الأخطاء حتي تصبح حقيقة في أذهان الباحثين لا يمكن مناقشتها تحدث هي الأخري في علوم السياسية والاجتماع ، حيث يصبح هناك أجندة بحثية لا بد من الحديث عنها وعدم الخروج عليها فذلك مجانبة للعلم وللبحث-
        انظر مقال الدكتور حبيب- في صحيفة المصريون بعنوان ايام في هولندا بتاريخ31-10-07
        ويسأل خالد الحروب اليس من الاجدر ان يدرس الغرب بعمق ومن الداخل
        يقول
        وهنا بالضبط لبُّ الفكرة في هذه السطور: لماذا لا نجد جيلاً من الشبان العرب البحاثة يدرسون قضايا العالم ويستفيدون منها ويفيدون مجتمعاتهم بالخبرة التي هم في مقدمة من يمكنه التبحُّر فيها واستكشافها؟ إنه نفس السؤال الذي يطرحه الراحل إدوارد سعيد مطالباً بإنشاء مراكز للدراسات الغربية في الجامعات العربية, كجزء من الحل. وهو السؤال الذي كان حسن حنفي قد اقترح إزاءه تأسيس علم "الاستغراب" كجزء من الحل أيضاً.

        وانا في الحقيقة أسأل السيد خالد الحروب باي ادوات وآليات معرفية ومنهجية سيدرس هؤلاء الغرب من الداخل واي قواعد علمية وتصورات مفاهيمية تدعون اليها للقيام بعملية الفحص
        لو سألنا اركون هذا السؤال لاجابنا بان عنده مناهج غربية لفلسفات وحوليات فرنسية نقد بها الوحي-بل يقول للغرب لما لاتستخدموها لدراسة الاسلام- وانتقص بها القرآن
        ان اركون نقد الذين درسوا الغرب من علماء الاسلام وطرحهم ارضا لم يبق فيهم علي شحم او لحم بل سفه منهجياتهم ودعا الي اتباع منهجيات علماء غربيون تمت صياغتهم في الغرب وصناعة افكارهم وفلسفاتهم في معاملهم الفلسفية القاصرة التي انتجت علوما احادية النظرة ضعيفة التحليل علوم اجتماع وعلوم اقتصادية وسياسية
        ونري اركون يستعمل اخر هذه المنهجيات في دراسة الاسلام والمجتمعات الاسلامية فيما يدعونا اصدقاؤه للقيام بعملية الاستغراب بل ويقومون بتجارب في هذا الحقل !!
        الستم انتم -يادكتور-قد درستم المنهجية الفكرية او بالاحري المناهج الفكرية والفلسفية المختلفة التي نتجت في ظل التطورات والمتغيرات في الغرب وبدل ان تشرحوا الظروف التي انشأت هذه الفلسفات والمتغيرات التي صنعت هذه المناهج الفكرية ومن ثم تخبروننا لماذا وصل الانسان في الغرب بسلبياته وايجابياته الي الحال التي وصل اليها وقال عنها احد فلاسفته ان الانسان -داخلها- قد مات!! نراكم بدلا من ذلك ذهبتم تنقلون ورحتم تغرفون من هذه المذاهب المهشمة والتي يحطم بعضها بعضا فضلا عن تحطيم مجتمعاتها الي مجتمعاتتنا التي لم تمر بنفس الظروف-ولاتحتاج فلسفات انهيار الانسان - كما انها لم تمر بنفس الاوضاع التي حدثت-والاسلام لو علموا هو من قلبها في بداية التغيير!- وتحدث في الغرب بسرعة مذهلة من يوم ان كان الصراع مع الكنسية في لحظات اشتعاله واشتغاله
        اننا بدل ان نجد منكم عملية استغراب تكشف الاليات المادية والفكرية والتحولات التاريخية والاجتماعية والظروف الاقتصادية والسياسية والتقلبات الفلسفية والفكرية والانحرافات الفكرية والاجتماعية والاكتشافات العلمية والتقنية -ومدي سلبيات استخدامها السيئ والغير آمن في الوقت نفسه وذلك في التعامل مع البيئة والانسان بل الطبيعة والحيوان-وبدل ان نجد منكم عملية استغراب اصيلة تكشف اصول الاشياء والحركات والبدايات والعلوم كما الاقتباسات المنهجية والعلمية-التجريبية والعقلية التي كانت البدايات لتغيير المجتمعات وتبديل التصورات وقلب النظرات والنظريات وجدناكم تعرضون عن هذا كله وتنقلون فقط المذاهب الضعيفة وتدعون لحمل الناس عليها في بلادنا لتغيير هوياتهم الدينية وتصوراتهم العقدية وحياتهم الاجتماعية وتصوراتهم الفطرية مع ان هذه المذاهب التي اعترف الدكتور ذكي نجيب محمود -وكان قد تاثر عقودا ببعضها- انها مذاهب نقلناها تقليدا وشغفنا بها علوما وهي مذاهب يهشم بعضها بعضها بل ووجدناكم كل يدعو لمذهبه الغربي الي تحقيقه واقعا في الحياة العقلية والعلمية والعملية لمجتمعاتنا الاسلامية التي لم تمر بالاوضاع التي مرت بها الغرب ولاكانت المباديء التي تحكم حياتها هي نفس المبادي التي انتفض عليها علماء اوروبا يوما ما بل علي العكس فان علماء اوروبا في انتفاضتهم ضد الكنيسة اقتاتوا علي علوم المسلمين وتحركوا بمناهج النظر والعقل التي اشتغل عليها اهل الاسلام وانتجت علوم عقلية ومناهج علمية وتجريبية وهي التي انطلقت بها اوروبا الي العصور الاحقة منتجة في عالم المادة ومزدهرة بها في عالم التجريب والانتاج العلمي
        وبدل ان يدرس طه حسين الغرب راح يقول
        وإما ان المسيحية لم تؤثر في طبيعة العقل الاوروبي فوجب ان يكون الاسلام كذلك لان القرآن مصدق للانجيل!!!
        فهل هذا منطق ثم هل هذه منهجية من يمكن ان يدرس الغرب او يدرسه تلاميذه بعلمية موضوعية
        وهل حقا جاء القرآن مصدقا لمايسمي اليوم انجيلا بهتانا وزورا ثم حتي لو كان القرآن قد جاء مصدقا لهذا الانجيل الحالي او بالاحري الاناجيل والاسفار هذه -وهو امر مخالف للحقيقة-فهل فيها آيات دافعة للعمل في الكون كما في الايات القرآنية الكثيرة والواضحة في الدعوة الي النظر في الافاق المسخرة للانسان كما في قوله تعالي-ونضربه مثال -وسخر لكم مافي السموات ومافي الارض جميعا منه
        وهي الايات التي حركت علماء الاسلام للنظر في الكون بلارهبة منه ولااساطير حول كواكبه ونجومه وشموسه
        ولم تستقر آيات النظر في الكون والتأمل فيه في نفوس المؤمنين بطريق القرآن وطريقته في البناء النفسي والعقلي والمعرفي والعلمي والعملي الا بعد ان أسقط الاسلام عملية تاليهها من النفوس والواقع التي منعت الامم من النظر الحقيقي والاستفادة منه في العمران البشري بلااسرار كهنوتية ولاطلاسم سحرية!!
        وهل دفع الانجيل الحالي الذي كان ممنوعا عن الشعوب في القرون الوسطي الي ارتياد الكون واكتشاف افاقه وفحص اسباب السموات والارض ام ان الذي دفع الغربيون هو مادفع المسلمين وهو القرآن نفسه الذي جعل علماء الاسلام يقدمون للعالم منهجا عقليا وتجريبيا صنعه الاسلام بعد تحرير النفوس والعقول
        ان دراسة الاسباب التي نقلت الغرب من حالته المظلمة الي الانتاج في الحقل المادي هو جزء من عملية الاستغراب كما ان دراسة التطورات التي حدثت للانسان في هذا العالم هو ايضا من مهمات عملية الاستغراب
        ولذلك لابد من ادوات الدراسة العلمية السليمة كما لابد من دراسة التغيرات التي حدثت في عالم المادة والانسان علي السواء
        وسياتي الكلام ان شاء الله علي مقومات الدراسة العلمية والتاريخية التي نود القيام بها في علم الاستغراب
        اما بقية مقال خالد الحروب فلا اعتراض عليه

        وفيه يقول خالد الحروب:
        والمفارقة أن غالبية طلبة الدراسات الإنسانية العليا العرب في الغرب يذهبون إلى هناك ليدرسوا بلادهم وقضايا مجتمعهم, التي كان بإمكانهم دراستها وهم في بلدانهم, ومن دون كل الأعباء المادية والسفر والأكلاف الأخرى. وهناك بالفعل إشكالية حادة إزاء هذه المسألة يقابلها اهتمام قليل بمناقشتها والتأمل فيها. عشرات الآلاف منهم في أوروبا والولايات المتحدة تلتحق بجامعات كبيرة وعريقة وتتمتع بخبرات واسعة وموارد وأرشيفات ثمينة توفر للدارسين فيها فرصة ذهبية للاطلاع على ما لا يمكن الاطلاع عليه في بلدانهم. لكن الاستفادة من تلك الموارد والمناخ العام يكون في المجمل ضئيلاً لأن غالبية أولئك الطلبة يفضلون دراسة موضوعات تتعلق ببلدانهم ومجتمعاتهم الأصلية. وليست في ذلك مشكلة كبيرة لو كانت هناك نسبة معقولة ممن يدرسون موضوعات أوروبية وأميركية وعالمية أخرى, آسيوية وأفريقية, تعمق من المعرفة العربية بالتجارب والأفكار والسياسة والاقتصاد والتحولات التي شهدتها تلك المناطق وتواريخها.
        هل هناك متخصصون عرب في الحزب "الجمهوري" أو الحزب "الديمقراطي" يقابلون المتخصصين الأميركيين في معظم إن لم يكن الأحزاب السياسية والدينية العربية؟
        علينا أن نقر بأن معرفتنا العلمية والأكاديمية والبحثية بـ"الآخر" ما تزال غير عميقة على أقل تقدير, إن لم نقل هشة, وبالكاد تتجاوز التغطيات الإعلامية السريعة وما تخلقها من صور وانطباعات بخطوة أو خطوتين. المعرفة والخبرة العلمية هي التي توفر البنية التحتية لأي تصور أو فكر جديد, كما توفر أيضاً الأساس لأي توجه سياسي أو اقتصادي معين. لكن هذه البنية التحتية الرصينة والممتدة والعميقة غائبة بشكل كبير. والمرشحون الأوائل والأهم لإقامتها هم طلبة الدراسات العليا والباحثون في مجالات الدراسات الإنسانية.
        وعلينا أن نشير كذلك إلى أن طلبة الدراسات العليا العرب يستسهلون دراسة موضوعات خاصة ببلدانهم ومجتمعاتهم لعدة أسباب بعضها عملي وبعضها ثقافي. بعضهم تجذبه الأرشيفات الغربية التي قد يجد فيها عن قضايا مجتمعه وتاريخه وسياسته ما لا يجده في بلاده. وبعضهم الآخر يستسهل البقاء في فضاء اللغة العربية والاعتماد على أدبيات لا يستطيع الوصول إليها أو التعامل معها طلبة غربيون بنفس السهولة. وهناك نسبة منهم, وهي الأقل مع الأسف, تنشر الدراسات والأبحاث التي تقدمها كأطروحات لشهادات الماجستير أو الدكتوراه باللغات الأجنبية, وهذا إنجاز مهم ويستحق التقدير, خاصة إن كان منهج البحث والنتائج والمعرفة المقدمة تقدم ما هو جديد، أو تطرح رؤية مختلفة عما هو سائد في الأدبيات الغربية. والأمر الآخر الإيجابي الذي تتوجب الإشارة إليه في دراسة "الذات" في الغرب هي امتلاك العقلية النقدية ومناهج البحث العلمي التي هي خلاصة تجارب طويلة الآن خاصة في الأكاديميات الغربية. لكن تلك الإيجابيات المحدودة لا تتناسب مع الجهد والوقت والمال المبذول والفرص المواتية لتعظيم إيجابيات وفوائد أكثر بكثير.
        أليس من الغريب أن يعود آلاف الطلبة مثلاً من الولايات المتحدة وليس منهم إلا أعداد قليلة جداً قد درست موضوعات خاصة بأميركا: هل هناك أطروحات دكتوراه عربية في الولايات المتحدة درست التاريخ الأميركي, الحرب الأهلية هناك, كيف بدأت وكيف انتهت, النظام الفيدرالي بين الولايات, طبيعة التوافقات الثقافية والدينية والاجتماعية المكونة للشعب الأميركي, علاقة المهاجرين من غير أصول أنجلو- ***ونية, العنصرية, الاقتصاد والسياسات النقدية, العلاقات بين المال والاقتصاد والإعلام والصناعة العسكرية, الأدب الأميركي…, الخ؟ هل هناك متخصصون عرب في الحزب "الجمهوري" أو الحزب "الديمقراطي" يقابلون المتخصصين الأميركيين في معظم إن لم يكن الأحزاب السياسية والدينية العربية؟ أوليس من الغريب أن يعود الطلبة الأميركيون الذين يدرسون في البلدان العربية وقد درسوا نظائر تلك الموضوعات في البلدان العربية التي درسوا فيها؟
        هل هناك طلبة عرب درسوا ما يحدث في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأوروبا بشكل عام, وعادوا إلى بلدانهم بخبرات جديدة حول كيفية الاستفادة من تلك التجارب؟ في أي المنحنيات سارت كل تجربة من تلك التجارب, وكيف اتسقت علاقات الأطراف المتنافسة والمتصارعة, وما علاقة الداخل بالخارج, وعلاقة الفكر بالسياسة, وعلاقة الاقتصاد بذلك كله؟ كيف تطورت فكرة الاتحاد الأوروبي مثلاً, وأين هي الآن, وما هو مستقبلها؟ هل هناك باحث عربي قدم مؤخراً أطروحة, على سبيل المثال, حول توسع الاتحاد الأوروبي وانضمام دول جديدة إليه خلال العشر سنوات الأخيرة, وما هي انعكاسات ذلك؟ أو حول توسعة حلف "الناتو"؟ أو حول السياسات النقدية الأوروبية وعلاقة "اليورو" بالدولار ومستقبل تلك العلاقة وما تعنيه بالنسبة للعالم؟ بل، هل هناك بحوث لها علاقة مباشرة بالعرب وعلاقتهم بالغرب مثل وضع فكرة التعددية الثقافية في الغرب من ناحية فلسفية وفكرية، وإلى أين تسير، وما أثر الجدل حولها على الجاليات العربية؟ أو وضع الدين في المجتمع وكيفية التعامل معه؟ وكذا الجدل الدائر في العديد من الدول الأوروبية على مستوى التشريعات بشأن التعامل مع المهاجرين والإثنيات والتجنيس؟ وغير ذلك من موضوعات يضيق المجال عن تعدادها.
        http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=31392


        http://tarek1963.maktoobblog.com/549...D8%B1%D8%A8-4/

        تعليق


        • #5
          مقالات علي هامش مشروع دراسة الغرب-1- الاباحية الرقمية-اليوم-لمدير الرواق

          كتبهاطارق منينه ، في 24 أبريل 2007 الساعة: 22:29 م

          الإباحية الرقمية.. وطرق الحد من انتشارها

          صناعة تدر مليارات الدولارات تطور أفضل تقنيات العرض على الإنترنت



          أبو ظبي: معتصم زكار
          أبطل قاضٍ فيدرالي أميركي اخيرا، قانوناً يهدف إلى حماية الأطفال والفتيان تحت سن 18 عاماً، ومنعهم من الوصول إلى مواقع الإنترنت الإباحية. ويفرض هذا القانون غرامة على هذه المواقع تصل إلى خمسين ألف دولار مع عقوبة الحبس لمدة ستة أشهر لأصحابها، في حال ثبوت وصول الأطفال إليها.
          وفي تبريره لهذا الإلغاء، اعتبر القاضي أن القانون كان عديم الجدوى وغير قابل للتطبيق، وأن البرامج التي تراقب المواقع Filtering Software هي أكثر فاعلية، إذا أحسن الآباء استخدامها. وكانت جماعات كثيرة للدفاع عن الديمقراطية والحريات، قد اعتبرت أن هذا القانون يتناقض مع حرية الفرد، وفي المقابل، أيده الكثير من منظمات المجتمع المدني. ولكن، هل ان الموضوع هو مسألة حريات شخصية فقط، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

          * فتش عن المال الإباحية الرقمية هي صناعة حقيقية، تدر سنوياً ما بين 10 إلى 15 مليار دولار في الولايات المتحدة فقط، وتقف وراءها شركات كبرى حول العالم، ولها معارض ترويجية ومراكز أبحاث. وهذه الشركات لن تدع قانوناً يمر ببساطة ويعطل أعمالها، وربما سيندهش القراء إذا علموا أن العامل الأول وراء تطور تقنيات البث الرقمي على الإنترنت Streaming، هو تمكين الأفراد، خصوصاً «الأحرار» منهم، من إمكانية مشاهدة المقاطع الإباحية، ولم يكن الهدف من هذه التقنيات هو التعليم الإلكتروني وبث المحاضرات. اما الجدل الأخير حول مواصفات اقراص «دي في دي» DVD Formats فقد كانت وراءه الشركات التي تنتج الأفلام الإباحية والشركات التي تنتج ألعاب الكومبيوتر.

          وتوظف تقنيات جديدة غير رقمية، لإنتاج الأفلام الإباحية، اذ صعقت أوروبا في منتصف العام الماضي عندما أعلنت الشرطة النمساوية عن اكتشاف موقع إنترنت روسي، موجود ومستضاف في إحدى الشركات النمساوية. وعرض هذا الموقع مقاطع فيديو لأطفال تحت سن الرابعة عشر وهم يتعرضون للاغتصاب. وخلال أربع وعشرين ساعة زار الموقع حوالي 2360 شخصا من 77 بلداً قبل أن تغلقه الشركة النمساوية المستضيفة. وأفادت التحقيقات أن تسجيل الفيديو تم في إحدى دول أوروبا الشرقية وتم تحميله إلى الموقع من بريطانيا.

          الجدير ذكره أن الموقع لم يتم اكتشافه بشطارة الشرطة النمساوية، بل لأن أحد العاملين في الشركة المستضيفة النمساوية قد اكتشف ذلك مصادفة وقام بالإبلاغ عنه.

          ويبدو أننا أمام نمط جديد من الجريمة المنظمة. وتتحدث التقارير عن عصابات محترفة تعمل على استغلال الأطفال وربما خطفهم من أجل إعداد أفلامها، واذا ما علمنا أن الموقع الروسي كان يقدم أفلامه مقابل 89 دولارا أميركيا، فإذا كان قد زاره 2360 شخصا في 24 ساعة يكون قد حقق بذلك ربحاً يصل إلى أكثر من 200 ألف دولار. وتوجد 51% من المواقع التي تعرض مواد إباحية فيها استغلال للأطفال، في الولايات المتحدة و20% في روسيا.

          * احرص على كومبيوترك احرص على كومبيوترك، فقد يُساءُ استغلاله أيضاً! لقد طورت هذه العصابات تقنيات متعددة لإطلاق المواقع الإباحية التي تستغل الأطفال، وتحميل المحتويات غير المشروعة فيها؛ ومنها أن هذه العصابات تستخدم برامج القرصنة مثل أحصنة طروادة Trojans من أجل الدخول إلى الأجهزة التي يهمل أصحابها حمايتها أي الذين لا يستخدمون البرامج المضادة للتجسس او التلصص Antispywares وبرامج الحماية من الاختراقات Firewalls. وما أن تدخل هذه العصابة إلى الجهاز حتى تقوم بوضع موادها الإباحية من صور وأفلام فيه ثم تقوم بتوظيف الجهاز يهدف تحميل هذه المواد إلى مواقع الإنترنت. وعندما يكتشف الموضوع وتبدأ التحريات تقع المشكلة على رأس صاحب الجهاز المسكين! اما الطفل الذي يشاهد هذه المواد فهو ضحية أيضاً، فقد أظهرت دراسة نفذتها شركة Nielsen NetRatings في أوروبا أن ربع الأطفال بين سن 12 و16 عشر عاماً والذين يستخدمون الإنترنت، يشاهدون مواد إباحية مرة واحدة أو أكثر في الشهر، وأظهرت دراسة أخرى أن ستة من كل عشرة أطفال في بريطانيا يشاهدون مواد إباحية على الإنترنت والكثير منهم يشاهدونها مصادفة. ولا توجد أرقام ولا دراسات عن هذا الموضوع في العالم العربي. ولكن عموماً لا ننصح القارئ بتجاهل القصة لأن الإنترنت شبكة لا تعترف بحدود الدول وحتى لو حاولت هذه الدول وضع حدود من خلال الـProxies فستظل هناك ألف طريقة وطريقة لتجاوز ذلك، ولا تنس أن الإنترنت ليست هي المصدر الوحيد لهذا الانحراف الأخلاقي بل هناك مصادر أخرى مثل المجلات، التلفزيونات، الأغاني، الهواتف الجوالة والهاتف الساخن وغيرها.

          وباعتبار أن هناك تفاوتاً هائلاً في الموقف من هذه المواقع ليس فقط بين المجتمعات المختلفة ولكن في المجتمع الواحد أحياناً، ولأن هذه المواقع مسموح بها في الكثير من دول العالم، ولأن الموضوع يجري ربطه بمسائل الحرية الشخصية، فعلينا أن نتوقع الكثير من المفاجآت التي قد لا تنسجم مع ثقافتنا.

          * إرشادات للمراقبة ما الذي نستطيع أن نفعله؟ أستطيع هنا ان أقدم بعض الإرشادات عن كيفية إعداد متصفح الإنترنت من أجل مراقبة المواقع، والتوجيه الى وسائل متخصصة وفعالة في حجب المواقع الإباحية.

          وأعتقد شخصياً أن الحل يكمن في مخاطبة عقل الطفل بلغة يفهمها لتوعيته من مخاطر هذا الموضوع النفسية والصحية والأخلاقية، أي باختصار تواصل وتحاور مع طفلك بنحو مستمر، وتجنب لغة الأوامر والنواهي لأنها لا تجدي نفعاً مع الأطفال، واستبدلها بلغة النصح والإرشاد، لكي توصل إليه قيمك الأخلاقية والدينية والاجتماعية. كما أنك تستطيع أن تؤدي دوراً في محاربة ظاهرة استغلال الأطفال على الإنترنت، وذلك بالإبلاغ عن المواقع الإباحية من خلال www.iwf.org.uk ومن خلال Family online safety institute www.icra.org، وهي الجهة التي تعتمدها مايكروسوفت من أجل ترشيح او تصفية (فلترة) المواقع في متصفح الإنترنت الإصدار الجديد. كما أنها تقدم برنامجاً مجانياً لترشيح وحجب المواقع يسمى ICRAplus، وهذا الترشيح ليس فقط للمحتوى الإباحي ولكن للمواقع التي تتضمن عنفاً وكلمات بذيئة.

          * المدير المسؤول عن موقع الوراق الإلكتروني [email protected]
          http://tarek1963.maktoobblog.com/296...7%D9%84%D8%A7/

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:49 ص
          ردود 4
          45 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 12 سبت, 2023, 02:08 ص
          ردود 0
          17 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 سبت, 2023, 02:15 ص
          ردود 0
          24 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          ابتدأ بواسطة Islam soldier, 10 أغس, 2023, 06:44 ص
          ردود 0
          523 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة Islam soldier
          بواسطة Islam soldier
           
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 30 يول, 2023, 11:51 م
          ردود 3
          51 مشاهدات
          0 معجبون
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
           
          يعمل...
          X