المناظرة الكبرى مع زكريا بطرس حول عقيدة الصلب والفداء

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المناظرة الكبرى مع زكريا بطرس حول عقيدة الصلب والفداء

    المناظرة الكبرى حول عقيدة الصلب والفداء
    فهرس الكتاب


    تمهيد
    مفهوم المسيحية عن الخطيئة والفداء
    قانون الإيمان المسيحى
    الكتاب المقدس يؤكد: يسوع ليس بإله
    قصة خطيئة آدم فى القرآن
    نظرة القرآن للخطيئة الأولى
    معالجة القرآن للخطايا
    الكفارة فى الإسلام
    قصة خطيئة آدم فى التوراة ونقدها
    من هو كاتب قصة الخطيئة الأولى؟
    نصوص عقيدة توارث الخطيئة الأزلية فى الكتاب ونقدها
    النص الأول: من محبته قتل ابنه من أجلنا
    النص الثانى: بدون سفك دم لا تحصل مغفرة
    فهل فعلا لا تتم المغفرة إلا بالدم؟
    الرب يُحرم تقديم الذبائح البشرية
    هل أمر الرب بنى إسرائيل بتقديم ذبائح حيوانية للمغفرة؟
    من هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين؟
    النص الثالث: إِذِ الجمِيع أخطأواوأعوزهم مجد اللهِ
    النص الرابع: هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد
    باقى النصوص
    هل صُلبَ المسيح حقًا؟
    أخطاء يسوع وبشريته يؤكدان حمله للخطيئة الأزلية
    تضارب أحداث الصلب تنفى وقوعه
    الكفَّارة فى الكتاب المقدس
    كيفية دخول الجنة عند عيسى u
    من أجل من صُلب المسيح؟
    إعدام الإله فى الديانات الوثنية
    أولاً : فى ديانة مثرا الفارسية
    ثانيًا: فى ديانة بعل
    ثالثًا : فى ديانة الهندوس
    شخصية بولس: كذاب ، منافق ، مرتد ، سارق للديانات الوثنية، عمل الكثير ضدًا للمسيح ، اتهم الرب بالجهل والجهالة، والضعف وعدم الشفقة، لعن يسوع ، لعن الملاك الذى يأتى بغير ما أتى هو به، بولس سيحاكم الملائكة فى الآخرة
    رسائل بولس مدسوسة على الكتاب
    منهج عيسى u فى الدعوة
    الناموس وقيمته عند الرب
    الناموس وقيمته عند عيسىu
    الناموس وقيمته عند التلاميذ
    الناموس وقيمته عند بولس
    هل اعتنق بولس فعلاً دين عيسىu؟
    أنبياء لا يفقهون ، ودعاة لا يفهمون
    أين إنجيل عيسىu؟
    هل محتوى كتابات بولس يَدلُّ على أنها موحى بها؟
    بولس غير موحى إليه ويُخطىء فى التشريع
    رأى علماء اللاهوت فى بولس وكتاباته
    أهمية العهد القديم وكتب الأنبياء فى موضوع الصلب والفداء
    الكتاب المقدس ينفى توارث الخطيئة
    أولاً : نصوص صريحة تنفى توارث الخطيئة
    ثانيًا : نصوص تدل على المسئولية الفردية على الأعمال
    ثالثًا : نصوص تدل على رحمة الله التى تتعارض مع توريث الخطيئة
    رابعًا : نصوص تدل على أن الله غفار لمن تاب وعمل صالحًا
    خامسًا: نصوص تدل على وجود أبرار غير حاملين للخطيئة الأولى
    ما هى أضرار تصديق هذه العقيدة الوثنية؟
    تعليق أخير على القصة
    عودة إلى زكريا بطرس ولقائه التاسع فى أسئلة عن الإيمان
    حقيقة لا مناص منها ، وأمر واقع
    مرة أخرى حول الثالوث وأسئلة لا يُجاب عنها
    هدف التجسد والفداء
    الرب يتعمَّد إفساد البشرية وتضليلها
    القديس آدم وحواء عميلة الشيطان
    الدروس المستفادة من قصة حواء وآدم
    على مسئولية زكريا بطرس: كذب الرب وصدق بولس
    الشيطان وحكمته فى الكتاب الذى يقدسه القمص
    فضول حواء سبب إخراجنا من الجنة
    سبب تحريم الرب الأكل من الشجرة
    قصة توارث إثم الخطيئة هى فشل للإله وتمجيد للشيطان
    لماذا خلق الله الشجرة؟
    لمن تُدفع أجرة الخطية؟
    بخطيئة الإنسان أصبح البر شرًا
    جرثومة الخطية وتدليس القمص
    بولس وناموس الخطية
    هل النفس الأمَّارة بالسوء دليل على توارث إثم الخطيئة؟
    جحد آدم فجحدت ذريته
    الإستغفار فى الإسلام
    لماذا كان يستغفر سيِّد الخلق أجمعين
    أخطاء يسوع الإنجيلى
    توبة يسوع
    أنواع الموت عند القمص
    الموت الروحى
    الموت الأدبى
    الموت الحقيقى الجسدى
    وختامه مسك
    فهرس المراجع
    فهرس المحتويات

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تمهيد

    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على معلم البشرية الأدب والأمانة وحسن الخلق: محمد بن عبد الله النبى الأمى الأمين، قائد الأنبياء وإمام المرسلين، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
    أمَّا بعد ..
    يختلف المسيحيون فى عدد أسفار كتابهم سواء كان هذا بالعهد القديم أو فيما يسمونه العهد الجديد. فتضم قائمة الروم الكاثوليك من العهد القديم 46 سفرًا ، وتضم قائمة الأرثوذكس 49 سفرًا، فهم يؤمنون زيادة على أسفار الكاثوليك بأسفار عزرا الأول والمكابيين الثالث والرابع. وتضم قائمة الكتاب المقدس الأثيوبى 46 سفرًا ، وتضم قائمة اليهود والبروتستانت 39 سفرًا فقط.
    http://de.wikipedia.org/wiki/Altes_Testament
    أما بالنسبة للكتاب المقدس الأثيوبى فتقول عنه دائرة المعارف الكتابية مادة (إثيوبيا ـ 6- الأدب الحبشى): ”يتكون الكتاب المقدس الأثيوبى من 46 سفرًا في العهد القديم ، 35 سفرًا في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية (المعترف بها) ، فإنهم يقبلون [كتاب] راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس [عزرا] الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل.
    وتتفق الطوائف المسيحية على قائمة الكتب التى يقدسونها فيما يُسمَّى بالعهد الجديد، وعددها 27 سفرًا، باستئناء الكنيسة السريانية فهى تؤمن فقط ب 22 سفرًا، فهم لا يؤمنون بقدسية الرسالة الثانية لبطرس ، ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا ، ولا برسالة يهوذا ، ولا بسفر الرؤيا. أما الكنيسة الإثيوبية فعدد كتبها غير ثابت إلى الآن ، ويصل فى بعض الأحيان من 35 إلى 38 سفرًا.
    http://de.wikipedia.org/wiki/Kanon_des_Neuen_Testaments
    وعلى ذلك فإن الكتاب المقدس كاملاً للمسيحيين الكاثوليك يحتوى على 73 سفرًا، وللأرثوذكس 76 سفرًا، وللبروتستانت 66 سفرًا ، وللأثيوبيين بين 81 و84 سفرًا، ويقل كتاب المسيحيين السريان على 68 سفرًا.
    ويختلفون أيضًا فى قانون الإيمان ، الذى يعرف إلههم ، الذى يتكون من ثلاثة أقانيم. وهل الروح القدس منبثقة من الآب فقط ، كما يؤمن الأرثوذكس والروم الأرثوذكس، أم من الآب والابن كما يؤمن الكاثوليك والبروتستانت.
    ويختلفون فى الطقوس الكنسية وفى أسرار الكنيسة التى تعنى بالصلاة والصيام وتقديس الأيقونات والاعتراف والأفخاريستا (التناول) وغيره.
    بل يختلفون فى طبيعة المسيح نفسه ، وهل هو ذو طبيعة واحدة (أى هو إله تجسَّد وأخذ الجسد كل صفات الألوهية) ومشيئة واحدة، وهذا يتبناه الأرثوذكس، أم ذو طبيعتين ومشيئتين، كما يؤمن الكاثوليك والأرثوذكس الروم ، ويؤمن المارون بطبيعتين ومشيئة واحدة.
    وإضافة إلى كل ذلك فطقوسهم وإيمانهم وعقيدتهم تُخالف نصوص الكتاب الذى يؤمنون بقدسيته كما سنرى فى صفحات هذا الكتاب.
    واتفقت كل الكنائس المذكورة أعلاه على كون الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، لكنهم ليسوا ثلاثة آلهة ، بل إله واحد، لا ينفصلون طرفة عين. وهذا مبنى على قانون إيمانهم.
    واتفقوا أيضًا على أن يسوع صُلب ليُخلص العالم أو يُخلصهم هم فقط من إثم الذنب المتوارث من جراء أكل حواء وآدم من الشجرة المحرمة عليهما.
    وهذا هو موضوعنا ، وهو أهم موضوعات العقائد المسيحية ، بل إنَّ فساد عقيدة الصلب والقيامة فداءًا ليؤدى إلى بطلان إيمانهم كلية ، كما قال بولس: (12وَلَكِنْ إِنْ كَانَ الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ فَكَيْفَ يَقُولُ قَوْمٌ بَيْنَكُمْ إِنْ لَيْسَ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ؟ 13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! 14وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ) كورنثوس الأولى 15: 12-14
    بل رفض بولس أن يعرف شيئًا عن عيسى u أو ولادته أو أمه أو تعاليمه أو الملكوت الذى جاء ليبشر به، وقرر أنه لن يعرف إلا المسيح وإيَّاه مصلوبًا: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
    وهنا سوف يختلف المفهوم الإسلامى الذى يرى أن الله الودود الرحيم، لا يُعالج الجريمة بجريمة أكبر منها، فلا يليق به أن يغفر معصية الأكل من الشجرة بجريمة قتل، ولا يُحاسب الفرد إلا على أعماله، التى قصد بها الإساءة، أما الأعمال التى تبدو فى ظاهرها سيئة، ولكن لم يُقصد بها الذنب أو الإساءة، فتكون عقوبتها إمَّا مُخفَّفة أو ليس عليها عقوبة مثل القتل الخطأ فى مقابل القتل العمد، والأيمان المنعقدة فى مقابل الإيمان اللغو.
    وفى هذا الشأن يُطمئننا الله تعالى بقوله: {... وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (164) سورة الأنعام
    وقوله: {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء
    وقوله سبحانه: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (7) سورة الزمر
    ولا تتعجب عزيزى القارىء إن قلت لك إن هذه المفاهيم موجودة أيضًا فى التوراة، الذى جاء عيسى u مؤكدًا لها، مُطبقًا لتعاليمها، حتى إنه قال: (18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) ، بعد أن أكد لهم أنه لم يأت لنقض الناموس أو تعاليم الأنبياء: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) متى 5: 17-19
    ويقول الكتاب: (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.) حزقيال 18: 20 ، وهناك نصوص أخرى عديدة سنذكرها فى حينها.
    وإذا كان الإيمان بالله يُبنى على التعظيم والإجلال لله عز وجل، فلا شك أن سب الله سبحانه وتعالى واتهامه بالظلم ، وعدم المقدرة على غفران خطيئة آدم وحواء، أو ارتكابه لجريمة إنتحار ، إذا كان هو الذى صُلب ، أو لجريمة قتل إن كان دفع ابنه للصلب، يناقض هذا التعظيم، بل يُخرج المؤمن من دائرة الإيمان إلى بؤرة الكفر، سواء فعل ذلك متعمِّدًا أم على سبيل الهزار.
    يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} (57) سورة الأحزاب
    وقال فى شأن المستهزئين اللاعبين: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (65) سورة التوبة، ومعنى هذا أن الإستهزاء بدين الله، أو سب دين الله أوسب الله ورسوله، أو الإستهزاء بهما، كفر مخرج من الملة.
    بل لا يجوز التواجد بين قوم يسبون الله سبحانه وتعالى لقوله: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} (140) سورة النساء
    وفى الحقيقة إن مفهوم الخطيئة الأولى هو مفهوم بولس فقط ، الذى تأثرت به كل كل كتابات ما يسمونه بالعهد الجديد. فهو قد سبق كُتَّاب الأناجيل فى كتاباتهم. وهذا ما سيتضح لنا من هذا الكتاب.

    علاء أبوبكر


    مفهوم المسيحية عن الخطيئة والفداء:
    يؤمن المسلمون أن آدم وحواء سكنا الجنة، وأذاقهما الله من نعيمها ، لتكون دافعًا لهما إلى مزيد من الطاعة والصلاح والإستقامة. وأنزلهما إلى الأرض مغفورة لهما ذنبهما، لتكون بدايتهما فى الأرض بداية فى معية الله ، وليست لحساب الشيطان.
    ويظن المسيحيون أن آدم لم يُخطىء بأكله من الشجرة المحرمة عليهما (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 9-14، وأنه لولا عصيان حواء، لما نزلنا من الجنة، ولعشنا خالدين فيها.
    وعلى ذلك فإنه بمعصيتها الله حل علينا الشقاء والعذاب ، والموت وأُغلقت أبواب الجنة ، ودبَّت الخطيئة واللعنة على الأرض ، وأصبحت كل ذرية آدم القادمة بلا استثناء ملعونة، سواء شاركت فى هذه الخطية أو أيدتها أو استنكرتها، حتى الأطفال لم يسلموا من حملهم اللعنة ووزر هذه الخطيئة، وحتى الرسل والأنبياء والقديسين أيضًا نالتهم الخطية. وكلا منهم قذفه الرب بعد موته فى النار، انتظارًا لنزوله وموته لتكفير هذه الخطية. وبذلك تساوى المؤمن والكافر، وكان التقى البار مثل الفاجر ، ولم ينفع المؤمن إيمانه ولا التقى تقواه ، ولا البار بره، ولم يضر الكافر كفره، ولا الفاجر فجره ، ولا السارق سرقته، ولا الزانى زناه.
    لذلك كان على الرب أن ينزل إلى الأرض أو يرسل ابنه فى جسد إنسان، يُعذَّب ويُهان ويُعدَم صلبًا، ثم يذهب إلى جهنم وينزل إليها لمدة ثلاثة أيام ليُخلِّص المقيمين فيها: (19الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ.) بطرس الأولى 3: 19 ، وأيضًا: (9وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلَأَ الْكُلَّ.) أفسس 4: 9-10
    وقد لخَّص بولس عقيدته هذه التى أدخلها فى الكتاب الذى يقدسه القمص فى الجمل الآتية: (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 8-12
    لكن لماذا يتجسد الرب بالذات ليفدى البشرية من خطأ حواء وآدم؟
    يقولون: لأنهم يؤمنون أن خطيئة آدم عظيمة وغير محدودة وكانت فى حق الله العظيم القدوس غير المحدود. وعلى ذلك لا يمحوها إلا إله غير محدود تجسَّد فى جسد إنسان غير مخطىء، حىٌ جسديًا وأخلاقيًا، حيث يؤمنون أنه باقتراف هذه الخطية ، حل الموت الجسدى والأخلاقى على البشرية كلها.
    وعلى ذلك فكل البشرية تحمل هذا الوزر، ولا تتخلص منه إلا بالتعميد. ولا أعرف لماذا التعميد إذا كان الرب بنفسه نزل إلى الأرض وصُلب من أجلهم؟ أما عن مصير كل القديسين والصالحين والأنبياء قبل صلب يسوع فكان مثواهم النار، على الرغم من كل البر والصالحات التى عملوها، يتساوون بذلك مع الكفار المكذبين المتكبرين الذين حاربوا الله ورسله، وقتلوا الصالحين من عباده ، وبغوا فى الأرض فسادًا.
    وفى ذلك يقول أوغسطينوس: (ان الإنسان وارثللخطيئة، غير مفدى إلا إذا آمن بالمسيح، ودلالة الإيمان التعميد، فمن عمد فدى ونجا، ومن لم يُعمد لا ينجو، ولو كان طفلاً، فإن الأطفال الذين ماتوا قبل التعميد يقول عنهم أكويناس: "سوف لا يتمتعون برؤية ملكوت الرب".)
    وأما الذين ماتوا قبل المسيح فإن أوغسطينوس يرى بأنهم أيضًا لا ينجون إلا بالإيمان بالمسيح. (أعمال أغسطينوسالموسوعة الكاثوليكية)
    عزيزى القمص زكريا بطرس: وما حكاية هذا الإله مع الأطفال؟ فهو لا يغفر لمن لا يُعمَّد، ويأمر بقتلهم فى الحروب، بل يستحسن من يمسك بأقدامهم ويقذف بهم الصخر، بل لم يرحمهم كأجنة فى بطون أمهاتهم.
    (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
    (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
    (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
    فهل فكرت مرة لماذا تسمون ربكم بإله المحبة؟ وما هى دلائل محبته فى قضية الصلب والفداء؟ وهل وصلت بكم الأنانية مداها حتى تفرح أن يُضحى الإله بنفسه أو بابنه لكى تنجو أنت من وزر لم تفعله أو حتى وزر فعلته؟ وأين تكمن محبته فى معاقبة البرىء مع المتهم؟ أليس القاضى الذى يدين البرىء، ويبرىء المتهم هو قاضى ظالم غاشم فاقد التمييز ، ولا يستحق منصبه؟
    وإذا كانت كل البشرية تحملت وزر الخطيئة الأولى ، التى لم ترتكبها غير حواء، فلماذا لا تتبرأ البشرية كلها من هذا الوزر بموت يسوع؟ ألم يقل بولس إن البشرية كلها تحررت من هذا الوزر بموت يسوع؟ (12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
    فكيف لا يتبرر الأطفال بموت يسوع؟ أليس بموته محيت الخطيئة أم مازالت رحمة إله المحبة لم تغفرها؟ وكيف يؤمن الأطفال به وهم رضَّع لا عقول لها تفهم هذه القضايا؟ بل كيف يُكلِّف الرب الرضَّع ويحاسبهم؟
    لكن لا تتعجب أخى المسلم! فهذا هو إله المحبة الذى يؤمن به القمص زكريا بطرس! فهو لم يرحم محارب يعادى جيشه ، ولم يرحم امرأة لا علاقة لها بالحرب، ولم يرحم شيخًا قعيدًا أو مريضًا ، ولم يرحم طفلاً صغيرًا ، بل لم يرحم الجنين فى بطن أمه! فماذا تنتظرون من إله ترون أن هذه هى محبته؟:
    فماذا تنتظر من إله يأمر بالقتل الجماعى، وإبادة البشر؟ فهل مثل هذا الإله يضن بقتل ابنه؟ لا. إنه لا يشفق حتى على ابنه كما قال بولس عنه!!
    (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40
    (17وَجَاءَ إِلَى السَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي السَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا.) ملوك الثانى 10: 17
    (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
    ماذا تنتظرون من إله لم يرحم المريض ، فأمر بقتله؟ (27«وَإِذَا كَانَ فِي رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».) لاويين 20: 27
    انظر لرحمة إله المحبة لمن يعصاه، يدفعه لأكل أطفاله: (27«وَإِنْ كُنْتُمْ بِذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ 28فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطاً وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ.) لاويين 26: 27-29
    ما هذا عزيزى القمص؟ هل هذا دين؟ وهل هذا إله؟ فعن أى محبة تتكلم؟
    هل سمعت عزيزى المسيحى بمثل هذه النصوص فى كنيستك؟ بالطبع لا. فلا تلومن إلا نفسك! افتح كتابك، واقرأ، وفتش الكتب كما طلب منكم يسوع. وتدبَّر هذه المعانى ، وقم بدراسة الموضوع دراسة مستفيضة ، ولا تكتف بالقراءة السطحية، أو التبريرات غير المقنعة، والتى تتعارض مع نصوص أخرى فى الكتاب الذى تقدسه!
    هذا ويصف الأنبا شنودة هذه الخطية فى «لاهوت المسيح» ص83 قائلاً: (الخطيئة التي وقعفيها الإنسان الأول ويقع فيها كل إنسان هي خطيئة ضد الله, لأنها عصيان لله وعدم محبة لله, وعدم احترام له, بل هي ثورة على ملكوته, وهي مقاومة لعمل لاهوته وروحهالقدس بل هي عدم إيمان أصلاً). وهل هذا ينطبق على الخطيئة الأولى فقط أم على كل خطيئة؟
    فى الحقيقة ليست الخطيئة الأولى فقط هى التى يُقال عنها إنها عصيان لله تعالى، بل يندرج كل إثم تحت عصيان الله تعالى وعدم محبته. فهل حاسب الرب البشرية كلها على أكل حواء من شجرة معرفة الخير من الشر، وترك هارون الذى ضلل بنى إسرائيل وعبد العجل؟ وكيف يكون شرك سليمان وعبادته الأوثان بخطية أهون فى نظر الرب من خطية حواء؟ وكيف يكون زنى داود ولوط ويهوذا أهون على الرب من الأكل من الشجرة الطيبة التى يحتاج كل البشر للأكل منها بنهم؟
    وفى الحقيقة إنهم خلطوا الأمر بين حق الله المطلق وطاقة الإنسان المحدودة التى جبلها الله تعالى على الخير والشر. يُصدِّق كلامنا هذا هو أن الله تعالى سيحاسب كل العباد على الخير والشر بميزان دستوره هو وكتابه الذى أنزله لهم،وليس بما يستحقه هو منهم من عبادة أو تعظيم أو تقديس، وإلا لما أرسل رسلاً ، ولما أنزل كتبًا.
    إلا أن الأنبا شنودة له رأى آخر فى موضوع دخول الأبرار والقديسين والأنبياء الجحيم مع الأشرار والكفار. فعندما سُئل عن الجحيم وهل كان الآباء والأنبياء مثل إبراهيم ونوح وأيوب وموسي وغيرهم يتعذبون في الجحيم قبل الفداء؟
    قال: ”طبعا لا , ويسهل عليك الأمر إن عرفت الحقيقة الآتية: الجحيم هو مكانللانتظار, وليس مكان للعذاب, أما مكان العذاب فهو جنهم“.
    فهو يفرق إذن بين الجحيم وجهنم. ويعتبر أن الجحيم مكان للإنتظار، وليس مكان للعذاب. فهل يعرف الكتاب الذى يقدسه هذا؟
    لقد اعترف الأنبا شنودة أن جهنم هى مكان العذاب تأكيدًا لكلام مرقس: (43وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ 44حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ. 45وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ رِجْلُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَعْرَجَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ رِجْلاَنِ وَتُطْرَحَ فِي جَهَنَّمَ فِي النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ) مرقس 9: 43-45
    لكن بالبحث عن الكلمة التى تعنى الجحيم تحت رقم (86) وتُنطق hä'-dās، وذكرت فى المواضع الآتية: متى11: 23، و16: 18، ولوقا 10: 15، و16: 23، وأعمال 2: 27، و2: 31، وكورنثوس الأولى 15: 55، والرؤيا 1: 18، و6: 8، و20: 13، و20: 14 ، وقد استعملت عشرة مرات بمعنى الجحيم ، ومرة بمعنى الهاوية. هذا غير وجودها فى الكتب القانونية الثانية. وجدنا أنها تُستعمل بنفس المعنى: فالهاوية أو الجحيم يتم فيها تعذيب غير المؤمنين والمفسدين.
    http://cf.blueletterbible.org/lang/lexicon/lexicon.cfm?Strongs=G86&Version=kjv
    وتقول دائرة المعارف الكتابية مادة جحيم: (لا ترد هذه الكلمة في الترجمة العربية للكتاب المقدس (فانديك)، إلا مرة واحدة في العهد الجديد في قول الرب لبطرس ردا على إعلانه الصريح بانه هو "المسيح ابن الله الحى" انه سيبني على هذه الصخرة كنيسته "وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 15-18 )، ولكنها ترجمة للكلمة اليونانية "هادز" (Hades) التي يتكرر ذكرها في العهد الجديد باليونانية إحدي عشر مرة ، وتترجم في سائر هذه المواضع بكلمة "الهاوية"، وقد جاءت فى الترجمة الكاثوليكية في جميع مواضعها "الجحيم". وتقابلها فى العبرية كلمة "شئول" التي تذكر خمسا وستين مرة في العهد القديم، وتترجم جميعها في العربية إلي "الهاوية".
    و"جحيم" في اللغة العربية هي النار الشديدة الاضطرام والتأجج، فهي نار بعضها فوق بعض، وكل نار عظيمة في مهواة هي جحيم. " فالجحيم" هو مكان العذاب للأشرار حيث نقرأ في مثل الغني ولعازر، ان الغني "رفع عينيه في الهاوية (الجحيم) وهو في العذاب....وقال يا أبى إبراهيم ارحمنى وأرسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لسانى لأني معذب في هذا اللهيب" (لو 16: 23 و 24).)
    ومعنى ذلك أن كلمة الجحيم هى مرادف لكلمة جهنم مرادف لكلمة الهاوية. وهذا ما تؤكده دائرة المعارف الكتابية مادة جحيم: (وكلمة "الجحيم" مرادفة لكلمة "جهنم" التي سيأتي الكلام عنها في موضعها من هذا الفصل من دائرة المعارف.)
    فاقرأ ما يقوله لوقا: (23فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ ) لوقا 16: 23 ، كانت هذه ترجمة فاندايك الحديثة على النت، أما ترجمة فاندايك عام 1989 المطبوعة فكتبتها «الجحيم»، وهى نفس الكلمة. الأمر الذى يعنى أن الهاوية فى عقيدتهم هى نفس الجحيم ، وهو مكان لعذاب الأرواح ، يُعذَّب فيه غير المؤمنين.
    وأيضًا (27لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً.) أعمال الرسل 2: 27 ، فالهاوية هى نفس كلمة الجحيم اليونانية ، وها هو الإنسان يُعذَّب فيها ، ويرى فيها الفساد.
    ويصف سفر الحكمة فظاعة هذا الجحيم قائلاً: (فالذين ناموا تلك النومة في ذلك الليل الذى لا يطاق الوارد من أخادير الجحيم الفظيعة) الحكمة 17: 13
    وهو مكان إقامة المذنبين الخطاة (كذا قال الخطاة فى الجحيم) الحكمة 5: 13
    ويستنكر سفر يشوع بن سيراخ أن يكون الجحيم مكان للمؤمنين أو الأنبياء والأبرار، مُخالفة لكلام الأنبا شنودة: (ارجع إلى العلىّ، وأعرض عن الإثم، وأبغض الرجس أشدَّ بغض، فهل من حامد للعلىِّ فى الجحيم) يشوع بن سيراخ 17: 23
    (طريقُ الخطاةِ مفروشٌ بالبلاطِ وفى مُنتهاهُ حفرةُ الجحيمِ) يشوع بن سيراخ 21: 11
    من كل هذا يتضح أن الجحيم هو الهاوية وهو جهنم. فكلها تسميات لنفس مكان تعذيب الأرواح الفاسدة.
    يؤكد هذا قاموس الكتاب المقدس مادة (هاوية): ”في العهد الجديد أعطيت الهاوية معنى جهنم، أي أرض اللعنات والرجاسات، وسكان العذاب الأبدي (مت 18: 8 و 9 و مر 9: 43 ). وسكان العقاب للخطاة (رؤ 9: 1 و11: 7 و20: 3 ). والهاوية كرمز لكل أنواع العقاب. فمثلاً بلدة كفرناحوم دعا المسيح عليها بأنها ستهبط إلى الهاوية أي أنها ستزول وتخسر مجدها (مت 10: 23 ولو 10: 15 ).
    ومعنى ذلك أن الهاوية أو جهنم هى المكان الذى يُعذَّب فيه الكفار والأشرار. وليست استراحة كما قال الأنبا شنودة.
    ونفهم من عقيدتهم عن الصلب والفداء أن الله لم يغفر خطيئة حواء ، فآدم لم يُخطىء عندهم (تيموثاوس الأولى 2: 14) ، ولا أعرف لماذا أنزله الرب إلى الأرض، وأخذه بذنب حواء طالما أنه لم يُخطىء!! واضطر إلى النزول بنفسه أو إرسال ابنه ، لأن الخطية جاءت فى شخص الرب غير المحدود، ولا بد أن يغفرها إله غير محدود.
    ونتفق أن الله تعالى غير محدود. وأن كل صفاته وعطائه غير محدود. فكرمه ورحمته ومحبته غير محدودة. وعلى النقيض فإن الإنسان محدود ، فعمره ومكانه وعطاؤه ومحبته وكل ما يصدر منه فهو محدود. فكيف جعلتم الخطية غير محدودة مساوية لله تعالى فى هذه الصفة؟ وما الذى جعل ذنب الإنسان المحدود غير محدود عزيزى القمص؟
    وحتى لو كان هذا منطقهم ، فالله غير المحدود لن يستعص عليه ذنب، سواء سميتموه محدود أو غير محدود. فما الذى يدعوه للتجسُّد وأن يكون محدودًا، ليغفر هذا الذنب غير المحدود؟ فمن المنطق أن يكبر المرء ليكون فى مقام العمل المناط به، لكن أن يضمحل ويصغر للقيام بعمل كبير ، فهذا غير منطقى!!
    ثم أليس من الكفر وجود شخص أو شىء غير محدود بجانب الله، فهو الأوحد غير المحدود زمانًا أو مكانًا، وإلا لتعددت الألوهية؟
    قانون الإيمان المسيحى:
    وعلى الرغم من عدم وجود نص يبنون عليه موضوع الخطأ غير المحدود، الذى كان فى حق الإله غير المحدود، والذى يتطلب إنسان إله غير محدود ليمحوها، إلا أنهم فى النهاية يُبررون ما يعتقدون. مع أن البداهة تُحتِّم وجود النص ثم التأويل. لأن التأويل بدون نص ، هو ابتداع فى الدين. ولأنهم يألهون يسوع كان لا بد أن نتعرض لقانون إيمانهم ، لأننا سنبنى عليه ما يعتقدون ، وما يقولون.
    قانون الإيمان المسمّى بالأثناسي، ويُنسب إلى أثناسيوس الذي كان أسقف الإسكندرية من نحو سنة 328-373م ورئيس الحزب الأرثوذكسي المضاد لزعيم الموحدين أريوس، ولكن العلماء المتأخرين أجمعوا على نسبته إلى أصل آخر ونسبوه إلى شمال أفريقيا إلى تابعي أغسطينوس. وقال «شاف» إن صورته الكاملة لم تظهر قبل نهاية القرن الثامن.
    وهذا القانون مقبول في الكنائس التقليدية والأسقفية، غير أن الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، والكنيسة الأسقفية في أمريكا حذفتاه من كتاب الصلوات لما فيه من اللعنات. وهو عندهم من أفضل الصور المقررة لإيمان كل المسيحيين، وإنما اعتُرض على ما فيه من اللعنات التي لا تصحّ إضافتها إلى قانون إيمان يحمل أخبارًا مفرحة في موضوع سامٍ وعميق مثل موضوع هذا القانون. ولكنه فى النهاية هذا هو ما يؤمن به كل مسيحى بغض النظر عن اللعنات. وأما صورته فهي:
    ((1) كل منْ ابتغى الخلاص وجب عليه قبل كل شيء أن يتمسك بالإيمان الكاثوليكي (أي الإيمان الجامع العام للكنيسة المسيحية). (2) وكل من لا يحفظ هذا الإيمان دون إفساد يهلك بدون شك هلاكًا أبديًا. (3) والإيمان الكاثوليكي هو أن نعبد إلهًا واحدًا في تثليث، وثالوثًا في توحيد. (4) لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر. (5) للآب أقنوم على حدة، وللابن أقنوم آخر، وللروح القدس أقنوم آخر. (6) ولكن للآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ وجلال أبدي معًا. (7) كما هو الآب كذلك الابن وكذلك الروح القدس. (8) الآب غير مخلوق، والابن غير مخلوق، والروح القدس غير مخلوق. (9) الآب غير محدود، والابن غير محدود، والروح القدس غير محدود. (10) الآب سرمدٌ، والابن سرمد، والروح القدس سرمد. (11) ولكن ليسوا ثلاثة سرمديين بل سرمد واحد. (12) وكذلك ليسوا ثلاثة غير مخلوقين، ولا ثلاثة غير محدودين، بل واحد غير مخلوق وواحد غير محدود. (13) وكذلك الآب ضابط الكل، والابن ضابط الكل، والروح القدس ضابط الكل. (14) ولكن ليسوا ثلاثة ضابطي الكل، بل واحد ضابط الكل. (15) وهكذا الآب إله، والابن إله، والروح القدس إله. (16) ولكن ليسوا ثلاثة آلهة، بل إله واحد. (17) وهكذا الآب رب، والابن رب، والروح القدس رب. (18) ولكن ليسوا ثلاثة أرباب بل رب واحدٌ. ................... (44) هذا هو الإيمان الكاثوليكي الذي لا يقدر الإنسان أن يخلُص بدون أن يؤمن به بأمانة ويقينًا».)
    وكل ما أريد أن أثبته هنا هو تأكيدهم أنهم ليسوا ثلاثة آلهة ، بل هم إله واحد فى ثلاثة أقانيم ، لايمكن لأحدهما الإستغناء عن الآخر، ولا يمكن أن ينفصل أحدهم عن الآخريْن لحظة واحدة أو طرفة عين.

    تعليق


    • #3
      الكتاب المقدس يؤكد: يسوع ليس بإله:
      فى الحقيقة هذا موضوع طويل جدًا ، وقد أفرزت له كتابًا بمفرده (وهو المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول ألوهية يسوع)، ومازال يحتاج الموضوع إلى المزيد. فهناك طرق وأقوال وتصرفات عديدة أثبت بها يسوع أنه عبد لله ، وليس بإله. ولن تجد نصًا واحدًا أثبت فيه يسوع لنفسه الألوهية أو أنه مساوٍ لله فى العظمة أو العلم أو المقدرة أو الخلق ، لا بالتصريح ، ولا بالتلميح. وعلى ذلك فمن يُخالف هذه النصوص فإن تأويله للنصوص المخالفة هو التأويل الخاطىء.
      وهناك قاعدة شهيرة فى التفسير ، لا بد أن نتبعها، وهى أننا نرد المتشابه علينا إلى المُحْكَم. مقال ذلك إن النص المحكم فى مسألة قتل أو صلب يسوع يقول: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} (157) سورة النساء
      والنص المتشابه يقول: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (55) سورة آل عمران
      {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (117) سورة المائدة
      فكيف لم يُقتل ، ولم يُصلب، بينما تقول الآيات الأخرى إن الله متوفيه؟
      ولتفسير هذه النصوص فإن الإختلاف فى كلمة متوفيك،وهى مشتقة من الاستيفاء أى لما استوفيتنى أجلى فى الدنيا، رفعتنى إليك دون ن أقتل أو أُصلب. واستخلصتنى إليك كما تُستخلص الشعرة من العجين دون أن يتبقى بها عجين لاعق. أى أنقذتنى من القبض علىّ ومن الإهانة والبصق والتعذيب والإستهزاء والموت. وبذلك يكون هناك وحدة لمفهوم النص ، ولا يكون هناك أدنى تعارض بين النصوص.
      إن المشكلة الكبرى فى تأليه يسوع هى عدم معرفة أسماء وصفات الله تعالى جيدًا، والإلتزام بها. فإن قلنا على سبيل المثال إن الله قدوس ، قوى ، عزيز. فهذه الصفات تنفى عنه أى شىء يُنزل من قداسته أو يُحد من قوته أو يُحجِّم من قدرته أو من أى صفة من صفاته. والله تعالى لا يُضطر إلى فعل شىء، ولا تدفعه حاجة ما إلى تصرف يُنقص من صفاته أو يُشينها.
      فيؤمن كلانا أن الله تعالى لا يحده زمان أو مكان ، وهو ما يسمونه غير محدود. وهذا التعريف لله تعالى ينفى أن يتجسَّد الإله غير المحدود، لأن الجسد محدود زمانًا ومكانًا، لأن المتجسِّد يأخذ حُكم الجسد الذى يتلبسه. الأمر الذى ينفى ألوهية يسوع.
      وعلى ذلك لو آمنا بهذه الصفات حق الإيمان ، لنفينا عن الله تعالى الصلب وما استتبعه من إهانات وصفع على الوجه، وبصق فى الوجه، واستهزاء، ثم مسمرته على شجرة، ثم انتزاع حياته منه. ولنفينا عنه الظلم، لأن الله تعالى أقدس من ذلك.
      فلا يقولن قائل إنه فعل ذلك لمحبته لنا. لأن صفات الله تعالى وأسمائه التى أطلعنا عليها ثابتة، لا تتعارض. فإن كان فعلا يحبنا فلماذا حملنا بوزر لم نفعله؟ ولماذا ترك أجدادنا فى الجحيم أو الهاوية طوال هذا الزمن الذى يقدر بآلاف من السنين إلى أن ينزل ويُهان، ليتمكن من الغفران؟ أليست هذه ما يسميها علم النفس السادية؟ وعلى ذلك فإن المحبة التى تفهمونها تتعارض من قداسته ورحمته وعزته وقوته. فأيهما نختار؟ هل نختار ما يُشين أسماءه وصفاته الثابتة لدينا والتى أطلعنا عليها، أم نختار ما يهدم كل صفات العزة والكرامة والقداسة والقوة والقدرة تحت مسمى المحبة؟
      ثم عليك عزيزى المسيحى أن تُحدِّد المسميات بدقة، بمعنى حدِّد مفهوم المحبة دون أضرار أو تلفيات. لأن الله تعالى إذا فعل شيئًا بمحبته لا يُحدث معها تلفيات ولا أضرار. وإلا لقلنا إنه إله محدود العقل، غشيم التصرُّف. الأمر الذى ينفى عنه الألوهية. فإذا دفع بابنه (؟) أو نزل هو ليُقتل ، ليتمكن من المغفرة، فليس هذا هو الحب ، ولكنه البطش والإنتقام. إضافة إلى أنه قدح فى صفاته وأسمائه فهو الحكيم ، والحليم ، والعظيم ، والقدير، فلا يضطره الغفران للقتل، ولا تُجبره المحبة على البطش ، سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا.
      وكنا قد بينا أنهم فى قانون إيمانهم لا يقرون إنفصال اللاهوت عن الناسوت. فلا مجال لأن يقول قائل إن هذا فعله يسوع بلاهوته ، وهذا فعله بناسوته ، ليهرب من عجزه عن الإجابة أو الشرح.
      لو فكرت عزيزى المسيحى: من الذى يتعبَّد لله؟ من الذى يصوم ويسجد ويتضرع له، ويدعوه فى السر والعلن، بل ويفعل كل شىء من أجل مرضاة الله؟ إنه العبد البار المطيع لله.
      ومن هنا نبدأ:
      Ûالكتاب يُقر أن ابن الله تعنى هو الرجل البار:
      يوحنا 1: 12 (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.)
      لوقا 23: 47 (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!»)
      مرقس 15: 39 (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!»)
      رومية 8: 14 (لأن كل الذين ينقادون بروح الله فاؤلئك هم أبناء الله)
      Û يسوع يُقر أن الرب يُسمِّى بنى إسرائيل آلهة أى عندهم كلمة الله ووحيه، أى مندوبين عن الله فى الأرض لنشر دينه وتعاليمه:
      يوحنا 10: 34-36 (34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟)
      مزامير 82: 6-7 (6أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ.)
      Ûيسوع يُقر أنه بشر:
      متى 8: 20 (20فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».)
      يوحنا 8: 40 (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.)
      Ûيسوع يُقر أنه رسول لله:
      يوحنا 17: 25 (25أَيُّهَا الآبُ الْبَارُّ إِنَّ الْعَالَمَ لَمْ يَعْرِفْكَ أَمَّا أَنَا فَعَرَفْتُكَ وَهَؤُلاَءِ عَرَفُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.)
      لوقا 4: 43 («إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)
      يوحنا 11: 41-42 (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
      Ûاعتراف اثنين من تلاميذه أنه رسول لله:
      لوقا 24: 13-20 (17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. 20كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ.)
      Ûاعتراف بطرس أنه رسول لله:
      أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
      Ûاعتراف عامة الشعب أنه رسول لله:
      متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
      Ûاعتراف رئيس الكهنة أنه رسول لله:
      متى 21: 45-46 (45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.)
      يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
      Ûاعتراف من قام بشفائهم أنه رسول لله:
      يوحنا 9: 13-17 (13فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. 14وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. 15فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ فَأَنَا أُبْصِرُ». 16فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «هَذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ». آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ؟» وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. 17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
      Û يسوع يُقر أنه يعمل هذه المعجزات بحول الله وقدرته:
      يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.)
      لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
      متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ!)
      يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
      وهذا ما فهمه بطرس أحد تلاميذه: (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.) أعمال الرسل 2: 22
      فكر عزيزى المسيحى هداك الله للحق: هل عمل يسوع معجزة واحدة للتدليل على ألوهيته؟ هل طلب من أحد أن يسجد له؟ لم يطلب ذلك بالمرة ، بل نسب كل الصلاح والقدرة والعلم والعظمة لله وحده.
      انظر ماذا فعل قبل أكبر معجزة ممكن أن يراها الإنسان ويضل، وهى معجزة إحياء الموتى. لقد رفع عينيه إلى السماء، وطلب من الله تعالى أن يُحقق هذه المعجزة ويتمها على يديه ليؤمن الجمع أنه رسول من عند الله: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي»)يوحنا 11: 41-42
      وعندما أراد إطعام الجمع: (أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ.) متى 14: 19
      وعندما أراد إشفاء الأصم: (وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ.35وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ وَانْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ وَتَكَلَّمَ مُسْتَقِيماً)مرقس 7: 34-35
      وهل لو كان يعمل المعجزات بلاهوته لفشل واحتاج إلى تجربة ثانية ليشفى الأعمى؟ (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً.) مرقس 8: 22-25
      بل جاء وقت منع الله يسوع من أن يقوم بمعجزة ما: (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.) مرقس 6: 5
      وأن أعماله أو معجزاته تُثبت أنه رسول من عند الله، وهذه المعجزات بتأييد الله وبمشيئته: (... لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36
      وشهد له بذلك رئيس اليهود من الفريسيين: (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».) يوحنا 3: 1-2
      وأعلن للناس أن كل ما فعله أو قاله دُفِعَ إليه من الله، وهذا مصداقًا لما بيَّنه فى أماكن أخرى أن هذه الأعمال قد منَّ الله عليه بها، وأن هذه الأقوال هى مما علمه الله إيَّاها: (27كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي ...) متى 11: 27
      يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.)
      يوحنا 5: 36(وَأَمَّا أَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.)
      وأن الله هو الذى علمه من بعد جهل، وأعلمه ما يقول: (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
      وأنه إنسان، لم يتكلم إلا بالحق الذى سمعه من الله: (وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. ... فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50
      والله يؤيده فى كل وقت وينصره ، لأنه يحرص دائمًا على عمل ما يُرضيه: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
      وإذا كان يسوع قد أحيا ثلاثة أشخاص بإذن الله ، فاقرأ عن الجيش الذى أحياه حزقيال بإذن الله. فقد أخذه الله إلى مدافن مليئة بالعظام البالية ، وأمره أن يقول لها بأمر الله أن تتجمع العظام وتُكسى لحمًا وتتجمَّع الأرواح وتدخل فيها، ثم قارن أى المعجزات أكبر ليُطلق على فاعلها إله: (10فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني, فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ, فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدّاً جِدّاً.) حزقيال 37: 7-1-10
      بل أحيا عظام أليشع بعد موته رجلاً بإذن الله: (20وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى الأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ السَّنَةِ. 21وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا الْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ.) ملوك الثانى 13: 20-21
      وأحيا بطرس امرأة ماتت ، ولم تُألهوه ، فبأى معيار تسيرون؟ (36وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هَذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. 37وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. 38وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. 39فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَاباً مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. 40فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا قُومِي!» فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ 41فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً.) أعمال الرسل 9: 36-41
      كما عمل استفانوس أيضًا معجزات، ولم يدع أحد أنه عملها بلاهوته: (8وَأَمَّا اسْتِفَانُوسُ فَإِذْ كَانَ مَمْلُوّاً إِيمَاناً وَقُوَّةً كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِ.) أعمال الرسل 6: 8
      وأوقف يشوع الشمس يومًا كاملاً، ولم تؤلهوه: (12حِينَئِذٍ قَالَ يَشُوعُ لِلرَّبَّ, يَوْمَ أَسْلَمَ الرَّبُّ الأَمُورِيِّينَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ, أَمَامَ عُيُونِ إِسْرَائِيلَ: «يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ, وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ». 13فَدَامَتِ الشَّمْسُ وَوَقَفَ الْقَمَرُ حَتَّى انْتَقَمَ الشَّعْبُ مِنْ أَعْدَائِهِ. أَلَيْسَ هَذَا مَكْتُوباً فِي سِفْرِ يَاشَرَ؟ فَوَقَفَتِ الشَّمْسُ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَلَمْ تَعْجَلْ لِلْغُرُوبِ نَحْوَ يَوْمٍ كَامِلٍ.) يشوع 10: 12-13
      وضرب أليشع جيش أرام كاملاً بالعمى، ولم تؤلهوه: (18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ: [اضْرِبْ هَؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى]. فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ.) ملوك الثانى 6: 18
      بل جعل الحديد يطفو على الماء: (6فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: [أَيْنَ سَقَطَ؟] فَأَرَاهُ الْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا الْحَدِيدُ.) ملوك الثانى 6: 6
      وفلق إيليا البحر برداء أليشع: (8وَأَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ الْمَاءَ، فَانْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَا كِلاَهُمَا فِي الْيَبَسِ.) ملوك الثانى 2: 8
      بل تحكم إيليا فى نزول المطر من السماء: (1وَقَالَ إِيلِيَّا التِّشْبِيُّ مِنْ مُسْتَوْطِنِي جِلْعَادَ لأَخْآبَ: [حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي].) ملوك الأول 17: 1
      لكن هل المعجزة فى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص دليل على الألوهية أم النبوة؟ فى الحقيقة فهى ليست دليل على الألوهية ولا النبوة. فالذى يفعله الله تعالى لا يُسمَّى مُعجزة. فالمُعجز هو الخارج عن قانون البشر وقدرته. ولا شىء يخرج عن قدرة الله تعالى. ومن الممكن أن يفعل هذه المعجزات المختارين المؤمنين، والشياطين الضالين: (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي.) يوحنا 14: 12
      متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
      متى 24: 24 (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) وأيضًا ومرقس 13: 22
      Û يسوع يقر أن التلاميذ اخوته:
      متى 12: 50 (50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي)
      يوحنا 20: 17(وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
      Ûيسوع يُقر أن الله ربه:
      متى 27: 46 (... صَرَخَ يَسُوعُ ... قَائِلاً: ... إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)
      يوحنا 20: 17 (إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».)
      Ûيسوع يُقر أن الله أعظم منه:
      يوحنا 14: 28 (لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.)
      وأقر أنه رسول لله ، فقال يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
      وقال يوحنا 5: 24 (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
      وأقر بذلك مرة أخرى أن الله أعظم منه: (إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.) يوحنا 14: 16
      Ûيسوع يُقر أنه لا صالح إلا الله الأعظم منه:
      لوقا 18: 18-19 (18وَسَأَلَهُ رَئِيسٌ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 19فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ.)
      Ûيسوع يقر أن الله فى السموات:
      متى 6: 9 (أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.)
      ملوك الأول 8: 39 (فاسمع أنت من السماء مكان سكناك)
      ملوك الأول 8: 39 (39فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ.)
      Ûالكتاب يُقر أن الله لا ينزل على الأرض:
      ملوك الأول 8: 27 (هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هو ذا السموات وسماء السموات لا تسعك)
      Û الكتاب يُقر أن الله ليس بإنسان:
      عدد 23: 19 (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟)
      وقال: (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟) حزقيال 28: 9
      وقال: (هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.) حزقيال 28: 1-2
      وقال: (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
      Ûالرب يُحقِّر الإنسان، لكى لا تشبهوه به:
      وقال عن الإنسان إنه فارغ وعديم الفهم ويولد كجحش الفرا: (12أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
      وأنه ليس له مزية على البهيمة: (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20
      أيوب 25: 8 (فكم بالحرى الإنسان الرمَّة وابن آدم الدود)
      Ûيسوع يُصلى لله:
      لوقا 6: 12 (وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
      Û يسوع يسجد لله ويؤكد عبوديته له:
      متى 26: 39 (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي)
      لوقا 22: 41 (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى)
      Û يسوع يصوم لله ويؤكد عبوديته له:
      متى 4: 2 (2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. )
      Û يسوع يدعو الناس لطاعة الله:
      متى 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
      يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
      Û يسوع يُعلن جهله فى عدة مواقف:
      فلم يعلم موعد قيام الساعة: (32وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ.) مرقس 13: 32
      ولم يعلم بموعد إثمار التين: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ.) مرقس 11: 12-13
      ولم يعلم الذى لمس ملابسه: (25وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً 26وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ - 27لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ 28لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». 29فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. 30فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» 32وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا. 33وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. 34فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ».) مرقس 5: 25-34
      ولم يعلم كم مرَّ من الزمان على إصابة الصبى بالشيطان الذى يصرعه: (21فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هَذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ. 22وَكَثِيراً مَا أَلْقَاهُ فِي النَّارِ وَفِي الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ. لَكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئاً فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا».) مرقس 9: 21-22
      ولم يعلم أين وضعوا لعازر الميت ، فسأل أخته: (34وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟») يوحنا 11: 34
      ولم يعلم أن أباه سيتركه يُصلب: (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟))متى 27: 46
      لقد نسب لنفسه الضعف، وأثبت القوة لله: (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً.) يوحنا 5: 30 ، وقال أيضًا: (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.) لوقا 11: 20
      حتى الكلام الذى كان يتفوَّه به، نسبه لله تعالى: (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
      يوحنا 12: 49 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.)
      مرقس 10: 27 («عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ وَلَكِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللَّهِ».)
      Û الكتاب يُعلن أن يسوع لا يستطيع أن يهب أحدًا الحياة الأبدية:
      (20حِينَئِذٍ تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ شَيْئاً. 21فَقَالَ لَهَا: «مَاذَا تُرِيدِينَ؟» قَالَتْ لَهُ: «قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هَذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ». .......... وَأَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَلَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ مِنْ أَبِي».) متى 20: 20-23
      ألا ينفى بذلك الألوهية والعظمة والقوة والتحكم فى الملكوت عن نفسه وينسبه لله تعالى؟
      Û الكتاب يُعلن علم الله تعالى بالسر والعلن:
      رؤيا يوحنا 2: 23 (فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.)
      عبرانيين 4: 13 (13وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا.)
      الأمثال 15: 3 (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ)
      Û الكتاب يُعلن أن الله حى لا يموت:
      تثنية 32: 40 (إنى أرفع إلى السماء يدى ، وأقول حى أنا إلى الأبد)
      دانيال 6: 26 (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى)
      إرمياء 23: 36 (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.)
      تيموثاوس الأولى 6: 15-16 (15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.)
      Û الكتاب يُجزم أن يسوع قد مات:
      مرقس 15: 37 (37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.)
      رومية 5: 6 (6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ.)
      Û الكتاب يُعلن أن الله قدوس لا يُهان:
      لاويين 11: 41 (إنى أنا قدوس)
      مزامير 22: 3 (3وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ.)
      صموئيل الأول 2: 2 (2لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ, لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ, وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا.)
      رؤيا يوحنا 4: 8 («قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».)
      Û الكتاب يُعلن أن يسوع أُهين وبٌصق فى وجهه:
      متى 27: 27-31 (27 فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ.31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.)

      Û الكتاب يُعلن أن الله عزيز قوى لا يُقهر:
      مزمور 62: 11-12 (11مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ وَهَاتَيْنِ الاِثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ أَنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ. 12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.)
      صموئيل الثانى 22: 14-16 (14أَرْعَدَ الرَّبُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالْعَلِيُّ أَعْطَى صَوْتَهُ. 15أَرْسَلَ سِهَاماً فَشَتَّتَهُمْ، بَرْقاً فَأَزْعَجَهُمْ. 16فَظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْبَحْرِ، وَانْكَشَفَتْ أُسُسُ الْمَسْكُونَةِ مِنْ زَجْرِ الرَّبِّ، مِنْ نَسْمَةِ رِيحِ أَنْفِهِ.)
      إشعياء 50: 2-3 (هُوَذَا بِزَجْرَتِي أُنَشِّفُ الْبَحْرَ. أَجْعَلُ الأَنْهَارَ قَفْراً. يُنْتِنُ سَمَكُهَا مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَيَمُوتُ بِالْعَطَشِ. 3أُلْبِسُ السَّمَاوَاتِ ظَلاَماً وَأَجْعَلُ الْمِسْحَ غِطَاءَهَا».)
      إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.)
      قضاة 5: 5 (تزلزلت الجبال من وجه الرب)
      مزامير 24: 8 (الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!)
      فهل أعلن يسوع ولو لمرة واحدة بالتصريح أنه هو الله المستحق للعبادة؟ هل طلب من أحد أن يسجد له ويعبده؟ هل طلب من أحد أن يصوم لمرضاته؟ أم تراه أنه تحمَّل كل هذه المشقة والإهانات والتعذيب النفسى والجسدى، ونسى أن يُخبركم برأس الأمر وسنامه، وترك لكم عقيدتكم بين التخمين والتحليل؟
      وهناك المزيد والمزيد من الأدلة على عدم ألوهيته. ولكن نكتفى بهذا فهو يفى الغرض.
      * * *

      تعليق


      • #4
        قصة خطيئة آدم فى القرآن:
        إن المتأمل فى قصة الخلق ، وقصة آدم وحواء فى القرآن الكريم ليتملكه شعور جميل مُريح للنفس ، والثقة فى الله تعالى والإطمئنان التام إليه وهو يقف بين يدى الله تعالى. وإلى جانب شعوره بالثقة فى الله والإطمئنان إليه كرب حاكم، بيده مقاليد الأمور، سيحاسبنا فى الآخرة ، يشعر برحمة الله تعالى وعظمته وقوته. لأن الكريم العظيم القوى الرحيم إذا قدر عفا.
        وذلك لأن الله الذى لا نعبد إلا إيَّاه، ولا نرجو سواه، أفلح من دعاه، وسعد من رجاه، وفاز من تولاه،فهو غفار الذنوب، ستار العيوب، كاشف الكروب، ميسر الخطوب، من انتصر به ما ذل، ومن اهتدى بهداه ما ضل، ومن اتقاه ما ذل، ومن طلب غناه ما قل.
        ولا تتعجب أيها القارىء فالكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس به من التعبيرات الجميلة التى تصف الله تعالى بصفات جميلة، عندما يقرأها المرء يُعجب فعلا بصورة هذا الإله، فهو يقر بالواقع أن كل بنى آدم خطَّاء، لذلك كان دور الله تعالى الذى نسبه لنفسه أن يكون رحيمًا، غفورًا. منها:
        (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36
        (الرب لا يُذِّلُ ولا يُحزِنُ بنى الإنسان) إرمياء 3: 33
        (لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ) مزمور 30 : 5
        (5فَاعْلمْ فِي قَلبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.) تثنية 8: 5
        (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19
        والغريب فى هذه القضية قول المسيحيين أن الله قدوس ، ولا يليق بقداسته أن يُعصى ، وذلك لأنه ”نظرًا لأن السبيل الوحيد للتمتع بالله هو التوافق معه فى صفاته. وبما أنه قدوس كل القداسة ، لذلك إذا أردنا التمتع به يجب أن نكون قديسين فى كل سيرة (1بطرس 1: 15).“ عوض سمعان ، كفارة المسيح ، ص15
        (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30)وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35)فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38)وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(39)) سورة البقرة 30-39
        ما هذه العظمة التى تقرأها؟ هل لاحظت أن الله تعالى أثبت أنه هو التواب الرحيم قبل أن يُنزل آدم وحواء إلى الأرض؟ لقد تاب الله عليهما ليبدأ الإنسان حياة جديدة فى مكان جديد فى ظل رضا الله ورحمته. فعلى الرغم من أن الإنسان أذنب، إلا أن رحمة الله لم تدعه فريسة للشيطان. بل تقبل الله تعالى توبتهما ورحمهما.
        وهذا مُخالف للتصور المسيحى تمامًا الذى يعتبر أن أول خطيئة هى أهم خطيئة فى الوجود ، لأنها شخصية فى حق الله. ولا أعلم من أين أتوا بمثل هذا الكلام. ولسان حالهم يقول: إن الأكل من الشجرة أكبر من قتل الأخ لأخيه ، ومن دياثة إبراهيم وزنى داود، وكُفر هارون وسليمان. وذلك على حسب ادعائهم على هذه الأنبياء!
        وفى الحقيقة قبل أن نتكلم عن قصة آدم وحواء ، علينا أولاً أن نُثبت ما أثبته الله لنفسه من صفات وهو (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وأن عذابه يحيق بمن أذنب فقط، فالمسئولية عن العقاب هى مسئولية فردية. ونلمس ذلك فى قوله (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). فالموضوع إذن مُطمئن للغاية. إننا نؤمن بإله توَّاب رحيم. الأمر الذى يأخذه المؤمن ببساطة شديدة ، وهو ما عليه إلا الندم على المعصية والإستغفار منها والإقلاع عنها. وهذا يعنى أن الله إله المحبة والتوبة والمغفرة والرحمة لن يُضمر غيظه على المذنب طالما أنه تاب وندم. فما بالكم بموقفه مع المؤمن الذى لم يُذنب؟
        فما أعظم التصور الإسلامى لمسألة العلاقة بين الله والإنسان! إن كمال الحب والمودة هى العلاقة التى تسود بين الله تعالى وعباده المؤمنين. نلمس ذلك فى قوله: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (119) سورة المائدة
        ويقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (96) سورة مريم
        ونلمسه أيضًا فى قول النبى r «يا أبا بكر: إن الله راضٍ عنك. فهل أنت راضٍ عنه؟» صحيح سنن الترمذى (2582)
        ونفس هذه الفكرة أقرها الله تعالى قبل أن يحكى لنا قصة خلق آدم وحواء نفسها، فقد أثبت أنه هو العزيز الغفَّار ، والعزة تعنى تمام القدرة، التى لا تنافيها صفة المغفرة بل تُثبتها: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ * قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ *أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ * مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ * إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ} (66-74) سورة ص
        بدأت قصة آدم بأن أعلم الله تعالى الملائكة أنه سيخلق بشرًا ويستعمره الأرض، فتساءلت الملائكة كيف يخلق الله فيها (مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء) ، وهم يعيشون حياة يقدسون الله فيها ويسبحونه ، فأنبأهم الله تعالى أنه يعلم ما لا يعلمون. فخلق آدم، وأمرهم بالسجود له، وهذا السجود هو سجود الخنوع والإستسلام لأوامر الله، فسجدوا إلا إبليس. ومن هنا بدأت قصة الشيطان،بتمرده على أمر الله تعالى وتكبره. وقوله له: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (61) سورة الإسراء. ثم خلق الله تعالى حواء ، وأسكنهما الجنة. ومعنى أسكنهما الجنة ، أى جعل أقامتهما فيها مؤقتة. الأمر الذى يدل على علم الله الأزلى بما سيقدمان عليه ، لذلك مهَّد لهما الأرض لإستقبالهما بعد عصيانهما الله.
        وتركهما يأكلان من شجر الجنة كيفما يحلوا لهما ، وحرم عليهما شجرة محددة. بعد أن أعلمهما بعداوة الشيطان لبنى آدم: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (117) سورة طـه، وحدد لهما أن عقوبة عصيان الله تعالى هى الشقاء ، وهنا تعنى الطرد من الجنة ، والنزول إلى الأرض لفلاحتها، والبحث عن أسباب المعيشة ، والأخذ بما يؤمِّن لهما حياتهما.
        {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى} (120) سورة طـه ، {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (121-122) سورة طـه، وعاتبه الله تعالى معاتبة العالم بما سيحدث لهما ، الواثق أن هذه القضية ستكون قضية العمر بين عبيده من بنى آدم والشياطين، فقال له: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (60) سورة يـس، ووصف الله تعالى ما وقع فيه آدم قائلاً: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} (115) سورة طـه.
        ولم يترك الله تعالى آدم وحواء فريسة للشيطان ، لأن الله تعالى إله المحبة، بل هو الودود ، فتاب على آدم وزوجه (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)، وتركهما ينزلا الأرض بعهد جديد،وميثاق جديد، وحياة جديدة بعد أن تعلما أول درس، تتعلمه البشرية منهما ولن ينساه قارىء للكتاب وهو: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6) سورة فاطر
        وبذلك بدأت البشرية على الأرض بالتوبة بدلاً من العقوبة ، وبدأت مع الله ، بدلاً من أن تكون بدايتها لحساب الشيطان. أليست هذه معانى سامية طمستها المسيحية من عقيدتها؟ فلمصلحة مَن قلب موازين هذه المفاهيم الربانية العظيمة؟
        وأنه لا يعد إلا بالشقاء والفقر، بعد أن كانا فى معية الله،فى جنته التى لا تنضب، لا يبحثون عن طعام ولا شراب، ولا يخافون من عدو: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (268) البقرة
        وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (21) سورة النور
        وقد تعلموا أن وعود الشيطان كاذبة زائفة، وأن الصدق دائمًا فى جانب الله تعالى، فعلينا أن نطيعه فى أوامره: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا} (120) سورة النساء
        وأن الشيطان لا يملك إلا أن يضلل متبعيه، وسوف يخذلهم فى الآخرة ويتبرأ من أعماله: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} (29) سورة الفرقان
        {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} (25) سورة محمد
        لقد وقف الشيطان متحديًا الله تعالى أنه سيضلِّل عبيده. وحذَّر الله تعالى أن المتبع للشيطان فهو خاسر خسارة فادحة: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} (117-119) سورة النساء
        وسوف يتبرأ الشيطان فى الآخرة من أوليائه قائلاً: {... إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (22) سورة إبراهيم
        {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (16) سورة الحشر
        وهذه هى الخلاصة لم يتركنا الله تعالى نتعلمها من أنفسنا ، بل نص عليها بقوله: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف
        وعلى ذلك فإن اتباع الشيطان له عواقب أليمة ، منها:
        غضب الله على العبد، الخروج من الجنة، الشقاء، فضح ما ستره الله على العبد.


        نظرة القرآن للخطيئة الأولى:
        وقد يطرح هنا سؤال نفسه: ماذا كان يفعل الشيطان فى الجنة؟ أليست الجنة مكان النعيم المقيم للأبرار؟ وهل يدخل الجنة بشر مثل آدم أو حواء عندهما الإمكانية لعصيان الله تعالى؟
        فى الحقيقة هذه التساؤلات هى لب مفهوم هذه الخطيئة فى الإسلام. إن الله تعالى كلَّف آدم فى الجنة بالأكل من كل شجر الجنة باستثناء شجرة. وهذا تكليف بسيط جدًا. فكيف كلفه والجنة لا تكليف عليه، لأنها دار نعيم، ولا مجال فيها لمعصية الله تعالى. {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا} (25) سورة الواقعة؟
        هناك من يتبنى من علماء المسلمين القول بأن هذه الجنة التى كان فيها آدم وحواء كانت على الأرض، وهى تشبه جنة عدن. وحجتهم فى ذلك أنه يستحيل أن يظل الشيطان فى الجنة بعد عصيان أمر الله تعالى بالسجود لآدم. لقد طرده الله تعالى ، ومن هنا تمكَّن الشيطان من الوسوسة لآدم وحواء. لأنهما لو كانا فى الجنة ما كان ليتمكَّن من أحدهما أو كلاهما.
        وعلى ذلك فقد كان آدم وزوجه مكلفين. والمكلَّف خلقه الله تعالى ووضع فيه الإستعداد الفطرى للخير والشر. {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) سورة الإنسان. الأمر الذى يعنى أن آدم كان فى الجنة الأرضية بخلقه البشرى وباستعداده الفطرى للخير والشر كمرحلة إنتقالية سينتقل منها إلى أرض المعركة، ومعه أول درس فى الحياة للبشرية كلها: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (6) سورة فاطر ، و{إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (5) سورة يوسف
        وهذا الأمر يؤكد علم الله الأزلى بطبيعة البشر ، لذلك خلق له الأرض ومهدها له استعدادًا لنزوله عليها واستخلافه فيها. وهذا بخلاف ما توضحه التوراة من مفاجأة الرب بهذه المعصية ، حتى إنه ندم أن خلق الإنسان، وفرض الحراسة على شجرة الحياة خوفًا من أن يأكل منها آدم ويعيش خالدًا مثل الإله (تكوين 3: 22-24). على الرغم من أنه لو حدث ذلك ما نقص ذلك فى ملك الله شيئًا، لأن الشيطان يعيش إلى أن تقوم الساعة، والملائكة لن تموت ، إلا بعد النفخة الثانية فى الصور.
        وبطرد الله تعالى لهما من الجنة يتأكَّد المعنى أن الجنة لا يسكنها شر خالص متمثلا فى الشيطان ، ولا إنسان عنده الإستعداد الفطرى للمعصية. الأمر الذى سيدفع المؤمنين فى الدنيا إلى تقوى الله حق تقاته قدر استطاعتهم، ليكونوا أهلا لهذا المكان.
        هذه مفاهيم أساسية تدحض فكرة وجود الإنتقام عند الله تعالى من آدم أو من ذريته، لأن الله تعالى كان بعلم بالعصيان الفطرى عند الإنسان، لذلك مهَّد له برحمته الأرض، لتكون سكنه، وأرض المعركة بينه وبين الشيطان. كما أنه عاقبهما بالعقوبة التى افترضها مسبقًا على آدم وزوجته ، وذلك بأن تركهما للشقاء: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} (117) سورة طـه
        ولا يليق بعدل الله تعالى أن يعاقب إنسان مرتين على جرم واحد، ناهيك عن أنه من الظلم أن يُخطىء إنسان ويدفع آخر فاتورة حسابه. فالمسئولية فى الإسلام مسئولية فردية: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)} (13-15) الإسراء
        {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * </span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} (36-41) سورة النجم
        ويقول الله تعالى: {... وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (164) سورة الأنعام
        وقوله سبحانه: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (7) سورة الزمر
        {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} (14-15) سورة طـه
        {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} (123) سورة النساء
        {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (7-8) سورة الزلزلة
        الأمر الذى يعنى أنه بنزول آدم وزوجه على الأرض قد انتهت آثار المعصية. وقد يسأل مسيحى: ألسنا نعانى للآن من نتائج عصيان آدم وزوجه جرَّاء معيشتنا على الأرض؟ ألا نُعدُّ بذلك قد تحملنا نتيجة خطئه؟
        هذا السؤال فى الحقيقة من الأهمية بمكان. ونظرة المسيحية لها بهذا المنطلق هى نظرة لا يقدرون فيها الله حق قدره ، إذ يتهمونه بالظلم ، وبعدم فهمه لطبيعة الإنسان الذى خلقه ، واستعداده الفطرى للمعصية. لكن دعنا نسأل سؤال يُجيب عن هذا التساؤل ، وذلك قبل أن أجيب عليه: هل بتجسُّد الإله ، وتكفيره الخطية الأولى عادت البشرية إلى الجنة؟ بمعنى هل انتهى أثر العقوبة التى وقعت على آدم وذريته؟
        لا. لم تنهى. وما زلنا نعيش على الأرض فى كد وعناء. الأمر الذى يعنى أنه إمَّا لم يتم الفداء ، ومات يسوع دون جدوى. وإمِّا لم يتمكن إله المحبة من نسيان هذه المعصية ، وبالتالى لم يغفر للبشرية، على الرغم من تضحيته بابنه. وإمَّا أنه لا علاقة بموت يسوع بهذه القضية.
        ويطرحون كذلك هذا السؤال تعميقًا لإيمانهم بتوارث الخطيئة التى لم يرتكبوها، فيقولون: إذا سرق أب ودخل السجن، فسوف تتأثر الأسرة من الناحية النفسية والمادية. إذن فقد عانت الأسرة بخطيئة الأب، وهذا ما حدث لنا بخطيئة حواء. ونسوا أن معاناة الأب هى تكفيرًا عن ذنبه ، ومعاناة الأسرة ابتلاءً ، يُثيبهم الله على صبرهم عليه فى الدنيا والآخرة. فالعقوبة لمن فعل الذنب ، أو شارك فيه، ولمن رضى به. والبلاء لمن أنكره أو لم يرضَ عنه.
        أرأيت مدى رحمة الله تعالى بعباده ، ولطفه بهم ، ومحبته لهم؟
        لذلك ترى المسيحية أن عذاب المرأة فى الحمل والولادة هو الطريق لخلاصها، وهو نتيجة طبيعية لخطيئة حواء: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16
        وهذا نفس ما قاله بولس: (15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15
        وهو نفس ما فهمه لوثر: (إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)
        أما نظرة الإسلام للأم فكانت عظيمة ، فاعتبر أن كل معاناة للمرأة فى حملها وولادتها ابتلاء من الله تعالى، لا بد أن تُكافأ عليه فى الدنيا والآخرة. بل إن صرخة واحدة من صرخات الأم لم تعادل كل ما فعله الابن لأمه من مأكل ومشرب ومسكن وعناية صحية. فقد جاء رجل إلى رسول الله r ، يقول له إذا كانت أمى قد حملتنى فى صغرى ، فقد حملتها فى كبرها ، وإذا كانت قد مضغت الطعام وأطعمتنى فى صغرى، فقد عملت ذلك لها فى كبرها، وإن كانت قد اعتنت بى فى مأكلى ومشربى وتنظيفى ، فقد وفيت لها هذا بعمل نفس الشىء فى كبرها. فبادره الرسول r قائلا: إن كل هذا لا يساوى صرخة من صرخات الولادة. بينما كانت تفعل هى ذلك ، كانت تتمنى أن تعيش ، بينما تتمنى أنت موتها.
        فانظر كيف جعل الإسلام آلام الولادة سببًا لنعيم المرأة فى الدنيا ببر أولادها، وتُثاب عليه فى الآخرة إن أخلصت نيتها فى الحمل والولادة وتربية ذريتها لله. وهو بالطبع مُخالف لما يقوله المسيحيون من أن حمل المرأة وآلمها فى الولادة عقوبة تكفر بها عن خطيئة حواء.
        وجعل الرسول r الجنة تحت أقدام الأمهات. وهناك الكثير من الأحاديث والآيات القرآنية التى تُشيد بدور الأم ، وما لها فى الجنة من نعيم، بعملها وصبرها. وهذا هو البلاء الذى يُثيب الله تعالى عليه فى الدنيا والآخرة.
        لذلك جعل الله تعالى عقوق الوالدين من الكبائر التى تلى الإشراك به تعالى، والذى يُعد لب الدين وجذوره: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} (23) سورة الإسراء
        وفى صحيح البخارى (جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ‏r‏ ‏فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه: مَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ: ‏الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ. قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّعُقُوقُالْوَالِدَيْنِ...) (6409)
        وفيه أيضًا (جَاءَ ‏رَجُلٌ‏ ‏إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ‏r‏ ‏فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ:‏ ‏مَنْ أَحَقُّ النَّاسِبِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَال: َثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:ثُمَّأُمُّكَ. قَال: َثُمَّ مَنْ؟ قَال؟ َثُمَّأُمُّكَ. قَال: َثُمَّ مَنْ؟ قَال: َثُمَّ أَبُوكَ) (5514)
        والأمر الذى يؤكد عدم وجود هذه الخطيئة المتوارثة فى الإسلام ، وعدم إضمار الله تعالى للحنق فى قلبه على آدم وذريته ، أن الله تعالى جعل أحب الأيام إليه هو يوم الجمعة. وهو اليوم الذى ولد فيه آدم ، وفيه عصى الله تعالى ، وفيه نزل إلى الأرض. بل جعل فى ذلك اليوم ساعة يُستجاب فيها الدعاء. فما أعظمك يا الله! وما أرحمك يا الله! وما أكرمك يا الله!
        عزيزى المسيحى ..
        قارن بين صورة إله المحبة فى الإسلام ، وصورة يسوع الذى نسبوا له هذه الصفة، وصارح نفسك: أى الإلهين تفخر أنه إلهك؟

        تعليق


        • #5
          معالجة القرآن للخطايا:
          عالج القرآن هذه الخطية معالجة لطيفة لا تُخيف الإنسان ، ولا تصيبه بالرعب مدى حياته، بل تُقربه إلى الله تعالى وتربطه به برباط وثيق. الأمر الذى يترتب عليه بُعد المؤمن عن المعصية قدر المستطاع.
          فالنقطة الأولى أعلمه أنه لا يوجد إنسان على ظهر الأرض لا يُخطىء. لكن هناك تفاضل بين المخطئين ، أفضلهم التوابون: (كل بني ‏آدم‏ ‏خطاء وخيرالخطائينالتوابون) الدارمى (2611). فالخطيئة ليست نهاية الحياة ، ولا يجب أن تظلم الدنيا فى عيون المخطىء بسببها. وأوجد له الطريق للخلاص من هذا الذنب، وهو الإستغفار، وأعلمه أن الإستغفار من أفضل العبادات ، فبه يغفر الله له ذنوبه ، ويرفع درجاته ، ويُزيد فى رزقه، ويُنزل الغيث. وبالتالى لم يجعله ييأس من حياته ، ولا يحزن لدرجة الإكتئاب، لكى يجتهد فى الوصول إلى درجة أفضل فى سلم الكمال أو شريعة الله.
          فالنقطة الثانية أنه صرَّح أنه لا يتحمل إنسان وزر إنسان. وأن كل إنسان يُحاسب على ما اقترفه بنيِّة الإساءة: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)} (13-15) الإسراء
          وقال r فى شأن الأعمال بالنيَّات: (‏إِنَّمَاالْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ‏وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَىاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْهِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَىمَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.) سنن أبى داود (1882)
          فالنقطة الثالثة أننا نُدرك أنه من صفات الله تعالى أنه سبحانه ليس بظالم ، وأنه هو العدل نفسه. الأمر الذى ينفى تهمة أن يُحاسب إنسان على خطيئة آخر.
          النقطة الرابعة تأكيد الله تعالى أنه هو الغفَّار وهو الغفور الرحيم. الأمر الذى يستتبع معه عدم حمل الرب نية الإنتقام أو الغدر بعبيده طوال هذا الزمن، أو تجعله لا يُسارع بالمغفرة ويُضمر هذا الكره للبشرية ، فيعذب المؤمنين مع الكافرين ، والأنبياء مع المكذبين، إلى أن ينزل على الأرض متجسدًا فيُقتل صلبًا.
          النقطة الخامسة تأكيده على وجود الأبرار فى كل زمان ، الأمر الذى يدل على عدم توارثهم للخطيئة الأولى ، ونلمس ذلك فى قوله (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، وقوله (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ). الأمر الذى يعنى وجود مؤمنين تائبين عابدين يستحقون التوبة والرحمة. ووجود كافرين مكذبين يستحقون العذاب: (وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
          ومن هذه الحالات امرأة فرعون، فلم يُغنه إيمان زوجته، ولم يضرها كفره: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (11) سورة التحريم
          وعلى النقيض لم ينفع امرأة نوح وامرأة لوط كون زوجيهما من الأنبياء: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}(10)التحريم
          بل رفض الله تعالى أن يستغفر رسوله وحبيبه ومصطفاه لوالديه.
          النقطة السادسة أن الله تعالى يراعى نفوسنا البشرية. فمع كونه الله تعالى المستحق للطاعة التامة ، والتقوى المطلقة أمرنا قائلاً: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (16) سورة التغابن. أى إن الله تعالى يعلم أنه لا يوجد بشر أو ملاك يُمكنه عبادة الله تعالى حق عبادته. ونلمس هذا فى استغفار الأنبياء ، وهم أهل التقوى والصلاح لقومهم، لدرجة أن الملائكة التى لا عمل لها إلا عبادة الله، فمنهم من يظل ساجدًا لله تعالى، ومنهم من يظل يسبحه، ومع ذلك ستقول لله تعالى: (سبحانك .. ما عبدناك حق عبادتك) أخرجه الحاكم فى المستدرك (3/93)
          النقطة السابعة أنه تعالى حكم بالتناسب بين الخطأ والكفارة. فالنفس بالنفس، والعين بالعين، والسن بالسن، والجروح قصاص. الأمر الذى ينفى وقوع توارث الخطيئة، لأن الكفارة لا تتناسب مع الخطأ. {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (45) سورة المائدة
          وقوله: {فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} (95) سورة المائدة
          النقطة الثامنة وجوب الكفارة على مرتكب الخطأ نفسه ، وليس على غيره. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (95) سورة المائدة
          النقطة التاسعة هى التناسب الزمنى بين وقت الخطأ ووقت الكفارة ، فعقوبة المظاهر كما يبينها القرآن تتم: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (3-4) المجادلة
          ويتساءل الشيخ رفاعى سرور فى (المسيح u دراسة سلفية): فما هى المناسبة الزمنية بين خطيئة آدم وبين وزمن الكفارة بصلب المسيح؟ إن بُعد المسافة الزمنية لكفيل أن ينسى الناس أن عصيان الله تعالى لا بد من العقوبة عليه. وبما أن الناس عاشوا ألوفًا من السنين ، ولم يروا عقوبة ما ، فإن هذا سيدفعهم إلى مزيد من المعصية. الأمر الذى سيدفعهم إلى استحلال واستمراء عصيان الله تعالى. فلن يكون هناك واعز فى ضميرهم يعصمهم من التزايد من الخطيئة، تمامًا مثل توقيع العقوبة على غير المذنب.
          ومن رحمة الله تعالى بعباده أنه لم يترك آدم وحواء فريسة للشيطان ، أو لنفوسنا الضعيفة، واليأس الذى قد يصيبهما على ما اقترفا فى حق الله. وعلَّمنا أنه إله غفور رحيم، وأن بنى آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين هم التوابون. فقد قال تعالى بلطفه، وهو الله الرحمن الرحيم الودود اللطيف: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (36) سورة فصلت
          وقال: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} (201) سورة الأعراف
          وأمرنا بكثرة الإستغفار، سواء عملت ذنب أم لم تعمل، فالمؤمن الذى لم يقترف ذنبًا، يكفيه أن يشعر بالذنب أنه لم يكتسب حسنات فى لحظة ما مرت عليه. ويكفيه شعورًا بالحزن أنه يريد أن يعبد الله حق عبادته، ولا يتمكن من ذلك فى كل صلاة. يكفيه إحساسه أنه لا يقدر أن يشكر الله على نعمائه حق الشكر. يكفيه شعورًا بالندم أنه نام ليله ولم يقم مصليًا جزءًا منه. ومع أمره بالإستغفار ، وعدنا بأنه غفار لمن تاب ، وآمن وعمل صالحًا. وأنه أقرب إلينا من حبل الوريد، فلا نخاف إلا إيَّاه:
          {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (16) سورة ق
          اقرأ عزيزى المسيحى قول الله تعالى لعباده المذنبين: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (110) سورة النساء
          {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53) سورة الزمر
          {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (135-136) سورة آل عمران
          {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة
          وقال رسول الله r: (التَّائِبُمِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) ابن ماجه (4240)
          وقال حبيب الله r: (أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيث ما كنت) حديث حسن، مجموع الفتاوى 3/140.
          وعن أبى هريرة t قال: (‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏r‏ ‏يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَامَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِيوَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَإِنْتَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً) صحيح مسلم (8432)
          أى تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِطَاعَتِي تَقَرَّبْت إِلَيْهِ بِرَحْمَتِي وَالتَّوْفِيق وَالْإِعَانَة , وَإِنْ زَادَ زِدْت , فَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي وَأَسْرَعَ فِي طَاعَتِي أَتَيْته هَرْوَلَة , أَيْ صَبَبْت عَلَيْهِ الرَّحْمَة وَسَبَقْته بِهَا , وَلَمْ أُحْوِجْه إِلَى الْمَشْي الْكَثِير فِي الْوُصُول إِلَى الْمَقْصُود , وَالْمُرَاد أَنَّ جَزَاءَهُ يَكُون تَضْعِيفه عَلَى حَسَب تَقَرُّبه.
          روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي r عن ربه أنه قال: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم) .حديث قدسي
          وفي حديث قدسي آخر: (وعزتي وجلالي إن أتاني عبدي ليلاً قبلته ، وإن أتاني نهاراً قبلته ، وإن تقرب مني شبرًا ، تقربت منه ذراعًا ، وإن تقرب مني ذراعًا ، تقربت منه باعًا، وإن مشى إلي ، هرولت إليه ، وإن استغفرني غفرت له ، وإن استقالني أقلته ، وإن تاب إلي تبت عليه ، من أقبل علي تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني ناديته من قريب ، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد ، ومن أراد مرادي أردت ما يريد، أهل ذكري أهل مودتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل طاعتي أهل كرامتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم؛ فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب، أشكر اليسير من العمل، وأغفر الكثير من الزلل، رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق مؤاخذتي، وعفوي سبق عقوبتي، وأنا أرحم بعبدي من الأم بولدها.) حديث قدسي
          وقال تعالى مقويًّا عبده على الشيطان، دافعًا إيَّاه لتجديد المحاولات مرارًا ومرارًا للتغلب على الشيطان: (عبدي، لا تعجز منك الدعاء وعلي الإجابة، منك الاستغفار وعلي المغفرة، منك التوبة وعلي القبول، من أحبنا أحببناه، ومن عصانا أمهلناه ، ومن رجع إلينا قبلناه.) حديث قدسي
          عن أبى ذر الغفارى قال رسول الله r: (يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد. ومن جاء بالسيئة،فجزاؤه سيئة مثلها. أو أغفر. ومن تقرب مني شبرًا،تقربت منه ذراعًا. ومن تقرب مني ذراعًا، تقربت منه باعًا. ومن أتاني يمشي،أتيته هرولة. ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئًا، لقيته بمثلها مغفرة. وفي رواية: نحوه. غير أنه قال: فله عشر أمثالها أو أزيد) رواه مسلم فى صحيحه برقم (2687)
          وعن عقبة بن عامر (أن رجلا جاء إلى رسول الله r فقال يا رسول الله أحدنا يذنب. قال: يُكتب عليه. قال: ثم يستغفر منه ويتوب. قال: يُغفر له ويُتاب عليه. قال: فيعود فيذنب. قال: فيُكتب عليه. قال: ثم يستغفر منه ويتوب. قال: يُغفر له ويُتاب عليه، ولا يمل اللهحتى تملوا) مجمع الزوائد 10/203
          وفى حديث السيدة عائشة رضى الله عنها (فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا)
          وقال رسول الله r: أوحى الله لداود: (يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقًا إليَّ. يا داود هذه رغبتي في المدبرين عني فكيف محبتي في المقبلين عليَّ.)
          ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: عَنْ النَّبِيِّ ‏‏r ‏‏قَالَ:‏ (لَلَّهُ أَفْرَحُبِتَوْبَةِ عَبْدِهِمِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ ‏رَاحِلَتَهُ ‏بِفَلَاةٍ ‏مِنْ الْأَرْضِ‏ ‏فَطَلَبَهَا ‏فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا فَتَسَجَّىلِلْمَوْتِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ ‏وَجْبَةَ ‏الرَّاحِلَةِ حِينَ بَرَكَتْ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَإِذَا هُوَ‏ ‏بِرَاحِلَتِهِ.) مسند الإمام أحمد (11364)
          يقول الله عز وجل: (إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع إليَّ يديه يقول يا رب يا رب فأردهما ، فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له ، فأقول ولكني أهل
          التقوى وأهل المغفرة ، أشهدكم إني قد غفرت لعبدي).
          جاء في الحديث: (إنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاصي فيقول يا رب،فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يا رب، فتحجب الملائكة صوته، فيكررها يا رب،فتحجب الملائكة صوته، فيكررها في الرابعة،فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عني؟ لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي.)
          (ابن آدم خلقتُك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعتَ إليَّ تبتُ عليك ، فَمِن أين تجدُ إلهًا مثلي وأنا الغفور الرحيم. عبدي أخرجتُك من العدم إلى الوجود وجعلتُ لك السمع والبصر والعقل، عبدي أسترك ولا تخشاني، اذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي مني، مَن أعظم مني جودا ومَن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ، ومن ذا الذي يسألني ولم أعطيه ، أبخيلٌ أنا فيبخل عليَّ عبدي؟)
          وعن أنس بن مالك: (جاء أعرابي إلى رسول الله r فقال يا رسول الله: من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ فقال الرسول: الله ، فقال الأعرابي: بنفسه؟ فقالالنبي:
          بنفسه ، فضحك الأعرابي وقال: اللهم لك الحمد ، فقال النبي: لِمَ الإبتسام يا
          أعرابي؟ فقال: يا رسول الله إن الكريم إذا قدر عفى وإذا حاسب سامح. قال النبي:
          فَقِه الأعرابي.) تخريج الإحياء 4/183
          عن أبى ذر عَنْ النَّبِيِّ r‏فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ: (يَا ابْنَ ‏آدَمَ ‏‏إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، فَإِنِّي سَأَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَفِيكَ. وَلَوْ لَقِيتَنِي ‏بِقُرَابِ‏ ‏الْأَرْضِ خَطَايَا، لَلَقِيتُكَ‏‏بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. وَلَوْعَمِلْتَ مِنْ الْخَطَايَا حَتَّى تَبْلُغَ ‏‏عَنَانَ‏ ‏السَّمَاءِ، مَا لَمْتُشْرِكْ بِي شَيْئًا ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، لَغَفَرْتُ لَكَ ثُمَّ لَا ‏ ‏أُبَالِ) مسند الإمام أحمد (20529)
          ثم اقرأ الحديث التالى ليتأكد لك معانى قصة خطيئة آدم وحواء ، ومنها أن الله تعالى أراد أن يذيقهما وذريتهما من نصب الدنيا وهمومها ما يعظم به عندهم مقدار دخولهم إليها فى الآخرة، ليعرفوا مقدار حب الله تعالى لمن أطاعه، ولأنهم لو ولدوا وتربوا في النعيم ما عرفواقدرها:
          جاء في الحديث أنه عند معصية آدم في الجنة ناداه الله: (يا آدم: لا تجزع من قولي لك (أخرج منها)، فلكَ خلقتُها ، ولكن انزل إلى الأرض وذلّ نفسك من أجليوانكسِر في حبي حتى إذا زاد شوقك إليَّ وإليها تعالى لأدخلك إليها مرة أخرى
          يا آدم: كنتَ تتمنى أن أعصمك؟ قال آدم: نعم. فقال: يا آدم: إذا عصمتك وعصمتُ بنيك فعلى من أجود برحمتي، وعلى من أتفضل بكرمي، وعلى من أتودد، وعلى من أغفر. يا آدم: ذنب تذل به إلينا أحبّ إلينا من طاعة تراءي بها علينا.
          يا آدم: أنين المذنبين أحبّ إلينا من تسبيح المرائين.)
          ما هذا الذى تقرأه أيها القمص؟ إنها مظاهرة حب!! إنه بستان الود! إنه عبق المودة!! أريج المحبة!! هل رأيت مثل باقة الحب هذه؟ أين أنت من هذا؟ إنك لا تعرف إلا أحبوا أعداءكم ، والرب محبة، وتتناسى أنه هو الذى أمر بقتل الأطفال، ولم يرحم الأجنة، ولم يترأف على النساء أو العجائز أو حتى الحيوانات!! فأحبوا أعداءكم كما أحب الرب الشيطان وأطاعه وتعاون معه على الإثم والعدوان!!
          هكذا كانت محبة الله تعالى لآدم، {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (37) سورة البقرة
          ويؤخذ فى الاعتبار أن الله تعالى لم يوجه اللوم إلا للإثنين معًا ، وعندما أفرد الخطاب وجهه لآدم. الأمر الذى يعنى رفعة حواء عما ألحقه بها اليهود والنصارى، ولو أننى لا أبرئها من الذنب ، قبل أن يتوب الله عليهما. {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (121) سورة طـه





          الكفارة فى الإسلام:
          إن القارىء فى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ليدرك عظمة الله ورحمته وحبه لعباده فى الكفارة والتوبة فى الإسلام. فقد أعلمنا الله تعالى أن الإنسان يملك الأمرن: الخير والشر: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (3) سورة الإنسان، ويعلم الله أيضًا أن الشيطان عدو للإنسان، لذلك وقف الله تعالى برحمته وبحبه لعباده فى جانب الإنسان ، ولأنه يعلم أن بنى آدم خطَّاء، جعل الكفارات فى كل عمل صالح، لإرضاء الله والعباد. ولم يتركنا نيأس من كثرة ذنوبنا، فقد قال رسولنا الحبيب r فى حديث عن الله عز وجل: لو لم يُخطىء عبدى لخلقت غيره، ليخطىء ليستغفرنى، فأغفر له. وقال r: (كل بني ‏ ‏آدم ‏ ‏خطاء وخيرالخطائينالتوابون) الدارمى (2611)
          فهو إذن يقوينا على عدم اليأس ، ومواصلة مواجهة الشيطان ، وأعلمنا أننا سنقع فريسة له مرات ومرات، ولكن الله يفرح بعودة عبده التائب. فأكثروا من التوبة والإستغفار، يزداد الله محبة لكم، ويرفعكم درجات. لذلك جعل الإستغفار عبادة نتقرب بها لوجهه الكريم، بل جعلها سببًا لرزقنا وإنزال المطر، وسببًا لمدِّنا بالذرية: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} (10-12) نوح
          لذلك أمر بها كل الرسل ، والصالحين ، بل كل عباده، وليس شرطًا أن يُخطىء الإنسان ليستغفر، فقد قلت إنها من أجل العبادات التى يحتاجها المسلم لآخرته ودنياه. بل جعلها سيلاً من الخيرات على الحى ، والميت المسلم. فإذا استغفر له إنسان ، غفر الله له.
          وقد أعلمنا أنه قريب، لا يحتاج إلى وسيط، يُجيب دعوة الداع إذا دعاه. وأنه غفَّار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا، وأن الذين يقترفون السيئات ما عليهم إلا الإقلاع عنها والتوبة والندم عليها والعزم على عدم العودة إليها.
          {... كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (54) سورة الأنعام
          {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53) سورة الزمر
          {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة
          {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ} (85) سورة الواقعة
          {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ....} (60) سورة غافر
          {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (82) سورة طـه
          {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (104) سورة التوبة
          {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (135-136) سورة آل عمران
          وكيف جعل لنا العمل الصالح للنفس واللآخرين والمجتمع والذى نبتغى فيه مرضاته حسنات ومكفرات للذنوب. بل إن اجتناب الكبائر وحده من مكفرات الذنوب. والتوبة والإستغفار مكفرة للذنوب. وجعل الحسنات مكفرة للسيئات. بل يُضاعف لنا الحسنات، ولا يكتب علينا السيئة إلا بمثلها.
          {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا} (31) سورة النساء
          {وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (153) سورة الأعراف
          {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (84) سورة القصص
          {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (160) سورة الأنعام
          {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (40) سورة النساء
          {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (245) سورة البقرة
          {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة
          {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17) سورة التغابن
          {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} (16) سورة الأحقاف
          {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } (114) سورة هود
          {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} (7) سورة العنكبوت
          {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} (25) سورة الشورى
          {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ...} (8) سورة التحريم
          وأحب الأعمال إلى الله هو ما افترضه على العبد من شهادة التوحيد والصلاة والصوم والزكاة والحج لمن استطاع إليه سبيلا، إضافة إلى ذلك الصدقات والصبر وقراءة القرآن وإماطة الأذى عن الطريق، وزرع شجرة، والإبتسام فى وجه المؤمن، والكلمة الحسنة، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
          {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (35) سورة الأحزاب
          وليس التائب منبوذ من الله لأنه عمل سيئة، التى يُظن أنها أساءت إلى الله. فلا تحيق السيئة إلا بأهلها. بل إن التائب حبيب الرحمن: {... إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (222) سورة البقرة
          بل يفرح الله تعالى بعودة عبده التائب: قال رسول الله r: (لَلَّه أفرح بتوبة عبده من أحدكم , سقط على بعيره , وقد أضله في أرض فلاة) متفق عليه أخرجه البخاري برقم 6309
          والله يبسط يده ليلاً ونهارًا ليتوب المسىء: قال رسول الله r: (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه مسلم برقم 2759.
          {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53) سورة الزمر
          {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (110) سورة النساء
          ومن مكفرات الذنوب بر الوالدين، وعتق الرقاب، الذكر، إحسان الوضوء، مصاحبة الصالحين، والبعد عن رفقاء السوء، الصفح عن الآخرين. بل إن صبر الإنسان على مصائبه أو مرضه مُكفِّرًا للذنوب. يُضاف إلى ذلك رحمة الله وعفوه ومغفرته للعباد بلا سبب.
          {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22) سورة النــور
          وعلى ذلك فإنه لا يوجد ما يُحزن المسلم فى حياته ، ولا حتى فى مماته. لأنه قد يترك علمًا نافعًا ، أو ولدًا صالحًا أحسن تربيته يدعو له بعد مماته، أو صدقة جارية تُجلب له الحسنات بعد مماته. فأمر المسلم كله خير ، فإن أصابه خير اطمأن وشكر، فكانت له حسنات، والحسنات يُذهبن السيئات ، وإن أصابه شر صبر وشكر ، فكانت له كفارة من السيئات، ورفع فى الدرجات، وقربات من الرحمن.

          * * *

          تعليق


          • #6
            قصة خطيئة آدم فى التوراة ونقدها:
            (1وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» 2فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ 3وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». 4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». 6فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ. 7فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.
            8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».10فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». 11فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» 12فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ». 13فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».
            14فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
            16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».
            17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
            20وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. 21وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.
            22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ) تكوين 3: 1-24
            1- لا تُنادى القصة بما يقوله المسيحيون بتوارث إثم الخطيئة الأولى، أو أن ذرية آدم قد حملت وزر حواء وآدم، إلى أن ينزل الإله متجسِّدًا، ليُهان ويُبصق فى وجهه، وتُنتزع منه حياته مصلوبًا على شجرة. واليهود الذين هم أعلم بشئون دينهم لم يقولوا بها ، ولم يؤمنوا بها ، بل إن نصوص كتابهم تنهاهم عن ذلك.
            2- إذا كان الرب قد عاقب حواء وآدم بالطرد من الجنة ، فمن الظلم معاقبتهما مرة أخرى على نفس الذنب، ووضعهما فى الجحيم، حتى ينزل الرب ويموت فداءًا عن هذا الذنب. فما بالكم أن يعاقبهما مرتين ويُعاقب كل ذريتهما؟
            3- يُظهر الكتاب الرب بمظهر الإله الجاهل ، الذى لم يعلم أنهما أكلا من الشجرة المحرمة عليهما إلا بعد أن تعرَّا واختبئا منه. بل لم يعلم أين اختبئا عبديه آدم وحواء منه. والأنكى من ذلك أنهما لم يعرفا قدر الله، ولا أنه بكل شىء عليم، فاختبئا منه: (فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. 9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».)
            وهذا يُخالف صورة الرب ، التى رسمها لنفسه فيما بعد: (23أَلَعَلِّي إِلَهٌ مِنْ قَرِيبٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَلَسْتُ إِلَهاً مِنْ بَعِيدٍ. 24إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلَأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ يَقُولُ الرَّبُّ؟) إرمياء 23: 23-24
            ويُخالف صورته التى توضح أنه: (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ) الأمثال 15: 3
            ويُخالف صورته التى توضح أن كل شىء مكشوف لعينيه: (13وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا.) عبرانيين 4: 13
            فهل الإله الذى لا تخفى عليه السرائر، ويعرف ما فى القلوب، ويُحصى علينا أعمالنا، ليعجز عن معرفة مكان آدم وحواء؟ (فَسَتَعْرِفُ جَمِيعُ الْكَنَائِسِ أَنِّي أَنَا هُوَ الْفَاحِصُ الْكُلَى وَالْقُلُوبَِ، وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ)رؤيا يوحنا2: 23
            بل كيف يدخل الجنة من لا يعرف قدر الله ، ويختبىء منه ويظن أنه لن يعرف مكانه؟
            4- يقول الكتاب إن آدم وحواء سمعا صوت الرب ماشيًا عند هبوب ريح النهار: (8وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ)، وهذا مُحال عقلاً من جهتين: لا يُسمع حفيف صوت الإنسان عند وجود ريح ، إضافة إلى أن الرب روح ، كما تؤمنون، ولا يُسمع صوتًا للروح: (24اَللَّهُ رُوحٌ.) يوحنا 4: 24
            وفى الحقيقة هذا منظر مثير للضحك ، يصوِّر الإله كما لو كان يرتدى قبقابًا من الخشب ، ويمشى على أرض من السيراميك. أو يمشى يصفر فى الجنة فسمعوا صوته!! سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا!!
            ولا تتعجب، فهم يؤمنون أن الرب قد نزل على ترع مصر، وأخذ يُصفِّر للذباب، مع العم أن الذباب ليس له جهاز سمعى، فما الحكمة من صفيره إلا تضييع وقته، أو تصويره (سبحانه) بصورة الشاب الأرعن ، الذى لا يعرف قيمة للوقت، ولا يعلم ما عملته يديه: (18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18
            5- عاقب الرب حواء بأربع عقوبات (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) فهى تتعب فى حملها، وولادتها، وتشتاق لزوجها ، وتكون أمة له، وهو سيدًا عليها.
            فبالنسبة للعقوبتين الأولى والثانية والخاصة بالحمل والولادة فيشترك فيهما الحيوانات والنساء. فهل يُفهم من ذلك أن الرب عاقب أيضًا هذه الحيوانات بسبب خطيئة حواء؟
            وهل النساء التى لا تلد أو لم تتزوج نجين من العقوبة ، ولم يشملهم أمر الرب؟ وألست معى فى أنه كان يجب على الرب أن يجعل كل النساء يحملن ويُنجبن ليعدل بين رعيته؟
            أما بالنسبة للعقوبة الثالثة ، فهى فى الحقيقة ليست عقوبة ، فما أجمل أن تشتاق الزوجة لزوجها؟ وهل يوجد زوج يحب زوجته ولا يشتاق لها؟ فهل اشتياق الزوج للزوجة وحبه لها، وحبها له عقوبة عند إله المحبة؟ هل يفترض إله المحبة أن تكره الزوجة زوجها ، وتنبذه لتكون زوجة مؤمنة تُرضى الرب؟ وعلى ذلك فالتى تريد أن ترضى الرب ولا تكون واقعة تحت عقوبته عليها أن تكره زوجها وتهمله!!
            ولاحظ أن مثل هذه النصوص جعلت المرأة تعيش أسوأ جو أسرى فى حياتها ، إلى أن تخلص الأوربيون من سيطرة الدين ورجال الكنيسة، وتطلعوا إلى قوانين أخرى غير قوانين الرب هذه؟
            وهذه العقوبة نجت منها أيضًا المرأة غير المتزوجة ، والتى مات زوجها والتى تكره زوجها!!
            أما العقوبة الرابعة فهى أن تكون أَمَةٌ (عبدة) لزوجها، ولا علاقة لهذا بالقوامة التى يتكلم عنها الإسلام ، فالموضوع موضوع الرب فى السماء والزوج على الأرض، وعليها أن تطيع زوجها، كما تطيع الرب، وليس للحفاظ على كيان الأسرة، بل لأن الرجل صورة الله ، أما المرأة فهى صورة الرجل. فلا ميراث لها إلا فى حالة عدم وجود ذكور ، وليس لها أن تفتح فاها فى الكنيسة أو تُعلِّم النشأ: (22أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. 24وَلَكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذَلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) أفسس 5: 22-24
            (3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ.) كورنثوس الأولى 11: 3
            (7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.) كورنثوس الأولى 11: 7-9
            وليس للمرأة أن تناقش داخل الكنيسة لتفهم، فهو يفترض أن الرجل هو صاحب العقل، ولا يفهم إلا هو ، لذلك من لا تفهم عليها بسؤال زوجها فى البيت! وإذا لم يذهب زوجها إلى الكنيسة ليفهم ويتعلم، فقد ضُرِبَ عليها الجهل! (34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35
            (12وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 12-14
            الأمر الذى دعا توماس الإكوينى أن يقول: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطريًا من قبل الأب والابن والزوج)
            وإلى قول: (إن المرأة خاضعة للرجل لضعف طبيعتها الجسمية والعقلية معًا. والرجل مبدأ المرأة ومنتهاها، كما أن الله مبدأ كل شىء ومنتهاه. وقد فُرِضَ الخضوع على المرأة عملاً بقانون الطبيعة، أما العبد فليس كذلك.)
            ظلت النساء طبقًا للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن الماضى تقريبًا ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين"، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها ، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها. أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟
            و(نص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة ، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.) أليس هذا استعباد للمرأة وليست فقط قوامة؟
            وكان شائعًا فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها، بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال". أليس هذا استعباد للمرأة وليست قوامة؟
            (وكان القانون المدنى أشد عداءًا للمرأة من القانون الكنسى ، فقد كان كلاً من القانونين يجيز ضرب الزوجة ، وينص على ألا تُسمح للنساء كلمة فى المحكمة "لضعفهن". ويُعاقب على الإساءة للمرأة بغرامة تعادل نصف ما يُفرَض على الرجل نظير الإساءة نفسها. وقد حَرَمَ القانون النساء ـ حتى أرقاهن مولدا ـ من أن يُمثِّلنَ ضياعهن فى برلمان إنجلترا، أو فى الجمعية العامة للطبقات فى فرنسا. وكان الزواج قد أعطى الزوج الحق الكامل فى الانتفاع بكل ما للزوجة من متاع وقت الزواج، والتصرُّف فى ريعه.)
            ويرى كليمنت أن النقص لا يصيب إلا الأنثى، ومن هنا كانت ولاية الرجل عليها فرضًا: (لا شىء مخزِ أو شائن عند الرجل الذى وهبه الله العقل. لكن المسألة ليست على هذا النحو بالنسبة للمرأة التى تجلب الخزى والعار، حتى عندما تفكر فى طبيعتها ، ماذا عساها أن تكون .. .. إن المرأة موجود أدنى من الرجل ، بسبب العقل الذى هو تاج الرجل ، وهو يحافظ عليه نقيًا دون أن تشوبه شائبة "العقل أمانة عند الرجل لا يلحقه خطأ ، ولا يعتريه عيب أو قصور .. أما عند المرأة فإننا نجدها بطبيعتها شيئًا مخزيًا ومخجلاً حقًا ..") فكيف تُعطَى القوامة لشخص فاقد الأهلية ، وتسبب فى موت الإله على زعمكم؟
            6- وعلى النقيض فقد كافأ الرب آدم ، على الرغم من أنه هو الذى تلقى أمر الرب ، وهو الذى كُلِّف بعدم الأكل من الشجرة. أقول لقد كافأ الرب آدم وجعله سيِّدًا على المرأة طوال حياته.
            أما قوله: ( 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) فيشترك فى هذا الرجال والسيدات ، وإذا كان الرجل يعمل ويشقى خارج المنزل ، فالمرأة تعمل داخل المنزل وأحيانًا غير قليلة أيضًا خارجه ، لتساعد زوجها. وقد تكون هذه عقوبة خامسة ابتلى الرب بها المرأة.
            7- نهى الرب آدم بعدم الأكل من الشجرة، ولم تكن حواء قد خُلقت بعد: (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ». 18وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ». .................. 21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْماً. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ».) تكوين 2: 16-18
            ولم يُشر الكتاب لا من قريب ، ولا من بعيد إلى أن آدم كان مكلفًا بتبليغ هذا الأمر لحواء ، ولم يبلغها الرب بنفسه. الأمر الذى يعنى براءة حواء ، وتحمل آدم للخطية وحده. وهذا يُناقض ما أوحاه الرب قائلا: (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي.) تيموثاوس الأولى 2: 14
            8- لوكان آدم يبحث أن يكون خالدًا مثل الله، فكان الأفضل له ألا يبدأ بالأكل من شجرة معرفة الخير من الشر، لأن الرب قال له (يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ) تكوين 2: 17، الأمر الذى يعنى أن نية آدم لم تكن للخلود. ألم تكن هذه الشجرة أمامه من الابتداء؟ فطالما أنه لم يأكل منه ، فهو إمِّا لا يعرف عنها شىء ، وإمَّا غير راغب فى الخلود. فما الذى أخاف الرب أن يأكل آدم من هذه الشجرة؟ فهل لم يعلم أيضًا بسريرة آدم وزوجه؟
            9- ألا تُظهر هذه القصة أن الرب قصير النظر، فاشل فى التخطيط لملكوته والحفاظ عليه؟ إن القارىء للقصة ليدرك أن أخشى ما يخشاه الرب هو أن يصبح آدم وحواء من الآلهة بأكلهما من شجرة الخلد. فكيف يغفل عن نهيهما من الأكل من هذه الشجرة، وهى بالطبع أهم من شجرة معرفة الخير من الشر؟ ألا يعلم أنه كان من الممكن أن يبدأ آدم وزوجه بالأكل من هذه الشجرة ، وانتهيا بشجرة معرفة الخير من الشر، وما تمكن الإله من طردهما ، أو إماتتهما لأنهما فى هذه الحالة أصبحا آلهة مثله؟
            10- ألا تبيِّن هذه القصة غباء آدم (وحاشاه)، كما تُبيِّن أيضًا غباء الشيطان الذى كان رئيسًا للملائكة من قبل، لأنه من البداهة أن يضمن آدم الخُلد أولا ، وأن يأكل من شجرة الخلد التى لم يحرمها الرب عليه، ثم يفكر أن يعرف الخير من الشر، ويضمن عدم الموت وتوقيع عقوبة الرب عليه؟
            11- على الرغم من أن القصة تتكلم عن بداية الخليقة البشرية، فلم تُحدِّد الغرض من خلق الإنسان ، ولا يُفهم منها سبب خلق الله تعالى للأرض قبلها ، وتمهيدها لاستقبال البشر.
            12- لا يوجد فى هذه القصة تحذير من الله تعالى لآدم وحواء من الشيطان. ولأنهما لم يكونا يعلمان الشر من الخير ، فقد كان من اليسير على الشيطان اصطيادهما. أى إن الشيطان يظهر هنا فى ثوب القديس ، ويظهر الرب فى ثياب الذئب. إذ حرمهما الرب من التمييز بين الخير من الشر، ليسهِّل على الشيطان والشر مهمته. ويأبى القديس الشيطان هذا الحل، ويدفعهما للتمييز والتعقُّل، ومعرفة الخير من الشر.
            وقد صوَّر كاتب هذه القصص الرب مرة أخرى يتعاون مع موسى u وفومه لسرقة حلى المصريين عند خروجهم من مصر: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
            (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
            13- بل إن الرب ظلمهما وانتقم من آدم وحواء والشيطان بسبب هذا العمل البطولى المقدَّس الذى قام به الشيطان، وأطاعه فيه حواء وآدم. فهل عقوبة معرفة الخير من الشر وتمييز الصالح من الطالح هو الموت؟
            14- لو كان الموت المقصود هو الموت المجازى الذى يعنى الوقوع فريسة فى أيدى الشيطان ، لكان من المفروض على إله المحبة أن يشفق عليهما ويرحمهما ويغفر لهما، بعد أن يعاقبهما، من أجل وجود ذرية ونشأ صالح يحبه الرب ، ويحب الرب. وإلا كيف اكتشفتم أن الرب إله للمحبة ويحبكم؟ هل اكتشفتم ذلك بعد جريمته الثانية بقتل ابنه؟
            15- وكما أظهرت القصة العمل البطولى الذى عمله الشيطان والظلم الذى مارسه الرب على هذا الثلاثى، أظهرت من جانب آخر علم الشيطان وصدقه، فى مقابل كذب الرب وجهله. فالشيطان أخبر حواء أنهما لن يموتا إن أكلا من الشجرة الممنوعة، بل سيصبحان مثل الرب، يعرفان الخير من الشر. وهذا بالفعل ما حدث: (4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ»)، وأقر الرب واعترف فى نفسه قائلاً: (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.)
            ولا يُلتفت لتفسير المسيحيين فى هذا الأمر من تقسيم الموت إلى موت روحانى وموت حقيقى. لأن الرب لن يُقرر عقوبة معنوية غير معروفة لهما، جزاء ذنبيهما، إضافة إلى التوقيت الفورى الذى افترضه الرب بقوله. (17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 17
            وفى الحقيقة إن ما يقوله المسيحيون من تقسيمهم للموت موتًا روحيًا وموتًا حقيقيًا ليسبون به الرب ، وذلك لأنه عندما أكل آدم وحواء من شجرة معرفة الخير من الشر أصبحا مثل الرب. فهل كان الرب بذلك ميتًا ميتة روحية؟
            16- ولم يكن من الصعب على الشيطان أن يعلم كذب الرب ، لأن الرب خلق من قبل الأرض ليستعمر فيها الإنسان ، فهو لم يخلقها باطلاً. وهذا يُشابه التصوُّر الإسلامى للقصة. ومن البديهى أنه لو أمات آدم وحواء ، فلن يجد الرب من يُعمِّر هذه الأرض. (لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. ....) إشعياء 45: 18
            17- قال الرب لآدم: (17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 17 ، فهل يُفهم من ذلك أنهما لو لم يأكلا منها لعاشا خالدين فيها؟ وإذا كان الرب قد أراد لهما الخلود منذ البدء، فما الذى أخافه من أن يأكلا من شجرة الخلد وضرب عليها الحراسة ، وطردهما من الجنة؟ الأمر الذى يدل على عدم صدق الرب فى تهديده لهما.
            18- كما أنه يُفهم من هذا الكلام أنهما لم يعرفا الخير من الشر قبل الأكل منها ، أى لم يكونا مكلفين. فهل يُحاسب الرب شخصًا غير مكلف ، وبسببه يُعاقب البشرية كلها ، ويتخلص من ابنه؟
            19- يتصور المسيحى أنه لولا عصيان حواء لكنا الآن فى نعيم الجنة. ونسى أن الجنة عندهم لا تزاوج فيها ولا يوجد بها أكل أو شراب. وهو تصوُّر خاطىء يُخالف الواقع، ويُخالف كتابه أيضًا. بل نسيا أن آدم وحواء أكلا فى الجنة من كل ثمارها ، ولو كان الأمر كذلك لعاش آدم وحواء بمفردهما، ولما نعموا هم أيضًا بالجنة. (34فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ 35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 34-36
            (29وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي».) متى 26: 29
            (29وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.) متى 19: 29
            (29وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً 30لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ».) لوقا 22: 29-30
            20- ثم كيف تكلمت الحية مع المرأة وتبادلت المرأة معها الحديث؟ هل تكلما بلغة البشر أم بلغة الثعابين؟ أم كان الأمر وسوسة كما نوَّه القرآن؟
            21- لم توضح لنا القصة لماذا كان الشيطان عدوًا لله. وهل لم يعلم الرب بعداوة الشيطان له؟ ولو كان يعلم فلماذا تركه فى الجنة مع الأبرار؟ ولماذا لم يحرس شجرة الخُلد أو شجرة معرفة الخير من الشر منه؟ وكيف ترك الرب الشيطان مع آدم وحواء البريئان، دون أن يعلمهما الخير والشر ليحفظا أنفسهما من مكره؟ ألا يدل هذا على تعمُّد الرب إضلالهما ليأكلا من هذه الشجرة فيحمل البشرية كلها إثميهما، ولا يغفر لهما إلا بقتل ابنه؟ ألا يدل هذا على مشاركة الرب للشيطان فى هذا العمل الإجرامى، الذى كان نتيجته أنهما علما الخير من الشر؟
            22- على أى أساس حدد الكتاب أن الحية كانت أحيل الحيوانات؟
            23- وما ذنب الحية أن يُحكم عليها أن تأكل التراب بقية عمرها، ويعلم الرب أن الشيطان سيخرج منها بعد أن يؤدى مهمته؟
            24- لم نسمع عن ثعابين تأكل التراب. فهل عفا الرب عن الحية دون آدم وحواء وباقى البشر، أم نسخ الرب أمره، أم تمرد الثعبان ورفض تنفيذ عقوبة الرب؟
            25- وهل حملت الحية وجنسها من الزواحف أو الحيوانات وزر خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة؟ فلماذا يحمل الجنس البشرى بمفرده هذا الوزر؟
            26- قال الرب للحية: (عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ). الأمر الذى يعنى أن الرب عاقبها بعقوبتين: أن تسعى على بطنها وأن تأكل ترابًا. ولم يثبت العلم أن الحيات كانت لها أرجل ، الأمر الذى يعنى أنها من بداية خلقها وهى تسعى على بطنها، كما أن الحيات لا تأكل التراب. فما هى العقوبة التى نالتها الحية؟ لقد نجت الحية إذن من العقوبة. لكن بفرض أن الرب قد عاقب الحية، فهل من العدل أن يُعاقب الرب الحية ويترك الشيطان المختبىء بداخلها؟
            27- ولماذا لم تقتل الحية حواء وآدم وتستريح منهما لتُفشل عمل الرب وخططه فى إعمار الأرض؟ إن عدم إقدامها على هذا العمل ليدل على حفظ الله وعنايته لهما، وبالتالى غفرانه لهما، ليؤديا المهمة التى سيكلفون بها مستقبلاً ، وهى إعمار الأرض، وحمل رسالة الله للبشر، وأن الشيطان لا يملك من الأمر إلا الوسوسة. كما أخبرنا القرآن عن موقف الشيطان من أعوانه فى الآخرة: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (22) سورة إبراهيم
            28- من الواضح والمعترف به لديهم أن الحية من الحيوانات الذكية ، كما أنها علمت بأمر الرب لآدم وحواء قبل أن تخبرها حواء بذلك فقالت الحية لحواء(«أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟»). كما عرفت فيما بعد باجتماع الرب وملائكته ، وفشلهم فى إغواء أخاب ، فدخل الشيطان إلى مكان الإجتماع وقدم اقتراحه ولاقى قبولاً عند الرب الفاشل وملائكته: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا.21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا) ملوك الأول 22: 19-22
            فكيف للحية كل هذا الذكاء والحضور وتغوى آدم وحواء بالأكل من شجرة معرفة الخير من الشر، وكان فى إمكانها أن تغويهما للأكل من شجرة الحياة ليصبحا آلهة وتدخل الرب فى صراع على الألوهية والبقاء معهما ضد الرب؟
            29- فات الحية أن تأكل هى نفسها من شجرة الحياة ويتساوى الشيطان مع الرب فى الألوهية ، بدلا من إذلاله وطرده من نعيم الجنة. فكيف تكون أحيل الحيوانات ، وعلى علم تام بما يقوله الرب أو يفعله ويفوتها مثل هذا النعيم؟
            30- وبما أن الشيطان بهذا الذكاء ولم يأكل من شجرة الخلد، وعلم أن الرب لن يغفر هذه الخطيئة وسيحمّلها لكل البشرية ، فقد جاءته الفرصة الذهبية للخلاص من الرب نفسه وعدم الدخول معه فى صراعات على العرش والملكوت. لذلك أغوت حواء وآدم للأكل من شجرة معرفة الخير من الشر دون سواها، ليطردهما الله من الجنة. وحيث يأخذ المتجسِّد كل خواص الجسم الذى يتلبسه, فانتظر الشيطان الرب حتى ينزل متجسدًا فى صورة بشر ، فقبض عليه وأسره فى الصحراء لمدة أربعين يومًا. قتله فى هذه الأيام وجعله طعامًا للسباع وظهر هو فى شكل يسوع ، وبعد أن نفَّذ مهمته، وأفسد دين الرب فى عهده القديم، بعهد مُخالف له فى العقيدة والتشريع، صعد إلى العرش واستولى عليه. (متى 4: 1-10، ولوقا 4: 1-11)، وعلى ذلك فأنت تعبد الشيطان عزيزى القمص زكريا.
            31- إننا نتَّحد فى الاعتراف أن الله تعالى ذو علم أزلى. فهل فكرتم لماذا ترك الرب آدم وحواء فى الجنة وهو يعلم بعلمه الأزلى أنهما سيعصيانه وسيأكلان من الشجرة المحرمة عليهما؟ فلو تركهما عامدًا متعمدًا مع علمه أنه سيغضب على كل ذريتهما، وسيقذف بهم فى النار حتى يمن عليهم وينزل متجسدًا ليُصلب بعد إهانته، لما استحق صفة إله المحبة ، ولما كان لائقًا به إلى أن يُطلق عليه إله الظلم الغاشم والظلام القاتم، بل عليكم أن تسحبوا منه الألوهية فورًا وتعبدوا الشيطان، حيث كان الشيطان أرحم منه، لأنه هو الذى تسبب فى فتح عيون البشرية على معرفة الخير من الشر. ولو لم يعلم بسوء العاقبة التى سينزلها بهما وبذريتهما ، أو بما سيقدمان عليه ، كما تبيِّن النصوص ، لما استحق الألوهية.
            32- إن المتتبع لقصة التوراة يجد أن السبب الحقيقى لطرد الرب لآدم وحواء هو خوفه من أن يأكلا من شجرة الحياة فيصبحا من الآلهة، كما لو كانت الألوهية تأتى من ثمرة أو وجبة طعام. وهذا يثبت من جهة أخرى غباء الشيطان أن ضيَّع هذه الفرصة على نفسه، وعلى حواء وآدم، لنشر الوثنية وتعدد الآلهة فى العالم. الأمر الذى يجعله فى علو عن الرب ، ويُنقص من حصة الرب فى الألوهية ونصيبه فى الملكوت. كما يؤكد عدم دقة الرب فى معرفة خصمه، إذ سماها أحيل الحيوانات، وتلبسها أحيل المخلوقات، ولم يُظهر الواقع إلا غباء من الإثنين.
            والغريب أن هذا الإجراء لم يتخذه من قبل مع الشيطان، على الرغم من علمه أن الشيطان كان رئيسًا للملائكة وبالطبع يعلم موقف هذه الشجرة. (22وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالْآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضاً وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». 23فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24فَطَرَدَ الإِنْسَانَ وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ) تكوين 3: 22-24
            33- إن المتتبع لأى جريمة يجد أن لها تأثيرًا سلبيًا على الفرد أو المجتمع أو كليهما. وإلا لما سُميت جريمة. فما هو الأثر السلبى الذى نتج عن أكل آدم وحواء من الشجرة ومعرفتهما للخير من الشر؟ لا يوجد.
            34- ألستم معى فى أن الوضع معكوس: فكان يجب على الرب أن يأمرهما من الإكثار من الأكل من هذه الشجرة ، ويحفظهما من وسوسة الشيطان لكى لا يمنعهما من الأكل منها أو يٌقلل من شهيتهما لتناول أكبر قدر منها؟ إلا أن النقيض تمامًا هو الذى حدث ، فقد منعهما الرب من هذا العلم المفيد ، ودفعهما الشيطان إليه؟! وفى النهاية سمُّوا الشيطان إبليس وساءت سمعته فى إخراج الناس من الخير إلى الشرور، والصحيح أن الرب هو الذى يفعل ذلك فى كتابهم.
            35- فى الحلم الذى رآه نبى الله سليمان يُخاطب فيه الله تعالى: (9فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدُِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هَذَا؟] 10فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هَذَا الأَمْرَ. 11فَقَالَ لَهُ اللَّهُ: [مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَلاَ سَأَلْتَ أَنْفُسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزاً لِتَفْهَمَ الْحُكْمَ، 12هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. 13وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ. 14فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ فَإِنِّي أُطِيلُ أَيَّامَكَ].) ملوك الأول 3: 9-14
            هذا ما قاله الرب لسليمان ، وما فعله معه بسبب أنه طلب أن يميِّز الخير من الشر. فلماذا عاقب الجنس البشرى كله وكافأ سليمان؟ ألا يدل هذا على عدم صدق الكتاب فى أن الشجرة هى شجرة معرفة الخير من الشر؟
            وأوحى الرب (كما تؤمنون) بمدح المعلمين الذين يميِّزون بين الخير والشر. فهل لو فعلتها حواء لفسدت الأرض ، ولُعنت ، ولو علمها أحد المعلمين كانت له سببًا للمدح؟ لقد قال كاتب سفر العبرانيين وهو يؤنب المعلمين الذين لا يميزون الخير من الشر: (14وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.) عبرانيين 5: 14
            فهل نسخ الرب أوامره ، وغير رأيه بشأن الحكمة ومعرفة الخير من الشر؟ أكيد! فلماذا لم يتراجع إذن فى فكرة الخطيئة المتوارثة الظالمة؟
            36- ألست معى أنه لو كانت هذه الشجرة شجرة معرفة الخير من الشر، لتركا آدم وحواء الرب وعبدا الشيطان؟ فقد كان أصدق من الرب وأفيد منه للجنس البشرى!!
            37- عزيزى القمص كيف يكون تعلم الخير من الشر سُبَّة عند الرب، وتفضيل السذَّج على الحكماء من مبادىء الرب ليُسهِّل على الشيطان عمله؟ وهل هذه هى الحكمة والتعقُّل والتفكُّر والتدبُّر الذى تُطالب به المسلمين؟
            38- أليس من المستهجن أن يكون معرفة الخير من الشر عن طريق شجرة؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يُعمم إله المحبة زراعة هذه الشجرة كبديل للإنبياء الفسدة الذين انتقاهم وأرسلهم لإغواء البشرية وإفسادها؟
            39- وهل ثمرة معرفة الخير من الشر هو العُرىَ؟ إنه لمفهوم مقلوب للحقيقة. ألا تتفقوا معى أن الحياء من الإيمان؟ فهل نتيجة معرفة الخير من الشر أن يفقد الإنسان إيمانه وحياءه ويُطرد من الجنة؟
            40- إن العلم والبحث عن الخير والشر هو وسيلة كل أمة متحضرة تريد أن ترتقى بشعبها. وإن كتم العلم ، ومنع البحث عن الخير، ومعاقبة كل باحث عنه لهو ما نسميه بمحاكم التفتيش، وهو ما تدينه الكنيسة اليوم وتتبرأ منه البشرية المتحضرة. فهل كان الرب هو أول مؤسس لمحكمة التفتيش، وأول من حارب معرفة الخير عند أبى البشرية؟
            فأعد النظر مرة أخرى ، وفكر عزيزى القمص زكريا بطرس: هل الذى قال هذا الكلام أو فعله هو الرب أم الشيطان؟
            الحمد لله على نعمة الإسلام الذى جعل كتم العلم من الأسباب المجلبة للعنة الرب ولعنات اللاعنين: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (159) سورة البقرة

            تعليق


            • #7
              41- وكيف ومتى تعلم آدم وحواء الخير من الشر بعد نزولهما من الجنة؟ وهل علما أبناءهما هذا العلم الذى تعلماه فى الجنة ، أم اعتبرا أن هذا العلم هو علم الشيطان ، الذى أدى إلى طردهما من الجنة؟ أم أصر الرب على تركهما يعيشان فى جهل، فريسةً للشيطان مرة أخرى؟
              أم ترى أن الرب إله المحبة علمهما الخير من الشر قبل أن ينزلا إلى الأرض ليساعدهما هذا العلم فى التصدى لمكائد الشيطان وأعوانه وتربية أولادهما على التقوى والصلاح؟
              ولو كان الأمر كذلك فسيكون الرب قد تجنَّى على آدم وزوجته وطردهما من الجنة دون جريرة تستحق ، أو يكون السبب هو خوف الرب أن يأكلا من شجرة الخلد. الأمر الذى جعله يضرب عليها الحراسة ، بعد أن كانت عارية بدون حراسة أمامهما وأمام الشيطان. والغريب أن الكتاب لا ينقل إلينا رأى حواء وآدم تجاه هذه الشجرة، ورأيهما فى الرب والشيطان.
              42- يقول الرب فى إشعياء لبنى إسرائيل إن سبب رفض الله تعالى لصلاتهم أنهم لا يعرفون الخير من الشر ، فيعملون الشر ، ويجتنبون الخير، ويأمرهم الرب بالكف عن الشر وتعلُّم الخير: (15فَحِينَ تَبْسُطُونَ أَيْدِيكُمْ أَسْتُرُ عَيْنَيَّ عَنْكُمْ وَإِنْ كَثَّرْتُمُ الصَّلاَةَ لاَ أَسْمَعُ. أَيْدِيكُمْ مَلآنَةٌ دَماً. 16اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. 17تَعَلَّمُوا فِعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ) إشعياء 1: 15-17
              فهل نسخ الرب أفكاره القديمة وأدرك أنها تضر بالفرد والمجتمع؟ وإذا كان الأمر كذلك ألم يشعر بخطئه تجاه آدم وحواء والبشرية؟ فما الذى جعله لا يُصلح خطأه فورًا ويغفر للبشرية من زمن إشعياء أو وقت أن أدرك خطأه؟ وما الذى جعله يستمر فى العناد والبطش حتى تخلص من ابنه ، أو نزل منتحرًا دون سبب يُذكر؟
              43- وفى الجامعة كان من الحكمة المنشودة أن يعرف الحكيم أن الشر جهالة، وحُمق ويتجنبه: (25دُرْتُ أَنَا وَقَلْبِي لأَعْلَمَ وَلأَبْحَثَ وَلأَطْلُبَ حِكْمَةً وَعَقْلاً وَلأَعْرِفَ الشَّرَّ أَنَّهُ جَهَالَةٌ وَالْحَمَاقَةَ أَنَّهَا جُنُونٌ.) الجامعة 7: 25
              فلماذا حارب الرب منذ البدء الحكمة؟ ألم يكن يعلم أن الحكمة فى معرفة الشر وتجنبه ، ومعرفة الخير والإكثار منه؟ أم أراد أن يخرج البشرية تفتقد للحكمة والعلم النافع ، لتعيش فى جهل وجهالة العمر كله؟
              44- ويعلم الله تعالى أن بنى آدم خطَّاء ، وأن خير الخطَّائين التوابون، لذلك أقر أنه لا يوجد صديق لا يخطىء. الأمر الذى يتطلب وجود كفارة سهلة وسريعة وصادقة لعودة العبد الضال إلى الصراط المستقيم: (20لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.) الجامعة 7: 20 ، الأمر الذى يعنى أنه لم يلعن الأرض ، ولم تُغلق أبواب الجنة بسبب خطيئة الصدِّيق آدم ، والصدِّيقة زوجته. وإلا لكان إله المحبة نفسه هو المتهم أنه لم يُتقن صنعته فى خلق الإنسان على هذه الصورة، أو أن تعاليمه تعسفية ، أو أنه لا يريد إلا الإفساد فى الأرض.
              45- إن الرب انتقم من بنى إسرائيل عندما تركوا فرائضه ونجسوا سبوته وعبدوا الأصنام ، بأن أعطاهم فرائض غير صالحة: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25
              فإذا كان هذا هو رد فعله لمن يعصى أمره ، فهل تعتقد أن هذا هو السبب الذى من أجله حنق الرب عليهما ، لأنهما فى هذه الحالة سيعرفان متى يضلِّلهما الرب وأنهما بذلك سيتسببان فى فشل مخططاته؟
              46- يقول القمص زكريا بطرس إن الشر دخل آدم وحواء بعد الأكل من الشجرة. ومعنى هذا أن تسمية الرب للشجرة بشجرة ”معرفة الخير من الشر“ تسمية خاطئة، وكان عليه أن يُسميها شجرة الشر فقط. ولطالما أنه يعلم بعلمه الأزلى أن بنى آدم خطَّاء، فما كان له أن يزرع شجرة للشر فى جنة المتقين.
              47- ألست معى أن الشر لم يتعلمه آدم وحواء إلا فى الجنة؟ ويؤمن كل المسيحيين أن الشر دخل الإنسان بعد الأكل من الشجرة. الأمر الذى يعنى أن الجنة هى مكان إبليس الذى يتعلم الإنسان فيه الشر على يد معلم الشرور الأكبر!!
              48- دخلت الخطية كل ذرية آدم وحواء سواء رضوا بهذا الذنب أم رفضوا، عرفوا ذلك الأمر أم جهلوه. فهل حرر الصلب أيضًا كل ذريتهما سواء آمنوا بالصلب أم كفروا به؟ فإن كانت الإجابة بنعم ، فلا حاجة للبشرية إذن للمسيحية. فاستريحوا وأريحونا. وإن كانت بلا. فأنتم حكمتم على الرب بالظلم ، ولا حاجة للبشرية لعبادة إلهكم الظالم.
              49- تنجسَّت الأرض بسبب معاصى أهلها ، ولاحظ أنها بسبب معاصى أهل الأرض من ذرية آدم، ولم يقل بسبب معاصى آدم وحواء! فقد ذكر الرب معاصى أهل الأرض، وحذَّر من عملها، قائلاً: (27(لأَنَّ جَمِيعَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ قَدْ عَمِلَهَا أَهْلُ الأَرْضِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ)) لاويين 18: 27، فإذا كانت الأرض تنجسَّت بمعصية أهلها، فهل تنجسَّت الجنة أيضًا بمعصية أهلها؟ وإذا كانت المعصية حدثت فى الجنة، فلماذا لعن الرب الأرض بقوله (مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ)؟
              50- يقول الرب إله المحبة إن (وَالْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ.) أمثال 10: 12، فمعنى أنه لم يغفر للبشرية كلها إثم حواء وآدم الذى ورثته إلا بقتل ابنه أنه لا توجد محبة عنده.
              51- يقول الرب إله المحبة: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».) تكوين 3: 16، وقال بولس: (14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي، 15وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ.) تيموثاوس الأولى 2: 14-15
              فقد جعل ولادتها وحبها واشتياقها لزوجها سُبَّة، وعقوبة أبدية، وسبب لخلاصها. فما مصير الراهبات اللاتى لم يتزوجن؟ وما مصير السيدات اللاتى لم يتزوجن أو مات عنهن أزواجهن قبل الإنجاب أو لم ينجبن من الأصل؟ أعتقد أنهن لن يخلصن.
              وإذا كان الخلاص عن طريق الزواج والحمل والألم والولادة ، فلماذا حبَّذ بولس للمرأة غير المتزوجة ألا تتزوج؟ (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً.)
              و(8وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا.)
              و(25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا: 27أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبْ الِانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. 28لَكِنَّكَ وَإِنْ تَزَوَّجْتَ لَمْ تُخْطِئْ. وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْعَذْرَاءُ لَمْ تُخْطِئْ. وَلَكِنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ.) كورنثوس الأولى 7: 1، 8، 25-28
              (إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ.) كورنثوس الأولى 7: 38
              وفى الحقيقة لقد نشرت المسيحية وآباؤها أتعس جو أسرى ، وأبغض شعور تجاه المرأة والحب والحياة الجنسية الزوجية. وعن ذلك تقول الكاتبة كارين أرمسترونج عن دنس الحياة الزوجية:
              (فى القرن الثالث عشر الميلادى قال الفيلسوف اللاهوتى القديس توما الاكوينى ، الذى ساد الفكر الكاثوليكى حتى عهد قريب ، إن الجنس كان دائمًا شرًا .. .. وعلى أى حال ، فإن هذا الموقف السلبى لم يكن محصورًا فى الكاثوليك ، فلقد كان لوثر وكالفين متأثرين إلى أقصى حد بآراء أوغسطين ، وحملا مواقفه السلبية تجاه الجنس والزواج إلى قلب حركة الإصلاح الدينى مباشرة. لقد كره لوثر الجنس بشكل خاص، على الرغم من أنه قد تزوج ومحا البتولية فى حركته المسيحية. لقد كان يرى أن كل ما يستطيع الزواج عمله هو أن يقدم علاجًا متواضعًا لشهوة الإنسان التى لا يمكن السيطرة عليها. فكم صرخ قائلاً: (كم هو شىء مرعب وأحمق تلك الخطيئة! إن الشهوة هى الشىء الوحيد الذى لا يمكن شفاؤه بأى دواء،ولو كان حتى الزواج الذى رُسِمِ لنا خصيصًا من أجل هذه النقيصة التى تكمن فى طبيعتنا.) (تعدد نساء الأنبياء ومكانة المرأة ص 226)
              (لقد سلم أوغسطين [القرن الرابع الميلادى] إلى الغرب تراث الخوف من الخطيئة، كقوة لا يمكن السيطرة عليها ، فهناك فى لب كل تشكيل للعقيدة، توجد المرأة حواء ، سبب كل هذه التعاسة ، وكل هذا الثقل من الذنب والشر، وكل الانغماس البشرى فى الخطيئة. لقد ارتبطت الخطيئة والجنس والمرأة معًا فى ثالوث غير مقدس. فبالنسبة لذكر متبتل مثل أوغسطين، لا يمكن فصل هذه العناصر الثلاثة. وفى الغرب بقيت المرأة هى حواء إلى الأبد، هى إغراء الرجل إلى قدره المشئوم. بل إن إنجاب الأولاد الذى تعتبره ثقافات أخرى فخر المرأة الرئيسى وينبوع القدرات التى تمتلكها، نجده فى المسيحية قد غلفه الشر باعتباره الوسيلة التى تنتقل بها الخطيئة).
              (ويقول القديس جيروم: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى، فإننا نكرم زوجاتنا. أما إذا لم نمتنع: حسنًا! فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)
              وتواصل الراهبة كارين أرمسترونج: (إن المسيحية خلقت أتعس جو جنسى فى أوروبا وأمريكا بدرجة قد تصيب بالدهشة كلا من يسوع والقديس بولس. ومن الواضح كيف كان لهذا تأثيره على النساء. فبالنسبة لأوغسطين الذى كان يناضل من أجل البتولية ، كانت النساء تعنى مجرد إغراء يريد أن يوقعه فى شرك ، بعيدًا عن الأمان والإماتة المقدسة لشهوته الجنسية. أما كون العصاب الجنسى للمسيحية قد أثر بعمق فى وضع النساء ، فهذا ما يُرى بوضوح من حقيقة أن النساء اللاتى التحقن بالجماعات الهرطيقية المعادية للجنس، وصرن بتولات، قد تمتعن بمكانة واحترام كان من المستحيل أن يحظين بهما فى ظل المسيحية التقليدية)
              (لقد كانت المسيحية مشغولة طيلة مئات السنين بجعل النساء يخجلن من أمورهن الجنسية، ولقد عرفت النساء جيدًا كما قال أوغسطين ولوثر قبل عدة قرون ، أن تشريع الزواج كان مجرد دواء ضعيف المفعول لمعالجة شرور الجنس).
              (لقد كان يُنظر إلى جسد المرأة باشمئزاز على نحو خاص،كما كان مصدر إرباك لآباء الكنيسة أن يسوع ولد من امرأة. فكم ضغطوا بشدة فى موعظة تلو موعظة، وفى رسالة تلو رسالة على أن مريم بقيت عذراء ، ليس فقط قبل ميلاد المسيح بل وبعده أيضًا .. ..)
              لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
              لقد كانت الأحشاء الخفية للمرأة ، والتى تتسم بالقذارة، مع رحمها الذى لا يشبع، موضع استقذار وفحش بشكل خاص. وكان الآباء راغبين فى التأكيد على أن يسوع لم يكن له إلا أقل القليل من الاتصال بذلك الجسد البغيض).
              (ولقد كتب أسقف فرنسى عاش فى القرن الثانى عشر: أن كل النساء بلا استثناء مومسات ، وهن مثل حواء سبب كل الشرور فى العالم)
              وقال الراهب البنديكتى برنار دى موريكس دون مواربة فى أشعاره: إنه لا توجد امرأة طيبة على وجه الأرض)
              وقال الراهب الانجليزى اسكندر نكهام: (انه نظرًا لأن المرأة لا تشبع جنسيا ، فإنها غالبا ما تصطاد بائسًا حقيرًا لينام معها فى فراشها ليشبع نهمها إذا كان زوجها غير موجود فى لحظة شبقها. ونتيجة لذلك كان على الأزواج أن يربوا أطفالاً ليسوا أولادهم)
              وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل)
              يؤكد هذا كلام القديس جيروم الذى قال: (لنضرب بالبلطة شجرة الزواج الجافة فإن الله إنما سمح بالزواج فى بداية العالم ، ولكن المسيح ومريم لم يتزوجا وبقيت مريم عذراء.) (حقوق المرأة ص 159)
              ويقول اللواء أحمد عبد الوهاب: (على الرغم من أن الكنيسة فى الغرب قد لا تسمح لعذاراها بالقيام بأعمال الرجال ، فقد كان اللاهوتيون واضحين فى أن العذراء البتول قد أصبحت رجلاً شرفيًا. لقد كتب جيروم يقول: بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال ، فهى تختلف عن الرجل ، كما يختلف الجسد عن الروح. ولكن عندما ترغب المرأة فى خدمة المسيح أكثر من العالم ، فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة ، وستسمى رجلاً“ (تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل أفسس)
              لذلك قال جيروم ممتهنا المرأة وحقوقها: (إذا امتنعنا عن الاتصال الجنسى فإننا نكرم زوجاتنا ، أما إذا لم نمتنع: حسنًا فما هو نقيض التكريم سوى الإهانة)
              لذلك قال لوثر: (إذا تعبت النساء، أو حتى ماتت، فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن فى عملية الولادة ، فلقد خلقن من أجل ذلك) (تعدد نساء الأنبياء ص 235)
              يقول ديشنر صفحة 158: (إن سبب انتشار العزوبة والتبتل فى المسيحية العقيدة التى شاعت فى العالم القديم والتى تُنادى بأن العلاقات الجنسية والعبادة لا يجتمعان ؛ وأن دناسة الحياة الزوجية وقداسة الأعمال الدينية لا يمكن اتحادهما بحال من الأحوال. وهكذا تمَّ تبرير هذه الأفكار المستوحاة من الوثنية عن طريق العهد القديم ، الذى حرَّمَ كل ما ينتمى للجنس ، وهذا وهم طقسى لا يعرف عنه العهد الجديد شيئًا. ومع ذلك كانت تُطالب الكنيسة فى الشرق ـ التى كانت تُقيم قداسًا أيام الأحد والأربعاء والجمعة ـ قساوستها بالزهد [فى جماع زوجاتهم] ، أما فى الغرب فقد تجنب القساوسة زوجاتهم أيام إقامة القداس فى بادىء الأمر فى روما ، والذى كان يُقام كل يوم ، ثم وصل الأمر إلى الإمتناع عن إتيان زوجاتهم كليةً. وكانوا يفعلون ذلك حتى تصبح صورتهم عند الشعب كالمؤمنين الأطهار ، مثل معبود يُشبه صورة الأب أو القائد.)
              يقول الدكتور على عبد الواحد وافى: (ففى القرن الثانى قبل الميلاد ظهر عند اليهود اتجاهات (للعزوبة والتبتل) يحمل لواءها جماعة الإسنيين. فقد كان أهم مبادىء هذه الفرقة ، حسب ما يحدثنا به المؤرخ الشهير يوسفوس "الرغبة عن جميع متع الجسم، والنظر إليها على أنها شرور، واعتبار التبتل والبعد عن النساء من أمهات الفضائل، ومن ثمَّ حرموا على أنفسهم الزواج.)
              (ولم يكن لهذه المبادىء الإسنية أثر كبير فى الديانة اليهودية نفسها، ولم تُطبَّق إلا فى نطاق جماعة الإسنيين وحدهم وفى مواطن منعزلة عن الناس، فإنها تركت آثارًا ذات بال فى الديانة المسيحية التى جاءت بعد ذلك.) (المرجع السابق 36)
              ويُعلِّق القديس ترتوليان على فقرة (كورنثوس الأولى 7: 8-9) هذه فيقول: إن الأفضل من حالتين لا يلزم أن يكون خيرًا فى ذاته ، فلإن يفقد الإنسان عينًا واحدة أفضل من أن يفقد كلتا عينيه. ولكن فقد عين واحدة ليس من الخير فى شىء. فكذلك الزواج: فهو لمن يقو على العفة أفضل من أن يُحرَق بنار جهنم. ولكن الخير أن يتقى الإنسان الأمرين معاً: فلا يتزوج ؛ ولا يُعرِّض نفسه لعذاب النار. وإن قصارى ما يحققه الزواج أنه يعصم الفرد من الخطيئة ، على حين أن التبتل يروض المرء على أعمال القديسين ويذلل له السبيل إلى منزلة الإشراق، ويُتيح له أن يأتى بالمعجزات. فجسم المسيح نفسه قد جاء من بتول عذراء.)
              (والقديس يوحنا المعمدان والرسول بطرس وجميع إخوانه الحواريين ، الذين سجلت أسماؤهم فى سفر الخلود آثروا التبتل وحثُّوا الناس عليه.)
              (وقد استطاعت مريم البتول أخت موسى أن تعبر البحر هى وجميع من كن يسرن خلفها من النساء فانشق لهن فيه طريق يبس وانتهين إلى الساحل الآخر سالمات.)
              (والقديسة البتول تكلا قد ألقى بها الكفار إلى الأسد الجائع فوجمت الأسود أمامها ورقدت تحت قدميها دون أن تمسسها بسوء.)
              (قد فتح السيد المسيح للخصيان أبواب السماء لأن حالتهم قد باعدت بينهم وبين الإقتراب من النساء .. .. ولو أن آدم لم يعص ربه لعاش طاهرًا حصورًا ولتكاثر النوع الإنسانى بطرق أخرى غير هذه الطرق البهيمية ، ولعمرت الجنة بفصيلة من الطاهرين الخالدين.)
              (إلا أن توماس الإكوينى يرى أنه منذ بدء الخليقة قد جعل الله بقاء النوع وانتشاره متوقفين على الاتصال الجنسى ، الذى لم يكن فى بدء الخليقة منطويًا على اللذة الجنسية التى امتزجت به بعد أن هبط آدم من الجنة.)
              يؤكد هذا كلام القديس جيروم الذى قال: (لنضرب بالبلطة شجرة الزواج الجافة فإن الله إنما سمح بالزواج فى بداية العالم ، ولكن المسيح ومريم لم يتزوجا وبقيت مريم عذراء.) (حقوق المرأة ص 159)
              (وينظر كثير من فقهاء الكنيسة المسيحية إلى هذه الحقائق على أنها من الأمور المسلمة فى الدين بالضرورة ، أى التى لا يجوز إنكارها ولا الشك فيها ، حتى إن مجمع مديولاننس المسيحى قد حكم فى أواخر القرن الرابع الميلادى على الراهب جوفينيان بالطرد من الكنيسة لأنه عارض المبدأ المسيحى الذى يقرر أن التبتل خير من الزواج.)
              (وينظر هؤلاء الفقهاء كذلك إلى الزواج على أنه مجرد ضرورة لبقاء النوع الإنسانى ولصيانة الفرد من الفاحشة. ومن ثم لا ينبغى فى نظرهم للمسيحى المتزوج أن يُطلِق لنفسه العنان فى إشباع شهواته ، بل أن يفيد من ذلك بقصد واعتدال وفى الحدود التى تحقق الذرية والنسل انتظر الحصاد بدون أن يلقى فى الأرض بذورًا أخرى.)
              (وقد ذهبت فرقة المارسينيين (وهى فرقة مسيحية اعتنقت مذهب مرسيون) إلى ما هو أبعد من ذلك ، فحرمت الزواج تحريمًا باتًا على جميع أفراد نحلتها ، كما فعلت فرقة الحسديين من اليهود ، وأوجبت على كل متزوج يرغب فى اعتناق مذهبها من الذكور والإناث أن يفترق عن زوجه ، وبدون ذلك لا يمكن قبوله ولا تعميده.) (نقلاً عن قصة الزواج والعزوبة فى العالم ص 35-39)
              * * *
              من هو كاتب قصة الخطيئة الأولى؟
              إن المتتبع لهذه القصة بدقة وعمق ليدرك أن مؤلفها هو الشيطان. فهو الوحيد الذى لم يُصبه أدنى ضرر، كما أنه هو صاحب أول خطيئة فى الوجود، وإلا كيف أصبح شيطانًا وعدوًا لله؟ وقد أفلح الشيطان فى تحويل قصته الحقيقية وعقوبتها من نفسه كشيطان وعدو لله إلى آدم وبنيه. فهو قد أنقذ نفسه وشريكه آدم، وتوَّهت السبب الحقيقى للخطيئة، وأظهرت الرب بمظهر الإله الجاهل، الغشيم، ونزعت منه صفات من أهم الصفات التى لا بد أن تتوفر فى الإله المعبود بحق. وهى الحكمة والعلم والمحبة والرحمة والغفران والعزة والقداسة.
              فقد أظهرته بمظهر الإله الجاهل الذى فوجىء بتصرفات حواء وآدم والحية. وأخذ يبحث عنهما فى الجنة.
              وأظهرته بمظهر الإله غير الحكيم، فلم يُظهر سبب خلقه للأرض قبل آدم وحواء، ولا سبب وجود آدم وحواء بالطبيعة البشرية الخاطئة فى جنة النعيم.
              وأظهرته بمظهر الغشيم والظالم وذلك لأنه لعن الأرض التى لا ناقة لها فى الأمر ولا جمل، وحمَّل البشرية على مفهوم المسيحيين ذنبًا لا علاقة لهم به.
              وأضاعت عزته وقداسته وهيبته، فقد أمر أن تأكل الحية التراب، ولا توجد حية واحدة تأكل التراب. وأمر أن تشقى كل النساء بالحبل والولادة،واخترع لهم الشيطان الرهبنة للنساء، فنجين من العقوبة، إضافة إلى نجاة الكثير من النساء، اللاتى لا تلدن، أو لم تتزوجن، وهناك من تلد وهى تحت تأثير المخدر ، فيتجنبن الكثير من الآلام، وهناك من يمتن قبل زواجهن، وبالتالى نجون من العقوبة التى قررها الرب.
              ونزعت القصة الرحمة والعدل والرأفة والإحسان والكرم وحب المغفرة من صفات الرب ، وألحقت به البطش والإنتقام الغاشم ، والظلم القاتم.
              والغريب أن القصة لم تذكر الشيطان، ولا أنه هو المتسبب فى هذا العصيان وهذه الشرور التى حاقت بأهل الأرض كلهم. وجعلت الشيطان هو المنتصر فى كل جولاته على الرب. واضطر الشيطان الرب أن ينزل على الأرض متجسِّدًا فى صورة إنسان ، على الرغم من قول الكتاب إن الرب روح ولا يراه أحد. إلا أن الشيطان أبى إلا أن تكون فضيحة هذا الإله عالمية، يشهدها كل البشر، فجعله يتجسَّد وينزل على الأرض ليراه الناس، وأسره فى الصحراء أربعين يومًا، وجعل عبيده يقبضون عليه ويُهينونه، ويستهزأون به، ويصفعونه على وجهه، ويبصقون فى وجهه، ثم قيدوه على خشبة، ومسمروه ليموت ميتة الملاعين، وانتهت حياة هذا الإله. (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
              أقول إنه من الغريب ألا تذكر القصة اسم الشيطان ، وذكرت بدلا منه الحية ، وضرب الرب العقاب الغاشم على الحيوان، الذى لا شريعة له ولا كتاب، لكى يُعاقب، وبالتالى نجا الشيطان من العقوبة. ونجا من اللعن ، بينما لُعنت الأرض ومن عليها. كما لو كان الشيطان هو مؤلف هذه القصة لينال من صورة الرب أمام عبيده. بل نجح فى أن يُسوِّل للناس الظلم على أنه العدل ، والقبح على أنه الجمال، والشر على أنه الخير، والضعف على أنه القوة، والذلة على أنها العزة، والإهانة على أنها القداسة، والشيطان على أنه الرب.
              فويل للشيطان ولمن يسير على خطاه! فإن الشيطان يُجيد تغيير المسميات، ليُسهِّل على ضحاياه الوقوع فى براثنه. فيسمِّى الزنى حبًا ، والكذب تجمُّلا ، والسرقة استردادًا للحق.
              لذلك حذَّر الرب القائلين ذلك بقوله: (20وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْراً وَلِلْخَيْرِ شَرّاً الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُوراً وَالنُّورَ ظَلاَماً الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْواً وَالْحُلْوَ مُرّاً. 21وَيْلٌ لِلْحُكَمَاءِ فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ وَالْفُهَمَاءِ عِنْدَ ذَوَاتِهِمْ.) إشعياء 5: 20-21
              وبالإختصار: إن هذه القصة تمجد الشيطان وتحقر الإله. لقد أظهرت أن الشيطان هو الذى أفسد خطة الإله، الذى قرر أن يعيش آدم وحواء فى الجنة خالدين وعندما علم الشيطان أن الرب إله انتقام من الأبرار والأشرار ، ولن يغفر لهما إلا بنزوله وتسليم نفسه للإعدام صلبًا، قرر الشيطان أن يوسوس لهما، فأكلا من الشجرة وابتلع الرب الطُعم، ونزل متجسداً إلى الأرض، إلى ملعب الشيطان، فأذاق الشيطان إلهه المر، فحبسه أربعين يومًا فى البريَّة، ثم تركه إلى حين. ولأن الثالوث متحد ولا ينفصل طرفة عين ، فقد مات الإله المتحد مع الروح القدس والمتجسدان فى صورة يسوع ، ولم يجد من يُحيه. لأن الرب هو المحيى والمميت ، فإذا مات هو فمن الذى يُحيه؟
              وبذلك أيضًا انتصر الشيطان وأفسد خطة الرب، واضطره لنقل معركته مع البشر إلى الأرض ، بعد أن كان الرب قد خطط لحياة البشر فى الجنة.
              وتخلص منه الشيطان. وبذلك انتصر الشيطان على رب الأرباب، بعد أن حقَّروه وأهانوه وبصقوا فى وجهه واستهزأوا به!!
              وبذلك انتصر الشيطان الحى الذى لم يمت على إلهه الذى مات!!
              * * *

              تعليق


              • #8
                نصوص عقيدة توارث الخطيئة الأولى فى الكتاب ونقدها:
                سنلاحظ هنا فى هاتين الحلقتين أن كل من يتناول قضية الخطيئة والفداء فى المسيحية سيعتمد فقط على أقوال بولس. فلم تذكر الأناجيل على لسان يسوع أنه ذكر مرة أبينا آدم، أو أمنا حواء، أو تلفظ بكلمة الخطيئة الأولى، أو فداء البشرية من ذنب حواء. وكما اخترع لهم الآباء عقيدة الثالوث غير الكتابية ، اخترعوا لهم أيضًا عقيدة موت الإله فداءًا للعباد. وهى مع شديد الأسف عقيدة وثنية سرقها كُتَّاب رسائل بولس من ديانة الهنود القديمة.
                النص الأول:
                (8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ. 13فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. 14لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى وَذَلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي. 15وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. 20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.) رومية 5: 8-21
                يقول بولس: (وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا) فهل موته من دواعِ سعادتك أم من أسباب حزنك؟ فإن كنت سعيدًا بموته فأنت:
                1- أنانى ، لا تريد أن تتحمل تبعات أعمالك. بل تُريد أن يتحملها أحب الناس إليك ، وهو الإله الذى تعبده.
                2- لا تعرف معنى الحب، لأن الحب عندك أن تسعد فى التضحية بإلهك. مع أن أعظم معانى الحب هو أن تضحى أنت بنفسك فى سبيل الله وليس العكس.
                3- غير عادل وتؤازر الإله فى شره وظلمه ، وتحميله البشرية ذنبًا لم تفعله.
                4- لا تُبادل هذا الإله محبته لك. ولو نزل مرة أخرى ستتركه أيضًا يُصلب مرة أخرى، حتى لا تُحاسب أنت.
                5- كافر، لأنك تؤمن بموت الإله، ولا بد لك أن تؤمن أن الله حىٌ لا يموت. ولا تنس أن اللاهوت لا ينفصل عن الناسوت طرفة عين.
                (انظروا الآن: أنا. أنا هو. وليس إله معى. أنا أميت وأحيى. سحقتُ وإنى أشفى وليس من يدى مخلِّص. إنى أرفع إلى السماء يدى ، وأقول حى أنا إلى الأبد) تثنية 32: 39-40
                (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.) إرمياء 10: 10
                (26مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلَهِ دَانِيآلَ لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى) دانيال 6: 26
                (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.) تيموثاوس الأولى 6: 16
                6- كافر، تؤمن أنك أقدس من الرب نفسه، لأنه قال إن: (الشرير فدية الصديق) أمثال 21: 18 ، وبما أنه فداك فقد كان هو الشرير ، وأنت الصديق!!
                7- كافر ولا تفهم كتابك ، لأنك لو دققت الفهم فى كون الشرير فدية للصديق، لفهمت أن الرب يُضحِّى بالأدنى ليحصل على الأعلى. وبإيمانك أن الرب ضحَّى بنفسه أو بابنه من أجلك، فقد أنزلت الإله منزلة الأدنى، وكنت أنت الأعلى والأهم من إلهك حتى يفديك بنفسه. وعلى ذلك فأنت كفرت عزيزى القمص ، وإن كان الإله هو الأعلى ، فأنت أيضًا كافر بعقيدة الفداء والخطيئة الأولى!
                8- كافر، لأنك تؤمن أن يسوع هو خروف الفصح، الذى ضُحِّىَ به من أجلك، (14هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، والْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ»)رؤيا يوحنا اللاهوتى17: 14، والكتاب يقول: (12فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ!) متى 12: 12 ، وبما أن الإنسان أفضل من الخروف ، فقد أنزلت نفسك منزلة أعلى من منزلة الإله!!
                وإن كنت حزينًا على ما فعله الإله بنفسه فأنت كافر لأنها إرادة الرب القدوس أن يُهان ويُبصق فى وجهه ويُصفع على قفاه ويموت ميتة الملاعين!!
                وفى الوقت الذى يسمى فيه هنا موت يسوع محبة، وأن الذى مات هو ابن الرب كما يؤمن البروتستانت وشهود يهوه، والرب نفسه كما يؤمن الأرثوذكس، تجده فى موقع آخر وفى نفس الرسالة يقول إن الرب لا يمكن أن يكون معنا أو مؤيدًا لنا أو يحبنا، وأنه انعدمت عنده الرحمة ولم يشفق على ابنه. وبطبيعة الحال «اللى مالهوش خير فى أهله ، مالهوش خير فى حد آخر»: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
                فإذا كانت محبته اقتضت أن يُضحى بأعز وأغلى ما عنده وهو ابنه ، فماذا سيفعل فيكم وأنتم تتهمونه بعدم الشفقة، وتلعنونه بقولكم: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13؟
                ولو كنت تُصدق عزيزى القمص أنه أوحى هذا السباب على نفسه لكانت كارثة الكوارث!! لأن إيمانك سيكون بإله ينفى عن نفسه القداسة ، ومثل هذا ليس بإله!
                يقول بولس: (لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ). من الذى قال إننا كنا أعداء لنحتاج إلى الصلح بموت ابنه؟ فمعنى أننا كنا أعداء ، أى من وقت نزول آدم وحواء على الأرض يعتبرنا الرب أعداءه، وهذا لا يليق بصفة المحبة التى ألصقتها به. ونصوص الكتاب تنفى هذا نفيًا باتًا. فالأحداث والنصوص تُشير إلى حب الله تعالى للعبد.
                فلو كنَّا أعداء لما أرسل إلينا الرسل لهدايتنا للخير فى الدنيا وللخلود فى الجنة!! ولما انتقم من عبيده الكافرين وأنقذ المؤمنين أمثال نوح ولوط عليهما السلام. ولما نصر أنبياءه على أعدائه وأعدائهم، ولما أخرج موسى u ونصره على فرعون. ولما قال عن يعقوب إنه ابنه البكر.
                إن انتقامه من الكافرين والمكذبين والعاثين فى الأرض فسادًا لأكبر دليل على حبه لنا وتطهيره الأرض منهم من أجلنا ، لنسعد فيها بحبه وخيراته وحمايته لنا وللمؤمنين! فما الذى يُشير إلى أننا كنا فى عداوة أو حتى خصام معه؟
                وكيف يتفق كوننا أعداء معه لآلاف السنين، وهو القائل: (الرب لا يُذِّلُ ولا يُحزِنُ بنى الإنسان) إرمياء 3: 33؟ فهل كان يعتقد أن كرهه لبنى الإنسان وعداوته لهم يُسعدهم؟ وهل إبادته للبشرية والزرع والضرع فى الطوفان لم يشفى غليله منا؟
                انظر إلى تأديب الله تعالى للمذنب، ثم فكِّر لماذا يحمل غضبه على الناس جميعًا طالما أنه إله رحيم! ودقِّق القراءة أنه يؤدب فقط المذنب: (14أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. 15وَلَكِنَّ رَحْمَتِي لاَ تُنْزَعُ مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ أَمَامِكَ)صموئيل الثانى7: 14-15
                (5فَاعْلمْ فِي قَلبِكَ أَنَّهُ كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.) تثنية 8: 5
                اقرأ كم هو رحيم ، وعطوف ، ولا يحفظ غضبه إلا للحظات: (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19، (لأَنَّ لِلَحْظَةٍ غَضَبَهُ. حَيَاةٌ فِي رِضَاهُ) مزمور 30 : 5
                ثم إذا كان (بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ)، فهل ببره انتهى الموت؟ لا. فلم ينتهى الموت الجسدى، ولا الموت الخُلُقى، فمازال هناك من الشرور والأشرار والمجرمين حتى من رجال الكهنوت نفسه. فلو نزل الرب ليُهان ويُعدَم صلبًا ليغفر الخطيئة ويرفعها من على الأرض، فقد ذهب عمله هباءً منثورًا ، وعليك أن تبحث عن رب سواه لا يفشل، ويفعل ما يريد فى ملكوته.
                ثم إن نزول الرب متجسِّدًا وهو يعلم أن كل أهل الأرض من الأشرار، الذين لا يَرحمون، ليُعد غباء منه، بل رمى بالنفس إلى التهلكة، أى انتحار، لأنه سوف يُهان منهم ، ويقتلونه كما حدث على غير رغبته، فقد كان يتضرع وينزل عرقه دم لينقذه الله تعالى من براثن الموت، وكما قتلوا أنبياءه من قبل (متى 23: 37): (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
                وإذا كان (لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ) إذن فلم تشمل الخطيئة كل البشر، ولكن نالت الكثيرين من العباد. وعلى ذلك فبولس قد ناقد نفسه فى نفس النص بقوله هذا مع قوله إن الخطية نالت كل الناس: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
                وناقد نفسه مرة أخرى فى نفس الفصل: (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
                النص الثانى:
                (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
                من المضحك أن يُشير بولس [الذى تنسب الكنيسة له سفر العبرانيين هذا] فى كلامه إلى الناموس. فما علاقته هو بالناموس؟ إنه هدم الناموس وتعاليمه ، وحاربه محاربة لا هوادة فيها ، حتى إن التلاميذ حاكموه على مخالفته للناموس وتضليله للناس. (أعمال الرسل 21: 17-30)
                ألم يقل: (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21؟
                ألم يقل إن ( جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ)غلاطية 3: 10؟
                ألم يقل: (11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا».) غلاطية 3: 11 ؟
                ألم يقل: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
                ألم يقل: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ)غلاطية 2: 16؟
                ألم يقل: (لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
                ألم يقل: (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4؟
                ألم يقل: (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 3: 21 ؟
                ألم يقل: (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20 ؟
                ألم يقل: (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56؟
                فما الذى يجعله يُشير الآن إلى الناموس؟ إنه يستحق الإعدام رجمًا: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
                وإذا فكرت فى الناموس الذى قال عنه بولس: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28، ستجد أن الناموس هو القانون أو الشريعة التى تحكم علاقة الإنسان بربه وبالنَّاس. وهى ما نسميها بالعبادات والمعاملات. وبما أن الناموس من الله، والله هو الصالح (متى 19: 17)، فلا بد أن يكون هذا الناموس صالح للبشرية ، وأن تكون تعاليمه تهدف إلى (الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23، وإلا لاتهمنا الرب بإفسادها عن عمد ، ولما دافع عنه بولس حتى إنه أكد على موت من يُخالف تعاليمه.
                يؤكد صلاح الناموس للعمل به وللبشرية تمسك يسوع نفسه بتعاليم الناموس ، وأمره لتلاميذه ولسائليه من اليهود بالعمل به، وتهجمه على الكتبة والفريسيين لأنهم تركوا لُبَّ الشريعة وهو (الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ)، إضافة إلى تأكيده أنه لم يأت لينقض الناموس أو الأنبياء:
                (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
                (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا».) لوقا 10: 25-28
                (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
                فإذا لم يكن البر بالناموس كما قال فى رسالته إلى أهل (غلاطية 2: 16) ، وفى (رومية 3: 20)، وإذا كان بالناموس معرفة الخطية كما قال فى (كورنثوس الأولى 15: 56)، وأنه به كثرت الخطية (رومية 5: 20) فلماذا لم ينقضه يسوع نفسه؟

                تعليق


                • #9
                  فهل فعلاً لا تتم المغفرة إلا بالدم؟:
                  والنقطة الثانية ننقاش فيها قوله إن الناموس يُحدِّد أن المغفرة لا تتم إلا بسفك الدماء. فما مدى صحة هذا؟
                  فى الحقيقة لا أساس له من الصحة. فليس هناك قيد أو شرط على الله تعالى ليغفر الخطايا إلا ما اشترطه هو على نفسه. فقد يغفرها برحمته دون قرابين ، لأنه إله رحيم ، يُكثر المغفرة ، والعمل الصالح هو أساس من أسس المغفرة، وقد يتقدم المرء بحيوان أو طائر لذبحه تكفيرًا عن خطية ما ، أو تقديم الذهب أو الفضة أو المال أو الخبز (الدقيق).
                  كما أن الرحمة صفة من صفات الجمال والكمال التى يتصف بها الرب: (هَلْ قَصَرَتْ يَدِي عَنِ الْفِدَاءِ وَهَلْ لَيْسَ فِيَّ قُدْرَةٌ لِلإِنْقَاذِ؟) إشعياء 50: 2، فكيف تنزعها عنه، أو تشترط عليه شروط قتل ابنه ليوصف بالرحمة؟
                  (19اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هَذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهَذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلى هَهُنَا». 20فَقَال الرَّبُّ: «قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ.) عدد 14: 19-20
                  (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
                  (1رَضِيتَ يَا رَبُّ عَلَى أَرْضِكَ. أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ. 2غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ. سِلاَهْ. 3حَجَزْتَ كُلَّ رِجْزِكَ. رَجَعْتَ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ)مزامير 85: 1-3 وأنصح بقراءة باقى هذا الإصحاح، ففيه مدح جميل لله تعالى!
                  وطالب عباده أن يتحلوا بها ، فها هو يعلم بطرس أن يغفر لأخيه، كما يُحب أن يغفر الله له، وضرب له المثل بمحبة الله ورحمته بعباده: (21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. 23لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. 24فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. 25وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ وَيُوفَى الدَّيْنُ. 26فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 27فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. 28وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. 29فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. 30فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. 31فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. 32فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ كُلُّ ذَلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. 33أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَارَحِمْتُكَ أَنَا؟. 34وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. 35فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ».) متى 18: 21-35
                  بل جعلها جزءًا من صلاتهم اليومية، كما لو كان الله تعالى أوحى إليه أنهم سينادون من بعده بالخطيئة المتوارثة ، فعلمهم أن الله غفور رحيم: (9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. 14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 9-15، مرقس 11: 25-26
                  بل طالبكم بالدعاء للمسيئين إليكم، وعدم الدخول معهم فى مهاترات: (43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ) متى 5: 43-45
                  بل كانت أول كلمة نطق بها نبيا الله تعالى عيسى ويحيى (يوحنا المعمدان) عليهما السلام فى بداية تنفيذ رسالتهما. فقد بدأ يوحنا المعمدان رسالته قائلاً: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 1 ، وقال لوقا: (3فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا) لوقا 3: 3،مرقس 1: 4
                  وكذلك بدأ عيسى u رسالته طالبًا من قومه التوبة والرجوع إلى الله: (مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17
                  وحدد ، بل أقسم بالحق عند مرقس ، أن كل خطايا الإنسان تُغفر له، بل زاد على ذلك أنها تُغفر له فى هذه الحياة قبل الآخرة، حتى لو جدف إنسان على يسوع نفسه، واستثنى من ذلك فقط سب الرب أو الروح القدس: (31لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. 32وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ لاَ فِي هَذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.) متى 12: 31-32، ومرقس 3: 28-29
                  فما الذى يجعل الرب يغفر الكذب والزنى والسرقة والقتل ولا يغفر الأكل من الشجرة؟
                  ألا تشعر عزيزى القمص أن هذا الإله لا يبغى إلا فسادًا فى الأرض؟
                  ألم تدرك أن هذا الإله بعقيدة الإنتقام من كل البشرية بسبب أول معصية له لا يحبكم؟ إن عدم المغفرة كره، وإن المغفرة والتسامح لهو أكبر معانى الحب. فعلى أى أساس نسبتم إليه المحبة؟
                  فهل قولكم على الرب إنه قاسى القلب ، لا يغفر ، ويورِّث إثم خطيئة حواء وآدم لكل بنى البشر، تجديفًا عليه ، وسبًا له ، واتهامًا له بالقسوة والبطش؟ أليس هذا نهى من يسوع أن تدَّعوا هذا على الرب، كما نهاكم الرب نفسه من قبل؟ (20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 20-22
                  وتضرَّع النبى داود u لله طالبًا منه المغفرة والرحمة فقال: (49فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبُوهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ) ملوك الأول 8: 49-50
                  واشترط لغفران الله لذنوب العبد تجاه أخيه ، أن يغفر العبد لأخيه: (23مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ.) يوحنا 20: 23
                  لذلك شجَّع على التسامح بينكم: (37وَلاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ) لوقا 6: 37
                  وقال للمرأة التى دهنت رجليه بالطيب: (47مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً».) لوقا 7: 47 فقد ربط المحبة إذن بالمغفرة. ولطالما أن الرب محبة، فهو الغفَّار أى كثير المغفرة. وإذا كانت هذه صفة جميلة يوصف بها العبد ، فلماذا تضنون على الرب أن يتصف بها؟
                  وإن كانت تعاليم الرب تُشير إلى مغفرة الأخ لأخيه ، ولو أخطأ إليه فى اليوم الواحد سبع مرات ، فهل فاقد الشىء لا يعطيه؟ أتصفون الإنسان المؤمن بالتسامح وتضنون على الرب به؟ ما لكم كيف تسيئون الظن بالله وتجدفون عليه؟ (3اِحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ. وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ أَخُوكَ فَوَبِّخْهُ وَإِنْ تَابَ فَاغْفِرْ لَهُ. 4وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلاً: أَنَا تَائِبٌ فَاغْفِرْ لَهُ».) لوقا 17: 3
                  بل صعَّد السبع مرات إلى سبعين مرة فى كل مرة سبع مرات: (21حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟» 22قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ.) متى 18: 21-22
                  ولو كان يسوع هو الذى على الصليب، فسيكون بذلك قد أبطل عقيدة توارث الخطيئة قبل أن يُسلم الروح إلى بارئها، وأعلمكم أن الرب غفَّار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى: (34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». ......) لوقا 23: 34
                  ثم علمهم قبل أن يصعد أن يُعلموا الناس باسمه التوبة وطلب المغفرة من الله: (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) لوقا 24: 47
                  وقال لوقا عن قول الله لنبيه إبراهيم: (73الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: 74أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا نَعْبُدُهُ 75بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. 76وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. 77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ) لوقا 1: 73-77
                  فإذا كان هذا قول الرب عن إبراهيم الذى يُعلم شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم الشخصية ، فانظر إلى قول إبراهيم نفسه لله تعالى: (23فَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَفَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24عَسَى أَنْ يَكُونَ خَمْسُونَ بَارّاً فِي الْمَدِينَةِ. أَفَتُهْلِكُ الْمَكَانَ وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهُ مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهِ؟ 25حَاشَا لَكَ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَ هَذَا الأَمْرِ أَنْ تُمِيتَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ. حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟») التكوين 18: 23-25
                  أيُعلمُ النبى إلهه كيف يكون حكيمًا ورحيمًا مع عباده؟ وهل كان إبراهيم أرحم على العباد من خالقهم؟
                  انظر إلى الفطرة القويمة للنبى التى ترفض أن يتساوى البار مع الأثيم! وانظر إلى تسميته لهذا الحكم بالظلم: (حَاشَا لَكَ! أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟) فمن الذى ربَّى النبى وعلمه هذه الحكمة وهذا العدل؟ أليس هو إلهه الذى اصطفاه للنبوة وعلمه؟ فهل فاقد الشىء يعطيه؟
                  هل تتخيل أن المخلوق أرحم بعبيد الله منه؟ فنبى الله أبو الأنبياء يستنكر على الإله الخالق الذى أرسله أن يُهلِك مدينة قد يكون فيها عدد قليل من الأبرار حتى ولو عشرة من الأبرار، ويأبى الرب إلا أن يذل البشرية كلها بذنب لم ترتكبه!!
                  لك أن تتخيل رحمة نبى، يُتهم بأنه ديوث ، أكبر وأشمل من قسوة وبطش إله المحبة!! إله أضمر الشر والرغبة فى الإنتقام ألوفًا من السنين .... وفى النهاية قرر الإنتقام من ابنه أو الإنتحار بشخصه!!
                  لك أن تتخيل أن نبيًا يشفع فى عشرة أبرار من مدينة واحدة، وإله ينتقم من خلقه أجمعين: حتى رسله الأبرار، وحتى الذين عبدوه حق عبادته، وأطاعوه وشهد لهم بأنهم أرضوه ، أدخلهم جحيمه فور موتهم حتى يحين وقت موته هو لينزل إلى الجحيم ليخلصهم!!
                  ولماذا أراد الرب أن ينتقم منهم؟ ألم يعلم أنه سينزل فى صورة بشر، وأنه سيغفر لهم عن طريق صلبه وقيامته؟ وهل كان يعرف أنبياؤه هذه الرسالة؟ أم ما هى طبيعة كل رسل الله قبل عيسى u؟ فهل غش الرب أنبياءه وأرسلهم برسالة مخالفة لرسالة الأنبياء السابقين وللرسالة التى جاء هو بها؟ هل غش خلقه وأوهمهم بالتوحيد ووحدانية الله دون ناسوت ولاهوت وروح قدس، ثم خالف كل هذه التعاليم؟ هل أوهمهم أنه لا يقتل الآباء عن الأبناء ولا الأبناء عن الآباء ، ثم فاجأهم أنهم لا يحملون أوزارهم بل وزر أول امرأة خُلقت: امرأة لا يعرفونها بل سمعوا عنها، ولم يرشدونها للخطأ، ولم يشتركوا معها ولا حتى بالصمت أو بالرضى عما فعلته؟
                  والغريب أن يقر بولس فى رسالته إلى رومية برحمة الله بعباده ومغفرته لهم: (7«طُوبَى لِلَّذِينَ غُفِرَتْ آثَامُهُمْ وَسُتِرَتْ خَطَايَاهُمْ. 8طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً».) رومية 4: 7-8
                  كما أنها تُخالف مخالفة صريحة قول عيسى u: (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ)متى 9: 13
                  ويؤيد هذا العهد القديم أيضاً: (6«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً وَمَعْرِفَةَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.) هوشع 6: 6
                  وتُخالف قول عيسى u الذى هو الإله عندهم أن دخول الجنة والنعيم الخالد فيها يتوقف على شهادة أن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
                  بالإضافة إلى العمل الصالح: (18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.) يعقوب 2: 18-26
                  (14فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! 15لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ». 16فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ.) رومية 9: 14-16
                  ثم قرر الرب أنه لتكفر عن خطاياك ليس شرطًا أن تذبح حيوانًا أو طائرًا ، فلو لم يكن عندك نقود تكفى لذبيحة فمن الممكن أن تقدم دقيقًا، ولا يُكلِّف نفسه بوضع زيتًا أو لبنًا عليه: (5فَإِنْ كَانَ يُذْنِبُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ. 6وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا: أُنْثَى مِنَ الأَغْنَامِ نَعْجَةً أَوْ عَنْزاً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ. 7وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ كِفَايَةً لِشَاةٍ فَيَأْتِي بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ الَّذِي أَخْطَأَ بِهِ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الرَّبِّ أَحَدُهُمَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرُ مُحْرَقَةٌ. 8يَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَرِّبُ الَّذِي لِلْخَطِيَّةِ أَوَّلاً. يَحُزُّ رَأْسَهُ مِنْ قَفَاهُ وَلاَ يَفْصِلُهُ. 9وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ. وَالْبَاقِي مِنَ الدَّمِ يُعْصَرُ إِلَى أَسْفَلِ الْمَذْبَحِ. إِنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا الثَّانِي فَيَعْمَلُهُ مُحْرَقَةً كَالْعَادَةِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. 11وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ فَيَأْتِي بِقُرْبَانِهِ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ عُشْرَ الْإِيفَةِ مِنْ دَقِيقٍ قُرْبَانَ خَطِيَّةٍ. لاَ يَضَعُ عَلَيْهِ زَيْتاً وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَاناً لأَنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيَّةٍ) لاويين 5: 6-11
                  (15اَلْغَنِيُّ لاَ يُكْثِرُ وَالْفَقِيرُ لاَ يُقَلِّلُ عَنْ نِصْفِ الشَّاقِلِ حِينَ تُعْطُونَ تَقْدِمَةَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ.) خروج 30: 15
                  (16وَتَأْخُذُ فِضَّةَ الْكَفَّارَةِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَجْعَلُهَا لِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ تِذْكَاراً أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ».) خروج 30: 16
                  (50فَقَدْ قَدَّمْنَا قُرْبَانَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مَا وَجَدَهُ أَمْتِعَةَ ذَهَبٍ حُجُولاً وَأَسَاوِرَ وَخَوَاتِمَ وَأَقْرَاطاً وَقَلائِدَ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ أَنْفُسِنَا أَمَامَ الرَّبِّ».) العدد 31: 50
                  وها هو الرب يقول إن العمل الصالح يرفع الإنسان ويغفر له خطاياه: (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 21: 23
                  (12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ. 13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 12-16
                  فهل تتخيل أن الرب الذى وضع حلولاً بديلة لتتناسب مع إمكانيات البشر عجز عن إيجاد حلاً آخرًا غير صلب ابنه؟!
                  إضافة إلى ذلك لم يطلب الرب من الأساس ذبائح لتكفير الخطايا كما يقول داود فى مزاميره: (6بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ.) مزمور 40: 6
                  ويُطابق قول الرب فى هوشع: (6«إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً وَمَعْرِفَةَ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ.) هوشع 6: 6
                  ويُطابق تعاليم يسوع: (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ) متى 9: 13
                  الرب يُحرم تقديم الذبائح البشرية:
                  والنقطة الأهم من هذا فإن الرب لو كان طلب ذبائح ، فقد طلب ذبائح من الحيوانات والطيور المسموح بأكلها فى التوراة، وليس بذبح البشر، وذلك للقادر على شراء هذه الحيوانات ، وإلا فعليه بالدقيق كما ذكرنا. فإن الله طيب، لا يقبل إلا طيِّبًا، وهو إله للمحبة لا يليق به المطالبة بالذبائح البشرية أو حتى تقبلها. وهذا هو الحادث بالفعل فى الكتاب: يُراجع برنامج e-Sword
                  (10لا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ ) تثنية 18: 10، واتفقت التراجم كلها على المحتوى الآتى ، واختلفت فى الكلمات:
                  (CEV) Don't sacrifice your son or daughter.
                  (GW) You must never sacrifice your sons or daughters by burning them alive
                  (21وَلاَ تُعْطِ مِنْ زَرْعِكَ لِلْإِجَازَةِ لِمُولَكَ لِئَلَّا تُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ.) لاويين 18: 21 ، وكلمة (زَرْعِكَ) تعنى أن طفلا من نسله، كما جاءت فى الترجمات الآتية:(Geneva) و(GW) وCEV) و(ESV) و(BBE)
                  (CEV) Don't sacrifice your children on the altar fires to the god Molech. I am the LORD your God, and that would disgrace me.
                  (BBE) And you may not make any of your children go through the fire as an offering to Molech, and you may not put shame on the name of your God: I am the Lord.
                  (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«وَتَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمِنَ الْغُرَبَاءِ النَّازِلِينَ فِي إِسْرَائِيلَ أَعْطَى مِنْ زَرْعِهِ لِمُولَكَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. يَرْجِمُهُ شَعْبُ الأَرْضِ بِالْحِجَارَةِ.) لاويين 20: 2 ، وكلمة (زَرْعِهِ) أن طفلا من نسله، كما جاءت فى الترجمات الآتية:(Geneva) و(GW) وCEV) و(ESV)
                  (CEV) to say to the community of Israel: Death by stoning is the penalty for any citizens or foreigners in the country who sacrifice their children to the god Molech.
                  (ESV) "Say to the people of Israel, Any one of the people of Israel or of the strangers who sojourn in Israel who gives any of his children to Molech shall surely be put to death. The people of the land shall stone him with stones.
                  وعلى الرغم من هذا التحذير يقبل الرب نذر نبيه يفتاح الجلعادى فى ذريته: (30وَنَذَرَ يَفْتَاحُ نَذْراً لِلرَّبِّ قَائِلاً: «إِنْ دَفَعْتَ بَنِي عَمُّونَ لِيَدِي 31فَالْخَارِجُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَبْوَابِ بَيْتِي لِلِقَائِي عِنْدَ رُجُوعِي بِالسَّلاَمَةِ مِنْ عِنْدِ بَنِي عَمُّونَ يَكُونُ لِلرَّبِّ, وَأُصْعِدُهُ مُحْرَقَةً». .. .. .. 39وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ الشَّهْرَيْنِ أَنَّهَا رَجَعَتْ إِلَى أَبِيهَا, فَفَعَلَ بِهَا نَذْرَهُ الَّذِي نَذَرَ.) القضاة 11: 30-39
                  فإذا كان تقديم الذبائح البشرية من الجرائم التى يُعاقب عليها الرب بالقتل ، لأنها غير إنسانية ، ولا رحمة فيها، فكيف تقبل عزيزى القمص أن يقترف إلهك هذه الجريمة مع ابنه؟

                  * * *

                  هل أمر الرب بنى إسرائيل بتقديم ذبائح حيوانية للمغفرة؟:
                  يرى كاتب الرسالة إلى العبرانيين فى هذا الأمر أن الرب لا يغفر إلا بتقديم ذبيحة حيوانية. وقد ألبس الأمر فجعل الذبيحة هذه المرة هى يسوع نفسه ، وأنا غير حسن النية تجاه هذا التشبيه من هذا الكاتب غير المعروف للآن. فقال: (22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!) عبرانيين 9: 22
                  وقبل أن نُجيب على هذا السؤال نريد أن نعرف رأى الرب نفسه فى الذبائح التى فرضها كهنة بنى إسرائيل عليهم ، ولم يأمر الرب بها. فهل فعلاً لا يغفر الله تعالى إلا بتقديم ذبائح؟ وهل أمر الرب من الأساس بتقديم ذبائح له ليرضى عنهم؟
                  تكلمنا من قبل عن تحريم الله تعالى بتقديم الذبائح البشرية، وقلنا إنها عادة وثنية اقتبسها بنو إسرائيل من الأمم الوثنية المجاورة.
                  وسنعرف هنا أن الله تعالى يغفر كل الذنوب حتى الشرك بالتوبة النصوح والعودة إلى كتاب الله وتعاليمه ، أى بالعمل الصالح، وأن الله تعالى لم يأمر بنى إسرئيل من الأساس بتقديم ذبائح:
                  اقرأ: (21هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: [ضُمُّوا مُحْرَقَاتِكُمْ إِلَى ذَبَائِحِكُمْ وَكُلُوا لَحْماً. 22لأَنِّي لَمْ أُكَلِّمْ آبَاءَكُمْ وَلاَ أَوْصَيْتُهُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ مُحْرَقَةٍ وَذَبِيحَةٍ. 23بَلْ إِنَّمَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهَذَا الأَمْرِ: اسْمَعُوا صَوْتِي فَأَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً وَسِيرُوا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ لِيُحْسَنَ إِلَيْكُمْ.) إرمياء 7: 21-23
                  فلم يطلب الرب منهم ذبائح ولا محرقات كما تملأ أسفار التثنية واللاويين وغيرها ، بل طلب الرب منهم يوم أخرجهم من مصر أن يُطيعوه. الأمر الذى يُشير إلى تحريف الكتاب على يد الآباء الضالين، الذين أفهموا خلفهم هذا الكلام. ومن ناحية أخرى إن موضوع المحارق لم يأمر به الله ، وعلى ذلك فإن قول بولس إنه لا تتم التوبة ولا المغفرة إلا بالدم ، فهو فكر وثنى شائن ، لا يتناسب مع رحمة الله:
                  ويقول نبى الله داود: (6لَمْ تُرِدْ أَوْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ عَنِ الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّكَ وَهَبْتَنِي أُذُنَيْنِ صَاغِيَتَيْنِ مُطِيعَتَيْنِ) مزمور 40: 6
                  ويقول إن الله لا يُسرُّ بالذبائح، بل بالتواضع له: (16فَإِنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ، وَإِلاَّ كُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. 17إِنَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي يَطْلُبُهَا اللهُ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. فَلاَ تَحْتَقِرَنَّ الْقَلْبَ الْمُنْكَسِرَ وَالْمُنْسَحِقَ يَا اللهُ) مزامير 51: 16-17
                  ويُسرُّ الله تعالى بتسبيح المسبحين، وليس بذبائح البشر: (30أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. 31فَيُسْتَطَابُ عِنْدَ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ. 32يَرَى ذَلِكَ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ وَتَحْيَا قُلُوبُكُمْ يَا طَالِبِي اللهِ. 33لأَنَّ الرَّبَّ سَامِعٌ لِلْمَسَاكِينِ وَلاَ يَحْتَقِرُ أَسْرَاهُ. 34تُسَبِّحُهُ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْبِحَارُ وَكُلُّ مَا يَدِبُّ فِيهَا. 35لأَنَّ اللهَ يُخَلِّصُ صِهْيَوْنَ وَيَبْنِي مُدُنَ يَهُوذَا فَيَسْكُنُونَ هُنَاكَ وَيَرِثُونَهَا. 36وَنَسْلُ عَبِيدِهِ يَمْلِكُونَهَا وَمُحِبُّو اسْمِهِ يَسْكُنُونَ فِيهَا.) مزامير 69: 30-36
                  (6بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ 7هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ 8قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ.) ميخا 6: 6-8
                  الله أكبر!! إن الله عزيزى القمص لا يطلب منك كباشًا ولا دماءً ولا زيتًا ولا تقدمات! إن ما يطلبه الله منك هو أن تصنع الحق! ليس بالإيمان فقط بل بالإيمان والأعمال! وتحب الرحمة. وتدرك أن توارث إثم الخطيئة الأولى ليس به أدنى رحمة! وأن تتواضع لله ربك ، لا أن تصفه بأنه خروف (رؤيا 17: 14)!!
                  وهو نفس قول من تؤلهه عزيزى القمص: (13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) متى 9: 13
                  وبد اشترط الرب عودته إلى بنى إسرائيل ورضاه عنهم أن يرجعوا إليه بالتمسك بالناموس وبالأعمال الصالحة دون ذبيحة: (7[مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. فَقُلْتُمْ: بِمَاذَا نَرْجِعُ؟ 8أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللَّهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ.) ملاخى 3: 7-8
                  {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} (37) سورة الحـج
                  وإذا كان الرب لم يطلب ذبائح ، ولا محرقات ، فما هذا الذى قاله بولس من أنه لا توجد مغفرة بدون سفك دم؟
                  إن بولس كذَّاب كما مر علينا ، وكما اعترف هو بنفسه، حيث قال: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                  وإنه من جواسيس رئيس المعبد ، الذين يستفيدون من هذه الذبائح ، كما يستفيد رجال الكهنوت من صكوك الغفران ، أو شراء الغفران عند الاعتراف. وعلى ذلك فعليكم بالأخذ بكلام الرب ، وبكلام يسوع ، ونبذ كلام بولس.

                  * * *

                  تعليق


                  • #10
                    من هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين؟:
                    وقبل أن نبدأ فى النص الثالث لنا وقفة مع نص (العبرانيين 9: 22) الذى يُحدِّد أنه لا مغفرة بدون سفك الدماء، لكن هذا التوثق سيكون من ناحية سند النص. وأقصد به التعرف على كاتب هذه الرسالة؟
                    تقول دائرة المعارف الكتابية عن مؤلف هذه الرسالة: ”أولاً – الكاتب: لا يُعلم – على وجه اليقين – كاتب هذه الرسالة، فقد نُسبت في الأسكندرية إلى الرسول بولس منذ منتصف القرن الثاني، رغم اعتراف أكليمندس وأوريجانوس بوجود بعض الاعتراضات على ذلك، فقد صرَّح أوريجانوس بأن "الله وحده يعلم حقيقة هذا الأمر" (كما جاء في تاريخ يوسابيوس). ونسبها ترتليانوس إلى برنابا. ونسبها لوثر وكثيرون بعده إلى أبلوس. كما زعم "هارناك" أنها من كتابه بريسكلا. ولكن ينفي ذلك صيغة المذكر (في اللغة اليونانية) في قوله: "وماذا أقول أيضاً لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن جدعون." (عب 11: 32، فضمير المتكلم هو ضمير المذكر). ويرى الكثيرون أن الكاتب كان من الجيل المسيحي الثاني (عب 2: 3 و4)، ضليعاً في اللغة اليونانية، مما ينطبق على أبلوس أكثر مما على بولس، وربما كانت له خلفية يهودية إسكندرية، كما كان مقتدراً في الكتب (انظر أع 18: 24 و28) التي درسها في الترجمة السبعينية .
                    وقال أُوريجن إن بعض الناس ”قالوا: إن هذه الرسالة كتبها كليمنت أسقف روما 91-96م ، وبعضهم قالوا: ترجمها لوقا.“ (إظهار الحق ج1 ص162-163)
                    أما يوسابيوس الذى قال عنه جيروم إنه أبو التأريخ الكنسى فلم يكتفِ بهذا بل رفض أيضاً الرسالة إلى العبرانيين (ص275)، حيث تختلف ألفاظها اللغوية الدقيقة والفصيحة عن لغة بولس العامية.
                    يقول مؤرخ الكنيسة يوسابيوس القيصرى ص275 ك6: ف25 بشأن الرسالة إلى العبرانيين: ”إن كل من يستطيع تتمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عامياً كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [وذكر فى الهامش هذا الإستشهاد 2كو 11: 6] أى فى التعبير، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة. بل لابد أن يعترف، كل من يفحص النص الرسولى بدقة، أن أفكار الرسالة عجيبة وليست دون الكتابات الرسولية المعترف بها“.
                    ويقول فى الصفحة التى تليها: ”أما من كتب الرسالة يقيناً فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة ، والآخرون إن كاتبها هو لوقا، مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال“.
                    وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين هذا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: ”لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه.“
                    كما أنكرها ترتليانوس عام 200م ، ونسبها لبرنابا، أى لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، أى مجهولة الهوية. كما أنكرها أيضاً أرينس أسقف نيس عام 178م وفى سنة 212م عدَّ كيس برسبتر الروم 13 رسالة فقط لبولس ، ولم يُعدّ هذه الرسالة منهم. كذلك لم يذكرها سائى برن أسقف قرطاجة عام 248. (إظهار الحق ج1 ص163)
                    ويقول المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين ص684: ”مصدر هذا المؤلَّف موضع اسئلة متشعبة أثارت، منذ العصور الأولى، مجادلات وشكوكاً أُوقظت بعدئذ فى عهد الإصلاح: من أين أتت هذه الرسالة؟ أتُمكن إناطتها باسم الرسول بولس أم لا؟ لماذا لا تُشبه إلا قليلاً جداً رسائل بولس الكبيرة؟ إلى من وجِّهت وما الذى دعا إليها؟ أتُراها رسالة حقاً؟ يجب البحث من كثب فى هذه المسائل قبل إحصاء سريع لكنوز هذا المؤلَّف الجذَّاب“.
                    وفى ص684 و685 يقول: ”ففى كنائس الشرق عُدَّت الرسالة إلى العبرانيين دائماً أبداً رسالة بولس. إلا أن هذا التقليد على متانته لم يحل دون أن يلحظوا الفروق بين الرسالة إلى العبرانيين وسائر رسائل بولس. أراد أقليمنضس الإسكندرى أن يوضح سبب هذه الخصائص ، فوصفها بأنها تكييف يونانى لنص أنشأه بولس بالعبرية (راجع اوسابيوس ، التاريخ الكنسى). ورأى فى إنشائه إنشاء لوقا. وبعد قليل، أشار أوريجينس على نحو واضح إلى هذا الفرق ، فقال إن الأفكار تليق بالرسول ، ولكن من البيِّن أن التأليف ليس تأليفه: إن الرسالة إلى العبرانيين هى عمل بعض تلاميذ بولس عبّر تعبيرًا أمينًا، ولكن على نحو خاص به، عن تعليم معلمه. مَن كان ذلك التلميذ؟ اعترف أوريجينس أنه لا يعرفه (اوسابيوس ، التاريخ الكنسى). .. .. .. واتخذ أتباع آريوس ممّا ورد فى 2/3 [فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا] دليلاً ليؤكدوا أن الكلمة خليقة ، فنجم عن ذلك أن الرسالة لم تُقرأ فى الكنائس فى آخر القرن الرابع“.
                    ولكن لاحظ لوثر على هذا النص الذى ورد فى 2: 3 أن فيه: ”جعل الكاتب نفسه فى عداد الذين تقبلوا الإنجيل عن يد التلاميذ ، [لذلك فهى عنده] حجة قوية جداً على أن الرسالة ليست لبولس. فإن ما قاله فى رسالته إلى أهل غلاطية يختلف تماماً عَمَّا فى هذه الرسالة.” إلا أنه يرى أن ما جاء فى 13: 19 لبرهان “يؤيد صحة نسبة الرسالة إلى بولس“.
                    وهذا تخبط فى الفهم ، فكان يجب على الروح القدس بالإسراع بالنزول ليحل هذه المشكلة ، وإلا رفض الناس هذا السفر. والغريب أن آية واحدة تتحكم فى مصير هذا السفر ، ضاربين عرض الحائط بالخلاف العقائدى واللغوى بين أسلوب بولس وعقيدته فى رسائله التى تُخالف ما جاء فى هذه الرسالة!!
                    ”ولمّا قدم [لوثر] ترجمته للعهد الجديد بعد بضع سنوات ، حدَّدَ موقفه فقال إن الرسالة ليست من عمل بولس ولا من عمل أى رسول آخر. ومع ذلك أُعجب كثيراً بحسن استعمال الكاتب المجهول للأسفار المقدسة“.
                    ويواصل مدخل الكتاب المقدس اليسوعى للرسالة إلى العبرانيين قائلاً: ”ولكن تجب الإشارة إلى أن المجمع التريدنتينى أبى أن يلفظ رأيه صراحة فى مسألة صحة نسب الرسالة إلى بولس. .. .. .. ولما قامت المناقشة فى أوائل القرن العشرين ، حظرت اللجنة الكتابية الرومانية على الكاثوليك إنكار أن الرسالة هى فى أصلها لبولس، وقبلت فى الوقت نفسه القول القائل بأن الذى أنشأها هو غير بولس. إن المفسرين الكاثوليك فى العصر الحديث يفهمون النسبة إلى بولس بالمعنى الواسع: فإن واحداً من أكثرهم علماً يرى أنَّ أبلُّس هو الذى ألَّفَ الرسالة بعد استشهاد بولس. ........ فللمرء أن يعتقد أن الرسالة من إنشاء واحد من أصحاب بولس. أما الإهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه. فإن التقليد القديم تردد منذ ذلك الزمن بين بضعة افتراضات ، فاقترح أسماء لوقا أو اقليمنضس الرومانى أو برنابا. ولكن ليس لأى نسبة من هذه النسب ما يؤيدها تأييداً كافياً. لذلك بحث المفسرون فى عصرنا عن نسب أخرى. لا شك أن أقربها إلى القبول هى التى تعود إلى لوثر وتقترح أبُلُّس. فأصله يهودى وتربيته هلّينية تلقاها فى الاسكندرية ، ومعرفته للكتب وشهرته بالفصاحة (رسل 18/24-28 و1 قور 3/6) ميزات توافق موافقة تامة كاتب الرسالة إلى العبرانيين.“ (ص686 و687 من المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين)
                    ويقول موقع الكتاب المقدس الترجمة المشتركة على النت تحت عنوان: (مَن كتب عبرانيين وإلى من كُتبت؟): ”عاش الكاتب في محيط أحسّ بتأثيرات عديدة: تشّرب من كتابات فيلون الفيلسوف اليهودي العائش في الإسكندرية. لهذا رأى بعض الشّرّاح أن أبلُّوس (رج أع 18: 24-28) هو الذي كتب عب: أصله يهودي. عرف الأسفار المقدسة. إشتهر بالفصاحة والطلاقة، تربّى تربية يونانية في الإسكندرية. كل هذه نقاط مشتركة بين أبلوس وكاتب الرسالة إلى العبرانيين.“
                    http://www.paulfeghali.org/text.php?id=644
                    وصرَّحَ يوسى بيس فى الباب الثالث من الكتاب الثالث من تاريخه قائلاً: ”إن الرسالة الأولى لبطرس صادقة إلا أن الرسالة الثانية له ما كانت داخلة فى الكتب المقدسة فى زمان من الأزمنة لكن كانت تُقرأ ، ورسائل بولس أربع عشر إلا أن بعض الناس أخرج الرسالة العبرانية“. (إظهار الحق ج1 ص162)
                    وكذلك قال وليم وليم باركلى فى مقدمة تفسيره لهذه الرسالة، حتى أعلن يأسه أن نعرف اسم كاتب هذه الرسالة: ”هذه مشكلة من أصعب المشاكل ولن نجد لها حلا“.
                    ومن هنا يسقط النص سندًا ومتنًا ، ولا يجوز الإستشهاد به.
                    * * *
                    النص الثالث:
                    (23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.) رومية 3: 23-25
                    يتكلم النص أعلاه عن أن الجميع أخطأوا، وبموت يسوع تبرر الجميع أيضًا، على الرغم من تعارض هذا النص مع نص رومية 5: 19 الذى يؤكد أن الخطية أصابت كثيرين وليس الجميع ، وبالتالى فإن التبرير سيكون أيضًا لكثيرين وليس للكل: (19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 19
                    يؤكد بولس أيضًا أن الخطية أصابت كل الناس بقوله: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
                    وبقوله: (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
                    وبقوله: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
                    وفى الحقيقة إن بولس لا يرى الخلاص إلا عطية من الله، ولا يمكننا أن نفعل حيال ذلك أى شئ. فقال فى رومية 3: 24 ؛ 3: 28 (إذ نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس) ، وكرر نفس الفكرة فى رومية 9: 11 (11لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ وَلاَ فَعَلاَ خَيْراً أَوْ شَرّاً لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الِاخْتِيَارِ لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو)
                    وكرر نفس عقيدته فى رومية 9: 14-16 (14فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْماً؟ حَاشَا! 15لأَنَّهُ يَقُولُ لِمُوسَى: «إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ». 16فَإِذاً لَيْسَ لِمَنْ يَشَاءُ وَلاَ لِمَنْ يَسْعَى بَلْ لِلَّهِ الَّذِي يَرْحَمُ.)
                    وغلاطية 2: 16 (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)
                    وأيضا فى أفسس 2: 8-9 ويقول فيها: (8لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.)
                    ولا يمكن أن يزول غضب الله (الذى يشمل أيضا كل مولود) إلا بموت يسوع ودمه، ولم يغفر الله الخطيئة الأولى - تبعا لقول بولس - إلا بموت يسوع وسفك دمه (21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ،) انظر كولوسى 1: 22
                    فلكى يتمكن الرب من غفران هذا الذنب (تبعا لخطة أزلية) جعل ابنه من صلبه إنسانًا (أو تجسَّد هو على عقيدة القمص زكريا بطرس) ثم نبذه لكى يغفر للبشرية كلها إثم الخطيئة الأولى بموته ودمه: (21لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.) كورنثوس الثانية 5 :21، وأيضا : (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                    وفى الحقيقة فهو يرى - أن الأعمال الحسنة التى يقوم بها الإنسان وسلوكه الطيب لا يشفعان له للمصالحة مع الله ، ولن يُظهرا مجد الله خلافًا لما قاله عيسى u لتلاميذه: (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 6،
                    إذن فمجد الله تعالى يزداد ببر الإنسان والأعمال الصالحة. وهذا الذى طالب به بولس نفسه الناس قائلاً: (7مُقَدِّماً نَفْسَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ) ثيطس 2: 7 ، وذلك لأن الأعمال الحسنة هى من عمل المؤمنين بالله: (... لِكَيْ يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً.) ثيطس 3: 8
                    لذلك قال يسوع لتلاميذه إن دخولهم الحياة الأبدية (الجنة) يتوقف على زيادة برَّهم عن الكتبة والفريسيين: (20فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ.) متى 5: 17-20
                    وخالف بولس أيضًا ما قاله يعقوب رئيس التلاميذ: (20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ،هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ) يعقوب 2: 20-26
                    وخلافًا لما قاله الرب نفسه: (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 21: 23
                    (27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ, وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً, فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. 28رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.) حزقيال 18: 27-28
                    (وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ.) حزقيال 33: 12
                    (14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 14-16
                    ومعنى ذلك أن الكفارة فى اليهودية وفى دين الأنبياء، الذى ما جاء يسوع لينقض دينهم ولا عقيدتهم، كان يتم بالإقلاع عن السيئات، وعمل الصالحات، والقادر يمكنه أن يذبح أو يتبرع بجزء من الذهب أو الفضة ، وإن لم يكن من الموسرين فيمكنه أن يقدم الدقيق، دون إضافة زيت أو لبن عليه. وكل هذا يمكن تلخيصه فى الإقلاع عن الذنب ، والإستغفار منه ، والندم عليه ، وعمل الصالحات، والتصدُّق. وهو كما قال رسولنا r: (والصدقة تطفيء الخطيئة كما يُطفيء الماء النار)، وقال r: (إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُغَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ عَنْ مِيتَةِ السُّوءِ) رواهما الترمذى
                    * * *
                    النص الرابع:
                    أما بالنسبة لقول يوحنا: (16لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.) يوحنا 3: 16
                    إن القارىء لقول يوحنا هذا ليغيب فى ثبات ، متفكرًا فى عدة أمور:
                    1- إن المرء ليُضحى بالرخيص فى سبيل الغالى. أى إنه لا يمكنك أن تدفع فدية ألف جنيهًا فى موبايل ثمنه ثلاث مائتين جنيهًا. لأنه يمكنك أن تشترى بهذه النقود خمسة غيره. الأمر الذى يعنى أن ابن الرب أرخص من الخطية التى ارتكبتها حواء. وهذا مناف للعقل.
                    2- ثم لا بد أن يكون هناك من يأخذ هذه الفدية. فمن الذى سلب الرب حقه ليفتديه الرب منه بابنه؟ هل ستصدقون ما تقرأون؟ إنه الشيطان إله هذا الدهر: (كورنثوس الثانية 4: 4) ، ورئيس هذا العالم (اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31
                    ولا تتعجب عزيزى المسيحى مطلقًا، فإذا كنت أقول لك إن الشيطان أخذ الفدية من الرب، ليتمكَّن الرب من غفران خطيئة آدم ، فمعنى ذلك أن الغفران بيد الشيطان وليس بيد الرب، لأنه يمكنه ألا يقبل الفدية ، ويستمر غضب الرب قائمًا. وعلى ذلك فالشيطان هو جندى المحبة المجهول وليس الرب، الذى لا يأتمر إلا بأوامر الشيطان.
                    وأريدك عزيزى المسيحى ألا تنفعل مطلقًا فهذا مطابق لتعاليم كتابك الذى تؤمن بقداسته. فقد اعتقل الشيطان الرب فى الصحراء لمدة أربعين يومًا سحبه معه أينما أراد، ومنع عنه الطعام والشراب، حتى منع ملائكته تنزل لتخدمه إلا بعد أن أكمل كل تجربة، وكل هذا حدث بعد امتلائه بالروح القدس، كما لو كان الكاتب يريد أن يفهمنا أن هذه الروح المقدسة ليست إلا روحًا خبيثة تُساعد الشيطان فى أداء مهمته. والأنكى من ذلك أن الشيطان تركه مؤقتًا:
                    (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-11
                    3- إن حب الله للعالم سبق تضحيته بابنه. الأمر الذى ينفى غضب الرب على البشرية أو تحميلها الخطيئة التى لم يرتكبوها. لأن هذا يتنافى مع حبه لهم.
                    4- إن قول يوحنا (أحب ... حتى بذل ابنه) ليدل على اضطرار الرب للقيام بهذا العمل، الأمر الذى ينفى عنه العزة والقدرة ، وبالتالى الألوهية.
                    5- إن يسوع نفسه حدَّد أن شهادة التوحيد والعمل الصالح هم أساس دخول الجنة بغير حساب: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3 ، وقال أيضًا: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
                    وقال: (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 6،
                    بل قال بولس نفسه: (7مُقَدِّماً نَفْسَكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ) ثيطس 2: 7
                    وقال: (... لِكَيْ يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً.) ثيطس 3: 8
                    (24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ.) يعقوب 2: 24
                    (20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟) يعقوب 2: 20
                    (22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ،)يعقوب 2: 22
                    (26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ،هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ) يعقوب 2: 26
                    (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 21: 22
                    * * *
                    باقى النصوص:
                    وقد تمكن يسوع بهذه الطريقة فقط من محو خطيئة إنسان آخر (آدم). وأشهر الفقرات التى تكلمت فى ذلك - نذكر منها : رومية 3 :24-25، وهو يقول فيها: (24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.)
                    (4أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. 5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً) رومية 4: 4-5
                    (6لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. 7فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ. 8وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. 9فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ. 10لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ. 11وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ. 12مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 6-14
                    (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ. 19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 18-19
                    (30وَمِنْهُ أَنْتُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي صَارَ لَنَا حِكْمَةً مِنَ اللهِ وَبِرّاً وَقَدَاسَةً وَفِدَاءً.) كورنثوس الأولى 1: 30 ؛
                    (16لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْمَوْتَى لاَ يَقُومُونَ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ. 17وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! 18إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا!) كورنثوس الأولى 15: 16-18
                    (4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، 5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.) غلاطية 4 :4-5
                    (7الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،) أفسس 1: 7
                    (وَيُصَالِحَ الِاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ)أفسس2: 16
                    (20وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.) كولوسى 1: 20
                    (14إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،) كولوسى 2: 14
                    (10وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي.) تسالونيكى الأولى 1: 10
                    (9لأَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لاِقْتِنَاءِ الْخَلاَصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 10الَّذِي مَاتَ لأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعاً مَعَهُ) تسالونيكى الأولى 5: 9-10
                    (5لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 6الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي أَوْقَاتِهَا الْخَاصَّةِ،) تيموثاوس الأولى 2: 5-6
                    (14الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ.) ثيطس 2: 14
                    (17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.) عبرانيين 2: 17-18
                    (27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.) عبرانيين 7: 27
                    (10فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً.) عبرانيين 10: 10
                    (14لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.) عبرانيين 10: 14
                    (فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ)عبرانيين10: 19
                    (لِذَلِكَ يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ.) عبرانيين 13: 12
                    وبعد ما وصف هذا العمل الهمجى بالتضحية ، سبَّ الرب واتهمه بعدم الرحمة وعدم الإشفاق على ابنه: (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
                    وقرر أن هذا هو دينه وهذه هى عقيدته التى لن يعرف غيرها: (2لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً.) كورنثوس الأولى 2: 2
                    وعلى هذا الأساس الذى وضعه هو يُطالب غيره بمواصلة سلسلة الإفساد: (حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) كورنثوس الأولى 3: 10-11
                    عزيزى القمص زكريا بطرس ، عزيزى المسيحى ..
                    إن نزول الرب ليُصلب سيكون أحد الأمرين:
                    إمَّا أن يكون بعلمه الأزلى قد قرر أن ينزل إلى الأرض متجسِّدًا ليُصلب، تكفيرًا عن ذنبيهما. وسيكون نزوله وصلبه فى هذه الحالة باختياره وإرادته. وهذا يُسمَّى انتحار. والمنتحر كافر، والمشجِّع عليه له نفس الذنب.
                    وإمَّا أن يكون أمرًا قرره الرب اضطرارًا ، وهذا ينفى عنه صفة من صفات الألوهية ، وهى صفة العزَّة ، والتى تعنى المقدرة الكلية الذاتية على فعل الشىء أو منعه. الأمر الذى سنفى الألوهية وصفاتها كلها عنه.
                    والعقل والإيمان لا ينفيان عن الله تعالى الرحمة ، مع المقدرة التامة على فعل كل شىء، بمحض إرادته ، وبمقتضى حكمته. ونلتمس هذه الرحمة فى أمر الله تعالى لإبراهيم أن يذبح ابنه. فقد توقف هذا الأمر عند إخلاص إبراهيم لله تعالى، واستعداده الفعلى لتنفيذ كل ما يأمره به. ولو انتفت الرحمة عن قدرة الله تعالى لما جاز له أن يُسمِّى نفسه إلهًا للمحبة، ولما جاز لنا أن نسميه إلهًا رحيمًا. فهو قد اتخذ هذه الصفات بسبب عطفه علينا، وتشويقًا لنا فى القرب منه، وترغيبًا لنا لحبه وطاعته. الأمر الذى سيعود علينا نحن فقط بالنفع ، والخلود فى الجنة. فهذه الأسماء ، وتلك الصفات تسمى بها لأنها من صفاته ، وكذلك رحمة بنا.
                    ولو انتفت حكمته عن قدرته لانتقم من حواء وآدم، ولما كان للبشرية وجود، ولما تعهَّد كما جاء فى القرآن أن يدخل المؤمن الجنة بعد هذه التجربة المريرة لبنى البشر أول مرة.
                    فما هى حكمته من تأجيل العفو والصفح عن خطيئة حواء آلاف السنين عانت فيها المرأة فى التاريخ ، وقذف فيها كل تقى وبار أو نبى ومؤمن مع الكفار والمجرمين والمكذبين فى أتون النار انتظارًا لعفوه؟
                    وإذا كانت العزَّة هى تمام القدرة مع الرحمة، فأين تكمن عزته أو رحمته فى الإنتقام من برىء بدلاً من المذنب الحقيقى؟ فهل كان الرب قادرًا على أن يغفر خطيئة حواء وآدم دون أن يتجسُّد وينزل إلى الأرض ويُهان ويُستهزأ به ويُعدم صلبًا؟
                    فإن لم يكن قادرًا فقد انتفت عنه العزَّة والألوهية ، وكان مُجبرًا على هذا العمل. وإن كان قادرًا على العفو ولم يفعل ، فقد انتفت عنه صفة الرحمة والمحبة والحكمة، وبالتالى الألوهية. أى إن القصة فى حد ذاتها لتنفى عن الرب الألوهية. لذلك فهى خطة شيطانية وثنية ، حذَّر الرب منها فى الكتاب الذى تقدسه عزيزى القمص.
                    وعندما تقرأ قصة فداء الله تعالى لإسماعيل الابن البكر إبراهيم يتملكك العجب وتتساءل: إذا كان الرب بهذه الرحمة، وهذا الحب والعطف على ابن إيراهيم، فما الذى جعله لا يُشفق على ابنه هو نفسه؟ (9فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. 10ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ. 11فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا» 12فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً لأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ.) تكوين 22: 9-13
                    عزيزى المسيحى ..
                    أليس من الغريب أن تحمل البشرية وزر خطيئة الأكل من الشجرة المحرمة، دون حمل باقى أوزار الآباء والأجداد؟ أليست أية خطية عصيان لله تعالى وعدم طاعة لأوامره؟ فهل ترى أن الأكل من الشجرة المحرمة خطيئة أكبر من الكفر بالله أو الزنى أو السحر؟
                    وإذا كانت الخطيئة قد دخلت على ذرية آدم فقط لأنهم ذرية آدم ، فعلى ذلك لا بد أن تشمل كل ذريته أيضًا الكفارة ، سواء آمنوا بيسوع أم لم يؤمنوا. فما ميزة المسيحى على الكافر أو غيره ، فقد غفر الرب للكل؟ وهل ذلك يكون شرط بولس على صحة الإيمان وجود الصلب والقيامة فهو شرط فاسد!!
                    وعلى ذلك لا بد أيضًا أن يكون هناك تصالح بين الثعابين وبنى الإنسان ، وتعود الحية تتودد للإنسان ، كما وقفت تكلم حواء من قبل، وإلا كيف يكون قد رُفع الصك الذى علينا بموت الرب مصلوبًا؟
                    * * *

                    تعليق


                    • #11
                      هل صُلب المسيح حقًا؟
                      انتهينا لتونا مما قاله بولس فى شأن موت يسوع فداءًا للبشرية ، وتكفيرًا للخطيئة التى ارتكبتها حواء بأكلها من الشجرة المحرمة عليها. وكان لا بد أن ينزل الإله متجسِّدًا فى صورة رجل ليُصلب تكفيرًا لهذه الخطيئة، لأن الخطيئة لم تكن محدودة، ولم تكن فى حق شخص محدود، وعلى ذلك كان لا بد للإله غير المحدود أن ينزل بنفسه أو يرسل ابنه البار الذى لم يُذنب ، ليتمكن من غفران هذه الخطيئة. وقد أثبتنا بنصوص كتابهم أن يسوع لم يكن إلهًا ، وكان ابن الله بمعنى المؤمن البار، الذى يُشاركه فيها كل الأنبياء ، والصالحين من أتباعهم. لكن هل صُلبَ يسوع فعلاً كما يدعى بولس وغيره؟ فإن عدم صلبه يُفنِّد من ناحية أخرى أسطورة توارث الإثم.
                      إن صُلب الإيمان وأساس العقيدة عند بولس هو الإيمان بصَلب يسوع: (13فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ! 14وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ) كورنثوس الأولى 15: 13-14 ، فإن لم يكن قد مات، فكرازتهم باطلة وإيمانهم باطل. ومعنى ذلك أن لب العقيدة قد بُنىَ على أسطورة الخطيئة الأولى ، وتجسُّد الإله ، وصلبه تكفيرًا عن هذا الذنب.
                      وقبل أن نمضى قدمًا فى هذا الموضوع أحب أن أستنفر ذكاء القارىء المسيحى وإيمانه بهذا السؤال: هل تعتقد عزيزى المسيحى أن يسوع كان كاذبًا؟ هل تعتقد أنه تنبأ بشىء ولم يحدث؟ أنا لا أعتقد أنه كان كاذبًا.
                      إن هروب عيسى u من اليهود ليدل على أنه كان يعلم أنهم يريدون قتله: (1وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.) يوحنا 7: 1
                      (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً) يوحنا 11: 53-54 ،
                      (59فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.) يوحنا 8: 59
                      وإن معاملته الخشنة لهم على الرغم من ذلك لتدل على أنه فى موقف أقوى منهم:
                      فقد شتم معلمى الشريعة قائلاً لهم: (يا أولاد الأفاعي) متى 3: 7
                      وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم: (أيها الجهال العميان) متى 23: 17
                      واتهمهم بالجهل والنفاق والرياء أمام الجموع: (1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ. 4فَإِنَّهُمْ يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَةً عَسِرَةَ الْحَمْلِ وَيَضَعُونَهَا عَلَى أَكْتَافِ النَّاسِ وَهُمْ لاَ يُرِيدُونَ أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبِعِهِمْ 5وَكُلَّ أَعْمَالِهِمْ يَعْمَلُونَهَا لِكَيْ تَنْظُرَهُمُ النَّاسُ فَيُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُمْ وَيُعَظِّمُونَ أَهْدَابَ ثِيَابِهِمْ 6وَيُحِبُّونَ الْمُتَّكَأَ الأَوَّلَ فِي الْوَلاَئِمِ وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ 7وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي! ... ... ... 13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! 14وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذَلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ. 15وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلاً وَاحِداً وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْناً لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفاً! 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَبِ الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ! 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟ 18وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ! 19أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟ 20فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ 21وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ 22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللَّهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ! 23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. 24أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ! 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى نَقِّ أَوَّلاً دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضاً نَقِيّاً. 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! 29وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ 30وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ! 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 1-33
                      وإن معاملته الخشنة وتضجره من تلاميذه ليدل على أنه لا يخشى وشاية أحد منهم به أو خيانته:
                      فقد شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين: (يا شيطان) متى 16: 23
                      وشتم آخرين منهم بقوله: (أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان!)لوقا24: 25
                      وتضجَّر من قلة إيمانهم، بل واتهمهم بقلة الإيمان والتقصير فى الصلاة والصيام والإرتباط بالله: (19فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!». ... ... 28وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتاً سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ عَلَى انْفِرَادٍ: «لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 29فَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا الْجِنْسُ لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ إلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».) مرقس 9: 19 ، 28-29
                      فما هى هذه القوة التى كان ينطلق منها فى معاملته لهؤلاء؟ فهو لم يكن غبيًا ، ولم يكن متهورًا، ولم يكن متهاونًا فى حق الله أو حق نفسه أو حق الآخرين.
                      إنها قوة الثقة بالله تعالى ، الذى كان يسوع يقضى الليل كله فى الصلاة له ، ولم يكن يعمل شيئًا إلا لمرضاته: (وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) لوقا 6: 12 ، (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
                      وقوة الإيمان بوعد الله أن الشرير سيعلق بعمل يديه، وأن مؤامرتهم عليه ستبوء بالفشل، وأن الله سيتقبل دعاءه وينقذه ، ويقع فى الشرك من نصبه:
                      (27مَنْ يَحْفُرُ حُفْرَةً يَسْقُطُ فِيهَا ...) الأمثال 26: 27
                      (من يحفر هوة يقع فيها) الجامعة 10: 8
                      وها هو داود يحمد الرب على استجابة دعائه وحفظه لمسيحه، وانتقامه من أعدائه: (مَعْرُوفٌ هُوَ الرَّبُّ. قَضَاءً أَمْضَى. الشِّرِّيرُ يَعْلَقُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ)مزامير 9: 16
                      وها هو الرب يعلن أن أمره نافذ، ولو اجتمع ملوك الأرض على مسيحه ، فالرب سينقذه: (1لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ فِي الْبَاطِلِ؟ 2قَامَ مُلُوكُ الأَرْضِ وَتَآمَرَ الرُّؤَسَاءُ مَعاً عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ قَائِلِينَ: 3[لِنَقْطَعْ قُيُودَهُمَا وَلْنَطْرَحْ عَنَّا رُبُطَهُمَا]. 4اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. 5حِينَئِذٍ يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِمْ بِغَضَبِهِ وَيَرْجُفُهُمْ بِغَيْظِهِ. 6أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي.) مزامير 2: 1-5
                      وها هو الرب يعلن أنه يستجيب لدعاء عبده ، ويُحيق المكر السىء بأهله: (1يَا رَبُّ إِلَهِي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ الَّذِينَ يَطْرُدُونَنِي وَنَجِّنِي ........ 6قُمْ يَا رَبُّ بِغَضَبِكَ. ارْتَفِعْ عَلَى سَخَطِ مُضَايِقِيَّ وَانْتَبِهْ لِي. بِالْحَقِّ أَوْصَيْتَ. ........ 9لِيَنْتَهِ شَرُّ الأَشْرَارِ وَثَبِّتِ الصِّدِّيقَ. فَإِنَّ فَاحِصَ الْقُلُوبِ وَالْكُلَى اللهُ الْبَارُّ. ......... 14هُوَذَا يَمْخَضُ بِالإِثْمِ. حَمَلَ تَعَباً وَوَلَدَ كَذِباً. 15كَرَا جُبّاً. حَفَرَهُ فَسَقَطَ فِي الْهُوَّةِ الَّتِي صَنَعَ. 16يَرْجِعُ تَعَبُهُ عَلَى رَأْسِهِ وَعَلَى هَامَتِهِ يَهْبِطُ ظُلْمُهُ. 17أَحْمَدُ الرَّبَّ حَسَبَ بِرِّهِ. وَأُرَنِّمُ لاِسْمِ الرَّبِّ الْعَلِيِّ.) مزامير 7: 1-17
                      وها هو الرب يستجيب لمسيحه ، ويُحقق له أمانيه، ويخلصه من أعدائه: (1لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلَهِ يَعْقُوبَ. 2لِيُرْسِلْ لَكَ عَوْناً مِنْ قُدْسِهِ وَمِنْ صِهْيَوْنَ لِيَعْضُدْكَ. 3لِيَذْكُرْ كُلَّ تَقْدِمَاتِكَ وَيَسْتَسْمِنْ مُحْرَقَاتِكَ. سِلاَهْ. 4لِيُعْطِكَ حَسَبَ قَلْبِكَ وَيُتَمِّمْ كُلَّ رَأْيِكَ. 5نَتَرَنَّمُ بِخَلاَصِكَ وَبِاسْمِ إِلَهِنَا نَرْفَعُ رَايَتَنَا. لِيُكَمِّلِ الرَّبُّ كُلَّ سُؤْلِكَ. 6اَلآنَ عَرَفْتُ أَنَّ الرَّبَّ مُخَلِّصُ مَسِيحِهِ. يَسْتَجِيبُهُ مِنْ سَمَاءِ قُدْسِهِ بِجَبَرُوتِ خَلاَصِ يَمِينِهِ.) مزامير 20: 1-9
                      اقرأ كيف ظلل الرب مسيحه وحماه تحت أجنحته لكى لا يُصلب، وكيف أوصى به ملائكته يحملونه على أيديهم لكى لا يُصاب بأدنى أذى، أم تقصدون أنه خلى به، لأنه لم يتعلق به؟ أم تقصدون أنه تركه يُقتل لأنه مسيح زائف تقوَّل على الرب ما لم يقله(تثنية 18: 20)؟
                      (2أَقُولُ لِلرَّبِّ: [مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ]. 3لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. 4بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. ............ 9لأَنَّكَ قُلْتَ: [أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي]. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ 10لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. 11لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. 12عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. 13عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. 14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي) مزامير 91: 2-16
                      وإذا كنت تؤمن أن يسوع كان من الصديقين، القريبين من الرب، فكيف يُخلف الرب وعده ، ويتركه يُصلب؟ (15عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ. 16وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. 17أُولَئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ. 18قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ. 19كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. 20يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ. 21الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ. 22الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ) مزامير 34: 15-22
                      وأنت الآن عزيزى المسيحى بين ثلاثة اختيارات:
                      1- إمَّا أن يكون يسوع رجل شرير ، فتركه الرب يُصلب ولم ينقذه، وعلى ذلك فإن يسوع ليس بإله. وغير جدير بالعبادة. فعليك تركه والبحث عن رب آخر غيره صادق فى وعوده.
                      2- وإمَّا أن يكون قد أنقذه ولم يقع الصلب.
                      3- وإمَّا أن يكون الرب كاذبًا ، فعليك تركه وترك كتابه ، وابحث لك عن رب غيره.
                      ولا أريدك الآن إلا أن تراجع بعض الفقرات التى كان يتضرع فيها يسوع لله تعالى أن ينجيه، ثم احكم هل أعطاه الرب حسب قلبه ، وتمم كل رأيه أم تركه للأعداء؟
                      (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».) متى 26: 39-42
                      (39وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ وَتَبِعَهُ أَيْضاً تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 39-45
                      ثم اقرأ قول كاتب سفر العبرانيين: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7
                      ثم أصدقنى القول: أليس هذا الكلام يقرر أن الرب استمع لدعائه ونجَّاه من القوم الظالمين؟
                      كما أنه علم بخيانة يهوذا قبل العشاء الأخير معهم (لوقا 22: 3)، وطرده ليُعجِّل ما يريد أن يفعله. ثم تناول العشاء مع تلاميذه (لوقا 22: 14-20)، وهو يعلم بقرب مجىء يهوذا والكهنة وجنود المعبد للقبض عليه، واستطاع أن يأكل ويشرب فى وقت تعزف فيه النفس عن الطعام والشراب، ولا تفكر إلا فى الهرب، كما كان يفعل من قبل، ثم ذهب إلى جبل الزيتون وانفصل عنهم وأخذ فى الصلاة والتضرع لله تعالى أن ينقذه (لوقا 22: 39-46).
                      وسؤالى وتعجبى هو: لماذا لم يحاول الهرب ، فقد كان دائم الهرب منهم لكى لا يقتلوه؟ هل من المنطق أن يعلم إنسان ما بمحاولة لقتله، ويجلس يأكل ويشرب ويُعطى تعليماته ، ثم يذهب ليتضرع إلى الله أن ينقذه منهم؟
                      والغريب أن يُعلم تلاميذه بموعد قرب خيانته، بل يخرج يهوذا أمامهم ، أو أعلمه يسوع بقوله (أنت قلت) كما يقول مفسروهم، أقول الغريب ألا يحاول أحدهم منع يهوذا مما هو مقدم عليه ، ولا يحاول يسوع نفسه هدايته ليكسبه بدلاً من أن يُلقى جزاء عمله هذا فى جهنم، والغريب أيضًا ألا يتمالك فيهم أحد نفسه، ويغلبهم كلهم النوم فى وقت يستحيل فيه النوم!!
                      إنه لا يفعل ذلك إلا من كان على ثقة تامة أن الله سينقذه ، وسيرفعه إليه ربما من هذا المكان. الأمر الذى جعله يتضرع لله شاكرًا لأنعمه. وبالطبع بعد أن فاق التلاميذ على هجوم يهوذا والجنود، هربوا لعلمهم أن معلمهم فى مأمن، وأن الله رفعه إليه.
                      وإلا لما أعطاه الله تعالى الإمكانية فى إخفاء نفسه وصوته، حتى لا يعرفه أقرب المقربين إليه: فها هو تتغير، بل وملابسه أيضًا: (1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.) متى 17: 1-2
                      ولم يعرفه بطرس وتلاميذه لا من شكله ولا من صوته: (1بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ وَابْنَا زَبْدِي وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً. 4وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التّلاَمِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ. 5فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً؟». أَجَابُوهُ: «لاَ!» 6فَقَالَ لَهُمْ: «أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا». فَأَلْقَوْا وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ. 7فَقَالَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُسَ: «هُوَ الرَّبُّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبُّ اتَّزَرَ بِثَوْبِهِ لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَاناً وَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ.) يوحنا 21: 1-7
                      ولم يعرفه اثنان من تلاميذه وهو يمشى معهم ويتكلم معهم، الأمر الذى يدل على أنه ظهر لهم بمظهر يُخالف ما تعارفوا عليه فيه، من ناحية الشكل والصوت والملبس: (13وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». 14وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هَذِهِ الْحَوَادِثِ. 15وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. 16وَلَكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. ...) لوقا 24: 13-19
                      ولم تعرفه مريم المجدلية وظنته البستانى: (14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. 15قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟» فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 14-17
                      بل لم يعرفه اليهود بعد أن قبضوا عليه وذهبوا به ليرموه من أعلى الجبل ، ففوجئوا أنه ليس بينهم!! فما الذى يمنع حتى لو قبضوا عليه ، أن يكون الله تعالى قد أجرى نفس السيناريو مرة أخرى؟ (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30
                      كما وقف عيسى u يتحدى اليهود كبارًا وصغارًا، أنهم سيحاولون القبض عليه، ولن يفلحوا. فقال لهم:
                      (32سَمِعَ الْفَرِّيسِيُّونَ الْجَمْعَ يَتَنَاجَوْنَ بِهَذَا مِنْ نَحْوِهِ فَأَرْسَلَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ خُدَّاماً لِيُمْسِكُوهُ. 33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 33-34
                      وأكد ذلك مرة أخرى فقال: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» 22فَقَالَ الْيَهُودُ: «أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟» 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». 25فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». 27وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ. 28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
                      إذن فقد أعلمهم عيسى u أن الله سوف يتوفَّاه إليه أى يستخلصه وينقذه منهم ويرفعه إليه ، أما الشخص الذى ستقبضون عليه ، وتهينونه ، فعندما ترفعونه على الصليب فسوف تفهمون أن يسوع هو هذا الشخص المعلق: (مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) ، وهو فهم خاطىء، لأنه لا بد أن تثقوا أنى سأغلب العالم كله ، (ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم) يوحنا 16: 33 ، فلن تتمكنوا منى ، وهذه هى إرادة الله: فلن تنالوا منى ، لأننى فى كل وقت أفعل ما يرضيه ، وهو معى ولن يتركنى أبدًا. وهذه هى أوامر الله النافذة ، التى أمرنى أن أبلغها لكم ، فما أنا إلا رسول الله إليكم:
                      (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي) يوحنا 8: 28
                      (وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. 49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. ... فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 48-50
                      (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
                      لكن هل يسوع هنا هو ابن الإنسان؟
                      لا. وإلا ما تكلم عنه بصيغة الغائب قائلاً: (مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ) ، ولمَا تحداهم أنهم لن يصلوا إليه ، فمن العته أن يقول لهم إنهم لن يقبضوا عليه، وإنه سينتصر عليهم، ثم يحكى لهم عن الوقت الذى سيكون فيه تحت قبضتهم على الصليب ، ولما تعجبوا هم أيضًا وقالوا أين سيذهب؟ هل سيذهب إلى شتات اليونان؟
                      لكن لماذا لا يكون يسوع هو ابن الإنسان؟
                      لاحظ أنها نبوءة أخبرهم بها! فلو كان يقصد نفسه ، فما الحكمة إذًا من أن يُعلمُهم ذلك فى مجال التبكيت واللوم والتحدى؟ وهل هذا منطق؟ هل من العقل أو من الكلام المفيد أن أقول لك: لو أنت أطلقت على النار ومتُ ، فستعلم أن الميت هو أنا؟
                      أضف إلى ذلك تضرع يسوع لله وصلاته له وبكائه من أجل أن يقبل الله صلاته ودعاءه وينقذه من الموت: (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
                      وقد تقبل الله صلاته ، وأنقذه من الموت: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ) عبرانيين 5: 7
                      وإلا كيف يكون قد تقبل صلاته لو لم ينقذه من الصلب؟ وأين يكون اتحاد الثالوث هنا؟ فلو الأب متحد مع الابن والروح القدس ، لكان دعاء الابن ، وتذللـه للأب أن ينقذه من باب الهراء ، والتهريج الذى لا معنى له. فلك أن تتخيل أنك ترانى أرجو نفسى ، وأتضرع إلى نفسى أن أفعل شيئًا أملك أن أفعله دون هذه المسرحية ، فماذا ستقول على إلا أننى مخبول ، فقدت عقلى.
                      ولو كان هو الذى عُلِّقَ على الصليب لكان إلهًا تافهًا كاذبًا، فقد تحدى اليهود، وأخبرهم أنه سيغلبهم وسوف يغلب العالم كله ، فهل بعد كلامه هذا تغلبه شرذمة قليلة من اليهود؟
                      بل تسقط نبوته فى هذه الحالة لسببين: أولاهما أن الرسول لا يخبر إلا الصدق، ويتكلم بما يوحى إليه ، فكيف يتحداهم رسول الله، بناءًا على تعليمات من الإله ثم يخدعه هذا الإله ويتركه يُصلَب؟
                      وثانيهما أن الرب توعَّد النبى الكاذب بالقتل، وبما أنك عزيزى القمص تؤمن أن الإله الذى تعبده قُتل ، فأنت وقعت فى الفخ الذى نصبه لك بولس: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) تثنية 18: 20 ، وفى نسخ عام 1844 ، وفى التوراة السامرية وفى ترجمة الآباء اليسوعيين (فليُقتل ذلك النبى) ، وفى الترجمة العربية المشتركة (فَجَزَاؤُه القَتْلُ) ، وهذا هو سبب تغيرهم للترجمة.
                      20But if I haven't spoken, and a prophet claims to have a message from me, you must kill that prophet, and you must also kill any prophet who claims to have a message from another god.
                      http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag eEUT+18&language=engl...
                      كما أنها نبوءة فى المقام الأول، ولا بد أن تتحقق ، وإلا كان نبيًا كاذبًا (وحاشاه) وسقط الكتاب الذى تقدسه بكل محتوياته ، ولا داعٍ للبحث فى أقوال بولس أو متى أو حتى يسوع نفسه. وعلى ذلك فإن الذى فهمه اليهود كان خطأً ، وماتوا فى خطيتهم وهم يؤمنون أنهم صلبوا عيسى رسول الله.
                      ولو سلمتم أن يسوع هو ابن الإنسان هنا ، لانتفت عنه صفة الألوهية، لقول الكتاب إن الله ليس كمثله أحد أو شىء قط. أى لا يشبهه إنسان ولا حيوان ولا طائر، ولا أى كائن: (ليس مثل الله) تثنية 34: 26
                      (18فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللَّهَ وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟) إشعياء 40: 18
                      (25فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ.) إشعياء 40: 25
                      (5بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟.) إشعياء 46: 5
                      (6لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ.) إرمياء 10: 6
                      (قد عظمت أيها الرب الإله لأنه ليس مثلك، وليس إله غيرك) صموئيل الثانى 7: 22
                      (يا رب ليس مثلك، ولا إله غيرك) أخبارالأيام الأولى 17: 20
                      (لَيْسَ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا.) خروج 8: 10
                      * * *

                      تعليق


                      • #12
                        أخطاء يسوع وبشريته يؤكدان حمله للخطيئة الأولى:
                        لقد ناقشنا قولهم فى قصة الخطيئة الأولى، وكيف أن الله غفار للذنوب بدون سفك دماء ، وأن العمل الصالح هو معيار الدخول للجنة. كما ناقشنا قولهم فى أن الخطيئة كانت ضد ذات الله وقداسته ، وبما أن الله غير محدود ، فقد كانت الخطيئة غير محدودة، وعلى ذلك تحتاج لكبش فداء مقدس غير محدود، ولم يفعل خطيئة ، ومن ثم أرسل الرب ابنه أو تجسَّد هو بنفسه ليتمكَّن من غفران هذه الخطيئة.
                        وفنَّدنا ألوهيته المزعومة ، والنصوص التى يستندون فيها إلى توريث الخطيئة، وفنَّدنا عملية صلبه بمحض إرادته تكفيرًا عن الذنب الذى لم يفعله، بقىَ لنا أن نناقش: هل من الممكن أن يتجسَّد الرب؟ وهل لو جاء الرب من نسل امرأة دون رجل، فهل لا يكون بذلك وارثًا للخطيئة الأولى التى ورثها كل البشر؟ وهل يموت الرب؟
                        وهذه النقطة من الأهمية بمكان حيث يبنون عقيدة الصلب والفداء على كون يسوع إلهًا تجسَّد من امرأة غير مُخطئة ، فأنجبت يسوع غير مخطىء، لأن كبش الفداء لا بد أن يكون سليم معافى فى كل شىء ، حتى يتقبله الرب.
                        ينفى الرب فى الكتاب أن يكون إنسانًا ، ويتفق العقلاء من أهل الديانتين أن الله غير محدود، ولا يُمكن لغير المحدود أن ينكمش أو يصغر ويتضاءل ليشغل الحيز المحدود. فكيف يصغر الإله الذى يملأ السماوات والأرض إلى أن يصبح حيوانًا منويًا فى رحم إمرأة ، ثم يصير فيما بعد طفلا رضيعًا، وأقصى ما يصل إليه هو جسد رجل: (هَلْ يَسْكُنُ الرَّبُ حَقًّا عَلَىَ الأَرْضِ؟ هَوَ ذَا السَّمَواتُ وسَمَاءُ السماواتِ لا تَسَعُكَ) ملوك الأول 8: 27
                        بل إنه أقر أنه لا يمكن أن يكون إنسانًا. فقال: (19ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟) عدد 23: 19
                        وقال: (9هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلَهٌ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ؟) حزقيال 28: 9
                        وقال: (هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلَهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلَهٌ, وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ.) حزقيال 28: 1-2
                        وقال: (9«لاَ أُجْرِي حُمُوَّّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ لأَنِّي اللَّهُ لاَ إِنْسَانٌ الْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ.) هوشع 11: 9
                        فهو الله لا يتغيَّر ولا يتجسَّد: (6لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ) ملاخى 3: 6
                        إضافة إلى أنه غير قابل للرؤية من قبل البشر، لأنه لا يراه الإنسان ويعيش: فقد قال لموسى u ، الذى ما جاء أخوه عيسى u لينقض ما قاله أو ما تلقاه من ربهما: («لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ») خروج 33: 20
                        وأكَّد يوحنا أن الله لم يتجسَّد ، ولم يره أحد قط: (الله لم يره أحد قط) يوحنا1: 18
                        بل قال بولس نفسه: (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس الأولى 6: 16
                        وأخبر عيسى u اليهود أنه إنسان: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ) يوحنا 8: 40
                        كما أنه لا يليق بكم أن تُنزلوا الرب منزلة وصفها الرب نفسه بكل التحقير والمهانة، فوصفه أنه رمَّة ، ودودة، وبجحش الفرا، ولا مزية له على البهيمة:
                        (6فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الإِنْسَانُ الرِّمَّةُ وَابْنُ آدَمَ الدُّودُ) أيوب 25: 6
                        (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
                        (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20

                        * * *

                        ثم رجع يؤكد بأسلوب آخر أن الذى يولد من جسد هو جسد أى بشر، والذى يولد من روح هو روح، والروح لا يراه الإنسان. وبما أنكم تروننى وتعرفون أننى مولود من امرأة فأنا عيسى الإنسان وابن الإنسان: (اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ) يوحنا 3: 6
                        وعندما ظهر لهم بعد عملية الصلب ظنوه روحًا، فقرأ أفكارهم، ولكى لا يؤلهه أحد قال لهم: (39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي».40وَحِينَ قَالَ هَذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 39-43
                        وبذلك نفى الألوهية عن نفسه (فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ) لوقا 24: 39 ، ونفى عن نفسه الصلب، لأن الذين يقومون من الأموات هم أرواح كالملائكة ليس لهم عظام أو لحم أو يأكلون أو يشربون: (34فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا الدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ 35وَلَكِنَّ الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ الدَّهْرِ وَالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ 36إِذْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً لأَنَّهُمْ مِثْلُ الْمَلاَئِكَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ الْقِيَامَةِ.) لوقا 20: 34-36
                        بل قالها علانية إن كل إنسان يؤمن به كبشر ورسول من عند الله فهو بار (من الله) ، وكل من يُخالف ذلك، يا زكريا بطرس، فهو ليس من الله، أى خرج من عداد المؤمنين: (كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ ، 3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْترِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ.) رسالة يوحنا الأولى 4: 2-3
                        وأعلمهم أن أساس دخول الجنة والخلود فيها هو شهادة التوحيد: أى تشهد أنه لا إله إلا الله وحده، وأن عيسى u عبد الله ورسوله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3
                        وأقر أن الله الذى هو إلهكم هو نفسه إلهه ، أى أشرك نفسه معنا فى عبوديته لله: (27[هَئَنَذَا الرَّبُّ إِلَهُ كُلِّ ذِي جَسَدٍ. هَلْ يَعْسُرُ عَلَيَّ أَمْرٌ مَا؟) إرمياء 32: 17،
                        وأخبر مريم المجدلية أن تُعلم تلاميذه وحملة لواء الدعوة من بعده أنهم اخوته ، يشتركون معه فى نفس الطبيعة البشرية، وأنه سيصعد إلى إلهه وإلههم، فجمع بينه وبينهم فى العبودية لله: (اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 17

                        * * *

                        كما كان يسوع يصلى لله تعالى الذى خلقه ، ويتعبد له ، ويفعل كل شىء من أجل رضاه عليه ، بل كان يقضى الليل كله فى الصلاة قائمًا راكعًا ساجدًا لله تعالى. فهل يوجد إله يتعبَّد لإله غيره؟: (وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.) لوقا 6: 12
                        (1وَقَالَ لَهُمْ أَيْضاً مَثَلاً فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ) لوقا 18: 1
                        (39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي ... ... 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».) متى 26: 39-42
                        (41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.) لوقا 22: 41-44
                        ورغم سجوده لله أعلمكم أن السجود لا يكون إلا لله وحده ، الذى كان هو يسجد له ، وطالب تلاميذه بالصلاة له. فهل هذه تصرفات إنسان يدعى الألوهية؟: (24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا».) يوحنا 3: 24
                        فيا زكريا بطرس! ويا فيبى عبد المسيح! ويا كل مسيحى على وجه الأرض! (كُفُّوا عَنِ الاتِّكَالِ عَلَى الإِنْسَانِ الْمُعَرَّضِ لِلْمَوْتِ؛ فَأَيُّ قِيمَةٍ لَهُ؟) إِشَعْيَاءَ 2: 22

                        * * *

                        وبالإضافة إلى ذلك فإن الله تعالى حى أبدى لا يموت، ولا يموت إلا البشر، ولو تشبَّه بالآلهة. مع الأخذ فى الاعتبار أن الكتاب الذى يقدسه القمص يُطلق لفظة إله أيضًا على كل بنى إسرائيل الذين أتتهم كلمة الله: («أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ .........) يوحنا 10: 34-35
                        يتفق القرآن والكتاب الذى يقدسه القمص على أن الله تعالى أزلى ، وبما أنه أزلى فهو لا يحده زمان ، ولا مكان ، ولا يُقهر أو يموت:
                        يقول القرآن الكريم: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (58) سورة الفرقان
                        ويقول: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ، لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (88) سورة القصص
                        ويقول: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (26-27) سورة الرحمن
                        ويقول سفر التثنية 32: 39-40 (اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ. 40إِنِّي أَرْفَعُ إِلى السَّمَاءِ يَدِي وَأَقُولُ: حَيٌّ أَنَا إِلى الأَبَدِ.)
                        ويقول إرمياء 10: 10 (10أَمَّا الرَّبُّ الإِلَهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلَهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.)
                        ويقول دانيال 4: 34 ([أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.)
                        ويقول دانيال 6: 26 (لأَنَّهُ هُوَ الإِلَهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ)
                        (وهناك يدعون أَبْنَاءُ اللَّهِ الْحَيِّ) رومية 9: 26
                        (16فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ»)متى16: 16
                        وهذا لا ينطبق بالمرة على يسوع: (37فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) مرقس 15: 37
                        (59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ الَّذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ) متى 27: 59-60

                        * * *

                        نقطة أخرى تؤكد أن يسوع ما كان إلا بشرًا فقط، وأن الذى يُحيى الميت المصلوب هو الله ، هو قول بولس نفسه: (16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ.) تيموثاوس الأولى 6: 16
                        فهل تعتقد أن بولس كيهودى متعصب لدينه آمن أن يسوع هو الله؟
                        واقرأ من الذى أحيا هذا المصلوب الذى يسمونه يسوع:
                        1- (24اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ) أعمال الرسل 2: 24
                        2- (32فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 2: 32
                        3- (15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ.) أعمال الرسل 3: 15
                        4- (26إِلَيْكُمْ أَوَّلاً إِذْ أَقَامَ اللهُ فَتَاهُ يَسُوعَ أَرْسَلَهُ يُبَارِكُكُمْ بِرَدِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَنْ شُرُورِهِ».) أعمال الرسل 3: 26 ، ولا أعرف سببًا لاختيار المترجم كلمة (فتاه) بدلاً من عبده ، إلا تضليل شعب الكنيسة. فقد جاءت فى الكثير من التراجم كلمة عبده:
                        Act 3:26 To you, first, God sent his servant, blessing you by turning every one of you from his sins. (BBE)
                        Unto you first God, having raised up his Servant, sent him to bless you, in turning away every one of you from your iniquities. (ASV)
                        Euch zuerst hat Gott, als er seinen Knecht erweckte, ihn gesandt, euch zu segnen, indem er einen jeden von euren Bosheiten abwendet. (GEB)
                        Euch zuv&ouml;rderst hat Gott auferweckt seinen Knecht Jesus und hat ihn zu euch gesandt, euch zu segnen, da&szlig;ein jeglicher sich bekehre von seiner Bosheit. (GLB)
                        وانظر إلى هذه الترجمة يتضح لك لعب المترجم ليتناسب ما يكتبه وإيمان طائفته، فقد حذف المترجم كلمة (إذ أقام الله عبده يسوع):
                        God sent his chosen Son to you first, because God wanted to bless you and make each one of you turn away from your sins. (CEV)
                        تم نقل هذه الترجمات من موقع e-Sword على النت
                        وهل تعرف لماذا غيروا كلمة (عبده) بكلمة (فتاه)، لأن عيسى u قال إن العبد لا يمكن أن يكون أعظم من سيده، ولا الرسول أعظم من مرسله، أى ينفى الاتحاد المزعوم بينه وبين الله. (16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. 17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ)يوحنا14: 16-17
                        وأقرَّ أن الله أعظم منه ، فهو رسوله إلى بنى إسرائيل ، ويستحيل أن يتحد الإله القدوس بالعبد الذليل: (سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي.) يوحنا 14: 28
                        5- (30إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ)أعمال الرسل 5: 30
                        6- (30وَلَكِنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.) أعمال الرسل 13: 30
                        7- (21أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً، حَتَّى إِنَّ إِيمَانَكُمْ وَرَجَاءَكُمْ هُمَا فِي اللهِ.) بطرس الأولى 1: 21
                        8- (9لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ.) رومية 10: 9
                        9- (1بُولُسُ، رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ، بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ) غلاطية 1: 1
                        وعلى ذلك فإن يسوع ليس هو الله ، لأن الله ليس ببشر، ولا يتجسَّد، ولا يُصلب أو يموت.
                        وحتى لو مات يسوع على الصليب ، فتبعًا لعقيدة القمص زكريا بطرس ، فلا بد أن الذى يموت فداءًا عن البشرية أن يكون إنسانًا إلهًا بلا خطية. وهذا لا يتوفَّر لأى بشر ، لأن الرب قال: (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ)أخبار الأيام الثانى 6: 36
                        فهل كان يسوع إنسانًا أم لا؟ فبما أنه كان إنسانًا فهو كان حاملاً للخطيئة مثل باقى البشر، الأمر الذى يجعل عملية الصلب ، والفداء بلا قيمة.
                        الأمر الذى جعلهم يقولون إن مريم هى الإنسانة الوحيدة التى لم تكن حاملة للخطيئة الأولى، وذلك ليكون الخارج منها بلا خطيئة مثلها ، ويكون ممهدًا للفداء المزعوم.
                        ونحن نقول لهم: أين النص الذى ترتكنون فيه إلى هذا القول؟ لا يوجد!
                        ولماذا استثنى الرب مريم فقط دون باقى خلقه؟
                        ولطالما أن هناك إمكانية أن يعفو الرب عن شخص ما، يُمكنه ألا يكون حاملاً للخطيئة الأولى ، فهل من العدل أو الرحمة أو المحبة أن يُحمِّل الرب كل عبيده هذا الوزر ويستثنى شخصًا واحدًا؟
                        ألست معى أن هذا يطعن فى عدله كإله؟
                        ألست معى أن هذا يطعن فى محبته؟
                        ألست معى أن هذا يطعن رحمته؟
                        ألست معى أن هذا يقدح فى ألوهيته ويتهمه بالتعصُّب الأعمى لشخص دون آخر؟

                        * * *

                        ثم اقرأ أخطاء الرب نفسه، واحكم هل الإله الذى يُخطىء يكون صالحًا لقيادة العالم أو فدائه؟:
                        لقد أخطأ الرب فى أنه لم يذكر نصًا واحدًا فى كتابه يبرىء أمه من تهمة الزنى.
                        وأخطأ حين اختار العذراء مريم ليتجسد منها وهى متزوجة من يوسف النجَّار (فالخطوبة فى اليهودية تعنى الزواج). فكان يمكنه أن يتجسَّد من امرأة غير مخطوبة، أو ينزل على الأرض بدون امرأة بالمرة ، حتى لا يحمل تلوثًا بشريًا من خطيئة حواء.
                        كما أخطأ تجاه أمه أن ارتفع إلى السماء ، وتركها تبكى حزينة على فراقه؟ ألم يكن من البر أن يأخذها معه، ولا يتركها تموت وتدفن فى الأرض مثل باقى العبيد؟
                        وأخطأ تجاه أمه عندما انتهرها أمام الناس وتبرَّأ منها.
                        (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
                        (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50
                        وأخطأ فى انتقاء أنبياء لصوص، أو عبدة للأوثان، أو ارتكبوا فاحشة الزنى، أو اقترفوا زنى المحارم. ألا تعتبرون هذا خطًأ من الرب فى انتقاء صفوة عبيده لهداية البشر بعلمه الأزلى؟
                        اقرأ جرائم الرب أيضًا تجاه عبيده: فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38وهذا رأوبين زنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ،وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11) ، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن امرأة شابة فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7)
                        ألم يُخطىء باتفاقه مع الشيطان لإغواء أخاب؟
                        اقرأ كيف يتفق رب الأرباب مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا.21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا) ملوك الأول 22: 19-22
                        ألم يُخطىء بإعطائه فرائض غير صالحة لا يحيون بها؟
                        (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25
                        ألم يُخطىء بلعنه شجرة التين وتجفيفها لأنه لم يجد بها ثمرة؟
                        (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا:«لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14
                        ألم يقتل من أهل بيت شمس 50070 فردًا لأنهم نظروا تابوته؟
                        (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.) صموئيل الأول 6: 19
                        إن وجود أسطورة الخطيئة والفداء من الذنب المتوارث لا يتناسب مع رحمة الله تعالى ، ولا مع أعماله التى ذكرها فى الكتاب. فإذا كان الرب سريع الإنتقام ولم يشفق على الملائكة الذين أخطأوا ، ولا على قوم نوح الذين كفروا ، ولا على الذين نظروا تابوته، فما الذى جعله يُشفق على حواء وآدم ويتركهما ويسلم ابنه للقتل؟ (4لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللَّهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ، 5وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِرِّ إِذْ جَلَبَ طُوفَاناً عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ. 6وَإِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالاِنْقِلاَبِ، وَاضِعاً عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا، 7وَأَنْقَذَ لُوطاً الْبَارَّ مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ. 8إِذْ كَانَ الْبَارُّ بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ يُعَذِّبُ يَوْماً فَيَوْماً نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ. 9يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ) بطرس الثانية 2: 4-9
                        ومن النص أعلاه نعلم أن الله لا يُعاقب البار، ولطالما أنه لم يُعاقب آدم وحواء فهما إذن قد تابا وأصبحا من الأبرار، وتقبل الله توبتهما، كما نصَّ القرآن. وليس هناك أى داعٍ لما تسمونه الخطيئة المتوارثة.
                        ألم يُخطىء فى اسم زوج أمه ، فأوحاه إلى متى أنه يوسف ابن يعقوب (متى 1: 16)، وأوحاه إلى لوقا أنه يوسف ابن هالى ( لوقا 3: 23)
                        كما أخطأ فى اسم جده ابن داود الذى انحدر هو منه كما يدَّعون: هل هو ناثان (لوقا 3: 31) أو سليمان (متى 1: 6)؟
                        ألم يُخطىء يسوع فى حثه الناس على كره والديهم وأخوتهم ليكونوا تلاميذًا له؟ (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً. ) لوقا 14: 26
                        ولم يكن يعرف جغرافية فلسطين ، فأوحى إلى متى أن القرية التى استقبل فيها المجنونين هى قرية الجرجسيين ، وأوحى إلى مرقس أنها قرية الجدريين. ونقول أوحى تنزلاً لما يدعون، لكن هذا يُثبت فى الحقيقة أن كتبة الأناجيل ليسوا من أهل فلسطين، وأنهم كتبوا هذه الكتابات من محض خيالهم وما سمعوه من البعض:
                        فى كورة الجرجسيين: (28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.) متى 8 : 28
                        فى كورة الجدريين: (1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ.) مرقس 5: 1-2
                        تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (جرجسيون): ”و هم أهل جرجسة او جرازا، و إليهم تنسب كورة الجرجسيين (مت 8: 28) التي عبر إليها الرب يسوع وهناك استقبله مجنونان خارج القبور.و يذكر مرقس ولوقا الكورة بأسم كورة الجدريين (مرقس 5: 1، لو 8: 26). فمتى يذكر لليهود العالمين ببلاد المنطقة جيداً اسم القرية التى حدثت فيها المعجزة، أما مرقس ولوقا اللذان كتبا للأمم فقد اكتفيا بذكر اسم الكورة التى تقع بها القرية (ارجع إلي "جدرة" في هذا المجلد).“
                        ولنا هنا وقفات: فكاتبو دائرة المعارف الكتابية يعتبرون القارىء غبيًا ، أو ساذجًا لن يبحث بعد كلامهم. فعلى الرغم من أن النص يُسمِّى كلا المكانين (كورة) إلا أنه يحاول أن يجعل (جدرة) هى الكورة و(جرجسة) هى القرية.
                        ومن ناحية أخرى اعتادوا على برهنة الاختلافات الموجودة بين كاتبى الأناجيل بفبركة عجيبة. فتقول: إن متى كتبها هكذا ، لأنه كان يكتب للعبرانيين الذين يعرفون المنطقة جيدًا ، كما لو كان متى قد ذكرها صحيحة! بينما كتبها مرقس ولوقا بصورة مغايرة لأنهما كتبا للأمم. فما علاقة الوحى بهذا الكلام؟ وهل لا يعلم كاتبو دائرة المعارف هذه أن متى اعتمد فى 88% من إنجيله على كتابات مرقس؟ إذن لماذا لا تُصارحون قراءكم بأن متى صحح ما وقع فيه مرقس من أخطاء، لأن مرقس لا يعرف جغرافية فلسطين؟
                        والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة وترجمة الآباء اليسوعيين قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) عند متى إلى كورة (الجدريين)!!
                        كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى نص متى لطبعة فاندايك.
                        والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الذى من فلسطين وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى لتدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها ، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت. وهذا الخطأ يفضح أن كاتب هذا الإنجيل غير متَّى أحد التلاميذ. لذلك نسبوا الخطأ الجغرافى لمرقس ولوقا ، وصححوا المكان عند متَّى!!
                        ويحدد مفسرو إنجيل متى (التفسير الحديث) ص174 أن قرية جرجسة تبعد عن البحيرة 50 كيلومترًا. ”والجدريين ربما تكون الكلمة الأصلية فى إنجيل متى“. أى إن المفسرين لا يثقون تمامًا أن ما كتب عند متى هو من وحى الله. وهذا ما اعترفوا فى هامش هذه الصفحة فقالوا: ”إن كلمة جرجسيين أُدخلت غالبًا بواسطة أوريجانوس لأنه لا جدرا ولا المدينة الرومانية جراسا كانتا على شاطىء البحيرة“.
                        وأهنىء الكاتب على شجاعته الأدبية ومصارحته لقرائه واحترامه لعقولهم. إذن فقد أخطأ متى ، وأخطأ مرقس ، وأخطأ لوقا ، وأخطأ أوريجانوس. الأمر الذى ينفى عن كتبة الأناجيل وجود الروح القدس عندهم، وينفى وجوده أيضًا عند أوريجانوس، ويُثبت أنه كان عند آباء الكنيسة السطوة والجرأة على التغيير فى كتاب الله ، أو إنهم لم يعتبروا هذه الكتب ملهمة من الله لكاتبيها!!
                        ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة ، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك ، حيث أتت جرجسيين] ، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون هذا الإسم الأخير ، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
                        ما هذا الذى تقرأه عزيزى القمص؟ إنها أقوال علمائك! فهل أخبرت أتباعك بهذا، أم تكتمت هذا الأمر ، أم لا تعرفه؟
                        ألا يدل هذا دلالة واضحة على جهل الكُتَّاب؟
                        ألا يدل هذا دلالة واضحة على تصرفهم من تلقاء أنفسهم فى متن النصوص التى ينقلونها؟
                        ألا يدل هذا دلالة واضحة على أنهم لم يُوحى إليهم؟
                        ألا يدل هذا دلالة واضحة على اعتراف أحد آباء الكنيسة وهو أوريجانوس بعدم قدسية هذا الكتاب؟
                        وهناك أكثر من 8000 ثمانية آلاف من الأخطاء التى وردت فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس أوردتها فى أربعة أجزاء فى كتاب (البهريز فى الكلام اللى يغيظ).
                        ومن هذا الجزء نعلم أن يسوع كان بشرًا مُخطئًا مثل باقى البشر، حاملاً للخطيئة الأولى ، لأنه مولود من امرأة حاملة هى أيضًا للخطيئة الأولى. وبالتالى لا يصلح لفدائكم من هذه الخطيئة.
                        ولو طهَّر الروح القدس مريم قبل حملها، لكان هذا الإله إلهًا ظالمًا، لأنه ظلم البشرية كلها، إذ هو يملك المقدرة على الغفران دون تجسُّد، ومع ذلك لم يغفر إلا لمريم فقط. وحتى هذا العمل لم يسلم منه من الخطيئة الأولى، لأنه تجسَّد من امرأة مخطوبة (أى متزوجة فى العرف اليهودى) من رجل آخر من عبيده.
                        وبفرض أن يسوع هو الله [سبحانه وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا]، فسيكون هو الذى أوحى بكتب العهد القديم وما تسمونه العهد الجديد بما فيهما من أخطاء ، فيكون على ذلك غير صالح لفداء البشرية وتحتاجون إلى إله آخر يفديكم.

                        * * *

                        تعليق


                        • #13
                          تضارب أحداث الصلب تنفى وقوعه:
                          لقد انتهينا الآن من إثبات أن عيسى u كان نبيًا بشرًا مرسلاً من عند الله ، والرسول لا يكون هو الراسل ولا يكون أعظم من مرسله، وعلى ذلك فلم يكن هو الله سبحانه وتعالى ، وأن عيسى u وقف متحديًا اليهود أنهم لن يتمكنوا منه ، ولن يصلبوه ، وأن الله تعالى سيرفعه إليه ، لأنه كان يفعل فى كل حين ما يرضيه. وأن هذا الكلام الذى يقوله ليس كلامه هو نفسه ، بل كلام الله الذى أرسله.
                          وقلنا أيضًا إن الله لم يره أحد قط ، ولا يمكن أن يراه الإنسان ويعيش. الأمر الذى ينفى ألوهية يسوع.
                          وقلنا إن كون الإله إنسانًا ليطعن فى ألوهيته ، لأنه محدود ، ولا يمكن للمحدود أن ينكمش أو يضمحل فى شخص أو شىء محدود. وكذلك وصف الرب الإنسان بأنه كجحش الفرا ، ولا مزية له على البهيمة ، وأنه مثل الدود. وكل هذه الأوصاف لا تليق بجلال الله تعالى ولا قداسته.
                          وقلنا أيضًا إن الله حى لا يموت ، وأن الله هو المحيى المميت. فلو مات يسوع مصلوبًا لما كان هو الله ، ولما جازت عملية الفداء، لأنه بشر ، وكل بنى آدم خطَّاء. ولا يجوز على عدل الله أن يستثنى أحدًا منهم. كما أن الله تعالى هو الذى أحيا الميت المصلوب. الأمر الذى يؤكد أن الذى مات لم يكن هو الله ، حيث يؤمنون أن الثلاثة لا ينفصلون طرفة عين.
                          وقلنا أن عملية الفداء لا تجوز لأن يسوع لم يكن معصومًا ، فما أكثر الأخطاء التى تُنسب إليه فى الكتاب. ومن شروط الفداء الصحيح أن يكون المُفدى به طاهرًا سليمًا وبلا عيب.
                          وزيادة فى التأكيد على أن الصلب لم يقع ، وبالتالى فلا فداء حدث ، نتساءل أولاً من هم شهود الصلب؟ هل كان هناك شهودًا على عملية الصلب؟ لا. فقد تركه كل تلاميذه وهربوا ، بل إن حادثة الصلب والقيامة بها من التناقضات التى تضطرنا إلى دراسة عملية الصلب وأحداثه. فإذا تضاربت الأحداث والوقائع والشهود. فهى قضية يجب إذن أن يرفضها كل عاقل، لأن ما تطرق إليه الاحتمال ، سقط به الإستدلال:
                          1- حدثت قصة العشاء الأخير وتدليك يسوع بالطيب فى بيت سمعان الأبرص عند مرقس 14: 3 وعند متى 26: 6 ، بينما حدثت عند لوقا فى بيت الفريسى (لوقا 7: 36 ، إلا أنها حدثت فى منزل مريم ومرثا ولعازر فى بيت عنيا عند يوحنا 12: 1-2
                          2- حدثت واقعة تدليك يسوع بالطيب قبل عيد الفصح بيومين وذلك عند مرقس 14: 1 وعند متى 26: 2 ، بينما حدثت قبل الفصح بستة أيام عند يوحنا 12: 1 ، وسكت عنها لوقا ، ولكنه ذكرها قبل إرسال التلاميذ الإثنى عشر.
                          3- تم سكب العطر على رأس يسوع عند مرقس 14: 4 ومتى 26: 7 ، إلا أنه عند لوقا ويوحنا دهنت رجليه بالطيب لوقا 7: 38 ويوحنا 12: 3
                          4- كان العشاء الأخير فى اليوم الأول من الفطير وذلك عند مرقس 14: 12 ولوقا 22: 8 ومتى 26: 17 ، إلا أنه كان عند يوحنا بعد موت يسوع وقيامته يوحنا 18: 28
                          5- وعلى ذلك يكون يوم القبض عليه مساء يوم الخميس عند مرقس ولوقا ومتى، ويكون مساء الأربعاء عند يوحنا.
                          6- وبالتالى يكون يوم الصلب هو يوم الجمعة عند مرقس ولوقا ومتى ، ويكون يوم الخميس عند يوحنا.
                          7- كما أن مكان القبض عليه تم فى ضيعة جثيمانى عند مرقس ومتى ، إلا أنها حدثت فى جبل الزيتون عند لوقا ، وحدثت فى وادى قدرون عند يوحنا 18: 1 ، وقبل أن يحاول أحد أن يؤوِّل وجود ثلاثة أماكن مختلفة ، نرى رأى دائرة المعرف الكتابية فى هذا الموضوع كلمة (جثسيمانى): (وفي الليلة التي أسلم الرب يسوع فيها، وبعد أن أكل الفصح مع تلاميذه، ورنموا ترنيمة الفصح في العلية (التي يحتمل أنها كانت في جنوبي أورشليم بالقرب من باب صهيون)، غادر العلية وعبر وادي قدرون وصعد إلي جبل الزيتون وهناك تحدث إليهم بأنهم سيشكون فيه في تلك الليلة " لأنه مكتوب أني أضرب الراعي فتبدد خراف الرعية)
                          إذن فهناك مسافة كبيرة بين وادى قدرون وجبل الزيتون ، تتعرف على مساحتها التقريبية من الخريطة المرفقة بالموسوعة تحت كلمة (قدرون) ، كما أنه بين ضيعة جثيمانى ووادى قدرون مسافة أكبر من المسافة التى تفصل جبل الزيتون عن وادى قدرون ، مع العلم أن هذه الضيعة تقع على سفح جبل الزيتون.
                          8- قال لهم وقت القبض عليه: (كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى) وذلك ما اتفق عليه مرقس 14: 48 ، ولوقا 22: 52 ومتى 26: 55 ، إلا أن يوحنا يذكر أنه قال لهم (من تطلبون) وسقطوا على الأرض وكررها مرة ثانية (يوحنا 18: 7).
                          9- ذهبت به القوة إلى بيت قيافا رئيس الكهنة، كما أقر بذلك مرقس 14: 53-54 ، ولوقا 22: 54 ، ومتى 26: 57 ، إلا وحى يوحنا يرى أنه ذهب إلى حنَّان حما قيافا رئيس الكهنة (يوحنا 18: 13)
                          10- كانت محاكمته فى الليل عقب القبض عليه، وقد أقر بذلك مرقس 14: 53 ومتى ويوحنا ، إلا أن وحى لوقا خالفهم وجعل المحاكمة الأولى فى النهار ، فقال له الوحى: (ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب ورؤساء الكهنة والكتبة وأصعدوه إلى مجمعهم (22: 66) ، أى كانت محاكمته يوم الخميس عند مرقس ومتى ، وكانت يوم الأربعاء عند يوحنا ، وكانت يوم الجمعة عند لوقا.
                          11- تعرض للمحاكمة مرتين عند متى ومرقس: المرة الأولى فى بيت قيافا رئيس الكهنة (متى 26: 57) و(مرقس 14: 53) ، والمرة الثانية فى بيت بيلاطس البنطى (متى 27: 1) و(مرقس 15: 1).
                          أربع مرات عند لوقا: المرة الأولى فى بيت قيافا رئيس الكهنة (لوقا 22: 54)، والمرة الثانية فى بيت بيلاطس (لوقا 23: 1)، والمرة الثالثة في بيت هيرودس (لوقا 23: 7) ، والمرة الرابعة عند بيلاطس مرة أخرى.
                          ثلاث مرات عند يوحنا: استُجوِبَ أولاً فى بيت حنَّان حما قيافا(يوحنا 18: 13 و19 و24)، وبعد استجوابه أرسله حنَّان موثَّقاً إلى بيت قيافا (يوحنا 18: 24) وفى بيت قيافا كانت المحاكمة الثانية (يوحنا 18: 28) ، ثم إلى بيت بيلاطس (دار الولاية) حيث كانت المحاكمة الثالثة (يوحنا 18: 28)
                          12- الأشخاص الذين تَبِعوا يسوع بعد القبض عليه هم:
                          بطرس فقط (متى 26: 58) و(مرقس 14: 54) و(لوقا 22: 54)
                          بطرس والتلميذ الآخر (يوحنا 18: 15)
                          13- فى أى ساعة صلبوه؟
                          متى: (نَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ) متى 27: 46 ، واتفق معه مرقس 15: 34 ولوقا 23: 44
                          وعند يوحنا: (وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ.) يوحنا 19: 14
                          أى إن الصلب عنده تمَّ بعد الساعة السادسة بكثير ، حتى جهزوه للصلب. ولو تمَّ الصلب فى الساعة السادسة يكون هناك ثلاث ساعات فرق فى التوقيت بين وحى يوحنا ووحى باقى الإنجيليين.
                          وعلى ذلك كان يسوع فى تمام الساعة التاسعة (بالتوقيت العبرى) يوم الصلب قد فاضت روحه إلى بارئها تبعًا لمتى ومرقس ولوقا ، بينما كان حيًّا عند يوحنا وتحت الإعداد للصلب ، أو على الأقل على الصليب.
                          14- وكانت آخر كلمة تفوَّه بها الرب قبل موته هى:
                          متى: («إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 47
                          مرقس: («إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟»(اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) مرقس 15: 34
                          لوقا: (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.) لوقا 23: 46
                          يوحنا: (30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) يوحنا 19: 30
                          15- حتى المكان الذى ظهر فيه للتلاميذ فهو أيضًا مُختلف فيه:
                          مرقس: فى الجليل (مرقس 16: 7)
                          لوقا: فى أورشليم (لوقا 24: 33-36)
                          متى: فى الجليل (متى 28: 10)
                          يوحنَّا: فى أورشليم (يوحنا20: 19 و20: 26) وعند بحيرة طبرية (يوحنا21: 1)
                          16- وحتى عدد مرات ظهوره اختلفوا فيها:
                          مرقس: مرة واحدة (مرقس 16: 14)
                          متى: مرة واحدة (متى 28: 16)
                          لوقا: مرة واحدة (لوقا 24: 36)
                          يوحنَّا: ثلاث مرات (يوحنا 20: 19 و 20: 26 و 21: 1)
                          17- بل إن وقت صعوده إلى السماء كان مشكلة المشاكل ، فلم يتفقوا على يوم صعوده:
                          يوم صعوده عند متى ومرقس ولوقا فى الإنجيل المنسوب إليه: (فى أيام الفصح بالقرب من بيت عنيا)
                          بعد 40 يوماً (وكان آنذاك على جبل الزيتون) (أعمال الرسل 1: 3)
                          بعد اليوم التاسع من نشوره عند يوحنا

                          18- ولم يتفقوا أيضًا على مكان صعوده إلى السماء:
                          مرقس : الجبل
                          متى : محل اجتماعهم حيث العليَّة التى كانوا يجتمعون فيها فى أورشليم
                          لوقا : من بيت عنيا (لوقا 24: 50)
                          أعمال الرسل : من على جبل الزيتون

                          يوحنا : لم يذكر أنه صعد
                          وهناك الكم الغفير من التنافضات فى أحداث الصلب ذكرتها فى ”كتاب البهريز فى الكلام اللى يغيظ“ الجزء الثانى والثالث، وأنصح كل قارىء مسيحى أن يقوم بمثل هذه المقارنة من الأناجيل الأربعة.
                          إذن فلا شهود ولا وقائع أو أحداث ثابتة. فلم يقع إذن الصلب. وأما ما يستشهدون به من التاريخ والمؤرخين ، فهو مبنى على تصديق اليهود لهذه العملية. وما بُنى على باطل فهو باطل.
                          عزيزى القمص زكريا بطرس ..
                          هل تعتقد أن الرب يُدافع عن مواشى بنى إسرائيل، ويترك ابنه يذوق مرارة الذل والقهر والهوان ، ويموت ميتة الملاعين عن الصليب؟ فهل المواشى أعز عليه من ابنه؟
                          (6فَفَعَلَ الرَّبُّ هَذَا الأَمْرَ فِي الْغَدِ. فَمَاتَتْ جَمِيعُ مَوَاشِي الْمِصْرِيِّينَ. وَأَمَّا مَوَاشِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَمُتْ مِنْهَا وَاحِدٌ.) خروج 9: 6
                          وذلك فى الوقت الذى ترك فيه الرب ابنه يصرخ على الصليب مستغيثًا به: (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 46
                          وأذكر بقول بولس أن الله وحده لا يموت، وهو الذى يُحيى الكل، ولا يُدنى منه، ولم يره أحد قط، وله الكرامة والقدرة الأبدية! فمن الذى أهان هذا الإله؟ ومن الذى اقترب منه؟ ومن الذى قتله؟
                          (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.)تيموثاوس الأولى6: 13-16
                          * * *

                          الكفَّارة فى الكتاب المقدس:
                          من العجيب أن تجد عدة كتب فى مجلد واحد يُسمَّى الكتاب المقدس ، تتفق عقائد الكتاب كله على عقيدة واحدة وهى عقيدة الغفران، ومُطالبة الله تعالى لعباده بالتوبة، وتعليم الأنبياء التوبة لأتباعهم، ثم تتفرَّد رسائل بولس فقط بتعاليم مُخالفة لكل هذه الكتب، وهى تعاليم توارث الخطيئة الأولى.
                          لذلك إن إثباتنا لعدم وجود مثل هذه الخطيئة فى عقائد الأنبياء ، وفى الكتب المنسوبة إليهم ، ليُعد دليلا إضافيًا على الأدلة المقدمة فى هذا الكتاب، التى تنفى وجود مثل هذه العقيدة.
                          قال الرب لموسى: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16 ، وكان هذا هو القانون الإلهى العادل، الذى استنَّه الرب لمحاسبة عبيده على أعمالهم. ويؤكد داود هذا القانون بقوله: (12وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ.) مزمور 62: 12
                          وقال أيضًا إنما الحساب على الأعمال بعد الإيمان، وإلا لكان ظلمًا من الرب وحاشاه أن يفعل ذلك: (5الرَّبُّ يَمْتَحِنُ الصِّدِّيقَ. أَمَّا الشِّرِّيرُ وَمُحِبُّ الظُّلْمِ فَتُبْغِضُهُ نَفْسُهُ. 6يُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ فِخَاخاً نَاراً وَكِبْرِيتاً وَرِيحَ السَّمُومِ نَصِيبَ كَأْسِهِمْ. 7لأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ.) مزمور 11: 5-7
                          ويؤكد أيوب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (47)سورة الأنبياء، بقوله: (3أَلَيْسَ الْبَوَارُ لِعَامِلِ الشَّرِّ وَالنُّكْرُ لِفَاعِلِي الإِثْمِ! 4أَلَيْسَ هُوَ يَنْظُرُ طُرُقِي وَيُحْصِي جَمِيعَ خَطَوَاتِي. 5إِنْ كُنْتُ قَدْ سَلَكْتُ مَعَ الْكَذِبِ أَوْ أَسْرَعَتْ رِجْلِي إِلَى الْغِشِّ 6لِيَزِنِّي فِي مِيزَانِ الْحَقِّ فَيَعْرِفَ اللهُ كَمَالِي.) أيوب 31: 3-6
                          وكذلك أكد أيوب أن عدم محاسبة العبد على أعمال نفسه من الظلم: (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-13
                          وقال داود: (3لاَ تَجْذِبْنِي مَعَ الأَشْرَارِ وَمَعَ فَعَلَةِ الإِثْمِ الْمُخَاطِبِينَ أَصْحَابَهُمْ بِالسَّلاَمِ وَالشَّرُّ فِي قُلُوبِهِمْ. 4أَعْطِهِمْ حَسَبَ فِعْلِهِمْ وَحَسَبَ شَرِّ أَعْمَالِهِمْ. حَسَبَ صُنْعِ أَيْدِيهِمْ أَعْطِهِمْ. رُدَّ عَلَيْهِمْ مُعَامَلَتَهُمْ.) مزمور 28: 3-4
                          ومن هنا ننطلق. فإذا كان الحساب على الأعمال، وسيزن الله تعالى أعمالنا بميزان الحق، ولطالما أن الإنسان خطَّاء بقول الرب (20لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.) الجامعة 7: 20، وأن الله إله للمحبة والحب والرحمة والمغفرة، فلا بد أنه قد أوجد لنا الطريق للجنة بالرغم من خطايانا. وعلى ذلك فلا بد أن يكون قد أرشدنا إلى الخلاص من هذه الذنوب. فكيف أمحو خطاياى؟
                          إن طريق الله تعالى لغفران الذنوب قد أرشدنا إليه من قبل وهو عن طريق التوبة والعمل الصالح، وليست عن طريق سفك الدماء ، كما ادعى كاتب الرسالة إلى العبرانيين.
                          فها هو الرب يقول إنه لا يريد ذبائح ولا محرقات ، إنه إله رحيم يريد رحمة. يريدك أن تكون رحيما مع مخلوقات الله، ومع نفسك. وذلك بالإقلاع عن الذنوب والتوبة عما اقترفته من آثام ، والإلتزام بكتاب الله وتعاليمه وعمل الصالحات: (21هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: [ضُمُّوا مُحْرَقَاتِكُمْ إِلَى ذَبَائِحِكُمْ وَكُلُوا لَحْماً. 22لأَنِّي لَمْ أُكَلِّمْ آبَاءَكُمْ وَلاَ أَوْصَيْتُهُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ جِهَةِ مُحْرَقَةٍ وَذَبِيحَةٍ. 23بَلْ إِنَّمَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهَذَا الأَمْرِ: اسْمَعُوا صَوْتِي فَأَكُونَ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً وَسِيرُوا فِي كُلِّ الطَّرِيقِ الَّذِي أُوصِيكُمْ بِهِ لِيُحْسَنَ إِلَيْكُمْ.) إرمياء 7: 21-23
                          وها هو يؤكد أنه لا يريد ذبائح حيوانية أو بشرية، ولأنه إله صالح، لا يطلب منك إلا الصلاح عن طرق الحق والرحمة والتواضع لله: (6بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلَهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ بِعُجُولٍ أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ 7هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ بِرَبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟ 8قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ.) ميخا 6: 6-8
                          إن الله تعالى هو مصدر المغفرة كما قال نبى الله داود u، وكل ما طلبه منك هو أن تستغفر الله، وتتوب عن أعمالك السيئة ، وتُزيد من الصالحات: (3إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ يَا سَيِّدُ فَمَنْ يَقِفُ؟ 4لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ. .... 7لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ لأَنَّ عِنْدَ الرَّبِّ الرَّحْمَةَ وَعِنْدَهُ فِدًى كَثِيرٌ 8وَهُوَ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ آثَامِهِ) مزامير 130: 3
                          وهو حنَّان منَّان ، لا تنتهى رحمته ، ولا تنفذ مغفرته، ولا ينضب حبه، ولا يبخل علينا بالصبر على معاصينا أو آثامنا، لعلنا نرجع إليه يومًا ما، نادمين على ما فعلنا، عازمين على الإلتزام بكتابه وتعاليمه: (8اَلرَّبُّ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ.) مزامير 145: 8-9
                          وعلمهم أن الله يفرح بعودة عبده التائب ويُباهى به الملائكة: (7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ. ...... 10هَكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ) لوقا 15: 7 و10
                          ولا يوجد نبى لم يُطالب قومه بالتوبة والتمسك بكلمة الله. الأمر الذى يعنى أن التوبة من أوامر الله تعالى لعبيده. فهل يأمر الرب عبيده بشىء لا فائدة فيه إمعانًا فى إذلالهم؟ بالطبع لا.
                          (4وَقَدْ أَرْسَلَ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً فَلَمْ تَسْمَعُوا وَلَمْ تَمِيلُوا أُذُنَكُمْ لِلسَّمْعِ 5قَائِلِينَ: ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيءِ وَعَنْ شَرِّ أَعْمَالِكُمْ وَاسْكُنُوا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاكُمُ الرَّبُّ إِيَّاهَا وَآبَاءَكُمْ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. 6وَلاَ تَسْلُكُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا وَتَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَغِيظُونِي بِعَمَلِ أَيْدِيكُمْ فَلاَ أُسِيءَ إِلَيْكُمْ.) إرمياء 25: 5-6
                          وأعاد قوله هذا مرة أخرى قائلاً: (15وَقَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً قَائِلاً: ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا فَتَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ. فَلَمْ تُمِيلُوا أُذُنَكُمْ وَلاَ سَمِعْتُمْ لِي.) إرمياء 35: 15
                          وقال ملاخى: (7[مِنْ أَيَّامِ آبَائِكُمْ حِدْتُمْ عَنْ فَرَائِضِي وَلَمْ تَحْفَظُوهَا. ارْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.) ملاخى 3: 7
                          وقال زكريا: (4لاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ الَّذِينَ نَادَاهُمُ الأَنْبِيَاءُ الأَوَّلُونَ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الشِّرِّيرَةِ وَعَنْ أَعْمَالِكُمُ الشِّرِّيرَةِ. فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُصْغُوا إِلَيَّ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ.) زكريا 1: 3-4
                          فقد أمر الرب بنى إسرائيل بعد أن عبدوا الأوثان أن يعودوا إليه تائبين وأشهد عليهم كل الأنبياء: (13وَأَشْهَدَ الرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: [ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ وَاحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَالَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ].) ملوك الثانى 17: 13
                          وأمر حزقيال أن يأمر قومه بالتوبة: (6لِذَلِكَ قُلْ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ أَصْنَامِكُمْ, وَعَنْ كُلِّ رَجَاسَاتِكُمُ اصْرِفُوا وُجُوهَكُمْ.) حزقيال 14: 6
                          وقال له مرة أخرى: (30مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ, وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً) حزقيال 18: 30
                          وقال: (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟) حزقيال 33: 11
                          وأمر نبيه حزقيال أن يقول لشعبه إنه غفور رحيم لمن تاب وعمل صالحًا ثم اهتدى، وإنه منتقم من الذين يفعلون السوء: (12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.) حزقيال 33: 12
                          وها هو الرب يُطالب المذنبين بالتوبة ويعدهم بالغفران: (14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 14-16، ما أعظم هذا الإله وما أرحمه!!
                          (19وَعِنْدَ رُجُوعِ الشِّرِّيرِ عَنْ شَرِّهِ وَعِنْدَ عَمَلِهِ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, فَإِنَّهُ يَحْيَا بِهِمَا.) حزقيال 33: 19
                          (1(تعالَوا نَرجعُ إلى الرّبِّ لأنَّه يُمَزِّقُ ويَشفي، يجرحُ ويُضَمِّدُ، 2يُحْيينا بَعدَ يومينِ ويُقيمُنا في اليومِ الثَّالِثِ فنحْيا. 3لِنَعرِفِ الرّبَّ كُلَ المعرِفَةِ ونَتبَعْهُ. فيكونَ ضِياؤُهُ كالفَجرِ، ورُجوعُهُ إلينا كالمطَرِ، كمطَرٍ ربيعيٍّ يَروي الأرضَ)).) هوشع 6: 1-3 الترجمة العربية المشتركة
                          لماذا طالب كل الأنبياء قومهم بالتوبة والرجوع إلى الله، إذا لم يكن هناك طريق للتصالح مع الله غير موت ابنه؟
                          فها هو هوشع يدعوهم للتوبة دون سفك دم: (2توبوا يا بَني إِسرائيلَ إلى الرّبِّ إلهِكُم، فأنتُم بإثمِكُم عَثَرتُم) هوشع 14: 2
                          وانظر كيفية توبة بنى إسرائيل من عبادة الأصنام: (3إرجعُوا إلى الرّبِّ وخُذوا معَكُم هذا الكلامَ: ((إرفَعْ عنَّا كُلَ إثْمِ. إقبَلْ خيرَ ما عِندَنا. أبرِئْنا مِنْ أكاذيبِ شِفاهِنا. 4أشُّورُ لا تُخلِّصُنا ولا يُخلِّصُنا رُكوبُ خيولِ الحربِ. لن نقولَ بَعدُ لِمَا تَصنَعُهُ أيْدينا أنتِ آلِهَتُنا، فبِكَ أيُّها الرّبُّ يَجدُ اليتيمُ رَحمةً)).) هوشع 3: 3-4
                          فردَّ عليهم الرب الرحيم من فوره قائلاً: (5وقالَ الرّبُّ: ((أُبرِئُهُم مِنِ اَرْتِدادِهِم عنِّي، وما أكثَرَ ما أُحِبُّهُم. فغَضَبي فارَقَني. 6أكونُ لِبَني إِسرائيلَ كالنَّدى، فيُزهِرونَ كالسَّوسَنِ ويَمُدُّونَ جذورَهُم كلبنانَ. 7فُروعُهُم تَنتَشِرُ. يكونُ بَهاؤُهُم كالزَّيتونِ، ورائِحَتُهُم كلبنانَ. 8يَرجعونَ ويَسكُنونَ في ظِلِّي، فيَحْيَونَ كما في جنَّةٍ. يُزهِرونَ كالكَرْمِ، ويكونُ صِيتُهُم كخمرِ لبنانَ) هوشع 14: 2-6 الترجمة العربية المشتركة
                          هذا هو الله الرحيم القائل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (53)سورة الزمر
                          وهذا هو الله الرؤوف القائل: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (110) سورة النساء
                          وهذا هو الله الغفور القائل: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (135-136) سورة آل عمران
                          (12وَلَكِنِ الآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ». 13وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ.) يوئيل 2: 12-13
                          وقال نبى الله إشعياء: (لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
                          ولمَّا جاء يوحنا المعمدان طالبهم بالإستقامة أى بالإقلاع عن السيئات وعمل الصالحات وهى التوبة النصوح من خطاياهم: (3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً». 4كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.) مرقس 1: 3-4 ، ولوقا 3: 3
                          وفى بداية نبوة عيسى u كان أول تعليم لبنى إسرائيل هو التوبة: (14وَبَعْدَ مَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ 15وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ».) مرقس 1: 14
                          ثم سار عيسى u على نفس درب الأنبياء السابقين وأمرهم بالتوبة، بل أقر أن سبب وجوده هو دعوة المخطئين المذنبين إلى التوبة لمغفرة خطاياهم: (17فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) مرقس 2: 17، ولوقا 5: 31، ومتى 9: 12-13
                          وحذَّرهم أن الإصرار على المعصية وعدم التوبة هو سبب للهلاك: (3كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ.) لوقا 13: 3
                          فأين هذا من قول بولس إن المغفرة لا تكون إلا بالدم؟ ولا يليق بالتوبة إلا العمل الصالح وليس الإيمان فقط، لذلك قال لهم يسوع: (8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ.) متى 3: 8
                          وتعمَّد يسوع للتوبة ومغفرة الذنوب على يد المعمدان: (متى 3: 13-17). وفى الحقيقة نحن نؤمن أن الأنبياء عصمهم الله تعالى من الوقوع فى الكبائر، والذنوب المشينة. ولكن استغفار الأنبياء وتوبتهم هو من عدم عبادة الله تعالى حق عبادته، على الرغم من أمر الله تعالى بعبادته وتقواه قدر المستطاع: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (16) سورة التغابن، إلا أن الصالحين يشعرون دائمًا بالتقصير تجاه الله. فالأنبياء والصالحون يشعرون كم هم مقصرون فى حق الله تعالى بعدم الإستزادة من العبادة والقيام والصيام، كما أنهم قدوة لشعوبهم، ومنفذين لأمر الله الذى يُطالب الكل بالتوبة والمغفرة.
                          وأمر تلاميذه قبل صعوده للسماء أن يأمروا الناس بالتوبة من ذنوبهم: (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.) لوقا 24: 47
                          بل أقنع عيسى u اليهود الذين تقالوا جلوسه مع الخطاة بأن الله أرسله لمثل هؤلاء لهدايتهم. وتبدأ الهداية بالتوبة عن الذنوب السابقة والرجوع إلى كتاب الله تعالى، وذلك لأن الطبيب لا يأتى للأصحاء ولكن يزور المرضى. أى إنه أُرسل من أجل الخطاة ليدعوهم إلى التوبة ، ويهديهم سبيل الرشاد: (12فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) متى 9: 12-13
                          وسار بطرس على نفس درب معلمه فقال لأتباعه: (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) أعمال 2: 38
                          وقال أيضًا: (19فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ.) أعمال 3: 19
                          نعم. إن فرج الله ورزقه يأتى مع التوبة: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} (10-12) نوح
                          والأمر بالتوبة هو فرض من الله تعالى لكل الناس بلا استثناء: (30فَاللَّهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ) أعمال 17: 30
                          والأمر بالتوبة ليس على سبيل الإستحسان ، بل هو أمر مفروض من الله تعالى على أنبياء بنى إسرائيل وكهنته، وهو أمر يُحاسب الرب عليه النبى إذا تقاعس عن تبليغه، فيقول: (7[وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ, فَتَسْمَعُ الْكَلاَمَ مِنْ فَمِي وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي. 8إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ, فَذَلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. 9وَإِنْ حَذَّرْتَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ لِيَرْجِعَ عَنْهُ وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ طَرِيقِهِ, فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ) حزقيال 33: 7-9
                          والدينونة لن تكون إلا على الإيمان والأعمال، وقد سمَّى يسوع الأعمال الشريرة الظلام ، وسمَّى الأعمال الحسنة النور: (19وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. 20لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. 21وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ) يوحنا 3: 19-21
                          بل إن هذا ما أقره بولس نفسه فى رومية: (2وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ عَلَى الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ. 3أَفَتَظُنُّ هَذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟ 4أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ 5وَلَكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَباً فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ 6الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 7أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. 8وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ) رومية 2: 4-8
                          بل كذب أمام الملك أغريباس الذى كان يُحاكمه أمام اليهود، وتنصَّل من هدمه للناموس وقوله إن دخول الجنة بالإيمان فقط ، فيقول: (20بَلْ أَخْبَرْتُ أَوَّلاً الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ وَفِي أُورُشَلِيمَ حَتَّى جَمِيعِ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ ثُمَّ الْأُمَمَ أَنْ يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إِلَى اللهِ عَامِلِينَ أَعْمَالاً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ) أعمال 26: 20
                          عزيزى القمص زكريا بطرس ..
                          أعزائى المسيحيين ..
                          إن الله الرحيم لا يُطالبكم بذبائح ولا بدماء ليغفر لكم. إن كل ما يطلبه منكم هو أن تؤمنوا به، وتقلعوا عن الشر ، وتفعلوا الخير ، وتلتزموا بتعاليمه. وذلك لأنه إله رحيم ، غفور، يُكثر المغفرة، ورحمته لا تنتهى، وهو لا يُسر بدخول الشرير النار، بل برجوعه إلى الطريق المستقيم: (7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ) لوقا 15: 7
                          ثم ضرب لهم المثل التالى ليبين لهم كم مدى فرحة الله الرؤوف الرحيم بعودة عبده التائب. فبيَّن لهم مدى سعادة المرأة التى عثرت على الدرهم الضائع، على الرغم من امتلاكها لتسعة دراهم غيرها. إلا أن سعادتها بهذا الدرهم كانت أكثر من فرحتها بالتسعة التى بين أيديها. فقال: (10هَكَذَا أَقُولُ لَكُمْ يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ) لوقا 15: 10
                          وذلك لأن الله غفور رحيم، لا يخلقنا للنار أو لتحمُّل وزر خطيئة المذنبين، بل لنعبده، وينتهى بنا المآل بإيماننا وعملنا إلى الجنة، وهذا ما صرَّح الله به لحزقيال، فقال: (إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟) حزقيال 33: 11
                          وقال أيضًا لحزقيال: (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 21
                          وقال أيضًا (27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ, وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً, فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. 28رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.) حزقيال 18: 27-28
                          وعلمهم أن يقولوا فى صلاتهم: (12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.) متى 6: 12
                          وذلك لأن الغفران فضيلة يحبها الله تعالى فى العبد ، وإذا غفر العبد لأخيه، تكرم الله عليه هو أيضًا بالمغفرة: (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. 15وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضاً زَلَّاتِكُمْ.) متى 6: 14-15
                          فهل تضنون بهذا الفضل وهذه الرحمة على الله تعالى؟ فمن المستفيد من يأسكم من رحمة الله وغفرانه غير الشيطان، الذى سوَّل لآبائكم أسطورة الخطيئة المتوارثة؟ من المستفيد من تشويه صورة الله تعالى فى عيون عبيده غير الشيطان؟ ففى أى جانب تقف أنت عزيزى المسيحى: هل فى جانب الله، الذى يريد أن يُدخلك الجنة، أم فى جانب الشيطان الذى يأبى إلا أن يدخلك الجحيم معه ، ووقف متحديًا الله تعالى أن يُضلِّل عباده الصالحين، قائلاً: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} (71-85) سورة ص
                          عزيزى المسيحى ..
                          إن التصوُّر التوراتى لقضية الكفَّارة مثله مثل التصور الإسلامى ليبطل مفهوم المسيحيين لها، وذلك من خلال الأحكام الثابتة فيها:
                          فالتوراة تضع تناسبًا منطقيًا بين الخطأ والكفَّارة، فتحكم أن النفس بالنفس، والعين بالعين والجروح قصاص ، والتعويض بمثل ما أتلفه الشخص. والغريب أن التوراة التى وضعت أحكامًا دقيقة فى هذا الأمر ، غفلت عن أن الذنب هو ثمرة شجرة محرمة عليها ، وكانت الكفَّارة إعدام الإله نفسه!!
                          كذلك لم تأمر التوراة أن يُعاقب أبى الجانى أو ابنه، فالكفارة على مرتكب الخطأ، لأن غير ذلك يكون من مصلحة الجانى. فما أجمل أن يسرق المرء ويُحبس أبوه أو أخوه ، ثم يستمر هو فى السرقة. وبمعنى آخر ستتحول الدنيا إلى وكر للمجرمين ، ويُحبس كل الأبرار المتقين. أى يدفعهم الرب بصورة غير مباشرة إلى الإجرام، حتى يتمتعوا بحياتهم.
                          كذلك لم يأمر الرب بترك المجرم حينًا من الدهر، ليستشرى إجرامه فى المجتمع، ويكوِّن له عصابات، أو يقلده آخرون، ويحتذون به بل حدَّدت التوراة العقوبة الفورية لمن يثبت عليه المخالفة. وهذا يُخالف ما يقولونه فى أن الرب الذى أمر بالتوراة انتظر هو نفسه ألوفًا من السنين ، يكتم غيظه وحنقه على البشرية بسبب خطيئة حواء ، حتى أرسل ابنه ليُصلب نيابة عن حواء والبشرية.
                          إن إيمانك بالدينونة ليبطل عقيدة توارث الخطيئة الأولى وموت يسوع فداءًا لك على هذه الخطيئة وكل خطاياك. وإلا فما الحكمة من الدينونة إذا كان يسوع قد خلصك من خطاياك؟ وإذا كان يسوع قد غفر الخطيئة الأولى، ولماذا لم يرفع الموت سواءًا الموت الجسدى أو الموت الروحى أو الاثنين معًا؟
                          * * *

                          تعليق


                          • #14
                            كيفية دخول الجنة عند عيسى u:
                            قد يتعجب القارىء أن كلمة ”الجنة“ التى هى مراد كل الصالحين لم تُذكر فى الكتاب الذى يقدسه المسيحيون إلا (9) مرات. ثمانية منهم فى قصة آدم وحواء وأكلهما من الشجرة المحرمة عليهما، ومرة فى إشعياء 61: 11. على الرغم أنه هى نفس الكلمة العبرية، والتى تترجم أيضًا بمعنى الفردوس.
                            فهل تتخيل أنه فى (65) سفرًا فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا لم تُذكر كلمة ”الجنة“ إلا مرة واحدة، إذا استثنينا قصة آدم وحواء؟
                            هل تعلم أن معنى ذلك أنه فى (63) سفرًا لم تُذكر كلمة واحدة عن الجنة!!
                            وبالنسبة لكلمة ”فردوس“ و”الفردوس“ فيذكرها الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس (5) مرات. فهل تتخيل أنه فى (66) كتاب على الأقل يجمعهم الكتاب المسمَّى مقدس لا تُذكر فيه كلمة ”فردوس“ إلا مرة واحدة كل (13) كتاب؟ وما الحكمة من ذلك؟
                            لكن لماذا التعجب؟ إذا كانوا قد حذفوا اسم الرب نفسه!! وسيكون لهذا موضوع منفصل، إن شاء الله تعالى.
                            وذكرت كلمة ”جنة عدن“ ثلاث مرات فى قصة آدم وحواء والشجرة المحرمة. وذكرت كلمة (جنة الله) أربع مرات فى سفر حزقيال، يصف فيها نبى الله حزقيال جنة الله ويقارنها بجنة فرعون. فهو يجد أن جنة فرعون أشد جمالاً، وأكثر نضارة، وأعظم حُسنًا من جنة الله. الأمر الذى يعنى ترغيب السامعين فى جنة فرعون، التى هى أشد حُسنًا من جنة الله.
                            ونقرأ الآن ما كتب فى الكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا الكلام يُنسب إلى نبى الله حزقيال، وليس إلى الشيطان: (7فَكَانَ جَمِيلاً فِي عَظَمَتِهِ وَفِي طُولِ قُضْبَانِهِ, لأَنَّ أَصْلَهُ كَـانَ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 8اَلأَرْزُ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ يَفُقْهُ, السَّرْوُ لَمْ يُشْبِهْ أَغْصَانَهُ, وَالدُّلْبُ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فُرُوعِهِ. كُلُّ الأَشْجَارِ فِي جَنَّةِ اللَّهِ لَمْ تُشْبِهْهُ فِي حُسْنِهِ. 9جَعَلْتُهُ جَمِيلاً بِكَثْرَةِ قُضْبَانِهِ حَتَّى حَسَدَتْهُ كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ الَّتِي فِي جَنَّةِ اللَّهِ].) حزقيال 31: 7-9
                            كما لم تُذكر الحياة الأبدية إلا (15) مرة ، (11) مرة فى الأناجيل الأربعة، و(3) مرات فى رسالتى تيطس ويوحنا الأولى، بينما ذُكرت مرة واحدة فقط فى كل كتب موسى والأنبياء عليهم السلام، وبالتحديد فى دانيال: (2وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ هَؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ وَهَؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلاِزْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ.) دانيال 12: 2 ، ولكن قوله هذا واضح وضوح الشمس أن المؤمنين العاملين لهم الجنة خالدين فيها ، والآخرون لهم العذاب الأبدى. ويُفهم ذلك أيضًا من تضرع دانيال إلى الله تعالى ليغفر آثام بنى إسرائيل وبعدهم عن الله ووصاياه، وعملهم الشر والرجاسات. الأمر الذى يدل على غضب الله تعالى على التاركين لأحكامه، ورضاه على العاملين بها. (دانيال 9: 3-20)
                            إن دخول الجنة والخلود فيها يتوقف على شهادة التوحيد، أى الإيمان بالله ورسوله: (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.) يوحنا 17: 3،
                            وطاعة رسوله: (24«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
                            ثم العمل الصالح، الذى أمر به الناموس على المستوى الشخصى والأسرى والجيران، ثم على مستوى القرية أو الدولة فى العطف على الفقراء: (15وَقَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ كُلَّ عَبِيدِي الأَنْبِيَاءِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً قَائِلاً: ارْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ وَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَلاَ تَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لِتَعْبُدُوهَا فَتَسْكُنُوا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ. فَلَمْ تُمِيلُوا أُذُنَكُمْ وَلاَ سَمِعْتُمْ لِي.) إرمياء 35: 15
                            (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا». 18قَالَ لَهُ: «أَيَّةَ الْوَصَايَا؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ. لاَ تَزْنِ. لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». 20قَالَ لَهُ الشَّابُّ: «هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟» 21قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي».) متى 19: 16-21، مرقس 10: 17-22، لوقا 18: 18-23
                            (28وَابْتَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». 29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.) مرقس 10: 28-30، متى 19: 27-29، لوقا 18: 28-30
                            بل إن الغرض من الدعوة والبشارة ليس بيسوع وإياه مصلوبًا، بل بدفع الناس إلى كل عمل صالح ، وهو ما عبر عنه عيسى u بالتوبة والتمسُّك بتعاليم الناموس: (11الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ نُصَلِّي أَيْضاً كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ: أَنْ يُؤَهِّلَكُمْ إِلَهُنَا لِلدَّعْوَةِ، وَيُكَمِّلَ كُلَّ مَسَرَّةِ الصَّلاَحِ وَعَمَلَ الإِيمَانِ بِقُوَّةٍ،) تسالونيك الثانية 11: 1
                            لذلك سأله الناموسى عن العمل الذى يؤهِّل لوراثة الحياة الأبدية، فأجابه باقتضاب شديد بأنه كل ما هو مكتوب فى الناموس من افعل ولا تفعل: (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟») لوقا 10: 25-26
                            وبدأ يوحنا المعمدان دعوته بالتوبة من السيئات: (1وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ 2قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.) متى 3: 1
                            كما بدأ يسوع رسالته بالتوبة من السيئات: (17مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ : «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ».) متى 4: 17
                            وقال المعمدان للْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ إن التوبة لا بد أن يكون لها أثمار ظاهرة تُقطف. وهذه الأثمار هى العمل الصالح. ولا يليق بالمؤمن أن يعتمد على نسبه أو قرابته ، بل على عمله، لأنه عند الله لا توجد محاباه. وحذرهم أن الشجرة التى لا تطرح ثمارًا جيدة تُقطع ويُرمى بها إلى النار: («يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً. ..... فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 7-10
                            وهذا ما أكد عليه أيضًا بولس فى رسالته إلى فيلمون: (6لِكَيْ تَكُونَ شَرِكَةُ إِيمَانِكَ فَعَّالَةً فِي مَعْرِفَةِ كُلِّ الصَّلاَحِ الَّذِي فِيكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ.) فيلمون 1: 6
                            وقال يسوع لليهود إن عدم توبتهم من السيئات وعمل الصالحات تُعرضهم للهلاك: (3كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ.) لوقا 13: 3
                            وإذا كانت الجنة للمؤمنين فقط، فها هو يوحنا يقول إن المؤمنين هم أولاد الله، التى تعنى الأبرار: (12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.) يوحنا 1: 12-13
                            وما قاله مرقس فى إنجيله من أن يسوع «ابْنَ اللَّهِ» فهمه لوقا وأعاده بمرادف آخر يؤكد ما قلته: (39وَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ الْوَاقِفُ مُقَابِلَهُ أَنَّهُ صَرَخَ هَكَذَا وَأَسْلَمَ الرُّوحَ قَالَ: «حَقّاً كَا نَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ!») مرقس 15: 39
                            وقال لوقا: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!») لوقا 23: 47
                            والمؤمن البار هو العامل، وليس بالإيمان فقط. لذلك امتدح عيسى u صانعى السلام، وسمَّاهم المؤمنين أى أولاد الله: (9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللَّهِ يُدْعَوْنَ.) متى 5: 9 ،
                            (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.. .. ..) متى 5: 44-45
                            الأمر الذى يعنى أن المؤمن هو الذى يفعل إرادة الله تعالى ويرضيه، ويقتدى برسوله كما كان عيسى u فهو مثل معلمه: (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 29
                            يؤكد هذا أقوال الكتاب أن البار أى المؤمن هو الذى يفعل البر: (7أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. مَنْ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَهُوَ بَارٌّ، كَمَا أَنَّ ذَاكَ بَارٌّ. 8مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ فَهُوَ مِنْ إِبْلِيسَ، لأَنَّ إِبْلِيسَ مِنَ الْبَدْءِ يُخْطِئُ. لأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ. 9كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ. 10بِهَذَا أَوْلاَدُ اللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلاَدُ إِبْلِيسَ. كُلُّ مَنْ لاَ يَفْعَلُ الْبِرَّ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ) يوحنا الأولى 3: 7-10
                            (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.) يوحنا الأولى 5: 18
                            والأبرار الذين يسمعون كلام الله ويتبعون رسوله، فأؤلئك هم أهل الجنة وأصحاب الخلود فيها: (اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.) يوحنا 5: 24
                            لذلك طالب عيسى u تلاميذه الذين هم حملة لواء دعوته من بعده أن يُضىء نورهم بأعمالهم الحسنة، لأن فى هذا تمجيد لله: (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 16
                            وتلخيصًا لكل هذه الأقوال ، فقد أجمل الله تعالى تعاليمه التى تقتضى التحريم التام على بنى إسرائيل بالقول بتوارث الخطيئة الأولى، وأعلمهم بعدم وجود توريث خطايا الآباء للأبناء، لأن الله إله عادل، كما أنه إله رحيم وغفور ، يُسر بعودة العبد التائب ، ويباهى به أهل السماء. وعلمهم أن أهل الجنة الأحياء هم العاملون الصالحات، التائبون من ذنوبهم، وأن الموتى هم أهل النار فاعلى السيئات:
                            (1وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ: 2[مَا لَكُمْ أَنْتُمْ تَضْرِبُونَ هَذَا الْمَثَلَ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ, قَائِلِينَ: الآبَاءُ أَكَلُوا الْحِصْرِمَ وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ؟ 3حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, لاَ يَكُونُ لَكُمْ مِنْ بَعْدُ أَنْ تَضْرِبُوا هَذَا الْمَثَلَ فِي إِسْرَائِيلَ. 4هَا كُلُّ النُّفُوسِ هِيَ لِي. نَفْسُ الأَبِ كَنَفْسِ الاِبْنِ. كِلاَهُمَا لِي. النَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ.) حزقيال 18: 1-32
                            وها هم أهل الجنة: (5وَالإِنْسَانُ الَّذِي كَـانَ بَارّاً وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً, 6لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, وَلَمْ يُنَجِّسِ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ وَلَمْ يَقْرُبِ امْرَأَةً طَامِثاً, 7وَلَمْ يَظْلِمْ إِنْسَاناً, بَلْ رَدَّ لِلْمَدْيُونِ رَهْنَهُ, وَلَمْ يَغْتَصِبِ اغْتِصَاباً بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً, 8وَلَمْ يُعْطِ بِـالرِّبَا, وَلَمْ يَأْخُذْ مُرَابَحَةً, وَكَفَّ يَدَهُ عَنِ الْجَوْرِ, وَأَجْرَى الْعَدْلَ الْحَقَّ بَيْنَ الإِنْسَانِ, وَالإِنْسَانِ 9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.)
                            وأن أهل النار هم فاعلو السيئات: (10[فَإِنْ وَلَدَ ابْناً مُعْتَنِفاً سَفَّاكَ دَمٍ, فَفَعَلَ شَيْئاً مِنْ هَذِهِ 11وَلَمْ يَفْعَلْ كُلَّ تِلْكَ, بَلْ أَكَلَ عَلَى الْجِبَالِ وَنَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 12وَظَلَمَ الْفَقِيرَ وَالْمِسْكِينَ, وَاغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, وَلَمْ يَرُدَّ الرَّهْنَ, وَقَدْ رَفَعَ عَيْنَيْهِ إِلَى الأَصْنَامِ وَفَعَلَ الرِّجْسَ, 13وَأَعْطَى بِـالرِّبَا وَأَخَذَ الْمُرَابَحَةَ, أَفَيَحْيَا؟ لاَ يَحْيَا! قَدْ عَمِلَ كُلَّ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ فَمَوْتاً يَمُوتُ. دَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ!)
                            (14[وَإِنْ وَلَدَ ابْناً رَأَى جَمِيعَ خَطَايَا أَبِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا فَرَآهَا وَلَمْ يَفْعَلْ مِثْلَهَا. 15لَمْ يَأْكُلْ عَلَى الْجِبَالِ وَلَمْ يَرْفَعْ عَيْنَيْهِ إِلَى أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ نَجَّسَ امْرَأَةَ قَرِيبِهِ 16وَلاَ ظَلَمَ إِنْسَاناً وَلاَ ارْتَهَنَ رَهْناً وَلاَ اغْتَصَبَ اغْتِصَاباً, بَلْ بَذَلَ خُبْزَهُ لِلْجَوْعَانِ وَكَسَا الْعُرْيَانَ ثَوْباً 17وَرَفَعَ يَدَهُ عَنِ الْفَقِيرِ وَلَمْ يَأْخُذْ رِباً وَلاَ مُرَابَحَةً, بَلْ أَجْرَى أَحْكَـامِي وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي, فَإِنَّهُ لاَ يَمُوتُ بِإِثْمِ أَبِيهِ. حَيَاةً يَحْيَا.)
                            (18أَمَّا أَبُوهُ فَلأَنَّهُ ظَلَمَ ظُلْماً وَاغْتَصَبَ أَخَاهُ اغْتِصَاباً, وَعَمِلَ غَيْرَ الصَّالِحِ بَيْنَ شَعْبِهِ, فَهُوَذَا يَمُوتُ بِإِثْمِهِ. 19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.)
                            (26إِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَمَاتَ فِيهِ, فَبِإِثْمِهِ الَّذِي عَمِلَهُ يَمُوتُ. 27وَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ شَرِّهِ الَّذِي فَعَلَ, وَعَمِلَ حَقّاً وَعَدْلاً, فَهُوَ يُحْيِي نَفْسَهُ. 28رَأَى فَرَجَعَ عَنْ كُلِّ مَعَاصِيهِ الَّتِي عَمِلَهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ.)
                            (30مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ كُلِّ وَاحِدٍ كَطُرُقِهِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. تُوبُوا وَارْجِعُوا عَنْ كُلِّ مَعَاصِيكُمْ, وَلاَ يَكُونُ لَكُمُ الإِثْمُ مَهْلَكَةً. 31اِطْرَحُوا عَنْكُمْ كُلَّ مَعَاصِيكُمُ الَّتِي عَصِيْتُمْ بِهَا, وَاعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ قَلْباً جَدِيداً وَرُوحاً جَدِيدَةً. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 32لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. فَـارْجِعُوا وَاحْيُوا].) حزقيال 18: 1-32
                            وبذلك نكون قد أكدنا أن دخول الجنة يكون بالتوبة. وأن التوبة هى الرجوع عن المعاصى، وعمل الصالحات التى تليق بهذه التوبة. ونؤكد بنص آخر تطبيقًا لكل ما قلناه. وهو ما حكاه لنا لوقا عن دخول الرجل المؤمن الصبور فاعل الخيرات لعازر الجنة فور موته، وتعذيب الغنى فاعل السيئات فى النار حتى وقت الدينونة: (19«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ 21وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ 23فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ 24فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ. 25فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ.) لوقا 16: 19-25
                            (6الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. 7أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. 8وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ) رومية 2: 4-8
                            وقال بولس: (20بَلْ أَخْبَرْتُ أَوَّلاً الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ وَفِي أُورُشَلِيمَ حَتَّى جَمِيعِ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ ثُمَّ الْأُمَمَ أَنْ يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إِلَى اللهِ عَامِلِينَ أَعْمَالاً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ) أعمال 26: 20
                            * * *
                            مِن أجل مَن صُلِبَ المسيح؟
                            وكذلك اختلفوا أيضًا فى نتيجة الفداء ، فهل صُلبَ يسوع، وتحرر كل بنى آدم من الخطيئة التى أصابتهم بأكلهما من الشجرة المحرمة ، أم تحرر المؤمنون فقط ، وهل غفرت الخطيئة الأولى فقط ، أم غفرت كل ذنوب البشرية.
                            فبينما يقول يسوع إنه جاء ليبذل نفسه عن كثيرين: (45لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».) مرقس 10: 45
                            وقال بولس: (19لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً.) رومية 5: 19
                            وأكد أنه جاء فقط من أجل الخطاة: (فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟» 31فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) لوقا 5: 30-32
                            وقال يسوع أيضًا أنه جاء ليُخلِّص المؤمنين به فقط: (16لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.) يوحنا 3: 16
                            جاء بولس ليُخالف أقوال يسوع ويقول: إن الخطية أصابت كل ذرية آدم ، بسبب هذه المعصية الأولى ، وعلى ذلك فبصلب يسوع وبره تبرَّرَ الجميع: (18فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الْحَيَاةِ.) رومية 5: 18،
                            ويقول: (22لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ.) كورنثوس الأولى 15: 22
                            وقوله: (14وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ.) غلاطية 6: 14
                            وكما قلنا من قبل إنه لو جاء يسوع ليُصلب عن كل البشرية، فقد تساوى الكافر مع المؤمن ، فكل قد حمل يسوع خطايا الكل.
                            وخالف بولس ما قاله من قبل أن الخلاص لكل العالم ، وجعله للخطاة فقط: (15صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُولٍ: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا.) تيموثاوس الأولى 1: 15
                            ومعنى أن يسوع جاء ليُخلِّص الخطاة ، فهذا استثناء من الكل ، الأمر الذى يعنى أن العالم به أبرار، لم يحملوا الخطيئة الأولى. ومنهم من أخطأ وتاب وتقبل الله توبته ورفعه فى الدرجات، وذلك بانفصاله عن الخطاة الذين كان منهم. الأمر الذى يدل على عدم وجود هذه العقيدة الظالمة: (26لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ) عبرانيين 7: 26
                            ويقول بولس إن يسوع جاء ليفتدى فقط أبناء الناموس أى اليهود فقط ، الأمر الذى ينفى توارث الخطية , وأن كل مولود ورثها بالطبيعة: (4وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، 5لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ.) غلاطية 5: 4-5
                            وهو عين ما قاله يسوع للمرأة الكنعانية، فقد قال لها: («لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».) متى 15: 24
                            وعلى ذلك فإن النصوص لم تتفق فى المصلوب من أجلهم، فهناك من النصوص التى تُحدِّد أنه افتدى الكثيرين ، وأخرى تؤكد أنه افتدى كل العالم، وأخرى تُحدِّد هذا الكل وتجعله الخطاة، وأخرى للمؤمنين به.
                            * * *
                            إعدام الإله فى الديانات الوثنية:
                            إلى الآن نكون قد فندنا قصة الخطيئة، التى اقترفتها حواء فقط تبعًا للكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس، وذكرنا النصوص التى يستشهدون بها على صحة هذه الأسطورة الوثنية ، وأثبتنا عدم وجودها إلا فى مُخيلة بولس ، ومن تأثر به. وأثبتنا بنصوص من الكتاب الذى يقدسه القمص عدم وجود مثل هذه الأسطورة، وأن الله تعالى عما يقولون علوًا كبيرًا رحيم ، لم يخلق عباده ليعذبهم، بل ليرحمهم ويقودهم إلى الخلود فى الجنة ، لذلك قرر أن كل إنسان يُحاسب على ما فعله هو ، وما قاله لسانه هو، وهو غير مسئول عن أخطاء غيره، إلا إذا لم يُبلِّغه دعوة الله، وتركه فى جهله.
                            كما فندنا قصة صلب يسوع فداءًا للبشرية، ووضعنا تضارب الأحداث الرئيسية مع بعضها البعض، وتغاضينا عن الإختلافات الأخرى. الأمر الذى يثبت عدم حدوث هذه القصة. وذكرنا تضارب آراء بولس والأناجيل فى السبب الذى من أجله صُلبَ يسوع: من أجل خطايا العلم ، أم من أجل الكثيرين ، أم من أجل الخطاة ، أم من أجل المؤمنين به.
                            ويتبقى لنا عدة نقاط فى هذا الموضوع ليكتمل تفنيدنا له:
                            وهل فعلا اعتنق بولس دين عيسى u لتأخذوا عنه دينكم؟
                            وهل كان دين عيسى u يختلف عن دين الأنبياء السابقين له؟
                            وهل اختلف دين بولس عن دين الآباء؟
                            هل سرق بولس أفكار العقائد الوثنية ونسبها لنفسه؟
                            فعلينا إذًا أن نتعرف على بولس عن قُرب، ونعرف مدى صدقه من كذبه ، ورأى علماء اللاهوت فيه، وعلاقة كل من عيسى uوالتلاميذ وبولس بالناموس، ثم النصوص النافية لوجود الخطيئة الأولى وتوارثها، وأضرار تصديق هذه العقيدة.
                            نعود مرة أخرى إلى النصوص التى ذكرها بولس تدليلا على توارث الخطيئة الأولى. وقلنا إن مثل هذه النصوص لا يعرفها يسوع ولا الأنبياء من قبله ، ولم تعرفها إلا الديانات الوثنية. مثال ذلك:
                            أولاً : فى ديانة مثرا الفارسية:
                            ديانة فارسية إزدهرت في فارس في القرن السادس ق. م.، ثم نزحت إلى روما، وصعدت فى أوروبا فوصلت مدنًا شمالية في إنجلترا. ومن التشابه بين عقائد الديانتين وبين مثرا ويسوع ، أن:
                            ـ كل منهما كان وسيطًا بين الله والبشــر.
                            ـ ولد مثرا في كهف وولد عيسى في مزود البقر.
                            ـ ولد كل منهما فى الخامس والعشرين من ديسمبر.
                            ـ كل منهما كان له إثنا عشر حواريًا.
                            ـ كل منهما مات ليخلص البشر من خطاياهم.
                            ـ كل منهما دفن وعاد للحياة بعد دفنه.
                            ـ كل منهما صعد إلى السماء أمام تلاميذه .
                            ـ كل منهما كان يدعى منقذًا ومخلصًا ، ومن أوصافه أنه كان كالحمل الوديع.
                            ـ كل منهما كان له أتباع يعمدون باسمه وقام عشاء مقدس فى ذكراه .
                            هذا وقد جاء فى كتاب (حياة المسيح في الكشوف والتاريخ) للمرحوم العقاد: أن عبادة مثرا هذه انتقلت إلى الدولة الرومانية ، وامتزجت بعبادة إيزوريس المصرية ، ومنهما جاءت عبادة مثرا، وهى فى جملتها هى الديانة المصرية التى صورت إيزيس أم الإله حوريس وهو يرضع من ثديها. وهى أيضا صورة مريم العذراء التى تحتضن ابنها عيسى u أثناء رضاعته ، وقبل فطامه.
                            ثانيًا: فى ديانة بعل:
                            وهى ديانة بابلية إنتقلت مع موجة الفتوحات البابلية إلى شمال الهلال الخصيب، وظل الكنعانيون يدينون بها. وفي كثير من الأحيان كان اليهود يتركون ديانتهم ويعبدون بعلاً ، ونهاية هذا الإله تكاد تكون هي الصورة التى صورت بها نهاية المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام:
                            ـ أسر قبل محاكمته .
                            ـ حوكم علنًا.
                            ـ أعتدى عليه بعد محاكمته.
                            ـ نفذ الحكم عليه فى أعلى الجبل.
                            ـ كان معه مذنب أخر محكوم عليه.
                            ـ ولما أراد الحاكم العفو عنه طالب الشعب بإعدامه هو والعفو عن المجرم.
                            ـ وبعد تنفيذ الحكم عليه ظهر الظلام، وعَمَّ اضطراب الناس، وعلا الرعد، وزُلزِلَت الأرض.
                            ـ وكل منهما أقيم حرس على قبره .
                            ـ وكل منهما قام من القبر وصعد إلى السماء.
                            ثالثًا : فى ديانة الهندوس:
                            وأنقل هنا أقوال العلماء عن هذه الديانة وعلاقتها بصلب يسوع والديانات الوثنية.
                            فعلماء اللاهوت والديانات الخرافية يقرون بالتشابه الكبير بين تفاصيل قصة صلب يسوع مع التفاصيل الواردة في قصص وثنية مشابهة. فقد ذكر متى أحداثًا غريبة عدة، صاحبت موت المسيح حيث يقول: (وفى الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض، إلى الساعة التاسعة ... وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت ...) متى 27: 45-53
                            وهذا نقله النصارى من الوثنيات القديمة، فقد نقل العلامة التنير عن عدد من المؤرخين إجماعهم على انتشار هذه الغرائب حال موت المخلصين لهذه الأمم. من ذلك: أن الهنود يقولون: ”لما مات "كرشنا" مخلصهم على الصليب، حدثت في الكون مصائب جمة، وعلامات متنوعة، وأحاطت بالقمر دائرة سوداء، وأظلمت الشمس عند منتصف النهار، وأمطرت السماء نارًا ورمادًا.....“
                            ويقول عباد بروسيوس "إنه لما صلب على جبل قوقاس، اهتزت الكائنات، وزلزلت الأرض".
                            "والاعتقاد بحدوث أحداث سماوية عظيمة عند موت أحد العظماء أو ولادته، معروف عند الرومان واليونان.
                            كما ينقل المؤرخ "كنون فرار" في كتابه "حياة المسيح" وينقل جيبون في تاريخه أن عددًا من الشعراء والمؤرخين الوثنيين كان يقول :"لما قتل المخلص اسكولا بيوس، أظلمت الشمس، واختبأت الطيور في أوكارها... لأن شافى أمراضهم وأوجاعهم فارق هذه الدنيا".
                            والقول بظلمة الشمس عند موت أحد المخلصين قيل عند مقتل هيركلوس وبيوس وكوتز لكوتل وكيبير ينوس إله الرومان، وعليه، فهو أسطورة قديمة تداولتها الأمم، ونقلها أصحاب الأناجيل من تلك الوثنيات.
                            وقد كان عباد الشمس يقدمون الضحايا لها، خاصة عند حلول الكسوف، فإذا زال الكسوف اعتقدوا أنه بسبب فداء أحد زعمائهم، حيث خلصهم وحمل عنهم العذاب، ومنه أخذ متى قوله: "ومن الساعة السادسة، كانت ظلمة على الأرض إلى الساعة التاسعة" (متى 27: 45).
                            يقول دوان: وكانوا فى مصر يقدمون من البشر ذبيحة ، وتمكنت بهم هذه العادة الشريرة حتى صاروا يقدمون الابن البكر من أحد العائلات الأتانية ذبيحة ، يأخذونه إلى هيكل فى (فستات فى عالوس) ، ويضعون على رأسه إكليلاً ، ثم يذبحونه قربانًا للإله كما تُذبح الأنعام. (ص 74)
                            وقال العلامة M. William: (.. .... يعتقد الهنود الوثنيون بالخطيئة الأصلية ، ومما يدل على ذلك ما جاء فى تضرعاتهم التى يتوسلون بها بعد (الكياترى) ، وهى: إنى مذنب ، ومرتكب الخطيئة ، وطبيعتى شريرة ، وحَمَّلَتنى أمى بالإثم ، فخلِّصنى ياذا العين الحندقوقية ، يا مخلِّص الخاطئين ، يا مزيل الآثام والذنوب.)
                            وقال العلامة (دوان) ما نصه: ويعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذى هو نفسه فشنو ، الذى لا ابتداء له ، ولا انتهاء ، قد تحرّكَ شفقة وحُنوّا ، كى يخلص الأرض من ثقل حملها ، فأتاها وخلَّصَ الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه.) (ص 75)
                            وقال العلامة هوك: (ويعتقد الهنود [الوثنيون] بتجسد أحد الآلهة ،وتقديم نفسه ذبيحة فداءً عن الناس والخطيئة)
                            ويقول القس جورج كوكس: (ويصفون (أى الهنود) كرشنا بالبطل الوديع المملوء لاهوتًا؛ لأنه قدم نفسه ذبيحة ، ويقولون: إن عمله هذا لا يقدر عليه أحد سواه).
                            وقال دوان: فى جنوب الهند وتنجور، وفى أيونديا يعبدون إلهًا صُلِبَ، اسمه (بالى)، ويعتقدون بأنه [فشنو] تجسَّد ، ويصورونه مثقوب الجنب واليدين).
                            ويدعون “بوذا” الطبيب العظيم ، ومخلص العالم والممسوح ، والمسيح المولود الوحيد ، وغير ذلك ، وأنه قدم نفسه ذبيحة ليكفِّر آثام البشر ، ويجعلهم ورثة ملكوت السموات ، وبولادته ترك كافة مجده فى العالم ليخلص الناس من الشقاء والعذاب كما نذر).
                            وقال العلامة ”بيل“: قال ”بوجانا“: سأتخذ جسدًا ناسوتيًا، وأنزل فأولد بين الناس؛ لأمنحهم السلام، وراحة الجسد، وأمحو أحزان وأتراح العالم. وأن عملى هذا لا أبغى به اكتساب شىء من الغنى والسرور).
                            وقال لبى هوك: إن بوذا فى [نظر البوذيين] إنسان وإله معًا ، وأنه تجسد بالناسوت فى هذا العالم ليهدى الناس ويفديهم ، ويُبيِّن لهم طريق الأمان ، وهذا التجسد اللاهوتى يعتقده كافة البوذيين ، كما يعتقدون أن بوذا هو مخلِّص الناس).
                            وقال مكس مولر: (البوذيون يزعمون أن بوذا قال: دعوا كل الآثام التى ارتكبت فى هذا العالم تقع علىّ ؛ كى يخلِّص العالم).
                            وقال العلامة وليامز: (.. .. الهنود تقول: ومن رحمته [أى بوذا] تركه للفردوس، ومجيئه إلى الدنيا ، من أجل خطايا بنى الإنسان وشقائهم ؛ كى يبرِّرهم من ذنوبهم، ويزيل عنهم القصاص الذى يستحقونه).
                            وقال العلامة (دوان) نقلاً عن السر لكنسون: (إن تألم وموت أوزيريس هما السر العظيم فى ديانة المصريين وبعض آثار هذه العقيدة ظاهر فى ديانات الأمم [الأخرى]. ويعدونه [أى أوزيريس]: الصلاح الإلهى ، وجالب الفكر الصالح. وكيفية ظهوره على الأرض، وموته، وقيامته من بين الأموات، وأنه سيكون ديان الأموات فى اليوم الآخير ـ تشابه آلهة الهنود).
                            وكان الفرس يدعون مترا ”الوسيط بين الله والناس، والمخلِّص الذى بتألمه خلَّصَ الناس ففداهم“ ويدعونه: "الكلمة" و"الفادى" ، ويعتقدون أيضًا بأن زروستر المتشرِّع مُرسَل إلهى ، أُرسِلَ ليخلِّص الناس من الطرق الشريرة ، وإلى هذا الحين نرى أتباعه يدعونه زروستر ”الحى المبارك المولود البكر الواحد الأبدى“ وما شاكل ذلك من الألقاب، وأنه لما ولد ظهر نور أضاء الغرفة التى ولد فيها ، وأنه ضحك على أمه من حين ولادته ، ويدعونه ”النور الشعشعانى البارز من شجرة المعرفة الذى علق على شجرة“).
                            والسوريون كانوا يقولون: إن تموز الإله المولود البكر من عذراء ، تألَّم من أجل النَّاس. ويدعونه المخلِّص ، الفادى ، المصلوب ، وكانوا يحتفلون فى يوم مخصوص من السنة تذكارًا لموته ، فيصنعون صنمًا على أنه هو ، ويضعونه على فراش ، ويندبونه ، والكهنة ترتل قائلة: ثقوا بربكم فإن الآلام التى قاساها قد جلبت لنا الخلاص.
                            وقال نيت: (كان الوثنيون يدعون أبولو: ”الراعى الصالح“ ، وكذلك دعوا عطارد وكرشنا وغيرهم.)
                            والملفت للنظر فى هذه العبادة أنه لم يلعن أحدهم إلهه إلا فى المسيحية على يد بولس الذى قال: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                            * * *

                            تعليق


                            • #15
                              شخصية بولس:
                              وبما أن نصوص توارث إثم خطيئة الآباء لم يذكرها إلا بولس فى الرسائل المنسوبة له ، فعلينا أن نتعرف على شخصية بولس ، ودينه ، وما قاله عن الله وعن يسوع ، وكيف تحوَّل من ضابط أمن سرِّى يعمل بأمر رئيس الكهنة، يهودى متعصب يسطو على بيوت المؤمنين بعيسى u ، ويجرهم إلى الحبس ، ويصادر ممتلكاتهم وغير ذلك من التنكيل. وكيف قام بإلغاء دين الآباء ، وأحل بدلا منه دين الهنود الوثنيين.
                              إن شخصية بولس لهى شخصية المقاتل الشرس الذى لا يستسلم بسهولة ، لأنه يدافع عما يؤمن به ولو كان خطأ. إنها شخصية رجل المخابرات الذى يتلوَّن بكل لون لإنجاز المهمة المكلف بها. فيكذب فى الوقت الذى يرتدى فيه لباس القديسين، وينافق فى الوقت الذى يتمسَّح فيه بقناع الأبرار:
                              فقد اعترف بنفسه أنه كذب، وبرر كذبه ليزداد مجد الرب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                              وعندما تتفكر عزيزى المسيحى: ما هذا المجد الكاذب الذى يتمناه الرب؟ وهل مجد الرب لا يقوم إلا على الكذب؟ وهل يبيح الرب بذلك الكذب؟ ألا يناقض الرب نفسه؟ ألم يُحرِّم الكذب فى ناموسه؟
                              وكذب على الوالى ورئيس الكهنة وادعى أنه يُحافظ على الناموس وتعاليمه: (أَعْبُدُ إِلَهَ آبَائِي مُؤْمِناً بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ). أعمال 24: 14
                              وادعى الأمانة واتباع أقوال موسى والأنبياء وكتبهم فقال: (لاَ أَقُولُ شَيْئاً غَيْرَ مَا تَكَلَّمَ الأَنْبِيَاءُ وَمُوسَى). أعمال الرسل 26: 22
                              ثم علَّمَ أتباعه الإرتداد عن تعاليم الناموس والأنبياء: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
                              وقال: (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
                              وقال أيضًا: (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
                              وأعتقد أن القارىء الواعى الذى يملك قراره بدون تردد سيكتفى بالذى ذكرته أعلاه ، ليعرف حقيقة بولس وما فعله بالكتاب الذى يقدسه القمص زكريا بطرس. لكننى سأواصل إقامة الحجة على القمص ومذيعته ، حتى لا يتبقى له عُذر أمام نفسه والآخرين ، وأمام الله تعالى فى الآخرة.
                              وكانت بدايته بالكذب والنفاق، فقد نافق كل طائفة حسب عقيدتها، وطالب العاملين معه فى الدعوة ومن يدعوهم لدينه الجديد أن يظل كل واحد على ما اعتاد عليه، حتى لا تُقابل الدعوة بمعارضة ومؤامرات فى بدايتها، سواء كان هذا لليهودى الذى اعتاد على تقاليد الكهنة والناموس،أو كان وثنيًا اعتاد على عبادة الأوثان. فقال: (20اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا.) كورنثوس الأولى 7: 20
                              وهذا يعنى أنه إذا دُعى اليهودى للمسيحية وقبلها ، فليعمل بحسب شريعته التى درج عليها ، وإذا دُعى اليونانى أو الوثنى إلى المسيحية وقبلها ، فليعمل بحسب قوانين شريعته التى تحكمه واعتاد عليها. بمعنى ”إله تفصيل لكل مواطن“ و”شريعة تبع طلب الزبون“ مثل البيتزا تُشكلها كما يحلو لك!!
                              فقام بختان تابعه (تيموثاوس) لينافق اليهود (بعد أن كان يحارب الختان) (3فَأَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَخْرُجَ هَذَا مَعَهُ فَأَخَذَهُ وَخَتَنَهُ مِنْ أَجْلِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي تِلْكَ الأَمَاكِنِ ......) أعمال 16: 3 ، فأين الولاء لله ، والبراء من أفعال الشيطان وأوامره؟
                              ونافق عبدة الأصنام في أثينا عندما رأى صنما مكتوبا عليه (إله مجهول) فقال لهم لقد جئتكم لأبشركم بهذا الإله؟؟ (23لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ وَجَدْتُ أَيْضاً مَذْبَحاً مَكْتُوباً عَلَيْهِ: «لِإِلَهٍ مَجْهُولٍ». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ هَذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ.) أعمال 17: 23
                              وجاهر بهذا النفاق ، وأعلن أنه هو منهاج حياته الذى أقر به: (19فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ.) كورنثوس الأولى 9: 19-23
                              أليس هذا هو النفاق بعينه؟ فهل المنافق يُطلَق عليه قديس؟ وهل المنافق يُؤتَمَن على كلمة الله؟ هل لم يجد الرب بشرًا آخرًا يصطفيه لنقل رسالته غير هذا الكذَّاب؟ كيف يكون إنسان بهذه الشخصية شريكًا فى كتابك الذى تقدسه عزيزى القمص؟ أين عقلك؟ ألا يدل هذا على ضعف الرب وفشله فى خلق دين يفهمه البشر دون اللجوء للكذب والكذابين؟
                              فكيف يُؤخذ دين وعقيدة من كذَّاب ومنافق؟ قارن هذا بقول عيسى u: (16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 16 ، إذن فمجد الله يزداد بالأعمال الصالحة وليس بالكذب كما ادعى بولس.
                              والأعجب من ذلك أنه يتفاخر بذلك قائلاً: (16فَلْيَكُنْ. أَنَا لَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ. لَكِنْ إِذْ كُنْتُ مُحْتَالاً أَخَذْتُكُمْ بِمَكْرٍ!) كورنثوس الثانية 12: 16
                              وأكمل مسلسل الكذب بأن ألف لهم إنجيلاً جديدًا، لم يأخذه عن أحد من الأنبياء أو التلاميذ، لأن مبدأه ألا يبنى على أساس وضعه غيره. وهذا بديهى ، فهو لا يريد تعاليم الأنبياء ولا أقوال الناموس، فهو يبغى دينًا جديدًا، يُخرج به أتباع عيسى u من الناموس ، ومن رحب الإيمان ، إلى ضيق الشرك، فوضع هو الأساس الجديد للدين الجديد، وترك غيره يبنى عليه. الأمر الذى يُشير إلى تعدُّد البنائين للدين الجديد وكتابه ، والمدمرين لدين الآباء والأجداد: (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) كورنثوس الأولى 3: 10-11
                              إنه يطالب الكل بالبناء والتأليف فى هذا الدين ، ليضمن وجود كمٍ من التناقضات المختلفة والعقائد المتباينة ، التى يُحيل معها هذا الدين إلى فرق وطوائف متنازعة ، يحرص كل منها على القضاء على الآخر، والتى يستحيل معها عقلاً ونقلاً وحدة هذا الدين وصموده! إنها دعوة علانية للقضاء عليكم بأيدى أنفسهم!
                              فقد تكلم بولس عن إنجيل خاص به غير الذى أتى به عيسى ابن مريم u ، ذكره عدة مرات فى رسائله: (25وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ حَسَبَ إِنْجِيلِي .. .. ..) رومية 16: 25
                              (8اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي) تيموثاوس الثانية 2: 8
                              وهذا هو الإنجيل الذى كان يُبشر به، ويؤسسه ليبنى عليه غيره: (20وَلَكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصاً أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لِآخَرَ.) رومية 15: 20
                              وقال أيضًا: (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.) غلاطية 1: 11-12
                              (17الَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ الرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ الاِفْتِخَارِ هَذِهِ.) كورنثوس الثانية 11: 17
                              بل أقر أنه فعل الكثير ضد ما فعله وما قاله يسوع الناصرى: (8لِمَاذَا يُعَدُّ عِنْدَكُمْ أَمْراً لاَ يُصَدَّقُ إِنْ أَقَامَ اللهُ أَمْوَاتاً؟ 9فَأَنَا ارْتَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَصْنَعَ أُمُوراً كَثِيرَةً مُضَادَّةً لاِسْمِ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ.) أعمال الرسل 26: 8-9
                              ولم تكن أقواله أو أفعاله فقط ضدًا ليسوع، بل كانت ضد الله نفسه. إن النية مبيتة لديه لتكفيركم! فاقرأ كيف يسب الرب ويتهمه بالحمق والقسوة ، بل لعن نبيه:
                              (14وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً. 15وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ. 16لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.) كورنثوس الأولى 2: 16
                              فلك أن تتخيل أن الإنسان الطبيعى هو الذى يرفض ما لروح الله ، لأن فكر الرب عنده جهالة؟!! والإنسان غير الطبيعى هو الذى يقبله. وقال علانية إنه يرفض فكر الله ، ولا يقبل إلا فكر المسيح! فهل مازلت تتبع هذا الدين عزيزى القمص؟
                              (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25 ، هل تحتاج تعليق على هذا التطاول على الله؟ أليس هذا بالكفر الصريح؟
                              (31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟) رومية 8: 31-32
                              (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                              وهل تتخيلون أنه يرفض أن يبنى على أساس غيره ، ولو كان هذا الغير إلهه؟: (8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 8، الأمر الذى جعله يدَّعى أنه سيدين ويُحاكم الملائكة فى الآخرة: (أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!) كورنثوس الأولى 6: 3
                              وأنت تعلم طبعًا أن الملاك لا ينزل من السماء إلا بأمر الله. فلك أن تتخيل أن بولس يقول لك: إن نزل ملاك من السماء بغير ما قاله هو ، فليكن الملاك ملعونًا. وطبعًا ليس اللعن له وحده ، بل لكلامه أيضًا ، وهذا الكلام صادر عن رب الملاك ، فيكون هو الآخر بدوره ملعونًا (فسبحان الله وتعالى عن ذلك علوًا كبيرًا). ولا تتعجب من لعنه للإله، فقد لعن يسوع الذى تحبه وتؤلهه عزيزى المسيحى أيضًا، ولكن باستشهاده بنصوص العهد القديم: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                              بل تعدى ذلك إلى تغيير كل ما يمت للناموس بصلة ، وبذلك تمكن من إخراج النصارى من عهد الرب، وتغيير دينهم، وجعلهم مسيحيين، بدلاً من النصارى أو الناصريين: (26فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعاً غَفِيراً. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.) أعمال 11: 26
                              الأمر الذى أدى إلى معارضة المؤمنين الموحدين له ورفضوا بولس وتعاليمه فى القرون الأولى، بعد رفع عيسى u، فيقول إيريناوس في كتابه "ضد الهرطقات" (188م): "والذين يدعون باسم الأبيونية يوافقون على أن الله هو الذي خلق العالم، ولكن مبادئهم عن الرب مثل كورنثوس ومثل كربوقراط … وهم يستخدمون إنجيل متى فقط، ويرفضون بولس الرسول، ويقولون عنه: إنه مرتد عن الناموس، ويحفظون الختان، وكل العوائد المذكورة في الشريعة".
                              * * *
                              رسائل بولس مدسوسة على الكتاب:
                              ويقول يوسابيوس القيصري (240م) في تاريخه: ”قد كان الأقدمون محقين إذ دعوا هؤلاء القوم (أبيونيين)، لأنهم اعتقدوا في المسيح اعتقادات فقيرة ووضيعة، فهم اعتبروه إنسانًا بسيطًا عاديًا قد تبرر فقط بسبب فضيلته السامية“. كما كان الأبيونيون يقولون بردة بولس وكانوا يتهمونه بالتحريف.
                              أما بالنسبة لسند كتاباته أو الرسائل المنسوبة إليه فيقول المؤرخ الكنسى يوسابيوس القيصرى عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: ”أما ذاك الذى جعل كفئًا لأن يكون خادم عهد جديد ، لا الحرف بل الروح ، أى بولس ، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون ، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.“ (يوسابيوس 6: 25)
                              وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: ”قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس ، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور“. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                              والعجيب أن يعترف الفاتيكان بصورة مخفَّفة بنفاق بولس هذا ، وتدميره للمسيحية متعمدًا ، فقد جاء فى كتاب (المسيحية عقيدة وعمل ص50) [نقلاً عن المسيحية للدكتور أحمد شلبى] ما يلى: "كان القديس بولس منذ بدء المسيحية ينصح لحديثى الإيمان أن يحتفظوا بما كانوا عليه من أحوال قبل إيمانهم بيسوع." وهو يُشير بذلك إلى قوله: (اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا.) كورنثوس الأولى 7: 20
                              فلك أن تتخيل أن يظل الوثنى على ما كان عليه ، وأن يظل اليهودى على ما هو عليه ، وأن يظل الفريسى على ما هو عليه. فعلام كان يدعو إذن؟ إن بولس لم يهتم مطلقًا إلا بتدمير دين عيسى u وأتباعه ، وطمس كلامه وتعاليمه.
                              وفى سنة 1992م نشر فى أمريكا كتابًا بعنوان «مخطوطات البحر الميت التى لم تُنشر» لمؤلفيه Eisenman and Wis حيث ذكر فى ذلك الكتاب خمسين وثيقة من لفائف البحر الميت المكتشفة بين سنة 1947 وسنة 1952م ترجع كلها إلى عصر المسيح بن مريم u وعصر بولس.
                              يحكى ع.م. جمال الدين شرقاوى فى كتابه ”يسوع النصرانى مسيح بولس“ ص 133-134: (جاء فى ذلك الكتاب أنَّ مكتبة هنتجتون بولاية كاليفورنيا الأمريكية أعلنت فى خريف سنة 1991م نشرها لصور من الوثائق التى أودعتها إسرائيل فى المكتبة خوفًا عليها من الدمار خلال حرب يونيو 1967 فى الشرق الأوسط. ومن هذه الوثائق التى جاءت فى الكتاب المذكور وثيقة تحمل الرقم 40266 ومعنونة بالعنوان التالى: The Foundation of Righteousnessوفيها إشارة إلى وثيقة الحرمان المنوَّه عنها فى فقرات وثيقة دمشق المكتشفة فى مصر.
                              وعلى ما يبدو أنَّ وثيقة الحرمان هذه موجهة إلى بولس الطرسوسى ، لحرمانه من الانتساب إلى جماعة النصارى الموجودة فى فلسطين ، العاملين بأحكام التوراة ، وبما لديهم من تعاليم المسيح ابن مريم u ، ولم يذكر فيها اسم بولس صراحة ، وإنما ذهب مؤلفو الكتاب إلى أنه بولس، لما جاء فيها من صفات تنصرف إلى بولس دون سواه ، ويتأيَّد ذلك الترجيح برد فعل بولس تجاه قرارات تلك الوثيقة من حضوره إلى أورشليم واجتماعه ببعض قياداتهم ، وقيامه بإظهار تنفيذه لتعاليم التوراة. فحلق شعر رأسه واغتسل وتطهر ، وفعل عكس ما كان يقوله فى رسائله من إلغائه لتعاليم التوراة دفاعًا عن نفسه ، ورياءًا ونفاقًا أمام أتباع المسيح ابن مريم u من بنى إسرائيل الفلسطينيين ، وتفصيل تلك الزيارة وما تم فيها تجده فى سفر الأعمال (21: 17-22). ثم بعد ذلك كتب بولس بعضًا من رده على أصحاب الوثيقة فى رسالته إلى أهل غلاطية (3: 11-13).
                              وقد وصفت هذه الوثيقة بولس بالصفات التالية: الخصم الكذَّاب ، مُفجِّر الكذب الذى رفض الشريعة فى وسط الجماعة، اللسان (أى كثير الكلام) البرَّاق، المستهزىء الذى سكب على إسرائيل أنهار الكذب.
                              منهج عيسى u فى الدعوة:
                              وفى النهاية .. فإن المتأمل فى كل الذى جاء عن المسيح ابن مريم u ، وكل الذى جاء به بولس يعلم جيدًا أنَّ بولس خرج من اليهودية وتعاليم التوراة. وهذا يناقض أفعال وأقوال عيسى u، الذى ولد بين اليهود،ومارس تعاليم موسى u، وعلمها، والتزم بها، وطالبه الناس بتحكيم الناموس فى الكثير من المواضع، بل كان يأمر من يشفيهم بإذن الله أن يتطهر كما أمره موسى والناموس: (40فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِياً وَقَائِلاً لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي!» 41فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». 42فَلِلْوَقْتِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ وَطَهَرَ. 43فَانْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ 44وَقَالَ لَهُ: «انْظُرْ لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئاً بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ».) مرقس 1: 40-44
                              وبذلك لا تتوقع أن يكون بولس مؤيدًا لأقوال عيسى u، ولا شارحًا لها، لأنه قرر منذ البدء ألا يبنى على الأساس الذى وضعه غيره، وإن كان ذلك الغير هو الله أو حتى رسوله ، وإنما سيأتى بأساس جديد من عنده يُخالف ما عرفه الناس من موسى وعيسى عليهما السلام.
                              ولكى نكون أمناء أكثر فقد حاكى الديانات الوثنية القديمة ، وطبق أقوال الوثنيين على يسوع ، ومن هذه العقيدة ما قاله فى تجسد الإله وموته فداءًا. (راجع: مطابقة العقائد المسيحية للأديان الوثنية، الجزء الرابع من هذه السلسلة ص61 وما بعدها)
                              وعليك عزيزى المسيحى أن تقف وقفة مع نفسك لتتدبر ما كان يقوله يسوع أو يفعله. فهل قال يسوع شيئًا من تلقاء نفسه؟ هل فعل شيئًا يُخالف الناموس أو الأنبياء؟
                              اقرأوا أقوال عيسى u واعترافه بأن الكلام الذى يقوله ، والأعمال التى يعملها هى من عند الله ، وأنه ناقل لها ليس أكثر: (أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي) يوحنا 10: 25
                              (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.) يوحنا 8: 28
                              (24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كلاَمِي. وَالْكلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.) يوحنا 14: 24
                              (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».) يوحنا 12: 49-50
                              (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. كَانُوا لَكَ وَأَعْطَيْتَهُمْ لِي وَقَدْ حَفِظُوا كلاَمَكَ. 7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ 8لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.) يوحنا 17: 6-8
                              (14أَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كلاَمَكَ) يوحنا 17: 14
                              فلم يكن طريق بولس هو نفس طريق عيسى u ، فقد سار بولس فى طريق الدعوة طريقًا ملتويًا غير الطريق الذى سار عليه سيده ومعلمه. أم تقصد عزيزى القمص بإيمانك بالرسائل المنسوبة لبولس أن يسوع كان ينافق اليهود ويهادنهم لنشر دينه؟
                              لا. إن عيسى u لم يهادن اليهود ، ولم ينافقهم كما فعل بولس:
                              فقد قام بشتم معلمى الشريعة قائلاً لهم: (يا أولاد الأفاعي) متى 3: 7
                              وشتمهم في موضع آخر قائلاً لهم: (أيها الجهال العميان) متى 23: 17
                              بل شتم تلاميذه ، إذ قال لبطرس كبير الحواريين: (يا شيطان) متى 16: 23
                              وشتم آخرين منهم بقوله: (أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان!)لوقا24: 25
                              بل إن المسيح شتم الذى استضافه في بيته ليتناول طعام الغداء عنده: (37وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. 38وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. 39فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. 40يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ 41بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيّاً لَكُمْ. 42وَلَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!») لوقا 11: 37-43
                              وقال لهيرودس: (قولوا لهذا الثعلب) لوقا 13: 32
                              بل أمر بإحضار مخالفيه وذبحهم أمامه: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
                              * * *
                              الناموس وقيمته عند الرب:
                              إن ناموس الرب هو كلامه وأوامره وتعليماته لبنى إسرائيل. من أطاعه خلده الله فى الجنة ، ومن عصاه دخل النار. بل إن الله تعالى لم يترك الأمر للضمير الشخصى لبنى إسرائيل، بل فرض عقوبات على كل من يكسر وصية من وصايا هذا الناموس. ولنقرأ أولاً ناموس الرب ، ثم نقرأ العقوبات المفروضة على كسر كل وصية:
                              (11لأَنْ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ. لِذَلِكَ بَارَكَ الرَّبُّ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَدَّسَهُ. 12أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ. 13لاَ تَقْتُلْ. 14لاَ تَزْنِ. 15لاَ تَسْرِقْ. 16لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ. 17لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا لِقَرِيبِكَ»)خروج20: 11-17
                              &Ucirc; وعقوبة كسر السبت الرجم: (14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً.) خروج 31: 14-17
                              &Ucirc; وعقوبة عبادة الأصنام الرجم: (1«إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً 2وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا ...... 5وَذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الحَالِمُ ذَلِكَ الحُلمَ يُقْتَلُ لأَنَّهُ تَكَلمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ لِيُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ التِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ. 6«وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا 8فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ 9بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً. 10تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ. 11فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ]تثنية 13: 1-11
                              &Ucirc; وعقوبة عقوق الوالدين الرجم: (15وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. .. .. 17وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.) خروج 21: 15 ،
                              (18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.) تثنية 21: 18-21
                              &Ucirc; وعقوبة القاتل المتعمِّد أن يُقتل قصاصًا: (مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناً فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً.) خروج 21: 12 ، (30كُلُّ مَنْ قَتَل نَفْساً فَعَلى فَمِ شُهُودٍ يُقْتَلُ القَاتِلُ. وَشَاهِدٌ وَاحِدٌ لا يَشْهَدْ عَلى نَفْسٍ لِلمَوْتِ. 31وَلا تَأْخُذُوا فِدْيَةً عَنْ نَفْسِ القَاتِلِ المُذْنِبِ لِلمَوْتِ بَل إِنَّهُ يُقْتَلُ.) عدد 35 : 31
                              &Ucirc; وعقوبة الزانى والزانية الرجم: (10وَإِذَا زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ فَإِذَا زَنَى مَعَ امْرَأَةِ قَرِيبِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الزَّانِي وَالزَّانِيَةُ.) لاويين 20: 10 ، تثنية 22: 24
                              وحتى قبل وقوع الزواج، إذا ارتكبت امرأة مخطوبة الزنا مع رجل آخر، كان كلاهما يرجمان حتى الموت: (23«إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.) تثنية 22: 23 و 24.
                              ويقول الرب عن شريعته: (ناموس الرب بلا عيب) المزمور 18: 7 ، بل إن (ناموس الرب كامل) مزمور 19: 7 ، و(26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
                              ويقول الرب: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
                              وأمر الرب موسى أن يأمر بنى إسرائيل أن يلتزموا بفرائضه وأحكامه، لأن هذا هو طريقهم للحياة الأبدية، ومنهم كان عيسى u وبولس: (4أَحْكَامِي تَعْمَلُونَ وَفَرَائِضِي تَحْفَظُونَ لِتَسْلُكُوا فِيهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 5فَتَحْفَظُونَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي الَّتِي إِذَا فَعَلَهَا الْإِنْسَانُ يَحْيَا بِهَا. أَنَا الرَّبُّ) لاويين 18: 4-5
                              وهو نفس قول عيسى u لقومه: (وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».) متى 19: 17-19
                              وأمرهم الرب أيضًا قائلاً: (37فَتَحْفَظُونَ كُلَّ فَرَائِضِي وَكُلَّ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ) لاويين 19: 37
                              بل إن سبب عدم طاعة بنى إسرائيل لله ، وحفظهم لفرائضه كانت سببًا فى عدم حياتهم آمنين على الأرض: (22«فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا.) لاويين 20: 22، (18فَتَعْمَلُونَ فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِتَسْكُنُوا عَلَى الأَرْضِ آمِنِينَ) لاويين 25: 18
                              وإن طاعتهم لها لهى سبب سعادتهم فى الدنيا والآخرة: (1«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَاناً وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ نَصَباً وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَراً مُصَّوَراً لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 2سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ. 3«إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا 4أُعْطِي مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا وَتُعْطِي أَشْجَارُ الْحَقْلِ أَثْمَارَهَا 5وَيَلْحَقُ دِرَاسُكُمْ بِالْقِطَافِ وَيَلْحَقُ الْقِطَافُ بِالزَّرْعِ فَتَأْكُلُونَ خُبْزَكُمْ لِلشَّبَعِ وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضِكُمْ آمِنِينَ. 6وَأَجْعَلُ سَلاَماً فِي الأَرْضِ فَتَنَامُونَ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُكُمْ. وَأُبِيدُ الْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ يَعْبُرُ سَيْفٌ فِي أَرْضِكُمْ. 7وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 8يَطْرُدُ خَمْسَةٌ مِنْكُمْ مِئَةً وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً وَيَسْقُطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 9وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ وَأُثْمِرُكُمْ وَأُكَثِّرُكُمْ وَأَفِي مِيثَاقِي مَعَكُمْ 10فَتَأْكُلُونَ الْعَتِيقَ الْمُعَتَّقَ وَتُخْرِجُونَ الْعَتِيقَ مِنْ وَجْهِ الْجَدِيدِ. 11وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 12وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً.) لاويين 26: 1-12
                              يواصل الرب وعده ووعيده لبنى إسرائيل فيقول: (15وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي 16فَإِنِّي أَعْمَلُ هَذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْباً وَسِلاًّ وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلاً زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. 17وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ. 18«وَإِنْ كُنْتُمْ مَعَ ذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي أَزِيدُ عَلَى تَأْدِيبِكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ 19فَأُحَطِّمُ فَخَارَ عِزِّكُمْ وَأُصَيِّرُ سَمَاءَكُمْ كَالْحَدِيدِ وَأَرْضَكُمْ كَالنُّحَاسِ 20فَتُفْرَغُ بَاطِلاً قُوَّتُكُمْ وَأَرْضُكُمْ لاَ تُعْطِي غَلَّتَهَا وَأَشْجَارُ الأَرْضِ لاَ تُعْطِي أَثْمَارَهَا. 21«وَإِنْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ وَلَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَسْمَعُوا لِي أَزِيدُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَاتٍ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 22أُطْلِقُ عَلَيْكُمْ وُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ فَتُعْدِمُكُمُ الأَوْلاَدَ وَتَقْرِضُ بَهَائِمَكُمْ وَتُقَلِّلُكُمْ فَتُوحَشُ طُرُقُكُمْ. 23«وَإِنْ لَمْ تَتَأَدَّبُوا مِنِّي بِذَلِكَ بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ 24فَإِنِّي أَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ وَأَضْرِبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 25أَجْلِبُ عَلَيْكُمْ سَيْفاً يَنْتَقِمُ نَقْمَةَ الْمِيثَاقِ فَتَجْتَمِعُونَ إِلَى مُدُنِكُمْ وَأُرْسِلُ فِي وَسَطِكُمُ الْوَبَأَ فَتُدْفَعُونَ بِيَدِ الْعَدُوِّ. 26بِكَسْرِي لَكُمْ عَصَا الْخُبْزِ. تَخْبِزُ عَشَرُ نِسَاءٍ خُبْزَكُمْ فِي تَنُّورٍ وَاحِدٍ وَيَرْدُدْنَ خُبْزَكُمْ بِالْوَزْنِ فَتَأْكُلُونَ وَلاَ تَشْبَعُونَ. 27«وَإِنْ كُنْتُمْ بِذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ 28فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطاً وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ. 30وَأُخْرِبُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ وَأَقْطَعُ شَمْسَاتِكُمْ وَأُلْقِي جُثَثَكُمْ عَلَى جُثَثِ أَصْنَامِكُمْ وَتَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 31وَأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً وَلاَ أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سُرُورِكُمْ. 32وَأُوحِشُ الأَرْضَ فَيَسْتَوْحِشُ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا. 33وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحِشَةً وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً. 34حِينَئِذٍ تَسْتَوْفِي الأَرْضُ سُبُوتَهَا كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا وَأَنْتُمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِكُمْ. حِينَئِذٍ تَسْبِتُ الأَرْضُ وَتَسْتَوْفِي سُبُوتَهَا. 35كُلَّ أَيَّامِ وَحْشَتِهَا تَسْبِتُ مَا لَمْ تَسْبِتْهُ مِنْ سُبُوتِكُمْ فِي سَكَنِكُمْ عَلَيْهَا. 36وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ أُلْقِي الْجَبَانَةَ فِي قُلُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِهِمْ فَيَهْزِمُهُمْ صَوْتُ وَرَقَةٍ مُنْدَفِعَةٍ فَيَهْرُبُونَ كَالْهَرَبِ مِنَ السَّيْفِ وَيَسْقُطُونَ وَلَيْسَ طَارِدٌ. 37وَيَعْثُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَمَا مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ وَلَيْسَ طَارِدٌ وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ قِيَامٌ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ 38فَتَهْلِكُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَتَأْكُلُكُمْ أَرْضُ أَعْدَائِكُمْ. 39وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ يَفْنُونَ بِذُنُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِكُمْ. وَأَيْضاً بِذُنُوبِ آبَائِهِمْ مَعَهُمْ يَفْنُونَ. 40لَكِنْ إِنْ أَقَرُّوا بِذُنُوبِهِمْ وَذُنُوبِ آبَائِهِمْ فِي خِيَانَتِهِمِ الَّتِي خَانُونِي بِهَا وَسُلُوكِهِمْ مَعِيَ الَّذِي سَلَكُوا بِالْخِلاَفِ 41وَإِنِّي أَيْضاً سَلَكْتُ مَعَهُمْ بِالْخِلاَفِ وَأَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَرْضِ أَعْدَائِهِمْ. إِلَّا أَنْ تَخْضَعَ حِينَئِذٍ قُلُوبُهُمُ الْغُلْفُ وَيَسْتَوْفُوا حِينَئِذٍ عَنْ ذُنُوبِهِمْ 42أَذْكُرُ مِيثَاقِي مَعَ يَعْقُوبَ وَأَذْكُرُ أَيْضاً مِيثَاقِي مَعَ إِسْحَاقَ وَمِيثَاقِي مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَأَذْكُرُ الأَرْضَ. 43وَالأَرْضُ تُتْرَكُ مِنْهُمْ وَتَسْتَوْفِي سُبُوتَهَا فِي وَحْشَتِهَا مِنْهُمْ وَهُمْ يَسْتَوْفُونَ عَنْ ذُنُوبِهِمْ لأَنَّهُمْ قَدْ أَبُوا أَحْكَامِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُهُمْ فَرَائِضِي.) لاويين 26: 15-43
                              وهذا ما فعله الرب بالفعل فى بنى إسرائيل كما يقول سفر حزقيال بسبب رفضهم لأوامر الله وتعاليمه: (21فَتَمَرَّدَ الأَبْنَاءُ عَلَيَّ. لَمْ يَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِي وَلَمْ يَحْفَظُوا أَحْكَـامِي لِيَعْمَلُوهَا, الَّتِي إِنْ عَمِلَهَا إِنْسَانٌ يَحْيَا بِهَا, وَنَجَّسُوا سُبُوتِي. فَقُلْتُ: إِنِّي أَسْكُبُ رِجْزِي عَلَيْهِمْ لأُتِمَّ سَخَطِي عَلَيْهِمْ فِي الْبَرِّيَّةِ. 22ثُمَّ كَفَفْتُ يَدِي وَصَنَعْتُ لأَجْلِ اسْمِي لِكَيْلاَ يَتَنَجَّسَ أَمَامَ عُيُونِ الأُمَمِ الَّذِينَ أَخْرَجْتُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. 23وَرَفَعْتُ أَيْضاً يَدِي لَهُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ لأُفَرِّقَهُمْ فِي الأُمَمِ وَأُذَرِّيَهُمْ فِي الأَرَاضِي, 24لأَنَّهُمْ لَمْ يَصْنَعُوا أَحْكَـامِي, بَلْ رَفَضُوا فَرَائِضِي وَنَجَّسُوا سُبُوتِي وَكَـانَتْ عُيُونُهُمْ وَرَاءَ أَصْنَامِ آبَائِهِمْ.) حزقيال 20: 21-24
                              هل عرفتم مدى أهمية إلغاء الناموس بالنسبة لبولس عدو يسوع وأتباعه؟ إن إلغائه للناموس ودفعه أتباع عيسى u للعمل بشريعة أخرى لهو من أهم أسباب غضب الله عليهم فيفنيهم. وذلك لأن البار هو من يحفظ وصايا الله تعالى: (9وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظَ أَحْكَـامِي لِيَعْمَلَ بِـالْحَقِّ فَهُوَ بَارٌّ. حَيَاةً يَحْيَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.) حزقيال 18: 9
                              وبما أن الرب سمَّى عيسى u بالرجل البار ، فهو كان إذن يحفظ وصايا الله: (47فَلَمَّا رَأَى قَائِدُ الْمِئَةِ مَا كَانَ مَجَّدَ اللهَ قَائِلاً: «بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً!») لوقا 23: ، وكذلك سماه بيلاطس (متى 27: 24) وامرأته (متى 27: 19)
                              وكذلك كان أيضًا نبى الله يوحنا المعمدان: (20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ وَكَانَ يَحْفَظُهُ. وَإِذْ سَمِعَهُ فَعَلَ كَثِيراً وَسَمِعَهُ بِسُرُورٍ.) مرقس 6: 20
                              وكذلك كان يوسف النجَّار: (19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً.) متى 1: 19
                              فهو قد أقر ببرهم لأنهم كانوا يحفظون وصاياه، ويعملون بأحكامه ، وهذا ما أوضحه لوقا عن سبب تسمية زكريا وامرأته بالأبرار: (6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.) لوقا 1: 6
                              بل انتقم الرب من يهوذا وأحرق قصور أورشليم بسبب رفضهم للناموس: (4هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجِعُ عَنْهُ لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللَّهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا. 5فَأُرْسِلُ نَاراً عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ».) عاموس 2: 4-5
                              وهذه عقوبة من يرذل شريعة الله مرة أخرى: (24لِذَلِكَ كَمَا يَأْكُلُ لَهِيبُ النَّارِ الْقَشَّ وَيَهْبِطُ الْحَشِيشُ الْمُلْتَهِبُ يَكُونُ أَصْلُهُمْ كَالْعُفُونَةِ وَيَصْعَدُ زَهْرُهُمْ كَالْغُبَارِ لأَنَّهُمْ رَذَلُوا شَرِيعَةَ رَبِّ الْجُنُودِ وَاسْتَهَانُوا بِكَلاَمِ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ.) إشعياء 5: 24
                              الناموس وقيمته عند عيسى u:
                              وتمسَّك عيسى u بتعاليم الناموس، وقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
                              وقال أيضًا: (1حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ 2قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ 3فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.) متى 23: 1-3
                              بل هاجم الكتبة والفريسيين دفاعًا عن الناموس ، فقال: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
                              وكانت صلاته وقيامه وكل تصرفاته تخضع للناموس ، بل إن مكان عبادته وتعاليمه كان المعبد المهيَّأ لعبادة اليهود الخاضعين للناموس. وطرد الباعة والصيارفة منه غيرة على كلام الرب وبيته قائلاً لهم إنه بيت للصلاة: (12وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللَّهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ 13وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!») متى 21: 12-13
                              وسأله أحد اليهود الغيورين على الناموس قائلاً: (36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 36-40
                              وسأله آخر عن الخلود فى الجنة ، فقال له اتباع ما هو مكتوب فى الناموس: (25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟») لوقا 10: 25-26
                              وقال أيضًا: (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا»)متى19: 16-17
                              (12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.) متى 7: 12
                              ومعنى ذلك أن دخول الجنة شريط اتباع تعاليم التوراة والعمل بها، ولم يقل له إنه ليس فى حاجة إلى العمل وإن نزولى وتجسدى حدث لأصلب فداءًا لكم.
                              * * *

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
                              ردود 0
                              32 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ابن النعمان
                              بواسطة ابن النعمان
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
                              ردود 0
                              33 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
                              ردود 0
                              64 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة Mohamed Karm
                              بواسطة Mohamed Karm
                               
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
                              ردود 4
                              52 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                               
                              ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
                              ردود 0
                              19 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamed faid
                              بواسطة mohamed faid
                               
                              يعمل...
                              X