دراسة نقدية جديدة لتفنيد النص ( بدون سفك دم لا تحصل المغفرة)

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

[frame="1 85"]

أكذوبة ( بدون سفك دم لا تحصل المغفرة )

[/frame]

من الأكاذيب التى ما فتيء النصارى يرددونها , ويلوكونها بألسنتهم , ويعدونها ركيز اصيل من ركائز عقائدهم , وأساس رئيس من اسس ديانتهم , و ما يبررونه بحتمية الفداء الإلهى لخطايا البشر هو ذلك النص الذى ورد فى رسالة العبرانيين ( بدون سفك دم لا تحصل المغفرة ) عب 22:9
فلقد تغافل علماء اللاهوت المسيحى , والأباء المفسرين عشرات من النصوص الاخرى التى تثبت إمكانية بل ووجوب مغفرة الخطايا من الله للبشر إذا سلك الانسان طرقا معينة من البر والتقوى والصلاح:
وكما جاء فى سفر طوبيا (صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من ادخار كنوز الذهب ) طوبيا 8:12
فهذا النص يثبت ان للصلاة , والصوم , والصدقة خير من كنوز الذهب وهى كلها شعائر تستخدم فى التقرب الى الله من اجل التكفير عن الذنوب وغفران الخطايا , وضمان الجنه.
ولكن يبدو ان علماء النصارى لا يريدون هذه النصوص , وأخذوا يتمسكون بنص (بدون سفك دم لا تحصل المغفرة ) عب 22:9 , فى محاولة لتبرير صلب الأله وموته على صليب, وكأن الرب سفك دمه على الصليب من أجل مغفرة الخطايا.
ونحن فى هذا الموضوع سندحض هذه الإدعاءات تماما من خلال ادلة ونصوص من الكتاب المقدس كى نثبت ان مغفرة الخطايا لا تتم فقط بسفك الدم بل لها وسائل أخرى عديدة.

[mark=#FF0000]اولا : سفك الدم البشر يكون كعقوبة وليس لمغفرة الخطايا[/mark]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
فلقد اثبت الكتاب المقدس أنه لكى يسفك دم إنسان فلابد ان يكون هذا الإنسان قد اقترف جريمة القتل وبالتالى يستوجب الحكم وهو القتل أيضا كما جاء فى (سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ. لأَنَّ اللهَ عَلَى صُورَتِهِ عَمِلَ الإِنْسَانَ ) تكوين 6:9
كما جاء أيضا (لاَ تُدَنِّسُوا الأَرْضَ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، لأَنَّ الدَّمَ يُدَنِّسُ الأَرْضَ. وَعَنِ الأَرْضِ لاَ يُكَفَّرُ لأَجْلِ الدَّمِ الَّذِي سُفِكَ فِيهَا، إِلاَّ بِدَمِ سَافِكِهِ ) عدد 33:35
ففى النص السابق يؤكد الكتاب المقدس أن التكفير بالدم هو بسفك دم من سفك دم شخص أخر.
وجاء فى حزقيال ان سافك الدم يقطع بالسيف (واحكم عليك احكام الفاسقات السافكات الدم واجعلك دم السخط والغيرة. واسلمك ليدهم فيهدمون قبتك ويهدمون مرتفعاتك وينزعون عنك ثيابك وياخذون ادوات زينتك ويتركونك عريانة وعارية .ويصعدون عليك جماعة ويرجمونك بالحجارة ويقطعونك بسيوفهم )حزقيال 16_41:38
فكل النصوص السابقة تنفى تماما جواز أن يقوم الانسان بسفك دمه كما فعل يسوع من اجل الخطايا , بل وتثبت ان سفك دم الأنسان يكون فى حالة واحدة فقط وهى إذا قام بقتل شخص أخر .
كما أن سفك الدم من أجل مغفرة الخطايا _ كما يزعم النصارى_ تعتبر هرطقة , ومخالفة لوصايا الناموس وتعاليم الشريعة لأن الشريعة اثبتت أن سفك الدم يكون لسافك الدم أى القاتل (النفس التي تخطئ هي تموت.الابن لا يحمل من اثم الاب والاب لا يحمل من اثم الابن.برالبار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ) حزقيال 20:18

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

ثانيا: مغفرة الخطايا ليست بسفك دم البشر بل الحيوانات والذبائح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
وإذا كنا أثبتنا فى الفقرة السابقه ان سفك دم البشر يكون فقط ضد سافك الدم ومرتكب جريمة القتل ، فإننا هنا سنثبت أيضا أن سفك دم غير البشر ( الحيوانات والذبائح ) هو الذى يستخدم فى مغفرة الخطايا وتكفير الذنوب وليس دم الأنسان.
1- (وَأَمَّا لَحْمُ الثَّوْرِ وَجِلْدُهُ وَفَرْثُهُ فَتَحْرِقُهَا بِنَارٍ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. هُوَ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ ) خروج 14:29

بل لك أن تعرف عزيزى القاريء أن تقديم الذبائح الحيوانية للرب تعتبر قدس الأقداس , أى اعظم الاعمال وأبرها قيمه (كَلِّمْ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلاً: هذِهِ شَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ: فِي الْمَكَانِ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةُ، تُذْبَحُ ذَبِيحَةُ الْخَطِيَّةِ أَمَامَ الرَّبِّ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ) لاووين 25:6, وقد اكد الكتاب المقدس هذا المعنى حين قال ( مَا لَكُمَا لَمْ تَأْكُلاَ ذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ؟ لأَنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ، وَقَدْ أَعْطَاكُمَا إِيَّاهَا لِتَحْمِلاَ إِثْمَ الْجَمَاعَةِ تَكْفِيرًا عَنْهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ ) لاويين 17:10
وقد ورد فى الكتاب المقدس عشرات النصوص التى تشهد ان مغفرة الخطايا هى بتقديم الذبائح الحيوانية وليست البشرية وهى تتنوع ما بين الابقار والكباش والاغنام والحمام أيضا, إليك منها ما يلى:
1_ ( ثُمَّ عُرِفَتِ الْخَطِيَّةُ الَّتِي أَخْطَأُوا بِهَا، يُقَرِّبُ الْمَجْمَعُ ثَوْرًا ابْنَ بَقَرٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ ) لاووين 14:4
2- ( وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ التَّيْسِ وَيَذْبَحُهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يَذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةَ أَمَامَ الرَّبِّ. إِنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ ) لاويين 24:4
3- ( إِذَا خَانَ أَحَدٌ خِيَانَةً وَأَخْطَأَ سَهْوًا فِي أَقْدَاسِ الرَّبِّ، يَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ: كَبْشًا صَحِيحًا مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ مِنْ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ عَلَى شَاقِلِ الْقُدْسِ، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ ) لاويين 15:5
4- ( ذَبِيحَةُ الإِثْمِ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ، لَهُمَا شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ. الْكَاهِنُ الَّذِي يُكَفِّرُ بِهَا تَكُونُ لَهُ ) لاويين 7:7
5- (وَمَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا لأَجْلِ ابْنٍ أَوِ ابْنَةٍ، تَأْتِي بِخَرُوفٍ حَوْلِيٍّ مُحْرَقَةً، وَفَرْخِ حَمَامَةٍ أَوْ يَمَامَةٍ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، إِلَى الْكَاهِنِ، ) لاويين 6:12
6- (وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهَا كِفَايَةً لِشَاةٍ تَأْخُذُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ، الْوَاحِدَ مُحْرَقَةً، وَالآخَرَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، فَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ فَتَطْهُر.) لاويين 8:12

ثالثا: التراحم بين الناس يغفر الخطايا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
بعد ان اثبتنا أن مغفرة الخطايا والتكفير عن الذنوب تتم بالذبائح والقرابين الحيوانيه ( كالابقار والاغنام والثيران والحمام) وانه لا يوجد فى ناموس الشريعة ما يسمى بأكذوبة القرابين البشرية أو الذبائح الانسانية , فإننا قد نرى نصرانيا يتعلل ويقول أن الرب إنما جاء ليقدم نفسه كذبيحة على الصليب ليغفر كل خطايا العالم خصوصا أولئك الناس الذين لا يجدون قدرة على شراء القرابين الحيوانية التى قد تكون باهظة الثمن.
والحقيقة التى لامرية فيها ان يسوع فى الكتاب المقدس كله ما نطق بكلمة واحدة يقول فيها انه جاء ليقدم نفسه إلى العالم فى صورة ذبيحة كى يتم الفداء وغفران الخطايا .
ولكن الذى ورد حقا فى الانجيل ان يسوع نفسه إعترف أن الذى لا يجد القدرة على تقديم الذبائح الحيوانية كتكفير عن الخطايا ,فإنه عليه ان يلجأ الى التراحم بينه وبين الناس. فقد قال يسوع (فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ) متى 13:9
فها هو يسوع نفسه يؤكد ان مغفرة الخطايا تتم بالتراحم بين الناس والتواد فيما بينهم ولا داعى لتقديم القرابين والذبائح ....... فهل لا زلت تصر ايها النصارنى على حتمية تقديم يسوع نفسه كذبيحه كى يتم غفران الخطايا ؟

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

والواقع ان يسوع كرر هذا الكلام فى مناسبة اخرى لكى يؤكد للناس ان التراحم افضل من الذبائح فى تكفير الذنوب (فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ ) متى7:12
وهذا هو عين الكمال الذى جاء به يسوع الذى ما جاء لينقض الناموس بل ليكمله , وذلك بإشاعة روح التراحم والتسامح بين الناس وبعضهم البعض ( لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل) متى 17:5

رابعا : التوبة تغفر الخطايا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست الذبائح الحيوانية , والتراحم بين الناس هو الذى يضمن غفران الخطايا للناس بل أيضا التوبة , وبالتالى إذا تاب الإنسان فإنه يكفر عن خطيته وذلك بإعتراف يسوع نفسه ( إن لم تتوبوا , فكذلك جميعكم تهلكون) لوقا 3:13
وبالتالى فلا حجة امام النصارى للتذرع بالنص ( بدون سفك دم لا تحصل المغفرة ) لأن ها هو يسوع نفسه يؤكد على ضرورة إلتزام الإنسان بالتوبة حتى يضمن النجاة وعدم الهلاك.
كما أن يوحنا المعمدان قبل قدوم يسوع كان يعمد بمعمودية غفران الخطايا(كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا ) مرقص 4:1
وهذا يعنى إنه ما كان العالم يحتاج ليسوع ولا إلى تقديم نفسه كذبيحة على الصليب لفداء العالم مثلما يزعم النصارى , لأن الشاهد فى النص السابق يثبت أن يوحنا المعمدان كان يعمد بمعمودية التوبة لمغفرة خطايا الناس.
والذى قد لا يعرفه النصارى ان الرب قد غفر لأهل نينوى وتراجع عن الشر الذى اراد ان يفعله بهم حينما تابوا إليه, ورجعوا الى طريق إستقامته ( فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ( يونان 10:3
بل أن يسوع نفسه إعترف صراحة أنه ما جاء لفداء البشر من خطية أدم بل جاء ليدعو الناس إلى التوبه والرجوع إلى الله ( لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ ) لوقا 32:5

فها هو يسوع يعلن الهدف من رسالته , والغاية من دعوته وهى دعوة الناس إلى التوبه , ولم يذكر عنه أبدا أنه قال انا جئت لأقدم نفسي ذبيحة عن العالم .......... فهلا إستوعبتم هذه الحقائق أيها النصارى, خاصة وان العهد القديم شدد على اهمية التوبة وقيمتها فى مغفرة الخطايا (فاذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقا وعدلا فحياةيحيا.لا يموت. كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه.في بره الذي عمل يحيا. ) حزقيال 18/ 22:21

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

خامسا: الصدقة تغفر الخطايا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليت الأمر توقف عند هذا الحد فى وسائل مفغرة الخطايا , والتكفير عن الذنوب , بل لا يزال الباب مفتوحا لعرض وإثبات وسائل اخرى تكفى أى انسان مؤونة التحجج بنص ( بدون سفك دم لا تحصل المغفرة ) , فهو نص يناقض التعاليم , ويخالف الوصايا , ولا يتماشي مع حقيقة الناموس .
ولكن من وسائل الناموس فى تحقيق المغفرة , والتكفير عن الخطايا لجوء الإنسان إلى أعمال الصدقه والبر, فقد ورد فى الكتاب المقدس نصوص عدة تثبت اهمية الصدقة فى غفران الخطايا ,ولم تلتفت هذه النصوص إلى مسألة الذبائح البشرية التى قلنا انها تناقض الناموس لأن سفك دم الانسان لا يتم كتكفير عن الخطايا بل كعقوبة لمن يقتل إنسانا اخر.
ومن النصوص التى وردت فى هذا الشأن ( لان الصدقة تنجي من كل خطيئة ومن الموت ولا تدع النفس تصير الى الظلمة ) طوبيا 11:4
فهذا نص صريح يؤكد ان الصدقة تنجى من كل خطية ومن ظلمة الإثم , والسر فى ذلك ( ان الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها ) 12:4طوبيا
بل وقد أكد الكتاب المقدس ان الصدقة هى سبيل الانسان لنيل الرحمة والحياة الأبدية ( لان الصدقة تنجي من الموت وتمحو الخطايا وتؤهل الانسان لنوال الرحمة والحياة الابدية ) طوبيا 9:12
ويسوع نفسه لم يخالف هذه التعاليم بل اكد ان الصدقة هى سبب كل نقاوة وطهارة (بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً، فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ ) لوقا 41:11
كما اننا لا ننسى ان الرب قد غفر لبنى اسرائيل مقابل التصدق بالفضة ( وَتَاخُذُ فِضَّةَ الْكَفَّارَةِ مِنْ بَنِي اسْرَائِيلَ وَتَجْعَلُهَا لِخِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. فَتَكُونُ لِبَنِي اسْرَائِيلَ تِذْكَارا امَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُمْ ). خروج 16:30


فهل لا زلت تقول أيها النصرانى أن موت يسوع على الصليب هو الذى حررك من الخطايا وضمن لك حياة ابدية , أم تراها الصدقة كفيلة لك بتحقيق ذلك؟

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

سادسا: الصلاة تغفر الخطايا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد اكد الكتاب المقدس ان سبيل معرفة قبول الرب للإنسان وللقرابين هو بالصلاة مثلما حدث مع الملك سليمان (وَلَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ، نَزَلَتِ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبَائِحَ، وَمَلأَ مَجْدُ الرَّبِّ الْبَيْتَ ) اخبار الايام الثانى 1:7
لذلك ليس غريب ان تكون الصلاة هى وسيلة لغفران الخطايا ( لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً وَعَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ لِتَسْمَعَ صَلاَةَ عَبْدِكَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْكَ الآنَ نَهَارًا وَلَيْلاً لأَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِكَ، وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا ) نحميا 6:1
ولكن ان يدعى النصارى أن ( بدون سفك دم لا تحصل المغفرة) يعد محض إفتراء على نصوص قاطعة من الكتابة المقدس , وامتهانا لقيمة هذه النصوص خصوصا وانها تثبت ان مغفرة الخطايا عديدة الطرق والوسائل ..... وكأن النصارى يريدون ان يلزموا معبودهم بأسلوب واحد فقط لمغفرة خطاياهم حتى يريحوا انفسهم من اعمال الصدقة والصوم وتقديم الذبائح.... فهل الكسل ايها النصارى عن العبادات وتقديم الصلوات يجرفكم إلى الحد الذى تفترون فيه الكذب على الله انه لا سبيل لمغفرة الخطايا إلا بتقديم الله _ إبنه المزعوم يسوع _ كذبيحة بشرية ؟
بل إن الرب فى الكتاب المقدس قال ان مرضاته لا تنال إلا بالصلاة (ذَبِيحَةُ الأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ ) امثال 8:15
فهى السبيل لغفران الخطايا ( ويفتح فاه بالصلاة ويستغفر لخطاياه ) يشوع بن سيراخ 7:39
وقد أقر يشوع بن سيراخ ان الصلاة هى سبيل خلاصه , وليس الصلب كما يزعم النصارى ( صلاة يشوع بن سيراخ اعترف لك ايها الرب الملك واسبح الله مخلصي ) يشوع بن سيراخ 1:51


بل هذا يسوع نفسه اكد ايها النصارى انكم تستطيعون ان تنالوا كل شيء بالصلاة ( وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ ) متى 22:21
وهذا يعنى انكم تستطيعون أن تنالوا المغفرة بالصلاة ..... فما دام الأمر كذلك فما الذى دعى يسوع إلى ان يقتل نفسه على الصليب ويقدم نفسه ذبيحة من أجل خطايا العالم _ كما تزعمون _ إذا كان هو نفسه إعترف انه يمكن لكم ان تنالوا كل شيء بالصلاة ؟

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

سابعا : بر الوالدين يغفر الخطايا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يتوقف غفران الخطايا عند هذا الحد ايها النصارى , فكتابكم المقدس وضح كل شيء , ولكنكم لا تريدون ان تصغوا إلا إلى شيء واحد وهو ان الاله قد مات من اجل غفران خطايا العالم ...... وهى اكذوبة ثبت مناقضتها لكل نصوص الكتاب المقدس التى اوردناها سابقا.
ولك أن تعرف ايها النصرانى أن برك بالوالدين كان يكفى الاله الحاجة إلى صلب نفسه وتقديم جسده قربانا من اجل مغفرة خطاياكم كما تزعمون ...... فلم يكن الإله يحتاج إلى هذه المعاناة الشديدة طالما انه يمكنكم البر بالوالدين .
فلقد صرح الكتاب المقدس بأن البر بالوالدين هو كفارة للخطايا (من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم ) يشوع بن سيراخ 4:3
والبر عموما وردت فيه نصوص عديدة فى الكتاب المقدس تثبت قيمته واهميته , وانه يكفى الانسان لضمان حياته الابديه .... ومن هذه النصوص:
1- ( فِي سَبِيلِ الْبِرِّ حَيَاةٌ، وَفِي طَرِيقِ مَسْلِكِهِ لاَ مَوْتَ ) امثال 28:12
فهل لازلت تقول ايها النصرانى ان اجرة الخطية هى موت ؟ مع أن البر كما ورد فى النص السابق هو السبيل إلى الحياة؟
2- (اَلْبِرُّ يَحْفَظُ الْكَامِلَ طَرِيقَهُ، وَالشَّرُّ يَقْلِبُ الْخَاطِئَ ) امثال 6:13
3- (اَلْبِرُّ يَرْفَعُ شَأْنَ الأُمَّةِ، وَعَارُ الشُّعُوبِ الْخَطِيَّةُ ) أمثال 34:14
فهل بعد لازلت مصرا ايها النصرانى أن الرب كان مضطرا لفداءكم وتخليصكم من الخطايا مع ان البر كان موجودا فى زمانه وقبل زمانه وكان الناس ملتزمين به
فالنبى نوح كان بارا (كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارًّا كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ ) تكوين 9:6, وايوب كان بارا (فَكَفَّ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ الثَّلاَثَةُ عَنْ مُجَاوَبَةِ أَيُّوبَ لِكَوْنِهِ بَارًّا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ ) ايوب 1:32 , ويوسف النجار قبل ميلاد يسوع كان بارا ( فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا ) متى 19:1
كل هذه النصوص تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الاله ايها النصارى ما كان مضطرا الى ان يقدم نفسه ذبيحة على الصليب بدعوى الفداء وتخليصكم من الخطية المزعومة لأن وسائل الخلاص من الخطية كثيرة وعديدة كما بينا.


ثامنا: اثبات ان ( بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) مجرد نص رمزى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيرا _ ايها النصارى_ إليكم النص الصاعقة الذى سيثبت لكم أن النص الذى جاء فى رسالة العبرانيين ( بدون سفك دم لا تحصل المغفرة ) ما هو إلا نص رمزى لا يعبر عن حقيقة ان الخطية يتم غفرانها بتقديم القرابين البشرية.
فلقد قال بولس الرسول ( فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ ) رومية 1:12
فهنا يطلب منكم بولس ايها النصارى ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حيه مقدسة للرب.
فهل معنى ذلك ان تقوموا انتم ايضا _ مثلما فعل يسوع_ بتقديم اجسادكم كقرابين بشرية حقيقية على الصليب من أجل ان تنالوا الغفران والتكفير؟
وإذا كان بولس يطلب ذلك منكم حقا , فهل معنى ذلك ان موت الاله على الصليب لم يكن كافيا لكم للتكفير عن خطاياكم وغفران ذنوبكم؟
نرجو إجابة منطقية ورد عقلانى ........ وعدم اللجوء الى التفسير الرمزى حتى تثبتوا نزاهتكم و حياديتكم فى تناول النصوص وتفسيرها.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
تم بحمد الله

[ابو تسنيم]

[frame="13 75"]
بسم الله ما شاء الله
بحث اكثر من رائع اخي الحبيب
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ننتظر منك المزيد
[/frame]

[tamersalafy]

ما شاء الله بحث اكثر من ممتاز

بارك الله فيكم اخي و جزاك خيرا على هذا البحث الموجز الوافي
و ازيدك من الشعر بيتا

الفضة تكفر عن الخطايا

الخروج 30 : 10 – 16 "". وكلم الرب موسى قائلا . اذا اخذت كمية بني اسرائيل بحسب المعدودين منهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدّهم.لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدّهم. هذا ما يعطيه كل من اجتاز الى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس.الشاقل هو عشرون جيرة.نصف الشاقل تقدمة للرب. كل من اجتاز الى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعدا يعطي تقدمة للرب. الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم. وتأخذ فضة الكفّارة من بني اسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع.فتكون لبني اسرائيل تذكارا امام الرب للتكفير عن نفوسكم

الذهب و الجواهر تكفر

العدد 31 : 50 """"فقد قدمنا قربان الرب كل واحد ما وجده امتعة ذهب حجولا واساور وخواتم واقراطا وقلائد للتكفير عن انفسنا امام الرب."

الايفة تكفر الخطايا لمن لا يجد دم

لاويين 5 : 11 و ان لم تنل يده يمامتين او فرخي حمام فياتي بقربانه عما اخطا به عشر الايفة من دقيق قربان خطية لا يضع عليه زيتا و لا يجعل عليه لبانا لانه قربان خطية
5: 12 ياتي به الى الكاهن فيقبض الكاهن منه ملء قبضته تذكاره و يوقده على المذبح على وقائد الرب انه قربان خطية
5: 13 فيكفر عنه الكاهن من خطيته التي اخطا بها في واحدة من ذلك فيصفح عنه و يكون للكاهن كالتقدم

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

استاذى ابو تسنيم/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكركم جزيلا على هذا الإطراء الكبير , فهو وسام على صدرى
وجزاكم الله خيرا عن الاسلام
اخوك الصغير مجد الاسلام عبداوى

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

بسم الله الرحمن الرحيم
اخى فى الله / تامر السلفى
جزاكم الله خيرا على هذه الاضافات الرائعة التى اثرت الموضوع وزادته قيمة واهمية
بارك الله فيك ولك منى اجمل تحية
اخوك / مجد الاسلام عبداوى

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

........... للرفع ...........

[samlee]

ma sha2a allah

[showman2]

بارك الله فيك اخى مجد الاسلام
طرح أكثر من ممتاز

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

حيا الله اخونا ساملى الجزائرى ...... شرفنى مرورك اخى الفاضل

[أحمد عبد الرحمن بدوى]

حيا الله استاذنا الفاضل ومعلمنا الكبير وصاحب دروس الاحد / شومان 2الذى ترك لنا تعليقا كالوسام على الصدر
اكاد اغبط نفسي على هذا التعليق واحسد نفسي عليه
تقبل منى خالص التحية والتقدير
مجد الاسلام