الذي مات على الصليب, الإنسان أم الإله ؟ الناسوت أم اللاهوت ؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إبراهيم صالح مسلم اكتشف المزيد حول إبراهيم صالح
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذي مات على الصليب, الإنسان أم الإله ؟ الناسوت أم اللاهوت ؟

    من الذي مات على الصليب!!؟؟

    حسب العقيدة النصرانية (المسيح) هو الإله المتجسد, فهو الله حسب مفهوم بعض الطوائف أو هو ابن الله حسب مفهوم البعض الآخر.
    ويعتقدون أن الله عند نزوله ليفتدي البشرية أصبحت له طبيعة بشرية بجانب الطبيعة الإلهية.
    والبعض قال: إن له طبيعتين منفصلتين، والبعض قال: بل طبيعة واحدة تحتوي صفات الإله والإنسان.
    والسؤال الذي لا إجابة له: عندما مات على الصليب بزعمهم , هل الذي مات كان الإله أم الإنسان؟ بمعنى آخر الذي مات هل هو الطبيعة الإلهية أم الطبيعة البشرية؟.
    هناك ثلاثة احتمالات فقط:
    1- الذي مات: الإله فقط (الطبيعة الإلهية).
    2 - الذي مات: الإله والإنسان (الطبيعتين).
    3 - الذي مات: الإنسان(الطبيعة الإنسانية).
    يرفض النصارى بشدة الاحتمال الأول والثاني قائلين إن الإله لا يموت.
    (التثنية 32: 40 حي أنا إلى الأبــد).
    (إرميا 10: 10 لَكنَّ الرّبَّ هوَ الإلهُ الحَقُّ، الإلهُ الحَيُّ والمَلِكُ الأزَليُّ).
    (حبقوق 1: 12«ألست أنت منذ الأزل يا ربُّ إلهي قدوسي لا تموت».....).
    (1 تيموثي 6: 16 الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ..).
    بقي الاحتمال الثالث وهو أن الإنسان (الطبيعة الإنسانية) هو الذي مات!!
    والاعتراض على هذه الجزئية كالتالي:
    أ-هذا القول يخالف ويعارض معتقد الأرثوذكس من أن للمسيح طبيعة واحدة ولا يصح الحديث عن الصفات البشرية (الناسوت) كشيء منفصل عن (الصفات الإلهية) اللاهوت!.
    ب- إن كان الإنسان هو الذي مات على الصليب, فما التضحية التي قدمها الإله بزعمهم؟. ولماذا كل ما حدث!؟
    ج- خطيئة البشر بزعمهم كيف يتحملها إنسان وقد جاءت النصوص واضحة:
    (حزقيال 18: 20 - 21 « النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون»).
    (2 أيام25: 4 لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته).
    د- جاءت أقوال العهد الجديد تذكر أن من مات وقام من الأموات هو الرب, مما يخالف النصوص التي يوردها النصارى من أن الإله لا يموت!
    - (1 كُورِنْثُوسَ 2: 8. .... لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْد).
    - (1 كُورِنْثُوسَ 6: 14 وَالله قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ)... فما الفرق بين الإله والرب!!؟
    - (أفسس 1: 20 الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ).
    فذكر أن من أقامه الله من الموت سيجلسه عن يمينه! وبالطبع لن تكون الصفات البشرية أو الإنسان هو الذي سيجلس عن يمين الله!!, (وفي هذه الحالة هما اثنان يقينا»)!!.
    - (رُومِيَة 4: 24 الَّذِينَ سَيُحْسَبُ لَنَا الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ).
    - (الْعِبْرَانِيِّينَ 13: 20 وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ).
    مما سبق يتضح أن الزعم بأن من مات على الصليب (حسب رأيهم) هو الطبيعة الإنسانية فقط مرفوض ويتعارض مع نصوص واضحة بالكتاب المقدس.
    فمن الذي مات حسب الكتاب المقدس؟
    4: } وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ الله وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا { [النساء: 157]. الاعتقاد الإسلامي بشأن ضمان المصير:

    يقدم الإسلام ضمانا لكل مسلم مخلص مطيع لله حتى يموت على ذلك بأنه سيدخل الجنة قطعا وجزما. 4 في محكم تنزيله: } وَالَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ الله حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله قِيلا { [النساء: 122]، وَ6: } وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ { [المائدة: 9]، وَ6: } جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا { [مريم: 61]، وقال: } قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا { [الفرقان: 15]، وقال: } وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ { [الزمر:73].
    إن الإسلام وعد بالخلاص لجميع الذين يؤمنون بالله ويعملون أعمالا صالحة، يقول الله سبحانه وتعالى: } بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ { [ البقرة آية 112 ].
    وكذلك يضمن الإسلام للكافر المعرض عن أمر الله ‑ عَزَّ وَجَلَّ ‑ بأنه سيدخل النار قطعًا وجزمًا.
    6:} وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ { [التوبة: 68]، وقال سبحانه: } وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ { [البقرة:39]، وَ6 عن الكافرين يوم الدّين: } هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ «63» اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ { [يس63-64[. فوعْد الله ووعيده لا يتخلّف مع الفريقين كما ذكر عن حالهما بعد انتهاء يوم القيامة: } وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ { ]الأعراف: 44 [، فكلّ من آمن وعمل صالحا ومات على ذلك يدخل قطعا الجنة، وكلّ من كفر وعمل السيئات ومات على ذلك يدخل النّار قطعا، ثمّ إن من قواعد الإسلام العظيمة أن يعيش المؤمن بين الخوف والرّجاء فلا يحكم لنفسه بالجنة لأنّه سيغترّ ثمّ إنه لا يدري على أيّ شيء سيموت على خير أم شر، ولا يحكم على نفسه بالنّار لأنّ ذلك قنوط ويأس من رحمة الله، فهو يعمل الصّالحات ويرجو أن يثيبه الله عليها، ويجتنب السيئات خوفًا من عقاب الله، ولو أذنب أو أخطأ فإنه يسرع إلى التوبة لينال مغفرة الله تعالى ويتقي بتوبته عذاب النّار، والله يغفر الذّنوب ويتوب على من تاب، وإذا خاف المؤمن أن ما قدّمه من العمل لا يكفي زاد في العمل خوفًا ورجاءً، ومهما قدّم من أعمال صالحة فإنّه لا يركن إليها ولا يغترّ فيهلك بل يعمل ويرجو الثواب، وفي الوقت ذاته يخشى على عمله من الرياء والعُجب وأن يحبط بالعجب والغرور كما 4 في وصف المؤمنين: } وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ { [المؤمنون: 60]، فهكذا يبقى المؤمن يعمل ويرجو ويخاف إلى أن يلقى الله على التوحيد وعمل الصّالحات فيفوز برضوان الربّ وجنّته، ولو أنّك تمعنت في الأمر لعلمت أنّ هذه هي الدوافع الصّحيحة للعمل، وأنّ الاستقامة في الحياة لا تحصل إلاّ بهذا.
    فمن المعلوم أن حرية الاختيار بين الصواب والخطأ هي طبيعة مخلوقة مع الإنسان، وأن الخالق سبحانه وتعالى جعل النفس البشرية قابلة للخير والشر وقادرة على كليهما والله سبحانه وتعالى لم يجعل الإنسان عاجزًا عند حصول الذّنب بأن لا يملك أن يفعل شيئًا حياله بل أعطاه الفرصة وفتح له الباب للتوبة والعودة، ولهذا قال النبي 0 في الحديث: «وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ»([1])، وتظهر رحمة الربّ في شريعة الإسلام جليّة عندما ينادي ‑ سبحانه وتعالى‑ عباده بقوله: } قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ { ] سورة الزمر:53[.
    وفي التفسير الميسر: قل ‑ أيها الرسول ‑ لعبادي الذين تمادَوا في المعاصي, وأسرفوا على أنفسهم بإتيان ما تدعوهم إليه نفوسهم من الذنوب: لا تَيْئسوا من رحمة الله؛ لكثرة ذنوبكم, إن الله يغفر الذنوب جميعًا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت, إنه هو الغفور لذنوب التائبين من عباده, الرحيم بهم.
    الله تعالى يرضى الخير لعباده ولا يرضى لهم الكفر 4:
    } إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ { [الزمر: 7]
    ويبسط الله يده ليتوب عباده فيتوب عليهم ويغفر لهم.
    قال رسول الله 0: «إن الله ‑ عَزَّ وَجَلَّ ‑ يبسُطُ يدَه بالليل، ليتوبَ مسيءُ النهارِ. ويبسطُ يدهُ بالنهارِ، ليتوبَ مسيءُ الليلِ. حتى تطلعَ الشمسُ من مغربِها»([2]).
    وقال رسول الله 0: «للهُ أفرحُ بتوبةِ عبدِه من أحدٍِكم، سقطَ على بعيرِه، وقد أَضَلّه في أرضٍ فلاةٍ»([3]).
    وهذا يتشابه مع قول المسيح5حسب الكتاب المقدس (لوقا15:7) «أقول لكم: إنه هكذا يكون فَرَحٌ في السماءِ بخاطئٍ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًا لا يحتاجون الى توبة).
    فالخطأ طبيعة للنفس البشرية والتوبة حلّ مشكلتها إذا أذنبت، أما أن يكون هناك سدٌّ منيعٌ بين العبد وبين الرب، وأن العبد لا يقدر على بلوغ مرضاة الرب إطلاقًا إلا بأن يُنزل لهم ابنه(المزعوم!) ليُصلب ذليلًا مهانًا تحت سمع أبيه وبصره, فعند ذلك يغفر للبشرية؛ فأمر في غاية العَجَب والسّخافة!!!.
    4: } وَقُلِ الْحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا { [الإسراء: 111].


    ([1]) أخرجه ابن ماجه - ح 4392 – قال الألباني حديث حسن.
    ([2]) أخرجه مسلم: ح 7165 – قال الألباني حديث صحيح.
    ([3]) أخرجه البخاري , ح 6309 – قال الألباني حديث صحيح.

    المراجع وللمزيد من هنا

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
ردود 0
32 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ابن النعمان
بواسطة ابن النعمان
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
ردود 0
33 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
ردود 0
64 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة Mohamed Karm
بواسطة Mohamed Karm
 
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
ردود 4
52 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
ردود 0
19 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة mohamed faid
بواسطة mohamed faid
 
يعمل...
X