هل حقاً صلب المسيح يوم الجمعة؟.. تحتاج الى رد

تقليص

عن الكاتب

تقليص

منى محمد مسلم اكتشف المزيد حول منى محمد
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخى فى الله الفيتورى
    جزاك الله كل خير

    أولا
    ------
    أخى فى الله أنا لم أتحامل على أختنا فى الله منى
    وإن كان حدث فارجو أن تذكر الفقره من كلامى الذى تحاملت فيها عليها

    ثانيا
    -------
    فيجب عليكم الحذر حتى لا تقعوا في خطأ وانتم لا تشعرون
    ما الخطأ الذى وقعنا فيه أخى الحبيب - أشر إليه أدام الله فضلك



    أرجو منك - أعزك الله أن تقرأ التالى من موقع الإسلام سؤال وجواب

    حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم

    سؤال:
    سمعت في أحد الأشرطة أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وإن أظهر التوبة . فهل يقتل حدا أم كفرا؟ وإن كانت توبته نصوحا فهل يغفر الله له أم أنه في النار وليس له من توبة ؟ .

    الجواب:
    الحمد لله
    الجواب على هذا السؤال يكون من خلال المسألتين الآتيتين :

    المسألة الأولى : حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم .

    أجمع العلماء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله .

    وهذا الإجماع قد حكاه غير واحد من أهل العلم كالإمام إسحاق بن راهويه وابن المنذر والقاضي عياض والخطابي وغيرهم . الصارم المسلول 2/13-16 .

    وقد دل على هذا الحكم الكتاب والسنة :

    أما الكتاب؛ فقول الله تعالى : ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة / 66 .

    فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر ، فالسب بطريق الأولى ، وقد دلت الآية أيضاً على أن من تنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر ، جاداً أو هازلاً .

    وأما السنة؛ فروى أبو داود (4362) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا .

    قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول (2/126) : وهذا الحديث جيد ، وله شاهد من حديث ابن عباس وسيأتي اهـ

    وهذا الحديث نص في جواز قتلها لأجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم .

    وروى أبو داود (4361) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَقَعُ فِيهِ ، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [سيف قصير] فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا . فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ : أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ . فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا صَاحِبُهَا ، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً ، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود (3655) .

    والظاهر من هذه المرأة أنها كانت كافرة ولم تكن مسلمة ، فإن المسلمة لا يمكن أن تقدم على هذا الأمر الشنيع . ولأنها لو كانت مسلمة لكانت مرتدةً بذلك ، وحينئذٍ لا يجوز لسيدها أن يمسكها ويكتفي بمجرد نهيها عن ذلك .

    وروى النسائي (4071) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَقُلْتُ : أَقْتُلُهُ ؟ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ : لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . صحيح النسائي (3795) .

    فعُلِم من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتل من سبه ومن أغلظ له ، وهو بعمومه يشمل المسلم والكافر .

    المسألة الثانية : إذا تاب من سب النبي صلى الله عليه وسلم فهل تقبل توبته أم لا ؟

    اتفق العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحا ، وندم على ما فعل ، أن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله تعالى له .

    واختلفوا في قبول توبته في الدنيا ، وسقوط القتل عنه .

    فذهب مالك وأحمد إلى أنها لا تقبل ، فيقتل ولو تاب .

    واستدلوا على ذلك بالسنة والنظر الصحيح :

    أما السنة فروى أبو داود (2683) عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ . فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى ، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟ فَقَالُوا : مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ، أَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ . صححه الألباني في صحيح أبي داود (2334) .

    وهذا نص في أن مثل هذا المرتد الطاعن لا يجب قبول توبته ، بل يجوز قتله وإن جاء تائبا .
    وكان عبد الله بن سعد من كتبة الوحي فارتد وزعم أنه يزيد في الوحي ما يشاء ، وهذا كذب وافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من أنواع السب . ثم أسلم وحسن إسلامه ، فرضي الله عنه . الصارم 115 .

    وأما النظر الصحيح :

    فقالوا : إن سب النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق به حقان ؛ حق لله ، وحق لآدمي . فأما حق الله فظاهر ، وهو القدح في رسالته وكتابه ودينه . وأما حق الآدمي فظاهر أيضا فإنه أدخل المَعَرَّة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السب ، وأناله بذلك غضاضة وعاراً . والعقوبة إذا تعلق بها حق الله وحق الآدمي لم تسقط بالتوبة، كعقوبة قاطع الطريق ، فإنه إذا قَتَل تحتم قتله وصلبه ، ثم لو تاب قبل القدرة عليه سقط حق الله من تحتم القتل والصلب ، ولم يسقط حق الآدمي من القصاص ، فكذلك هنا ، إذا تاب الساب فقد سقط بتوبته حق الله تعالى ، وبقي حق الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسقط بالتوبة .

    فإن قيل : ألا يمكن أن نعفو عنه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عفا في حياته عن كثير ممن سبوه ولم يقتلهم ؟

    فالجواب :
    كان النبي صلى الله عليه وسلم تارة يختار العفو عمن سبه ، وربما أمر بقتله إذا رأى المصلحة في ذلك ، والآن قد تَعَذَّر عفوُه بموته ، فبقي قتل الساب حقاًّ محضاً لله ولرسوله وللمؤمنين لم يعف عنه مستحقه ، فيجب إقامته . الصارم المسلول 2/438 .
    وخلاصة القول :

    أن سب النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم المحرمات ، وهو كفر وردة عن الإسلام بإجماع العلماء ، سواء فعل ذلك جاداًّ أم هازلاً . وأن فاعله يقتل ولو تاب ، مسلما كان أم كافراً . ثم إن كان قد تاب توبة نصوحاً ، وندم على ما فعل ، فإن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله له .

    ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، كتاب نفيس في هذه المسألة وهو (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ينبغي لكل مؤمن قراءته ، لاسيما في هذه الأزمان التي تجرأ فيها كثير من المنافقين والملحدين على سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، لما رأوا تهاون المسلمين ، وقلة غيرتهم على دينهم ونبيهم ، وعدم تطبيق العقوبة الشرعية التي تردع هؤلاء وأمثالهم عن ارتكاب هذا الكفر الصراح .

    نسأل الله تعالى أن يعز أهل طاعته ، ويذل أهل معصيته .

    والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



    الإسلام سؤال وجواب

    تعليق


    • #17
      اخي الكريم
      جزاك الله خيرا على قبولك الموضوع ويشرفني ذلك من اخ كريم مثلك .
      اخي الطيب
      كل ماذكرته انت او ما نفلته لنا من الفتوى تخص المسلمين اولا .
      والمنافقين
      اما ذلك النصراني او غيره لا يعرف من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قدره .
      اكرر حكم القتل يكون للمسلم او الذي يعرف ماهو الأسلام بعد اقامة الحجه عليه
      فنحن بعد ان نضمن اقامة الحجه يكون كما نقلت لنا .
      الأدله
      1_ (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ [التوبة : 6])
      في التفسير الميسر
      وإذا طلب أحد من المشركين (غير المسلمين اخي الكريم) الذين استبيحت دماؤهم وأموالهم الدخول في جوارك -أيها الرسول- ورغب في الأمان, فأجبه إلى طلبه حتى يسمع القرآن الكريم ويطَّلع على هدايته, ثم أَعِدْه من حيث أتى آمنًا; وذلك لإقامة الحجة عليه; ذلك بسبب أن الكفار قوم جاهلون بحقائق الإسلام, فربما اختاروه إذا زال الجهل عنهم.
      2_ دليل على ان لا نعاقب حتى اقامة الحجه
      (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء : 15])
      من اهتدى فاتبع طريق الحق فإنما يعود ثواب ذلك عليه وحده، ومن حاد واتبع طريق الباطل فإنما يعود عقاب ذلك عليه وحده، ولا تحمل نفس مذنبة إثم نفس مذنبة أخرى. ولا يعذب الله أحدًا إلا بعد إقامة الحجة عليه بإرسال الرسل وإنزال الكتب.
      بعد اقامة الحجه عليه بشرط ان يتحدث النصراني بالتي هي احسن ولا يشتم يكون العقاب واجبا على الخطأ لأيقاف الفتنه والظلم.
      وجزاك الله خيرا واعتذر على الأطاله اخي الحبيب .

      تعليق


      • #18
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخى فى الله الفيتورى
        جزاك الله كل خير

        أولا
        ------
        أخى فى الله أنا لم أتحامل مطلقا على أختنا فى الله منى
        وإن كان حدث فارجو أن تذكر الفقره من كلامى الذى تحاملت فيها عليها

        ثانيا
        -------
        فيجب عليكم الحذر حتى لا تقعوا في خطأ وانتم لا تشعرون

        ما الخطأ الذى تحذرنا من الوقوع فيه أخى الحبيب - أشر إليه أدام الله فضلك


        أرجو منك - أعزك الله أن تقرأ التالى من موقع الإسلام سؤال وجواب

        حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم

        سؤال:
        سمعت في أحد الأشرطة أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وإن أظهر التوبة . فهل يقتل حدا أم كفرا؟ وإن كانت توبته نصوحا فهل يغفر الله له أم أنه في النار وليس له من توبة ؟ .

        الجواب:
        الحمد لله
        الجواب على هذا السؤال يكون من خلال المسألتين الآتيتين :

        المسألة الأولى : حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم .

        أجمع العلماء على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين فهو كافر مرتد يجب قتله .

        وهذا الإجماع قد حكاه غير واحد من أهل العلم كالإمام إسحاق بن راهويه وابن المنذر والقاضي عياض والخطابي وغيرهم . الصارم المسلول 2/13-16 .

        وقد دل على هذا الحكم الكتاب والسنة :

        أما الكتاب؛ فقول الله تعالى : ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة / 66 .

        فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر ، فالسب بطريق الأولى ، وقد دلت الآية أيضاً على أن من تنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر ، جاداً أو هازلاً .

        وأما السنة؛ فروى أبو داود (4362) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ ، فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ ، فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا .

        قال شيخ الإسلام في الصارم المسلول (2/126) : وهذا الحديث جيد ، وله شاهد من حديث ابن عباس وسيأتي اهـ

        وهذا الحديث نص في جواز قتلها لأجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم .

        وروى أبو داود (4361) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَقَعُ فِيهِ ، فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ، فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ ، فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ [سيف قصير] فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا . فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ : أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ . فَقَامَ الْأَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَا صَاحِبُهَا ، كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي ، وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ ، وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ ، وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً ، فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ ، فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود (3655) .

        والظاهر من هذه المرأة أنها كانت كافرة ولم تكن مسلمة ، فإن المسلمة لا يمكن أن تقدم على هذا الأمر الشنيع . ولأنها لو كانت مسلمة لكانت مرتدةً بذلك ، وحينئذٍ لا يجوز لسيدها أن يمسكها ويكتفي بمجرد نهيها عن ذلك .

        وروى النسائي (4071) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ : أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَقُلْتُ : أَقْتُلُهُ ؟ فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ : لَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . صحيح النسائي (3795) .

        فعُلِم من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يقتل من سبه ومن أغلظ له ، وهو بعمومه يشمل المسلم والكافر .

        المسألة الثانية : إذا تاب من سب النبي صلى الله عليه وسلم فهل تقبل توبته أم لا ؟

        اتفق العلماء على أنه إذا تاب توبة نصوحا ، وندم على ما فعل ، أن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله تعالى له .

        واختلفوا في قبول توبته في الدنيا ، وسقوط القتل عنه .

        فذهب مالك وأحمد إلى أنها لا تقبل ، فيقتل ولو تاب .

        واستدلوا على ذلك بالسنة والنظر الصحيح :

        أما السنة فروى أبو داود (2683) عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ . فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى ، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟ فَقَالُوا : مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ، أَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ . صححه الألباني في صحيح أبي داود (2334) .

        وهذا نص في أن مثل هذا المرتد الطاعن لا يجب قبول توبته ، بل يجوز قتله وإن جاء تائبا .
        وكان عبد الله بن سعد من كتبة الوحي فارتد وزعم أنه يزيد في الوحي ما يشاء ، وهذا كذب وافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من أنواع السب . ثم أسلم وحسن إسلامه ، فرضي الله عنه . الصارم 115 .

        وأما النظر الصحيح :

        فقالوا : إن سب النبي صلى الله عليه وسلم يتعلق به حقان ؛ حق لله ، وحق لآدمي . فأما حق الله فظاهر ، وهو القدح في رسالته وكتابه ودينه . وأما حق الآدمي فظاهر أيضا فإنه أدخل المَعَرَّة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا السب ، وأناله بذلك غضاضة وعاراً . والعقوبة إذا تعلق بها حق الله وحق الآدمي لم تسقط بالتوبة، كعقوبة قاطع الطريق ، فإنه إذا قَتَل تحتم قتله وصلبه ، ثم لو تاب قبل القدرة عليه سقط حق الله من تحتم القتل والصلب ، ولم يسقط حق الآدمي من القصاص ، فكذلك هنا ، إذا تاب الساب فقد سقط بتوبته حق الله تعالى ، وبقي حق الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسقط بالتوبة .
        فإن قيل : ألا يمكن أن نعفو عنه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عفا في حياته عن كثير ممن سبوه ولم يقتلهم ؟

        فالجواب :

        اقتباس:
        كان النبي صلى الله عليه وسلم تارة يختار العفو عمن سبه ، وربما أمر بقتله إذا رأى المصلحة في ذلك ، والآن قد تَعَذَّر عفوُه بموته ، فبقي قتل الساب حقاًّ محضاً لله ولرسوله وللمؤمنين لم يعف عنه مستحقه ، فيجب إقامته . الصارم المسلول 2/438 .

        وخلاصة القول :

        أن سب النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم المحرمات ، وهو كفر وردة عن الإسلام بإجماع العلماء ، سواء فعل ذلك جاداًّ أم هازلاً . وأن فاعله يقتل ولو تاب ، مسلما كان أم كافراً . ثم إن كان قد تاب توبة نصوحاً ، وندم على ما فعل ، فإن هذه التوبة تنفعه يوم القيامة ، فيغفر الله له .

        ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، كتاب نفيس في هذه المسألة وهو (الصارم المسلول على شاتم الرسول) ينبغي لكل مؤمن قراءته ، لاسيما في هذه الأزمان التي تجرأ فيها كثير من المنافقين والملحدين على سب الرسول صلى الله عليه وسلم ، لما رأوا تهاون المسلمين ، وقلة غيرتهم على دينهم ونبيهم ، وعدم تطبيق العقوبة الشرعية التي تردع هؤلاء وأمثالهم عن ارتكاب هذا الكفر الصراح .

        نسأل الله تعالى أن يعز أهل طاعته ، ويذل أهل معصيته .

        والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


        وهذا الرابط لمحاضره قيمه للشيخ أبو إسحق الحوينى فى نفس الموضوع
        http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...&lesson_id=365


        وهذا رابط تحميل كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول لمن أراد قراءته كاملا
        http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=969

        أخى فى الله
        كم جادل الرسول المشركين وكم ضربوه ووصفوه بالجنون حاشاه بأبي هو وأمي ووصفوه بأنه مسحور وتارة انه شاعر ويكذب حاشاه عليه الصلاة والسلام بأبي هو وأمي لكن هل قتلهم
        قتل بعضهم وعفى عن كثيرين
        الإجابه من كتاب الصارم المسلول
        قصة قتل ابن خطل
        الحديث الحادي عشر: ما استدل به بعضهم من قصة ابن خطل، ففي "الصحيحين" من حديث الزهري عن أنس أن النبي e دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه المِغْفَر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: "اقتلوه" وهذا مما استفاض نقله بين أهل العلم واتفقوا عليه: أن رسول الله e أهدر دم ابن خطل يوم الفتح فيمن أهدره، وأنه قتل.
        وقد تقدم عن ابن المسيب أن أبا برزة أتاه وهو متعلق بأستار الكعبة فَبَقَرَ بطنه.

        سؤال يا أخى أعزك الله - أرجوك جاوبنى عليه
        هل تعتقد بعدما قرأت أن من الدعوة أو غيرها أن نقول لمن سب رسول الله : ( وأهلاً بك معنا )
        أرجوك أجب فقط بنعم أم لا - كلمه واحده بسيطه - نعم أم لا


        أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينى وإياكم سواء السبيل

        تعليق


        • #19
          يا أخوة غفر الله لنا ولكم جميعا"

          لا تجادلوا كثيرا"

          من يتعرض للرسول عليه الصلاة والسلام لا نقبله ولا نطلب ان نحاوره , لو يعود متخفي ليقرأ ما تمت كتابته عسى الله ان يهديه للحق يكون خيرا" , وإن ذهب ولم يعود فاللهم قد بلغنا اللهم فاشهد.

          ترفقوا ببعضكم بارك الله فيكم ......... رجاء عدم الرد الخروج عن أصل الوضوع وهو صلب المسيح.
          كتاب : البيان الصحيح لدين المسيح نسخة Pdf من المطبوع.
          الكتاب الجامع لكل نقاط الخلاف بين الإسلام والنصرانية .
          كتاب : هل ظهرت العذراء ؟ . للرد على كتاب ظهورات العذراء للقس عبد المسيح بسيط.
          مجموعتي الجديدة 2010 : الحوارات البسيطة القاتلة : (7 كتيبات تحتوي حوارات مبسطة).
          يمكنكم تحميل الكتب من : موقع ابن مريم

          تعليق


          • #20
            أخى الفاضل الفيتورى
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            أولا : لماذا لم تجب على سؤالى - أرجوك أجب عليه بارك الله فيك
            --------
            سؤال يا أخى أعزك الله - أرجوك جاوبنى عليه
            هل تعتقد بعدما قرأت أن من الدعوة أو غيرها أن نقول لمن سب رسول الله : ( وأهلاً بك معنا )
            أرجوك أجب فقط بنعم أم لا - كلمه واحده بسيطه - نعم أم لا
            هذا هوحكم أهل الذمه من اليهود والنصارى الذين يسبون رسول الله صلى الله عليه وسلن

            الأدلة على انتقاض عهد الذمي الساب
            والدلالةُ على انتقاض عهد الذميِّ بسبِّ اللهِ أو كتابِه أو دينهِ أو رسولهِ، ووجوبِ قتلهِ وقتلِ المسلم إذا أتى ذلك: الكتابُ، والسنة، وإجماعُ الصحابةِ والتابعين، والاعتبارُ.

            الأدلة من القرآن
            أما الكتابُ فيُستنبط ذلك منه من مواضع:

            الدليل الأول
            أحدها: قولُه تعالى: قَاتِلُوا الَّذِِيْنَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَومِ الآخِرِ _ إلى قوله _: مِنَ الَّذِيْنَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ فأمَرَنا بقتالهم إلا أن يُعْطُوا الجزيةَ وهم صاغرون، فلا يجوزُ الإمساكُ عن قتالهم إلا إذا كانوا صاغرين حالَ إعطائهم الجزيَةَ، ومعلومٌ أن إعطاء الجزيةِ من حين بَذْلها والتزامها إلى حين تسليمها وإقباضها، فإنهم إذا بذلوا الجزيةَ شَرَعُوا في الإعطاء، ووجب الكفُّ عنهم إلى أن يُقْبِضُونَاهَا فيتم الإعطاءُ؛ فمتى لم يلتزموها أو التزموها أولاً وامتنعوا من تسليمها ثانياً لم يكونوا معطيْنَ للجزية؛ لأن حقيقة الإعطاءِ لم توجد، وإذا كان الصَّغَارُ حالاًّ لهم في جميع المُدَّة فمن المعلوم أن من أظهَرَ سَبَّ نبينا في وجوهنا وشَتَمَ ربَّنَا على رؤوسِ المَلأ منَّا وطَعَنَ في ديننا في مجامِعنا فليس بصاغرٍ؛ لأنَّ الصَّاغِرَ الذليلُ الحقيرُ، وهذا فعلُ متعزِّزٍ مُرَاغِم، بل هذا غايةُ ما يكونُ من الإذلالِ له والإهانةِ.
            قال أهل اللغةِ: الصَّغار: الذُّلُّ والضَّيْم، يقال: صَغِر الرَّجُلُ ـ بالكسرـ: يصْغَرُ ـ بالفتح ـ: صَغَراً وصُغَراً، والصّاغِرُ: الراضي بالضَّيمِ.
            ولا يخفى على المتأمِّل أنَّ إظهارَ السبِّ والشتم لدينِ الأمةِ الذي به اكتسبت شَرَف الدنيا والآخرة ليس فعلَ راضٍ بالذلِّ والهوانِ، وهذا ظاهرٌ لا خفاء به.
            وإذا كان قتالهم واجباً علينا إلا أن يكونوا صاغرين، وليسوا بصاغرين، كان القتالُ مأموراً به، وكلُّ من أُمِرْنَا بقتاله من الكفار فانه يُقْتَلُ إذا قَدَرْنَا عليه.
            وأيضاً، فإنَّا إذا كُنا مأمورين أن نقاتلهم إلى هذه الغاية لم بجزْ أن نَعْقِدَ لهم عهدَ الذمةِ بدونها، ولو عُقِدَ لهم كان عقداً فاسداً، فيبقون على الإباحة.
            ولا يقال [فيهم]: فهم يحسبون أنهم مُعَاهَدُونَ، فتصير لهم شبهةُ أمانٍ، وشبهةُ الأمانِ كحقيقته، فإنَّ مَن تكلَّم بكلامٍ يحسبه الكافرُ أماناً كان في حقه أماناً وإن لم يقصدْه المسلم؛ لأنا نقول: لا يخفى عليهم أنَّا لم/ نَرْضَ بأن يكونوا تحت أيدينا مع إظهارِ شتمِ دينِنا وسبَّ نبينَّا، وهم يَدْرُون أنا لا نعاهدُ ذمياً على مثل هذه الحال؛ فدعواهم أنهم اعتقدوا أنا عاهدناهم على مثل هذا – مع اشتراطنا عليهم أن يكونوا صاغرين تجري عليهم أحكامُ الملةِ – دَعْوَى كاذبة، فلا يُلتفتُ إليها.
            وأيضاً، فإنّ الذين عاهدوهم أول مرةٍ هم أصحابُ رسولِ اللهِ  مثل عمر، وقد علمنا أنه يمتنع أن نعاهدهم عهداً خلاف ما أمر الله به في كتابِه.
            وأيضاً، فإنا سنذكر شروطَ عمر رضي الله عنه، وأنها تضمّنت أنَّ مَن أظهرَ الطعْنَ في ديننا حلَّ دمُه ومالُه.

            الدليل الثاني من القرآن
            الموضع الثاني: قوله تعالى: كَيْفَ يَكُونُ لِلمُشْرِكِيْنَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولهِ إلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم عِنْدَ المَسْجِدِ الْحَرامِ - إلى قوله-: وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعدِ عَهْدِهِمْ وَ طَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إنَّهُمْ لاَ أَيْمانَ لهُمْ لَعَلََّهُمْ يَنْتَهُون، نفى سبحانه أن يكون لمشركٍ عهدٌ ممن كان النبيُّ  قد عاهدهم، إلا قوماً ذكرهم، فإنه جعل لهم عهداً ما داموا مستقيمين لنا، فعُلم أن العهد لا يبقى للمشركِ إلا ما دام مستقيماً، ومعلومٌ مُجَاهرتنا بالشتيمة والوقيعةِ في رَبِّنَا ونبينا وديننا وكتابنا يَقْدَحُ في الاستقامة، كما تَقْدَحُ مجاهرتُنَا بالمحاربةِ في العهدِ، بل ذلك أشد علينا إن كنا مؤمنين، فإنه يجب علينا أنْ نبذل دماءنا وأموالنا حتى تكون كلمةُ اللهِ هي العليا، ولا يُجْهَر في ديارنا بشيءٍ من أذى اللهِ ورسوله، فإذا لم يكونوا مستقيمين لنا بالقَدْح في أهْوَنِ الأمرين، كيف يكونون مستقيمين مع القدحِ في أعظمهما؟
            يوضِّحُ ذلك في قولُه تعالى: كيْفَ وَإنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إلاًّ وَلا ذِمَّةً أي: كيف يكون لهم عهدٌ ولو ظهروا عليكم لم يَرقُبُوا الرَّحِمَ التي بينكم ولا العهدَ الذي بينكم؟ فعُلم أنَّ مَن كانت حالهُ أنه إذا ظهر لم يَرْقُبْ ما بيننا وبينه من العهدِ لم يكنْ له عهدٌ، ومن جَاهَرَنا بالطعن في ديننا كان ذلك دليلاً على أنه لو ظَهَر لم يَرْقُبِ العهدَ الذي بيننا [وبينه]؛ فإنه إذا كان مع وجودِ العهدِ والذِّلَّةِ يفعلُ هذا، فكيف يكون مع العِزّةِ والقدرةِ؟ وهذا بخلاف مَن لم يُظْهِر لنا مثلَ هذا الكلامِ، فإنه يجوزُ أن يَفِيَ لنا بالعهدِ لو ظهر.
            وهذه الآية، وإن كانت في أهلِ الهُدْنَةِ الذين يُقيمون في دارهم، فإن معناها ثابتٌ في أهلِ الذمةِ المقيمون في دارِنا بطريق الأوْلى.

            الدليل الثالث من القرآن
            /الموضع الثالث: قوله تعالى: وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا في دِيْنِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ وهذه الآيةُ تدلُّ مِن وجوهٍ:
            أحدها: أنَّ مجرد نَكْث الأيمان مقتضٍ للمقاتلةِ، وإنما ذَكَر الطعن في الدين وأفرده بالذكر تخصيصاً له بالذكر وبياناً؛ لأنه من أقوى الأسباب الموُجِبَة للقتال، ولهذا يُغَلَّظ على الطاعن في الدين من العقوبة ما لا يغلظ على غيره من الناقضين كما سنذكره إن شاء الله تعالى، أو يكون ذكره على سبيل التوضيح، وبيان سبب القتال، فإن الطعن في الدين هو الذي يجب أن يكون داعياً إلى قتالهم لتكون كلمة الله هي العليا، وإما مجرَّدُ نكث اليمين فقد يقاتل لأجله شجاعةً وحميةً ورياءً، ويكون ذكر الطعن في الدين لأنه أوجب القتال في هذه الآية بقوله تعالى: فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ وبقوله تعالى: أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بإخْرَاجِ الرّسُولِ وهُمْ بَدَءوكُمْ أوَّلَ مَرّةٍ - إلى قوله - قَاتِلُوهم يُعَذِِّبْهُمُ اللهُ بأيْدِيكُمْ الآية، فيفيد ذلك أن مَن لم يَصْدُرْ منه إلا مجردُ نكثِ اليمين جاز أن يُؤمن ويعاهد، وأما مَن طعن في الدين فأنه يتعيّنُ قتاله، وهذه كانت سنةُ رسول الله ؛ فإنه كان يْندِرُ دماء من آذى الله ورسوله وطعن في الدين وإن أمْسَكَ عن غيره، وإذا كان نقضُ العهدِ وحده مُوجِباً للقتال وإن تَجَرَّد عن الطعن عُلم أنَّ الطعن في الدِّين إما سَبَبٌ آخر، أو سببٌ مستلزمٌ لنقض العهد، فإنه لابد أن يكون له تأثيرٌ في وجوب المقاتلة، وإلا كان ذكره ضائعاً.
            فان قيل: هذا يفيد أنَّ مَن نكث عهده وطعن في الدين يجب قتاله، أما من طعن في الدين فقط فلم تتعرض الآية له، بل مفهومها أنه وحده لا يوجب هذا الحكم؛ لأن الحكم المعلَّق بصفتين لا يجب وجوده عند وجودِ إحداهما.
            قلنا: لا رَيْبَ أنه لا بُدَّ أن يكون لكل صفةٍ تأثيرٌ في الحكم، وإلا فالوصفُ العديمُ التأثير لا يجوزُ تعليقُ الحكم به، كمن قال: مَن زَنَى وأَكَلَ جُلِدَ، ثم قد تكون كل صفةٍ مستقلةً بالتأثير لو انفردت كما يقال: يُقتل هذا لأنه مُرْتَدٌّ زانٍ، وقد يكون مجموعُ الجزاء مرتباً على المجموع ولكل وصفٍ تأثيرٌ في البعض كما قال: وَالَّذِيْنَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ الآية/ وقد تكون تلك الصفاتُ متلازمةً كل منها لو فرض تجرُّدُهُ لكان مؤثراً على سبيل الاستقلال أو الاشتراكِ، فيذكر إيضاحاً وبياناً للموجب، كما يقال: كَفَرُوا باللهِ وبرسوله، وعَصَى اللهَ ورسوله، وقد يكون بعضها مستلزماً للبعض من غير عكسٍ كما قال: أنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بآياتِ اللهِ ويقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْر ِحَقّ الآية، وهذه الآية من أي الأقسام فرضت كان فيها دَلاَلَةٌ؛ لأن أقصى ما يقالُ: أنَّ نقض العهدِ هو المبيحُ للقتالِ، والطعن في الدين مؤكدٌ له وموجبٌ له، فتقول: إذا كان الطعنُ يغلِّظُ قتالَ من ليس بيننا وبينه عهدٌ ويُوجبه فأن يوجبَ قتالَ من بيننا وبينه ذمةٌ وهو ملتزم للصَّغار أوْلى، وسيأتي تقرير ذلك.
            على أن المعاهَدَ له أن يُظْهر في داره ما شاء من أمر دينه الذي لا يؤذينا، والذميّ ليس له أن يظهر في دار الإسلام شيئاً من دينه الباطل وإن لم يُؤْذِنا، فحالُه أشدُّ، وأهل مكة الذين نزلت فيهم هذه الآية كانوا معاهَدِينَ لا أهْلَ ذمة، فلو فرض أن مجرد طعنهم ليس نَقْضاً للعهد لم يكن الذميّ كذلك.
            الوجه الثاني: أن الذّميَّ إذا سبَّ الرسول أو سب الله أو عاب الإسلام علانيةً فقد نكَث يمينه وطعن في ديننا؛ لأنه لا خلاف بين المسلمين أنه يُعاقب على ذلك ويُؤَدَّبُ عليه، فعلم أنه لم يُعاهد عليه؛ لأنا لو عاهدناه عليه ثم فَعَلَه لم تجز عقوبته عليه، وإذا كنا قد عاهدناه على أن لا يطعن في ديننا ثم طعن في ديننا فقد نكث في [يمينه]من بعد عهده وطعن في دينِنا، فيجب قتله بنص الآية، وهذه دلالةٌ قويةٌ حسنة؛ لأن المنازع يُسَلّم لنا أنه ممنوعٌ من ذلك بالعهد الذي بيننا وبينه، لكن يقول: ليس كلُّ ما منع منه نقض عهده كإظهار الخمر والخنزير ونحو ذلك، فنقول: قد وجد منه شيئان: [فِعلُ] ما منع منه العهد، وطعنٌ في الدين، بخلاف أولئك؛ فإنه لم يوجدْ منهم إلا فعل ما هم ممنوعون منه بالعهد فقط، والقرآنُ يوجِبُ قتل من نكث يمينه من بعد عهده وطَعَنَ في الدين، ولا يمكن أن يقال: "لم ينكث"؛ لأن النكث هو مخالفةُ العهد، فمتى خالفوا شيئاً مما صُولحوا عليه فهو نَكْثٌ، مأخوذٌ من نكث الحبل وهو نَقْضُ قُوَاه، ونَكْثُ الحبل يحصل بنقض قوةٍ واحدةٍ، كما يحصل/ بنقض جميع القُوَى، لكن قد يبقى من قُوَاه ما يستمسك الحبلُ به، وقد يَهِن بالكلية، وهذه المخالفة من المعاهَدِ قد تُبْطِلْ العهد بالكلية حتى تجعله حربياً، وقد شَعِث العهد، حتى تبيح عقوبتهم، كما أن نقض[بعض] الشروط في البيع والنكاح ونحوهما قد تُبْطل البيع بالكلية كما لو وصفه بأنه فَرَسٌ فظهر بعيراً، وقد يبيح الفسخَ كالإخلال بالرهن والضَّمِين، هذا عند من يفرق في المخالفة، وأما من قال: "ينتقضُ العهدُ بجميع المخالفات" فالأمر ظاهرٌ على قوله، وعلى التقديرين قد اقتضى العقدُ أن لا يُظْهِرُوا شيئاً من عَيْب ديننا، وأنهم متى أظهروه فقد نكثوا وطعنوا في الدين، فيدخلون في عموم الآية لفظاً ومعنى، ومثلُ هذا العموم يبلغ درجة النصِّ.

            بم استحقوا إمامة الكفر
            الوجه الثالث: أنه سَمَّاهم أئمة الكفر لطعنهم في الدين، وأوقع الظاهر موقع المضمر لأن قوله: أَئِمَّةَ الكُفْرِ إما أن يُعْنَى به الذين نكثوا وطعنوا، أو بعضهم، والثاني لا يجوز؛ لأن الفعل الموجب للقتال صدر من جميعهم، فلا يجوز تخصيص بعضهم بالجزاءِ؛ إذ العلة يجب طَرْدُها إلا لمانع ولا مانع، ولأنه عَلَّل ذلك ثانياً بأنهم لا أيمان لهم، وذلك يشمل جميعَ الناكثين الطاعنين، ولأن النَّكْث والطعن وَصْفٌ مشتقٌ مناسبٌ لوجوب القتال، وقد رُتِّبَ عليه بحرف الفاء ترتيب الجزاء على شرطه، وذلك نصٌّ في أن ذلك الفعلَ هو الموجب الثاني؛ فثبت أنه عنى الجميع، فيلزم أن الجميع أئمةُ كفرٍ، وإمامُ الكفر هو الداعي إليه المُتَّبَعُ فيه، وإنما صار إماماً في الكفرِ لأجلِ الطعن، فإنَّ مجرَّد النكث لا يوجب ذلك، وهو مناسب؛ لأن الطاعن في الدين يعيبه ويذمه ويدعو إلى خلافه، وهذا شأن الإمام، فثبت أنَّ كلَّ طاعنٍ في الدين فهو إمامٌ في الكفر، فإذا طعن الذميٌّ في الدين فهو إمامٌ في الكفر، فيجب قتالُه لقوله تعالى: فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ ولا يمين له؛ لأنه عاهَدَنَا على أن لا يظهر عَيْبَ الدين هنا وخَالَفَ، واليمين هنا المرادُ بها: العهودُ، لا القَسَم بالله، فيما ذكره المفسرون، وهو كذلك؛ فإنَّ النبي  لم يقاسمهم بالله عام الحُدَيْبية، وإنما عَاقَدهم عقداً، ونُسْخَةُ الكتاب معروفةٌ ليس فيها قَسَمٌ، وهذا لأنَّ اليمين [*يقال: إنما سُمِّيت بذلك لأنَّ المعاهِدَيْنِ يمدُّ كلٌّ منهما يمينه إلى الآخر، ثم غَلَبَت حتى صار مجرَّدُ الكلام بالعهد يُسمى يميناً، ويقال: سُميت يميناً لأن اليمين هي القوةُ والشدةُ، كما قال الله تعالى: لأَخَذْنَا مِنْهُ بِاليَمِيْن فلما كان الحلف معقوداً مشدَّداً سُمي يميناً؛ فاسمُ اليمين جامعٌ للعقد الذي بين العبد وبين ربِّه وإن كان نذراً، ومنه قول النبيِّ : "النَّذْرُ حَلْفَة" وقوله: "كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ اليَمِيْنِ" وقولُ جماعةٍ من الصحابة للذي نَذَرَ نَذْرَ اللَّجَاجِ والغضبِ: "كَفِّرْ يَمِينَكَ" وللعهدِ الذي بين المخْلُوقين، ومنه قوله تعالى: وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا والنهي عن نقض العهود وإن لم يكنْ فيها قسمٌ، وقال تعالى: وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ وإنما لفظُ العهدِ "بَايَعْنَاكَ عَلَى أنْ لاَ نَفِرَّ" ليس فيه قَسَمٌ، وقد سَمَّاهم معاهدين لله، وقال تعالى: وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ والأرْحَامَ قالوا معناه: يتعاهدون ويتعاقدون لأنَّ كلَّ واحد من المعاهدين إنما عاهده بأمانة الله وكفالته وشهادته؛ فثبت أنَّ كلَّ مَن طعن في ديننا بعد أن عاهَدْناه عهداً يقتضي أنْ لا يفعل ذلك فهو إمامٌ في الكفر لا يَمِينَ له، فيجب قتله بنصِّ الآيةِ، وبهذا يظهر الفرقُ بينه وبين الناكِثِ الذي ليس بإمامٍ، وهو مَن خالف بفعل شيءٍ مما صولحوا عليه من غير الطعن في الدِّينِ.

            سب الرسول يوجب نقض عهد الذمي
            الوجه الرابع: أنه قال تعالى: ألاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُم وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءوكُمْ أَوَّلَ مَرّةٍ؛ فجعل هَمّهم بإخراجِ الرسولِ من المحضِّضَات على قتالهم، وما ذاك إلا لما فيه من الأذَى، وسَبُّه أغلظ من الهم بإخراجه، بدليل أنه  عَفَا عَامَ الفَتْحِ عن الذين هَمُّوا بإخْرَاجِهِ، ولم يَعْفُ عمن سَبَّه؛ فالذمِّي إذا أظهر سَبَّه فقد نَكَث عهده، وفَعَل ما هو أعظم من الهمِّ بإخراج الرسولِ، وبَدَأ بالأذى؛ فيجبُ قتالُه.


            ذهاب الغيظ يحصل بقتل الساب
            أحدها: أن تَعْزِيره وتأديبه يُذْهب غيظ قلوبهم إذا شتم واحداً من المسلمين أو فعل نحو ذلك، فلو أذهب غيظ قلوبهم إذا شتم الرسول لكان غيظهم من شَتْمه مثل غيظهم مِن شَتْم واحدٍ منهم، وهذا باطل.
            الثاني: أن شَتْمه أعظمُ عندهم من أن يُؤخذ بعض دمائهم، ثم لو قُتل واحداً منهم لم يَشْفِ صدورهم إلا قتله، فأنْ لا تُشْفَى صُدُورُهُم إلا بقتل السابِّ أولى وأحْرَى.
            الثالث: أنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ قتالهم هو السبب في حصول الشِّفاء، والأصْلُ عدمُ سبب آخر يحصِّله؛ فيجب أن يكون القتلُ والقتال هو الشافي لصدور المؤمنين من مثل هذا.
            الرابع: أنَّ النبيَّ  لما فُتحت مكةُ وأراد أن يشفي صدورَ خُزَاعة – وهم القوم المؤمنون – من بني بكرٍ الذين قاتلوهم مَكَّنهم منهم نصفَ النهار أو أكثر مع أمانِهِ لسائرِ الناسِ؛ فلو كان شفاء صدورهم وذهابُ غيظِ قلوبهم يحصلُ بدون القتل للذين نكثوا وطعنوا لما فعل ذلك مع أمانِهِ للناسِ.

            الدليل الرابع من القرآن
            أذى النبي محادة لله
            الموضع الرابع: قولُه سبحانه: أَلَمْ يَعْلَمُوا أنَّهُ مَنْ يُحَادِد اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلكَ الخِزْيُ العَظِيم فإنه يدلُّ على أنَّ أذى رسول الله  مُحَادَّةٌ لله ولرسوله؛ لأنه قال هذهِ الآيةَ [عَقِبَ] قوله تعالى: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌالآية. ثم قال: يَحلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ* أَلمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللهَ وَرَسُولَه فلو لم يكونوا بهذا الأذى مُحَادِّين لم يحسن أن يوعَدُوا بأنَّ للمحاد نار جهنَّم؛ لأنه يمكن حينئذٍ أن يقال: قد علموا أن للمحاد نارَ جهنَّم؛ لكنهم لم يحادّوا، وإنما آذَوْا، فلا يكون في الآية وعيدٌ لهم؛ فعُلِم أنَّ هذا الفعل لابُدَّ أن يندرج في عموم المحادَّة؛ ليكون وعيدُ المحادِّ وعيداً له ويلتئمُ الكلامُ.
            ويدلُّ على ذلك أيضاً ما روى الحاكمُ "صحيحه" بإسناد صحيح عن ابن عباس أنَّ رسول اللهِ  كانَ في ظِلِّ حُجْرَةٍ من حُجرِهِ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ المسْلِمينَ، فَقَالَ: "إنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إنْسَانٌ يَنْظُر إليكم بِعَيْنِ شَيْطَانٍ، فَإذَا أَتَاكُمْ فَلا تُكَلِّمُوهُ"،/ فَجَاء رَجُلٌ أزْرَقُ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ ، فَقَالَ: "عَلامَ تَشْتُمُني أنْتَ وَفُلانٌ وَفُلانٌ"، فانْطَلَقَ الرَّجُلُ، فَدَعَاهُمْ فَحَلَفُوا بِاللهِ وَاعْتَذَرُوا إلَيْهِ" فأنزل اللهُ تعالى: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ثم قال بعدَ ذلك: إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ فعُلم أنَّ هذا داخلٌ في المحادَّةِ.
            وفي روايةٍ أُخْرَى صحيحةٍ أنه نَزل قولُه: يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُم وقد قال: يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ ثم قالَ عَقِبَه: أَلمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللهَ وَرَسُولهُ فثبت أنَّ هؤلاءِ الشاتمين محادُّونَ، وسيأتي - إن شاءَ اللهُ – زيادةٌ في ذلك.
            وإذا كان الأذى مُحَادَّةً للهِ ولرسولِهِ فقد قالَ اللهُ تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ في الأَذَلِّين* كَتبَ اللهُ لأغْلِبَنَّ أنَا وَرُسُلِي إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ والأذلُّ: أبلغُ مِن الذليلِ، ولا يكون أذلَّ حتى يخاف على نفسه وماله إنْ أظهر المحادَّة؛ لأنه [إنْ] كان دمُه ومالُه معصوماً لا يُسْتَبَاح فليس بأذلَّ، يدلُ عليه قوله تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ فبيَّن سبحانه أنهم أينما ثُقِفوا فعليهم الذِّلَّةُ إلاَّ مع العهد، فعُلم أنَّ مَن له عهدٌ وحبلٌ لا ذِلَّةَ عليه وإن كانت عليه المسكنةُ فإنَّ المسكنةَ قد تكونُ مع عدم الذلة، وقد جعل المحادِّين في الأَذلِّينَ، فلا يكون لهم عهد، إذ العهدُ ينافي الذِّلَّةَ كما دلَّتْ عليه الآية، وهذا ظاهرٌ، فإنَّ الأذَلَّ هو الذي ليس له قوةٌ يمتنع بها ممن أراده بسوء، فإذا كان له من المسلمين عهدٌ يجب عليهم به نَصْره ومنعه فليس بأَذلَّ، فثبتَ أنَّ المحادَّ للهِ ولرسولهِ لا يكون له عهدٌ يَعْصِمه، والمؤذي للنبيِّ  مُحَادٌّ، فالمؤذي للنبي ليس له عهدٌ يَعْصم دَمَه، وهو المقصودُ.
            وأيضاً، فإنه قد قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ والكَبْتُ: الإذلالُ والخِزْيُ والصَّرْعُ، قال الخليل: الكبت هم الصرع على الوَجْهِ. وقال النضر بن شُمَيل وابن/ قتيبة: هو الغيظ والحزن، وهو في الاشتقاق الأكبر من كبده، كأنَّ الغيظَ والحزن أصاب كبده، كما يقال: أحرق الحزنُ والعداوةُ كبدَه، وقال أهل التفسير: كُبِتُوا أُهلكوا وأُخْزُوا وحزِنوا، فثبت أن المحادَّ مكبوتٌ مخزِيٌّ ممتلٍ غيظاً وحزناً هالكٌ، وهذا إنما يتم إذا خافَ إن أظهرَ المحادَّةَ أن يُقتل، وإلا فمَن أمكنه إظهار المحادَّة وهو آمن على دمه وماله فليس بمكبوت، بل مسرورٌ جَذْلان، ولأنه قال: كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، وَالَّذِينَ من قبلهم ممن حادَّ الرسُلَ وحادَّ رسولَ الله إنما كَبَتَه الله بأن أهلكه بعذابٍ من عنده أو بأيدي المؤمنين، والكَبْتُ وإن كان يحصل منه نصيبٌ لكل من لم يَنَلْ غَرَضَه كما قال سبحانه: لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أوْ يكْبِتَهُم لكن قوله تعالى: كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يعني محادِّي الرسل دليلٌ على الهلاك أو كَتْم الأذى، يبين ذلك أن المنافقين هم من الحادَّينَ، فهم مَكْبوتون بموتهم بغيظهم لخوفهم أنهم إن أظهروا ما في قلوبهم قُتلوا، فيجب أن يكون كلُّ محادٍّ كذلك.

            المحادة مغالبة ومعاداة
            وأيضاً، فقوله تعالى: كَتَبَ اللهُ لأغْلِبَنَّ أنَا وَرُسُلِي عقب قوله: إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ في الأَذَلِّينَ دليلٌ على أن المحادةَ مغالبةٌ ومعاداة، حتى يكون أحدُ المتحادين غالباً والآخر مغلوباً، وهذا إنما يكون بين أهل الحرب لا أهل السلم، فعُلم أن المحادَّ ليس بمسالم، والغلبة للرسل بالحجة والقهر، فمن أُمر منهم بالحرب نُصر على عدوه، ومَن لم يؤمر بالحرب أُهْلك عدوه، وهذا أحسن من قول من قال: إن الغلبة للمحارب بالنصر، ولغير المحارب بالحجة، فعُلم أن هؤلاء المحادِّين محاربون مغلوبون.
            وأيضاً فإن المحادة من المشاقَّة؛ لأن المحادَّة من الحدِّ والفصل والبَيْنُونة، وكذلك المشاقَّة من الشق وهو بهذا المعنى، [فهما] جميعاً بمعنى المقاطعة والمفاصلة، ولهذا يقال: إنَّما سميت بذلك لأن كل واحد من المتحادَّين والمتشاقَّين في حدٍّ وشِقٍّ من الآخر، وذلك يقتضي انقطاعُ الحبل الذي بين أهل العهد إذا حادَّ بعضُهم بعضاً، فلا حبل لمحادٍ لله ورسوله.
            وأيضاً. فإنها/ إذا كانت بمعنى المشاقَّة فإن الله سبحانه قال: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ واضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ* ذَلِكَ بأنَّهُمْ شاقُّوا اللهَ ورَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِق اللهَ وَرَسُولَهُ فإنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ فأمر بقتلهم لأجل مشاقَّتهم ومحادَّتهم، فكل من حادَّ وشاقَّ فيجب أن يُفعل به ذلك؛ لوجود العلة.
            وأيضاً، فإنه تعالى قال: وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمّ في الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شاقُّوا اللهَ ورَسُولهُ، والتعذيبُ هنا – واللهُ أعلم -: القتلُ؛ لأنهم قد عُذِّبوا بما دون ذلك من الإجلاءِ وأخْذِ الأموال، فيجب تعذيب من شاقَّ الله ورسوله، ومَن أظهر المحادَّةَ فقد شاقَّ الله ورسوله، بخلاف مَن كتمها، فإنه ليس بمحاد ولا مشاق.
            وهذه الطريقة أقوَى في الدلالة، يقال: هو محاد، وإن لم يكن مشاقاً، ولهذا جعل جزاء المحاد مطلقاً أن يكون مكبُوتاً كما كُبِتَ مَن قَبْله، وأن يكون في الأذلين، وجعل جزاء المشاق القتل والتعذيب في الدنيا، ولن يكون مكبوتاً كما كُبِتَ مَن قبله في الأذلين إلا إذا لم يمكنه إظهار محادَّته، فعلى هذا تكون المحادة أعم، ولهذا أهلُ التفسير في قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوماً يُؤْمنُونَ باللهِ واليومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَه الآية: أنها نزلت فيمن قَتَل من المسلمين أقاربَه في الجهاد، و فيمن أراد أن يقتل لمن تعرض لرسول الله  بالأذى من كافر ومنافق قريب له، فعُلِم أن المحاد يعمُّ المشاق وغيره.
            ويدل على ذلك أنه قال سبحانه: أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ تَوَلَّوا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَليْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنهُمْ الآيات، إلى قوله: لاَ تَجِدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَه وإنما نزلت في المنافقين الذين تولَّوُا اليهودَ المغضوبَ عليهم، وكان أولئك اليهودُ أهلَ عهدٍ من النبي ، ثم إن الله سبحانه بَيَّن أن المؤمنين لا يُوَادُّونَ من حادَّ الله ورسوله، فلابد أن يدخل في ذلك عدم المودَّة لليهود وإن كانوا أهل ذمة؛ لأنه سبب النزول، وذلك يقتضي أن أهل الكتاب محادون لله ورسوله إن كانوا معاهِدين.
            ويدلُّ على ذلك أن الله قطع المُوَالاة بين المسلم والكافر وإن كان له عهد وذِمَّه، وعلى هذا التقدير فيقال:/ عُوهِدُوا على أن لا يُظْهروا المحادة ولا يُعلنوا بها بالإجماع كما تقدم وكما سيأتي، فإذا أَظهروا صاروا محادِّين لا عَهْدَ لهم، مُظْهِرِينَ للمحادة، وهؤلاء مُشاقُّونَ، فيستحقون خِزْيَ الدنيا من القتل ونحوِه وعذابَ الآخرة.

            لا عهد لمن يحادّ الله
            فإن قيل: إذا كان كل يهودي محاداً لله ورسوله فمن المعلوم أن العهد يثبتُ لهم مع التهود، وذلك يَنْقُض ما تقدم من أن المحادَّ لا عهد له.
            قيل: من سلك هذه الطريقة قال: المحاد لا عهد له على إظهار المحادة، فأما إذا لم يُظهر لنا المحادة فقد أعطيناه العهد، وقولُه تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ( يقتضي أن الذلة تلزمه، فلا تزول إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وحبلُ المسلمين معه على أن لا يُظهر المحادة بالاتفاق؛ فليس معه حبلٌ مطلق، بل حبل مقيد، فهذا الحبل لا يمنعه أن يكون أذلَّ إذا فعل ما لم يُعَاهَدْ عليه، أو يقول صاحبُ هذا المسلك: الذِّلَّةُ لازمة لهم بكل حال، كما أُطلقت في سورة البقرة، وقوله: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ( يجوز أن يكون تفسيراً للذلة، أي: ضُربت عليهم أنهم أينما ثُقِفُوا أُخذوا وقُتِّلوا إلا بحبلٍ من [الله وحبل من] الناس، فالحبلُ لا يرفع الذلة، وإنما يرفع بعضَ موجِباتها وهو القتل، فإن مَن كان لا يُعْصَم دَمُه إلا بعهدٍ فهو ذليل وإن عصم دمه بالعهد، لكن على هذا التقدير تضعف الدلالة الأولى من المحادة، والطريقة الأولى أجود كما تقدم، وفي زيادة تقريرها طول.

            الدليل الخامس من القرآن
            الموضع الخامس: قوله سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُم اللهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَة(، وهذه توجِب قتل مَن آذى اللهَ ورسوله كما سيأتي إن شاء الله تقريره، والعهد لا يَعْصِمُ من ذلك؛ لأنا لم نعاهدهم على أن يؤذوا الله ورسوله.
            ويوضح ذلك قول النبي e: "مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأشْرَفِ فَإنَّه قَدْ آذى اللهَ وَرَسُولَه؟" فندَبَ المسلمين إلى يهودي كان معاهداً لأجل أنه آذى الله ورسولَه، فدلَّ ذلك على أنه لا يوصَفُ كل ذمي بأنه يؤذي الله ورسولَه، وإلاَّ لم يكن فَرْقٌ بينه وبين غيره، ولا يصح أن يقال: اليهود ملعونون في الدنيا والآخرة مع إقرارهم على ما يوجب ذلك، لأنا لم نقرَّهُم على إظهار أذَى الله ورسوله، وإنما أقْرَرْنَاهم على أن يفعلوا بينهم ما هو من دينهم.


            من آذى الرسول فقد آذى الله
            أحدها: أنه قَرَن أذاه بأذاه كما قرن طاعته بطاعته، فمن آذاه فقد آذى الله تعالى، وقد جاء ذلك منصوصاً عنه، ومن آذى الله فهو كافر حَلالُ الدَّمِ، يبين ذلك أن الله تعالى جعل محبةَ اللهِ ورسوله وإرضاءَ اللهِ ورسوله وطاعة الله ورسوله شيئاً واحداً فقال تعالى: )قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وأبْنَاؤكُمْ وإخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيْرَتُكمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَونَ كسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أحَبَّ إلَيكم مِنَ اللهِ وَرَسُولهِ( وقال: )وَأَطِيعُوا الله والرَّسُول( في مواضع متعددة، وقال تعالى:/ )وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أنْ يُرْضُوهُ( فوحَّدَ الضميرَ، وقال أيضاً: )إنَّ الَّذِينَ يُبَايعُونَكَ إنَّمَا يُبَايِعُونَ الله( وقال أيضاً: )يَسْأَلُوْنَكَ عَنِ الأنْفَالِ قُل الأنْفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ(.
            وجعل شقاق الله ورسوله ومحادَّةَ الله ورسوله وأذى الله ورسوله ومعصيةَ الله ورسوله شيئاً واحداً، فقال: )ذَلِكَ بأنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللهَ وَرسُولَهُ( وقال: )إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسولَه(. وقال تعالى: )ألَمْ يَعْلمُوا أنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللهَ وَرَسولَهُ( وقال: )وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسولَهُ( الآية.

            حق الله وحق رسوله متلازمان
            وفي هذا وغيرِه بيانٌ لتلازم الحقين، وأن جهةَ [حرمة] الله ورسوله جهة واحدة؛ فمن آذى الرسول فقد آذى الله، ومن أطاعه فقد أطاع الله؛ لأن الأمة لا يَصِلون ما بينهم وبين ربهم إلا [بواسطة] الرسول، ليس لأحدٍ منهم طريقٌ غيرُه ولا سبب سواه، وقد أقامه الله مُقَام نفسِهِ في أمره ونَهْيه وإخباره وبيانه، فلا يجوز أن يُفَرَّقَ بين الله ورسوله في شيء من هذه الأمور.

            هدانا الله وهداكم سواء السبيل

            تعليق


            • #21
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اعتذر جدا عن تأخري خرجت للصلاه تقبل الله منا ومنكم اعمالنا الصالحه وغفر لنا وهدانا وتاب علينا واسكننا جنته الفردوس الأعلى أمين أمين أمين .
              اخي الكريم السهم الحارس
              سؤال يا أخى أعزك الله - أرجوك جاوبنى عليه
              هل تعتقد بعدما قرأت أن من الدعوة أو غيرها أن نقول لمن سب رسول الله : ( وأهلاً بك معنا )
              أرجوك أجب فقط بنعم أم لا - كلمه واحده بسيطه - نعم أم لا
              كان ردي موجود سابقا ايها الحبيب
              بكل تأكيد لا نقبل اي شتم له عليه الصلاة والسلام .
              والجزاء الطرد بلا نقاش .
              هذا بالنسبه بما في المنتدى هنا .
              رجاء عدم الرد الخروج عن أصل الوضوع وهو صلب المسيح.
              عُلم .

              تعليق


              • #22
                السلام عليكم
                للرفع....
                مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                تعليق


                • #23
                  للرفع مرة أخرى ...
                  اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور (35)

                  تعليق


                  • #24
                    لو قريت كتابكم صح هتلاقى التجسد اللى انت موش معترف بيه ونفخنا فيها من روحنا فتمثل بشرا سويا
                    فقط سأثبت لكم مدى غباء النصارى:
                    ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ))[الإسراء:85]

                    إذن ما يقوله النصارى هي أنه عندما يعطي الله شيئاً للإنسان، فهل معناته أن الله سبحانه و تعالى يتجسد فيه؟
                    لأن الله تعالى قال:(( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ))[البلد:8]، فهل معني ذلك أن الله سبحانه و تعالى يتجسد في عين الإنسان؟

                    و قال أيضاً:(( وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ))[مريم:53]
                    فهل معنى ذلك أن الله سبحانه و تعالى تجسد في هارون عليه الصلاة و السلام؟

                    أصحاب العقول في راحة
                    " وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. "
                    (يوحنا 40:8)

                    " ليس الله إنساناً فيكذب. ولا ابن انسان فيندم. هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي. "
                    (الأعداد 23:19)

                    تعليق


                    • #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة moorad مشاهدة المشاركة
                      انا موش هحكى معاك كتير انا بس هقولك روح شوف كفن السيد المسيح فى ايطاليا ولا بلاش كفن السيد المسيح هتشككو فيه روح شوف قبره فى كنيسة القيامة فى فلسطين اقرب لك وشوف النور اللى بيشق القبر لحد يومنا هزا من اكتر من الفين سنة فى يوم عيد القيامة وعايز اقولك حاجة فى عالم اسلامى عندكو اسمه ابو فخر الرازى قال ان القول بان المسيح عيسى ابن مريم شبه له اوله صفصدة واخره كفر والحاد وقال الاسباب ان الله حب ينقز المسيح ومعرفش فالقى شبه على اخر ودى خدعة وحاشا لله يكون مخادع وان كدة يكون فى واحد اتظلم وحاشا لله انه يكون ظالم بالنسبة للاية اللى عندكو بتقول وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم موش له يعنى اليهود اتخيلو انهم صلبوه لكن الحقيقة موش هما اللى صلبوه جنود الرومان اللى صلبوه وعايز اقولك حاجة كمان الرسالة اللى بعتها بيلاطس البنطى لهيرودس بسبب موضوع الصلب موجودة لحد الان لكن موش عارف فى اى متحف تقريبا فى المانيا
                      ___________


                      الرازى قال هذه الاشكالات و رد عليها ..مش مثل ما ساعدتك بتقول أن هذه اعتراضات منه ...زكريا بطرس دلس فى هذا فى مناظرته مع الشيخ مازن و ادعى أن الرازى قال هذا ...و الصحيح أن الرازى قال هذه الاشكالات و رد عليها ...و قد كان عبد المسيح بسيط أحسن حالا من زكريا بطرس عندما تناول مسالأة الشبيه فى القرءان ...فعندما ذكر كلام الرازى نقله و نقل رد الرازى ..ثم كل ما فعله أنه قال أنها اجابات غير منطقيه ......فقط احببت أن أوضح لك أن الرازى ذكر اشكالات و قام بالرد عليها ..و ليس هذه الاشكالات اعتراضات من الرازى نفسه ..



                      ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ) أي ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره , بل صدره ضيق حرج لضلاله , وإن تنعم ظاهره , ولبس ما شاء , وأكل ما شاء , وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك , فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة ( المصباح المنير فى تهذيب تفسير بن كثير , صفحة 856 ).

                      تعليق


                      • #26
                        بارك الله فيك أختاه
                        ولكن لى تعليق صغير بعيداً عن الموضوع
                        الكتاب ****** يحتوى على أعداد أو نصوص وليس آيات
                        المشاركة الأصلية بواسطة منى محمد مشاهدة المشاركة
                        يما يلي سنذكر بعض الآيات التي تبدو للبعض على أن المسيح قد صلب يوم الجمعة وهذه الآيات هي:..........من هذه الآيات فهم بعض المسيحيين بأن المسيح قد صلب يوم الجمعة، لأن يوم الجمعة يأتي قبل السبت،...........قد أوصى الله موسى بأن يحسبوا جميع الأعياد سبوتاً واليك الآيات التي تؤكد هذا الحق:

                        تعليق


                        • #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة منى محمد مشاهدة المشاركة


                          واضح تماماً من هذه الآيات أن العيد كان يحسب سبتاً كالسبت الأسبوعي

                          أى ان اى يوم يمر عليهم فيه عيد يعتبر سبت؟! ماذا اذا كان الاسبوع فيه 4 اعياد؟هل يصبح هناك اربعة أيام يوم سبت؟


                          يبدو أننى فهمت الآن لماذا إختلفت الترجمة العربية القديمة- عام 1848 - عن الترجمة العربية الحديثة

                          لاحظ معى هذا النص من يوحنا بالترجمة العربية الحديثة

                          1وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا يوحنا 20

                          وهذه هى الترجمة العربية القديمة
                          1 فلما كان أحد السبوت.. يوحنا 20

                          وفهمت لماذا كتبت بعض التراجم الإنجليزية نفس النص السابق بنفس المعنى
                          Young's Literal Translation
                          And on the first of the sabbaths, Mary the Magdalene doth come early (there being yet darkness) to the tomb, and she seeth the stone having been taken away out of the tomb,
                          مع العلم أن السبت باليوناني لا يوجد فى آخرة حرف s
                          σαββατων

                          تعليق


                          • #28
                            السَلام عَليكُم

                            الجُمعَة العَظيمَة - الشَيخ العَلامَة أحْمَد دِيديات رَحِمَه الله

                            http://www.youtube.com/watch?v=M0APULRhtko

                            صَلْب المَسيح حَقيقَة أم خَيال - مُناظَرَة

                            http://www.youtube.com/watch?v=du2clV94PjM
                            مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة ابن النعمان, 7 ينا, 2024, 10:13 م
                            ردود 0
                            45 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة ابن النعمان
                            بواسطة ابن النعمان
                             
                            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:27 ص
                            ردود 0
                            36 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                            بواسطة *اسلامي عزي*
                             
                            ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 21 يون, 2023, 01:43 م
                            ردود 0
                            75 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة Mohamed Karm
                            بواسطة Mohamed Karm
                             
                            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 6 يون, 2023, 01:44 ص
                            ردود 4
                            61 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                            بواسطة *اسلامي عزي*
                             
                            ابتدأ بواسطة mohamed faid, 23 ماي, 2023, 12:04 م
                            ردود 0
                            27 مشاهدات
                            0 معجبون
                            آخر مشاركة mohamed faid
                            بواسطة mohamed faid
                             
                            يعمل...
                            X