الكتاب المقدس بين ضياع الأصل وتحريف النسخ - د. يزيد حمزاوي -

تقليص

عن الكاتب

تقليص

((أم عبد الرحمن)) مسلمة اكتشف المزيد حول ((أم عبد الرحمن))
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكتاب المقدس بين ضياع الأصل وتحريف النسخ - د. يزيد حمزاوي -

    2012
    قُبيل أن يموت شنودة الثالث بابا الكنيسة القِبطية المرقسية المصرية بأسابيع
    قليلة، سمعتُه وهو يجيب عن أسئلة الناس من كنيسة العبَّاسية بالقاهرة في لقائه
    اﻷسبوعي، طُرح عليه سؤال مفادُه : " لقد كثُرت ترجمات ونسخ الكتاب المقدس
    وهي مختلفة فيما بينها، فما هي النُّسخة الصحيحة منها؟"
    فردَّ بابا اﻷقباط على السائل بقولِه: " إن النسخ التي ﻻ توجد فيها العقيدة التي
    نُعلِّمها في كنيستنا هي نسخ " غلط !"
    ما يمكن استنتاجُه من هذه اﻹجابة المختصرة، هو أنَّ رأس الكنيسة القِبطية
    المصرية يُقر بوجود نسخ " غلط " للكتاب المقدس، ولفظة " غَلَط " كلمة ﻻ تحمل أكثرَ
    من دَﻻلة واحدة، وهي أنها نُسَخٌ محرَّفة، لكنَّ الحديث عن تحريف الكتاب المقدس
    في النَّصرانية والكنيسة يُثير الحساسيات والمخاوف، خاصَّةً أنها كلمة قرآنيةٌ
    بامتياز في وصف إنجيلِ النصارى؛ لذا فضَّل البابا استعمالَ كلمة النُّسخ " الغلط" بدل
    النُّسخ المحرفة.
    ودَعُونا ﻻ نخرجْ عن كلمة البابا : نسخ " غلط " ، إنَّ السائل الذي يبحث عن النُّسخة
    الصحيحة لم يستفِدْ شيئًا من اﻹجابة المُبهَمة للبابا؛ ﻷن المفهوم العمليَّ من إجابة
    هذا اﻷخير، هو أن يأخذَ كلُّ نصراني أرثُوذكسي قبطي المئاتِ من النُّسخ
    والترجمات الموجودة في الساحة، ثم يُجريَ عليها دراسة نصية، وتحليلَ محتوًى،
    وبحثًا مقارنًا مع عقائد الكنيسة التي يتْبَعُها، ليصلَ أخيرًا بعدَ إقصاء النسخ " الغلط "
    إلى معرفةِ النُّسخة الصحيحة!
    إنَّ البابا بهذا الجواب يطلب من شعب الكنيسة كلِّه أن يصبح عالِمًا في نقد النص
    textualcritic ، وخبيرًا في المخطوطات manuscripts expert ؛ حتى يستطيعَ أن
    يصل إلى المخطوطة أو النُّسخة الصحيحة للكتاب المقدس، بل وﻻ يكفي ذلك؛ ﻷنه
    بعدها عليه أن يكون ﻻهوتيًّا مبرَّزًا؛ ليتمكن من فكِّ أحجية العقائد الكنسية ليحكم
    في ختامها على أحجيةٍ بعينِها أنها هي العقيدة المستقيمة، التي تتَّفق مع عقائد
    الكنيسة اﻷرثوذوكسية القبطية.
    وﻻ يخفى أنَّ هذه الخطوات المنهجية والعلمية ﻻ يقدِر عليها إﻻ مَن فاض زادُه من
    إتقان اللغات القديمة، واتسعتْ مداركُه في تِقنيات النقد النصي، وامتلك ناصية
    العلوم الكثيرة والدقيقة، وحاز المهاراتِ الفكريةَ والبحثيَّة التي تتيح له فهمَ عقائدَ
    أشبهَ بالطﻼسم، واستيعاب نصوصٍ أقرب ما تكون مكتوبة بالحبر السري.
    وفي الحال هذه، كيف يطلب البابا من عوامِّ الناس الذين ﻻ يُحسن أحدُهم يكتب
    اسمه وعنوانَ بيته أن يقتحم مَيدان الهوجاء هذا بﻼ سﻼحٍ، إﻻ سﻼح اﻹيمان
    اﻷعمى الموروث بالهُوية والبطاقة؟
    لماذا يزيد شنودة الثالث كلَّ هذا العناء والعبء على الناس من شعب الكنيسة،
    وإنني أجزم من كثرةِ ما خالطت النصارى أن فراغَهم الرُّوحي الموحشَ يحولُ دون
    اﻹنصات ﻷي أمر جَديٍّ مثل هذا في الكنيسة، وما درى البابا أنَّ كثيرًا ممن يحضر
    إلى كنيسة العباسية هو لمجرَّد الولولة والتصفيق والقهقهة لبعض النوادر التي
    يطلقها البطريرك المحبوب؛ لتخفيف جوِّ الكنيسة المكفهرِّ والثقيل، كمحاولة للهروب
    النفسي من وخْز الفطرة التي تؤنِّب كلَّ نصراني، فليت شعري كيف يُكلَّف هذا
    النوعُ من الحضور بإخراج نسخة الكتاب المقدس الصحيحة الوهمية، من كومة
    أطنان النُّسخ "الغلط " المكدَّسة تحت ألفَيْ سنة من التزوير والتحريف؟
    أﻻ تكفي الناسَ أعباؤهم اليوميةُ الثقيلة وهموم القُوت والرغيف والبوتاجاز... حتى
    يزيدَهم البابا عبء الدراسات الﻼهوتية المتخصِّصة لمعرفةِ النسخة الصحيحة من
    النسخ "الغلط " ؟
    لماذا ﻻ يقدِّم البابا اسم النسخة الصحيحة، وبجانبها قائمة للنسخ " الغلط" على حدِّ
    تعبير البابا، فيريح ويستريح، وكفى الله المؤمنين القتال؟
    أيها البابا، أو خليفته، إنَّ في اﻹسﻼم مبدأ هامًّا، وهو عدمُ جواز تأخير البيان عن
    وقت الحاجة، واليوم كما عرفنا في الكنيسة حاجة ماسَّة لمعرفة النسخة الصحيحة
    من النسخ " الغلط" السقيمة؛ فاﻷمر دِينٌ، والمصير إما ملكوت السماء أو ظلمة
    الجحيم، فلمَ اﻻنتظار واللَّفُّ والدوران في اﻹجابة عن السؤال؟ فما هي النسخ
    " الغلط" ؟
    إن بعض النسخ اليوم التي تطلع كل صباح في شتى اللغات ومن البلدان العديدة -
    تتنافس فيما بينها لتحذفَ نصوصًا من هنا، وإضافة أخرى هناك، لم يعد اﻷمر خفيًّا،
    فيبدو أنَّ اللِّجان الكِتابية المكلَّفة بتنقيح كتاب اﻹله المخلص، تتبارى فيما بينها
    لضرب رقمٍ قياسي جديد في الحذف واﻹضافة، وإذا سمينا هذه التَّغييرات
    والتبديﻼت بالتحريف، فإنَّ هذا التحريف تجاوَزَ مستوى " التحريف بالمفرق " إلى
    " التحريف بالجملة" ، فمرة يُحذف إصحاحٌ كامل، ومرة قصة كاملة، ومرة يضاف
    سِفر أو أكثرُ إلى العهد القديم، ومرة يشار في أقدم المخطوطات أن العهد الجديد
    تنقصه بعض اﻷسفار، أو أنه يُشَكُّ في مصداقيةِ أخرى ... وكلُّ هذه التعليقات
    نجدها في الحواشي على متون الكتاب المقدَّس، ويعلم الله أنَّ النسخ الحديثة
    باللغات المختلفة أصبحت حواشيها أكبرَ من متونِها، وحتى يسع المجال لحواشٍ
    إضافية تعمد النُّسخ الحديثة إلى تصغير حجم الخط لحدٍّ يتعذَّر قراءتها، حتى إنها
    تصيب من يدمن قراءتها بضعف البصر بعد حين!
    أيها البابا - واﻵن بعد أن انتقل إلى الدار اﻵخرة؛ حيث سيعرف هناك الغلط من
    الصحيح - فإنني أخاطب خليفتَه أيًّا كان، دعني أقدِّم يد العون ببعض التساؤﻻت
    البريئة، والتعليقات المتواضعة، التي قد تكون مفيدةً ﻹقصاء النسخ " الغلط" ،
    وﻷنني مسلمٌ؛ فاسمح لي أن أضيف مصطلحًا إسﻼميًّا إلى مصطلح " الغلط" ، وهو
    المحرَّفة؛ أيْ: دعنا نتعاوَنْ لوضع قائمة من النسخ "الغلط " المحرَّفة؛ حتى يتبين
    الخيط اﻷبيض من اﻷسود، وفي اﻷخير نخرج بالنسخة الوحيدة الصحيحة غير
    " الغلط" وغير المحرَّفة، والتي توافق عليها الكنيسة القبطية اﻷرثوذوكسية،وإذا
    كنتَ موافقًا فدعنا نبدأ، وﻻ أظنُّك ترفض وأنت تقرأ في العهد الجديد تلك
    النصوصَ التي تدعو إلى البحث والدراسة، وتقديمِ الدليل والبرهان على صحة
    دينكم، وهذه بعض تلك النصوص :
    بطرس اﻷولى :3 15 ‏(قَدِّسُوا الرَّبَّ اﻹِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ
    مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ ‏).
    يوحنا : 39:5 ‏( فَتِّشُوا الْكُتُبَ ﻷَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ
    لِي‏) .
    تسالونيكي اﻷولى :5 21 ‏( امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ، تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ ‏).
    إذًا، الطريق واضحة: اﻻستعدادُ لﻺجابة بوداعة، التفتيش والبحث، امتحان اﻷدلَّة،
    إقصاء الغلط، والتمسك بالحسن الصحيح.
    لنبدأ..
    تعلمت ممن سبقني في البحوث العلمية أﻻ نبدأ في البحث عن أيِّ شيء قبل
    تحديد المفاهيم اﻹجرائية؛ أي: تحديد المصطلحات وتعريفها بدقة؛ حتى نضع معالِمَ
    لطريق البحث؛ فﻼ نضيع في جنباتِه وتضيع الحقيقة معه، وإنَّ أهمَّ مصطلح وأخطرَ
    مفهوم في بحثِنا الصغير هو كلمة " الغلط" ، على حدِّ تعبير البابا شنودة، أو التحريف
    في نسخ الكتاب المقدس على حدِّ تعبير اﻹسﻼم وكثير من الباحثين.
    تعريف "الغلط " أو التحريف:
    هو أي تغيير - صغيرًا كان أم كبيرًا - بالحذف أو اﻹضافة أو التبديل، أو التقديم أو
    التأخير، يطرأ على النصِّ اﻷصلي للكتاب المقدَّس، سواءٌ كان ذلك التغيير الطارئ
    متعمَّدًا أو سهوًا، بحسن نية أو بسوء نية.
    آه !!
    يبدو أن نيَّتي السليمة في تقديم يدِ العون كُبَّتْ في أول الطريق، لقد تبجحتُ
    بأنني على استعداد لتقديم يد العون للتفتيش في الكتب، كما يوصي العهد الجديد
    بقوله في يوحنا :5 39 " فَتِّشُوا الْكُتُبَ "... ؛ إذ إنه بعد التحديد اﻹجرائي
    واﻻصطﻼحي لتعريف كلمة " الغلط " أو التحريف، تبيَّن لي أنني عاجز عن اﻹيفاء
    بوعدي بالمساعدة؛ ﻷن التَّعريف اﻹجرائي الذي ذكرته عن "الغلط " والتحريف في
    نسخ الكتاب المقدس، يحدِّد ويشير إلى أنَّه يجب أن يتوفَّر لدى الباحث النُّسخة
    اﻷصلية للكتاب المقدس، التي ستُعتبر المعيار أو المقياس الذي يُحكم به على أيِّ
    نص آخر، من حيث مدى تطابقِه أو مخالفته للنص اﻷصلي، وإنني أُقرُّ أنه مع كثرة
    نسخِ ووفرةِ ترجماتِ الكتاب المقدس الموجودة في مكتبتي البيتية، إﻻ أنني ﻻ
    أملك النسخة اﻷصلية للكتاب المقدس حتى أبدأ في الدراسة!
    وﻷننا في زمن اﻹنترنت وعصر شبكة الشبكات اﻹلكترونية، التي ﻻ تترك شاردة وﻻ
    واردة إﻻ وكلَّمتْك عنه، فقد ترددت على الشبكة العنكبوتية متفائﻼً لعل وعسى أن
    تزوِّدني محركاتُ بحثه العربية والعالمية بنسخة الكتاب المقدس اﻷصلية؛ ﻷبدأ
    بحثي الذي طال انتظاره، لكنَّ اﻹنترنت بخل وضنَّ عليَّ، ولم يزوِّدني حتى اليوم
    بنسخة واحدة، ولم يأبَهْ بتوسلي ولم يَجُدْ عليَّ رغم كثرة إلحاحي، فيئست منه؛
    ﻷن فاقد الشيء ﻻ يعطيه.
    واليومأقف أمامكم وأناشدكم أن ترسلوا إليَّ صورة للنسخة اﻷصلية لكتابكم
    المقدس، إذا كانت بحوزة كنيستكم، فﻼ شك أنه من مصلحة الكنيسة أن تُفرِج عن
    النسخة اﻷصلية من مَحبسها؛ ليهتدي بها شعب الكنيسة - بل والعالم - إلى رسالة
    المسيح الصافية!
    وبينما أنا أنتظر ساعيَ البريد أن يدق بابي حامﻼً معه نسخة مصورة عن
    المخطوط اﻷصلي، فوجئتُ ببرامج تلفزيونية وكتيبات كنسية ودراسات
    إكليريكية ... تجزم أن النسخ اﻷصلية للكتاب المقدس مفقودة، فالكنيسة لﻸسف ﻻ
    تملك اليوم إﻻ نسخًا من نسخٍ تعود إلى القرن الرابع على أبعدِ تقدير، مع ما في
    هذه النسخِ من تشويهٍ وإضافة وزيادة، واﻷهم من ذلك التَّعديﻼت المتتالية التي
    تُجرى على تلك النسخ، ولم يتوقف سيل تلك التعديﻼت إﻻ قبل قرن فقط من يوم
    الناس هذا، مما يعني استغراق 19 قرنًا من الزمن في التعديل!
    ولَمَّا كنت أتفهم أسَفَ الكنيسة؛ فإنني سأتنازل عن طلب النسخة اﻷصلية للكتاب
    المقدس كامﻼً، خصوصًا العهد الجديد، فالذين ألَّفوا هذه اﻷناجيل والرسائل
    اﻹنجيلية، تفرَّقوا في اﻷصقاع واﻷمصار، فبولس وبطرس ماتا في روما، ويوحنَّا
    رحل بمريم إلى تركيا، ومتَّى ولوقا توجَّها شرقًا أو شَماﻻً، كما قيل ... إﻻ إنني ﻻ
    يمكنني استثناء مرقس، فهذا اﻷخير هو صاحب أول وأقدم إنجيل، كما أنه رحل
    إلى مصر، وأنشأ الكنيسة اﻷرثوذوكسية المرقسية في اﻹسكندرية، وﻻ يمكنني
    تخيُّل أنه دخل مصر خاليَ الوفاض، فﻼ بد أنه جلب معه إنجيلَهُ ليبشِّر ويكرز به؛
    لذا لن أطالب بأكثرَ من نسخة أصلية من إنجيل مرقس، وحالَ بقاءِ أصل هذا
    اﻹنجيل مختفيًا أو مخفيًّا، فمعنى ذلك أحدُ أمرين: إما أنه موجود لكنَّه محظور عن
    شعب الكنيسة؛ ﻷن نصوصَه تدعو إلى التوحيد النقيِّ كما يدعو إليه اﻹسﻼم، وهي
    دعوة عيسى - عليه السﻼم - أو أن اﻹنجيل كان موجودًا ثم ضاع في غياهب
    الزمان والمكان، مما يعني ضياع كﻼم اﻹله المخلص العاجز عن حفظ كلمته من
    الضياع!
    وردت نصوص كثيرة في الكتاب المقدس عن حفظ كلمة الله إلى اﻷبد، منها :
    المزمور :119 89 "إلى اﻷبد يا رب كلمتك مثبتة في السَّموات " ، وأشعياء :40 8
    " وأما كلمة إلهنا، فتثبت إلى اﻷبد " ، ومتَّى :24 35 "السَّماء واﻷرض تزوﻻن، ولكن
    كﻼمي ﻻ يزول ..." وغيرها كثير!
    فكيف يزعم الكتاب المقدَّس أن كلمة الله أزليَّة أبدية محفوظة، وستبقى ما بقيت
    السموات واﻷرض، بينما ﻻ نجد أثرًا للمخطوطات اﻷصلية على وجه اﻷرض أو
    تحتها، لقد ضاعت اﻷصول، أما ما بقي، فهي نسخٌ غير موثوقة ومهترئة، وهي لم
    تهترِئْ بعوامل القرون المتباعدة بقدر ما اهترأت بأيدي المدقِّقين والمصححين؛ أي :
    المحرِّفين، بحسن نية أو بسوء طوية!
    أيُّ قيمة بقيت لهذه المخطوطات التي تُعتبر نسخًا من مجهولين، عن نسخٍ
    لمجهولين، عن نسخٍ لمجهولين آخرين؟ ﻻ نعرف النسخة اﻷصلية التي نسخوا منها،
    وﻻ أسماء النُّساخ، وﻻ دينَهم، وﻻ مذهبهم، وﻻ كفاءتهم العلمية.
    أيُّ مصداقية بقِيت لهذه المخطوطات إذا كانت قد عبَثت بها أيدي مدقِّقين
    ومصححين متعدِّدين مجهولين عبر القرون الطويلة؟ إنَّ المخطوط الذي يتعرَّض
    لتعديﻼت أو تغييرات يكون قد فَقدَ عذريَّتَه، ومن ثمَّ فَقَد قيمتَه.
    فمثﻼً إن أقدم نسخة باللغة اليونانية على وجه اﻷرض هي النُّسخة السَّيْنائية،
    فعﻼوة على احتوائها على أسفارٍ غير قانونية في العهد القديم، فإنها حوت سِفرين
    اتفقت الكنائس النَّصرانية على رفضها، وهما: سِفر رسالة برنابا، وسفر الراعي
    هرمس.
    وقد عَبث بالمخطوطة خﻼل عشَرة قرون ما ﻻ يقلُّ عن تسعة مصحِّحين، وإن بعض
    المقاطع منها صُححت ثﻼثَ مرات، وهذه المعلومات يقدمها لنا تشاندروف
    Tischendorf اﻷلماني، وﻻ يبدو لي من اسمه أنَّه ***** أو سلفي؛ ليتحامل على
    مخطوطات الكنيسة.
    ولقد وجد هذا العالم المتبحِّر بالمخطوطات أزيدَ من 25000 تعديل وتصحيح
    أُجريت على المخطوطة السَّيْنائية، خﻼل مرحلة زمنية تقدَّر بعشَرة قرون، وأثبتت
    اﻷشعة المختلقة والمتطورة والحديثة ذلك أيضًا، وللعلم فإن هذه النسخة ذاتَ
    القيمة العالية من بين المخطوطات - كان تشاندروف قد اكتشفها - كما يقول -
    سنة 1844 في دير سانت كاترين بسَيناء المصرية، وكان قد استخرجها من سلَّة
    للمهمﻼت مع مجموعة من اﻷوراق معدَّة للحرق كوقود لتدفئة الرُّهبان في الليالي
    الباردة!
    ومع ذلك ﻻ يزالون يتبجَّحون بأن الكنيسة المستقيمة والروح القدس يحفظان
    ويحميان - بحرصٍ - كلمةَ الله اﻷزلية، في حين أنه أنقذها هذا الباحث في اللحظة
    اﻷخيرة قبل أن تتحول إلى غاز الكربون، ولَمَّا رأى رهبان الدير حِرْصَ الباحث على
    المخطوطة، فاوضوه عليها وباعوها له، وقد كانوا يجهلون قيمتَها، وربما أنهم هم
    أنفسهم مَن أحرق أصول الكتاب المقدس للتدفئة، قبل أن يفِدَ عليهم هذا الباحث
    اﻷلماني وهم ﻻ يشعرون، فيا سبحان الله!
    فإذا كان هؤﻻء الرهبان أحرقوا كتبهم المقدسة للتدفئة، وهم يعيشون في صحراء
    سَيْناء، فماذا كانوا سيحرقون لو كانوا يقيمون بسَيْبِريا أو بأقصى شمال أوروبا !
    هذا عن النسخة السَّيْنائية، وﻻ تخلو سَمِيَّتُها المخطوطة الفاتيكانية من الطرافة،
    فهذه المخطوطة التي تُعتبر ثاني أعظم مخطوطة للكتاب المقدس باللغة اليونانية،
    بينها وبين المسيح كسابقتها أزيدُ من ثﻼثة قرون، وقد اكتُشفت في القرن
    الخامس عشر، ويُجهل كُتَّابها ومكان كتابتها والنسخة التي كُتبت منها، والمهم أن
    بعض البروتُستنت يذكرونها في بحوثهم ومناظراتهم لعلماء اﻹسﻼم، في حين أنها
    تتضمن في عهدها القديم أسفارًا وملحقاتٍ غير قانونية "اﻷبوكريفا " ﻻ تعترف بها
    كنائس البروتستنت قاطبةً اليوم، كما أن العهد الجديد منها ﻻ يتضمن اﻷسفار
    الثمانية اﻷخيرة من الكتاب، وقد أُضيفت هذه اﻷخيرة بعد أزيدَ من عشَرة قرون
    على يدٍ مدقِّق مجهول.
    والطَّريف في هذه المخطوطة تناوب المصححين عليها، فكان بعضهم يصحح الكلمة
    أو الجملة، ويأتي بعده بعقود أو قرون مَن يمحو ويُعيد تدقيق ما دقَّقه اﻷول، ثم
    ثالث ليمحو عمل السابقين، وهكذا دَوَاليك، ومن العجب العجاب أنَّ أحد أولئك
    المدققين المجهولين هالَهُ تﻼعبُ المصححين بالمخطوط المقدس، وفجعَتْه
    مُخَربشات أحد المدققين السابقين، فوضع مﻼحظةً باللغة اليونانية على هامش
    إحدى الصفحات، وبالتحديد عند اﻹصحاح الثالث من رسالة بولس للعبْرانيين ينتقد
    فيها سلفَهُ في التزوير بهذه الكلمة القاسية والمعبرة: " أيُّها الغبي، أﻻ يمكن أن تترك
    النصَّ دون أن تحرفه!!!!!"
    وﻻ تزال هذه المﻼحظة الطريفة في مكانها اليوم، والمخطوطة محفوظة في
    متحف الفاتيكان، لمن أراد أن يمتِّع ناظريه؛ ليتأكد بنفسه أن إقرار القرآن بتحريف
    الكتاب المقدس برهانٌ ﻻ يحتاج إلى دليل، فتلك المخطوطات تصرُخ لحدِّ أنها تُصم
    آذاننا بقولها: " أنا محرفة، أنا محرفة، أنا محرفة "... ، فلماذا تُصر الكنيسة على صمِّ
    أذنيها؟
    أما ثالث مخطوط للكتاب المقدس من حيث اﻷهمية، فهي المخطوطة السَّكَندرية،
    وتعود إلى القرن الخامس الميﻼدي، وكسابقتيها لم تسلَمْ من آﻻف التعديﻼت على
    نصوصها، عﻼوةً على ذلك فالمخطوطة في عهدها الجديد تتضمن سِفرين إضافيين
    ﻻ تعترف بهما الكنائس، وهما: رسالة كلمندس اﻷولى، ورسالة كلمندس الثانية.
    وكغيرها فالمخطوطة السكندرية المقدسة لم تشذَّ عن الخط العام للطرائف والنوادر
    المضحكة المبكية، التي تدل على فداحة التَّحريف والتبديل والتغيير والتﻼعب
    بكﻼمٍ يُزعَم أنه مقدس، فقد ورد في فهرسها الذي وضعه كاتب المخطوطة في
    آخرها ذكر سفر بعنوان: "مزامير سليمان " ، إﻻ أننا إذا قلَّبنا صفحات المخطوطة
    نفاجأ بغياب السِّفر المشار إلى وجوده في الفهرس !
    إن هذا يعني أنَّ المحرِّفين حذفوا السفر ﻻعتبارهم إياه غيرَ قانوني، لكنهم نسُوا
    حذف اﻹشارة إليه في الفهرس، ومن أراد التأكد من ذلك، فﻼ تزال المخطوطة
    محفوظة لﻸجيال في المتحف البريطاني في لندن، وسيبقى فهرس المخطوطة
    السكندرية برهانًا آخر ﻻ يحتاج إلى دليل على مصداقية القرآن، الذي حكم بتحريف
    الكلم من بعدِ مواضعه، مِن مزوِّرين ﻻ يخافون، بل وﻻ يخجَلون وﻻ يرقبون الله،
    وهو محيطٌ عليم بما كانوا يُسوِّدونه من صحائفَ ولفائف في غياهب اﻷديرة
    وأقبِية الكنائس.
    قال الله الرقيب العليم في قرآنه: ﴿ أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا
    يُعْلِنُونَ * وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ * فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
    يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ
    مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ ‏[البقرة: 77 - 79‏].
    وليس أبعد من هذا الصباح، فقد وصلتني رسالة من منصِّرٍ أمريكي اسمه - كما
    أبلغني - سكوت بونتفيكس، ردًّا على نقدي للمخطوطات التي ذكرتها في اﻷعلى،
    فقد أخبرني في ردِّه - ظنًّا منه أني ﻻ أدري - أن ثمة نُسخًا أخرى أقدم من تلك
    المخطوطات، وهي البرديات، وهي أسبق من تلك المخطوطات الورقية والجلدية
    السالفة الذكر، وأشار تحديدًا إلى " البردية رقم "52 ، وزعم أنها كُتبت في سنة 70
    للميﻼد، وهي مخطوطة للعهد الجديد بزعمه!
    وما درى هذا المنصِّرُ الجَهول أنَّ بإجابته هذه أزرى بنفسه وبمخطوطاته وبردياته،
    بل ولحق بجوقة السائرين على درب الطرائف والنوادر، " فبردية "52 التي تُسمى
    أيضًا برديات John Rylands هي بردية ﻻ يتعدَّى حجمها رُبع وريقة صغيرة من
    البردي، وﻻ يتجاوز ما فيها خمسة أعداد " آيات" من إنجيل يوحنا، هي يوحنا :18
    31 - 33 من وجه ومن خلفه :18 37 - 38 ، فسبحان الله! كيف يبالغ المنصِّرون كذبًا
    ليجعلوا من خمس آيات كتابًا مقدسًا كامﻼً؟!
    أما المضحك المبكي، فأن هذا المنصِّرَ الذي زعم أن البردية تعود إلى تاريخ 70
    ميﻼدية أنه ما نما إلى علمه أن المختصين جميعًا - وعلى رأسهم علماء الكنيسة -
    يُقرون أنَّ أصل إنجيل يوحنا كُتب ما بين سنين 90 إلى 105 للميﻼد، فكيف
    يستقيم أن تظهر صورة منسوخة قبل أن يُكتب اﻷصل نفسُه؟ أليس هذا من عالَم
    أفﻼم الكرتون أن ينزل الوحي على يوحنَّا في عَقد التِّسعينيات من القرن اﻷول
    الميﻼدي، وقد استبقت البرديات المنسوخة عن اﻷصلِ الوحيَ بعَقدين كاملين، مما
    يعني أن البردية المنسوخة رأت النور قبل اﻷصل بعشرين أو ثﻼثين سنة؟!
    ويبدو أن أحداث التحريف عند المزورين تسير عكس عقارب الساعة، وﻷن الشيء
    بالشيء يُذكر؛ فهذا يذكرني بطُرفة أحد أئمة المساجد في أحد اﻷحياء الشعبية في
    العاصمة الجزائرية، فقد كان هذا اﻹمام يسرع سرعة مفرطةً في صﻼة التراويح،
    وكان كثيرٌ من الكسالى يصلُّون التراويح عنده، ومما يقال في وصف سرعته في
    القراءة أنه: كان يبدأ صﻼة التراويح على الساعة الثامنة مساءً، وينتهي منها على
    الساعة الثامنة إﻻ خمس دقائق مساءً، فكأنه كان يعود بالزمان إلى الوراء!
    وهذه النادرة تكشف جهل المنصِّرين بمخطوطاتهم وكتبهم، ولو عادوا إلى علماء نقد
    النص الكتابي، ﻷخبروهم بأنَّ " البردية رقم "52 ، قد اختُلف في تحديد زمن كتابتها
    بين سنة 125 و200 للميﻼد.
    وصدق الله العظيم القائل : ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
    وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ ‏[القصص: 56‏].
    ومع أن الباطل واضحٌ للعَيان، إﻻ أن المتكبِّرين على الحق يجادلون بﻼ علمٍ وﻻ
    بيِّنة، ويُصرُّون على العمى والضﻼلة، فانظر - أخي القارئ - إلى النموذجين التاليين
    من النماذج التي تسمع وتقرأ كلَّ هذه اﻷدلة والبراهين على ضياع أصول الكتاب
    المقدس، وتحريف صوره ونسخه وترجماته، ومع ذلك ﻻ تزال تُكابر وتناور.
    ففي مناظرة مع المنصِّر الدكتور ولبر ستون اﻷمريكي - وهو أستاذ بجامعة سانت
    بول التنصيرية بوﻻية مينيسوتا - قلت له: " إن كتابكم المقدس محرَّف" ، فأجاب
    بذات الحجة التي يستشهد بها جميع المنصِّرين ورجال النصرانية على اختﻼف
    مذاهبهم، وهي الﻼزمة: " هذا غيرُ منطقي وغير ممكن؛ إذ كيف يوحي اﻹله God
    بكتابٍ مقدس، فيه كلمتُه his Word ، ثم يعجز عن حماية كتابه من التَّزوير، وكلمته
    من التحريف؟ أﻻ يقدِرُ اﻹلهُ أن يقاوم من يريدُ بكتابه شرًّا؟ ."
    وبعد شهر من تلك الجلسة أرسلتُ إليه رسالة مذيلة بمئات التزويرات الصارخة،
    واﻷغﻼط المفجعة من الكتاب المقدس التي تُثبت تحريفه، فرد مناورًا بقوله:
    " بالرغم أنني أؤمن بأن النسخة اﻷصلية للكتاب المقدس خاليةٌ من اﻷخطاء، إﻻ أننا
    في الحقيقة لم نعُدْ نملك تلك المخطوطات اﻷصلية؛ لذا اختار الله أﻻ يحمي كلمتَه
    من أن تنسل إليها بعض اﻷخطاء الصغيرة، وعليَّ أن أُسلم له بهذا؛ ﻷنَّ هذا اﻷمر
    من شأنه."
    إنه أشبه برد ديبلوماسي من أولئك السياسيين الذين ﻻ يرون التدخل في الشؤون
    الداخلية للبلدان اﻷخرى، فالمنصِّر ولبر ستون ﻻ يريد أن يتدخل في الشؤون
    الداخلية لربه هو؛ بحجة أنها من شأنه الداخلي الخاص، في حين أنه مكث سنين
    وعقودًا في الصين ينتقد فيها الشؤون الداخلية لربِّ البوذيين؛ لينصِّر الصينيين،
    كما أنه قطع اﻷطلنطي إلى الجزائر؛ ليحشر أنفه في المخيمات الصحراوية؛ لينصِّر
    المسلمين هناك، فما أقبحَ التنصيرَ والمنصِّرين!
    أمَّا النموذج الثاني، فهو فردريك كينيون، وهو من المدافعين عن الكتاب المقدس
    في كتابه " عصمة الكتاب المقدس " ، فتحتَ عنوانِ: "ضياع النسخ اﻷصلية" ، وضع
    نظرية لم يسبقْهُ إليها أحدٌ من العالمين؛ ليسوِّغ ويفسر أسباب ضياع أصول كتابه
    المقدس، فيهذي قائﻼً: " قد يندهش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطاتِ جميعَها
    ﻻ تشتمل على النسخ اﻷصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولَّوا
    كتابتها عنهم، فهذه النسخ اﻷصلية جميعُها فُقدت وﻻ يعرف أحدٌ مصيرَها... ونحن
    نعتقد أن السرَّ مِن وراء سماح الله بفقْد جميع النسخ اﻷصلية للوحي، هو أن القلب
    البشري يميل بطبعِه إلى تقديس وعبادة المخلَّفات المقدسة؛ فماذا كان سيفعل
    أولئك الذين يقدسون مخلفات القديسين لو أن هذه النسخ كانت موجودة اليوم
    بين أيدينا؟ أية عبادة ﻻ تليق إﻻ بالله كانت ستقدَّم لتلك المخطوطات!!"…
    إن هذا الكﻼم الذي يشبه الهذَيان، يجعل من فِقدان النصوص اﻷصلية للكتاب
    المقدس خطةً ربانية مقصودة، ومعجزة إلهية في حد ذاتها؛ ﻷن بقاء النصوص التي
    كتبها موسى أو متَّى أو مرقس أو بولس .. بخط أيديهم يُهدِّد صفاء التوحيد ونقاء
    عقيدة النصرانية، كما أُوحيت أول مرة؛ فخوفًا من أن تصبح النصوص اﻷصلية ربًّا
    يُعبد ويُقدس من دون إله الكنيسة، قرَّر هذا اﻷخير أن يمحو كلمته اﻷصلية من
    الوجود، وسدًّا لذريعة الشرك حكم بإرادتِه الشخصية بضرورة تضييع أصول كتاب
    الوحي الذي أوحاه!
    وبﻼ شعورٍ منه - وﻻ أدري إن كان إله النصارى يشعر أم ﻻ - ترك المجال بعدها
    لظهور آﻻف المخطوطات المتضاربة والهزيلة، التي حيَّرت النصارى في كل زمان
    ومكان، وقد فتحتْ كلُّ تلك التضاربات واﻷخطاء في النسخ البابَ مشرعًا
    للمتشككين والدارسين للخروج من النصرانية وتبنِّي اﻹلحاد أو أديان أخرى، مما
    يعني أن خطة اﻹله في سدِّ الذريعة عن عبادة الكتاب المقدس اﻷصلي فشِلت
    مرتين؛ فشلت في أن تحمي كلمتَه اﻷصلية من الضياع، وفشلت مرة ثانية في أن
    تحمي المؤمنين من اﻻختﻼف والشكِّ والكفر والفرار من دين الكنيسة.
    لقد ضاعتْ أصول الكتاب المقدس؛ فغرقت النسخ اليونانية وغيرها من الترجمات
    الحديثة في بحرٍ من اﻻختﻼفات، حتى ذكر بارت إلرمان - وهو من أبرز علماء
    أمريكا المعاصرين في دراسة نصوص المخطوطات - أنَّ اﻻختﻼفات فيها تجاوزت
    300000 اختﻼف، وهي - كما يقول - أكثرُ من عددِ كلمات الكتاب المقدَّس نفسِه،
    وبعد تصريحاته هذه، فقَدَ إيمانَه بالكنيسة، ويُعد اليوم أقوى باحثٍ غربي ينتقد
    عصمة الكتاب المقدس.
    ختامًا أقول:
    إنَّ إله الكتاب المقدس حكم بنفسه على كتابه بالتَّزوير والتحريف، فقد قال في
    سفر إرمياء :1 12 " أنا ساهرٌ على كلمتي ﻷجريها" ، ويبدو أنه لم يسهَرْ إلى الصباح
    كما وعد، فدلِف المزوِّرون بليلٍ ففعلوا بكتابه المقدس اﻷفاعيل، وعندما استيقظ
    ضُحًى اكتشف الفجيعة، فقال بعد فوات اﻷوان في سفر آرميا :8 8 " كيف تقولون
    نحن حكماء وشريعة الرب معنا؟ حقًّا إنه إلى الكذب حوَّلها قلمُ الكتبة الكاذب " ،
    وقال في سفر آرميا :23 36 "أما وحي الرب، فﻼ تذكروه بعدُ؛ ﻷنَّ كلمة كل إنسان
    تكون وحيه؛ إذ قد حرَّفتم كﻼم اﻹله الحي رب الجنود إلهنا ."
    وأما القرآن، فحسبه قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
    ﴾ ‏[ الحجر : 9‏].
    كما أنه يكفيه أن يُحفظ في القلوب والصدور والعقول إلى يوم القيامة، قال -
    تعالى :- ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا
    الظَّالِمُونَ ﴾ ‏[ العنكبوت: 49‏].
    والله الهادي إلى سواءِ السبيل
    لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
    - نظمي لوقا -

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ أسبوع واحد
ردود 3
105 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ابن الوليد
بواسطة ابن الوليد
 
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 19 مار, 2024, 03:12 م
ردود 0
40 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 مار, 2024, 04:29 ص
ردود 0
7 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 17 مار, 2024, 07:28 م
رد 1
49 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, 16 مار, 2024, 12:29 م
ردود 0
22 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
يعمل...
X