تناقضات فى عمر افرايم ومنسى ابنا سيدنا يوسف فى سفر التكوين

[أكرمنى ربى بالاسلام]

تناقضات فى عمر افرايم ومنسى ابنا سيدنا يوسف فى سفر التكوين بسبب تعدد مصادر الكتاب المقدس

المقدمة :-
تناقض واضح في الإصحاحات الأخيرة من سفر التكوين بقصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام ، سببه التحريف واضافة نصوص وقصص وهمية ودمج أكثر من شكل للقصة

وأحد هذه التناقضات هو عمر ابنا سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام

فنجد الآتي :-

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 1- المفروض أنه عندما اقتربت وفاة سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام كان عمر افرايم ابن سيدنا يوسف لا يقل عن 20 عام :-

• أ- المفروض أن سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام أنجب افرايم ومنسى قبل مجئ سنين الجوع :-

فنقرأ من سفر التكوين :-
41 :50 و ولد ليوسف ابنان قبل ان تاتي سنة الجوع ولدتهما له اسنات بنت فوطي فارع كاهن اون
41 :51 و دعا يوسف اسم البكر منسى قائلا لان الله انساني كل تعبي و كل بيت ابي
41 :52 و دعا اسم الثاني افرايم قائلا لان الله جعلني مثمرا في ارض مذلتي
41 :53 ثم كملت سبع سني الشبع الذي كان في ارض مصر

• ب- ثم جاء والده سيدنا يعقوب إلى مصر بعد عامين من بداية سنين الجوع يعني كان المفروض ألا يقل عمر أصغر أبناء سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام عن ثلاثة أعوام على الأقل :-

فنقرأ من سفر التكوين :-
45 :9 اسرعوا و اصعدوا الى ابي و قولوا له هكذا يقول ابنك يوسف قد جعلني الله سيدا لكل مصر انزل الي لا تقف
45 :10 فتسكن في ارض جاسان و تكون قريبا مني انت و بنوك و بنو بنيك و غنمك و بقرك و كل ما لك
45 :11 و اعولك هناك لانه يكون ايضا خمس سنين جوعا لئلا تفتقر انت و بيتك و كل ما لك

• ج- ثم مكث سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام في مصر 17 عام مما يعني أنه عند وفاة سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام كان أصغر أبناء سيدنا يوسف وهو افرايم عمره لا يقل عن 20 عام على الأقل :-

فنقرأ من سفر التكوين :-
47 :28 و عاش يعقوب في ارض مصر سبع عشرة سنة فكانت ايام يعقوب سنو حياته مئة و سبعا و اربعين سنة

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 2- ولكن الغريب أنه عندما قربت وفاة سيدنا يعقوب (أي بعد 17 عام من وجوده في مصر) يبارك افرايم ومنسى وهم أطفال :-

المفروض أن افرايم ومنسى عندما اقتربت وفاة سيدنا يعقوب و باركهما كانا لا يقل عمرهم عن 20 عام ولكن عندما نقرأ نص المباركة نجدهما لا يزالا طفلين صغيرين يجلسان على الركبة

فنقرأ من سفر التكوين :-
47 :29 و لما قربت ايام اسرائيل ان يموت دعا ابنه يوسف و قال له ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي و اصنع معي معروفا و امانة لا تدفني في مصر

ثم نقرأ :-
48 :1 و حدث بعد هذه الامور انه قيل ليوسف هوذا ابوك مريض فاخذ معه ابنيه منسى و افرايم

ثم نقرأ :-
48 :8 و راى اسرائيل ابني يوسف فقال من هذان
48 :9 فقال يوسف لابيه هما ابناي اللذان اعطاني الله ههنا فقال قدمهما الي لاباركهما
48 :10 و اما عينا اسرائيل فكانتا قد ثقلتا من الشيخوخة لا يقدر ان يبصر فقربهما اليه فقبلهما و احتضنهما
48 :11 و قال اسرائيل ليوسف لم اكن اظن اني ارى وجهك و هوذا الله قد اراني نسلك ايضا
48 :12 ثم اخرجهما يوسف من بين ركبتيه و سجد امام وجهه الى الارض
48 :13 و اخذ يوسف الاثنين افرايم بيمينه عن يسار اسرائيل و منسى بيساره عن يمين اسرائيل و قربهما اليه

السبب ببساطة هو التحريف واضافة نصوص وجمل لم يكن لها وجود
فكان من المفروض أن هذا المشهد حدث بمجرد مجئ سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام إلى مصر وكانا افرايم ومنسى لا يزالان طفلين ولكن بعد اضافة نصوص أخرى والرغبة في اضافة شكل آخر للمباركة عندما جعل سيدنا يعقوب افرايم ومنسى مثل رأوبين وشمعون هو السبب في تأخير هذا النص

ولتوفيق عملية التعدد تم تبرير عدم تعرف سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام على ابنى سيدنا يوسف بأن السبب هو ضعف نظره بينما كانت الحقيقة لأنه كان يراهما لأول مرة حيث استقبله سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام

والدليل على ذلك هو النص :- (هما ابناي اللذان اعطاني الله ههنا)

المفروض أن سيدنا يعقوب مكث في مصر عدة سنوات وهاهو يشرف على الموت ولو فرضنا أن السبب في عدم تعرفه على افرايم ومنسى هو أن عينيه كلتا إلا أنه يظل رد سيدنا يوسف غريب
ففى حالة أن عينا سيدنا يعقوب قد كلتا فإن رد سيدنا يوسف سيكون (هما ابناى) فقط ولكننا نجد في النص أنه يوضح أنهما الذين رزقا بهما في مصر وكأن والده لم يكن يعلم تلك المعلومة قبل ذلك وهذا لا يحدث إلا في حالة مقابلة سيدنا يوسف لوالده لأول مرة بعد غياب سنوات

و لذلك وفى نفس المشهد نجد سيدنا يعقوب يقول لسيدنا يوسف (لم اكن اظن اني ارى وجهك و هوذا الله قد اراني نسلك ايضا)
وهذه الجملة غريبة أن تقال بعد 17 عام كان من المفروض أن تقال بمجرد أن قابل سيدنا يعقوب ابنه سيدنا يوسف

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 3- كان المفروض أن يكون هذا المشهد بمجرد دخول سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام :-

فكان من المفروض أن يكون ترتيب النص هكذا :-
46 :29 فشد يوسف مركبته و صعد لاستقبال اسرائيل ابيه الى جاسان و لما ظهر له وقع على عنقه و بكى على عنقه زمانا
48 :8 و راى اسرائيل ابني يوسف فقال من هذان
48 :9 فقال يوسف لابيه هما ابناي اللذان اعطاني الله ههنا
48 :3 فقال يعقوب ليوسف الله القادر على كل شيء ظهر لي في لوز في ارض كنعان و باركني
48 :4 و قال لي ها انا اجعلك مثمرا و اكثرك و اجعلك جمهورا من الامم و اعطي نسلك هذه الارض من بعدك ملكا ابديا
48 :5 و الان ابناك المولودان لك في ارض مصر قبلما اتيت اليك الى مصر هما لي افرايم و منسى كراوبين و شمعون يكونان لي
48 :6 و اما اولادك الذين تلد بعدهما فيكونون لك على اسم اخويهم يسمون في نصيبهم
48 :13 فاخذ يوسف الاثنين افرايم بيمينه عن يسار اسرائيل و منسى بيساره عن يمين اسرائيل و قربهما اليه
48 :14 فمد اسرائيل يمينه و وضعها على راس افرايم و هو الصغير و يساره على راس منسى وضع يديه بفطنة فان منسى كان البكر
48 :17 فلما راى يوسف ان اباه وضع يده اليمنى على راس افرايم ساء ذلك في عينيه فامسك بيد ابيه لينقلها عن راس افرايم الى راس منسي
48 :18 و قال يوسف لابيه ليس هكذا يا ابي لان هذا هو البكر ضع يمينك على راسه
48 :19 فابى ابوه و قال علمت يا ابني علمت هو ايضا يكون شعبا و هو ايضا يصير كبيرا و لكن اخاه الصغير يكون اكبر منه و نسله يكون جمهورا من الامم
48 :20 و باركهما في ذلك اليوم قائلا بك يبارك اسرائيل قائلا يجعلك الله كافرايم و كمنسى فقدم افرايم على منسي


سنجد هنا اسمى افرايم ومنسى و سنجد تقدمة افرايم على منسي

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 4- تعدد نصوص مباركة افرايم ومنسى بسبب تعدد المصادر :-

نجد في الاصحاح 48 تكرار مباركة افرايم ومنسى وتكرار تقريب سيدنا يوسف أبنائه لأبيه بشكل غريب و أن هناك اختلاف في شكل تلك المباركة وهذا بسبب تعدد المصادر
فأحد المصادر كانت في الأعداد التى تكلمت عنها في النقاط السابقة حيث بارك سيدنا يعقوب افرايم ومنسى مقدما افرايم على منسي


أما المصدر الآخر فنقرأ من سفر التكوين :-
46 :29 فشد يوسف مركبته و صعد لاستقبال اسرائيل ابيه الى جاسان و لما ظهر له وقع على عنقه و بكى على عنقه زمانا
46 :30 فقال اسرائيل ليوسف اموت الان بعدما رايت وجهك انك حي بعد
48 :8 و راى اسرائيل ابني يوسف فقال من هذان
48 :9 فقال يوسف لابيه هما ابناي اللذان اعطاني الله ههنا فقال قدمهما الي لاباركهما
48 :10 فقربهما اليه فقبلهما و احتضنهما
48 :11 فقال اسرائيل ليوسف لم اكن اظن اني ارى وجهك و هوذا الله قد اراني نسلك ايضا
48 :12 ثم اخرجهما يوسف من بين ركبتيه و سجد امام وجهه الى الارض
48 :15 فبارك يوسف و قال الله الذي سار امامه ابواي ابراهيم و اسحق الله الذي رعاني منذ وجودي الى هذا اليوم
48 :16 الملاك الذي خلصني من كل شر يبارك الغلامين و ليدع عليهما اسمي و اسم ابوي ابراهيم و اسحق و ليكثرا كثيرا في الارض

سنجد هنا سيدنا يوسف يخرج ابنيه من بين ركبتيه و نجد أن سيدنا يعقوب يبارك الغلامين
و لا يوجد هنا تحديد لاسم الغلامين اللذين يقابلهما سيدنا يعقوب لأول مرة ، ولن نجد تقدمة افرايم على منسي

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 5- تعدد قصص وفاة سيدنا يعقوب ووصيته في سفر التكوين :-

و السبب في ذلك هو تعدد الأفكار ووجهات النظر والاختلاف العقائدي الواضح الذي كان بين بني إسرائيل في الفترة الهلينستية ثم محاولة دمجهم معا بسبب عدم تمكن الأجيال اللاحقة من معرفة أين الحقيقية في كل تلك الأشكال

• أ- سيدنا يعقوب تقترب وفاته فيوصى سيدنا يوسف بدفنه بجوار آبائه :-

فنقرأ من سفر التكوين :-
47 :29 و لما قربت ايام اسرائيل ان يموت دعا ابنه يوسف و قال له ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي و اصنع معي معروفا و امانة لا تدفني في مصر
47 :30 بل اضطجع مع ابائي فتحملني من مصر و تدفنني في مقبرتهم فقال انا افعل بحسب قولك
47 :31 فقال احلف لي فحلف له فسجد اسرائيل على راس السرير

• ب- مشهد آخر لوفاة سيدنا يعقوب :-

نقرأ من سفر التكوين :-
48 :1 و حدث بعد هذه الامور انه قيل ليوسف هوذا ابوك مريض فاخذ معه ابنيه منسى و افرايم
48 :2 فاخبر يعقوب و قيل له هوذا ابنك يوسف قادم اليك فتشدد اسرائيل و جلس على السرير

• ج- مشهد ثالث لوفاة سيدنا يعقوب و إعادة الوصية مرة أخرى وكأنه لم يقلها قبل ذلك :-

فنقرأ من سفر التكوين :-
49 :28 جميع هؤلاء هم اسباط اسرائيل الاثنا عشر و هذا ما كلمهم به ابوهم و باركهم كل واحد بحسب بركته باركهم
49 :29 و اوصاهم و قال لهم انا انضم الى قومي ادفنوني عند ابائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي
49 :30 في المغارة التي في حقل المكفيلة التي امام ممرا في ارض كنعان التي اشتراها ابراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملك قبر
49 :31 هناك دفنوا ابراهيم و سارة امراته هناك دفنوا اسحق و رفقة امراته و هناك دفنت ليئة

ثلاثة مشاهد مختلفة للوفاة والمهم هو الوصية بالدفن وليس الوصية بما ينفع هؤلاء الأبناء في دنياهم وآخرتهم وهو التمسك بدين الله عز وجل وكل ذلك لأن الصدوقيين كانوا منكرين لحساب الآخرة وأهم شئ لديهم هو أن نهاية الإنسان في قبره ولا يوجد حياة أخرى

هذا هو ما نسيه بني إسرائيل (بسبب تحريف الصدوقيين وحرق كتب الفريسيين) وذكرهم به الله عز وجل القرآن الكريم

قال الله تعالى :- ( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)) (سورة البقرة)