أدلة مختصرة عن تحريف الكتاب المقدس

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إبراهيم صالح مسلم اكتشف المزيد حول إبراهيم صالح
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدلة مختصرة عن تحريف الكتاب المقدس

    حوار افتراضي حول وحي وتحريف الكتاب المقدس

    في جلسة هادئة جمعت بين أحمد ومينا, بعيداً عن التوتر والتعصب, بدأ أحمد باقتراح موضوعاً للحديث مع " مينا ", فقال أحمد : ما رأيك في أن نتحدث اليوم عن وحي الكتاب المقدس عندكم ؟
    مينا : وحي الكتاب المقدس أمر مؤكد ومفروغ منه, والأدلة على وحيه كثيرة, وأنتم تتهمون الكتاب اتهامات باطلة بالتحريف, مع أن كتابكم يشهد لكتابنا ويؤكد صدقه.

    أحمد : دعنا أولاً نتفق على بعض الأمور مثل تعريف ماهية التحريف وأنواعه.
    فعندما أقول لك أن كتاباً منسوباً إلى الله تعالى محرف, فهذا لا يخلوا من عدة احتمالات :
    الأول : الذي كتب الكتاب لم يكن يوحى له من الله تعالى.
    الثاني : الكتاب كتبه نبي يوحى له, وتم تغيير المكتوب بالحذف والإضافة.
    فهل تتفق معي في هذا ؟

    مينا : نعم اتفق, والكتاب المقدس مكتوب بالوحي الإلهي, والأدلة التي ذكرها القس عبد المسيح بسيط في كتاب الوحي الإلهي واستحالة تحريف الكتاب المقدس كما يلي :
    1- قال بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثي (2تيموثي3: 16(: «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ الله، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ».
    2- أن هناك الكثير من العبارات داخل الكتاب تقول قال الرب أو قال النبي .
    3- قال القديس بطرس في رسالته الثانية : 2بط 1 : 21 إِذْ لَمْ تَأْتِ نُبُوءَةٌ قَطُّ بِإِرَادَةٍ بَشَرِيَّةٍ، بَلْ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوآتِ جَمِيعاً رِجَالُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَدْفُوعِينَ بِوَحْيِ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
    4- تقبل آباء الكنيسة الكتاب المقدس وآمنوا أنه بالوحي الإلهي وشهدوا بصحته.

    وقد سلم من التغيير بالحذف والإضافة, وما تجده من اختلاف بين الترجمات المختلفة للكتاب المقدس عن لغته الأصلية هي تغييرات نتيجة لاستخدام مترادفات في اللغة, أي استخدام كلمات آخرى في الترجمة تحمل نفس المعنى.


    أحمد : حسناً, سأناقش أدلتك لصحة الكتاب, ثم أعطيك أدلتي على تحريفه من الكتاب نفسه ومن المصادر المسيحية.

    دليلك الأول على الصحة قول بولس " كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ الله، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ", وردي على هذا الدليل كما يلي:
    أ- لا يمكن إثبات صحة كتاب بشهادة كاتب الكتاب نفسه, بمعنى أنني لو أعطيتك كتاباً وكتبت داخله: "هذا الكتاب بالوحي الإلهي" فلا يعتبر هذا دليلاً على صدق الكتاب ووحيه.
    ب- تاريخ كتابة الرسالة السابقة يسبق تاريخ كتابة الأناجيل الأربعة ويسبق تاريخ جمع العهد الجديد, فعندما قال كاتب الرسالة هذا القول لم يكن هناك أناجيل تم اعتمادها أو كتاب تم تكوينه, والعهد القديم كان عبارة عن كتب متفرقة، فأيّ كتاب قصده القائل بأنّ «كل الكتاب موحى به»؟! , إن العبارة تكون منطقية كما وضعتها ترجمات آخرى إنجليزية ترجمت النص كما يلي : "كل كتاب موحي به من الله هو صالح للتعلم" , وهذا قول منطقي ومعقول .[1]
    ج- من الممكن أن أعطيك بعض النصوص من كتابك المقدس وأسألك هل هي صالحة للتعلم أم لا ؟ وذلك لاختبار القاعدة التي تقول أن كله صالح للتعلم, وسأعطيك نصوصاً آخرى لاختبار وحي الكتاب المقدس عندك, ولكنني سأؤجل هذا وسأجعله من طرق إثبات التحريف بعد أن أرد على أدلتك المتعلقة بوحي الكتاب المقدس.
    دليلك الثاني الذي ذكرته والخاص بأن الكتاب يحوي عبارات مثل : "قال الرب" , أو : "قال موسى" , أو "قال الإله" , فهذا دليل غير معتبر , وأنا لا أعلم كيف وضعه القس في عدة صفحات من كتابه, فلو كتبت لك في كتاب قال الرب : كذا , وقال النبي : كذا , هل يكون الكتاب الذي أكتبه مقدساً !؟.

    دليلك الثالث على وحي الكتاب هو قول بطرس في رسالته الثانية : لَمْ تَأْتِ نُبُوءَةٌ قَطُّ بِإِرَادَةٍ بَشَرِيَّةٍ، بَلْ تَكَلَّمَ بِالنُّبُوآتِ جَمِيعاً رِجَالُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَدْفُوعِينَ بِوَحْيِ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
    وردي على هذا كما يلي :
    أ- هذا العدد لا علاقة له بوحي الكتاب, إنه يتحدث بكل وضوح أن النبؤات أو البشارات أو الأخبار الغيبية لم تقال أو تأت بناء على رغبة أو إرادة بشرية بل هي بالوحي الإلهي.
    ب- إن كان المعنى الذي فهمته من النص أن القديسين يكتبون بوحي من الله, إذن عليك أن تثبت أن من كتبوا الكتاب كانوا من القديسين الذين يوحى لهم من الله. [2]

    دليلك الرابع : الذي يقول أن آباء الكنيسة تقبلوا الكتاب واعتبروه موحى به من الله تعالى, أقول لك فيه, لو اعتبروه وحياً من الله تعالى بالأدلة , فلنناقش الأدلة, ولو اعتبروه وحياً من الله تعالى بناء على أهواء ومصالح وأحلام, فأنت حر في إتباع أهواءهم وحر في أن تناقش الأدلة وتختبر الأفكار وتفتش الكتب.
    وأنا اقترح عليك أن تراجع الأفكار وتناقش أدلة صحته التي تعتقد بها, وتناقش أدلة التحريف التي سأعطيها لك وفي النهاية أنت الرابح من الأمر, فأما أن تزداد إيمانك على إيمانك, وأما أن تعرف الحق وتتبعه.

    مينا : سأرد عليك بقول القس عبد المسيح بسيط أنك يجب ألا تنس أن القرآن أيضاً شهد بصحة التوراة والإنجيل وقال أن فيهما هدى ونور وأنهما من عند الله وطلب من المسيحيين أن يحكموا بما فيهم وطلب من رسول الإسلام أن يسأل أهل الذكر منهم وقال عنهم القرآن أن أهل الكتاب يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم, وكما قال البابا شنودة , إن سألتني لماذا تستشهد بالقرآن أقول لك : أنا الآن أحدثك باللغة التي تفهمها وهي القرآن, وفي النهاية اسمح لي أن أسألك متى وقع التحريف إن كنت تقول أنه محرف !؟.

    أحمد : أرى الآن أنك تريد أن تضيف دليلاً على صحة كتابك فتقول أن القرآن الكريم قد شهد بصحته وهذا كلام مكرر ذكره عبد المسيح بسيط في كتابه, وأنا أرد عليك بما يلي :
    أ- إن كنت لا تعتقد بصحة القرآن الكريم وبنبوة الرسول عليه الصلاة والسلام, فلا تستشهد بهما لإثبات أن كتابك بالوحي الإلهي.
    ب- القرآن الكريم ليس لغة لتخاطبني بها بل هو كتاب فأما أن تعتقد أنه من عند الله وصالح للاستئهاد وأما أن تستمر في اعتقادك أنه من صنع البشر فلا تستشهد به.
    ج- القرآن شهد بأن الله تعالى نزل هذه الكتب ووصفها بالنور والهدى, ولكن هذا الوصف لأصل الكتب وليس لما بقي منها, فالله تعالى لم يوصف رسائل بولس ولا نشيد الإنشاد بانهما نور وهدى بل وصف ما أنزله سبحانه وتعالى.
    وكمثال الله تعالى لم يقل إن الرسالة الشخصية التي أرسلها بولس هي نور وهدى: (2 تيموثاس: 4: 11) : «لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ؛ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ». (12): «أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ». (13): «اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ». (19).
    ولم يقل إن المكتوب في نشيد الإنشاد هدى ونور : (نشيد الإنشاد 7: 1):«مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ! دَوَائِرُ فَخْذَيْكِ مِثْلُ الْحُلِيِّ صَنْعَةِ يَدَيْ صَنَّاعٍ». (2): «سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ لاَ يُعْوِزُهَا شَرَابٌ مَمْزُوجٌ. بَطْنُكِ صُبْرَةُ حِنْطَةٍ مُسَيَّجَةٌ بِالسَّوْسَنِ». (3):«ثَدْيَاكِ كَخِشْفَتَيْنِ تَوْأَمَيْ ظَبْيَةٍ».
    ولم يقل إن ما نُسب لأحد الأنبياء أنه قال هذا هذا فيه هدى ونور : (هوشع 2: 2): «حَاكِمُوا أُمَّكُمْ حَاكِمُوا لأَنَّهَا لَيْسَتِ امْرَأَتِي وَأَنَا لَسْتُ رَجُلَهَا لِتَعْزِلَ زِنَاهَا عَنْ وَجْهِهَا وَفِسْقَهَا مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيْهَا ». (3): «لِئَلاَّ أُجَرِّدَهَا عُرْيَانَةً وَأَوْقِفَهَا كَيَوْمِ وِلاَدَتِهَا».
    فالقرآن يمدح ما أنزله الله تعالى ولا يمدح ما بقي من الكتب بعد أن ناله الزيادة والنقصان, وأنا سأرد بالتفصيل على الآيات التي تظن أنها تؤكد صحة كتابك الحالي.

    مينا : هناك إشكالية كبيرة بيننا تمنعنا من التواصل وهي أننا نؤمن بمفهوم للوحي مختلف عن إيمانك فنحن لا نؤمن بحرفية النص بل نؤمن بالمعنى, ونؤمن باستخدام الرمز للتعبير, فرسائل بولس وإن كان كثير من كلماتها تشير إلى أمور شخصية إلا أنه تبعاً لمفهومنا الخاص بالوحي فهي مقبولة, أما ما نقلته من نشيد الإنشاد فالتفسير يذكر أنه كلام الرب للكنيسة وذلك كتفسير يستخدم الرمز, وهناك تفسير آخر يقول أنه كلام سليمان لزوجته.

    أحمد : فلنتفق على أمر من أجل تنظيم الحوار, أقول لك إن الكلام إما أن يكون :
    أ- وحي باللفظ.
    ب- وحي بالمعنى.
    ج- كلام شخصي لا علاقة له بالوحي.
    هل تتفق معي في هذا, أو هل تعتقد أن هناك أنواع آخرى للكلام لا تدخل ضمن التصنيف السابق ؟

    مينا : عندنا الوحي ممكن يعطي الحرية للرسول لكي يعبر عن أفكاره, وربما يضيف تعليمات وتعاليم.
    أحمد : إن قام الشخص بالتعبير عن أفكاره الشخصية فهذا ليس بوحي, وإن أوحى الله إلى النبي المعاني وعبر عنها النبي بألفاظ آخرى فهذا وحي بالمعنى.

    مينا : أعطني أمثلة على اعتراضاتك .
    أحمد : حتى الآن تحدثنا حول أدلتك الخاصة بصدق الكتاب المقدس عندكم, وقبل أن أقدم أدلتي الخاصة بالتحريف, كان عندك اعتراضان وهما : مفهوم الوحي , والثانية الرمز .
    واتفقنا سوياً أن الكلام ينقسم إلى ثلاثة أجزاء, وحي لفظي أو وحي بالمعني أو كلام لا وحي فيه, وأنا أدعوك أن تتوقف أمام كل جملة وتتسائل إلى أي من التصنيفات من الممكن أن نصنفها.
    أما بالنسبة للرمز واستخدامه للتفسير فسيكون حديثنا عنه بعد ذلك, ولكن بوجه عام يستخدم الرمز للبعد عن الألفاظ المؤذية أو المخجلة فيتم استخدام كلمات آخرى للكناية, ولا يمكن استخدام ألفاظ جارحة ومخجلة للتعبير عن شيء مقدس ومؤدب مثلما تحاولون تفسير سفر نشيد الإنشاد أو سفر حزقيال.

    والآن سأتكلم معك بالترتيب عن أدلتي الخاصة بتحريف الكتاب وهي ستكون كالتالي :
    أ- كتبة بعض أجزاء من للكتاب لم يكتبوا بالوحي الإلهي.
    ب- الكتابة التي كتبها العديد من الكتبة, سواء كانت بالوحي أو لم تكن بالوحي قد تغيرت وتبدلت.
    ج- هناك بعض من كتبة الكتاب المقدس, كانوا ولا يزالوا مجهولين ولا يعرف اسمهم ولا سنة كتابتهم للرسائل أو لبعض الأسفار.

    وسنبدأ بالحديث حول الفقرة ( أ ), من خلال ذكر بعض الفقرات أو الكلمات التي أقول لك أنها لا يمكن أن تكون وحياً سواء باللفظ او بالمعنى, وسأنتظر ردك عليها, ثم ننتقل للفقرة ( ب ) وترد عليها, ثم ننتقل للفقرة (ج ).

    النص الأول هو ما جاء في الكتاب المقدس عندكم, في العهد الجديد, في رسالة بولس حيث قال: (رِسَالَةُ بُولُسَ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ ) 7 : 8 وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا. 9وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَضْبِطُوا أَنْفُسَهُمْ فَلْيَتَزَوَّجُوا لأَنَّ التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ. 10وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. 11وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ. 12وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ......... 25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ.

    والان تعليقي على عدة ألفاظ أرجو أن تقول لي هل هي وحي لفظي أو وحي بالمعنى أو ليست بالوحي:
    1- وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ.
    يبين النص أن هناك فرق بين كلام الله وبين كلام بولس, وسؤالي حول هذه العبارة هل هي من كلام الوحي باللفظ , أم كلام الشخص لتفسير الوحي, أم كلام بولس الشخصي ؟ .
    2-وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ .
    نفس الأمر , لا يوجد عنده أمر من الرب , هل الوحي قال هذا ولو بالمعنى أم أنه أمر شخصي ؟
    3- وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً.
    الوحي قال انا سأعطي رأياً ؟ , أم أن هذه كلمات بولس الشخصية التي وضعت في الكتاب باعتبارها من الوحي الإلهي ؟
    4- فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ.
    بالطبع لا يمكن أن يكون الوحي يظن أن هذا حسن .
    ما تعليقك على هذه النصوص ؟

    مينا : قول بولس الرسول أقول لهم أنا لا الرب يبين أن الأمر ليس أمراً أو واجباً ولكنه على وجه التفضيل, ونفس الشيء بالنسبة للعبارة الثانية ولثالثة فالله من محبته ترك الأمر ولم يضع فيه تشريعاً للتخفيف ولكن بولس الرسول يقول أن الأفضل هو كذا.
    أما بالنسبة للعبارة الرابعة التي تقول أظن أن هذا حسن, فقد قال الدكتور منيس عبد النور أن اللفظ " أظن " في اليونانية تعني متأكد ولا تعني أظن.
    هل رأيت كيف سقطت كل شبهاتك وتم الرد عليها ؟

    أحمد : سواء كان بولس يحدد أمراً واجباً أم مستحباً , هل كان يتحدث بالوحي الإلهي أم كان يتحدث من نفسه ؟ , لو كان الحديث بالوحي الإلهي لكان أما العذارى فالله قال أن الأفضل كذا, ولكن قول بولس إن الله لم يقل أمراً فيهن وأنا أقول فهذا معناه أن الكلام والتشريع من عنده هو.
    أما نقلك لقول القس الذي يقول "أظن تعني متأكد " في اليونانية , فهذا قول غريب فإن كانت تعني متأكد كانوا ترجموها متأكد في أكثر من عشرين ترجمة بالعربية والإنجليزية ولم يكونوا سيترجموها أظن, هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الله تعالى لا يقول أنا متأكد, الله تعالى لا يحتاج أن يقول لنا أنه متأكد أن الأمر حسن, وإن كان القول قول بولس وليس بالوحي فلا تفرق كونه متأكداً من عدمه, وقد عرضت عليك قول بولس من قبل الذي يطلب الرداء الذي تركه ويرسل تحياته وسلاماته , فهل هذه النداءات والتحيات والسلامات بالوحي أم هي أمور شخصية ؟
    (2 تيموثاس: 4: 11) : «لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ؛ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ». (12): «أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ». (13): «اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ». (19): «سَلِّمْ عَلَى فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ وَبَيْتِ أُنِيسِيفُورُسَ». (20): «أَرَاسْتُسُ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ. وَأَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضًا». (21): «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ قَبْلَ الشِّتَاءِ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَفْبُولُسُ وَبُودِيسُ وَلِينُسُ وَكَلاَفَِدِيَّةُ وَالإِخْوَةُ جَمِيعا».

    مينا : هذه النصوص لها تفسير أن الله طلب من الرسول أن يطلب هذه الأمور لتظهر معانتهم وفقرهم أثناء التبشير بالمسيح.
    أحمد : أنا لا أتحدث عن معانتهم , أنا أقول إن هذه رسالة من شخص إلى آخرين يطلب أموراً شخصية ويرسل سلاماته وتحياته, فإن كان الله طلب منه أن يفعل هذا فطلب الله تعالى منه يعتبر وحياً, ولكن تنفيذه للطلب لا يعتبر كذلك.
    مثال على ذلك, طلب الله من شخص أن يسجد, فيكون الطلب وحياً والسجود فعلاً لا علاقة له بالوحي إلا ارتباط تنفيذ الأمر.
    أو إن طلب الله تعالى من الرسول أن يحيي الناس أو يدعوا الناس , فلا تكون تحيته للناس أو دعوته لهم وحياً بل هي تنفيذ للوحي.
    لذلك كلام بولس والعديد غيره من العهد الجديد لا يعتبر وحياً أو مقدساً, بل ممكن تعتبر قيمته التاريخية, ويكون ما طلبه الله تعالى منه ( إن كان يوحى له من الأصل ), هو الوحي الذي من الممكن أن ندونه سواء لفظأ أو معنى على أنه كلام مقدس, وساحاول أن أعطيك مثالاً آخر فقد كتب مؤلف سفر المكابيين الثاني في نهاية السفر (المكابيين الثاني15: 39): «فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض فذلك ما كنت أتمنى وإن كان قد لحقني الوهن والتقصير فإني قد بذلت وسعي». فمن الذي أحسن التأليف ؟!, هل تعتبر أن هذا بالوحي؟.
    مينا : أنت تعلم أن سفر المكابيين من الأسفار القانونية الثانية التي حذفها البروتستانت في القرن السادس على أساس أنها لا ترقى للغة الوحي المقدس , فلماذا تأت بمثال منها ؟.
    أحمد : حسناً, حذفها البروتستانت على أساس أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي, وهذا ما تم كتابته في كتاب الأسفار الثانية المطبوع في مكتبة المحبة اللأرثوذكسية بالقاهرة, هذا في حين أن كل المسيحيين كانوا يؤمنون بقدسيتها وأنها بالوحي لحوالي ألف وأربعمائة عام, ولا يزال الكاثوليك والأرثوذكس يؤمنون بقدسيتا وبأنها بالوحي الإلهي.
    وهذا يثبت شيئاً, أن اختيار الأسفار المقدسة واعتبارها وحياً لم يكن إلا لاعتبارات الهوى, ولم يكن نتيجة لمنهج علمي أو أدلة وبراهين, ولو تم تطبيق نفس المنهج على بعض فقرات من رسائل بولس أو التساؤل هل المجهول سيكتب كلاماً بالوحي لتم حذف العديد والعديد من أسفار الكتاب المقدس عندك.
    والآن سنتغاضى عن الأسفار الثانية واعتراف الكاتب أنه كان يؤلف ونأتي لك بنص مشابه من إنجيل معتمد عندكم وهو إنجيل لوقا, ففي بداية إنجيل لوقا (لوقا: 1: 1): «لَمَّا كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَقْدَمُوا عَلَى تَدْوِينِ قِصَّةٍ فِي الأَحْدَاثِ الَّتِي تَمَّتْ بَيْنَنَا».(2): «كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مِنَ الْبَدَايَةِ شُهُودَ عِيَانٍ، ثُمَّ صَارُوا خُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ». (3): «رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا، بَعْدَمَا تَفَحَّصْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ تَفَحُّصًا دَقِيقًا، أَن أَكْتُبَهَا إِلَيْكَ...». فمن الذي رأى أن يكتب ثم تفحص الروايات وتتبعها؟! بالطبع لم يكن الوحي الإلهي.

    مينا : نحن تلقينا العهد الجديد بالقبول بهذه الصورة وستظل نظرتنا للوحي مختلفة عن نظرتكم, نحن نقبل أن يكون الشخص تتبع وبحث وكتب بالوحي.

    أحمد : أن يبحث الشخص ويتتبع ثم يقال أن ما كتبه هو بالوحي, أمر به تناقض واضح ولكن إن كنت تؤمن بهذا فهذه حريتك , ولكن دعني أسألك عن أمر آخر, هل من الممكن أن يكتب شخص مجهول كلاماً بالوحي, أي هل من الممكن أن تنسب كلمات للوحي الإلهي ولا يعرف من قالها أو من كتبها ؟ , أو يكتب بالوحي الإلهي من ينقل من شخص آخر !؟

    مينا : أن يكون الشخص مجهولاً وكتب بالوحي, فلا مشكلة فمثله مثل حامل رسالة من الملك لقائد الجيش وحامل الرسالة ممكن أن يكون شخصاً مجهولاً وغير معروف.

    أحمد : يا مينا , حامل الرسالة في مثالك السابق لا يمكن أن يكون مجهولاً فهو يقف أمام قائد الجيش وسيسأله عن أدلة صدقه وما الدليل على أن رسالته من الملك, فمثالك لا يصلح واسمح لي أن أعطيك المثال المناسب, هل من الممكن أن يجد قائد الجيش ورقة لا يعلم من كتبها ويقول أكيد هذه رسالة من الملك ؟

    مينا : وما هي أدلة وجود أسفار لا يعلم من كتبها في الكتاب المقدس ؟

    أحمد : الأمثلة عديدة وسأضع لك بعض منها, كمثال الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم تقول الموسوعة البريطانية ويقول الكتاب المقدس طبعة دار المشرق أن له أربعة مصادر ومن أحد هذه المصادر مصدر يسمى المصدر الكهنوتي يعتقد أنه اشترك فيه العديد من الكهنة, ومن الأدلة على ذلك الفول المنسوب : (تثنية 34: 5): «فَمَاتَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ بِمُوْجِبِ قَوْلِ الرَّبِّ».(6): «وَدَفَنَهُ فِي الْوَادِي فِي أَرْضِ مُوآبَ، مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ». فالفقرة السابقة في أسفار منسوبة موسى ولا يُعلم من كتبها والواضح أنها مكتوبة بعد فترة طويلة من موت موسى عليه السلام!.
    ولو تصفحت مقدمة كل سفر من أسفار الكتاب المقدس في المعاجم أو الكتب التي تضع مقدمات مثل كتاب الحياة أو الكتاب المقدس طبعة دار المشرق أو الموسوعة البريطانية, أو حتى الأسفار الثانية طبعة مكتبة المحبة, ستجد أنه دائما يتم التصريح أن الكاتب مجهول, أو التهرب من التصريح بالقول, ويعلمنا هذا السفر كذا وكذا .
    وها هي الأمثلة, ويمكنك الاستزادة من بعض الكتب مثل كتاب البيان الصحيح لدين المسيح.

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	2.png 
مشاهدات:	53 
الحجم:	123.0 كيلوبايت 
الهوية:	820721

    صورة ضوئية من مقدمة سفر الأمثال- في الكتاب المقدس للكاثوليك. تظهر أن السفر متنوع المصادر والتواريخ.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1.png 
مشاهدات:	94 
الحجم:	181.4 كيلوبايت 
الهوية:	820722
    صورة ضوئية من مقدمة نشيد الأنشاد- في الكتاب المقدس طبعة دار المشرق. تقول: الكاتب مجهول ووقت التأليف مجهول.

    أما الأسفار القانونية الثانية التي يؤمن بها الأرثوذكس والكاثوليك ورفضها البروتستانت في القرن السادس عشرعلى أساس أنها لا ترقى لمستوى الوحي الإلهي. فهذا بعض ما جاء بمقدماتها ([3]):
    سفر يهوديت: كاتب هذا السفر مجهول حسب الصورة من مقدمة السفر – مكتبة المحبة.

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	3.png 
مشاهدات:	66 
الحجم:	40.5 كيلوبايت 
الهوية:	820723


    سفر أستير: (الكاتب مجهول) حسب مقدمة السفر – طبعة مكتبة المحبة.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	4.png 
مشاهدات:	63 
الحجم:	80.4 كيلوبايت 
الهوية:	820724



    أما بالنسبة للعهد الجديد فتقول الموسوعة البريطانية تحت عنوان العهد الجديد ‑ الإنجيل وفقًا ليوحنا.
    بالرغم من أن ظاهر الإنجيل يبين أنه كتب بواسطة «يوحنا» الحواري الحبيب للسيد المسيح، لكن هناك الكثير من الجدل حول شخصية الكاتب... لغة الإنجيل وصيغته اللاهوتية تبين أن الكاتب ربما عاش في فترة حديثة عن «يوحنا» واعتمدت كتابته على تعاليم«يوحنا» وشهادته... كثير من الفصول عن حياة السيد المسيح تمت إعادة سردها بترتيب مختلف عن باقي الأناجيل المتناظرة (متى‑ مرقس ‑ لوقا)، والفصل الأخير يبدو وكأنه إضافة لاحقة تظهر احتمالية أن يكون النص الخاص بالإنجيل مركب.
    مكان كتابة الإنجيل وتاريخ الكتابة كذلك غير معلومين, الكثير من العلماء يعتقدون أنه كتب في «أفسس» في آسيا الصغرى تقريبًا عام 100 ميلادية([4]).
    كما يقول معجم الكتاب المقدس: منذ بداية عهد الدراسة النقدية الحديثة، نشأ خلاف حول إنجيل الحواري يوحنا فيما يتعلق بهوية المؤلف، مكان تأليفه، أُصوله، خلفيته اللاهوتية، وقيمته التاريخية([5]).
    كما جاء في الكتاب المقدس- طبعة دار المشرق: وليس لنا أن نستبعد استبعادًا مطلقًا الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه، ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الاحتمال. فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه أنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية. وبعضهم يذكرون يوحنا القديم الذي ذكره بابياس. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول([6]).
    من الأسباب التي أكدت الاعتقاد أن الكاتب ليس هو يوحنا الحواري المحبوب ما جاء في الإنجيل من أعداد تبين أنه من غير المعقول أن الكاتب يتحدث عن نفسه فيها مثل:
    - (يوحنا 21: 24): «وهذا التِّلميذُ هوَ الّذي يَشهَدُ بِهذِهِ الأمورِ ويُدوِّنُها، ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ شَهادَتَهُ صادِقَةٌ».
    - (يوحنا 21: 20): «واَلتَفتَ بُطرُسُ، فرَأى التِّلميذَ الّذي كانَ يُحبُّهُ يَسوعُ يَمشي خَلفَهُما».
    - (يوحنا 13: 23): «وكانَ أحدُ التَّلاميذِ، وهوَ الذي يُحبُّهُ يَسوعُ، جالِسًا بِجانِبِهِ».

    وهذا هو متى الذي يقال أنه اقتبس من مرقس , مع أنه من المعروف أن مرقس لم يكن من الحواريين بل يرجح (يعتقد ) أنه ربما كان من تلامذة بطرس !!.
    فتقول الموسوعة البريطانية ‑ تحت عنوان العهد الجديد ‑ الأناجيل المتماثلة ‑ الإنجيل وفقًا لمتى.
    «متى» استخدم تقريبًا كل إنجيل مرقس بالإضافة لبعض المواد التي انفرد هو باستخدامها للكتابة.
    كتب هذا الإنجيل بعد سقوط أورشليم ما بين 70 إلى80 ميلادية، بالرغم من أن الاسم «متى» كان من بين أسماء حواري السيد المسيح الذي يعود على جامع الضرائب الذي كان اسمه «ليفي» في إنجيل «مرقس» وأصبح تابعًا للسيد المسيح، ففي إنجيل «متى» تغير الاسم إلى «متى» يتضح أن «متى» كان يعلن قانونية إنجيله من خلال هذه الطريقة ولكن كاتب إنجيل «متى» مجهول على الأرجح»([7]).
    كما يقول معجم مفسري الكتاب المقدس: «متى» هو أول الأناجيل وفقًا للترتيب التقليدي، إلا أنه من غير الضروري أن يكون الأول في الترتيب الزمني. هنالك سبب جيد يدفعنا للقول بأن «متى» كان أحد الأناجيل اللاحقة عوضًا عن كونه أولها. بكل تأكيد إن إنجيل «متى» كُتب بعد إنجيل مرقس الذي كان أساسًا لإنجيل «متى» كما هو حال إنجيل «لوقا»([8]).
    كما جاء في الكتاب المقدس – طبعة دار المشرق عن إنجيل «متى»: أما المؤلف فالإنجيل لا يذكر عنه شيئًا، وأقدم تقليد كنسي (بابياس أسقف ‑ هيرابوليس, في النصف الأول من القرن الثاني) ينسبه إلى الرسول «متى»، «لاوي».
    وكثير من الآباء (أوريجانيس وهيرونيمس وأبيفانيوس) يرون ذلك الرأي، وهناك بعض المؤلفين الذين يستخلصون من ذلك أنه يمكن أن تُنسب إلى الرسول صيغة آرامية أو عبرية لانجيل «متى» اليوناني. لكن البحث في الإنجيل لا يثبت هذه الآراء دون أن يبطلها مع ذلك على وجه حاسم. فلما كنا لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة يحسن بنا أن نكتفي ببعض الملامح المرسومة في الإنجيل نفسه، فالمؤلف يُعرف من عمله. فهو طويل الباع في علم الكتاب المقدس والتقاليد اليهودية، يعرف رؤساء شعبه الدينيين ويوقرهم، بل يناديهم بقسوة بارع في فنون التعليم وتقريب يسوع إلى سامعيه, يشدد على ما في تعليمه من نتائج عملية: فجميع هذه الصفات توافق يهوديًّا مثقفًا أصبح مسيحيًا([9]).

    مينا : لا يهمنا إن كانوا يعتقدون أن الكاتب كان مجهولاً أو معروفاً , فنحن أمامنا الكتاب حفظه الرب لنا بمخطوطاته ولم يطله أي تغيير ولا تبديل.

    أحمد : المخطوطات التي يتحدث عنها عبد المسيح بسيط وغيره فيقولون توجد ستة ألاف مخطوطة وغيرها , اسأل نفسك عند الحديث عن أي مخطوطة , ما عمرها , وما محتواها .
    فأول مخطوطات العهد الجديد التي يفخر القساوسة بها ويعتبرونها دليلاً على حفظ الكتاب هي مخطوطة جون رايلاندز وهي في حجم فنجان القهوة كما في الصورة التالية .
    ولا تحتوي إلا على أربعة أعداد من العهد الجديد الذي تتعدى أعداده سبعة ألاف عدد.
    وهذه ثلاث صور للمخطوطة تبين صغر حجمها:

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	5.png 
مشاهدات:	41 
الحجم:	184.9 كيلوبايت 
الهوية:	820725


    والمخطوطات التي تحتوي العهد الجديد كاملاً فتاريخها القرن الرابع الميلادي, وتختلف المخطوطات فيما بينها.
    كما أنه لا يعلم من الذي كتب أي مخطوطة من المخطوطات !!.

    مينا : لا تختلف المخطوطات فكلها متشابهة , ولا تملك دللاً على ما تقول .

    أحمد : مد سأعطيك مثالين فقط, بصرف النظر عن كاتب الكتاب أو كاتب المخطوطة , فالمخطوطات تختلف عن بعضها , وهذا أدى لاختلاف ترجمات الكتاب المقدس , فهناك ترجمات تحتوي جملاً إضافية عن ترجمات آخرى .
    وأنا اطلب منك أن تذهب إلى دار الكتاب المقدس وتقارن نص رسالة يوحنا الأولى 5 : 7 , الخاص بالشهود الثلاثة , فستجد أن الفان دايك وضعته : (رسالة يوحنا الأولى 5 : 7) : «فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ». , بينما ترجمة الحياة وضعته بين قوسين وقالت في المقدمة ما بين الأقواس غير موجود في النص الأصلي, والترجمة العربية المشتركة حذفته, والكاثوليكية حذفته وكتبت في الهامش أنه في بعض المخطوطات الحديثة كان هناك نص لا تأكيد على صحته لعدم وجوده في المخطوطات الأقدم.
    أما المثال الثاني : فهو عبارة ومن يتزوج بمطلقة فهو يزني الموجود في نسخة الفان دايك : (سميث فان دايك). (متى: 19: 9): «وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلَّا بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي». تم حذف «وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزِْني». من التراجم العربية الآتية: (العربية المشتركة) و(العربية المبسطة) (الكاثوليكية) بينما أبقتها ترجمة (كتاب الحياة).
    ويمكنك التأكد بشراء النسخ أو بالبحث على الانترنت في موقع الموسوعة المسيحية.


    مينا : هل الله لا يستطيع الحفاظ على كتابه ؟
    أحمد : الحفاظ على الكتاب من عدمه هو أمر متعلق بإرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته , فلا تتساءل وهل الله لا يستطيع أن يجعل الطفل يشفي من المرض أو غيرها من الأسئلة التي لن تفيدك .

    مينا : ألم يقل كتابك أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم , وألم يقل كتابك اسألوا أهل الذكر, وألم يقل كتابك إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
    أحمد : يعرفونه أي يعرفون الرسول عليه الصلاة والسلام بأوصافه كما يعرفون أبناءهم , واسألوا أهل الذكر إن كانت الرسل السابقة من البشر أم لا لأن اعتراض المشركين كان عن إرسال الله تعالى لبشر بدلاً من الملائكة , والذكر الذي يحفظه الله تعالى هو لقرآن ووضحت لك من قبل أننا لا نعتبر نشيد الإنشاد ولا رسائل بولس هي من الذكر , ولكن الذكر هو القرآن الكريم أو القرآن الكريم والسنة النبوية.


    [1] في الواقع هناك العديد من الشكوك حول نسب الرسالة نفسها لبولس, واعترفت بهذه الشكوك الموسوعة البريطانية, والمدخل إلى رسائل بولس في الكتاب المقدس طبعة دار المشرق, والتفاصيل في كتاب : البيان الصحيح لدين المسيح – ياسر جبر, ولكن تم تبسيط الحوار على قدر المستطاع باختصار المادة العلمية والاقتصار على القليل منها الذي يؤدي الغرض بدلاً من وضع العديد والعديد من الأدلة. يضاف إلى ذلك أن آدم كلارك وهو أشهر مفسري الكتاب المقدس عندهم اعترف أن الجملة تم ترجمتها خطأ, والصحيح هو : "كل كتاب موحي به من الله صالح للتعلم", ولا اعتراض عندنا على صحة ومنطقية العبارة. وقد اعتمدت الترجمة الأمريكية الأمريكية القياسية: 2Ti 3:16 Every scripture inspired of God is also profitable for teaching, for reproof, for correction, for instruction which is in righteousness. (ASV)
    [2] في الكتاب المقدس طبعة دار المشرق ص 754 – جاء عن رسالة بطرس الثانية: "يسوغ اقتراح السنة 125 تاريخًا لإنشاء الرسالة،وهو تاريخ ينفي عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس ", ونفس النتيجة تجدها في المعاجم العلمية أو الموسوعة البريطانية - كتاب: البيان الصحيح لدين المسيح – ياسر جبر.
    ([3]) (الأسفار القانونية الثانية- مكتبة المحبة ‑ و مقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك‑ وموقع الانبا كيرلس على الانترنت وموقع كنيسة سانت تكلا على الانترنت).
    ([4]) الموسوعة البريطانية‑ الإصدار 15‑ الجزء 14 ‑ ص 977.
    ([5]) معجم مفسري الكتاب المقدس ‑ العدد الثاني ‑ مطابع أبينغدون ص 932.
    ([6]) الكتاب المقدس ‑ طبعة دار المشرق ‑ ص 287.
    ([7]) الموسوعة البريطانية‑ الإصدار 15 ‑ الجزء 14 ‑ ص 975 و الجزء 7 ‑ ص 954/956.
    ([8]) معجم مفسري الكتاب المقدس، العدد 3، ص 302 مطابع أبينغدون.
    ([9]) الكتاب المقدس للكاثوليك‑ طبعة دار المشرق‑ ص 35.

    الملفات المرفقة

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة ابن الوليد, منذ أسبوع واحد
ردود 3
82 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ابن الوليد
بواسطة ابن الوليد
 
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
ردود 0
36 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
ردود 0
7 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
 
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
رد 1
43 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
ابتدأ بواسطة زين الراكعين, منذ 4 أسابيع
ردود 0
17 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة زين الراكعين  
يعمل...
X