من كاتب سفر باروخ

[أكرمنى ربى بالاسلام]

الفصل العاشر :- من كاتب سفر باروخ

المقدمة :-
هو من الأسفار القانونية الثانية ، يعترف به الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية وينكر قانونيته البروتستانت ويقولون عنه أنه سفر مزيف
ويزعم علماء المسيحية أن كاتبه هو باروخ بن نيريا كاتب النبي إرميا
وأنه كتب خمسة إصحاحات منه في بابل أما الاصحاح السادس فهو رسالة من النبي إرميا إلى المسبيين في بابل و
ولكن السفر عليه علامات استفهام وتناقضات مع باقي الأسفار التاريخية ان شاء الله سوف أوضحها فى هذا الموضوع

ويتضمن هذا الموضوع :-
المبحث الأول :- تناقضات حول تاريخ كتابته
المبحث الثاني :- تناقضات بين سفر باروخ وبين الأسفار التاريخية و سفر إرميا

[أكرمنى ربى بالاسلام]

المبحث الأول :- تناقضات حول تاريخ كتابته

• 1- كيف يكون باروخ بن نيريا كتب السفر في بابل بينما باروخ لم يكن من المسبيين إلى بابل بل إنه ذهب إلى مصر مع اليهود الذين نجوا من السبي :-

كما قلت فإن علماء المسيحية يزعمون أن كاتبه هو باروخ بن نيريا و كتبه في السنة الخامسة للسبي البابلي
ولكن هناك إشكالية وهي أنه طبقا لسفر إرميا فإن باروخ لم يكن من المسبيين بل كان ممن ذهبوا إلى مصر مع النبي إرميا
ولم يذكر سفر إرميا أن باروخ سافر لبابل لا قبل التدمير النهائي لأورشليم ولا بعد ذلك

• أ- لا توجد نصوص تذكر أن باروخ سافر إلى بابل قبل التدمير النهائي لبابل :-

بل إن الرسالة التي أرسلها النبي إرميا إلى الفرقة الأولى من المسبيين في بابل قبل التدمير النهائي لأورشليم كانت بيد العاسة بن شافان و جمريا بن حلقيا

فنقرأ من سفر إرميا :-
29 :1 ((هذا كلام الرسالة التي ارسلها ارميا النبي من اورشليم الى بقية شيوخ السبي و الى الكهنة و الانبياء و الى كل الشعب الذين سباهم نبوخذناصر من اورشليم الى بابل))
29 :2 بعد خروج يكنيا الملك و الملكة و الخصيان و رؤساء يهوذا و اورشليم و النجارين و الحدادين من اورشليم
29 :3 ((بيد العاسة بن شافان و جمريا بن حلقيا)) اللذين ارسلهما صدقيا ملك يهوذا الى نبوخذناصر ملك بابل الى بابل قائلا

• ب - باروخ ذهب إلى مصر بعد التدمير النهائي لأورشليم :-

بعد دخول نبوخذ نصر وجنوده أورشليم وحرقه للمدينة في الشهر الرابع من السنة الحادية عشر للملك صدقيا (إرميا 39: 2 إلى 39: 10) قام بتعيين جدليا بن اخيقام حاكم على يهوذا (إرميا 40: 5) و لكن في الشهر السابع قام بعض اليهود بقتل جدليا بن اخيقام (إرميا 41: 1 إلى 41: 3)
فخاف باقي اليهود من انتقام ملك بابل منهم فهربوا إلى مصر وأخذوا معهم النبي إرميا وباروخ بن نيريا

فنقرأ من سفر إرميا :-
43 :5 بل اخذ يوحانان بن قاريح و كل رؤساء الجيوش كل بقية يهوذا الذين رجعوا من كل الامم الذين طوحوا اليهم ليتغربوا في ارض يهوذا
43 :6 الرجال و النساء و الاطفال و بنات الملك و كل الانفس الذين تركهم نبوزرادان رئيس الشرط مع جدليا بن اخيقام بن شافان ((و ارميا النبي و باروخ بن نيريا))
43 :7 ((فجاءوا الى ارض مصر)) لانهم لم يسمعوا لصوت الرب و اتوا الى تحفنحيس


والرب توعد اليهود المقيمين في مصر بالفناء أما البقية القليلة منهم التي تنجي فإنها ستعود إلى يهوذا ولم يقل أنها تذهب مسبية إلى بابل


فنقرأ من سفر إرميا :-
44 :26 لذلك اسمعوا كلمة الرب يا جميع يهوذا الساكنين في ارض مصر هانذا قد حلفت باسمي العظيم قال الرب ان اسمي لن يسمى بعد بفم انسان ما من يهوذا في كل ارض مصر قائلا حي السيد الرب
44 :27 هانذا اسهر عليهم للشر لا للخير ((فيفنى كل رجال يهوذا الذين في ارض مصر بالسيف و الجوع حتى يتلاشوا))
44 :28 ((و الناجون من السيف يرجعون من ارض مصر الى ارض يهوذا نفرا قليلا)) فيعلم كل بقية يهوذا الذين اتوا الى ارض مصر ليتغربوا فيها كلمة اينا تقوم


فلا يوجد أي دليل على أن باروخ ذهب إلى بابل

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 2- كيف ذهب باروخ إلى بابل بعد 5 سنوات من السبي و قابل الملك يهوياكين بينما كان الملك مسجون ولم يخرج من السجن في السنة الــ 37 لسجنه (يعني ظل مسجون 36 عام) :-

• أ- الملك يهوياكين ظل مسجونا في بابل لمدة 37 عام :-

لمدة 37 عام لم يكن الملك يهوياكين مجرد مسبى فقط في بابل ولكنه كان أيضا مسجون

فنقرأ من سفر الملوك الثاني :-
25 :27 ((و في السنة السابعة و الثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا)) في الشهر الثاني عشر في السابع و العشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه راس يهوياكين ملك يهوذا من السجن
25 :28 و كلمه بخير و جعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل
25 :29 و غير ثياب سجنه و كان ياكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته

• ب- تدمير أورشليم تماما حدث في السنة الحادية عشر لسبى وسجن الملك يهوياكين في بابل أي أن فترة كتابة سفر باروخ كان في السنة الــ 16 لسجن الملك يكنيا :-

نعرف من سفر الملوك الثاني أن الملك صدقيا حكم بعد سبى الملك يهوياكين (يكنيا) إلى بابل (ملوك الثاني 24: 15 إلى 24: 17) ، ثم تم تدمير أورشليم تماما في السنة الحادية عشر من ملك صدقيا (ملوك الثاني 25: 1 إلى 25: 10) وكذلك (إرميا 39: 2 إلى 39: 4)

أي كان تدمير أورشليم في السنة الحادية عشر لسجن الملك يهوياكين في بابل

أي أن الفترة المزعومة لكتابة سفر باروخ وهو خمس سنوات بعد تدمير وحرق أورشليم (باروخ 1: 2) كان هذا يعني السنة الــ 16 لسجن الملك يهوياكين (يكنيا) في سجون بابل

• ج- كيف جاء الملك يكنيا (يهوياكين) إلى باروخ للاستماع للسفر في بابل بعد خمس سنوات من السبي وتدمير أورشليم بينما كان الملك محبوس ؟؟!!!

يزعم كاتب السفر أنه هو باروخ وأنه كتبه وهو في بابل بعد خمس سنوات من تدمير أورشليم و قراءة للملك يهوياكين (يكنيا) وباقي المسبيين


فنقرأ من سفر باروخ :-
1: 1 هذا كلام الكتاب الذي كتبه باروك بن نيريا بن معسيا بن صدقيا بن حسديا ابن حلقيا في بابل
1: 2 ((في السنة الخامسة)) في السابع من الشهر حين اخذ الكلدانيون اورشليم واحرقوها بالنار
1: 3 ((و تلا باروك كلام هذا الكتاب على مسمعي يكنيا بن يوياقيم ملك يهوذا)) وعلى مسامع جميع الشعب ((الذين جاءوا لاستماع الكتاب))


والسؤال هو :- كيف ذلك ؟؟!!
فالملك يهوياكين ظل في سجون بابل لمدة 37 عام (ملوك الثاني 25: 27)
فكيف بعد خمس سنوات من تدمير أورشليم (أي بعد 16 عام من سجنه= تدمير أورشليم في السنة الــ 11 لسجنه مجموع عليه 5 سنوات بعد التدمير)
يزعم كاتب سفر باروخ أن الملك يكنيا (يهوياكين) ذهب للاستماع إلى سفره بينما كان الملك مسجون في بابل يعني لا يستطيع الذهاب إلى أي مكان في بابل فهو قابع فقط في السجن ؟؟!!!!!

[أكرمنى ربى بالاسلام]

المبحث الثاني :- تناقضات بين سفر باروخ وبين الأسفار التاريخية و سفر إرميا

• 1- مذبح الرب في أورشليم تهدم و لم يكن هناك بيت رب ولا أعياد فكيف سيقدم عليه الذبائح والتقدمات و كيف سيكون ببيت الرب أعياد ؟؟!!! :-

يزعم كاتب سفر باروخ أن تم كتابة السفر في السنة الخامسة لإحراق أورشليم وأنه عندما قرأ السفر على المسبيين بعثوا بتقدمات إلى كاهن في أورشليم ليقدم تقدمات على مذبح الرب وطلبوا أن يتم قراءة كتابهم في بيت الرب وفي الأعياد

مناقضا بذلك ما ورد في الأسفار التاريخية و سفر إرميا وسفر عزرا حيث المفروض أن مذبح الرب كان قد تهدم وأحرق مع حرق أورشليم ولم يعد له وجود إلا بعد 70 عام طبقا

ويحاول علماء المسيحية الزعم بأن التقدمات كانت تقدم في مكان المذبح بالرغم من تهدمه و يستندون على ذلك بسفر عزرا الاصحاح الثالث
ولكن سفر عزرا الاصحاح الثالث لا يقول ما يزعمه هؤلاء وإنما يتكلم عن ما فعله العائدين من السبي (أي بعد 70 عام من تلك الأحداث) وأنهم بدأوا في إصعاد المحرقات في اليوم الأول من الشهر السابع بعد عودتهم و ذلك عند شروعهم في بناء المذبح

أي أنه لم يكن هناك تقديم ذبائح قبل ذلك

فلم يقل (أنهم ظلوا يصعدون المحرقات أو أنهم أصعدوا المحرقات) ولكنهم بدأوا في ذلك بعد عودتهم
فسفر عزرا يتكلم عن حال العائدين من السبي وليس عن الحال قبل ذلك

أما الحال قبل ذلك فلم يكن هناك أعياد ولا تقدمات و هذا ما أوضحه سفر مراثي إرميا

• أ- كاتب سفر باروخ يزعم أن المسبيين بعثوا بفضة إلى كاهن في أورشليم ليشتري تقدمات يقدمها على مذبح الرب :-

المفروض أن سفر باروخ تم كتابته في السنة الخامسة من حرق البابليين لأورشليم (باروخ 1: 2)
ويزعم الكاتب أن باروخ قرأ هذا السفر على المسبيين في بابل فى تلك الفترة أي في السنة الخامسة بعد حرق أورشليم وتدميرها
ويزعم الكاتب أن المسبيين بعدما سمعوا هذا الكلام بعثوا بفضة إلى كاهن في أورشليم ليشتري محرقات ويقدمها على مذبح الرب


فنقرأ من سفر باروخ :-
1: 3 و تلا باروك كلام هذا الكتاب على مسمعي يكنيا بن يوياقيم ملك يهوذا وعلى مسامع جميع الشعب الذين جاءوا لاستماع الكتاب
1: 4 و على مسامع المقتدرين وبني الملوك ومسامع الشيوخ ومسامع جميع الشعب من الصغار الى الكبار جميع الساكنين في بابل على نهر سود
1: 5 فبكوا وصاموا وصلوا امام الرب
1: 6 و جمعوا من الفضة قدر ما استطاعت يد كل واحد
1: 7 و بعثوا الى اورشليم الى يوياقيم بن حلقيا بن شلوم الكاهن والى الكهنة والى جميع الشعب الذين معه في اورشليم

ثم نقرأ :-
1: 10 و قالوا انا قد ارسلنا اليكم فضة فابتاعوا بالفضة محرقات وذبائح للخطية ولبانا واصنعوا تقادم وقدموها على مذبح الرب الهنا

ثم نقرأ :-
1: 13 و صلوا من اجلنا الى الرب الهنا فانا قد خطئنا الى الرب الهنا ولم يرتد سخط الرب وغضبه عنا الى هذا اليوم
1: 14 و اتلوا هذا الكتاب الذي ارسلناه اليكم ((لينادى به في بيت الرب في يوم العيد وفي ايام المحفل))

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• ب - مذبح الرب في أورشليم هو المذبح الذي كان في بيت الرب الذي بناه سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام :-

طبقا لأسفار الكتاب المقدس فإنه بعد بناء سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام بناء بيت الرب في أورشليم
أصبح مذبح الرب الوحيد هو الموجود داخل بيت الرب و لم يكن مسموح بتقديم التقدمات في مكان آخر غيره :-

فنقرأ من سفر أخبار الأيام الثاني على لسان سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام :-
6 :10 و اقام الرب كلامه الذي تكلم به و قد قمت انا مكان داود ابي و جلست على كرسي اسرائيل كما تكلم الرب و بنيت البيت لاسم الرب اله اسرائيل
6 :11 و وضعت هناك التابوت الذي فيه عهد الرب الذي قطعه مع بني اسرائيل
6 :12 ((و وقف امام مذبح الرب)) تجاه كل جماعة اسرائيل و بسط يديه

ثم نقرأ :-
6 :21 و اسمع تضرعات عبدك و شعبك اسرائيل الذين يصلون في هذا الموضع و اسمع انت من موضع سكناك في السماء و اذا سمعت فاغفر
6 :22 ان اخطا احد الى صاحبه و وضع عليه حلف ليحلفه ((و جاء الحلف امام مذبحك في هذا البيت))


ومذبح الربح في بيت الرب هو الذي كان يقدم فيه المحرقات :-

فنقرأ من سفر أخبار الأيام الثاني :-
8 :12 حينئذ اصعد سليمان ((محرقات للرب على مذبح الرب)) الذي بناه قدام الرواق


و هو المذبح الذي جدده الملك أسا :-

فنقرأ من سفر أخبار الأيام الثاني :-
15 :8 فلما سمع اسا هذا الكلام و نبوة عوديد النبي تشدد و نزع الرجاسات من كل ارض يهوذا و بنيامين و من المدن التي اخذها من جبل افرايم ((و جدد مذبح الرب الذي امام رواق الرب))


يعني مذبح الرب هو الموجود داخل بيت الرب الذي بناه سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام في أورشليم

وهو الذي أمر الملك حزقيا بني إسرائيل ألا يسجدوا إلا أمام هذا المذبح فقط :-

فنقرأ من سفر الملوك الثاني :-
18 :22 و اذا قلتم لي على الرب الهنا اتكلنا افليس هو الذي ازال حزقيا مرتفعاته و مذابحه و قال ليهوذا و لاورشليم ((امام هذا المذبح تسجدون في اورشليم))


و كان الملك حزقيا يقدم التقدمات عنده :-

فنقرأ من سفر أخبار الأيام الثاني :-
29 :18 و دخلوا الى داخل الى حزقيا الملك و قالوا قد ((طهرنا كل بيت الرب و مذبح المحرقة)) و كل انيته و مائدة خبز الوجوه و كل انيتها
29 :19 و جميع الانية التي طرحها الملك احاز في ملكه بخيانته قد هياناها و قدسناها و ها هي امام مذبح الرب
29 :20 و بكر حزقيا الملك و جمع رؤساء المدينة ((و صعد الى بيت الرب))
29 :21 فاتوا بسبعة ثيران و سبعة كباش و سبعة خرفان و سبعة تيوس معزى ذبيحة خطية عن المملكة و عن المقدس و عن يهوذا و قال لبني هرون الكهنة ان يصعدوها ((على مذبح الرب))


والتقدمات على مذابح غير مذبح الرب كان أمر محرم وممنوع :-
فنقرأ عن الملك يوشيا الذي هدم المرتفعات والمذابح التي يذبح عندها الكهنة حيث لم يكونوا يذبحون في مذبح الرب

فنقرأ من سفر الملوك الثاني :-
23 :7 و هدم بيوت المابونين التي عند بيت الرب حيث كانت النساء ينسجن بيوتا للسارية
23 :8 و جاء بجميع الكهنة من مدن يهوذا و نجس المرتفعات حيث كان الكهنة يوقدون من جبع الى بئر سبع و هدم مرتفعات الابواب التي عند مدخل باب يشوع رئيس المدينة التي عن اليسار في باب المدينة
23 :9 ((الا ان كهنة المرتفعات لم يصعدوا الى مذبح الرب في اورشليم)) بل اكلوا فطيرا بين اخوتهم

وهدم الملك يوشيا جميع مذابح الآلهة الوثنية (راجع الاصحاح 23 من سفر الملوك الثاني)
ثم أمر إصعاد المحرقات على مذبح الرب (أخبار الأيام الثاني 29: 18 إلى 29: 21)

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• ج- ولكن طبقا للأسفار التاريخية و لسفر عزرا فإن بيت الرب ومذبحه تم تدميرهما عند دخول البابليين أورشليم أي قبل الزمان المزعوم لكتابة سفر باروخ و لم يتم تقديم التقدمات عليه ولا الاحتفال بالعيد إلا بعد 70 عام من حرقه :-

فنقرأ من سفر الملوك الثاني :-
25 :8 و في الشهر الخامس في سابع الشهر و هي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذناصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل الى اورشليم
25 :9 ((و احرق بيت الرب)) و بيت الملك و كل بيوت اورشليم و كل بيوت العظماء احرقها بالنار
25 :10 و جميع اسوار اورشليم مستديرا هدمها كل جيوش الكلدانيين الذين مع رئيس الشرط


وأصلا لم يعد هناك مذابح في أورشليم سواء في بيت الرب أو في أي مكان آخر بأورشليم وذلك بعد تدمير أورشليم و احراقها
ولم يتم إعادة بنائه إلا في زمان الملك الفارسي كورش على يد زربابيل

فنقرأ من سفر أخبار الأيام الثاني :-
36 :23 هكذا قال كورش ملك فارس ان الرب اله السماء قد اعطاني جميع ممالك الارض ((و هو اوصاني ان ابني له بيتا في اورشليم التي في يهوذا)) من منكم من جميع شعبه الرب الهه معه و ليصعد


يعني منذ حرق البابليين لبيت الرب في أورشليم إلى وقت مجيء كورش لم يكن هناك بيت للرب أصلا
و لم يتم تقديم الذبائح والتقدمات إلا بعد إعادة بناء بيت الرب بعد 70 عام من حرق أورشليم

أما سفر مراثي إرميا فيخبرنا أن طرق صهيون أصبحت تنوح ولم يعد هناك أحد يسلك فيها للعيد

يعني لا يوجد ذبائح ولا تقدمات ولا يوجد زيارة لبيت الرب أصلا

فنقرأ من سفر مراثي إرميا :-
1 :3 قد سبيت يهوذا من المذلة و من كثرة العبودية هي تسكن بين الامم لا تجد راحة قد ادركها كل طارديها بين الضيقات
1 :4 طرق صهيون نائحة لعدم الاتين الى العيدكل ابوابها خربة كهنتها يتنهدون عذاراها مذللة و هي في مرارة


كما نقرأ من سفر عزرا :-
3 :1 و لما استهل الشهر السابع و بنو اسرائيل في مدنهم اجتمع الشعب كرجل واحد الى اورشليم
3 :2 و قام يشوع بن يوصاداق و اخوته الكهنة و زربابل بن شالتئيل و اخوته ((و بنوا مذبح اله اسرائيل ليصعدوا عليه محرقات)) كما هو مكتوب في شريعة موسى رجل الله
3 :3 ((و اقاموا المذبح في مكانه)) لانه كان عليهم رعب من شعوب الاراضي و اصعدوا عليه محرقات للرب محرقات الصباح و المساء
3 :4 و حفظوا عيد المظال كما هو مكتوب و محرقة يوم فيوم بالعدد كالمرسوم امر اليوم بيومه
3 :5 و بعد ذلك المحرقة الدائمة و للاهلة و لجميع مواسم الرب المقدسة و لكل من تبرع بمتبرع للرب
3 :6 ((ابتداوا من اليوم الاول من الشهر السابع يصعدون محرقات للرب و هيكل الرب لم يكن قد تاسس))


يعني قام العائدين من السبي فى أول يوم من الشهر السابع بالشروع ببناء مذبح الرب في مكانه السابق
ومنذ بداية شروعهم في البناء وهو أول يوم في الشهر بدأوا يقدمون المحرقات في مكان بناء المذبح

فالنص يقول (ابتدأوا ….يصعدون محرقات للرب …)

يعني قبلها لم يكن هناك إصعاد للمحرقات و التقدمات
وإنما بعد ذلك أي عند الشروع في بناء المذبح بدأوا في تقديم المحرقات و المواظبة على الأعياد

فسفر عزرا يتكلم عن حال العائدين من السبي وما فعلوه بعد عودتهم
فكانت تقديم المحرقات في الشهر السابع هو بداية التقدمات بعد توقفها سنوات

أما حال أورشليم قبل ذلك فهو ما أوضحه سفر مراثي إرميا حيث أوضح أن المدينة كانت خربة لا يذهب إليها أحد ولم يكن بها أعياد
فكيف يكون بها تقدمات ؟؟!!!!!!!

[أكرمنى ربى بالاسلام]

• 2- كيف يقوم اليهود المسبيين بالدعاء لنبوخذ نصر وابنه بينما في سفر إرميا و مراثي إرميا نجد نبوءات عن لعنات البابليين جزاء ما فعلوه في أورشليم :-

• أ- كاتب سفر باروخ يزعم بطلب المسبيين الدعاء لنبوخذ نصر وابنه :-

فنقرأ من سفر باروخ :-
1: 10 و قالوا انا قد ارسلنا اليكم فضة فابتاعوا بالفضة محرقات وذبائح للخطية ولبانا واصنعوا تقادم وقدموها علىمذبح الرب الهنا
1: 11 ((و صلوا من اجل حياة نبوكد نصر ملك بابل وحياة بلشصر ابنه لكي تكون ايامهما كايام السماء على الارض))
1: 12 فيؤتينا الرب قوة وينير عيوننا ونحيا تحت ظل نبوكد نصر ملك بابل وظل بلشصر ابنه ونتعبد لهما اياما كثيرة ونحننائلون لديهما حظوة

• ب- ولكن هذا الطلب يناقض نصوص أخرى توضح اللعنات على نبوخذ نصر وبابل كلها :-

النبي إرميا يوصى سرايا بن نيريا عند ذهابه إلى بابل أن يقرأ اللعنات المكتوبة على بابل وهو هناك

فنقرأ من سفر إرميا :-
51 :59 الامر الذي اوصى به ارميا النبي سرايا بن نيريا بن محسيا عند ذهابه مع صدقيا ملك يهوذا الى بابل في السنة الرابعة لملكه و كان سرايا رئيس المحلة
51 :60 فكتب ارميا كل الشر الاتي على بابل في سفر واحد كل هذا الكلام المكتوب على بابل
51 :61 و قال ارميا لسرايا اذا دخلت الى بابل و نظرت و قرات كل هذا الكلام
51 :62 ((فقل انت يا رب قد تكلمت على هذا الموضع لتقرضه حتى لا يكون فيه ساكن من الناس الى البهائم بل يكون خربا ابدية))
51 :63 و يكون اذا فرغت من قراءة هذا السفر انك تربط فيه حجرا و تطرحه الى وسط الفرات
51 :64 ((و تقول هكذا تغرق بابل و لا تقوم من الشر الذي انا جالبه عليها)) و يعيون الى هنا كلام ارميا


و كانت هذه اللعنات هي ما نقرأه من سفر إرميا :-
25 :12 و يكون عند تمام السبعين سنة اني اعاقب ملك بابل و تلك الامة يقول الرب على اثمهم و ارض الكلدانيين و اجعلها خربا ابدية

ثم نقرأ :-
50 :9 لاني هانذا اوقظ و اصعد على بابل جمهور شعوب عظيمة من ارض الشمال فيصطفون عليها من هناك تؤخذ نبالهم كبطل مهلك لا يرجع فارغا
50 :10 و تكون ارض الكلدانيين غنيمة كل مغتنميها يشبعون يقول الرب
50 :11 ((لانكم قد فرحتم و شمتم يا ناهبي ميراثي)) و قفزتم كعجلة في الكلا و صهلتم كخيل


ثم نقرأ :-
50 :17 اسرائيل غنم متبددة قد طردته السباع اولا اكله ملك اشور ثم هذا الاخير نبوخذراصر ملك بابل هرس عظامه
50 :18 ((لذلك هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل هانذا اعاقب ملك بابل و ارض)) كما عاقبت ملك اشور

وأيضا :-
50 :28 صوت هاربين و ناجين من ارض بابل ليخبروا في صهيون بنقمة الرب الهنا نقمة هيكله

وأيضا :-
51 :24 و اكافئ بابل و كل سكان ارض الكلدانيين على كل شرهم الذي فعلوه في صهيون امام عيونكم يقول الرب
51 :25 هانذا عليك ايها الجبل المهلك يقول الرب المهلك كل الارض فامد يدي عليك و ادحرجك عن الصخور و اجعلك جبلا محرقا
51 :26 فلا ياخذون منك حجرا لزاوية و لا حجرا لاسس بل تكون خرابا الى الابد يقول الرب