رأى على آراء فى قضية قرار زواج المطلقين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رأى على آراء فى قضية قرار زواج المطلقين

    [align=justify]

    رأى على آراء فى قضية قرار زواج المطلقين

    وما دفعنى للكتابة هو أننى أرى مجتمعنا المصرى مجتمعًا مترابطًا، يقف المسلم فيه بجوار أخيه النصرانى، وما يمرض المسلم سيؤثر حتمًا فى المسيحى، والعكس صحيح. فنحن مصريون قبل وبعد كل شيء تجمعنا أرضواحدة وجنسية واحدة وهوية واحدة ومصير واحد وكل مشاكلنا مشتركة لا فواصل بينها ولا حواجز بيننا. فالشأن المسيحي هو شأن إسلامي والعكس صحيح.
    فهذا الموضوع ليس موضوعًا شخصيًا أدافع فيه عن مظلوم، أو أنتقد فيه ظالم، بل أتوجه فيه إلى أصحاب العقول من المسيحيين ورجال الكهنوت، الذين يملكون من أمرهم العقل، واتخاذ القرار. فالقضية تعنينا نحن المسلمين فى المجتمع الشرقى والإسلامى، حيث سيتأثر فيه خلق المسلم بتصرفات المسيحى، وخلق المسيحى بتصرفات المسلم. ولا يُنكر إنسان مسيحى منصف نعمة الإسلام على تربية ذريتهم فى الشرق الإسلامى من تنمية الخلق والحياء والعفة لديهم، ولو فعل منهم إنسان شيئًا غير أخلاقى، لم يتفاخر به، بل يفعله فى الخفاء كالمسلم العاصى أيضًا.
    فلو كانت هذه القضية فى الغرب المسيحى، لهاجم كل الناس الشخص الذى يبحث عن عذرية زوجته، فلا عذرية لبنت فى أوروبا بلغت الثانية عشر من عمرها إلا من رحم ربى. ولما أخذ هذا الموضوع ذلك الحجم الإعلامى.
    ولا يجوز أبدًا العمل بأي مبدأ يؤدى إلى وجود دولة أو دويلة داخل الدولة تحت أي إسم وتحت أي ظرف. فمصر كتلة واحدة، وقطعة واحدة، ونظام واحد، وحياة واحدة غير قابل للتجزؤ أو التقسيمأوالتشرذم مهما كان ضعفها .. ونحن نتحدث عن مشكلة بصرف النظر عن ديانة صاحب هذه المشكلة، لأنها مشكلة تخص المصريين ويحق لكل مصري أن يهتم بها لأنهاتؤثر في النسيج الاجتماعي للبلد بأكمله، وليس من صالح المسلمين وجود تصدع بين الكنيسة والمسيحيين، كما ليس من صالحهم وجود تصدع بين الأزهر والمسلمين. فالكليجب أن يعمل وأن يتحرك من منطلق الصالح العام سواء من الناحية الوطنية أو السياسية أو الدينية أو غيرها، وإن وجد غير ذلك عند البعض، فهؤلاء ليسوا إلا متعصبين، لا يعرفون حق المواطنة، ولا حق الجيرة.
    ومن ناحية أخرى إحقاقًا للحق فأنا أؤيد حكم المحكمة لأسباب عديدة، منها الشكل القانونى الذى أكدته المحكمة الإدارية العليا فى حيثيات قرارها، وأنقله عن هبة نافع فى هذا الموقع: http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=66589
    لقد أكدت المحكمة الإدارية في حيثياتها "أن الكنيسة الأرثوذكسية تقوم بحسب الأصل علي رعاية الاقباط الأرثوذكس كافة، وهي في سبيل ذلك خولها القانون السلطات اللازمة بموافقة الأقباط وحسن سيرها وتقديم الخدمات اللازمة لهم، وهذه المهمة هي من مهام الدولة، ومن ثم فإن ما تمارسه الكنيسة في هذا الخصوص إنما هو نشاط إداري دعت إليه اعتبارات الصالح العام وتعد القرارات الصادرة منها علي هذا النحو قرارات إداريةتتعلق بتنفيذ القوانين واللوائح التي تخضع لرقابة القضاء من حيث مدي مشروعيتها ولذلك، فإن التصريح بالزواج ثانية كنسيا حسبما ورد النص عليه في المادة 69 من لائحةالاقباط الأرثوذكس الصادرة سنة 1938 لا يعدو في حقيقته إلا أن يكون قراراً إدارياً يخضع لرقابة القضاء الإداري وبطلب الغائه يدخل في الاختصاص المعقود لذلك القضاءبمقتضي المادة «10» من قانون مجلس الدولة الصادر بالقانون رقم 47 لسنة 1972 ولا يمس المعتقد المسيحي ولا يتصادم مع أصل من أصوله طالما استكمل شرائط صحته وضوابط نفاذهللتيقن من ان الرئيس الديني وهو يباشر اختصاصه في منح أو منع التصريح لم يتجاوز سلطاته المنوطة به بموجب قواعد شرعية الأرثوذكس وهو ما لا يعد تدخلاً من القضاء في المعتقد الديني وإنما هو اعلاء له لتحقيق مقاصد تلك الشريعة دون خروج عليها أو تجاوز لها، الامر الذي يغدو معه الدفع بعدم اختصاص محكمة القضاء الاداري بنظر الدعوي محل الطعن لانتفاء ولايته او لانتفاء القرار الاداري لاسند لهمما من القانونيتعين طرحهما والالتفات عنهما."
    "وأكدت المحكمة بأن التشريع المصري وفي الصدارة منه الدستور قد حرص علي حماية الأسرة بغض النظر عن العقيدة التي تدين بها، واقر المشرع لكل مواطن حقه الدستوري في تكوين أسرته بما يتفق والعقيدة التي ينتمي اليها، وفي اطار منظومة تشريعية تتخذ من احكام الدستور والقانون السند لحماية الحقوق والحريات مع تحديد للواجبات اللازمة في ذلك التنظيم الأسري ومن ثم فليسمقبولاً من أي جهة دينية ان تلتحف بخصوصية بعض الأحكام الدينية لديها مما قد يختلفالرأي بشأنها لدي آخرين ممن يتبعون تلك العقيدة خاصة ان التنظيم التشريعي لذلكالأمر أينما يكون وليد إرادة شاركت فيها الاتجهات الدينية المختلفة بالرأي والقرارقبل اصدار مثل ذلك التشريع، ومتي كان ذلك وكانت لائحة الأحوال الشخصية التي اقرها المجلس الملي في عام 1938 بما تضمنته من قواعد وعلي ما نصت عليه الفقرة الثانية منالمادة «3» من القانون رقم 1 لسنة 2000 باصدار قانون تنظيم بعض اوضاع واجراءات التضامن في مسائل الاحوال الشخصية تعتبر تلك اللائحة شريعتهم التي تنظم مسائل احوالهم الشخصية، فقد عينت تلك اللائحة بالأحكام التفصيلية للزواج باعتباره سراً مقدساً يتم وفقا لطقوس كنسية بقصد تكوين اسرة جديدة، فنظمت اللائحة احكام الخطبة واحكام عقد الزواج وبينت شروطه وموانعه كما نظمت احكام الطلاق وحالاته، فأوجبتاللائحة في المادة «6» منها علي الكاهن قبل تحرير عقد الخطبة أن يتحقق من عدم وجود مانع شرعي يحول دون الزواج سواء من جهة القرابة أو المرضي أو وجود رابطة زواج سابق، كما لم تجز المادة «25» لأحد الزوجين أن يتخذ زوجاً ثانياً ما دام الزواج قائماًورتبت المادة «68» علي الطلاق انحلال رابطة الزوجين من تاريخ الحكم النهائي الصادربه فتزول بمقتضاه حقوق كل من الزوجين وواجباته قبل الآخر ولا يرث أحدهما الآخر عندموته، وأجازت المادة «69» من ذات اللائحة لكل من الزوجين بعد الحكم بالطلاق أنيتزوج من شخص آخر إلا إذا نص الحكم علي حرمان احدهما أو كليهما من الزواج وفي هذهالحالة لا يجوز لمن قضي بحرمانه أن يتزوج الا بتصريح من المجلس الأكليريكي. والثابت من الأوراق ان المطعون ضده وهو مسيحي أرثوذكسي حصل علي حكم بالتطليق من زوجته وتزوجت مطلقته من المدعو اسامة اميل بموجب عقد زواج للطوائف متحدي الملة في 27/4/2006"
    وتواصل المحكمة حيثيات حكمها قائلة: "واشارت المحكمة الي ان المبادئ الاصولية فيالشريعة المسيحية انها تقوم علي وحدانية الزوجة بما لا يجوز معه للمسيحي ان يكون له سوي زوجة واحدة فإذا انفصم عقد الزواج زال المانع وجاز له الزواج ثانية، ولما كان الثابت ان الكنيسة قد اعتدت بطلاق زوجة المطعون ضده واجازت لها الزواج ثانية، باعتبار ان العلاقة الزوجية بينهما قد انفصمت بطلاق بائن، لذا فغير المقبول حرمان المطعون ضده من الزواج ثانية كنسياً علي اعتبار ان سند الاحكام القضائية الصادرة في تلك المنازعات ليست مستمدة من الشرائع السماوية بصفة مباشرة، ومن ثم يكون امتناع الكنيسة عن التصريح للمطعون ضده بالزواج به تمييز بين اصحاب المراكز المتماثلة علي خلاف حكم القانون ومكوناً لقرار سلبي يتعين إلغاؤه ويقوم به ركن الجدية، كما يتوافر ركن الاستعجال من ان استمرار امتناع جهة الادارة عن اصدار التصريح له بالزواج الثاني يحول دون احصانه وقد يدفع به الي طريق الرذيلة، كما يحول بينه وبين ممارسته لحقه الانساني والشرعي والدستوري في الزواج وتكوين اسرة التي هي اللبنة الأولي للمجتمع ووفقا لأحكام شريعته التي يدين بها وهي نتائج يتعذر تداركها."
    ومما سبق يتضح لنا الآتى:
    1- يرى الدستور أن من حق كل مواطن أن يتزوج ويقيم أسرة على معتقده. ويقوم الدستور والقانون بحماية الحقوق والحريات للفرد والمجتمع.
    2- إن القرارات الصادرة من الكنيسة علي رعاياها هى قرارات إداريةتتعلق بتنفيذ القوانين واللوائح التي تخضع لرقابة القضاء من حيث مدي مشروعيتها.
    3- أوجبت اللائحة في المادة «6» من الفقرة الثانية من المادة «3» من القانون رقم 1 لسنة 2000 أنه علي الكاهن قبل تحرير عقد الخطبة أن يتحقق من عدم وجود مانع شرعي يحول دون الزواج.
    4- لم تجز المادة «25» لأحد الزوجين أن يتخذ زوجًا ثانيًا ما دام الزواج قائمًا
    5- وأقرت المادة «68» أنه بانعقاد الطلاق تُحل الرابطة الزوجية بين الاثنين، فلا حقوق بينهما ولا يرث أحدهما الآخر عند موته.
    6- وأجازت المادة «69» من ذات اللائحة لكل من الزوجين بعد الحكم بالطلاق أنيتزوج من شخص آخر إلا إذا نص الحكم علي حرمان احدهما أو كليهما من الزواج. وفي هذه الحالة لا يجوز لمن قضي بحرمانه أن يتزوج إلا بتصريح من المجلسالأكليريكي.
    7- حصل السيد مجدى وليم على حكم بتطليقه من زوجته.
    8- حصلت طليقته على تصريح زواج من أساكة إميل وتزوجته بالفعل.
    9- أقرت الكنيسة حكم الطلاق، ومن ثم أعطت طليقته تصريح زواج ثانى، بناءً على تغيير طليقته ملتها، وليس على اساس إثباتها الزنى على زوجها.
    10- السيد مجدى وليم أصبح عازبًا، وغير متزوج، ويجوز له أن يتزوج مرة أخرى على معتقد كنيسته.
    11- السيد مجدى وليم لا يجوز له الزواج مرة أخرى فى عرف الكنيسة إذا ثبت أنه زنى.
    12- لم تثبت جريمة الزنى على الشيد مجدى وليم.
    13- إن الشرطة هى المنوط بها إثبات جريمة الزنى، وتحرى صدق الشهود وعدالتهم فى هذه القضية إن وجد من الأساس شهود لها.
    14- إن امتناع جهة الإدارة عن إصدار التصريح له بالزواج الثاني يحول دون إحصانه وقد يدفع به إلي طريق الرذيلة.
    15- إن امتناع الكنيسة عن إصدار التصريح له بالزواج الثاني يحول بينه وبين ممارسته لحقه الانساني والشرعي والدستوري في الزواج وتكوين أسرة، التي هي اللبنة الأولي للمجتمع ووفقا لأحكام شريعته التي يدين بها.
    فكيف سيصح مجتمع به عدة آلاف من الرجال والنساء المدمرين نفسيًا واجتماعيًا وجنسيًا وهذا إذا استثنينا الجانب الصحى الذى سيتأثر بكل العوامل السابقة؟
    هذا وقد اختلفت الآراء فى تقييم عددهم، فمنهم من قال 50 ألف ومنهم من قال 300 ألف أو أكثر. وهذا عدد كبير، ولا يعنى إلا تدمير 300 ألف أسرة فى المجتمع المصرى دفعة واحدة.
    إن منع الزواج للمرة الثانية أو حتى العاشرة لهو أسهل طريق يؤدى إلى تدمير المجتمع القبطي بترك الأقباط دينهم لأديان أو ملل أخرى، كما أنه دعوة لتفشي الزنى في المجتمع، حيث لا يوجد أمام أحد الزوجين أو كليهما إلا الزنى للخلاص من الطرف الآخر. وهذا سيؤثر بلا أدنى شك فى أخلاقيات المسلمين أيضًا. بل سيؤثر أيضًا على رؤية الناس لمصداقية الكنيسة والكتاب المقدس فى منع الرذيلة، وتعليم الناس الفضائل. إذ كيف يعلمان الناس الفضيلة ونص الكتاب يقول للمسيحى ليس أمامك إلا الزنى للتخلص من عذاب الدنيا، وهذه الزيجة!
    هل سيكون هؤلاء قوة بنَّاءة فى المجتمع؟ لا. فإنهم حيمًا سيكونون إما قوة مدمرة فيه، أو سيتجه البعض لتنفيس رغباته سريًا، أو ستدفع آخرين إلى التطرف الفكرى أو الجنسى. ويهم المسلم أو اليهودى أو المسيحى أو حتى الكافر الذى يعيش فى هذا المجتمع أن يكون آمنًا على نفسه وزوجته وذريته وجيرانه، أى على المجتمع كاملا. ومن الطبيعى أن تصيب تداعيات هذه المشكلة المجتمع كله.
    ولا يتعارض هذا مع الدين أو الفكر الإسلامى، لأن الإسلام دين عالمى، للناس كافة، وليس لأمة بعينها: يقول الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ....} (110) سورة آل عمران
    {... وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا} (79) سورة النساء
    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (107) سورة الأنبياء
    {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ...} (158) سورة الأعراف
    {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (1) سورة الفرقان
    {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (28) سورة سبأ
    {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ} (104) سورة يوسف
    وقد يقول قائل: إن الصحف والمجلات تطالعنا بالكثير من المشكلات الفقهية والخلافات فى الرأى داخل أحكام الشريعة الإسلامية ولا يتدخل مسيحى فى مثل هذه المواضيع، فلماذا يتدخل المسلم فى شؤون المسيحيين؟
    وأقول له: فى الحقيقة سوء النية، وسوء الظن هو من أحد العوامل التى تجعل المسلم أن يُحجم عن التدخل فى مشكلة المسيحية التى تتعلق بالمجتمع الذى يعيش فيه مع المسلم، وتمنع المسيحى من المشاركة فى قضية إسلامية تتعلق بالمجتمع الذى يحيا فيه المسيحى. ولكن الموضوع هنا مختلف، الموضوع هنا يتعرض لكيان أمة بأكملها. ومثل هذه القضايا يكون للأمة بأسرها اتخاذ القرار المناسب لبقاء هذه الأمة سليمة صحيًا وعقليًا وسياسيًا وعلميًا. فهل لى أن أبدى رأيى بصورة علمية، أم أن محاكم التفتيش انتقلت إلى مصر وستحجر الكنيسة على فهم الكتاب وتأويل النصوص دون غيرها من البشر؟
    أين تكمن مشكلة الحكم الذى أصدرته المحكمة الإدارية العليا بشأن إرغام الكنيسة المصرية بإصدار تصاريح زواج للمطلقين والمطلقات؟
    فى الحقيقة لقد قمت بتجميع كتب ومقالات فى هذا الموضوع. وبدأت فى قراءة ما صرح به البابا والأساقفة والقساوسة والمثقفين والمتخصصين فى الجانب القانونى والدينى، ولم أشعر إلا بأننى فى بلد قد انقسم إلى اثنين، مواطنون فيه من نوع العبيد (وهم المسلمون الذين يسرى عليهم قرارات المحاكم وينفذونها وهم صاغرون) ونوع آخر من السوبر باشاوات، وهم المسيحيون، الذين لا يريدون أن يخضعوا لحكم محكمة ولا لإرادة شعب أو قوة سياسية، وإنما لإرادة البابا، الذى يحرك هو ورجاله من المجمع (المقدس) أقباط المهجر والأقباط فى الداخل للضغط على الدولة ورئيسها وقيادتها لتحقيق ما يرونه سليمًا، وذلك تحت مسمى مخالفة الإنجيل.
    ويتمسكون بقول ذُكر فى أناجيلهم، وهو قابل للتأويل والفهم بصورة مغايرة لما يفهمونه به، وسوف نتعرض له بالتفصيل فى الصفحات القادمة. لكن استوقفنى قول يُنسب ليسوع، وهو أيضًا فى الأناجيل، يقول: (... وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ. 18اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ.) متى 18: 17-18
    إن هذا النص استبدل الحكم الإلهى بالكنيسة والتلاميذ. وأصبح ما يحله التلاميذ أو يحرمونه تتغير تبعًا له إرادة السماء، وهذه ليست مبالغة منى فى فهم النص، ولكن هذا ما حدث بالفعل، فقد جعل بطرس الكرازة وسط الوثنيين بناءً على حلم، وقام بولس بإلغاء الختان والناموس بناءً على وجهة نظره على الرغم من معاتبة ومحاكمة باقى التلاميذ لبولس (أعمال 21: 17-32)،وبطرس (أعمال 11: 1-4).
    وكذلك على الرغم من أن يسوع قد اعتبر الخنزير من الحيوانات النجسة وسمح للشياطين أن تدخل فيها، إلا أن بطرس أحل أكل كل الحيوانات: (9ثُمَّ فِي الْغَدِ فِيمَا هُمْ يُسَافِرُونَ وَيَقْتَرِبُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ صَعِدَ بُطْرُسُ عَلَى السَّطْحِ لِيُصَلِّيَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. 10فَجَاعَ كَثِيراً وَاشْتَهَى أَنْ يَأْكُلَ. وَبَيْنَمَا هُمْ يُهَيِّئُونَ لَهُ وَقَعَتْ عَلَيْهِ غَيْبَةٌ 11فَرَأَى السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَإِنَاءً نَازِلاً عَلَيْهِ مِثْلَ مُلاَءَةٍ عَظِيمَةٍ مَرْبُوطَةٍ بِأَرْبَعَةِ أَطْرَافٍ وَمُدَلاَّةٍ عَلَى الأَرْضِ. 12وَكَانَ فِيهَا كُلُّ دَوَابِّ الأَرْضِ وَالْوُحُوشِ وَالزَّحَّافَاتِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. 13وَصَارَ إِلَيْهِ صَوْتٌ: «قُمْ يَا بُطْرُسُ اذْبَحْ وَكُلْ». 14فَقَالَ بُطْرُسُ: «كَلاَّ يَا رَبُّ لأَنِّي لَمْ آكُلْ قَطُّ شَيْئاً دَنِساً أَوْ نَجِساً». 15فَصَارَ إِلَيْهِ أَيْضاً صَوْتٌ ثَانِيَةً: «مَا طَهَّرَهُ اللهُ لاَ تُدَنِّسْهُ أَنْتَ!») أعمال الرسل 10: 9-15
    وينوب البابا عن الكنيسة والتلاميذ. فلماذا لا يحل البابا هذا الإشكال، وهو غير ملتزم بنص الإنجيل أو حتى بنص قاله يسوع نفسه، بناءً على ما أعطاه يسوع للتلاميذ؟
    وقد عاصرنا بالأمس القريب اعتصام الأقباط داخل الكاتدرائية بالعباسية للضغط على الدولة لتسليم المسلمة وفاء قسطنطين، ورفض الأساقفة أن تختلى بها النيابة فى التحقيقات، وأصروا على الحضور معها. وتم تسليم وفاء قسطنطين، ولا يعلم أحد بمكانها إلا الله، هذا إن لم تكن قد قتلت، ثم دفنت بدون تصريح فى مكان ما.
    ومن هذه الآراء نقرأ: (وعلمت "المصريون" أن بعض الكهنة استبقوا اجتماع اليوم بتحركات مكثفة بهدف حشد الشباب القبطي لإعلان العصيان حال عدم إقرار قانون الأحوال الشخصية الموحد، والتي ستبدأها "الكتيبة الطيبية"بمظاهرة حاشدة غدًا الأربعاء أمام المقر البابوي لإعلان دعمها للبابا شنودة في موقفه الرافض لتنفيذ الحكم القضائي.)
    وتواصل جريدة المصريون قائلة: (اجتمع مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة ببعض أساقفة المجمع المقدس وعلي رأسهم الأنبا يوأنس وأرميا – سكرتيرا البابا صباح أمس بالمقر البابوي في جلسة مغلقة استمرت قرابة الساعة، أكد لهما خلالها دعم أقباط المهجر لموقف البابا شنودة الرافض للزواج الثاني للضغط على الدولة لتعديل لائحة 1938.ويرفض البابا شنودة الالتزام باللائحة المشار إليها الخاصة بتنظيم الأحوال الشخصية للمسيحيين، قائلا إن هذه اللائحة قررها أشخاص علمانيون ليسوا على دراية بتعاليم المسيحية كما ينبغي فقرروا أمورا على المستوى الاجتماعي وليس على المستوى التعليم الديني، متعللا بأنه وإن كان قد أصدرها أعضاء المجلس المللي من الباشوات البكوات منذ زمن، لكنها لاقت اعتراضا من رجال الدين ولم يوافق عليها البطريرك في ذلك الوقت لأنه كان هناك صراع بين البطاركة والمجالس المللية.)
    وقال الانبا مرقص فى جريدة المصريون: إنه "منالمفترض أن يحكم القضاء بما يتصل بالأمور المدنية لكنه لا "يحشر" نفسه فيالأمور المتعلقة بالدين".
    وفى المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير: (الأنبا بولا يحذر من صدام محتمل بين الكنيسة والدولة ويقول أقباط المهجر ورقة ضغط قوية
    المختصر / حذر الأنبا بولا أسقف طنطا، ورئيس المجلس الإكليريكي، من توابع حكم الإدارية العليا، بإلزام الكنيسة بإصدار تراخيص زواج للمطلقين. وقال: »إن نتيجة هذا الحكم صدام مباشر بين الكنيسة والدولة«. وتساءل رئيس المجلس الإكليريكي، المختص بأمور الزواج والطلاق بالكنيسة الأرثوذكسية: »لماذا هذا الصدام بين الدولةوالكنيسة قبل انتخابات مجلس الشعب، والرئاسة«؟. وأشار إلي أن شنودة لا يستحق هذا لعلاقته المعروفة مع الدولة. وحذر بولا، من مساهمة نتيجة حكم الإدارية العليا في إثارة القول بتعرض المسيحيين للاضطهاد في مصر، ويأتي هذه المرة من الدولة)
    وكانرئيس المجلس الإكليريكي الذس تحدث إلي برنامج »بيوت علي الصخر«، الذي أذاعته مساءأمس الأول، قناة » CTV « القبطية الفضائية في إطار مشاركته في حلقة بعنوان » تشريع الأحوال الشخصية «.. ألمح إلي استخدام أقباط المهجر ورقة ضغط خارجية قائلا: «إن أقباط المهجر أصبحوا قوة ولهم اتصالات مع صانعي القرار في الخارج «.
    وأنهي حديثه بأن حكم الإدارية العليا من الأحكام الكارثية، مؤكدًا أن الكنيسة لا تخضع لمثل هذه الأحكام.)
    كما اختتم البابا حديثه الذى نقله أسامة فرج على النت بتهديد للدولة قائلا: (أنا طيب جداً مع الناس الغلابة، ولكن إذا تعلق الموضوع بشىء يمس العقيدة، سأتحول لشخص آخر)
    فى الوقت الذى يتهم فيه السيد مجدى وليم، وهو الزوج السابق للسيدة هالة صدقى، الأنبا شنودة بالتعنت، وعدم العدل فى هذه القضية، ويرى أنه موظف فى الدولة، عليه الإذعان لحكم المحكمة مهما كان، فيقول: (إن الرئيس السادات في عام‏1981‏ حينما غضب علي شنودة قام بإلغاء القرار الجمهوري بتعيينه في‏1971‏ وحدد إقامته في الدير،‏ إذن شنودة موظف عمومي ويخضع لأحكام القضاء،‏ ولابد أن يمتثل للقانون‏،‏ فالقانون هو الذي يعيد الحق بأصحابه،‏ وهم يتذرعون ويقولون إن شنودة أعطي هالة صدقي تصريحا،‏ وإذا سألت لماذا‏:‏ يقولون الأسباب سرية؟ يعني سرية علي صاحب الشأن‏.‏)
    ونرى تصريح البابا القائل (لن يجبرني أحد على تنفيذ حكم القضاء وترك تعاليم الإنجيل) يُشكك بداية فى نزاهة القضاء، وأنه متعصب ضد الإنجيل، ولا يراعى أصحاب العقائد الأخرى. وهذا كفيل بتعرضه هو نفسه للمحاكمة، ودخوله فى خصومة مع القضاء. إلا أنه أدخل الدولة فى حرب شخصية ضد الإنجيل، وحوَّل الحرب الإعلامية والحقيقية ليدارى على ممارساته نفسه ضد رعاياه!! وهو أذكى من أن يقول إنه لن يجبره أحد على تنفيذ حكم القضاء ويسكت، وإلا لوجد ملايين الأمناء على مصر وهيْبَة قضاتها وسمعتها فى الداخل والخارج للرد عليه.
    تُرى ماذا كان سيفعل أمن الدولة وكل الأجهزة الأمنية لو صدرت مثل هذه الجملة من مسلم أو مسيحى بسيط وأيضًا على أرض مصر؟ هل وصل بنا التدهور فى الحال إلى أن أصبحنا إذا سرق فينا الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد؟ وا خسارتاه! ووا حسرتاه على هذا البلد!
    وهل ستضطر الدولة إلى تغيير قوانينها كلما تغير اجتهاد البابا أو رؤيته لأمر ما وإلا رفض تنفيذ الإنصياع لقوانين الدولة ومؤسساتها وتحدى قوانينها وأثار عليها كل أتباعه؟ أليس هذا خروج على الشرعية؟ وهل يحق لمسلم أن يخرج على شرعية الدولة وقوانينها، عندما تُخالف الدولة الشريعة الإسلامية؟
    وماذا سيكون رد فعل الدولة إذا تظاهر عليها أناس يطالبون بقطع يد السارق ورجم الزانى المحصن وتنفيذ كل أحكام الشريعة الإسلامية فى الحدود والإقتصاد؟
    وبما سيوصف المسلم الذى يعيش فى بلد أوروبى أغلبية سكانه من المسيحيين، ويُطالب بإلغاء فوائد البنوك لأنها ربا ينهى عنه الإسلام؟ وبما ستوصف الدولة التى ترضخ لتهديده؟ مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا القانون الذى حكم به القضاء ليس قانونًا إسلاميًا، ولكنه قانونًا هم واضعوه، وارتضوا العمل به ردحًا من الزمن.
    لكن من مفردات قانون الأحوال الشخصية الجديد الذى يريد الأنبا شنودة لىّ ذراع الدولة المسلمة بكل مؤسساتها حكومة وشعبًا وقضاءً، وتمريره، أن المسيحى الذى يدخل الإسلام ينبغى ألا يفلت من أيدى الكنيسة وقبضتها، ويستمر تطبيق قوانين الأحوال الشخصية الخاص بملته التى تركها. وهذا يعنى أنه لن يحصل على تصريح زواج أو طلاق، طالما أنه خرج عن طوع الكنيسة وتحدَّاها؟ ويعنى أيضًا أن الكنيسة قد رصدت أو تظن أن أعدادًا كبيرة من المسيحيين المتحولين إلى الإسلام كان من أجل الطلاق أو الرغبة فى زواج آخر غير الذى كان قائمًا وفشل. فما معنى إصرار الكنيسة إلا أنها تقول لرعاياها "لا يهمنا إن ذهبتم كلكم إلى الجحيم، فما نقرأه فى كتابنا الذى نقدسه سيكون على رقاب الجميع، حتى لو أسلمتم كلكم أو اعتنقتم دينًا آخرًا"، حتى لو علمت أن هذا النص الذى ترتكن إليه هو موضع خلاف بين نصوص مخطوطات الكتاب نفسه.
    وفى نفس الوقت تضمن الكنيسة، إذا كانت ستعطيه هذا التصريح، ألا تُحرم من أمواله، كما أنها لن تُجهد نفسها فى البحث عنه، بل ستضمن أنه سيأتى إليها بأرجله. وبالتالى فإن هذا القانون هو محاولة لفرض سيطرة البابا على الدولة حكومة وشعبًا، على الرغم من أنه أكثر من 95% مسلمون، أو على الأقل لإحكام السيطرة التامة على المسيحيين، كما تمارسه من خلال أسرار الكنيسة، التى لا يعرف يسوع ولا من سبقه من الأنبياء عنها شيئًا.
    وليست هذه هى المرة الوحيدة التى يتحدى فيها مسيحى الدولة وقوانينها، فبالأمس القريب رفضت مديرة مدرسة الفرانسيسكان بالأسكندرية ارتداء الفتيات المسلمات الحجاب داخل المدرسة على الرغم من حصولهن على حكم، يمكنهم من ارتداء الحجاب داخل المدرسة. وذلك تحت زعم عدم التمييز بين البنات فى هذا السن الصغير، ونسيت أن أسماءهم والصليب الذى تحمله أذرعتهم يميز بالفعل بينهن.
    فهل حبست مديرة المدرسة تبعًا للمادة 123 من قانون العقوبات، الذى يقضى بمعاقبة الموظف بالحبس والعزل من منصبه إذا امتنع عمدًا عن تنفيذ حكم أو أمر قضائى بعد مضى ثمانية أيام على إنذاره على يد محضر، إذا كان تنفيذ الحكم أو الأمر داخلا في اختصاص هذا الموظف؟
    ومما يثير تعجبك أن الحجاب بل والنقاب فرض عين على كل مسيحية بالغة! وها هو نص كتابهم الدسقولية (تعاليم الرسل) ص27، والذى يُعد بمثابة التشريع الثانى لهم: (لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن أن تكن مؤمنات. اهتمى بزوجك لترضيه وحده، وإذا مشيت فى الطريق فغطى رأسك بردائك [1كو 11: 6] فإنك إذا تغطيت بعفة تُصانين عن نظر الأشرار، ولا تزوقى وجهك الذى خلقه الله، فليس فيه شىء ينقص زينة، لأن كل ما خلقه الله فهو حسن جدًا [تك 1: 31] ولا يحتاج إلى زينة. وما زيد على الحسن فإنه يغير نعمة الله. يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل، وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية).
    والآن لماذا تسمح هذه السيدة واختها التى تترأس مدرسة الفرانسيسكان للراهبات بالقاهرة بارتداء الحجاب للراهبات، وتمنع المسلمات منه؟ هل هذا تحرش أم تنفيذًا لمخطط غربى يُقصد به التخطيط لإقامة فتنة، تأتى على الأخضر واليابس فى الدولة، أم تعصب ضد المسلمات، أم قهر لهن أم تحديًا لقانون الدولة أم استعراضًا لقوتها ونفوذها أم ماذا بالضبط؟
    فسيحاسب الله تعالى رئيس الجمهورية وأجهزته الأمنية على التحدى الصارخ الذى تمارسه السيدة نادية وأختها فى مدرستى الفارنسيسكان بالقاهرة والأسكندرية، ومنع الفتيات المسلمات البالغات من ارتداء الحجاب. ولم يتمكن إنسان فى الدولة على إجبارهن على اتباع قوانين الدولة!! وكان أبسط رد فعل على هذا التحدى هو إجبار المدرسة على رد المبالغ التى تتحصل عليها من المسلمات ونقلهن إلى مدارس أخرى، مع الأخذ فى العلم أن عدد المسلمات فى هذه المدرسة يبلغ حوالى 95% من الطالبات.
    يقول سامى المصرى وهو مسيحى موضوعى فى مقالاته، فى مقال له على النت بعنوان (الأنبا شنودة وحافة الكارثة (2)): (إن أكثر عصر تم فيه كسر القوانين الكنسية في جميع المجالات هو عصر الأنبا شنودة بما في ذلك القوانين الخاصة بانتخاب البابا نفسه. الأنبا شنودة ليس فقط هو أكثر من كسر القوانين الكنسية في تاريخ الكنيسة، بل ويعمل على تقنين المخالفة لتصبح هي القانون المستقبلي للكنيسة، مما يشكل خطرا على القيمة الحضارية للشعب القبطي. الأنبا شنودة نفسه هو ابن الزوجة الثانية، والقانون الكنسي يمنع ابن الزوجة الثانية من أن يتقلد أي رتبة كنسية حتى رتبة شماس!!! أخو الأنبا شنودة الأكبر روفائيل غير الشقيق من أم أخرى هي الزوجة الأولى. معنى ذلك أن الأنبا شنودة يضيف مخالفة جديدة لم يتنبه لها أحد لكل مخالفاته الجسيمة التي كسر وتحدى بها القانون الكنسي ليصل لمنصبه كبطريرك بطرق غير مشروعة معتمدا على ضغوط الدولة. فبأي حق يتشدق بالقانون الكنسي وتعاليم المسيح التي كسرها؟ كيف وهو أكثر من خالف القانون الكنسي، يريد باسم الله والدين والقانون أن يتحكم في أخص حقوق الإنسان بشكل استبدادي ليمنع الزواج الثاني؟)
    ويقول أيضًا: (ورغم كل هذه الحقائق يقوم البابا بوضع العراقيل للوقوف أمام حل المشاكل الأسرية مع استفحال الرشوة والمحسوبية في ذلك المجال. لقد ذبح البطريرك الشعب القبطي باسم القانون الكنسي الأمر الذي يقوم على الفريسية والعبث ولوي المفاهيم الإنجيلية باستخدام الآية الواحدة مع إفراغها من مضمونها والإهمال الكامل للتقليد الكنسي الذي هو سمة الأرثوذكسية الأولى، في الوقت الذي يتهم فيه البابا كل من ينطق بالحق الأرثوذكسي بالبروتستانتية.)
    ويواصل قائلا: (الفساد الكنسي البطريركي الذي كسر القوانين الكنسية وأهمل التقليد المقدس هو أكثر ما يشجع على أسلمة الأقباط التي أصبحت تشكل ظاهرة مخيفة. فإن كان هناك ما يقرب من ثلاثمائة ألف حالة طلاق معلقة دون حل حسب ما هو شائع، فعلى الأقل هناك خمسة أضعاف هؤلاء هم الذين وجدوا الحل السهل في الإسلام. وآخرون يمارسون الزنى في علاقات غير مشروعة خارج النطاق العائلي مما يدمر الكيان القبطي وقيمته التاريخية الحضارية. البابا يقف كمسئول أول أمام الله والتاريخ عن ذلك الوضع المأسوى الذي هبط إليه المجتمع القبطي.)
    http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=218178
    لكن دعونا نناقش الموضوع بهدوء أكثر، ونعتبر كل هذه التصاريح من شأن المسؤولين فى الدولة، تُحاسبهم عليها كيفما شاءت. دون أن أقحم نفسى فى الشؤون السياسية، فلا أبغض شيئًا مثل بغضى للسياسة والسياسيين، ولكننى أجلس يائسًا، لا أرى بصيصًا من الأمل لإصلاح هذا البلد، أشم رائحة الإحباط فى كل شىء، زادنى إحباطًا ويأسًا ما قرأته من تهديدات للدولة، وتمرد على قرارات قضاتها، والخروج على دستورها. أشعر أن الدولة انقسمت إلى دولتين: دولة ضعيفة تتهاوى يحكمها مبارك، ودويلة قوية تتنامى يحكمها شنودة.
    واستوقفنى كيف سيتخذ الرئيس قراره بمخالفة قرارات المحكمة والقانون! وكيف سيفكر الرئيس؟ ووضعت نفسى مكانه وأخذت أتساءل: هل سيضحى بأبنائه وبناته من المسيحيين الذين يريدون الزواج مرة أخرى بعد الطلاق ليكسب تأييدًا سياسيًا لشنودة ورجاله وغير الغارمين من أبناء الكنيسة؟ هل يدرك خطورة أكثر من 300 ألف أسرة مسيحية تريد الطلاق أو الزواج لمرة أخرى بعد حصولها على الموافقة بالطلاق؟
    هل الزواج والطلاق حرية شخصية للأزواج كفلها لهم الله تعالى والشريعة والقانون أم من الممكن أن تتدخل فيها الكنيسة؟ وإذا كان ما جمعه الله لا يفرقه إلا الله، فما دخل الكنيسة فى هذا الموضوع؟ هل أقامت نفسها إلهًا على الأرض تحمع من تشاء وتفرق من تريد؟ وماذا سيفعل الرئيس لو ثبت له بالأدلة القطعية أن الكنيسة تسىء استخدام استصدار تصاريح زواج أو الموافقة على الطلاق؟ وهل بموافقة الدولة على ممارسة الكنيسة لهذا الحق يعتبر اتفاقًا ضمنيًا معها على مسيحى مصر، تتخلى عن حمايتهم، وصيانة حقوقهم الدستورية، وتترك كل ذلك لرضى الكنيسة أو البابا عنهم؟
    هل سيرضخ الرئيس لتهديدهم بإثارة أقباط المهجر، وبحشد الأقباط فى الداخل للقيام بثورة، ومطالبة أمريكا وإسرائيل بالتدخل لحمايتهم، كما حدث فى تظاهرهم من أجل وفاء قسطنطين؟ أم سيضمن للدولة عزتها وسيادة قانونها ويفعِّل حكم المحكمة؟ أم سيفعِّل قرارات الكنيسة فى ضوء تشريع جديد خاص بهم؟
    واستوقفنى أيضًا كيف ستتصرف الدولة حيال الأنبا شنودة إذا رفض تنفيذ الحكم؟ فهل توجد جهة ما فى مصر تستطيع أن تلزمه على التنفيذ بالقوة الجبرية؟ وما هى هذه الجهة؟ وما هى آليات ردع الكنيسة عند تعنت قيادتها ورفض تنفيذ أحكام قضاتها؟ بل كيف يصدر حكم قضائى لا تستطيع الداخلية تنفيذه؟ وهل بذلك أعلن القضاء والداخلية الاستسلام لكل مواطن ذى نفوذ وعجز الداخلية التام عن تنفيذ أحكام القضاء؟
    يُتبع
    [/CENTER]

  • #2
    [align=justify]
    والغريب فى الأمر هو تمسك المجلس الإكليريكى بشرط رؤية السيدة أو الآنسة التى يريد السيد مجدى وليم الزواج منها، قبل أن يوافق له على الزواج مرة أخرى؟ وذلك تبعًا لما نشرته هبة نافع فى روزاليوسف فى العدد 1505 - الجمعة - 4 يونيو 2010http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=66589
    فما هذا الشرط؟ ومعنى ذلك أن المجلس الإكليريكى عنده مخرج دينى لزواج مجدى وليم مرة أخرى! وأن هذا الشرط لا علاقة له بالكتاب المقدس، وأن الموضوع أصبح عناد شخصى، لأن البابا أو المجلس الإكليريكى لن يُخالفوا الكتاب الذى يؤمنون بقدسيته! أو أن المجلس الإكليريكى يريد أن يستذل السيد مجدى وليم أكثر من ذلك، وسيرفض أيضًا إعطائه تصريح الزواج، حتى لو أراه السيد مجدى زوجة المستقبل!! أم هل وافق الإنجيل على زواج المطلق مرة أخرى بشرط رؤية البابا أو المجلس الإكليريكى للزوجة الثانية؟
    مع الأخذ فى الاعتبار أن الدولة ممثلة فى القانون لم تتدخل من تلقاء نفسها فى هذه القضية، بل هو حكم أصدرته بناءً على دعوة قضائية من أحد المسيحيين، الذى رفض البابا إعطائه تصريحًا للزواج، بينما حصلت مطلقته على هذا التصريح! وكل ما عملته المحكمة هو أنها قضت بما تؤكده المادة 69 من لائحة الأقباط الأرثوذكسالتى أقرها المجلس الملّى عام 1938، والذى كان معاصرًا للأنبا يوأنس التاسع عشر المعروف بتشدده، ثم تلاه الأنبا مكاريوس الثالث ثم يوساب الثاني, فكيرلس السادس. ونحن فى غنى عن الكلام عن الأنبا كيرلس السادس ومكانته عن أقباط مصر، وكذلك قدره العلمى والدينى ومعجزاته وبركاته وصوره التى يعتز بها معظم أقباط مصر، منهم من يحملها ومنهم من يعلقها على جدران غرف منزله. وعلى ذلك فإن وصف البعض لهذا المجلس بأنه مجلس علمانى هو طعن فى هذا الرجل وإيمانه. ويشاركنى الكثيرون أن ميزان البابا كيرلس فى وجدان المسيحيين يفوق ميزان الأنبا شنودة.
    ولكن يبدو أن قانون أو لائحة 1938، في ضوء هذه الخلفية كما يراه الأنبا شنودة، ليست إلا صياغةً لما مارسته الكنيسة غالبًا دون لوائح. الأمر الذى يعنى أن عقيدة الكنيسة مطاطية، فما سمحت به بالأمس على أساس أنه من الدين، ومن تعاليم كتابها وعقيدتها، تحرمه اليوم لأنه يُخالف تعاليم كتابها!!
    والواقع أن صياغة اللائحة في حد ذاتهوتقديمهاللدولةكقانونللأحوال الشخصية للمسيحيين من قبل المجلس الملّي، جاءا في إطار محاولة المجلس الملّي وقتها للحدّ من سلطة الإكليروس وتوسيع سلطات المجلس الذي يمثل العلمانيين كما يراه البابا. وهذا يعنى بدوره أن المجلس الملِّى لا دين له، فقد أحلَّ ما حرمه الرب فى كتابهم، وأن المعركة لا تعدو غير صراع على السلطةيتوقفعلى نفوذ البابا وقوة شخصيته أو قوة المجلس الملِّى ونفوذه. وهذا يتطلب حل المجلس الملِّى كليةً، لأنه غير قادر على حسم المسائل المسيحية الفقهية، وأن الأمر لا يجب أن يُناط إلا بالبابا وحده.
    أو أن البابا يريد أن يزعزع ثقة المسيحيين فى المجلس الملِّى ودينه وعقيدته، تمهيدًا لتهميش دوره، ليكون البابا هو صاحب القرار الأوحد الذى يجب أن ينصاع له المجلس الملِّى قبل أى مسيحى.
    وماذا سيحدث لو جاء بعد فترة من الزمن (طالت أو قصرت) وجاء بابا جديد ورأى غير ما يراه البابا اليوم، ورأى أن المجلس الملِّى كان أبعد نظرًا من البابا فى فهم روح هذه النصوص؟ إن الموضوع هو اختلاف رؤى، ووجهات نظر متباينة فى التفسير.
    لكننى فوجئت بتحول الموضوع، وأصبحت تقرأ عبارة (الزواج الثانى)، بدلا من الزواج للمرة الثانية للزوج المطلق أو الزوجة المطلقة. فالعبارة الأولى قد تعنى زواج ثان فوق زواج قائم بالفعل. وأنا أتعجب من بعض القراء الذين يرددون هذه العبارة دون فهم. إنه ليس زواج ثانى بمعنى تعدد زوجات، لأن الشخص الذى حكمت له المحكمة مُطلق منذ عدة سنوات. ولو تزوج فستكون فى عصمته زوجة واحدة. وبالتالى ليس هناك من داع لإقحام تعدد الزوجات فى هذا الموضوع.
    وأتعجب وأتساءل: هل من المعقول أن يُقاضى إنسان ما البابا ويطعن فى قراراته وفهمه للكتاب المقدس، على الرغم من أن تأويل الكنيسة وعقيدتها هو ما يفهمه البابا، وهو عين ما يؤمن به السيد مجدى وليم، ثم يُصر على الأرثوذكسية والزواج على شريعتها؟ إن ما يريد أن يفعله السيد مجدى وليم من ممارسة حقه الطبيعى فى الزواج أو الطلاق، هو عين ما يقره الإسلام. فلماذا لم يسلم ليستريح ويريح؟
    لماذا لم يغير الزوج الذى حصل على حكم من المحكمة ملته أو عقيدته، وانتظر كل هذه السنوات؟ لماذا لم يفعل كما فعلت طليقته؟ هل من الممكن أن يكون شريكًا للكنيسة فى إثارة كل هذه الزوبعة لحاجة فى نفس يعقوب أم لتكسب الكنيسة والبابا سلطانًا فوق سلطانهما؟ الله أعلم!
    وأتساءل بعيدًا عن الدين: إن أى عقد شراكة بين اثنين، لا بد أن يُحدد فيه جميع الحقوق، حتى حق كل منهما عند تصفية هذا العقد. فما معنى أن يُفرض كل من الزوجين على الآخر طوال العمر، دون أن يرى أى منهما بصيصًا من النور، يتمثَّل فى إمكانية الإنفصال بالحسنى عن طريق الطلاق، إذا فشل الطرف الآخر فى حسن معاملة شريكه؟
    وما اسم الشراكة الأبدية التى لا يمكن الفكاك منها؟ إن العبودية أرقى من هذا الزواج، حيث قد يتحنن السيد على عبده ويعتقه! وقد يُرزق العبد بمال يشترى نفسه من سيده! لكن أن يرى خلاصًا من زيجة تعيسة وزوجة كئيبة مكئبة فلا! ناهيك عن أن الكاثوليكية لا تبيح الطلاق ولو حتى ثبتت جريمة الزنى على الزوجة، بل حتى لو أنجبت منه سفاحًا! فأى قهر هذا، وأى إذلال لرجالها؟ وإذا كان هذا هو تدبير إله المحبة مع أتباعه، فماذا كان الشيطان فاعلا غير ذلك؟
    وهل من الممكن إثبات الزنى على الزوجة بشهود عدل ليتم الطلاق؟ هل يزنى الزانى أمام متفرجين؟ وهل جُنَّ المسيحى أو المسيحية مع علم كل منهما مدى قهر الكنيسة له والذل الذى سيعايشه إذا ثبتت هذه الجريمة ليترك آثارًا لجريمته أو يزنى أمام شهود؟
    وهل ستتجرأ الزوجة المسيحية العربية إلى القيام بمناورة حقيقية أو وهمية لإثبات الزنى على نفسها كى يتم الطلاق الذى ترغب فيه، كما كان يحدث فى أوروبا؟ فقد كانت تحجز الزوجة غرفة فى أحد الفنادق باسمها واسم رجل آخر (سواء كان معها فى الغرفة أم هى مناورة لإقناع المحكمة والكنيسة أنه تمت جريمة الزنى)، ويثبت الزوج هذا الحجز ويتقدم به إلى المحكمة ويثبت الزنى، فتوافق الكنيسة على الطلاق.
    أليس وجود الطلاق وما يستتبعه من غرامات مالية وغيره هو من التهديدات التى تهدد كلا الطرفين ليحسن كل منهم معاملة شريكه؟
    لكن بعيدًا عن هذه النقطة، لماذا لا يكون الحق فى جانب إخواننا الأقباط؟ ربما يكون الحق فى جانب الأنبا شنودة، فلطالما أن لديه نصًا كتابيًا يقرر هذا، فعلام الاعتراض؟ فله حق أن يدافع عن دينه، ولكن ربما أختلف معه فقط فى الكيفية؟
    ولكن ما مشكلة أن تحكم الشريعة الإسلامية فى نقطة خلافية بين المسيحيين أنفسهم؟ ألا يُحكِّموا القضاء الإسلامى فى شؤون الميراث بينهم؟ ألا تحكم الشريعة بين مسيحى الطوائف المختلفة عند اختلافهم؟ ألم يكن هذا القانون وهذا الحكم ساريًا تعمل به طائفة الأقباط فى مصر على اختلاف مذاهبهم من عام 1938؟
    ومن ناحية أخرى أرانى أفكر فيما فعله الغرب حيال هذه القضية، فالعالم الغربى كله نبذ تعاليم كتابه كلها عندما أدرك أنها لا تصلح للحياة المدنية، وقرروا بدلا منها تطبيق القوانين المدنية خاصة فى مسألة الزواج والطلاق. فهل هؤلاء كفَّار فى نظر الكنيسة القبطية؟ بالطبع، وذلك على الغرم من فخرهم بالحياة العلمية والسياسية والمادية لهؤلاء الشعوب، بل والسعى للتجنُّس بجنسياتهم!
    لكن هل من الممكن أن يقرر إله المحبة عذاب هؤلاء البشر الذين فشلت زيجتهم ويحكم عليهم بالعذاب الأبدى؟ أليس من مصلحة الفرد والمجتمع أن يحاول من فشل مرة فى حياته أن يبدأ من جديد بداية طيبة على أسس إيمانية متلافيًا ما وقع فيه من أخطاء من قبل؟
    أم ضمن إله المحبة عدم تسلط الشيطان على الناس، وأنهم سيحيون مثل الملائكة لا يخطؤون، ولا يجرمون فى حق بعضهم البعض، فتتحول حياتهم إلى سيمفونية يعزفها كلا الزوجين؟ وهل ضمن الصحة النفسية لزوجين وأطفالهم والمجتمع الذى يعيشون فيه فى بيئة يكره فيها كل منهما الآخر ويكيد له، بل ويتمنى موته؟
    أليس هذا هو دستور الرب مع عبيده؟ ماذا يفعل العبد المخطىء؟ إنه يتوب إلى الله، وينوى الإقلاع عن ذنوبه وبداية حياة جديدة؟ فلماذا يُمنع العبد إذًا من بداية حياة جديدة مع زوجة تفضل زوجته الأولى، وتتعلم منها الزوجة العاصية أنها إن لم تُحسن معاملة الزوج فستكون نهايتها الطلاق؟
    (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 21-23
    (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 11-16
    ويقول الكتاب: (فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ.) متى 3: 10، فما الذى يجعل المسيحى أن يحتفظ بزوجة غير جيدة؟ وما الذى يجعل المرأة المسيحية بالاحتفاظ بزوج غير جيد؟ ألا يأمر الكتاب بالتخلص من كل شرير غير مثمر؟
    إن واقع حياتنا يُظهر عيانًا مئات الآلاف من الحالات المأساوية التي يعيشها ويعانيها الأقباط الأرثوذكس نتاج استحالة استمرار الحياة الزوجية لأسباب عديدة لا تعترف بها الكنيسة منها استحكام النفور والكراهية التى تنشأ بين أحد الطرفين أو كليهما .. أو الفوارق الاجتماعية أو الثقافية أو العقلية التى تظهر بمرور الزمن. وكذلك بخل الزوج وإمساكه عن الإنفاق. أو إدمان الزوج وفساد أخلاقه، أو التعدى على الزوجة بالسب أو الضرب، أو عدمالتواصل الجسدي بينهما (الهجر في الفراش) وغيرها الكثير من الأسباب التي تعتبر من مبررات استحالة استمرار المعاشرة الزوجية والمبيحة للطلاق في الشريعة الإسلامية، وفى الشرائع الغربية المدنية، بينما تواجه غاية التشدد عند الكنيسة الأرثوذكسية وبالذات في عهد الأنبا شنودةوالذي يرفع شعار (من جمعهما الله لا يفرقهما إنسان) باعتبار أن الزواج بحسبالإنجيل هو سر إلهي مقدس لا يجوز للإنسان أن يتداخل فيه.
    وهنا يتردد صدى صوت فى قلبى مدافعًا عن السيد مجدى وليم: من الذى فرق بينه وبين زوجته؟ أليست الكنيسة التى يترأسها شنودة؟ فهل علينا أن نفهم من ذلك أن شنودة هو الرب الذى فرق بينه وبين زوجته؟
    وهذا السر يتمثل فى نزول الروح القدس على الزوجين، فلا يحق لإنسان أن يتدخل بين زوجين ويفرق بينهما!
    وبدون أن نتساءل على أعداد الروح القدس التى تهبط على كل متزوجين فى العالم الكاثوليكى والأرثوذكسى والبروتستانتى بفرقهم المختلفة، الذين يؤمنون بهذا السر، نقول: كيف فشل الروح القدس فى التوفيق بين كان حالات الطلاق بين كل زوجين مسيحيين فى العالم كله، وليس آلاف الحالات التى لدينا فى مصر فقط؟ ألا تدل هذه الأعداد على وهم تتزعمه الكنيسة اسمه مباركة الروح القدس لتتحصل على مبالغ مالية محددة مقابل إشرافها التام على الزواج، وتحكمها فى الطلاق أو الإنفصال أو إبطال الزواج، فسمه كيفما شئت، فهو سيؤدى إلى نتيجة واحدة، ناهيك عن التحكم السيادى فى أتباعها؟
    مع الأخذ فى الاعتبار أن أسرار الكنيسة هذه هى من شأن الكنيسة ورجالها، ولا علاقة ليسوع بها. فلم يؤثر أن تكلم يسوع أو أحد الأنبياء قبله عن أسرار فى عقيدتهم أو شريعتهم.
    لقد كانت أسباب الطلاق لدى الكنيسة قبل عام 1955 عشرة أسباب، ومن عام 1955 إلى عام 1938 تقلصت الأسباب إلى ثمانية، وهى:
    1- الزنا وسوء السلوك .
    2- الخروج من الدين المسيحي .
    3- الاعتداء الجسيم من أحد الزوجين على الأخر .
    4- الهجر والكراهية والنفور .
    5- المرض والجنون غيرالقابلين للشفاء .
    6- الغياب ما يزيد عن خمس سنوات في مكانغير معروف .
    7- الحكم بالسجن أكثر من 7 سنوات .
    8- الرهبنة بعد الزواج .
    ومنذ 1971 وقت تنصيب شنودة أصبحت فقط لعلة واحدة، وهى الزنى. مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك من استمر فى إعطاء تصاريح زواج للمطلقين إلى أن مات أواخر الثمانينات رغمًا عن البابا، ومنهم أسقف حلوان. فهل نفهم من ذلك جهل كل آباء الكنيسة ورجالها قبل عصر شنودة بمحتوى الكتاب المقدس والنص الذى يتمسك به الأنبا شنودة اليوم؟ أم أن هناك تفسيرات للأناجيل تُخالف نصوصه الواضحة؟ أم انتشر الفساد والمحسوبية فى الكنيسة وأصبح الدرهم هو سيد الموقف فى اتخاذ رجال الدين للقرارت العقدية؟
    فما مصير من التزم بقرارت المجلس الملّى إلى عام 1971 وقت تنصيب الأنبا شنودة؟ وما مصير من خالف ما يراه شنودة حقًا من الآباء والكهنة؟ إنها مسألة لا بد أن تتصدى لها الكنيسة بالرد المناسب المقنع. مع الأخذ فى الاعتبار أن الكنيسة سوف تفقد الكثير من أتباعها ورعاياها إذا نالت من مصداقية بعض الآباء وورعهم وتقواهم، حيث يتمتع البعض منهم بمنزلة خاصة فى قلوبهم.
    ثم ماذا حدث لشعب الكنيسة قبل عام 1955 وإلى عام 1971؟ هل كان هذا الشعب علمانيًا أم متواطئًا مع المجلس الملِّى؟ أم أن شعب الكنيسة شعب جاهل لا يفقه فى دينه، ولا يقرأ كتابه، ولا يحق له مناقشة رجال الكهنوت، إلى أن جاء الأنبا شنودة وكهنته وحرك هذه الجموع للتظاهر أو على الأقل جعلهم على أهبة الاستعداد للتظاهر والوقوف فى وجه الدولة رئيسًا وحكومة وشعبًا وقضاءً؟ أم لم يقرأ الشعب وكهنته هذه الفقرة أو الفقرات الإنجيلية التى يتمسك بها الأنبا شنودة اليوم ويعتبرها تعد صارخ على كتابه ونصوصه؟ أم هو العناد والتحدى لمجدى وليم؟ أم إنه التآمر مع مجدى وليم لينشغل الشعب عما تريد الدولة إخفائه، أو اتحقيق الكنيسة مزيدًا من السلطان، الذى يفوق سلطان القضاء فى مصر، أم رفعًا للقيادة المسيحية نفسها لتتساوى برأس صانع القرار فى البلد، فقد أثبتت أنها قادرة على إلغاء قرار المحكمة، والوقوف ضده، بل واستصدار قانونًا يلغى القانون السابق، ويتفق مع رؤيتها، أم إنه شعب من الخراف، لا يفهم فيهم مراد الرب إلا البابا، وبالتالى يُقاد الشعب كالخراف، إذا أراد البابا تظاهرهم أشار بإصبعه وحرك الأقباط فى الداخل والخارج لتحقيق مآربه، وتحريك أعدائها ليفرضوا عليها سلطانهم؟
    وهل ستجرؤ الكنيسة على إعلان بطلان كل الزيجات التى قامت بين مطلق أو مطلقة وزوجه فى هذا الزمن؟ وهل ستعلن الكنيسة أن أطفال هذه الزيجات أبناء غير شرعيين؟ وهل يعتبر زواجهم غير سارى؟ وماذا ستفعل الكنيسة حيال هذا الزواج؟ فهل ستفرق بينهم؟ أم ستتسامح معهم بالاعتراف وتغريمهم مقدارًا من المال جزاء ما اقترفوه من زواج شرعى بأمر الكنيسة وبموافقة المجلس الملّى؟ وإذا كانت الكنيسة ستتسامح معهم فلماذا لا يعُم هذا التسامح باقى الأسر التى أظهر الزمن استحالة تعايش الزوجين سويًا؟
    إن الكنيسة برفضها تزويج المطلقين تحكم على عدة آلاف مطلق ومطلقة مسيحية بالضياع، بين الصالح العام للمسيحى والمجتمع، وبين تمسك الكنيسة وتشددها فى أنها هى صاحبة الحق الأوحد فى تفسير نصوص الكتاب، ورفض ما تراه باطلا من وجهة نظرها، حتى لو أقره المجلس الملّى، ووافق عليه البابا كيرلس من قبل.
    وهل ضمن البابا فى ظل عدم تزويج المطلق مرة أخرى عدم ارتفاع نسبة العنوسة بين المسيحيات والمسيحيين خوفًا من فشل هذه الزيجة فلا يستطيعون الفكاك منها؟ هل وثق البابا عدم هروب المطلقين إلى طائفة أخرى أو ديانة أخرى هربًا من جحيم تعنت الكنيسة القبطية ورفضها التصريح لهم بالزواج مرة أخرى؟ أم سيضطر البابا ورجال الكنيسة إلى النهش فى كل الأديان التى تبيح الطلاق وزواج المطلقين بل وتعدد الزوجات تحسينًا لما تراه الكنيسة فرضًا إلزاميًا ألزمهم به الرب فى كتابهم؟
    وإذا كانت الكنيسة تقبل عودة المرتد إلى المسيحية، بعد أن كفر وتركها إلى ملة أو عقيدة أخرى، وتسامحه، وإذا كانت تغفر للزانى والسارق ومرتكبى الفحشاء والكبائر والصغائر فى مقابل مادى، فلماذا لا تسامح المطلق سواء بعلة الزنى أم بغيرها بالزواج مرة أخرى أيضًا فى مقابل مادى؟ فهل بعد الكفر ذنب؟ أليس بعدم تصريح الكنيسة للمطلق بالزواج تدفعه إلى الزنى؟ هل هذا هو المجتمع المتكامل المتحاب الذى يريده إله المحبة؟
    ومن ناحية أخرى نسمع أن الكنيسة تقدمت بمشروع القانون الموحد للعلاقات الأسرية. وهذا أمر مثير للعجب! فعلى أى أساس وأى شريعة بنى شنودة وكنيسته هذا القانون؟ وهل هو موحد بين العقائد المسيحية بطوائفها المختلفة؟ فمَن مِن هذه الطوائف الذى تنازل عن عقيدته أو فهمه الخاص للكتاب الذى يقدسه؟ إن الكاثوليك لا يؤمنون بوجود الطلاق بتاتًا حتى لو زنت الزوجة أو الزوج فى فراش الزوجية. فهل أغفل أحقية هؤلاء فى تفعيل وتنفيذ شريعتهم؟ أم تراه تنازل عن شريعة الكنيسة ووضع شريعة خليطًا من الشريعتين؟ وهل سيوافق الكاثوليك على هذا القانون، الذى سيخالف فهمهم للكتاب المقدس وبعضًا من نصوصه؟
    فلو أغفلت الكنيسة حق الكاثوليك أو البروتستانت، فهى بذلك قد أعلنت الحرب عليهم، وأقرت ما تأباه هى لنفسها، ولم يتبق لها إلا طردهم من البلد أو قتلهم! وهذا لا يليق إلا بمتطرف متعصب، ولن تسكت الدولة على مثل هذه الأفكار. ومن ناحية أخرى لا يليق هذا الفكر من أخ بأخيه فى المواطنة.
    ولو أغفلت الكنيسة شريعتها، فلماذا كل هذا التعنت تجاه قضية مجدى وليم؟ ولماذا تتعنت ضد تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية إذًا، فهو قانون يُخالف قانونها؟ أم أن الحرب يُقصد بها الإسلام عقيدة وشريعة وأشخاص؟
    والغريب أن يرفض اخواننا فى الكنيسةالمصريةفكرة تطبيق الشريعة الإسلامية، وأن يكون البند الثانى فى الدستور أن مصر دولة إسلامية، أى يريد أن يحرم أكثر من 95% من الشعب المسلم من التمتع بدينه الذى يؤمن به، وهو فى نفس الوقت يسعى لتطبيق ما يراه قانونًا فى إنجيله! أليس هذا غريب؟ ألم يتفكروا أن البند الثانى من الدستور والذى يقضى بأن مصر بلد إسلامية هو الذى خوَّل الأنبا شنودة الطعن فى الحكم على أساس أن الشريعة الإسلامية لا تُكره أحدًا على الإسلام؟
    هل تعرف المسيحية أو اليهودية التسامح العقدى مع الآخرين مثل ما يعرفه الإسلام؟ لا. مطلقًا. فاقرأ رأى كتابهم فى المخالفين لعقيدتهم:
    (22هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: «هَا إِنِّي أَرْفَعُ إِلَى الأُمَمِ يَدِي وَإِلَى الشُّعُوبِ أُقِيمُ رَايَتِي فَيَأْتُونَ بِأَوْلاَدِكِ فِي الأَحْضَانِ وَبَنَاتُكِ عَلَى الأَكْتَافِ يُحْمَلْنَ. 23وَيَكُونُ الْمُلُوكُ حَاضِنِيكِ وَسَيِّدَاتُهُمْ مُرْضِعَاتِكِ.. بِالْوُجُوهِ إِلَى الأَرْضِ يَسْجُدُونَ لَكِ وَيَلْحَسُونَ غُبَارَ رِجْلَيْكِ فَتَعْلَمِينَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لاَ يَخْزَى مُنْتَظِرُوهُ».) إشعياء 49: 22-23
    (5وَيَقِفُ الأَجَانِبُ وَيَرْعُونَ غَنَمَكُمْ وَيَكُونُ بَنُو الْغَرِيبِ حَرَّاثِيكُمْ وَكَرَّامِيكُمْ. 6أَمَّا أَنْتُمْ فَتُدْعَوْنَ كَهَنَةَ الرَّبِّ تُسَمُّونَ خُدَّامَ إِلَهِنَا. تَأْكُلُونَ ثَرْوَةَ الأُمَمِ وَعَلَى مَجْدِهِمْ تَتَأَمَّرُونَ) إشعياء 61: 5-6
    (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
    («مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْداً وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ 3وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً. 5وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ. 6لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ اخْتَارَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَكُونَ لهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ) تثنية 7: 1-7
    (20فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. 21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 20-24
    وما حدث لشعب أريحا يجده كاتب الرسالة إلى العبرانيين من الإيمان، فيقول:
    (30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ. 32وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضاً؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ، 33الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ) عبرانيين 11: 30 34
    (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً, بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 28-40
    (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً») صموئيل الأول 15: 3
    (11الَّتِي بِهَا أَعْطَى الْمَلِكُ الْيَهُودَ فِي مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقِفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِم ؛ْ وَيُهْلِكُوا وَيَقْتُلُوا وَيُبِيدُوا قُوَّةَ كُلِّ شَعْبٍ وَكُورَةٍ تُضَادُّهُمْ حَتَّى الأَطْفَالَ وَالنِّسَاءَ؛ وَأَنْ يَسْلُبُوا غَنِيمَتَهُمْ .. .. .. .. .. 16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير 8: 11-17
    ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ.) حزقيال 9: 5-7
    (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
    (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
    وها هو العهد الجديد يؤكد نفس الكلام: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
    (27وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».) مرقس 7: 27 ، (انظر أيضًا متى 15: 26).
    (14لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ 15وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ 16وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟)كورنثوس الثانية 6: 14-16
    ثم أى تشريع هذا الذى يتكلم عنه شنودة وكنيسته؟ إن يسوع لم يضع تشريعًا لأى شىء! ولم يقم بإلغاء أى تشريع أقره موسى أو الأنبياء! فعلى الكنيسة أولا أن تحدد: هل نقض يسوع قانونًا جاء به موسى أو الأنبياء من قبله أم لم ينقض؟ فلو نقض لكان هذا اتهامًا ضمنيًا من الكنيسة ليسوع بالكذب فيما قاله لليهود فى متى 5: 17-19 من أنه لم يأت لينقض ما جاء به موسى أو الأنبياء، أو أشار هذا إلى تحريف الكتاب. وفى كلتا الحالتين سقطت عصمة الكتاب والاستدلال به، ومن ثم فعلى الكنيسة ألا تتمسك بقانونية أو شرعية عدم الطلاق إلا لعلة الزنى، أو الزواج من مُطلقة.
    وبالتالى لو لم ينقض يسوع أى قانون لأثبت هذا التحريف فى كل الأقوال التى تنسب إليه وبها تغيير لتعاليم موسى والأنبياء. وبالتالى سقطت أيضًا عصمة الكتاب، وسقط الاستدلال بأى تشريع به يُخالف ما جاء به موسى u.
    وهل لو كان يسوع قد جاء بتشريع لاحتاجت الكنيسة إلى قوانين كنسية؟ إن وجود قوانين تسنها الكنيسة (حتى لو على تعاليم الآباء) ليثبت أن يسوع لم يأت بتشريع جديد، وهذا يُسقط تمسك شنودة وكنيسته بقانون منع زواج المطلق!
    ويرى البعض أن شنودة برفضه التصريح لمجدى وليم بالزواج، وامتناعه تنفيذ حكم أعلى محكمة فى مصر، أنه يُخالف ليس فقط قانون الدولة، بل يُخالف أيضًا تعاليم الكنيسة وقانونها، الذى به مراسم زواج ثانى وثالث للمطلق، وهو القانون الكنسى الذى جمعه ابن العسَّال فى المجمع الصفوى فى القرن الثانى عشر، والتزمت به الكنيسة إلى عصر شنودة.
    وعلى ذلك فإن امتناع شنودة من التصريح بالزواج الثانى للمطلق هو إساءة للكنيسة نفسها وقوانينها. ومخالفة لقول يسوع (أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟) متى 19: 4، حيث عدم التصريح بالزواج الثانى يجعل الذكر دون أنثى، ويجعل الأنثى المطلقة دون ذكر.
    إن قول يسوع هذا ليدل على رفضه أن يكون الزواج والطلاق حق للفريسيين أن يرفضوه أو يقبلوه، بل يثبت بقوله هذا أنه حق طبيعى لكل مخلوق ذكر أن يكون له أنثى، وحق طبيعى لكل أنثى أن تتزوج، ويجمعها الله بشريعته بذكر. فهذه هى الطبيعة التى خلقها الله منذ البدء. بمعنى أن يسوع يقول للأنبا شنودة وكل كنيسة تمنع الزواج الثانى أو العاشر للمطلق: إن الزواج هو الأمر الطبيعى الذى خلقه الله تعالى ليجمع الذكر بالأنثى ويكونا واحدًا، وذلك مثل الهواء والماء، فلا تملك أنت ولا أى كنيسة أن تمنع حقًا أقره الله للحياة، حيث إن منع الهواء والماء بل والحياة هو شأن من شؤون الله تعالى.
    وأين هذا من قول بولس: (1وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. 2وَلَكِنْ لِسَبَبِ الزِّنَا لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا. 3لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضاً الرَّجُلَ.) كورنثوس الأولى 7: 1-3
    وأين هذا من قوله: إن (التَّزَوُّجَ أَصْلَحُ مِنَ التَّحَرُّقِ.)؟ كورنثوس الأولى 7: 9
    ألم يقل إنه لقفل باب الزنى (لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا)؟ فكيف يفتح باب الزنى على مصراعيه نص آخر ؟ فهل فتح باب الزنى والإضرار بالعباد من وحى الرب، أو من مقاصد الشريعة؟ أليس هذا تضارب فى النصوص وتعارض فى مصالح البشر؟
    وإذا كان يسوع قال لليهود عن المرأة التى أمسكوها تزنى فى نفس ذات الفعل: (مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!) يوحنا 8: 7، أى لا يحق لأحد أن يحكم على أحد أو يدينه، حتى لو جاء المجنى عليه بشهود ضد الجانى. فهل الأنبا شنودة بلا خطايا حتى يحكم بتطليق السيدة هالة صدقى ويصرح لها بالزواج من رجل آخر، ويترك السيد مجدى وليم وغيره يتحرقون بشهوتهم للزواج وإنجاب الأطفال؟
    ومن سيتحمل وزر نظر السيد مجدى وليم للنساء الأجنبيات؟ ألم يعتبر يسوع هذا من الزنى؟ (28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.) متى 5: 28
    إن لجوء هالة صدقى إلى خلع زوجها، لهو اعتراف ضمنى غير معلن على أن الإسلام هو القادر على حل مشاكل المجتمع، ونخص بالذكر منها ما يتعلق بأحكام الأسرة. وإنى لأتعجب من امرأة وزوجها يفضح كل منهما الآخر للحصول على الطلاق، بدلاً من وقوعه بالمعروف دون فضائح!!
    كما أن موافقة الكنيسة على طلاق هالة صدقى من زوجها، والسماح لها بالزواج من آخر، لهو إقرار منها بطلاق زوجها أيضًا وانفصاله عنها، وبتصريحها لهالة صدقى بالزواج دون مجدى، الذى تعتبر زواجه الآن تعدد زوجات، تكون قد أقرت أن مجدى لم يُطلق، وبالتالى فإن هالة صدقى، التى طلقتها الكنيسة ووافقت على زواجها الثانى، مازالت زوجته، وبالتالى فقد أقرت الكنيسة تعدد الأزواج للزوجة الواحدة!
    فلماذا تحنو الكنيسة على الزوجة وتدللها، بينما تقسو على الزوج وتستذله؟ ولماذا لم يتبع الزوج نفس مسار الزوجة فى تغيير ملته والزواج من أخرى ثم العودة؟
    وهل لنا أن نفهم أن موافقة البابا على رد هالة صدقى للأرثوذكسية مرة أخرى واعطائها تصريح زواج، يشير إلى اعتراف البابا ضمنيًا على عجز المسيحية والفهم الأرثوذكسى للتعاليم المسيحية على إسعاد البشرية، أو كون هذه التعاليم صالحة للبشر فى كل زمان ومكان؟ وإلا كيف وافقها على الإرتداد والعودة، أو العودة فقط بعد الردة لتنفيذ مأربها؟
    وهل لنا أن نفهم أن ما فعلته هالة صدقى من تغيير الملة لتحصل على الطلاق هو اعتراف ضمنى بعجز التشريعات الأرثوذكسية أن تكون صالحة لكل البشر؟
    وإذا كان الزوج قد دخل فى خصومة مع رأس الكنيسة التى ينتمى إليها، فكيف له أن يعلم أن زواجه الثانى سيكون مباركًا من البابا وكنيسته؟ لماذا لا تصب الكنيسة جام غضبها ولعناتها على هذه الزيجة؟ ما هى هذه الثقة التى يتمتع بها السيد مجدى تجاه خصمه البابا وكنيسته؟ أم هو ملعوب متفق عليه بين الطرفين ليحقق البابا المزيد من المكاسب السياسية الدينية فى مصر، وليزيد من إظهار مدى الضعف الذى وصلت إليه الدولة فى مقابل إزدياد سلطان البابا؟
    وبفرض أن السيد مجدى وليم قد زنى أو تزوج من أخرى فى لبنان، وأخطأ، فكيف لا تسامحه الكنيسة؟ ألم يسامح يسوع المرأة الزانية رغم وجود شهود أمسكوها أثناء اقترافها هذه الجريمة، وقال قولته الشهيرة: من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر؟
    يُتبع
    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      [align=justify]
      وهنا يحضرنى استفسار: ماذا تفعل الكنيسة حيال الزوجة الزانية أو الزوج الزانى إذا حضر إلى الكنيسة ليعترف بزناه؟ هل تحكم عليه بالطلاق وتفسخ زيجته، أم تغفر له، وتقول ما قيل على لسان يسوع: (من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر)، وقوله للمرأة: (اذهبى ولا تفعلينها أيضًا)؟
      فلو حكمت عليه الكنيسة بالطلاق، لفضحته، وهتكت سر هذه الجريمة التى سترها الله عليه، ولهدمت أسرته، وأصابت ذريته فى مقتل. ولو لم تحكم عليه بالطلاق، لكانت زيجته باقى عمره من هذه المرأة التى خانها سفاحًا بمباركة الكنيسة وعلمها.
      ولطالما أن الغفران بيد كاهن الاعتراف، فلماذا لا يغفر للسيد مجدى وليم (هذا إن كانت ما تقدمت به طليقته السابقة من أنه تزوج عليها فى لبنان صحيحًا، واستطاعت الكنيسة أن تثبته بتحرياتها)، وتصرح له بالزواج مرة أخرى؟
      ولو لم يذهب هو من الأساس ليعترف بواقعة زناه لقس اعترافه، لكانت زيجته أمام الرب منفسخة ويعيش مع زوجته فى الحرام، ولو أنجبوا بعدها كانت ذريتهما سفاحًا.
      ثم هل الكنيسة قادرة على تحرى صدق الشهود؟ وهل هى جهة تحرى ومباحث لإثبات صدق الشهود ودعوة الزوجة؟ وكيف توافق الكنيسة على أمثال هؤلاء الشهود، بينما تؤكد حكاية المرأة الزانية التى قدموها ليسوع أنه لا بد من وجود شهود عيان رأوا الزنى بأعينهم؟ (3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟») يوحنا 8: 3-5
      ثم لماذا لا يُرجم الزانى وهذا هو ناموس موسى u الذى لم يأت يسوع مطلقًا لينسخ حرفًا واحدًا منه، وكانت أيضًا شريعة الأنبياء، التى جاء يسوع متبعًا لها؟
      ولماذا لم تقدم هالة صدقى هؤلاء الشهود للمحكمة وأثبتت عليه جريمة الزنى أو تعدد الزوجات وحصلت على الطلاق دون اللجوء إلى تغيير الملة؟ وما الذى جعلها تنتظر تسع سنوات ليتم تطليقها من هذا الزوج؟ أليس وجود الشهود يُحسم القضية؟ وهل لا يتم الطلاق مع وجود الشهود وإقامة البينة أيضًا إلا بعد تسع سنوات وتغيير الملة؟ ألا تدفع الكنيسة بهذا التصرُّف وهذا التأخير أتباعها من مريدى الطلاق إلى الكفر (تغيير الملة) أو البحث عن حل بديل لتفريغ الشهوة؟
      والغريب أن يسوع نفسه لم يعاقب المرأة الزانية رغم ثبوت التهمة عليها من الشهود، كما تحكيها الأناجيل! فلماذا لا تقتدى الكنيسة بيسوع وهذه الرواية ولا تعاقب الزانى؟ أم أن الكنيسة لا تؤمن بهذه الرواية، وتؤيد من حذفها من التراجم الحديثة دون أن تعلن ذلك للملأ، حتى لا يفقد البسطاء إيمانهم؟ وكيف يتم التوفيق بين عدم معاقبة يسوع للمرأة الزانية، وبين معاقبته الأبدية للزانى بمنعه من الزواج؟
      ولو تزوج مجدى وليم لما جرؤ على عقد زواج آخر، ولما وافقت عليه الكنيسة بلبنان، ولسهل على طليقته أن تأتى بنسخة من هذه الوثيقة عن طريق السفارة اللبنانية؟
      ولو أتت هالة صدقى بشهود ووصدقتهم الكنيسة، فما الذى حملها على تغيير ملتها؟ أليس فى هذه الحالة لها أن تحصل على الطلاق وإذن زواج ثانى دون مماطلة أو تغيير للملَّة؟ أم كانت هذه هى الصفقة التى عقدت معها للعودة إلى ملتها نظير تطليقها وإعطائها تصريح زواج ثانى؟ فلو علمنا متى تركت الملة وعادت، وهل كان ذلك قبل التقدم بشهود أم بعدها، لعلمنا الحقيقة فى هذا الأمر!
      ما أريد أن أقوله إن التلفيق ظاهر ضد مجدى وليم، وإن شئت قلت إنه عناد البابا معه لسبب لا نعلمه!! الأمر الذى دفع مجدى وليم إلى الخروج عن طاعة البابا بل والسجود والخضوع له، ليقاضيه أمام المحاكم.
      والغريب أن الكنيسة سامحت الراهب برسوم الذى زنى بخمسة آلاف امرأة وسرق وقام بأعمال السحر، كما بينت جريدة النبأ!! ومازال يتمتع بعمله كراهب فى دير آخر، وربما عاد إلى نفس الدير الذى كان فيه. فلماذا يتمتع هو بحياته وعمله رغم ثبوت جريمة الزنى، التى من شأنها هنا على الأقل أن تتسبب فى طرده من الرهبنة والكنيسة نفسها، ويُعاقب المطلق أو المنفصل عن زوجته عقابًا أبديًا يمنعه من التمتع بوجود زوجة وأسرة؟
      فأنا هنا لا أدافع عن السيد مجدى أو طليقته أو أهاجم الأنبا شنودة، لكننى لا أرى معيارًا واحدًا تتمسك به الكنيسة فى حكمها! اللهم إلا إذا كانت قد أخذت بعين الاعتبار أن نص المرأة الزانية قد حُذف من الكثير من الطبعات الأجنبية، ومنها طبعة الترجمة العربية المشتركة التى شاركت فيها الكنيسة الأرثوذكسية مع الكنيسة الإنجيلية والكاثوليكية، وكتبت فى هامش صفحة 155 من بداية الإصحاح الثامن ليوحنا: (لا نجد 7: 53 – 8: 11 فى المخطوطات القديمة، وفى الترجمات السريانية واللاتينية. بعض المخطوطات تجعل هذا المقطع فى نهاية الإنجيل.)، بل وضعت هذه الفقرة كلها بين قوسين معكوفين، أى أخرجتها من كونها موحى بها إلى نص أدبى، يجوز قراءته، ولا يجوز التعبد به.
      ويعلق سامى المصرى فى مقاله (الأنبا شنودة وحافة الكارثة (3) على شبكة النت) قائلا: (أما الزوج الذي وجد نفسه مطلقا دون إرادته فكان المفروض على الكنيسة أن تعطيه تصريحا للزواج فوري دون أي نقاش. تعنت الكنيسة مع الزوج مجاملة للزوجة التي طلقته يفضح حجم الفساد الكنسي المتكرر مرات في حالات مماثلة ومعروفة حيث تستخرج تصاريح الزواج إما بالرشوة التي بلغت لأرقام لا يستطيعها الكثيرين، أو بالمحسوبية والقرابة مثل حالة بنت عادل روفائيل أو بنت أبونا فلان... التي حصلت على تصريح زواج لثلاث مرات... وهناك وسائل أخرى لاستخراج المرأة لتصريح زواج ثاني وثالث يعف لساني عن ذكرها....)
      ويواصل قائلا: (بذلك فالقضية تحمل مخالفات كنسية جسيمة للكتاب المقدس والقانون الكنسي. البابا يتشدُق بعبارات السيد المسيح بشكل مسرحي ليخفي واقع الفساد الكنسي والتزوير لتبرير الجريمة، لا دفاعا عن إيمان الكنسية التي لا تهمه، بل وأكثر من ذلك يقوم بالإثارة العاطفية والتحريض على الفتنة لحساب شعبيته الهتلرية المحمومة ضد المصلحة الوطنية، دافعا بالشعب لقبطي كله للخراب ولجحيم لا يمكن التنبؤ بمداه ومستقره).
      ولكن أين التسامح من جانبى أنا؟ ألا يقولون بوجود نصوص إنجيلية تُخالف قرار المحكمة هذا؟ إذن علينا أن نقرأ هذه النصوص ونرى كيف يفسرونها.
      وقبل أن نتعرض للنصوص أتساءل: ما معنى الشريعة؟ ولماذا أنزل الله شريعة للناس؟ هل ليعذبهم، أم ليحيوا بها حياة هانئة فى ظل رضى الله تعالى؟ أليست الشريعة رحمة من الله تعالى لعباده، ينظم بها حياتهم، ويجعلها لهم نورًا وسعادة؟! فما هذا الذى نقرأه فى الصحف من اعتراض الكنيسة على تزويج المطلقين؟ لماذا تصر الكنيسة على تحويل حياة أبنائها وبناتها إلى جحيم وتحرق، قد يؤدى بأحد منهم إلى التطرف أو حتى الوقوع فى الزنى، ولو استطاع أن يصون نفسه، فسوف يكون على حساب صحته النفسية، ولهم فى رهبان وقسوس وأساقفة وكاردينالات الغرب نموذجًا سيئًا لعدم سماح الكنيسة للكاثوليك منهم بالزواج. وليس هذا ببعيد عن الأرثوذكس، فليست حكاية الراهب برسوم ورئيس دير المحرق الذى كان يقطنه الراهب المذكور ببعيد.
      ألم يقل يسوع إن روح الشريعة هو الرحمة والإيمان؟ وأنه لم يأت إلا من أجل الخطاة ليتوبوا؟ («لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».) متى 9: 12-13، فلماذا تغلق الكنيسة بفهمها لهذه النصوص باب التوبة والرحمة أمام طالبيها، ولا تبحث إلا عن ذبيحة؟
      وهل عدم تطليق الزوجين المتنافرين رحمة بهما أو بذريتهما أو المجتمع اللصيق بهما أو حتى على النمو الاقتصادى والعلمى فى البلد؟ وأين الرحمة فى معاقبة المتسبب فى الطلاق بأن يُحرم من الزواج باقى عمره؟ وأين الرحمة فى امتناع الأنبا شنودة عن التصريح للسيد مجى وليم بالزواج بعد أن طلقت منه زوجته ولم تتهمه بالزنى؟ إن ما نراه فى تحريم الطلاق، وتحريم الزواج للمطلق هو ذبيحة لا رحمة، وتكثير للخطية، وليس العمل على البر!

      وفى تعريف الزواج المسيحى نقرأ قولهم: (فالزواج سر مقدس تتولي الكنيسة منذ تأسيسها عقده وصيانته، ولا تحله ألا في نطاق ضيق وبشروط محدودة .. حفاظًا علي كيان الأسرة والمجتمع من التفكك والانحلال). ونفهم من ذلك حرص الكنيسة على عدم إنحلال الأسرة وبالتالى المجتمع وتفككه، متبعة فى ذلك قول يسوع لليهود إن الوصايا جعلت لمصلحة الإنسان، ويجب أن تكون دائمًا فى مصلحته، ولا يجب أن نلغى مصلحة الإنسان من أجل فهم خاطىء وتعقيد غير مبرر لوصايا الله، فمقصد الشريعة هو إسعاد البشرية لا إذلالها: (27ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28إِذاً ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً») مرقس 2: 27-28
      أى لا عبادة للنص، لأن هذه النصوص حرفها الكتبة، ولا يُعتد بها فى فهم القانون. وبما أن نبى الله لا يجرؤ على استبعاد نص أوحى إليه أو تهميشه، فإن يسوع كان يقصد شيئًا آخر نفهمه من سياق النصوص المختلفة، وكذلك من قول يسوع: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
      ومن قوله: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6
      ومن قوله: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: ...... 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. ..... 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ».) مرقس 7: 7-13
      ومن قول الكتاب الذى يتهم الكتبة بأنهم لم يُحافظوا على كلام الله، بل حرفوه: (الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ؟) أعمال الرسل 7: 53 فكيف لم يحفظوا الناموس ، إلا إذا أدخلوا تقاليدهم واستبدلوا بها تعاليم الله؟
      ومن قول بولس: (... أَمَّا أَوَّلاً فَلأَنَّهُمُ اسْتُؤْمِنُوا عَلَى أَقْوَالِ اللهِ. 3فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟)رومية 3: 2-3
      والأدلة كثيرة على أنهم حرفوا كتاب الله، منها:
      1) (كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟) إرمياء 8: 8
      2) اعترف كاتب سفر إرميا بأن أنبياء أورشليم وأنبياء السامرة الكذبة حرفوا كلام الله عمداً: (13وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 14وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. ..... . 16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ.) إرميا 23: 13-16
      3) واعترف إشعياء بالتحريف: (15وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16يَا لَتَحْرِيفِكُمْ!)إشعياء 29: 15-16
      4) واعترف الرب لإرمياء أن هناك لصوص، يدعون النبوة، وهم فى الحقيقة قد سرقوا كلمته ويضيفون عليها ثم ينسبونها للرب، بغرض إضلال الشعب:(30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ)إرمياء 23: 30
      5) (31هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ لِسَانَهُمْ وَيَقُولُونَ: قَالَ. 32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ]. 33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 31-34
      6) (36أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِنَا.) إرمياء 23: 36
      7) وها هو الرب يقول على لسان حزقيال: (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً, وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ, قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
      8) (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ, وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ, وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ, لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ, رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً, قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
      9) ويتضح نية بنى إسرائيل السيئة فى تحريف كلمة الرب فى قوله لعاموس ، وذلك عن طريق إفساد الأنبياء وأخلاقهم: (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12
      10) (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16
      11) كما أن هناك أسفار لم يقل كاتبها إنها أوحيت إليه، بل فرضت الكنيسة وحى هذه الكتب على مؤلفيها وقارئيها. وأخص بالذكر كاتب سفر المكابيين الذى أنهى كتابه بهذه العبارة، التى لا تدل على وحى الرب لا من قريب ولا من بعيد: (فإنْ كُنْتُ قد أَحْسَنْتُ التَّأْلِيِف وأَصَبْتُ الغَرَضَ فَذَلكَ مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى. وإنْ كَانَ قَد لَحقَنى الوَهَن والتَّقْصيرُ، فإنِّى قد بَذلتُ وسعى.) مكابيين الثانى 15: 39
      فما هو الذى يفصل لمعرفة الحق من الباطل، ولتمييز المؤمن من الكافر؟ إنها الأعمال. يقول يسوع: (16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.) متى 7: 16-20
      فهل قانون عدم الطلاق هو من الثمار الجيدة التى يعيش معها المجتمع فى سلام نفسى واجتماعى؟ لا.
      هل قانون عدم تزوج المطلق، وتركه يتحرق بشهوته، أو دفعه لتنفيسها فيما حرمه الله، من الثمار الجيِّدة للفرد والمجتمع؟ لا.
      فلماذا لا تُخالف الكنيسة هذه النصوص ومعها السند الشرعى، الذى يبرر هذه المخالفة، وهو قول يسوع السابق، وأقوال الكتاب الأخرى التى تؤيد أن الشريعة جاءت لإسعاد الإنسان فى الدنيا والآخرة؟
      * * *
      ونناقش الآن النص الذى يستندون إليه فى تحريم الطلاق، أو معاودة الزواج مرة أخرى بعد الطلاق:
      يقول الكتاب عن متى (3وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» 4فَأَجَابَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟» 5وَقَالَ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». 7فَسَأَلُوهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ؟» 8قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا. 9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».) متى 19: 3-9
      ويقول مرقس (1وَقَامَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ أَيْضاً وَكَعَادَتِهِ كَانَ أَيْضاً يُعَلِّمُهُمْ. 2فَتَقَدَّمَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَسَأَلُوهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ؟» لِيُجَرِّبُوهُ. 3فَأَجَابَ: «بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟» 4فَقَالُوا: «مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ». 5فَأَجَابَ يَسُوعُ: «مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ 6وَلَكِنْ مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللَّهُ. 7مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ 8وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. 9فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ». 10ثُمَّ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً عَنْ ذَلِكَ 11فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. 12وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».) مرقس 10: 1-12
      قبل أن نمضى قُدمًا فى فهم هذا النص يرفضه العقل رفضًا تامًا بناءً على معطيات الأناجيل، بل بناءً على متن هذا النص نفسه:
      لقد جاء الفريسيون يختبرون يسوع. ففيما كان الاختبار؟ ولماذا؟ إنهم يختبرونه فى معرفته بالناموس ودرجة التزامه به، وتمسكه بالعمل به، وإلا لرفضوه بل لرجموه لأن نصوص كتابهم تأمر برجم كل من خالف تعاليم موسى. (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ) عبرانيين 10: 28
      فهل من العقل أن يختبره علماء الشريعة فى شريعتهم ثم يُخالفها دون أن يحركوا ساكنًا، بل يعتمدوا تغييره لهذه الشريعة بسكوتهم؟
      والأغرب من ذلك أنهم كانوا يبحثون عن شهود زور عليه ليرجموه أو يقتلوه ولم يجدوا، ومثل هذه الرواية أبسط شهادة تؤدى إلى رجمه دون اللجوء إلى السلطات الرومانية؟ (59وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ 60فَلَمْ يَجِدُوا.) متى 26: 59-60
      وبمقارنة القصتين سويًا يتبين لنا الآتى:
      لقد وضع على لسان يسوع نسخ تشريع أقره موسى u من أجل قساوة قلوبهم، على الرغم من معارضة الكنيسة لوجود نسخ فى تشريعاتها. وإذا كان النص يصف اليهود بقساوة القلب، لأنهم يفرقون بين الزوجين لأسباب واهنة، وقد يمكنهم بقليل أو بكثير من الجهد إصلاح الطرفين، إلا أن الكنيسة اليوم تتعسف أيضًا فى تطليق الطرفين، وتجعل الطلاق فقط من أجل الزنى، وهى جريمة يصعب إثباتها بشهود عيان. أى إن قساوة القلب فى الطلاق بسبب وبدون سبب لدى اليهود، وهو إثم، قوبل بقساوة أخرى عند المسيحيين تتمثل فى عدم الطلاق إلا لعلة الزنى، وهو أيضًا إثم لن يكون أبدًا من صالح الفرد أو المجتمع، ونحن نبرِّىء نبى الله وحبيبه عيسى u من أن يقول بشىء من هذا.
      وهل قساوة القلب هذه نقص أم كمال؟ فإن كانت نقص فقد أخطأ الرب، وهذا ينفى عنه الألوهية، ويُسقط عن الناموس الكمال، ويُلحق بالرب الكذب والعار، أو يكفى على الأقل لوصف الكتاب الذى يقدسونه بالتحريف، وذلك لقول الرب إن ناموسه كامل بلا عيب. المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب) وفى المزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)
      وإن كانت كمال فقد انتفى عن يسوع الألوهية لأنه قام بإلغاء تشريع كامل بلا عيب، وكفر بإله موسى والأنبياء لأنه خالف الناموس، وكذب على أتباعه لأنه ادعى أنه لم يأت لينقض الناموس، وثبت تحريف كتابهم، لأنه غير منطقى أن يسب نبى إلهه وتشريعاته، واتضح لنا أن اليهود هم الذين وراء تحريف هذه النصوص، ليظهروا يسوع أنه كان خارجًا عن الشرعية التوراتية والناموس، ومن ثم استحق القتل.
      كانت إجابة يسوع عند مرقس مباشرة لهم: ماذا يقول الناموس فى هذا الشأن؟ قائلا (3فَأَجَابَ: «بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟)، وهى غير موجودة عند متى. وهذا يدل دلالة قاطعة على تمسك يسوع بالناموس وتعاليم موسى والأنبياء عليهم السلام.
      ثم كيف يسأل عن الناموس ثم يُخالفه فى نفس الوقت؟ وهل بذلك نجح يسوع أمامهم؟ لا. لقد رسب رسوب التلميذ الذى لا علم له مطلقًا عن منهجه. لأنه أقر من قبل أنه لم يأت لنقض نقطة واحدة من ناموس موسى أو تشريعه، وأنه ليس مبتدعًا أو بدعًا من الرسل، فكيف يقر هذا ويمتحنه الفريسيون فى الناموس، ثم يُقر الناموس بسؤاله (بِمَاذَا أَوْصَاكُمْ مُوسَى؟)، ثم يُخالف تعاليمه، ومع كل ذلك ينجح فى الإمتحان، ويجتهد اليهود فى البحث عن سبب أو علَّة للتخلص منه! إن مخالفته للناموس هو سبب كاف للتخلص منه ورجمه، لقول الناموس: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
      وعلى ذلك إن موته على الصليب هو لخلاص بنى إسرائيل من شخص مهرطق، تمرَّد على الناموس وتعاليم الرب، وليس من باب خلاص من يعتقد أنهم قتلوا الرب بسبب الخطيئة الأزلية المتوارثة من أيام آدم وحواء. ونحن نبرأه من هذا، لأنه نبى كريم من أنبياء أولى العزم، لم يُخالف تعاليم الله، ورضى الله عنه، وأرضاه.
      لكن هل يشرِّع الرب تبعًا لقساوة قلوب البشر أو لينها؟ أم يشرع تبعًا للصالح الذى يراه للبشر؟ وإذا كانت قلوب الرجال قاسية، فما ذنب النساء أن يُشرَّع قانون يقضى بطلاقهن، وفصل ما جمَّعه الله؟
      ثم هل يلين الطلاق قلوب بنى إسرائيل أم يزيد من قساوة قولبهم؟ فإن كان يزيد من قساوة قلوبهم فقد انتفت الرحمة والمحبة عن الرب! وإن كان يلين قلوبهم فلماذا أغفله الرب عن شعبه المختار وأبدلهم بتشريع يقسِّى قلوبهم؟ وهل هذا من باب الرحمة بالنساء؟ وهل لنا أن نصرخ متسائلين أين جمعيات حقوق المرأة والدفاع عنها؟
      ثم هل وصْف النبى تشريع الله السابق بعدم الصلاح، لا يُعد من باب النسخ فى التشريع؟
      وقوله عن تحريم الطلاق إلا لعلة الزنى قاله لتلاميذه فى البيت عند مرقس (10ثُمَّ فِي الْبَيْتِ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ أَيْضاً عَنْ ذَلِكَ 11فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. 12وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي».) مع الأخذ فى الاعتبار أن مرقس تفرد عن متى بقوله (12وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي)، وهذا غريب إذ أن الطلاق فى اليهودية لا يقع إلا من الرجل على المرأة. فكيف تطلق المرأة زوجها إذن؟
      أما قوله (9وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَبِ الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي) فقد جاء عند متى من يسوع مخاطبًا به الفريسيين وفى نفس مكان تجربتهم له، مُخالفًا بذلك ما حكاه مرقس من أن هذا الكلام كان موجهًا للتلاميذ فى البيت.
      وهذا يعنى عدم اتفاق الإنجلين فى مكان وزمان والأشخاص المخاطبين. الأمر الذى يثير الريبة فى الرواية نفسها. ويسقط سندها ومتنها.
      * * *
      أما قول متى (9.... وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».) فقد أسقطته التراجم الحديثة كلها، ولم تثبته إلا ترجمة الفاندايك البروتستانتية وترجمة كتاب الحياة التى لا يقرها البابا، ولا يعتمدها على الرغم من إيمانه بأنها كتاب مقدس، وذلك حسب ما أعلنه فى تهديده لدار الكتاب المقدس من أن تنزل إلى مصر طبعات من الكتاب المقدس بها شواهد وتعليقات فى هوامشها.
      فقد أسقطتها الترجمة الكاثوليكية اليسوعية (أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: مَن طَلَّقَ امرَأَتَه، إِلاَّ لِفَحْشاء، وتَزوَّجَغيرَها فقَد زَنى).
      وأسقطتها أيضًا الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت (أمّا أنا فأقولُ لكُم: مَنْ طلَّقَ اَمرأتَهُ إلاَّ في حالَةِ الزِّنى وتزَوَّجَ غَيرَها زنى) والغريب أنه لم تعلق كلتا الترجمتان على حذف هذا النص.
      كما أسقطتها الترجمة البولسية (وإِنَّي أَقولُ لكم: مَنْ طلَّقَ امرأَتَهُ -إِلاَّ في حالةِ الزِّنى- وتَزَوَّجَأُخْرى، فَقَد زَنى".)
      وأثبتتها ترجمة الملك جيمس الحديثة بمعنى يُغاير المفهوم الذى تعطيه ترجمة الفاندايك أو ترجمة كتاب الحياة، حيث تقول ترجمة الملك جيمس الحديثة إن من يتزوج بالمطلقة لعلة الزنى أى بالزانية، فقد اقترف هو نفسه الزنى:
      And I say to you, whoever divorces his wife, except for sexual immorality,[d] and marries another, commits adultery; and whoever marries her who is divorced commits adultery.”
      الأمر الذى يعنى أنه لا شىء على من يتزوج بمطلقة لأسباب أخرى.
      وإذا ناقشنا هذا الأمر، فما ذنب المطلقة بسبب زنى زوجها ألا تتزوج مرة أخرى؟ وما الحكمة أن يفضح الرب المرأة، ويجعل من كل مطلقة زانية؟ وبالتالى من لم ير زناها أو يسمع عنه، عرفه بطلاقها. بل ويزيد الرب من إذلالها بأن يُحرم الزواج منها؟ كما لو كان لسان حال الرب يقول للمرأة الزانية: إذا ارتضيت الزنى، فسوف أدفعك للعهر والدعارة باقى عمرك، وأحرم عليك الزواج الحلال، وأذلك فى الأرض من كل من يعرفك أو يجهلك. ثم يرنمون لإله المحبة، الذى أحب العالم بتدميره إياه نفسيًا واجتماعيًا.
      وكيف تتوب الزانية التى طلقت من زوجها، بعد أن عرف العالم كله أنها زانية؟ وكيف ستعيش فى مجتمع ينهش فيه كل إنسان بنظراته هذه المرأة، الأمر الذى يعيقها عن التوبة، أو يمغص عليها باقى حياتها، ويُقلِّب عليها أبناءها ويوقف حال بناتها، ولا يستطيع منهم إنسان أن يرفع رأسه فى مجتمع الجيران والأصدقاء والأقرباء. ثم ما ذنب أبنائها وبناتها أن يعيروا بجريمة أمهم، ولا يتزوج منهم أحد بسبب جريمة لم يقترفها أى منهم؟
      والأهم من ذلك كيف سيثبت الزوج الزنى على زوجته؟ فإن رأى خيانتها بعينه ولم يجد شهودًا فسوف يعيش معها ذليلا باقى عمره يكيد لها، وتكيد له، فى حياة كئيبة مليئة بالمؤامرات، وإلا عليه تنفيذ أحكام التوراة فى هذا الشأن، وأدعكم تقرأون كيفية اللعان عندهم: (16فَيُقَدِّمُهَا الكَاهِنُ وَيُوقِفُهَا أَمَامَ الرَّبِّ 17وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مَاءً مُقَدَّساً فِي إِنَاءِ خَزَفٍ وَيَأْخُذُ الكَاهِنُ مِنَ الغُبَارِ الذِي فِي أَرْضِ المَسْكَنِ وَيَجْعَلُ فِي المَاءِ 18وَيُوقِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ أَمَامَ الرَّبِّ وَيَكْشِفُ رَأْسَ المَرْأَةِ وَيَجْعَلُ فِي يَدَيْهَا تَقْدِمَةَ التِّذْكَارِ التِي هِيَ تَقْدِمَةُ الغَيْرَةِ وَفِي يَدِ الكَاهِنِ يَكُونُ مَاءُ اللعْنَةِ المُرُّ. 19وَيَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ وَيَقُولُ لهَا: إِنْ كَانَ لمْ يَضْطَجِعْ مَعَكِ رَجُلٌ وَإِنْ كُنْتِ لمْ تَزِيغِي إِلى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللعْنَةِ هَذَا المُرِّ. 20وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ وَجَعَل مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ. 21يَسْتَحْلِفُ الكَاهِنُ المَرْأَةَ بِحَلفِ اللعْنَةِ وَيَقُولُ الكَاهِنُ لِلمَرْأَةِ: يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لعْنَةً وَحَلفاً بَيْنَ شَعْبِكِ بِأَنْ يَجْعَل الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِماً. 22وَيَدْخُلُ مَاءُ اللعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ البَطْنِ وَلِإِسْقَاطِ الفَخْذِ. فَتَقُولُ المَرْأَةُ: آمِينَ آمِينَ. 23وَيَكْتُبُ الكَاهِنُ هَذِهِ اللعْنَاتِ فِي الكِتَابِ ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي المَاءِ المُرِّ 24وَيَسْقِي المَرْأَةَ مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ. ..... 27وَمَتَى سَقَاهَا المَاءَ فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا.) سفر العدد 5: 16-27
      وبالطبع ستثبت الجريمة على أى امرأة لأنها سوف تشرب ماءً ممزوجًا بالتراب وستمرض وتتورم بطنها. وهكذا يتخلص الرجل من زوجته، لمجرد إعلانه الشك فيها!!
      وتضيف بعض التراجم فى هامشها أن بعض المخطوطات (مثل NLT) تضيف هذه العبارة الزائدة التى نحن بصدد الحديث عنها: (وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي)
      Some manuscripts add And anyone who marries a divorced woman commits adultery.
      وإذا كان هذا النص دخيل على بعض المخطوطات دون غيرها، فمعنى هذا أن المخطوطات طرأ عليها التحريف سواء بالنقصان أو الزيادة! وإذا كان مترجمو هذا السفر قد آثروه ليكون نصًا أساسيًا فى الكتاب فى وقت ما، وحذفه آخرون من تراجمهم، فهم لا يكنون لهذا الكتاب قداسة ما، أو على الأقل هذا فكرهم فى كلمة الرب، فيمكنهم أن يحذفوا نصًا، وأن يضعوا آخر!! أو قل على الأقل فقد أيَّفوا كلمة الرب بما يتناسب مع عقولهم والعصر الحديث. أو قل إنهم حذفوه لعدم ثبوت جدواه وتمنى الكنيسة التخلص من هذا النص لمصلحة أتباعها.
      ونسمع صدى صوت البعض ينادى: من يجرؤ على تحريف كلمة الرب؟ وقد أثبتنا أن التحريف واقع فى كتابهم من النص الذى حذفته الترجمة الكاثوليكية اليسوعية، ومن النص الذى وافقت الثلاث طوائف المسيحية الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية على حذفه من الترجمة العربية المشتركة.
      ومن يجرؤ على مخالفة كلام يسوع؟ لا أحد. لكننا نختلف فى مفهوم هذا الكلام، وإذا كان قد تطرق إقحام فقرة إنجيلية، وتم حذف أخرى (رسالة يوحنا الأولى 5: 7) (وفى الحقيقة فهى مئات من الجُمل والكلمات التى تم حذفها)، فإن الاستدلال الأعمى بالنصوص لن يزيد المؤمن به إلا ضلالا.
      وأتساءل مرة أخرى: هل رأى يسوع ما كتبه متى أو مرقس أو أى كاتب آخر انتقوا كتابه أو رسالته لتكون من الكتب القانونية الملزمة للنصارى؟ بالطبع لا. فالكل يعلم أن هذه الأسفار وهذه الرسائل كتبت بين سنة 35 (؟) وسنة 120م (؟). أى بعد رفع يسوع.
      ونقول هذه العبارة وهذا السؤال بصورة أخرى: هل قال يسوع إن شريعة موسى والأنبياء لا تلزمه وأنه جاء بدين جديد؟ ولطالما أنكم تؤمنون أن يسوع هو الإله المعبود بحق، فهو إذن الذى أنزل شريعة الطلاق، وسمح لأنبيائه بتعدد الزوجات، ليقتدى الناس بسنتهم، ولن أتساءل قائلا: كيف يكون الإله تابعًا لما جاء به نبيه، ولكننى أقول: كيف يقول لهم: (... إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلَكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا.) متى 19: 8؟ فهل يُكيِّف الرب شريعته تبعًا لقساوة قلوب الناس، أم يهذب تصرفاتهم بتشريعه الحكيم؟ وهل كان بنو إسرائيل وقت يسوع ألين قلوبًا من آبائهم؟
      والغريب أن كتب التفاسير تتفق على أن متى قد نقل من مرقس أكثر من 88% -91.6% من كتابه، فمن أين جاء متى بهذه العبارة (وَالَّذِي يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي».) متى 19: 9؟ ولماذا حذفتها بعض الأناجيل حاليًا؟
      فيكاد ينعقد الأمر بالإجماع بين علماء اللاهوت على أن إنجيل مرقس كان ضمن المصادر التى استقى متى منها معلوماته بنسبة تصل إلى 91.6%. فقد صرح الدكتور وليم باركلى فى تفسيره لإنجيل متى ص17 أن متى اقتبس 606 عددًا (93 فقرة) من أصل 661 عددًا (105 فقرة) من مرقس، وأن ”البشائر لا تورد المادة والفكر فحسب، بل الكلمات أيضًا ، فبشارة متى تستخد 51 فى المائة من كلمات بشارة مرقس“.
      ويقول وليم باركلى أيضًا فى تفسيره لإنجيل متى ص19 بشأن ما نسخه متى ولوقا من مرقس: (فكلاهما أخذ من مرقس رواية الأحداث فى حياة يسوع، لكنهما أخذا رواية التعاليم من مصدر آخر. وقرينة ذلك أن 200 عددًا فى متى تتشابه مع نظيرها فى لوقا، وهذه مختصة بتعاليم يسوع. ونحن لا نعرف المصدر الذى استقيا منه هذه التعاليم، ولكن علماء الكتاب المقدس يعتقدون أن هناك كتاب يجمع تعاليم المسيح ...)، أى تعاليم مجهولة المصدر قدسها التقليد ونسبها إلى هؤلاء الأشخاص.
      ثم أتساءل مرة أخرى كيف يكون متى هو اللاوى تلميذ يسوع الذى عاصر تعاليمه وتتلمذ على يديه ثم ينقل من مرقس الذى لم ير يسوع، ولا جلس معه فى حلقة علم مرة واحدة؟ ولن أتعجب من إغفال يوحنا التلميذ الذى كان يحبه يسوع ويتبعه دائمًا، لمثل هذه النصوص التى هى بمثابة دستور للأمة؟
      ومن هنا يمكننا أن نسقط بالكلية هذا النص الذى يعرقل الزواج بمطلقة أو على الأصح بمطلقة زنت من قبل.
      ومن هنا يمكننا أن نرد على تصريح البابا القائل: (نحن لا يلزمنا إلا تعاليم الإنجيل المقدس وكل ما يخالف الإنجيل لا نستطيع أن نخالف ضمائرنا وننفذه‏ وحكم المحكمة هو حكم مدني وليس كنسيا‏.‏) بقولنا إن زواج الزانية والزانى ليس محرمًا، لأنه لا يوجد فى الإنجيل. وإلا أخبرنا أى إنجيل تعنى؟
      ونقول له أيضًا إن يسوع لم يلغ الطلاق أو يقيده بعلة الزنى، لأن هذا فضح علنى للزانية وبناتها وأبنائها وزوجها. أى قضاء على أسرة كاملة، يستحيل أن يتزوج فيها شاب أو فتاة، ويستحيل أن تتغير نظرة المجتمع للزانية وإن تابت. ولا تظن أن الرحمة ستلعب دورًا هنا، لأن الكتاب المنسوب للرب لم يرحمها، ولن يصرح لها بالزواج مرة أخرى. كما أن يسوع جاء مطيعًا للناموس والأنبياء الذين سبقوه.
      وها هو بولس يتكلم عن مفارقة المرأة زوجها، أى طلاقها منه، دون ذكر لعلة الزنى. الأمر الذى يشير إلى جواز الطلاق فى ديانة يسوع، الذى جاء ليؤيد دين موسى ويتبعه: (10وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. 11وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ.) كورنثوس الأولى 7: 10-11
      يُتبع
      [/CENTER]

      تعليق


      • #4
        [align=justify]
        وأعود وأتساءل: لقد كان الفريسيون يجربون يسوع، أى كانوا يتصيدون له كلمة يمكنهم عن طريقها الحكم عليه بشريعتهم ورجمه والتخلص منه، أو على الأقل تسفيهه أمام أتباعه. فكيف يكون يسوع قد قام بإلغاء فقرة من التشريع اليهودى وتركه الفريسيون أو عامة اليهود؟ الأمر الذى يعنى أن هذا لم يحدث بالمرة.
        لأنه لو قاله يسوع لاستحق الرجم تبعًا للشريعة اليهودية التى جاء ليؤكد عمله بها، ولم ينقض منها فقرة واحدة: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
        ثم إذا كان اليهود الفريسيون قد أرادوا اختبار يسوع، فهل من المعقول أن يختبروه فى أمور بديهية فى عقيدتهم وهو أستاذهم الذى يدرس لهم الدين فى المعبد؟
        إن ما نقرأه أشبه بمن يمتحن عالم مسلم يعرفه الناس بعلمه، وهو معلمهم فى المسجد، فى الوضوء أو فى مسلمات الإسلام الأولية!! أو بمن يمتحن مدرس الرياضة، الذى علمه قواعد الرياضة وأسسها، فى جدول الضرب!!

        * * *

        لكن الذى لا أفهمه لماذا يُحكم على الزانية أن تتحرق باقى عمرها اشتياقًا لزوج يصونها وتصونه؟ ألا يريد إله المحبة اعطاء فرصة للزانية أو الزانى بالتوبة والإستقامة؟
        أليس هو القائل إن من يُقلع عن ذنوبه ويتبع تعاليم الرب تتلاشى ذنوبه، ولا يؤاخذه عليها، ويكون المذنب كمن لا ذنب له؟
        (21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا.) حزقيال 18: 21-22
        (11قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ, إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ, بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. إِرْجِعُوا ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ. فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ 12وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ, وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ.13إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ حَيَاةً تَحْيَا, فَـاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ, فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ, بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ. 14وَإِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33 :11-16
        (14فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.) أخبار الأيام الثاني 7: 14
        (7لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.) إشعياء 55: 7
        هذا هو إله الرحمة والمحبة، وهكذا ينبغى أن يكون: (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19
        ألم يُنسب إلى يسوع أنه قال: (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي) متى 5: 31-32
        فهل قال إن الطلاق محرم لأى علة أخرى؟ لا. لم يقل، لأنه حدد من البداية أن مهمته ليست نقض الناموس، بل أقر أنه لا يمكن نقض نقطة واحدة من هذا الناموس، وأن من عمل بالناموس وعلم الناس إياه سيُدعى عظيمًا فى ملكوت السماوات، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
        فهل كذب يسوع ونقض وصية من وصايا الناموس؟
        هل زالت نقطة واحدة من الناموس، فيكون يسوع نبيًا كاذبًا استحق من الرب التعذيب والصلب (على صحة روايتهم)؟
        انظر إلى تعاليم الرب لمعرفة النبى الصادق من الكاذب، وعقوبة النبى الكاذب: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. [فى ترجمة كتاب السامريين فليقتل ذلك النبى] 21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».) تثنية 18: 20-22
        هل عمل يسوع بالناموس وعلمه الناس فكان عظيمًا، أم تكلم باسم الرب باطلا فاستحق القتل؟
        وفى الوقت الذى يتعالى فيه صوت بسؤال تعجبى: هل يجرؤ إنسان على مخالفة كلام يسوع، يجعل يسوع نفسه يُخالف نفسه ويُخالف كلام ربه!! فأى منطق هذا؟ لقد أقر يسوع بأنه لم يأت لينقض، وكررها مرتين، وأنه جاء متبعًا لتعاليم موسى والأنبياء، والأدلة على ذلك كثيرة، منها اختبار اليهود له فى الناموس وتعاليم الأنبياء، منها أنه كان يوضح لهم دينهم من الناموس وأقوال الأنبياء، منها أنه كان يعلم أبناء وطنه اليهود فى مجامعهم وفى معبدهم، ولا أعتقد أن يسوع جاء بدين جديد مُخالفًا لدين اليهود، ثم ذهب ليعلمهم إياه فى معبدهم، لأن هذا تطرُّف، واحتلال لأماكن العبادة الخاصة بالآخرين، ونحن نبرىء يسوع من مثل هذه التهم. ومنها أنه كان ملتزمًا بالناموس مثل أمه من قبله، خاصة عندما كان يشفى مريضًا بإذن الله. فهل جرؤ يسوع نفسه على مخالفة كلام إلهه، الذى كان يقضى اليوم كله فى التعبد والتضرع والصلاة له؟
        لوقا 6: 12 (12وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.)
        ألم يكن طعامه وشرابه العمل على مرضاة الله الذى أنزل الناموس؟
        يوحنا 4: 34 (...«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
        يوحنا 8: 29 (...... لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
        يوحنا 5: 30 (... لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
        ولو كان يسوع إلهًا (فرضًا) وأقر أنه لن يُخالف تعاليمه السابقة، التى أعطاها لموسى والأنبياء، ثم خالفها، لما استحق التأليه، وسقطت عنه ألوهيته المزعومة!
        وفى الحقيقة لو يسوع كان هو الإله المعبود بحق وتجسد وظهر كإنسان على الأرض، فإجابة السؤال الذى يطرحه البعض قائلين: هل يجرؤ إنسان على مخالفة كلمة الرب؟ هو نعم لديكم يجرؤ الإنسان على تغيير كلام الرب، كما حدث أن اعتقل الشيطان يسوع الرب (؟) وأسره فى البرية لمدة أربعين يومًا (متى ولوقا الإصحاح الرابع)، وكما تمكَّن الشيطان من دفع الإنسان الشرير لقتل الرب نفسه. فهل ينجح الشيطان فى اعتقال الرب وقتله، ويفشل فى تحريف كتابه؟
        لوقا 4: 1-11 (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.)
        وكما حدث من البشر أن أهانوا يسوع وبصقوا فى وجهه. فهل من يقتل الرب يصعب عليه مخالفة أوامره أو تحريف كلامه؟
        متى 27: 28-31 (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ)

        فى الحقيقة أنا أفهم من النص أن الطلاق التعسفى من الرجل (إلا لعلة الزنى) يدفع المرأة للزنى، وخاصة أن الكتاب يعتبر المرأة التى سبق لها الزواج قد تنجست. وبالتالى أصبحت غير مرغوب فيها، وبالتالى لن تجد من يتزوجها، وهذا سيدفعها للزنى: (1«إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا فَإِنْ لمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ 2وَمَتَى خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهِ ذَهَبَتْ وَصَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ 3فَإِنْ أَبْغَضَهَا الرَّجُلُ الأَخِيرُ وَكَتَبَ لهَا كِتَابَ طَلاقٍ وَدَفَعَهُ إِلى يَدِهَا وَأَطْلقَهَا مِنْ بَيْتِهِ أَوْ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ الأَخِيرُ الذِي اتَّخَذَهَا لهُ زَوْجَةً 4لا يَقْدِرُ زَوْجُهَا الأَوَّلُ الذِي طَلقَهَا أَنْ يَعُودَ يَأْخُذُهَا لِتَصِيرَ لهُ زَوْجَةً بَعْدَ أَنْ تَنَجَّسَتْ. لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لدَى الرَّبِّ. فَلا تَجْلِبْ خَطِيَّةً عَلى الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً.) تثنية 24: 1-4
        إذن إن ترك المرأة دون زواج يدفعها للزنى، فلماذا لا يريد للزانية أن تتزوج لتحصن نفسها؟ والجميل فى النص أنه لم يمنع الطلاق، ولكنه أشار إلى ضرره، لأنه لا يستطيع أن يُخالف تعاليم موسى أو الأنبياء أو يكسرها، لأن المخالف للناموس ملعون، ويستحق الرجم!
        ثم كيف يطلقها لعلة زنى ثبتت عليها؟ ألا تستحق هذه العقوبة الرجم فى الناموس؟ أم تعتقدون أن يسوع كذب على اليهود وادعى أنه لم يأت لنقض الناموس، ثم غافلهم وأنكر الطلاق، وألغى عقوبة الزانية؟
        وعلى ذلك علينا أن نفهم نصوص (أما أنا فأقول لكم ..) أنه تشديد لنفس الحكم السابق، وليس إلغاءً له، ونضرب مثالا لذلك وهو التشديد فى منع الزنى: (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. ) متى 5: 27-30
        فهو لم يلغ فرضًا أو شريعة فى الناموس، ولا يقصد أن يقلع الإنسان عينه أو يقطع يده، ولكنه شدد فى اجتناب الزنى وكل ما يؤدى إليه.
        ثم هل عدم زواج الزانية هذا سيدفعها للتوبة أم سيجعلها تستمر فى غيها وزناها، ويعانى منها الأفراد والمجتمع بأكمله؟ وهل هذه التعاليم يمكنها أن يوصف معها الرب بأنه إله محبة يغفر لعبيده؟
        أليس هو القائل إنه غفار الذنوب: (18مَنْ هُوَ إِلَهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِـالرَّأْفَةِ. 19يَعُودُ يَرْحَمُنَا يَدُوسُ آثَامَنَا وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.) ميخا 7: 18-19
        أليس هو القائل إنه (الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثيرُ الرحمةِ. الربُّ صالح للكلِّ ومَرَاحِمُهُ على كل أعماله) مزمور 145 : 8-9
        أليس هو القائل إنه رحيم رؤوف: (الرب الرحيم كثير الرحمة ، الإله الرؤوف) يعقوب 5: 11
        ألم تقل الشريعة: (وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ. .... فَإِنْ رَجَعَ عَنْ خَطِيَّتِهِ وَعَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ, 15إِنْ رَدَّ الشِّرِّيرُ الرَّهْنَ وَعَوَّضَ عَنِ الْمُغْتَصَبِ وَسَلَكَ فِي فَرَائِضِ الْحَيَاةِ بِلاَ عَمَلِ إِثْمٍ, فَإِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 16كُلُّ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. عَمِلَ بِـالْعَدْلِ وَالْحَقِّ فَيَحْيَا حَيَاةً.) حزقيال 33: 12-16
        وهل لو ذهبت السيدة المتزوجة الزانية واعترفت للقسيس فى الكنيسة، ألن يغفر لها بعد دفع المعلوم ويتركها تعيش كباقى النساء؟ فلماذا لا تعترف هذه الزانية المطلقة وتدفع أيضًا المعلوم ويُسمح لها أن تتزوج مرة أخرى؟
        أين قول يسوع: (14فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ) متى 6: 14
        والأغرب من ذلك أن النص يشير فقط إلى عدم زواج المرأة الزانية، فماذا لو كان الزانى هو الرجل؟ لماذا لم يُحرم هو الآخر من الزواج باقى عمره؟

        * * *

        اتفقت الروايتان على أن المخاطبين هنا هم الفريسيين، غلاظ القلب، وقد سبهم يسوع من قبل قائلا لهم: (7فَلَمَّا رَأَى كَثِيرِينَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ يَأْتُونَ إِلَى مَعْمُودِيَّتِهِ قَالَ لَهُمْ: «يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ 8فَاصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. 9وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَباً.) متى 3: 7-9
        واتهمهم من بعد بالرياء والنفاق والكذب والغش، وأنهم يُحمِّلون الناس أحمالا ثقيلة صعبة عسرة الفهم، ويأكلون أموال الناس بالباطل، ويغلقون ملكوت السموات، ووصفهم بأنهم قادة عميان تركوا أثقل ما فى الناموس وهو الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ، وأنهم قتلة الأنبياء، ووصفهم بأنهم أبناء إبليس، أولاد الأفاعى (متى إصحاح 23). فهل كانت إجابته هذه للفريسيين بالذات لسبب لم يفصح عنه النص؟
        وهل لو خالف تعاليم موسى u وقام بإلغاء الناموس أو جزءًا منه فهل كانوا سيتركونه دون أن يرجموه؟
        ألا يقرر الرب فى كتابهم أن من يُخالف الناموس يُرجم؟
        فالقارىء المدقق يرى أن يسوع كان ملتزمًا بتعاليم موسى عليهما السلام، ولم يأت بتشريع جديد، لأنه تبعًا لقوله لم يأت لينقض تعليمًا أتى به موسى والأنبياء من قبل: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.) متى 5: 17
        فقد جاء مؤيدًا لكتب الأنبياء والناموس وقد طبَّقَ ذلك فى تعاليمه ، فكان يذكر تأييد كلامه من أقوال الناموس والأنبياء ، فقال: (13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.) متى 11: 13
        (12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.) متى 7: 12
        وقد سأله أحد أتباع الناموس الغيورين عليه: (35وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ نَامُوسِيٌّ لِيُجَرِّبَهُ: 36«يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» 37فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. 38هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. 39وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. 40بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ».) متى 22: 35-40
        بل هاجم الكتبة والفريسيين دفاعًا عن الناموس ، فقال: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
        وتمسَّكَ هو نفسه بتعاليم موسى، فقال لمن شفاه بإذن الله: (3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ فَاطْهُرْ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«انْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدَّمِ الْقُرْبَانَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ») متى 8: 3-4 ، راجع أيضاً مرقس 1: 40-44
        وقال يعقوب رئيس التلاميذ من بعده: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
        وقال كاتب سفر العبرانيين: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
        وقال الرب فى المزمور 18: 7 (ناموس الرب بلا عيب)
        وقال فى المزمور 19: 7 (ناموس الرب كامل)
        ويقول سفر الأمثال: («لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي.) أمثال 4: 4-5
        ويقول: (2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيماً صَالِحاً فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي.) أمثال 4: 2
        ويقول أيضًا: (20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.) الأمثال 4: 20-22
        وقال الرب إن وصيته تلزم أتباعه إلى ألف جيل: (9فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ اللهُ ، الإِلَهُ الأَمِينُ الْوَفِيُّ بِالْعَهْدِ وَالإِحْسَانِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ.) تثنية 7: 9، فهل تغيير الناموس فيه وفاء بعهد الله؟
        ويقول الرب على لسان إرمياء: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
        وها هو قول الكتاب على لسان موسى: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
        وعدم طاعة الشريعة يتسبب فى إغضاب الرب: (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 12
        فهل خالف يسوع الشريعة الموسوية التى تحلل الطلاق وتعدد الزوجات، وأصبح ملعونًا مطرودًا من رحمة الله، وتسبب فى اغضابه؟
        لا. لقد أثبتَ يسوع فى النص أنه ما جاء لينقض مرتين، وإنما جاء ليحقق، ليتمم، ليتبع، ليظهر حقيقة تعاليم موسى والأنبياء عليهم السلام، وهذا هو معنى الكلمة اليونانية plerosia التى فضل المترجم العربى أن يترجمها بكلمة ليُكمل. (راجع التفسير الحديث للكتاب المقدس – متى – بقلم ر. ت. فرانس ص116-117).
        وحتى لو أخذنا بالترجمة العربية الشائعة (لأكمل)، فهو لم يأت بأى حال من الأحوال لينقض. وإلغاء الطلاق فى المسيحية إلا لعلة الزنى، ومنع زواج المطلق ما هو إلا نقض وهدم لتعليم من تعاليم موسى u.
        والغريب أن تلاميذه اليهود من النخاع لم يسمعوا بمثل هذه الأحكام من قبل، لدرجة أنهم فضلوا فى ظل هذه الأحكام عدم الزواج من الأساس، فقالوا: (10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: «إِنْ كَانَ هَكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَوَّجَ!» 11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 10-12
        وجاءت إجابة غريبة وغير مفهومة وضعت على لسان يسوع. فقد قيل (لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم). ما هذا الكلام؟ فإذا كان أكثر الناس إيمانًا وهم التلاميذ الذين عن طريقهم أخذتم دينكم لم يقبلوه، فهل سيأتى جيل بعد ذلك سيكون أكثر منهم إيمانًا، وأوفر منهم علمًا ومعرفة بالله سيقبلوا هذا؟
        وواصل يسوع بعد اعتراضه على فكرهم أنه خير للرجل ألا يتزوج، بأن وافقهم أخيرًا على فكرهم، وذلك بأنه استحسن للرجل أن يخصى نفسه، أى ألا يتزوج ويقطع ما يربطه بالشهوة. فعلام اعترض إذًا أولا على تحبيذ تلاميذه عدم الزواج؟
        فأنا لا أرى هذا إلا تخبطًا لا يصدر عن إله حكيم، ناهيك عن كونه نبى يأتيه الوحى، بل عن شخص لئيم كتب هذه النصوص للقضاء على النصارى بعدم الإنجاب!!
        كذلك إن قوله لهم (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم) فهذا دليل على أنه ليس حكم عام تتبعه البشرية جمعاء، بل كان حكمًا خاصًا لمن يقبله. لأن الشريعة السماوية لا بد أن تكون فى مصلحة البشر كلهم، ولا تكون خاصة بأشخاص قليلين.
        فهل هذا يُعد حكمًا خاصًا للفريسيين أراد به يسوع أن يمنعهم من جريمة أكبر لم يفصح عنها؟ أم أراد كتبة الأناجيل تنغيص حياة أتباعه، وتقليص أعدادهم كمرحلة تمهيدية للتخلص منهم؟ وهذا جائز ندركه من مباركة متى لإخصاء الرجل نفسه: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
        ولاستحسان بولس عدم الزواج من الأساس: (25وَأَمَّا الْعَذَارَى فَلَيْسَ عِنْدِي أَمْرٌ مِنَ الرَّبِّ فِيهِنَّ وَلَكِنَّنِي أُعْطِي رَأْياً كَمَنْ رَحِمَهُ الرَّبُّ أَنْ يَكُونَ أَمِيناً. 26فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ. أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا كورنثوس الأولى 7: 25-26
        ويقول المؤرخ الكنسى الألمانى ديشنر فى كتابه (Karlheinz Deschner, Das Kreuz mit der Kirche, 1991) ص62: (ومن العجيب أن يسوع لم يتكلم عن العُذَّاب أو غير المتزوجين، ولم يتكلم إلا عن المختونين، أى المُأهلين للزواج وليسوا أخصَّاء. كما كان أخوة يسوع الذين انضموا فيما بعد للجماعة متزوجين ، وكذلك كان تلاميذه الأكبر سنًا.بلإن بعضهماصطحبزوجته معه فى الرحلات التبشيرية، وكان بطرس أحدهم، وبذلك يكون يسوع قد محى كل ما هو من شأنه الإساءة للمرأة أو للزواج.)
        بل إن كل زوبعة تُثار حول الزواج فهى من المخالفات الغريبة على دين يسوع ، والتى أدخلها بولس وحده إلى المسيحية، والتى كانت بدورها سببًا فى تلويث سمعة النصرانية وتاريخها على مر العصور. ويتضح هذا من تعاليم يسوع التى تنادى بـأن الزواج يجعل الرجل وزوجته جسدًا واحدًا. (مستندًا إلى ديشنر ص62)

        * * *

        كلمات يسوع فى الأسفار الأربعة الأولى (متى ومرقس ولوقا ويوحنا) تنم عن تعلقه برضى الله تعالى، وأنه كان يفعل فى كل حين ما يرضى الآب إلهه وإلهنا، وهذا كفيل بالإيمان أن يسوع لم يُخالف شريعة الله، وإلا لغضب الله عليه:
        يوحنا 12: 49-50 (49لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هَكَذَا أَتَكَلَّمُ».)
        يوحنا 8: 29 (29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».)
        يوحنا 4: 34 (34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ.)
        يوحنا 17: 4 (4أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
        كما اتفقت الروايتان على قول يسوع: (فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ)، وهذا لا يُفهم إلا فى إطار الشرعية والخلق النبوى الذى كان يتمتع به يسوع، وحرصه على ألا يُخالف تعاليم الله أو ناموسه، وهذا معناه أن الزواج أو الطلاق لا يتم إلا بشريعة الله، فلطالما أنهما تزوجا على كتاب الله وشريعته، فلا يمكن لأحد أن يفرقهما إلا أيضًا بكتاب الله وشريعته. وذلك بأن يكون عقد الزواج أو الطلاق مستوفى الشروط والشهود. لأن الله لم يُجمع بنفسه بين الزوجين، ولكن جمعت شريعته الزوجين، وكذلك الكاهن الذى قام بدور منفِّذ شريعة الله يمكنه أن يفرق بينهما بشريعة الله. وبهذا يكون الله هو المجمِّع بين الزوجين المتفقين المتفاهمين، ويكون هو أيضًا المفرق بين الزوجين المتنافرين.
        والغريب أن هذه المشكلة تفجرت بناء على موافقة الكنيسة على طلاق الممثلة هالة صدقى من زوجها مجدى وليم، بدليل أنها أعطتها تصريح زواج، وتزوجت بالفعل وأنجبت من الزوج الثانى. إلا أنها مازالت ترفض إعطاء السيد مجدى وليم تصريح زواج منذ عام 1993، لأنها لا تعترف بطلاقه. وبالتالى فهى مازالت تعتبره زوج هالة صدقى. فكيف ولماذا وافقت الكنيسة على زواج زوجته بل ومباركتها هذه الزيجة بموافقة الأنبا شنودة نفسه؟ إن هذا فى حد ذاته تعدد للأزواج، وهى جريمة شاركت فيها الكنيسة المصرية، الأمر الذى يعنى تعنت البابا لأسباب شخصية لحصول السيد مجدى وليم على تصريح زواج.

        * * *

        وأتعجب من قول القائل المسيحى (ومن ناحية أخري فأن تعدد الزوجات يؤدي إلي الكثير من الأضرار العائلية .. والاجتماعية .. والصحية .. ويؤدي أيضا للشقاق والنفور .. وهذه النتائج تتعارض تماما مع الغاية من الزواج.)
        ولقائل هذا الكلام أقول له: لو كان ما تقوله سليمًا وأخذته من واقع الحياة، وليس من أفلام مارى منيب وإسماعيل ياسين، فلماذا شرعه الله والتزم به كل أنبيائه في العهد القديم؟ فقد عدد إبراهيم الزوجات، كما عدد إسحاق ويعقوب وموسى وسليمان وغيرهم من أنبياء بنى إسرائيل. فقد كان لسليمان ألف امرأة (ملوك الأول 11: 3). فهل غفل الرب عما توصلتم أنتم إليه اليوم من أنه يؤدى إلى الكثير من الأضرار؟ أليست هذه هى شريعة الرب لهؤلاء الأنبياء؟ فهل تؤمنون بالنسخ فى الشريعة؟ أى هل قام الرب بإلغائها فيما تسمونه العهد الجديد؟
        بل أكثر من ذلك فإن الله دافع عن تعدد الزوجات فى الكتاب ووقف إلى جانب موسى u فى زواجه الثانى من المرأة الكوشية، وأصاب اخته مريم بالبرص وغضب على هارون لتآمرهما ضد هذه الزيجة: (1وَتَكَلمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلى مُوسَى بِسَبَبِ المَرْأَةِ الكُوشِيَّةِ التِي اتَّخَذَهَا (لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً) ..... 6فَقَال: «اسْمَعَا كَلامِي. ..... فَلِمَاذَا لا تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلمَا عَلى عَبْدِي مُوسَى؟». 9فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَليْهِمَا وَمَضَى. 10فَلمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلجِ. فَالتَفَتَ هَارُونُ إِلى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ. 11فَقَال هَارُونُ لِمُوسَى: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي لا تَجْعَل عَليْنَا الخَطِيَّةَ التِي حَمِقْنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا. 12فَلا تَكُنْ كَالمَيِّتِ الذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِل نِصْفُ لحْمِهِ». 13فَصَرَخَ مُوسَى إِلى الرَّبِّ: «اللهُمَّ اشْفِهَا». ...) سفر العدد 12: 1-16
        وما قولكم بوعد يسوع من يتبعه بأكثر من زوجة فى هذه الدنيا وفى الآخرة؟ (29وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.) متى 19: 29
        ولا أعتقد أنه سيرد على أحد المسيحيين قائلا: إن النص الأساسى وهو نص مرقس لم يذكر كلمة (امرأة) ضمن المئة ضعف فى هذه الدنيا، الأمر الذى يشير إلى عدم تعدد الزوجات فى الدنيا، لأنه لو قال ذلك لاتهم متى بالتحريف على ما قاله مرقس: (29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ 30إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً مَعَ اضْطِهَادَاتٍ وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.) مرقس 10: 29-30
        وبدون تأويل للنصوص وتطويل فى الشرح: إن يسوع لم ينقض نقطة واحدة من الناموس. وعلى ذلك يجب أن يتبع كل مسيحى شريعة موسى u ، حيث لم يأت يسوع بتشريع أو دين جديد.
        ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة الكاثوليكية لا توافق على الطلاق مطلقًا حتى لعلة الزنى. ولكن إذا فشل الكهنة فى الإصلاح بين الزوجين، ولم يجدوا مفرًا غير الانفصال، وافقوا على إنفصالهما، ولكن ليس تحت مسمى الطلاق، ولكن الانفصال. عملا بقول يوحنا ذهبي الفم: "في هذه الحالة يكون من الأفضل حلّ العهد من أن يخسر الإنسان نفسه!"
        إلا أنه فى الكنائس الأرثوذكسية يستطيع الأسقف أن يعطي الحق بالتطليق إذا ارتأى هذا بعد دراسة حالة الزوجين. وقد يتبع التطليق تصريحٌ بالزواج أو لا يتبع. لكنّ الكنيسة لا تعطي تصريحًا بالزواج بعد المرّة الثالثة، كذلك فإنها تمنع اختيار الكاهن من بين أبناء الزواج الثاني.
        وهنا تستوقفنى نقطة أخرى، وهى إبطال الكنيسة للزواج بأمر أو تصريح كنسى. وتتلاعب الكنيسة الكاثوليكية بالطلاق وتسميه إنفصال. بمعنى أنهم يلغوا حق الله فى تفريقه للزوجين على شريعته، وأباحوه لأنفسهم. وبالتالى أخذوا ما لله، واستولوا على ما لقيصر. فهل تريد الكنيسة أن يكون لها السيادة العليا حتى فى القضاء بين الأحياء وفى تزويج الناس أو إنفصالهم، بعد أن ملكت حق غفران ذنوبهم وكشف مستورهم، بالاعتراف لتتمكن بعد تحصيل المعلوم من غفران ذنوبهم، وفى شلحهم وعدم الصلاة عليهم، إذا غضب عليهم البابا، وعدم التصريح لهم بدفنهم فى مقابر المسيحيين؟
        ماذا تبقى للمسيحى من أمره؟ إنه بذلك يُساق كالنعاج! لا فهم لنص دينى غير ما تقوله الكنيسة! ولا غفران إلا عن طريق الكنيسة! ولا دخول للملكوت إلا عن طريق الكنيسة!
        ثم نتساءل: أليس الذى جمع الزوجين هو الله؟ فلماذا تفرق الكنيسة بينهما بإعلان بطلان زواجهما أو إنفصالهما كما تعرفه الكنيسة الكاثوليكية؟ فلماذا لا تترك الأمر أيضًا لله فى التفريق بينهما بالطلاق؟ وفى الحالتين يكون الله هو الذى جمعهما، وهو الذى فرقهما بشريعته. أليس هذا تلاعب بالألفاظ؟ ألم تسلب الكنيسة بهذا البطلان للزواج أو الانفصال ما لله وما لقيصر ولم يتبق إلا ما للقضاء؟
        وأتعجب أيضًا لإقرار البعض أن الرب ألغى تعدد الزوجات، لأنه علم أن الزوج لن يعدل بين الزوجتين!! وأقول له: متى علم الرب ذلك؟ هل قبل أن يوافق الأنبياء من قبل عليه أم من بعدها؟ فإن كان من قبلها فقد حدث نسخ فى تشريعه، وإن كان بعدها فقد فقد ألوهيته، لأن الألوهية تستلزم إلهًا عليمًا بكل شىء. ولا تنسوا أنه عاقب مريم أخت موسى لتبنيها هجوم على موسى بسبب زواجه من المرأة الكوشية، فأصاها الرب بالبرص!
        وبهذا ينتهى تحليلنا للنص، الذى أثبتنا فيه عدم منطقية هذا الإمتحان، وتضارب الرد المنسوب إلى يسوع، وإقحام جزءًا من النص لدى متى تتمسك به الكنيسة لمنع تزويج المطلقة، رغم علمها أنه نص مُحرَّف. كما أن مثل هذا القانون ينفى رحمة الله بعباده، الأمر الذى يطعن فى قدسيته.

        وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

        [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          بسم الله الرحمن الرحيم

          بالمنطق والعقل ومن منظور الرحمة أرى أن قرار المحكمة صائب
          أما من وجهة نظري أرى أنه ليس علينا أن نصلح مفاسد معتقدهم ونتركم يتعذبون بويلات أتباعهم لمعتقد وضع تشريعه البشر كأكبر مثال ودليل على ذل العبد لأخيه العبد

          يجب أن يعرفوا ويفهموا أن دينهم به الكثير من النقصان

          لو كان من عند الله لدبر لهم الأمر لما فيه الخير وراحة لهم

          كدين الأسلام الذي طالما شعرت فيه أنه دين حياة
          والحمدلله على نعمة الإسلام

          جزاك الله خيرا على المقال ... استفدت منه كثيرا قانونيًا وإنسانيًا ودينيًا

          تقديري،
          ثقتي في الله تمنحني الحياة
          أهدروا دموعي على بساط تراب الوطن
          فقلت نذرت بكائي حتى تصبح شمس الوطن
          سفكوا دمي وقالوا عاشقة تحب الوطن
          فقلت خذوا الدماء واروا بها صحاري الوطن
          قالوا الوطن بلا تراب وأنت لم يكن لكِ وطن
          فقلت جسدي من التراب .. وترابه من هذا الوطن
          فمن ترابي ابنوا الوطن
          حتى أعود لقلب الوطن
          بجد ... بحبك يا وطن

          تعليق


          • #6
            الغريب أن البابا شنودة سأله أحد النصارى عن
            كيفية تقسيم الميراث فى المسيحية

            فأجاب أنه
            لا يوجد هناك تشريع فى المسيحية يخص الميراث

            ومن هنا

            أليس هذا أكبر دليل على أن التشريع فى المسيحية تشريع ناقص ولا يصلح وبما فيه أيضا الزواج والطلاق

            ولماذا البابا فقط هو من يعطى تصريح الطلاق والزواج وعلى أى أساس يحكم هل هناك نص فى الإنجيل يعطى الحق للبابا فقط بإعطاء هذا والمنع عن الآخر

            لماذا قامت إبنه عبد المسيح بسيط أبو الخير بتغيير ملتها حتى تحتكم إلى الشريعة الإسلامية لتطلب الطلاق ووتزوج زواج ثانى
            فهذا إما عبث بالعقيدة وإما شعرت بأن الشريعة الإسلامية فيها رحمة للناس وفيها العدل الإلهى

            وبعد كل معاناة النصارى من قضية الزواج والطلاق
            تجد منهم من يرفع صوته وينادى بعدم تدخل أى شخص فيما يخص المسيحية
            طيب لماذا سمحتم لأنفسكم بطلب رفع آيات القرآن الكريم من مناهج التعليم أليس هذا تدخل فيما يخص الإسلام والمسلمين


            إستوقفتنى آية ( ليشارك الجميع ) -- أستوقفنى حديث رسول الله ... متجدد

            من كلمات الإمام الشافعى رحمة الله عليه
            إن كنت تغدو في الذنوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيــدا
            فلقـد أتاك من المهيمن عـفـوه
            ... وأفاض من نعم عليك مزيــدا
            لا تيأسن من لطف ربك في الحشا
            ... في بطن أمك مضغة ووليــدا
            لو شـاء أن تصلى جهنم خالـدا
            ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيـدا
            ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●
            أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ
            ●▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬●

            تعليق


            • #7

              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

              وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون

              هذا جزاء من سب الله ورسوله و الأنبياء و المؤمنين

              هذا جزاء من ألغى عقله وتعصب لعقيدة الحيرة و الشك

              هذا جزاء من لم يتفكر و يبحث عن الحق

              ها هو الباطل قد أفسد عليهم حياتهم فى الدنيا

              وأسأل الله أن يهديهم للإسلام قبل أن يموتوا فيخسروا الآخرة

              والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة


              لاتنسوا أخواتنا المسلمات الأسيرات من دعائكم

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 6 يوم
              ردود 0
              15 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:47 ص
              ردود 0
              44 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:24 ص
              ردود 0
              49 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
               
              ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 08:03 ص
              ردود 0
              43 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة Mohamedfaid1
              بواسطة Mohamedfaid1
               
              ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 07:55 ص
              ردود 0
              39 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة Mohamedfaid1
              بواسطة Mohamedfaid1
               
              يعمل...
              X