بحث رااائع ( بولس مدمر الناموس وهادم المسيحية )

تقليص

عن الكاتب

تقليص

أحمد عبد الرحمن بدوى مسلم اكتشف المزيد حول أحمد عبد الرحمن بدوى
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث رااائع ( بولس مدمر الناموس وهادم المسيحية )

    بولس بين العمل بالناموس والكفر به


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    نعلم ان الايمان بالناموس يعنى العمل بشريعة موسي , وهى الوصايا العشر التى انزلها الله على موسي فى التوراة ( لا تقتل , لا تزنى , لا تسرق , لا تشهد بالزور ......الخ ).
    وهكذا كان بولس الرسول قبل المسيحية ........ كان يهوديا خاضعا لناموس لموسي عليه السلام ....... وقد اعترف هو بذلك عن نفسه وقال :

    أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ وُلِدْتُ فِي طَرْسُوسَ كِيلِيكِيَّةَ، وَلكِنْ رَبَيْتُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ. وَكُنْتُ غَيُورًا للهِ كَمَا أَنْتُمْ جَمِيعُكُمُ الْيَوْمَ. اع 3:22

    ولكن هناك حقيقة يجب ان نعلمها تماما عن بولس , وهى انه كالثعبان الذى يتلون بكل لون , ويتحيل بكل حيلة كى يقنع خصومه ومخالفيه بوجهة نظره , وعقيدته , حتى لو تطلب ذلك أن يناقض تعاليمه وأراءه التى سبق وأن وصى الناس بها من قبل ......... فهو تماما كالشيطان المتلبس فى جسد إنسان , لذلك ليس غريبا ان نراه يقول فى موقف أخر انه لم يكن له ناموس يؤمن به :

    أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ بِدُونِ النَّامُوسِ عَائِشًا قَبْلاً. وَلكِنْ لَمَّا جَاءَتِ الْوَصِيَّةُ عَاشَتِ الْخَطِيَّةُ، فَمُتُّ أَنَا. رومية 9:7

    بل , إن بولس اكد أن الوصية والناموس ليس لهما فائدة , لإن الناموس فى نظره يخدم الجسد وليس الروح :

    قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ. عبرانيين 16:7

    وبولس , هو الذى دمر دين المسيح عليه السلام , وانقض الناموس , وحرر الناس من شريعة موسي ولعنتها على زعمه , ولا ندرى اى سلطان ناله بولس كى يقوم بهذه الجريمة الفادحة, حتى انه تعدى على تعاليم المسيح نفسه ....... لأن المسيح لم يأتى إلا مكملا لشريعة موسي وليس ناقضا لها . يقول بولس وهو يعلن عن هدم الناموس :


    فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا . عبرانيين 18:7

    وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ، إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ، حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ. رومية 6:7

    لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ، يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي .عبرانيين 16:9

    َإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ. رومية 14:6

    وبولس بوقاحته , هو اول من زعم ان الناموس هو أصل اللعنة التى حلت على الناس, وان كل الذين هم تحت الناموس هم تحت لعنه :

    لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ . غلاطية 10:3

    وللعلم , فإن بولس بقوله هذا يعتبر قد سب المسيح وشتمه , ووصفه بأنه ملعون دون ان يدرى , لأن المسيح كان تحت الناموس , وجاء ليكمل الناموس ( متى 17:5) , وهذا يعنى ان يسوع كان هو ايضا تحت لعنة الناموس .

    وللعلم , فإن هذه هى ليست المرة الإولى التى يصف فيها بولس , يسوع بأنه ملعون , حيث سبق وان قال عنه :

    اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ . غلاطية 13:3

    وكأن يسوع بهذا كان ملعونا بسبب انه صلب , وبسبب انه كان تحت الناموس.

    وكان بولس يخدع الناس ويخبرهم أن الارتداد عن الناموس ليس فيه كفر وهلاك , بل هو الايمان وطريق البر .

    وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الارْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاقْتِنَاءِ النَّفْسِ . عبرانيين 39:10

    وزعم هذا الأفاك بولس ان الناموس الحقيقى هو الإيمان وليس الشريعة التى كانت سائدة قديما , وكأن الإيمان يغنى عن الناموس :

    اذ نعلم ان الانسان لا يتبرر باعمال الناموس بل بايمان يسوع المسيح امنا نحن ايضا بيسوع المسيح لنتبرر بايمان يسوع لا باعمال الناموس لانه باعمال الناموس لا يتبررجسد ما . غلاطية 16:2

    و لكن الناموس ليس من الايمانبل الانسان الذي يفعلها سيحيا بها. غلاطية 12:3

    أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ . رومية 31:3

    وكان بولس يحرض الناس على الارتداد عن الناموس , موهما إياهم انه يكفيهم الايمان , كى يحصلوا على البر:

    إِذًا نَحْسِبُ أَنَّ الإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِالإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ النَّامُوسِ. رومية 28:3

    ووصل التدليس ببولس إنه ادعى ان الناموس هو سبب دخول الخطية إلى العالم , وليس العكس , فالناموس دخل فى زمن موسي , اما الخطية فهى كانت فى زمن ادم , فالخطية إذن قبل الناموس , وما أتى الناموس إلا كى يردع الناس عن الخطية , ويطهرهم منها ........ ولكن بولس لا يقول بهذا :

    فَإِنَّهُ حَتَّى النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّالْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ.رومية 13:5


    وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. رومية 20:5


    بل إن بولس قال صراحة ان الانسان طالما تحت الناموس والشريعة , إذن فهو إنسان ميت , غير خالص , :

    لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا، لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ. رومية 5:7

    وأنه لو كان الناموس هو طريق البر , فالمسيح مات بلا سبب , فالناموس اذن على حسب إدعاء بولس هو طريق الخطيئة وليس طريق البر:

    لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ. غلاطية 21:2

    فَمَاذَا نَقُولُ؟ هَلِ النَّامُوسُ خَطِيَّةٌ؟ حَاشَا! بَلْ لَمْ أَعْرِفِ الْخَطِيَّةَ إِلاَّ بِالنَّامُوسِ. فَإِنَّنِي لَمْ أَعْرِفِ الشَّهْوَةَ لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّامُوسُ: «لاَ تَشْتَهِ.رومية 7:7

    وبلغ من وقاحة بولس بعد أن انقض الناموس , انه زعم ان الارتداد ليس بعدم تنفيذ الوصايا والناموس , بل بعدم الايمان ..........وكأن الانسان يكفيه ان يؤمن كى يضمن النجاة حتى لو لم ينفذ الناموس والوصايا :

    نْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. عبرانيين 12:3

    وكما ذكرنا , فإن بولس بإعلانه هدم الوصية والناموس الموسوي , يعتبر قد هدم دين المسيح عليه السلام الذى أعلن انه جاء سائرا على هدى الناموس الموسوي , وليس ناقضا له :

    ما جئت لانقض الناموس والانبياء , ما جئت لانقض بل لأكمل . متى 17:5

    بل حينما جاء الرجل إلى يسوع كى يسأله ماذا يفعل ليرث الملكوت قال له ( اتبع الوصايا ) متى 19 :16/21 يعنى المسيح نفسه يشدد على اهمية الناموس. وقد بلغ من اهمية هذه القصة وتاكيدها انها تكررت فى انجيلى مرقص 10: 17/21 , و لوقا 18:22/22
    وقال يسوع:

    وَلكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَيْسَرُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ. لوقا 17:16

    والشريعة كما هو موصوف عنها فى العهد القديم , هى طريق الحياة , وهى الخلاص من الخطيئة والموت , وليست هى الموت كما زعم بولس :

    -هذا كتاب اوامر الله والشريعة التي الى الابد كل من تمسك بها فله الحياة والذين يهملونها يموتون : باروخ 4/1

    - اسمع يا اسرائيل وصايا الحياة اصغوا وتعلموا الفطنة : باروخ 3/9

    - على ان خالق العالم الذي جبل تكوين الانسان وابدع لكل شيء تكوينه سيعيد اليكم برحمته الروح والحياة لانكم الان تبذلون انفسكم في سبيل شريعته : المكابيين الثانى 7/23

    - اعطاه الوصايا مواجهة شريعة الحياة والعلم ليعلم يعقوب العهد واسرائيل احكام : يشوع بن سيراخ 45/6


    - لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ : سفر الامثال 6/23

    - حَافِظُ التَّعْلِيمِ هُوَ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ، وَرَافِضُ التَّأْدِيبِ ضَالٌّ : سفر الامثال 10/17

    ولم يكتف بولس بأن أنقض ناموس موسي الذى جاء يسوع مكملا له فحسب , بل إن هذا الأثيم بولس قال أن الناموس لم يكتمل فى اى زمن من الازمان , وفى هذا إتهام صريح للمسيح بالتقصير عن إتمام الناموس واستكماله الذى اعلن عنه يسوع فى متى (17:5), حيث قال بولس:

    إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ. عبرانيين 19:7

    وهذا كما قلنا إتهام صريح للمسيح الذى كان تحت الناموس خاضعا له , ومكملا للوصايا والشريعة , وقد اعلن بولس نفسه ان المسيح كان خاضعا للناموس , فكيف يعجز المسيح وهو المولود تحت الناموس ان يكمل الناموس مع انه هذه رسالته ( متى 17:5) :

    وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ. غلاطية 4:4

    وهذا الكلام يعنى أن يسوع يدخل من ضمن الاثمين الخاطئين الذين حلت عليهم لعنة الناموس , لأن بولس قال ان الناموس هو للخاطيء الغير متبرر فقط :

    عَالِمًا هذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ . تيموثاوس 9:1

    فما دام يسوع ولد تحت الناموس , وجاء ليكمل الناموس , فهل هذا يعنى أنه كان من الاثمين الخاطئين , كما قال بولس فى النص السابق ؟

    وكان كل هم بولس من نقضه للناموس , ان يخالف التلميذ بطرس , ويتهمه بالرياء والنفاق , حيث قال عنه فى غلاطيه :

    2: 11 و لكن لما اتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما
    2: 12 لانه قبلما اتى قوم من عند يعقوب كان ياكل مع الامم و لكن لما اتوا كان يؤخر و يفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان .
    2: 13 و راءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم .

    وبلغ من كره بولس للتلميذ بطرس أنه نقض شريعة الختان عنادا فيه خصيصا, وقد لاحقته هذه التهمة بالفعل :

    وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الأُمَمِ الارْتِدَادَ عَنْ مُوسَى، قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. اعمال 21:21

    ِإذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَال، مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ، وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ، الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ .
    اعمال 24:15

    ولم يهتم بولس بأمر الختان بل قام بمحوه من الناموس , عنادا فى بطرس كما قلنا ,والختان هو شريعة كل الانبياء , ابراهيم , وموسي , ويوحنا المحمدان , , بل إن المسيح نفسه اختتن :

    وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. لوقا 59:1

    وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ. لوقا 21:2

    وتقول التوراة عن وجوب الختان : " يختتن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضّتك فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً " . سفر التكوين 17 :
    13

    وتقول التوراةأيضاً عن الختان : " وأما الذّكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها. إنه قـد نكث عهدي " . سفر التكوين14:17

    ولكن بولس زيف الحقائق , وتظاهر بكل مكر , ان الختان الحقيقى هو ختان الروح وليس ختان الغرله :

    بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ. رومية 29:2

    لَيْسَ الْخِتَانُ شَيْئًا، وَلَيْسَتِ الْغُرْلَةُ شَيْئًا، بَلْ حِفْظُ وَصَايَا اللهِ. كورنثوس الاولى 19:7

    ويعتبر ما فعله بولس نقضا لعهد الله الذى أقامه مع النبى ابراهيم حول الختان كما جاء فى سفر التكوين, فبولس نقض هذا العهد تماما :

    17: 9 و قال الله لابراهيم و اما انت فتحفظ عهدي انت و نسلك من بعدك في اجيالهم
    17: 10 هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني و بينكم و بين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر
    17: 11 فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني و بينكم

    وبلغ تعدى بولس على شريعة الله وعهده الذى اقامه مع ابراهيم , أن بولس زعم بكل كذب وافتراء ان نقضه لهذا العهد ( عهد الختان ) ليس بحسب انسان , اى انه يريد ان يقول ان الله هو الذى اوحى اليه بذلك :

    ايها الاخوة بحسب الانسان اقول ليس احد يبطل عهداقد تمكن و لو من انسان او يزيد عليه . غلاطية 15:3

    وقد أكتشف امر بولس سريعا حينما انقض الناموس , واتهم بالإرتداد عن شريعة موسي بالفعل , ولا حقته هذه التهمة طويلا :

    ونرى بولس يعلن تبرأه من الإرتداد , ويسارع بإعلانه الإنضمام تحت لواء الناموس والشريعة بمجرد ان قبض عليه ..... وهذا يظهر حقيقة شخصية الرجل الجبانة والمتلونه :

    وَلكِنَّنِي أُقِرُّ لَكَ بِهذَا: أَنَّنِي حَسَبَ الطَّرِيقِ الَّذِي يَقُولُونَ لَهُ «شِيعَةٌ»، هكَذَا أَعْبُدُ إِلهَ آبَائِي، مُؤْمِنًا بِكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ . اعمال 14:24

    بل بلغ من تراجعه عن موقفه , أنه اعلن ان من غير العمل بالناموس , فإن مصير الإنسان هو الهلاك ... مع انه سبق وقرر ان الناموس ليس له فائده , ونقض الوصايا :

    لأَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ بِدُونِ النَّامُوسِ فَبِدُونِ النَّامُوسِ يَهْلِكُ. وَكُلُّ مَنْ أَخْطَأَ فِي النَّامُوسِ فَبِالنَّامُوسِ يُدَانُ. رومية 12:2

    وبلغ من شدة حرصه ,و إحتراسه من القبض عليه مرة اخرى , انه اعلن ان الناموس الذى سبق وأن نقضه , شيء مقدس واجب العمل به :

    إِذًا النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ. رومية 12:7

    وها هو يوصى تلميذه النجيب تيموثاوس بالعمل بالوصية :


    أَنْ تَحْفَظَالْوَصِيَّةَبِلاَ دَنَسٍوَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيح . تيموثاوس الاولى 6/14



    وبلغ من خبث بولس واحتياله , انه كان يلجأ الى الناموس , ويظهر تمسكه به , إذا اراد ان يقرر لتعليم جديد , أو عقيدة جديدة , كى يقنع الناس بكل مكر , أن ما يقوله هو بحق الناموس , وليس من بنات افكاره , فمثلا حينما اراد ان يخدع الناس بأكذوبة ضرورة صلب المسيح, وموته , إستعان بالناموس قائلا :


    وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ !عبرانيين 22:9

    مع ان بولس هو نفسه الذى اعلن من قبل ان الناموس هو سبب الخطية , وسبب اللعنة , غلا اننا نراه فى النص السابق يدعى ان الناموس هو سبب الطهارة .......... فيا له من كذاب خبيث متلون ومتناقض .

    كما ان بولس حينما أراد ان يفرض على النساء بالقوة الصمت والسكوت داخل الكنائس , لم يجد أفضل من الناموس يلجأ إليه, كى يمنع عن احد الاعتراض , او التذمر :

    لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. كورنثوس الاولى 34:14



    وهذه هى طبيعة بولس ان يغير ايمانه بحسب الموقف الذى هو فيه :

    فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ . و للذين بلا ناموس كاني بلا ناموس مع اني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح لاربح الذين بلا ناموس . كورنثوس الاولى 20-21: 9

    فهل بعد بعد النص السابق نريد من دليل أقوى على اعتراف بولس بنفاقه , ورياءه وتلونه , واستعداده للتنازل عن قيمه ومعتقداته وافكاره , كى تتناسب مع نوعية الناس الذين يدعوهم إلى دين المسيح ؟

    فبولس أعلنها صراحة , انه مستعد لفعل اى شيء حتى لو اضطر للكذب , كى يقنع الناس بإلتزام افكاره الباطله , واراءه الفاسدة التى هدمت دين المسيح :

    فإنه إن كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ؟. رومية 7:3




    تم بحمد الله


    كتبه مجد الاسلام عبداوى

  • #2
    جزاكُم الله خيراً أخى الحبيب : مَجد الإسلام ,

    بولس المدعو رسولاً أتى بتعاليم مُخالفة لتعاليم المسيح تماماً

    وعقيدته باختصار ( بحسب وجهة نظرى المتواضعة )

    ان اللعنة أصابت الجميع بإنسان ( وهو آدم ) وأن هذه اللعنة سترفع بإنسان آخر ( المسيح ).
    لا قيمة للعمل بالناموس بدون الإيمان بالمسيح أنه مات على الصليب
    يرى أن المسيح قبل الصلب كان أقل درجة ً من الملائكة , وبعد الصلب صار فى متربة أعلى منهم .

    يظهر من كتابات بولس أنه لم يكن مؤمنا ً بالتثليث , ولا يعرف شيئاً عنه
    يظهر من كتابات بولس أيضاً أنه لم يكن مؤمنا بفلسفة الخطية التى يُنادى بها شنودة فى كتاباته .

    أرى أن كتاباته تتسم كثيراً ما تتسم بالغموض .

    يقول شنودة فى كتابه الخلاصى بأن عبارات بولس التى يتكلم فيها عن الخلاص وحده بالايمان ( إنكم بالنعمة مخلصون , ليس من أعمال .... , ....., ....الخ ) أن المقصود منها : العمل بالناموس وحده دون الايمان بموت المسيح وقيامته

    أما القول الأخير لحضرتك أخى الحبيب أنه يكذب ليزداد مجد الرب , فأنا أخالفك , فلو أعدت قراءة الاصحاح من أوله مرة أخرى , ستجد أنه يدين الكذب , ولا يكذب ليزداد مجد الرب , وهذا النص يسئ فهمه كثيراً من الأخوة الباحثين .

    ولكن الحق يُقال أن السبب فى هذا الفهم عند المسلمين أنهم يرون أن النصارى وكأنهم يطبقون هذه الآية بفهم المسلمين , فكثيراً ما يكذب منصروهم ليدخلوا النصرانية فى النصرانية , ويزعزعوا عقيدتهم .
    ولكن بولس لم يقصد هذا المعنى فى رسالته .

    وفقكم الله أخى الحبيب
    سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) الأعراف

    تعليق


    • #3

      جزاكم الله خيرا
      بالفعل بحث رائع حفظك الله ورعاك اخي الكريم

      تعليق


      • #4
        يسلاآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآم ادى الكلام ولا بلاش ياريت حد منهم يقراه ويختشي. فعلا بارك الله فيك على هذا البحث الرائع اثابك الله الجنة جعلك مجدا للاسلام حقا

        تعليق


        • #5
          ده مش بحث ده يعتبر مرجع لمواجهه النصاري به
          عمل رائع واكثر من رائع يا استاذ مجد الاسلام
          جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك بأذن الله

          تعليق


          • #6
            أما القول الأخير لحضرتك أخى الحبيب أنه يكذب ليزداد مجد الرب , فأنا أخالفك , فلو أعدت قراءة الاصحاح من أوله مرة أخرى , ستجد أنه يدين الكذب , ولا يكذب ليزداد مجد الرب , وهذا النص يسئ فهمه كثيراً من الأخوة الباحثين .

            ولكن الحق يُقال أن السبب فى هذا الفهم عند المسلمين أنهم يرون أن النصارى وكأنهم يطبقون هذه الآية بفهم المسلمين , فكثيراً ما يكذب منصروهم ليدخلوا النصرانية فى النصرانية , ويزعزعوا عقيدتهم .
            ولكن بولس لم يقصد هذا المعنى فى رسالته .




            اشكرك على التوضيح أيها الأخ الحبيب
            وحتى لا نكون مخطئين في الفهم أطلب منك أن توضح لنا كيف يستطيع بولس
            ( دون أن يستخدم الكذب ) أن يكون لليهود كيهودي وللذين تحت الناموس كانه تحت الناموس وللذين بلا ناموس كانه بلا ناموس وللضعفاء كانه ضعيف وبعبارة أخرى كيف يستطيع أن يظهر للكل وكانه منهم ؟ كما جاء في رسالته الى كرونشوس الاولى عدد 9

            ( فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود.وللذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس. وللذين بلا ناموس كاني بلا ناموس.مع اني لست بلا ناموس الله بل تحت ناموس للمسيح.لاربح الذين بلا ناموس. صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء .صرت للكل كل شيء لاخلص على كل حال قوما. وهذا انا افعله لاجل الانجيل لاكون شريكا فيه )

            طبعا لا أشك في صدق بولس في توججه لشراكة الانجيل حتى أصبحت تعاليمه مقدمة على تعاليم يسوع ، وغدت شراكة الانجيل ليست مناصفة بين الشركاء ، فزورا ينتسب المسيحيون إلى المسيح وتعاليمه ، فحقيقتهم أنهم أتباع بولس وشهوة أبيهم بولس وتعاليمه يتبعون
            لقد طلب يسوع من بولس أن لا يرفس مناخس فلم يستجب واستمر يرفس المناخس حتى استطاع أن يقصي تعاليم المسيح عليه السلام وأن يصرفهم عنها وعن كل الوصايا التي كان المسيح متمسكا بها .
            وقد زاد على ذلك فرفع لهم وزين لهم ( شعار لعن المسيح ) فقال لهم في غلاطية 3/13

            ( المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة )

            كلي أمل أن توضح لنا ذلك حتى لا نسيء الفهم وشكرا

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              بارك الله فيكم أخى الكريم مجد الإسلام ..بحث رائع بحق .. وأنا أتسائل دائما .. ماذا فعل بولس حتى يكتسب تلك المكانة الرائعة .. وتصبح تعاليمه اهم من تعاليم المسيح ذاته .. فمن هو بولس هذا حتى يأخذ كل هذه المكانة في نشأة العقيدة النصرانية !!

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك اخى طالب علم مصرى وجزاك الله خيرا على الاضافات التى الحقتها بالموضوع فى مشاركتك

                تعليق


                • #9
                  الاخوة الافاضل :
                  ابو عماد
                  ابن الشجرى
                  فدائى
                  انج باور

                  نورتم الصفحة بمشاركاتكم واسال الله ان يجمعنا جميعا فى جنته ...اللهم امين

                  تعليق


                  • #10
                    ........ للرفع ........

                    تعليق


                    • #11
                      السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
                      ما شاء الله لا قوه الا بالله بحث رائع للغايه
                      جزاك الله خيرا اخى ف الله

                      __________
                      و هنا اسمح لى اخى فى الله ان اختلف معك
                      انا اعتقد و الله اعلم انه يبرر الكذب فعلا .. لقد قرأت بدايه هذه الرساله كثيرا .... لانى كنت ارد على رد النصارى حول هذا الموضوع
                      و حوار الكراسى الموسيقيه اللى عملوه فى الرد ده
                      و الله اعلم
                      السلام عليكم

                      المشاركة الأصلية بواسطة طالب علم مصري مشاهدة المشاركة
                      [size=4]

                      أما القول الأخير لحضرتك أخى الحبيب أنه يكذب ليزداد مجد الرب , فأنا أخالفك , فلو أعدت قراءة الاصحاح من أوله مرة أخرى , ستجد أنه يدين الكذب , ولا يكذب ليزداد مجد الرب , وهذا النص يسئ فهمه كثيراً من الأخوة الباحثين .

                      ولكن الحق يُقال أن السبب فى هذا الفهم عند المسلمين أنهم يرون أن النصارى وكأنهم يطبقون هذه الآية بفهم المسلمين , فكثيراً ما يكذب منصروهم ليدخلوا النصرانية فى النصرانية , ويزعزعوا عقيدتهم .
                      ولكن بولس لم يقصد هذا المعنى فى رسالته .

                      وفقكم الله أخى الحبيب

                      تعليق


                      • #12
                        شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ابو معاذ المصري السني مشاهدة المشاركة
                          شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
                          بارك الله فيك اخى الفاضل ............ تحياتى

                          تعليق


                          • #14
                            مقال ماتع حجا أخى الحبيب مجد الإسلام أسأل الله تعالى أن يثيبك عليه خيرا بإذنه سبحانه .

                            والحقيقة أنه توجد عدة نظريات لتفسير هذا السلوك البولسى العجيب فى الدعوة لشريعة هو أحد المؤمنين بها .. وإن كان أبرزها اثنتان فحسب .

                            الأولى : أنه أراد هدم المسيحية بتشويهها وخلطها بالمعتقدات الوثنية بحيث تضيع منها صبغتها التوحيدية وحتى المُتعلقة بالشريعة والناموس .. وتجد هذه النظرية تبريرها فى سبقِ العداوة الشديدة التى كانت بين بولس والنصارى واضطهاده لهم مع ضعف الرواية التى رواها وكانت سببا فى تحوله .

                            قد تبدو هذه النظرية فى ظاهرها غريبة لأنها ترسم طريقا ملتويا لهدم العقيدة عن طريق الدعوة إليها .. ولكن هذه الغرابة تزول إذا عقلنا أن بولس كان يهوديا .. واليهودية لها طبيعة خاصة فقد عاشت اليهودية بين سائر الأديان والمعتقدات ردحا كبيرا من الزمن متميزة بعقيدتها الإيمانية التوحيدية القريبة من العقيدة الإسلامية الصافية - أتكلم عن العقيدة ودعوة الأنبياء لا عن حال اليهود - وكان اليهود لأجل ذلك ينظرون إلى أنفسهم على أنهم أبناء الله وأحباؤه المختارون .. لذلك كان خط العقيدة المسيحية بالأفكار الوثنية أكثر من كافى لصرف اليهود أتباع موسى وأصحاب الناموس والتوحيد عن هذه الديانة بالكلية ومن ثمَّ اعتبار المسيح نفسه كافرا .. وهذا هو قتل الديانة بالمفهوم اليهودى .. وهو قريب مِمَّا صنعوه فى أوروبا فى القرنين التاسع عشر والعشرين وما يُحاولون صُنعه الآن فى بلاد المسلمين بمعاونة إخوانهم المبشرين .

                            الثانية : أنَّ بولس كان يهوديا بالفعل ثمَّ تحول عن اقتناع بالفعل .. وكان نتيجة تحوله أن حدثت له صدمة فى الناموس باعتبار أنَّ الناموس ذكر صفات للمسيح المُنتَظر لا تنطبق أبدا على عيسى عليه السلام .. الناموس والعهد القديم كانا يُبشران بملك عظيم مُخلِّص - يُخلص شعبه من الأسر والاحتلال - أشبه شئ بداود وسليمان عليهما السلام .. لكن على الجانب المقابل نجد المسيح ضعيفا مُضطهدا مختبئا وفى النهاية مصلوبا .. هنا يبدأ "التفكير العكسى" كما يصفه بارت إيرمان .. فمع التسليم بأنَّ عيسى هو المسيحُ المنتظر وأنه مات مصلوبا نشأت العقيدة البولسية وهى عقيدة الصلب والفداء والخلاص بالإيمان .. فطبقا لهذه العقيدة أصبحت بشارات الناموس صادقة بعد تفسيرها بالرموز .. فأصبح الخلاص لا يعنى الخلاص من الأسر ولكن الخلاص من الخطيئة ومن لعنة الناموس .. وهذا الخلاص تمَّ على الصليب .. ولأنه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة فلا شك أنَّ الناموس لعنة لأنَّ اللعنة تُزال باللعن .. هكذا صار المسيح لعنة لأجل الرازحين تحت اللعنة - سواء لعنة الناموس أو لعنة الخطية - ليتم الخلاص .. وبالفلسفة وترميز بشارات العهد القديم مع إلقاء كُلِّ شئ آخر فيه بخلاف البشارات فى سلة القمامة نشأت العقيدة البولسية .. وقد حاول بعض التلاميذ مجابهة هذا الفكر ولكن كما يبدو كان بولس شديد الدهاء .. كما كان شديد التأثير بخاصة فى الأممين - غير اليهود - لأنه كان الأقرب إلى معتقداتهم وأساطيرهم متقدما بذلك على الحواريين اليهود بعقيدتهم التوحيدية الصلبة وناموسهم الشديد .. ولو تتبعنا أحوال النصار اليوم سنجد أغلبهم بولسيين على الحقيقة لا مسيحيين .. فهم ينتهجون نفس النهج البولسى سواء فى الإيمان أو التبشير .. وأعتقد أنَّ هذا يُفسر الكثير مِمَّا يعجب له المسلمون فى كلامهم سواء فى طرح كل شئ فى العهد القديم وعدم الالتفات إليه فيما عدا البشارات أو نظرتهم للناموس على أنه عهد نقمة أو إيمانهم بالخلاص بالفداء والتبرر بالإيمان .... إلى غير ذلك .
                            وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                            رحِمَ
                            اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد. مشاهدة المشاركة
                              مقال ماتع حجا أخى الحبيب مجد الإسلام أسأل الله تعالى أن يثيبك عليه خيرا بإذنه سبحانه .

                              والحقيقة أنه توجد عدة نظريات لتفسير هذا السلوك البولسى العجيب فى الدعوة لشريعة هو أحد المؤمنين بها .. وإن كان أبرزها اثنتان فحسب .

                              الأولى : أنه أراد هدم المسيحية بتشويهها وخلطها بالمعتقدات الوثنية بحيث تضيع منها صبغتها التوحيدية وحتى المُتعلقة بالشريعة والناموس .. وتجد هذه النظرية تبريرها فى سبقِ العداوة الشديدة التى كانت بين بولس والنصارى واضطهاده لهم مع ضعف الرواية التى رواها وكانت سببا فى تحوله .

                              قد تبدو هذه النظرية فى ظاهرها غريبة لأنها ترسم طريقا ملتويا لهدم العقيدة عن طريق الدعوة إليها .. ولكن هذه الغرابة تزول إذا عقلنا أن بولس كان يهوديا .. واليهودية لها طبيعة خاصة فقد عاشت اليهودية بين سائر الأديان والمعتقدات ردحا كبيرا من الزمن متميزة بعقيدتها الإيمانية التوحيدية القريبة من العقيدة الإسلامية الصافية - أتكلم عن العقيدة ودعوة الأنبياء لا عن حال اليهود - وكان اليهود لأجل ذلك ينظرون إلى أنفسهم على أنهم أبناء الله وأحباؤه المختارون .. لذلك كان خط العقيدة المسيحية بالأفكار الوثنية أكثر من كافى لصرف اليهود أتباع موسى وأصحاب الناموس والتوحيد عن هذه الديانة بالكلية ومن ثمَّ اعتبار المسيح نفسه كافرا .. وهذا هو قتل الديانة بالمفهوم اليهودى .. وهو قريب مِمَّا صنعوه فى أوروبا فى القرنين التاسع عشر والعشرين وما يُحاولون صُنعه الآن فى بلاد المسلمين بمعاونة إخوانهم المبشرين .

                              الثانية : أنَّ بولس كان يهوديا بالفعل ثمَّ تحول عن اقتناع بالفعل .. وكان نتيجة تحوله أن حدثت له صدمة فى الناموس باعتبار أنَّ الناموس ذكر صفات للمسيح المُنتَظر لا تنطبق أبدا على عيسى عليه السلام .. الناموس والعهد القديم كانا يُبشران بملك عظيم مُخلِّص - يُخلص شعبه من الأسر والاحتلال - أشبه شئ بداود وسليمان عليهما السلام .. لكن على الجانب المقابل نجد المسيح ضعيفا مُضطهدا مختبئا وفى النهاية مصلوبا .. هنا يبدأ "التفكير العكسى" كما يصفه بارت إيرمان .. فمع التسليم بأنَّ عيسى هو المسيحُ المنتظر وأنه مات مصلوبا نشأت العقيدة البولسية وهى عقيدة الصلب والفداء والخلاص بالإيمان .. فطبقا لهذه العقيدة أصبحت بشارات الناموس صادقة بعد تفسيرها بالرموز .. فأصبح الخلاص لا يعنى الخلاص من الأسر ولكن الخلاص من الخطيئة ومن لعنة الناموس .. وهذا الخلاص تمَّ على الصليب .. ولأنه مكتوب ملعون كل من عُلِّق على خشبة فلا شك أنَّ الناموس لعنة لأنَّ اللعنة تُزال باللعن .. هكذا صار المسيح لعنة لأجل الرازحين تحت اللعنة - سواء لعنة الناموس أو لعنة الخطية - ليتم الخلاص .. وبالفلسفة وترميز بشارات العهد القديم مع إلقاء كُلِّ شئ آخر فيه بخلاف البشارات فى سلة القمامة نشأت العقيدة البولسية .. وقد حاول بعض التلاميذ مجابهة هذا الفكر ولكن كما يبدو كان بولس شديد الدهاء .. كما كان شديد التأثير بخاصة فى الأممين - غير اليهود - لأنه كان الأقرب إلى معتقداتهم وأساطيرهم متقدما بذلك على الحواريين اليهود بعقيدتهم التوحيدية الصلبة وناموسهم الشديد .. ولو تتبعنا أحوال النصار اليوم سنجد أغلبهم بولسيين على الحقيقة لا مسيحيين .. فهم ينتهجون نفس النهج البولسى سواء فى الإيمان أو التبشير .. وأعتقد أنَّ هذا يُفسر الكثير مِمَّا يعجب له المسلمون فى كلامهم سواء فى طرح كل شئ فى العهد القديم وعدم الالتفات إليه فيما عدا البشارات أو نظرتهم للناموس على أنه عهد نقمة أو إيمانهم بالخلاص بالفداء والتبرر بالإيمان .... إلى غير ذلك .
                              بارك الله فيك اخى احمد وفى اطلالتك المتميزة كعادتك ............... وها نحن نرفع الموضوع مرة اخرة لعله يجد عند النصارى اذانا تسمع وقلوبا تعقل ...نسأل الله لهم الهداية

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة mohamed faid, 14 يون, 2023, 04:22 م
                              ردود 0
                              155 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamed faid
                              بواسطة mohamed faid
                               
                              ابتدأ بواسطة mohamed faid, 14 يون, 2023, 10:00 ص
                              ردود 0
                              75 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamed faid
                              بواسطة mohamed faid
                               
                              ابتدأ بواسطة mohamed faid, 11 ماي, 2023, 02:59 م
                              ردود 0
                              28 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamed faid
                              بواسطة mohamed faid
                               
                              ابتدأ بواسطة mohamed faid, 15 أبر, 2023, 08:42 ص
                              ردود 0
                              66 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة mohamed faid
                              بواسطة mohamed faid
                               
                              ابتدأ بواسطة محمد عادل, 3 أغس, 2022, 06:11 ص
                              ردود 0
                              139 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة محمد عادل
                              بواسطة محمد عادل
                               
                              يعمل...
                              X